ديوان الغريب للشاعر عمر بن الحاج عيسى بن بَلْعِيد البَريَّانِي

عمر بن الحاج عيسى بن بَلْعِيد البَريَّانِي 1880 - 1947م

Icon 07

"ديوان الغريب" للشاعر عمر بن عيسى بلعيد البرياني، دراسة وتحقيق الأستاذ يحي بن بهون حاج امحمد(1) الباحث في التراث وتحقيق المخطوطات، ويقع الكتاب في 260 صفحة، مقاس 15.5×23.5 ويجمع بين دفّتيه حوالي 26 قصيدة شعرية من نوع الملحون، تمتاز بحسن السبك وروعة الفكرة ودقة الألفاظ وجزالة الأسلوب..

لقد ابتدأ الشاعر عمر بن عيسى بلعيد نظم الشعر الملحون في أول شبابه في العقد الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، أول العقد الأول من القرن العشرين، فظهر نبوغه الباكر، وشاع شعره الجميل في بلده بريان، ولما اجتاح بلده بريان ومدن مزاب الفيضان الذي وقع في خريف 1319هـ/1901م أنشأ قصيدة قصصية جميلة طويلة عنوانها (قصة الوِيدانْ بَاللُّوحْ وَالسُّودَانْ)، ذكر فيها أحداث الفيضان ومناظره، وأطواره وأضراره وضحاياه البشرية، وقد شاعت هذه القصيدة المتطاولة في بريان وقرى ميزاب وحفظها كثيرون وتغنوا بها.

والشاعر من تلاميذ زعيم النهضة الإصلاحية بالجنوب الجزائري الكبير والتي قادها الشيخ امحمد بن يوسف أطفيَّش _رحمه الله_، ثم الشيخ إبراهيم بن عمر بيّوض من بعده، وكان يملأ حب الإصلاح نفسه، ويعرف واجبه فيه، فقد انساق في شعره لهذا الحب ولعقيدته الإصلاحية فكانت أكثر قصائده في الإصلاح والدعوة إليه والدفاع عنه.

وكان شعر عمر بلعيد مشرق الديباجة، سلس الأسلوب، حسن المعاني، ثائرا على الفساد والظلم، وكان السيد عمر شاعرا بحق، له وجدان قوي، يُحس الجمال فيَهِيم به ويدعو إليه، ويشعر بالقبح فيثور عليه ويعمل لإزالته، كما كان صاحب فكرٍ وقَّاد يُدرك المفاسد الاجتماعية وكل الأمراض النفسية التي تقتل الأمة وتُفسد الدين، فيجاهد بدعوته وشعره لتطهير النفوس منها، وكان أغلب شعره في هذه المواضيع الإصلاحية. 

مما جاء في الديوان هذه العناوين

Icon 07

قصة تاريخية في الويدان القوية 1901.

قصة تاريخية في رحلة الشيخ بيوض.

وباء الخمور وسيرة ذوي الفسق والفجور..

في التحريض على الخدمة لأنها روح الحياة.

في حياة المتزوج وحياة العازب.

في التربية والنصايح.

في عيد الغاني وعيد الفقير.

قدوم الحجاج إلى مكة المكرمة.

حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى.

في التأسف والملامة على وطني.

قصة الجراد والبوبزيز المرّاد صاحب الفساد.

قصة التجار مع العجوزة ذات الدواهي.

في شبان اليوم والمدنية.

في رجوعي من سطيف إلى الجزائر.

رحلتي إلى سيدي بلعباس في وصف البلاد وشكر العباد.

في رحلتي وجوالي من بريان إلى لغواط إلى البليدة إلى الجزائر.

قصة تاريخية في رحلة الدكتور بن جلول واحتفال البعثة العلمية.

إن "ديوان الغريب" يحوي حللا زاهية بديعة من الشعر الشعبي الملحون، تضجّ بقيم الصدق والأصالة.. وبقيم الوطنية الصارخة في جزائر عرفت أشكالا متنوعة في مقاومة الاستعمار الفرنسي البغيض منها في مجال الأدب: الخطب العصماء، والمقالات النارية في أعمدة الصحف، ومنها قصائد الشعراء في الفصيح والملحون..، وفي هذا الديوان نصوص تضجّ حماسًا وثورية في المجال الاجتماعي خاصة، وهي لا تكاد تقل أهمية عن استبسال أقطاب الحركة الإصلاحية في خطبهم ومقالاتهم، وعن فصول شعر النضال السياسي التي برز فيها شاعر النضال والثورة الأستاذ الكبير مفدي زكرياء.

--------------------------

(1) أ.يحي بن بهون حاج امحمد أستاذ الأدب الجزائري الحديثورئيس قسم اللغة والأدب العربيالمركز الجامعي غرداية - الجمهورية الجزائرية

 المصدر: http://www.tourath.org/ar/content/blogcategory/13/27/

Tags: تأريخ, الجزائر, جغرافيا