تقاسيم المياه والسدود
من طبيعة الصحراء ندرة الأمطار وعدم انتظامها في مواسم معينة ،وإذا ما نزلت طلا أو وابلا فإنها سرعان ما تجف و تتسرب في الرمال ،ولكي تمتلئ خزائن المياه السطحية في المنطقة ،فإن الأسلاف رحمهم الله تعالى ،بنوا سدودا تقليدية على طول مجرى الوادي في مختلف الواحات ،تتسع و تضيق على حسب موقعها وتعترض السيول الدافقة ،لحجز مياهها برهة من الزمن ،ثم و ضعوا نظاما دقيق لمراقبتها ،وحددوا مواقيت مضبوطة لمدة حجز المياه فيها بحسب الفصول ،يقوم عليها أمناء خاصون يسمون ب ( اللومناء ) لا ينازعون في قراراتهم ،من أية سلطة كانت كما خططوا كذلك شبكة لتقاسيم المياه ، حين تتخذ مجراها عبر الوادي حتى تأخذ كل حديقة قسطها العادل من مياه السيول ،حسب سعتها و ارتفاعها و انخفاضها و هي مراقبة أيضا من طرف أولئك الأمناء ، ويمكن أن نشاهد أمثلة لذلك في السد الكبير الموجود في
بني يزقن و العطف ،و تقاسيم المياه في ناحية " بوشن " بغرداية الذي أعاد تجديدها الشيخ" حمو و الحاج" و قد حفر على امتداد الواحة حوالي خمسة آلاف بئر تقليدية يتراوح عمقها بين 40 و 50 متر. ومنذ الثلاثينات و بعد اكتشاف " بحر الألبيا ن " للمياه الجوفية بدأ حفر الآبار الارتوازية لتموين القرى بالمياه الجوفية.