المنشآت الدفاعية
الاستراتيجية الدفاعية لقصور مزاب(01)
"... ويشاهد المتجول في النواحي القديمة من هذه القرى نماذج للتكتيك الحربي، وحيل الدفاع عن القرية، في تخطيط بعض الطرق وبناء المساكن، بحيث تجد الطريق ملتوية أحيانان التواء لا مبرر له، لا تستطيع أن تعرف وأنت الغريب عن القرية- متى تنتهي، ولا كيف تلتوي ولماذا انبعجت هاذه الزاوية ولماذا انحسرت الأخرى وهربت عن الطريق، مع ضيق المسافة جدا، بين انعطاف وانعطاف، كما نجد الأبراج التي بنيت على أربع أو خمس طبقات على غاية من حسن مراعاة استراتيجية الحراسة، وعلى مدى نقط متقابلة، ينتقل الخبر إليها واحد إثر الآخر بالإشارات الضوئية أو غيرها في أقرب وقت، ثم إن الديار كلها في القرية متلاصقة، ومتساندة، ويراعى فيها علو معين، فيستطيع من في الناحية الشرقية مثلا، أن يقطع القرية كلها إلى الناحية الغربية، والعكس، أما الطرقات فقد احتالوا لها، بتسقيف مساحة من عرض الطريق في أماكن معينة."
أهمّ المنشآت الدّفاعية(02)
الأبراج والأسوار المحصّنة في منطقة مزاب،من أهمّ المنشآت الدّفاعية و القلاع الرّاصدة الّتي بقيت شاهدة على ما شيّدته سواعد أجداد المزابيّين وعلى ما أجادته قرائحهم وذلك لما تقتضيه ضروريات صون معاشهم وحماية قصورهم وذودهم عن حريمهم ،
وهي من المعالم الأثرية التي صنّفت كتراث عالمي منها سور بني يزڤن والواجهة الدّفاعية لمنازل قصر بنورة وسور غرداية ، وغيرها من قصور مزاب بقي بعضها على حالها كسور بني يزقن ومنها ما بقي أجزاء منها وأبراجها كسور لڨرارة،
ولقد بنى المزابيّون لمساكنهم أسوارا لغرض الحماية وهذه الأسوار تحيط بالتّجمع السّكني وهو مايعبر عنه بالقصر "أغرم " و منها ما تكون المنازل تتمّة للسّور كما هي الواجهة الدّفاعية لقصر بنورة لوجود تلك البنايات على حافة هضبة صخرية تحمل المدينة في موقع محمي فلا يسمح لها حينئذ باتّخاذ الأبواب من الجهة المطلّة على الخارج إلاّ إلى داخل القصر وتتخلّل تلك الأسوار أبراج منها رئيسيّة على شكل مداخل للمدينة وبها أبواب تفتح وتغلق ومنها لغرض الحراسة و أبراج أخرى شيّدت منعزلة عن المدن منفصلة عن سورها بنيت على مرتفعات تشرف على المدن والواحة وتراقب سيلان الأودية وتنبئ بجريانها ولها مهمّة الرّصد والإنذار عن عدو صائل..
وقد اتّخذ لها أماكن هامّة ومواقع مشرفة ومتقابلة مع بعضها لمهمّة التّواصل السّريع وذلك بواسطة إشارات ضوئيّة مُعلمة بخطر أو منذرة بخبر نازل فيسهل إيصاله إلى المدن ..ولقد روعي في هندستها المعمارية المتانة والمكان المناسب والطّابع الجمالي الذي يوافق طبيعة المنطقة الصّحراوية وقد استعمل في تركيبتها الإنجازية ، الحجر والجبس والجير والخشب وهي من جذوع النّخل ويقال للواحدة منها بالأمازيغية " تْمَالفْتْ " وكل تلك الوسائل تستخرج من طبيعة المنطقة وتصنع فيها ....
ولا شك أنّ تشييد الأبراج والحصون قديما كانت من أوكد الأمور وأوجبها لحفظ هيبة الشّعوب وصيانتها من غارات الأعداء وأما الآن صارت من المعالم المخلدة للأمم ومن الآثار التي تزار وذلك لما حلّ محلّ عملها أجهزة الأمن من الشرطة والدّرك والجيوش عسى أن توفّي بالغرض ..والدفاع وصيانة الحريم من أنبل الأعمال وأشرفها ..
والله خير الحافظين.
يتميز كل قصر بنظام دفاعي خاص. فبالإضافة إلى سور بني يزقن الشهير، والذي يمثل أول معلم مصنف بوادي مزاب، نذكر أيضا الواجهة الدفاعية لقصر بنورة وسور غرداية.
هناك أيضا أبراج المراقبة المتواجدة على طول الوادي، في محيط القصور والواحات، إضافة إلى الأبواب الرئيسية لمداخل القصور. المجموع يشكل نظاما دفاعيا متكاملا بما في ذلك مئذنة المسجد.
ويلي مرحلة اختيار موقع القصر، رسم معالم ومواقع الأسوار حيث تتخلل هذه الأخيرة أبواب المداخل والأبراج، وتحدد محيط القصر. في السابق كانت المساكن المحصنة تشكل جزءا من النظام الدفاعي للقصر.
وعلى العموم، القصور محمية بأسوار، أو بمساكن محصنة، زيادة عن أبراج المراقبة والدفاع. وتفتح على الأسوار أبواب ومداخل محروسة على شكل أبراج مفتوحة تحدد نهاية الشوارع.
أبراج الحراسة
من بين أبراج وادي مزاب برج تنمرين يقع في الجاوة بقصر تجنينت في أبهى حلة له بعد اسكمال أشغال الصباغة له وبناء سد نمودجي خلف البرج وهو ينتظر زيارتكم لتشاهدوا روعة الإنجاز بأعينكم ,تقبل الله على كل من ساهم في الإنجاز بماله او بيده او دعوة خير.
برج بوليله و سور قصر بني يزجن
يحيط بقصر بني يزقن سور دفاعي يبلغ طوله حوالي 1525م وارتفاع 3 أمتار وسمك في القاعدة يبلغ المتر وفي القمة حوالي 20سم. لقد تم بناؤه في المرحلة الأولى في القرن الرابع عشر، وبلغ شكله النهائي الحالي سنة 1880م.
يشمل السور العديد من أبراج المراقبة وأهمها برج بوليلة، وبابين رئيسيين هما باب الشرقي وباب الغربي وثلاثة أبواب صغيرة "خراجات".
لقد عرفت هذه المنشآت مؤخرا عدة تدخلات لترميمها والمحافظة عليها ومتابعة دائمة من أجل الوقوف على حالتها من قرب.
واجهة قصر بنورة
تقع في الجزء الغربي من قصر بنورة. وتشكل طوقا من مساكن محصنة مبنية فوق صخور جبلية تطل على وادي ميزاب. وهي نوع من نماذج الحصون الطبيعية تحل هذه المساكن المحصنة مكان الأسوار، وتتخلل جدرانها الخارجية فتحات صغيرة، وهي ببساطة عبارة عن نوافذ صغيرة كما في القصور الأخرى، لأنه يتم إضاءة المساكن بفتحة التهوية (الشباك) الموجودة في وسط الدار
|
-------------------------------------------
(01)بقلم نورالدين فخار
(02)كتاب مزاب بلد كفاح، إبراهيم محمد طلاي، ص 23.
المصدر nir-osra.org/
Tags: حضارة, الفن المعماري, الهندسة المعمارية