اتّساع القرى ودحر أسوارها

العهد الثّالث

مع مرور القرون وتزايد عدد السكان، اضطرت القرى المزابية إلى دحر أسوارها مرّة أو عدّة مرّات كما وقع في بني يزقن. إنّ آثار المداخل القديمة للقرية ومواقع سوق البلدة المتنقلة والآبار العمومية، تبيّن بوضوح أنّ البلدة تمّ توسيعها ثلاث مرّات في العهد الثالث. ويصحب عادة هذا التوسيع للبلدة توسيع مسجدها. فالملاحظ لسقف مسجد بني يزقن الحالي يقرأ عليه الحدود الفاصلة بين مرحلتين متعاقبتين.

إنّ توالي توسيعات القرى الخمس وعدم إحداث قرى جديدة على واي مزاب، سببه الأوّل أنّه يستحيل إنشاء واحة جديدة على سافلته بعد العطف، لندرة الياه الجوفية، وسببه الثاني أنّ أهل غرداية يمنعون إحداث واحة جديدة على عالية الوادي، لأنّ ذلك سيؤدّي حتمًا إلى إضرار واحة غرداية بانخفاض مستوى الماء في آبارها وارتفاع نسبة الأملاح فيها. تجنّبًا لهذا فإنّ سلطات غرداية اشترت عام 1073هـ/1663م الأراضي الواقعة على عالية الواحة لتمنع الاستقرار بها واستصلاحها.

------------------------

المصدر : تاريخ بني مْزاب : الأستاذ يوسف بن بكير  الحاج سعيد

Tags: تأريخ, الجزائر