ايزلوان ودوره في البناء الحضاري

فنّ ايزلوان ودوره في البناء الحضاري في المجتمع المزابي

ⵉⵣⴻⵍⵡⴰⵏ

c 7جزء من مداخلة الأستاذ يوسف لعساكر في الملتقى الاول حول " القيم الحضارية في التراث الوطني الامازيغي" .

فنّ ايزلوان ودوره في البناء الحضاري في المجتمع المزابي

 

المقدمة

إنّ فنّ ايزلوان من الفنون التراثية الشعبية الامازيغية ، وإرث انساني عريق ،و رافد معرفي أصيل و زاخر، ساهم بقسط وفير في الحفاظ على هوية أبنائه، عن طريق لغته الامازيغية وهي قناة أساسية لنقله و ترقية مضامينه الحضارية المتواترة ، مجايلة عبر العصور.

وفي هذه المداخلة استوجب علينا طرح اشكالية محورية متمثلة في :

ما المكانة التي حُظيت بها الاهازيج التراثية او"ايزلوان" لدى المزابيين الأوائل الذين أسسوا لاستقرارهم في قرى متجانسة النسق، تتناغم مع طبيعة البيئة الصحراوية ،سموها بـ "ئـغرمان" ؟ وما هي المواضيع التي ضمّنوها في بث الوعي الحضاري (تاغرما) ، لاستمرارية حياتهم الاجتماعية بمختلف مستوياتها؟؟ وما هو الدور التفاعلي الذي أدته في سيرورة المنظومة القيمية من خلال فن "ايزلوان" وكيف ساهم هذا الاخير في الحفاظ على الذاكرة الجماعية و الامتداد الحضاري و الثقافي بين افراد المجتمع ؟ وهل هناك دراسات أكاديمية عكفت على البحث في هذا اللون من الألوان الفنون الشعبية ؟

أولا: مدخل مفاهيمي

قبل ولوجي في الإجابة عن بعض ما طرحنا من الأسئلة ، يجدر بي أن أشير إلى أن عنوان مداخلتي هذه يتضمن مجموعة من المفاهيم مثل : الفن ، ايزلوان ، البناء الحضاري ، المجتمع المزابي . هذه المفاهيم أرى أن الأمر يتطلب تبسيطها بتعريفها لتتضح الصورة ويزول أي لبس قد يختلج بال المتلقي لها، وهو ما سنخصص له مدخلا تعريفيا في بداية الموضوع .

أ/ تعريف الفن

للفن عدّة تعريفات ، و نختصر على ما قاله هربرت ريد، هو" ابداع وابتكار الانسان" - المنفعل بحواسه و المتفاعل في تجانس مع ما يدور حوله " لأنماط و أشكال تعبيرية جديدة" ،بغرض التواصل مع الكون الذى يعيش فيه ، برؤية تأملية ذكية، وليس بالضرورة تلبية للمتطلبات اليومية ، في اوقات الفراغ أو غيرها، فيما يراه البعض ، على أنّه من الضروريات في الحياة ، كضرورة الماء و الهواء ...وهو... مؤشر الحيوية الاجتماعية ، كما يصفه هربرت ريد و الخط البياني المتحرك الذي يسجل مصير الحضارة " ( 1)

ولا تقوم قائمة أية حضارة ما لم تشحد همَمُها و قيَمُها الفنية ، الفكرية ،الأخلاقية والاقتصادية. فكلما زاد تذوق المجتمع للفن زادت قيمة الحضارة وامتد تواصلها.

ولو أسقطنا هذا المفهوم على الوسط المزابي بكل أصنافه و فئاته العمرية لوجدناه وسطا متذوقا للفن أو متنفسا له. فالمرأة فنّانة والرجل فنان و الشاب فنان و الصبي فنان . الكل يمارسه حسب طبيعة عمله والظروف المحيطة به .

ب/ تعريف ايزلوان : مفرده ايـزلي ويجمع الى ايزلوان أو ايزلان ، في بعض التنوعات او المتغيرات الامازيغية ، وقد تفخم الى ايژلان عند الطوارق ( ايموهاغ ) ، ويعني مقطع انشادي ، غنائي (2) يتناول مختلف المواضيع الحياتية ، للتخفيف من أعباء العمل و الترويح عن النفس وكسر الرتابة ، يمتاز بالبساطة ويؤدى في مناسبات مختلفة ، أين يتجلّى فيها النشاط ، الحيوية، روح التكافل و التظافر و الأنس في لقاءات الافراح ،الأعراس مواقف الأسى ،المواساة ، الأتراح ،الأسفار، التوديع و الاستقبال ، واثناء الأعمال التطوعية التضامنية ، ما يسمى بـ " تويزة " أو "انّدهت" ،خصوصا في مواسم الحرث، الزرع ، الجني، الحصاد ( أمجار ، انكاض) ، البناء (اصتشي ) وبهجة نزول الغيث ( اتلاع اوّنزار) و أثناء تصفية الأودية ، وفي تجمعات نسوية ،(أزطا ، تيخباشين، انعارن ، ايبزارن ) ، حفلات الميلاد ( انوجي ) ، الختان ( تيرا / اكراض اوّمزور) ، الزفاف ( تاجرويت، الحنّي ، ارّا نيخف ، اسكوبّر ) ، والأشغال الفردية كالمنزلية ، ( تيغاوسيوين ن تدارت ، ازضا ، افراز ).

ج/ البناء الحضاري : يرتكز على ثلاثية الدين ، الانسان، والعمل ، وهذا الارتكاز يحتاج إلى الرقعة الجغرافية بمكوناتها الطبيعية وعامل الزمن بأمديته وتفاعل الانسان معها بفكره المدبّر. و الفهم الصحيح لدينه هو المقوم المؤثل لتأسيسه ، وتثبيت ركائزه والمؤهل القوي لاستمراريته ،

د/ المجتمع المزابي : هو اثنية امازيغية جزائرية ذات اغلبية زناتية وأقلية وافدة تبوتقت في فضاء عمراني متناسق و تركيبة اجتماعية متجانسة اتصفت بالانضباط الهيكلي من خلال تنظيم محكم متوارث منذ قرون و مستمد من تراكمات تجارب انسانية عريقة ، هذبها وأصلها الاسلام ، حيث تخضع له الافراد و العائلات عن طريق قوانين عرفية تهندس له في شكل هرمي، تشرف عليه وتستشرف له سلطة روحية تسمى حلقة " ئعزّابن " أو العزابة ، تلتقي في ما يسمى "تامنيت " هدفها ضمان سيرورة العلاقات المجتمعية بفض النزاعات و اقتراح حلول والدفع بعجلة التنمية و الوقوف ضد كل ما يعرقلها.

ثانيا: الزخم الفني والأدبي للمجتمع المزابي عبر التاريخ

لو بحثنا في الرصيد التراثي الفني و الأدبي للمجتمع المزابي خصوصا في الأشعار ،الامثال الشعبية ، القصص، الأهازيج ، الأساطير القديمة والأزياء المناسباتية بألوانها وأشكالها ، و تأملنا هذه المادة الأدبية بعين فاحصة،رغم قلتها،و بساطتها أحيانا وتعقيداتها أحيانا اخرى ، لوجدناها ذاتَ أبعاد مختلفة تعكس ثقافة وتفكير وعقلية أفراد ذلك المجتمع في فترات زمنية متعاقبة، صعب جدا تحديد بداياتها الأولى ، وجذورها التاريخية العريقة ، التي قد تمتد الى ازمنة غابرة ذات الأصل الافريقي الامازيغي، والاسلامي ، تحمل في ثناياها أخبار فن المعاملات والتسيير في الشؤون الحياتية بين الشرائح المجتمعية المتفاوتة ، التي كانت تتعايش فيما بينها تحت منظومة اجتماعية منضبطة، تترنح ما بين الصرامة والمرونة ...

وبما أن هذا الرصيد الأدبي القديم اكتسى طابعا شفويا في ما مضى من الأزمان ، ضاع منه الكثير لاسيما في سنوات العشرينات ، حيث انصب جل اهتمام المزابيين نحو اللغة العربية و آدابها، خصوصا أثناء ظهور الحركات الاصلاحية ، النهضة الفكرية و البعثات العلمية المزابية نحو تونس والمشرق. و لم يصل الينا الا ما كان تردده الامهات في بعض المناسبات أو ما دونه الآباء البيض ابّان الحقبة الاستعمارية بنية اكتشاف المختلف عنهم وأبعاد استيطانية في تقارير ، و مؤلفات سوسيولوجية وأبحاث ألسنية عكفت على تدوين النصوص التي مكنتهم من الدراسة.ويؤكد الاديب الشاعر عبد الوهاب فخار أن ثقافة صناعة الصوف في مزاب، من الحرف التي أسدت لنا خدمة هائلة ، مساهمة من أمهاتنا العزيزات في الحفاظ على التراث اللغوي و المخزون الأدبي، من حقنا ان ننشره، ليس كإرث محلي او وطني فحسب، بل كإرث إنساني يحق علينا ان نفتخر به بين الأمم (3).

أ/ الاهازيج :

اهازيج المرأة

للمرأة المزابية كما لصنوها الرجل ، عدة فضاءات للإلتقاء كالأعراس ، و المسامرات ومواسم الافراح و مناسبات التعاون، فيها يتم التواصل و تبادل أطراف الأحاديث والحوار ، تسودها البهجة و الانس، اين تجتمع المرأة ببنات جنسها من صديقات وقريبات للإمتاع و المؤانسة أو مرافقة تطوعية للتعاون في أداء بعض الأشغال المنزلية كخدمة الصوف وتحضيره بداية بغسله ، الى عملية نسجه ، وفي مثل هذه التجمعات النسوية تؤدى باقة من " ايزلوان" تعبيرا عن ما يجيش في الصدر وترويحا عن النفس وكسرا للرتابة من المتاعب اليومية التي تمارسها المرأة. وتنتقل من خلالها بعض العادات و المعتقدات المتوارثة. كضرب الصوف بأداة "فيلتش" للتبرك ظنّا منهن انه مبارك وقد اوصى به الاوائل خيرا، و البيت الذي به " فيلتش " هو بيت تتغشاه البركة ، وإذا لم تنل تلك الكومة من الصوف ضربة "فيلتش" ، يقـِلُّ شأنها حسب اعتقادهن و تبقى لأيام في كيس محشو لتُستغل كوسادة للطفل .

وهذا نموذج من ايزلوان تتغنى به المرأة عند انطلاقها و الشروع في تحضير الصوف مخاطبة ايّاه في صيغة انثى فتقول :

ازكى و البركة

وامركبن اديكنع

واميرضن اديحما

وامخدمن ادياغ ارازن

اضوفت ن ربي

معناها :

" مباركة زكية

يرتضي من يرمقك ،

يتدفـأ من يرتديك ،

ويجازى من ينجزك

يا جزّة الله .

ومن الصور الاجتماعية التي تتجلى فيها قيمة العمل و أمهيته هو نزول العروس في يومها الرابع بعد زفافها من الطابق الاول ( اين توجد غرفتها) الى وسط الدار مكان وجود المنسج لتلتقي بحماتها وبعد السلام و التحية تقدم لها امشض و تقول لها : " اَمْشَضْ د اشْغَل امزوار " . خذيه لتَحيي في القلب مثله (اي امشض) . وتأخذه منها (تايّا ) وهي الامة و تقول لها :" ان شاء الله يكون لك الأول و الأخير". وهي تقصد زوج العروس . وتشتغل به لوقت امام مرأى الجميع ممن حضرن كفأل خير في الحيوية،واستمرار في العمل و الانجاز.

يوسف لعساكر

ابدار ن ؤمدياز

يتّوغ اتّيفاوتْ دي تسولسا ن أينْ ئيمار

ال ؤسَشّاضْ اي ئبوّه ديسْ ئبار

ئسّشنا تيسنسا ئي واسي يجمضْ

مِي دْ يُوضا غفنغ ئيضْ يسِّيفاو ؤجارْ

برسنت غفس ترشفين تْهاتانت د اغزار-سْ

تّلينت فْسوسنت ؤلا زّوزِيْتْ سْ تغْرَارْ .

أشْ ئيمارْ اتّالسنت غفس تِمورَا ئي تْمورا

تمترا-نتْ ؤيوش ادْيَرْ غف-سْ تِمَسْ تَارْ

يتّوغ د نكال ئي وتشال د تِّنزنت ئي ييمال

د تّشرّافت ن وسوف ’د تِّيسْرطْ ن ونزار

دَ ابَدارْ ئنطّو دي وول ن ؤمزروي

د تّمَمْتْ ئلساون د تّيسنت ئي وْغجَّارْ

ؤلا واغنديجّي داي مناوت ن تسيوايين

يجّانغدْ تِيسَاوِينْ رقّ-نت سْ تَنْزَارْ

يجّانغدْ تجرولا, لا واغَنَّتْشَرْ

دْ وَرْكا يجّاستيد ئي ويْ لْمُومِين دُ ورار

يتّوغ د يسرغي ئسّيّغ ئجنوان

ألْ ؤُيُورْسْ يتران-س يبّولس ئبارْ .

ئغاضْ- ييي؟؟ سي ئفل ؤزطّا ؟؟ يَرْشَبْ

تيرسال’ ئ يسَنَّتْ وَلْ ئوِيضْ أل اَشْمَارْ؟؟

تجمّي-س سي اتّغميْ تمدّارت اتّمزبالت

فورار ؤليمدي تجاهد-اس ئي وزبار؟؟؟

سي ئِتْونْضَلْ يَتْوَتَّا أ مُّو سْ ميدّن-سْ؟

سّرسن غَف-سْ ئمودان نرنين-اسْ ازرارْ؟

 

 

المصدر : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ‎

تابرات ئي باباكُ !!

ڤاع مانش ئويغ ايابا د يزلوان

ازل-تش ول تسمَدّيغ ! ديما د أمقران

انغّ نش ؤليغ تهاتيغ ئديسان-تش

مانش اشاوضغ دشتش توجرد يتران

ڤاع مانش ؤريغ د تيفراي أزمام-ئكُ

نغّ غف-تش ؤلسغ ئخف-ئكُ يسمضْران

باتَّا نش اسوّ س وعزام ئفاوغ

اسَّنْ داسَجْمِيتش سي تّوغغ دامزّان

دي تجمّيتش جْموغ تسوسيوغ داجضيض

سي دْجيغ افريوَنْ أفجغ غل يجنوان

تيزننت ئى تنكلد ايابا تغميد

دئوالن-تش ؤليكُ نطُون ئزوران

منشّت ئي تلعغ سلحواف ن ئجوواض

ديتبيرن تازدَيْت غل ييمالْ تْهَتَانْ

اجلفيكُ دغلان تمورتْ نُ ؤمازيغْ

ديس تسّولغدي اوال نُ مَقْرَانْ

اسجمي غيرتش ؤهُو داي دوال

ؤهُو د اسحسح نّغ دتيتا دوڤران

اتْلَعْ ايابا سرس تونجيمت-تش

تسكلد ئبليون-تش تدهنتد أ ل امان

نشِّ اتّسيت-تش قاع غل ماني زويغ

ادِييليغ دودم-تش ديما دوڤغرسان

ديما بدّرغاتش ئلسيكُ س توحديت

ديماغزّرغاتش ديتري جار ئتران

سوزل-تش ادترغ ؤيوش املاّيْ

ايسميس تيشليك، ف وبريد ن لقوران

يوشيّد تيفاوت، نْ يور ن وكّز د امراو

يدجَيِّي اتَّالويت داسْفار ن ئموضان

 

المصدر : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ‎

تواغيت مي يتواغ الدين !

الشاعر يوسف بن قاسم لعساكر

تّيغ ايّولو ن تواغتين

د وايني سڤضعغ اتّيمشراس

د أت غرنغ زويغ جّيغتند

جّيغد دخ ؤلاد يشمّاس

فجال ن وايني ضران ديجي

ؤضنغ دولغد د انماّس

ال باباك‘ دي وجرّاو-س

واسغرتغ مانش غرّتن-اس

د نتّا يتّوغ د انريويك‘

يسلمّاديي س تاسكلا-س

ما نش اسغرتغ ان مدّن

د تغوفي ؤليك تسغنّاس

مانش ايدياس اغرّت

د ومطّاو تقّور تلا-س

د نش ول تّوغغ تانضلت-س

سي واسي يشمّر تجّا-س

ابابانغّ اي مقران

اوي زوان يجد الاّس

ياك اشّتش تقّرادانغ

تمدّورت تلاّ يمكراس

تواغيت ؤهو سا اديمتّ

ئڤّن سّجنغ نتغرت-اس

تواغيت سا اديتواغ ادّين

تزوا غفنغ تملاّ-س

ابابانغّ اي مقران

ا يتري ن ييض امسولاّس

شتود تنود تجدانغند

دّونيت نغبا تبّيدوا-س

ويسّن دجنغ وادنتشر

اديدج تشلي-تش دامديا-س

نغّ دجنغ ؤدم ئلاّن

ول ئفسّي تملاّس

نغّ غرنغ ئلس ئلاّن

تاممت اتّفغد س تانا-س

نغّ غرنغ تيط ئلاّن تّقّل

غل يمال اتوجد-اس

اربّ ابابنّغ

تّس غفي اون تمشراس

ئوضغ ال دجّغ ميدنيك

دوايني جروغ د ئشماس

ال تيطّاونيك‘ نغرتنت

د يغربابن ادجين سراس

بتّ ن وتلاع ئي وليك‘

سي ترول غفس يا طرا-س

تمْادّارت تمّيرجز غفي

د يشّا يهوڤّايي د يشراس

ئدشرانغّ ڤاع خوون

ادّاي يولي ف وجنّا-س

ؤشتيم يلاّ يبش ددجيض

دي غبشّا يسڤضّاع تغوسا-س

د نشنين نلمومي د يضس

نتّتشر نتبشّا ئي وركاس

مانش تخسم ادصغ

مانش اتلاع ايدياس

ئفوناسن ئجّيونن

شّين ال دوفن ئعدّاس

تمورت ن يوش غي حفزنت

تدولد د اغرم ن ئهنساس

د لقوران غفس تعكاّن

د وا سرنغَّ اتّيشناس

ها ئجلدان؟ الاّن غضْرن

ؤضان العاڤ دولوغ ن الكاس

تيجلدا-نسن د اتبارن

د تغوفّي-نسن تيمكراس

باب ن ادّولار دّادّي-نسن

غل تفدنين-س اتّينزن-اس

اتّطسن اتّتشرند س الكورسي

اتّدجانت د ربّ سجّدناس

تامورت ازنزنت ئي ووداي

باب ن تيڤدي تّڤّدن-اس

دماريكان تسجوراتن

سّيسن تسڤضّاع تغوسا-س

اتّيضبين يخّنت ان تلمين

ديبزاضن هوڤّان س ومّاس

لا د جوم غرسن لا ئزوران

اوال نسن اتّيشرشاس

اباب-نغّ اي مقران

ملمي اتلاع اغندياس

ملمي تغوفي اتّونو

ملمي اغنديالي واس

 

 

المصدر : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ‎

قصة قصيرة والْ اتّيلي دونتيف!

نصوص نثرية للأستاذ لعساكر يوسف

تانفوست تامزانت

قصة قصيرة

يتّوغ بكري، ئڤّن ورچاز دامزنزي يزنوزو يسّاغ دي وغرم-س. ئخدّم ئندّهْ سْ وول-سْ . أشْ اغبشّا ي تتشر-دْ دسّات ؤتوّبْ باش اديّزاڵ يزۆا غل تحنوتّ-سْ؛ امغر يچو سْ ويوال ن واسرنّغ : "يوغو تنمّيرت وي تت شرنْ-دْ بكري " .

ارچاز-و يوشو ئمان-س ئي وهبار، سي ينّا بابْ انغّ د غبشّا ال اتّنو تفيوت د نتّا ئبدّْ ف وضار. ميدّنْ اتّادفْ اتّفغْ تسّاغ، تسلاّ سّيسْ غي اوال ازعيم. ئماسّاغن ايّولون تدهانّاتن، تاممت ئلس-سْ ، ئفاسّن-س د ئمنداه س تغاوسا غل تغاوسا، ول يسّين باتّا داوداه. سوامّۆني يدول-د س ئمڔكانتيّن ن وغرمْ .

ارچاز-و واس يوشي ربِّ دايْ اڔا ئڤّن. لاشْ باتّا ئي يعزم. وختنّي دروس وي عزمن، وجار ن ئماڔ-و ، باتّا د ئغربازن 03 باتّا د تيسدّاويين 04 غي واسي ول ييغيس اد يعزم. اون ؤمزنزي يغس اديسجمْ ممّي-س ئي لاڒ د فاد، يس تشارتي-دْ يبشّْ يبڔمْ . يسّولغاس شرا ن ئسكيلن د تيرا دوعزامْ ياوي-ت غل تحنوت باش اسيسلمد تيغاوسيوين-س . ماماّ ن اون وبغور اتزڤل-اس ال دييزي ، ديما تناڤارنتّاها د ورچاز-سْ فجال-س. بابا-س يسّتشار-يت غبشا ئي وخدامْ ، د ماما-سْ تسرارا-ت اديطّس. ڤضعن وسّان دورچاز ي تّاوي ممّي-سْ غل تحنوت يسلماد-اس د تمطّوت-س تقّار-اس زدّيغ يلا د امزان اجّي-تْ ال ديمقُڔ . ابغور-انّي يوغا-س اوال ئي مامّا-س يدول-د دانجلوم ئرڤُل-اس ئي بابا-س . ايچّين دمامّا-نّي تسّمضي-اسْ انجلمْ 05 د ئضس ال ايدلسيت! .بابا وّبْغورْ ولْ ترسي تمنجيوت-سْ، يچو تغوفّي سْ ممّي-سْ دْ وول-سْ يرّزْ ولْ يسّينْ باتّا غاديچ! اديلمز يسّوسمْ ، اماغر يڤُّد اديندل تدارت-سْ س ئفاسّن-سْ .يطّف دي ربّي يوجمْ ، ال دياوض ممّي-سْ مڔاو سان ئلان، دامكروس يا ؛ يقّيم-اسْ تاموڔتْ ينّاياسْ :"تلّي-د اسّ-و د ارچازْ ترني-دْ تمْدي-دْ ! تانميرت ايوش ! نشْ غسغ اتّلي-دْ د انجيمْ اممّي، دباب ن تغاوسا اتّشلي-دْ فْ ئمان-ڜ،نش واش تّدرغ ديما . ماغر تْمادّارتْ اتّامزبالتْ تزبلاّح واسي د ونتيف 06 .ئمزوار-نغّ ول دتڜيرن د ئبانّاضن،

امّانش يقّار ئنزي :" بنّاضْ 07 يفّال تيشيباضْ ".

دباتا دافلا ن تيشيباضْ؟ ايندْ تْفوريغْ، ايندْ د فوغ اوّبريدْ .سوامّن اتزۆي-دْ اتخدم-د تاحنوت ،اش اسّ تامدّيت ايتوش-دْ ادريم س واينّي تجرو-دْ، باتا لاش ولْ تْنيسَ-دْ تادّارتْ ! اغاراغزر س ماني اتّاويتّي-دْ . بابا-ينّي يغس ادّيسڜر ممّي-سْ يسّوفغتيد س ونجلمْ د تْنَتْفي .اتّوغ مامّا ن ومكروس تسّوسمْ تّسغادا تسلا. سي يفّغ باباس تقل-اس تنّاياس :"ول تّارّا غل وول - ڜ اممّي ولْ تّاچا تغُوفّي، مي تسيصّ-د ادريم اشوشغ توشداست ئي بابا-ڜْ تامدّيتْ. امّوني تدول-د ماما اش اسّ اتّيشاس ادريم ئي ممّي-سْ ئتّيشّاست ئي بابا-سْ. سا غا ديطّف بابا-س اين ودريم اديضال س اتّاقتْ غل وزغار اتيكلي تيرست تادرغالت. د ممّي-سْ واسّ يتّيوي ڒاڒا ماغر ول يوديه

غف-سْ. زۆان وسّان د ئيّارن قداناس ئدريمن ئي مامّا ن ومكروس، تنّاياس: " تازوّات-يكُ اتكركور، اغار اتخدمد ف ئمان-ڜ تجرو-د اريال توشداس ئي بابا - ڜ ايني يغس تمدّيت. باتّا لاش ول تنيس-د تادّارتْ.

اڔا-نّي يسّوف يسخومبر يقّيم يتنڤمر ،ول يسّين باتّاغاديچ؟ غل ماني اديزۆا باتّا يسّوفغت بابا-سْ سْ تدّارتْ؟ !.

غل وشّا ئشمّر ئمان-س امكروس يزۆا غل اسّوق اديبرس ف وخدام، ياف ادونيت اتموغوش س مدّن. اش ئڤّن يدوا تغاوسا-س ، ايني يلاّ ئبرّس ف وخدام ؛ ياف ئڤن وسّار شتاينّي مايلاّ ئجنّي ئسناين تسناتين اتّندونين ديدشڔا ئضيضنين س وسان د تيزين يتزلون يقّار :

باتّا ن تمدّورت ئي ونجلوم -------- د واسي تْلقَي-سْ يتْ نودّوم !

مدّن زومن تڤاحارن ---------- هبّرن ف تجلضيمت د وغروم !

مدّن تغارن غل وخدام --------- د نتّا يرجّا يسّوچّوم !

وي غسن تيدرين اديسسو -------- باتّا وْهُو تونت-س دْ لُوم

اون ومكروس يقّيم يسغاداياس ئي وزمني يتّاوي-د ئزلوان ، ينّا دي وول-سْ : "اتّنيم يسّاوال غف-يي، اتّنيم ديوش يوزنييتي-دْ ".

سي يقدا ئسستنتْ : "ا ددّي-نّغ ايزمني؟ امي وفيغ ايتسخدم-دْ؟ اينّي تغسد ادتچغ؟ لّيغْ برسغ ف وخدامْ  أ ي لّيغ درغ ول اخديمغ؟ "

يقّل-اس اين ؤزمني يرّ-اسْ : " اقّارن ئمزوار وار تغاوسا تاملاّ-س تفسا " ايني زۆان يزۆا . والْ اتّيلي د ونتيف ! . بتّا ئي تسن-دْ ئزيغ؟

ؤلا د يڤن شرا " امكروس يرّ-اسْ . ينّا-ياس ؤزمني : "اش اس ايتشمڔ-دْ ئسناين اتسنايين د ئزمبيلن د ئشوارين ايتنزّنز-د اسّوق سي غبشا ال تمدّيت، غرڜ ادريم ئڤّن. يزوا ؤمكروس ئشمّر اين ئبسّيون ف تغروين-س 08 يافيتن اڒّان غف-سْ ولْ ينّي ؤلا أه ! يلمڒ امّن. ول يلّي س ووداه 09 ! ول يلّي س تيدي تستّي ف ؤرناي-سْ د ئچاين-سْ . سي يسّمدا أ سّ-سْ نا يدول غل غرسن د ييري-سْ ينكض د يضارن-سْ اڔزن، ايندْ واسي ولْ ينّوم س وخدام سي مڒّي ! ياتف تادارت ياف بابا-سْ تيزفري يسّوچوم-اسْ، زدّيغ واسّيول ؤلا دوالْ يوش-اس اين ودريم ئي يسعا ئي بابا-س، يطّفتْ يغس اتيكلي س اتّاقت، يبهز ممّي-سْ ئنهباست س ؤفوس-سْ ينّياسْ :" اسّْ أ يّولو دنش ڒمكغ ،ول الّيغ س وبكبك ن تيدي ول اليّغ س ووداه دوول-يكُ يتّدّي. بابا ن ومكروس يصُّو د مامّا تقّس س ئمطّاون. بابا ئحبنن ممّي-سْ ينّاياسْ :" ئمار-و تلّي-دْ د ارچاز ن تيدت ! اماغر اتوغغ اسنغ ماما-ڜ اتّوغ اتّيش-اڜ ئدريمن ، سْ وامّن ولْ تداخ-دْ ولْ تعريڤ- دْ .امّغ د اس-و تلّي-دْ دباب ن تغاوسا تسن-دْ ازلْ-سْ .اسّا غل دسّات اممّي اشڜ اتڔزم-دْ تاحنوت تسكوتر-دْ ايتلي امّنش انّان ئمزوارنّغ : "ادريم د تنميّرتْ " .

امّوني ؤمكروس يسل اوال ن بابا-سْ دولن-دْ د يمدوڜال اچّورن خدمن تاحنوت اس نامرن ايتلي-نسن ال ديلين س ئمركانتين ئمقرانن ن ئغرمان .

-----------------------

03 اغرباز ،ج ئغربازن: مدرسة.

04 تيسدّاويين، ج تاسدّاويت : جامعة

05 انجلم : الكسل ، الخمول.

06 اونتيف ،انجلوم : الكسول ، الخمول.

07 بنّاض ج، ئبانّاون = المتسكع.

08 تاغروط ، ج تيغروين : الأكتاف.

09 يوده، اوداه : تعب تعبا .

 

المرجع : : انثولوجيا الأدب المزابي ⵉⴷⵓⵔⵔⴰⵏ ⵏ ⵜⵙⴻⴽⵍⴰ ⵜⵓⵎⵥⴰⴱⵜ‎