المشاكل الدّاخلية
للفترة الثانية من العهد الرابع
من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م
في 1890، ألقي القبض على ستّة أعيان من بني يزقن، بتهمة الاحتجاج ضدّ القائد عيسى بن سليمان، وسجنوا بتبسة، ذلك حينما رفع عدد ضمّان أولاد عنان من تسعة إلى اثني عشر، وقد كان لكلّ قبيلة من القبائل الثّلاث بالبلدة أولاد يدر وأولاد موسى وأولاد عنان خمسة ضمّانا. هؤلاء السّجناء هم سليمان بن داود من أولاد باسه بن صالح، والحاج عيسى بن قاسم من أولاد قاسم أُوعمر، والحاج عبد الله بن موسى من أولاد أبي هريرة، والحاج محمّد بن صالح من أولاد دودو، وإبراهيم بن باحمد من أولاد عدون أُو إبراهيم، وموسى بن الحاج أحمد من أولاد وينتن.
وفي 20 جويلية 1895، سجن بتَاعَضْميتْ[1] لمدّة خمسة عشر شهرا، بتهمة التّحريض ضدّ قائد غرداية، السادة باحمد بن عمر بالولو، وعيسى بن يحي، وقاسم بن إبراهيم مصباح، وعبد الله بن عيسى دَادِّي، ويوسف بن إبراهيم بشيش، وإبراهيم بن داود بن سعيد، والحاج صالح بن محمّد شقبقب، وبكير بن سعيد الخبيتي، وكلّهم من أولاد عمّي عيسى بغرداية.
أمَّا في 12 سبتمبر 1895، فقد سبق إلى تاعضميت أحمد بن عمر شرع الله، وأحمد بن الحاج بكير شرع الله من مليكة مع سعيد بن يحي بولعناق.
ثّم في 8 أفريل 1896، سجن كذلك بتاعضميت إبراهيم بن بكير المعراض، والحاج إبراهيم بن سليمان الميت، وأطلق سراحهما يوم 3 جويلية 1897.
وفي سنة 1904، سجن بها إبراهيم بن سليمان سِيوْسِيو، وإبراهيم بن بكير المعراض، وباحمد بن يوسف سِيوْسِيو، والحاج إبراهيم بن الحاج سليمان الميت، بتهمة الشّغب ونشر أخبار كاذبة.
وفي 1906، أعلن العزّابة براءتهم من قائد غرداية إبراهيم بن عيسى بحاز، لاحتفاله بالموسيقى، حين شرّفته السّلطات الفرنسية بوسام جوقة الشّرف.
وفي نفس السّنة 1906م/1324هـ، سجن سبعة من كبارعزّابة القرارة في تاعضميت، بسبب براءتهم من القائد كاسي بن بوهون، الذي ارتكب مناكر في عرس أبناء اخيه، فاستنجد هذا القائد بالحاكم العسكري فأدخلهم السّجن. وكان رئيسهم آنذاك الشّيخ الحاج إبراهيم بن يحي. وثارت القرارة لاعتقال العزّابة وتظاهرت وأغلقوا المسجد احتجاجا، وأرغموا الحكام العسكريين على إطلاق سراحهم بعد ثلاثة أشهر من الاعتقال، فعادوا إلى جهادهم[2].
وفي نفس السّنة 1906، بنى أهل الفساد، بزعامة القائد كاسي بن بوهون، دارا فسيحة للبغاء في القرارة، في طابقين، بها مقهى للقمار واللّيالي الرّاقصة، لاستقبال زرافات كثيرة من الفاسدات، أقبلن على القرارة للارتزاق. كانت هذه الدّار بجانب السّوق قريبة من حارة اليهود. فلمّا عظمت البلية. فكّر أهل الصّلاح، وعلى رأسهم مجلس العزّابة، وشكّلوا وفدا يذهب إلى الجزائر، ليقوم بالمساعي لدى الولاية العامّة، فاتّصلوا ببعض الشّخصيات التي لها نفوذ وكلمة مسموعة لدى الولاية العامّة، ومن أبرزهم السيّد عبد الله بن الحاج صالح بليدي بوكامل، وطلبوا من الوالي العام أن يأمر بإغلاق هذه الدّار، فقبل، فأغلقت الدّار، وأخرجت المومسات جبرا من القرارة، فاشترت الدّار جماعة البلدة، بتبرّعات المحسنين، فهدمتها في الحال، وذلك عام 1326هـ/1908م.
في السّنوات 1910 -1912م، حدثت بلبلة، عندما أوجب الشّيخ طفيش، في أحد دروسه بالمسجد، الصّلاة على رسول الله، كلّما ذكر في تلاوة القرآن. وقعت بذلك مشاغبات خطيرة في العطف وبني يزقن، بين المؤيّدين والمعارضين لزيادة التّصلية في القرآن. تدخّل عندئذ الكُومَنْدَانْ كُوتْ[3]، وأمر قضاة قرى مزاب، باستثناء القرارة، أن يجتمعوا في مسجد عمّي سعيد، لدراسة فتوى الشّيخ طفيّش، والإدلاء برأيهم فيها. إلّا أنّ القضاة لم يتّفقوا على رأي واحد، فأصدر الكومندان قرارا إلى كافّة القضاة والقواد وشيوخ المساجد الإباضية، بعدم الوقف عند ذكر النّبي في تلاوة القرآن، بالأماكن العمومية، والسّماح بالصّلاة عليه في كلّ مناسبة أخرى، وذلك لحفظ الأمن.
[1]- سجن تاعضميت يقع بوادي تاعضميت شمال الأغواط على بعد أربعة عشر كيلو مترا من الطريق الرّابط بينها والجلفة.
[2]- محمد علي دبوز: نهضة الجزائر الحديثة، الجزء الثاني، 195.
[3]- .Cotte