الإهتمام بالنسج
لقد حافظت المرأة المزابية على استمرارآزطّا في مختلف الضروف، وذلك لارتباطها بالتقاليد الاجتماعية. وعلى الأجيال الصاعدة المحافظة على وجودها في المستقبل، فالتقاليد أصبحت مهددة بالانقراض وذلك بسبب التغيرات السريعة التي يتعرض لها المجتمع المزابيفي الوقت الحاضر.لذا وجب علينا محاولة توثيق هذه الصناعة التقليدية وإعادة نشرها بتدريب وتعليم فتيات الجيل القادم.
كان قديما تقاس قيمة المرأة وتحدد مكانتها في المجتمعات الأمازيغية بما تنتجه من منسوجات صوفيه وتعتبرالسيدة التي تمارس مهنه النسيج لها مكانة خاصة في المجتمع.
يعتبر نسج العباءة الصوفية و الزربية المزابية من الصناعات الرئيسية عند بني مزاب، وتقوم المرأة المزابية بهذه الصناعة بكل جد ونشاط، إضافة إلى أعمال المنزل الأخرى، وفي الوقت الحاضر تقول النساء أن عملية النسيج أصبحت أسهل مما كانت عليه في الماضي، وذلك بعد ضهر المصانع التي توفر الجداد الصناعي [أوستو] وخيوط الطعمة الصناعية [أولمان ]، وهذا ساعد على زيادة الإنتاج وأصبحت السيدات تنتج أكثر من قطعة في زمن أقل. وقديماً كن يقمن بكل أعمال الصوف يدوياً.
عملية النســـــج أزطّي
تنصب المسدة في المكان المخصص لها وسط المنزل [آمّاس ن تيدّار] لأنه مكان مناسب قريب من مصدر الضوء، تجلس الناسجة خلف المسدة أي بين المنسج والحائط بطريقة التربيع، بحيث يكون الإطار الخشبي [أفجّاج] الذي عليه مئات الخيوط مصفوف أمامها وقريب من كلتا يديها، وهناك من تفضل استخداملبدرونتتاهيضورت للجلوس عليها أو ساشو و تساجلت.
أهم آلية في النسج
[آسنت] الخبال: هو العملية التي يتم فيها تبادل دخول صفي الجداد الواحد في مكان الأخر، ويتم التحكم في الآلية باستعمال القصبة [ماوال] برفعهاأو خفضهاتغيير الجداد الى الامام والى الخلف فيمرر خيط الطعمة خلالها.
طريقة تعلم الرقيمة أرَّﭬمت-إيجيجيلن
إيجيجيلن بالمزابية نطلق على السطـر الواحد للزخرفة النسيجية لفظة (أبريد) بمعـنى طريق، كأنما استلهموا ذلك من مشاهدة خطوات الأنسان أو الحشرات عندما تمر في طريق طويل تتكرر تتوالى بعضها وراء بعض كما تتوالى طوابع الزخرفة أرَّﭬمت، وكذلك نلاحظ أن الوحدات الزخرفية في السطر الواحد لا تلتصق ببعـضها، مثل خطوات الإنسان.
النمادج الزخرفية في النسيج البربري
هناك نماذج زخرفية متعددة في نسيجأمازيغ الشمال الإفريقي وتلعب هذه الزخارف دورا جماليا، وتتكون الوحدات الزخرفية للطابع من رموزا تراثية وعلامات و أشكال هندسية مجردة فهي مستوحات من محيطهم وكذلك من الطبيعة مثل حشرة يسمونها سكان جبل نفوسة "نانا مرارا" يعتبرونها في القديم مقدسة.
إن العلامة الزخرفية في النسيج البربري تأخذ عدة أشكالمنها ما يشبه الخط المنكسر، وهناك أشكال المعينات المنقوطة في وسطها، ومثلثات متراكبة إلى غير ذلك، وتنجز هذه الزخارف بألوان متعددة مثل الأخضر والأحمر والبرتقالي والأزرق والأصفر وإما أن تكون على سطح أبيض أو على سطح مصبوغ.
ويتميز طابع الأنسجة الصوفية بأشكال عديدة ومتنوعة حسب نوع الزربية واستخدامها، فالطابع هو عبارة عن وحدات زخرفية متسلسلة تزين بها الزربية وكل الوحدات الزخرفية من الممكن أن تكون عبارة عن عينات صغيرة في البداية وبزيادة أعداد أخرى لها تصبح بأحجام كبيرة.
أنواع وأشكال العلامات الزخرفية:
وادي مزاب له شهرة في زخرفة الزربية المعروف بالرﭬيمة ( الوحدات الزخرفية التي تزين الزرابي ) والتي لها عدة مسميات مختلفة.
مسميات الرﭬيمة بوادي مزاب
تختلف الرقيمة من منطقة إلى أخرى في الشمال الإفريقي حيث يوجد طابع خاص ومميز بكل منطقة، وهذه بعض النماذج التي يتميز بها وادي مزاب ويمكن تصنيف هذه الرﭬيمة حسب تسمياتها الأمازيغية:
منها ما أخذ أسماء لبعض المطعومات منها : إيباون ن آغدو/ إيباون ن تبولبولت /رقمت ن إيباون / بالبالي / رقمت ن تيفتيتين.
ومنها ما أخذ إسم مدن لعلها مصدر تلك الرﭬيمة مثل :سوق أهراس / سوق أهراس ن طيرارت / قالمه / تيمشرفين ن سوق أهراس.
ومنها أيضا ما اخذ إسم بعض الأغراض المحلية : تامجرت / تيمشرفت / تيملحفت.
ومنها أيضا ما اخذ إسم بعض الشخصيات :لالاقوبّي / لْقايد / جاميلا / ساهلا.
ومنها أيضا ما اخذ إسم بعض الأشكال : زاقزاق.
أشكال الزخـــــــارف النسيجية لجبل نفوسة:
الحجاب = جميلة
طيط ن تماللا تامشكانت= تيمشرفت
تامنشار تنتبلغاس = رقمتنإيباون
تامنشارتتامشكانت= سوقأهراس
تامنشارتنتكعابين= لالابلغويا
تادبريرت=جميلة
إيغايضن=تامجرت
آزداد =زاقزاق
تمخديت تامقرانت =لالاقبي
بعض المصطلحات لعملية النسج
نطلق لفظ ( أولمان) على خيط الصوف.
نطلق مصطلح ( فوس = يد ) على كل خطوة من العمل.
وهناك نوعان من الخطوات ( إيفسّـن) على التوالي:
أ) فـــــــوس ن آدّار = بالمعـنى الحرفي : يد الحشو.
وعادة نبدء بها الرقيمة (أرّﭬمت )، وفيها يتم إنزال [ماوال] القصبة التي تعلو [تاغدا] السفـّــاحة حتى تلتصق بها مباشرة.
ب) فوس ن آشمّر = بمعنى يد الرفع.
وفيها يتم رفع القصبة المذكورة إلى أعلى حتى تبتعـد عن السفـّـاحة بمساحة تزيد عن الشبر
وكل خطوة نرمز لها برقم واحد أو مجموعة أرقام.
وتعلو هذه الأرقام على التوالي نجمات، وأرقام أخرى لا يعلوها شيء.
وترمز تلك الأرقام التي فوقها نجمات إلى عدد خيوط السدى ( أوستو = الجداد) التي يجب نتركها حرة: إلى الخارج.
وترمز تلك التي لاشيء فوقها إلى عدد خيوط السدي التي يجب أن نمسكها بالأنــامل : إلى الداخل.
درس مبسط لتعليم الرقم باستخدام الأعداد فـــي الــزخرفة [06]
فمثال:خطــــــوات العـــــــــمل
إذا وجدنا الخطوة تحتوي على سلسلة أرقام كما يلي:
2* 1 2*
فمعـنى ذلك أننا يجب أن:
نترك عدد خيطين من السدى حرة أيإلى الخارج
مسك مما يلي ذلك فـقـط بخيط واحدة إلى الداخـل.
ثم نترك إثنتان إلى الخارج
وأخيرا نمسك ما يلي ذلك إلى الداخل
ونمرر خيوط الصوف ( أولمان = الطعمة ) البيضاء والملونة بين الداخل والخارج.
كرر كل خطوة (فوس) مرتان:
المرة الأولى نستعمل خيط الصوف الأبيض.
والمرة الثانية نستعمل خيط اللانــا الملون، أزرق أو أحمر.
فكل خيط ملون يسبقه خيط أبيض.
واختيار لون الخيوط يتم حسب الرغـبة والذوق.
فمثلا قد نبدأ بالخيط الأزرق ثم نـنـتـقـل إلى استعمال الخيط الأحمر ثم نعـيد استعمال اللون الأحمر مرارا عديدة ثم نـنـتقل للون الأزرق، وهكذا.
وهناك مثلا من لا يستعمل اللون الأزرق نهائيا.
فاللون الأزرق فائـدته يعـمل ظلالا قاتمة في تفاصيل الشكل الأحمر فلا تبدو بقعة ذات لون واحد.
بعـد فهم الملاحظات السابقة فهــما دقيقــا، ستبدو خطوات العمل سهلة وبسيطة للغاية
نبدء، طبعا بمساحة من خيوط الصوف( أولمان ) البيضاء – ثم نـبدأ الرقم [أرّﭬمت]
أولا / نـُدخل في ( فوس ن آدّار= ماوال ن آدّاي = الخطوة الأولى) خيط الصوف الأبيض [أولمان].
ثانيــا / نـُدخل في نفس اليد السابقة خيط زرقاء.
ثالثـــا / نـُدخل في ( فوس ن آشمّر) =ماوال ن آلّاي= الخطوة الثانية) خيط الصوف الأبيض.
رابعــا / نـُدخل في نفس اليد السابقة خيط حمراء.
قد نكرر نفس اللون السابق عدة مرات في الخطوات التالية حسب الذوق.
إبتكار لفتاة من جبل نفوسة يوثق الرقم والزخرفة النسيجية
أحدى الفتيات ابتكرت الأرقام والعلامات التي ساعدت على توثيق حساب الرقم الزخرفة النسيجية [أرّﭬمت] لقد تمكنت بفضل ذكاء ونباهة نادرين أن تكتشف طريقة حسابية تعتمد لتعليم أشكال الرقم اشارات جبرية من أيجاب وسلب [+ و ـــ ]، حيث ساعد هذا النظام العددي الفتيات على تعلم الرقيمة ويسهل تسجيل هذه العلامات وتوثيقها في كراسات.
---------------------------
[06] عن رواية (تسجيل صوتي) للسيدة عائشة أحمد سعيد الختالي. جـــادو 1980 – 2006
المصدر: مقتبس من موضوع صناعة النسيج في ليبيا (المرأة الأمازيغية: حارسة النسيج – حارسة الثقافة)
للباحثة الليبية سعاد أحمد بوبرنوسة