رفض المزابيين للتجنيد الإجباري
رفض المزابيين من السلطة الفرنسية التجنيد الإجباري لأن الجهاد لا يصح إلا لنصرة الإسلام
بعد قيام الحرب العالمية الأولى 1912 م ، فرضت السلطة الفرنسية التجنيد الإجباري للجزائريين في صفوفها ضد دول المحور ( ألمانيا و إيطاليا) على كافة مدن التل ، و فرضت التجنيد على الأهالي البالغين 19 عاما ، غير المولودين بتلك المدن ، و القاطنين بها منذ أكثر من سنة ، فاحتج المزابيون ضد التجنيد الإجباري لشبابهم العاملين بالتل ، لأن ذلك يتعارض مع الدين ، ويتخالف لبنود معاهدة 1853 م( معاهدة الحماية التي سبق ذكرها ) ، و في سنوات الحرب الأولى ، استجابت معظم نواحي الجزائر بالتل و بأراضي الجنوب إلى نداء فرنسا ،لكن بني مْزاب تمسكوا بموقفهم الرافض للتجنيد .
توالت الإحتجاجات ضد التجنيد الإجباري ، إلى أن قدّم وزير الحرب الفرنسي إلى الوالي العام للجزائر يوم 12 مايو 1920 ، تقريرا يصرح فيه أن المزابيين رعايا فرنسيون ، مثل غيرهم من الجزائريين ، و أنهم ملزمون بالتجنيد .
عندئذ توالت الإجتماعات لضبط خطة معارضة للتجنيد الإجباري ، ففي 19 مارس 1921م ، عقد أعيان مدينة آت إزجن جلسة حضرها قاضيها الحاج أحمد بن الحاج حمو ، للإحتجاج ضد كثير من القضايا ، ومنها التجنيد الإجباري ، الذي يضع المزابي الإباضي في خدمة الكفار ، معرضا حياته في سبيلهم ، علما أن الجهاد لايصح إلا لنصرة الإسلام ، و بعثوا بمبعوثين إلى عمالتي الجزائر ووهران و قسنطينة في هذا الشأن.
لكن فرنسا جندت 21 متطوعا من بني مزاب عام 1921 و لم يلبوا النداء ، واعتبرتهم متمردين فارّين من السلطة.
و ظلت السلطة الفرنسية تجند المزابيين بالقوة ، فمنهم من ذهب مرغما و هم قليلون ، أما الباقي ففروا ، واستمرت المظاهرات و الإحتجاجات ضد التجنيد بمزاب إلى سنة 1935م.