بنو مزاب في مَتْلِيلِي
العهد الثّالث
يقول كَابُورَايْ[1]:«إنّ البدوي لا يقوم أبدا بفلاحة الأشجار والبقول، وإذا كانت امتلك نخلا فإنّه يستخلف عليها مزارعا حضريا ولا يظهر إلا وقت جني الغلّة.
استعان شعانبة بَرَزْقَة بسكان مليكة، وعقدت اتفاقية بين الطرفين سمحت بهجرة عشر عائلات من مليكة إلى مَتْلِيلِي، تحت رئاسة إبراهيم بن سعيد، استقرّت في ناحية دبونة لتعمير القصر والواحة، فبنوا مسجدًا إباضيا على النمط المزابي، بقي على ذلك الشكل وتحت تصرّفهم إلى سنة1946م، حيث أعيد بناؤه وبناء مئذنته على الشكل الحالي.
قد تكون هذه الهجرة تمّت في نهاية القرن التاسع الهجري[2].
ممّا تضمّنته الاتفاقية أنّ السيادة والسلطة في قصر متليلي لإباضية مليكة، ولهم الحقّ و الحرية في التعامل مع غيرهم من غير تدخّل الشعانبة. كلّ رعايا الشعانبة في متليلي يدفعون إلى الإباضية في القصر ضربية سنوية قيمتها شاة واحدة على الشخص مع ما تنتجه من صوف وسمن. ولضمان تطبيق بنو هذه الاتفاقية تمّ تحويل عشر عائلات من متليلي إلى مليكة وإسكانها ناحية باب ابن الأطرش.
[1]_ CAPOT-REY : Le Sahara Français, 219.
[2]_ GOUVION : Monographie du M’Zab, 240.