الشيخ محمد بن عمر داودي

لشيخ محمد بن عمر داودي
رجل الكتاب والسنة

مقدمة:

لا يشك أحد أن آثار العلماء الربانيين لم تزل خالدة منذ آماد بعيدة، وهي آثار محمودة وجليلة، فإذا ما ذكروا في المجالس ترحَّم الناس عليهم ودعوا لهم بالمغفرة والقبول، وإن ذكرت أعمالهم الصالحة، ومساعيهم المشكورة، في مجالات الخير المختلفة، وأخلاقهم الرفيعة العالية، تأسى بهم الخلَف الصالح، واستقى من نبعهم الفياض، واستنار من أنوارهم الربانية، لا يضلون من بعدهم الطريق.

لقد أخذ الله إلى رحمته الواسعة، جحافل الكثير من العلماء المخلصين، فمنهم من أوذي في الله إذايات بليغة، ومنهم من سجن، ومنهم من قتل ونال الشهادة، فهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، آية من سورة الأحزاب، إنهم في عملهم العلمي والدعوي قناديل للأمة يستنير بها خلق كثير.

لقد ربح البيع أبا يحي، كما قال رسول الله صلى الله عيه وسلم لصهيب الرومي، فهكذا يقال لهؤلاء العلماء، إذ أنهم باعوا أنفسهم لله، فطوبى لهم وحسن مآب، فهذا هو مصير الصادقين المخلصين.

الشيخ بالحاج قشار

الشيخ بلحاج بن عدّون قشار من مواليد سنة 1924م بقصر بنورة، أب لخمسة أولاد أحياء، وقد توفّي له آخرون.

نشأ في أسرة متوسّطة الحال فلاّحة كما كانت الحالة سائدة من قبل.

لإعانة نفسه سافر والده إلى العاصمة ومارس التجارة كمورد للرزق.

أبوه عدّون كان من الطلبة حفظة القرآن.

أدخله أبوه المحضرة في سنّ مبكّرة ليتعلّم القرآن الكريم على يد المشائخ: الحاج يوسف بن بعمور بافو لولو، إبراهيم بن عيسى هيبة، الحاج أحمد كروم، لكنّه لم يتمكّن من إتمامه لأنّه كان يعمل أيضا فلاّحا مكان أبيه.

اتّجه إلى العاصمة أوّل مرّة حوالي سنة 1934م، وواصل دراسته للقرآن الكريم على يد الشيخ إبراهيم متياز، كما أخذ عنه المعارف الأوّلية في بعض فنون العلم: كالفقه والتاريخ والحديث واللغة. وفي أوقات الراحة كان يساعد أباه في تجارته.

اتّجه إلى ميدان الكسب متفرّغا حوالي سنة 1938م مع والده وأتقن عمله وتعلّم مبادئ التعامل مع الناس حتّى جعله والده خلَفا له وتفرّس فيه أحد زملاء والده النبوغ فأشار عليه أن يرسله للتعلّم.

عاد إلى ميدان العلم في المعهد الجابري ببني يسجن سنة 1946م وملأ وطابه من الفنون العلميّة خاصّة المعارف الشرعيّة على يد مشائخ أجلاّء وعلى رأسهم الشيخ إبراهيم بن بكير حفّار -رحمه الله-.

في نفس السنة (1946م) اِنضمّ إلى سلك التعليم في مدرسة الثبات وأثبت جدارته وتفوّقه في هذا الميدان ممّا رشّحه للإدراة.

التحق سنة 1947م بحلقة العزّابة مع زميله الشيخ أيوب بن أحمد أفلح وبعد فترة قصيرة عيّن إماما ومرشدا فأثبت جدارته وأصبح شيخ الحلقة وفقيهها وهي الرئاسة العمليّة.

ابتدأ دروسه الإرشادية في المسجد العتيق سنة 1947م إلى حدّ الساعة وفيها تطرّق إلى شتّى المواضيع الدنيويّة والأخروية خاصّة جانب الأخلاق.

اِبتدا تفسيره للقرآن الكريم سنة 1956م وقد ختمه في سنة 1996م وأقيم له مهرجان بالمناسبة يوم 20 جوان 1996م بمقام الشيخ حمّو موسى.

يوسف بن يحي الواهج

يوسف بن يحي الواهج

الحاج دودو بعيسى بن داود

Icon 07يمضي الرجال... ويبق الأثر

مولده ونشأته:

في قصر بونورة ذات يوم من سنة 1908 وُلد بعيسى بن داود دودو، وفي أجواء الفاقة والحرمان، تربى وترعرع وسط 12 أخًا وأختًا، احترف أبوه الفلاحة والبناء فكان مساعدًا له على صغر سِنه، غير أن المنية عجلت بأبيه ولم يتجاوز الرابعة عشر من عمره، فدفع به شظف العيش إلى الاعتماد على نفسه، ومن له؟ لولا لطف الله وعنايته، وأم حكيمة بجانبه، أصبحت مؤملة وسنده في حياته، فبرها وأحبها حبا كبيرا، وكم كانت وفاتها في الخمسينات رزءً عظيمًا عليه، ترك فيه بالغ الأثر طوال حياته.

زواجه:

لم يهدأ لأم بعيسى الفاضلة بافلح لالة بنت بعيسى بال ولا قرار، حتى زوجته وهو ابن سبع عشرة سنة لتطمئن على مستقبله وتهنأ به، ولضيق ذات اليد لجأت إلى الاقتراض ممن العشيرة، فكانت زوجته الأولى منةبنت بعيسى دودو نِعم الشريك تشد أزره، وتشاطره حلو الحياة ومرها، ثم ارتبط بعد ذلك بزوجته الأخرى رقية بنت محمد بربيحة، فأسعدت حياته ووقفت بجانبه طوال حياتها، رزقه الله منهما كل أولاده الأربعة والعشرين، فعاش بينهم نِعم الزوج والأب مربيا وحنونا وعادلاً، في خدمة أهله ورعايتهم، ذا فضلٍ وإحسانٍ، وبعد وفاتهما تزوج بالفاضلة، دودو وردة بنت محمد، فكانوا له خير الخلف، والبقية الصالحة لعمله بعد وفاته.

من قواعد وأسرار نجاحه:

حب الخير للناس جميعًا.

سعةُ صدره وتواضعه ورحابة أخلاقه جعلت الإحسان من سماته.

استشعار معية الله تعالى في حركاته وأمواله.

حبه الشديد للعمل واعتباره من العبادات.

ضمان الحقوق وأدائها إلى أصحابها في حينها والوفاء بالعهود.

كان منظما في حياته وضبط المواقيت في حينها دائما.

القدوة والتواضع في العمل.

رحلة العمل والمثابرة:

سافر الطفل بعيسى ذو العشرة ربيعا، إلى العاصمة يعمل أجيرًا في عدة متاجر، يتولى التنظيف وتوصيل الطلبات إلى المنازل لسنتين، عاد إثرها إلى بلدته بنورة، ليشتغل مع أخيه محمد في البناء فشاء القدر أن يشهد وفاة والده سنة 1922.

مكث بعدها سنة كاملة يواصل أعمال البناء والفلاحة، ثم قرر السفر إلى العاصمة وليس له من المال شيء؟؟؟؟ ليبدأ العمل حمالاً للبضائع ثم موزعًا لطلبات الزبائن، وظل هكذا إلى غاية 1925م، أين انتقل للعمل مع أخيه إبراهيم في بيع الفحم.

نقطة التحول:

في متجر الفحم الصغير بشارع موقادور بدأ الشاب بعيسى شركته الخاصة، واستأجر المحل من أخيه إبراهيم بـ10 دورو للشهر،وبدأ ببيع الفحم الذي يجلبه من تجار الجملة الاسبانيين بالدين، وبعد مدة من العمل والادخار والاقتصاد في المعيشة، استطاع أن يسدد ثمن السلعة مسبقا، كما أنه ظل يعمل كموصل للطلبات في المساء، وفي فصل الصيف يعوض انخفاض الاقبال على الفحم ببيع ثمر الهندي (الكرموس).

وفاته:

في يوم الاثنين 10 جمادى الآخرة 1428ه يوافقه 25 جوان 2007 وبعد عمرٍ حافلٍ بالخير والإحسان وطاعة الله تعالى، ناهز المائة عام، توفي الظاهرة بعيسى ابن داود بعد مرضٍ لازمه، ودفن في مسقط رأسه بونورة بعد الصلاة عليه 3 مرات، في جنازة مهيبة حضرها الكثيرون من كافة أنحاء الوطن، ولكن سيرته وذكراه لم تمتْ، فرحمة الله تعالى وسلمه عليه في الأولين والآخرين، وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.

إذا رجل أخلص لوجه الله تعالى أبدى رغبته في مساعدة المحتاج مساعدة أبناء البلدة والوطن فهو لم يبخل يوما بالكلمة الطيبة أحب الخير لأبناء وطنه، كان لا يفرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى فالمسلم أخ المسلم، إذا هكذا يمضي الرجال ويبقى الأثر يغازله العديد ممن أحبه، لما سلك من طريق معبد بالخير مفروش بالكلمة الطيبة والرزق الحلال رحمَ الله ابن بونورة وابن مزاب وابن الجزائر ورحم الله جميع المسلمين في كل مكان (1).

C'est mon maître qui m'a beaucoup appris, la notion du commerce, la relation avec les gens, la modestee, la patience et l'endurance c'était mon modèle que j'apprécie beaucoup étant très petit et l'honneur de le voir dans son grand magasin allah yerahmou (2).

**************

(1)  مركب التوفيق بلكور، الجزائر

(2) Younes Tinemerine

الشيخ عبد العزيز الثميني

نسبه:

هو: عبد العزيز، بن إبراهيم، بن عبد الله، بن عبد العزيز الثميني، بن عبد الله، بن عبد العزيز، بن عبد العزيز، بن عبد الله، بن بكر، بن موسى الحفصي، نسبة إلى أبي حفص عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.

مولده:

ولد في مدينة بني يزﭬـن، بولاية غرداية، من الجمهورية الجزائرية، وذلك سنة: 1131 هجرية، حسب رواية محمد بن صالح الثميني، وفي سنة 1130 هجرية حسبما رواه الأستاذ محمد علي دبوز.

نشأته:

نشأ وترعرع في صباه بمسقط رأسه بني يزﭬـن، ومنها انتقل وهو طفل إلى ورجلان (ورﭬـلة)، حيث قضى فيها معظم حياته الشبابية، بحيوية ونشاط حتى أنه كان مولعا بركوب الخيل، وبقي فيها حتَّى الثلاثين من عمره، حيث اشتغل فيها إلى جانب والده في التجارة والفلاحة.

يقول عن نشأته الأستاذ محمد علي دبوز (رحمه الله):

وقد اعتنى به أبواه فأنشآه تنشئة حسنة، وطبعاه بالدين والصلاح، وأورثاه حب العمل والجدِّ، ووجَّهاه نحو المعالي فنشأ مغرما بها. كما أورثاه ذكاء نادرا، وحافظة قوية، وحبا للعلم والاطلاع. وورث من أجداده وأبويه قوة في الجسم، ومتانة في البنيان تجعله لا يمل من العمل، ولا يعجز عن بلوغ ما أراده. فتكوَّنت له من هذه المواهب شخصية علمية أدبية قوية تثني بعنانه نحو العلم والمعرفة، وتجعله شغوفا بما يغذِّي عقله ووجدانه من العلم والأدب.

يوسف بن يحي الواهج

عبد العزيز مريم بنت عبد العزيز

 عبد العزيز مريم بنت عبد العزيز، المولودة في 04 جويلية 1937 بالجزائر العاصمة، من عائلة عبد العزيز ببني يزقن بميزاب.

    درست في مدرسة الأمومة، ثمَّ زاولت التعلُّم في الابتدائي إلى أن أحرزت على الشهادة الابتدائية، ونظرا لظروف عائلتها المالية، لم تستطع مواصلة دراستها في الثانوي، فأدخلها والدها مدرسة الممرِّضات للصليب الأحمر (قرديم)، إلى أن حصلت على شهادتها.

    ثمَّ باشرت مهمَّتها كممرِّضة في المستشفى الجامعي ثمَّ في القطَّار.

    عملها الثوري قبل طلوعها إلى الجبل وانضمامها إلى جيش التحرير:

    كان والدها يتحدَّث عنها بأنَّها كانت تكتب على الآلة الراقنة في المنزل أوراقا وملفَّات بكلِّ سرِّية، وتبالغ في إخفاء عملها هذا ولا تبوح بكلمة لأحد، ولم نتمكَّن من التعرُّف على شيء من أشغالها واتصالاتها السرِّية. وكان أبوها يغمرها بعطفه وحنانه ويقول:كانت في بيتي وردة حياتي.

    ثمَّ التحقت بالجبل مع زميلتها فتيحة أراتني، وانضمَّت إلى صفوف جيش التحرير بنواحي مسيلة، وشاركت في عدَّة اشتباكات بها، وقامت بتمريض جرحى الجنود والمحاربة معهم، من دون أن تخبر أحدا بشيء من أمرها

يوسف بن يحي الواهج