عادة مجالس القرآن
عادة مجالس القرآن
بقلم الحاج سعيد جابر مفكر
عادة حميدة في المجتمع المزابي لحفظ القرآن..
هل لديك معرفة بنظامها الداخلي؟
أولا: أرجال
لابد أن تكون أخي قد وصلت إلى سورة الكهف.. ثم تجلس إلى شيخ الفتيان ليمتحن حفظك.. وكنا نتمنى ونقدر ذلك الموقف أكثر من امتحان شهادة..
ببساطة: الشيخ رحيم.. 95% يفوزون ويرتقون.
ويتوجون بتاج الرجولة في المسجد مع قصعة شهية من طعام، ودسم.. تأسف من لم يحضرها
ثانيا: البدلة الرسمية
تتميز لبسة قارئ القرآن بأنها:
عباءة بيضاء، لا يخالطها أي لون ولا زركشة.
طاقية بيضاء عادية.. كيا أيها الناس.
لحفايت.. وهي قطعة خفيفة تلف على الرأس بطريقة سهلة.. ترمز إلى خصوصية صاحبها بأنه حامل مشعل نور وبياض وهو القرآن.. ولا يلبسها بتلك الطريقة أحد.
الحذر من أي مظهر للشهرة.. كساعة يد..
تجنب أي لباس غير متأدب.. كظهور رسوم، انكشاف..
ثالثا: آداب المجلس القرآني
الحضور في بداية الوقت..
لبس لحفايت من البيت لاستعداد نفسي.. ولكي لا ينصرف هم حامل القرآن لأي حديث دنيوي..
احترام المرتبة في الجلوس، العزابة ثم إيروان ثم كبار إمصردان ثم الأواسط ثم الصغار.. والمجلس دائري متناظر متوزع كصورة أغصان الشجرة.
إذا قدم أحد متأخرا جلس وراء دائرة المجلس مقابلا شيخ الحلقة.. ويقرأ دعاء الاستفتاح ثم الفاتحة، ويستأذن ثم يفتح له فيدخل.
إن كان صغيرا بقي في مكانه.. وإلا فتح له في مقامه المناسب لأقدميته ومكانته وعمره فينهض إليه.
إذا أراد قارئ الانصراف لضرورة أو ظرف... تحسَّب آخر السورة أو الحزب.. ثم أتى بدعاء الختام سرا وانصرف.
رابعا: قراءة القرآن
القراءة تكون من الرأس والحفظ.. ولا ترى المصحف مطلقا.. إلا إذا قامت الساعة
تكون القراءة نزولا من البقرة، بين مجلس ما قبل الفجر، ومجلس العشاءين.. وهنالك مجالس أخرى يوزع لها القرآن بطريقة أخرى.
يقرأ شيخ المسجد أو من ينوبه دعاء الاستفتاح ثم ينطلق ويتبعه الكل في قراءة متوسطة لا إسراع فيها ولا تباطؤ..
يتخلل المجلس صدقة من طيبات الطعام تحفيزا لقارئ القرآن، وربما فرح أحدهم وهو غني كافٍ بحفنة تمر أكثر من فرحه بمال كثير، ولا بد من هكذا 🤲وإلا فلا تأخذ.
في مواقع التشابه اللفظي يجهر الحفظة قليلا ترسيخا وتجنبا لسماع الخطأ من الضعفاء.
عند الوقوف والختام لابد من الوصول إلى نهاية ثمن أو سورة.
حالة المجالس اليوم
راعى الأوائل رحمهم الله هذه البساطة لكي يتمكن الكل من الواجب الأدنى وهو مدارسة القرآن كاملا ودائما.. لكن لما فرض التجويد على الكل ضعفت المجالس وقلت.
المجالس تئن لقلة عمارها لأن نظام أرجال والتحكم في الصغير منذ صباه فقدناه.. وبالتالي نتعب.
دخول المصحف إلى المجالس.. يدل على كثرة اشتغال الناس عن القرآن ولذلك هم ينسونه ويحتاجون إلى مصحف.
ولكن خير من لا شيء..
Tags: عادات تقاليد