التسمية الصحيحة لقرى واد مزاب
التسمية الصحيحة لقرى واد مزاب(01)
.. رأيت أن أضيف هذا الملحق الموجز، حول تسمية مدن وقرى وادي مزاب لما رأيت من اتخاذ بعض المغرضين التسميات المحرفة سببا وأداة لسب وشتم أهل القرى، وردد هذه التسميات من لا يعرف حقيقة الأمر فأصبحت في زمرة المسلمات.
ورأيت أن أضع التسميات المحققة على شكل جدول حتى يسهل فهمها، والرجوع إليها. وحاولت في ذلك أن أختصر دون أن أتعرض إلى الأدلة والمصادر وأوجه التسمية لكل قرية، وإنما اخترت الوجه الذي اقتنعت به والله الموفق لمعرفة الحقيقة واتباعها.
1. اِغْزَرْ اَوغْلَانْ:
اِغزر: كلة أمازيغية تعني مجرى الوادي.
أغلان: المنطقة المنخفضة ذات الشكل المقعر، قاحلة وذات مناخ صحراوي تخص هذه التسمية كلا من: تغردايت، آت يسجن، آت ملیشت، تجنینت، آت بنور، التي تقع على طرفي وادي مزاب، وألحقت بها كل من آت ابرقان واقرارن لأنها تشبه إلى حد بعيد القرى المذكورة وتشاطرها التاريخ والعادات واللغة.
2. تَغَرْدَایْتْ:
تغردایت: هي القطعة المستصلحة الواقعة على حافة الوادي، وعممت لتشمل جميع قرى الوادي والأصل إطلاقها على مدينة تغردایت.
ملاحظات:
توجد منطقة في ضواحي الأوراس تسمى بتغردایت.
يطلق أمازيغ ليبيا على قطعة الأرض المستصلحة الواقعة على حافة الوادي تقردایت.
على من أراد أن يتحقق من تطابق هذه التسمية مع موقع المدينة أن يقف في أعلى آت ملیشت وقت جريان الوادي.
التسميات المحرفة: قرداية، غرداية، غارداية، غارضاية.
3. آتْ يَسْجَنْ:
آت: أصحاب، أو أهل، أو آل ...
يسجن: يقول الشيخ اطفيش - رحمه الله (وأما تحريف أو تعريب أصل التسمية ومعناها يزقن ... ففي أعمال قسنطينة قوم يسمون أولاد يسقن –بالزاي أو السين- جاءت طائفة منهم إلى هذه القرية فنسبت إليهم...)
ملاحظات:
الرواية التي أوردها المؤلف رحمه الله قد تكون صحيحة وإنما هي من قبيل إيجاد استعمال ثان لعلَم موجود، والأصل آت يسجن وأما أصحاب النصف بالأمازيغية: آت وسجن والكلمتان متقاربتان من حيث السماع ولذا وقع الخلط بينها.
توجد قبيلة اسقنية في منطقة عين مليلة حاليا.
وتوجد قبيلة أخرى تدعى اسجن في منطقة القبائل الصغرى في موضع يقع جنوب غرب بجاية على بعد 30 كلم.
التسميات المحرفة: بني يزقن، بني يسجن، وابن واسکن ....
4. آتْمْلِيشْتْ:
مليشت: مأخوذة من مليكش وهي قبيلة أمازيغية كبيرة منتشرة في عدة مناطق، مثل القبائل الصغرى في أقبو، وفي شمال الأوراس، كما نجدها في ذراع الميزان.
ملاحظات:
توجد عشيرة علوان في نواحي مدينة تيزي وزو وغير بعيد عنها (حوالي 15 كلم) توجد عشيرة آیت ملیکش.
مع الملاحظة أن آت علوان عشيرة كبيرة تقطن في آتمليشت -القرية-
التسميات المحرفة: مليكة العليا، مليكة السفلى .....
5. تَجْنِینْتْ:
تجنینت: مأخوذة من تقنيوت ثم تحولت إلى تقنينت ثم إلى تجنینت، ونجد في القبائل ((آقني))، دلالة على أصل التسمية ومعناها الأرض أو المنطقة المرتفعة بالنسبة إلى محيطها (هضبة صغيرة) وهو ما يطابق واقع المنطقة.
التسمية المحرفة: العطف أصلها عطاف وهي مأخوذة من آیت عطاف، اسم لقبيلة أمازيغية تقطن منطقة القبائل الكبرى، كما توجد نایت عطاف في منطقة ذراع بن خدة.
6. اِقْرَارَنْ:
تقرار: يعني السهل الصغير المقعر أو المنخفض المغضّر أي مزروع - وهو ما يوافق طبيعة المنطقة-
التسميات المحرفة: القرارة، لقرارة.....
7. آتْ بُنُورْ:
بنور: اسم لقبيلة أمازيغية، فنجد مثلا عشيرة كبيرة بتبلاط بين الخروب وعين البيضاء تسمى ببنور.
ملاحظات: التسميات المحرفة: بنورة، نورة ...
8. آتْ اِبَرْقَانْ:
برقن: يطلقها أمازيغ جبل نفوسة على الخيمة التي يستعملها البدو، ويجمعونها على ابرقان، وأما عند قبائل غات فأبرقن هي الخيمة المصنوعة من الشعر.
ونجد في التاريخ أن أهل هذه المنطقة اشتهروا في القديم بصناعة مثل هذه الخيم فنسبوا إليها.
ملاحظة: التسميات المحرفة: بریان، بیریان.
أسماء مدن سهل واد مزاب وتاريخها
من تقديم الباحث: حواش عبد الرحمن بن عيسى -رحمه الله-
أصل تسمية قصور مزاب السبع
ربما لم تسمعوا بهذا الإسم من قبل ، و أنا أعذركم ، لأن هذه هي نتيجة التعتيم و التحريف الثقافي و التاريخي ، فبينما راح البعض يبحث في معنى كلمة غارداية ، تاه الآخرون و هم ينقبون في كلمة غرداية ، و نسي الجميع كلمة : تَـغَـردايت ...
ترى ، أخبروني إخواني الجزائريين ، لماذا عندما نبحث في أصل أسماء المدن القبائلية ، نذهب مباشرة إلى اللغة القبائلية و نبحث فيها عن معنى لذلك الاسم أو ذاك ، و لا نقبل لأي لغة أخرى أن تتدخل في هذا الشأن ، نفس الشيء بالنسبة للمدن الشاوية ، و حتى التارقية ، و هذا حق ..... ، لكن الأمر مختلف في مْـزاب ، فجميع الباحثين المحليين و الأجانب ، المزابيين أو الغرباء ، ينقبون في لغات أخرى عن معنى : غرداية .... ، و كأنه لا وجود للغة لسكان هذه المنطقة ، ....
تخيلوا معي إخواني أننا نحاول البحث عن معنى اسم إحدى مدن حضارة المايا ( أمريكا الوسطى ) ، فرجعنا إلى قواميس اللغة الروسية مثلا في تفسير هذا الإسم ، بدل أن نعتمد على لغة شعوب المايا ، أهذا منطقي ؟
إن التعتيم الثقافي ، و سيطرة من لا علاقة لهم بالمنطقة على المراكز الثقافية و الإعلامية الحساسة في مزاب ، و من جهة أخرى عدم اهتمام السكان الأصليين بلغتهم و ثقافتهم ، و تقبلهم للفكر القومي العروبي ، كل هذا أدى إلى تحريف أسماء مدن المنطقة ، فأصبحت كلمة : تاغـرْدَايْــتْ ، غريبة على مسامع الجزائريين....
طيب ، إذا كانت تغردايتْ ، غريبة عليكم إخواني ، فماذا إذن عن : آت مليشت ، و آت ايزجن ، و آت بونور ، و تاجنينتْ ، و آت ايبرقان ، و إيـقرارن ... ؟ ، وهي الأسماء الأصلية للمدن السبعة المزابية ...
آه نعم ، أعتقد أنكم اكتشفتم شيئا ، إنها كلمة : آت ، وهي قريبة جدا من اللفظة القبائلية : آيت ! ، و العديد من أسماء المدن القبائلية تبتدئ بهذه اللفظة ! ، يا للمصادفة ! ، كيف حدث ذلك ؟أجيبكم فأقول ، إنه أمر طبيعي جدا ، و بديهي جدا ، مادام كل من الإثنين ينتمي إلى الأمازيغية عرقا ، و مادامت كلتا اللغتين من أصل واحد ...
ترى ، لما كل هذا ؟ لماذا تسمى جميع المدن الجزائرية حسب الرأي التاريخي الصحيح ، و الذي يفصل فيه أبناؤها ، إلا هذه المدينة الأصيلة ، التي ما عادت أصيلة في اسمها ...
تعالوا إخواني أطلعكم على الحقيقة الغائبة ، التي غيبتها عنكم وسائل الإعلام لعقود ، و غيبتها عنكم ربما حتى مكاتب الإرشاد السياحي ...
قبل أن أبدأ دعوني أشرح لكم كلمة : آت ، أو : آيت ، و تعني : آل ، أو : بنو ، أو : أهل ( فإذا ترجمنا مثلا كلمة : بنو هاشم ، إلى الأمازيغية ، فإننا نقرؤها : آت هاشم )
تَغَردايت: الكلمة المزابية الأمازيغية التي تعني : الهضبة الواقعة بجانب الوادي .
آت مْــليــشْــتْ: و أصل مليشت هو كلمة : مليكشْ، و مليكش هي قبيلة أمازيغية أصلها من بلاد القبائل، و توجد إلى اليوم مدينة صغيرة في ولاية بجاية تسمى بني مليكش.
آت ايزجن: إيزجن في اللغة المزابية وكذلك في بقية اللغات الأمازيغية تعني النصف ، و معنى آت ايزجن هو آل النصف، و سميت المدينة بذلك، لأنها حسب أرجح الروايات تقع في منتصف الطريق تماما بين آت بنور وتغردايت، حيث كانت المدن المتقاربة الوحيدة في وادي مزاب.
آت بونور : نسب القصر إلى القبيلة، أو العائلة التي أسسته، وهي آت بونور ،
تَجْنينت: معناها بالمزابية هو المكان المنخفض، أو السهل ، ويسهل الملاحظة أن الطريق من آت بونور إلى تاجنينت هو طريق ينخفض تدريجيا .
آت إيبرڤان (مع نقطة زائدة فوق القاف)، و إيبرڤان كلمة مزابية معناها هو الصوف الوبري، أو الوبر ، و قد كانت قبيلة آت عفافرة -من بين الذين أسسوا القصر- معروفة بصنع المنتوجات الوبرية، فنسبت إليه .
إيڤرارن (مع نقطة فوق القاف)، و إيڤرارن اسم مزابي يطلق على الهضاب البيضوية الصغيرة، و نستطيع بكل بساطة أن نلاحظ وجودها بكثرة عند المدخل الغربي للمدينة وطبعا ، أي مار من الجلفة إلى ورقلة عبر الطريق الجديدة ( طريق مسعد ) ، أو من آت ايبرقان إلى تقرت ، يمر على هذه المدينة.
------------------------------------
(01) كتاب مدن جزائرية أقيمت على قصص حب. الشيخ عبد الله بن محمد كنطابلي صفحة 67-71
ملحق تسمية قرى واد مزاب -محمد بن موسى باباعمي-
المصدر /nir-osra.org