إلحاق منطقة مزاب بالمحتل الفرنسي
إلحاق منطقة مزاب بالمحتل الفرنسي
بتاريخ 30 نوفمبر من عام 1882 القوات الفرنسية تبسط سيطرتها على منطقة مزاب و تعلن ألحاقها رسميا بفرنسا وتضعها تحت إدارتها المباشرة مخترقة بذلك معاهدة 1853 التي ابرمتها مع ممثلي قرى مزاب السبعة بالأغواط.
فبأمر و تكليف من الحاكم العام للجزائر Louis TERMAN في 26 أكتوبر 1882 ، قام الجنرال de la Tour d'Auvergne قائد المقاطعة العسكرية للمدية بتجهيز جيش مكوّن من ضباط و صف ضباط و جنود قوامه 1175 فردا و 458 فرسا و 1295 جملا محمّلا بالمؤونة و الذخيرة و المعدات المختلفة ، و في 10 نوفمبر من نفس السنة و انطلاقا من مدينة الأغواط حرّك قواته تجاه مزاب ، لتصل إلى مدينة بريان بعد أربعة أيام ثم تحط رحالها بضواحي تغردايت في اليوم 17 من نفس الشهر ، ليعلن بصفة رسمية في الثلاثين منه ضم منطقة مزاب الى الأقاليم الفرنسية من خلال بيان رسمي " Proclamation d'annexion " وجهه لسكان مزاب وخاطبهم بإسمهم - النص الحرفي للبيان مذكور في المصادر الفرنسية - .
و لقد بررت السلطات الفرنسية خطوتها آنذاك بما أسمته بنقض المزابيين لبنود الإتفاقية و أخذهم منها ما يتماشى مع مصالحهم و ترك أخرى ، حيث إتهمتهم بدعم و مساعدة المتمردين بالسلاح و الذخيرة ( البارود) و فتح أسواقهم لأعداء فرنسا بالجنوب و إيواء الخارجين عن القانون في قراهم ( و تقصد بالمتمردين ثوار حركات المقاومة خاصة بمنطقة الغرب الجزائري la province d'Oran )
وورد في نص إعلان الإلحاق ، أن دخول القوات العسكرية إلى مزاب إنما جاء لغرض بسط الأمن ووضع حد للفوضى التي تعيشها المنطقة ، في إشارة إلى الاغتيالات و الصراعات الدموية و أعمال التخريب التي حدثت في الفترة التي تلت الاتفاقية و التي راح ضحيتها العشرات من الاشخاص نتيجة الصراع المحموم حول الزعامة و التعصب و طغيان بعض القياد و فسادهم في بعض قرى مزاب ، و مما زاد الأمور تعقيدا إستعانة بعض الأطراف المتنازعة بمرتزقة للإستقواء على خصومهم ، ولا يستبعد أن يكون للإحتلال يد في هذه الإضطرابات .
هكذا و ابتداء من هذا التاريخ يدخل مزاب مرحلة جديدة من تاريخه ستكون لها لاحقا تأثيرات عميقة في النواحي الإجتماعية و العمرانية و الاقتصادية و الديمغرافية أيضا ، حيث ستشهد التركيبة البشرية لساكنة المنطقة تغييرات واضحة و ستفقد جزء كبير من إستقلاليتها و سلطتها العرفية .
منقول Bakir Bennacer
Tags: Architecture , الفن المعماري