عيد أملاڤا [نْفاش]

يحيى سكان منطقة وادي مزاب المناسبة التقليدية السنوية المعروفة بـ” أملاڤا” بالأمازيغية (اللقاء) تسمح هذه التظاهرة للمحسنين بإقامة “أنفاش” (الصدقة).

وتنسب تسمية هذا الحدث الإجتماعي السنوي المعروف بـ”أملاڤا” إلى نقطة إلتقاء تقع بأقصى شمال سهل وادي مزاب لواديي الأبيض ولعديرة اللذين يمونان مجرى وادي مزاب بمياه الأمطار حيث تحول هذا الموقع الطبيعي الفسيح إلى مسرح إمتزجت فيها الألوان والأضواء إحتفاء بهذه المناسبة التقليدية المحلية.

وعادة ما يتم تنظيم “أملاڤا” نهاية شهر ماي من كل سنة من قبل هيئة أمناء السيل وهي جمعية محلية تتشكل من أعيان وخبراء في مجال النظام التقليدي لتقسيم مياه الأمطار الذي لا زال معتمدا إلى حد الآن بواحات سهل وادي مزاب.

ويساهم في إقامة تظاهرة “أنفاش” المحسنون والمتبرعون لأعمال الخير حيث يشكل هذا الموعد إيذانا بعودة سكان سهل وادي مزاب إلى واحاتهم وحدائقهم الغناء للتضرع إلى المولى عز وجل أن ينزل الغيث المفيد للمنطقة وأن يحفظها من الجفاف كما أوضح السيد إبراهيم التومي أحد أعضاء هيئة أمناء السيل.

وكانت هذه التظاهرة الإجتماعية تقام في وقت سابق من طرف سكان وادي مزاب بعد تنظيم حملة النظافة الجماعية المعروفة بـ ”تويزَ” والتي تستهدف مجاري الأودية وسواقي السيول والقنوات التقليدية لتقسيم مياه الأمطار وذلك استعدادا لموسم الأمطار كما أضاف السيد التومي.

ويقبل على الإحتفال بمناسبة “أملاڤا” جموع غفيرة من الرجال الذين يتقاطرون من مختلف قصور وادي سهل مزاب لقضاء أجواء بهيجة وممتعة مليئة بالأنشطة والسهرات الليلية التي تصنعها فرق البارود قارابيلا وفرق ترديد الأناشيد التقليدية. وتتميز وقائع انطلاق هذا الحدث الإجتماعي السنوي بتنظيم استعراض بهيج للفرق الفولكلورية الغرداوية التي تطعم الأجواء بطلقات البارود وحركت الفرسان على صهوات جيادهم وترك المجال لسينيات الشاي المعتق وللفرحة التي عمت جموع الحاضرين، وبعد أداء صلاة العشاء جماعيا يتحلق المدعوون حول أطباق من الكسكسي التي يتم إعدادها بطريقة تقليدية وتتوج فعاليات “أنفاش أملاڤا” بتلاوة ما تيسر من الذكر الحكيم و يرفع الجميع أكفهم تضرعا للمولى عز وجل أن يحفظ البلاد والعباد وأن يكرمهما بالغيث الذي يدخل الفرحة إلى القلوب ويملأ الآبار ويسقي واحات النخيل والبساتين العائلية.

ويرى أحد المختصين في علم الإجتماع بالمنطقة أن سكان سهل وادي مزاب يغتنمون هذه المناسبة السنوية للتواصل ولتمتين أواصر الأخوة والمحبة ونسج علاقات إجتماعية جديدة..

 

 

 

المصدر: جريدة الجمهورية منقول بتصرف يسير

Tags: تراث, عادات تقاليد