تأريخ - موقع آت مژاب ... للحضارة عنوان

أحولي ن يرجازن

c 7أحولي ن يرجازن

ⴰⵃⵓⵍⵉ ⵏ ⵉⵔⵊⴰⵣⴻⵏ

 اللباس الأمازيغي الحالي (نفوسا/جنوب تونس/مژاب) المعرف بالحولي "تالابا" كان إلى وقت قريب منتشر في كل إفريقيا الشمالية وأول اللوحات لشريف وازان المغرب للفنان Josep Tapiró Baróوحتى وقت قريب يلبس عند الشاوية والأطلس المتوسط وذكر في عدة مراجع تاريخية إنتشاره في كل تامازغا ويبدو أن البرنس مجرد تطور من نفس اللبسة(01)

----------------------------------

(01) Madghis M. Madi

أصل المزابيين 37: نزوح البربر الاباضية من الزاب

أصل المزابيين 37: نزوح البربر الاباضية من الزاب

Icon 09

كل المؤرخين يجمعون على وقوع هجرة أمازيغ الزاب نحو الصحراء و الواحات و مناطق أخرى إثر الغزوات الهلالية سنة 440 هـ و ما تلاها و كان الكثير من بربر الزاب على المذهب الاباضي مما جعلنا نفترض كمجرد فرضية تاريخية مطروحة للبحث أن أولئك الأمازيغ الاباضية هاجروا إلى مزاب و انضموا هناك إلى البربر الجيتول القدامى المعتزلة الذين بدأوا يتأبضون على يد الإمام الفرسطائي و تلامذته , بينما افترضنا أن الأمازيغ المالكية لما أزاحهم الهلاليون من الزاب آووا إلى مناطق أخرى في التل و الصحراء .

لكن وجدنا دراسة تاريخية جد مستندة إلى مصادر تاريخية و توثيقات لرحالة مرافقة لتلك الفترة , إستنتج منها صاحبها الباحث علاوة عمارة أن تهجير البربر الإباضية من الزاب كان سابقا على غزوات بني هلال , و أنه تمّ في عهد دولة بني حماد التي أنشأها حماد بن بلكين الصنهاجي في الزاب بنواحي أشير و المسيلة... سنة 405 هـ

يقول الباحث علاوة عمارة إن الزاب كان فيه الاباضية في عهد الفاطميين و يستنتج من خلال شهادات الرحالة ابن حوقل أن الزاب لم يفقد هويته الاباضية آنذاك

A travers les descriptions géographiques ; nous pouvons constater une persistance de l'ibadisme dans plusieurs zones du Zab malgré les campagnes répressives des Fatimides.... le Zab n'a pas perdu pendant cette époque son identité ibadite....

و يبين الباحث أن الإضطهاد و التهجير لإباضية الزاب كان من طرف الحماديين

L'éradication de la comunauté ibadite de Baghay est attribuée au fondateur des hammadites... les habitants se retirèrent dans les oasis du sahara

و يواصل الباحث نقوله من المصادر عن كثير من العنف والتهجير مارسه أنصار حماد بن بلكين و المعز بن باديس على الأمازيغ الإباضية من مختلف مناطق الزاب

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane 

راجع : 

Allaoua Amara Entre le massif de l’Aurès et les oasis : apparition, évolution et disparition des communautés ibâḍites du Zâb (VIIIe-XIVe siècle) 

الشّيخ الحاج إبراهيم بن عيسى الأبريكي

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الشّيخ الحاج إبراهيم بن عيسى الأبريكي، من القرارة

   هو الشّيخ بابا عيسى، أخذه أبوه إلى الجلفة حيث تجارته، وهو ذو خمس سنوات، قضى مثلها في باديتها، عند أحد أصدقاء أبيه من أولاد نايل. فكان لهذه المدّة التي أقامهافي البادية أثرها العظيم في تكوين شخصيته.

    دخل معهد الحاج محمّد بن الحاج قاسم الشّيخ بالحاج في القرارة، حيث درس فيه المرحلة الابتدائية. ثمّ أرسله شيخه إلى بني يزقن ليكمل دراسته عن قطب الأئمّة.

  رجع في العقد الأخير من القرن التّاسع عشر إلى القرارة، ففتح فيها معهده للتّدريس، فأنجب للجزائر والإسلام علماء أجلاّء، أصبحوا زعماء الحركات العلمية والسّياسية والإصلاحية. من أبرز تلاميذه الشّيخ أبو اليقظان، وعبد الله بن إبراهيم أبو العلا، والشّيخ بيّوض.

  إلى جانب عمله في المعهد، كان شيخ المسجد وواعظا فيه. تولّى ذلك لمّا اغتيل أستاذه الشّيخ الحاج محمّد بن الحاج قاسم سنة 1319هـ/1901م. توفّي في 15 ذي القعدة 1329هـ/نوفمبر 1911م، عن عمر يناهز أربعة وخمسين عاما،

--------------------------------

[23]-محمّد علي دبّوز: نهضة الجزائر الحديثة، الجزء الثّاني ،160.

وخلفه في معهده الشّيخ عبد الله بن إبراهيم أبو العلا[23

 

 

].

القرى السبع لولاية غرداية

يتدانى و موقع عزّ بونا... القرى السبع كالمجرة نور
و نفوس تحف بالدين صونا... حفها الله بالنخيل ظلالا
إن غفت عينها رعى الله عينا... جزر الأمن في خِضمّ الفيافي
و تصافي من خالص ا لتّبر خدنا... و هي تغفو على بحيرة نفط
و من الماء ما يزخرف عدنا... و من الغاز لفحة و ضياء
فأتتها الحياة تطلب أمنا... زّهدَت في ا لحياة غدوة روع
صالح خرفي

صفوة العطف قبلة و عناق... من وَفيٍّ في حبكم صار هنا رهنا
نسب الشعر منكم يوم ألقى... الرِّحل جَدٌّ تعشّق العطف سكنى
صالح خرفي

تتجلى حضارة الميزابيين في مدنهم و فنها المعماري , والحقيقة أننا لن نشرح الفن المعماري للقرى السبع المكونة لوادي ميزاب , لأن هناك صفحة خاصة بذلك , لكننا نقتصر فقط على نبذة بسيطة عن تاريخ هذه المدن , وعفوا على التقصير الشديد , لكن هذا كل ما استطيع أن أعطيكم من معلومات , وقد تحاشيت تماما تكبير الخط أو توسيع الفراغات بين السطور , حتى لا أغشكم , وأرجو أن تعذروني مرة أخرى , و أرجو أن تغطي المعلومات الوفيرة الموجودة في الصفحات الأخرى النقص الفادح هنا.
و ستجدون صورا لمختلف هذه المدن في صفحة صور ميزاب.
و هذه المدن كما ذكرنا , لم تكن موجودة إلا بعد أن احتك بنو مصعب بالرستميين الإباضيين المهاجرين إليهم.
تتميز مدن ميزاب السبع بأن خمسًا منها و هي : تَجْنِينْتْ ( العطف) , آت بونور ( بونورة ) , تَغَرْدَايْتْ ( غرداية ) , آتَمْليشْتْ (مليكة ) , آ ت اِيسْجَنْ ( بني يزقن ) , متجاورة من بعضها البعض , و لا تبعد عن بعضها سوى ببضع كيلومترات , أما مدينتي : برّيان , و لَقْرَارَا ( القرارة ) , فهما بعيدتان قليلا عن ا لمدن السبع السابقة , بريان :45 كلم شمالا , و لَقْرارَا ( القرارة) : 110 كلم شرقا.

و قد بنيت كل هذه المدن فوق مرتفعات , لأهداف كثيرة , و بهندسة معمار ية را ئعة جذبت المهندسين من جميع أنحاء العالم. تتعرف عليها في صفحة : الهندسة المعمارية .

1- العطف : تعد من أقدم القرى السبع , وأصل تسمبتها هو : تَاجْنِينْتْ بالميزابية, و يقصد بهذه الكلمة المكان المنخفض , أسسها الشيخ خليفة بن آبغور سنة 402 هـ 1012 م , و تشتهر العطف بأسر علم , ودين عريقة , و كانت محط رجال طلاب العلم , و التفقه في الدين , و مجمع المشائخ و العلماء في مختلف العصور منذ تأسيسها .

2- بونورة : أنشأت سنة 457 هـ - 1065 م, وأصل تسميتها هو آت بونور بالميزابية , نسبة إلى القبيلة المصعبية التي بَنَت و سكنت هذه المدينة قديما , تتميز بونورة بأنها مبنية فوق ربوة صخرية منيعة جدا .

نورة البأس , تحرس السهل أمنا... و على الربوة المنيعة قامت
فالتمس في بنورة سكنى... و إذا النفس طالبتك بأمن
صالح خرفي

3- غرداية: أنشأت سنة 447 هـ - 1053م , و أول من سكنها الشيوخ : بابا وَالجَمَّة , و أبو عيسى بن علوان و بابا سعد , وأصل تسميتها : تَغَرْدَايْتْ بالميزابية و هي القطعة المستصلحة من الأرض , والواقعة على حافة الوادي , وتوجد عدة قرى تحمل نفس الدلالة في المغرب العربي.
تُعد تغردايت , عاصمة الولاية رقم 47 بالجزائر حاليا , يوجد بها مطار مفدي زكرياء الدولي , و هي وجهة السياحة من جميع أقطار العالم , إذ يستقر السياح بها , ثم يتجولون في باقي ا لمدن , كما تعتبر المركز التجاري بالنسبة للقرى الأخرى , تمتاز بسوقها التقليدي , و يقام بها كل سنة , مهرجان الربيع للزربية الميزابية .

أنت يادرّة الجنوب عناقا... غاردايا يا ذروة المُتَمَنَّى
أنت في معصم السهول سِوار... أنت بين المدائن الغيد , حسناء(1)
صالح خرفي(2)

4- بني يزقن : أسست سنة : 720 هـ - 1321 م , أما أصل التسمية فهو : آت إيسجن بالميزابية, و هي نسبة إلى القبيلة المصعبية التي سكنت المدينة .

تعتبر آت ايسجن , من عواصم العراقة العلمية و الدينية , و من أبرز علمائها : قطب الأئمة الشيخ محمد بن يوسف اطفيش (2), و كذلك ابنه : الشيخ ابراهيم بن الحاج محمد ا طفيش.

قطب نور كفاكم العلم شأنا... يا بني يسجن السرّاة كفاكم
و روا ء , و موقع , طاب حسنا... لكم العذر في ر فاهة جنّبِِ
صالح خرفي

5- مليكة : تعرف بمليكة العلياء , أسست عام 756 هـ - 1355م , اسمها الأصلي هو : آت امْليشْتْ , نسبة إلى ’’ مْلِيكْشْ ’’ أحد زعماء قبيلة زناتة.

ربّة التّاج , تأسر العين , حسنا... و على الربوة الأريكة حطّت
بيد الملك يرهف الكلُّ أذْنا... هي فينا مليكة إن تُلوِّح
صالح خرفي

6- القرارة : أسست سنة : 1040 هـ - 1631م , أصل تسميتها : تِقْرَارْ , ومعناها الجبال البيضوية التي بجانبها سهول صغيرة مقعرة بستقر فيها الماء.
تعتبر القرارة عاصمة العلم و الإصلاح في الجنوب الجزائري , بل و في المغرب العربي , و منها انطلقت الحركة الإصلاحية في القرن العشرين بريادة نخبة من العلماء على رأسهم : الشيخ ابراهيم بيوض بن عمر (2), و فيها تأسس أقدم معهد ثانوي حر بالجزائر , و هو معهد الحياة (3) سنة 1925 م , و من هذا ا لمعهد تخرجت أجيال من أئمة العلم و الإصلاح , و رجال الفكر و الإبداع ا لأدبي .

أنتِ أدرى به إذا الآه أنّا... قبلة العهد يا قرارة قلبي
دقة القلب , فهو يعزف لحنا... جرس السحر في حروفك يذكي
صالح خرفي

7- بريان: أنشئت سنة : 1060هـ - 1690 م , و التسمية الأصلية هي : آت برقان , و هي خيمة مصنوعة من الوبر , وقد كان أهلها ذوي خبرة في نسج هذا النوع من الخيم.
تعتبر بريان آخر مدينة من مدن ميزاب في اتجاه الشمال , نحو الجزائر .
و يشتهر أهل بر يان , بأن لهم عيونا لا تخطئ , أو عين صائبة كما يقولون , و تروى عنهم في ذلك روايات و وقائع كثيرة , و الظاهرة إن دلت على شيء فإنما تدل على فراسة نادرة فذة .

أهل ريّان و المشاعر تطفو... يوم يلقاكم الفؤاد و يهنا

ترتوي العين , حسن وجه و بشر... و أرى الأذن ترتوي حسن معنى(01)

أمّا اليوم فإن التقسيم الإداري القائم منذ 1984 , قد حصر المدن السبع ضمن خمس بلديات لا يتعدى مجموع مساحاتها 6850 كلم2 . !مقسما نحو الآتي :                           

                 بلدية غرداية :     مساحتها 590 كلم2

                  بلدية بريان :       مساحتها 2250 كلم2

                 بلدية القرارة :       مساحتها 2600 كلم2

                 بلدية العطف :       مساحتها 690 كلم2

                 بلدية بنورة :       مساحتها 720 كلم2

     و ضمّت بلدية مليكة إلى غرداية, و لم تعد بني يزقن سوى حيٍّ من أحياء بلدية بنورة.

البلديات الثلاث : غرداية بنورة و العطف مجتمعة مساحتها الإجمالية 2000 كلم2يحدها :

               من الشمال   :   بلديتا بريان و القرارة

               من الجنوب   :   بلدية متليلي

               من الشرق   :   بلدية زلفانة

               من الغرب   :     بلدية ضاية بن ضحوة

   أمّا بلديتا بريان و القرارة, فإن مساحتهما مجتمعتين هي 4850 كلم2, و يحدهما :

             من الشمال   :     ولايتا الأغواط و الجلفة

              من الجنوب   :   بلديات غرداية, العطف, بنورة, زلفانة.

               من الشرق   :    ولاية ورقلة

               من الغرب   :     بلدية ضاية بن ضحوة

     عندما شيّد بنو مزاب مدنهم الحالية التزموا أن تكون لكلّ واحدة منها واحتها الخاصّة التي هي مصدر معيشتها, و سوقٌ لتجارتها و تبادل منتجاتها مع المحيط الخارجي,و مسجد واحد لإقامة شعائرها الدينية, و لم تشذ عن القاعدة سوى تَاجْنِينْت إثر مشكل سياسي.

     يقال إن بني مزاب كانوا إذا أنشؤوا قصرا من قصورهم و اختطّوا له حدوده, و بلغ العمران أقصى ما يمكن أن يستوعبه القصر,ينتقلون إلى فضاء آخر لتأسيس قصر جديد حفاظا على التوازن البيئي, إلاّ أنّ الملاحظ أنّه بعد اكتمال عدد القصور المزابية السبعة في القرن السابع عشر الميلادي, عرفت جلّها سلسلة من التّوسعات. على سبيل مثال : فإن بني يزقن قامت بدحر أسوارها, منذ تأسيسها, أربع مرات كان آخرها عام 1860 م بضمّ مساحة كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة.

     أمّا في النّصف الثاني من القرن الماضي فقد ظهرت الأحياء الجديدة, ثنية المخزن, دَادَّهْ علي, مَرْمَادْ, العين, بابا السعد, تبعتها أحياء سيدي عْبَازْ, بن سمارة, و القُرطي و بَلْغَنَّمْ, و حي سماوي إسماعيل بالعطف, و حي يَدَّرْ و حي أُجُوجَنْ و مُومُّو ببني يزقن, و أمثالها في بريان و القرارة.

         هذه الأحياء الجديدة هي التي استقطبت الوافدين من مختلف مناطق القطر شمالها و جنوبها, غربها و شرقها, و امتصّت التزايد الديمغرافي للسكان الأصليين.

     وحفاظا على ما تبقى من الواحات, انطلقت أخيرا مبادرات للخروج من الوادي و الصعود إلى الهضبة بإقامة أحياء عمرانية جديدة كمفرزة واد نَشُّو,بوهراوة, تِنَمِّرِينْ, تَفِلاَلْتْ الجديدة, تَوَنْزَا.

     يقول الأستاذ : قاسم حجاج : " و بتلك التغيرات الديمغرافية و العمرانية انتهت خلال القرن العشرين..ظاهرة الاستقرار الاجتماعي و الثقافي و العزلة الحركية و الطابع البسيط و الصغير لمجتمع المحلي

---------------------------------

(01)صالح خرفي

جني التّمور أَنْكَاضْ أَسْحَلِّ نْ أُومْجَارْ

جني التّمور أَنْكَاضْ أَسْحَلِّ نْ أُومْجَارْ(01)

عندما ينضج التمر في فصل الخريف في عراجينه، يأذن مجلس العزابة في المسجد بداية جني التمور، ويعبر عليه باللسان المزابي (إِحَلْ أَمْجَارْ)، وذلك ابتداءً من اليوم الثامن من شهر أكتوبر، ولا يجوز القطع قبل ذلك؛ لأنه يعتبر فسادا لغلة التمر باعتبار أن التمر هو المورد الأساسي للسكان تجب المحافظة عليه، وهذا ما يتماشى مع مقاصد الشرع، الذي يحرم التبذير، وفق قاعدة فقهية "لا يجوز قسمة الغلة على الأشجار إذا لم تدرك".

ولقائد القرارة دور هام في مراقبة القرار ومعاقبة المخالفين لعرف البلد، وذلك بأمر جميع الحراس على مداخل القصر للمراقبة، وإذا وجد عند الفلاحين عراجين قبل الوقت المحدد، عوقب صاحبها بغرامة قدرها 10 فرنك، ويأخذ ذلك العرجون، ويجعله صدقة، ونورد مثالا لذلك في عهد القائد عفاري سجلت مخالفة من شهر أكتوبر 1942م، حيث قام الحراس، بنزع عرجون بلح من الفلاح، الذي دخل معهم في خصام، وشتم كبير الحرس، ورفع أمره لرئيس مكتب ملحقة غرداية، وطلب القائد أن يعاقب بغرامة قدرها خمسين فرنكًا بسبب تعديه للأمر الصادر للعامة، وأيضا غرامة قدرها خمسون فرنكًا بسبب شتمه لقائد الحراس.

بعد الإذن الرسمي لجنْيِ التمر، يتفرغ الجميع رجالا ونساء وأطفالا لحملة جني التمور المحصول السنوي الأساسي، فبالتعاون والعمل الجماعي تصبح الواحة ورشة عمل تتعالى فيها الأصوات بالمدائح والأهازيج التي يطلقها متسلِّقو النخيل في جو حماسي.

إن تمتع سكان القرارة بالروح الجماعية والشعور الجماعي يجعل العمل الصعب سهلا، والكثير قليلاً، وقد يصادف ذلك امتلاء الواحة كلها بمياه وادي زقرير، فيصنع الفلاحون سُفُناً خشبية للوصول إلى بساتينهم لجني التمور، مثل ما عرفته السنوات التالية: 1922-1928-1929-1941م، حيث صادف وقت جني التمور دخول وادي زقرير إلى الواحة.

أَنْكَاضْ ( جني التّمور )

مقطع مقتبس من حصة مرحبا للقناة الرابعة "الأمازيغية" للتلفزيون الجزائري حول "كتاب معالم الحضارة في واحة القرارة" للباحث: إبراهيم بن محمد ويرو الحاج يحي. بتاريخ 31-08-2017.

رابط الفيديو الأصلي

 

-------------------------------

(01): كتاب معالم الحضارة في واحة القرارة. المؤلف: إبراهيم بن محمد ويرو الحاج يحي. ص51-53.

 المصدر https://nir-osra.org

حياة بني مزاب الاقتصادية

حياة بني مزاب الاقتصادية في بلاد الشبكة

كان يعيش أغلبهم على تربية المواشي، والتنقّل بها عبر أرجاء الشّبكة، بحثا عن الماء والكلأ. فكانت حياتهم في منتهى البساطة، شأنهم في ذلك شأن قبائل البدو في كلّ مكان.

يقول الشّيخ ع لي يحيى معمّر[1]:" وحافظوا (أي سكّان بلاد الشّبكة) على نظام حياتهم، كشعب يعتمد على تربية المواشي بالدّرجة الأولى وعلى الزّراعة الموسميّة بالدّرجة الثّانية"[2].

أمّا صناعتهم فكانت تقتصر على نسج الخيام والألبسة من الوبر، فلم يكونوا يتعاطون نسج الصّوف إلا ما كان يشتغل به سكّان قرية الصّوفية (أَغَرْمْ نَتْلَزْضِيتْ)، وهو ما ميّزهم عن باقي بني مصعب وأدّى إلى تسميت قريتهم تلك[3]:.

 


[1]_ علي يحيى معمّر (1338-1400هـ/ 1919-1980م)، ولد بنالوت في ليبيا وتعلّم بها، ثمّ سافر إلى تونس سنة 1346هـ/ 1927م، والتقى بشيخه رمضان الليبي بمدرسة الإباضية، وهناك تردّد على دروس جامع الزّيتونة. ثمّ لمّا بلغه صدى معهد الحياة بالقرارة رحل إليه سنة 1357هـ/ 1938م، حيث بقي سبع سنوات يحضر دروس الشيخ بيوض ويساعده على التّدريس. رجع إلى نالوت سنة 1366هـ/ 1945م، اهتمّ مدّة بالسّياسة، ثمّ تفرّغ للتّدريس، فارتقى في سلّم التّعليم، حتّى استقرّ بوزارة التّعليم في منصب إداري سام. وفي الأثناء قام بعدّة رحلات في العالم العربي وأنتج عددا من المؤلّفات نذكر منها:

-الإباضية في موكب التّاريخ (أربع حلقات).

-الإباضية بين الفرق الإسلامية.

-سمر أسرة مسلمة.

-الفتاة الليبية ومشاكل الحياة.

-الأقانيم الثّلاثة.

- أحكام السّفر في الإسلام.

- الميثاق الغليظ.

-الإسلام والقيم الإنسانية.

- فلسطين بين المهاجرين والأنصار.

الإباضية مذهب من المذاهب الإسلامية المعتدلة.

توفّي يوم الثلاثاء 27 صفر 1400هـ/ 15 جانفي 1980م.

[2]_ الإباضية في الجزائر، الجزء الثّاني، 448.

[3]_ تاريخ بني مزاب. دراسة اجتماعية واقتصادية وسياسية. يوسف بن بكير الحاج سعيد. ص12-13

كتاب دور المزابيين في تاريخ الجزائر

Icon 07 كتاب دور الميزابيين في تاريخ الجزائر

حمو عيسى النوري

1331 - 1412 هـ / 1913 - 1992 م

Icon 07عيسى حمو بن محمد بن الحاج إسماعيل النوري، الشيخ المجاهد والأديب المؤرخ حمو محمد عيسى النوري (1913م /1992م) ولد في مدينة بنورة (ولاية غرداية - جنوبي الجزائر)، وتوفي فيها، سليل الأمجاد من أهل قصر بنورة بوادي مزاب، رجل لم تضنه أهوال النضال السياسي والكفاح المسلح ضد الإحتلال الفرنسي لبلاده على مدى أعوام من زهرة حياته تجرع فيها العذاب ومرارة السجون وقساوتها وسلبت المعارك بعض حواسه ..

صاحب التأليف الباذخ بالدﻻئل النضالية والموثق بالشهادات العملية في خدمة الثورة التحريرية الموسوم بـ "دور المزابيين في تاريخ الجزائر قديما وحديثا " في 04 أجزاء...

قضى حياته في الجزائر. تلقى تعليمه في مدارس الجزائر العاصمة ثم درس في المعهد الجابري بوادي ميزاب.

عمل مدرسًا في مدرسة النور بمدينة بنورة منذ عام 1945 حتى عام 1958، ثم ترقى مديرًا لها، بعد ذلك التحق بجيش التحرير وأصبح رئيسًا للمجلس الثوري في بنورة، بعدها عاد للتدريس في المدارس عام 1962 عقب إعلان الاستقلال.

أسهم في الحركات الإصلاحية والعلمية والسياسية بالجزائر، فانضم إلى جمعية العلماء المسلمين في الجزائر منذ تأسيسها عام 191، كما أسهم في تأسيس جمعية

النور في بنورة عام 1945، كما كان عضوًا في حلقة العزابة في وادي ميزاب، كذلك كان عضوًا في المنظمة الوطنية للمجاهدين.

قبض عليه (1960) فاستحق من المستعمر الفرنسي حكمًا بالإعدام، وظل سجينًا حتى إعلان الاستقلال.

نشط دينيًا من خلال حلقة العزابة، كذلك شارك في الفعاليات الأدبية والنشاط الأدبي في مدينة بنورة، كما نشط سياسيًا من خلال خلية حزب الشعب والمنظمة

الوطنية للمجاهدين، وأسهم في الحركات الاستقلالية حتى قيام ثورة الجزائر التحريرية الكبرى.

 

حمو عيسى النوري الشاعر

الإنتاج الشعري:

-له قصائد نشرت في صحف ومجلات عصره منها: «ديوان أبي اليقظان والنور» - جريدة النور 1932، و«عاطفة تلميذ نحو النور» - جريدة النور 1932، و«فقيد الإسلام والشرق محمد رشيد رضا» - جريدة الأمة 1935، و«في ذكرى الإمام عبدالحميد بن باديس» - مجلة المجاهد 1967، و«قلب الشرق» - جريدة البصائر، و«تهنئة زعيم الجزائر الشيخ الطيب العقبي» - مجلة الشهاب،، وله قصائد متفرقة وردت ضمن وثائق احتفالية أقيمت تأبينًا له - بنورة - 22 من يناير 2000، وله قصائد مخطوطة.

الأعمال الأخرى:

-له مؤلف مطبوع بعنوان: «نبذة من حياة الميزابيين الدينية والسياسية والعلمية من عام 1505 حتى عام 1962» - أربعة أجزاء - دار الكروان للطباعة والنشر والتوزيع - باريس 2003.

شعره غزير متنوع في موضوعاته ومقاصده، إذ نظم القصيدة العمودية وجعلها تعبيرًا عن نزوعاته الدينية والإصلاحية، في شعره طابع ثوري، فبعض قصائده تعد من شعر المقاومة الفاضح لأساليب الاستعمار الفرنسي، ولا سيما قصائده التي نظمها حول تجربة اعتقاله، كما أن شعره الوطني يستدعي صور الأبطال عبر التاريخ، فله قصيدة في تمجيد صلاح الدين الأيوبي وجلاء دوره في تحرير القدس، وتشمل قصائده الإصلاحية نقدًا لبعض عيوب المجتمع، وهو في ذلك يكثر من معاني التهكم والنصح والتحذير، وكثير من شعره ارتبط بالمناسبات السياسية والاجتماعية، فنظم عن حوادث 8 مايو في الجزائر، كما نظم في رثاء بعض أعلام ورجال عصره منهم: عبدالحميد بن باديس ورشيد رضا وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وعارض دعوى قاسم أمين لتحرير المرأة، بما يعكس انشغاله بهموم الأمة ومتابعته لحوادثها. شعره يتسم بالرصانة ووضوح المعنى، وصوره قليلة جزئية متوائمة مع موضوعاته.

نال شهادة إشعار بإسداء وسام المقاوم أثناء حرب التحرير الوطني مع وسام المقاوم، كما نال شكرًا وتهنئةً من وزير الشؤون الدينية عن كتبه في إحياء التراث الجزائري العربي الإسلامي، كذلك نال شهادة تقدير وشكر من المعهد العسكري للوثائق والتقويم الاستقبالية لوزارة الدفاع الوطني.

مصادر الدراسة:

1 -عمر داودي: مطبوعات ندوة حفل تأبين الشيخ حمو عيسى النوري - بنورة - 22 من يوليو 2000.

2 -لقاء الباحث إبراهيم بن حمو عيسى النوري مع أصدقاء وتلاميذ المترجم له - الجزائر 2006.

3 -الدوريات:

-إحياء ذكرى العالم المجاهد عيسى حمو النوري - جريدة البصائر - 3 من يوليه 2000.

-وقفة في الذكرى الرابعة عشرة لوفاة الشيخ حمو عيسى النوري - جريدة

عناوين القصائد:

من قصيدة: القلم السجين

من قصيدة: الإصلاح دعامة الاستقلال

من قصيدة: قلب الشرق

من قصيدة: القلم السجين

أطلقـونـي كـيف شئتـم أو ذرونــــــــــي ___________________________________

فأنـا حـرٌّ بأعـمـاق سجـونــــــــــــــي ___________________________________

بـل ذرونـي رهـن سجنـي شــــــــــــاديًا ___________________________________

فـي أحـاسـيسـي وأنسـي وأنـيـنـــــــــي ___________________________________

أُرسل الشّعـر فـنـــــــــــــــــونًا غَضّةً ___________________________________

إنَّ سِجْنَ الـحـرِّ كـوْنٌ مـن فـنـــــــــــون ___________________________________

أقتـنـيـهـا صـورًا نــــــــــــــــاطقةً ___________________________________

لـذمـامٍ مـثقـلاتٍ بـالـديـــــــــــــون ___________________________________

فعـيـون الشعـر فـي دنـيـا الــــــــورى ___________________________________

هـي فـي الأحـرار مـن سـود العـيــــــون ___________________________________

أو يَخطـو فـي هدى مَلْكٍ عـــــــــــــــلى ___________________________________

هجَعـات القـلـم الشـاكـي الـحـزيـــــــن ___________________________________

لـم يجـد فـي جـوِّكـــــــــــــــم متَّسعًا ___________________________________

لانطلاقـات شَبـابٍ مستكـيـــــــــــــــن ___________________________________

لـيـتـنـي أقسـو إذا أرَّثَنــــــــــــــي ___________________________________

مِن لظاكـم وَخَزاتٍ تعتـريـنــــــــــــــي ___________________________________

زمّلـونـي فـي شبـابـي واكبتـــــــــــوا ___________________________________

عبقـريّاتـي وطـيبـوا بسكـونــــــــــــي ___________________________________

فقـيـودُ الـوضع لا تـرهقنــــــــــــــي ___________________________________

لا ولا تـمـنع شأنًا مـن شؤونـــــــــــي ___________________________________

يسمع اللـحن فـيلــــــــــــــــوي عِطْفه ___________________________________

إنه يشـرق طبعًا بـلـحـونـــــــــــــــي ___________________________________

إنَّ ذا وضعُكـمُ مــــــــــــــــــــن سَفَهٍ ___________________________________

حـامـلٌ فـالـويلُ مـن جـيل الجنـيـــــــن ___________________________________

مـاج فــــــــــــــــــــي زخرفةٍ جذّابةٍ ___________________________________

لـم تكـن تزخر إلا بـالـمـجـــــــــــون ___________________________________

قـيـمُ الأخلاق فـي معجــــــــــــــــمهِ ___________________________________

نكراتٌ بـمحـيـطـات الظنـــــــــــــــون ___________________________________

قـد سـرى مـائعُهـا مـــــــــــــــندفعًا ___________________________________

فـي رسـوبٍ فـي الخلايـا والـبطــــــــون ___________________________________

وزهـا العـالـم فـــــــــــــــــي أُبّهةٍ ___________________________________

بـيـن إنسـانـيَّةٍ مـن غـير ديـــــــــــن ___________________________________

جلَّل العـلـم لهــــــــــــــــــا أدمغةً ___________________________________

هتكت للشمس ستـرًا بعـد حـيـــــــــــــن ___________________________________

لـو صـفـا مـنـبعُه فــــــــــــــي روضهِ ___________________________________

لزكت بـيـن نعـيـمٍ ومَعـيـــــــــــــــن ___________________________________

نهضةٌ جَبّارةٌ فـي نقـــــــــــــــــــــمٍ ___________________________________

واتقـادٌ لنـبـوغٍ فـي جنـــــــــــــــون ___________________________________

فطفـا الشّعـر عـلى لُـــــــــــــــــجَّته ___________________________________

فـي جفـاف الـذوق والرأي الهجـيــــــــن ___________________________________

فـالـمعـانـي فـي مبـانـيـهـا عـــــــلى ___________________________________

عِظَم الشقَّة فـي حـربٍ زَبــــــــــــــــون ___________________________________

بعـد أن كـان رسـولاً مـثقـــــــــــــلاً ___________________________________

برسـالاتٍ عـلى روحٍ أمـيــــــــــــــــن ___________________________________

كـم أدالـت دولاً فــــــــــــــــي غَفْوةٍ ___________________________________

للضّمـير الـحـرّ والـحق الـمبـيـــــــــن ___________________________________

وأقـامت دولاً أخرى عــــــــــــــــــلى ___________________________________

شـرعة الخلاّق والخُلْقِ الـحصـيـــــــــــن ___________________________________

تلك إنسـانـيّةٌ بــــــــــــــــــــاردةٌ ___________________________________

فـي حضـيضٍ مـن نفـايـات القــــــــــرون ___________________________________

من قصيدة: الإصلاح دعامة الاستقلال

اللهُ يحـمـي الــــــــــــــحقَّ والنُّصَراءَ ___________________________________

ويـزيـد سـيفَ الصـادقـيـن مضــــــــــاءَ ___________________________________

ويحفُّ بـالـتـوفـيـق كلَّ مـجـــــــــــاهدٍ ___________________________________

ــــــــــــــــيستعذب الأرزاء والنّكرا ___________________________________

ويسـوق أحـزاب الـــــــــبُغاة إلى الردى ___________________________________

ويـنـيل حـزب الله مـنه عــــــــــــلاء ___________________________________

جـمعـيَّةُ العـلـمـاء رمزُ سعـــــــــــادةٍ ___________________________________

طلعت عـلى أفْقِ الصلاح ذُكــــــــــــــاء ___________________________________

وهـمَتْ سمــــــــــــــــاءً إثر جَدْبٍ مدقعٍ ___________________________________

غمـر الـبـلاد وديـمةً وطفـــــــــــــاء ___________________________________

صـاحت بشعبٍ فـي الضلالة هــــــــــــائمٍ ___________________________________

يـتجـالـد الضَّرّاء والـبأســـــــــــــاء ___________________________________

قـد أبـغضته الـحـادثـات وجشَّمتــــــــــ ___________________________________

ــهُ الجـاهلاتُ مـن النفـوس عـنــــــــاء ___________________________________

فـالغربُ يفتك فـي جـمـوع شبـابـــــــــهِ ___________________________________

ويـنـال مـنه غضـاضةً وجفــــــــــــــاء ___________________________________

ويـدٌ مـن الفـــــــــــــوضى تدير شؤونه ___________________________________

ودجى الجهـالة خـيَّم الأنحـــــــــــــاء ___________________________________

فرأت عـلـيـــــــــــه كرامةً تأبى الأذى ___________________________________

والشّعب شعبٌ يعـشق العـلـيـــــــــــــاء ___________________________________

فسمَتْ بـه للـمـجـد لا تبـغــــــــــي له ___________________________________

غـيرَ الـمـجـرّة ذروةً عصـمـــــــــــــاء ___________________________________

خـاضت محـيـط الـمـصلـحـيــــــــن بعزمةٍ ___________________________________

لـم تخشَ مـن طـاغـي العُبـاب قضــــــــاء ___________________________________

تدعـو إلى الـبـاري وكـان سفـيـنُهــــــا ___________________________________

ديــــــــــــــــنَ الهدى والسّنَّةَ الغ ___________________________________

من قصيدة: قلب الشرق

ضِقْتُ فـي دنـيـاي مـن قـلـبٍ غضـــــــــوبِ ___________________________________

لـم يجـد رحـبًا سـوى سـاح الـحـــــــروبِ ___________________________________

يجـد الـبردَ عـلى جـمــــــــــــر الغَضَا ___________________________________

وبـيـاضَ العـيش فـي سُود الخطــــــــــوب ___________________________________

والسّلامَ الـمحض فـي الـحـرب الـتـــــــي ___________________________________

تُلقِم العـالـم ذرّاتِ اللهــــــــــــــيب ___________________________________

هِمّةٌ مـن هـمم الـدهـر، لهــــــــــــــا ___________________________________

هـممُ الـدهـر مـن العـيش الرتـــــــــيب ___________________________________

يـنكر الأحـيــــــــــــــاءُ فضلاً للردى ___________________________________

وصـفـاءُ الـتِّبر مـن فضل الــــــــــمُذيب ___________________________________

إيـهِ يـا نفسُ اعبسـي أو فـابسمـــــــــي ___________________________________

أو فجُودي بـغنـاءٍ أو نحـــــــــــــــيب ___________________________________

أو فثـوري ثـورةً تطغى عـــــــــــــــلى ___________________________________

لجج العـالـم طرّاً أو فطـيبـــــــــــــي ___________________________________

ذاك قـلـبٌ ضـاق عــــــــــــــــنه جسمه ___________________________________

كـيف يبقى هـادئًا بـيـن الجنــــــــــوب ___________________________________

إن روحًا فـائضًا مـن وحـيـــــــــــــــه ___________________________________

كـوثريَّ الـورد سحـريّ الـدَّبــــــــــــيب ___________________________________

منقول من موقع معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين

17 فيفري 1957

charles V 2بني مزاب والكفاح الثوري

17 فيفري 1957  

اكتشاف خلية للمزابيين مكونة من ستة أعضاء والقبض عليهم ومصادرة مبالغ مالية، مع أسلحة وكمية من المواد المتفجرة.

تتكون هذه الخلية من السادة : 

1 ناصري على بن عمر، رئيس الخلية، مولود سنة 1905، الاب عمر والام عبازة عائشة، تاجر وخليفة الباشاغا، الساعد الأيمن للشيخ بيوض في غرداية، 

2 بابكر صالح بن قاسم، نائب الرئيس، مولود سنة 1904، الاب قاسم بن الحاج عيسى والام نجار لالة، رئيس جمعية الاصلاح،

رمضان براهيم بن صالح، مولود سنة 1918، مدرس بمدرسة الاصلاح،

4 أداود عمر بن صالح، مولود سنة 1907، مدرس العربية،

5 رعمي سعيد سعيد بن محمد، مولود سنة 1885،

6 باباواعمر محمد بن عمر،

وفي هذا يقول التقرير :

« Le dix-sept février 1957, une cellule appartenant au FLN a été découverte par la brigade de gendarmerie de Ghardaïa. Les membres de cette organisation ont été placés sous mandat de dépôt pour « atteinte à la sûreté extérieure de l’Etat ».

Cette Cellule FLN était composée comme suit :

1/ Naceri Ali ben Omar, Président de la cellule, né en 1905 à Ghardaïa, fils de Omar et de Abaza Aïcha, commerçant et khalifa du Bachagha de Ghardaïa, membre de Djemaa. Lieutenant pour Ghardaïa du Cheikh Bayoud.

2/ Babekeur Salah ben Kacem, Vice-président de la cellule, né en 1904 à Ghardaïa, fils de Kacem ben Hadj Aïssa et de Nedjar Lalla. Président de l’Association El-Islah de la Medersa de Ghardaïa.

3/ Ramdane Brahim ben Salah, membre, né en 1918 à Ghardaïa, mouderrés à la Medersa de Ghardaïa.

4/ Addaoud Omar ben Salah, membre, né en 1907 à Ghardaïa, fils de Omar et de Badjelman bent Balhadj, professeur en Arabe.

5/ Ammisaid Saïd ben Mohamed, membre, né en 1885 à Ghardaïa, fils de Mohamed ben Moussa et de Zaabi Baya bent Daoud.

6/ Babaoumeur Mohamed ben Omar, journalier à Ghardaïa.

Cette opération a permis de découvrir deux fusils de chasses, 500 grammes de poudre noire et une boite contenant 34 amorces à pavillon, au domicile de Babaoumeur Mohamed.

Une somme d’argent avait été collectée auprès de dix-huit habitants mozabites. Nacer Ali avait remis une semaine avant son arrestation, une somme de 70.000 fr. (avoués) à un hors la loi. »

Frères El-Oung

Icon 07

Les frères El-Oung Bakir, (1868-1934) etOmar, (1880-1956)(l)

El-Oung hadj Bakir ben Brahim exerça le commerce à Tébessa en association avec son frère Omar. Pendant la Ie guerre, il était considéré comme le chef de l'opposition aux idées françaises au M'zab. Il était suspecté d'entretenir des relations avec les Tripolitains notamment avec le nationaliste Slimane El-Barouni.

En collaboration avec son frère hadj Omar, il participa, en 1913, à l'ouverture d'une medersa à Tébessa : Es-Saddiqia, avec l'aide de trois autres commerçants mozabites de cette localité.

En juillet 1919, hadj Bakir fut condamné, sur ordre de M. Jonnart, à 3 mois de prison et 200 francs d’amende par la Commission disciplinaire de Ghardaïa pour « manœuvre et entrave à la conscription » et inculpé « d’infraction au décret du 19 septembre 1912». Le Lieutenant-colonel Martin, Commandant Militaire du Territoire de Ghardaïa, demande, le 26 juin 1919, son expulsion et sa mise en surveillance dans le Territoire d’Aïn-Sefra.

Atteint d'hémiplégie, Bakir El-Oung mourut le 13 décembre 1934.

Icon 07

El-Oung Hadj Omar, né en 1880, était très connu pour ses sentiments anti-français. Commerçant établi à Touggourt vers 1915, il fut la personne la plus surveillée par l'autorité militaire, pendant son séjour dans cette ville. Il était signalé comme ayant des relations avec le parti nationaliste tunisien.

Il fut inscrit au carnet “B” des suspects par décision du Gouvernement Général du 15 avril 1922 n°1619. « C'est un individu dangereux pour l'ordre de l'intérieur », note un rapport.

Connu comme le chef de l'action et de la propagande anti-française dans le Sud Constantinois et agent de liaison pour ce rôle au M'zab, il contribua à plusieurs collectes sous couvert de souscriptions destinées à l'édification de monuments religieux.

Le 3 mars 1921, Omar El-Oung fut puni par le Cdt Militaire du Territoire, de 100 francs d'amende.

Icon 07

Ami de Slimane El-Barouni, il entretint une correspondance assez régulière avec les Ibadites tripolitains, notamment avec Khalifa ben Asker, (1877-1922), de Nafoussa.

En décembre 1925, il quitta définitivement Touggourt voyageant entre Alger, Constantine et Batna pour liquidation de ses affaires.

En mai 1932, il fut désigné, par la Djamaa mozabite d'Ouargla, comme mouderrés et imam à la mosquée ibadite de cette ville.

En 1933, il s'établit à Constantine, chez Mohamed ben Hamou, 7 rue Roued. Vers 1935, il était enseignant dans une école coranique, il professa l'arabe à l'Association mozabite El-Houda, sise route de Mila.

Hadj Omar El-Oung mourut à Alger en janvier 1956, il fut inhumé à Guerrara.

----------------------

(1)   S. Bendrissou, Notices biographiques.

Témoins de l'histoire

index مشاركة المزابيين في الثورة التحريرية

 

المؤرخ بلقاسم باباسي بنو ميزاب ساهموا في طرد الإسبان من العاصمة خلال الحقبة العثمانية و لهم فضل كبير في القضاء على الاستعمار بالجزائر

 حوار مع المؤرخ  بلقاسم باباسي في الحصة التلفزيونية مرحبا

حملة الإمبراطور الإسباني

مشاركة المزابيين في الثورة التحريرية

قوات المزابيين بسيدي بنور تصمد امام الإحتلال الفرنسي

بنو مزاب أحبطوا المخطط الإسباني بجنازة وهمية 1518م

المزابيين وجهادهم في الثورة

مشاركتهم في الثورة التحريرية

تدعيم بني مزاب للثّور ضدّ الاستعمار

Le M'zab préhistorique مزاب قبل التاريخ

-ABONNEAU J. Préhistoire du M'zab, thèse 3e cycle, Art et Archéologie, Paris, Sorbonne, 1983.
-AUMASSIP G., Le Bas-Sahara dans la Préhistoire, Études d’Antiquités africaines, CNRS, Paris, 1985.
-AUMASSIP G., DAGORNE A., ESTORGES P., LEFÈVRE-WITTER P., MAHROUR M., MARMIER F., NESSON C, ROUVILLOIS-BRIGOL M. et TRÉCOLLE G., « Aperçu sur l’évolution du paysage quaternaire et le peuplement de la région de Ouargla », Libyca, 1972, t. XX, p. 205-257.
-BALOUT L. L’Algérie préhistorique, Paris, AMG. 1958.
-BASSET, « Deux stations tardenoisiennes d'Algérie : Mélika et Bou Saada », Bulletin de la Société préhistorique de France, 1926, vol. 23, numéros 3-4, pp. 111-112.
-BONETE Yves, « Gravures rupestres du M'zab », in BLS, n° 13, 3/1962, pp. 16-29.
-JACQUET, « Notes au sujet d'un monolithe de Guerrara », in Rec. Notes et Mém. Soc. Archv., 1898, Constantine.
-CAMPS G., Les civilisations préhistoriques de l’Afrique du Nord et du Sahara, Doin, Paris, 1974.
-MARMIER F. et TRÉCOLLE G., « Étude de l’industrie du gisement d’Hassi Mouillah, région de Ouargla, Sahara algérien. I. L’œuf d’autruche », Libyca, t. XIX, 1971, p. 53-114. II. Le matériel de broyage, Libyca, t. XX, 1972, p. 135-148.
-MOREL J. « Notules de préhistoire mozabite », Libyca, tome XXIV, 1976, pp. 173-180
-ROFFO Pierre, « Note sur les Civilisations Paléolithiques du Mzab », (Congrès Préhistorique de France), 1933.
-ROFFO P., « Sépultures indigènes antéislamiques en pierres sèches, étude sur trois nécropoles de l’Algérie centrale », Rev. afric, t. 82, 1938, p. 197-242.
-SAVARY J.P. « Gravures rupestres d’âge historique au Mzab », Libyca, tome VIII, 1960, pp. 299-308.
-SAVARY J.-P., « Industries préhistoriques de la région de Fort Thiriet (Sahara oriental) », Bull. Soc. préhist. franç., t. 58, 1961, p. 605-620.
-SOYER R. « Les gisements préhistoriques du grand Erg oriental : Hammadas - grand Erg Chebka du M’zab », Bulletin de la Société préhistorique de France, 1926, vol. 23,
-LEFEBVRE G. « Mission Berriane, Djelfa, Libyca, t. 24.

 

 

 

Sociologie de l'Algérie De Pierre Bourdieu

Sociologie de l'Algérie De Pierre Bourdieu 

Icon 07

RÉSUMÉ

Présente les différents groupes ou "aires culturelles" de la société algérienne, les Kabyles, les Chaouïa, les Mozabites et les arabophones. Met en lumière ce qui les rassemble et ce qui les sépare. Reprise d'un des premiers ouvrages publiés de Pierre Bourdieu (1958).

كتاب Sociologie de l'Algérie للأستاذ بورديو حول الجزائر وخصص للمزاب فصلا كاملا.

رابط تحميل الكتاب من موقع www.4shared.com

رابط تحميل الكتاب من موقع www.mediafire.com

Sociologie et Histoire

Sociologie et Histoire

Icon 07

Aicha Daddi Addoun- Sociologie et Histoire

Extrait

Une femme sage

A ma treizième année, maman me dit un jour que mon père ne voulait plus que j’aille à l’école, que toute ma famille était contre mon éducation secondaire, que je savais lire et écrire c’était suffisant. Donc je devais porter le voile, et n’avoir plus de contact extérieur, qu’on allait très certainement me marier. Mais voilà savoir lire, c’est allumer une lampe dans l’esprit, relâcher l’âme de sa prison, ouvrir une porte sur l’univers. Très ferme dans la foi religieuse, je saurai convaincre les septiques qu’on peut garder le coran comme règle de morale sans se dérober à la vie de son temps. Donc je m’étais décidée a préparer un diplôme d’infirmière ;

En entrant pour la première fois au Royal Collège des sage-femmes, j’avais eu le sentiment de commencer une aventure héroïque, sure d’être marquée par un signe, je me sentais digne de cette expérience médicale, qui au terme de mes études me permettrait d’être libre, et de libérer d’autres femmes.

Déjà huit heures, « il faudrait que je parte à l’hôpital », me dis-je, et pour cela traverser la ville. Juste après avoir dépassé notre maison, un homme entre deux ages, qui me connaissait étant enfant me dit :

« Tu es la fille de Hadj Mohamed, la sage-femme, tu te plairas ici chez toi », l’accueil était cordial.

J’avançais très droite, regardant devant moi, sans m’occuper de ce qui pouvait se passer à ma droite ou à ma gauche. Une porte est ouverte, mais il faudra les forcer l’une après l’autre ; pour l’instant des visages gênés, des bouches serres, des fronts anxieux, des attitudes retenus. Il va falloir tous leur apprendre, pourrais-je réussir du même coup, à ouvrir le cœur des gents.

Mon cœur va et vient d’un bout à l’autre de ma poitrine, comme une navette de tisserand, il tisse le temps que je dois passer au Mzab. Dieu merci je crois être capable de trouver en moi des sources de bonheur, car après tout ce sont les miens, je pourrais me faire adopter par eux, pourquoi pas ? Puisque moi qui ai suivi une destinée toute différente, qui ai choisi un mode de vie révolutionnaire pour eux je les comprends.

Qu’est ce que l’indépendance ? C’est d’avoir maintenant une conscience Algérienne de prendre de courageux efforts, de prendre en main sa propre destinée et a entrer de plains pieds dans la réalité aujourd’hui sans rien renier de ses vertus traditionnelles.

« On peut enlever un enfant du Mzab, mais pas ôter le Mzab d’un enfant ».

Aicha Daddi Addoun- Sociologie et Histoire des Algériens Ibadites.

الحياة الاجتماعية للمرأة المزابية للكاتبة عائشة دادي عدون 

في السبعينيات من القرن الماضي، صدر لكاتبة مزابية كتابا عن: الحياة الاجتماعية للمرأة المزابية، إنَّها الأستاذة: عائشة دادي عدُّون.

Tiniri déco

ديكورات حديدية تقليدية تلحم في الأبواب الخارجية للمنازل ويشد أيضا بالبراغي على الأبواب الخشبية متوفرة بأحجام مختلفة.

للستفسار يرجى الاتصال على الأرقام الهاتفية

0559383099 او 0698713084

او على الاميل

Email : عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

Tiniri déco

آت إغرسان أزغار أوغلان (01)

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (01):

Icon 09

Marchand Mozabite à la Casbah 1890-1900 : peu de moyens et beaucoup de patience... " Le voyage de mille lieues commence par un pas "

الظروف الطبيعية القاسية وغير المواتية بمزاب مثل ندرة الموارد المائية و محدودية الأراضي الصالحة للزراعة، دفعت المزابيين منذ القدم إلى البحث عن موارد أخرى خارج موطنهم الأصلي ، فاهتموا في مراحلهم الأولى بتجارة القوافل مستغلين في ذلك موقع مزاب الجغرافي فحوّلوه إلى ممر رئيسي للقوافل ونقطة تلاقي و تواصل بين التل و الصحراء الكبرى.

وبعد تراجع حركة القوافل التجارية القادمة من بلاد السودان بين القرنين 14 و 15 ميلادي –حسب ما ورد في مصادر تاريخية قديمة ، اضطر المزابيون إلى تركيز نشاطهم أكثر على مدن الشمال و إلى تونس أيضا ليتحولوا شيئا فشيئا من جالبين للسلع إلى مقيمين مؤقتين لفترات طويلة في تلك المدن .

 

وبالتالي يمكن أن نقول أن حركة هجرة المزابيين إلى التل حسب بعض المؤرخين كانت بداية من القرن 14 .

Icon 09

الصورة يظهر فيها أحد متاجر المزابيين بالقصبة في الفترة مابين 1880-1889

Boutique d'un Mozabite parmi des dizaines d'autres dispersées dans les ruelles de la casbah entre 1880 et 1889

(At Ighersène" en dehors du "Aghelène" (1

Les conditions naturelles peu favorables au M'zab telles que la rareté des ressources en eau et des terres arables, poussaient les mozabites depuis des temps reculés à chercher d'autres ressources hors de leur patrie ; ils s'engageaient en premier lieu dans le commerce caravanier, car le M'zab se trouve sur l’axe du méridien d’Alger qui était une pénétrante idéale vers le Sud ; après le déclin de ce genre de commerce à partir du Soudan au 14 et 15ème siècle – selon certaines sources historiques- les mozabites se tournaient plus résolument vers le nord de l'Algérie et aussi vers la Tunisie.
Donc nous pouvons dire que le mouvement d’émigration temporaire des mozabites vers le Tell, d'après certains historiens, aurait commencé dès le XIVe siècle.

------------------------------------
Un Mozabite à Alger entre 1870 et 1889 

بقلم: Bakir Bennacer

 

 

Icon 09

الصورة تظهر دكان المزابي بائع القفاف (أوڨغرسان باب ن إسناين د تسنايين)

اليهود المنحدرون من الاندلس غالبا ما كانوا يشتغلون رفقة المورسكيين في المهن الفنية مثل الطرز و الخياطة قد تكون الصورة ألتقطت في بدايات القرن العشرين حسب هندام الاشخاص الظاهرين فيها.

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (02):

Icon 09

في العهد العثماني انتعشت حركة هجرة المزابيين الى الشمال اكثر مما كانت عليه سابقا و تعزز تواجدهم أكثر فاكثر في اهم الحواضر و المدن التابعة للبايلاكات الاربعة : الشرق (قسنطينة) ، الوسط (الطيطري) و الغرب (معسكر) و دار السلطان (الجزائر ) و كان تمركزهم اكبر في مدن الوسط مثل البليدة و المدية ( الطيطري ) و في مدينة الجزائر على وجه الخصوص التي كانت عاصمة الأيالة العثمانية و كانوا يشكلون فيها فصيلا اساسيا في التركيبة السكانية لفئة "البرانية" الى جانب القبائليين و البسكريين و حسب تقديرات إحصائية لسكان الجزائر العاصمة في أواخر العهد العثماني على ما يبدو التي وردت في احد المصادر القديمة فإن مجموع سكانها كان يقدر بحوالي 60 الف نسمة منها 16000 مابين كراغلة و اتراك و مورسكيين ، 7000 يهودي ، 2000 قبائلي 300 بسكري و 600 مزابي .

-----------------------
الصورة لشخصية مزابية عام 1875 بالجزائر العاصمة و هندامه يتطابق تماما مع هندام الشخصية البربرية في الصورة الثانية التي تبين بعضا من فئات السكان في العهد العثماني بالجزائر العاصمة

بقلم:  Bakir Bennacer

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (03):

Icon 09

جل المراجع القديمة التي تناولت موضوع التركيبة السكانية لمدينة الجزائر القديمة في العهد العثماني تحدثت بصفة رئيسية عن ثلاث الى أربع مجموعات أساسية تتشكل منها فئة " البرانية" و هي : بني مزاب و " لقبايل " و " لبساكرة " و " الجواجلة " في المقام الرابع و بدرجة أقل اشارت الى مجموعات أخرى و هي : " لمزاتية " و " الجرابة" و مجموعات محدودة العدد تتكون من الأغواطية و سكان ذوي البشرة السمراء من جنوب الصحراء ، هذا التفاوت يفسره على الأرجح وزن كل مجموعة و أهميتها و مدى حضورها في مشهد مدينة "دزاير " على وجه الخصوص و في إيالة الجزائر عموما ، و على رأس كل مجموعة "corporation "من المجموعات السالفة الذكر ممثل عنها لدى السلطة العثمانية يدعى ب " أمين " تتمحور مهمته الأساسية في جمع الضرائب و الإتاوات من الفئة التي ينتمي إليها و التكفل بانشغالاتهم ، و لأصحاب كل حرفة من عشرات الحرف المنتشرة في المدينة أمينا يمثلهم ايضا و يقوم بنفس مهام نظرائه من الفئات الأخرى ؛ و يعد بنو مزاب من أهم المجموعات بالنسبة للسلطة العثمانية و أغناها ايضا - حسب تلك المصادر - و أكثرها امتيازات نظرا للخدمات الكثيرة التي تقدمها لها - و التي سنعود إليها لاحقا - و تتمتع بإستقلالية واسعة ايضا في إدارة شؤونها تحت إشراف امينها و تعمل على حل المشكلات التي قد تعترض بعض أفرادها مثل فض الخصومات و سد ديون التجار المزابيين المفلسين و التكفل بالوافدين الجدد من مزاب و كذلك العابرين عبر القوافل .

يُذكر أن البنية السكانية لمدينة الجزائر في العهد العثماني تتكون من 7 فئات تقريبا هي :

1- الحضر ( السكان المقيمون بصفة دائمة بمن فيهم الاندلوسيون و المورسكيون )

2 - الأتراك 3- الكراغلة 4 البرانية 5 اليهود 6 المسيحيين 7 الزنوج

بقلم: Bakir Bennacer

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (04):

Icon 09

إذا كان الأتراك قد استحوذوا على كل الوظائف المناصب القيادية في السلطة العثمانية و الجيش الانكشاري بالجزائر، فإن العديد من المجموعات الأخرى التي كانت تتشكل منها التركيبة السكانية لمدينة الجزائر قد برزت في نشاطات اقتصادية معينة على غرار القبائليين الذين كانوا أكثر عددا من المجموعات الأخرى من البرانيين فاشتهروا ببيع المنتجات التي تجود بها منطقتهم مثل الزيت و الزيتون و التين كما تخصصوا أيضا في صناعة الفحم و اشتغلت أعداد كبيرة منهم كأجراء في ورشات الحرفيين و في المزارع أما اليهود فشمل نشاطهم الحدادة و الخياطة و صناعة الفضة والحلي و صك العملة و السمسرة و المراباة و تجارة الغنائم و الخمور، في حين اشتهر البسكرييون بنشاط الحمالة في الميناء وفي الأسواق و احضار المياه للمنازل و الحراسة الليلية للمحلات و الأسواق و تنظيف الشوارع و كانت الفئة الأقل حظا و أوضاعهم كانت أصعب من الفئات الأخرى حيث أن غالبيتهم كانت دون مأوى و كانوا يبيتون في العراء على عتبات المحلات التي يحرسونها و في بهو الأسواق ، الجيجليون الذين قدموا إلى الجزائر رفقة الإخوة بربروس – أثناء الإستنجاد بهما من طرف أهل الجزائر سنة 1516 كانوا أكثر حظا حظوة حسب ما ورد في بعض المراجع فكانوا ينشطون في الغزو البحري ضمن الأسطول العثماني ثم أصبحوا بعد ذلك ينافسون المزابيين في اقتناء الأفران و صناعة الخبز ، بينما المزابيون فقد تعددت نشاطاتهم الاقتصادية والتجارية و تنوعت فبالإضافة إلى امتلاكهم لعشرات الحوانيت الصغيرة المنتشرة في المدينة تمكنوا أيضا من احتكار تسيير الحمامات العمومية و المذابح و المطاحن التي أوكلت إليهم باتفاقيات مكتوبة مع السلطة العثمانية في بدايات عهدها نظير مواقفهم البطولية في صد الهجمات الإسبانية – والتي سنتحدث عنها لاحقا – وبفضلها برزوا في صناعة الخبز و تجارة اللحوم التي كانوا يزودون بها الجيش الإنكشاري مجانا– وتحدثت مصادر أخرى عن تسييرهم لبعض الفنادق و أظن أن الأمر يتعلق بالحمامات التي تحوي على غرف للمبيت - كما عرفوا أيضا بتجارة الأغنام و الدواب و تأمين خدمات النقل للدولة بواسطة الدواب و حافظوا على استحواذهم على تجارة القوافل القادمة من الصحراء و بلاد السودان .

Icon 09

الصورة تظهر حركة دؤوبة أمام حانوت مزابي بالقصبة

(1880-1890) Mozabites d'Alger : près de 7 siècles d'existence et leurs contributions au mouvement économique ont toujours été influentes dans cette ville.

استطاع المزابيون أن يوطدوا علاقاتهم مع الدولة العثمانية و ينتزعوا منها العديد من الامتيازات الأخرى بفضل وقوفهم معها أثناء المؤامرات الداخلية التي حيكت ضدها و بفضل أهميتهم الاقتصادية و الخدمات الكثيرة التي كانوا يسدونها لها ولقد وصل الأمر مثلا إلى إقراض حكامها للمال في فترات الضيق من صندوق المساهمات للجماعة على ما يبدو – الذي كان مخصصا لمساعدة التجار المزابيين المفلسين وتغطية ديونهم و التي وصفها بعض المؤرخين الفرنسيين القدامى بالبنوك- و قد صنفها بعض المؤرخين بالجماعة الأكثر ثراء من المجموعات الأخرى .

بقلم: Bakir Bennacer

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (05):

Icon 09

Les expéditions espagnoles et les Mozabites

استطاع شارل لوكان حشد الآلاف من الجنود و البحارة من إسبانيا و ألمانيا و إيطاليــــــــا و مالطا بعد أن استثار في أرجاء أوروبا الحمية الدينية المسيحية ضد الدولة العثمانية فتأرجحت تقديراتهم العددية بين 12 إلى 22 ألف و بترسانتهم الحربية الضخمة ، فسار بأسطول قوامه أكثر من 600 قطعة بحرية تجاه الجزائر العاصمة بغية الانتقام من الإمبراطورية الإسلامية و الاستيلاء على أجزاء من أراضيها و كان ذلك في شهر أكتوبر من عام 1541 ، جـــــــل المؤرخين القدامى ركزوا على تفاصيل الحملة بدء من الإعداد إلى الوصول ثم الإنـــــزال و التخييم في منطقة الحامة و التمركز في عدة أماكن حول المدينة مثل رأس تافـــــــــــــورة و الهجمات المتقطعة للأهالي ثم الإستلاء على ربوة أو مرتفع كدية الصابون وتشييد حصن في ليلة واحدة و تنصيب المدافع ثم الحصار و القصف فالرياح العاتية و العواصف الهوجـــاء و الأمطار الغزيرة و غرق سفن و تحطم أخرى على صخور الشواطئ ثم انسحابات مكلفـــــة تحت طائلة هجمات الأهالي إلى أحراش ووادي الحراش ثم إلى تامنفوست ثم العـــــــــــودة بالناجين من الجنود الأحياء إلى إسبانيا في 02 نوفمبر و الهزيمة النكراء في الأروح بالآلاف و الخسائر الضخمة في العتاد ، ما يهمنا بين ثنايا كل تلك الأحداث و المحطات المتتالية هو دور المزابيين في صد تلك الحملات و تأثيرهم الإيجابي في حسم تلك المعارك ؛ في حقيقة الأمر مؤرخون قدامى نادرون جدا تناولوا هذا الجانب و بصفة مقتضبة و كان ذلك في سياق حديثهم عن الامتيازات التي كانت الجماعة المزابية تتمتع بها إبان العهد العثماني خاصة ما تعلق باحتكارهم لإدارة الحمامات و المذابح و المطاحن حيث ذكروا أنها كانت مقابل خدمات أسدتها جماعة المزابيين أثناء الهجوم الإسباني و العملية الفدائية التـــــي قاموا بها ، و الاتفاقية المكتوبة التي أبرمها المزابيون مع حسن آغا الذي كان يتولى تسيير شؤون البلد آنذاك خلفا لـ خير الدين بربروس الذي كان غائبا - والده بالتبني من أمــــــــــــه الأمازيغية – مثلما أشار إليه على سبيل المثال سيمون بفايفر في مذكراته أو كما ورد في كتاب : Histoire de la conquête d’Alger لمؤلفـــــــــــه Alfred NETTEMENT سنة 1867 غير أن هناك مرجع قديم و مهم جدا صنع الاستثناء و ذكر تفاصيل عن العملية الفدائية للمزابيين سنوردها في المنشور القادم.

بقلم:  Bakir Bennacer

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (06):

Icon 09

حصن الإمبراطور أو برج مولاي حسن : التسمية الاولى أطلقها الفرنسيون بينما الثانية عُرف بها في العهد العثماني من طرف سكان الجزائر ؛ صرح على علاقة وطيدة بواقعة تاريخية إبان الحملة الإسبانية على الجزائر ابتداء من 23 اكتوبر من عام 1541 و شاهد أيضا على عملية بطولية قام بها مزابيون ضد الغزاة الاسبان آنذاك.

الجنيرال DAUMAS Eugène في كتابه Mœurs et coutumes de l'Algérie : Tell - Kabylie - Sahara / الصادر سنة 1853 روى تفاصيل مثيرة عن الحدث نورد بعض فقراتها كما وردت حرفيا تليها محاولة لترجمة تقريبية لمضمونها .

" تعود الأحداث إلى عام 1541 من عصرنا الحالي أثناء الحملة الضخمة التي قادها شارل لوكان ( الخامس) ضد مدينة الجزائر ، و التي على إثرها شرع القراصنة البرابرة في تحصينها و تعزيز دفاعاتها لإثارة الفزع من المسيحية - او ربما يقصد المؤلف - لبث الذعر لدى المعتدين المسيحيين ؟؟؟.
اكتشف الإمبراطور أن الحلمات ( المرتفعات) التي تحيط بالمدينة من الجهة الجنوبية بها موقع مناسب لإقامة بطارية فيه، فأعطى أوامره بتشييدها بهذا المكان في أسرع وقت نظرا لأهميته القصوى بالنسبة لجيشه، فتم إعداد الحجارة و الجير اللازمين بعين ريبوت في السهل الذي يقع أسفل مصطفى باشا ( ميدان المناورات).
شُكّل خطان من جنود المشاة على طول المسافة التي تفصل بين السهل و المرتفعات خصيصا لنقل المواد، أحدهما يمرر السلال معبأة و الآخر يعيدها فارغة، وفي ليلة واحدة ارتفع فوق الأرض صرح بطارية هائلة محاطة بخنادق و مدججة بقطع أسلحة من الحجم الكبير... لتبدأ هذه البطارية في الاشتغال - اطلاق النيران - فقلبت أوضاع المدينة الى أسوء حال و انتشر الرعب في كل مكان، و كان أمرا صعبا للغاية إزاحة العدو من ذلك الموقع القوي و المحصن جيدا، و المدينة تحت القصف و الدمار لن تتمكن من الصمود طويلا.
في ظل تلك الظروف الحرجة، قرر بنو مزاب الذين كانوا متواجدين بمدينة الجزائر بأعداد كبيرة تكريس انفسهم لحل المسألة و إنقاذ المدينة، فذهبوا لملاقاة الباشا و أخبروه أنهم سيتكفلون بإزالة تلك البطارية إذا وافق على منحهم احتكار الحمامات المغربية ( التقليدية ) و الجزارة و عيّن لهم أمينا يتولى لوحده مهام الشرطة و القضاء لجماعتهم، الباشا كما كان متوقعا وافق على ذلك.
و ها هي الحيلة التي استعملها المزابيون للوصول الى الموقع دون أخطار: لقد تنكروا في زي نساء بوجوه مغطاة بحايك وفق التقاليد المغاربية حتى لا تكشف أمرهم لِحاهم و شواربهم، مخبئين تحت لُحُفِهم و أغطيتهم البيضاء مسدسات محشوة عن آخرها و سيوف مشحوذة جيدا، فخرجوا من المدينة في موكب من البوابة الجديدة ( باب أ جديد ) متوجهين الى مصدر التهديد، و أثناء تجليهم بهذا المنظر للإسبان الذين كانوا في تحصيناتهم أوقفوا فورا إطلاق النار، معتقدين أن سكان المدينة قرروا الاستسلام، حسب ما أشاروا إليهم من خلال إرسال موكب من النساء المتوسلات بذلك وفق أعراف المسلمين.
بزيهم المضحك، دخل المهاجمون المخادعون الحصن دون عوائق، و لكن ما إن وضع آخرهم قدمه في الداخل حتى قلبوا أدوارهم و أفرغوا أسلحتهم في وجه الجنود الإسبان الذين وثقوا فيهم كثيرا، و بسيوفهم في أيديهم خاضوا معركة فضيعة و ضارية لم تنتهي إلا بمقتل آخر مدافع عن ذلك الموقع..."

 

Les expéditions espagnoles et les Mozabites

" Elle remonte à l'an 1541 de notre ère et c'est suite à la redoutable expédition dirigée par Charles-Quint contre la ville d'Alger, que les corsaires barbaresques commençaient à fortifier pour en faire l'effroi de la chrétienté.
L'empereur , ayant reconnu, sur les mamelons qui dominent la ville au sud, ont un emplacement convenable pour y établir une batterie, donna ses ordres pour qu'elle fût élevée le plus promptement possible; car ce point avait pour son armée la plus haute importance. Les pierres et la chaux nécessaires furent préparées à Aïn-Rebote, dans la plaine située au bas de Mustapha-Pacha ( champ de manœuvres).
Deux lignes de fantassins qui, de cette plaine, atteignaient les hauteurs, étaient disposées pour transporter les matériaux, l'une passant les paniers pleins, l'autre les rapportant vides. En une seule nuit, une batterie formidable, entourée de fossés et armée de pièces de gros calibre, était sortie de terre.Les arabes voulant conserver le souvenir de cette prodigieuse rapidité, donnèrent à cette construction le nom Boulila.
Cette batterie commença à fonctionner, prenant la ville de revers, et lui fit un tel mal que l'épouvante se répandit partout. Enlever une position aussi forte et bien appuyée était chose difficile, et la ville, foudroyée, n'aurait pu tenir longtemps. Dans cette circonstance critique, les Beni-Mzab, qui se trouvaient déjà en grand nombre à Alger, résolurent de se dévouer pour sauver la ville. Ils allèrent trouver le pacha et lui dirent que, s'il voulait leur accorder le monopole des bains maures, des boucheries et leur nommer un Amin qui seul aurait la police et la juridiction de leur corporation, ils se chargeraient d'enlever cette batterie. Le pacha, comme on le pense bien, y consentit.
Voici la ruse qui employèrent les Beni-Mzab pour arriver sans danger à la position. Déguisés sous des vêtements de femmes, la figure couverte d'un voile, selon la coutume des mauresques, afin que la barbe et la moustache ne les trahissent point, cachant sous leurs Haïks et sous leurs voiles blancs des pistolets chargés jusqu'à la bouche et des yatagans bien affilés, ils sortirent processionnellement de la ville par la porte neuve ( Bab-el-Djedid), se dirigeant sur les menaçantes redoutes. A cette apparition, les Espagnols, qui se trouvaient dans les retranchements, cessèrent immédiatement leur feu, pensant que les gens de la ville, ayant pris la résolution de se rendre, la leur indiquait, selon l'usage des musulmans , par ces processions de femmes suppliantes.
Ainsi accoutrés, les perfides assaillants entrèrent sans encombre dans le fort; mais à peine le dernier d'entre eux y a-t-il mis le pied que, changeant de rôle, ils déchargent leurs armes sur les temps confiants Espagnols, et, la yatagan au poing, livrent un combat épouvantablement acharné qui ne se termina que par la mort du dernier des défenseurs de la position....".

بقلم: Bakir Bennacer

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (07):

Icon 09

"... لكن بالرغم من الهجوم المفاجئ و المباغت ، فإن الدفاع ( الإسباني) لم يكن أقل شراسة و فظاعة، و قد كلف أرواح الكثير من رجال بني مزاب ، و بالكاد أصبح هؤلاء مسيطرين على القلعة، حتى ارسلوا إشارة متفق عليها – مسبقا - فخرجت سرية عسكرية من الأتراك كانت على أُهبة الاستعداد سلفا خلف باب الجديد وتوجهت بسرعة إلى المكان و تموقعت داخل برج بوليلة. هكذا تم إنقاذ مدينة الجزائر من دمار وشيك بفضل تضحيات بني مزاب . العرب يفسرون النجاح المبهر و يُرجعون فضله إلى إقدامهم على إلهاء و تشتيت انتباه الإسبان بالكامل. ربما لم يكونوا راغبين في ترك فرقة خارجية تنال شرف ( استحقاق ) إنقاذ المعقل الإسلامي، مهد القرصنة. خلال الهجوم على برج بوليلة ( حصن الإمبراطور) ، قام باي قسنطينة رفقة رجاله بالاستلاء على الذخيرة الاحتياطية للإسبان من جهة منطقة الحراش ، مما مكّنه من خوض معركة رائعة.....
هذه الهزيمة وخسارة البطارية المتواجدة في المرتفعات والتي تم تصويب مدفعيتها على الفور تجاه الأسطول كانا ( عاملين) حاسمين في أمر الانسحاب المتعجل للإسبان. ونحن نعرف ما أعقب ذلك من كوارث.
بعد رحيل الإسبان احتفظ برج بوليلة بهذه التسمية إلى أن مر بمدينة الجزائر شريف (أمير) من اقرباء السلطان مولاي يزيد (بمراكش) حيث كان متوجها إلى مكة، فسمع بواقعة الحصار التي بقيت راسخة في الذاكرة وبلطف الله و حفظه في تلك الظروف العصيبة و بعملية الاستيلاء على البرج التي أنهت الأمر ، هذا الرجل المتحمس و السخي خطرت له فكرة اعطاء صبغة دائمة لهذه الذكرى كفعل مجيد للإسلام . فتبرع لهذا الغرض للباشا بمبلغ خمسين ألف دورو اسباني و اشترط أن تُبنى مكان البطارية قلعة جديرة بتلك العملية تُخلّد لذكراها وتسمى باسمه. وافق الباشا على ذلك و شرع على الفور في انجاز تلك القلعة التي أنهاها بعد أربع سنوات فأصبحت تشرف على كامل مدينة الجزائر، ووفى بوعده فأطلق عليها اسم برج مولاي حسن..."

 

Les expéditions espagnoles et les Mozabites

«...Mais, malgré cette surprise, la défense ne fut pas moins vigoureuse et terrible, et coûta beaucoup de monde aux Beni-Mzab. A peine ceux-ci furent-ils maîtres du fort que, au signal convenu, une colonne d’infanterie turque, préparée à l’avance derrière Bab-el-Djedid, partit au pas de course et alla s’installer dans Bordj-Bou-Leila. Ainsi fut sauvée Alger d’une destruction imminente par le dévouement des Beni-Mzab. Les Arabes expliquent la réussite si heureuse de leur entreprise par une diversion qui occupa complètement l’attention de l’armée espagnole. Peut-être n’ont-ils pas voulu laisser à des schismatiques le mérite d’avoir sauvé le boulevard de
l’islamisme, le berceau de la piraterie. Pendant l’attaque de Bordj-Bou-Leila, le bey de Constantine, avec ses goums, occupait la réserve espagnole du côté de l’Harrach, et lui livrait un combat fort brillant….
.Cette défaite et la perte de la batterie des Crêtes, dont les canons furent immédiatement braqués sur la flotte, durent déterminer la retraite précipitée des Espagnols. On sait quels désastres la suivirent.
Après le départ des Espagnols, le Bordj-Bou-Leila conserva son nom jusqu’à ce qu’un chérif du Marne, parent de l’empereur Moulaye-Yâzid, vint à passer par Alger pour se rendre à la Mecque. Il y entendit raconter l’histoire du siège mémorable soutenu avec la protection de Dieu, et de l’enlèvement de Bou-Leila qui y mit fin. Cet homme enthousiaste et généreux conçut la pensée de donner un caractère plus durable à ce souvenir d’une action glorieuse pour l’islamisme. A cette intention, il fit don au pacha, alors régnant, d’une somme de cinquante mille douros d’Espagne, à la condition que, à la place de la batterie, il bâtirait un fort, digne de l’action dont il rappellerait le souvenir, et qu’il lui donnerait son nom. Le pacha y consentit. Se mettant à l’œuvre immédiatement, il termina en quatre ans le château qui domine la ville d’Alger, et, fidèle à sa promesse, lui donna le nom de Bordj-Moulaye-Hassan… »

بقلم: Bakir Bennacer

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (02)

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (08):

Icon 09

Les expéditions espagnoles et les Mozabites

 

نواصل تقفي أثر تلك المصادر القديمة التي دونت أو أشارت الى العملية الفدائية ضد الغزاة الاسبان، و نسلط الضوء هذه المرة على ما ورد في كتاب صادر سنة 1866 بعنوان :


Voyage en Algérie / par. Charles CARTERON


و الذي يحمل بعض تفاصيل مغايرة عن سابقيه و جاء فيه مايلي :
" مدينة الجزائر مثل سائر المدن الأخرى التي يسكنها المسلمون، تتوفر على العديد من الحمامات ذات الطابع المغاربي التي تستحق أن يزورها الأجانب، هي مرافق يمسك زمامها مزابيون كنوع من الامتياز لهم، و هذا هو سبب ذلك:

Icon 09

يُروى أنه في عام 1541 لما حاول شارل لوكان ( الخامس) احتلال مدينة الجزائر، تقدم المزابيون بعرض للداي وعدوه من خلاله بأن يمكّنوه من قلعة الامبراطور التي استولى عليها الاسبان، و عمدوا على التخفي في هيئة نساء لتحقيق مبتغاهم، و ساعدهم على ذلك قصر قاماتهم و تحجّبهم بالكامل بالزي التقليدي للنسوة المغاربيات؛ فتوجهوا الى مدخل القلعة و هم يقلدون حركات و رقصات الفاسقات، فأوقعوا الجنود الاسبان الذين كانوا يشاهدونهم من أعلى الأسوار تحت تأثير الاغراء ، كونهم بقوا لفترة طويلة مغلقين على أنفسهم داخل معقلهم ؛ و خرج الكثير منهم بغية جلب هؤلاء النسوة الخطيرات اللائي سلبن عقولهم بسهولة ، و بمجرد أن أصبحوا في الداخل أحكموا سيطرتهم على القلعة.... هذا ما جعل داي الجزائر يوافق عىلى منحهم احتكار الحمامات كمكافأة لهم ."

------------------

Icon 09

*الصورة الاولى: تؤرّخ للحظات مهمة ذات رمزية و دلالات تاريخية أثناء حملة شارل لوكان على الجزائر، فقبيل انسحاب الجيش الاسباني مهزوما، ضابط فرنسي من فرسان مالطة كان جريحا و غاضبا من قرار الانسحاب تقدم من بوابة باب عزون و غرس خنجره فيه و صاح بأعلى صوته بعبارته الشهيرة " سنعود" وهو ما حدث بعد 289 عاما.
الفارس يسمى Pons de Balaguer و يلقب ب Savignac
*الصورة الثانية و الثالثة : هي للنص الذي ورد في الكتاب، يمكنك الضغط على الصورة لتظهر أكبر.

بقلم : Bakir Bennacer

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (09):

Icon 09

نستمر في سرد الروايات المتعلقة بمساهمة المزابيين في مقاومة الغزاة الاسبان وفق ما هو مدون في الوثائق الفرنسية القديمة، ونعرج هذه المرة على حملة المارشال Alejandro O'Reilly على الجزائر في أوائل شهر جويلية من عام 1775، و قد جاء ذكر هذه الواقعة في كتاب صادر سنة 1887 للعقيد C. TRUMELET تحت عنوان :

" Blida : récits selon légende, la tradition et l'histoire "

و قد تناول الموضوع بشكل مقتضب في إحدى صفحاته كما يلي:

 

Les expéditions espagnoles et les Mozabites

" Quant aux mozabites,...... ils monopolisaient certaines professions. On prétend que, sous le pachalik de Mohamed-Ben-Otsman-Khodja.Il se conduisirent avec une telle valeur, lors de l'expédition d'O'reilly contre Alger en 1775, et qu'au nombre de 800, ils repoussèrent les espagnols avec tant d'énergie, que la pacha, pour les en récompenser, leur accorda la concession exclusive des bains, des boucheries et des moulins d'Alger.

Ils ajoutèrent successivement à ces lucratifs monopoles les professions d'entrepreneurs de charrois ou de bourricotiers, de gargotiers, de fruitiers, de marchands de charbon, enfin de négociants en tous genres. "

Icon 09

" أما بالنسبة للمزابيين...... فقد كانوا يحتكرون بعض المهن. و يُزعم أنه تحت حكم الباشا محمد بن عثمان خوجة قد تصرفوا بقدر كبير من الشجاعة، أثناء حملة أورايلي ضد الجزائر العاصمة في عام 1775، و بتعداد 800 نفر تصدوا للاسبان ببسالة كبيرة ، و لمكافأتهم على ذلك منحهم الباشا امتيازا حصريا في ادارة الحمامات و مزاولة نشاط الجزارة و المطاحن بالجزائر العاصمة .
و لقد أضافوا الى هذه الاحتكارات المربحة تواليا مهن متعهدي النقل بالعربات او الدواب و نشاط المطاعم الصغيرة و تجارة الفواكه و الفحم ، لتشمل في النهاية نشاطات تجارية من جميع الانواع. "

هذه المعلومات تتوافق ايضا مع الرواية التي ذكرها الضابط السامي في الجيش الفرنسي (Firdinand Walsin-Esterhazy ( 1848-1923
مع اختلاف بسيط في تفاصيل الامتيازات الحصرية للمزابيين التي شملت حسب روايته كامل أيالة الجزائر بإستثناء مدينة تلمسان التي كان يستوطنها الكراغلة بشكل كبير .

ملاحظة : إحتمال أن يكون قد وقع خلط بين هذه الواقعة و تلك التي حدثت في سنة 1541 ضد شارل لوكان ، إذا ما نظرنا الى الموضوع من زاوية الامتيازات الممنوحة للمزابيين، مثلما هناك احتمال ثاني أن يكون هذا العمل البطولي مستقلا تماما عن الاول، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الفارق الزمني بين الحادثتين ( 234 عاما )، و هنا يأتي دور المؤرخين ليبحثوا في الموضوع أكثر للفصل في هذا الالتباس .

--------

الصورة الثانية للمارشال Alejandro O'Reilly

بقلم : Bakir Bennacer

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (10):

Icon 09

بعد ان أصبح الإحتلال الفرنسي أمرا واقعا في الجزائر العاصمة سعت الجماعة المزابية جاهدة للإبقاء على وضعها السابق و المحافظة على الامتيازات التي انتزعتها من السلطة العثمانية ، خاصة بعد أن اعتزم أول حاكم عام بالجزائر دروي إرلون (1) إعداد مشروع قانون إعادة تنظيم المجموعة المزابية ، و خشية أن تفقد تلك الإمتيازات بادر بعض أعيان الجماعة المزابية بمكاتبة قائد قوات الإحتلال آنذاك الجنيرال رابتال (2)في رسالة مزدوجة واحدة باللغة العرية و أخرى بالفرنسية يبينون فيهما مضمون الإتفاقية التي أبرموها مع الأتراك و أصل الإمتيازات االتي يحوزنها و أحقيتهم فيها ، الرسالة اختتمت بتوقيعات تضم أيضا شخصيات غير مزابية بعضها على ما يبدو أمناء لمجموعات أخرى و قد أعيد نشرها في بعض المراجع الفرنسية القديمة ؛ هذه بعض فقرات نصها كما وردت دون تصرف تتبعها ترجمة تقريبية لمضمونها :

الجزائر يوم 4 جوان 1835
سيادة الجنرال:

يتشرف الموقعون أدناه أن يشرحوا لكم في هذه الرسالة النظام المتبع تجاه بني مزاب منذ عهد الأتراك و أصل المزايا التي يحظون بها في كل الأوقات .
في الزمن الغابر الذي نزل فيه الإسبان الأرض الإفريقية ، و بعد أن استولوا على قلعة الإمبراطور ، تقدم بنو مزاب الذين لم يكونوا حينذاك يحظون باعتبار مهم ، لكنهم دائما ما كانوا مكرّسين أنفسهم للسلطة التي تحميهم فقرروا أن يزيحوا تلك القوات من الحصن ، لهذا الغرض تنكروا في هيئة نساء، و أخفوا أسلحتهم ، و تظاهروا بالفرار من الجزائريين و اللجوء إلى حصن الإمبراطور أين تم استقبالهم بشكل جيد من الإسبان ، ولكن بمجرد أن دخلوا إلى هناك أخرجوا أسلحتهم و تمكنوا من الاستلاء على هذا الموقع المهم ، سُر الداي كثيرا بخدماتهم فعزم على مكافأتهم وإغداقهم من ثرواته ، ولكنهم فضلوا أن يمنحهم - بدلا عنها - حقوقا و امتيازات ، والتي يتشرف الموقعون أسفله بدعوتكم لإبقائها . و الباي وافق على ما يلي :
* -أن أمين – الجماعة- هو الوحيد المتكفل بشرطة بني مزاب ولا أحد يمكن له أن يمثلهم سواه لدى السلطة *- كل الحمامات تسير من طرفهم وهم وحدهم المكلفين بممارسة مختلف المهن ، مثل الخبازة .. إلخ *- الأمين هو المكلف بتحصيل الحقوق ( الرسوم) من جميع المتاجر و المخازن إلخ التي يديرها بنو مزاب و يتلقى أيضا الهدايا من الداي و البايات و مندوبيه *- الأمين له سلطة ضرب أ و سجن أو نفي أي مخل بالأمن العام – من جماعته- و هو ملزم بالتصرف بعدل و أمانة أثناء ممارسة وظيفته .
جميع سكان الجزائر العاصمة بإمكانهم أن يشهدوا على أن ما ذكر أعلاه هي حقوق و مزايا تعود إلى بني مزاب و أمينهم ، علاوة على ذلك فإن السجلات التي بين أيديكم بدون شك يمكن أن تشهد على ذلك
يرجى سيادة الجنيرال النظر فيما كنا وما نحن عليه و معالجته.
!!!الموقعون :
علي الحفاف - سعيد حسان – معلم سعيد بن عمر –حاج سالم معتوق - حاج محمد أمين لبساكرة - علي أمين الرواغة - محمد بن مصطفى من تلمسان – سعيد اسماعيل بن الشاوش – بابا عيسى بن الحاج يوسف – ابراهيم بن بكير - حمود اسكاكري.

 

Icon 09

Les expéditions espagnoles et les Mozabites

Alger, le 4 juin 1835
Monsieur le Général,
Les soussignés ont l'honneur de vous exposer dans cet écrit le régime suivi à l'égard des Beni-Mzabs du temps des Turcs et l'origine des faveurs dont ils ont joui en tous temps.
Dans les temps déjà éloignés où les Espagnols avaient débarqué sur le sol africain, et après qu'ils se fussent emparés du fort de l'Empereur, les Beni-Mzabs alors peu considérés, mais toujours dévoués à l'autorité qui les protège résolurent de leur enlever ce fort, à cet effet ils se travestirent en femmes, cachèrent leurs armes, et feignant de fuir les Algériens ils se réfugièrent dans le fort l'Empereur où ils furent bien reçus des Espagnols. Mais à peine y furent-ils qu'ils dégainèrent leurs armes et se rendirent maîtres de ce point important. Le Dey satisfait de leurs services voulut les récompenser en leur prodiguant ses richesses, mais ils préférèrent qu'on leur accordât les droits et privilèges dont les soussignés vont avoir l'honneur de vous entretenir. Le Bey (sic) consentit à ce qui suit savoir :......................................- (3).
Tous les habitants d'Alger peuvent attester que ce qui est dit plus haut fait partie des droits et privilèges de l'amin et des Beni-Mzabs. Au reste les registres qui sans doute sont, entre vos mains pourront l'attester. Veuillez considérer, Monsieur le Général, ce que nous étions et ce que nous sommes, et y porter remède.
Signé

Icon 09

Ali el Hafaf. Said Hassan. Meallem Seid ben Omar. El Hadj Salem Matouk. Haj Mehemed amin el Besakera. Ali àmin el Rouahrin, Mehemed ben Mustapha de Telmesan. Seid Smaïl ben el Chaouch, Baba Issa ben el Haj Yousef. Ibrahim ben Bakir Hammoud Askakeri.

--------------------------------

(1) - Jean-Baptiste Drouet d'Erlon gouverneur général en Algérie entre 1834 et 1835
(2) - Lieutenant-Général Rapatel, commandant des troupes d'occupation

(3) نص الرسالة كاملا بالفرنسية في الصورتين قم بالنقر على الصور تظهر أكبر.

بقلم:  Bakir Bennacer

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (11):

Icon 09


La conquête française

سيمون فريديريك بفايفر شاب ألماني درس الطب و تمرّن على الجراحة ، انضم يافعا إلى مدرسة بحرية بإحدى سفن القوات البحرية الهولندية كمداوي للجنود ، فوقع في أسر الجيش الانكشاري سنة 1825 عندما كان في جولة قصيرة بضواحي ميناء رست فيه سفينتهم قرب أزمير التركية. أُقتيد إلى مدينة الجزائر فمكث فيها خمس سنوات ( 1825-1830) تحت الأسر قضاها بقصر الخزناجي أفندي ، اشتغل في العامين الأولين كخادم في المطبخ ثم اتخذه سيده أفندي كطبيب خاص به لما أكتشف مؤهلاته ، فأتاح له منصبه الجديد الاحاطة بكل ما يجري في المدينة و نواحيها و تمكن من نسج علاقات مع العديد من الشخصيات من داخل و خارج القصر ، فكان شاهدا و معايشا لمعظم الأحداث التي وقعت في تلك الفترة خاصة ما تعلق منها بظروف الاحتلال و مقدماته و ملابساته و نزول الجيوش الفرنسية بسيدي فرج و مقاومتها من طرف الجزائريين و تفاصيل المعارك التي جرت في هضبة سطاوالي التي كان طرفا فاعلا فيها كونه تكفّل بمداواة الجرحى من الجزائريين و الجنود الأتراك ، و التي كانت سببا في انعتاقه من الأسر كمكافأة له ، بل يمكن أن نقول أنه اشترى حريته مقابل مهمة معالجة جرحى تلك المعركة.

Icon 09

بعد عودته إلى بلده مباشرة كتب مذكراته (1) فكانت زاخرة بالأحداث المثيرة والمؤثرة ، حيث استطاع أن يزاوج في مضمونها بين تجربته الشخصية و حيثيات الكثير من الأحداث و المشاهد التي عايشها خلال فترة أسره. ما يهمنا من كل هذا الزخم تلك التفاصيل التي رواها حول معركة سطاوالي و اشارته الواضحة إلى المشاركة القوية للمزابيين في مقاومة الاحتلال ، فجاء في أحد مقاطع مذكراته ما يلي :(ترجمة تقريبية للنص) .
".... الآغا أفندي ابراهيم ينفّذ بدقة أوامر الداي و يتموقع فوق الهضبة و ينصب فيها عدة بطاريات مصحوبة بمدافع من الحجم الكبير...... آلاف من المقاتلين العرب و القبائليين يلتحقون كل يوم بالمعسكر ،حيث وصل باي قسنطينة إلى سطاوالي و معه حوالي 12 ألف رجلا و باي التيطري مع 8 آلاف و خليفته 3 آلاف و خليفة باي وهران 6 آلاف و شيوخ القبائليين المستقلين رافقهم ما بين 16 و 18 ألف مقاتل و أمين المزابيين بـ 4 آلاف من أتباعه الشرسين ، و من دون احتساب الحرس التركي وسكان الجزائر ، الذين جاءوا في حشود ، فقد اجتمع حول وزير الحرب ما لا يقل عن خمسين ألف رجل...... " (2)(3)

Icon 09

(1)- صدرت مذكرات سيمون بفايفر لأول مرة باللغة الألمانية في جويلية من عام 1832 بمدينة صغيرة في ألمانيا تسمى جيسن و قد صدر هذا الكتاب تحت عنوان " رحلاتي و أسري لخمس سنوات بالجزائر" في طبعة متواضعة دون دعاية و لا رعاية ولم يلق رواجا كبيرا إلا بعد عقدين من الزمن ، وهو يعد حاليا من أهم المصادر التاريخية لتلك الفترة و أكثرها صدقية و مصداقية.

(2)- La revue contemporaine du 31 décembre 1854 - article de Alfred MICHEL - intitulé « La prise d’Alger racontée par un captif , d'après les documents tirés d'un petit .livre allemand intitulé: Mes voyage" et ma captivité de cinq ans à Alger par Simon Frédéric Pfeiffer
(3)- La revue africaine vol. 20 – l’année 1876 - article de A. MICHEL - « La prise d’Alger racontée par un captif

بقلم: Bakir Bennacer

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (12):

Icon 09

La conquête française

لم تكن مقاومة المزابيين للإحتلال الفرنسي مقتصرة فقط على معركة سطاوالي أثناء عملية الإنزال للقوات الفرنسية بسيدي فرج في شهر جوان من عام 1830، بل استمرت إلى ما بعد سقوط مدينة الجزائر في أيدي الاحتلال ، فقد كانت لهم مشاركة فعلية و قوية في المقاومة التي اندلعت في سهول متيجة تحت فيادة بعض شيوخ زوايا و زعماء قبائل متيجة ومنطقة القبائل ، على رأسهم علي ولد سي السعدي و حسين بن محمد بن زعموم ومحي الدين بن مبارك و مصطفى بومرزاق ( باي التيطري) ، وقد سقط العشرات منهم شهداء في معارك دارت ما بين وادي الحراش ، بوفاريك ، البليدة و حجوط...في الفترة الممتدة ما بين 1830 و 1835 ، ولا زالت لحد الساعة مقبرة معروفة بالبليدة تضم رفاة (35) شهيدا مزابيا - وقيل سبعين (70) – سقطوا في احدى تلك المعارك على الأرجح ، ؛ وهناك رواية أخرى تتحدث على أن هؤلاء المزابيين استشهدوا في معركة سنة 1836 حينما كانوا يقاتلون في صفوف قوات الأمير عبد لقادر - شخصيا أميل إلى الرواية الأولى لأسباب سنذكرها مستقبلا - . لكن تبقى المعلومات حول هذا الموضوع جد شحيحة و تحتاج إلى الكثير من البحث و التنقيب من قبل المؤرخين ،.
الصور التالية هي لمقبرة الشهداء الذين تحدثنا عنهم و هي تقع بالبليدة بشارع عبد الحميد بن باديس بحي النوار على حافة الطريق المؤدية إلى أعالي الشريعة ، للأسف الشديد كثافة الحشائش غطت على ما تبقى من شواهد تلك القبور على ما يبدو.
ملاحظة : أرجو من كل من يحوز على وثائق أو مراجع قديمة لها صلة بالموضوع أن يذكرها أو يدلنا عليها.

 

Cimetière des martyrs mozabites qui sont tombés au champ d'honneur lors de la résistance à l'invasion coloniale française dans les régions de Metidja entre 1830 et 1835.

بقلم:Bakir Bennacer

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (13):

Icon 09

La conquête française

أثناء الحصار الذي فرضه الأمير عبد القادر بجيوشه على مدينة عين ماضي و الزاوية التيجانية سنة 1838 والذي دام أكثر من ثمانية أشهر، خطّ رسالة للمزابيين يأمرهم فيها الاعتراف بدولته و الخضوع لسلطته ، معللا ذلك بالنصر الذي منحه الله إياه و أنه اختاره لهذا المنصب و يتوجب على كافة المسلمين أن يعترفوا بسلطانه و يتبعوه، وتوعدهم في ختام رسالته بقطع رأس كل مزابي يقع بين يديه إن لم يذعنوا لأوامره.

 

اجتمع مجلس قصور مزاب حال وصول الرسالة إليهم و أجمعوا على رفض كل مطالبه رفضا قاطعا و كان ردهم على تهديداته مثيرا و حاسما ، فقد دونت مصادر فرنسية قديمة (1) مقتطفات من ردهم أورده كما يلي - مترجما دون تصرف - :

Icon 09

"لن نحيد عن الطريق الذي سلكه أجدادنا ، مسافرونا و تجارنا سيدفعون لك الرسوم و الإتاوات عند عبورهم المدن و المناطق – التي هي تحت سيطرتك – كما كانوا يفعلون مع الأتراك، و لكن لن نسلمك مدننا أبدا ؛ واليوم الذي تأتي فيه إلينا بمدافعك و كتائبك، سنحطم أسوار مدننا، و نقسم لك أن لا شيء سيفصل بين صدور شبابنا و صدور جنودك. تهدد بحرماننا من إمدادات الحبوب من التل، ولكن نحن نتوفر على مؤونة 20 سنة من البارود و التمور و ننتج كل ما نحتاجه تقريبا من حنطة لمعيشتنا . تهددنا بإعدام جميع المزابيين الذين يقيمون في المدن – التي هي تحت إمرتك - ؛ أقتلهم إن شئت، فنحن لا نبالي فكل الذين غادروا وطننا لا نعتبرهم منا ، بل أكثر من ذلك، يمكن لك سلخهم ، و إذا افتقدت إلى الملح لحفظ جلودهم زودناك بالكميات التي تحتاجها. و أحضر معك كل ما تملك بين يديك من عدة ".

Icon 09

استشاط الأمير عبد القادر سخطا و غضبا من هذا الرد العنيف و كتم غيضه و لم يبد أي رد فعل حينها ، إلى أن عاد إلى مقر قيادته بتكدمت فأصدر أوامره على الفور باعتقال جميع المزابيين المتواجدين في المدية و مليانة و تازة و بوغار و معسكر وتكدمت و في مدن أخرى تابعة له ، مبررا فعلته بذرائع وتهم مختلفة مثل مساعدة المزابيين للتجانيين و نجدتهم أثناء الحصار ، اتصالاتهم بمسيحيي الجزائر و وهران و وكونهم أيضا مسلمون خوارج ؛ - اجمعت جل المصادر التي تناولت الحدث على أن تلك الأسباب كانت واهية و تمويهية من أجل اخفاء الدافع الرئيسي وراء ذلك وهو الانتقام - ، لم يجرؤ على المضي بعيدا في انتقامه خشية تأليب الرأي العام عليه خاصة و انه كان يسعى إلى توسيع نفوذه و استمالة أكبر عدد من القبائل و توحيدها و بناء دولته و إعادة تنظيم صفوف جيشه استعدادا لحرب كبرى مع الإحتلال الفرنسي بعد معاهدة تافنة التي وقّعها معهم في 30 ماي 1837 ، وكل ذلك كان يتطلب أموالا طائلة وهو الدافع الآخر الذي جعله يطلق سراح المزابيين الذين احتجزهم بعد أن فرض عليهم ضرائب ضخمة أفقرتهم و أوصلتهم إلى حالة الإفلاس (2) لكن هذا الوضع لم يدم عامين على أقصى تقدير بعد سقوط جل تلك المدن في يد المحتل وفقدانه لمعظم ما بناه وجمعه .

Icon 09

قد يتبادر إلى الدهن تساؤلات عدة حول هذا الحدث التاريخي مثل :

ما الذي جعل المزابيين يرفضون الانصياع للأمير عبد القادر و الانضواء تحت حكمه ؟ خصوصا و انهم كانوا قد انضموا إلى مقاومته للإستعمار مبكرا في التل و ساندوه بالمال و الرجال؛ لماذا لم يفاوضوه أو يتنازلوا له عن بعض مكاسبهم ؟ لماذا كان ردهم في أقصى درجات التصعيد و التحدي ؟ ألم يحسبوا لعواقب موقفهم ؟ وهل فعلا لم يكن يهمهم مصير أبنائهم الذين هم بين أيديه ؟

الإجابة حسب اعتقادي واضحة و بسيطة و هي : أولا أن المزابيين كانوا لا يتنازلون عن ثوابتهم و لا يساومون في استقلاليتهم و استقلالية قرارهم و شؤونهم الداخلية مهما كانت الظروف ومع أي كان . ثانيا انتهاجهم لأسلوب التصعيد و الرد العنيف كان لغرض غلق أي باب للابتزاز أو الضغط أو التنازل للأمير أو لأي جهة أخرى . ثالثة إجابتهم و موقفهم كان فيه الكثير من الحرب النفسية لصد الخصم عن مكامن ضعفهم و تجاوزها حتى لا تكون ثغرة ينفذ إليهم منها خصومهم ، فلا يعقل أن يهدموا أسوار قراهم أو أن يكونوا غير مبالين بحياة فلذات أكبادهم.

صراحة تذكرت هذا الحدث التاريخي مؤخرا في خضم الحراك المبارك وما صاحبه من تجاذبات و زلات و مواقف متباينة ، ، فكما نحتاج إلى حوار جاد و شفاف بين كل أطياف المجتمع نحتاج أيضا إلى أن نتحاور و نتصالح مع تاريخنا بحلوه و مره ، فتاريخنا كله دروس و عبر و تراكم خِبر ( بكسر الخاء) و أحداث تكاد تتكرر في أزمنة تتغير.

-----------------------------------------------------------------------------

(1) – Le Sahara Algérien : études géographiques et historiques …./ 1845

– La Guerre et le gouvernement de l’Algérie……. / 1853

– Bulletin de la société de géographie de Dunkerque …./1902

– Les Français dans le désert aux limites du sahara algérien../1863

 (2) مجموع الضرائب التي فرضها الأمير على التجار المزابيين و اليهود في معسكر لوحدها يعادل 20 ألف بوجو حسب ما جاء في المصادر الفرنسية.

بقلم:Bakir Bennacer

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (14):

Icon 09

في صبيحة اليوم 13 أكتوبر 1837، تمكنت القوات الفرنسية من اقتحام مدينة قسنطينة بعد ستة أيام من الحصار و القصف المتبادل بنيران المدفعية و مختلف الأسلحة ، كان ذلك عندما أحدثت ثغرة في سور المدينة من الجهة الجنوبية –الغربية بمدفعيتها الثقيلة بالرغم من التحصينات و الاستعدادات التي قام بها الحاج أحمد باي ، لتتحول المعارك من هجمات خاطفة و تبادل نيران من وراء جُدر إلى حرب شوارع ارتكبت فيها أبشع المجازر في حق السكان، أعقبتها حالة فوضى و عمليات نهب و سلب لثلاثة أيام ، استباح فيها الجنود المحتلون أملاك و أرزاق الناس ، فالفرنسيون الذين أعدوا العدة و سخروا امكانيات ضخمة لهذه الحملة ، دخلوا المدينة بنية الثأر من هزيمتهم النكراء في حملتهم الأولى سنة 1836 و تحت شعار استعادة شرف فرنسا – كما سموه – و بالرغم من تمكنهم في الأخير من احتلال المدينة إلا أنهم تكبدوا خسائر ضخمة و كلفتهم أرواح العشرات من ضباطهم السامين على رأسهم قائدهم الأعلى الجنيرال دام ريمون (1) و رئيس أركانه الجنيرال بيريقو(2) و المئات من الجنود.

Icon 09

في هذا اليوم بالذات كان المزابيون على موعد مع ملحمة أخرى ، أظهروا فيها مقاومة شرسة و استماتة قوية أثناء التصدي للقوات الغازية، خصوصا عند مواجهتهم لهم في المنطقة المسماة " برحبة الجمال " (3) و لم يستسلموا حتى إعلان وقف إطلاق النار.

الكثير منا بدون شك قد سمع أو علم ببعض تفاصيل تلك الواقعة من خلال الروايات الشفوية أو مما كتبه بعض مؤرخينا المعاصرين ، لكن ماذا عن ما دونه الفرنسيون في مصادرهم القديمة ؟ هل كتبوا شيئا عن مقاومة المزابيين ؟ الجواب : نعم ؛ فرغم زحمة و توالي الأحداث و تطورها الدراماتيكي في تلك الحملة، إلا أن بعض المؤرخين الفرنسيين لم يغفلوا عن ذكر تصدي المزابيين للاحتلال ، و هذا دليل على بصمتهم الواضحة في تلك المعارك ، ولعل من أهم تلك المصادر :

- Les deux sièges de Constantine ( 1836-1837 ) / Ernest MERCIER 1896

- Histoire de Constantine / Ernest MERCIER 1903

Icon 09

ورد في مضمون الكتابين : أن القوات الفرنسية المقتحمة من الكتيبة 17 و 47 و من فيلق الأجانب قد تعرضت في ساحة الجمال لإطلاق نيران كثيفة من مزابيين تخندقوا داخل منزل به أقواس وحاول فيلق اليمين من الفرقة الأولى الفرنسية إزالتهم و صدهم بالقوة ففشل في ذلك ، وفي مصدر آخر جاءت فيه نفس المعلومات تقريبا مع اختلاف طفيف ، حيث ورد أن المزابيين كانوا يطلقون النار بشكل رهيب من داخل أروقة فندق برحبة الجمال وبدا النقيب سان طارنو (4) أكثر اصرار للقضاء عليهم ،حيث كان يحث جنوده على ذلك لكن دون جدوى ، و لم يتوقفوا إلى أن لوّح من إحدى زوايا القصبة مبعوث لأعيان قسنطينة برسالة استسلام .

للمعلومة ؛ يتوجب علينا أن نتوقف عند تشكيلة قوات جيش باي قسنطينة الحاج أحمد في هذه الحملة و الحملة التي سبقتها و التي كانت تتشكل أساسا و بنسبة كبيرة من مقاتلين من منطقة القبائل و على رأسهم قائد جيشه المسمى بن عيسى ، فالباي استعان بهم لأنه لم يكن يثق كثيرا في سكان قسنطينة و المناطق المجاور لها نظرا لعلاقاته المتوترة معهم بسبب غطرسته و استبداده ، و في الجهة المقابلة كان عصب الجيش الفرنسي مكون من فرق الزواف ، و إذا سلمنا بافتراءات مزوري التاريخ أن الزواف هم من القبائل ، فكيف يمكن لقبائلي أن يقاتل أخاه القبائلي و بتلك الوحشية و الشراسة من أجل فرنسا و ملكها الذي نادوا بحياته من أعلى سطوح المدينة عندما سقطت بأيديهم – أترك الأمر " للبادسيين النوفمبريين " لحل هذه المعادلة .

و من غريب الصدف أيضا - و حسب الوثائق الفرنسية دائما- أن قائد الجيش الفرنسي الجنيرال دام ريمون في رسالته إلى أهالي قسنطينة عند محاولته في البداية استمالتهم إليه و احداث شقاق في صفوفهم ، كان قد وصف المقاتلين القبائليين و من هم من البرانية من المقاومين بالأجانب و المرتزقة ، لأنهم كانوا الأكثر إصرارا على مواصلة القتال و المقاومة و هو نفس ما جاء في رسالة الاستسلام لبعض أعيان قسنطينة للجنيرال فالي ، حيث اتهموا القبائليين و الأجانب من أعراق مختلفة برفضهم الإستسلام و بعملهم على إطالة أمد المعارك ؛ - ربما كانوا يتذرعون بذلك لاانقاذ أرواح الناس ووقف المجازر - وهذا ما جاء في أحد المصادر القديمة حول الرسالة و مضمونها :

«.... ..tenant une lettre des notables. On l’amène au général Ruihières qui l’envoie à son chef. Cette pièce contenait la soumission de la ville, et la demande instante de cesser la lutte qui n’était prolongée, disaient les citadins, que par des étrangers, Kabiles et mercenaires de toute race …… »

-------------------------------------------------------------------------

1- Le général Charles Marie Denys de Damrémont

2- Le général Alexandre-Charles Perrégaux

3 -   "رحبة الجمال " هي ساحة وفضاء تجاري يقع بالقرب من إحدى بوابات المدينة أين كانت قوافل الجمال تحط الرحال هناك و هو ما يفسر تمركز عدد من التجار المزابيين هناك قديما.

4- Armant Jacques Achille Leroy de Saint Arnaud :

ضابط فرنسي مشهور تدرج في الرتب العسكرية إلى غاية رتبة ماريشال سميت مدينة العلمة بإسمه ابتداء من 1862 إلى غاية الإستقلال و مازال كبار السن الى غاية اليوم يطلقون عليها هذا الإسم

بقلم:Bakir Bennacer

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (15):

Icon 09

قسنطينة كانت من بين أقدم الوجهات التي قصدها المزابيون في هجراتهم الأولى إلى التل على غرار مدينة الجزائر ، حضورهم شبه الدائم بهذه المدينة سبق الحكم العثماني ( سنة 1517 م) ، و على مر العصور كانت قسنطينة حاضرة مزدهرة في مجالات شتى و قطبا تجاريا مستقطبا لكثير من الأعراق و الاجناس (1).

 

 

Icon 09

ارتكزت تجارة المزابيين فيها على الحبوب بالدرجة الأولى – و هذا منذ العهود الأولى أي قبل مرحلة الاستقرار المؤقت في مدن التل حين كانوا يعتمدون على التبادل التجاري عن طريق القوافل فقط - لكنهم تميزوا أيضا في هذه المدينة بنشاط البقالة و تجارة الأقمشة و المنسوجات الصوفية على وجه الخصوص إضافة إلى الحمامات و ممارسة مهنة الطبخ – حسب ما ورد في بعض المراجع القديمة ولا أعلم تفاصيل أخرى عن هذه المطابخ- وورد أنهم كانوا يقومون بكراء حجرات و مخازن في الفنادق التقليدية (2)يكدسون فيها سلعهم ولا يتركون فيها إلا فراغات ضيقة لمبيتهم.

 

 

-------------------------------------------------------------

Icon 09

 (1) قسنطينة كانت تضم قبل الإحتلال الفرنسي إلى جانب ساكنيها الأصليين الكثير من المجموعات الأخرى مثل الكراغلة و الأندلسيين و اليهود و المسيحيين و التونسيين خاصة "الجرابة " و المزاتيين و القبائل و البسكريين و أقوام من المناطق المجاورة و القريبة إضافة إلى المزابيين .

 (2) ربما يقصد بالفنادق التقليدية الحمامات التي كانت تضم غرفا لمبيت النزلاء و العابرين في مختلف المدن (3)- صور لزوايا مختلفة لمتاجر المزابيين بقسنطينة سنوات 1889-1900م

بقلم:Bakir Bennacer

 

آت إغرسان أزغار أوغلان (16):

Icon 09

بسكرة كانت أيضا مقصدا للمزابيين منذ القدم ، تسيدوا فيها الحركة التجارية و استحوذوا على جزء هام من نشاطها ، بعد الإحتلال الفرنسي سنة 1844 تمركزت أعداد من محلاتهم بسوق المدينة الذي شيده المستعمر في بدايات عهده و بالمباني المحيطة والمحاذية له ، و قد اشتغلوا في بيع الأقمشة و المنسوجات بالدرجة الأولى و السروج و المنتجات الحرفية و اليدوية و التمور التي يبدو أن بعض أنواعها كانوا يجلبونها من مزاب و ورجلان ، ووردت في مصادر فرنسية قديمة أسماء بعض التجار المزابيين الأثرياء و البارزين ببسكرة خلال القرن التاسع عشر أمثال " عبد الله بن كعبوش " و "محمد بن بكوش " إضافة "عمارة الخبزي وابنه عيسى " المعروفين في المنطقة .

Icon 09

إضافة

جاء في تقرير مكتوب لأحد الفرنسيين مؤرخ سنة 1907، في سياق حديثه عن تمور بسكرة والثروات التي تزخر بها المناطق الصحراوية إلى ضرورة أن يهتم الفرنسيون بثروة النخيل لما تدره من أرباح بالموازاة مع مد السكك الحديدية ، و يسارعوا إلى شراء و امتلاك أجنة بواحات ورجلان على وجه الخصوص قبل أن يستحوذ عليها المزابيون بشكل كامل ، و حينها لن يتخلوا عنها أبدا،

--------------------------------------------------------

1-صورة ناذرة جدا لمتاجر المزابيين ببسكرة سنة 1900 (بيانات الصورة موثقة ومرفقة)

2-فقرات من نص التقرير المذكور آنفا

بقلم:Bakir Bennacer

 

بعض صور تقرت آت إغرسان أزغار أوغلان

Icon 09

- الشارع الرئيس لآت أمزاب قديما بتقرت

 

 

 

 

Icon 09

- وادي أريغ - الصورة الأولى ملتقطة في عشرينيات القرن الماضي

 

 

 

 

 

 

Icon 09

- الصورة الجوية تعود إلى سنة 1917 و يظهر شارع آت مزاب في أقصى يمين الصورة

 

بعض صور الجلفة آت إغرسان أزغار أوغلان

Icon 09

الجلفة مدينة حديثة النشأة مقارنة بمدن أخرى ، أُتخذت في البداية كمركز عسكري سنة 1852 ، شيدت فيها بقيادة الجنيرال يوسف قلعة عسكرية كأول بناية و كقاعدة خلفية من أجل السيطرة على مدينة الأغواط ، لكن سرعان ما تحولت بعد ذلك إلى نقطة استقطاب للسكان الرحل من قبائل أولاد نايل بالمنطقة، وقد تم ترسيمها كمركز سكاني و عمراني سنة 1861 عن طريق مرسوم صدر عن نابليون الثالث ، وشكّل التجار المزابييون رفقة بعض المعمرين النواة الأولى في عمارة هذه المدينة ( حسب مصادر فرنسية ) وهو ما يظهر جليا في الصور القديمة من خلال موقع شارعهم الملتصق بساحة السوق في وسط المدينة.

Icon 09

La ville de Djelfa est de fondation récente, elle fut créée en 1852 sous forme de poste militaire français par la colonne expéditionnaire du Général Yousouf, dans le but d’assurer la sécurité des communications entre Alger et Laghouat, elle a été officialisée par un décret impérial le 20 février 1861 comme centre de population civile.

 

 

 

Icon 09

Sachant bien que des commerçants mozabites faisaient partie du premier noyau de cette ville.

 

 

 

 

 

 

Icon 09

 

 

 

 

 

 

 

Icon 09

بعض صور سور الغزلان آت إغرسان أزغار أوغلان

Icon 09

إغولاد ن آت مزاب أماس ن مناو إغرمان ن " التل " إسوقاسن إمزوار ن تميضي فايت سنت تمروين " القرن 20 "

 

 

 

 

 

  

 

Icon 09

- صور قديمة من مدينتي عين البيضاء و سور الغزلان أو أومال سابقا 

 

 

 

 

 

 

Icon 09

 

 

 

 

 

 

 

Icon 09

- الصورة لتاجر يسمي عيسى بن محمد بسور الغزلان ( أومال ) سنة 1909

 

 

 

 

 

 

 

Icon 09

بعض صور عنابة آت إغرسان أزغار أوغلان

Icon 09

في عديد من المدن و الحواضر العتيقة أماكن أو شوارع كانت تنسب للمزابيين بفعل أقدميتهم وتمركزهم الكثيف فيها وغالبا ما تقع في قلب تلك المدن. ( و سنلاحظ ذلك أيضا في الصور الأخرى).

- عنابة مابين 1889 و 1908

- الصورة الأولى هي الأقدم

 

 

 

 

Icon 09

Auparavant, il y avait des rues qui leur sont attribuées au cœur des vieilles villes. (c'est ce que nous allons voir aussi plus tard )

 

 

 

 

 

Icon 09

 

 

 

 

 

 

 

Icon 09

بعض صور قسنطينة آت إغرسان أزغار أوغلان

Icon 09

La présence des Mozabites à Constantine remonte à des temps très reculés, avant même la période beylicale  ère ottomane

 

 

 

 

  

 

Icon 09

-Dans les deux photos prises entre 1889 - 1900 : des marchands mozabites attendent patiemment leurs clients.

 

آت مزاب فرع من بني واسين

Icon 09اصل "ات مزاب" هي فرع من "بني واسين"

عن ابن خلدون الدي اخد عن ابن حزم الاندلسي الدي هو ايضا اخد عن ابن برزال البويكني الاباضي، فحسب ابن خلدون فإن كتامة وصنهاجة لما اختلفتا مع زناتة في المغرب الأقصى قامت جميع القبائل المنحدرة من جدها {واسين} واجتمعت في منطقة وادي زا ووادي ملوية، وهناك نمى العنصر الزناتي بشدة وتوسعت فروعهم، ووقعت حروب شديدة مع القبائل الأمازيغية الأخرى حتى استقر بهم المقام على الحدود المغربية الجزائرية "تلمسان ووجدة"، وبرز في الساحة الفرع المزابي ، ثم الفرع المريني التي تقوت عناصره حتى استولوا على حكم المغرب والجزائر معا، ففي المغرب تولى المرينيون حكمه وفي الجزائر تولى بني عبد الواد حكمه، بعد القضاء على الدولة الموحدية المصمودية يقول ابن خلدون: "وكان بنو واسين هؤلاء و من تشعب منهم مثل بني مرين وبني توجين وبني مصاب قد ملكوا القفر ، وانزاحوا أمام صنهاجة إلى صحراء المغرب و المغرب الأوسط ما بين ملوية إلى أرض الزاب وما إليها من صحاري إفريقيا ، إذ لم يكن للعرب في تلك الجهات كلها مذهب ولا مسلك إلى المائة الخامسة " ونجد الان اماكن تواجد اسم قبيلة بني واسين في مغنية بتلمسان .تحدثت مع صديق من مغنية قال لي ان اغلب سكان لالة مغنية وضواحيها من بني واسين . ايضا يوجد قبيلة بني واسين في مدينة وجدة المغربية . ايضا يوجد اسم قبيلة بني واسين في المغرب جنوب مدينة طنجة.....الخ بنو واسين قبيلة كبيرة جدا تفرعت الى فروع كبيرة واماكن تواجدهم في اماكن كثيرة من شمال افريقيا من ليبيا حتى المغرب .

آت مژاب آت ن ژاب

Icon 07رأي الاستاذ حواش عبد الرحمن في أصل تسمية آت مـژاب

هذه التسمية "ات مـژاب" مكونة من كلمة "ژاب" وحرف "م" أجدادنا كانو سيتعملون حرف "م" في مكان حرف "ن" وهو حرف الجر "من" يعني "من زاب" لحد اليوم امازيغ ورقلة يستعملون حرف "م" في مكان "ن" مثل "ايخف م وغلاد" ايضا "تستيت م ومان" اذا "م" موجودة في "ات مـژاب" اصلها "ن مـژاب" .

فما هو "ژاب" ؟

ومن اين اتت الكلمة ؟

"ژاب" بالشاوية يعني الهضبة (التل) وهي الاراضي المرتفعة قليلا عن التي بجانبها اراضي ( باتنة – بسكرة – تقرت – طولقة ) وهي الاراضي التي هرب منها الاباضية بعد الغزو الفاطيمي لها الى غاية اليوم تلك الاراضي تسمى "هضاب الـژاب" بالشاوية "تزبّيت" فهي ليست جبلا ولا ارضا مستوية , الحروب التي كانت قبل دخول الاوروبيين الى افريقيا جعلت هؤلاء الناس ينزحون الى الصحراء ومنها اخذت تسمية "واد مـژاب" لكن الاسم الاول والاصلي هو "واد ن وغلان"

هذه الاراضي "اغزر ن وغلان" كانت عامرة بالاف الناس قبل نزوح هؤلاء"الاباضية" الذين هم امازيغ ايضا .

هؤلاء الناس موجودون في "اغزر ن وغلان" قبل ميلاد المسيح عيسى عليه وامه السلام بآلاف السنين ,لكن التسمية التي اخذت هي "واد مـژاب" "ات مـژاب" وهي تسمية مؤخوذة من الوافدين الجدد الى المنطقة.

إلى اليوم بقي بعضهم في نواحي باتنة - بسكرة - ثقرت - بلدة عمر لهم نفس عاداتنا وتقاليدنا ولساننا.

أما التسميات " واد مصاب - بني مصعب - ميزاب – سوفير ن كعبت " فكلها غلط وخلط.

نقلا عن الاستاذ حواش عبدالرحمن

ترجمة من المزابية بقلم بامون عيسى‎

آت يزجن

  • نشأة آت يزجن

    Icon 09

    تكاثرت الهجرة من سدارتة وغيرها، ومن جبال آوراس فنشأت مدينة (بني يسقن) وبنو مسقن كما ذكر البِكري موجودون في وهران في ذلك الزمن وهم إباضية. ولعل طائفة منهم قد هاجرت إلى مزاب فأنشأت المدينة فنسبت إليهم. وإنشاء  بني يسقن قيل في القرن...

    إقرأ المزيد    /       
    إقرأ المزيد

  • تعريف آت يزجن

    Icon 08

    آت يزجن، بني يسجن، بني يزڤن، بني يسڤن، بني إزڤن تقع المدينة جنوب العاصمة الجزائرية "الجزائر"، تبعد عنها بحوالي 600 كم، من قرى "وادي مژاب". أسست عام 270هـ/ 1321م، أصل المدينة "تافيلالت " ولا يزال هذا الاسم يطلق على أول أحياء المدينة الواقع في...

    إقرأ المزيد

  • قصور آت يزجن المندثرة

    Icon 08

    أغرم تافيلالت هو النواة الأولى لقصر بني يزقن، شيد بموضع المسجد العتيق، أغرم أنموركيبني  فوق مرتفع جبل يشرف على قصري بنورة وبني  يزقن، أغرم أنبوكياوبني على جبل يشرف على الجهة اليمنى لبساتين  بني  يزقن، أغرم أنترشين  بني بالمحاذاة من بساتين  بني يزقن في الجهة الشرقية. أغرم أنمومو يقع في شعبة جبل من الجهة القبلية لبساتين بني يزقن. أغرم ناقنوناي يقع في  الجهة الغربية لواحة بني يزقن وقد كانت أراضيه تسقى من مياه مجرى وادي أنتيسة لسقي المحاصيل الزراعية وتذكر الروايات...

  • استعراض بمصابيح الزيت ”انارن” بقصربن يزجن

     alt=
    يطبع إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بمنطقة مزاب بمظاهر وعادات خاصة تستمد جذورها من التراث الثقافي المحلي العريق ويميزها استعراض بواسطة مصابيح الزيت ”انارن” بقصر بن يزجن. وعلاوة على الجموع الغفيرة من...

    إقرأ المزيد
  • ساحة سوق قصر بني يزجن

     alt=
    مع بداية سنة 1860م، وبعد أن عرف القصر توسعات تدريجية مستمرة، تم نقل ساحة السوق القديمة إلى الساحة الحالية "لالة عشو" وهي ترجع إلى امرأة تسمى بهذا الاسم، منحت هذه الساحة التي...


    إقرأ المزيد
  • برج بوليله و سور قصر بني يزجن

     alt=
    يحيط بقصر بني يزقن سور دفاعي يبلغ طوله حوالي 1525م وارتفاع 3 أمتار وسمك في القاعدة يبلغ المتر وفي القمة حوالي 20سم. لقد تم بناؤه في المرحلة الأولى في القرن الرابع عشر، وبلغ شكله النهائي الحالي سنة...

    إقرأ المزيد

  • مئذنة مسجد آتْ ازجنْ "بني يزقن" نموذجا

    Icon 09

    لمئذنة قصر آت ازجن (8 هـ -14م) شكلها المتميّز ذات قاعدة مربّعة تقريبا وترتفع جدرانها انسيابيّا مائلة فتكوّن شكلا هرميّا غير مكتمل، وترى مئذنة بني يزقن مائلة إلى اتجاه معين كمئذنة غرداية "تغردايتْ" ممّا يزيدها سندا زيادة إلى شكلها الهرمي و...

    إقرأ المزيد

  •  مواضيع قيد الإدراج

    Icon 09
    التوسعة الاخيرة للمدينة و سورها الحالي
    سوق لالا عشو و البيع بالمزاد العلني
    توسعة القصر باب الخوخت 

    مقابر والمصليات الجنائزية
    مقبرة الشيخ بلحاج وصحناه
    صحن الشيخ حمو ؤيوسف
    تافيلالت القديم (اعركوب)
    أروقة الشيخ بامحمد

    أروقة الشيخ باسّا
    المسجد العتيق

آثار الدولة الرستمية

آثار الدولة الرستمية

image1

هذه صورة مسجد الإمام أفلح يبعد بحوالي 1 إلى 1,5 كلم عن مقام الإمام يعقوب.

 

 

 

 

 

 

image1

على بعد 9 كلم من مدينة تيارت وبالضبط بمنطقة "تاكدامت" توجد آثار عاصمة الدولة الرستمية "تيهرت".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

image1image1

بقايا الحمامات بتاكدمت

Les vestiges de bains a tagdempt 

 

 

 

image1

Monnaies de la dynastie des Rustamides

 

 

 

 

image1

Une pièce de 2 DA en or, de 6,45gr, tiré à 100 exemplaires seulement.

 

 

 

image1

من اصدارات الجزائر من العملات الفضية و الذهبية سنة 1991دينار ذهبي --6.45غ --تحمل شعار الدولة الرستمية.

 

 

 

 

image1Ruines de Tahert

Colin G. S., Monnaies, 1936, p. 118 et 123-124 Eustache D., Monnaies de Tahert, 1962, p. 75.

 

قصور تعود إلى الأباضية الدولة الرستمية(1)

تاندلا  تامرنة  سيفاو تاوغلانت تيڨديدين  هي قصورة مهجورة بضواحي جامعة ، حسب احد اهل المنطقة هي قصور تعود إلى الأباضية وتاريخ الدولة الرستمية.

---------------------------

(1) منقول Youcef Lassakeur 

 

ألبوم الصور

 

آثار ما قبل التاريخ في بريان

c 7

إن المحيطات الأثرية الموجودة في بريان والتي اكتشفت من طرف علماء الآثار والباحثين تشهد علي وجود الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ بالمعنى المعماري أسست في حوالي 1678م كما تعد من احد القصور السبعة لوادي مزاب. وقد اشتهر سكانها بالصناعات التقليدية والفلاحة منذ القدم إسنادا إلى ما كتبه المؤرخ الانجليزي شو سنة 1730 الذي مر ببريان في طريقه إلى إفريقيا حيث كتب عن السكان وعاداتهم وتاريخهم وكذا استناداالى المؤرخ وليام هودسن(1).

 

أولى الإكتشافات(2):

بفضل الأبحاث والحفريات التي قام بها كل من "بيار روفو"، "إيف بونيه"، "جوال أبونو"، "نجيب فرحات"، "مليكة حشيد"،... الخ. إن المحطات الأثرية الموجودة في بريان المتمثلة في النقوش حجرية لرسومات فيها أيدي وحروف تيفيناغ في منطقة "انفوسن" الحنية والأخرى المتواجدة في منطقة باللوح و التي اكتشفت من طرف علماء الآثار و الباحثين مثل ما كتبه المؤرخ الانجليزي شو -show- الذي مر من بريان سنة 1730 م في طريقه إلى إفريقيا حيث كتب عن السكان وعاداتهم وتاريخهم وكذا استنادا الى المؤرخ ويليام ويدصون -wiliam houdson-.

 

ما قبل التاريخ في بريان(3):

بعد عملية البحث والتنقيب عن الآثار والحفريات، تم العثور على العديد من المغارات والكهوف متفاوتة الارتفاع والعمق، وتوجد بجانبها رسومات حجرية منها على شكل رسومات جدارية وأخرى فوق الهضاب، وهي مختلفة الأشكال الهندسية من حيث رسم الخطوط و وضعها لحيوانات مختلفة كانت تعيش بالمنطقة منذ أقدم العصور وعلى سبيل المثال:

الحصان- الزرافة – الغزال –الضبع- النعامة-الذئب –الماعز –الثور –الجاموس...

إضافة إلى ذلك يذكر جون بيار سفاري: "أن الرسوم الحجرية في معظم الأحيان موجودة فوق الهضاب أفقية، وتعد أقدم الرسوم الحجرية التي رسمت بأشكال هندسية مستقيمة"( 4). ويمكن تحديد المعالم الأثرية  وهذه الرسومات في هذا الجدول:

 

الرقم

الموقع أو المكان

     النوع

المرجع المحتمل

الملاحظة

01

أ- بالوح العلوي

رسومات حجرية ومغارات

عصر الصيادين

رسومات لحيوانات مختلفة كانت تعيش بالمنطقة إختلاف في وضع الخطوط الهندسية للرسومات الحجرية وكيفية رسمها

02

ب- بالوح العلوي (سيدي مبارك)

رسومات حجرية ومغارات

       "

03

بالوح السفلي (باحمد والحاج)

رسومات حجرية ومغارات

"

04

الشوف

رسومات حجرية

"

05

الحنية (لالة عائشة)

رسومات حجرية ومغارة كبيرة

       "

06

بابا السعد

رسومات حجرية

       "

07

الزرقي

رسومات حجرية

08

إنفوسن (الشرقي والغربي) الحنية

بصمات الأيدي على الهضاب

بصمات الأيدي فوق الهضاب بأشكال واضحة

09

واد البئر

رسومات حجرية

عصر الرعاة

 

تحديد المناطق مع عرض اللمحة التاريخية:

 

أ‌-منطقة بالوح العلوي:

هذه المنطقة تبعد عن مقر البلدية بحوالي 10كلم شمالا حيث تم العثور على رسومات حجرية على الهضاب وموجودة على سطح الجبل، وأهم رسوماتها الضبع الغزلان والفيل الوحشي، وتم العثور على بعض الأشكال التي لا نستطيع تحديد مفاهيمها، وتجدر الإشارة إلى أننا عثرنا لأول مرة على رسومات للإنسان عند زيارتنا للموقع عام 1993م( 5).

 

ب‌-منطقة بالوح العلوي(سيدي مبارك):

هذه المنطقة معروفة بهذه التسمية وتبعد عن مقر البلدية بحوالي 8كلم، وهي منطقة يمر بها وادي بالوح وتتخللها جبال إلتوائية متوسطة الارتفاع لا تزيد عن 200م، مشكلة بذلك مجرى للأودية (شعاب)، وعلى هذا جلبت أنظار الإنسان منذ القدم، فاهتدى للعيش فيها والاستئناس بالحيوانات والنار، واتخذ الكهوف والمغارات الموجودة بتلك المنطقة مأوى يهتدي إليه ومنها نجد أنه كان يعبر عن مشاهداته برسومات لتخليدها على جدران الصخور.

- في الجبل الأول: توجد رسومات حجرية لحيوانات برية كالزرافة والنعامة والضبع والبقر الوحشي، وهذه الرسومات رسمت وفق أشكال هندسية بسيطة ومستقيمة و وجدت معها مغارة مرتفعة عن مجرى الوادي غمرت بالتراب، والاعتقاد السائد هو أن عقل الإنسان لم ينضج بعد ولهذا كان يرسم الأشكال بمستقيمات هندسية.

- في الجبل الثاني: هذا الجبل محاذ للجبل الأول، أما الرسومات الموجودة به فهي لحيوانات أليفة كالحصان والغزال.. فلقد صممت تصميما بالغ الدقة والفن حيث كان ذلك الإنسان بارعا في التصور والتخيل وضبط الأشكال لهذه الحيوانات الأليفة، ويتبين هذا من ازدياد معرفته والاحتكاك بهذه الحيوانات الأليفة التي كان يعيش معها، ونستطيع أن نقول إن سعة عقله وذهنيته ومقدراته العقلية تطورت وأبدعت في الرسم والفن، وكانت توجد مغارة متوسطة العمق حوالي 5 .3 متر وارتفاع مدخلها 1 متر تبدأ في الانخفاض ولعل هذا راجع إلى أنه بدأ يحفرها قصد الدخول على حسب قامته ثم النوم و وجدت على جدرانها الداخلية حمم الدخان والحصاة التي بها يصطاد ويدافع عن نفسه.

 

ت‌-بالوح السفلي (باحمد والحاج):

هذه المنطقة تبعد بحوالي 2 كلم عن البلدة وتم العثور على رسومات منحوتة في الصخور وجزء كبير مهدد بالانقراض والتلف، وتوجد بها ثلاث مغارات متفاوتة العمق وأكبرها موجودة على حافة الساقية بداخلها مكان مغلق فيه احتمال كبير على أنها مقبرة للإنسان البدائي الذي كان يدفن موتاه داخل المغارات مع أدواته التي كان يستعملها . ث‌-منطقة بابا السعد: تبعد عن مقر البلدية بحوالي 1 كلم، تم العثور فيها رسومات فوق الهضاب لحيوانات، وعلى حسب الملاحظة والمشاهدة نعتبرها قديمة جدا، لكن أصبحت مهددة بالانقراض والزوال(6).

 

ج‌-منطقة جبل الشوف:

تبعد عن مقر البلدية  1.5كلم توجد بها رسومات لحيوانات كالذئب والحمام و بها  كهف صغير وهي مواجهة لمجرى الوادي، وتم العثور فوق الجبل على عدة أدوات متمثلة في الحصاة المشغولة التي كان يستعملها في الصيد والدفاع عن نفسه، وبها يتم رسم هذه الأشكال والرسومات.

 

ح‌-منطقة الحنية(لالة عائشة):

هذه المنطقة تبعد عن مقر البلدية بحوالي 4 كلم، توجد بها رسومات لحيوانات كانت تعيش بتلك المنطقة، كالنعامة والحمام بأنواعه المختلفة، والضبع والثور... لتوفر المناخ الملائم للعيش، وفي أسفل الجبل توجد مغارة كبيرة الارتفاع بحوالي  2 متر في مدخلها وعرضها حوالي 4 أمتار وعمقها حوالي 5 أمتار يلجأ إليها الإنسان للراحة فهي مسكن له.

وتوجد في ناحية الحنية منطقة إنفوُسَنْ الشرقي والغربي وهي عبارة عن بصمات الأيدي فوق الجبل بشكل واضح وبجانبها حروف التفناغ ورموز وأشكال غير مفهومة، إلا أن رسومات إنفوُسنْ إشريقيَنْ أتلفت حيث وصل إليها الزحف العمراني.

 

خ‌-منطقة واد الزرقي:

وهي منطقة تبعد عن البلدة حوالي 1 كلم وهي قريبة منها، يوجد بها رسم حجري في وسط مقبرة قديمة تعرف بمقبرة أرجال الزرقي وهذا الرسم لحيوان الأسد وهو كبير الشكل منحوت فوق الصخرة على شكل أفقي(7 ).

 

د‌-منطقة واد البئر:

هذه المنطقة تبعد عن مقر البلدية بحوالي 6 كلم جنوبا، توجد بها رسومات حجرية على صخور الجبال، فهي في بعض المناطق متجمعة، وأخرى متفرقة، ولعل تفسير ذلك هو أن هذه المنطقة كانت آهلة بالسكان الذين كانوا يهتمون بالرعي والاستئناس بالحيوانات، وتم العثور على صخرة من بقايا الشعب المرجانية وعلى حسب الدراسة فهي تعتبر بقية للمستحثات التي تجمعت في مكان واحد ومع مرور الوقت تحولت إلى صخر كلسي صلب وهي تعود إلى فترة زمنية قديمة.

 

اللمحة التاريخية:

هذه الآثار التي تم العثور عليها كانت لحضارة غابرة عبر الزمن للإنسان القديم البربري الذي عمر منطقة وادي مزاب منذ أقدم العصور، ولاسيما في العصر الحجري الحديث Néolithique   والدليل على ذلك تلك الرسومات الحجرية الراسخة على صخور بعض الجبال وتلك المغارات والكهوف التي كانت مأوى ومسكنا له، فهي بذلك تمثل بداية تكوين التجمعات البشرية التي تعود إلى مرحلة الليبيكو بربرية حوالي 18000 سنة ق.م وهذه كلها احتمالات منبعثة من رسومات بعض الحيوانات مثلا:

-عصر الصيادين الذي ساد من 5 000سنة ق.م إلى 3500 سنة ق.م.

-عصر الرعاة الذي ساد من 3500  سنة ق.م إلى 1000 سنة ق.م

-عصر الحصان الذي ساد في 1000 سنة ق.م.

-عصر الجمال الذي ظهرت بوادره خلال 100 سنة ق.م وبالتحديد في سنة 46 ق.م(8)

ولكن لشح المصادر والمراجع، لا نستطيع حاليا ضبط الفترة الزمنية وتحديدها بدقة وعلى هذا اكتفينا بذكر التاريخ المحتمل، تاركين ذلك لبحوث أكاديمية أثرية نرجو أن تلتفت قريبا إلى هذا التراث.

 

خصائصها:

اختراع الفخار، استئناس الحيوانات، الاهتمام بالزراعة، وظهور الفن الجداري، صانعها إنسان حديث وتعرف بالفترة الانتقالية وهذا بفجر التاريخ في شمال إفريقيا بظهور القرى والفخار الملون والمجتمع (اجتماعي واقتصادي) وظهور المعادن.

فهذا الإنسان عمل على تجسيد كل ما يراه وما يمارسه في حياته اليومية والتعبير عنها بالرسومات مثل: صيد الحيوانات واستئناس النار، فكان منظما، واستقراره جلب إليه العديد من الأفكار والتطور في الذكاء والقدرات العقلية، أهلته لصنع الأدوات والحصاة المشغولة.

فيمكننا ملاحظة ومشاهدة هذه الرسومات لحيوانات عمرت المنطقة طويلا، فزال أثرها اليوم فانقرضت من هذه المنطقة منها: الزرافة، النعامة، الفيل، الأسد، الجاموس...وتم العثور إلى جانب هذه الرسومات على بقايا الحصاة المشغولة والمعروفة بحضارة الحصاة المشغولة وهو الحجر الذي استعمله الإنسان في الصيد والدفاع عن نفسه من الحيوانات المفترسة مثل: " حصاة ذات الوجه وذات الوجهين وتعرف بأدوات البيفازيال في الصناعة الحجرية" (9) .

إضافة إلى ذلك عثر الباحث بيار روفو المختص في علم ما قبل التاريخ بوادي مزاب على العديد من الأدوات الحجرية والحصاة المشغولة واعتبرها بحضارة الهواء الطلق (10).

 

أهمية الآثار:

لهذه الآثار أهمية تاريخية وعلمية خاصة للمتخصصين في الأركيولوجيا، والتي تعبر حقا عن وجود حضارة قديمة قدم العصور بهذه المنطقة الفريدة من نوعها من حيث الفن المعماري الحديث، أضف إليها هذه الرسومات والفنون الجدارية، حقا إنها تعطي للسائح والزائر والباحث منظرا حقيقيا لدور الإنسان الذي أبدع وتفنن منذ أمد طويل، وتعاقبت عدة تجمعات بشرية على المنطقة، وكلها حاولت ترك أثر لها للتعبير عنها.

وفي الأخير يمكن القول: إن هذه المنطقة الزاخرة بفنونها وهندستها المعمارية ورسوماتها الحجرية، لدليل قاطع على أنها محط استقرار للتجمعات البشرية منذ القدم.

 

الصيانة:

بودي أن أتقدم لكل مهتم بهذه الآثار (الرسومات والمغارات) برجائي للحفاظ عليها لأن معظمها مهدد بالانقراض والضياع والتلف وبخاصة منها القريب من البلدة، والتي وصلت إليها أيادي الإتلاف وشوهت هذه الرسومات وغمرت بعض المغارات بالتراب وبقيت بعضها فقط، مثل ما حدث لرسومات بالوح السفلي باحمد والحاج، وكذلك وصل البناء والزحف العمراني على رسومات بابا السعد وإنفوسن إشريقن في منطقة الحنية، فلا بد لنا من الأخذ بعين الاعتبار لهذه الآثار الثمينة والتي تعتبر مفخرة لنا ولوطننا، بل نحافظ عليها لأنها مصدر علمي كبير يستقطب السواح والباحثين لمشاهدتها والتطلع عليها قصد حمايتها وصيانتها من الضياع والتلف وهذه الآثار مازالت لم تدرس دراسة علمية أكاديمية إلى يومنا الحالي، وهذه الملاحظة أتوجه بها إلى وزارة الثقافة عموما، وإلى مديرية الثقافة لولاية غرداية خصوصا، وإلى ديوان حماية سهل وادي مزاب وترقيته بدرجة أخص، فهذا التراث يستغيث ويريد حمايته وترقيته.

 

 

بريان بالّوح نوادّاي

 

 

بريان بالّوح نوجنّا 

 

 

بريان لحنيت نوجنّا 

 

 

بريان فوج الريان الكشفي

 

 

بريان صور من كتاب الأستاذ لعساكر اسماعيل

——————————-

(1) ويكيبيدياالموسوعة الحرة

(2)  ديوان حماية وادي ميزاب وترقيته،: دليل ولاية غرداية، 32 شارع فلسطين، غرداية، الجزائر، جانفي 2006،ص2

إضافة إلى ذلك يذكر جون بيار سفاري: "أن الرسوم الحجرية في معظم الأحيان موجودة فوق الهضاب أفقية، وتعد أقدم الرسوم الحجرية التي رسمت بأشكال هندسية مستقيمة"

(3) بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص 1 إلى 17.

(4)  JP Savary : Gravures Repestres d’age historique au M’Zab, 1962, page. 01-301

 (5) )- مكتشف هذه الآثار السيد لطرش عيسى بن باعلي في بستانه بناحية بالوح العلوي. 

(6) ) مكتشف هذه الأثار المعلم الفرنسي مسيو روش الذي كان يدرّس في المدرسة الإبتدائية الأمير عبد القادر ببريان. 

(7) - رسم حجري من اكتشاف جمعية أنفوسن للآثار وحماية التراث سنة 2015م. 

(8)  بوزياني الدراجي: القبائل الأمازيغية وأدوارها ومواطنها وأعيانها، دار الكتاب العربي، الجزائر، ط1، 1999م،ج 1، ص45.  

(9) -J.. MORREL : libyca sommaire notules de prehistoire mozabite , 1976 ,p176.

(10 )- PIEER ROFFO sur les civilization palèolithiques du M’ZAB ;CH ;MONNYER.1935.P8 .

آغلان مزاب

آغلان مزاب

بلاد مزاب هي الجزء الأكبر من بلاد الشّبكة وتضم اليوم المدن السّبع: غرداية، مليكة، بني يزقن، بونورة، العطف، بريّان والقرارة. أمّا بنو مزاب فلا يسمّون بلادهم في لغتهم البربرية إلاّ (أَغْلَان) ويطلقون على وادي مزاب اسم (إِغْزَرِ أَوَّغْلاَنْ)، علما أنّ (إِغْزَرِ) كلمة مزابية معناها وادي.

توجد في بلاد البربر مناطق أخرى باسم مزاب، ومنها مزاب شاوية جنوب المغرب الأقصى عاصمته قصبة ابن أحمد، وسكّانها من أولاد مغراوة الزنّاتية، وأولاد مصمودة الصنهاجية.

--------------------------

المراجع:

تاريخ الجزائر في القديم والحديث, ج2, ص214 .

أحمد توفيق المدني كتاب الجزائر, ص211 .  

المناهج, 156.

آل سليماني باتنة

charles V 2 آل سليماني ولاية باتنة 

محلات شركة  ال سليماني ولاية باتنة شهد المحل الأول -خاصة- جلسات التهيئة والتحضير والتخطيط للثورة في سنة 1954م، كما شهد التموين الأول .

ففي يوم 30 أكتوبر 1954 شحنت الشاحنة الأولى من المحل المذكور بالمؤونة، وتوجهت إلى الجبال الاوراس يوما واحدا قبل انطلاق الرصاصة الأولى .

واستمر المحل مركزا للتموين الأساسي أثناء الثورة والذي يشتمل على: المواد الغذائية ، الأغطية ، الألبسة ، القماش (كاكي) ، الأحذية ، الأدوية ، ثم جمع وإرسال الأسلحة ، وجمع الاشتراكات...

 --------------------------------

المرجع:

صفحات من الكفاح... لمجاهدين القرارة في الثورة التحريرية

أبو اسحاق ابراهيم اطفَيَّشْ

أبو اسحاق ابراهيم اطفَيَّشْ

إبراهيم بن امحمد بن ابراهيم بن يوسف اطفيش

علامة، وطني، فقيه.

ولد ببلدة (بني يزقن) من قرى (وادي ميزاب) جنوب الجزائر، في أحضان عائلة كريمة متدينة، أنجبت للعالم الإسلامي عالما فذا من علماء الجزائر و هو عمه قطب الأئمة الحاج أمحمد بن يوسف اطفيش (ت:1914م).

أتم ابراهيم حفظ القرآن في الحادية عشرة من عمره، ثم أخذ مبادئ العلوم العربية و الشرعية على يد عمه القطب اطفيش في مسقط رأسه، ثم عن المصلح العالم عبد القادر المجاوي بالجزائر العاصمة.

في سنة 1917م يمم تونس ضمن بعثة علمية، فالتحق بجامع الزيتونة، و كان مثار إعجاب مشايخه، ذكاء و أخلاقا و سعة علم. و ما لبث أن استهوته السياسة بأجوائها الحماسية الوطنية، فأصبح عضوا بارزا في حزب الدستور التونسي بزعامة الشيخ عبد العزيز الثعالبي صحبة زملائه في البعثة أبي اليقظان، و محمد الثميني، و الشيخ صالح بن يحي.

عرف أبو اسحاق في الأوساط السياسية و الثقافية بكرهه الشديد للاستعمار الفرنسي الذي نفاه من الجزائر إلى تونس، و عرف بنشاطه ذاك في الأوساط التونسية، و ما لبث أن جاءه قرار النفي و الإبعاد من السلطات الفرنسية على أن يختار أي بلد يشاء، فاختار مصر التي وصلها في 23 فبراير 1923م، و هي نفس الفترة التي نفي فيها كل من الأمير خالد بن عبد القادر الجزائري، و عبد العزيز الثعالبي اللذين تربطهما بأبي اسحاق روابط العمل الوطني.

و في القاهرة وجد المجال واسعا للعمل الوطني، فنشط في ميدان السياسة و الفكر و قام بأعمال جليلة في الصحافة، و تحقيق التراث، و التأليف، إلى جانب نشاطه الإجتماعي مع الجمعيات الخيرية ذات التوجه الإصلاحي الإسلامي.

 

محاضرة تاريخية قيمة لفضيلة الأستاذ محمد بن باحمد إمناسن. ألقيت بالجامع يوم الأحد 05 جمادى الأولى 1434هـ يوافقه 17 مارس 2013م...

 

 

 

 

 

و من أهم أعماله نذكر ما يلي:

أصدر و ترأس تحرير مجلة المنهاج ما بين 1344هـ/1925م- 1349هـ/1930م، التي عرفت بتوجهها السياسي و الإجتماعي القويين، فكانت تنشر مقالات لكتاب عرفوا بعدائهم الصريح للاستعمار الغربي، تكشف عن مخططات الإنجليز و الفرنسيين الاستيطانية في الحجاز و الشام و المغرب العربي بأسلوب تحليلي عميق. و في الميدان الديني و الاجتماعي كانت ترد على مقالات التغريبيين المعجبين بالمدنية الغربية، المشككين في ثراء الحضارة الإسلامية، و قدرتها على التطور، و من ثم فإنها منعت من دخول كثير من البلاد العربية و الإسلامية. و ما لبثت بعد مضايقات سياسية، و متاعب مالية أن توقفت، فأسند الشيخ اطفيش رخصة صدورها إلى زميله في الكفاح الوطني محب الدين الخطيب، و كان ذلك سنة 1931م، فأخذت تصدر في شكل جريدة محتفظة بالعنوان نفسه (المنهاج)

أسس مع صديقه الشيخ الخضر حسين جمعية الهداية الإسلامية.

في أواخر الخمسينيات و بداية الستينيات أصبح عضوا فعالا في جمعية تعاون جاليات شمال افريقية، و المؤتمر الإسلامي المنعقد بالقدس سنة 1350هـ/1930م

كان عضوا نشيطا في جمعية الشبان المسلمين الذي تربطه بزعيمها الحسن البنا صداقة حميمة.

كان عضوا نشيطا في مكتب إمامة عمان بالقاهرة، إذ أسند إليه الإمام غالب بن علي التعريف بقضية عمان في المحافل الدولية، و الجامعة العربية، و سافر من أجل ذلك إلى عمان و إلى أمريكا ناطقا رسميا في الأمم المتحدة.

في جوان 1359هـ/1940م أسندت إليه وزارة الداخلية المصرية مهمة الإشراف على قسم التصحيح بدار الكتب المصرية، و كان من أجل أعماله فيها:

تحقيق و تصحيح أجزاء من الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.

تصحيح كتاب المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، من تأليف محمد فؤاد عبد الباقي.

تصحيح و تحقيق أجزاء من كتاب نهاية الأرب، و غيرها.

و كان و هو بدار الكتب المصرية مرجع الفتوى في العلوم الشرعية و اللغوية، شارك مشاركة فعالة في تحرير مادة الموسوعة الفقهية، و لا سيما فيما يتعلق بالمذهب الإباضي. و هكذا تألق أبو اسحاق بين زملائه، و عرف بينهم بغزارة العلم، و دقة التحقيق، و الإخلاص في العمل، كما اشتهر بينهم بقوة عارضته إذا حاجج، و رحابة صدره إذا نوقش، و رسوخ قدمه في مجالي الشريعة و علوم اللغة إذا استفتي أو استشير. و لعل ما بهر به المصريين فعلا هو إخلاصه النادر لعمله ما يقرب لأربعين سنة كان فيها مثالا للجد و المثابرة و التفاني، و اكتسب من أجل ذلك صداقة فطاحل علماء مصر من أمثال الشيخ مصطفى المراغي شيخ جامع الأزهر، و محمد أبو زهرة، و محمد علي النجار، و محمد سلام مذكور، و مصطفى عبد الرزاق، و منصور فهمي، و غيرهم.

إن وجود أبي اسحاق في مصر أفاد القضية الجزائرية إفادة كبرى، فقد كان يقف لمؤامرات الاستعمار الفرنسي بالمرصاد، كشفا و فضحا، لا يكتفي بما يكتبه بقلمه في مجلته المنهاج، بل كان يستنهض للكتابة أشهر الأقلام الوطنية المصرية، من أمثال أحمد زكي باشا، و محب الدين الخطيب، و محمد علي الطاهر، و غيرهم.

كما كان له الفضل العظيم في إزالة الكثير من الأخطاء التي كانت عالقة بأذهان بعض الباحثين عن الإباضية، و صحح الكثير من المعلومات التي تنوقلت عن المصادر التاريخية التي ألفت في عصور التفرق و الفتنة.

آثاره و مكانته العلمية

كان أبو اسحاق يملك قلما سيالا، و أفقا واسعا، تجود عليه بعطاء فكري ثري، و الذي يبدو من خلال مراسلاته أنه ألف في مواضيع شتى، و لا سيما فيما يتعلق بالمذهب الإباضي تاريخا و فقها، و لكننا لم نستطع الوصول إلى هذه الآثار رغم البحث عنها.

أما في ميدان التأليف و التحقيق فنجد له ما يلي:

مقالات كثيرة في مجلة الفتح و الزهراء لصاحبهما محب الدين الخطيب، و هو من أعز أصدقائه و المتعاونين معه.

ألف كتاب الدعاية إلى سبيل المؤمنين يطرح فيها نظرته إلى تطوير التعليم العربي الإسلامي، و يرد على خصومه من المحافظين، و قد صدر عن المطبعة السلفية بالقاهرة سنة 1923م.

شرح كتاب الملاحن لابن دريد، وطبع عدة مرات في كل من مصر و عمان.

النقد الجليل للعتب الجميل (رد فيه على محمد بن عقيل العلوي الذي طعن في مذهب أهل الحق و الاستقامة)، و قد صدر بالقاهرة لأول مرة سنة 1924م، ثم أعيد طبعه بعمان عن مكتبة الضامري للنشر و التوزيع سنة 1414هـ/1993م

الفرق بين الإباضية و الخوارج. طبع عدة مرات في الجزائر، و مصر، و عمان.

و قد أشار أبو اسحاق في مراسلاته للشيخ أبي اليقظان إلى عدة مؤلفات أنجزها أو هو في صدد إنجازها و ظلت مخطوطات لم تر النور، و لم يعثر عليها إلى حد الساعة، و هي:

         ·          موجز تاريخ الإباضية

         ·          المحكم و المتشابه

         ·          عصمة الأنبياء و الرسل

         ·          الأقوال السنية في أحوال قطب الأئمة، أشار إليه في هامش كتاب الدعاية إلى سبيل                 المؤمنين،   ص109

         ·          القطب اطْفَيَّش

         ·          صلاة السفر

         ·          منهاج السلامة فيما عليه أهل الإستقامة

         ·          تفسير سورة الفاتحة

         ·          الفنون الحربية في الكتاب و السنة

         ·          مختصر الأصول و الفقه للمدارس

                  كتاب النقض

 

و في ميدان تحقيق التراث نجد له ما يلي:

         ·          تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان للشيخ السالمي في جزأين. مطبوع عدة مرات بعمان

         ·          شرح النيل و شفاء العليل، معتمد الإباضية في الفقه، الأجزاء الثامن و التاسع و العاشر،                   مطبوع عدة مرات في مصر، و الجزائر، و لبنان، و السعودية، و إيران

         ·          جامع أركان الإسلام، من تأليف سيف بن ناصر الخروصي العماني، مطبوع عدة مرات                   بمصر، و عمان

         ·          شامل الأصل و الفرع، من تأليف القطب اطفيش، طبع عدة مرات بمصر، و الجزائر، و عمان

         ·          مسند الإمام الربيع بن حبيب في الحديث، طبع عدة مرات في مصر، و الجزائر، و عمان

         ·          الذهب الخالص، من تأليف القطب اطفيش، طبع عدة مرات في مصر، و الجزائر، و عمان

         ·          كتاب الرسم، من تأليف القطب، و من شرحه و تحقيقه، طبع عدة مرات في مصر، و                 الجزائر، و عمان

         ·          كتاب الوضع (مختصر في الأصول و العقيدة) من تأليف أبي زكريا يحي الجناوي، طبع                 بالجزائر، و مصر، و عمان عدة مرات

يمتاز أبو اسحاق في كتاباته بشخصية قوية، و يدل في تحليلاته للأوضاع و القضايا السياسية و الاجتماعية و الدينية على سعة في المعرفة، و اطلاع جم على الأحداث، و مواكبة حية لتطوراتها، و ثبات راسخ في الموقف و التوجه.

في أخريات حياته اشتد عليه مرض في "البروستاتا" استدعى إجراء عملية جراحية عاجلة، غير أن القدر كان أسبق، فوافته منيته بعد أيام قليلة من اشتداد المرض، فانتقل إلى رحمة الله، و ذلك سحر يوم 20 شعبان 1385هـ الموافق لـ 13 ديسمبر 1965م، و صلى عليه في جامع المطرية الشيخ محمد المدني عميد كلية أصول الدين بالأزهر الشريف، و شيعت جنازته بحضور كثير من العلماء و رجال الفكر في مصر، و ووري جثمانه في مقبرة آل الشماخي، كما أوصى.

بقلم د. محمد صالح ناصر

 

 

أهم المصادر

         ·          د/محمد ناصر، الشيخ ابراهيم اطفيش في جهاده الإسلامي، جمعية التراث، القرارة، الجزائر، 1991م

         ·          أبو اليقظان إبراهيم، ملحق السير ص: 145-147 (مخ

         ·          مراسلات بين أبي اليقظان و أبي اسحاق (مخ) ، مكتبة محمد ناصر، الجزائر

         ·          جمعية التراث، القرارة، معجم أعلام الإباضية (قسم المغرب)، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ج2، ص: 24-26

         ·          يوسف الحاج سعيد، تاريخ بني ميزاب، المطبعة العربية، غرداية، 1992م، ص 185-189

 

تقرير مِن إعداد الفاضل / ياسين باحريز

تمّ بثّه في برنامج " مرحبا " بالقناة الرابعة الفضائية الحكومية الجزائرية ( الأمازيغية )

 

 

istiqama.net

 

أبو اليقظان

أبو اليقظان إبراهيم بن الحاج عيسى

1306هـ/1888م – 1393هـ/1973م

النضال الإعلامي ضد فرنسا

أبو اليقظان إبراهيم بن الحاج عيسى، أحد رواد الصحافة العربية الجزائرية و أحد المجاهدين بالكلمةولد بمدينة القرارة، جنوب الجزائر في 29 صفر 1309هـ/ 5نوفمبر 1888م، في عائلة متدينة محافظةافتقد أباه صغيرا، و حنت عليه أم مثلى توجهه إلى مزاحمة العلماء منذ الصغر.

تعلم مبادئ العلوم العربية و الشرعية في كتاب القرارة. و في سنة 1325هـ/1907م شد الرحال إلى (بني يزقن) حيث تتلمذ على يد قطب الأئمة الشيخ اطفيش، فكان من أبرز تلامذته و أنجبهم.

وحوالي سنة 1909م قصد بيت الله الحرام، و كان ينوي الإقامة بمصر للدراسة لدى عودته، و لكن قلة ذات اليد حالت دون أمنيته، و لو أن هذه الرحلة فتحت أمام عينيه آفاقا واسعة حيث زار الحجاز و الشام، و تركيا، و ليبيا، و تونس.

في سنة 1330هـ/1912 التحق بجامع الزيتونة بتونس طالبا، و رئيسا لأول بعثة طلابية ميزابية بتونس.

و مع بداية الحرب العالمية الأولى عاد إلى القرارة حيث فتح مدرسة على الطريقة العصرية، و ما لبث أن عاد إلى تونس سنة 1917م ليترأس البعثة مرة أخرى حتى سنة 1925م.

و في هذه الأثناء انخرط في معترك السياسة، و أصبح تلميذا وفيا للشيخ عبد العزيز الثعالبي، و عضوا في التشكيلة الفدائية السرية التي كانت تتطلع إلى تحرير المغرب الإسلامي من ربقة الاستعمار الفرنسي، فكان عضوا نشيطا في اللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري، و كان في الوقت ذاته يشارك بقلمه في الصحافة بمقالاته ذات الطابع السياسي الوطني مثل (المنير)، (الصواب) التونسيتين، (المنهاج) الصادرة بمصر، التي كان يرأس تحريرها زميله و صديقه في الجهاد أبو إسحاق إبراهيم اطفيش. و كان يتطلع إلى إعلام إسلامي وطني يكون منطلقه الصراع الحضاري بين الإسلام و الصليبية الغربية.

في أكتوبر من سنة 1926 بادر إلى إنشاء أول جريدة عربية باسمه تحت عنوان (وادي ميزاب) أرادها لتكون لسان حال الفكر الإسلامي عموما و الجزائري خصوصا. و لأنه كان نسيج وحده في الأسلوب المقاوم الذي لا يهادن و لا ينافق، فإنه تجرع في سبيل سير صحافته الغصص، و تحمل المشاق المادية المرهقة، يكفي أن نعرف أن جريدته هذه كانت تحرر بالجزائر، و تطبع بتونس، ثم تعود بالقطار لتوزع في الجزائر هكذا كل أسبوع طيلة عامين و نصف لم تتخلف فيها عن الظهور قط، و كان يعاونه في طبعها زميلاه في الجهاد الوطني الشيخ محمد الثميني، و ابن الشيخ قاسم بن الحاج عيسى.

 

الكلمة الافتتاحية لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي في ملتقى الذكرى الأربعين لوفاة الشيخ أبي اليقضان

 

 

 

 

موضوع إخباري يتناول حياة شيخ الصحافة الجزائرية العلامة إبراهيم أبو اليقظا

البورتري من إعداد الصحفي السعيد حمزة نذير الموضوع بث على قناة القرآن الكريم التلفزة الجزائرية

و كانت جريدة (وادي ميزاب) بداية لجهاد مرير دام ثلاث عشرة سنة، أصدر خلالها ثماني جرائد أسقطها الاستعمار الواحدة تلو الأخرى، لأنه لم يطق حرارة لهجتها، و جرأة معالجتها، و هي التالية:

         •           (وادي ميزاب) 119عددا، من 01/10/1926 إلى 18/01/1929م

         •           (ميزاب) عدد واحد، 25/01/1930م

         •           (المغرب) 38 عددا، من 29/05/1930 إلى 09/03/1931م

         •           (النور) 78 عددا، من 15/09/1931 إلى 02/05/1933م

         •           (البستان) 10 أعداد، من 27/04/1933 إلى 13/07/1933

         •           (النبراس) 6 أعداد، من 21/07/1933 إلى 22/08/1933

         •           (الأمة) 170 عددا، من 08/09/1933 إلى 06/06/1938

         •           (الفرقان) 6 أعداد، من 08/07/1938 إلى 03/08/1938

و من أبرز جهود أبي اليقظان في الميدان الثقافي الوطني، إنشاؤه المطبعة العربية التي تعد من أوائل المطابع العربية الوطنية بالجزائر العاصمة، أدت للحياة الوطنية أيادي بيضاء لا تنسى، إذ كانت تطبع بها أغلب المؤلفات العربية الوطنية، والصحف الإصلاحية، و المنشورات الثورية، و كانت إلى جانب ذلك ناديا ثقافيا، و ملتقى وطنيا لرجالات الفكر و الإعلام بالجزائر. و قلما عرفت الساحة الوطنية قبل الاستقلال منشورا وطنيا لم يكن مصدره المطبعة العربية، و قد تعرضت من أجل ذلك مرات عديدة للتفتيش البوليسي، و التغريم المالي، و الملاحقة و التهديد بالنفي، و الإغلاق، كما تعرض عيسى بن الشيخ أبي اليقظان للسجن و التعذيب شهورا لنشاط المطبعة الثوري أثناء حرب التحرير الجزائرية. و كانت تلك الإجراءات المتعسفة سببا في الشلل النصفي الذي أصيب به الشيخ في يناير من سنة 1957م.

كان أبو اليقظان عضوا بارزا في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، شارك في التأسيس، و انتخب نائبا لأمين المال سنة 1934م. و ظل في نشاطه ذاك حتى سنة 1938 حين حال الاستعمار دون نشاطه الصحفي.

فلم يجد بدا من مغادرة العاصمة إلى القرارة، حيث تفرغ للتأليف و النشاط الاجتماعي و الثقافي و الديني. و في هذه المرحلة ألف العديد من الأبحاث و الدراسات في المجالات الدينية، و التاريخية، و الأدبية مما نتج عنها ما يقرب من خمسين مؤلفا ما بين مطبوع و مخطوط، نذكر منها:

         •          إرشاد الحائرين، تونس 1923م

         •          ديوان أبي اليقظان، جزءان، الطبعة الأولى 1931، الطبعة الثانية، جمعية التراث، 1988

         •          سليمان باشا الباروني في أطوار حياته، جزءان، أرخ فيه لحياة المجاهد الليبي ضد الاستعمار الإيطالي

         •          سلم الاستقامة في الفقه الإسلامي، في سبعة أجزاء لطلاب المدارس الابتدائية و الثانوية، طبع عدة مرات داخل الجزائر و خارجها

         •          تاريخ صحف أبي اليقظان، مخطوط

         •          ملحق السير، مخطوط، و هو تراجم لعلماء الإباضية بالمغرب الإسلامي مدة خمسة قرون و زيادة، ابتدأه مما انتهى إليه الشيخ أبو العباس أحمد الشماخي (ت:928م) في سيره

         •          نشأتي، مخطوط (و هو ترجمة لحياته)

         •          خلاصة تاريخ الإباضية، مخطوط

         •          فتح نوافذ القرآن، مكتبة الضامري للنشر و التوزيع، سلطنة عمان، 1411هـ/1991م

         •          الإباضية في شمال إفريقيا، مخطوط، و يتضمن حديثا مفصلا عن نشأة الإباضية و تاريخهم في شمال إفريقيا.

         •          عناصر الفتح من سورة الفتح، مخطوطة من إحدى عشرة صفحة، أوضح فيه أبو اليقظان أسس النصر انطلاقا من تفسيره لسورة الفتح.

         •          أقمار من سورة القمر، رسالة من عشر صفحات.

         •          أشعة النور من سورة النور، مخطوطة، تعالج مسألة الحجاب و السفور استنادا إلى سورة النور.

         •          أين الواقعيون، مخطوطة من عشر صفحات، تبين أوجه الشبه بين الإنسان و النخلة.

         •          الإنسانية بين حزب الله و حزب الشيطان، مخطوطة.

         •          تفسير القرآن الكريم، مخطوط، الجزء الأول من سورة الفاتحة إلى المرسلات.

         •          الكتاب المجيد، مخطوط، يشرح ما خص به الله المؤمنين من النعيم، و الكافرين من العذاب الأليم.

         •          صبر يوسف يتجلى في محنه و ألطاف الله تكمن وراءها في أطوار حياته، مخطوطة صغيرة الحجم، تعرض فيها أبو اليقظان للمحن التي واجهت يوسف عليه السلام وصبره عليها.

         •          أطوار التكوين و الفناء في القرآن الكريم، مخطوط.

         •          أضواء على بعض أمثال القرآن، مخطوط، عبارة عن رسالة، تشبه في عرضها (فتح نوافذ القرآن)

         •          الإسلام و نظام العشائر في "وادي ميزاب"

         •          نظام العزابة (متنا و نظما).

         •          هل للإباضية في الزمن القديم وجود في وادي سوف (بالجزائر)، كتبها أبو اليقظان إجابة على تساؤلات بعض الأدباء في الإذاعة الوطنية، حول وجود الإباضية بوادي سوف؟

         •          دفع شبه الباطل عن الإباضية المحقة، مخطوط كتبه أبو اليقظان بناء على تساؤلات مجلة "المصور المصرية" عن حقيقة الخوارج، فجاءت هذه الرسالة تصحح بعض الأخطاء التي ألصقت بالإباضية.

         •          النظام الاجتماعي بوادي ميزاب، مخطوط، فيه تفصيل عن النظام الاجتماعي بوادي ميزاب، و هيئة العزابة و صلاحياتها، و كذا نظام العشائر.

         •          الرد على خوامس الشبكة، مخطوط، و سبب كتابته ما كان من اشتداد الصراع بين السلطة الاستعمارية الفرنسية، و سكان وادي ميزاب حول قضية التجنيد الإجباري بوادي ميزاب.

         •          نظام هيئة أميسطوردان في "غرداية"، مخطوطة تحدث فيها أبو اليقظان عن دور هذه الهيئة في حماية المدينة من الأعداء

         •          دليل السواحين "للقرارة"، مخطوط

         •          مجموع الشذرات الحكمية، مخطوط

و له بحوث كثيرة في تفسير القرآن، و تاريخ الجزائر، و تراجم الأعلام و كلها مخطوطة.

هذا إضافة إلى مذكراته الخاصة التي كان يسجل بها كل شاردة و واردة منذ سنة 1917م حتى سنة 1973، و هي تعد من الوثائق المهمة.

أما شعره فيعد صورة لكفاحه المرير في ميدان الإصلاح الاجتماعي و السياسي، متوزع بين الأغراض التقليدية المعروفة من وصف، و رثاء، و استنهاض، و تهنئة، و غيرها. و هو في مستواه الفني لا يخرج عن إطار الاتجاه المحافظ التقليدي.

ظل مجاهدا جهاد الصابرين غير آبه بالشلل النصفي الذي أزمه الفراش منذ سنة 1957م، يحرر الرسائل، و يستقبل الطلاب، و يؤلف الكتب إلى أن توفاه الله، و شيع بجنازة رهيبة، و دفن بالقرارة.

لمزيد من المعلومات يرجى زيارة موقع أبي اليقظان

 

 

 

 

الشريط من إنتاج التلفزيون الجزائري سنة 2011 مترجم إلى اللغة الأمازيغية المزابية

 

 

 

 

----------------------

أهم المصادر

         •          لقاءات متعددة بالشيخ أبي اليقظان ما بين سنتي (1967-1973)

         •          مجموعة صحف أبي اليقظان الصادرة ما بين (1926-1938)

         •          ديوان شعر أبي اليقظان، في جزأين، 1988

         •          نشأتي، بقلم أبي اليقظان (مخطوط)

         •          تاريخ صحف أبي اليقظان (مخطوط)

         •          الموافقات، المعهد العالي لأصول الدين، الجزائر، ع، 5، جوان 1996، ص: 186-510

•          محمد ناصر

                       •          أبو اليقظان و جهاد الكلمة، ش و ن ت، ط2، الجزائر، 1984

                       •          الصحف العربية الجزائرية (1847-1939م) م.و.ك، الجزائر، 1983

                       •          المقالة الصحفية الجزائرية، ج 1،2 ش.و.ن.ت، الجزائر، 1978م

•          محمد الهادي السنوسي، شعراء الجزائر في العصر الحاضر، ج1، ص109

•          أحمد محمد فرصوص، الشيخ أبو اليقظان كما عرفته، مكتبة الضامري، سلطنة عمان، ط2، 1413هـ/1992م

•          جمعية التراث، معجم أعلام الإباضية (قسم المغرب)، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2000، ج2، ص27-29

•          زكية منزل غرابة، الفكر الإصلاحي عند الشيخ أبي اليقظان، أطروحة ماجستير، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، الجزائر، 1422هـ/2001م

•          محمد زغينة، أبو اليقظان و نثره، أطروحة دكتوراه، جامعة باتنة، 1998م

•          الزبير سيف الإسلام،

                       •          تاريخ الصحافة في الجزائر، ج 1، م.و.ك، الجزائر، 1985م

                       •          تاريخ الصحافة في الجزائر، ج 4، م.و.ك، الجزائر، 1985م

                       •          تاريخ الصحافة في الجزائر، ج 6، م.و.ك، الجزائر، 1985م

•          محمد صالح الجابري،

                       •          النشاط العلمي و الفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس (1900-1962م)، ش.و.ن.ت، الجزائر، 1983م

                       •          التواصل الثقافي بين الجزائر و تونس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1990م

•          محمد ناصر بوحجام، أبو اليقظان في الدوريات العربية، المطبعة العربية، غرداية، 1985م

•          محمد علي دبوز

                       •          أعلام الإصلاح في الجزائر، الجزائر، ج1، 1974م

                       •          أعلام الإصلاح في الجزائر، الجزائر، ج2، 1976

                       •          أعلام الإصلاح في الجزائر، الجزائر، ج3، 1974م

 

istiqama.net

أبو مهدي عيسى بن إسماعيل بن موسى

(ت: ذو القعدة 971هـ / 1564م)

c 7

علم من أعلام بلدة مليكة بميزاب، أصله من عرش أولاد نايل بالجزائر، نشأ على المذهب المالكي، ثمَّ تحوَّل إلى المذهب الإباضيِّ فصار من أعلامه.
وهو حلقة في سلسلة نسب الدين عند الإباضيَّة، إذ أخذ العلم عن شيخ زمانه بميزاب: الشيخ عمِّي سعيد الجربي، وهو من أنجب تلاميذه.

وأخذ عنه أيمَّة ومشايخ منهم: الشيخ محمَّد بن زكرياء الباروني النفوسي، وداود بن إبراهيم التلاتي الجربي، وبامحمَّد بن عبد العزيز اليسجني، وأبو زكرياء بن أفلح، وسعيد بن علي، وحيُّو بن دودو.
استقرَّ به المطاف في بلدة مليكة، ولا يستبعد أن يكون شيخه هو الذي وجَّهه إليها إحياء للعلم بها، وهي المهمَّة التي تولاَّها الشيخ عمِّي سعيد الجربي بغرداية بخاصَّة وبميزاب بعامَّة، وكان قد تولَّى مشيخة مليكة في عهد أستاذه فكان دأبهما أنَّهما يجتمعان كلَّ يوم في مشهد مشهور بين بلدتي مليكة وغرداية يعرف إلى اليوم باسم "أدْجَّايَنْ" يتذاكران فنون العلم، وكانا متحابَّين في الله.
اشتهر أبو مهدي عيسى بالعلم والفهم والاجتهاد والورع، وأوتي ذكاء وعارضة قوية، فكان ينافح عن اختياره للمذهب الإباضي، ويوضِّح للأيمة حججه واقتناعه بهذا الاختيار. كما دافع عن زميله الشيخ أبي محمَّد عبد الله المرزوقي، الذي تبنَّى المذهب الإباضي مثله.

له تآليف عديدة في مختلف فنون العلم، من آثاره:
01 [مجموعة من الرسائل والردود والأجوبة] منها: ردُّه على البهلولي أبي الحسن البهلولي الذي كفَّر الإباضيَّة.
02 رسالة بليغة «في الردِّ على بعض الطاعنين في المذهب الإباضيِّ» يدافع فيها عن زميل له تمذهب بمذهب أهل الحقِّ والاستقامة، وهذا سنة 929هـ/ 1522م.
03 [رسالة إلى أهل وارجلان]، يدعوهم فيها إلى الصراط المستقيم.
04 «جواب في قضيَّة خلق القرآن».
05 «جواب لأهل عمان» على أسئلة وردت إليه في الأصول والفروع.
06 «رسالة في معنى التوحيد» والوحدانيَّة والألوهيَّة والربوبيَّة.
07 «رسالة في إعراب كلمة الشهادة».
08 «موازين القسط».

... وله شعر رائق جميل، منه:
•... قصيدة في المواعظ والأدب والنصائح والزهد.
•... مقطوعتان شعريَّتان في العقيدة.
•... منظومة وصيَّة معشر الشبَّان، ولها شرح لمجهول.
•... يقول أبو اليقظان: وله «ديوان شعر».

كان الشيخ أبو مهدي عيسى من الرافضين لطرد أولاد عبد الله من مليكة، ولمَّا غلب على أمره، وأخرِج هؤلاء فعلاً اعتصم في داره اثنتي عشرة سنة لم يخرج للناس.
وتروي عنه كتب السير كرامات عديدة
لمَّا توفِّي اتُّخذت روضته - في المقبرة المعروفة باسمه إلى اليوم «مقبرة الشيخ سيدي عيسى» - مقرًّا للعزَّابة عند انعقاد مجلسهم الرسميِّ للقصور السبع.
خلفه في مشيخة بلدة مليكة أحد تلاميذه الشيخ حيُّو بن دودو، بعد وفاته 971هـ / 1564م.
المصدر : معجم أعلام الإباضية (قسم المغرب)

*********************************************************

و معايشته للبيئة المالكية و الإباضية جعلته أكثر قدرة من غيره على الردود, لأنه تحول عن اقتناع. مثل رده على أبي الحسن البهلولي الذي كفر الإباضية واعتبرهم مكذبين بالكتاب والسنة وإجماع الأمة.
 
 

أحداث متفرقة 03

أحداث متفرقة العهد الثالث

-       1184هـ/1770م: تقسيم أولادعدون وأولاد باكلي جزءا من أرضهم شرق حوش لاَلَّهْ عَشُّو-ساحة السوق حاليا – في بني يزقن.

-       1149هـ/1780م:وباء كبير.

-       1220هـ/1806م:مجاعة.

-       1228هـ/1813م: أصاب الأولاد وباء الجدري.

-       1229هـ/1814م:السيّد دَادِّي بَابَه يقوم بتوسيع مسجد بني يزقن.

-       1229هـ/1814م:وباء مرض السعال الديكي.

-       1232هـ/1817م: وباء آخر في مزاب يموت منه ثمانون رجلا في بني يزقن.

-       1232هـ/1817م: وباء الكوليرا والطاعون في مدينة الجزائر.

-       حوالي 1820م: سال وادي مزاب ثمانية أيّام متتالية حتّى أصبحت مياهه صافية شفافة. يعرف هذا السيل بوَادْ أُوجَامْبَرْ.

-       رجب 1241هـ/1826م: تجويز أهل مزاب صرف الجزائر.

-       شعبان1243هـ/1828م: تجويز عملة جديدة قيمتها ثلاثة أرباع عملة السابقة المسمّاة(كَرْنَتْ)[1]، باتّفاق مجلس وادي مزاب.

-       1248هـ/1833م: تجويز عمله بومدفع الإسبانية[2].

-       1252هـ/1836م: مجاعة.

-       1257هـ/1206م: جفاف.

-       1259هـ/1843م: علامة بيضاء طلعت في سماء مزاب ممتدة من ناحية المغرب.

-       13 جانفي1844م: يحصل المزابيون في العاصمة على أرض جبل سيدي بَنُّورْ مساحتها 1800 متر مربع لدفن موتاهم.

-       1261هـ/1845م: سال وادي انتِيسَا وامتلأ سدّ بني يزقن بالرمال، وانكسرت الساقية الغربية في ثلاثة مواضع، ولم تبف عمارة في الواحة إلاّ وانهدمت، كما انهدم في القصر نحو خمسمائة دار.

-       1262هـ/1846م: تجويز سكة الفرنسين في بني يزقن.

-       1264هـ/1848م:وادي المساح. في بني يزقن انهارت ثلاثمائة دار. اضطر سكان العطف إلى اللجوء إلى مسجديها. لم تسجل حوادث موت.

 


[1]_كرنت اسم تركي متقدم في الجزائر وأعمالها.

[2]_سمّيت كذلك لنقش مدفع عليها.

أحداث متفرّقة 04

أحداث متفرّقة الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

- 1883: جفاف.

- 1884: اشترى بنو مزاب في العاصمة بعض قطع من جنان حميدو لتكون مقبرة سيدي بنّور التّحتانية.

- 1887: إنشاء أوّل محطّة للأرصاد الجوّية في الصّحراء بغرداية.

- مارس 1889: زار مزاب قادما من مكّة الطوّاف محمّد بن الكبريت.

- 12/4/1890: أحدثت في سوق بني يزقن أقواس بغير إذن أهل البلد ورضاهم، فحمل مجلس الضُمَّان رئيس الجامعة (القائد) على هدمها.

- 1891: الحاج امحمّد بن بكير باعمارة يشتري قطعة أخرى بسيدي بَنُّرو يضمّها إلى المقبرة.

- 1892-1901: جفاف. مطالبة مليكة والعطف وبونورة بتخفيض الضّرائب.

- 1894: بنو مزاب يشترون قطعة جديدة يضمونها إلى مقبرة بَنُّورْ.

- 1896: ينشئ الآباء البيض بغرداية مستشفى مدنيا أهليا، يستقبل، بالاتفاق مع الولاية العامّة، الّأهالي والعسكريين والمدنيين الأوروبيين.

- 1897: بكير بن الحاج محمّد باعمارة يشتري كذلك قطعة جديدة. وأخيرا وقعت هِبَتَان من بعض ورثة آل باعمارة مضافتان إلى المقبرة، ثمّ بيعة من بعض ورثة آل باعمارة أيضا.

-1898: دخول أوّل سيّارة أُطُومُوبِيلْ إلى غرداية، وهي لسائح بلجيكي ذي ثروة عظيمة في بلده، البارون بْييرْ دُو كْرَاوْهِيزْ.

- 1898: حمل وادي زقرير حملة قوّية انكسر بها سدّ القرارة.

- 1899: وباء الجدري.

- 30/09/1901/1319هـ: الوادي المساح. حمل وادي مزاب وانكسر السّد الجديد بغرداية، وحمل وادي نْسَا ووقع فيضان في بريّان هلك فيه ثلاثة أشخاص.

- أكتوبر 1902: اعتداء في ورقلة على أملاك بني مزاب دون غيرهم.

- 4 مارس 1904: الوالي العام للجزائر يقرّر تطبيق المراقبة الدورية للأوزان والمكاييل في مزاب.

- جوان 1904: يمنع الوالي العام استعمال المكاييل المحلّية في الأسواق والحوانيت، وهي الحثية والمد والنقاصة[1].

- 1905: وباء الجدري. أصاب ببني يزقن وحدها 389 شخصا، هلك منه اثنان وتسعون في إحصاء 16 نوفمبر 1905 ببني يزقن.

- 1908: وادي المولد.

- 1910: بطلب من الآباء البيض بغرداية، يلغى اتفاق 1896، ويعوّض المستشفى بمستوصف.

 


[1]- الحثية= نصف القروي= 12 مدا=10 لترات.

الحثية والمد يكال بهما الحبوب، أمّا النقاصة فيكال بها السّوائل، وهي تكيل مثلا ثمانمائة غرام زيتا تقريبا.

أحداث متفرّقة 04

أحداث متفرّقة الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

- 1913: وادي الجراد.

- 9 فيفري 1914: فيضان كبير معبر عنه بالمساح.

- ذي القعدة 1336هـ/1918م: وباء عظيم مرض فيه أهل القصور السبعة وفشا الموت خاصة في النساء والصبيان.

- 1أوت 1919: إلغاء سجن تَاعَضمِيتْ بقرار من الوالي العام.

- 1920: مجاعة.

- جويلية 1920: قرار بأنّ كلّ العقود التي لم تسجل لدى إدارة التسجيل لا يصدر بها حكم.

- مارس 1921: وباء التيفوس راح ضحيته 2500 مزابي عدا الوفيات غير المسجلة، وأدّى إلى غلق مدرستي القرارة وبريان حتى نهاية الموسم الدراسي.

- 1922: وادي البراد.

- 1923: أصبح رئيس (الأمة اليهودية) في غرداية عضوا في اللجنة البلدية لغرداية إلى جانب القواد السبعة المزابيين والقواد الثلاثة لشعانبة متليلي.

- 18 فيفري 1926: الاتّحاد الطرقي البلجيكي يقيم نصبا تذكاريا للسائح البلجيكي البارون بْيِيرْ دُو كْرَاوْهِيزْ[1] الذي ورد مزاب سنة 1898م، بأوّل سيارة أوطُومُبِيلْ، شقت الصحراء، وذلك تنفيذا لوصيته، وهو من أهل الثروة العظيمة في بلجيكا. وقد وضعوا هذا المنصب عند مفترق الطريقين القديم والجديد بسفح جبل بوهراوة. وهو من رخام يزن ثمانية عشر قنطارا، كتب عليه اسم السائح وتاريخ دخوله الوطن، كل ذلك بالذهب الوهاج. جاء بهذا التذكار شقيق صاحبه ووزيران بلجيكيان وثلاثة سفراء.

وهذا التذكار أوّل ما نصب بالوطن، وهو يشعرنا بمقدار اعتناء الأوروبيين بالاكتشاف[2].

- 1926: استقبل ملك بلجيكا ألْبِيرْتْ الأول وحرمه الملكة إِليزابيتْ في غرداية.

كانا يعدان من جملة المسافرين الأوائل في رحلة عبر الصحراء، نظمتها مؤسسة سِيطَرْوَانْ[3].

- 26 فيفري 1927: اتفقت جماعة بني يزقن على اقتطاع ستّة آلاف فرنك من كيس البلدة، والتبرع بها لفائدة مسجد باريس.

- 3 أوت 1927: الوالي العام ينشئ (الحالة المدنية) في مزاب.

- 1347هـ/1929م: جمع التبرعات في المساجد المزابية لإصلاح خيمة الحجاج المزابيين التي تنصب بمنى.

- ليلة الجمعة 7 أوت 1936: تدشين الإنارة الكهربائية في غرداية. في هذه السنة زودت بالكهرباء غرداية (بواحتها مع ضاية ابن ضحوة)، مليكة، بني يزقن، العطف. أمّا بونورة فتمّ تزويدها بها يوم 30 جوان 1946.

- أكتوبر 1936: سقط البرد في رأس أنْتِيسَا وحمل الوادي على غفلة من الناس وهم يقطعون التمر، دون أن ينزل عليهم المطر.

- 30 أفريل 1937: مجلس الدولة - قسم النوازل بباريس يحكم للمزابيين بإلغاء القرار المؤرخ يوم 11 أكتوبر 1932 الصادر من عامل عمالة قسنطينة، المتعلق بنزع المقبرة المزابية العتيقة بقسنطينة وتحويلها إلى طريق عمومي، حيث أنّ أرض هذه المقبرة حازتها الجماعة بالشراء في زمن البايات وليست هبة من البلدية.

-1937: بنو مزاب يشترون دارا لإيواء حجاجهم في المدينة المنورة مجاورة للمسجد النبوي الشريف.

- 7 مارس 1946 : صدر قانون يقضي بتطبيق مرسوم كْرِيمْيُو على يهود مزاب.

- 7 جوان 1947: رئيس ملحقة غرداية يقرّر أن يكون الخط عين صالح - أَوْلَفْ- تِيمي هو الحد الشمالي لتنقل أغنام بَادَمَّانْ.

 


[1]- LE BARON PIERRE DE CRAWHIEZ.

[2]- أبو إسحاق طفيش: المنهاج، 447.

[3]- .CITROEN

أحداث متفرّقة 04

أحداث متفرّقة الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

- 12 نوفمبر 1948: تزويد بريان بالكهرباء.

- 1949: إنشاء مستوصف بالقرارة.

- 1949: إنشاء الملعب البلدي بغرداية.

- 1949: قام السيّد الحاج صالح بن الحاج يحي يحمد اليزقني وكيل المزابيين بإنقاذ دار مكّة من المستولية عليها بنت الكباريتي الحجازية.

- 22 ذي الحجة 1370هـ/1951: اشترى السيّد الحاج صالح بن الحاج علي باعلي اليزقني عقارا في جدّة مساحته نحو 340 مترا مربّعا ووقّفه على سكنى الحجيج الإباضيين من القرى السّبع ووارجلان.  

- 2 أكتوبر 1951: امتلأ سَدَّا بني يزقن وسد العطف وبقي وادي مزاب ووادي أنتيسا يسيلان أربعا وعشرين ساعة إلى أن وصل ماؤهما أنقوسة. انكسرت الساقية الغربية وساقية الزقاق ببني يزقن.

- 4 مارس 1952: الوالي العام يمنح خمسة ملايين فرنكا لمنكوبي فيضان أكتوبر 1951 بمزاب.

- 24 أفريل 1952: فيضان آخر.

- 23 سبتمبر 1952: نزلت بعد البرَد أمطار غزيرة واقتلعت هذا البرد في شكل أحجار حطّمت كلّ ما اصطدمت به. جرف وادي انتيسا شطرا من السّد الكبير وثني بالسّد الصّغير في واحة بني يزقن.

- 24 مارس 1953: دعي القواد والقضاة والأعيان المزابيون لحضور العرض الذي تقوم به، بقاعة جماعة غرداية، يوم الخميس 26 مارس، الآنسة مارغريت فان برشام[1]، المديرة السابقة للمعهد السويسري للفن والآثار القديمة بروما، عن نتائج أعمالها في الكشف عن آثار مدينة سدراته. وقد ساهمت العشائر المزابية بمبالغ مالية في عملية الحفريات هذه.

- 2 فيفري 1954: سقوط الثلج بمزاب، وبلوغ سمكه عشرة سنتمترات في بعض الأماكن.

- 1954: الإمام محمّد بن باحمد يحي يقتنع بإدخال الكهرباء إلى مسجد بني يزقن.

- 1955: تمّ بناء محكمة الصّلح بغرداية.

- 1956: تمّ إنجاز مستشفى جديد بغرداية، يحتوي على أربعين سريرا، وقسم للجراحة.

- 28 فيفري 1958: تزويد القرارة بالكهرباء.

- 1959: أدرج سور بني يزقن في قائمة الآثار التّاريخية لليونسكو.

- 1959، السيّد بكير بن داود بسّخواض يبني السّور الجديد لمقبرة سيدي بَنُّورْ التّحتاني في العصمة، بمعونة السيّد بالحاج بن عدون قشار، مع مرافق الطّهارة وغسل الأموات.

- 4 فيفري 1959: المرسوم الذي يمنع تزويج البنات دون الخامسة عشرة لا يطبّق على المزابيات.

- 1961: شراء أوّل حوش بمنى.

 


[1]- MARGUERITE VAN BERCHEM

أحداث متفرقة في بريان

أحداث متفرقة في بريان(1)

-14نوفمبر 1882: احتلال القوات الفرنسية لمدينة بريان.

-30سبتمبر 1901: الواد المساح حمل وادي مزاب وحمل واد أنسا ووقع فيضان في بريان وهلك فيه ثمانية أشخاص.

في سنة 1903: قام الشيخ القطب الحاج أمحمد بن يوسف أطفيش بزيارة إلى بريان.

-16أوت 1935: إيصال الهاتف إلى بريان.

-07أفريل 1936: ذهاب اللومنة في شأن فض النزاع بين جارين حول ازدياد علو حائط البناء.

-02جانفي1937: فرض الحراسة على البلدة.

-02فيفري 1937تنظيف البلدة وجعل منظف لها "كناس".

-10فيفري 1937:زيادة عمق بئر العروش "مامة أزقاو".

-07أفريل 1937: زيارة بعض الزعماء منهم بن جلول والشيخ إبراهيم بيوض والشيخ أبو اليقضان إبراهيم إلى بريان.

-14أوت 1937: ذهاب اللومنة في شأن كواتة السيل.

-28جانفي 1938: تنصيب حارس على آبار بالوح.

-22جويلية 1938: ذهاب اللومنة في شأن تقسيم دار بين الورثة.

-24أوت 1938: ذهاب اللومنة في شأن صلح بين صاحب الجنان والخماس.

-06سبتمبر1939: مراقبة وحراسة البلدة أنفار من كل فرقة.

-01فيفري 1941: تنظيم من جديد الحراسة في البلدة .

-07أكتوبر1942:دفع الأهالي ما عليهم من الغرامة السنوية.

-10أوت 1942: ذهاب اللومنة إلى غابة الزرقي في شأن الزجر(زجر الماء من البئر).

-31ديسمبر 1943: الصحة والمقاومة ضد الأمراض وذلك في شأن تنظيف البلد من الأوساخ على اختلافها.

-18نوفمبر 1944: تعيين حارس من المخاليف للحرث بواد الكبش.

-05أوت 1945: امتلاء سدود بريان بالرمال.

-10أوت 1946: تعيين حارس للحرث بواد أنسا لمسايبة.

-01فيفري 1947: تنصيب أنفار لمراقبة أسعار السلع والمواد لدى التجار.

-01فيفري 1947: تموين العرش بالمواد.

-10أوت 1947: إنارة المدينة بمركز توليد الكهرباء.

-20ديسمبر1949: تصريح المواشي المذبوحة للعرش.

-24نوفمبر1954:الصحة العمومية، إدخال الماء وإخراج المياه القذرة.

-10ديسمبر1954: تعيين خوجة ثاني لكتابة وتسجيل مصالح العرش.

-20جانفي1955: ترقيع السد الكائن بانتهاء الحنية.

-05مارس 1955: بناء خزان للمياه.

-31مارس 1955م: بناء محل لمركز الإغاثة.

-15أفريل 1955: بناء مركز للدرك.

-15أوت1955م: تصليح سد الفخارين.

-31أوت 1955: مد قنوات المياه للأجنة لدروليك (.(hydrolique

-01أكتوبر1955: حسابات الكيس داخليا وخارجيا.

-01جانفي 1956:بناء المذبح البلدي.

-21جانفي1956: بناء سد السودان.

02جوان 1956: تقصاب الشارع السفلي.

-03نوفمبر 1956: فتح ممر إلى السوق من طريق السيارة لتسهيل عملية ممر أعراب الصحراء([1]).

 


)-أحداث متفرقة مأخوذة من سجلات.[1](

(1) المرجع : بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص-183-185

أحمد بن محمد بن باحمد لَعْسَاكر

Icon 07(و: 1306هـ / 1889م - ت: 1391هـ / 15 مارس 1971م)

 

سيرة الحاج احمد بن امحمد لعساكر من مجلة تاغرما

لعساكر الحاج احمد بن امحمد من مواليد بريان سنة 1890م ومن الشخصيات المهمة في الغرب الجزائري اين كان يمارس تجارته بتيهرت (تيارت) ومن رجالات السياسة الاوائل والنهضة الفكرية الذين مهدوا لثورة نوفمبر 1954م، عرف بجهاده المتواصل وعمله الدؤوب في حقل الإصلاح والتوعية سياسيا وفكريا لمجابهة المستعمر الغاشم كانت له مكانة سامقة لوطنيته الصادقة واحتكاكه بالحركات الاستقلالية، كان منزله في تيهرت مقصد العلماء والمشايخ والسياسيين من ربوع البلاد من امثال الشيخ عبد الحميد ابن باديس والشيخ محمد البشير الإبراهيمي والشيخ محمد السعيد الزاهري ومحمد الامين العمودي، والشيخ ابي اليقظان ابراهيم، والشيخ ابي اسحاق طفيش والشيخ ابراهيم بيوض، وفرحات عبّاس وغيرهم كثير.

كان له اليد البيضاء في مساندة هؤلاء ماديا و معنويا و الوقوف إلى جانبهم في بناء المدارس وتأسيس الجمعيات ، والدعاية لجرائدهم وقد كان من الحاضريين في جلسة تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، واعتبرته فرنسا رجلا خطيرا على وجودهم وتعقبته في تحركاته والتلصص عليه لاجل القبض عليه.

 

سيرة الحاج احمد بن امحمد لعساكر منموقع التراث

من أعيان بريان بميزاب، تاجر في مدينة تيهرت، ورئيس الجماعة بها. كان عِصَامِيا في تكوينه، وقد أتقن ثلاث لغات العربية والفرنسية والإسبانية. وهو إلى ذلك ضابط لجزئيات التاريخ ومرجعٌ فيها. من الشخصيات البارزة المعدودة في الغرب الجزائري، في ميادين الإصلاح والتوعية والتعليم، ومن رجالات السياسة والنهضة والفكر. كان المعين والمدعِّم المادي والمعنوي لرجال الإصلاح والحركة الوطنية، واتخذ منزله مثابة لأقطاب العلماء والسياسيين في كامل القطر مثل ابن باديس، الإبراهيمي، أبو اليقظان، إبراهيم بيوض، فرحات عباس. اِعتبرته فرنسا الرجل الخطير فشدَّدت عليه الرقابة، ولكنه عرف كيف يفلت منها. توفي مصابا بمرض السكَّر.

 

......

*المصادر: موقع التراث

*النوري: دور الميزابيين، 1/180.

*مقابلة مع حفيده يونس بن امحمَّد لعساكر، يوم 8/10/1994م.

أخطاء في تاريخ مزاب

cromosom مزاب والجين الأمازيغي E1B1B1BM81 

أصل المزابيين(01)

  المزابيون أمازيغ من قبيلة زناتة , موطنهم الأصلي هو شمال إفريقيا كسائر الأمازيغ ، و الفحوص الجينية les tests genetiques  تبين أن المزابيين يحتوون على الجين الأمازيغي e1b1b1bm81بنسبة عالية تفوق 86% و هذه النسبة الأعلى من بين كل أمازيغ الجزائر.

  والدراسات اللسانية البربرية تؤكد أن لغتنا المزابية زناتية متقاربة مع لهجات الزناتيين و قد وجدت خطوط و رسوم بربرية تعود إلى ما قبل الإسلام في ناحية سيدي مبارك ببريان و في مناطق عديدة من واد مزاب لم يأت المزابيون من تيهرت بل كانوا أيام الدولة الرستمية متواجدين في واديهم و كانوا على مذهب المعتزلة و لا تزال مقبرة أجدادنا المعتزلة موجودة إلى اليوم ، بل يذكر الشيخ أطفيش أن المزابيين كانوا يحاربون الرستميين نعم بعد هجوم العبيديين على تيهرت نزح الإمام يعقوب بن أفلح إلى سدراتة مع أفراد و عائلات بربرية معدودة ، و هي عروفة إلى اليوم في وارجلان مثل عائلة بافلح ، و البقية بقيت في تيهرت و انصهرت و المزابيون تحولوا إلى المذهب الإباضي بعد القرن الرابع الهجري على يد الشيخ محمد بن بكر الفرسطائي و الشيخ بابا والجمة و الشيخ ابراهيم بن مناد العطفاوي... رحمهم الله تعالى معنى ذلك أنهم لم يعرفوا الإباضية السياسية بل انخرطوا مباشرة في الإباضية الإجتماعية التي جاءهم بها الإمام الفرسطائي بيان ذلك أن آخر الأئمة الرستميين لما عرضت عليه الإمامة في سدراتة قال : إن الجمل لا يستتر بالغنم , بمعنى انتهى عصر السياسة , و كان المزابيون إلى ذلك الوقت معتزلة , ثم تبنوا الإباضية العقدية الفقهية الإجتماعية.

 

cromosom دراسة جينية(2)

تقع منطقة (اغزر) وادي مزاب جنوب الجزائر، هي عبارة عن هضبة صخرية كلسيه متميزة بقساوسة طبيعتها الصراوية الجافة، لقد عرف بنو مژاب بإرادتهم الفولاذية في تحدي تلك الظروف الطبيعية الصعبة، ومما لا شك فيه أن العوامل التاريخية والجغرافية جعلتهم في عزلة، لكن هذا الانعزال كان أمر هام جدا لعلماء الجينات، فقد وجدوا أن بني مژاب أحسن مثال لتحديد الأصول الجينية لعرقية الأمازيغ.

ففي دراسة جينية حديثة نشرت هذا العام : أخذ العلماء عينات من 67 شخص ينتمون إلى بني مزاب في الجزائر :

أولا لتحديد جيناتهم الأبوية  أ(صول أبائهم)

وثانيا لمعرفة ما إذا كانوا :

مجتمع عرقي ؟  (ينتمون إلى عرق واحد ؟)

أو مجتمع مذهبي ؟  (من أصول عرقية مختلفة جمع بينها العامل الديني  ؟)

أم هم مجتمع إثنو-ديني ؟  (مجتمع عرقي وديني في نفس الوقت)

كانت النتائج على النحو التالي :

جاءت جينات المشاركين في الدراسة على النحو التالي :

السلالة المتصدرة هي السلالة الشمال افريقية  E-m81

بنسبة الأغلبية الساحقة 86.5 بالمئة

والنسبة المتبقية 13.5 بالمئة تتقاسهما 7 سلالات مختلفة

أهمها السلالتين R1B1* + E-m2بنسبة 3 بالمئة لكلاهما

ثم بقية السلالات بنسبة 1.5 بالمئة لكل سلالة

نتائج الأصول الأبوية لبني مزاب غرداية الجزائر

 

وبمقارنة نتائج بني مزاب الجزائر مع نتائج دراسات جينية عن تجمعات أمازيغية من شمال افريقيا، 3 منها من المغرب والرابعة خاصة بجينات واحة سيوة (مصر) ، لوحظ أن بني مزاب الجزائر يحملون نفس بصمة الجد المشترك (الأصول الأبوية القديمة) مع أمازيغ المغرب، فالسلالة المتصدرة في جينات بني مزاب الجزائر هي نفسها المتصدرة في جينات أمازيغ المغرب E-m81بنسبة كبيرة كذلك تصل إلى 79 بالمئة في المغرب، ما يجعلها بامتياز البصمة الوراثية لجينات الأصول الأبوية للأمازيغ.

نتائج نسب السلالات الجينية الأبوية المنتشرة في جينات 5 تجمعات أمازيغية من شمال افريقيا

 أكدت الدراسة أن هذه السلالة (البصمة الوراثية) هي سلالة شبه منعدمة خارج شمال افريقيا وتنتشر أساسا (بكثرة) في التجمعات الأمازيغية، كما أشارت الدراسة بالرغم  من أن بني مزاب يحملون في غالبيتهم الساحقة نفس السلالة مع أمازيغ المغرب إلأ أن هناك بٌعد بيني بين الإثنين (اختلاف في التحورات السفلية)، فبني مزاب يتميزون عن البقية  في فروعهم السفلية وهو ما يفسر تاريخيا بانعزال حتى على بقية الأمازيغ.

------------------

 (01)المصدر: منشور في الفايسبوك لـ محمد الرياني

 (02)  بتصرف من موقع   tribusalgeriennes   02   01

أدباء اللغة المزابية

 الأستاذ عبد الرحمن حواش

Icon 09

الأستاذ عبد الرحمن حواش الباحث في الشأن الأمازيغي أحد رموز الثقافة الأمازيغية في منطقة مزاب، من مواليد غرداية خلال سنة 1929 ونشأ بمدينة السوڤر بتيهرت حيث كان والده يمارس التجارة. زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة الفرنسية وكان دائما من المتفوقين ،ثم أرسله والده الى مسقط رأسه ودخل مدرسة الاصلاح الحرة في سنة 1911 واصل تعليمه بمعهد الشباب [الحياة حاليا] بمدينة لڤرارة [زكرير] أين استظهر القرأن. وفي سنة 1919 قرر الرجوع إلى تيهرت لممارسة التجارة. في سنة 1971 عيّن من طرف الجماعة المزابية و التجار رئيسا لهم لتولي شلونهم. رغم انشغال الأستاذ حواش عبد الرحمن بالتجارة قد كان من الأعضاء المشرفين على تسيير عشيرة أت علوان بغرداية وقد تشرف برئاستها لمدة سنوات وكان....

اقرأ المزيد

الأستاذ ابراهيم عبد السلام

من مواليد غرداية تغردايت 11 جوليت سنة 1954. تلقى تعليمه الأبتدائي،المتوسط والثانوي بمدارس غرداية .له تكوين عصامي في الاليكترونيك، و أبدى ميوله في مجال الكهرباء مبكرا بحكم ان والده كان يمارس هذه المهنة منذ مطلع الخمسينات، إلى أن أسس شركة abelec للأدوات الكهربائية. منذ صباه شغلته تساؤلات حول الادب المزابي واللغة ،فنمت فيه موهبة الاهتمام بالتراث . جمع العديد من القصص الشعبية و الأساطير فأنقد منها ما أ أمكن من طي الشفوية الى سجل التوثيق. مارس العديد من الأنشطة الثقافية و الرياوية، حصل على......

اقرأ المزيد

الأستاذ نوح مفنون أحمد

من مواليد غرداية [أت يزجن] بني يزقن في 11 مارس سنة 1949. ،التحق بالمدرسة القرأنية الجابرية ثم بالمدرسة الرسمية بمسقط رأسه أين زاول دراسته الابتدائية، ثم التحق بالطور المتوسط. وفي سنة 1966. التحق بثانوية عقبة بالجزائر العاصمة أين نال شهادة البكالوريا شعبة علوم تجريبية وفي سنة 1969. .وفي نفس السنة التحق بالمعهد الوطني للزراعة بالحراش، وتخرج سنة 1973 بشهادة مهندس دولة في الزراعة تخصص إ اقتصاد ريفي .درّس ابتداءا من سنة 1974 بمعهد التكنلوجيات الزراعية بمستغانم إلى غاية .....

اقرأ المزيد

 الشاعر عبد الوهاب بن الشيخ حمو فخار

Icon 09

من مواليد 13 نوفمبر 1951 بغرداية رائد الأدب المزابي الأمازيغي، من الشعراء الأوائل الذين افنوا عمرهم من اجل ترقية الحرف الأمازيغي وتمكينه في المجتمع المزابي اداء و دلالة بعد نيله شهادة البكالوريا فلسفة عام 1973 واصل دراسته بالجامعة المركزية بالجزائر العاصمة فرع "علم النفس التطبيقي". قبلها كان من الاطارات الوطنية التي تدربت بمركب الحديد والصلب بعنابة ليتوجه بعدها إلى مسقط رأسه ويسهم في إرساء قواعد أول شركة حكومية ضخمة للحديد والصلب فيها، حيث عين مسلؤولا على مخبر مراقبة نوعية الانتاج. وما يجدر ذكره أنّ.....

اقرأ المزيد

الشاعر صالح تيريشين

من مواليد 12 شتنبر سيبتمبر 1952 . بأت يزجن بني يزقن ولاية غرداية ، تعلم في المدرسة الحرة الجابرية و الاستقامة للمرحوم الش يخ محمد بن يوسف طفيش ثم المدرسة الرسمية مابين 1958- 1964 . ومرحلة المتوسطة في المعهد الجابري الحر وفي متوسطة غرداية ما بين 1964- 1967. زاول تعليمه الثانوي بالجزائر العاصمة بثانوية الادريسي الأمير عبد القادر مابين 1967- 1971. وفي س نوات 1971- 1975 انتقل إلى الجامعة والمدرسة العليا لتكوين الأساتذة ليتخصص في الفيزياء والكيمياء. في مطلع الثمانينات اشتغل اطارا مكونا في شركة انابيب بغرداية SNS و أستاذا لمادة الرياضيات بمعهد عمي سعيد بغرداية و بإكمالية الشيخ عبد العزيز الثميني والمعهد الجابري بنات إلى أن........

اقرأ المزيد  /  اقرأ المزيد

الشاعر يوسف بن قاسم لعساكر

الشاعر يوسف بن قاسم لعساكر من مواليد 04 اكتوبر سنة 1971 بمدينة بريان بركان ،نشأ في أسرة متواضعة تهتم بالعلم، كانت بدايته التعليمية بمدرسة الفتح القرأنية و مدرسة الأمير عبد القادر لمدة سنتين ثم بالمدرسة الابتدائية الشيخ صالح بن يحيى الطالب باحمد بحي الشيخ بابا السعد. ثم اكمالية الشيخ ابي اليقظان. ومرحلة الثانوي مابين بريان و متليلي الى ان تحصل على شهادة الباكالوريا شعبة أداب ولغات بثانوية الشيخ محمد الأخضْر الفيلالي بغرداية سنة 1993. درس اللغة الإنجليزية و أدابها بمعهد اللغات الأجنبية ببوزريعة بالجزائر العاصمة وعمل كمنتج اذاعي بالقناة الثانية 05 سنوات ضمن برنامج ثقافي [تيزفري] 1999 2004 أين تم فيه استضافة الشيصيات الفاعلة في.....

اقرأ المزيد

 المنشد عمر بن يحي داودي

Icon 09

من مواليد 1956 بـأت بنور بنورة ولاية غرداية، نشأ بين أحضان أسرةمحافظة وزاول تعليمه الإبتدائي بمدرسة النور القرأنية و بمدرسة الشيخ الحاج صالح داودي. منذ صغره أحب الفن، اكتشف موهبته من خلال المحيط العائلي الذي شجعه لتفتيقها و صقلها بالإضافة بالإضافة إلى النشاط المدرسي والكشفي بفوج النور حيث ظهر بأول أداء له الرائعة "يا معهدي" للشاعر صالح باجو. منذ ذلك اليوم سلطت عليه الأنظار كصوت متميز في مطلع السبعينات مع كوكبة النور الثقافية واكتسب منها ذوقا فنيا وحسا مرهفا.يعتبر الفنان الشاعر عمر داودي من مجددي التراث الغنائي القديم الذي كاد ان يندثر لولا ما بدله من جهد في........

اقرأ المزيد

الفنان عمر بن سليمان بوسعدة

من مواليد 20 ديسمبر 1976 بغرداية ، نشأ في اسرة محافظة محبة للعلم ، تعلم في المدرسة القرأنية والمدرسة الرسمية بغرداية من مرحلة الابتدائي الي غاية الثانوي. متحصل على شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية من جامعة التكوين المتواصل. باحث في التراث المزابي، ظهر من خلال نشاطه الثقافي في المناسبات و حفلات الأعراس، منشدا و شاعرا متميزا. فقصائده تتناول المواضيع الاجتماعية والطفولية. كوّن و أطّر العديد من الأصوات الانشادية التي شنّفت الأسماع وأطربت القلوب. من انجازاته  سبعة ألبومات فنية انشادا و........

اقرأ المزيد

الفنان موسى كريزو

الشاعر موسى كريزو من مواليد 27 نوفمبر 1972 بمدينة لڤرارة زكرير ،نشأ في عائلة بسيطة متواضعة دخل المدرسة القرأ نية "الحياة" وزاول تعليمه المرحلة الأساسية إلى غاية السنة التاسعة، ثم المرحلة الثانوية بغرداية في متقن بلغنم . منذ صغرة ولع بالأغنية الترا ثية المزابية لا سيما لما تفتحت عيناه على أغاني الفنان عمر بن يحيى داودي الذي كان سببا في انطلاق موهبته. في مطلع التسعينات بعد نيله شهادة الباكالوريا علوم دقيقة، انتقل الى العاصمة للدراسة بجامعة باب الزوّار في تخصص الكمياء الصناعية اين تحصل على شهادة ليسانس في.....

اقرأ المزيد

 الشاعر الحاج يحيى أحمد ن عمر

Icon 09

من مواليد أت مليشت يوم 6 ؤومبير، نوفمبر 1964، زاول دراسته بمدرسة النصرالحرة والمدرسة الرسمية حتى مستوى الثالثة ثانوي. في سنة 1991 تحصل على شهادة اطار فيالمحاسبة. شرع مبكرا في العمل الثقافي منذ سنة 1979 ضمن فرقة كوكبة النصر وأدى معهم أناشيد بالمزابية ولم يبرز نجمه إلا في مهرجان المجموعات الصوتية سنة 1980. انطلاقته الشعرية كانت سنة 1986 و تمثلت في صرخة على لسان معْلم أثري. انضم الى جمعية نجم الأدب الاسلامي بالجزائر العاصمة سنة 1986 أين احتك بالفنان عمر بن يحي داودي و اكتسب منه خبرة في مجال الشعر المزابي. درس اللغة المزابية على يد الأستاذ عبد الرحمن بن عيسى حواش والأستاذ عبد السلام ابراهيم واكتسب منهما قواعد اللغة المزابية ولازال في.......

اقرأ المزيد

عبد العزيز الحاج عمر

الحاج عمر عبد العزيز من مواليد 1949 بتاجنينت العطف ولاية غرداية ،نشأ في عائلة محافظة، تعلّم مبادئ اللغة العربية بالكتاتيب ومدرسة النهضة القرأنية. ثم سافرإلى العاصمة لمزاولة التعليم الرسمي. عند عودته الى مسقط الرأس اشتغل معلما بمدرسة النهضة القرأنية لسنوات، فبرز منذ الستينات منشدا ومنشطا في حفلات الأعراس والمناسبات الدينية والاجتماعية. هو من مؤسّسي مجموعة الفن والأدب الاسلامي بالعطف سنة 1975 الى غاية 2003 إهتم بالأهازيج والألحان الثرا ثية القديمة فاستلهم منها ونظم أشعارا على منوالها ايمانا منه ان التجديد امتدادا للأصالة. يمتاز شعره بالبساطة و.........

اقرأ المزيد

مصطفى بن كاسي العلواني

مصطفى بن كاسي العلواني من مواليد 03 شتمبر 1970 بغرداية زاول دراسته إلابتدائية بمدرستي : العقيد لطفي ومدرسة المسجد بغرداية، أما مرحلتي المتوسط والثانوي فبمعهد عمي سعيد بغرداية، تحصل منه على شهادة البكالوريا سنة 1989 شعبة علوم طبيعة وحياة، وعلى شهادة الشرعيات بملاحظة : ختم القرأ ن سنة 1989 وكان عضوا نشطا وبارزا في المجموعة الصوتية ولجنة المسرح والثقافة بها. ثم تخرج سنة 1994 من المعهد الوطني للتكوين العالي للبناء برويبة بشهادة مهندس دولة في البناء- فرع هياكل – وأضاف بكالوريا أخرى سنة 2006 في شعبة الأداب والعلوم إلانسانية تحصل بها سنة 2011 على ليسانس في.....

اقرأ المزيد

 الفنان عمر العادل بن الناصر

Icon 09

من مواليد بريان ولاية غرداية يونيو سنة 1943. نشأ و تعلم في مدينة بريان و قضى فيها فترة صباه. ثم زاول تعلمه في معهد الحياة أين نهل بلاغة اللغة العربية و تعاليم الدين و التاريخ قبل أن يلج عالم الغناء من بابه الواسع. كان منشدا في المجموعة الصوتية بمعهد الحياة أين كانت تؤدي المدائح الدينية في مختلف المناسبات. إشتغل معلما للغة العربية في إحدى المدارس الإبتدائية ببريان في مطلع السبعينات و أيضا كان منشطا ثقافيا بها. أثناء تواجده بالجزائر العاصمة تعرف على.......

اقرأ المزيد

الشاعر بوكراع سعيد

الشاعر بوكراع سعيد من مواليد بريان 04 نوفمبر 1971 ، نشأ وترعرع بين أحضان أسرة متواضعة زاول دراسته الابتدائية بمدرسة الأمير عبد القادر ثم مرحلة المتوسط بالمتوسطة الجديدة بحي امداغ وكذا الثانوي. ولع بالشعر والأدب منذ صغره. شارك في العديد من المنتدايات والمهرجانات الثفاقية الخاصة بالشعر، منها المهرجان الأول للشعر المزابي بغرداية من تنظيم المحافظة السامية الأمازيغية سنة.......

اقرأ المزيد

كاسي وصالح عبد الوهاب بن بابهون

لشاعر كاسي وصالح عبد الوهاب بن بابهون بن سليمان من مواليد بريان في الثالث عشر شتنبر 1979 نشأ في احضان اسرة متواضعة، كانت سنواته التعليم الابتدائية بمدرسة الأمير عبد القادر ثم المتوسط بمتوسطة حي امداغ . منذ صغره انظم الى مجموعة براعم الفتح المتفرعة من مجموعة الحان الفتح الثقافية التى التحق بها سنة 1990 . مارس المسرح والانشاد و......

اقرأ المزيد

أدلاَّل ⴰⴷⴻⵍⵍⴰⵍ adellal

Icon 09ⴰⴷⴻⵍⵍⴰⵍ adellal

أدلاَّل، جمع: إِدَلاَّلَنْ: هو ذلك الرجل الذي يتواجد بشكلٍ دائم في السوق، يحمل قطعة من منتوجٍ صنعته أنامل محلِّية، أبدعته امرأة صناع في بيتها، يعرضُها على المتواجدين في السوق، ويتردَّد على أكثر من راغبٍ يتنافسون بينهم للحصول عليها بعرض أحسنِ سعرٍ لها، فيظلُّ المساءَ كلَّه، فترةَ نشاط السوق، ينادي بمحاسن ومميِّزات المصنوع الذي يعرضه، ابتداء من الانطلاقة:

على باب الله، على باب الله،...

وإن عرض أحدُ الأشخاص سعرا، فينادي به أمام الملأ، مثلا:

-خمس مائة، خمس مائة،...

ويكرِّرها أكثر من مرَّة، وهو يتجوَّل بالقطعة بين أروقة السوق وروَّاده، حتَّى يزيد على السعر شخص آخر، كأن يزيد على الخمسِ مائة، خمسينَ، فينادي أَدلاَّل:

خمس مائة وخمسين، خمس مائة وخمسين،...

Icon 09ويظلُّ يكرِّرها بصوتِ مرتفع يسمعه الحاضرون، خاصَّة المهتمُّون بالبضاعة المعروضة، حتَّى يزيد عليه شخص آخر، ولـمَّا يتوقَّف المزايدون عن الزيادة، تستقرُّ البضاعة عند آخرهم، بأخر سعرٍ عرضه، بعد رضى وموافقة صاحب البضاعة.

وضرورةُ وجود هذه الوظيفة في المجتمع، من ضرورة وجود السوق في أيِّ مدينة أو قرية، يتبضَّع منه سكَّان المدينة، وفيه يعرضون إنتاجهم من كلِّ الموادِّ والبضائع التي ينتجونها.

وهذا ما فرض على الهيئات القائدة للأمَّة المزابية، والمؤسَّسات المشرفة على الحياة الاجتماعية فيها، والمسؤوليات الملقاة على عاتقها لحفظ الحقوق والمصالح، وضبط التعاملات بين أفراد المجتمع وفق شرع الله تعالى، والأنظمة العرفية، أن تنظِّم الحركة التجارية في السوق، من كلِّ الجوانب، حفظا لحقوق المنتج، والبائع، والمشتري، والساعي بين كلِّ الأطراف، ومصلحة السوق والمجتمع بصفة عامَّة.

فوُضع نظام وضوابط ومواصفات يجب أن تتوفَّر في القائم بعملية البيع بالمزاد العلني، الذي يُسمَّى في الثقافة المحلِّية بـــ: أَدَلاَّلْ.

ومن هذه الضوابط والشروط ممَّا حفظتُ وعلمتُ، وبقي في ذاكرتي:

يُعيَّنُ أَدَلاَّل من طرف الهيئة الدينيَّة للبلدة، حلقة العزَّابة.

تعيِّن حلقة العزابة مسؤولا عليهم إِدَلاَّلَنْ ويضمنهم، يسمَّى هذا المسؤول: أَضَّامَنْ.

يجبُ أن تتوفَّر في أَلاَّلْ التقوى والصلاح والاستقامة.

يجب أن تتوفَّر فيه الأمانة والحرص على حقوق الزبائن والمورِّدين.

عليه أن يقيِّد جميع الحسابات في دفتر خاصٍّ بتعاملاته في السوق.

 

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

أزڤونت ن وشُّــو

Icon 09من القيم الحضارية لمجتمعنا(01)

ⴰⵣⴳⵓⵏⴻⵜⵓⵛⵛⵓ

Azgunet n uccu

يتميز المجتمع المزابي بعدة ميزات جميلة جعلته معروف لدى الكثير من المجتمعات في الجزائر وخارجها، لأنه يتصف بميزات جميلة وبسيطة وعريقة ونادرة في نفس الوقت، ومن بين هذه الميزات: الصرخت - أنعار - تويزة – أحباس.. وغيرها. كلها تدل على جمال أخلاقيات المجتمع لأنها تدل على التضامن والوقوف مع المحتاج مهما كانت طبيعة احتياجه.

مثلا عندنا في المجتمع النسوي " أَنْعَارْ" أو" أَجْرَاوْ نُوسُـﭭُّـونَتْ" حيث لما تقترب مناسبة ما كالعرس مثلا أو ادخار مؤونة لعدة شهور أو أرادت ربة المنزل فتل السميد بغية تحضير العولت من الكسكس وأن لا يتعرض للتعفن أو التلف، تقوم بدعوة بعضا من نساء متمكنات في مجال فتل الطعام من العائلة أو من الجيران.

وفي صباح يوم باكر يحضرن ويجتمعن حوله ليفتلن الكسكس وكلهن همة ونشاط وفرح وسعادة لا توصف، ويكون بترديد بعض الأهازيج المحلية والذكر والتسبيح.

طريقة فتل الكسكس" أُشُّو"

ويكون فتل الكسكس" أُشُّو" كما يلي:

لنتحصل على كسكس خشن متوسط أو رقيق علينا باتباع المراحل التالية:

1.بالنسبة للكسكس الرقيق أو المتوسط، نضع إناء فيه السميد المتوسط وإناء فيه السميد الرقيق بعد أن كنا مررناه في غربال خاص يسمى" بُوسِيَّارْ". ونحضر إناء فيه كمية من الماء وقليل من الملح.

في قصعة "تزيوا" نضع القليل من السميد المتوسط ثم نضيف له القليل من الماء المملح ونقوم بفتله بكلتا اليدين بأطراف الأصابع، بكل خفة ومهارة نحاول تكوير السميد المتوسط والرقيق معا كلما ينشف نزيد الماء والسميد مع الاستمرار بالفتل حتى نتحصل على المقياس المرجو من كل حبة ونقوم بتمريره في الغربال المتوسط يسمى بـ" بُوسِيَّارْ نْ لَفْرِيـﭫْ" ونعيد تمريره مرة ثانية في الغربال الرقيق" بُوسِيَّارْ نْ وُعْزَالْ" أو " بُوسِيَّارْ نْ يِوْزَانْ" بغية نزع الحبة الصغيرة تسمى بـ" أَمَشَّاسُو" لأنها لا تعطيه أي الكسكس منظر لائق وكذلك لكي لا يلتصق في الكسكس عند تفويره، وبذلك نتحصل على كسكس رقيق ومتوسط.

2.نقوم بنفس العملية إن أردنا فتل كسكس خشن مثل " أُوشُّو دْ يِسُوفَارْ" أو "تِمَرْدُودِينْ" فقط علينا أن نفتل بـ السميد الخشن ونعلفه بالسميد الرقيق وقليل من الماء ونقوم بتفويره في قدرة فيها ماء تحتوي على كسكاس" تَكْبُوشْتْ نْ ﭬُـونِي" لما يُفور نقلبه في إناء نعيد تمريره وهو ساخن في غربال خشن" بُوسِيَّارْ نْ يِمَنْدِي" وفي الأخير نفرش قطعة من قماش فوق فراش نظيف "سَاشُو" في مكان فيه تهوية نفرغ فيه كل الكسكس المفتول والمفور والمغربل نوزعه فوقه ونتركه لعدة أيام حتى يصبح ناشفا كليا.

وعندما ينشف ويجف نحضر كل أنواع الغرابل "بُوسِيَّارْ" الرقيق والمتوسط والخشن فنقوم بتمرير الكسكس المفتول المفور الذي قمنا بتهويته لعدة أيام لنتحصل على كل أنواع الكسكس الرقيق والمتوسط والخشن.

لما نستعد لتحضير الطعام بالكسكس "أُشُّو" علينا أن نفوره مرتين مع قلبه وإضافة القليل من الماء... كذلك لمن ليست لديها كسكس خشن أو متوسط فقط الرقيق تستطيع أن تفور السميد جيدا ثم تفتله لأن لو تفتل به مباشرة سيتحول إلى عجين" تِحُطوشِينْ" أو" تِمَضْلاَسْ".

وعندما يكون لدينا كمية وافرة من السميد نخشى أن يُتلف بمرور الوقت أو بحرارة الصيف لا بأس أن نقوم بتفويره لكي نتجنب تلفه.

الفوائد الاقتصادية لفتل الطعام في المنزل:

من فوائد فتل الكسكس في البيت الاقتصاد وضبط السيولة والقدرة الشرائية وتحسين نمط الاستهلاك.

فعند شراء كيس من السميد بسعر 1000 دج فيه 25 كغ. يكون سعر الكلغ الواحد منه بــ 40 دج، ينتج لنا قرابة 1.2 كلغ من الكسكس. فينتج قيمة الكيلوغرام الواحد من الكسكس المصنوع منزليا 35 دج. وبالتالي سنوفر 50 دج كأقل تقدير مقارنة بأرخس كسكس موجود في السوق. وفوق كل هذا نأكل غذاء تنتجه أيدينا يساهم في سعادة أسرنا.

هكذا كانت ولا تزال المرأة المزابية الأصيلة تتفنن في إعداد طبق الكسكس وتقوم به وحدها دون أن تنتظر من يصنعه لها. صورة تكاد لا تراها اليوم في زمن استجلاب الغذاء جاهزا، حتى الأطعمة التقليدية أصبح الناس يشترونها جاهزة،) كَرْنَاشَا - تِمَرْدُودِينْ – إِسُوفَارْ).

لا ينبغي أن تسلب لنا الحضارة قيمنا وتقاليدنا، بل نأخذ منها ما ينفعنا ونذر منها ما لا ينفعنا، خاصة عندما تمسّ عاداتنا وتقاليدنا، لأنها هي وجه تراثنا وتاريخنا.

فتل الكسكس المنزلي ( لأكله / الاحتفاظ به )(02)

ما تزال العديد من العائلات في مژاب، حريصة على التمسك بالطرق التقليدية في إعداد أهم الأطباق التقليدية، ألا وهو الكسكس، رافضة أن تطهو في بيوتها كسكس المصنع الذي يتم بيعه في المحلات والأسواق، معتبرين أنه لا يتماشى والذوق الحقيقي لهذه الأكلة، كما أنه يفتقر للجودة التي لا يحتويها الكسكس المعد باليد في البيوت.

إن إعداد طبق الكسكس، يتطلب مهارة خاصة، يتم وفق عدة خطوات ومراحل، فإن إعداد المادة التي يتم طهيها لإعداد الكسكس، والتي تسمى  بـالمزابية  وشّو، في حد ذاتها تتطلب طريقة خاصة جدا هي أزڤومن.

حيث يتم ذلك بأساليب تبدوا لمن لا يعرفها جد معقدة، كما أنها تتطلب جهدا ووقتا كبيرين، وهو ما جعل من إتقان عملية الفتيل أزڤونت وهي إعداد الطعام، عملية تعكس شطارة المرأة المژابية ، ومهارتها في المطبخ،

كما أن اليوم الذي يفتل فيه ، هو يوم مميز تجتمع فيه نساء العائلة وقد يستدين نساء الجيران أيضا وسط أجواء من التعاون والتبادل أطراف الحديث والذكريات.، فهن يعملن خلال يوم كامل على إعداد كمية معتبرة من "الطعام"، حسب حجم الأسرة بما يكفيهم لمدة معينة، وهي تعتبر عند الكثيرين من المواد الغذائية الضرورية، التي لا يجب أن يخلوا أي بيت منها،

والأمهات في الماضي كانت تعلم بناتها الفتيل لأنه من الضروريات التي تحتاجها الفتاة.

فالأيام التي ترتفع فيها درجة الحرارة، من أنسب الأيام للقيام بعملية الفتيل، حتى يجف "الطعام" بسرعة، فكثير من الأسر في مزاب تحرص على هذا الأمر في كل عام، حيث لا ينقضي الصيف إلا وقد أعدت ما يحتاجه بيتها من هذه المادة لعام كامل.

كما تحرص الأمهات أيضا على تعليم بناتهن، ونقل ما يتقنن من حرف وفنون الطبخ لهن، وعلى رأسها "فتل الطعام"، معتبرات أنه من أهم علامات "شطارة" ربة البيت، حتى يحافظن على عادات مزاب،  لأنه وفي السابق لم يكن يوجد بيت من بيوت مزاب يخلو من هذه المادة، ولم تكن هناك مزابية لا تتقن أزڤونت هذه الطريقة في إعداد الطبق الشهير وشّو.

 

طريقة إعداد الكسكس(03):  

نوع السمسد لفتيل الطعام

يتوقف نوع السميد على هدفنا من الكسكس اذا كنا نرغب في اعداد وجبة الكسكس بالخضر فنوع السميد يكون متوسط وقد نستمر في فتل هذا النوع من السميد الى ان يصبح غليظا لإعداد كسكس ئسوفار أو  من اجل تيمردودين دتيحومزين.

 

أزڤونت:

نضع السميد في قصعة ثم نقوم بتنقيته من الشوائب

نفرغ كمية من الماء اول مرة ونحرك السميد بكلتى اليدان باستعمال أطراف الأصابع  وكأننا نحكه

عندما نحس انه تشرب نضيف له حفنة دقيق ونحرك مرارا في اتجاه واحد حتى تكون حباته مربعة الشكل.

يندمج الدقيق مع السميد

نضيف كمية الماء ونحرك بنفس الطريقة. ونكرر العملية حتى يصبح شكل الحبة بالسمك الذي نريده.

نضعه في غربال متوسطة فتحات شبكته  ونحك الكسكس وإذا لاحظنا انه مبتل نضيف بعض الدقيق ونستمر في حكه (لا يجب الخوف من هذه العملية لأنه سيخيل إلينا أنها صعبة ولكن الموالاة عليها ستجعلها سهلة)

بعد ذلك نغربله في غربال بفتحات اضيق من الغربال الاول من اجل طرح الباقي من الدقيق (الذي يمكن اضافة بعض السميد اليه وصناعته ككسكس ايضا).

 

أفورالأول:

قبل وضعه في الكسكاس للتبخير ندهنه بقليل من زيت الزيتون الجيد وإلا  زيت المائدة قليلا من الملح حسب الذوق.

بعد تبخيره اول مرة  نجربه بتمرير اليد قوق الكسكس وهو يتبخر فإذا لم تعلق حبات الكسكس باليد نسبيا نفرغه في الاناء الذي اعددنا فيه  الكسكس اول مرة .

 

أفور لأكله :

في هذه الحالة نقوم بتهويته ونضيف له حفنتين من الماء ونحركه جيدا ثم نعيد تبخيره،  ونعيد الكرة مرة اخرى  يعني ثلاث مرات يبخر ومرتين يضاف له الماء

ونتذوقه لندرك مدى حاجته للماء بحيث يمكن ان نضيف له كمية اخرى ونعيد تبخيره

 (في حالة تعذر الحصول على دقيق القمح الكامل نضيف 3 معالق بذور الكتان مسخنة ومطحونة جيدا بعد نهاية التبخير او قبل المرة الاخيرة ).

 

أفور للاحتفاظ به :

اما اذا رغبنا في الاحتفاظ به لمدة طويلة وكانت الكمية المفتولة كثيرة فنبخره مرة واحدة بدون اضافة الماء ولا الزيت بل نكتفي بإضافة الملح وقد نضعها في الماء الذي استعملناه في الفتل وبعد التبخير ، نفك حباته عن بعضها البعض عن طريق حكها تم ننشره في الشمس ونغطيه حتى لا يتلوث

يتم تحريكه كل مرة الى ان ينشف جيدا ونحتفظ به لمدة قد تقوق السنة (يستحسن ان تكون هذه العملية في فصل الصيف)

 

طريقة التقديم:

ندهن الكسكس  بزيت الزيتون او سمن مملح حسب الرغبة و حسب المتواجد . بعدها نضيف له الوجبة التي اعددنا معه قد تكون خضر او بصل وزبيب . تبقى الاختيارات كثيرة ومتنوعة.

 

فتل الكسكس بالمزابية:

مرحلة أسكونت اسميد القاق مع سميد ن مايان ومبعد أتنسفرفر بوسيار ني مندي معلاك اديواطا دالحبت إكت ومبعد اتنسفرفر بوسيار أن وعزال معلاك ادنسوفغ امشاسو ونييو نتعاواداس اسكونت مغر يتعادا يتلسق وشو وليتعيدي حبة إكت

بشاك أنتحصل سوشو أزيوار نغ تيمردودين دتيحومزين لازمانغ سميد أزيوار أتنعلف سوارن مع وبرام اوحدي دوسحاكس سوامان دبسي ن تيسنت آل تزيور الحبت منشي نخس ، مي تنفور اتنسعكب بوسيار ن إيمندي منشي يلايحمى ومبعد اتنفرش أدرا إكت لبلاصت ديس لهوا معلاك أديقار شارند نغ أوكز نوسان بعدومني اتنسعكب منالنواع نبوسيار ازداد دوزيوار دل مايان .

 ----------------------------

01 nir-osra.org

02 منقول بتصرف جزايرس

03 منقول بتصرف وصفاتي الصحية

أسباب انقراض الدولة البربرية الكبرى

أننا إذا نظرنا إلى عمر الدولة البربرية الكبرى التي أنشأها نارفاس وكانت عاصمتها قرطة لا تعجب  لموتها. فهي قد استوفت عمرها، وعاشت ما يعيش أمثالها من الزمن لقد عاشت نحو ثلاثة قرون. ولكننا إذا نظرنا إلى شبابها وقوتها أيام زوالها، نعجب لذلك ونحكم بموتها سريعا. ان فيها من الطاقة والشباب ما يمسكها في الحياة قرونا أخرى من الزمان. ان الهدوء والهناء الطويل، والانغماس في الملاذ والشهوات، والركون إلى الراحة والكسل، هذه العلل الفتاكة التي تورث الهرم للأمم، وتصيبها بكل الأمراض فتلقى حتفها؛ ان هذه العلل لم تصب بها الدولة البربرية. ان كل ما ظفرت به من الهدوء والهناء إنما هو في أول عهد مصينيسا ووسطه. وكان مملوءا بأعمال الإنشاء والتعمير، فلم تركن الدولة إلى الراحة، ولم تنغمس في الملاذ والشهوات. فدامت في شبابها، بل ازدادت شبابا وقوة بما أسبغ عليها مصينيسا من علم وإصلاح.

وفي آخر عهد مصينيسا دخلت في حروب طاحنة مع البونيقيين وهذه الحروب أرهفت قواها واذكت شبابها، ومنعتها من الضعف الذي يصيب الأمم الهانئة الهناء الدائم. ثم دخلت الدولة في عهد الهناء والهدوء في عهد مصيبسا. وكان خيال العدو الجديد وهو الرومان المستقرون في افريقية يرهف قواهم، 109 ويمنعهم من الغفلة والنوم والإخلاد إلى الراحة. فشمروا عن سادهم فازدادوا قوة، واستعدوا للعدو الجديد.

وجاء عهد يوغورطة. فكان كله عهد نضال وحروب. وهو ما حفظ شباب الدولة، وزادها قوة وحيوية. ثم اتصلت حروب الدولة مع الرومان إلى وفاة يوبا الأول. ان هذه الحروب التي خاضتها الأمة، والعدو القوي الذي يجاورها جعلها تتمسك بأسباب القوة والشباب فلم تهرم، ولم تتصدع تصدع البنيان الذي يتداعى للسقوط. فلو تركت هذه الدولة لعاشت مدة طويلة من الزمان حتى تستوفي كهولتها وشيخوختها، ولكنها احتضرت، وقصفت، وفروعها ممتلئة بالزهور، ريانة يغص جذعها وغصونها بالحيوية والطاقة الكبيرة. ولكن ما هي الأسباب التي جعلت هذه الدولة تلقى حتفها في قوتها وشبابها؟

والقوة الحربة. لقد كانت أشجع من الرومان، كثيرة العَدد والعُدد. وقد صارعها الرومان طويلا فلم يصرعوها. ان في شجاعة أبنائها، وثباتهم، وفي مناعة جبالها وصحرائها التي يستطيعون بها حرب العصابات، ما يجعلها تتغلب على الرومان وتدحرهم، وتطهر المغرب منهم لو اتصلت تلك الحروب. ولكن الدولة البربرية الباسلة لا تشتبك في حرب عنيفة مع الرومان إلا ويضربها جيرانها من خلفها، ويقيدونها للرومان فيتغلبون عليها.

فهذا يوغورطة يؤسره للرومان بوكوس الأول،وكذلك يرباص قتله جيشه، ويوبا الأول ضربه أبناؤه من خلفه فقصموا ظهره. وقد كاد يهزم بوليوس قيرص، ويملك افريقية، ويظهرها من الرومان، وبسد باب المعرب في وجوههم. فلو ترك يوبا لقضي على الرومان.

وكذلك يوغورطة لو بقي فواصل حرب العصابات على الرومان لهزمهم، ولكن حسد الجيران وجبنهم وأطماعهم جعلهم يطعنون الدولة البربرية من خلفها ويصرعونها للرومان.

ان الذين طرحوا الدولة البربرية أرضا بغدرهم، ثم جثم عليها الرومان فأزهقوا روحها إنما هم البربر : بوكوس الأول وأبناؤه. فلو اتحدوا معها وحفظوا ظهرها لانتصرت على الرومان، فينجوا المغرب من سباع البحر وجراد روما الذي امتص حياته وجرده من نضارته؛ وتعيش الدولة البربرية الكبرى، وتعيش معها دولة بوكوس الأول وأبنائه، أو تتحد مع جارتها فتصير دولة واحدة من غرب الإسكندرية إلى المحيط الأطلسي، كما تمنى مصينيسا وكل الأحرار المخلصين في المغرب.

لو اتحد المغرب في الزمن القديم فكان دولة واحدة ما استطاع الرومان التغلب عليه. ولو كان متحدا في القرن الثالث عشر الهجري ما استطاع أحفاد الرومان اللاتينيون استعماره والتغلب عليه. وهكذا لا يزال المغرب ضعيفا يتعرض لتسلط الأعداء ما لم يكن دولة واحدة متماسكة على النظام الفدرالي الذي يصلح به. إذا تحقق هذا للمغرب، فانه يرفع رأسه، يكون قوة كبرى يلوذ بها الإسلام والمسلمون، ويجدي الأمة الإسلامية اكبر الجدوى.

وكانت نشأة الدولة البربرية في سنة 240 ق.م. أو قبل ذلك، وزوالها وحكم الرومان للمغرب كله حكما مباشرا في سنة 40 م. فعمرها قرنان وثمانون سنة أو أكثر.

لقد استطاع الرومان ان يمسكوا بخناق الدولة ويزهقوا روحها، ويقطعوا أوصالها في سنة 46 ق.م. لما هزموا يوبا الأول بالخديعة والدس، وتسلطوا على بعض أجزائها فحكموها حكما مباشرا. وبقيت الأجزاء الأخرى فظلت على الاستقلال الداخلي إلى سنة 40 م.

ان عمر الدولة البربرية كدولة مستقلة استقلالا تاما لا سلطان للرومان عليها هو 194 سنة فقط من سنة 240 إلى سنة 46 ق.م.

وجاء الرومان فجثموا بكلكلهم الثقيل على المغرب، فصار مستعمرة لهم ! فمن هؤلاء الرومان؟ أين وطنهم؟ وما أسباب عظمتهم؟ وما حال المغرب في عهدهم.

------------------------

 

تاريخ المغرب الكبير محمد علي دبوز ج1 ص 297-299

أسماء تلاميذ القطب من بريان

نذكر طائفة من العلماء الذين تخرجوا من مدرسته على يده أسندوا ظهره وشدوا أزره في جهاده العلمي سد بهم الثغور المختلفة في الحقلين الديني والاجتماعي لاسيما ثغرة القضاء الشرعي عند إنشاء المحاكم الشرعية بمزاب الذي أحدثه الزحف الأجنبي على الوطن فتردد أبناء البلاد أول الأمر أن يتولوها لا جهلاء ولا هروبا من تحمل المسؤولية ولكن تحرجا أن يكون في ذلك إعانة للمستعمر الظالم وتثبيت لقدمه في أرض الوطن لكن القطب رحمه الله لبعد نظره رأى في ذلك التحفظ إفساح المجال في وجه الأجنبي الغاشم وتمكينه من تعيين أشخاص على مزاجه يتخذهم آلة في يده يوجههم أنى شاء ومعاول هدامة لصرح المجتمع بها يعقدون مشاكلها ويؤرثون من خصومات وعداوات بينها فأوعز إلى هيئات العزابة في مدن مزاب أن ترشح من بينها من يضطلع بهذا الحمل الثقيل ليرسموا قضاة في محاكمها وكان طابعهم أول الأمر يحمل شعار " شيخ العزابة " أما الذين رشحوا فعلا للقضاة فقد كانوا من تلاميذ القطب مباشرة وإليكم أسماء تلاميذه من بريان :

الشيخ الحاج الناصر بن الحاج إبراهيم الداغور قاضي بريان .

الشيخ الحاج إبراهيم بن صالح قرقر محكمة بريان .

الشيخ اعمارة بن صالح موسى المال واعظ ومدرس في بريان متأثر بجد القطب وحبه للعلم وكانت له آمال واسعة في إنهاض بريان وإلحاقه بركب المعرفة لكن المنية عاجلته لسوء الحظ فذهب بغصة .

   

---------------------      

منشور في الفايسبوك لـ: أبو إسماعيل عمروس أحمد بن سعيد النشاشبي من غرداية ماي 2007 م 1428 هـ

راجع كتاب السلاسل الذهبية في الشمائل الطفيشية للشيخ إبراهيم حفار

أصل المزابيين 39: البربر يفضلون بناء القرى إغرمان

أصل المزابيين 39: البربر يفضلون بناء القرى إغرمان

Icon 09

منذ القديم عرف البربر بناء القرى المتجاورة لا المدن الكبيرة إلا القليل مثل قفصة و طنجة العريقتين منذ ما قبل الميلاد.

و زناتة في قورارة و تميمون و ورقلة و مزاب يسمون القرية أغرم أي قصرا .

و منه اصطلح الأكاديميون على تسمية الحضارة : تاغرما

كان بربر الصحراء قديما في عهد الرومان و ما سبق يسكنون الأكواخ , و يذكر سالوست المؤرخ الروماني المتوفى سنة (34ق-م) ان في بوادي افريقيا اكواخا متطاولة الشكل منحنية السقف تشبه هيكل سفينة مقلوبة.

ستيفان قزال " تاريخ افريقيا الشمالية " 5/193

ثم تطور الأمر إلى سكن خيام من وبر خاصة بعد أن استخذم الجيتول الجمال بشكل كبير بعد القرن الثالث الميلادي حسب مؤرخي الرومان و قبل ذلك حسب الدكتور محمد العربي عقون . أنظر كتابه : " الإقتصاد والمجتمع في الشمال الافريقي القديم " 23

و بناء القرى المتجاورة أثّر على الفقه الاباضي المغربي لا المشرقي فاصطلح علماء الاباضية المغاربة على مصطلح : اتخاذ الحوزة.

و الحوزة يعنون بها القرى المتجاورة و المتشابكة عرفيا و اجتماعيا و اقتصاديا , فيرى علماء نفوسة أن لا يقصر المسافر الصلاة إلا بتجاوز حدود الحوزة لا حدود القرية , و أقرعلماء مزاب هذه الفتوى , فالشيخ بيوض أفتى للقراريين بأن لا يقصروا الصلاة إلا بعد تجاوز بريان بفرسخين.

أما الفقهاء العمانيون فيحسبون مسافة القصر من القرية.

بقلم  Med EL Berriani

أصل المزابيين 33: الإمتداد الجيني والأركيولوجي إلى إنسان العصر الحجري القديم

أصل المزابيين 33: الإمتداد الجيني والأركيولوجي إلى إنسان العصر الحجري القديم

Icon 09

الفحص الجيني الذي أجريته في مختبر 23-andMe الأمريكي كانت نتيجته أن الإنسان القديم الذي أنحدر منه يعود تاريخه في شمال افريقيا إلى 48000 سنة , و هذه الفترة الممتدة من 40000 سنة إلى ما قبلها تسمى العصر الحجري القديم .

و بالرجوع إلى بعض الأبحاث الأجنبية الميدانية وجدنا آثار ذلك الإنسان القديم في مزاب , و حين تجتمع الأدلة الجينية و الأركيولوجية تكون الموثوقية في أجلى صورها العلمية لا الحكواتية .

يقول بيار روفو انه وجد على بعد13 كلم من غرداية في طريق المنيعة أدوات ترجع إلى العصر الحجري القديم و أخرى تعود إلى الحجري الوسيط القفصي

À côté de cet ensemble moustérien archaïque et moustérien évolué (atérien), qui ne diffère en rien de ce que l'on retrouve habituellement dans l'Afrique du Nord et dans le Sahara j’ai recueilli tout un groupe d'instruments de petite taille....... " Pierre Roffo (Note sur les civilisations paléotithiques du Mzab) 5

Icon 09

و يذكر بيار روفو أدوات متعددة وجدها في مزاب كانت تستعمل من الإنسان الحجري الموستيري من كاشطات و أقراص و شفرات....

و الانسان الموستيري هو الذي عاش في العصر الحجري القديم ما قبل 400 قرن

L'outillage de type de moustérien de cette station qui comprend 161 instruments en silex est composée de pointes unifaces, de racloirs, de grattoirs, le de disques, de lames, de burins, d'un grand nombre de nucléi et d’éclats de taille et enfin d'un certain nombre de silex de petite taille (formes aberrantes) 7

صورة من كتاب  : (ABONNEAU. (PREHITOIR DU M'ZAB

و أخرى ملتقطة من نتيجة فحصي الجيني للانسان الذي أنحدر منه و الذي عاش في شمال افريقيا منذ 48000 سنة

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصل المزابيين 34: العصر الحجري في مزاب الأدوات الحجرية

أصل المزابيين 34: العصر الحجري في مزاب الأدوات الحجرية

Icon 09


معالم العصر الحجري لمزاب الذي يرجع إلى 400 قرن تتمثل في الأدوات الحجرية المستعملة من الانسان البدائي كالفؤوس الحجرية و الكاشطات و المثاقب... ثم تتمثل في النحوت و الرسوم على الأحجار لمختلف الأشكال لا سيما صور الحيوانات هناك دراسات ميدانية تحليلية قام بها باحثون غربيون , و تعرضنا هنا بخصوص الأدوات الحجرية إلى بحث pierre roffo الذي قال فيه أنه وجد عدة محطات في مزاب ناحية حمادة و نومرات و العطف - تجنينت - و بني يزجن.... بها آثار الإنسان الحجري القديم و يستخلص أن حياة العصر الحجري القديم العلوي و الأوسط منشرة على نطاق واسع في مزاب و أن الصناعات الحجرية المكتشفة في مختلف المواقع هي ذات أشكال صحراوية , كاشطات , رؤوس سهام , مثاقب...

 

D'après l'étude de ces stations il ressort, de façon indubitable, que le Paléotithique moyen et supérieur, est largement représenté dans le M’zab.

Nous pouvons constater que dans cette région les industries lithiques, son faciès nettement saharien, tant par leur patiner désertique que par les ensembles qu’elles forment, ensembles que l'on retrouve habituellement dans le Sahara .

 

-------------------------------------------

بقلم  Med EL Berriani

أصل المزابيين 35: العصر الحجري النقوش والرسوم الصخرية

أصل المزابيين 35 العصر الحجري النقوش و الرسوم الصخرية

Icon 09


دراسة علمية ميدانية قام بها الباحث ABONNEAU  بعنوان :  PREHISTOIRE DU M'ZABاستعرض فيها أنواع النقوش و الرسوم التي وجدها في بلاد مزاب ذات خصائص العصر الحجري لبشر و محاربين و خطوط هندسية و حيوانات لا سيما حيوان الزرافة قال :

45 l'autruche reste un animal largement représenté pour toutes les périodes de la préhistoire et de la protohistoire maghrébine et saharienne , il n'est donc pas surprenant de la voir figurer dans la chebka .

 

و كذلك لجواميس و أسود و غزلان... فهل هذا يدل على مناخ رطبي قبل أن تصاب المنطقة بالتصحر

و توصل الباحث إلى أن كثرة من تلك الرسوم و النحوث تعود إلى الفترة الليبية البربرية , فالمغرب الاسلامي كان قديما قبل نشأة الممالك الأمازيغية للنوميد و المور يسمى كله ليبيا

67 La caractéristique première des gravures de la période libyco-berbère est leur grand nombre .

94 Dans le m'zab une représentation d'autruche a été recensée parmi les gravures de la période libyco-berbère 

 

Icon 09

صورة لكتاب أبونو و أخرى لرسم صخري لجاموس في ناحية واد البير ببريان

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصل المزابيين 36: بربر الصحراء لم يعرفوا الاستعمار الوندالي والبيزنطي

أصل المزابيين 36: بربر الصحراء لم يعرفوا الاستعمار الوندالي والبيزنطي

Icon 09


تكلمنا قليلا عن حال بربر الصحراء الجيتول في ظل الاستعمار الروماني , و أن الرومان أقاموا أبراجا و نقاط تفتيش و صلت إلى شمال الأغواط لعزلهم في الصحراء و ثنيهم عن مساعدة إخوانهم من أمازيغ النوميد و المور للثورة , و رغم ذلك الطوق العسكري الروماني تمكن بربر الصحراء من الإلتحاق بجيش يوغرطة و تاكفاريناس المقاومين للاستعمار الروماني , بل شكلوا قوة كبيرة في جيشيهما
و جاء الوندال و هي قبائل متوحشة انزاحوا من شرق أوروبا و احتلوها إلى غاية اسبانيا ثم نزلوا عبر مضيق جبل طارق إلى شمال افريقيا و قضوا على الهيمنة الرومانية و حلوا مكانهم
الأمازيغ آنذاك في زمن الوندال تبنّوا نوعا آخر من المقاومة و إثبات الوجود في أراضي أجدادهم و هي إنشاء ممالك أمازيغية في الداخل كمملكة الأوراس و مملكة الحضنة....
استمر الاستعمار الوندالي من 429م إلى أكثر من قرن و كذلك الاستعمار البيزنطي بعده بنفس المدة تقريبا
كل هذا وقع في مدن الساحل و الشمال و لا علاقة له بالصحراء , فالصحراء ظلت بمنأى عن كل الاحتلالات الفنيقية و الرومانية و الوندالية و البيزنطية .
تاريخ مزاب آنذاك هو من عموم تاريخ الجيتول الممتدين من تخوم جدابيا و خليج سيرت إلى الساقية الحمراء , الشيء الوحيد الخاص هو تسمية مزاب التي ترجعها المجلة الافريقية الفرنسية الى الفترة الوندالية و قالت ان أصل تسميتهم هي زابوني و أنها قبيلة من الجيتول انتقلت في العهد الوندالي من الحضنة إلى جنوب الاوراس و أطلقت تسمية الزاب على الأراضي الخصبة التي استوطنتها
و ذكرها الامبراطور الروماني هونوريوس ضمن الشعوب الافريقية باسم مزاب


Dès avant Constantin, vivait dans
le Hodna, une tribu Gétulienne nommée Zabunii. Vers le
temps des Vandales, cette tribu se porta vers l'est, conquit les
bassins des Choit et leur donna le nom de Zab. (3) "Un peu avant
les Arabes, Honorius la citait parmi les peuplades africaines
de Musubei (Mozab) une des formes du nom originaire, et ce
fut sous cette forme, qui se substitua définitivement aux autres,
que ce peuple fut connu par les musulmans (4).
Avec les Mozab ou peu après apparurent au sud de l'Auras,
un grand nombre de tribus de même origine, c'est-à-dire Getuliennes ou Zénètes,


منقول من revue africaine من المكتبة الوطنية الفرنسية BNF صفحتي 473 -474
و هذا يدل على أهمية المراجع اللاتينية والغربية عموما في دراسة تاريخنا البربري القديم للبحث و المقارنة مع ما جاء في المراجع العربية المتأخرة.

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصل المزابيين 38: متى سكن البربر في الصحراء

أصل المزابيين 38: متى سكن البربر في الصحراء

Icon 09

من خلال الآثار الأركيولوجية من أدوات حجرية مستعملة و نقوش و رسوم صخرية فإنه لم يعد هناك شك في أن الصحراء و منها مزاب كان فيها سكان منذ العصر الحجري القديم أي ما قبل 400 قرن.

أما إذا رجعنا إلى التاريخ السردي فإننا نجد المؤرخين الرومان القدامى قد كتبوا قليلا عن الصحراء و سكانها أمثال Strabonو Pomponius...وهؤلاء حسب ما ينقل عنهم ستيفان قزال في كتاب " تاريخ افريقيا الشمالية " في غير ما موضع أن الرومان هم من تسبب في نزوح الكثير من البربر إلى الصحراء بعد تجريدهم من أراضيهم الخصبة في الشمال.

و لذلك انخرط بربر الصحراء الجيتول في المقاومات الأمازيغية للرومان خاصة مع يوغرطة و تاكفاريناس.

أما ابن خلدون فيذكر في مرات عديدة في كتاب " العبر و ديوان المبتدأ و الخبر " أن زناتة اندحرت إلى الصحراء بعد حروب قامت بينها و بين صنهاجة و كتامة, و يعتبر ابن خلدون هجرة بني مصاب بن بادين من الشمال الغربي إلى الصحراء من هذا القبيل.

وصف ابن خلدون قصور مزاب بدقة و قال :

"وسكانها لهذا العهد شعوب زناتة، وإن كانت شهرتها مصاب "

و يذكر كذلك أن بني هلال قد غلبوا زناتة على الزاب و تسببوا في هجرتهم نحو الصحراء و مناطق أخرى.

هذا عن البربر عموما , أما البربر الإباضية فبالإضافة إلى ما سبق أزاحهم عن بلاد الجريد و عن بعض نواحي جربة و جبال دمّر.... إلى الصحراء المعز بن باديس الصنهاجي الموالي للعباسيين وعن الزاب حماد بن بلكين عامل الدولة الحمادية على الزاب.

الخلاصة أن من سكان مزاب من يرجع أصله إلى إنسان العصر الحجري و أمازيغ الجيتول و منهم من التحق بهم بعد هجرات اضطرارية في زمن الرومان وبعد الإسلام.

بقلم  Med EL Berriani

أصل المزابيين 40 : من الحضارة القفصية إلى البربرية الاباضية

أصل المزابيين 40 : من الحضارة القفصية إلى البربرية الاباضية

Icon 09

كثيرا ما يتساءل المهتمون عن الحلقة المفقودة في تاريخنا .

أعتقد أنه لا توجد أية حلقة مفقودة على الأقل منذ العصر الحجري الوسيط المسمى بالحضارة القفصية إلى عصرنا الحالي.

المؤرخون و اعتبارا لمعطيات أركيولوجية و جينية يعتبرون إنسان العصر الحجري الوسيط الذي عاش في الصحراء وكل ربوع شمال افريقيا قبل أكثر من 90 قرنا هو سلف الإنسان النيوليثي الذي هو سلف الإنسان البربري.

قال مثلا جبرييل كامبس عن أناس العصر الحجري الوسيط المصطلَح على تسميتهم بالقفصيين أنهم أول المغاربة دون تهور على رأس الخط البربري قبل 9000 سنة.

les premiers Maghrébins que l’on peut, sans imprudence, placer en tête de la lignée berbère. Cela se situe il ya quelque 9000 ans.

G. Camps : Encyclopédie berbère .10

و يؤكد الباحث PIERRE ROFFOمن خلال بحثه الميداني

NOTE SUR LES CIVILISATIONS PALEOTITHIQUE AU MZAB

وجود معالم و آثار تلك الحضارة بمزاب فيقول :

D'après l'étude de ces stations il ressort, de façon indubitable, que le Paléotithique moyen et supérieur, est largement représenté dans le M’zab.13

تأتي بعدها المرحلة النيوليثية و تبلور الكيان البربري المحاذي للفراعنة المصريين

Les premières mentions des berbères, remontent à l’antiquité pharaonique . Camps... 01

هذه المرحلة البربرية الأولى في كل شمال افريقيا تسمى المرحلة الليبية Libyco berbere

و قد وجد الباحث ABONNEAU  وغيره آثار تلك الفترة الليبية كثيرة في مزاب , فيقول في كتابه :

PREHISTOIRE DU MZAB :

La caractéristique première des gravures de la période libyco-berbère est leur grand nombre .67

ثم تأتي مرحلة الأمازيغ الجيتول أي الصحراويين و علاقاتهم مع الأمازيغ النوميد و أوضاعهم مع الرومان و مناصرتهم يوغرطة و تاكفاريناس و حنيبعل... في حروبهم ضد الرومان ..

ثم مرحلة الإسلام و تبني مذهب المعتزلة , و أخيرا تبني الإباضية الفرسطائية الإجتماعية التربوية علي يد الإمام أبي عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي و تلامذته العلماء .

فهذه خمسة مراحل متواصلة لا توجد بينها حلقة مفقودة و إنما يوجد قلة بحث أو إهمال لبعض المراحل وتركيز على بعضها.

بقلم  Med EL Berriani

أصل المزابيين 41 : معالم الحضارة الأمازيغية

أصل المزابيين 41 : معالم الحضارة الأمازيغية

Icon 09

كانت القبائل الصحراوية الأمازيغية المسماة عند المؤرخين القدامى بالجيتول تشتغل بالرعي و كانت تقتحم أراضي الهضاب الخصبة الممتدة ما بين جبال الأطلس التلي و جبال الأطلس الصحراوي بمواشيها و خيولها , مما أزعج الرومان فأقاموا سلسلة من القلاع و الأبراج لمدافعة الجيتول وصلت إلى جبال مسعد التي أنشأوا بها قلعة DIMMIDI,و كانوا كذلك ينتزعون أراضي النوميد و يجبرونهم على النزوح نحو الصحراء و التحول إلى نمط الحياة الجيتولية الصحراوية و من بقي من النوميد أنهكتهم بالضرائب . أنظر جمال مسرحي (المقاومة النوميدية للاحتلال الروماني في الجنوب الشرقي الجزائري) 16

و يذكر الدكتور محمد العربي عقون أن الرومان أقاموا خط الليمس للمراقبة العسكرية ممتدا من جنوب الأوراس إلى مسعد لمراقبة بربر الصحراء و منعهم من دخول أراضي الشمال . ( الاقتصاد و المجتمع في الشمال افريقي القديم ) 103

و هذه السياسية العزلية ساهمت بشكل كبير في استمرار حياة البداوة و عدم الاستقرار لأمازيغ الصحراء .

هل أسس بربر الشمال و بربر الصحراء حضارة بمختلف ملامحها و معالمها السياسية و العسكرية و الاقتصادية و العمرانية و الدينية و القانونية و الأدبية و الفنية.

بقلم  Med EL Berriani

رابط المنشور

أصل تسمية بريان

c 7أصل تسمية بريان:

اختلف المؤرخون في أصل تسمية بريان إلى ثلاثة آراء:

أ‌-  نسبة إلى بئر ريان: قام ريان بن محمد بحفر بئر تقع بناحية الشهري (مابين غابة الصيقع والشهري([1]) فوجد فيها الماء الكثير فكان سبب عمارة بريان، ولهذا سميت بتلك التسمية.

واختلفت الروايات في أصل تسمية ريان بن محمد منهم من يقول أنه من عرش المذابيح أو من عرش الزناخرة كان يتولى أمور الماشية،([2]) وفي رواية أخرى إن ريان هو رئيس قبيلة أولاد يعقوب الذي سمح لمهاجري قصر لمبرتخ أولاد نوح والعفافرة بالاستقرار في المنطقة شريطة دفع تعويضات عن الأراضي التي يتم تشييد المدينة فوقها وعرفانا بالجميل سميت المدينة باسمه([3]).

ب‌-    نسبة إلى بريقان([4])((Beriganآت إبرقان: بمعنى أصحاب الخيم الصوفية، لأن كلمة إبرقان تعني في اللغة الأمازيغية: الخيمة الصوفية من الوبر أو من شعر الماعز.

ت‌-   "بر ريان"([5]): مكان كثير الماء مروي، غير عطشان.


)-عبد الرحمن بن عمر بكلي: فتاوى البكري، المطبعة العربية، غرداية1983م، ج2، ص380. [1](

)- محمد بن علي بن أبو حميدة هذه بلاد غرداية وعمارة واد مزاب وبلدانهم الذي كانوا فيها قبل مزاب، مخطوط، 945ه، ورقة 13-40[2](

) –بالحاج بن بنوح معروف: العمارة الإسلامية مساجد مزاب ومصلياته الجنائزية، ص:64. [3](

)[4]( -AVEZAL : etude Geographie Critique ;paris ;1836 ;p25.

) –اطفيش أمحمد بن يوسف القطب: الرسالة الشافية، ط حجرية، ص30.[5](

 

المرجع : بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص19 الى 20

 

أصناف التمر بواد مزاب

أصناف التمر بواد مزاب(1)

Icon 09

يمكن تصنيف التمر في مزاب في ثلاث مجموعات بكورة حيث يكون النضج متباعدا لما يقرب من العشرين يوما. ولدينا حوالي 37 صنف من التمور. قسمت حسب النضج إلى:

الأصناف الباكرة:

شِيخْ اَمْحَمَّدْ – عمَّاري – تَدْمَامْتْ – بَايْدِير – نَاصَرْ اُو صَالَحْ – اصْبَاعْ لَوْصِيفْ – عبّاد – إِغَسْ أُوتْشِيضَنْ (الغرس).

الأصناف الموسمية:

أُوعْرُوسْ – أُوعُوشْتْ – بٍيضْ لَحْمَامْ – سَبْعَة بَدْرَاعْ – لِيتِيمْ – تَاتِيوْتْ اَنُّوحْ – تِيمُّوبْشَرْتْ – تَمْجُوهَرْتْ – اَدَّالَتْ – أُوتَقْبَالَا – تَاكَرْنَنَّايْتْ – تَنَصْلِيتْ – إِغَسْ اَليِتِيمْ – تَفِزِوِينْ – تَازَرْزَايْتْ – تَامَزْوَارْتْ نَتْلَاتْ – تَازُوقَّاغْتْ – تَاوْرَغْتْ – أَغَمَّا نَلْجَنَّتْ – إِغَسْ نُودْجُّوجَنْ – عْلِي اَوْرَاشَدْ – تَاكَرْمُصْتْ – دَقْلَتْ نُورْ – كَاسِي اُومُوسَى.

الأصناف المتأخرة:

تَاودَّانْتْ – بَابَاتِي – أُوكْسَبَّا – أَكَرْبُوشْ – طَمَّاعْ لَخْمَامْسَه.

يمكن القول إن النضج يتدرج خلال شهرين بين أكتوبر وديسمبر حسب السنوات.

---------------------------------

(1) كتاب نخلة التمر يوميات يرويها عاذق. نورالدين بن سعدون، نورالدين بولحواط. ص71.

المصدر  nir-osra.org

أصول المزابيين 1: رافد بني مصاب

أصول المزابيين 1: رافد بني مصاب

Icon 09

ذكرنا سابقا أربعة روافد بربرية رئيسية يتشكل منها بنو مزاب , و لنفصل قليلا بشأن كل رافد , و لنبدأ ببني مصاب الذين يذكر المؤرخون أنهم انتقلوا من الشمال إلى الوادي و سكنوا مع إخوانهم الزناتة هناك , و ابن خلدون يقول بأن سبب انتقالهم إلى الوادي هو حروبهم مع كتامة و صنهاجة من جهة و مع بني هلال من جهة أخرى , أنظر ابن خلدون : العبر ج7ص128

و لكن بادين له أربعة أبناء مصاب أو مزاب , و عبد الواد , و زردال , و توجين , و اقتصرت الهجرة على أبناء مصاب -مزاب- دون بني عمومتهم الذين لا يزالون في الناحية الغربية و المغرب ؟

و يذكر الشيخ ابراهيم متياز أن بني مصاب بن بادين هم الذين أتوا بالأسلوب المعماري , أما قبلهم فكانت هناك أكواخ و دور بسيطة و قرى كثيرة صغيرة أمثال تلزضيت أقنوناي بوكياو تمزارت تفيلالت تيضفت مّومّو...

و هو ما أكده إبن خلدون من قبله إذ قال في قصورمزاب :

"و هذا الإسم للذين اختطوها و نزلوا بها من شعوب بادين... و سكانها لهذا العهد شعوب زناتة و إن كانت شهرتها مصاب " العبر ج7ص123 و ابن خلدون متوفى سنة 808 هـ حتى نفهم معنى قوله : لهذا العهد .

و يقول الشيخ متياز إن كثيرا من بني بادين قد تركوا الوادي بعد قيام دولة يغمراسن بن زيان في تلمسان إثر سقوط الموحدين و رجعوا إليها أي إلى تلمسان , لأن الدولة الزيانية قامت بسواعد بني عبد الواد أي أبناء عمومة بني مصاب أو مزاب .

و قويت الدولة الزيانية و امتدت في بعض فتراتها من حدود الزاب إلى نهر ملوية بالمغرب .

-------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 10: رافد الزاب وغيره من المناطق بعد حملة بني هلال

أصول المزابيين 10: رافد الزاب وغيره من المناطق بعد حملة بني هلال

Icon 09

لما أعلن المعز بن باديس ولاءه للعباسيين و اضطهد الشيعة في كل نواحي شمال افريقيا التي احتلها الفاطميون و تنكر للخليفة الفاطمي في مصر عاقبه هذا الأخير بأن أرسل جحافل الهلاليين من صعيد مصر عبر دفوعات متتالية , و بذلك حقق الفاطميون في مصر هدفين :

-التخلص من الهلاليين المفسدين في صعيد مصر .

-الإنتقام من صنهاجة و المعز بن باديس الذي تنكر لهم و أعلن ولاءه للعباسيين ,

قال ابن خلدون :

"و تقدموا إلى البلاد و أفسدوا السابلة و القرى و سرح إليهم المعز جنوده فهزموهم.... و طال عبثهم في البلاد و إضرارهم بالرعايا إلى أن خربت إفريقية (أي تونس) " العبر 1633 pdf

"و غلبوا صنهاجة و زناتة على ضواحي افريقية و الزاب " العبر 1562 pdf

و نتيجة لذلك تراجعت زناتة من الزاب و من مناطق أخرى إلى الصحراء و الواحات , قال ابن خلدون : " و كانت تخوم زناتة منذ أن غلبهم الهلاليون على افريقية (تونس) و ضواحيها أرض مصاب ما بين صحراء افريقية و صحراء المغرب الأوسط و بها قصور اتخذوها فسميت باسم من ولي خطتها من شعوبهم " العبر 1565 pdf

و قال : " و غلب الهلاليون قبائل زناتة على جميع الضواحي و أزاحوهم عن الزاب و ما إليه من بلاد افريقية و انشمر بنو واسين هؤلاء من بني مرين و عبد الواد و توجين عن الزاب إلى موطنهم بصحراء المغرب الأوسط من مصاب و جبل راشد إلى ملوية و فيكيك " 1836 pdf

و ذكر ابن خلدون في فقرات أخرى أن من أهل الزاب من انزاح إلى واركلان .

و الذي نطرحه كفرَضية Hypothèseللبحث أن الإباضيين من زناتة الزاب انزاحوا إلى مزاب و وارجلان أو واركلان , و غير الاباضية منهم قصدوا مناطق اخرى في الصحراء و جبل راشد و المغرب الأقصى...

فقد كانت الكثير من زناتة الزاب إباضية و كان للعالم الاباضي سليمان بن يخلف المزاتي(ت471هـ) تلاميذ كثر فيه . أنظر سير الوسياني 448

و يتفق ذلك مع ما جاء في revue africaineمن المكتبة الوطنية الفرنسية إذ جاء فيها عن حملة بني هلال على الزاب و تفرق أهله في الصحراء و الواحات :

  mais bientôt ils finirent par envahir le Zab et en chassèrent les Zenata, malgré l'aide que ceux-ciavaient reçu des rois Maghraouiens de Tlemcen (vers 450 de l'hégire). A la suite de ce revers qui rompit leur ligue, les vaincus se dispersèrent; pendant que les uns se rejetaient dans l'Ouest et y restaient Nomades, les autres se réfugiaient dans les montagnes et dans les oasis du pays et s'y adonnaient à la vie sédentaire.

 

و هنا تأتي فرضية تسمية سكان المنطقة بآت ن زاب , و لكن مؤرخونا يرجحون قول ابن خلدون و مبارك الميلي و غيرهما أنها نسبة إلى مصاب بن بادين

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 11: نجدة مزاب لأهل وارجلان

أصول المزابيين 11: نجدة مزاب لأهل وارجلان

Icon 09

تكلمنا عن الروافد الفرعية التي تشكل منها مجتعنا المزابي , رافد بني مصاب بن بادين و رافد الرستميين الأريغيين و الوارجلانيين حسب المصادر العربية و أخيرا رافد الزاب حسب المصادر اللاتينية و الفرنسية , و قبل الحديث عن المكوّن الأساسي لمجتمعنا الذي هو المعتزلة الزناتة أحفاد الجيتول أصحاب القرى القديمة في الوادي : تلزضيت , أولوال , تيريشن , تفيلالت , بوكياو , تمزّارت....

قلت قبل الحديث في ذلك و الرجوع إلى تاريخ الجيتول وعلاقتهم بإخوانهم المور و النوميد و علاقتهم بملوك النوميد و وقوفهم مع يوغرطة في حربه ضد الرومان... يجدر بنا أن نذكر نقطتين تتعلقان برافد سدراتة و وارجلان

النقطة الأولى : تحول سوق سدراتة إلى مزاب , إذ كان السدراتيون مهرة في التجارة و كان لهم سوق تجتمع فيه سلع الأندلس و الجزائر و السودان الغربي , و بعد خراب سدراتة تحول ذلك السوق إلى مزاب , فكان المزابيون يتلقون السلع من كل تلك النواحي و يبيعونها لكل المتسوقين من الشمال و الجنوب , ثم بدأوا بعد ذلك في تسيير القوافل نحو الشمال و نحو السودان الغربي , ثم جاءت بعد ذلك مرحلة الإستقرار في الشمال في عهد الأتراك

النقطة الثانية : هجوم بني جلاب من تقرت على المتاجر الاباضية في وارجلان و قد طلب عزابة وارجلان النجدة من مزاب فذهبت إليهم جماعة من الفرسان و تمكنوا معا من صد الظلمة اللصوص , كان ذلك سنة 1756م . أنظر حمو أعزام " غصن البان في تاريخ وارجلان " 142

و قد نظم الشيخ الغرداوي أبو القاسم بن يحي المعاصر لتلك الأحداث قصيدة مما جاء فيها :

الحمد لله العظيم الشان... رب العباد الملك الديان

لما سمعنا مستغيثا بالندا... يا من يغيث أهل وارجلان

أعني ابن جلاب أتى بجيشه... لقتل عزابة وارجلان

جنوده مثل الجراد و الذبابْ... و النمل في الأعداد و الميزان

فرجعوا منهزمينْ كأنهم... سرب إذا طار من الغربان

فالحمد لله الذي قد هزم... جنود أهل الإفك و العدوان

.

.

صورة_لقصر_ملوك_بني_جلاب

-------------------------------------------.

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 12: البربر المعتزلة أصل ساكنة الوادي

أصول المزابيين 12:  البربر المعتزلة أصل ساكنة الوادي

Icon 09

تعود نشأة هذه الفرقة إلى واصل بن عطاء و هو شخصية ذكية سافر من المدينة إلى البصرة ليلزم حلقة الحسن البصري , و سئل مرة الحسن عن مرتكب الكبيرة أهو مؤمن أم كافر , فأجاب الحسن بأنه مؤمن عاص , فاعترض واصل و قال إنه في منزلة بين الإيمان و الكفر , فقال له الحسن إعتزلنا , فاعتزل و كوّن له أتباعا فسمّوا معتزلة

التسمية أطلقها عليهم خصومهم فهم يسمون أنفسهم أهل العدل و التوحيد , و لكنهم لم يرفضوها و يرون أنهم اعتزلوا الباطل مثل سيدنا ابراهيم الذي قال لقومه : " وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ " مريم 48

نشأة المعتزلة هي فكرية عقدية بالأساس و إن اشتهرت عنهم بعض الآراء السياسية , كانت البداية من حكم مرتكب الكبيرة ثم توسع الأمر إلى مباحث الصفات و القدر و مناقشة الزنادقة و اليهود و النصارى...

ما يهمنا الآن أن هذا المذهب انتشر بين البربر في شمال افريقيا لا سيما زناتة الذين هم أحفاد الجيتول , و ذلك راجع إلى واصل بن عطاء و عمرو بن عبيد اللذين أرسلا تلامذتهما إلى الآفاق لنشر المذهب

Icon 09

وفي ذلك يقول أبو القاسم البلخي (ت 327هـ) :” وفرَّق رسله في الآفاق يدعون إلى دين الله، فأنفذ إلى المغرب عبد الله بن الحارث، فأجابه الخلق " انظر: فضل الاعتزال، لأبي القاسم البلخي، ص: 66-67، ط: الدار التونسية للنشر، تحقيق: فؤاد سيد

ولما انتشر المذهب الاعتزالي بين البربر أُعجب بذلك معتزلة المشرق، فقال شاعرهم صفوان الأنصاري :

له خلف شعب الصين في كــل ثغرة... إلى سوسها الأقصى وخلف البرابر

رجـال دعــاة لا يَفُـــلّ عـــــزيمَهـــم... تهكـــــم جبـار ولا كيــــــد ماكر

في الحلقة المقبلة سنبدأ الكلام عن تاريخ أجدادنا معتزلة مزاب ثم عن بعض آراء هذا المذهب المحترم ان شاء الله ثم نتعرض قليلا لتاريخ زناتة و الجيتول .

صورة لمقبرة المعتزلة بتجنينت و مقبرتهم بآت مليشت.

-------------------------------------------.

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 13: لماذا انتشر الإعتزال في البربر ومزاب

أصول المزابيين 13: لماذا انتشر الإعتزال في البربر ومزاب

Icon 09

يقال أن البربر كانوا قديما متساهلين في الدين فتجد في القبيلة الواحدة وثنيين و عبدة الشمس و إله المطر " أنْژار" و إلهة الإخصاب " تانيت " و لا تزال الكلمتان مستعملتين في مزاب , الأولى بمعنى المطر , و الثانية مفرد تانيت جمع تينيتين بمعنى أوجاع الحمل و تمام عملية الإخصاب la-fécondation 

و لم يكن يحصل أي تصادم بين أطياف الأمازيغ المتدينين المختلفة , و لكن عندما جاءت المسيحية ثم الإسلام بدأ التصادم ما بين البربر أنفسهم و مع غيرهم لأن الدين أصبحت له أبعاد سياسية و اقتصادية و مذهبية .

فلما استغل الباباوات في روما المسيحية لتقديم رجالات الكنائس كلهم من الروم إلا القليل النادر و تبنوا أفكار الغزو و النهب و استعباد البشر... ثار البربر على هذه النوعية من المسيحية و تبنوا مسيحية بربرية أسسها المفكر دونات , و عاب الدوناتيون على الكنيسة الرومية العنصرية في التعيينات الكنسية و استرقاق البشر و نهب أموالهم....

و قد تكلم الشيخ متياز عن مغارات و دهاليز كثيرة في مزاب كان يأوي إليها الفارون المؤمنون بعيسى عليه السلام .

و بالفعل هناك مثلا من تلك المغارات المعروفة إلى اليوم : أغژو ن لوس , أغژو ن كاسي , أغژو ن فيغر........

و ربما يكون الفارون مسيحيين دوناتيين فروا من اضطهاد الرومان الكاثوليك .

و لماذا اعتنق البربر لاسيما الزناتيون الإعتزال عند مجيء الإسلام ؟

يبدو أن ذلك لسببين :

-السبب السياسي : و ذلك أن المعتزلة يرون وجوب الخروج على الحاكم الجائر إذا غلب على الظن نجاح الثورة عليه

-السبب الفكري : اتسام مذهبهم بالحرية الفكرية و استعمال العقل , و البربر عشاق الحرية .

سيأتي الكلام عن هاتين النقطتين في مذهب الإعتزال ان شاء الله

صورة " أغژو ن فيغر" بناحية بنورة

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 14: المعتزلة في مزاب لماذا

أصول المزابيين 14: المعتزلة في مزاب لماذا؟

Icon 09

من الملاحظ أن البربر قديما كانوا عندما لا يتلاءم الدين المطروح مع الحرية و العدل ينبذونه و يثورون عليه فلذلك انخرط الكثير منهم في الحركة الاباضية و الصفرية و الاعتزالية كتمرد على نوعية التدين الرسمي الذي كرسه البعض لتشريع الاستبداد و الإستئثار بالحكم بدعوى القرشية و الجبرية و طاعة أولي الأمر بالإطلاق...

من البربر من اختار الاعتزال و هو مذهب يعتمد على خمسة أصول : التوحيد , و العدل , و المنزلة بين المنزلتين , و الوعد و الوعيد , و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .

و من أحسن من توسع في شرحها بلغة سلسة و منصفة أحمد أمين في ضحى الاسلام . موجود  pdf

و يبدو أن البربر تأثروا أكثر بأصلي العدل , و الأمر و النهي .

في العدل قالوا إن الانسان يخلق أفعاله بنفسه و هو مسؤول عنها و ليس مجبرا على شيء .

"إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا ۚ "

و هذا لا يناسب الحكام الجورة الذين يشيعون عقيدة الجبر و أن حكمهم قضاء و قدر لقتل روح الثورة في النفوس .

و في هذا السياق قال المعتزلة بالتحسين و التقبيح الذاتيين , أي أن العقل يدرك بنفسه حسن الأفعال و قبحها و أن الرسل كانوا يحركون العقول فقط , فالحسن ما حسنه العقل و يكون الثواب عليه و القبح ما قبحه و يكون العقاب عليه

و ربما سيرة " أصلاح نتمجيدا " قديما في مزاب كانت من بقايا المعتزلة  (hypothèse)

أما في أصل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيرون وجوب الثورة على الحاكم الجائر إذا غلب على الظن نجاح الثورة عليه و إقامة حكم عادل و لا يجوز الركون إلى الظلمة .

هذه الأفكار العقلانية التحررية لعلها هي التي استهوت البربر كما استهوتهم الدوناتية في الفترة المسيحية .

-------------------------------------------.

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 15: بعض أفكار المعتزلة مذهب الزناتيين

أصول المزابيين 15:  بعض أفكار المعتزلة مذهب الزناتيين

Icon 09

حسب الشيخ متياز فإن الذي جاء بمذهب الاعتزال إلى مزاب هو زيد بن سنان الزناتي في القرن الثاني الهجري , و كنا قد ذكرنا بعض الآراء التحررية للمعتزلة في الفكر و السياسة , و لكن التاريخ يحكي أنهم لما سادوا أيام المأمون اضطهدوا مخالفيهم و سجنوا العلماء المخالفين لآرائهم عكس الاباضية الذين فسحوا المجال للجميع أيام الدولة الرستمية .

قال ابن الصغير المالكي الذي عاش فترة الدولة الرستمية : " و من أتى إلى حلق الاباضية من غيرهم قربوه و ناظروه ألطف مناظرة و كذلك من أتى من الإباضية إلى حلق غيرهم كان سبيله كذلك " أخبار الأئمة الرستميين 102

و في السياسة اختلفوا في شرط القرشية لتولي الحكم بينما الاباضية رفضوه بالإجماع إلا كمرجح بين المترشحين إذا تساوت الكفاءات .

و يشتهر المعتزلة بالتشدد في قبول الحديث و يسخرون من بعضها و يرون أنها مختلقة و لو قيل عنها أنها صحيحة الإسناد , خاصة ما يرونه منافيا للعقل , فالعقل عندهم بالمقام الأول , لما سمع الجاحظ مثلا حديث أن الحجر الأسود كان أبيض فسوّده المشركون , قال ساخرا : لماذا إذن لم يبيضه المسلمون بإسلامهم.....

و رفضوا جميع معجزات الرسول (ص) المذكورة في الأحاديث كنبع الماء من أصابعه (ص) و حنين الجذع... و قال بعضهم إن المعجزة الوحيدة للاسلام هي البلاغة القرآنية , و بعضهم رفض فكرة الإعجاز البلاغي و قال إن معجزة القرآن هي الصرفة , أي أن الله صرف الناس عن محاكاته.

و رفضوا فكرة كرامات الأولياء رفضا مطلقا .

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 16: سبب إقبال زناتة على المعتزلة في مزاب

أصول المزابيين 16:  سبب إقبال زناتة على المعتزلة في مزاب

Icon 09

قال ابن حوقل : " زناتة و مزاتة قبيلتان عظيمتان الغالب عليهم الاعتزال " صورة الارض 94

الحديث عن المذهب الإعتزالي يطول , و المذاهب اجتهادات بشرية , و في كلها إيجابيات و سلبيات , و لكن المعتزلة من المذاهب التي ظُلمت و افتُري عليها كثيرا .

لعل من إيجابياتهم :

 1 تشجيع الخليفة العباسي المأمون على ترجمة كتب اليونان و الرومان و الفرس , فكان المأمون يعطي لكل مترجم وزن الكتاب المترجَم ذهبا .

 2  تركيز منهج استخدام العقل و النقد و نسبية المعرفة و الحد من النرجسية و ادعاء احتكار الحقيقة المطلقة

3محاربة المذهب الجبري الذي يزرع فكر الإستسلام للظلم و الاستبداد و الفقر و الجهل بدعوى أن ذلك مقدَّر و مكتوب .

4    مناقشة و تفنيد أفكار الزنادقة الذين أسلموا و لكن لم يتخلوا كلية عن مواريثهم الدينية السابقة مثل المنوية و الديصانية و الملاحدة , و الرد على شبهات اليهود و النصارى , و قد تركوا في ذلك مؤلفات قوية مثل كتاب الجاحظ " الرد على النصارى" و كتاب القاضي عبد الجبار " تثبيت دلائل النبوة " الذي قال فيه الذهبي : لم يؤلف مثله في بابه .

 5 تفسير الكشاف للزمخشري الذي لم يؤلف مثله في التفسير البلاغي و كل التفاسير القديمة و الحديثة هي عالة عليه في استخراج أوجه البلاغة .

لكن ما حظ البربر من كل هذا ؟

من الغريب أن قبيلة زناتة العريقة في البداوة تتبنى هذا المذهب !!!

ربما الأصل السياسي للمعتزلة في وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الثورة على الحكام الظلمة هو ما جعلهم يقبلون على هذا المذهب .

نطوي ملف المعتزلة كمذهب لنشرع في الكلام عن زناتة ثم البربر الجيتول ثم العصر الحجري لمزاب ان شاء الله

 

-------------------------------------------.

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 17: زناتة مزاب بدو بسطاء

أصول المزابيين 17: زناتة مزاب بدو بسطاء

Icon 09

لما كلّف العالم الجربي التونسي فصيل بن أبي مسور تلميذه أبو عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي بإعداد نظام تربوي اجتماعي ينخرط فيه من بقي من أتباع المذهب عوضا عن نظام الإمامة , اعتكف في تقيوس أربعة أشهر يخطط , و لما انتهى من وضع ملامسه رأى أن يشرع في تطبيقه بوادي أريغ , و رأى أن الناس هناك أرق أفئدة و أنقى سرائرا , و بالفعل هُيّئ له غار تينّيسلي بقرية تيجديت التي تسمى الآن بلدة اعمر فشرع في التدريس و تكوين أسس الحلقة العلمية و الأنظمة الإجتماعية .

وكان يذهب في الربيع رفقة تلامذته و مواشيه إلى وادي مزاب , و ينشر أفكاره بين الزناتة المعتزلة , وكان يبسّط لهم العلم , عكس المعتزلة الذي هو مذهب نخبوي لا يفهم تجريداته العقلية إلا القليل .

ويذكر الشيخ متياز أن أهل قرية بوكياو كانوا الأكثر استماعا له , و أنه لقي صعوبات في قرى أخرى حتى أن الشيخ بابا السعد المتأثر بأفكاره وُجِد مقتولا في قرية تيضفت .

و يظهر لنا أن الناس هناك تطوروا من حياة الترحال إلى الاستقرار ومن سكن الغيران ثم الخيام ثم الأكواخ إلى بناء قرى و دور و أسوار .

و يروي الدرجيني عن كيفية تبسيط الفرسطائي للدين بتركيز فتاواه عن طريق ضرب أمثلة محسوسة من الواقع الصحراوي البدوي بعيدا عن الأفكار التجريدية للمعتزلة القصة التالية :

"ذُكر أن سائلا منهم سأله ما تقول في حلال خالطه الحرام أيوكل منه ؟ قال : ما ترى في حجر دخله جربوع و دخلته حية , كلاهما بمرأى منك, أتدخل فيه يدك طلبا للجربوع ؟ قال : لا أفعل مخافة الحية ,قال : وكذلك ما سألت عنه " الدرجيني الطبقات 1/184

صورة لبقايا قرية تلزضيت

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 18: زناتة البربرية

أصول المزابيين 18: زناتة البربرية

Icon 09

البربر ينقسمون إلى قبائل شتى , و مزاب باتفاق المؤرخين أغلبهم من قبيلة زناتة , فمن هم البربر أوّلا ؟

البربر شعب قديم في شمال افريقيا , لكن كل من هب و دب يتكلم في أصولهم , و يريد أن يبتر أصالتهم في أرض شمال افريقيا , فقيلت في أصولهم حكايات و حكايات من باب التكتيك الإيديولوجي و الإحتواء و الإستيعاب , فقيل أنهم من اليمن , أنهم من الشام , أن النبيء داود طردهم من الشام و من فلسطين بالذات , و من هنا جاءت حكاية موهابيت , أنهم هربوا من الشام بعد مقتل جالوت , أن بني إسرائيل أخرجوهم من هناك بعد مقتل جالوت , و على غرار موهابيت قال من قال إنّ أجلّيد أو أڤلّيد جاءت من جالوت , و من ذلك القبيل قال بعض المروِّمين إن البربر من إيبيريا , كل ذلك بسبب التشابه في بعض الحروف , و قالوا أنهم من ولد إبراهيم عليه السلام , و أن أفريقش العربي غزا بهم إفريقيا و أسكنهم فيها , و أنهم قبائل مختلفة من حِمْيَر و مضر و كنعان , و أنهم من نسل العماليق...... و ما إلى ذلك من الحكوات الغريبة.

قال عبد السلام بن ميس : " الطريق نحو الحسم في هذه المسألة أصبح يتضح أكثر فأكثر , فمن المؤكد اليوم أن العنصر الأمازيغي ينحدر من العنصر الليبي القديم الذي سكن شمال افريقيا منذ أزل غير معروف " المؤلف (مظاهر الفكر العقلاني في الثقافة الأمازيغية القديمة " 25

و كثرة من المؤرخين يقولون إن إنسان العصر الحجري الوسيط المعروف بالإنسان القفصي انحدر منه البربر. أنظر مثلا العربي عقون (الامازيغ عبر التاريخ) 64

و قال جبراييل كامب : " تظافرت ببساطة معطيات علم اثار فجر التاريخ و الاشارات المستخلصة من النصوص القديمة مما يسمح بوضع المور دون صعوبة في البربرية الغربية ما بين المحيط و الملوية , و النوميد الماسيسيل في البربرية الوسطى الى الوادي الكبير و النوميد الماسيل في البربرية الشرقية باستثناء اقليم قرطاج و اخيرا الشعوب البدوية من جيتل و قرامنت في السهوب و المناطق الصحراوية " . جبراييل كامب ترجمة العربي عقون (ماسينيسا أو بدايات التاريخ) .191-192

خريطة بارباريا القديمة تبين مواطن البربر من نوميد و مور و جيتول

--------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 19: زناتة بنسبة مهيمنة

أصول المزابيين 19: زناتة بنسبة مهيمنة

Icon 09

ذكرنا سابقا أربعة روافد رئيسية تشكل منها المزابيون

-الجيتول القدامى الذين يمتد موطنهم من تخوم أجدابيا إلى الساقية الحمراء و هؤلاء هم أسلاف زناتة .

-النازحون من الزاب , و وركلان أو وارجلان , و بنو مصاب بن بادين من الناحية الغربية هؤلاء جميعا زناتيون .

لكن التسمية مالت إلى هذا المكوّن الأخير و تحرفت قليلا من بني مصاب إلى بني مزاب .

يذكر ابن خلدون شعوب زناته من مغراوة و بني يفرن و جراوة و بني يرنيان... و واسين و بني تيغرست و بني مرين و توجين و بني عبد الواد و بني راشد " العبر  1803 pdf

ثم يذكر ابن خلدون أن من نسل واسين بادين بن محمد و من أبناء بادين مصاب (مزاب) . العبر 1835

و بنو بادين هؤلاء هم الذين جاؤوا بالهندسة المعمارية إلى مزاب , فالمعتزلة من أحفاد الجيتول كانوا من قبل يسكنون الأكواخ و بعض الدور البسيطة في قرى صغيرة .

لكن أغلب زناتة الآن مستعربون بل إن منهم من يدعي أنه من العرب الأشراف المنتسبين للرسول (ص) و علي (ك) مثل بني بادين و بني راشد و من هنا قال من قال إن الهندسة المعمارية أتى بها الأدارسة الأشراف

قال العربي عقون :

"لقد امتدت حركة الاستعراب بين قبائل الأمازيغ الرحل و خاصة الزناتيون إلى درجة أننا لا نكاد نجد اليوم إلا القليل من اللهجات الزناتية البدوية مثل اللهجة التي يتكلمها بعض سكان الونشريس أو واحات الصحراء الشمالية مزاب " المؤلف (الأمازيغ عبر التاريخ) 58

-----------------------------------------------

بقلم Med EL Berriani

أصول المزابيين 2: رافد بني مصاب بن بادين

أصول المزابيين 2: رافد بني مصاب بن بادين

Icon 09

ذكرنا سابقا أربعة روافد بربرية رئيسية يتشكل منها بنو مزاب , و لنفصل قليلا بشأن كل رافد , و لنبدأ ببني مصاب الذين يذكر المؤرخون أنهم انتقلوا من الشمال إلى الوادي و سكنوا مع إخوانهم الزناتة هناك , و ابن خلدون يقول إن سبب انتقالهم إلى الوادي هو حروبهم مع كتامة و صنهاجة من جهة و مع بني هلال من جهة أخرى , أنظر ابن خلدون : العبر ج7ص128

و لكن بادين له أربعة أبناء مصاب أو مزاب , و عبد الواد , و زردال , و توجين , و اقتصرت الهجرة على أبناء مصاب -مزاب- دون بني عمومتهم الذين لا يزالون في الناحية الغربية و المغرب .

و يذكر الشيخ ابراهيم متياز أن بني مصاب بن بادين هم الذين أتوا بالأسلوب المعماري , أما قبلهم فكانت هناك أكواخ و دور بسيطة و قرى كثيرة صغيرة لبربر زناتة معتزلة مثل : تلزضيت أڤنوناي بوكياو تفيلالت تيضفت مّومّو تيريشين موركي...

و هو ما أكده إبن خلدون من قبله إذ قال في قصورمزاب :

"و هذا الإسم للذين اختطوها و نزلوا بها من شعوب بادين... و سكانها لهذا العهد شعوب زناتة و إن كانت شهرتها مصاب " العبر ج7ص123 و ابن خلدون متوفى سنة 808 هـ 1406م حتى نفهم معنى قوله : لهذا العهد .

و يقول الشيخ متياز إن كثيرا من بني بادين قد تركوا الوادي و رجعوا إلى تلمسان بعد قيام دولة يغمراسن بن زيان سنة 1235م هناك إثر سقوط الموحدين , لأن الدولة الزيانية قامت بسواعد بني عبد الواد أي أبناء عمومة بني مصاب , فكلهم أبناء بادين .

و قويت الدولة الزيانية و امتدت في بعض فتراتها من حدود الزاب إلى نهر ملوية بالمغرب , و استمرت ثلاثة قرون و عشرين عاما حتى سقطت على أيدي الإسبان ثم جاء التدخل التركي و الحكم العثماني .

سنتكلم ان شاء الله عن المكوّنات البربرية الأخرى للمزابيين لاحقا .

قال مبارك الميلي في تاريخ الجزائر العام ج2 ص214 :

---------------------------

بقلم Med Berriane

أصول المزابيين 20: اللسان الزناتي و المزابي

أصول المزابيين 20: اللسان الزناتي و المزابي

Icon 09

للأمازيغ لغة قديمة تعرف بتمازيغت , و لها حروف التفيناغ التي ظل الثوارق محتفظين بها .

و الزناتية متغير من متغيرات الأمازيغية , اللغة الموحدة التي كانت مشتركة قديما بين أمازيغ التل و الصحراء .

قال ستيفان قزال : " العلاقات بين سكان مختلف المناطق شمال افريقيا قد تكونت من عهد مبكر , و انتشرت في جميع الجهات لغة واحدة , هي التي انحدرت منها اللهجات البربرية " ستيفان قزال (تاريخ شمال افريقيا) 43

لكن لا أظن أن بربر الصحراء أي الجيتول قد استعملوا لغتهم ثقافيا و لا حتى بربر التل النوميد .

فثقافة البربر القديمة كانت يونانية إغريقية ثم رومانية لاتينية , و هذه الثقافة الإغريقية انتشرت في بربر النوميد , فكان الفنيقيون و النوميد يتثقفون في جامعات قورينا الليبية و قايصاريا الجزائرية..... ثقافة إغريقية .

ذكر التاريخ الكثير من أسماء أعلام الأمازيغ الذين تخرجوا من تلك الجامعات مثل يوبا الثاني الملك المثقف و مثل ثيودورس الذي كان أفلاطون يقصده هنا في شمال افريقيا للتباحث معه حول قضايا و إشكاليات علمية .

ربما النصف جيتولي الوحيد الذي تثقف معهم هو أبوليوس الذي كان يقول : " أنا نصف جيتولي و نصف نوميدي " جبراييل كامب (ماسينيسا أو بدايات التاريخ ) 189 . و هو صاحب أقدم رواية في التاريخ مطبوعة اليوم " الجحش الذهبي "

و هو متعدد التخصصات العلمية حتى أنه كان له مخبر للمرايا لإجراء التجارب , فقد سبق ابن الهيثم في مقدمات الفيزياء البصرية .

هناك دراسة للسان زناتة المتفرع عن اللغة الأمازيغية و للمتغير المزابي في ضوء اللسان الزناتي هاهورابطها للمهتمين باللسانيات.

-------------------------------------------.

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 21: الصحراء بمنأى عن التأثيرات الأجنبية

أصول المزابيين 21: الصحراء بمنأى عن التأثيرات الأجنبية

Icon 09

عرفت شمال افريقيا استعمارات متتالية فنيقية و إغريقية و رومانية وندالية بيزنطية .

و ظل البربر السكان الأصليون يقاومون مختلف أنواع الاستعمار حربيا , و لكنهم دخلوا في تحالفات مع الفنيقيين القادمين من المشرق , غير أن ذلك لم يدم لأن الفنيقيين و البربر دخلوا أيضا في تحالفات انفرادية مع الرومان مما أساء العلاقة بين الطرفين البربري و الفنيقي , كما أن العقلية الفنيقية تحولت من أهداف تجارية إلى أطماع توسعية , هذا انتهى بمعركة زاما مابين جيش فنيقي بربري و آخر روماني بربري و انهزام قرطاج و استرجاع ماسنيسا لأراضي أجداده

و البربر تأثروا بالثقافة الاغريقية و الرومانية و الفنيقية , هذه الأخيرة تأثرت أيضا بالبربرية و تشكلت لغة بونيقية خليط من البربرية و الفنيقية , و يلاحظ وجود آثار لكتابات بكل تلك اللغات .

Icon 09

أما في الصحراء فلا أثر لأي تواجد عسكري أو سياسي أو ثقافي لتلك الإستعمارات , الثوارق ظلوا يكتبون بالتفيناغ البربرية , و هناك آثار لخطوط التفيناغ البربري دون الخطوط الأخرى في مزاب و لكن لا نعرف بالتحديد مدى انتشار استعماله , و لا ننسى أن بربر الصحراء أو ما يسميه الرومان بالجيتول بدو رحل تغلب عليهم الحياة البدائية , لم يؤسسوا ممالك و لا مدنا إلا قرى من أكواخ و دور بسيطة للمستقرين منهم و لم تنقل عنهم تأثّراث أو تأثيرات ثقافية .

نلاحظ في الصورة غير الملونة كتابة على ضريح في تونس بالخطين التيفيناغي و البونيقي , و نلاحظ في الصورة الثانية و الثالثة رموز خط التفيناغ ببريان ولاية غرداية ناحية إنفوسن و بالوح من كتاب اسماعيل لعساكر (بريان تاريخ و حضارة)

-------------------------------------------.

Icon 09

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 22: الميثولوجية البربرية آمون والكبش

أصول المزابيين 22: الميثولوجية البربرية آمون والكبش

Icon 09

قال الشيخ محمد علي دبوز:

"كانوا يعتقدون وجود اله يدبر هذا الكون، ولكن لا ذات له ترى، وإنما يتجلى لهم في المظاهر التي تروعهم بقوتها، أو بجمالها و بغرابتها، فلذلك يعبدون تلك الظاهرة. وهذا الإله الذي يعتقدون انه مصدر حياة الكون اسمه (آمون) ومظاهره هي الكبش الأقرن القوي، وبعض الحيوانات الأخرى، وبعض الكواكب. فمن الكواكب. التي راعتهم بقوتها وجمالها ورأوا انها مصدر الحياة لهم الشمس والقمر. وكانوا يقدسونهما ، ويتخذون لهما التماثيل في هياكلهم، ويرمزون لهما بصور في أماكن عبادتهم. وكانوا يرمزون للشمس بدائرة وقد يجعلونها بني قرني الكبش (آمون) الذي يقيمون له التماثيل كأكبر مظهر لإلههم آمون "

تاريخ المغرب الكبير مؤسسة تاوالت الثقافية 2010 ج1ص69

و إلى السبعينيات من القرن الماضي كانت تعلق في مداخل بعض البيوت قرون كبش و حيوان الضبع ( أحردان ) و كان الاعتقاد أن ذلك يرد العين .

"و عرف البربر المسيحية و اليهودية أيضا ".دبوز نفس المصدر 1-70-71

"وكان البربر الذين دانوا بالمسيحية إنما هم سكان المدن، أما الجبال البربرية، وجيتوليا فظلت على وثنيتها إلى ان أشرف عليها الإسلام فآمنت به " . دبوز نفس المصدر 1-342

Icon 09

و ذكر الميلي أن من بقايا عبادة الشمس في شمال افريقيا أن من يقتلع ضرسة يوجهها نحو الشمس و يقول لها : أعطيتك ضرسا لحمار فأعطني ضرس غزال , و في بعض الجهات يقولون : أعطيتك ضرس فضة فأعطني ضرس ذهب . أنظر الميلي ( تاريخ الجزائر) 1-75 .

قال الميلي : " و كانوا يعظمون العيون و الأشجار و الجبال و يحترمون الأموات يشيدون لهم قبورا ضخمة " الميلي (تاريخ الجزائر)1-75

منهم من يضع الميت في قبره على هيئة الجنين في بطن أمه و يضعون معه بعض أشيائه الثمينة . أنظرالميلي (تاريخ الجزائر) 1-76

"و آمون عبده البربر و المصريون و الاغريق و الفنيقيون" محمد العربي عقون

(الاقتصاد و المجتمع في الشمال افريقي القديم) 217

ديوان المطبوعات الجامعية 2008 و هو كتاب منهجي رائع

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 23: بربر الصحراء الجيتول والنظام السياسي

أصول المزابيين 23:  بربر الصحراء الجيتول والنظام السياسي

Icon 09

أسس أمازيغ التل النوميد و المور دولا و ممالك أما أمازيغ الصحراء فاستمروا على النظام القبلي و العشائري و لم يؤسسوا أية دولة

في الموسوعة التاريخية الفرنسية Gallicaنجد تعريفا للجيتول بأن بعضهم عرف حياة مستقرة في أكواخ و بعضهم عاش التجوال , و ذكرهم سيليوس إتاليكوس القنصل و الشاعر الملحمي الروماني الذي عاش في القرن الأول الميلادي بأكواخهم و أنهم بدو متجولون و فرسان مهرة

Les Gétules menaient, les uns la vie sédentaire, dans deschaumières, les autres la vie errante(6). Silius Italicus fait mention de leurs cabanes, mapalia;et ce sontpour lui des nomades et des cavaliers habiles.

و في كلتا الحالتين عاشوا النظام القبلي العشائري

في الترحال و الانتجاع كانوا يعينون قائدا من القبيلة المنتجعة يكون أعرفهم بمواطن الخصب و الكلإ و مواسم الأودية و الأمطار...

أما في قراهم فكل قبيلة أو عشيرة ترشح قائدا ليشكلوا قيادة جماعية و يقدموا أحدهم قائدا على الجميع للبث في أمور التسيير الداخلي و القضاء و الحرب . أنظر محمد شفيق (ثلاثة و ثلاثون قرنا من تاريخ الأمازيغ) 112-119

هذا لا يعني أنهم لم يشاركوا النوميد و المور بل حتى البونيقيين في السياسة على الإطلاق فقد ناصروا يوغرطة (يوجرتن) و تاكفاريناس و حنيبعل في حروبهم ضد الرومان و وقفوا ضد يوبا كما سيأتي بيانه ان شاء الله.

رابط المنشور

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 24: بربر الصحراء يقاتلون الرومان مع يوغرطة

أصول المزابيين 24: بربر الصحراء يقاتلون الرومان مع يوغرطة

Icon 09

عندما توفي الملك العظيم ماسينيسا خلفه ابنه ماسيبيسا و ربّى في حجره ابن أخيه يوغرطة (يوجرتن) , و لما مات ماسيبيسا استأثر يوغرطة بالملك و قتل ابني عمه فتدخل الرومان لمعاقبته فجرت معارك كثيرة انتصر في بعضها الرومان بقيادة متيللوس و انتصر في بعضها النوميديون بقيادة يوغرطة , لكن في الأخير كانت الغلبة للرومان فهرب يوغرطة إلى الصحراء و اتصل بالجيتول و هم بدو بربر بعيدون عن المدن قال عنهم ساللستيوس في كتاب الحرب ضد يوغرطه :

"و هم في ذلك الوقت يجهلون حتى اسم الرومان . و جمع حشداً كبيراً من هؤلاء الناس في مكان ما و دربهم بالتدريج أن يظلَوا ثابتين في المعركة و أن يتبعوا الرايات و يطيعوا الأوامر و ينفّذوا جميع الواجبات العسكرية الأخرى " ساللوستيوس (الحرب ضد يوغرطة) ص 103 .

و اتصل يوغرطة بملك المور في موريطانيا بوخوس و كان قد زوجه إحدى بناته و أقنعه بمساعدته على حرب الرومان .

اتجه يوغرطه بجيشه النوميدي الجيتولي الموري و كلهم أمازيغ إلى سيرتا حيث جمع الرومان غنائمهم من الحروب .

Icon 09

وقع هجوم مباغت لجيش يوغرطة و أحرز نصرا أوليا , لكن في اليوم الموالي رجّح قائد الجيش الروماني سوللا sullaكفّة الحرب لصالحه . ثم تفرّد الرومان بالقائد الموري بوخوس و أقنعوه بالتفاوض و تَرْك الحرب و طلبوا منه أن يقنع يوغرطة بذلك , لكنها كانت مجرد خديعة انتهت بأسر يوغرطة عندما توجه إليهم للتفاوض و هو أعزل عن السلاح و أخذوه إلى روما و سجنوه حتى مات جائعا في السجن .

المصدر : ساللوستيوس : (الحرب ضد يوغرطة) ترجمة محمد الدويب منشورات جامعة بنغازي.

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 25: بربر الصحراء مع تاكفاريناس لمحاربة الرومان

أصول المزابيين 25:  بربر الصحراء مع تاكفاريناس لمحاربة الرومان

Icon 09

كان تاكفاريناس جنديا في الجيش الروماني و ارتقى إلى رتبة مساعد ثم فر و أضرمها ثورة عارمة في شمال افريقيا .

سخط تاكفاريناس العظيم من الظلم و العنصرية الرومانية ضد الأمازيغ , و تقسيم البلاد إلى شمال يستغلون أراضيه و خيراته و يظلمون النوميد سكانه الأصلين , و إلى جنوب عزلوه تماما بل فرضوا طوقا أمنيا بينه و بين الشمال خوفا من أية مقاومة من الجيتول بربر الصحراء , لكن البطل تاكفاريناس وحد النوميد و الجيتول لقتال الرومان من سنة 17 م و قاد عدة معارك و حروب عصابات في كل شمال افريقيا إلى أن قُتل و هو يحارب في إحدى المعارك بناحية سور الغزلان سنة 24 م

قال الشيخ محمد علي دبوز (رحمه الله) :

"وكان الجيتوليون يكرهون الرومان. فبودهم لو هجموا عليهم وطهروا المغرب منهم.

فلما ثار تكفاريناس فرحوا فرحا كبيرا. فلما ذهب إليهم آزروه وأيدوه. فألف منهم جيشا دربه أحسن تدريب، وعلمه الأساليب الرومانية في القتال وقضى في الصحراء وهو يستعد نحو عام. وفي سنة 20م. هجم تكفاريناس بجنده من جيتولية على الرومان في وادي باجيدة في ناحية ملبس بشمال آوراس. وكان الرومان معسكرين بقوة كبيرة هناك. ففاجأهم تكفاريناس بكتائبه الباسلة التي أحاطت بهم فهزمهم شر هزيمة، فاحتل مراكزهم فغنم منها غنائم كثيرة. ثم أسرع إلى مدينة تالة في غرب افريقية فحاصرها ليحتلها. فأرسل الرومان عليه جيوشا جرارة علم انه لا قبل له بها فرجع إلى حرب العصابات. فاعتصم بالصحراء. وصار يغير على المراكز الرومانية كلما وجد فرصة فيضربهم الضربات القاصمة " محمد علي دبوز (تاريخ المغرب الكبير) 1/289

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 26: ثورة بربر الصحراء على يوبا الثاني والرومان

أصول المزابيين 26:  ثورة بربر الصحراء على يوبا الثاني والرومان

Icon 09

لما تولى يوبا الأول حفيد يوغرطة مقاليد مملكة نوميديا سعى لتوسيع مملكته و توحيد كل الأمازيغ في دولة واحدة , و كان يتوجس من الرومان و أطماعهم و عندما اندلعت حرب أهلية في روما بين يوليوس و بومبيوس صراعا على السلطة وقف يوبا الأول مع هذا الأخير لأنه كان يعتقد أنه ليست له أطماع في نوميديا , لكن الانتصار كان ليوليوس الذي تربع على عرش روما و غزا نوميديا و قُتِل يوبا و هو يحارب و أُخِد ابنه يوبا الثاني إلى روما فتربى في قصورها الملكية تربية رومانية , ثم عينه الرومان ملكا على نوميديا فثار عليه الجيتول بربر الصحراء ثورة عارمة استمرت ثلاث سنوات لأنهم كانوا لا يرونه إلا ممثلا عن السلطة الرومانية , فتشابكوا مع وحدات الجيش الروماني و أحرقوا مزارع المستوطنين و أغاروا على مراكز إقامتهم و قتلوا الكثير من قادة الجيش الروماني و امتدت ثورتهم إلى الأوراس و تحالفوا مع القبائل البربرية هناك ضد الرومان حتى استطاع القائد العسكري الروماني كورنيليوس كوسوس cornelius cossusالقضاء على ثورتهم . أنظر جمال مسرحي (المقاومة النوميدية للاحتلال الروماني) 100-101

و يسمى كورنيليوس في كتب التاريخ بقاهر الجيتول .

لكن الجيتول لم يستسلموا بل انضموا بعد ذلك بنحو عشر سنوات إلى صفوف تاكفاريناس العظيم لمقاومة الرومان كما أوضحنا في المنشور -25-

قال الشيخ محمد علي دبوز رحمه الله :

Icon 09

"وكان الجيتوليون مستقلين تحت أمرائهم لا يخضعون ليوبا ولا للرومان. فرأوا يوبا تمتد يده إلى هامهم ليحنيها، ويحاول ان يمد نفوذه إلى جيتوليا ليخضعها أيضا لروما. فثاروا عليه في سنة 6 م. ثورة عارمة، فاشتبكوا به في معارك طاحنة، فهزموا جيشه، ومرغوه في التراب. فاستغاث بالرومان. فأسرعوا إليه بجيوشهم فاستعان بها في التغلب على الجيتوليين ودفاعهم عنه. ولولا الرومان لقضوا عليه" دبوز (تاريخ المغرب الكبير) 1/ 286

صورة ليوبا الثاني و أخرى لضريح ينسب له و لزوجته كيليوباترا في تيبازة

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 27: النوميد والجيتول يغزون أروبا مع حنبعل

أصول المزابيين 27: النوميد والجيتول يغزون أروبا مع حنبعل

Icon 09

جاء الفنيقيون من الشرق نواحي لبنان و سوريا كتجار يبيعون سلعهم للبربر و يرجعون بأخذ أثمان و سلع أخرى , ثم بنوا بعض الموانئ للإقامة لمدد معينة تتم فيها التبادلات التجارية ثم تحول الكثير منها إلى قرى و مدن ذات مزيج سكاني من البربر الأصليين و من الوافدين الفنيق و الإغريق و الصقالبة... جمعتهم التجارة في أول الأمر , و أنشأ الفنيقيون مدينة قرطاج , ثم اشرأبت أعناقهم إلى خارج افريقيا فاحتلوا صقلية , هنا خطط الرومان لدحرهم منها و جرت الحرب البونيقية الأولى بين الجيش الفنيقي الذي يقوده حملكار و أغلب جنوده من البربر و بين الجيش الروماني انتهت بانتصار الرومان و خروج الفنيقيين من صقلية و امتدت تلك الحرب من 264ق م إلى 241 ق م

و في 236 ق م هاجم القائد الفنيقي حملكار اسبانيا بجيش أغلبه من البربر و احتلها إلى نهر الايبرو و لقي حتفه في الحروب سنة 226 ق م و خلفه القائد الكبير حنبعل .

و لكون الأسطول البحري الفنيقي قد تحطم في الحرب اعتمد حنبعل على الحرب البرية و على استعمال الفيلة و الخيول البربرية المتفوقة على نظيراتها الرومانية و عبر جبال الألب بفرسانه الأمازيغ من النوميد و الجيتول و حقق انتصارات عظيمة

قال الشيخ محمد علي دبوز :

"كانت قرطاجنة تعتمد في حروبها على البربر سيما النوميديين، وتراهم أهم قسم في جيشها. وكانت تستأجر فئات من المحاربين الأروبيين والإفريقيين السود، ولكنهم أقلية في جيشها بالنسبة إلى البربر" دبوز (تاريخ المغرب الكبير) 1/126

و قال مونتسكيو :

"اثناء الحرب الثانية حقق هنيبعل اكبر انتصاراتع بوساطة حلفائه فرسان نوميديا " مونتسكيو (تأملات في تاريخ الرومان) المركز الثقافي العربي المغرب .ترجمة

عبد الله العروي , ص 47

و خصص المؤرخ جابرييل كومبس مشاركة الجيتول لحنبعل في حروبه بالذكر

Quand Hannibal fut arrivé non loin de là, il envoya en avant-garde une troupe de Gétules sous le commandement d'un officier nommé Isalca, pour essayer de parlementer avec les habitants et les persuader, par de beaux discours, d'ouvrir les portes de la cité et de laisser un détachement de Carthaginois investir la ville. » Tite-Live (XXIII, 18, 1) Ce texte de Tite-Live (59 av. J.-C.-17 ap. J.-C.) est le premier qui mentionne des Gétules, utilisés comme contingent auxiliaire par Hannibal au cours de la seconde guerre punique, à la fin du IIIe siècle avant J.-C

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 28: بربر الصحراء لا مع ماسنيسا و لا مع سيفاقص

أصول المزابيين 28:  بربر الصحراء لا مع ماسنيسا و لا مع سيفاقص

Icon 09
الجزء الأول :

 

لما غزا حنبعل اسبانيا كان ڤايا ملك نوميديا متحالفا معه و يمدّه بالفرسان و كلّف الملك ڤايا نجله ماسنيسا بالإشراف على دعم حنبعل و شارك ماسنيسا بنفسه في حروب حنبعل

و في ذلك العهد كانت نوميديا على شطرين شطر غربي يحكمه الملك سيفاقص و شطر شرقي يحكمه الملك ڤايا و كانت العداوة بين الملكين على أشدّها و كل واحد منهما يريد ضم الشطر الآخر إلى مملكته

و كان الفنيقيون في قرطاج تارة يتحالفون مع هذا و تارة مع ذاك وفق حسابات تبقي نوميديا مقسّمة , فهم يعرفون أنهم وافدون و يخشون اتحاد البربر عليهم .

Icon 09

انتصارات حنبعل توقّفت عندما تولّى فابيوس قيادة الجيوش الرومانية , و فابيوس هذا داهية , رأى أن لا يجابه فرسان حنبعل البربر الأبطال في الساحات و إنما يسلك معهم سياسة التروّي بأن يقطع عنهم طرق الإمداد من جهة و يشنّ عليهم غارات في نقاط ضعفهم . و فابيوس في اللاتينية تعني المتأنّي و المتروّي .

ثم نقل الرومان الحرب إلى قرطاج فرجع حنبعل إلى قرطاج تاركا كل انتصارته في أروبا تذهب أدراج الرياح .

فانهزمت قرطاج و أمضت معاهدة مذلّة مع الرومان .

و عندما مات ڤايا و خلفه أخوه المسنّ الذي لم يستمر طويلا في الحكم كانت قرطاج تتدخل في شؤون نوميديا الشرقية و تعرقل وصول ماسنيسا إلى الحكم لِما رأت فيه من صفات قيادية تمكّنه من توحيد نوميديا و تحضيرها , و لمّا آل حق الحكم إلى ماسنيسا بعد موت ابن عمه كابوسا رفضت قرطاج ذلك و عيّنت الطفل لاكوماز ملكا , فقد كان القرطاجيون يريدون إلى جانبهم دويلتين بربريتين متخاصمتين فإن كان و لا بد من توحدّهما فليكن الملك هو سيفاقص أو لاكوماز لا ماسنيسا , و كانوا قد وعدوا ماسنيسا بالزواج من الأميرة صوفونيسبا تقديرا للخذمات التي قدمها لهم في جبهات القتال بإسبانيا و لكنهم نزعوها منه و زوجوها لسيفاقص , و استطاع سيفاقص و القرطاجيون أن يهزموا ماسنيسا .

فهل سيستسلم ماسنيسا ؟

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 29: حرب ماسنيسا وسيفاقص و معركة زاما

أصول المزابيين 29: حرب ماسنيسا وسيفاقص و معركة زاما

Icon 09

نتكلم عن ماسنيسا لأن بعض الجيتول في الجنوب الشرقي كانوا ضمن مملكته و لأن الحضارة الأمازيغية في وقته بلغت في الرقي مبلغا كبيرا

تمت إذن تولية الطفل لاكوماز بعد وفاة أخيه كابوسا على عرش مملكة الماسيل الأمازيغية و كان هذا من حق ماسنيسا لأنه كان أكبر سنا لكن حال أشفاط قرطاج و سيفاقص دون ذلك فرجع ماسنيسا من جبهة القتال في إسبانيا ضد الرومان لصالح قرطاج غاضبا من هذا التنكر للجميل و لم يقبل بهذه الإهانة القرطاجية و هذا التواطؤ السيفاقصي , و التف حوله جيش من النوميديين لكنه انهزم أمام جيش سيفاقص و لجأ إلى أمازيغ ليبيا .

و الظاهر أن القرطاجيين كانوا يعرفون شخصية ماسنيسا و توجهه القومي و شبهه بأبيه ڤايا . لأن ڤايا استرد منهم بعض أراضي أجداده , و لكن سيفاقص أعادها إليهم . و حاول ماسنيسا مرة أخرى الثورة و انهزم .

هنا يعرض عليه سيبيون الروماني التحالف مع الرومان لاسترجاع حقه و الانتقام من قرطاج و حليفها سيفاقص .

تحالف إذن جيش ماسنيسا مع الجيش الروماني و وقع الهجوم على قرطاج و تركيعها فيما يسمى بمعركة زاما سنة (203 ق م) ثم سُجن سيفاقص حتى مات .

و ترك ماسنيسا نجل سيفاقص المدعو فارمينا يخلف أباه على مملكة الماسيسيل الشرقية الأمازيغية لبعض الوقت ريثما يرتب أمور دولته الناشئة ثم شرع ماسنيسا في ضمها إلى مملكته الموحدة .

الحكم على تصرفات ماسنيسا و سيفاقص يكون غالبا حسب أهواء مزاجية و إيديولوجية بينما الحكم الموضوعي يتطلب النظر في الحكم القرطاجي هل كان هو أيضا استعمارا أجنبيا له ممارسات استغلالية للسكان الأصليين أم لا ؟

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 3: الرافد الرستمي

أصول المزابيين 3: الرافد الرستمي

Icon 09

تمكن دعاة الشيعة من نشر أفكارهم في قبيلة كتامة البربرية , و كوّن منهم عبيد الله الشيعي جيشا أسقط به الدولة الرستمية الاباضية في الجزائر و الدولة الأغلبية السنية في تونس

و المعروف أن يعقوب بن أفلح قد هرب مع بعض أتباعه من تيهرت إلى وارجلان , و يظن الكثيرون أن الإباضية قد هاجروا كلهم من تيهرت بعد سقوط دولتهم إلى وارجلان فإلى مزاب , و هذا غلط , فالأكثرية ظلت في تيهرت و انصهرت

يقول ابن خلدون إن الفاطميين ولّوا على تيهرت " أبو حميد دواس بن صولان اللهيصي فأثخن في برابرتها الاباضية من لماية و ازداجة و لواتة ومكناسة و مطماطة و حملهم على دين الرافضة " العبر 1615

قال الدكتور مسعود مزهودي : " إن عددا غير قليل منهم فضل البقاء في المدينة و اقتصرت تلك الهجرة على الأسرة الرستمية و بعض شيوخ الاباضية " مزهودي " الاباضية في المغرب الأوسط " 43

الهجرة التي وقعت بعد مؤتمر أريغ سنة 422 هـ كانت لعائلات من ساكنة وارجلان و أريغ و ليست تيهرتية اللهم إلا عائلة بافلح التي ترجع نسبها إلى الإمام يعقوب بن أفلح و يستقر بعضها في وارجلان و بعضها في بنورة , و لا أظن أن الفحص الجيني يسعفهم في ذلك.

.....

بقلم  Med Berriane

 

أصول المزابيين 30: التجار الفنيقيون في الصحراء وتحولهم إلى استعمار

أصول المزابيين 30:  التجار الفنيقيون في الصحراء وتحولهم إلى استعمار

Icon 09

جاء الفنيقيون من لبنان كتجار و لما تطور الاقتصاد الفنيقي إلى الصناعة بدأوا في الإغارة على مدن الأمازيغ الليبيين و النوميد لسرقة بعض المعادن و الأحجار , و لما نافسهم الإغريق في التجارة توجهوا إلى الفلاحة و تسلطوا على أمازيغ تونس و حتى الليبيين و النوميد الذين كانوا تحت سلطتهم بالقهر و الضرائب المجحفة لا سيما بعد أن أفلست خزائنهم بفعل الحروب البونيقية في أروبا . فضجر الأمازيغ من سياساتهم الجشعة . قال الشيخ دبوز :

"وكان حب المال، والإثراء البالغ منه، والإنغماس في الحضارة والنعيم الذي اضعف نفوس البونيقيين فصاروا للرومان نعاجا يثقلها سمنها عن النطاح، قد أورثهم ضراوة وغطرسة وجبروتا على البربر في افريقية(تونس) وتنكرا وسوء عشرة لجيرانهم البربر في نوميديا، وصاروا مستعمرين همم امتصاص أموال البربر و استعمارهم " دبوز (تاريخ المغرب الكبير) 1-141

أما أراضي الجيتول في الصحراء فيبدو أنها سلمت من جشع الفنيقيين بل كان بربر الصحراء يحرسون قوافلهم التجارية المتجهة إلى السودان

قال الشيخ دبوز :

"وكانت قوافل البونيقيين التجارية تخترق جيتوليا، صحراء المغرب،ومن ناحية فزان وغدامس، واورجلان وغيرها ذاهبة ائبة إلى بلاد السودان. وكانت تتصل بالبربر الجيتوليين في طريقها فتتاجر معهم وتستأجرهم لدلالتها على الطريق، وخفارتها في السبل المخيفة" دبوز (تاريخ المغرب الكبير)1-119

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 31: العصر الحجري بمزاب

أصول المزابيين 31:  العصر الحجري بمزاب

Icon 09

وضعنا بعض خلاصات متواضعة لتاريخنا الفرسطائي , العثماني , الوطني , المذهبي , المعتزلي , ثم البربري القديم , و بقي لنا الكلام قليلا عن العصر الحجري ما قبل ظهور الكتابة في العالم لمزاب , الحديث و الوسيط , و ربما القديم

هناك بحوث ميدانية قام بها باحثون أجانب في الميدان و على رأسهم بيار روفو Pierre Reveauالذي جمع أكثر من 2900 أثر مادي عن تلك الحضارة الحجرية القديمة في مزاب .

الانسان البربري يرجع أصله إلى إنسان العصر الحجري في شمال افريقيا , و القفصيون الحجريون الذين يعود تاريخهم إلى حوالي 100 قرنا يسميهم بعض المؤرخين بروتو بربر أي أسلاف البربر , و هذا ما تسنده البحوث الأركيولوجية و الجغرافية و الجينية دون الحاجة إلى الحكوات .

قال محمد العربي عقون :

"القفصيون هم أسلاف البربر" العربي عقون (الامازيغ عبر التاريخ ) 64 .

Icon 09

و قال جبراييل كامبس :

Ce sont les « Capsiens » qui peuplèrent le sud de l'actuelleTunisie...... Leurs caractères anthropologiques s'apparentent étrangement à ceux de certains groupes berbères actuellement connus . G Camps (Les Berbères aux marges de l'histoire) 164 .

صور من بريان لآثار و رسومات صخرية من العصر الحجري الحديث و الوسيط من كتاب اسماعيل لعساكر (بريان تاريخ و حضارة)

-------------------------------------------

Icon 09

بقلم  Med Berriane

 

 

 

 

 

 

 

 

Icon 09
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Icon 09

أصول المزابيين 32: معالم العصر الحجري

أصول المزابيين 32: معالم العصر الحجري

Icon 09

عاش في شمال افريقيا الإنسان القديم فيما يسمى بالعصر الحجري , و هذا العصر ما قبل ظهور الكتابة قسموه إلى قديم و وسيط و حديث .

كان الانسان آنذاك يستعمل الأدوات من الحجر و عاش في العصر الحجري القديم على الصيد و القطف و سكن المغارات ثم تطور قليلا في العصر الحجري الوسيط حيث تمكن الانسان من مباشرة بعض الزراعات و تمكن من صقل أدواته الحجرية بشكل أفضل و يرجعه المؤرخون إلى ما قبل 100قرن, ثم جاءت مرحلة العصر الحجري الحديث حيث بدأ الانسان في الاستقرار النسبي و مزاولة الرعي و الزراعة الموسمية و يرجعه العلماء إلى حوالي 40 قرنا من الآن .أنظر محمد غانم (مواقع و حضارات ما قبل التاريخ في بلاد المغرب القديم) 100-113

و يسمى إنسان العصر الحجري الوسيط بالقفصي باعتبار آثاره التي وجدوها في قفصة التونسية بشكل أكثر و وُجدت كذلك في كل شمال افريقيا

ثم تطورت الحضارة القفصية في العصر الحجري الحديث الى تطوير أكثر للصناعات الحجرية و استعمال الفخارلصناعة الأواني و المطاحن الحجرية و رؤوس السهام المصقولة و الشفرات الدقيقة...أنظر المرجع السابق 124 .

و أثار الانسان العصر الحجري الوسيط و الحديث موجودة في مواقع عديدة شمال افريقيا كله و في مزاب و سطيف و وهران و الاوراس....

و الآن تتقدم الأبحاث الأركيولوجية حيث كشفت عن آثار تعود إلى العصر الحجري القديم جدا جدا كما في جبل إيغود بالمغرب الذي وجدت فيه آثار الإنسان لما قبل 300 ألف سنة

سنحاول ان شاء الله تسليط الضوء على بعض آثار ذلك الانسان القديم بمزاب

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 4: الرافد الرستمي الأريغي الوارجلاني

أصول المزابيين 4: الرافد الرستمي الأريغي الوارجلاني

Icon 09

تمكن دعاة الشيعة من نشر أفكارهم في قبيلة كتامة البربرية , و كوّن منهم عبيد الله الشيعي جيشا أسقط به الدولة الرستمية الاباضية في الجزائرو ليبيا و الدولة الأغلبية السنية في تونس و دولة بني مدرار الصفرية في سجلماسة بالمغرب

و المعروف أن يعقوب بن أفلح قد هرب مع بعض أتباعه من تيهرت إلى وارجلان , و يظن الكثيرون أن الإباضية قد هاجروا كلهم من تيهرت بعد سقوط دولتهم إلى وارجلان فإلى مزاب , و هذا غلط , فالأكثرية ظلت في تيهرت و انصهرت

يقول ابن خلدون : إن الفاطميين ولّوا على تيهرت أبو حميد دواس بن صولان اللهيصي فأثخن في برابرتها الاباضية من لماية و ازداجة و لواتة ومكناسة و مطماطة و حملهم على دين الرافضة . أنظر العبر 1615 pdf

و بعد حوالي قرن و نيّف حملهم المعز بن باديس الصنهاجي على التسنن .

قال الدكتور مسعود مزهودي : " إن عددا غير قليل منهم فضل البقاء في المدينة و اقتصرت تلك الهجرة على الأسرة الرستمية و بعض شيوخ الاباضية " مزهودي " الاباضية في المغرب الأوسط " 43

الهجرة التي وقعت إلى مزاب بعد مؤتمر أريغ سنة 422 هـ كانت لعائلات من ساكنة وارجلان و أريغ و ليست تيهرتية اللهم إلا عائلة بافلح التي ترجع نسبها إلى الإمام يعقوب بن أفلح و يستقر بعضها في وارجلان و بعضها في بنورة , و لا أظن أن الفحص الجيني يسعفها في ذلك

و تلك العائلات الوارجلانية و الأريغية يمكن أن نسميها رستمية باعتبار ماضيها التاريخي فقط , لأن وارجلان و أريغ كانا منضويين تحت الدولة الرستمية قبل مؤتمر أريغ بـ 126عاما.

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 5: رافد أريغ و وارجلان مؤتمر أريغ

أصول المزابيين 5: رافد أريغ و وارجلان مؤتمر أريغ

Icon 09

ذكرنا أن جماعات من أريغ و وارجلان و سدراتة نزحت إلى مزاب و كان ذلك عبر هجرتين اثنتين مشهورتين

الأولى بعد مؤتمر أريغ سنة 422هـ و الثانية بعد حملة ابن غانية الميورقي و خراب سدراتة سنة 624هـ

و لنتكلم عن الأولى , فبعد سقوط الدولة الرستمية و إجهاز الشيعة العبيديين ثم المعز بن باديس الصنهاجي على تجمعات الاباضية هنا و هناك , و بعد محاولات ثورية قام بها زناتة و الاباضية و كثير من البربر للتخلص من الحكم الفاطمي لاسيما ثورة أبي يزيد مخلد بن كيداد الزناتي الاباضي الذي ناصره الكثير من البربر في ثورته حتى من غير الاباضية كأهل الأوراس , ثم محاولات ثورية إباضية غير ناجحة عبر قرن من الزمان لإقامة إمامة عادلة تعوّض الإمامة الرستمية كثورة يغلا بن زلتاف و سعيد بن زنغيل..... رأى العالم الجربي فصيل بن أبي مسور أن يكلف تلميذه محمد بن بكر الفرسطائي النفوسي بإعداد نظام علمي اجتماعي يكفل لهم نوعا من الاستمرارية بعيدا عن السياسية و كبديل عن الإمامة , فقبل الفرسطائي بالاقتراح و أنشأ نظامه التعليمي و لكن رأى أن أحسن مكان للشروع فيه هو أريغ , و أعدوا له غار تينِّسلي في بلدة اعمر و كانت تسمى تجديت من إجدي و هو التراب , و بدأ نشاطه التعليمي في الغار سنة 409هـ

و كان وادي مزاب آنذاك على مذهب المعتزلة , و كان الفرسطائي يأتيه بطلبته و مواشيه ليربّع فيه , و من هنا جاءت تسمية إعزّابن , فكلمة أعزّب أو أعزّvلا يزال بعض البربر يستعملها بمعنى تتبع مواطن الكلأ , و بالتالي يكون معنى إعزّابن الرحالة .

و كان الفرسطائي يجادل المعتزلة بالحسنى فتارة يستمعون إليه و تارة يواجهونه حتى قتلوا له ابنه ابراهيم و قتلوا الشيخ بابا السعد الذي تبنى دعوته...

و صبر معهم حتى كوّن منهم نواة من الأنصار .

و في سنة 422هـ و على إثر قحط و فتن و غارات متتالية وقعت على أريغ و وارجلان من بربر مغراوة و زناتة و أعراب بني هلال... انعقد مؤتمر في أريغ لأربعمائة عالم و حثّوا على الهجرة إلى مزاب , فكانت هذه الهجرة الأولى لعائلات أريغية و وارجلانية إلى مزاب

في الحلقة القادمة سنتكلم عن الهجرة الثانية بعد حملة الميورقي و خراب سدراتة .

-------------------------------------------

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 6: رافد سدراتة بعد خرابها

أصول المزابيين 6: رافد سدراتة بعد خرابها

Icon 09

نشأت في المغرب حركة ردة للبربر البرغواطيين و أقاموا إمارة تحت قيادة صالح بن طريف الذي قال أنه نبيء يوحى إليه و أن له قرآنا يضم 80 سورة , و كانت هذه الردة سبب نشوء حركة الإصلاح و الرباط لمحاربة أفكارها و تطورت تلك الحركة الإصلاحية إلى تكوين دولة المرابطين و عاصمتها مراكش و امتدت لتصل حدودها إلى الجزائر العاصمة و أكثر , و استوت تلك الدولة الأمازيغية على سوقها و قضت على حركة البرغواطيين , و كانت السلطة فيها للفقهاء لكنهم اتسموا بنوع من التصلب حتى أنهم أحرقوا كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي .

و اختلف المؤرخون المثبتون لتلك الواقعة في أسبابها , فمنهم من قال إن الفقهاء المرابطين غضبوا من التوجهات الصوفية المبالغ فيها للغزالي في الكتاب , و منهم من قال إن الحرق كان بسبب تأويل الغزالي لما يسمونه الصفات السمعية " يد الله فوق أيديهم " " و لتصنع على عيني "..... و ربما كان هذا هو السبب لأن الموحدين لما قاموا بثورتهم عليهم كانت حجتهم محاربة المجسمة .

و يقال إن الغزالي لما بلغه الخبر غضب و دعا بزوال ملكهم .

إشتد عود الدولة المرابطية لا سيما في عهد يوسف بن تاشفين و حارب ملوك الطوائف في الأندلس و عين ولاته على أقاليمها ومنهم يحي بن علي بن غانية الذي استقل بجزيرة ميورقة في قول أو أبعده إليها يوسف بن تاشفين في قول , و لما مات تولى عليها ابنه علي .

لكن نشأت حركة الموحدين الأمازيغية بقيادة المهدي بن تومرت و عبد المؤمن بن علي في الجزائر و اتهموا المرابطين بالتجسيم و الحيدة عن الدين الصحيح و استغلوا حادثة حرق الإحياء و جمعوا جموعهم و حاربوا المرابطين حتى تمكنوا من القضاء عليهم بعد حروب طاحنة .

فجاء علي بن غانية الأمازيغي الميورقي الأندلسي للإنتقام للمرابطين ضد الموحدين و تحالف مع بني هلال و عاث في الأرض فسادا لاسيما في مدن تونسيية و في الزاب و جنوبه وصولا إلى سدراتة التي خربها عن آخرها سنة 624هـ

لم يستطع أن يتحكم في بني هلال الذين استخدمهم في حروبه لأن من طبعهم القديم الغارة و النهب و السلب بل سايرهم في ذلك .

و هكذا لم يعد هدف ابن غانية الميورقي الإنتقام للمرابطين بقدر ما كان الغزو و السلب و النهب لكل من وجده في طريقه .

كانت هذه مقدمة ضرورية للكلام عن خراب سدراتة و هجرة سكانها إلى مناطق متعددة و منها منطقة مزاب في الحلقة المقبلة ان شاء الله.

---------------------------

بقلم Med Berriane

أصول المزابيين 7: رافد سدراتة بعد حملة الميورقي

أصول المزابيين 7: رافد سدراتة بعد حملة الميورقي

Icon 09

سدراتة و وارجلان مدينتان قديمتان متقاربتان , قيل وارجلان نسبة إلى قبيلة واركلا الزناتية و سدراتة أو إسدراتن نسبة إلى قبيلة سدراتة البربرية , و كانتا تابعتين للدولة الرستمية و اختارهما الإمام يعقوب بن أفلح مأوى له بعد سقوط تيهرت , فرحب به أهل المدينتين و على رأسهم الشيخ العالم الثري جنّون بن يمريان , و طلبوا منه أن يبايعوه إماما لهم لإعادة الإمامة الرستمية فقال كلمته المشهورة : إن الجمل لا يستتر بالغنم .

و لا يزال قبره معروفا هناك و يزار .

و تطورت سدراتة و كشفت حفريات الباحثين tarry , blancghet, faucher....عن آثار لمبان كبيرة و نقوش مزخرفة و أشكال هندسية...

و يذكر علماء الآثار أنها كانت تتكون من أحياء كثيرة و من 1051 عينا جارية و آثار أسوار و أبراج و قنوات لسقي المزارع و الجنان... أنظر مزهودي مسعود " الاباضية في المغرب الأوسط " 56

Icon 09

هجم عليها يحي بن غانية الميورقي بجيش عرمرم سنة 624هـ فهدم قصورها و قطع نخيلها و أفسد عيونها و شتت جموعها... فالتجأ من بقي من سكانها إلى جهة المشرق و بعضهم إلى وادي ملوية بالمغرب الأقصى و بعضهم إلى تلمسان و بعضهم إلى مزاب و بعضهم تحصّن بجبل الكريمة الصعب الإرتقاء . أنظر بابا حمو أعزام " غصن البان في تاريخ وارجلان " 130... و انظر يوسف الحاج سعيد " تاريخ الاباضية في المغرب الاسلامي " 134

و لا يزال أهل وارجلان يزورون منطقة سدراتة و قبر الإمام يعقوب في ربيع كل عام و يحلّقون في مجلس لقراءة القرآن و توزيع الصدقات و استذكار التاريخ . كما في الصورة .

هل استهدف الميورقي مزاب أم لا ذلك ما سنتكلم عنه في المنشور المقبل ان شاء الله.

Icon 09

بقلم  Med Berriane

 

أصول المزابيين 8: هل غزا الميورقي مزاب

أصول المزابيين 8: هل غزا الميورقي مزاب

Icon 09

ذكرنا أن أهم مكونات المجتمع المزابي أربعة :

بنو مصاب بن بادين , و الرستميون الوارجلانيون... و أهل الزاب , و المعتزلة من بربر زناتة الجيتول الأقدمين في الوادي .

لا يزال الكلام عن رافد الرستميين الوارجلانيين و السدراتيين و الأريغيين... و سبب هجرة عائلات منهم و أفراد إلى مزاب إثر قرارات مؤتمر أريغ سنة 422هـ و إثر خراب سدراتة المطبق من طرف الميورقي و جيشه العرمرم سنة 624هـ .

و لكن هل هاجم الميورقي مزاب ؟

يبدو أن الوحيد الذي ذكر ذلك الشيخ أطفيش و تبعه الشيخ متياز ثم يوسف الحاج سعيد حذو النعل بالنعل .أنظر الشيخ أطفيش "المقاصد الكافية من الرسالة الشافية" 86 و انظر يوسف الحاج سعيد " تاريخ الاباضية في المغرب الأوسط " 134

و ذكر الشيخ أطفيش أن مزاب عقدوا ألوية دفاع لثمانية رجال و سماهم بأسمائهم كلهم .

و الذي يبدو لنا كمجرد فرضية تحتاج إلى بحث أن الميورقي أعرض عن مهاجمة مزاب للأسباب التالية :

1-أن بني مزاب كانوا منعزلين سياسيا تحت تسيير هيئاتهم الإجتماعية و لم يظهروا أي حماس لا للموحدين و لا للمرابطين .

2-قراهم الموجودة آنذاك كانت محصنة بأسوار و أبراج في قمم جبال و هذا من مقوّمات السياسة الحربية الدفاعية , فالمهاجم يخسر كثيرا .

3-كانت أغراض الميورقي و جيشه نهب الأموال و إتلاف ما لا يمكن نهبه كتغوير الآبار و قطع النخيل و هذا لم يكن متوفرا آنذاك في مزاب بشكل يغري , إن هي إلا قرى جبلية فقيرة و أرض جرداء قليل نخلها و شجرها .

فيبدو أن الميورقي رأى أن ما يخسر أكثر مما يربح من حربه على تلك القرى عكس سدراتة التي كان أهلها تجارا أثرياء و كانت سوقا تلتقي فيه سلع الجزائر و الأندلس و السودان الغربي .

لم ير فائدة من مهاجمة أناس فقراء ماديا و محصّنين دفاعيا و حياديين سياسيا لم يتسببوا في هلاك دولته المرابطية.

.....

بقلم  Med Berriane

أصول المزابيين 9: رافد الزاب

أصول المزابيين 9: رافد الزاب

Icon 09

 

تتفق المصادر العربية و الفرنسية على وجود نزوح سكاني من الزاب جنوب الأوراس إلى الصحراء و الواحات و الناحية الغربية إثر حملات بني هلال في المنتصف الأول من القرن الخامس الهجري , و قَبْل شيء من التفصيل عن تلك الحملات و ذلك النزوح , هناك في المصادر اللاتينية و الفرنسية كلام عن أصل تسمية مزاب , فنقرأ مثلا في Revue_Africaineللمكتبة الوطنية الفرنسية أنه كانت هناك قبيلة من الزناتة الجيتول les_gétules تدعى ژابوني في زمن الوندال , هذه القبيلة نزحت من الحضنة نحو الشرق و استولت على أحواض الشط و أعطت لها اسم الژاب .

و قبْل مؤرخي العرب ذكَرَها هونوريوس ضمن الشعوب الافريقية باسم موژوبي (مُزاب) كاشتقاق من التسمية الأصلية , و عُرفت بهذه التسمية بعد ذلك لدى الآخرين و لدى المسلمين

و مع مُزاب ظهر في جنوب الأوراس عدد كبير من القبائل من نفس الأصل أي الجيتول أو زناتة . إهـ .

و يلاحظ أن الثوارق و النفوسيين يسمون المزابيين : إمزوباي بتفخيم الزاي و الباء.

الخلاصة أن تلك القبيلة الجيتولية كانت تسمى ژابوني ثم سماها هونوريوس موژوبي , ثم عرفت بعد ذلك بمزاب .

هذه نظرية المراجع اللاتينية و الفرنسية عن تسمية مزاب على خلاف نظرية المراجع العربية التي ترجع التسمية إلى مصاب بن بادين . و للمؤرخين المتكونين في اللغتين العربية و اللاتينية البحث و الترجيح , و يلاحظ أن الخلاف ينحصر في تفسير تسمية مزاب لا في هجرة الرافدين الإثنين إلى الوادي و الله أعلم .

Icon 09

Dès avant Constantin, vivait dansle Hodna, une tribu Gétulienne nommée Zabunii. Vers letemps des Vandales, cette tribu se porta vers l'est, conquit lesbassins des Choit et leur donna le nom de Zab. (3) "Un peu avantles Arabes, Honorius la citait parmi les peuplades africainesde Musubei (Mozab) une des formes du nom originaire, et cefut sous cette forme, qui se substitua définitivement aux autres,que ce peuple fut connu par les musulmans (4).Avec les Mozab ou peu après apparurent au sud de l'Auras,un grand nombre de tribus de même origine, c'est-à-dire Getuliennes ou Zénètes,

.........

منقول من revue africaine   من المكتبة الوطنية الفرنسية BNFصفحتي 473 -474

الصورة الأولى لموطن البربر الجيتول و الثانية لكتاب مهم في ذلك التاريخ باللاتينية.

.....

بقلم  Med Berriane

أصول بني مزاب

أصول بني مزاب

Icon 09

أصول بني مزاب الأمازيغية 

أصول المزابيين 1 : رافد بني مصاب

أصول المزابيين 2: رافد بني مصاب بن بادين

أصول المزابيين 3:  الرافد الرستمي   

أصول المزابيين 4: الرافد الرستمي الأريغي الوارجلاني  

أصول المزابيين 5: رافد أريغ و وارجلان مؤتمر أريغ

أصول المزابيين 6: رافد سدراتة بعد خرابها 

أصول المزابيين 7: رافد سدراتة بعد حملة الميورقي 

أصول المزابيين 8: هل غزا الميورقي مزاب 

أصول المزابيين 9: رافد الزاب  

أصول المزابيين 10: رافد الزاب وغيره من المناطق بعد حملة بني هلال 

أصول المزابيين 11: نجدة مزاب لأهل وارجلان

أصول المزابيين 12:  البربر المعتزلة أصل ساكنة الوادي  

أصول المزابيين 13: لماذا انتشر الإعتزال في البربر ومزاب

أصول المزابيين 14: المعتزلة في مزاب لماذا  

أصول المزابيين 15:  بعض أفكار المعتزلة مذهب الزناتيين 

أصول المزابيين 16:  سبب إقبال زناتة على المعتزلة في مزاب 

أصول المزابيين 17: زناتة مزاب بدو بسطاء 

أصول المزابيين 18: زناتة البربرية  

أصول المزابيين 19: زناتة بنسبة مهيمنة  

أصول المزابيين 20: اللسان الزناتي و المزابي  

أصول المزابيين 21: الصحراء بمنأى عن التأثيرات الأجنبية    

أصول المزابيين 22: الميثولوجية البربرية آمون والكبش

أصول المزابيين 23:  بربر الصحراء الجيتول والنظام السياسي     

أصول المزابيين 24: بربر الصحراء يقاتلون الرومان مع يوغرطة 

أصول المزابيين 25:  بربر الصحراء مع تاكفاريناس لمحاربة الرومان

أصول المزابيين 26:  ثورة بربر الصحراء على يوبا الثاني والرومان  

أصول المزابيين 27: النوميد والجيتول يغزون أروبا مع حنبعل  

أصول المزابيين 28:  بربر الصحراء لا مع ماسنيسا و لا مع سيفاقص     

أصول المزابيين 29: حرب ماسنيسا وسيفاقص و معركة زاما 

أصول المزابيين 30:  التجار الفنيقيون في الصحراء وتحولهم إلى استعمار 

أصول المزابيين 31:  العصر الحجري بمزاب    

أصول المزابيين 32: معالم العصر الحجري   

أصل المزابيين 33: الإمتداد الجيني والأركيولوجي إلى إنسان العصر الحجري القديم

أصل المزابيين 34: العصر الحجري في مزاب الأدوات الحجرية

أصل المزابيين 35: أصل المزابيين : العصر الحجري النقوش و الرسوم الصخرية

أصل المزابيين 36: بربر الصحراء لم يعرفوا الاستعمار الوندالي والبيزنطي   

أصل المزابيين 37: نزوح البربر الاباضية من الزاب 

أصل المزابيين 38: متى سكن البربر في الصحراء 

أصل المزابيين 39: البربر يفضلون بناء القرى إغرمان 

أصل المزابيين 40 : من الحضارة القفصية إلى البربرية الاباضية 

أصل المزابيين 41 : معالم الحضارة الأمازيغية

أصول بني مزاب الأمازيغية

ⴰⵜ ⵎⵥⴰⴱ ⴰⵎⴰⵣⵉⵖ

Icon 09

إنّ بني مزاب أمازيغ, و يطلق على الأمازيغ كذلك اسم البربر، و البربر ينقسمون إلى قسمين : البرانس و هم أبناء برنس، و البُتر و هم أبناء مادغيس الملقب بالأبتر، و هما أخوان ، و من نسل مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام .

كلّ قسم من البرانس و البتر يتفرّع إلى شعوب كثيرة لا تحصى . و أحد شعوب البتر زْنَاتَهْ, و من بين شعوب البرانس كتامة و صناهجة.

يتفرع زناتة إلى خمسة فروع, من بينها وَاسِينْ , و من بطون واسين بنو مرين و بنو راشد وبنو بادين. و من أفخاذ بادين بنو مزاب المنتسبون إلى مزاب بن بادين بن محمّد بن زَحِّيكْ بن واسين بن يَصْلَتِينْ بن مَسْرَا بن زَاكِيَا بن وَرسِيكْ بن أَدِّيرَتْ بن جَانَا (أو شَانَا) جدّ زناتة .

إذن, فإن بني مزاب من أفخاذ بادين , أحد بطون واسين, الذي هو فرع من فروع زناتة , و زناتة أحد شعوب البُتر, و البُتر أحد قسمي الأمازيغ.(1)

-----------------

(1)الهُويَّةُ المِزَابِيَّةُ - أهمُّ عناصِرها و تشكُّلُها عبر التاريخ - تأليف : يوسف بن بكير الحاج سعيد  - المطبعة العربية  1432 هـ / 2011 م

أصول بني مزاب ولغتهم ولباسهم

     إنّ بني مزاب أمازيغ, و يطلق على الأمازيغ كذلك اسم البربر، و البربر ينقسمون إلى قسمين : البرانس و هم أبناء برنس، و البُتر و هم أبناء

مادغيس الملقب بالأبتر، و هما أخوان ، و من نسل مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام .

     كلّ قسم من البرانس و البتر يتفرّع إلى شعوب كثيرة لا تحصى . و أحد شعوب البتر زْنَاتَهْ, و من بين شعوب البرانس كتامة و صناهجة.

   يتفرع زناتة إلى خمسة فروع, من بينها وَاسِينْ , و من بطون واسين بنو مرين و بنو راشد وبنو بادين.

     و من أفخاذ بادين بنو مزاب المنتسبون إلى مزاب بن بادين بن محمّد بن زَحِّيكْ بن واسين بن يَصْلَتِينْ بن مَسْرَا بن زَاكِيَا بن وَرسِيكْ بن أَدِّيرَتْ بن جَانَا (أو شَانَا) جدّ زناتة .

   إذن, فإن بني مزاب من أفخاذ بادين , أحد بطون واسين, الذي هو فرع من فروع زناتة , و زناتة أحد شعوب البُتر, و البُتر أحد قسمي الأمازيغ.

       اللغة المزابية أمازيغية قربية جدا من القورارية و الشاوية و الشحلية و النفوسية . من خصائصها إمكان الابتداء بالساكن في مثل الكلمات : تْمَارْتْ , تْفَويْتْ , تْوَارْتْ . و من الخطأ استهلال كتابة هذه الكلمات بهمزة , قياسا على العربية التي تشترط الابتداء بالمتحرك .

   و من خصائص اللغة المزابية أيضا اجتماع ساكنين أو أكثر كما في الأمثلة السابقة .

     تختلف المزابية عن العربية بكون تاء التأنيث تتصدّر الاسم المؤنّث : تَبَجْنَ, تَزِيرِي . تِشْلِي . و قد يكون المؤنث في المزابية مختوما كذلك بتاء : تْفَاوْتْ , تَايْزِيوْتْ , تَغَلُّوسْتْ .

   و الملاحظ أنّ المزابية من جملة اللغات التي لا وجود فيها لصيغة التثنية .

   لقد من الله علينا في السنوات الأخيرة بكوكبة من الباحثين المهتمين باللغة المزابية و آدابها وقواعدها, لم يألو جهدا في نفض الغبار عنها و إحياء ما اندثر منها , خاصة عبر إذاعة غرداية الجهوية. وقد عانت هذه اللغة بعد الاستقلال من محاربة الحزب الواحد و النظام الاشتراكي البائد لها, و من تقزيم شأنها من طرف بعض المشايخ, كما عرفت في الخمسينيات من القرن الماضي عقوق بعض    

أبنائها الذي كانوا يسخرون ممّن كان يستعمل ـ مثل النساء ـ كلمات تَزَقَّا , اَدَلِي , أَحْبَا...

     و اللغة المزابية غنية بالأمثال والحكم التي تغنيك عن الكلام الطويل . و في التراث المزابي قصائد شعرية يتغنّى بها في مناسبات التعاون (تْوِيزَا) كوقت درس الحبوب للفلاحين, و وقت نسج الألبسة و الفرش للنسوة و أشعار أخرى خاصة بالأعراس والأعياد.

     و لا ينبغي أن نغفل عن الدور الذي قامت به المرأة في الحفاظ قديما على هذه اللغة قبل أن تكون عرضة للغزو الثقافي المتعدّد المصادر و الوسائل.

   أمّا الألبسة التقليدية للرجل البربري عموما فنجد منها القشّابية, وهي أحسن لباس في الشتاء, يقي من الزمهرير إذا تكالب, ومن المطر إذا اشتد, و لا تعوق الحركة. وقد كانت القشابية إلى عهد قريب لا تفارق المزابي في سفره شتاء ولا صيفا.

   و من الألبسة التقليدية كذلك البرنس الذي يوضع فوق القندورة. و قد كان إلى الخمسينات من القرن الماضي لا يجرؤ من يحترم نفسه على دخول سوق بني يزقن, وقت رواجها بين العصر و المغرب, من لم يرتد برنسه, و لو كان صبيّا دون الحلم.    

   و من الألبسة التقليدية أيضا الحائك الصوفي الأبيض الذي يميّز عندنا الطلبة عن العوام في المساجد والمناسبات الدينية والاجتماعية.

     و كان من العيب الكبير أن يظهر الرجل عاري الرأس دون أن يضع عليها شاشيّة أو يغطيها بعمامة.

     هذا عند الذكور, أما لباس المرأة و الفتاة فكان في القديم مقتصر على ملحفة تستر بها بدنها و أَخَمْرِي تغطي به شعرها و جيبها. هذا داخل البيوت. و إذا أرادت المرأة الخروج إلى الشارع تدثّرت بحائك من الصوف ساتر لجميع البدن مكتفية, للاهتداء في سيرها, بثقب واحد تبصر من خلاله. أمّا الفتاة البالغة غر المتزوّجة فيسمح لها بالكشف عن وجهها.

المصدر : الهُويَّةُ المِزَابِيَّةُ - أهمُّ عناصِرها و تشكُّلُها عبر التاريخ - تأليف : يوسف بن بكير الحاج سعيد  - المطبعة العربية  1432 هـ / 2011 م

أعراش ريان

الأعراش التي نزلت بالمنطقة قديما ومناطق وجودها

-                 عرش أولاد بن هزيلة: المسمون بالعفافرة صحراء بريان.

-                 عرش أولاد يعقوب: صحراء بريان.

-                 عرش المذابيح: صحراء بريان.

-                 عرش الفراشيش: المهراس الجوفي واد البئر.

-                 عرش بني قرط وأولاد أعقاب المداغ الغربي.

-                 عرش أولاد الحفيان: المداغ الجوفي.

-                 عرش أولاد سيدي عبد الله: واد الفرش.

-                 عرش أولاد سيدي الصالح: واد أنسا.

-                 عرش الزناخرة: وكان الزناخرة قسمين قسم منهم غربي والآخر شرقي؛ أما القسم الشرقي فهم من فيض غانم أسفل مع وادي أنسا و لاروي وواد البئر إلى وادي زقرير للقرارة مرعى وحرثا، وأما القسم الغربي لهم فحنية سيدي محمد بوسحابة جوفا وشرقا من واد فيض غانم شرقا وغربا للفياض والمقيتلة و وادي سطافة ومنهم فرقة نزلوا مع الشيخ سيدي أمبارك بن محمد وحنية بالوح أسفل حنية سيدي أمحمد بوسحابة، وأول صراع وقع في منطقة بريان كان بين الزناخرة والمذابيح وتدخل أولاد الحفيان بفض النزاع وكان السبب في رحيل عرش الزناخرة من بريان([1])، وانتقلوا إلى تطري عمالة بوغار، وفيما بعد جماعة بريان اشتروا من الزناخرة والزرقان الوادي المسمى بوادي أنسا من مكب الحلفاء إلى مكب واد البير بثلاث نعجات وخمسين برنوصا وأربعمائة ريالة عام 1100ه-1688م([2]).

 

ملاحظة: نتيجة لسنين الجدب شحت الطبيعة بمطرها، فمعظم هذه الأعراش حفروا آبارا وبعد نفاذ مائها انتقلوا من هذه المنطقة بعدما كانوا يسكنون الخيم ومعظمها لم يكن لها أثر في الكتب والوثائق ولم يتركوا لنا آثارا مادية.

عرش أولاد نوح:

متكون من العشائر التالية: أولاد بالناصر- أولاد عابو- أولاد بلفع – أولاد حل عينهم.

أولاد نوح: جدهم قاسم بن موسى بن محمد بن الشيخ أبو عبد الله بن محمد بن يحي بابه تجمى بن إبرهيم بن محمد بوسحابة *- دفين بالوح- بن الشيخ أبي القاسم بن نوح بن بجر بن طلحة بن بابكر بن عمي عيسى بن بابه والجمة([3]). الذين منهم: تربح ومن يليه ومنهم فريق في غرداية هم أولاد حل عينهم.

الشيخ بالناصر*: جاء الشيخ بالناصر بن يحي من وادي أكريرش مع البعض من فريق بني عسكر وأخيه وأسرهم فنزلوا غرداية عند الشيخ عبد العزيز بن يحي سنة 778ه/1376م وله أولاد ثلاثة وهم من بقية الإمام يعقوب بن أفلح وأصله من بني عبد الواد أمراء تلمسان. هو الناصر بن يحي بن أبو حمو بن الناصر بن يحي بن يغمراسن، ومكثوا مدة من الزمن، توفي الشيخ بالناصر سنة 839ه/1435م، وأخوه سليمان ليس له عقب، ودفنوا في الشعبة الغربية بغرداية وعليه مقام قريب من المقبرة المالكية([4])، بينما رحل أولاده وهم حمو وسليمان وإسماعيل وأحفاده وجماعة بني عسكر إلى بريان.

جماعة بني عسكر:

هاجر من تيهرت الأمير بن يعقوب بن أفلح وهو أحد أيمة بني رستم مع من اتبعه عام 296ه/909م، وذلك عند غزو الفاطميين لتيهرت، أولا وقع فيهم تشتيت فبقي بعضهم في حوز تلمسان وهم قبيلة بني عبد الواد الحاكمين، بعد ذلك افتراق أعراش بني عسكر بعضهم إلى وجدة وبعضهم إلى طنجة وبعضهم إلى الشارف، وبعضهم بقي في الأغواط فريق أولاد سرقين وبنو توجين وبنو مخرف وبعضهم ظل ملازما للإمام يعقوب واتبعوه، يرحلون وينزلون إلى أن وصلوا وادي مية قريب من وارجلان بحوالي ستة عشر ميلا وأسسوا فيه مدينة سدراتة، وشرعوا أولا في استخراج المياه وتشييد البنيان إلى أن صارت مدينة عامرة بالأهالي طولها ميلان في عرض ميل واحد ونشطوا في غرس النخيل والأشجار مدة نصف قرن وتوفي الإمام رحمه الله([5]).

فأولاد عابوا جدهم يحي بن السايح بن عابوا، وأولاد قاسم بن إبراهيم وأصلهم من فقيق بالمغرب الأقصى الذين ينتسب إليهم أولاد بلفع([6]).

فسبب خروج أولاد نوح و العفافرة مع أولاد باخة من غرداية هو الصراع الذي كان قائما هناك مما أدى بنزوحهم نحو الأغواط ثم وادي زقرير فأسسوا قصر لمبرتخ، وبعدها انتقل أولاد نوح والعفافرة إلى بريان فأسسوها عام 1005ه/1596م([7]).

عرش العفافرة:

   نتيجة للصراع الذي كان قائما في غرداية، فإن عشيرة العفافرة خرجت ونزح أهلها إلى الأغواط ونزلوا عند فرقة أولاد سرقين، فانشغلوا بحفر الآبار والفلاحة ومكثوا ثلاثين عاما، ولما عزموا على بناء مسجد أخرجهم أهل البلد في أسوء حال، فاتجهوا نحو وادي

أنسا وتبعوه إلى أن وصلوا ملتقاه مع وادي الكبش، أين حفروا بئرا وبنوا ديارا([8]).

عرش النشاشبة وأولاد يونس:

   وقع صراع في غرداية أدى إلى خروج بعض من أنشاشبة وأولاد يونس وهم من الإباضية الذين جاؤوا من الشرق من نفوسة الجبل، وهم من بلاد طرميسة وشيخهم العالم الطاهر بن يوسف، كان أثر قدمه وخف ناقته ونشابه يؤثرون في الحجر أين ما حل مجاب الدعوة.

جد النشاشبة: حمو بن زكريا بن داود بن عيسى بن محمد بن ينزار الباروني.

   جد أولاد يونس: أحمد بن موسى بن محمد بن صالح بن أبي القاسم بن يحي بن يونس بن ينزار الباروني، نزلوا غرداية وهم فرقة كبيرة، فلما وقع الصراع في غرداية أدى إلى خروج بعض منهم فقصدوا قصر الخنوفة بوادي أنسا حيث كان أولاد سيدي الصالح، ومكثوا مدة من الزمن واستقدمهم أولاد نوح إلى بريان.

عرش آل العطف:

وقع شنآن بين أهل العطف، فخرج البعض منهم قاصدين واد بريان فنزلوا عند ملتقى واد البئر مع وادي أنسا وحفروا حواسي قريبة الماء وأرادوا البناء واستقدمهم أولاد نوح إلى بريان.

عرش آل بنورة:

   تغلب أولاد عبد الله على أولاد أسباع في بنورة، وهدموا قصرهم وأخرجوهم تاركين ديارهم حاملين أولادهم وحريمهم مع إخوانهم أولاد داود عام 1200ه/1785م، فذهبوا إلى مطلق مهراس الجوفي القريب من واد البئر وأرادوا أن يعمروا فأدخلهم أولاد نوح إلى بريان ولازالت الآثار بتلك الأماكن*.

   وأولاد أسباع أصلهم من نفوسة من مدينة كباو، وهي الآن خالية، والدوام والبقاء لله. جدهم باحمد بن صالح بن بابش بن أحمد بن أبي بكر بن عمر بن عبد الله بن أحنين بن أسباع بن أبا القاسم بن عبد الله بن عبد الرحمان البابشي النفوسي([9]).

عرش آل عمي سعيد:

في سنة 854ه/ 1450م، جاء الشيخ عمي سعيد من الشرق وابنه أحمد، ولأحمد أولاد وأصلهم من نفوسة فقدموا جربة ومنها إلى غرداية وهما من بلد أدرف الجبل ثم سافر إلى ناحية فقيق بالمغرب الأقصى يتخبر أحوال الإباضية فلم يجد شيئا من ذلك إلا اللسان العربي والبربري فانعطف راجعا ولما نزل أخيرا غرداية، تزوج امرأة يقال من أولاد بابا والجمة، فرزق بولد اسمه موسى وله عقب بغرداية، وأما ابنه أحمد فقد سافر إلى المشرق وترك زوجته وابنه في غرداية، اسمه معطى ولقبه ميكيس وأمه حبيبة بنت الحاج عبد العزيز الجناوني، فأقام بغرداية وله فيها عقب إناث وذكر اسمه عيسى بن داود، وهذا ملقب بوكراع وترك ولدا اسمه بهون، وأما موسى بن الشيخ عمي سعيد فأولاده موجودون فارتحلوا إلى بريان.

   والشيخ عمي سعيد هو ابن موسى بن عيسى بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمان بن يوسف بن جودر بن حضر بن سام بن علوان بن أبوار بن ميسان بن شماد بن الشيخ عمي عامر بن علي([10]).

عرش أولاد سيدي يحي:

في منتصف القرن الثامن للهجرة /14م جاء سيدي سعيد بن سيدي يحي وإخوانه سيدي البخاري وسيدي أمحمد من جبل العلام بالمغرب الأقصى، فنزلوا عند الشيخ

إسماعيل بن موسى المقيم آنذاك في العطف جاءها أولاد يحي إلى العطف زائرين ومكثوا مدة بالبلاد فأكرمهم لما توسم فيهم الخير، وفرح بهم أهل القرية فتوجه سيدي أمحمد بن يحي للمشرق، ومات في توقرت بوادي ريغ، وأما سيدي البخاري فمات في العطف ولم يترك عقبا، وبقي أخوهما سيدي سعيد في العطف وتزوج ببنت من نسل سيدي إبراهيم بن مناد، وسيدي إبراهيم ليس له عقب ذكور إلا أنثى واحدة اسمها عائشة، فأنجبت معه سيدي أمحمد بورقبة، كان طويل العنق ولذلك لقبوه به، ثم بعد سنين عديدة سافر سيدي سعيد وترك ابنه المذكور في حجر أمه يراقبه الشيخ أيوب بن قاسم، عاش مائة وعشرين سنة، وتوجه سيدي سعيد للمشرق، ولما وصل واد أنسا نزل عند الشيخ محمد بن الطاهر بن سيدهم في قصر الخنوفة فأكرمه وكان يقرئ القرآن العظيم ويريد أن يتوجه للجريد لطلب العلم فرغبه الشيخ محمد بن الطاهر على أن يقيم عنده يعلم الصبيان، فمكث مدة شهرين واشتاق لبلاد الجريد بعدما تزوج امرأة من أولاد سيدي الصالح، وسافر وتركها بالحمل وبعد أربعة أشهر جاءهم نعي سيدي سعيد من المشرق"وعند تمام الحمل وضعت غلاما باسم أبيه سعيد بن سعيد فنشأ وتربى في حجر جده لأمه إلى أن كبر وبلغ سن الرشد فزوجته أمه بعد وفاة جده محمد بن سيدهم من بنات أحمد بن عبد الله فرزق منها ثلاثة أولاد وهم عبد الرحمان وأحمد وبالقاسم"[11] فكان أخا لأمحمد بورقبة من أبيه، وأما أخوه سيدي امحمد بورقبة فإنه نشأ في العطف وزوجته أمه بنتا من بني أحريز تسمى عائشة بنت إبراهيم بن عبد العزيز، يقال إنها أنجبت أربعة أولاد وهم: سلامة، أمبارك، عثمان، السايح.

أما أولاد مهدي فهم من ناحية تلمسان وهم عرش كبير يرحلون وينزلون في الصحراء إلى أن وصلوا العطف ونزلوا على أولاد بورقبة مكثوا هناك سنين، كذلك أصبح لهم إلى أن وصلوا العطف ونزلوا على أولاد بورقبة مكثوا هناك سنين، كذلك أصبح لهم شأن كبير عند أهل البلاد ومكانة لا ينازعهم أحد محبوبين بخلاف غيرهم من الأعراب.

   وكان أولاد بورقبة وأولاد مهدي يرحلون وينزلون في البلاد مع بعضهم البعض ويتوجهون إلى أولاد سيدي الصالح في واد أنسا لتفقد أخيهم سعيد بن سعيد وعندهم مواشي عنز وضأن، وفي عام 860ه/1455م توفي سيدي أمحمد بورقبة ودفن في المكان المعروف بالحسي (زلفانة)، وهو شريف النسب، وقبل هذه السنة توفيت زوجته الحريزية وتزوج امرأة أخرى من عرش الزناخرة تسمى رقية بنت الطيب الزنخري فأنجبت خمسة أولاد ذكور وهم محمد والطيب وسليمان وعبد القادر وأبو القاسم، وبعد وفاته حملتهم أمهم نحو أهلها الزناخرة وهم متوزعون بالناحية الجوفية صحراء أولاد نايل ومنهم في سيدي عقبة وفي نفطة من بلاد الجريد، بقي أولاد الحريزية يرحلون كذلك مع إخوانهم أولاد مهدي وفي عام 862ه/1457م،كانوا نازلين بوادي الشويخات بخيامهم وأهلهم، وقد انتشر فيهم وباء فمات كثير من النساء والصبيان ومن أعيان الجماعة سيدي السايح بن أمحمد وأخوه سيدي عثمان وأحمد الصغير وأخوه موسى، وفي ذلك العام رحل سيدي مبارك وأخوه سيدي سلامة، فأما سيدي مبارك فنزل في وادي بالوح على الشيخ حمزة المذبوحي وحفر حاسيا في مْلاقاة بالوح وشعبة المناخ من الشرق، ومكث هناك بأهله، وأما أخوه سيدي سلامة فرحل مع بيوت من إخوانه أولاد مهدي لناحية واد أنسا. ولما انبجس الماء في حاسي سيدي أمبارك، شرع في بناء دار في الجبل القبلي فلما وجد الماء قريبا من الأرض السهلة بعث لابن عمه سيدي بلقاسم بن سعيد فجاءه وشرع في حفر حاسي جوار حاسي سيدي أمبارك إلى أن ظهر الماء واتفقوا على العمارة فبدؤوا بتأسيس المسجد تحت الجبل القبلي المقابل لحاسي عبد الله بن سعيد، فوضعوا الحجر وهناك تزوج سيدي بلقاسم أفريحة بنت سيدي أمبارك ولم تمض إلا مدة يسيرة حتى توفي سيدي أمبارك بذلك الوادي وقبره مشهور وعليه مقام يزار شرقي الحاسي، وبعده بعشرة أيام توفي أخوه سيدي سلامة ودفن في مقبرة أرجال الزرقي.

   لما توفي سيدي أمبارك في وادي بالوح أقام بعده ابن عمه سيدي بلقاسم بن سعيد وطلب من بعض إخوانه أن يأتوا نحوه ليساكنوه، فلم يأت له أحد، واستوحش عند عند فراقه لسيدي أمبارك فرحل بجميع الأهل والأولاد وقصد عمه سيدي عبد الرحمان بن سعيد لوادي أنسا حيث محط رحالهم.

   وأما أولاد سيدي السايح بن أمحمد بورقبة والبعض من أولاد سيدي عثمان بن أمحمد بورقبة مع إخوانهم أولاد مهدي، لايزالون يرحلون وينزلون في العطف، وفي جهة بريان كان أجدادهم المتوفون في ترابه وإخوانهم أولاد سيدي سعيد بن سعيد ومن جهة العطف كذلك مع المحبة الجارية بينهم وبين أهل العطف([12]) .

عرش الدبادبة :

   نصبوا الدبادبة خيامهم بمكان معروف أوجُّوجنَ في بني يزقن (آت يزجن) عندما أخرجهم المذابيح من غرداية وكانوا رحلا وبسط الله عليهم الرزق، فوقعت بعض الحوادث مما أدى إلى وقوع الحوادث مما أدى إلى وقوع شنآن بين سكان بني يزقن وفرقة الدبادبة وحدث تصادم عنيف فيما بينهما حوالي 1116ه/1705م([13])، فارتحل الدبادبة منهم من رحل إلى وادي ريغ وبقي بعضهم متجولين في الصحراء وبعضهم انتقل إلى وادي نيمل "وفي عام 1280ه/1862م، جاء أعمر بن إبراهيم وعيسى بن محمد بن الطاهر واحمد بن النعجة بأولادهم ونسائهم إلى بريان"([14]).

عرش المخاليف:

مؤسس العرش سيدي مخلوف، موطنهم سيدي مخلوف، وهم قسمان: مخاليف الزرق الذين وطنوا سيدي مخلوف؛ ومخاليف الصحراء الذين وفدوا إلى بريان وتحالفوا مع أهلها للدفاع عنها في واقعة الشعانبة عام 1280ه/1863م([15]).

عرش الحرازلية:

   ينتسبون إلى الشيخ أحمد بن حرز الله موطنهم حاسي الدلاعة بالأغواط[16]، وأول العائلات التي وفدت إلى بريان هي عائلة بلحوت والتي نزلت في عشيرة أولاد بناصر[17].

عرش الشعانبة:

   وفدوا إلى مناطق الواحات وتوطنوا جهات وارجلان المنيعة ومتليلي منذ القرن السادس عشر الميلادي، وهم يتكونون من عشائر عديدة والعائلات الأولى التي وفدت إلى بريان عائلة صيفية التي نزلت ف عشيرة أولاد بناصر[18].

عرش العطاطشة:

   وهم ذرية أخوين أولاد عيسى وأولاد عطاش[19]، كانوا يخيمون بجوار القرارة في الصيف والخريف ويبتعدون عنه في الشتاء والربيع فقد استقدمهم أهل القرارة في القرن الثامن عشر الميلادي[20]. ووفدت بعض العائلات منهم إلى بريان.

عرش أولاد السايح:

   يرجع نسبهم إلى محمد بن أحمد بن علي بن يحي (السائح) القادم من تلمسان عبر الونشريس وصحراء الأغواط وبريان وواد النساء إلى أن حط رحاله بجلالة (أجلو) سنة 1449م([21])، ويعد مؤسس العرش موطنهم الطيبات بلدة أعمر توقرت وبعد مدة من الزمن وفدت بعض العائلات منهم إلى بريان.

عرش أولاد نايل:

   ينتسبون إلى محمد بن عبد الله الملقب نائل(سيدي نائل)([22]) أماكن استقرارهم بالأطلس الصحراوي والهضاب العليا جنوب التيطري([23]) موطنهم مسعد وسد الرحال بولاية الجلفة، و وفدت بعض العائلات منهم إلى بريان.

وهنالك عائلات تنتمي إلى فرق أخرى: رحمان...

وفي الحقيقة إن هذه الأعراش متباينة الأنساب توافدوا من قرى وادي مزاب ومن أقاصي البلاد فيهم البربري والعربي بعد انقراض الدولة الرستمية وخراب سدراتة، أو أثناء الفتن الداخلية.

 

الأعراش في مرحلة تأسيس بريان 1005هـ/1596م.

خرج أولاد نوح والعفافرة من غرداية مع أولاد باخة إثر اصطدام بين الصفين (الشراقة والغرابة) فتوجهوا إلى الأغواط، وكان ذلك حسب موتلنكسي في القرن السادس عشر الميلادي، ولما وصلوا نزل أولاد باخة على فرقة الأحلاف، والعفافرة وأولاد نوح على فرقة السرغين، فاشتغلوا في حفر الآبار والفلاحة والتجارة ثلاثين عاما، ولكن لم يدم مقامهما طويلا في هذه المدينة فأخرجهم أهل البلد فرقة بعد أخرى، ثم انتقلوا إلى موضع بوتركفين([24]) ،ثم التقوا جميعا في منطقة تسمى "مْلاقا بن سيدهم" عند تقاطع وادي الكبش ووادي أنسا وبعدها توجهوا إلى وادي زقرير هروبا من بطش قطاع الطرق فشيدوا قصر المبرتخ الذي أخذ يزدهر وينمو بسرعة فائقة، لم ينعم أهالي قصر المبرتخ بالأمن والاستقرار طويلا فتصارع أولاد نوح والعفافرة مع أولاد باخة، واستقدم أولاد باخة سلطان بن جلاب حاكم تقرت فحاصروا قصر المبرتخ ليتمكن أولاد باخة من تأسيس قرية لهم على كدية العقارب سموها القرارة وبعد رحيل ابن جلاب من المنطقة تصارع الطرفان وتمكن أولاد باخة من هدم قصر المبرتخ وتخريبه، فارتحل أولاد نوح والعفافرة إلى الموقع الحالي لبريان على ملتقى وادي السودان ووادي بالوح، ليشيدوا مدينة جديدة عام 1005ه/1596م([25]) ، وانضم إلى المؤسسين في فجر تاريخها أولاد يحي الذين كان يسكن فريق منهم وادي أنسا والآخر مدينة العطف وهم مالكية المذهب، وكان لهم علاقة وطيدة مع أولاد نوح عبر التاريخ، ثم استقدم أولاد نوح كل من النشاشبة وأولاد يونس وأولاد بونورة والعطف، والتحق بهم أولاد عمي سعيد من غرداية، وبدأ ينمو قصر بريان بازدهار العمران، وعمرت البلاد بغرس النخيل والأشجار،

   واستوطنوه وعاشوا معا متعاونين على عمارته وحمايته والدفاع عنه في عدة وقائع منها مع المذابيح:

واقعة الباقل الكبير (في الراقوبة الصفراء بواد أنسا) 1130ه/ 1717م.

واقعة العويجة ببالوح.

واقعة المداغ الغربي.

واقعة الشعانبة عام 1280ه/1863م([26]).

   ثم انتقل إلى بريان بقية الأعراش الأخرى من المخاليف والدبادبة والحرازلية والشعانبة والعطاطشة وأولاد السايح وأولاد نايل ورحمان... في فترات زمنية متلاحقة وهم عرب مالكية، وعاشوا متجاوزين ومتعاونين في سلم وأمن وهناء في مدة زمنية طويلة وازدهرت البلدة في شتى المجالات إلى أن وقع شنآن بين المتساكنين مما أدى إلى مشادات في عدة وقائع منها:

واقعة بين المتساكنين السبت 23جوان 1990م.

واقعة بين المتساكنين الأربعاء 19مارس2008م.

واقعة بين المتساكنين الخميس 10أفريل 2014م

واقعة بين المتساكنين الخميس 13جوان 2015م.

   لقد قام الاستعمار بإذكاء نار الفتنة بين الأعراش المتساكنة* بالمنطقة وفرضت عليها سياسة "فرق تسد"، وشهد وادي مزاب عبر التاريخ فتنا داخلية مما أدى إلى إضعافه وإنهاك قواه وبسط السيطرة والهيمنة عليه*([27]) .

أسماء بعض المشايخ وأعيان المزابيين قديما في بريان:

-حمو بالناصر.-سليمان بالناصر.- اسماعيل بالناصر.

-إبراهيم بن كاسي- كاسي بن كاسي- باحمد بن كاسي.

-سليمان بن ببهون- سليمان بن علي – بابه بن حمو- عمر بالناصر.

-حمودة بن صالح.- باحمد بن يحي.

-سليمان بن الناصر الباعوش- كاسي بن عابو.

-باسعيد بن كاسي بن بابه.- باسعيد بن الحاج علي بن عسكر.

أسماء بعض المشايخ والضمان العرب قديما في بريان:

-سعيد بن موسى بن علي- مبارك بن علي- سليمان بن أحمد المهداوي- الطاهر بن عبد الرحمان- محمد بن السايح- المسعود بن السايح.

-محمد بن قله – محمد بن زنبط- أسماحي بن لاعجال- ابراهيم بن أحمد.

-الطاهر بن شاعة: ضامن في أولاد خديجة.

-أسماحي بن سليمان: ضامن في الفريحات.

-العموري بن عيسى: ضامن في القسامة.

-محمد بن عيسى: ضامن في أولاد الشبن والمهادة.

-سليمان بن السايح: ضامن في أولاد بورقبة.

-أحمد بن الطيب: ضامن في أولاد بالخاوه.

-محمد بن مخلوف: ضامن في أولاد موسى بن إبراهيم.

- القيسي بن إبراهيم: ضامن في الدبادبة.

   هؤلاء الرجال كبراء الفرقات ويكونوا داخلين في جماعة البلاد مع جماعة بني مزاب في بريان ويتفقوا على ما يصلح بهم ويتبعون قانون البلاد كما في المسجد([28]).

 


) –الحاج إبراهيم بن الحفيان: أعراش بريان، مخطوطة يوم 24شوال عام 1206ه ورقة 2. [1](

) –عقد شراء جماعة بريان واد انسا من الزناخرة والزرقان عام1100ه، توجد نسخة منه عند المؤلف انظر العقد كاملا في آخر الكتاب[2](

([3]) الحاج محمد بن يوسف اطفيش: الرسالة الشافية، طباعة حجرية، ص64.

(2) –امحمد بن التومي: تقييد وبيان منقول من تأليف الشيخ بايوب بن قاسم العطفاوي من خط يده، في تاريخ واد مزاب،(رسالة مغنيةفي تاريخ بريان وواد مزاب) مخطوط) 1278ه ورقة 13. والسنوات أخذت من معجم أعلام الإباضية الجزء الثاني 1999م ص.165

(*) –سيدي امحمد بوسحابة : هو جد عرش أولاد نوح بريان مات سنة 687ه ضريحه موجود فوق الهضبة بسيدي بوسحابة ببالوح، الشيخ بالناصر هو نفسه الشيخ بامحمد بناصر على حسب المعطيات التي توصلت إليها.

)(2)- امحمد بن التومي: المرجع نفسه، ورقة 07-16.[5](

) –محمد بن علي بن أبو حميدة: هذه بلاد غرداية وعمارة واد مزاب وبلدانهم الذي كانوا فيها قبل مزاب(مخطوط) 945ه، ورقة 14.[7](

)-يوسف بن بكير الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، المطبعة العربية غرداية، ط1، 1992م، ص60.[8](

 ([9])- امحمدبن التومي:المرجع نفسه، ورقة 13.

(*) –يوجد في تلك الأماكن بعض الأطلال وكذلك نجد آبار صغيرة العمق تعرف بـ ـلعتاعيت منها ماهو مغمور بالتراب ومنها ماهي صالحة يوجد بها الماء وهي في وسط مجرى الوادي، وليس ببعيد منها توجد مقبرة وتعرف هذه المنطقة بالزايرات.

)-امحمد بن التومي: رسالة مغنية (مخطوط )، ورقة 14.[10](

)-محمد بن الخيذر بن محمد بن أحمد بن يوسف الملياني: تاريخ أولاد سيدي يحي في الصحراء ودخولهم إلى بير ريان ، مخطوط، عام 1222ه، ورقة 14.  [11](

)-أمحمد بن التومي: رسالة مغنية(مخطوط) 1278ه، ورقة9-10-11.[12](

)- يوسف بن بكير الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب دراسة اجتماعية واقتصادية وسياسية، ط2، 2006م، ص94.[13](

)- امحمد بن يوسف التومي: المرجع السابق ورقة 26.[14](

)-مقابلة مع الحاج علي بن عيسى لطرش19ديسمبر1996م.[15](

)-محمدرميلات: مقدمةفي دراسة مجتمع الحرازلية، مطبعة رويغي الأغواط،ط1، 2011م،ص18.[16](

)-مقابلة مع الحاج إبراهيم بن علي لعساكر(الزعيم)،02 فيفري 1996م.  [17](

)-حمو محمد عيسى النوري:نبذة من حياة المزابيين الدينية والسياسية والعلمية من سنة 1505م، إلى 1962م، ص128.[18](

)-نفس المقابلة مع الحاج ابراهيم بن باعلي(الزعيم).[19](

)-حمو محمد عيسى النوري: مرجع سابق، ص122.[20](

)-يوسف بن بكير الحاج سعيد:تاريخ بني مزاب دراسة اجتماعية واقتصادي وسياسية، ط2، 2006م، ص78.[21](

)-عبد القادرموهوبي السائحي الإدريسي الحسني:ومضات تاريخية واجتماعية لمدن وادي ريغ ومزاب وورقلة والطيبات والعلية والحجيرة، دار البصائر الجزائر، 2010م،ص45.[22](

 

)-عامر محفوظي: تحفة السائل بباقة من تاريخ سيدي نائل، مطبعة دارأسامة باب الزوار، 2006، ص8. [24](

)-عبد القادر موهوبي السائحي الإدريسي الحسني، نفسه، ص163.[25](

)-هذا المكان هو عبارة عن واد يسمى واد بترفكين يبعد عن مدينة بريان في شمالها بحوالي 115كلم أي 35كلم جنوب مدينة الأغواط. [26]( (*)–التأسيس بمفهومه الحضاري في بناء المدينة بتشييد العمران ووضع الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والحضارية.

)[27]( fondation sa puis de GUerara M’zab le sur historiaues notes :c ;de ;A Montylinski-Alger ;1885 ;p18et7 .أنظر كذلك محمد بن علي بن أبو حميدة،(مخطوط) ورقة 14-44.

)- أحمد بن التومي: رسالة مغنية(مخطوط) ، ورقة 15-17-22-70-71.[28](

 

المرجع  بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص22 34

أعرق 10 أنظمة إجتماعية

أعرق 10 أنظمة إجتماعية وضعها الامازيغ مند القدم(1)

يتميز المجتمع الامازيغ بشمال افريقيا مند القدم بإعتماد أنظمة إجتماعية غاية في العدل و المساواة لتنظيم شؤون المجتمع و مختلف العلاقات الإجتماعية والإقتصادية بين افراد المجتمع الامازيغي ، وكانت هذه الانظمة الاجتماعية ذات طبيعة ديموقراطية وقائمة على المساواة قبل شيوع مبادئ وقيم الديموقراطية الحديثة في جل انحاء العالم ، وكانت هذه الانظمة تتوارثها الاجيال الامازيغية مند القدم وكانت فعالة في تحقيق العدل والسلام في المجتمع ومنع الفوضى والحيف والظلم بين افراد المجتمع . وهذه الانظمة الاجتماعية الامازيغية دليل حي على ديموقراطية المجتمع الامازيغ مند القدم ومثال حي على قدرة الامازيغ على السمو بالحياة نحو أخلاق الخير والتضامن والتعايش السلمي مند القدم ، ولاتزال بعض هذه الانظمة الاجتماعية سائدة حتى اليوم في كثير من المناطق الامازيغية المحافظة على الاعراف والتقاليد الامازيغية ، لكنها إختفت في بعض المناطق الاخرى بسبب الهجرة المكثفة نحو المدن وشيوع الانظمة الرسمية للدولة من بين هته الانظمة :

1ـ نظام تويزاⵜⴰⵡⵉⵣⴰ :

تويزا وتنطق أيضا تيويزا جمعها تيوازوين وهي أحد الانظمة الاجتماعية الامازيغية القديمة السائدة مند القدم في المجتمع الامازيغي والتي تجسد قيم التضامن والتآزالجماعي من أجل المصلحة العامة ، ويتمثل هذا النظام الاجتماعي الامازيغي العريق في الاتحاد وتوزيع الادوار لإنجاز الاعمال والاشغال ذات المصلحة العامة . ويتم الامر باجتماع الجميع للنقاش في مكان معين للإتفاق على نوع المشروع أوالعمل ومدى منفعته وأهميته الكبرى للجميع، ثم يتم توزيع الادوار كل حسب جهده وخبرته، أما من يشق عليه العمل أو لا خبرة له فيتولى المساهمة بالادوات اللازمة او بالطعام ، ثم يتم الاجتماع في اليوم المحدد لمباشرة انجاز العمل بشكل جماعي كل حسب دوره و طاقته و جهده وخبرته حتى يتم الانتهاء من هذا العمل، وكان الامازيغ يعتمدون هذا النظام قديما لشق الطرق وبناء القناطر وحفر الآبار وإصلاح قنواة الري المشتركة.. وكل الاعمال ذات المصلحة العامة، وكان الفلاحون الامازيغ يلجأون أيضا لهذا الظام للقيام بالاشغال الفلاحية كالحرث والحصاد خصوصا لمن تعذر عليه ذلك منهم بسبب المرض وغيره

2ـ نظام تيمّوغراⵜⵉⵎⵎⵓⵖⵔⴰ :

نظام تيموغرا هو نظام اجتماعي امازيغي ديموقراطي عريق كان سائدا لدى جميع القبائل الامازيغية مند قرون للفصل في المنازاعات بين افراد المجتمع بشكل ديموقراطي عادل دون حيف او ظلم لاي طرف، ويسمى الشخص الذي يتولى المنصب :" أمغار". وكانت طريقة تنصيب أمغار بأن يجتمع رجال القبيلة جميعا في مكان محدد لإختيار أحد أفراد القبيلة بالاغلبية حسب معايير محدد ، غالبا ما يكون الشخص المختار أكبر سنا و معروفا بنزاهته و برزانته وبحكمته وخبرته وفطنته ، ومشهودا له بالصدق و الأمانة ، ليتولى منصب أمغار ، كي يبث في المنازعات والخصومات بين الافراد و العائلات وإصدار الاحكام واتخاد القرارات مستعينا ببعض الامناء من اختياره يسمون "إنفلاسن" يتخدهم كمستشارين ، ويتولى أمغار أيضا تمثيل القبيلة عند المفاوضات مع القبائل المجاورة ، و هذا المنصب يكون تطوعا دون أجر أو تعويضات . و يمثل أمغار السلطة العليا للقبيلة و يكون مهيب الجانب ، يحتكم اليه جميع السكان للفصل بينهم في نزاعاتهم وخصوماتهم العامة و الخاصة، وتكون أحكامه نافدة بقوة العرف ، و يتولى كذلك إدارة الجلسات المحلية التي تناقش الطوارئ و المشاكل المستجدة و قضايا القبيلة لإتخاد القرارات المناسبة ، و فوق هذا كله كان ينبغي له ان يكون ديبلوماسيا قادرا على التفاوض بنجاح مع إمغارن القبائل المجاورة عند المنازعات المحتملة بين القبائل

3ـ نظام تاضاⵜⴰⴷⴰ

نظام إجتماعي أمازيغي ضارب في القدم، دأبت على ممارسته قبائل الامازيغ مع بعضها عبر التاريخ في المغرب خصوصا ، ويثمل هذا النظام في إقامة حلف مقدس وفق طقوس معينة بين القبائل يسمى بالامازيغية "تاضا" للإتحاد والدفاع المشترك وبموجبه تصبح العلاقات والمعاملات بين أفراد تلك القبائل الامازيغية تطبعها الاخوة والاحترام والتضامن بالضرورة كالاسرة الواحدة. ويحدد هذا النظام أيضا الالتزامات الاجتماعية لتلك القبائل مع بعضها ، وكذا العقوبات التي تترتب عن كل من أخل بتلك الالتزامات. ويتم تجديد ميثاق هذا النظام سنويا ، حيث تسقبل القبائل بعضهما بالتناوب مرة كل سنة لتجديد العهد في اجواء تسودها الاخوة والمحبة والاحترام المتبادل، اظافة الى واجب الظيافة ، وتبادل الاراء حول المصالح المشتركة وتسوية جميع الخلافات حبيا وفق اعراف خاصة . وهذا النظام هو السر وراء الهزائم الكبيرة التي تكبدها الاستعمار الاوربي في المغرب من طرف القبائل الامازيغية حيث كانت جميع القبائل الامازيغية المنضوية تحث هذا الحلف تهب بقوة وبكل ثقلها لنجدة غيرها بالضرورة بمقتضى هذا النظام الامازيغي العريق.

4ـ نظام تافكورتⵜⴰⴼⴳⵓⵔⵜ

تافكورت هو نظام اجتماعي أمازيغي قديم أيضا كان معمولا به لدى القبائل الامازيغية لتنظيم عملية الاستفادة الجماعية من محاصيل الملك الجماعي كالبساتين الجماعية والمحاصيل المشتركة المختلفة كجني ثمار الزيتون أو جمع الكلأ أو الحطب وحتى الصيد وغيرها ، و كان يقتضي هذا النظام الاجتماعي الاعلان في وقت معين في السنة عن عدم القيام بأي عمل بمنطقة معية أو المساس بمنتوجها إلا بشكل جماعي في تاريخ محدد يتم الاعلان عنه لاحقا باتفاق الجميع، وكل من خالف هذا الشرط او ظبط يستفيد من المنتوج المشترك قبل التاريخ المحدد من طرف حراس نزهاء يتم تخصيصهم لهذه المهمة يدفع غرامة رادعة تسمى "تافكورت" و تكون من نصيب اؤلائك الحراس ،وهي ضعف ما أخده المخالف في الغالب، وكل هذا لردع المخالفين ولضمان نصيب عادل لكل أسرة ومردودية جيدة للجميع

 

5 ـ نظام تاوالاⵜⴰⵡⴰⵍⴰ

يتمثل هذا النظام الاجتماعي الامازيغي الديموقراطي الراقي الذي وضعه الامازيغ مند قرون في تنظيم عملية الاستفادة الجماعية من المرافق المملوكة للخواص مثل معاصير الزيتون وطواحين الحبوب وأفران الخبز "أفارنو" وآبار المياه ..الخ ، بحيث أن هذه المرافق رغم أنها مملوكة للخواص إلا ان هذا النظام الاجتماعي الامازيغي الديموقراطي القديم كان يقتضي أن يستفيد من تلك المرافق جميع أفراد المجتمع بالتساوي، بحيث لا يحق لصاحبها تعطيلها دون عذر مقبول ، كما لا يحق له بمقتظى هذا النظام الاجتماعي الامتناع عن تقديم الخدمة لاحدهم حتى لو كان عدوا له ، كما لا يحق له تقديم من يشاء أو تأخير من يشاء، بل يجب عليه تقديم الخدمة بالمساواة للجميع ، كما يجب على الجميع بمقتظى هذا النظام الالتزام كل بدوره دون أن يستحود احدهم مهما كانت مكانته الاجتماعية على دور فرد أخر مهما كان ضعيفا

 

6ـ نظام أسْنْفْلⴰⵙⵏⴻⴼⵍ

كان هذا النظام الاجتماعي الامازيغي العريق سائدا بجل المناطق الامازيغية حتى الامس القريب، ويتمثل هذا النظام في وجوب تبادل القطع الأرضية بين الاسر الامازيغية حسب المصالح المشتركة بين الاطراف المتبادلة إذا إقتضت الضرورة ذلك مثل القرب من المسكن أو للبناء أم منافع اخرى

 

7ـ نظام تيبضيتⵜⵉⴱⴹⵉⵜ

هذا النظام يتم اعتماده في عدة جوانب في المجتمع الامازيغي التقليدي مثل توزيع حصص المياه المشتركة المخصصة لسقي الحقول بدقة وبشكل عادل بحيث تتناسب حصة كل فرد مع مساحة حقله ونوع الغلة المزروعة ودرجة حاجاتها للماء ، ولا يمكن لاي احد ان يستحود على حصة اخر بقوة العرف، وكان هذا النظام فعالا في ضمان استفادة الجميع من مياه الري المشتركة بشكل عادل . ومن الطريف أن هذا النظام يتم تطبيقه ايضا عند الاكل الجماعي في الاعراس وغيرها بحيث هناك من يكون نهم جدا اوسريع الاكل كالشباب وفئة اخرى بطئة الاكل كالشيوخ .. بالتالي يتم اعتماد نظام "تيبضيت"كي ينال الجمع نصيبه من الطعام بالتساوي خصوصا اللحم

 

8ـ نظام تاكشوضتⵜⴰⴽⵛⵛⵓⵜ

كان يتم اعتماد هذا النظام الاجتماعي لدى الامازيغ مند القدم ويتمثل في الاحتكام للصدفة لتحديد الادوار دون تحيز أولتوزيع الأنصبة من الاشياء غير المتجانسة ، وذلك بطريقة يرتضيها الجميع دون إنحياز لطرف أو آخر، وهو نظام شبيه الى حد كبير بنظام القرعة المتعتمد اليوم في إقصائيات المونديال لتصنيف الفرق المؤهلة داخل مجموعات بالاحتكام الى الصدفة دون انحياز او غش اومحابات لأي طرف او ضد طرف اخر .

 

9ـ نظام تادلالتⵜⴰⴷⵍⵍⴰⵍⴻⵜ

يتم اعتماد هذا النظام لتصريف وتوزيع الاشياء والمنتوجات الفائضة المتحصل عليها من المساهمات الجماعية والهبات والهدايا وغيرها التي تقدم في الحفلات التقليدة العامة ، وذلك بشكل عادل بحيث يتم الاجتماع في مكان معين لعرض الاشياء والمنتوجات الفائضة أمام العموم وتبدأ عملية البيع لمن يرغب في الشراء أمام انظار الجميع ، ثم يخصص جزء تلك العائدات لاطعام الضيوف والحاضرين وجزء اخر كمصاريف حفل السنة القادمة .

 

10ـ نظام أفوسⴰⴼⵓⵙ

يتمثل هذا النظام الاجتماعي الامازيغي في وجوب الإعارة الجماعية للأمتعة اللازمة والاواني والمفروشات كالاطباق والزاربي وغيرها لكل من يقيم حفلا جماعيا يحضره جمع غفير من الناس كالعرس عند الزواج او العقيقية أو تأبين فقيد .. الخ حيث يتوجب على كل اسرة بمقتظى هذا النظام مساعدة صاحب الحفل بالفائض لديها من الاواني أوالمفروشات ويتم إستعادة تلك الامتعة بعد إنتهاء الحفل .

-----------------------------------

(1) موقع Portail Amazigh

أعلام الإباضية السوافة

أسماء بعض أعلام الإباضية السوافة

Icon 09

هذه قائمة بعض  الفقهاء السوافة الإباضية:

ـ أبو طاهر إسماعيل بن أبي زكريا السوفي ( النصف الثاني من القرن الخامس القرن 11م)، وهو من فقهاء الإباضية وحملة علمهم وله فتاوى كثيرة ومؤلفات عديدة، وكان مسكنه في ورجلان.

ـ سارة اللواتية السوفية (النصف الثاني من القرن الخامس الهجري 11م)، ومسكنها سوف، صالحة عابدة، كانت تروي أشعارا بالبربرية، كانت تأوي الشيوخ وتزورهم طلبا للعلم.

ـ عبد الله المنصور النصيري السوفي( القرن الخامس هجري)، من بني منصور بوادي سوف، تذكره المصادر الإباضية مقاتلا لحماد بن بلكين الزيري في حصاره لقصر وغلاتة.

ـ أبو عثمان خليفة بن عمارة السوفي المارغني(أواخر القرن الخمس وبداية القرن السادس الهجريين)، وهو من زواغة بجربة..

وللإباضية علماء درسوا في سوف، منهم: أبو الربيع سليمان بن علي، وأصله من تيمجار في جبال نفوسة بليبيا. وكذلك الربيع بن يخلف الوسلاتي المزاتي النفطي القابسي...

عن صفحة : أمازيغ أزناتة وادي سوف

أعلام ومشائخ بريان

  • عبد الرحمن بن عمر بكلِّي الشهير بـ البكري

    Icon 07
    عالم جليل، وشخصية مرموقة، ولد بالعطف، وعُرف بالبكري نسبة إلى أبي بكر الصديق الذي ينهي نسبه إليه. تعلَّم القرآن ومبادئ التوحيد بمحضرة المسجد العتيق بالعطف، وأخذ مبادئ اللغة الفرنسية بالمدرسة الرسمية بها. حفظ القرآن الكريم واستظهره في مقتبل العمر، ودخل حلقة إروان - حفظة القرآن - في سنة 1921م. درس علوم اللغة والشريعة على عمِّه الشيخ الحاج عمر بن حمو بكلِّي بمعهده؛ كما أخذ عن الشيخ يوسف بن بكير حمو علي في دار إروان بالعطف؛ ثمَّ انتقل إلى...


    اقرأ المزيد

  • الشيخ محمد بن علي دبوز

    Icon 07
    ولد ببريان، إحدى قرى مزاب بالجنوب الجزائري في سنة 1337 ﻫ، الموافق لفبراير سنة 1919م، من والد يحب العلم والعلماء إلى درجة جعلته ينذر ولده للعلم وهو جنين في بطن أمه. وفيها نشأ وترعرع تحت رعاية أبوين اعتنيا به وربياه تربية إسلامية صحيحة فغرسا فيه حب العلم والعلماء والأخلاق الحميدة والروح الدينية والوطنيةلما بلغ السادسة من عمره أدخله والده الكتَّاب في مسقط رأسه، فتعلَّم فيه القراءة والكتابة و...

    اقرأ المزيد

  • الشيخ بكير بن محمَّد أرشوم

    Icon 07
    شيخ فاضل، وعالم بارز، ولد ببريان سنة 1927م، توفي أبوه وهو ابن سنتين، فتولَّت أمُّه بِيَة بنت صالح لَعْسَاكر تربيته ورعايته.الشيخ بكير أرشوم دخل المحضرة والمدرسة الرسمية للاستزادة بالمبادئ الأساسية للعلوم، وفي الحادية عشرة من عمره فَقَدَ بصره، فرجع إلى المحضرة لحفظ القرآن الكريم، ثم انتقل إلى...

    اقرأ المزيد

  • الشيخ محمد البرياني

    Icon 07في ربيع الثاني 1332م، الموافق لشهر مارس 1914م فجع وادي ميزاب بل العالم الإسلامي في عالم كبير، قطب الأئمة الشيخ محمد بن يوسف أطفيش رحمه الله ولم ينته شهر مارس من السنة نفسها حتى وضعت السيدة: لالة بنت عمر أولاد داود، ولدا ذكرا أبى والده السيد: امحمد بن عيسى بن الحاج داود أولاد داود- إلا أن يسميه “محمد” رغم أنه يحمل هو نفسه اسم محمد، وأصر على ذلك ليكون ابنه محمودا في الأرض والسماء إن شاء الله، كما قال عبد المطلب في حفيده سيدنا محمد عليه السلام لما سماه محمدا، وتيمنا بفقيد الإسلام، الشيخ أطفيش رحمه الله، رجاء أن يخلفه...

    اقرأ المزيد

  • الشيخ محمد بن إبراهيم الطرابلسي قرقر

    Icon 07
    هو الشيخ محمد بن الحاج إبراهيم بن سليمان ڤرڤر، لقّب بالطّرابلسي لولادته ونشأته في طرابلس الغرب (عاصمة ليبيا). هاجر والده عام 1885م من بريان قاصدا طرابلس، حيث ولد الشيخ يوم السبت 20 ربيع الثاني 1304هـ، الموافق لـ: 15 جانفي 1887م لما أتمّ الشيخ العام الرابع من عمره أدخله والده الكتّاب، فحفظ القرآن الكريم على يد المقرئ الشيخ محمد بن عبد القادر الفزّاني المرزقي، وأتمّ حفظه واستظهره عام 1318هـ/1900م بالرّوايات السّبع (وعمره أربعة عشر عاماً). كما...

    اقرأ المزيد

    اقرأ المزيد

  • بودي الحاج حمودة

    Icon 07
    في سنة 1961م، تعرَّضت مدينة بريان من ولاية غرداية، إلى حصار شديد من طرف الجيش الفرنسي الاستعماري، بعد وشاية من طرف أحد العملاء بوجود مجاهدين يختبئون داخل البلدة، بتواطؤ من بعض سكَّانهاوفي هذا الحصار، أخرج المستعمر جميع رجال البلدة من شباب وكهول وشيوخ إلى محتشد خارج البلدة، في ساحة بودواية، ولم يترك داخل المدينة إلاَّ الاطفال والبنات والنساء، وكان الأمر مقلقا جدًّا وحرجا للغاية عند الرجال وأهل الحل والعقد في البلدة، مخافة أن يكتشف الجنود مخابئ المجاهدين، أو يعيثوا ظلما وفسادا في أعراض وحرمات وأموال السكانأمام هذا الوضع المؤلم المزعج، هبَّ فجأة الشيخ: الحاج حمُّودة بودي (رحمه الله) مؤذِّن البلدة آنذاك من بين الشيوخ وأعيان البلدة، فتوجَّه إلى الضابط المكلَّف بحراسة المحتشد، فقدَّم له نفسه على أنَّه.....

    اقرأ المزيد

  • حمُّو بن الناصر الداغــــور

    Icon 07
    من بريان، تثقَّف على يد والده، ثمَّ هاجر إلى تونس في أوائل العقد الأوَّل للقرن العشرين، وهو من أوائل الميزابيين الذين قصدوا تونس طلباً للعلم، والتَحَق بالخلدونية والزيتونة، وبرز في علوم الشريعة والعربية، والرياضيات. ثم حضر دروساً عند القطب الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش (ت:1332هـ/1914م) ببني يسجن. له شعر قال عنه أبو اليقظان...


    اقرأ المزيد

  • حمُّو بن داود بن عبد الله دَبوز

    Icon 07
    من المجاهدين بسلاحه، وماله، كان تاجراً بقسنطينة، اتخذ مركزاً خارج دكَّانه للجنود والمسؤولين في جبهة التحرير، يعقدون فيه اجتماعاتهم، ويتولَّى هو السهر على ضرورياتهم من مأكل، وملبس. كان وسيطاً للحكومة المؤقَّتة بتونس، ينقل الملفات والتعليمات للولايات، فألقي عليه القبض، وعذِّب، ثم سجن ثمانية أشهر. وكان إلى ذلك مشاركاً في الحركات الإصلاحية والعلمية بقسنطينة، وهو من مؤسِّسي دار الطلبة التابعة....


    اقرأ المزيد

  • الأستاذ باعلي بن عمر بعوشي

    Icon 07
    ولــــد الشيخ باعلي بن عمر بعوشي، في 16 نوفمــبر 1950م ببلـــدية بريَّــان، ولاية غرداية. تعليمه وتكوينه: تلقَّى تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه بريان، بمدرسة الفتح القرآنية، إلى جانب المدرسة الرسمية، وفيها ختم القرآن الكريم، ثمَّ استظهره سنة 1967م على يـد إمام المسجد: الشَّيـخ صالح بن يحي الطـالب باحمـد (رحمه الله)، بعدما أجـازه أستاذه ومعلِّمه: الشَّـيخ الحاج إبراهيم بن بـاعلي لعساكر، وشهد له...


    اقرأ المزيد

  • نبذة عن حياة الأستاذ عمر بن يوسف بن يوسف زيطاني

    Icon 07
    هو عمر بن يوسف بن يوسف بن عمر بن باعلي بن عمر بن باعلي بن كاسي بن كاسي بن أعلي بن اعمر بن أحمد بن ابراهيم زيطانيأمُّه هي السيدة الكريمة: كاسي موسى ستِّي بنت قاسم بن يونس بن كاسي.
    ولد في بلدة بريان ولاية غرداية، يوم الجمعة 22 سبتمبر 1944م. سنة 1950م: أدخله والده مدرسة "كوسمي" الفرنسية بالحامَّة بالجزاير العاصمة جيث كان تاجرا بهاسنة 1951م: التحق بمدرسة الفتح القرآنية والمدرسة الرسمية ببريان، وتتلمذ على يد: الشيخ بن يامي محمَّد بن بالحاج، والشيخ أولاد داود محمَّد البرياني، والشيخ كاسي موسى محمَّد بن موسى، والأستاذ امغازي عمر بن أعطيَّة، والشيخ اسعودي عيسى بن سليمان، والشيخ بن زايط يوسف بن حمُّو، وعلى يد
    ...


    اقرأ المزيد

  • الأستاذ يوسف تربح

    Icon 07
    هو الأستاذ، يوسف بن صالح بن عيسى بن بهون بن عيسى تربح، وابن السيِّدة الفاضلة منَّة بنت باحمد بن موسى بجلود، رحمهم الله جميعا. ولد بمدينة بريان، من ولاية غرداية، جنوب الجزائر، في يوم من أيَّام سنة اثنينِ وعشرين وتسعمائة وألفٍ بعد الميلاد (1921). نشأ على الحياة البسيطة المتواضعة، في حضن أبوين صالحين، ضمن أسرة تتكوَّن من ثلاث فتيات وشقيقين، يسودها الحبُّ والمودَّة والرحمة، وكان هو أكبر أشقَّائه. زاول دراسته الأولى بمدرسة الشبيبة الاسلامية التي تأسَّست سنة ألف وتسعمائة واثنين وعشرين ميلادية (1922) بحي القصبة، بالجزائر العاصمة، وكان يديرها يومذاك الشاعر الشيخ محمَّد العيد آل خليفة...


    اقرأ المزيد

  • حياة الشيخ صالح بن يحي في سطور(1981-1903)

    Icon 07
    هو الشيخ صالح يحي بن يحي بن موسى بن باحمد بن يحي،لقب أسرته الطالب باحمد يبتدي من جده باحمد بن يحيولد الشيخ صالح حوالي سنة 1322 هجرية الموافق لسنة 1903 ميلادية في مدينة بريان وفيها نشأ وترعرع وقضى سنوات عمره الأولى تحت رعاية والديه الصالحين الذين ربياه تربية دينية مستقيمة صالحة وغرسا فيه ...


    اقرأ المزيد

  • الأستاذ الحاج داود موسلمال

    Icon 07
    الأستاذ والمربي الحاج داود موسلمال من مواليد 1942 بمدينة بريان تلميذ الشيخ بيوض إبراهيممن أقطاب الحركة الإصلاحية والعلمية في بريان، لازم حلقات الشيخ عبد الرحمان بكلي وشهد له الشيخ بالذكاء والمواهب الجليأمضى حياته كلها معلما في مدرسة الفتح، وكان لا يقبل و لو خطأ واحدا في استظهار القرآن  انضم إلى حلقة العزابة و كلف بالإشراف على الأوقاف وبالنيابة في الإمامة و...


    اقرأ المزيد

  • موسى بن قاسم عمر أيُّوب

    Icon 07
    موسى بن قاسم عمر أيُّوب الاسم الذي اشتهر به في البلدة هو موسى يَفطر، وبه يناديه كلُّ من يعرفه، وهو راضٍ بهذه الشهرة، ولا يعترض أبدا على من يناديه بهاولدَ بمدينة بريان العامرة سنة 1929م، من ولاية غرداية الجزائر. لقَّنه الشيخ الحاج موسى موسلمال (رحمه الله) بالكتَّاب ما تيسَّر من الآيات من القرآن الكريم، علَّقها حلقة في أذنيه، وثبَّتها ضِرسا في فيه، وغرسَها عَلَقةً في أعماق فؤاده، فكانت له الزادَ، والرُفقةَ، والـمَـعْــلَم، في حِلِّه وتِرحالِه، وليلهِ ونهاره، وحركته وسكونهوتدرَّج في...


    اقرأ المزيد

  • قائمة طلبة البعثة المزابية بتونس

    Icon 07
    01 لعساكر سعيد 
    02 ابو الصديق بكير
    03 ابو اليقظان يحيى  
    04 محمد بن عبد الله 
    05 بن لولّو محمد
    06 بودي قاسم
    ...


    اقرأ المزيد

  • قيد الإنشاء

    Icon 07

    زقاو سليمان بن بكير.
    ..

 

مجاهدي وشهداء الثورة التحريريه

  • سليمان بن محمَّد بن سليمان بودي

    Icon 07
    بودي سليمان بن محمد ين سليمان من مواليد 1937 بتيهرت اشتهر باسم سليمان ولد محمد .كان والده تاجرا بتيهرت وشارك في النضال الثوري وعانى كثيرا من ملاحقة الاستعمار و مضايقته له واختفى مدة الى ان تدهورت حالته النفسية.....انضم الشهيد بودي سليمان في صفوف جيش التحرير وشارك في عدة معارك في الناحية الاولى المنطقة السابعة الولاية الخامسة من 10 يناير 1958 الى ان استشهد في معركة بالناحية الاولى برتبة ضابط وعمره في العشرين حسب...


    اقرأ المزيد

  • يحيى بن حمو الواهج

    Icon 07
    من أعلام مدينة بريان البارزينعُرف بالانضباط والسخاء، ورح المبادرةواشتغل بالتجارة في تونس، فكان الأب السخيَّ للبعثة الميزابية بها، وقد تكفَّل بنفقات الكثير منهم أَيام الأزمة الاقتصادية وانقطاع المددعمل مباشرة مع أعضاء الحكومة المؤقَّتة بتونس منذ سنة 1955م، وكان مكلَّفا بتبليغ المصالح والملفَّات، ونقل الرسائل والأسرار بين الحكومة المؤقَّتة بتونس و...

    علاقة حمو بن عبد الله مع الواهج الحاج يحيى


    اقرأ المزيد

  • أحمد بن محمد بن باحمد لَعْسَاكر

    Icon 07
    من أعيان بريان بميزاب، تاجر في مدينة تيهرت، ورئيس الجماعة بها. كان عِصَامِيا في تكوينه، وقد أتقن ثلاث لغات: العربية والفرنسية والإسبانية. وهو إلى ذلك ضابط لجزئيات التاريخ ومرجعٌ فيها. من الشخصيات البارزة المعدودة في الغرب الجزائري، في ميادين الإصلاح والتوعية والتعليم، ومن رجالات السياسة والنهضة والفكر. كان المعين والمدعِّم المادي والمعنوي لرجال الإصلاح والحركة الوطنية، واتخذ منزله مثابة...


    اقرأ المزيد

  • المجاهد إبراهيم بن صالح دبوز

    Icon 07
    من مواليد مدينة بريان - تغردايت - حوالي سنة 1902م وهو مجاهد ومناضل ثوري تركّز نشاطه الثوري بين مدينتي تيارت و بريان . انتقل في سنة مبكرة إلى مدينة تيارت مثل بقية إخوته حيث تلقى دراسته في المدرسة الرسمية هناك و كان من بين المتفوقين فيها لكن الظروف لم تسمح له بإكمال دراسته فمارس التجارة و برع فيها وكانت بداية تجارته في مدينة السوقر بتيارت ثم ركّز نشاطه بين مدينتي تيارت ومهدية حيث ازدهرت فيهما تجارته رفقة أخيه حمو الذي كان شريكه و ذراعه الأيمن أين سنحت له الفرصة بالتعرف على الكثير من المناضلين من المنطقتين و العمل في...


    اقرأ المزيد

  • سليمان بن عومر أوراغ

    Icon 07
    من مواليد مدينة بريان – تغردايت، خلال عام 1927م. زاول دراسته الإبتدائية الرسمية والحرة في بريان، وأمام شظف العيش خاصة مع الأزمة الاقتصادية العالمية أنذاك اضطر إلى التخلي عن الدراسة بعد إتمام المرحلة الابتدائية، ليسافر إلى مدينة تيسمسيلت (فيالار) حيث يمتلك والده متجراً للمواد الغذائية، فعمل هنالك لسنوات عديدة. وباندلاع ثورة التحرير المباركة سنة 1954 كان من بين...


    اقرأ المزيد

 

 

أعمال فنان نور الدين فخار

Icon 08

فنّان أبدع في مجال الرسم ، داعب فضوله بريشته منذ صغره ، وحمل همّ التساؤل وطرح الإشكال في مراهقته ، عصامي التكوين ، يعمل في الظّل ، لا يحبّ البهرجات ولا أضواء الكميرات ، يكدّ لأجل لقمة عيش أبنائه كتاجر ، لكن هذا لم يمنعه ليتنفس الفنّ ويعكس لنا أمزجته عبر لوحاته المختلفة تارة يبدع في بيّزاج بلاده ومناظرها الخلاّبة ، وتارة يمزج بين عبق الماضي وأنفاس الحاضر ، ويعطي نكهة أخرى لتراثه ، مستمدا كل ذلك من عناصر بيئته. كيف لها وهو يرى أن الماء و الهواء و الفنّ عناصر حياة العالم ، لاشتمالها لضروريات البقاء و إنما يشترط لنجاعتها النقاء والصفاء.

هذا الانسان المتشبث بأصالة فنه هو ابن مدينة لڨرارة ( مزاب) ، تربة المجد المُؤثل ، أرض النهضة والعلم ، إنه نورالدين بن أحمد بن عمر فخار ، آخر عنقود بين إخوته الذكور وبعده أخته نهاية مافي ذلك العنقود ، من مواليد 1980 م ، ترعرع ودرس حتى نهاية مرحلة التعليم المتوسط ، ثم انتقل إلى ورجلان لإكمال دراسته في المستوى الثانوي ، غير أنّه لبعض الأسباب و الظروف التي قهرته لم يتمم دراسته ، فأجبر على ولوج عالم التمهين لمدة ثلاث سنوات حتى تخرج بشهادة تقني في مهنة صيانة التبريد.

و بعد اداء الواجب الوطني لمدة سنتين تقريبا مابين (2000 -2002 م) تزوّج، و أستقر بالعاصمة ، ناحية شراقة ومارس التجارة فيها ولايزال إلى يوم الناس هذا. أما عن الفن فهو الموهبة التي لازمته ، اكتشفها وهو يدرس في السنة الثانية إبتدائي، وكان يغلب على طفولته جانب التأمل والميول العاطفي فتأثر ببيئته ، وكان يرسم كل ما يعجبه إنطﻻقا من الرسوم المتحركة التي كان يشاهدها في القناة الوطنية الوحيدة حينئذ.

بالإضافة إلى النمط العمراني المحلي لكونه هو ابن مزاب مستلهما بدايات فنه من أحد ابناء مدينته لقرارة ، ألا وهو الفنان محمد بوسعدة.

له بعض الومضات الأدبية تعليقا على رسوماته او الخواطر التي يبوح بها عمّا يجيش بقلبه من أحزان وأوجاع ، أو تأملات في شؤون الحياة .

إليكم بعضا منها :

كم من قول حسن، دواء و ندى معطر من بستان القلب، وغيث طيب لأرض ذات جدب، وشذى عطر على صورة كلمات.

ذكرى ميلادنا هي نفسها ذكرى أوجاع أمّهاتنا ، لذلك كان الولوع بالإنجازات يُنسينا أحيانا مابُذل من تضحيات..

يوفّر الأب لإبنه نصيبا كافيا من الرّحمة ، كما توفر له أمّهُ حليبا لترضعه ،ومن لا يمكنه فعل ذلك فليتريّث في الإنجاب .

أوالْ : أيُّ محاولة لأسر لغتي لاشك هي فاشلة، من ذا يزعم حريتي بغير لساني الذي وُلد مُصاحبا لحياتي وحريتي !؟؟ فإما أن نحيا معا أو نزول معا.

أرفضها مهما علا شأنها، قلبي يمقتها مهما أبدت لي من محاسن وجهها، لا شيئ يستهويني فيها ، لا لونها ولاشكلها ولافكرها....[العنصريةracism]

الحُرّ، حرّ الضّمير ولو سار يرسف في قيده ، كرم نفس وإباء همّة تتعالى لنيل مجده.

أحرارالضمائر....لاننشد توثيقا من مخافركم المنصوبة أمامنا حرة تعرف طريقها إلى الله بغير واسطتكم ، إنها ليست للعرض غير قابلة لاسترضائكم .

يوسف لعساكر

 مجلة تغرما الثقافية

أعمال فنية

 
 
من إبداعات أنامل
"ؤومزاب د تومزابت" 
 
 
 

أَغْلَانْ يُولِيدْ سْ تْوِيزَا دُوَنْعَارْ

أَغْلَانْ يُولِيدْ سْ تْوِيزَا دُوَنْعَارْ

Icon 09

"...والشيء الذي له أعمق الأثر في حياة هؤلاء، وبه استطاعوا أن يتغلبوا على هذه الصعوبات، وأن يقيموا هذه الصعوبات، وأن يقيموا هذه المنجزات، هو التضامن العجيب الذي وجد بين هؤلاء، فكان الواحد منهم لا يبخل بماله أو رأيه أو خبرته. ثم الإرادة الدؤوب والنشاط في ممارسة الأشغال الذي طبع عليه العنصر البربري منذ القدم وامتاز به، وأخيرا تلك الحملات الجماعية التي يقومون بها "تْوِيزَا" فيعيِّنون يوما أو عشية يخرج فيها كل من كان في القرية من ذوي الاستطاعة ويقومون معا بالعمل كل بما يحسنه. وهكذا في كل عشية أو يوم خاص من أيام الأسبوع، فلا تمر أسابيع أو أشهر إلا وقد أنجز بناء الساقية أو تنظيفها من الرمال أو ترميم السد الخ..

وربما يتهاون شخص فيركن إلى الراحة ويتخلف عن مواطنيه ولكنه لا يسلم من تعيير النساء له والأطفال إذا رأى في الشارع. وربما لا يسلم حتى من ضميره فيؤنبه وكأنه اقترف ذنبا. إذ المتعارف في مزاب أن مثل هذا التصرف نوع من خيانة المسلمين والقعود بهم يعاقب الله عليه فيقولون في شأن هذا: «فلان خان العرش».

وهذه الحملات الجماعية تقام أيضا في مستوى الناحية الواحدة أو بين الجيران أو الأصحاب، فيعيِّنون يوما لهذا ويوما لذاك حتى تنتهي حملة الحصاد أو بناء الدار أو حفر البئر وعلى صاحب العمل أن يهيئ المواد الأولية فقط وربما الطعام أيضا لمساعديه..

ويحكي لنا الشيوخ أنهم أدركوا زمانا كان من المتعارف فيه، أن الشخص الذي يبني دارا أو ينشئ بئرا يستطيع عندما يريد وضع الأخشاب ليجعل عليها السقف أو إقامة الصحائف العارضة لفم البئر أو صهريج الماء "أَسَفِّي" يستطيع أن يخرج إلى الشارع فيستوقف من يمرون أو ينادي: "يا مجاهدين.." فما تُسمع صيحته حتى يترك كل شخص عمله ويهرع إليه لمساعدته لمدة من الوقت على القيام بمثل هذا العمل الشاق الذي لا يستطيع أن ينجزه بمفرده.

وبما تقدم استطاعوا أن يحفروا في واحات الوادي ما يربو عن أربعة آلاف بئر ومائة يتراوح عمقها بين 25 مترا إلى 60 مترا حسب سمك طبقة الأرض. وغرسوا نحو 170 ألف شجرة من أشجار النخيل حسب الإحصائيات التي أوردها المهندس الفرنسي فيلن FELINفي مؤلفه الذي أصدره سنة 1908..."

 ----------------------------------------

(01) كتاب مزاب بلد كفاح للمؤلف: إبراهيم محمد طلاي ص: 66-67-68

المصدر nir-osra.org

أفران الجير والجبس في بريان

الجانب المعماري( المعالم الأثرية)(1)

يتصف الجانب المعماري لمدينة بريان بمواصفات الهندسة المعمارية لقرى وادي مزاب، وعلى سبيل المثال نذكر بعض المعالم المعمارية في بريان منها الأفران :

  

أفران الجير والجبس:

كانت بالبلدة عدة أفران لإنتاج الجير والجبس، تنتقي فيه الحجارة الموصوفة بالأنثى ويتم ترتيبها على شكل حلقات من الأسفل إلى الأعلى بحوالي 7إلى 10أمتار، فتظل الحجارة على النار يوما أو يومين، ثم تترك في مدة ثلاثة أيام لتصبح جيرا يصلح لاستعماله في مختلف البناءات، وبه بنيت المنازلوالمساجد والأبراج والسدود...إلخ، ولكن بخلطه بنوع من الرمل والماء وكانت هذه الأفران تنسب إلى أربابها.

 

أهمها:

-أفران أمحارزية صالح بن حمو (مدرسة أبو اليقظان حاليا).

-أفران بابا وعيسى محمد بن عمر(البريد حاليا).

-أفران بطولة عيسى وحمو ابني باحمد (مدرسة الأمير عبد القادر حاليا).

-أفران أزقاو بكير وأولاده حمو وسليمان (محطة البنزين حاليا).

-أفران بلخير بن أحمد بن عيسى بلعمري (الشيخ صالح الزرقي).

-أفران بابا وعيسى عفاري بن محمد.

-أفران أرشوم الحاج حمو والحاج يحي ابني عيسى (بالزرقي).

-أفران النوي بن السايح لغلام في (بالوح).

لقد انقرضت معظم هذه الأفران من المنطقة ولم يبقى إلا القليل منها([18]).

 


(1) المرجع : بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص155-173.

)-مقابلة مع الحاج علي بن عيسى لطرش، الإثنين 13جانفي 1997م. [18](

 

أقسام البربر

Icon 07وكان البربر شعبا عظيما وأمة كبرى، كثيرة القبائل والأفخاذ. وتنقسم الأمة البربرية الكبرى إلى قسمين عظيمين، كل قسم يحتوي على قبائل كثيرة. تنقسم إلى برانس وبتر تشتمل على قبائل كثيرة أكبرها هي هوارة، وكتامة، وزواوة، وصنهاجة، وأوربة، ومصمودة. والبتر أكثر عددا من البرانس فقبائلهم كثيرة، وكل قبيلة تتفرع منها قبائل مختلفة الأسماء. واكبر قبائل البتر هي لواتة، ونفوسة، ونفزاوة، ومزاته، وزناتة، ولماية، ومكناسة، ومطغرة.

وكانت مواطن اغلب القبائل البترية في وسط المغرب وجنوبه، فلم يكن منها في السواحل إلا القليل. وكانت لهم الجبال والهضاب يعتصمون بها. واغلب الثورات التيانفجرت على الرومان والوندال والروم المستعمرين كانوا هم الذين يقومون بها. وقد انتشر الدين المسيحي في سكان المدن منهم ولكن على المذهب الدونتوسي البربري الذي يحمل روح المسيحية الحقيقية، وهو الدعوة إلى العدل والإنصاف والإخاء، كما تأثروا بالحضارة البونيقية تأثرا كبيرا، واقتبسوا من الحضارة الرومانية ما يوافق مزاجهم.

وسكان الجبال والهضاب وجنوب المغرب في الصحراء لم يختلطوا كثيرا بالرومان ولم ينغمسوا في مفاسد الحضارة فتفسد أخلاقهم، فضلوا اقرب إلى البداوة يمتازون بقوة الأجسام، ومتانة الأخلاق، وجرأة الفؤاد. إنهم أنياب المغرب يبرزها إذا ادلهمت الأيام. والبتر هم الذين اتعبوا الفاتحين، وظلوا عقبة كأداة في سبيل المسلمين. والبتر أيضا اقرب إلى المغرب بطبيعتهم البدوية وأخلاقهم. فان الذين اعتنقوا الإسلام في برقة، وتفتحت له قلوبهم في جنوب افريقية، وانخرطوا في الجيش الإسلامي ينصرونه ويؤيدونه، كان اغلب هؤلاء من البتر.

أما البرانس فاغلبهم يسكنون السواحل، وهي موطن الرومان والروم، ومحل الحضارة والمدينة، فتحضروا وشاركوا في بناء المدينة التي أقامها الرومان والروم في المغرب، بل اقتبس الرومان أنواعا من المدينة منهم لما احتل بلادهم، لأنهم كانوا اسبق إلى الحضارة من الرومان؛ فلولا ما كانت ترفل بلادهم من حضارة ونعيم، وما كانت تغض به من خيرات وملذات ما طمع فيها الرومان.

ان البونيقيين هم أساتذة البربر في الحضارة، وهم الذين فتحوا عيون البربر، واخذوا بأيديهم إلى طريق الحياة، فنهضوا في القرن الثالث قبل الميلاد فأسسوا ممالكهم الكبرى التي ورثت الحضارة البونيقية، فصار المغرب بها متجه الأنظار لعمرانه وسعادته ورقيه.

وكان البرانس سكان السواحل قد اختلطوا بالرومان فاثروا بهم فضلو متحضرين. وقد انتشرت في سكان المدن منهم المسيحية على المذهب الدونتوسي. وكانت منزل هوارة من البرانس على الساحل طرابلس من سرت إلى مدينة طرابلس، وكانت عاصمتها هي مدينة لبدة في شرق في طرابلس، وأثارها الموجودة إلى الآن دليل على الدرجة العظمى التي كانت عليها والبربر في الحضارة والتقدم. أما منازل كتامة فعلى ساحل قسنطينة، منة سكيكدة إلى بجاية، ومنازل زواوة في بال القبائل من غرب بجاية إلى شرق مدينة الجزائر، ومنازل صنهاجة من شرق مدينة الجزائر إلى مليانة.

أما أوربة فمن شمال تاهرت إلى وهران،ولها منازل أيضا في غرب فاس مناه «سقومة » قلعة أوربة ومدينة وليلي،أما مصمودة فلها جبالها في غرب مدينة مراكش. ومع كل قبيلة من هذه القبائل في هذه الأمكنة فصائل من القبائل الأخرى تحل معها وتعيش في ديارها،وإنما الجمهور والكثرة لتلك القبيلة.

وكان المغرب في نظر البربر وطنا واحدا لا يتجرأ. فمن غرب الإسكندرية إلى الاطلانطي وطن واحد، فأينما حل البربري فهو وطنه وبين قومه، ولا تكمش ولا انفصال. وكان البربر امة واحدة متماسكة وان تعددت قبائلها.

وكان البرانس أكثر حضارة، والمسيحية قد انتشرت فيهم أكثر، واختلاطهم بالروم كان اشد. فوجد الروم في مزاج الحضارة وفي المسيحية ما يجذب البرانس إليهم، فصاروا يتملقون رؤساءهم، ويتقربون إلى أمرائهم ليجعلوا من البربر الحلفاء الأقوياء ليستطيعوا الوقوف في وجه المسلمين الفاتحين. وكان الروم يبثون دعايتهم المسمومة في الإسلام والمسلمين، ويصورون العرب للبربر على إنهم كالمستعمرين، لا تدفعهم إلا بطونهم وجشعهم لغزو البلدان، وأنهم عتاة مستبدون لا يحملون أي خير للبربر.

وكان البربر سيما البرانس في المغرب الأوسط قد استرجعوا حريتهم، وتكونت لهم إمارات يديرها رؤساء منهم، وآلوا ان يقارعوا ويهزموا كل قوة تحدث نفسها باستعبادهم واحتلال بلادهم.

وقد استطاع الروم ان يصوروا للمغرب الأوسط والأقصى الإسلام والمسلمين كما أرادوا فآمن البربر بسمومهم لجهلهم بالإسلام والمسمين، لأنهم بعداء عن مركزهم في القيروان. واعتقد البربر ان المسلمين أعداؤهم، وان الإسلام عقيدة تناوئ دينهم المسيحي، وان أبا المهاجر قد جاءهم مجئ الروم والرومان يحمل إليهم الفقر والجهل والعبودية فثارت ثائرتهم واستعدوا للجلاد.

وكانت الزعامة في المغربين الأوسط والأقصى لقبيلة أوربة كثرة عددها وغناها وحضارتها ومناعة مواقعها، وكان رئيسها كسيلة بن لمزم الأوربي. وكان كسيلة قوي الشخصية، ذكي الفؤاد، غيورا على وطنه، وكان البربر يجلونه ويحبونه، وكان نصرانيا متمسكا بدينه، وكان لا يعرف حقيقة الإسلام والمسلمين، فاستطاع الروم ان يوحوا إليه ما أرادوا في الإسلام والمسلمين، فرآهم عدوا لدينه ووطنه، ورأى أبا المهاجر في ميلة فعلم انه لابد ان يسير لافتتاح المغرب الأوسط والأقصى، فذهب في المغربي الأقصى والأوسط يدعو البربر لمكافحة العرب، والاستعداد لحربهم وإجلائهم عن البلاد. فتحمي البربر بثورة أميرهم كسيلة فلبسوا لأمة الحرب واستعدوا للقراع، فتجمع لكسيلة جيش كثيف من البربر والروم فرنا إلى المشرق مستعرا يرقب مسير أبي المهاجر أو يسير هو إليه. فسمع أبو المهاجر باستعداد كسيلة فسار إليه. وكان كسيلة قد عسكر بتلمسان، وارى انها عاصمة إمارته فوصل أبو المهاجر بجيشه فحط رحاله حول تلمسان، فالتقى الجيشان جيش المسلمين وجيش كسيلة فوقعت معركة عنيفة سقط فيها قتلى كثيرون من الطرفين، ثم انزل الله نصره على المسلمين، فهزموا جيش كسيلة فولى الأدبار، واسر كسيلة فحمل إلى أبي المهاجر فأحسن إليه أبو المهاجر وقربه وعامله معاملة الملوك. وكان أبو المهاجر معجبا بشخصية كسيلة، وبذكائه، ودهائه، ومكانته في البربر. فعرف انه إذا اسلم كسيلة فسيكون المفتاح الذهبي الذي يفتح قلوب البربر في المغرب الأوسط والأقصى لدين المصطفى. فحدث كسيلة عن الإسلام والمسلمين بما عرفه حقيقتهما. وكان كسيلة ذكيا طموحا مخلصا لقومه لا يريد لهم إلا الصلاح، فعلم ان الإسلام هو دين السعادة والقوة والحياة وخير الدارين، وان العرب المسلمين هم الإخوة الأصفياء الذين يسعدون البربر ويأخذون أيديهم إلى النجاح، فآمن كسيلة بما دعاه إليه أبو المهاجر فأصبح من المسلمين، واغرم بالعربية فصار يتعلمها، وأعجب بجمال الإسلام فيس سيرة المسلمين فأحبهم، وأصبح أبو المهاجر وصحبه هم خاصته وأولياؤه، وأحب أبو المهاجر كسيلة ورجا منه خيرا كبيرا للإسلام. فشمر كسيلة لمناصرة الإسلام والمسلمين، فدعا قومه البربر للدين الحنيف، وافهمهم ما جاء به المصطفى عليه السلام، وانه النور والحياة وخير الدارين، والفت نظرهم إلى جمال الإسلام في سيرة المسلمين، واراهم الفرق بيتهم فغي رحمتهم وإيثارهم وعملهم للناس وبين الروم الجشعين. وكان البربر قد تفتحت قلوبهم لأبي المهاجر والمسلمين فأحبوه لما أطلق رئيسهم كسيلة من الأسر، وأحسن إليه وعظمه وبجله، والبربر جنس كريم معتد بنفسه، يملكه من يحترمه ويعرف له مقامه، فاقبل البربر على الإسلام، فانتشر فيهم انتشار العطر القوى في الساحة، والنور الساطع في المكان، وأصبح البربر أحباء العرب يزدادون تقاربا على الأيام ليصبحوا شعبا واحدا يصل بينهم الإسلام، وتلحم بينهم العربية. فقرت عين أبي المهاجر بما رأى، وازداد بقينا بان السيف وحده ليس وسيلة لامتلاك الشعوب، فرجع إلى مقره قريبا من القيروان، وأقام «بدكرور » يراقب الأمور، ويحبط دسائس الروم، ويعمل لإزالتهم من المغرب،وهو على استعداد لكل من يريد مناوأة المسلمين فينهض إليه، أما إذا سكن فيتركه لان نور الإسلام لا يسكن، فهو يسير سيره، فلابد ان يصل إليه فيغزو قلبه، فيصبح للمسلمين يغير دماء، ويمسى جزءا منهم يورثهم النماء. وكان أبو المهاجر في المغرب بلينه وسياسته، وبإلحاحه عليهم بالدعاية كالشمس التي تخيم على الثمار فتلح عليها بالأنوار حتى تداخلها حلاوة النضوج وان تكونت فيها حشرة تفسدها قتلتها !

ودام الأمر على ذلك والإسلام كنور الصباح رويدا رويدا فيسير إلى الضحى فيعم المغرب، ويملأ قلوب البربر كلهم، حتى طلع الغمام، وهبت العواصف، فانهدم كثير مما بناه أبو المهاجر. لقد عزل أبو المهاجر وولي عقبة فجاء وهو مغرم بالقتال، فلم يتبع سياسة أبي المهاجر الحكيمة، وظن ان البربر امة هرمة كعلوج الروم يرضخون له سيف، ويستكينون له بالقوة، فآثر العنف العاصفة على اللين الحكيم فثارت البلاد، وانفجر المغرب، واصح الأصدقاء أعداء. اشترى قلوب البربر فكانت لمحمد، وثنى بأعنة المغرب فابتدأ يتجه إلى القبلة، واسكت النواقيس في كثير من النواحي فجلجل فيها الآذان، فلو دام لفتح البلاد كما يفتح الحب أفئدة العباد، بدون دماء تهرق، ومعامع تشغل المسلمين.

رحم الله أبا المهاجر فانه على قوته وبطولته كان على الرفق الذي حث عليه الرسول لما قال: ما دخل الرفق أمرا إلا زانه، وما داخل العنف شيئا إلا شانه. وكانت ولاية أبي المهاجر على افريقية في سنة 55 هـ. وعزله في سنة 62 هـ فمدته في المغرب سبع سنين ولم يذكر المؤرخون عدد جيشه فلا بد وان يكون أبو المهاجر قد قدم بقوة جديدة عند ولايته فيكون جيشه أكثر من عشرة آلاف.

-----------------------

 المصدر : محمد علي دبوز  تاريخ المغرب الكبير ج2  ص59-63

أكرموا عمّتكم النخلة

ورد في الأثر "أكرموا عمتكم النخلة"، وورد أيضا "أن الله صنع المخلة من فُضلة طينة آدم عليه السلام"، لذلك فهي عمّتنا من أبينا آدم.. تعالوا بنا في رحلة عبر واحاتنا لننظر واقع "عمّتنا".. لقد تراجع الناس عن خدمتها "وإكرامها" بما يجب..

"خدمة النخيل" التأبير (أسِيجَلْ) وتعديل العراجين ووضعها على الجريد حتى تستوي وتصير تمرا (أفراق دُ أسَرْسِي)وجني التمور وقطع الغلة في الخريف (أنقّا د أنكاظ).

وقد كان آبائنا وأجدادنا من قبلهم يفعلون ذلك ويربون أبنائهم على حب النخيل والأرض.. ويدفعون التكاليف الباهضة حتى ينعموا ببعض الراحة في بساتينهم خلال فصل الربيع والصيف خاصة.

وقد كان رائد معظمهم الأثر القائل "إذا قامت الساعة وكان في يد أحدكم فسيلة فليغرسها".. وقوله صلى الله عليه وسلم "ما أكل منها إنسان أو طير أو بهيمة إلا ولك بها صدقة..".. وحاصله أن التمر الذي كان عمدة الأجداد في السلم والحرب..

 

ألعاب تراثية

أماكن الشعوب البربرية الكبرى

Icon 07كان المغرب الأدنى تسكنه خمسة شعوب من أقسام البربر الكبرى. فلواتة كانت في برقة إلى خليج سرتن  الأكبر، ومن خليج سرت في طرابلس إلى مدينة طرابلس كان لهوارة. ونفوسة كانت في غرب مدينة طرابلس وجنوبها. وكانت زناتة في جنوب طرابلس تجاور نفوسة، ولو كانت وزناتة ومعظم زناتة في المغرب الأوسط.

أما في افريقية وهي القطر التونسي اليوم فنجد نفزاوة في وسطه لغربي وجنوبه، فمن جنوب مدينة الكاف إلى جنوب قسطيلية مواطن لنفزاوة. ومن نفزاوة قبيلة ورفجومة التي تسكن في غرب مدينة قابس وتجاور جبال آوراس.

أما في القطر الجزائري، فمن مدينة سكيكدة شرقا إلى مدينة بجاية غرب إلى شمال آوراس جنوبا، وهي نوميديا الوسطى والغربية، فلكتامة. ومن غرب بجاية إلى شرق مدينة لجزائر على طول الساحل فلزواوة، ما جبال آوراس معدن البطولة والباس ففيها مجراوة من زناتة، ولواتة، وهوارة. ومن لواتة القبيلة البربرية الكبرى في جبال آوراس بنو باديس، وكنت لهم اليد العليا قديما في جبال آوراس. 13

أما في وسط الجزائر وغربه فمن شرق مدينة الجزائر إلى غرب مدينة مليانة غربا إلى مكان المسيلة جنوبا فلصنهاجة. ومن مليانة شرقا إلى وادي ملوية غربا كان لزناتة. ونجد في هذه البقاع أيضا مطماطة في جبال الونشريس، ولماية في جنوب تيهرت ومها هوارة ولواتة في نواحي تيهرت أيضا.

أما المغرب الأقصى فكان شماله لغمارة من البرانس ومعها مضغرة قبيلة من بني فاتن احد أقسام البتر الكبرى. ونجد في شمال المغرب مكان فاس أوربة من البرانس أيضا.

أما وسط المغرب وجنوبه بجبال درن فالمصامدة. ومن المصامدة برغواطة التي استقلت في القرن الثاني الهجري إلى القرن الخامس في ساحل المحيط الأطلسي من مكان مدينة لرباط إلى أسفي.

أما صحراء الغرب لأقصى والأوسط فنجد في صحراء المغرب الأقصى قبائل صنهاجة.

وكذلك في غرب الصحراء للمغرب الأوسط. وفي صحراء المغرب الأوسط نجد هوارة. ومن مدنها [هفار] وارى ان تسميتها الأولى [هوارة] باسم ج هوارة هوار بن اوريغ. والبربر معتقدون بأصولهم، أوفياء لأجدادهم. وليس تسمية المن بأسماء من يراد الإشادة بهم، والاعتراف بجميلهم بالشيء الحديث. أرى ان تسميتها الأولى هوار، ثم وقع التحريف في الواو فقلبن [فافا] ويقع هذا القلب كثير في اللغة العامية. ووقوع الأخطاء ثم تشيع مما نعهده في اللغة الدارجة. ومع هوارة في الصحراء زناتة.

ومن زناتة ورجلة، ومن منها ورجلان، وهي عاصمة الصحراء في الشرق الأوسط قبل الإسلام وبعده إلى القرن العاشر الهجري. وكانت أماكن وادي ميزاب مواطنا لزناتة، وكذلك مدينة الاغواط فإنها للقبيلة البربرية الاغواط من زناتة. وعلى العموم فإننا نجد في الأغلب البرانس في البرانس في السواحل والبتر في الوسط المغرب الكبير وجنوبه.

هذه الشعوب الكبرى، في منازله ودياره قبائل بربرية أخرى تعيش معه عيش الغزال مع الاروى في الروض الواحد. فجميعهم أبناء مازيغ. والمغرب الكبير من أدناه إلى أقصاه كل وطنهم، فأينما تجد القبيلة هناءها وساعدتها فهو وطنها، تحط فيه الرحال، وتبني الديار، وتمتزج بسكانه الأمازيغ، وتصاهرهم، وتتعانق قلوبهم بالوداد والمحبة، ويعيشون أسرة واحدة لا فق بينهم في شيء.

هذه مواطن الشعوب لبربرية الكبرى في المغرب. وق علمنا ان أصل أجدادنا البربر هو حام بن نوح عليه السلام، وأنهم انتقلوا إلى المغرب من الشام فكيف كانت معيشتهم في عهود البداوة قبل ان يتمدنوا، وكيف كان لباسهم، وما مسا كنهم، وما هي تفاصيل أحوالهم الأخرى في العصر الحجري وفي عهود بداوتهم قبل ان يتحضروا. 14

--------------------

13- أنظر أخبار بني باديس في جبال آوراس في تاريخ ابن خلدون ج 6 ص 117 ط بولاق بالقاهرة

14  تاريخ المغرب الكبير محمد علي دبوز ج1 ص 43

أماكن ينصح بزيارتها

أماكن ينصح بزيارتها

image2

بعض القصور التاريخية المندثرة 
 
المنشآت الدينية
المسجـــد
المسجد القديم لقصر بنورة
المسجد الكبير لقصر غرداية
مسجد أولوال العطف تجنينت
 
المقابر والمصليات الجنائزية
مصلى أمي إبراهيم
مصلى الشيخ بابا ولجمه
مصلى الشيخ باعيسى اوعلوان
 
القصـــر آغرم
العطف - تاجنينت
بني يزجن - آت إزجن
غرداية - تغردايت
مليكة - آت امليشت
بنورة - آت بنور
 
ساحة سوق قصر غرداية 
ساحة سوق العطف
ساحة سوق قصر بني يزجن
 
المنشآت الدفاعية
برج بوليله و سور قصر بني يزجن 
واجهة قصر بنورة
 
الواحـــــــــــات
منشآت الري
 
المسكـــن 
 
الشوارع 

أَنْعَارْ أَجْرَاوْ نُوسُـﭭُّـونَتْ

Icon 09من القيم الحضارية لمجتمعنا(01)

ⴰⵣⴳⵓⵏⴻⵜⵓⵛⵛⵓ

Azgunet n uccu

يتميز المجتمع المزابي بعدة ميزات جميلة جعلته معروف لدى الكثير من المجتمعات في الجزائر وخارجها، لأنه يتصف بميزات جميلة وبسيطة وعريقة ونادرة في نفس الوقت، ومن بين هذه الميزات: الصرخت - أنعار - تويزة – أحباس.. وغيرها. كلها تدل على جمال أخلاقيات المجتمع لأنها تدل على التضامن والوقوف مع المحتاج مهما كانت طبيعة احتياجه.

مثلا عندنا في المجتمع النسوي " أَنْعَارْ" أو" أَجْرَاوْ نُوسُـﭭُّـونَتْ" حيث لما تقترب مناسبة ما كالعرس مثلا أو ادخار مؤونة لعدة شهور أو أرادت ربة المنزل فتل السميد بغية تحضير العولت من الكسكس وأن لا يتعرض للتعفن أو التلف، تقوم بدعوة بعضا من نساء متمكنات في مجال فتل الطعام من العائلة أو من الجيران.

وفي صباح يوم باكر يحضرن ويجتمعن حوله ليفتلن الكسكس وكلهن همة ونشاط وفرح وسعادة لا توصف، ويكون بترديد بعض الأهازيج المحلية والذكر والتسبيح.

 ----------------------------

01 nir-osra.org

أهم المراحل التاريخية لبني مزاب

Icon 07

يمكن تقسيم تاريخ مزاب إلى أربعة عهود متمايزة:

 العهد الأوّل من تاريخ بني مزاب :

من الفتح الإسلامي إلى أواخر القرن الرّابع الهجري.

العهد الثّاني:

من اواخر القرن الرابع إلى نهاية القرن الثّامن الهجري.

العهد الثالث:

من بداية القرن التّاسع الهجري إلى سنة 1269هـ/ 1853م.

العهد الرّابع:

الفترة الأولى من العهد الرّابع، وتمتدّ من 1269هـ/ 1853م إلى 1299هـ/ 1882م.

الفترة الثّانية من العهد الرّابع وتمتدّ من 1299هـ/ 1882م إلى 1330هـ/ 1912م.

القترة الثاّلثة من العهد الرّابع وتمتدّ من 1330هـ/ 1912م إلى 1366هـ/ 1947م.

الفترة الأخيرة من العهد الرّابع وتمتدّ من 1366هـ/ 1947م إلى 1382هـ / 1962م.

 

العهد الأوّل :

يمتدّ من الفتح الإسلامي إلى نهاية القرن الرّابع الهجري، وكانت تعرف المنطقة فيه ببادية بني معصب، وكان سكّانها يغلب عليهم طابع البداوة والبساطة. ويمتاز هذا العهد بأنّ سكّان أرض الشّبكة اعتنقوا الإسلام ببساطة ثمّ سبقت إليهم آراء المعتزلة فأخذوا بها، وحافظوا على نظام حياتهم كشعب يعتمد على تربية المواشي بالدّرجة الأولى، وعلى الزّراعة الموسمية بالدّرجة الثّانية[1].

العهد الثّاني:

يمتدّ من نهاية القرن الرّابع الهجري إلى نهاية القرن الثّامن. وفيه تمّ تأسيس القرى الخمس الموجودة حاليا على وادي مزاب، واعتمد بنو مزاب على الفلاحة الثّابتة وتحوّلوا تدريجيا إلى المذهب الإباضي، وأنيطت إدارة شؤون كلّ قرية بحلقة العزّابة التي أصبح مقرّها المسجد.

العهد الثّالث:

يدوم أربعة قرون ونصفا، من بداية القرن التّاسع إلى إمضاء عقد الحماية مع فرنسا عام 1269هـ/ 1853م. في هذا العهد توسّع العمران بالوادي بفضل ممارسة التّجارة بالتّل، وتوجّت إدارة البلاد بهيئة عليا، واستقبلت المنطقة طوائف جديدة، وأسّست القرارة وبرّيان، ولعب الميزابيون دورا متزايدا في تاريخ شمال إفريقيا. وقد أحدثت هذه التّطوّرات الحضارية مشاكل أفرزت فتنا مزمنة.

العهد الرّابع:

الذي دام قرنا، يمتاز بفقدان مزاب لاستقلاله السّياسي تدريجيا، وبمقاومة الاستعمار، والدّفاع عن الشّخصية المزابية، والمطالبة باحترام بنود معاهدة الحماية. وفيه تأثّر بنو مزاب بالثّقافة الأوروبية والأحداث العالمية الكبرى، ولعبوا دورا تاريخيا في استرجاع السّيادة الوطنية الجزائرية[2].

 

[1] -علي يحيى معمّر: الإباضية في الجزائر، الجزء الثّاني، ص488.

[2] -تاريخ بني مزابدراسة اجتماعية واقتصادية وسياسية.يوسف بن بكير الحاج سعيد ص7-8

أوقاف بريان

 من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

طبقا لقرار القائد الأعلى لجيش إفريقيا[22] الصادر يوم 7 ديسمبر 1830، والمؤيّد بقرارين صدرا يوم 23 مارس 1843 و3 أكتوبر 1848، والمادّة الرابعة لقانون 16 جوان 1851، ضبطت كافة الأوقاف الإسلامية التي كانت تقوم بحياة المسجد ورجال الدين في القضاء الإسلامي، وأدخلت ضمن أملاك الدولة الفرنسية، ووزّعت الأرض على الاستعمار. فلم تبق بأرض الجزائر من أوقاف عامّة إسلامية إلاّ ببلاد مزاب وحدها.

إلاّ أنّ ذلك لم يمنع الحاكم العسكري بالأغواط من توجيه أمر إلى المسؤولين بمزاب لتسجيل الأوقاف، فأحدث ذلك استياء وقلقا بين بني مزاب، فانتدبوا من مدينة بني يزقن السيّد الحاج إبراهيم بن أيوب بليدي، فذهب إلى رئيس الملحقة بغرداية وقال له: «إن كنتم تقصدون ما يطلق عليه اسم الأوقاف من عمارات وحمامات وضيعات ومئات الهكتارات من الأراضي المنتجة فذلك ما لا وجود له عندنا. وكلّ ما نملكه ونطلق عليه اسم الوقف هو ماء عذب وعرجون تمر في نخلة كذا، وطعام من قمح يصنع كسكسا بالسمن» فقال له رئيس الملحقة: «اكتب بهذا إلى الكومندان بالأغواط ليقتنع» (1)

يبدو أنّ الكومندان أصرّ على الحصول على إحصاء الأحباس بالمساجد والمقابر المزابية، لمجرّد الاطّلاع، فكان كالتالي (2)

كمّية اللّحم بالشّاة 120

كمّية السّمن بالكيلو 250 غرام

كمّية البرّ بالحثية 500 (الحثية تساوي عشرة لترات تقريبا)

عدد العراجين 2000

عدد النّخيل 500

 ----------------------------------

[1]- حمو عيسى النوري: دور المزابيين، الجزء الأوّل، 283.

[2]- M. MERCIER : Etude sur le Waqf Ibadite et ses Applications au M’Zab, 114

أول دخول الإباضية في إفريقيا

ان الذي بث الدعوة وقام بنشر المذهب الأباضي بالمغرب الكبير هو سلمة بن سعد قال الشيخ يحيى علي يحيى امعمر النفوسي في كتابه الاباضية في موكب التاريخ في الحلقة الثانية:

"وانطلق سلمة بن سعد من جزيرة العرب إلى افريقيا وحيدا يقتحم المجاهل والقفار ويغشى المجتمعات التي لا تعرف له جنسا ولا لغة وليس له من سلاح في كل ذلك الا ذاك الايمان الذي عمر به قلبه وتلك المعرفة الشاملة لكتاب الله وسنة رسوله وسيرة السلف الصالحين من الصحابة والتابعين ولم يمض عليه عشر سنوات حتى انتشرت دعوته ما بين تلمسان وسرتا "قسطنطينة" وحتى كان مذهب الاباضي مذهب لأغلب السكان في ليبيا وتونس والجزائر.

كان يقول في مبدا دعوته: وددت ان يظهر هذا الأمر يوم واحدا فما أبالي ان يضرب عنقي ولقد حقق الله أمله في مدة لم يكن يتصورها ونال من التوفيق ما يضفيه الله على الأخيار من خلقه الذين تعدهم الأقدار لتبليغ رسالة الله بعد الأنبياء عليهم السلام".

وسلمة بن سعد هو الذي دل حملة العلم إلى المغرب او بعضهم على موضع أبي عبيدة مسلم ابن كريمة بالبصرة مؤهل العلم والشريعة ومركز الإشعاع ولما اخذ العشرة المشهورون بغيتهم من العلم الصحيح رجعوا إلى أوطانهم ينشرون المذهب الاباضي في جميع الافاق بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة وانتشر في اغلب البلدان الافريقية كاجريد وبلاد اريغ وبلاد الزب ونفزاوة وفزان ووادي ملوية وسجلماسة وطرابلس وغدامس والقيراون وجبل أوراس وبلاد نفوسة وجربة وغيرها مما هو مسطر في كتب التاريخ ولهم دولة قائمة بالعدل تحكم بالكتب والسنة في اليمن وعمان وزنجبار وطرابلس وتيهرت.

ولكن الشيخ سليمان داود بن يوسف المعروف بالشيخ يوسف العطفاوي يقول: "إن المذهب الإباضي إنما دخل الجزائر مع الفاتحين، لأن الإباضية ليس فيها شيء غير ما في الإسلام الذي جاء به الفاتحون الأولون الصادقون.

وعندما تقول إن المذهب الإباضي دخل بتاريخ كذا فإن قولك هذا يشعر بأن المذهب شيء آخر غير الإسلام، أو إنه يحمل شيئا لم يكن في الاندفاعة الأولى التي حملت الإسلام إلى هذا المغرب بصفائه ونقائه.
والحقيقة أن الإباضية هي الإسلام حافظ عليه من تسموا بهذا الاسم. فلما انحرف منحرفون عن الإسلام، إما بالقول، وإما بالعمل، وإما بالعقيدة، وإما بهما جميعا، وقف أولئك الناس يردون ما يراد إدخاله إلى دين الله من الأباطيل، فصورتهم السياسة الماكرة بصورة حزب أو مذهب أو كتلة أو ما شئت من أسماء، وحاولت أن تجعلهم حركة منفصلة قائمة بنفسها، بينما هي في الواقع ما زالت تلك الاندفاعة المشرقة الأولى التي جاءت تحمل دين الله كما بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

-------------------------

"*" راجع كتاب الإباضية في موكب التاريخ الحلقة الرابعة للشيخ على يحيى معمر

"*" راجع كتاب دور الميزابيين في التاريخ الجزائر قديما وحديثا لللأستاذ حمو محمد عيسى النوري
عن وادي ميزاب / قوة العزَّابة

أول مقبرة في قصر برڤان حمو ن سالم

تامنضلت ن حمو ن سالم

ⵜⴰⵎⴻⵏⴹⴻⵍⵜ ⵏ ⵃⴻⵎⵎⵓ ⵏ ⵙⴰⵍⴻⵎ

c 7مقبرة حمو ن سالم(01) هي أول مقبرة للمزابيين ببريان تقع خارج أسوار القصر قبل اندثارها؛ ثم أصبحت مشتركة بين بني مزاب وغيرهم بعدما تم السماح لهم بدفن موتاهم فيها من الفلاحين الذين كانوا يستخدمونهم المزابيين في بساتينهم إخمّاسن، 

 

 

مقام أمي حشّود

c 7

في مقبرة حمو ن سالم مقام أمّي حشود وهو الذي يظهر في الصورة  وحده منفرد من بين المقامات الأخرى، وحشود هو إسم لعائلة من عشيرة أت لعفافره، ولاتزال عائلات في تاغردايت  إلى اليوم تسمى بهذا الاسم حشود.

 

مقام  سيدي سماحي:

سماحي هو من البيض زناتة بوسمغونجاء إلى وادي مژاب يقال أنه تزوج عيشة بنت أمي ابراهيم من اعلام تاجنينت.

 

المقابر المشتركة:

هناك العديد من المقابر المشتركة بين بني مزاب وغيرهم  من المتساكنين حيث كانوا يدفنون موتاهم في مقابر بني مزاب قديما قبل أن تمنح لهم مقبرة خاصة بهم، الموجودة حاليا بين كاف حمودة وبابا السعد.

كمقبرة الشيخ عبد لغني ومقبرة كبيرة في أزرڤي وأخرى في جار أزرڤي يقال لها " رجال الزرڤي" التي فيها مقام للشيخ بابا ولجما، وكذلك مقبرة حمو ن سالم ولكاكت كل هذه المقابر مشتركة.

-------------------------------

(01) اسم حمو ن سالم فهو يخص الغابة التي تلي المقبرة نحو اجنة ازرڤي.

 

أولى الاكتشافات والقرى المندثرة

Icon 07بفضل الأبحاث والحفريات التي قام بها كل من "بيار روفو"، "إيف بونيه"، "جوال أبونو"، "نجيب فرحات"، "مليكة حشيد"،... الخ

إن المحطات الأثرية الموجودة في بريان المتمثلة في النقوش حجرية لرسومات فيها أيدي وحروف تيفيناغ في منطقة "انفوسن" بالحنية والأخرى المتواجدة في منطقة باللوح و التي اكتشفت من طرف علماء الآثار و الباحثين مثل ما كتبه المؤرخ الانجليزي شو -show- الذي مر من بريان سنة 1730 م في طريقه إلى إفريقيا حيث كتب عن السكان وعاداتهم وتاريخهم وكذا استنادا الى المؤرخ ويليام ويدصون -wiliam houdson-.

إضافة إلى إكتشافات أخرى في هذا الشأن ترجع إلى حولي 50 سنة من قبل تحدد موقعها في نواحي مليكة وغرداية و القرارة، حيت تم العثور على أثار إنسان ما قبل التاريخ بالمنطقة من خلال ما بحوث الأستاذين : "بييرروفر pierre roffo ثم abonneau goel" [03]، حيث ألقى الدكتور بْيِـيـرْ روفو  "Pierre Roffo"في الدورة الحادية عشرة لمؤتـمر ما قبل التاريخ المنعقد بفرنسا عام 1934 م ، محاضرة بين فيها حصيلة بحوثه الميدانية في بلاد الشبكة -والتي يعتبر واد مْزاب الجزء الأهم منها- ذكر فيها بالتفصيل إحدى عشرة محطة من العصر الحجري الأول، وصف فيها ما جمعه من أدوات ذلك العصر التي بلغ عددها [2959 أداة]، بالإضافة إلى ذلك فإن المنطقة غنية بالنقوش الصخرية، التي تثبت أنّ إنسان ما قبل التّاريخ استقرّ حينا من الدّهر بهذه البلاد قبل أن تؤول إلى صحراء قاحلة، يوم ان كانت جنّة خضراء.

هذه النّقوش الصخرية تراوحت مواضيعها بين الرسومات الهندسية، ورسوم لبعض أعضاء الجسم البشري، مثل : اليد والرجل، وبعض الصخور نقشت عليها رموز وحروف وأعداد أمازيغية .

ولعلّ هذه الرسوم كانت بمثابة عقود بين البدو المتعاملين تسجّل معاملاتهم الهامّة، وتوجد رسوم أكثر قدما للحيوانات على بعض الصّخور التّي كلستها المياه الملحة يوم كانت أودية الشّبكة بحرا.

ولم تعرف المنطقة كغيرها من مناطق الصحراء أي نوع من أنواع التواجد الروماني، حيث بقي على حدود واد الجدي بالصحراء، ولا التواجد الوندالي، أو البيزنطي، فيما كانت منطقة عبور لقوافل القبائل الزناتية.

 

 

القصر المندثر باباسّعد

 

 

 

بريان باللوح ن آجنّا


 

 

بريان باللوح ن آجنّا

إكتشاف الموقع من طرف فوج الرّيان

 

 

بريان باللوح ن آداي

 

 

 

 

بريان لحنيت ن آجنّا

بريان صور من كتاب الأستاذ لعساكر اسماعيل

 

رسومات ونقوش حجرية للإنسان الأمازيغي الأول في هضبة تامو المطلة على أغرم ن ؤخيرا تاجنينت

 

 

النقوش الصخرية في منطقة مطلة على أت ازجن

الكتابات لسكان مزاب قديما، تعود الى مايسمى حاليا فترة Proto berbère

أي الحقبة التي تمتد بين 2000- الى 000 5 -سنة، ا0

لصور لـ: منير داود وخالد مقنين

 

مناطق أخرى من وادي مزاب

 

-------------------------------

مراجع للمزيد من المعلومات 

روفو بيار : حضارات العصر الحجري القديم لمزاب 1934

إيف بونيه : النقوش الصخرية بمزاب 1962

جوال أبونو : عصر ما قبل التاريخ بمزاب 1986

نجيب فرحات : النقوش الصخرية المدمجة في تجزئة حضرية -مثال موقع بالفيدار ببني يزقن- 2001.

يوسف بن بكير الحج سعيد: تا يخ بني ميزاب دراسة اجتماعية واقتصادية وسياسية ط 02 – المطبعة العربية – 11 نهج طالبي أحمد غرداية – 2006 م – ص 10 .

ديوان حماية وادي ميزاب وترقيته،: دليل ولاية غرداية، 32شارع فلسطين، غرداية، الجزائر،

فتاوى البكري ، الجزء الثاني .

دور الميزابيين في تاريخ الجزائر ، حمو عيسى النوري .

مزاب يتكلم ، بكير بن سعيد أعوشت .

الرسالة الشافية ، قطب الأئمة الشيخ اطفيش .

الشيخ بيوض و العمل السياسي ، الدكتور محمد ناصر .

الشبـكـة الـمِـزابية ، تَارَاجْتْ تُومْزَابْتْ .

Pierre roffo: contrôlabilité. à l'étude de la préhistoire du Sahara septentrional ancienne imprimerie Alger 1934 . P. 125.

Pierre Roffo Les civilisations paléolithiques du M'Zab 1934

marth et Edmond couvions: Kharidjisme: Momegraphie du M'Zab imprimerie Marocain vigie, Casablanca, paris 1926.p.217

Joel Abonneau Préhistoire du M'Zab 1983

FERHAT Nadjib: Rapport récaputilatif du travaille effectue sur le site du belvedere 1 Beni-isguen. Décembre 2000- Centre national de recherches préhistorique anthropologiques – Alger

 

أيهما أسبق بن خلدون أم الدرجيني؟!

Icon 09

ومن دون تردد؛ فـ "مزاب" أسبق؛ فهي الأقرب لما ذكره ابن خلدون في نسب البربر لولا التحوير، والدرجيني قبله حافظ لنا على الأصل، وإذا سلمنا أن البربر -السكان الأصليين لهذه البلاد- يصعب عليهم النطق بالعين، فنقول: إن تسمية "بني مصعب" تعريب لـ "مزاب"، وقد نفترض وقوع ذلك من أحد مشايخ العلم، فهو قد كيّف التسمية البربرية وفق ثقافته العربية الجديدة؛ لملاحظة الشبه في النطق، وربما حتى لاستحضار صعوبة المنطقة وأهلها أيضا..

وولوع بعض مشايخ العلم بتعريب الأسماء أمر ملاحظ، ولعل ذلك يتجلى أكثر عند القطب اطفيش -رحمه الله-، حتى إنه يعمد إلى أسماء تلاميذه؛ فيكيفها وفق النطق العربي، فمثلا يقول: "أبو أحمد" لـ "باحمد"، وأبو نوح لـ "بانوح"، ثم إن اجتهاد الطلبة والمشايخ في تلك العصور المتقدمة في تعلم العربية والنطق بها، قد يدفعهم حتى إلى تعريب الأسماء!

وهذا الاجتهاد قد لا يكون موفقا مع بعضهم، ولعل هذا ما دفع أهل المشرق إلى طلب إعادة صياغة كتاب أبي زكرياء يحي بن أبي بكر (عاش في النصف الأول من القرن الخامس الهجري) في السير، فقام بهذه المهمة الدرجيني في كتابه "طبقات المشايخ بالمغرب" كما هو معروف، ومع ذلك فثمة بقية من الصيغ البربرية وتراكيبهم فيما كتبه الدرجيني نفسه؛ كما لاحظ ذلك أستاذنا الشيخ صدقي محمد بن أيوب أستاذ اللغة العربية، فيما علق بذهني، والله أعلم بحقيقة الأمر.

ملاحظة: نحتاج إلى مراجعة النص أعلى في مخطوطة من عهد المؤلف أو قريبة منه.

-------------------------

المرجع  :قبس من السير والتاريخ (3) للفاضل  Abouishak Sa

إباضية بني مزاب مواقف ثابتة

alwat

بقلم: جواد عبد اللطيف الجزائري 

"كل مسلم بشمال إفريقيا ،يؤمن بالله ورسوله ووحدة شماله هو أخي وقسيم روحي فلا أفرق بين تونسي وجزائري ومغربي وبين مالكي وحنفي وشافعي وإباضي وحنبلي، وبين عربي وقبائلي، ولا بين حضري وآفاقي، بل كلهم إخواني أحبهم وأحترمهم وأدافع عنهم وما داموا يعملون لله والوطن، وإذا خالفت هذا المبدأ فإني أعتبر نفسي أعظم خائن لدينه ووطنه... ".

وأنت تقرأ هذه الأسطر يشد انتباهك قوة معانيها ومتانة تراكيبها،إذ أنها تعكس جزالة قلم صاحبها وعزة وإباء شخصيته، وسلامة سريرته وافتخاره بوحدة أمته ووطنه إن في هذه الأسطر حكمة بالغة وموعظة جامعة وإني لمتأكد بأن لها وقع بليغ على القارئ يجعله تواقا لمعرفة صاحبها. إنه شاعر الثورة الجزائرية المجاهد بالقلم مفدي زكرياء اليزقني الغرداوي الجزائري، ذاك الذي كانت أشعاره ولازالت أشد وقعا على العدو المستدمر من رصاص البنادق، إنه يدعو من خلال هذه الأسطر إلى الوحدة والأخوة والمحبة ونبذ الفرقة والعصبية والإخلاص لله والوطن، وها نحن اليوم نتأسف لما نراه من فتنة مغرضة بين أبناء شعب واحد وبلد واحد ، فتنة أذكت نارها خصلة من خصال الجاهلية الأولى، فتنة أيقظت فتنا نائمة وعصبيات كانت قد قبرت منذ عهود. ثم إني أستسمحك أخي الفاضل أنة تركز معي وتنظر مليا في هذا السرد البسيط للمواقف الوطنية الثابتة للإخوة الميزابيين عبر مراحل مختلفة من التاريخ لكي تتضح لك بعض الحقائق لأن الرجال مواقف كما قال الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله والتاريخ يشسهد.

-في سنة 1510 م/916 هـ شارك الشيخ ( با حيو بن موسى ) وفرقته الفدائية من الفرسان المزابيين المرابطين في السواحل الجزائرية ضد غارة الإسبان على جزيرو جربة بالجنوب الشرقي لتونس، والتي تحطمت فيها حملة ( دون قارصيا دو طليطلة ).

-في سنة 1518م/925 هـ احتل الإسبان الصليبيون كدية الصابون بمدينة الجزائر فاستدعى ( خير الدين بربروس ) الشيخ ( باحيو بن موسى ) وهو من العطف ومعه أمين الميزابيين بالجزائر يستشيرهم في أمر العدو الغائر فأشاروا عليه القيام بعملية فدائية وتطوعوا لذلك واختاروا منهم سبعين فدائيا ثم وضعوا خطة لاختراق معسكر العدو وضرب مستودعات السلاح ومن ثمة فتح ثغرة أمام المجاهدين من أجل الهجوم التام وكان النصر يوم الأحد:24 أوت 1518 م /925 هـ ، حيث فر القائد الإسباني (دون هوقو)مع باقي رجاله، أما الشهداء الميزابيون دفنوا في حسين داي الحالي.

-في سنة 1830 م حين نزل العدو الفرنسي بسيدي فرج وقام بمحاصرة العاصمة أرسل الميزابيون – مع أمينهم بالعاصمة – ألف رجل للمشاركة في الدفاع عنها وقد استبسلوا في ذلك إلى أن سقط منهم عدد كبير في ميدان الشرف ، وفي مقدمتهم ( طفيش داود بن يوسف شقيق القطب ) . ولهؤلاء مقبرة في اسطاوالي في ساحة طمست آثارها.

-ولما أعلن الأمير عبد القادر الجزائري الجهاد ضد المستدمر الفرنسي سانده الإخوة الميزابيون، حيث التحق به ( سيدي السعدي ) وبعد ذلك انضم الميزابيون إليه وكانوا من أطوع جنده، كما أنهم أصبحوا من أمناء سره نذكر منهم الطبيب باي أحمد بن بابا عيسى اتخذه الأمير طبيبه الخاص وكاتبه وأمين سره، وهو من مدينة مليكة وهو من الذين حضروا معاهدة التافنة مع الأمير. ومن التجار الذين أعانوه بالمال والسلاح الحاج سليمان بن داود وحمو بن يحي يدر من بني يزقن، والحاج داود بن محمد ، وغيرهم من الرجالات المخلصين.

-لقد ظل بنو ميزاب – مثلهم مثل الطوارق الأحرار -يدافعون بكل وطنية وإخلاص على الوطن الجزائري والحرمات،وكذا يدعمون الانتفاضات الشعبية المتوالية بالمال والقلم والسلاح حيث لعبت شبكة التجار الميزابيين بالعاصمة والصحراء وسائر المناطق الأخرى دورا فاعلا في دعم الثورة التحريرية بالمال والسلاح والقلم إلى غاية الاستقلال، وبالرغم من الإغراءات والعروض التي تلقوها من قبل جنرالات وساسة المستدمر الفرنسي خاصة بعد اكتشاف البترول بالصحراء الجزائرية حيث سعت الحكومة الاستدمارية إلى فصل الصحراء عن الجزائر مستعملة جميع الأساليب منها:

-إرسال لجنة برلمانية إلى مزاب سنة 1951 م من أجل إقناع الميزابيين بالموافقة على إقامة جمهورية صحراوية مقابل امتيازات، إلا أنها قوبلت بمظاهرات سلمية في كل مدينة رفضا للفكرة معبرين على لسان الشيخ بيوض – رحمه الله – عن تمسكهم بوحدة التراب الجزائري.

-إرسال لجنة برلمانية ثانية لنفس الغرض قوبلت بتأكيد الرفض.

-إرسال لجنة ثالثة سنة 1959 م قوبلت بنفس الرفض من قبل الإخوة المزابيين.

أليست هذه أخي القارئ مواقفا ثابتة لم تتزحزح ، فلماذا تسعى بعض الأطراف الغريبة إلى الاقتتات من فتاة الفتنة والعمل على كسر وحدة صفنا ووطننا ؟ ثم من المستفيد من هذا يا ترى ؟.

يا عقلاء أهل غرداية إن قلمي يخاطب فيكم مواقفكم الثابتة ، ووطنيتكم وصفاء سريرتكم ووقار شيوخكم ، أصلحوا بين إخوانكم وانبذوا الفرقة والعصبية فقد نهينا عن ذلك.

يا عقلاء وادي ميزاب إن لكم أسوة حسنة في إصلاح ذات البين في آثار الإمام عبد الحميد بن باديس – رحمه الله – ذلك أنه لما رفعت له مسألة حول مشكل وقع بين المالكية والإباضية بغرداية قضى فيها بالعدل والله أعلى وأعلم ، اقرؤوها فهي درس في الصلح مفيد ،حيث دعى إلى حفظ الوحدة الإسلامية بحفظ القلوب من داء الفرقة المهلك.

يا عقلاء أبناء الوطن الواحد تنبهوا إن الأطراف التي أشعلت نار الفتنة بينكم لم يرق لها أن تراكم متحابين آمنين على أموالكم وأولادكم كما لا يعجبهم أمن البلاد واستقراها،مثلهم مثل الجراثيم التي لا تحب العيش إلا في المستنقعات، فاحذروا فإن قوة الدولة في وحدة شعبها وترابها وفي التاريخ قصص وعبر أفلا تعقلون.

المراجع المعتمدة في الموضوع:

-مفدي زكرياء ، أمجادنا تتكلم .

-آثار الإمام عبد الحميد بن باديس، الجزء الخامس، الطبعة الأولى.

-يوسف بن باكير الحاج سعيد،تاريخ بني مزاب – دراسة اجتماعية واقتصادية وسياسية -.

جواد عبد اللطيف الجزائري

طالب باحث في التاريخ

ولاية سكيكدة

08/02/2014 م

المصدر موقع دنيا الرأي

إبراهيم الحاج عيسى

الشهيدإبراهيم بن إبراهيم الحاج عيسى

 

من مواليد تجنينت سنة 1341هـ / 1922م، اِشتـغل بالتجارة في مدينة قسنطينة

ذو وطنية صادقة، شارك في عدَّة حركات وطنية، وعند بداية الثورة الجزائرية في 1374هـ/1954م كان من أوائل الفدائيين.

انضمَّ إلى جيش التحرير، وشغل منصب "كاتب"، ثمَّ خاض العمليات الحربية؛ حتى أُلقي عليه القبض، وهرب من السجن ليعود إلى الجيش.

استشهد شهر جانفي 1380هـ / 1960م في معركة قرب حمَّام بوزيان بالحدود التونسية.

............................

معجم أعلام الإباضية / إباضية المغرب ص 11

إحداث واحة ضاية ابن ضحوة

العهد الرّابع الفترة الأولى من 1853م إلى 1882م

عام 1868م، أصدر الكولونيل دوصونيس[1]، الحاكم العسكري بالأغواط، قرارا يخوّل فيه للمذابيح الساكنين بغرداية إحداث واحة لهم بضاية ابن ضحوة، على بعد عشرة كيلو مترات من غرداية، واستغلالها وحفر آبار فيها. بهذا القرار الاستعماري، أُبْطِلَ القرار الذي أصدرته جماعة غرداية عام 1073هـ/ 1662م، يمنع إحداث واحة أو بناء مسكن أو حفر بئر في الشمال الغربي لواحة غرداية، قصد وقايتها من البوار. تأكّدت حكمة ذلك جليا في سنوات الجفاف التالية.

 


1-.DE SONIS

إحصاء سكان بريان

جداول إحصاء سكان بريان([1]):

قام كولونيل الأغواط بإحصاء سكان مزاب في سبتمبر 1861م بلغ عدد سكان بريان 1280نسمة.

 

إحصاء 29مارس1896م([2]):

إباضيون

مالكية

يهود

أروبيون

المجموع

2245

795

-

-

3040

 

إحصاء07مارس 1926م([3]):

إباضيون

مالكية

يهود

أوروبيون

المجموع

3187

831

13

-

4031

 

إحصاء 08مارس 1931م:

إباضية

مالكية

يهود

أوروبيون

المجموع

2362

1450

15

02

3829

إحصاء 22جانفي 1936م:

مسلمون

أوروبيون

المجموع

4500

03

4503

 

إحصاء 31أكتوبر1948م:

إباضيون

مالكية

يهود

أوروبيون

المجموع

2980

1503

-

05

4488

ومن خلال هذه الإحصائيات نلاحظ كيف أن عدد الإباضية ببريان كانوا ضعفين المالكية، كما يلاحظ غياب اليهود في عام 1948م، وقد كانوا 15يهوديا عام 1931م، ولعل سبب ذلك يعود إلى هجرتهم إلى فلسطين المحتلة.

جداول إحصاء الذكور والإناث بريان([4]):

 

إحصاء 06مارس1921م

ذكور

إناث

المجموع

2154

1953

4107

 

إحصاء عام 1926م*

ذكور

إناث

المجموع

1735

1452

3187

*بالمقارنة مع إحصاء عام 1926م لجميع سكان بريان في الجدول السابق يلاحظ هنا أن المقصود بالرجال والنساء هنا هم رجال ونساء الإباضية لأن العدد 3187 هو عدد الإباضية وحدهم في تلك السنة.

إحصاء 6 مارس 1921 (1)

مجموع 4107  / إناث 1953  / ذكور 2154

إحصاء 1926

المجموع 4031 /  يهود 13 /  مالكية 831 /  إباضيون 3187

إحصاء 1931

 المجموع 3829 /   الأربيون 2 /    اليهود 15 /  1450 المالكية / الإباضيون 2362

 إحصاء 1936

مجموع السكان 4500

 إحصاء عام 1948

مجموع السكتن 4483

إحصاء عام 1954(11)

مجموع السكتن 4759

إحصاء عام 1955

عدد اليهود 15

يلاحظ انخفاض عدد اليهود بسبب بداية الهجرة إلى فلسطين.

بعد 1960، اختار يهود مزاب الرحيل إلى إسرائيل، وبالضبط إلى صحراء النقب، بتحفيز ودفع من الوكالة الصهيونية العالمية، والرابطة الإسرائيلية العالمية، اللتين تكلفتا بتنظيم الهجرة وتمويلها، كما اختار بعضهم فرنسا، حيث تجمعت أغلب عائلاتهم في سْتْرَسْبُورْغْ، وفي باريس بدرجة أقل(12)

 

إحصاء عام 1960 (13)

مجموع السكتن  8.409  /    8.239المسلمون /   170غيرهم

أوّل إحصاء بعد الإلحاق عام 1883م (16)

مجموع السكان 5065 ععدد الإباضيين 4694 واليهود 186 والملكية 185

إحصاء 29 مارس 1896(17)

مجموع السكان 3040 ععدد الإباضيين 2245 والملكية 795

إحصاء عام 1911: (18)

مجموع السكان  3.642

الجدول العام لإحصاء سكان بريان([1]):

إحصاء عدد السكان بريان خلال السنوات المبينة في الجدول الآتي:

السنة

إباضيون

مالكية

يهود

أروبيون

المجموع

1863

1280*

1882

4500*

1896

2245

795

-

-

3040

1911

3642*

1921

4107*

1926

3187

831

13

-

4031

1931

2362

1450

15

2

3829

1936

4500*

1948

2980

1503

-

5

4488

1954

4759*

1960

8409*

جدول إحصاء انتخابات 28سبتمبر 1958م.

الجنس

عدد المسجلين

عدد الناخبين

التصويت بـ"نعم"

التصويت بـ"لا"

ملغاة

رجال

1742

1671

1661

02

08

نساء

1486

1460

1459

01

-

إحصاء النسبة المئوية:

الجنس

نسبة المسجلين

نسبة المنتخبين بـ نعم

رجال

99%

%98

نساء

99%

%98


)-وضعت هذا الجدول بالإعتماد على الجداول العديدة التي وضعتها الإدارة الفرنسية عبر سنين عديدة، فجمعتها في جدول واحد.[1](

 

 


([1])-إحصائيات مأخوذة من وثائق فرنسية، 80Nezab’M du Démographique Evolution  .

)-يوسف بن بكير الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، ص169.[2](

)[3](-Le lieutenant jannot ,D’après le recensement du 7Mars.1926.

)[4]( -Tableau evolution démographique du M’zab, Annexe 4.

 

(1)- .54,89°Mer n-Outre'Les Cahiers d

 (12)  فوزي سعد الله: يهود الجزائر هؤلاء المجهولون، 119.

(13)  Pierre STIGER  Le M'zab 2

(17)   C.AMAT : Le M’Zab et les M’Zabites, 225

(18)  Les Cahiers d’outre- Mer n° 89,54 

 

المرجع : بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص132-133/-267-268

 

إحصاءات السكّان 04

إحصاءات السكّان الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

 

 

أ- إحصاء 6 مارس 1921[1]:

 

مجموع

إناث

ذكور

البلدة

9750

5072

4678

غرداية (مسلمون)

1409

735

674

غرداية (يهود)

2411

1182

1229

مليكة

6250

3276

2974

بني يزقن

1422

743

679

بونورة

2853

1430

1423

العطف

4107

1953

2154

بريان

6051

2895

3156

القرارة

34253

17286

16967

مزاب

 

 

ب- إحصاء 1926[2]:

 

المجموع

يهود

مالكية

إباضيون

البلدة

10607

1261

2932

6414

غرداية

1646

 

330

1316

مليكة

4889

 

145

4744

بني يزقن

1248

 

15

1233

بونورة

2071

 

111

1960

العطف

4031

13

831

3187

بريان

5485

 

1899

3586

القرارة

29977

1274

6263

22440

مزاب

 

 

ج- إحصاء 1931:

 

المجموع

أوروبيون

يهود

مالكية

إباضيون

البلدة

11320

88

1325

2614

7293

غرداية

890

 

4

179

707

مليكة

4662

1

 

184

4477

بني يزقن

1485

 

 

342

1143

بونورة

1824

 

 

127

1697

العطف

3829

2

15

1450

2362

بريان

6136

3

141

1277

4715

القرارة

30146

94

1485

6173

22394

مزاب

 

 

د- إحصاء 1936:

 

مزاب

بونورة

القرارة

بني يزقن

بريان

العطف

مليكة

غرداية

31642

1516

5420

3909

4500

2545

1809

11943

 

 

 



[1]-بلغ عدد سكان الجزائر عام 1921، 5.806.000 نسمة، من بينهم 546.000 بأراضي الجنوب، منهم 43.143 بالبلدية الأهلية لغرداية.

[2]-.54,89°Mer n-Outre'Les Cahiers d

 

 

الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

                              1.       إحصاءات السكّان:

أ- إحصاء 6 مارس 1921[1]:

مجموع 

إناث 

ذكور 

البلدة 

9750 

5072 

4678 

غرداية (مسلمون) 

1409 

735 

674 

غرداية (يهود) 

2411 

1182 

1229 

مليكة 

6250 

3276 

2974 

بني يزقن 

1422 

743 

679 

بونورة 

2853 

1430 

1423 

العطف 

4107 

1953 

2154 

بريان 

6051 

2895 

3156 

القرارة 

34253 

17286 

16967 

مزاب 

ب- إحصاء 1926[2]:

المجموع 

يهود 

مالكية 

إباضيون 

البلدة 

10607 

1261 

2932 

6414 

غرداية 

1646 

 

330 

1316 

مليكة 

4889 

 

145 

4744 

بني يزقن 

1248 

 

15 

1233 

بونورة 

2071 

 

111 

1960 

العطف 

4031 

13 

831 

3187 

بريان 

5485 

 

1899 

3586 

القرارة 

29977 

1274 

6263 

22440 

مزاب 

ج- إحصاء 1931:

المجموع 

أوروبيون 

يهود 

مالكية 

إباضيون 

البلدة 

11320 

88 

1325 

2614 

7293 

غرداية 

890 

 

4 

179 

707 

مليكة 

4662 

1 

 

184 

4477 

بني يزقن 

1485 

 

 

342 

1143 

بونورة 

1824 

 

 

127 

1697 

العطف 

3829 

2 

15 

1450 

2362 

بريان 

6136 

3 

141 

1277 

4715 

القرارة 

30146 

94 

1485 

6173 

22394 

مزاب 

د- إحصاء 1936:

مزاب 

بونورة 

القرارة 

بني يزقن 

بريان 

العطف 

مليكة 

غرداية 

31642 

1516 

5420 

3909 

4500 

2545 

1809 

11943 



[1]-بلغ عدد سكان الجزائر عام 1921، 5.806.000 نسمة، من بينهم 546.000 بأراضي الجنوب، منهم 43.143 بالبلدية الأهلية لغرداية.

[2]-.54,89°Mer n-Outre'Les Cahiers d

إحصاءات السكان الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

إحصاء عام 1948:

غرداية العطف بني يزقن بونورة مليكة بريان القرارة مزاب
16909 2518 4862 1974 2076 4483 9112 41934

إحصاء عام 1954[1]:

البلدة مسلمون يهود المجموع
غرداية 14046 1555 15601
مليكة 2829   2829
بني يزقن 4293   4293
بونورة 1753   1753
العطف 2720   2720
بريان 4759   4759
القرارة 7719   7719
مزاب 38119 1555 39674

تفصيل عدد السكان المسلمين في غرداية: 8.024 إباضي و6.022 مالكي.

عام 1955: عدد السكان الإجمالي: 52641.

- عدد الأوروبيين منه: 164.

- عدد اليهود: 1242.

وتفصيله: 1199 في غرداية و15 في بريان و28 في القرارة.

يلاحظ انخفاض عدد اليهود بسبب بداية الهجرة إلى فلسطين.

إحصاء عام 1960[2]:

البلدة المسلمون غيرهم المجموع
غرداية 19.444 1.057 20.501
مليكة 5.765 356 6.121
بني يزقن 5.383 7 5.390
بونورة 2.119 5 2.124
العطف 3.798   3.798
بريان 8.239 170 8.409
القرارة 11.879 105 11.984
مزاب 56.627 1700 58.327

بعد 1960، اختار يهود مزاب الرحيل إلى إسرائيل، وبالضبط إلى صحراء النقب، بتحفيز ودفع من الوكالة الصهيونية العالمية، والرابطة الإسرائيلية العالمية، اللتين تكلفتا بتنظيم الهجرة وتمويلها، كما اختار بعضهم فرنسا، حيث تجمعت أغلب عائلاتهم في سْتْرَسْبُورْغْ، وفي باريس بدرجة أقل[3].

 


 

[1]- .54,n°89,Outre-Mer'Les Cahiers d

[2]- .2,Zab' Le M:Pierre STIGER

[3]- فوزي سعد الله: يهود الجزائر هؤلاء المجهولون، 119.

إضراب 8 أيام 1957م

charles V 2 Lundi 28 janvier 1957 : Grève des 8 jours

إضراب 8 أيام

كانت هذه المسألة من أهم المحطات البارزة في تاريخ الثورة، لنجاحها على المستوى الوطني، وهو انتصار للجبهة عندما أدرجت القضية الجزائرية في جدول أعمال الامم المتحدة، وكانت الاستجابة كبيرة سواء عن قناعة أو تحت التهديد، أعلن عن تاريخ هذا الاضراب في جميع أنحاء الوطن بالتوازي مع مناقشة قضية الجزائر لدى الامم المتحدة، ليكون لها صدى واسع على المستوى العالمي، على مستوى مزاب، كان لهذا الاضراب تداعيات كبيرة، حيث تم تفكيك 3 خلايا تابعة للجبهة؛ باكتشاف واحدة في القرارة واثنتين في غرداية، و تم أيضا معاقبة التجار المضربين بسحب سجلهم التجاري مدة شهر إلى شهرين.

*********

Photo : Daoud (de Beni-Isguen), rue Randon (aujourd'hui, Ammar Ali), Alger, fin janvier 1957.

كل من يستجيب للاضراب كانت محلاتهم تفتح عنوة وتبقى عرضة للنهب

Commentaire de son auteur : « Il valait mieux ouvrir son magasin soi-même ».

إعجاب ابن الصغير بالدولة الرستمية

إعجاب ابن الصغير المالكي بالدولة الرستمية وحبه لها

وكان ابن الصغير معجبا بالدولة الرستمية، محبا لها. يجل أئمتها ويعظمهم. وما قاله فيهم، ووصفهم به دليل على عاطفته وعقيدته. ولكنه كتب كتابه في جو ملوكي بعد الدولة الرستمية أو خارجها، فاحتاط لنفسه، وصرف غضب الملوك عنه بكلمات نابية قالها في أول كتابه، وهي التي أرضت الملوك فابقوا على كتابه. فلولا تلك الكلمات التي أوهمهم بها انه منهم، ومن زمرة المؤرخين الذين يرقصون خلفهم، ما وصلنا كتابة النفيس. انه في الحكم على شخص يجب أن تعرف ظروفه، وتنظر إلى كل كلامه وأعماله، ليكون صائبا، والاستنباط صحيحا؛ ولكن بعض الناس يتمسكون بقشرة الرمان الواقية، وقد خلقها الله مرة لتقي حلاوته، ويحصرون نظرهم فيها فيحكمون على الرمان كلها، ويرقص بها غصنها، كأنه منتش بحلاوتها، وهي في أتم النضوج والحلاوة؛ يحكمون عليها بالمرارة، ويقولون إنها حنظلة، وان الله لو ركب مثلها في الحسان ما كان إلا دملا في مقاتلها يجرها إلى القبر، لا نهودا فتانة في صدرها تفتح لها كل حجر، وتجعلها أمنية لكل القلوب!

كتابة تاريخها، وتمجيد أئمتها، في جو وقت كان التلفظ بالدولة الرستمية يعتبره الملوك جريمة سوداء، والثناء على أئمتهم فظيعة نكراء تطير بها الأعناق. انه لمت اكبر المحسنين إلى المغرب الكبير بما كتب، ومن اكبر أصدقاء الدولة الرستمية بما ألف وحبرت يمناه!

قال ابن الصغير في كتابه سيرة الأئمة الرستمية: "اخبرني غير واحد من الإباضية عمن تقدم إبائهم قالوا: لما نزلت الإباضية مدينة تيهرت وأرادوا عمارتها. اجتمع رؤساءهم فقالوا: قد علمتم انه لا يقيم أمرنا إلا إمام نرجع إليه في أحكامنا، وينصف مظلومنا من ظالمنا، ويقيم لنا صلاتنا، ونؤدي إليه زكاتنا، ويقسم فيئنا1. فقلبوا أمرهم فيما بينهم، فوجدوا كل قبيل منهم فيه رأس أو رأسان أو أكثر يدبر أمر القبيل، ويستحق أمر الإمامة. فقال بعضهم لبعض: انتم رؤساء ولا نأمن إذا تقدم واحد على صاحبه ) فصار هو الإمام ( أن يرفع أهل بيته بن رستم لا قبيلة له يشرف بها 2 ولا عشيرة له تحميه. وقد كان الإمام أبو الخطاب رضي لكم عبد الرحمن قاضيا وناظرا فقلدوه أموركم، فان عدل فذلك الذي أردتم، وإن سار فيكم بغير العدل عزلتموه، ولا قبيلة له تمنعه، ولا عشيرة تدفع عنه. فجمعوا رأيهم على ذلك. ثم نهضوا إليه بأجمعهم فقالوا: يا عبد الرحمن رضيك الإمام في ابتدائنا، ونحن الآن نرضى بك ونقدمك على أنفسنا. فقد علمت انه لا يصلح أمرنا إلا إمام نلجأ إليه في أمورنا، ونحكمه فيما ينوب من اسبانيا. فقال: إن أعطيتموني عهد الله وميثاقه لتسمعن لي وتطيعوني فيما وافق الحق وطابقه قبلت ذلك منكم. فأعطوه عهد الله وميثاقه على ذلك. وشرطوا عليه مثل ما شرط عليهم، [وهو أن يحكم فيهم بكتاب الله وسنة رسول الله، ويلتزم سيرة الخلفاء الراشدين]3  فقدموه على أنفسهم والقوا إليه بأمورهم، فسار فيهم سيرة جميلة حميدة"4.

----------------------

1- الفئ هو ما يغنمه المسلمون في حروبهم مع المشركين.

2 - يريد بالشرف هنا التقوى بالعشيرة.

3 - ما بين قوسين من سير الشماخي ص 140 لا من ابن الصغير وهكذا كل كلام يرد بين قوسين في نص فانه ليس منه.

4 - سيرة الأئمة الرستميين ص 9 ط. باريس 1907 م

 

محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير ج3 ص 267

إقبال الإمام على الدرس والتدريس لقلة مشاكل الدولة لاستقرارها

واعتماد الأمة على نفسهاوكان الإمام كعادة لا يقتصر في الأعمال على شئون السياسة. إن دولته مستقرة،وتمسك الناي بالدين يكبح النفوس فتقل الجرائم والمشاكل وتعاون أهل لدولة واعتمادهمعلى أنفسهم، وفض الخاصة للمشاكل والخصومات، وجعل حمل الإمام خفيفا،مشاكل الدولة التي تشغل فكره ووقته قليلة إن الأمة تعتمد على نفسها، وليستعبئا ثقيلا على الحكومة، والدولة الرستمية متمسكة بالدين الذي يأمر الأمة أن تعتمدعلى نفسها، وتعمل، وتجد، وتجتهد، وتسابق الأمم لتكون هي الأغنى والأقوى، لا تتكل علىالحكومة أن تطعمها وتقدم إليها كل الضرورات.  إن اعتماد الأمة على نفسها، وكثرة العلماء والصلحاء فيها، وأعضاء مجلسالشورى، هؤلاء الذين يفضون الخصومات، ويحلون المشاكل، فلا تصل إلى الإمام، وجعلأعمال الإمام السياسية قليلة. فانصرف في بقية الوقت الواسع إلى دراسة الكتب،والى التدريس العالي. فكانت له حلقة في مسجده في ميري يؤمها الطلبة الكبارالمتخصصين للعلم فيلقي عليهم الدروس في مختلف الفنون. وكان الإمام يرى التعليم اكبر عبادة. وكان لشخصيته العلمية يلذه نشر العلم والحياة العلمية، فخصصللتدريس جانبا كبيرا من وقته.

وكان الإمام يوال النصح والإرشاد لرعيته في جبل نفوسة. وكانت الوفود تترىعليه من أنحاء الجبل، فيلقي عليهم المحاضرات والدروس، ويزودهم بالزاد العقلي النافع،ويوجههم أحسن توجيه في كل الميادين. وكان له درس بين الصلوات في مسجدهللعلامة يثقفهم ويهديهم، ويعلمهم فلسفة دينهم، وأسرار الشريعة الإسلامية التيمن الله بها عليهم.

قال الشيخ الباروني: "ويقال إن اغلب دروسه [للعامة] في مسجده في السنينالسبع التي أقامها في جبل نفوسة في مسائل الصلاة ولم يتمها"1 وذلك لان دروسه في فلسفة الصلاة أيضا، وآثارها العظمة في النفس، وتطهيرها للمرء من كل الدنايا والمهلكات!

وكان جبل نفوسة وكل أنحاء الدولة الرستمية مستقرة. وقد دام هذا الهدوء في الجبل إلى آخر أيام الإمام فيه. فثارت هوارة في سنة ست وتسعين ومالئة على الملكية المستبدة، وعلى الأغالبة الذين أرغموها بالقوة على الدخول في دولتهم، واحتلوا بلادهم بالسيف والسنان، ووطأوها بأرجلهم القوية لتخضع وتستكين.

-------------

1-الأزهار الرياضية ج 2 ص 142 ط البارونية بالقاهرة 1324 هـ

محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير ج3 ص436-437

إنشاء قصر الْمُبَرْتَخْ

العهد الثّالث

قلّة الأمن جعلت هؤلاء الناجين يرتحلون من جديد، هذه المرّة نحو وادي زَقْرِيرْ، أين أسّسوا قصر المبرتخ. وانضمّ إلى العفافرة وأولاد نوح وأولاد باخَّه عدد من المنفيين من بني يزقن. انقسم السكان إلى صفّين أحدهما يضمّ أولاد باخه، والآخر يضمّ الباقي منهم. نشبت فتن بينهم أسفر عن نفي أولادباخهفلجؤوا إلى غرداية، إلاّ أنّ معاملة سكانها السيّئة لهم جعلت عددا منهم يغادرها إلى مدينة الجزائر للتجارة. وبعد سنوات قفلوا راجعين إلى المبرتخ. لكن أهلها أوصدوا الأبواب دونهم[1].

 


[1]_Ibid, 388.

إنشاء قصر بَرِّيَانْ

إنشاء قصر بَرِّيَانْ

العهد الثّالث

يبدو أنّالعفافرة وأولاد نوح ومن معهم من سكان المبرتخ، عندما تمّ تخريب قصرهم، انتقلوا إلى الموقع الحالي لبريان، على ملتقى وادي السودان ووادي بالُّوحْ. لوحظ أنّ مئذنة مسجد بريان نقش عليها تاريخ بنائها عام1101هـ.

انضمّ إلى المؤسّسين لبريان أولاد يحي الذين كان يسكن فريق منهم مدينة العطف. ثمّ انتقل إليها مؤخرا آل دْبَادْبَهْ الذين كانوا ضاربين خيامهم في واحة بني يزقن، بموضع يسمّى أُوجُّوجَنْ. كلّ من أولاد يحي وآل دبادبة مالكية المذهب.

تبعد بريان عن غرداية بنحو أربعين كيلو مترا إلى شمالها. تمتاز عن سائر قرى مزاب بشيئين: نسيجها وفلاحتها. تمتاز منسوجاتها الصوفية البيضاء عن منسوجات غيرها من مدن مزاب امتيازا محسوسا مرغوبا فيه. ولأهل بريان عناية خاصّة بالفلاحة، ساعدهم عليها موقعها الطبيعي الخصب. يسقي واحة بريان كلّ من أودية بَالُّوحْ والسودان والزَرْقِيومَدَّاغْ.

اتّساع القرى ودحر أسوارها

العهد الثّالث

مع مرور القرون وتزايد عدد السكان، اضطرت القرى المزابية إلى دحر أسوارها مرّة أو عدّة مرّات كما وقع في بني يزقن. إنّ آثار المداخل القديمة للقرية ومواقع سوق البلدة المتنقلة والآبار العمومية، تبيّن بوضوح أنّ البلدة تمّ توسيعها ثلاث مرّات في العهد الثالث. ويصحب عادة هذا التوسيع للبلدة توسيع مسجدها. فالملاحظ لسقف مسجد بني يزقن الحالي يقرأ عليه الحدود الفاصلة بين مرحلتين متعاقبتين.

إنّ توالي توسيعات القرى الخمس وعدم إحداث قرى جديدة على واي مزاب، سببه الأوّل أنّه يستحيل إنشاء واحة جديدة على سافلته بعد العطف، لندرة الياه الجوفية، وسببه الثاني أنّ أهل غرداية يمنعون إحداث واحة جديدة على عالية الوادي، لأنّ ذلك سيؤدّي حتمًا إلى إضرار واحة غرداية بانخفاض مستوى الماء في آبارها وارتفاع نسبة الأملاح فيها. تجنّبًا لهذا فإنّ سلطات غرداية اشترت عام 1073هـ/1663م الأراضي الواقعة على عالية الواحة لتمنع الاستقرار بها واستصلاحها.

------------------------

المصدر : تاريخ بني مْزاب : الأستاذ يوسف بن بكير  الحاج سعيد

اتفاقيات وعقود عرش بريان

اتفاقيات جماعة وقائد عرش بريان(1).

-"يوم 16ماي 1936م: نحن أعضاء جماعة عرش بريان الواضعين خطوط أيدينا أسفلا قد اجتمعنا وأعطينا إلى المسمى الدبوز الحاج سليمان بن الحاج أحمد قطعة أرض بآخر زقاق المحارزية عرضها 3مترات مربع يشرع فيها على حفر بئر العروش المعد لسقي العرش أي الشراب لأن العرش محتاج إلى بئر في ذلك الموضع المذكور أعلاه للاتساع على بئر الكائن في الزقاق السوق لأنه وقع فيه ازدحام والمصاريف الواجبة أن يتحمل بها الحاج سليمان المذكور وكل ما يلزم عليه ولا بد يدفع الضرر على جواره حسب مطلوبه أمام الجماعة ولا يقدر التملك به ".

-"يوم 27أكتوبر1936م: نحن أعضاء الجماعة الواضعين خطوط أيدينا أسفلا اجتمعنا واتفقنا على ما يأتي قد أدنا المسمى بوكراع الحاج عمر بن قاسم أن يشرع في زيادة العمق في البئر العروش الكائن بناحية بوكراع الذي هو في أثناء خدمته وذلك إلى أن يصل إلى الماء وهذا البئر المعد لسقي العرش أي للشراب والمصاريف الواجبة يتحمل بها الحاج عمر المذكور حسب مطلوبه أمام الجماعة ولا يقدر التملك به حسب خدمته".

-يوم 02فيفري 1937م: نحن أعضاء جماعة عرش بريان وقائدها الحالي الواضعين خطوط أيدينا أسفلا قد اجتمعنا و اتفقنا في شأن تنظيف البلد وقد جعلنا كناسا (منظف) عموميا لكي يتحمل ويتكفل بتنظيف البلد بقيمة 3000فرنكية في السنة وذلك العدد المذكور يقسم على الديار يعني 4فرنك لكل دار".

-"يوم 10فيفري 1937م نحن قائد عرش بريان وأعضاء الجماعة الواضعين خطوط أيدينا أسفلا وبعد قد اجتمعنا واتفقنا على ما يلي: نادينا للمسمى دادي عدون محمد بن بهون أن يشرع في زيادة العمق للبئر للعروش المسمى "مامة أزقاو" في ناحية تحت القصر والعمق إلى أن يصل إلى الماء والعمق المعد للسقي العرش

أي للشراب والمصاريف الواجبة اللازمة يتكلف بها محمد المذكور وحسب مطلوبه أمام الجماعة و لايقدر التملك به حسب خدمته".

-"يوم 20أكتوبر 1937م: نحن قائد عرش بريان وأعضاء جماعة البلد الواضعين خطوط أيدين أسفلا قد اجتمعنا واتفقنا اتفاقا تاما في شأن أراضي الحرث العروشية.

أولا: أن جميع من استصلح أرضا أحياها ثلاث سنوات أنها إليه ولا يأتي أحد يحرث معه في تلك الأرض سوى لمن استصلحهافإن حرث معه في تلك الأرض ويقول بأنه شريك معه وأن تلك الأرض سوى لمن استصلحها فإن حرث معه فإنه على وجه الإعانة فقط.

ثانيا: وكذلك الأجنبي فإنه ممنوع منعا كليا أن يحرث مع أناس البلد فإذا ظهر على أحد بأنه قد دخل معه أجنبي في حرثه فإن ذلك الزرع يذهب عنه وتلك الأرض ترجع إلى العرش لأن ذلك يجلب الهواس وتضيق على أوناس البلد.

ثالثا: وأنه جميع من تعدى على أرض غيره حرثها فإن زرعها يرجع إلى صاحب الأرض بغير شرع.

رابعا: إذا كان فرضنا إنسانا حرث أرضا مدة ثلاثة سنوات وتركها إمّا لسبب تغيب من البلد وإما بسبب عجز عن لوازم الحرث تكون تلك الأرض لمن احتاج لذلك من أقاربه تحت نظر شيخ الفرقة".

-"يوم 05ماي 1939م: نحن أعضاء جماعة عرش بريان الواضعون خطوط أيدينا أسفلا قد اجتمعنا وتفاوضنا في شأن تنظيم وتنظيف البلد والشروط الصادرة بين الجماعة والكناس واتفقنا على ما يلي: وأن البلد داخلا وخارجا تنظف على سبعة أيام وهذا تفصيله:

1.يوم السبت: من زقاق زغموم إلى شارع فارة عيسى بن حمو.

2.يوم الأحد: من زقاق فارة عيسى بن حمو إلى ناذر بوكراع.

3.يوم الإثنين: من زقاق مسجد أولاد سيدي يحي إلى شارع دبوز الحاج علي.

4.يوم الثلاثاء: من زقاق الحاج علي دبوز إلى شارع المجاهدين أو لمسيد.

5.يوم الأربعاء: من زقاق المجاهدين إلى باب الجوفي.

6.يوم الخميس: من الحراق الجوفي إلى زقاق زغموم.

7.يوم الجمعة: سوى زقاق الحوانيت فقط.

وتلك الأوساخ تجعل في ثلاث مواضيع شرقا وادي الزرقي، قبلة تحت جنان المسجد، غربا شعبة الجامع القبلي.

وأجر الكناس عدد 3600 فرنك ثلاثة وستة مائة إلى السنة وزيادة عن أجرته أربعة اغنانيت إلى السنة.

وأن جميع من جعل تراب في الشارع من بناء وذلك يلزم على صاحب المحل أن يرجعه أو تفرض عليه خطية.

ومن الواجب على الكناس قبل أن ينظف أي حي أن ينادي قبل أن يشرع في العمل.

ومن خرّج الوسخ من داره بعد جواز الكناس فذلك الوسخ يرجعه صاحب المحل أو تفرض عليه خطية (غرامة مالية) يدفعها.

إننا سمينا عساس يحرس أولا الكناس وتنظيمه خصوصا.

أولا: الماء الوسخ الذي يسيل من الميزبات.

ثانيا: المستراح المرجوع ومخلف مفتوح.

ثالثا: الماء المطيش في الزقاق العمومي غير الموضع المعين"

-"يوم 06سبتمبر 1939م: نحن أعضاء جماعة عرش بريان ورئيسها الحالي السيد بعوشي بالحاج بن سليمان والواضعون خطوط أيدينا أسفلا قد اجتمعنا واتفقنا في تاريخ اليوم على استخراج من كل فرقة أربعة أنفار في كل ليلة إعانة ومراقبة لحراسة البلد قصرا و غابة فتلك الأنفار يتفرقون على عدد أناس فروقهم حسبما يأتي:

على أولاد بالناصر                                               خمسة أنفار05

على أولاد عابو                                                   خمسة أنفار05

على أولاد بلفع                                                     خمسة أنفار05

على أولاد حل عينهم                                               نفرين 02

على آل العفافرة                                                     نفرين 02

على أولاد أنشاشبة وأولاد يونس     خمسة أنفار 05

على آل بنورة والعطف                                             خمسة أنفار 05

على أولاد أمي سعيد                                               خمسة أنفار 05

تنبيه: من خالف منهم أو من أناس فروقِهِمْ على هذا الإتفاق يعتبر حينئذ عاصيا يجري عليه قانون العاصين انتهى يوم 6سبطامبر سنة1939م".

-يوم 01فيفري1941م: نحن أعضاء الجماعة لبلدة بريان وقائدها الواضعون خطوط أيدينا أسفل هذا اتفقنا على مايلي: نظرا إلى الحالة الحاضرة ومراعاتنا مصالح البلد اقتضى نظرا على تنظيم من جديد العسة البلدية من تبديلا وتغيرا وزيادة ونقصان فقدمنا وعيّنا خمسة أنفار الآتي أسماءهم وأجرة كل واحد منهم مائة وخمسة وسبعون فرنك 175 F شهريا وهم:

1.العساكر عمر بن الحاج سليمان.

2.قلو عيسى بن الحاج سليمان.

3.كوته إبراهيم بن باحمد.

4.باسليمان صالح ب يوسف.

5.عمر أيوب قاسم بن باحمد.

انتهى الاتفاق المذكور بتاريخ يوم 1فاتح فيفري سنة 1941م".

حمدا وصلاة وسلاما

-يوم 04فيفري 1942م: أما بعد نحن أعضاء جماعة البلد (بريان) وقائدها الواضعون خطوط أيدينا أسفل هذا اتفقنا هذا نظرا للحالة الحاضرة والمعسرة جدا فيما يخص التموين اقتضى نظرنا:

أولا: جعل حد على خروج التمر من البلد إلى الخارج حسب التنبيه الواقع بالسوق العمومية بالبلد بتاريخ اليوم.

ثانيا: جعل خزانات من تمر تكون محفوظة لاحتياجات العرش مستقبلا بحيث قد فرض ذلك المقدار على الفرق حسبما يأتي:

على فرقة أولاد بالناصر                                90قنطار

على فرقة أولاد عابو                                   60قنطار

على فرقة أولاد بلفع                                   40قنطار

على فرقة أولادحل عينهم                           25قنطار

على فرقة العفافرة                                    10قنطار

على فرقة أنشاشبة وأولاد يونس                       60قنطار

على فرقة بنورة والعطف                               60قنطار

على فرقة أمي سعيد                                 40قنطار

على فرقة أولاد بخاوة                                 25قنطار

على فرقة أولاد موسى بن إبراهيم                     25قنطار

على فرقة الدبادبة                                     25قنطار

المجموع:             460قنطار

الجميع أربعمائة وستون قنطارا اه بريان يوم 4فيفري سنة 1942م".

حمدا وصلاة وسلاما

-"يوم 5أكتوبر 1942م: أما بعد نحن أعضاء جماعة البلد (بريان) وقائدها الواضعون خطوط أيدينا أسفل هذا اتفقنا على مايلي:

نظرا إلى الزيادة الواقعة في الغرامة اللازمة السنوية 1942م وفي المصاريف العرش فلأجل تسديدها اقتضى نظرنا على زيادة في الغرامة خمسة وعشرين فرنك في المائة 25 على الغرامة السابقة، راجيا من سعادة السيد رئيس الملحقة الموافقة على ذلك انتهى ببريان يوم 5أكتوبرسنة 1942م"

حمدا وصلاة وسلاما.

-"يوم 31ديسمبر1943م: أما بعد نحن أعضاء جماعة عرش بريان وقائدها الواضعون خطوط أيدينا أسفلا مراعاتنا لمصالح العرش من قبل الصحة والمقاومة ضد الأمراض الحادثة قررنا مايلي:

بعد التنبيه عنه بالسوق العمومية وذلك في شأن تنظيف البلد من الأوساخ على اختلافها نصه: فكل أحد يجب عليه أن يقوم بكناسة أمام محله كل صباح يوم الجمعة من كل أسبوع ويرمي تلك القمامات خارج البلد بعيدا وكذلك منعنا المنع الكلي رمي الماء الموسخ في الأزقة وأطراف البلد فمن فعل لم يمتثل للأوامر فإنه تجري عليه العقوبة بمقتضى القانون فمن أنذر فقد اعذر، وقدمنا لأجل ذلك البعض منا أعضاء الجماعة لأجل المراقبة راجيا من سعادة سمو رئيس الملحقة الموافقة للتقرير المسطور انتهى بتاريخ يوم 31ديسمبر1943م".

حمدا وصلاة وسلاما.

 

-يوم 5أوت 1945م: أما بعد نحن أعضاء جماعة عرش بريان وقائدها الواضعون خطوط أيدينا أسفل هذا نظرا لامتلاء سدود بريان بالرمال سيما سد باحمد والحاج وامتلاء السواقي وغالب الأجنة التي تسقى منه بحيث أصبح عديم المنفعة لا يحمل إلا اسم السد الأمر الذي سبب جفافا في آبار بريان وأفلس فلاحيها قررنا ما يلي:

1.يزاد لذلك السد من الجبل إلى الأصل الشرقي متر واحد في عرض متر ونصف سافلا مقابل غابة باحمد والحاج ومقابل غابة بن شيشة فإنه يزاد عليه ذلك المتر الواحد خمسة وسبعين سنتمترا لمنع الضرر عن تلك الغابتين.

2.يجعلفي وسط السد مقابل مجرى الوادي عشر كوات بأبواب حديدية ذات متر مربع تغلق عند الحملة وبين كل كوتين عمود عرضه على شكل عدسي عرض كل عمود متر ونصف.

1-يجعل لمصب السد سندات أربع "نطاحات" تكون في مندفع السيل.

2-تجعل أبواب حديدية لكوات الأصل الغربي والفرع الشرقي تغلق عند اللزوم.

3-يعين ثلاث أمناء واحد من أصحاب الأصل الغربي وواحد من الفرع الشرقي وواحد من أصحاب الحنية يتولون غلق أبواب السد وأبواب الساقيتين الغربية والشرقية.

.Aأن لا تغلق الأبواب أصلا إذا كان الوادي ضعيفا لا يهبط لوادي البئر.

. Bإذا وصل الوادي إلى آخر الحنية وأخذ يهبط الماء إلى وادي البئر تغلق أهـ. بريان يوم   5أوت سنة 1945م".

حمدا وصلاة وسلاما.

 

-"يوم 1فيفري 1947م: أما بعد نحن أعضاء جماعة عرش بريان تحت رئاسة قائدها الواضعون خطوط أيدينا أسفل هذا –فقد اجتمعنا لأجل نظرنا في المسئلة التي أمرنا بها جناب السيد رئيسنا للملحقة بمنشور عدد 397 فبعد الأخذ والرد في جلستنا الواقعة في الشأن ليوم فاتح فيفري 1947م-قررنا ما يلي:

وذلك قد قدمنا من بينا أربعة أعضاء الآتي أسمائهم أسفل هذا ممن لنا فيهم الثقة التامة ومن أصحاب المعرفة والصدق التام لمراقبة الأسعار للسلع و المواد لدى

التجار –بعد أدائهم اليمين الشرعي على القيام بذلك الوظيف القيام التام بالعدل والانصاف وهم:

1.الأطرش الناصر بن إبراهيم     خليفة وشيخ         فرقة أولاد بالناصر

2.كاسي موسى الحاج داود بن محمد                   فرقة أولاد بلفع            

3.قراس باحمد بن باسعيد                                   فرقة أولاد حل عينهم

4.حشاني محمد بن حشاني                                 فرقة أولاد موسى بن إبراهيم

انتهى ببريان يوم 1الفاتح من فيفري 1947م".

حمدا وصلاة وسلاما

-"يوم 25ديسمبر 1947م: ما بعد نحن أعضاء جماعة عرش بريان وقايدها الواضعون خطوط أيدينا أسفل هذا اتفقنا على بيع قطعة أرض بيضاء من أراضي العرش معدة للبناء بناحية بودواية مساحتها إثني عشر مترا وخمسين سانتمتر طولا وتسعة مترا عرضا لفائدة لاكومين أي ثمن البيع يدفع في صندوقه ، وكما نلتمس من سعادة سمو الوالي العام على القطر الجزائري الإذن على البيع المسطور اهـ. بريان يوم 25ديسمبر 1947م".

حمدا وصلاة وسلاما.

 

-"يوم 23ماي 1948م: أما بعد نحن أعضاء جماعة عرش بريان وءاغاها الواضعون خطوط أيدينا أسفل هذا، ان في جلستنا الخصوصية ليوم 23 التاريخ على الساعة الخامسة مساء في بعض مصالح العرش وبالأخص في شأن مسألة مياه السيل وجريانها بما ينتج منه، بحيث أن الأودية الجنة قد امتلئت جدا في الحال بالتراب المرمي بها من أصحاب الاجنة المجاورة وتعطلت من أجله المياه السيل ووقعت مضرة كبيرة في المكان.

قررنا ما يلي: وذلك أمرنا على رفع حينا أي في أجل غايته آخر من شهر أجوان القابل ذلك الثراب، ثم امنعنا المنع الكلي حيث التنبيه الواقع يوم 23 التاريخ

بالسوق العمومية على رمي مستقبلا التراب مهما كانت كميته في الأودية عموما.

راجينا من سعادة سمو رئيس الملحقة على هذا القرار والاعانة على تنفيذه ان احتجنا لذلك اهـ. بريان يوم 23 ماي 1948م"

حمدا وصلاة وسلاما

-"يوم 20جوان 1950م: أما بعد نحن شيوخ الفرق العرب المضافة الثلاثة عرش بريان:

سماحي أحمد بن الحاج سماحي، حشاني محمد بن حشاني، قرين أمعمر بن بوزيان، الواضعون خطوط أيدينا أسفل هذا، بحيث قد وقعت تسميتنا انتخابا رسميا وأن لنا حق في مشاركة زملائنا المزابيين بدون فرق في جميع المصالح العرش من الكيس وغيره على الاطلاق والعموم ولنا مالهم وعلينا ما عليهم كذلك وجب علينا أن ندفع ما يجب على فروقنا من قبل البعض من مصاريف العرش في كل مناسبة.

انتهى ببريان ليوم العشرين من شهر أجوان 1950م.

السماحي أحمد

حشاني محمد

قرين امعمر".

حمدا وصلاة وسلاما.

-"يوم 15ديسمبر1950م: أما بعد نحن أعضاء جماعة عرش بريان وآغاها الواضعون خطوط أيدينا أسفل هذا، قد اتفقنا على مايلي: وذلك قد تحملنا على انفسنا على دفع ثمن الواجب على المقدار الكافي من الغاز للمسيد وقاية من البرد للصبيان في الفصل الشتاء اثناء العيادات الطبية.

انتهى ببريان ليوم 15ديسمبر 1950م".

حمدا وصلاة وسلاما

-"يوم 5ماي 1951م: أما بعد نحن أعضاء جماعة عرش بريان وءاغاها الواضعون خطوط أيدينا أسفل هذا بعد أن أخبرنا المسيو قيلان المهندس أن مصلحة الهيدروليك قد تبرعت بمبلغ مليونين فرنكات اعانة لاصلاح الفساد الواقع بالسد الجديد فعليه فقد اتفقنا والتزمنا على انفسنا بأن تتميم عمله يكون على العرش ان لم يكفي ذلك العدد المذكور اهـ. بريان يوم 5ماي 1951م".

حمدا وصلاة وسلاما

-"اما بعد نحن أعضاء جماعة عرش بريان وآغاها بل خليفتها الواضعون خطوط أيدينا أسفل هذا ان جلستنا الغير الاعتيادية الواقعة ليوم 8 التاريخ على الساعة التاسعة والنصف صباحا قررنا ما يلي:

وذلك قد اتفقنا على تسمية السيد بودي عمر بن سليمان ابن المرحوم ءاغة بودي سليمان قايدا على العرش في مكان والده المذكور بحيث لا نقبل ولا نرضى من يتولى علينا غيره وكما نلتمسوا من السادات الحكام عموما ومن جناب السيد الوالي العام على القطر الجزائري خصوصا التوفيق على ذلك بريان يوم 8نوفمبر 1952م".

حمدا وصلاة وسلاما

-"أما بعد نحن جماعة أعضاء عرش بريان وآغاها الواضعون خطوط ايدينا اسفل هذا في جلستنا الغير الاعتيادية يوم العاشر من شهر جانفي الجاري، بعد اطلاعنا على مضمون المنشور المؤرخ يوم 22ديسمبر1951تحت عدد 188 من جنان السيد رئيس الملحقة بغرداية في شأن الاصلاحات التي يجب تنفيذها واتفقنا على ما يلي:

 

1.واد أنساء:

أولا: تنظيف وإصلاح الجب (الخزان) المتصدع مع خدمة الساقية التي يوصل إليه الماء ولا يستلزم خدمة كبيرة، ونحن في اشد الحاجة اليه في هذا العام.

ثانيا: إصلاح الطريق المعد للسيارات من السودان إلى كفوس.

ثالثا: إحداث جب في المكان المسمى الامسابية في ذلك الوادي وإصلاح الطريق الموصل إليه.

رابعا: جعل بعض سدود من شبكة من حديد سلك في الوادي ليبقى دائما صالحا للحرث والمفلى(المرعى).

 

2.وادي بالوح:

أولا: إصلاح البئر الموجودة في المكان المسمى الهسكول على طريق الغياط.

ثانيا: إحداث طريق للسيارة إليه لأنه واد كبير صالح للحرث ومحروث في هذه السنة حرث كبير.

ثالثا: إصلاح بالوادي المذكور بئر تسمى بئر الغشا وقد لزمتنا عليه مصاريف في السنة الماضية في اصلاحه مبلغ ستة وعشرين الف فرنك 26000F وقد افسدته الحملة في هذه السنة ويحتاج للخدمة عاجلا.

رابعا: خدمة ماجن (بسان) واشريعة في ابيار سيدي مبارك تصلح لميراد المواشي وغيرها.

 

3.وادي الكبش:

أولا: تنظيف البئر الموجودة بالوادي قريب لطريق السيارة.

ثانيا: إصلاح البسان وأشريعة الموجودان سابقا بذلك البئر.

4.وادي السودان:

أولا: إحداث بئر بمكب البقرة أو بمكب بوحوارة.

ثانيا: إصلاح الجب (الخزان) للسقي الموجود هناك على طريق السيارة الكائن بالاعمور، اغاثة للطريق و لاصحابالحرث والمواشي، هذا الوادي صالح للحرث والمفلى ومحروث بقوة في هذه السنة ولكنه بدون ماء وخال من المشاد للمياه.

 

5.وادي المداغ:

إصلاح الجب (الخزان) الموجود على طريق السيارة ثم الزيادة في كبره.

 

6.وادي نشو:

إحداث الجب (الخزان) في الوادي بمكب برطيم بحيث فيه مشقة كبيرة من قلة الماء.

انتهى بريان يوم 10جانفي 1952م".

 

خاتمة

لقد قمنا في كتابنا هذا بدراسة تاريخية حضارية لمدينة بريان ومحيطها، منذ ما قبل التاريخ إلى مطلع القرن العشرين من خلال ومضات ومختصرات تفيد القارئ للاطلاع بصورة وجيزة على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية والثقافية والأنظمة العرفية المتداولة والعادات والتقاليد في المجتمع البرياني نلخصها فيما يلي:

يعود تاريخ بريان إلى حقب تاريخية قديمة قدم العصور، حيث الوجود البشري للإنسان البدائي الذي عمر المنطقة منذ آلاف السنين وترك بصماته عبر النقوش الحجرية والرسومات على شكل جداريات وأخرى فوق الهضاب، ومن هنا نستنتج أن هذه المنطقة كانت آهلة بالسكان منذ القدم، ثم انتقلنا إلى نشأة وادي مزاب كون بريان جزء منه والقبائل التي انتقلت إليه هي قبائل بربرية أمازيغية زناتية، أسهمت في تأسيسها بعد تأسيس القرى الخمس، واستطاعت هذه القبائل أن تتفاعل فيما بينها وتُكوّن مجتمعا راقيا متحضرا من مختلف جوانبه، وكما أن بريان نزلت به أعراش وعشائر مختلفة إباضية، كذلك نزلته قبائل وعشائر مالكية عاشت كلها جنبا إلى جنب وتعاونت معا في الدفاع عنها وعمارتها.

أما من الناحية السياسية نجد أن الحكم كان في رئيس الجماعة ثم انتقل إبان الاحتلال الفرنسي إلى القياد الذين تولوا القيادة وحاول كل قايد إنجاز أعمال ومشاريع مهمة أسهمت في تنظيم ورقي المجتمع، وكذلك يمثل القضاء ركيزة أساسية في المجتمع لفض الخصومات وفك النزاعات وتصفية التركات وإعطاء كل ذي حق حقه، وكل هذا يعد مكسبا حضاريا لتطور أي مجتمع، ومن بين التنظيمات التي كانت قائمة في المجتمع، ضمان العشائر وهؤلاء أسهموا في تنظيم وترتيب عشائرهم فهم الرابطة الصلبة التي كانت بين الهيئة الدينية وهم العزابة وهيئة القياد

مكونين مجلسا استشاريا لعرض أهم القضايا والنظر فيها لجلب المنافع للبلدة، وقد تم وضع بعض النظم الأخرى مثل نظام الأمناء والذي كان العين المراقبة لقوانين وعوائد البلد في الفلاحة والتجارة وكذا العمران، ومن ناحية أخرى نجد نظام (الدلالة) كان وراء تنشيط وتنظيم الحركة الاقتصادية في السوق.

وفي الجانب الآخر، نجد أن لبريان مصادر مائية جد معتبرة منها المياه الجوفية والسطحية بحيث تم حفر آبار وتشييد السدود لحجز وتخزين المياه والتي تعد مصدر الحياة والاستقرار للمنطقة.

كما أنه نشطت الحركة الاقتصادية بتنوع مجلاتها الفلاحية والصناعية والتجارية وحققت أرباحا جد معتبرة كانت وراء رفاهية المجتمع وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وفي الناحية الاجتماعية كان المجتمع منظما تنظيما راقيا بحيث نجد لكل عشيرة عددا من الديار أي أسماء العائلات التي تتكون منها وكان بينها تكافل وتضامن اجتماعي كبير والتي تعد لبنة من لبنات المجتمع، ويزخر المجتمع البرياني بعادات وتقاليد منها الزيارة وتينوباوين والمولد النبوي الشريف والأعراس الجماعية كلها أسهمت في ترابط أواصر المجتمع.

ونجد كذلك من بين الإنجازات التي تم التوصل إليها إنشاء مصلحة للبريد ومستوصف يتكفل بصحة المواطن.

وفي الجانب الديني نجد هيئة العزابة التي تهتم بتسيير شؤون البلدة من الناحية الدينية كتشييد المساجد والمدارس القرآنية وتنظيم الأعراس الفردية والجماعية وهي المشرفة على المسجد والمجتمع.

أما الجانب المعماري حيث الأسلوب الحضاري والنمط العمراني والمعالم لأثرية التي أعجزت الباحثين والمهندسين من حيث التصميم والدقة ولكن نتأسف من ضياع هذا الإرث الحضاري الكبير أو كاد، حيث أصبح ينقرض يوما بعد يوم ولا حياة لمن تنادي.

أما من الناحية الثقافية فنجد أن حياة التعليم في بريان وتطوره منذ مطلع القرن العشرين إلى تاريخ اليوم كان بفضل المجهودات المبذولة من قبل المشايخ والمعلمين الذين سهروا على التربية والتعليم وتكوين الناشئة دينيا وخلقيا، كما أنه برز بعض الشعراء في البلدة منهم من ترك لنا دواوين شعرية ومنهم من أبدع قصائد شعرية في مختلف المواضيع.

كما أننا قمنا بذكر أحداث متفرقة ونماذج من اتفاقيات جماعة وقايد عرش بريان الهدف منها إبراز مدى التنظيمات الهامة التي كان يزخر بها مجتمعنا و الإنجازات التي تحققت في الميدان بفضل تكاثف جهود أفراد المجتمع.

أخيرا نرجو أن يلقى هذا الكتاب صدى طيبا في نفس القارئ الكريم، ويكون طموحا في رقي المجتمع وكذا بعث التراث الحضاري العريق لبريان، كما نطمح في المستقبل أن يهتم الناشئة بالتاريخ والآثار من أجل الوصول إلى مجتمع راق ومتحضر يعيش الأصالة والمعاصرة.

الملاحق:

عقد قسمة عرش بريان أرض وادي الكبش و ورياش

عقد قسمة رقم 100 سجل 6 المؤرخ يوم 13سبتمبر 1889م

استخرجت هذه النسخة من أصلها المحفوظ بالمكتب لطالبها وهذا نصها.

بالمحكمة الشرعية الإباضية ببلد بريان أمام قاضيها في التاريخ وهو الشيخ القاضي العلامة السيد الحاج الناصر بن الحاج إبراهيم وبمحضر شهديه أمدهم الله بعونه-أمين- حضر أمام شهيديه باليوم 15 الخامس عشر من شهر ذي الحجة سنة توافق ليوم 12أوت الثاني عشر سنة 1889 م ولما تم أمر ما سيأتي الى الأن جميع أعضاء جماعة بريان وخلفاء بعضهم وهم رجل من ورجلان كل فرقة مع قائدهم وهم: الحاج أمحمد بن الناصر بن عمر وحمو بكر بن حمو من

المسيمة أولاد بالناصر. وكاسي بن صالح الملقب ببهدي وباسعيد بن موسى من فرقة المسمية أولاد عابو.

وسليمان بن كاسي بن باعلي من فرقة أولاد بلفع.

وبهون بن عيسى الملقب بتربح من فرقة المسمية أولاد حل عينهم.

وعيسى بن باعلي من فرقة المسمية العفافرة.

وأمحمد بن صالح وبهون بن حمو الملقب ببوكراع من فرقة المسمية أمي سعيد.

وكاسي بن عيسى بن حمو والحاج أمحمد بن بكر بن بابا من فرقة المسمية النشاشبة أولاد يونس.

والحاج صالح بن يامي من الفرقة المسمية أهل بنورة .

والحاج سليمان رمضان من فرقة المسمية أهل العطف .

فهؤلاء رجال فرق

وعبد القادر بن إبراهيم بن أمطلق والزروق بن أغويدر وأحمد بن سعيد من رفقة المسمية أولاد خديجة.

وعيسى بن أحمد بن أبكير ومحمد بن أرويشد من فرقة المسمية الأقسامة ومحمد بن مخلوف من فرقة المسمية أرقاب.

وعلي بن أعطية من فرقة المسمية المهادة.

فهم رجال عرش أولاد يحي

والأخضر بن أحمد بن أغويدر من فرقة الدبادبة.

فهم رجال المتعينون من عرش بريان عرب وبنو مزاب من غير قيد.

حضور فرقة وأشهدنا على أنفسهم وهم بحال يجوز منهم وعليهم شرعا أنهم اقتسموا جميع أرض وادي المسمى الكبش المعلوم من أوله إلى آخره وذلك بعد الكيل والتعديل وجد النظر في ذلك وبذل الجهد وبعد أن أعطوا العرش المذكورين للقائد قطعة من أرض لخاصة نفسه بطيب أنفسهم في حق خدمته وتعبه في ذلك وهي معلومة عند مدفع شلخة المسمية الدلاعة العليا محدودة من الحجر المنبوت بوسط الوادي المجعول كالسد وهو مغضر المسمى بقاعة وسر مع الوادي إلى الجهة السفلية إلى حد البطمة الموالية للسندة القبلية وهي على طرف الوادي من الجهة الغربية ومقابلها إلى الجبل الواعر الجوفي للشلخة المسمية دلاعة العود.

كما اتفقوا وأعطوا للقاضي كذلك في تعبه وحق خدمته ومسيرته لوادي الكبش بأغراضهم وبطيب أنفسهم قطعتين أرض بحومة المسمية المقام وهي أرضه التي كان يحرث فيها قبل، حدها من السدرة الصغيرة الكائنة بوسط الوادي القبلية لحنية المقام ومقابلها للجبلين وسر مع الوادي صاعدا إلى ثلاثة الحجرات المقرونات الكائنات في جدر الجبل الغربي عند شق القبلي للشلخة القبلية للبطمتين القبليتين لمدفع وادي ورياش وهي بالجبل الغربي مقابل ذلك للجبل الشرقي.

ثم اقتسموا باقي الوادي على عدد الفرق المذكورة على قدر تفاوتهم في القلة والكثرة وابتداء القسمة من أسفل الوادي.

أول ذلك ناب فرقة أرقاب وفرقة أولاد الشين والمهادة وفرقة القسامة من حد البطمة القبلية للبير الغربي لطريق الكروسة وسر مع الوادي الجهة السفلانية إلى مدفع وادي الكبش عند إنتهاوه من أسفل فيه أحد عشرة قسمة منها أربعة لأولاد الشين والمهادي وأربعة للرقاب وثلاثة للقسامة وناب لهن ذلك في الشركة على حسب ماذكر.

وناب فرقة المسمية الأفرحات من حد بطمة المذكورة وهي القبلية للبير المذكور حد الفرق المذكورة وسر مع الوادي صاعدا إلى البطمتين المتقابلتين ومقابلهما للسندة الشرقية والغربية هذا ماناب لها.

وناب النشاشبة وأولاد يونس في الشركة من حد البطمتين المذكورتين بوسط الوادي وهي منفردة وحدها ومقابلها الجبل الشرقي والغربي وهذا ماناب لهما.

ثم ناب أولاد حل عينهم من حد مغدر المسمى بسندة وسر مع الوادي صاعدا إلى حد السدرة المعرفة يعني أنها أعراف صاعدة للهواء والكائنة بوسط الوادي القبلية لبطمة الصغير التي بحنية المسمية السوق هذا ماناب لها.

ثم ناب لعشيرة أولاد عابو من حد السدرة المذكورة وهو حد انتهاء مناب عشيرة أولاد حل عينهم واصعد مع الوادي إلى السدرة القبلية لمدفع شلخة التي معها الطريق السالك لمغدر المسمى بقاعة ومقابل ذلك للجبل الغربي والشرقي هذا ماناب لها.

ثم ناب عشيرة المسمية أهل بنورة وعشيرة المسمية أهل العطف في الشركة بينهما أنصافا بلا فضل باتفاقهما على ذلك من حد السدرة المذكورة وهو حد انتهاء مناب عشيرة المسمية أولاد عابو وسر مع الوادي صاعدا إلى البطمة الكبيرة الموالية للقطاعة الغربية ومقابلها إلى الجبل الواعر الجوفي لشلخة المسمية دلاعة العود وهو حد أرض القائد يحي بن عفاري هذا ماناب لهما.

ثم ناب العفافرة من حد أرض القائد يحي بن عفاري والحد المعلم هو الحجر المنبوت بوسط الوادي المجعول كالسد على عرض الوادي القبلي لمغدر المسمى بقاعة وسر مع الوادي صاعد إلى طرف شلخة المسمية العساوي وهو طرفهاالقبلين ومقابل ذلك إلى الجبل الشرقي هذا ماناب لها.

ثم ناب فرقة المسمية الدبادبة من طرف القبلي للشلخة المذكورة وهو حد الأعلى من مناب العفافرة وسر مع الوادي صاعد إلى حد الزلج الذي بالجبل الشرقي وهو الجبل الواعر ومقابل ذلك إلى الجبل الغربي هذا ماناب لها.

ثم ناب فرقة المسمية أولاد خديجة من حد الثلاثة السدرات الكائنات مدفع الغرافة القبلية الغربية للبطمة الجوفية لمدفع وادي المسمى الطفلة والغرافة بالجبل الغربي ومقابل ذلك إلى المرشق الأعلى وهو الجوفي لمدفع وادي المسمى الطفلة وسر مع الوادي صاعد إلى حد ما تنتهي ثلاثمائة ذراع فوق البطمة المذكورة وهي الجوفية الغربية لمدفع وادي المسمى الطفلة وهي البطمة المنفردة ولا بطمة حْداها إلى مقبرة المسمية السيد طالب وابتداء كيل الثلاثمائة ذراع من حد البطمة المذكورة إلى الجهة العليا وهو حد مناب عشيرة المسمية العرام كما ناب لها بوادي المسمى ورياش وهي الخمسمائة ذراع في ابتداء وادي ورياش للعربي بن الطاهر ويكيلون تسعمائة ذراع فوق الخمسمائة ذراع وسر مع الوادي صاعدا إلى ما تنتهي التسعمائة ذراع هذا ماناب لها.

ثم ناب العربي بن الطاهر خمسمائة ذراع في ابتداء وادي المسمى ورياش.

ثم ناب عشيرة المسمية العرام(عمي سعيد) من حد ماتنتهي الثلاثمائة ذراع من البطمة المذكورة وسر مع الوادي المسمى الكبش إلى منتهى وادي الكبش أعلاه هذا ماناب لها.

ثم ناب عشيرة المسمية أولاد بالناصر من حد الزلج المذكور بالجبل الشرقي وهو حد الأعلى من مناب الدبادبة وسر مع الوادي صاعدا إلى حد السدرة الصغيرة القبلية

لحنية المسمية المقام وهو حد السفلي مناب القاضي ثم ناب لها فوق مناب القاضي من حد الحجرات الثلاثة الكائنات بجدر الجبل الغربي عند منكب القبلي للشلخة القبلية الغربية للبطمتين القبليتين لمدفع وادي ورياش ومقابل ذلك إلى الجبل الشرقي وسر مع الوادي صاعدا إلى حد السفلي من مناب فرقة المسمية أولاد خديجة وهو حد ما تنتهي أربعة عشر مائة ذراع من ابتداء وادي ورياش صاعدا إلى منتهى أعلى وادي ورياش صاعدا إلى منتهى أعلى وادي ورياش ولا مانع لهم إلى منتهى الوادي هذا ماناب لها.

هذا ماناب لكل واحدة من الفرق المذكورة على يد نائبهم المذكور وخرجت مما سواه قسمة جائزة شرعية وعلم كل بما ناب له وخرج عنه بهذه المقاسمة وسلم كل حقه لشريكه وتسلمه منه وحازه حوزا بعد الروية والتقليب والطوع والرضا والإحاطة والعلم وهما على الحالية الجائزة شرعا شهد بذلك من علمه وتحقق به من المعرفة بتاريخ يوم 17محرم 1307هجرية المطابق ليوم 13سبتمبر سنة 1889م.

وتعريفه النسخة قدره بمبلغ 45.00 دج قبضت بوصل يحمل رقم 1225بتاريخ يوم 21ديسمبر سنة 1988م[2].

عقد شراء جماعة بريان أرض واد أنسا

نسخة تنقيل جماعة بريان سليمان بن علي ومن معه عدد 530 سجل 69 يوم 29ديسمبر 1911م موافق 04محرم 1330ه عن المحكمة الإباضية بغرداية.

حمد وصلاة وسلاما

ففي يوم 14جانفي 1969م استخرجت هذه النسخة من أصلها لطالبها السيد كله صالح بن محمد بن إبراهيم سوغ له إستخراجها لإتيانه برسم مماثل مقيد في دفتر قديم نصها حرفيا الحمد لله وحده أما بعد فهذا نقل رسم من خط من سيأتي ذكره وهو نقله من خط قبله نصه بعد البسملة و التصلية و الحمدلة أم بعد فإن جماعة بريان منهم سليمان بن علي والسايح بن عابو وعفاري بن عبد الله إشتروا على الزناخرة والزرقان وادي المسمى بوادي أنسا من مكب الحلف إلى مكب وادي البير في بطمة سيدي أمحمد السايح من البائعين مقدمين الزرقان والزناخرة منهم أحمد بن منصور والأخضر بن الأطرش على الزرقان والزناخرة وأحمد بن إسماعيل بن مصطفى وأحمد بن محمد الزياني على الزناخرة بثلاثة نعجة وخمسون برنوس وأربعمائة ريالة سلمه الوقت وصلت البائعين وبريت ذمة المشترين بشهادة زرقون بن علي والكبير بن أعمر والحاج بن الحبيب ويعقوب بن الرازق وساسي بن الأخضر والعربي بن أحمد بن سعيد بن سعيد بن يدين والفقيه السيد بولانوار والمصطفى بن عبد الرحمن وبرهيان بن أحمد وجم غفير يطول ذكرهم والكاتب الأخوين صاحب ألف والجرد عمر بن العمر الحمر يوم 13رجب عام 1100 ه أما ماوجد مكتوب ونقلتها حرفا بحرف بلازيادة ولا نقصان من كاتبه لأوائل من جمادي الأول عام 1208ه يوسف بن حمو ونقله كاتبه لأوائل من شعبان عام 1298ه باسعيد بن موسى بن باحمد كفى بالله شهيدا أنتهى ماوجد بخطهما الأول شيخ بني يسجن والثاني كان قاضي بريان سنة 1329ه يوم 30ذي الحجة 1329 يوم 22ديسمبر 1911م وسجل يوم 29ديسمبر 1911م وسجل يوم 29ديسمبر 1911م أجرته 3فرانك يليه الإمضاءات بابا بن الحاج داود وداود بن الحاج

بكير إنتهى نقلها مماثلا لأصلها لتاريخ بعدد أجرتها بالبحث والقرطاس ستة دنانير قبضت بتوصيل عدد 242 ([3]).

عرش بريان هذا بيان قسمة أرض وادي أنساء

وقع يوم 11نوفمبر 1916م

-فرقة أولاد بالناصر

علامة الأرض بين أولاد بالناصر والعفافرة.

علامة سدرة من الغرب في جوف سدرتان.

عرض الوادي 100متر.

طول الوادي 5577متر.

-فرقة العفافرة

عرض الوادي 100متر.

طول الوادي 1419متر.

-علامة الأرض بين العفافرة والدبادبة

علامة حجارة في قطاف من الغرب ومن الشرق بطمتان

عرض الوادي 100متر .

طول الوادي 3217متر.

-علامة الأرض بين الدبادبة وأولاد بن خاوة.

بينهماحجارة في حشيت الأرض من أظهر سدرة كبيرة، قبلتها بطمة في حشيت الخنقا.

عرض الوادي 100متر.

طول الوادي 3531متر.

-علامة الأرض بين موسى بن إبراهيم وأولاد بن خاوة.

من الغرب وإلى منها الرخما وستة مترات واثناني إلى الشرق، اثنان سدرات.

والمدون من قبله.

عرض الوادي 500متر.

طول الوادي 2178 متر.

-علامة الأرض بين موسى بن ابراهيم وأمي سعيد.

بينهما المدون تسعون متر من الغرب حتى إلى الحجرة مبنوات من الغرب.

عرض الوادي 100متر.

طول الوادي 3400متر.

-علامة الأرض بين عمي سعيد والنشاشبة.

عرض الوادي 100متر.

طول الوادي 3400متر.

-علامة الأرض بين النشاشبة وبنورة.

بينهما الرصفة من فوق الخنقا علامة حجارة من الغرب خنشوش مكان سراق.

عرض الوادي 100متر.

طول الوادي 3234متر.

-علامة الأرض بين أولاد عابو وأولاد بلفع.

بينهما من الغرب حجارة ونادر قديم.

عرض الوادي 100متر.

طول الوادي 2475متر.

-علامة الأرض بين أولاد بلفع وأولاد حل عينهم.

بينهما من الغرب بطمتان من الشرق أجرعي ومن الغرب الخراط وهباط.

عرض الوادي 100متر.

طول الوادي1150متر.

بيان المجموع المترات جملة الواد.

أولاد بالناصر                                                     5577متر.

العفافرة                                                           1411متر.

الدبادبة                                                            3217متر.

اولاد بن خاوة                                                     3531متر.

اولاد موسى بن ابراهيم                                             2178متر.

أمي سعيد                                                           3400متر.

النشاشبة                                                             3400متر.

أولاد بنورة والعطف                                                   3400متر.

أولاد عابو                                                             2234 متر.

أولادبلفع                                                              2475متر.

أولاد حل عينهم                                                         1150متر.

البقي في الواد حدادة زوج بطمات من الغرب والشرق جرعاية .

فرقة أولاد حل عينهم (قسمة الأرض)

النوحي            215

ب

بغوتي               275

قراس               200

سعودي             200

تربح                 200

مولود               200

كاسي وصالح       200

الوصفان             200

 

عقد أرض العفافرة

الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

هذه نسخة أخرجت من سجل الرسم عدد 11يوم15 مارس سنة 1919م لطالبها للحاجة بها بإذن من ذي الخاتم أعلاه نصها.

بالمحكمة الشرعية المالكية قسم 72وادي مزاب ببلدة غرداية أمام قاضيها في التاريخ وهو الفقيه السيد أحمد بن محمد وبمحضر شهيديه أمدهم الله بمنه أمين حضر إذ ذلك صالح بن عمر المكنى أكراوا المزابي الغرداوي أصلا وقرارا فرقة العفافرة التاجر حرفة في التاريخ وبيده رسم قديم بخط الطالب الحاج صالح بن محمد بن الحاج إبراهيم المزابي الغرداوي أصلا ومسكنا وطلب مكن ذي الخاتم أعلاه وفقه الله لما يرضاه تنقل ذلك في سجل المحكمة المذكورة لحفظه وخوف ضياع أصله عليه فأتى به لذلك بعد التعريف..([4])

خير البرية لما طلبت العفافرة لدى مجلس وادي مزاب في روضة الشيخ أبي عبد الرحمن يوم الخميس لثامن ليالي من صفر عام 1293ه من أهل بريان ماعندهم من الملك في بريان أعني حضهم ونصيبهم مما باع العرش داخل البلد للبناء وخارجها للغرس....وماكان للأفراد أما العفافرة أدعوا أن العرش باع نحو ثمانين جنانا أرض بيضاء للغرس وعديد قطعات أرض داخل البلد للبناء وأهل بريان أجابوا بأن لم يبلغ ما باع العرش خارج البلد أكثر من سبعة عشرة جنانا وفي البلد باع أقل مما إدعت العفافرة ومع ذلك كلما بعناه يحضر فيه رجل من العفافرة الذين معنا في البلد ويتصرف في الأمور معنا لهم رجل مع جماعة الأعوام ورجل مع عزابة المسجد وقد صرفنا الثمن في مصالح البلد فبعد احجاج الفريقين اتفقى رأي المجلس على أن يعينوا رجالا من القصور الخمسة يذهبون لبريان ويعين العفافرة رجلين وأولاد نوح

كذلك يروهم كل المواضيع التي باعهم العرش ثم بعد ذلك يبنون بينهم الخصومة وأما دعوة الأفرد فمن عرف شيئا بيد الغير يطالبه للشريعة لا يمنع و لا يدخل بينهم عرش أولاد نوح ولا عرش أولاد العفافرة فهذا وقع الفصل ثم بتاريخ 01من صفر المذكور وقع الاجتماع في الشيخ عبد الرحمن يخرج من غرداية بل فاتفقوا على سفر من يعين أهل كل بلد لبريان يكون صبيحة يوم الثلاثاء الموفى عشرون يوما من صفر من روضة الشيخ أبي عبد الرحمن فخرج من غرداية الفاضل الشيخ الحاج صالح بن كاسي والفاضل عمنا ابو بكر بن الحاج مسعود وعمنا كاسي بن الشيخ بابا بن يونس والكاتب صالح بن محمد بن الحاج ابراهيم وعيسى بن الحاج ابراهيم بن عيسى بن الحاج ومن بني يسقن الفاضل الشيخ الحاج امحمد بن عيسى وعمنا الحاج احمد بن عيسى وعمنا الحاج حمو بن يحي بن يوسف ومن بنورة عمنا احمد بن عيسى ومن مليكة بابا عيسى بن كاسي بن بابا عيسى ومن العطف الفاضل عمنا الحاج امحمد بن باحمد ودادي حني بن بابا بلغ من ذكر عشية يوم الثلاثاء المذكور يعين من اولاد نوح ستة رجال وهم عمنا باسعيد بن موسى وعمنا عيسى بن باحمد والحاج ابراهيم بن باحمد اجريبة لقبا ويحي بن عفاري ومحمد بن داود وصالح بن الناصر باحميدة والعفافرة وكلوا قاسم بن حمو كزول وابراهيم بن علي ادباش وابراهيم بن ابي علي بن ابراهيم وابراهيم بن ابياحمد بريم فخرجنا للتجريد يوم الاحاد ويوم الثاني والعشرين فلما كيلنا الارض التي باع العرش داخل صور البلد كما ان اووها لنا اعني جماعة العفافرة وجماعة اولاد نوح وكذلك جميع ارض الغرس م غرس منه....

فاتفقت الجماعتان المذكورتان محضر بيع من ذكر اعلاه على ان يعطي عرش بريان لعرش العفافرة نضير ما باع الى تاريخ خمسة وعشرين من صفر عام 1296ه داخل البلد قدر خمس عشرة دارا من الارض كل دار يكون عرضها خمسة وعشرين ذراعا وطولها كذلك يحسبون لهم تلك الارض خمسة ديار من الارض المبيعة قبل يردها عرش بريان ممن مشتريها بما امكنه ويزيدون لهم من انتهاء حد ارض المعوضة لاكراوة واولاد محرز اعني لمن ثبتت منهما الى ناحية المغرب الى الصور وما يخصهم عن استفاء الخمس عشرة دار يزيدونه لهم داخل الصور اينما يرضي العفافرة من ارض الذي لم تبلغ قبل هذا هذا وايضا يعطوهم عوض ما بيع من الارضين للغرس خارج البلد الى اليوم قدر اربعين جنان طوله مائة ذراع وعرضه كذلك مائة ذراع ارضا بيضاء للغرس يكون ابتداء هذه ارض من حد سد المغارة قبلة في الحنية هذا كله على وجه الصلح واما تواكل دعوة في شأن ما باع عرش بريان مند خرجت العفافرة من بريان الى يوم خمسة وعشرين من صفر عام 1294ه اربعة وتسعون ومائتين والف خاصة قصر او غابة ثم مر هذا الصلح ببلد بريان ضحوة يوم الاحد لخمسة وعشرين ليلة خلون من صفر عام 1294ه اربعة وتسعون ومائتين والف وشهد بجميع ما ذكر اولهم الفاضل الشيخ صالح بن كاسي والفاضل عمنا كاسي بن الشيخ بابا بن يونس وعمنا الحاج احمد بن عيسى وعمنا عيسى بن الحاج سعيد وعمنا دادي حني بن بابا عيسى وعمنا الحاج حم بن يحي بن يونس وكاسي صالح بن محمد بن الحاج ابراهيم صالح بن محمد وايضا مكتوبا باسفله اربعة سطر نصهم كتب على ثلاثة نسخ واحدة للعفافرة وواحدة لاولاد نوح وواحدة ارسلت لحاكم دايرة الاغواط انتهى نص الوثيقة المذكورة اعلاها خاتم الشيخ القاضي المذكور وكما نقلت حرفا بحرف من غير زيادة ولا نقصان على الذاعي اسمه اسفله وعرفه في تاريخ يوم 12شعبان سنة 1309ه...........([5]).

وبه الحاج المشري ثلاثة فرنك احمد بن محمد قاضي انتهت النسخة المومل اليها كما وجد في اصلها حرفا بحرف دون زيادة و لا نقصان مع المقابلة وبه عبيده ابراهيم بن الحاج احمد.

وثيقة في مسألة بناء المدرسة القرآنية لتعليم أبناء البلد.

الحمد لله وحده وبه نستعين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

الجزائر يوم 1سبتمبر 1932م

حضرة الفضلاء الكرام الاحبة الاعزاء السادات عيسى بن صالح بن صالح، حمو بن عبد الله بن بن يحي محمد بن صالح بحميدة باحمد بن يوسف زيطاني وتربح محمد بن عيسى حفظهم الله ورعاهم.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته والتحية والاكرام من كاتبه عن اذن السيد موسى بن الحاج موسى وبعض من اعيان الجزائر اللآتي أسماءهم السادات ناصر بن يوسف زيطاني سليمان بن عمر بودي صالح بن عيسى تربح بكير بن حمو عبد الله والكاتب سليمان بن ناصر بن حمو الزيات.

اما بعد فقد كتبنا لكم هذا الجواب في مسألة النقود المجموعة من اهل الخير والصلاح المحفوظة على وجه الامانة تحت يد السيد عيسى بن صالح وذلك العدد مجموع لمسألة التعليم لشبان بريان ولم يتم الامر في ذلك التاريخ.

وحيث انها وقعت مدرسة لتعليم ابناء البلد وهي رايجة من مدة تفوق الثلاث سنين وانه وقع بناءها كما هو قبلكم وقد تأملنا نحن الواضعون خط ايدينا اسفله في القضية ووجدنا ان هذا هو محلها ولاجله جمع هذا العدد وعلى هذا ومن اجله نرجو منكم تدفعوا لحامل الجواب اليكم وهو واحد منا السيد سليمان بن عمر بن سليمان بودي وليدفعه هو في مصالح وبناء هذه المدرسة المشار اليها ولكم الاجر التام من الملك العلام نرجو منكم تنفيد المسألة لترفع المسؤولية عن الجميع لا يخفاكم حالة اموال الحبس والاماين وما اشبه ذلك نسألوا الله ان ينجينا واياكم من التبعات انه سميع مجيب وصلى الله على سيدنا محمد وآله في البدء والختام.

التوقيعات: وبه موسى بن بالحاج، الناصر بن يوسف، بودي سليمان، تربح صالح بن عيسى، سليمان بن الناصر بن حمو، بكير بن حمو.

عرض المجلس التأسيسي

لجمعية الفتح بريان

على الساعة التاسعة من صباح الاثنين 41ذى الحجة الموافق ليوم 11نفامبر 1987اجتمع بقاعة المدرسة القرآنية بريان، ميزاب-ما يقارب عن مائة من أعيان بريان وفضلائها لتأسيس جمعية خيرية تهذيبية باسم"الفتح" مركزها بريان، ميزاب.

وغرضها: محاربة الجهل والأمية ونشر العلم وتهذيب الفقير واليتيم ومحاربة الآفات الاجتماعية وتنشيط الصناعة الوطنية وسائر مشاريع البر والاحسان.

لما اكتمل جمعهم شكلوا مكتبا مؤقتا يتركب من السادة:

أكبر الجماعةسنا

قلو ابراهيم بن سليمان                    رئيس

السيد أوراغ أحمد بن عمر                 كاتب

الشيخ لبسيس صالح بن يوسف         عضو

أبو الصديق باحمد بن الحاج بكير       عضو

افتتح الرئيس الجلسة فحمد الله وصلى على النبيء الكريم. ثم شكر الحاضرين الذين دفعت بهم خدمة الصالح العام في دائرة النظام الى تلبية الدعوة: ثم اقترح على الحاضرين ان     بتسيير الجلسة الى الشيخ عبد الرحمن بن عمر فوافقوا بالاجماع .

وبعد ان   العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عمر احد نجباء التلاميذ بتجويد آيات من الذكر الحكيم إيقاظا للعزائم وتنشيطا للهمم، قام فعرف الحاضرين بغرض الاجتماع وأفاض القول في فوائد الجمعيات والعمل في دائرة النظام وكيف تجب مسايرة قافلة الحياة بكيفية ديموقراطية توافق روح العصر وتضم جهود الأمة من أمراضها، ثم عرض عليهم القانون الأساسي تلاوة وشرحا مادة مادة فوافقوا عليه بالإجماعبعد تعديلات طفيفة ومفاوضات خفيفة. ثم أعطيت الكلمة للكاتب فألقى خطابا وجيزا يناسب المقام كله تشجيع وحث على حياة النظام ودعوة الأمة الى توحيد جهودها وتسخيرها لمداواة

 

أمراضها وترقية حالها.

وبعد ذلك اجرى المكتب عملية انتخاب مجلس الادارة ففاز بالإجماع وبالأغلبية السادة:

الشيخ عبد الرحمن بن عمر                       مدرس           رئيس

ابن يامي موسى بن بالحاج                       تاجر             نائب أول

بودي عمر بن سليمان                           تاجر             نائب ثاني

الطالب باحمد صالح بن يحي                      فلاح             كاتب

أوراغ أحمد بن عمر                               طالب           نائب كاتب

قلو ابراهيم بن سليمان                           فلاح           أمين المال

بحميدة حمو بن يحي                             فلاح             نائب

لعساكر الحاج حمو بن عبد الله                 تاجر               عضو مستشار

الدبوز الحاج اعلي                             فلاح               عضو مستشار

بكراع محمد بن صالح                         تاجر                 عضو مستشار

قراس قاسم بن باحمد                         تاجر                 عضو مستشار

قلو موسى بن باحمد                   تاجر                     عضو مستشار

الواهج يحي بن حمو                   تاجر                     عضو مستشار

أوراغ محمد بن سليمان               فلاح                     عضو مستشار

الدبوز محمد بن الحاج صالح         تاجر                       عضو مستشار

ازقاو سليمان بن بكير               فلاح                       عضو مستشار

ثم ان المجلس التأسيسي عهد إلى مجلس الإدارة باتخاذ التدابير الرسمية للتحصيل على رخصة الجمعية، وأخيرا قرأ الكاتب على الحاضرين عرض حال جلسة التأسيس فوافقوا عليه بالإجماع، واختتمت الجلسة بتجويد آيات من الذكر الحكيم وانقض الاجتماع على الساعة الثانية بعد الزوال.

)-أحداث متفرقة مأخوذة من سجلات.[1](

[2]

)-نسخة لدى المؤلف.[3](

)-سطر من العقد لم تتضح كتابته جيدا.[4](

)-اسطر من العقد لم تتضح كتابتهم جيدا.[5](

-وثيقة عقد شراء أهل بريان وادي أنسا من عرش الزناخرة والزرقان يوم 12رجب 1100ه.[6](

)-شعب مرجانية من اكتشاف فوج الريان للكشافة الإسلامية الجزائرية لبريان مارس 2012م.[7](

 


(1) المرجع : بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص186-270

استقبال مزاب للمهاجرين

استقبال بني مصعب للمهاجرين من مختلف الجهات العهد الثاني

يقول الشّيخ عليّ يحيى معمّر:" وفي أوائل القرن الخامس توالى الجفاف على منطقة وارجلان وما جاورها عددا من السّنين، وزفقر كثبان الرّمال على سدراته. وكانت بعض الأدوية التي تنساب تحت طبقات من الأرض، حتّى إذا وصلت إلى منطقة سدراته ووارجلان نبعت على شكل عيون غزيرة، قد تغيّرت مجاريها فغارت تلك العيون، فضاقت الحياة بالنّاس لاسيما أصحاب الماشية... فلم يجدوا منتجعا لإنقاذماشيتهمغير بادية بني مصعب... هكذا قرّروا أن يتّجهوا إليها"[1]هذه الهجرة تمّت لأسباب اقتصادية ناتجة عن ظروف طبيعية. وهناك هجرات أخرى لأسباب سياسية، أهمّها انقراض دولة بني مدرار في سجلماسة عام 366هـ/ 976م[2]، ووصول بني هلال إلى المغرب عام 443هـ/ 1050م، والتّخريب الأوّل لسدراته عام 467هـ/ 1075م على يد أحد أمراء قلعة بني حمّاد المنصور بن النّاصر، والتّخريب الثّاني لها عام 626هـ/ 1229م على يد يحيى بن إسحاق الْمَيُورْقِيالمرابطي، المعروف بابن غانية، في ثورته ضد الموحّدين. وخربت سدراته أخيرا عام 672هـ/ 1274م.يضاف إلى هذه الهجرات الجماعية استقبال وادي مزاب لعائلات أو لأفراد على مرّ القرون من المناطق المذكورة ومن غيرها. فقد احتضن جماعات متلاحقة وأفرادا شاركوا بني مزاب في إنشاء قراهم وتعميرها. فقد أتى هؤلاء المهاجرون من سدراته ووارجلان ووادي أَرِيغْ، وقصر بني خفيان قرب المنيعة، وجبل عمور وقصر البخاري والمدية، ووادي غنيم قرب الأبيض سيدي الشّيخ، ومن جبل نفوسة وجربة ومن سجلماسةوفقيق والسّاقية الحمراء وغيرها. هؤلاء القادمون جميعهم إباضية أو اعتنقوا المذهب الإباضي عند استقرارهم بالمنطقة، ويطلق عليهم جميعا اسم بني مزاب مثل من سبقهم بها.يتبيّن ممّا سبق أنّ تصوير بني مزاب بأنّهم نزحوا إلى سدراته من تاهرت عند انقراض الدّولة الرّستمية، وأنّ سكّان سدراته هاجروا منها إلى وادي مزاب عندما خرّبها الميورقي، وعمّروه وأسّسوا قراه، تصوير خاطئ الهدف منه جعل إباضية المغرب جماعة من النّاس تطوف من مكان إلى مكان، والأمر غير ذلك كما رأينا.

-----------------------------------

[1]_ الإباضية في الجزائر، الجزء الثّاني، 436.

[2]_ استمرّت من 140هـ/757مإلى 366هـ/976م على مذهب الصفرية.

استقرار الدولة الرستمية

استقرار الدولة الرستمية وهناؤها وسعادتها بالعدل والدين

 

لقد كانت افريقية تغلي بثوراتها على الولاة الضعفاء. وكان السخط والشقاء والحاجة تسودهما. فكيف كان المغرب الأوسط وما يتبعه من المغرب الأدنى: جنوب افريقية، وجزيرة جربة، وجبلا نفوسة. وكان هانئا، سعيدا، مطمئنا، تحت جناح الدولة الرستمية الجمهورية العادلة التي تسوسه بسياسة الدين، وتلزم فيه هدى الخلفاء الراشدين. إنها دولة إباضية أنشأها الإباضية الذين يتمسكون بالإمامة الإسلامية والجمهورية العادلة كل التمسك.

فكيف نشأت الدول الإباضية الجمهورية في المغرب فأسعدته، ودخل بها أعراسه البهيجة، وأعياده الباسمة، وعهود قوته وسعادته! وكان الملجأ الأمين الهانئ للمضطهدين الأحرار في الدول الملوكية في المشرق. يلجئون إليه فيجدون الإخوة والصفاء، والحرية والعدل، والحضارة الإسلامية الراقية التي تنبع من الدين المكين، والعلم الزاهر، ونعمة تمسك أئمته وولاته وموظفيه بالدين في كل شيء؟!

محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير ج3 ص 130

استلهام لوكوربوزييه من مزاب

Icon 07

استلهام المهندس لوكوربوزييه من مزاب كتابه نحو عمارة عصرية

إن الهندسة المعمارية لمزاب في بساطتها وتشكلتها ملائمة للبيئة وللبنية العائلية فكانت مصدر الهام للمعماريين الحديثين مثل "لوكوربوزييه" "Le corbusier" الذي يعتبر مهندس معماري القرن.وقد استلهم هذا الأخير من ضريح سيدي إبراهيم تاجنينت (العطف) لبناء كنيسة "رونشامب" "Ronchamp"المشهورة في منطقة "لي فوج" الفرنسية.

غرداية هذه المدينة الأَلفيّة التي شُيّدت في منطقة وادي مزاب، وهي منطقة صحراوية قاسية المناخ، كانت مواجهة الحرّ والهجير معضلة المؤسسين الذين ابتدعوا، بالاعتماد على الطين، طريقة فريدة في خلق تكييف طبيعي للهواء دون التفريط بالإضاءة، وعملوا على تضييق الشوارع التي أصبحت بمثابة أروقة تفادياً لأشعة الشمس الحارقة. هذه التقنيات المصاغة بجمالية مُدهشة جعلت لوكوربوزييه يصف غرداية بأنها "مدينة متلألئة". زيارته إلى وادي مزابأثمرتتصميم كنيسة "نوتر ديهو" "Notre Dame du Haut" في مقاطعة "رونشامب" "Ronchamp"، شرق فرنسا، التي تحاكي بهاء العمران المزابي.

 لقد قال عنه المهندس الفرنسي لكوربيزييه في كتابه *نحو عمارة عصرية* عندما تقل في رأسي أفكار البناء أذهب إلى المسجد في غرادية حيث أجلس في ساحته لتواتيني الأفكار. إنه لم يكتف بالجلوس في ساحة المسجد فقط ولكنه نقل تصميمه المعماري الداخلي لينفذه في كنيسة رون شون في مقاطعة بيرباتي الفرنسية.

هندسة قرى مزاب و تأثيرها على المهندس المعماري Le Corbusierلوكور بوزيي

زار المهندس منطقة مزاب سنة 1931 و قد جاءها بالسيارة من باريس مرورا بإسبانيا و المغرب الاقصى متوغّلا في الصّحراء . لقد كانت صدمة و مفاجأة بالنسبة له بعد ان اكتشف هذه الكنز الحضاري في مكان لم يكن ابدا يتوقّعه .حضارة حياتيّة ، راقية ، منعزلة، عمرها ألف سنة في قلب الصحراء.

يقول: "مع كلّ ما ذاقته هذه القبيلة من الاضطهاد عبر الزّمن ، ومع ذلك لم تندثر بعد، ربّما السرّ في هذا الاستمرار هو ايمانها العميق بمقومات راسخة في نفوس اهلها تختلف عن الآخرين".

مزاب هي مجموعة من المدن المتقاربة pentapoleلم تتأثّر أبدا بمعالم خارجية أو دخيلة منذ قرون -كما حدث لحضارات اخرى- قصور مترامية رائعة، تشكّلها بيوت مبنية بنمطٍ مُبهر .

هؤلاء النّاس هم في حركية و اصرار دائمة للبناء و التّشييد ، لسدّ متطلباتهم في الحياة ورغباتهم الرّوحيّة ، يُترجمها نمط بناء فريد من نوعه ضمن بيوت مشيّدة مثل فسيفساء باهرة او مقطع غنائي ملهم .

بالنّسبة لـ "فرانسسكو تونتوري" "francesco tentori"احد الدّارسين لرحلات "Le Corbusier" كانت الرّحلة والتي دامت 26 يوما في الغالب ، الرّحلة الأكثر تجربة و اكتشاف، و الثّانية بعد رحلته الى الشّرق، ممّا جعله يغوص في حضارات منسيّة لم تكتشف بعد، والتي ستدخل في التّراث العالمي لا محالة .

بعد عامين، وبالضبط في مارس 1933 يعود "Le Corbusier"الى مزاب في رحلة اخرى لكن هذه المرّة في طائرة صغيرة بقيادة صديقه دورافور، بعد ترتيب مذكّراته للملاحة الجوّيّة هو يعرف ان رحلته هذه لن تدوم اكثر من 8 ساعات، لذلك يريد استغلالها جيّدا .

يقوم Le Corbusierفي غرداية عاصمة مزاب بالالتفاف حول القصر لتتاح له رؤية فوقيّة من الطّائرة،

فيقول: "هذه البيوت المتراصّة افقيّا أتخيّلها منشأة تتربّع فوق ربوة في منظر بديع"، ثمّ يطلب من قبطان الطائرة الدّوران بطريقة حلزونيّة حتّى قمّة القصر في لفّات متتالية لتكتمل عنده صورة للمخطّط الهندسي البديع، وفي آت ايزجن و من الطّائرة دوما يستمتع بمنظر السطح الهندسي المتناسق للمنازل يبدأ من القاعدة و ينتهي الى القمّة في شكل يشبه كثيرا قاعدة لعبة الشطرنج و ترتصّ مكوّناتها كمحار البحر، أمّا الواحات و البساتين بعيدا عن قُدسيّة هذه المدن فهي حكاية اخرى من الإبداع المنمّق لهاته المدن المشرقة والزّاهية دوما وسط الصّحراء و التي يتمنّى المهندس دوما العودة اليها لدراستها .

كنيسة رونشامب (1953- 1955م)

Notre Dame du Haut,Ronchamp

 

مقام الشيخ ابراهيم بن مناذ تاجنينت واد مزاب

 Mosquee de Sidi Brahim El Atteuf Ghardaia

مصلى الشيخ ابراهيم بن مناد يوجد داخل المقبرة التي تعد من أقدم مقابر وادي مزاب و يقع أسفل قصر العطف من الجهة الجنوبية، و يتكون المصلى من قاعة صغيرة دائرية الشكل نصفها مغمور في الأرض تشكل النواة الأصلية له، كان الشيخ يدرس فيها ويلتقي بطلبته، تم وسعت بقاعة نصف علوية عن سقف المصلى وسطح الأرض كان الشيخ يقضي فيها جل أوقاته، ويتم الدخول إلى هاتين القاعتين عبر قاعة الصلاة. ونظرا لموقعه المتميز المتكون من أشكال هندسية بسيطة و وجود تلك الفتحات و الكوات بأماكنها المختارة بدقة وألوانه الساطعة، فقد جلب إليه أنظار واهتمام العديد من المهندسين العالميين و الباحثين والفنانين، منهم المهندس المعماري الكبير لكوربيزيي Le Corbusierالذي استوحى منه عناصره المعمارية و شكله الهندسي لبناء كنيسة ( شبال ديرونشون (بفرنسا. المصلى مفتوح على الصحن بأقواس ذات أشكال وأحجام متفاوتة جميلة وبسيطة وبارتفاع متناسب مع قامة الإنسان، و كذا مجموعة من الفتحات ذات أشكال هندسية مختلفة موضوعة على رفوف عريضة محاذية لجدار ضريح الشيخ. و فيما يخص تقنيات بناء هذا المعلم ، فتتمثل أساسا في المواد المحلية التقليدية كالحجر الممزوج ببلاط الجير لإنشاء الجدران الحاملة، وكذا جذوع النخل كوسيلة لتسقيف الأروقة التي تبدو على أنماط مختلفة .والمبنى ملبس بملاط الجير الذي أنجز بطرق مختلفة الأيدي – عرجون النخلة... .والمبنى يصبغ بانتظام بمادة الجير قصد حمايته من تقلبات الطقس من أجل الحفاظ على نظارة لونه الأبيض الناصع لمدة أطول.

   


جامع سيدى ابراهيم هو العمل الفنى الذي جمع بين الابداع والبساطة 

قادنى صاحبي إلى جامع سيدى ابراهيم على مشارف بلدة العطف اقدم المدن المزابية والتى تبعد عن غردايه سبعة كيلو مترات وهو اول مسجد اقيم في مزاب إلى مكان اثرى , يبدوا شكل الجامع وكأن المعمارى الذي اقامه كان يطوع الحجر ويلاينه ويخرج منه هذا العمل الفنى الذي جمع بين الابداع والبساطة , فالمبنى على نفس شكل الحجر , ويتسق مع البيئة من حوله .
والجامع لديهم ليس مكان للعبادة فحسب بل ومركزا للحياة , يأخذ هذا الجامع بفكرة القبلة المفتوحة والتى تتجه إلى الفضاء الواسع , ولديهم تقليد فريد بالا يقوم في المدينة سوى جامع واحد , يتسع مع اتساع المدينة , فلا يقام سواه فوحدة الجامع تعنى وحدة المجتمع والعقيدة .

 ويؤكد مرافقى مسؤلول الاثار في مزاب الفنان عبد الحميد عرعور : (( ان عددا كبيرا من المعماريين الفرنسيين يجدون هنا الكثير الذي يتعلمونه من هذا الجمال المعمارى المتكامل , وهذا الانسجام بين الوظيفة والشكل )).


ويقف وراء كل هذا الفن ذلك الإنسان الذي عمل بيديه المجردتين في صراعه الطويل مع البيئة ومواد البناء , لكي يتمخض من هذا الصراع ذلك الجمال المعماري القائم , ويأتي جمال الشكل من التوافق والتوازن الذي يعبر عن الوحدة والمساواة في ظل الأيمان , وترى هنا كيف تمثل الزخرفة الفطرية القديمة جمالا باقيا , لم تصل إليه بعد التشكيلية المصطنعة الحديثة .

 

إبراهيم بن مناد* العطفاوي

 (النصف الأوَّل ق: 6هـ / 12م)

من علماء العطف بـ مزاب، عاصر الشيخ باعبد الرحمن الكرثي ، والشيخ بابه السعد الداوي، والشيخ أبا جعفر مسعود. اجتهد مع هؤلاء العلماء الأعلام في نشر المذهب الإباضي بين واصلية بني ميزاب - ومن المعروف أنَّ الميزاببين كانوا واصلية معتزلة، وظلَّ بعضهم على ذلك المذهب إلى غاية القرن السادس الهجري. من علماء الخمسين الأولى من المائة السادسة للهجرة, ( 550 هـ) ويعود في أصله لقبيلة زناته البربرية التي سكنت شمال إفريقيا وعمرت في جبال بني مصعب, يعتبر من أشهر علماء العطف القدامى, وقد عاصر الشيخ باعبد الرحمن الكرتي والشيخ بابا السعد الغرداوي والشيخ أبي جعفر مسعود المليكي, وحسب رواية بعض المؤرخين فهو تلميذ العلامة أبى عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي، أخد منه مبادئ وأصول العلوم واستزاد و تبحر في الفروع, وقد اجتهد رفقة هؤلاء الأعلام في نشر المذهب الإباضي وتوضيح مبادئه وأحكامه بين الأهالي, الذين كانوا من قبل واصلية معتزلة, و تابع نهج من سبقه في ذلك خاصة أستاذه أبى عبد الله محمد بن بكر. وللشيخ مساهمة كبيرة في المجال الاجتماعي والإصلاحي, لهذا يعتبر من أبرز الشخصيات التي تحتفظ بها ذاكرة العطفاويين بل أنه محل اهتمام الناس حتى من خارج المنطقة. زيادة للقيمة الروحية التي حازها الشيخ إبراهيم بن مناد من خلقه و أعماله و نشاطه الدعوي، فإن مقامه الموجود بالعطف زاد له علوا وشأنا وجعله محط الأنظار

 

المصادر:

القطب اطفيّش الرسالة الشافية

حفَّار: السلاسل الذهبية (مخ)، 24

دبوز: نهضة الجزائر، 1/254

متياز : تاريخ مزاب (مخ)، 42

متياز : نظام العزابة (مخ)، 1

الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، 55

مجهول: رسالة حول زيارة مشاهد ميزاب (مخ)، 4، 15، 16، 87

بحاز: الميزابيون المعتزلة،   http://tourath.org     دورية الحياة، عدد 1 (رمضان 1418ه/1998م) ص124-133.

مجلة العربي وادي ميزاب تراث جزائري حي محمد المنسي قنديل العدد 445

مزاب منذ 31 سنة عالم مزاب المسحور رحلة إلي الصحراء الجزائرية منقول من مجلة العربي الصادرة من الكويت العدد 286 سبتمبر 1982م

http://www.fondationlecorbusier.fr/CorbuCache/2049_4497.pdf

ملاحظة:

وورد: إبراهيم بن أيوب بن مناد، غير أنَّ الأشهر ما ذكرنا.

*يعود إبراهيم بن مناد في أصله إلى قبيلة زناتة البربرية

اعتناء الدولة الرستمية بتعليم المرأة وتثقيفها

وكانت الدولة الرستمية تعتني كل الاعتناء بتثقيف المرأة، وبتعليمها كل ما يجعلها زوجة صالحة، وأما كريمة، وأساسا للدولة العظيمة التي يريدها الجمهوريون في المغرب لأنفسهم. وكانت تعرف دينها كل المعرفة، وتتخلق بأخلاقه العظيمة. وتفهم العربية وتقرؤها، وتكتب بها، وتتقن كل الصناعات المنزلية، وتتجلى بالثقافة النسوية الراقية التي تجعل الدنيا في عين زوجها على نضارة خديها، وابتسام شفتيها، وتجعل داره كأحضانها تغمره بالعطر، وتسعده بالحب، وتنعش كل حواسه بالجمال.

وقد برع في العلم نساء عالمات في الدولة الرستمية ضاهين فيه فحول العلماء من الرجال. ذكر الشماخي، والدرجيني، وأبو زكرياء عددا كثيرا منهن في كتبهم. ومن العالمات النابغات في المغرب الأوسط في الدولة الرستمية أخت الإمام افلح. وقد برعت في علم الفلك حتى بزت فيه أخاها افلح! انه لا يهتم به إلا الخاصة من العلماء، والفحول من ذوي المعرفة. وقد برعت فيه العالمة النابغة بنت عبد الوهاب، ومما يدل على أن درجتها في العلوم الشائعة في النساء كالعلوم الشرعية واللغوية كانت فيها في أعلى الدرجات.

ولم تكن العالمة بنت الإمام وحدها على هذه الدرجة الرفيعة في العلم، بل كان بيت الرستميين كله كذلك.

عناية المرأة في الدولة الرستمية بالعلم وغرامها بتثقيف نفسها

وكانت النساء يحضرون هذه الدروس في المساجد. وكن يتقاطرن في وقت الصلاة إلى اقرب مسجد منهن فيصلين مع الجماعة، ويحضرن هذه الدروس بين الصلوات، وينقلنه في وجدانهن وعقولهن إلى منازلهن، فيعرفه يشعر بروحه كل من لم يستطع الذهاب إلى المسجد من ربات البيوت، ويغشي وجدانهن المتأجج بالدرس أطفالهن فيصطبغون به.

وكانت المرأة في الدولة الرستمية بالتربية الأولى في البيوت الصالحة الراقية، وفي مدارسهن الرشيدة، وبصلاح الآباء والأزواج، وبهذه الدروس التي تتدفق بها المساجد فتملؤها بأسباب الصلاح؛ كانت بهذا صالحة، ومثقفة العقل، عليها دينها وعقلها لا غرائزها وأهواؤها كنبات المدارس الاستعمارية.

صلاح المرأة في الدولة الرستمية بالدين والعلم وإسعادها للزوج والدولة

وكانت المرأة في الدولة الرستمية مثال الصلاح والثقافة والإسعاد لزوجها. يحظى في ظلهن الزوج بكل سعادة وهناء، وتفيض الديار بهن بكل انس وحب، ونعيم وحضارة، ويفتحن بيمنهن واستقامتهن وإخلاصهن وحبهن للزوج والأسرة أبواب البركات، والخيرات، والنجاح في كطل الميادين؛ ويجعلهن الحياة تبسم للزوج كثغورهن الباسمة بالصفاء والمحبة، والأيام تشرق له إشراق وجوههن بالدين.

وكانت المرأة في الدولة الرستمية للأبناء خير أم! أنجبت للدولة بدينها وتربيتها الصحيحة الأجيال القوية التي استطاع بها المغرب أن يرفع رأسه، ويحقق كل آماله في العزة والحرية والسعادة، وستنزل رحمة الله ونعمائه بصلاح المجتمع وطهره وزكائه، بفضل تلك الأم الطاهرة الصالحة المثقفة!

وكان في كل مسجد من مساجد الدولة الرستمية قسم خاص للنساء يفصله عن قسم الرجال جدار مخرم يستر النساء، ولا يحجب عنهن صوت المدرس، وتلاوة الإمام، ولا زالت هذه السيرة الإسلامية الحميدة في مساجد والدي ميزاب بجنوب الجزائر إلى اليوم.

فترى في كل مسجد قسما خاصا للنساء يمتلئ بهن فيس وقت الصلاة، وفي وقت الدروس الحية، في التفسير، والحديث، وفي سيرة الرسول ذ، والخلفاء الراشدين وصلحاء المغرب، وفي الأخلاق، وفي الأمراض الاجتماعية كلها. وترى النساء يتشربن تلك الدروس في حرارة وحماس وانتباه كما تتشرب الزلابية الساخنة العسل من الإناء الذي تغمس فيه، فتراهن والحمد لله حلاوة لأزواجهن، يسعدنهم، وصلاحا وطهرا للمجتمع، وترى الأزواج بصلاحهن، وثقافة عقولهن في نعيم وهناء، وفي طمأنينة وسعادة. لا يحسون بالمرارة والسواد تملأ به قلوب أزواجهن المتفرنجات التعيسات اللائي جردتهن المدارس الاستعمارية ن دينهن وأخلاق الدين، وجعلتهن في تلك المدارس اسفنجة عطشى تغمس في المحبرة!

ليت مغربنا الكبير وهو يتمنى الحياة الهنيئة السعيدة، ويريد أن يكون اكبر دولة إسلامية ترجح بها كفة المسلمين في كل الميادين، يوقن بان ذلك يكون بالمرأة الصالحة المثقفة التي يعمر الدين الإسلامي العظيم جوانب نفسها، ويورثها كل ثقافة وصلاح، ويرث المجتمع منها والدولة كل طهر وقوة، فيرضى عنا الله.

النساء بتلك الدروس الدائمة على نصاعة ونقاء زهور الفل والياسمين التي يباكرها الطل في كل غداة فيزيدها نقاء، وتغاديها النجوم في كل سحر فتغسلها بالندى، وتجعلها خليفتها في رؤوس الشجر في البياض والصفاء، وفي النضارة والنقاء!

قال الشماخي يذكر قسم النساء في مسجد من مساجد جبل نفوسة الذي كان ضمن الدولة الرستمية، ويذكر ولع العلامة الشيخ أبي زكرياء يحيى بن الخير الجناوني بالبحث والاستقصاء والاطلاع. قال الشماخي: " ومما ذكر عن الشيخ أبي زكرياء انه أقام عند أبي الربيع مدة طويلة ) يدرس العلم في المسجد الذي يلقى فيه دروسه العالية، وكان مدرسة للتخصص في العلوم ( ومن عادة نفوسة أن يجعلوا سترا على الصف الأخير في جميع مساجدهم يدخله النساء لسماع العلم والصلاة. فلما أراد الانصراف من عند شيخه وودعه ليرتحل قال: أمهلوني حتى ادخل خلف الستر لأراه لعلي اسأل عنه"1.

--------------------------

1- -السير للشماخي ص 536 .

محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير ج3 ص 337-361

الأستاذ الحاج داود موسلمال

قائمة طلبة البعثة المزابية بتونس

Icon 07

الأستاذ و المربي الحاج داود موسلمال من مواليد 1942 بمدينة بريان تلميذ الشيخبيوض إبراهيممن أقطاب الحركة الإصلاحية والعلمية في بريان، لازم حلقات الشيخ عبد الرحمان بكلي وشهد له الشيخ بالذكاء والمواهب الجليأمضى حياته كلها معلما في مدرسة الفتح، وكان لا يقبل و لو خطأ واحدا في استظهار القرآن  انضم إلى حلقة العزابة و كلف بالإشراف على الأوقاف وبالنيابة في الإمامة و بالوعظ و الإرشاد وافتتاح مجالس التلاوةكان كثير النشاط في فض الخصومات والتوفيق بين الأزواج والأسر وإصلاح ذات البين. توفيفي 01 اكتوبر 2013 م. 

منقول يوسف لعساكر

الأستاذ باعلي بن عمر بعوشي

Icon 07الأستاذ: باعلي بن عمر بعوشي

مولده:

ولــــد الشيخ باعلي بن عمر بعوشي، في 16 نوفمــبر 1950م ببلـــدية بريَّــان، ولاية غرداية.

تعليمه وتكوينه:

تلقَّى تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه بريان، بمدرسة الفتح القرآنية، إلى جانب المدرسة الرسمية، وفيها ختم القرآن الكريم، ثمَّ استظهره سنة 1967م على يـد إمام المسجد: الشَّيـخ صالح بن يحي الطـالب باحمـد (رحمه الله)، بعدما أجـازه أستاذه ومعلِّمه: الشَّـيخ الحاج إبراهيم بن بـاعلي لعساكر، وشهد له بالحفظ المتقن.

وبعد ذلك التحـق بمعهد الحياة في القرارة سنة 1968م، حيث أخذ علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة، إضافة إلى الأدب بكلِّ فنونه، والشَّريعة الاسلامية من فقه وأصوله، وتفسير وأحكامه، وأصول الدين، على يد مشايخ أجلاَّء، مثل:

الشيخ ابراهيم بن عمر بيوض.

الشيخ عدُّون سعيد شريفي.

الشيخ النَّاصر المرموري.

الشيخ بكير بن محمَّد الشيخ بالحاج باشعادل.

 

العمل الميداني:

وتخرَّج من معهد الحياة سنة 1972م، بعدما غرف من علوم مشايخه ما شاء الله أن يغرف، وصقلت مواهبه الأدبية والفكرية والاجتماعية، الحياة الجماعية في دار البعثات العلمية.

تولَّى التَّعليم بمدرسة الفتح التي تخرَّج منها، في سبتمبر من سنة 1972م، أستاذا مساعدا للشيخ بكير بم محمَّد أرشوم (رحمه الله)، ثمَّ معلِّما كامل الأوقات للذكور والإناث، لأكثرَ من ثلاثة عقود.

فقضى عمره كاملا، متعلِّما يطلب العلم الشرعي الذي لا يعبَدُ الله تعالى إلاَّ به، ثمَّ معلِّما النشء من البنين والبنات القرآن الكريم، وما يقرِّبهم إلى الله تعالى، حتى اختاره الله تعالى إلى جواره.

كان رحمه الله تعالى ملازما لحلقات الشيخ عبد الرحمن بكلي (البكري) وندوات الأربعاء الفقهية، ثم لازم الشيخ بكير مطالعا له، وعضوا فاعلا في حلقاته العلمية التكوينية، منذ إنشائها سنة 1988م، إلى أن وافته المنيَّة.

 

مهام تقلدها:

اقترحه شيخه بكير بن محمَّد أرشوم سنة 1988م واعظا للجنس اللطيف، بدار العلم النسوية، فقام بالمهمَّة بكفاءة وإخلاص، فتركت دروسه الأثر الطيب في قلوب ونفوس النساء.

بــدأ نائبا للشيخ الحاج أحمد قلو (رحمه الله) في إمامة المسلمين لصلاة التراويح بشهر رمضان المبارك، ثمَّ أجازه إماما رسميا لأكثر من عشر سنوات.

عيِّن عضوا في حلقة العزَّابة سنة 1997م، تولَّى فيها مهمَّة إمام نائب للإمام الرسمي في الصَّلوات الخمس طيلة السَّنة.

جلس على منبر الوعظ والارشاد بالمسجد العتيق، يعظ النَّاس، ويفقِّههم في أمور دينهم، بداية من سنة 1993م إلى أن وافته المنية.

كان من الرَّكائزِ والأعمدة الأساسية في نظامِ التَّعليمِ الصَّيفي للصَّلاةِ، حيث تصدَّى لتفقِيهِ تلاميذِ الصَّلاةِ معَ زملائِهِ بصدقٍ وإخلاص.

عمل عضوا ناشطا في إدارة عشيرته، وترأَّس لعدَّةِ سنوات الجلسات العامة في دار العشيرة.

 

وفاته:

خطفته المنية وهو في عزِّ نشاطه، يوم 25 ربيع الآخر 1426هـ الموافق لـــ: 02 جوان 2005م، فترك في المجتمع فراغا رهيبا، افتقد أثره في المنابر العديدة التي كان يحمل عليها لواء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فبكاه مشائخه الذين كانوا يتوقَّعون منه خيرا كثيرا لأمَّته ودينه ووطنه، كما زملاؤه الذين أحبوه لاستقامته ودماثة أخلاقه. حتَّى تلاميذه افتقدوه وبكوه، فهو بالنسبة لهم القدوة والمثل الأعلى.

شيَّعه أساتذته وأحبَّاؤه وزملاؤه إلى مثواه الأخير، يوم: 03 جوان 2005 م.

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح الجنان

ووهب بريان أمثاله، وأمدَّ العاملين في سبيل الحق وإصلاح المجتمع مددا وصبرا وأجرا

منقول بتصرُّف

يوسف بن يحي الواهج

الأستاذ يوسف تربح

Icon 07

محطَّات في حياة الأستاذ يوسف بن صالح تربح

النسب والمولد:

هو الأستاذ، يوسف بن صالح بن عيسى بن بهون بن عيسى تربح، وابن السيِّدة الفاضلة: منَّة بنت باحمد بن موسى بجلود، رحمهم الله جميعا.

ولد بمدينة بريان، من ولاية غرداية، جنوب الجزائر، في يوم من أيَّام سنة اثنينِ وعشرين وتسعمائة وألفٍ بعد الميلاد (1921).

النشأة وبناء الأسس الشخصية:

نشأ على الحياة البسيطة المتواضعة، في حضن أبوين صالحين، ضمن أسرة تتكوَّن من ثلاث فتيات وشقيقين، يسودها الحبُّ والمودَّة والرحمة، وكان هو أكبر أشقَّائه.

المسار الدراسي:

زاول دراسته الأولى بمدرسة الشبيبة الاسلامية التي تأسَّست سنة ألف وتسعمائة واثنين وعشرين ميلادية (1922) بحي القصبة، بالجزائر العاصمة، وكان يديرها يومذاك الشاعر الشيخ: محمَّد العيد آل خليفة (رحمه الله)؛ وكان من أبرز زملائه بهذه المدرسة، الأساتذة: الشيخ محمَّد كتُّو، والشيخ الدحَّاوي، والاستاذ عثمان بوقطاية، والفنان عبد الرحمان عزيز.

ولمــَّاعاد إلى مسقط رأسه كان ضمن الكوكبة الأولى من الفتية التي تأسَّست بهم المدرسة القرآنية بمسقط رأسه بريان، سنة سبعة وعشرين وتسعمائة وألف (1927).

وبعد تخرُّجه من المدرسة القرآنية (الفتح حاليا)، اختارته إدارة الجمعية لنبوغه لمواصلة تعلُّمه بمعهد الحياة في القرارة.

وكان في من أبرز الطلاب بمعهد الحياة ونجبائه ومحرِّكي النشاط الثقافي فيه، ومحور من محاور الانتاج الفكري والأدبي بالمعهد وبدار الطلبة، رفقة زملائه الشيخ محمَّد على دبوز، والشيخ علي يحي معمَّر، والشيخ ابراهيم القرادي، والشيخ حمو فخار،... وغيرهم كثير.

التدرج الوظيفي:

-في التجارة:

بعد تخرُّجه من معهد الحياة بالقرارة بداية الخمسينيات من القرن الماضي، سافر مضطرًّا وبرجاء من والده إلى العاصمة للعمل في تجارة المواد الغذائية بقلب العاصمة الجزائر، لمساعدة الوالد على توفير القوت اليومي للأسرة؛ فكان فيها العامل الجادّ الحازم النشط، أخلص في أداء كلِّ ما يسند إليه من مهام؛ حتَّى سنة خمس وخمسين وتسعمائة وألف (1955)، بعد مطالبته من طرف ولاة أمور البلدة بالرجوع إلى بريان للقيام بمهمَّة القضاء فيها.

في القضاء:

بعد طلب ولاة أمور البلدة، وهم أساتذته الذين كان لهم الفضل الكبير في تعليمه وتكوين شخصيته العلمية والفكرية، وبإلحاح منهم على والده ليأذن له في تلبية نداء الأمَّة، لم يكن لهما –الأب والأبن- أن يردَّا نداء الواجب نحو بلدته ومجتمعه.

فرجع في سنة سنة خمس وخمسين وتسعمائة وألف (1955) كما أسلفنا، وتولَّى فيها مهمَّة القضاء في ظروف صعبة جدًّا، فالجزائر كانت ترزح آنئذ تحت نير المستعمر الغاشم، ومع ذلك قام بمهمَّته بكفاءة والتزام ديني ووطني واجتماعي، معتبرا عمله ذلك واجبا وطنيًّا أكثر منه وظيفا معاشيا.

في التوثيق:

لم يتخلَّف الأستاذ الحاج يوسف تربح عن أداء الواجب إلى السنوات الأولى من الاستقلال، عندما أصدرت الحكومة قانونا جديدا، ينظِّم القضاء ويفصل بينه وبين التوثيق، ولمَّا خُيِّر بين أحدهما اختار التوثيق؛ فكان الموثِّق الخبير الكفء، والأمين على أسرار ووصايا المسلمين، ولم يغب عن مكتبه يوما إلاَّ مضطرًّا، إلى سنِّ التقاعد سنة:.......

النشاط الديني والوطني والاجتماعي:

في حلقة العزَّابة:

اختارته حلقة العزَّابة في أوائل سنة اثنين وستِّين وتسعمائة وألف(1962) رفقة الأستاذ: عمر بن أحمد أوراغ، والأستاذ: بكير بن محمَّد أرشوم (رحمهما الله) إلى الحلقة ليسهموا في جهود الدعوة الدينية المسجدية، والإصلاح الاجتماعي.

في إدارة العشيرة:

تدرج في مدارج المسؤولية في إدارة عشيرته، حتَّى تولَّى رئاستها بإجماع أعضائها، لما لمسوا فيه من إخلاص وتفان في خدمة عشيرته، وفي عهدته الرئاسية للعشيرة التي امتدَّت من سنة....... إلى سنة........ اكتسبت دارا خاصَّة بها بسعيٍ حثيث منه وجهود مضنية، بعدما كانت تعقد جلساتها السنوية في دار عشيرة أخرى، كعشيرة آل بنَّاصر.

في الحركة الوطنية:

في المجتمع:

كان الأستاذ يوسف تربح، عضوا بارزا في المجتمع البرياني بالأدوار المتميِّزة التي كان يقوم بها، في منابر وميادين عديدة مختلفة، فكان الساعد القويَّ الذي يعتمد عليه ولاة أمور البلدة لإنجاز المهام العظيمة الصعبة، التي كانت في حكم المستحيل انجازها، لولا وجود أمثال الأستاذ وغيره من الشباب في البلدة.

فقد كان من الأعضاء الأساسيين في اللجنة التي أنجزت أوَّل عرسٍ جماعي إسلامي في العالم الإسلامي سنة اثنين وستِّين وتسعمائة وألف (1962) لمَّا تجدَّدت سنَّة إقامة الأعراس الجماعية في سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة وألف (1982).

وكان من أعيان ومثقفي البلدة الذين تعتمد عليهم القيادة فيها على كلِّ المستويات، فكثيرا ما كان يضع مسكنه الشخصي تحت تصرُّف أهل الحل والعقد، لإيواء وإطعام الضيوف الكبار الذين يزورون البلدة من حين لآخر، كالشيخ بيُّوض (رحمه الله) والوفد المرافق له.

العطاء الفكري والعلمي:

نظم قصيدة بمناسبة زواج شقيقه محمَّد، وتحوَّلت إلى نشيدٍ تردِّده فرَقُ الانشاد في كلِّ مناسبة.

وله نشيد جميل جدًّا، أصبح فرضا على فِرَقِ الانشاد أن تنشِده في كلِّ عرس زواج، عند حفل تتويج العريس. وهو الذي يقول فيه: "دقَّتْ طُبُولُ البِشْرِ فَاهْـتِفْ بالأَغَانيِ".

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

المصادر

-الأستاذ: عبد الله بن صالح الطالب باحمد.

-السيِّد: الحاج محمد بن صالح تربح.

-السيد: صالح بن صالح الطالب باحمد.

الأسماء البربرية لقصور مزاب

يقول المؤرخ الشيخ سليمان داود بن يوسف عن أسماء قرى وادي مزاب  التي تنطق باللغة البربرية  في كتابه حلقات من تاريخ المغرب الإسلامي صفحة 233 و 234

"...أننا نقول للمنطقة (أغلان) ومعناها مجرى الوادي و(تغرداية) بالغة البربرية ناحية عمرت من ساقية. أتتها من أغلان وكلمة أغلان وتغردايت بهذا المعنى لا يزال يستعمل في المغرب وفي ليبيا فإن العالم الجليل أبوبكر بن العربي رقن في أغلان بناحية فاس الاسم ظاهر وواضح لا إشكال فيه ولا غموض

وننتقل إلى مليكة وتزيح الستار حتى لا يكون الاسم يذل على امرأة مجهولة فنرجع إلى الأصل وهو ما تعبر به (أتمليشت) وهو إسم لقبيلة من قبائل واسين مشهورة في التاريخ وتوجد في بلاد القبائل قبيلة تحمل هذا الاسم إلى الآن وكذلك بأوراس وينطق بها بالعربية امليكش حذفوا منها الحرف الأخير وهو الشين فابعدوها عن معناه الحقيقي وعليه أن يصحح إسم للبلدة كما تنطق الآن (أمليكش) وبالعربية أمليكش كما هو موجود في كتب التاريخ

وننتقل إلى بني يزقن ونضحك على من يقول جاز أحد على أناس يبنون فقال لهم ابن واسكن فصارت بن بن يسكن ومن المضحك أن تسمى بكلمة عابر سبيل والإسم ظاهر وهو ما نسميه الآن (آت ايزجن) وهو إسم لقبيلة من بني واسين مشهورة جدا وتستحق أن تسمى بها بلدة العلماء وينطق بها بالعربية بنو يسقن أو بنو مسقن وهي بنيت وهران بامر من الأمير الأموي سنة 290هـ واستولت على وهران سبعة سنين كما نص عليه أكثر المؤرخين

أما بنورا فأن خرافتها ظاهرة البطلان وهي سميت بامرأة تبيع النورة والإسم واضح وهي إسم لقبيلة مشهورة وهي القبيلة الموجودة عندنا تسمى بالعربية بنورا نسبة إلى ورو بن سعيد بن بلفول ويقابلها (آت ويرو)... أنه يوجد بناحية الجلفة مكان يسمى بويروا إسم لهذه القبيلة

ونتنقل إلى العطف (تاجنينت) وقد اشد الشعراء بمدحها من ذلك ما يقول الشيخ محمد بن سليمان في قصيدة طويلة لو سويت بين القرى لوجدت: حازت الفضل عنهن تجنينات وهناك قصائد في مدحها باسم العطف من أروعها القصيدة التي انشدها الشاعر الكبير محمد الرحالة المصري الذي زارها سنة 1913 فاعجب بها وبذويها.
والآن نخرج من أغلان إلى بريان وفي تسميتها خرافة كسابقتها وهي أن راعيا حفر بئرا للشرب لماشيئه واسماه ريان فسميت به البلدة الاسم ظاهر على أن تسمية ريان غير موجود ويرنيان إسم لقبيلة من زناته موجودة بهذه النواحي حسبما نص عليه المؤرخون

ونسافر من هنا إلى القرارة وهي كذلك إسم مأخوذ من زقرارة قبيلة من زناته وعندنا ناحية بالعطف تسمى بهذا الاسم فنقول (ءات اوزجرار) ولا تزال بعض العائلات تحمل هذا الاسم في بن يسقن وغرداية ولابد من الاعتقاد ان بريان والقرارة كانت عامرة قبل هذه القرى الموجودة الان وقد أصابها تخريب ابن غانية وسماها السلطان أبو حمو عندما مر بها في رحلته القصور الحمراء".

 

الأعياد والمناسبات الموسمية بوادي مزاب

  • التراث غير المادي

    Icon 07

    تعرّف اتفاقية اليونسكو لسنة 2003 التراث الثقافي غير المادي بكونه الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، التي تعتبرها المجموعات وأحيانا الأفراد جزء من تراثها الثقافي. هذا التراث الذي يسمى أيضا "التراث الثقافي الحي" يشمل الميادين الآتية:
    العادات وأشكال التعبير بما فيها اللغة التي تمثل محرك التراث الثقافي الغير مادي، فنون الاستعراض، الممارسات الاجتماعية، الطقوس، الأحداث الاحتفالية، المعارف و.....

    إقرأ المزيد

  • العادات والتقاليد

    Icon 09إن التقاليد و العادات ببلاد مزاب تختلف عن غيرها من البلاد ، فلكلٍّ صبغة ووجهة و هدف ، إنها في وادي مزاب مطبوعة بطابعالدين الخالص ، بحيث لا يتسرب إليها تدجيل أو حذلقة أو تصوف مقيت أو جمود أو تزمّت عائق عن العادة النفسية ، و...

    إقرأ المزيد

  • عوائد مزاب سنن لا تقاليد

    Icon 09
    من سنن الله في عباده، جعلنا شعوب و قبائل لنتعارف، وهذا من فضله و منه علينا وهذا أيضا من بديع صنعه سبحانه و تعالى ،فالمتأمل في عادات و تقاليد بني مزاب يجد لها ارتباط و..

    إقرأ المزيد

  • عادة  تنوبا ⵜⵏⵓⴱⴰ

    Icon 09عــــــادة  تنـوبــتا
    تينوباوين المتعلقة بقصر تغردايتتينوباوين المتعلقة بقصر تغردايت
    موسم مقبرة الشيخ عمي سعيد الصيفي...

    إقرأ المزيد
  • أبيانو مناسبة عاشوراء

    Icon 08
    يتم استقبال العام الهجري الجديد في احتفالات دينية، ففي شهر محرم وبمناسبة عاشوراء، يحتفل كل سنة بإعداد طبق خاص من الفول "إباوان"، ويردد الأطفال أغاني محلية "أبيانو"ن وتقام زيارات عائلية متعددة.


    إقرأ المزيد

  • مناسبة أعمار ⴰⵄⵎⴰⵔ

    Icon 09بوشمجان ذكريات اصطياف وبواكير وعي: كان موسم النزوح إلى الواحة للاصطياف دأب أغلب المزابيين حيث يجدون في بساتين واديهم ملاذا من قيظ الصيف..، وقد كانت العطلة الصيفية آنذاك بالنسبة لطفولتنا موزعة بين سويعات للتعليم القرآني.....

    إقرأ المزيد

  • مناسبة الاّي سڨ وعمار ⴰⵍⵍⴰⵢ

    Icon 09قصة يوزان داديك حمو ولحاج  
    بين أَلاَّيْ وأَعْمَار الدلالة .. ورمزية التحضُّر   
    أزداغ د وعْمَار  ⴰⵣⴷⴰⵖ  ⴷ   ⵓⵃⵎⴰⵔ ...


    إقرأ المزيد

  • تحيزَّا ⵜⵃⵉⵣⵣⴰ thizza

    Icon 09تحيزا هي مِن عاداتنا الجَميلة  ومن بين مراسيم  حفل الزواج في قصور وادي مزاب، في الصباح الباكر من اليوم الأول من عقد القران يذهب العريس رفقة وزرائه وأفراد العائلة وكل من أصدقائه ومرافقيه وبعض أعضاء العزابة لزيارة المقبرة التي دفن فيها بعض أفراد عائلة العريس، مثل مقبرة باعيسى وعلوان أو مقبرة بابا والجمة أو مقبرة الشيخ عمي سعيد، كما تستغل هذه الفرصة للتعريف بأول..

    ...

    إقرأ المزيد

  • الأعراس الجماعية

    Icon 07
    مراحل العرس
    الأعراس الجماعية: الأعمال الجماعیة وفوائدھا الدینیة والاجتماعیة في المجتمع عادة "أحبي" أو "تازوضا .".....
    ...

  • مناسبة  ينار ⵢⴻⵏⵏⴰⵕ

    Icon 07
    مناسبة ينّار إرث حضاري وتراثي لبني مزاب 
    يـــنّــــاڔ ⵢⴻⵏⵏⴰⵕ عبد الرحمن حواش
    ...

  • عيد الزربية

    Icon 07
    تقام كل سنة في شهر مارس، وتحتفل به كافة ولاية غرداية باستعراض لعربات مزينة بالزرابي من مختلف أنحاء الولاية، ومعرض للمنتجات الحرفية التقليدية وألعاب وأغاني فلكلورية.
    ويشكل “عيد الزربية” فرصة لتثمين ما تزخر به ولاية غرداية من ثروات تقليدية والترويج لها، حدثا يستقطب العديد من السياح الوطنيين والأجانب والمهتمين بالزربية التقليدية......

    إقرأ المزيد

    إقرأ المزيد
  • موسم الحج

    Icon 09يحتفل المزابيون برحيل وقدوم الحجاج من البقاع المقدسة، بترديد أناشيد دينية في مختلف المساجد وفي مصلى خاص يسمى "المستجاب".
    يقوم بمرافقة الحجاج الميامين إلى البقاع المقدسة مرشد كمرجعية فقهية وتاريخية وقد 
    تولى الشيخ الناصر المرموري رحمه الله هذه المهمةلعشرات السنين باعتباره عضوا دائما في البعثة المزابية إلى البقاع المقدسه...

    إقرأ المزيد

  • فورار فبراير

    Icon 09

    في بداية فصل الربيع، يقوم السكان بزيارات للمصليات الجنائزية المنتشرة بالبلدة لتلاوة القرآن الكريم وتوزيع الصدقات.

  • شهر التراث

    Icon 09يحتفل به في كافة منطقة المغرب العربي، وذلك بتنظيم نشاطات علمية وثقافية خاصة بالتراث، وتقام ما بين 18 أفريل (اليوم العالمي للتراث) و18 ماي (اليوم العالمي للمتاحف). وهذا بعد ملتقى الدار البيضاء بالمغرب سنة 1995.

  • مناسبة جني التمور

    Icon 07 يحتفل بهذه المناسبة بكافة واحات وبساتين المنطقة، أين توجد أكثر من 150 نوع من التمور، ومن بينها: أوتقبالا (بنتقبالا)، تامجوهرت، دقلة نور، الدالة،... الخ. وبهذه المناسبة يقام معرض لمنتجات التمور.

 

  • المواسم، المناسبات، أعياد وحكمها الشّرعي

    Icon 07
    جميع المجتمعات تتخذ لنفسها مواسم ومناسبات وأعيادا تفرح فيها وترسخ اللحمة العائلية والاجتماعية، وقد كان في صدر الإسلام مناسبات هي امتداد للمناسبات الاجتماعية في العصر الجاهلي. والمجتمع المتدين يميل إلى أن يستلهم من ميراثه الثقافي الديني مناسبات، ثم انضم إلى ذلك في العصر المدني الأعياد الوطنية، وكلها وسائل ليحيى المجتمع ويتماسك وخاصة في الوقت المعاصر الذي طغت فيه المادية التي.....

    إقرأ المزيد
  • الاحتفال بمولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

    Icon 07
    يطبع إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بمنطقة مزاب بمظاهر وعادات خاصة تستمد جذورها من التراث الثقافي المحلي العريق ويميزها استعراض بواسطة مصابيح الزيت ”انارن” بقصر بن يزجن. وعلاوة على الجموع الغفيرة من المؤمنين التي تتوجه إلى مختلف المساجد لأداء صلاتي المغرب والعشاء فإن العشرة أيام الأولى من الشهر الذي يصادف ميلاد خير البرية الرسول -محمد صلى الله عليه وسلم- تتميز أيضا بمنطقة سهل وادي ميزاب بإحياء سهرات دينية تخصص لتلاوة القرآن الكريم والمدائح النبوية. وتكتسي الاحتفالات الخاصة بإحياء ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم على مستوى بلدة بني يزقن العتيقة طابعا متميزا ينبني على....

    إقرأ المزيد


    إقرأ المزيد
  • عادة مجالس القرآن

    Icon 07
    أولا: أرجال
    ثانيا: البدلة الرسمية
    ثالثا: آداب المجلس القرآني
    رابعا: قراءة القرآن


    إقرأ المزيد
  • عيد الزيارة
    Icon 07موسم الزيارة هي تظاهرة شعبية تحدث مرة في العام في فصل الربيع في جميع قصور وادي مزاب يتجمع الناس في مكان معين، فيجوبون بعض الأماكن المعروفة في البلدة ويقومون بزيارة بعض المقابر القديمة من أجل العبرة وتقديم تاريخ المشائخ للأجيال الصاعدة مرددين في تجوالهم هذا الذكر جماعة :[سمِ اللهِ ياَ اللهُ يا رحمانُ يا رحيمُ يا الله ارحمنا] ويغتنمون الدعاء للغيث لأن الموسم موسم بذر خضروات الصيف وموسم تأبير النخيل والمتصدر في هذا المهرجان الشعبي هم العزابة...

    إقرأ المزيد

  • عيد آحباس بالقرارة

    Icon 07
    تنظم بالقرارة  جمعية إحياء التراث وحماية الآثار عيد آحباس حيث يقام في هذه التظاهرة الثقافية مسيرة استعراضية فلكلورية بساحة إينورار  وأخرى حول المنتوج التقليدي للمنطقة بمشاركة جمعيات الأحياء والأفواج الكشفية بالإضافة إلى الفروسية ، وإلى جانب هذا يتم تنظيم مسابقة أحسن لباس تقليدي للأطفال الصغار الذين يفسح لهم المجال للمشاركة، وعلاوة على ذلك يتم تنسيق معرض متنوع يضم في أجنحته صور قديمة لقصر القرارة ونظم الري التقليدية وكيفية المحافظة عليها بالصور والأرقام، وكما يتم أيضا عرض أفلام وثائقية في ذات الشأن لاستعادة العادات والتقاليد الضائعة و التي افتقدها شباب الحضارة والعولمة.
  • عيد أملاڤا نْفاش

    Icon 07
    يحيى سكان منطقة وادي مزاب المناسبة التقليدية السنوية المعروفة بـ” أملاڤا” بالأمازيغية (اللقاء) تسمح هذه التظاهرة للمحسنين بإقامة “أنفاش” (الصدقة). وتنسب تسمية هذا الحدث الإجتماعي السنوي المعروف بـ”أملاڤا” إلى نقطة إلتقاء تقع بأقصى شمال سهل وادي مزاب لواديي الأبيض ولعديرة اللذين يمونان مجرى وادي مزاب بمياه الأمطار حيث تحول هذا الموقع الطبيعي الفسيح إلى....

    إقرأ المزيد

  • تشموست ن ولالي ن وارا

    Icon 07
    من تقاليد آت مزاب هي عبارة عن خلطة تقليدية من العطور تحضر في اليوم السابع من ميلاد البنت أو الطفل ولكل منهما ألوان خاصة به فاللون الأحمر و الأخضر خاص  باللبنت أما  الأبيض و الأسود فهو للطفل.

  • عادات مزاب لَمْزَن

    Icon 09

    إننا نستدعي التاريخ ونستحضره أحيانا لينفخ فينا روح العمل والاستمرار، ويفكَّ عنَّا قيود المستحيل إلى سعة الممكن والقابل للتحقق، لكن لا ينبغي أن نستهوي النفخ ونمتهن التفاخر والتعظيم ونحن نغط في سبات عميق، ثم نستيقظ على واقع مرير وصادمإن من العادات الحسنة التي لم يبق لها أثر للأسف على.....

    إقرأ المزيد

  • أَنْفَاشْ نَ تْجَمِّي

    Icon 09

    بهمزة مفتوحة ونُون ساكنة محققة وفاء مفتوحة. لفظ أمازيغي مزابي. وهو وليمة جماعية يُتقرَّب بها إلى الله تعالى، تقام على مستوى حي أو جماعة أو بلدة، يُسْهِم فيها كلُّ فرد بما يستطيع، تهدف إلى لَمّ الشمل ومساعدة....

    إقرأ المزيد

  • عادة توديع المسافرين والحجيج

    Icon 09

    مفتوحة ونُون ساكنة محققة وفاء مفتوحة. لفظ أمازيغي مزابي. وهو وليمة جماعية يُتقرَّب بها إلى الله تعالى، تقام على مستوى حي أو جماعة أو بلدة، يُسْهِم فيها كلُّ فرد بما يستطيع، تهدف إلى لَمّ الشمل.........

    إقرأ المزيد

  • عادة إِوْزَانْ نْ اُمْسَافَرْ

    Icon 09

    نظرا لما كان يتلقاه المسافر خلال سفره من مخاطر كاعتداءات قطاع الطرق، يقوم الأهل ببعض الطقوس بنية حفظ المسافر في حله وترحاله وهي: إثر تخطيه عتبة البيت للخروج تقوم إحدى النساء المودعات له برمي ماء فيه حناء تيمنا بهذه العشبة وراءه، وغالبا ما تكون الأم أو...

    إقرأ المزيد

  • فرقة إمكراس الفولكلورية

    Icon 09

    الرقص الشعبي الفولكلوري: لكلّ شعب من الشّعوب رقصات خاصة به تنتقل من جيل لآخر. الرقص الشعبي شكل من أشكال الاحتفال أو الشعائر الدّينيّة. يُتَعلّم من قبل الأفراد كلّما يكبرون في الجماعة بالتّوارث.. فالرّقصة يمكن أن تكون فنًّا طقسيًّا أو استجماميًّا يذهب إلى ما بعد الأغراض الوظيفيّة للحركات التي استعملت، كما أنّها تظهر العواطف، الحالة المزاجيّة، أو...

    إقرأ المزيد

الألبسة التقليدية عند الذكور

يتميز الرجل المزابي بهندامه، ولباسه التقليدي الأصيل، وهو جزء من هويته، ومنه:

021. الشاشية (تْشَاشِيتْ):

كانت في البداية طربوشا أحمر مثل المشارقة في بلاد الشام، والتونسيين، ثم تطورت إلى طاقية صوفية بيضاء، والطاقية البيضاء التي يضعها الرجل المزابي على رأسه تسمى "أَتْشَاشِيتْ".

وتعتبر لدى المجتمع المزابي من الرموز التي يعتز بها، ولا يخرج من بيته عاري الرأس في جميع الظروف، ويرتديها في المناسبات الدينية، والحفلات والأعراس.

يلبسها الطفل الصغير، والشاب، والشيخ الكبير، وقد يلف الكبار حولها شاشاً "لحْفَايَتْ"، ولا يسمح عرفا الدخول إلى المساجد، والحفلات العامة بدون الشاشية والرأس عارية، إذ يعتبر من خوارم المروءة.

وكان من العيب الكبير أن يظهر الرجل عاري الرأس دون أن يضع عليها شاشية أو يغطها بعمامة.

 

022. القندورة (تِيشْبَرْتْ):

هي جبة أو عباءة من الصوف الأبيض غالبا تلبس في الشتاء، وتحتها قميص الكتان، تكون قصيرة نسبيا بدون أكمام ولا تاكلمونت،  تسمى بالمزابية "تِيشْبَرْتْ".

وهي لباس مغربي عام كانت تُنسج قديما من الصوف في المنسج التقليدي في كل البيوت، ثم أصبحت تخاط خفيفة من القماش الأبيض تلبس للربيع والخريف، وهي عموما لباس الصلاة والمساجد والأعياد والمناسبات الدينية والأفراح  وكذلك في المآتم

توجد أنواع أخرى تيشبرت ن أضوفت، تيشبرت ن قارابيلا.

 

 

 

 

023.القشابية (تَقشَّابِيت):

هي لباس مغربي ينسج من الصوف، أو من الوبر السميك والخشن للتدفئة، تسمى بالمزابية "تَقَشَّابِيتْ" وتلبس في فصل الشتاء لأنها تقي الجسم من البرد، والرياح، والمطر، ولها منافع كثيرة أثناء الخروج ليلا؛ للتستر والاختفاء خاصة أثناء الحراسة الليلية والرحلات إلى الصحراءنوقد كانت القشابة إلى عهد قريب لا تفارق المزابي في سفره شتاء ولا صيفا، وغالبا ما تكون القشابية البيضاء للمسجد، والحفلات العامة وأما القشابية السوداء، أو ذات اللون الغامق للخروج ليلا والحراسة، أو للسفر، يلبسها الرجل عند القرِّ الشديد، أو المطر في الشتاء فوق الجبة، وإذا وصل مكان العمل خلع القشابية، وزاول عمله بدونها.

تاقشابيت تامللات: العباءة البيضاء هي طويلة وبأكمام وبها تاكلمونت تصنع من الصــوف البيضاء الثقيلة  تلبس في الشتاء،  وتلبس للمسجد والأفراح وكذلك في المآتم. وتوجد عدة أنواع تاقشابيت ن أضّوفت تاملالت، تاقشابيت ن أضّوفت تابرشانت، تاقشابيت ن برﭬان الوبر.

تاقشابيت تاعسليت: وتصنع من الصوف الثقيلة البنية، تلبس في الشتاء، وتستعمل في الأيام العادية وهي لا تلبس في الأفراح ولا المآتم.

 

024. اللحفة (لَحْفَايَتْ):

لَحْفَايَتْ بلام مفتوحة وحاء ساكنة وفاء مفتوحة ممدودة وياء مفتوحة. قماش أبيض اللون رقيق، يُلَفُّ حول الرأس بطريقة خاصة، يرتديه العزَّابة أو “إِيرْوَانْ” بدل “أَحُولِي” في غير المناسبات العامة، إلا أنه أصبح اليوم لباسا رسميا تتخذه بعض حلق العزَّابة دون غيرها(04). كانت في البداية تصنع من الصوف يلفها الرجل حول رأسه، وعنقه في الشتاء، أو يشدها بخيوط صوفية بيضاء أو سوداء يلفها فوق رأسه كالعمامة، وقد يشدها بعمامة صغيرة من الشاش الأبيض، وعندما يشعر بالدفء قد ينزع لحفته، ويُبقي الشاشية لتقيه من أشعة الشمس، ولا يبقي رأسه عاريا إلا عند النوم، وكان من العيب الكبير أن يظهر الرجل عاري الرأس دون أن يضع عليها شاشية أو يغطها بعمامة.

وقد تحولت اللحفة من الصوف إلى القماش الأبيض الرقيق، يلفه الرجل حول الرأس بطريقة خاصة، ويرتديه العزابة أو طلبة إيروان بدل "أَحُولِي" في غير المناسبات العامة، وهو الزي الرسمي للجلوس في مجالس تلاوة القرآن، ولا يسمح الجلوس في مجالس القرآن بغيرها، وهي نفسها تُلَف حول الرأس بشكل مغاير فتصبح شاشا لِحرِّ الصحراء، أو نقاباً مثل رجال الطوارق، فلا تظهر من وجه الرجل إلا عيناه.

 

025. السروال التقليدي:

يتميّز الرجل المزابي بزيه التقليدي، ومن السروال التقليدي ذي الأصل التركي أو الكردي وهو منتشر في بوادي مصر و الشام يسمى أيضا بالسروال المزابي أو أسراول ن دليوت، وهو سروال عريض فضفاض مترابط غير مفصل على الرجلين ، يخرج به صباحا للسوق، وقضاء حوائجه، وقديما كان يرتدي الرجل سراويل إلى تحت الركبة بالتكة، وحزام عريض من الجلد يشد به خصره فوق الجبة، وسكين يتدلى في غمده الجلدي الأحمر في جانبه الأيسر لا يفارقه في جميع الظروف، ويرتديه الرجل المزابي أثناء العمل، وفي غير أوقات الصلاة والذهاب إلى المسجد، فيذهب به إلى الغابة للعمل، وحتى تسلق النخيل، ومنه يعتبر لباس البنطلون، أو السروال الإفرنجي الطويل مكروها بشدة في شوارع المدينة.

 

026.أحولي الحائك الصوفي الأبيض:

ومن الألبسة التقليدية أيضا الحائك الصوفي الأبيض هو لحاف كبير يسمى بالمزابية آحولي يميّز عند بني مزاب الطلبة عن العوام يرتدونه  في المساجد والمناسبات الدينية والاجتماعية، حيث يتغلفون فيه من القدم الى الرأس قطعة واحدة. هناك عدة طرق لإرتدائه. 

ولم يكن آحولى في القديم يغسل بل يبيض بالتربة البيضاء أو الجبس المحروق [لوس]، بخلاف حائك النساء فهو اخف قليلا لذلك كان ينظف تحت بخار الكبريت الملتهب.

وكان قديماً يبخرون الجرد –آحولى- على نار المواقد في ليالي الشتاء الباردة لتطهيرها ومن أجل النظافة والقضاء على الحشرات الضارة.

طرق ارتداء آحولي عند الرجال

هناك عدة طرق لارتداء آحولي، فالمرتدي له يقضي وقت طويل في تنظيمه وتعديله ووضعه على الرأس مرة وأخرى على الكتف.

 

 

 

027.البرنوس:

ومن الألبسة التقليدية كذلك البرنس الذي يوضع فوق القندورة. وقد كان إلى الخمسينات من القرن الماضي لا يجرؤ من يحترم نفسه على دخول سوق بني يزقن، وقت رواجها بين العصر والمغرب، من لم يرتد برنسه، ولو كان صبيًّا دون الحلم.

آبرنوس و تــابرنوست: وهي تتكون من قطعة من نسيج تفصل بشكل عباءة فيها غطاء للرأس تسمى تاكلمونت. ويوجد عدة أنواع آبرنوس آملال ن أضوفت، آبرنوس ن برﭬان الوبر.

 

028.ألباسة مختلفة:

لمنديــل ( إيمندال): يستعمل المنديل لتغطية الطفل الصغير الذكر منذ ولادته.

لكفن: وهي قـطعة مستطيلة من نسيج الصوف المحاك محليا الذي يستخدم للميت تلف فيه الجثة فيغطي به جسمه، لا يخاط  بالإبرة و الخيط.

 

 -------------------------------------------

المراجع والمصادر 

كتاب "القرارة من دخول الاستعمار الفرنسي إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى"، أبو بكر صالح بن عبد الله، ص 374-376.

كتاب الهوية الميزابية – أهم عناصرها وتشكلها عبر التاريخ- للباحث: يوسف بن بكير الحاج  

 taddart.org

 

 

الألبسة التقليدية والزينة

 

  • الألبسة التقليدية عند الذكور

    c 7

    يشكل اللباس التقليدي سيما منه العباءة البيضاء والقبعة البيضاء المعروفة باللهجة المحلية لسكان وادي مزاب بـ "تشاشيت"  أو الشاشية التي تلبس فوق الرأس من الخصوصيات التقليدية الراسخة في وسط سكان وادي مزاب سيما في المناسبات الدينية. ويحظى هذا النوع من اللباس المتوارث عبر الأجيال المتعاقبة بشيء قد يرقى إلى درجة القدسية في أوساط سكان المنطقة لما يرمز إليه من أصالة وثقافة ذات بعد اجتماعي والتي لازالت تشكل وعلى مدى أزمان متتالية مرجعية هذا...

    اقرأ المزيد

  • اللباس التقليدي القومي المزابي

    c 7

    إن أهم ما جعل الأمة المزابية الأصيلة تظهر أمام باقي الشعوب هو تلك المجموعة من المميزات التي لا يمتلكها سواه , و منها بضع الخصائص الرئيسية التي ما فتئ المزابيون يدافعون عنها بكل ما أوتوا من قوة ضد تيارات الغرب المفسدة , و من مظاهر تمسك المزابيين بأصالتهم , لباسهم التقليدي , و الذي يواظب المزابيون على ارتدائه إلى يومنا هذا سواء في المناسبات أو غيرها , و يعتبر من لم يلتزم بهذا اللباس في مزاب غريبا و...

    اقرأ المزيد

  • العباءة والقبعة البيضاء، لباس تقليدي يفرض نفسه

    c 7

    يشكل اللباس التقليدي سيما منه العباءة البيضاء والقبعة البيضاء المعروفة باللهجة المحلية لسكان وادي مزاب بـ "تشاشيت"  أو الشاشية التي تلبس فوق الرأس من الخصوصيات التقليدية الراسخة في وسط سكان وادي مزاب سيما في المناسبات الدينية. ويحظى هذا النوع من اللباس المتوارث عبر الأجيال المتعاقبة بشيء قد يرقى إلى درجة القدسية في أوساط سكان المنطقة لما يرمز إليه من أصالة وثقافة ذات بعد اجتماعي والتي لازالت تشكل وعلى مدى أزمان متتالية مرجعية هذا...

    اقرأ المزيد

  • آحولي عند الرجال

    c 7

    فهناك عدة طرق لارتداءالعبــاآت الرجالية (آحولي ن إيرجازن)، فالمرتدي له يقضي وقت طويل في تنظيمه وتعديله ووضعه على الرأس مرة وأخرى على الكتف......

    اقرأ المزيد   
    اقرأ المزيد
    اقرأ المزيد

  • تِشْبَرْتْ نَ لَّـتشْ

    c 7

    لفرقة "إمكراس" لباس أُبّهةٍ خاص بهم، يظهرون به في مختلف الاحتفالات والمناسبات.. ممثلا في ﭬﻨﺪورة صوفية تُدعى "تِشْبَرْت نْ لّتش" أي الڨندورة الملونة.. لا تتعدّى الركبتين، لونها مزيج من حواش أفقية سوداء بنية، حمراء وبيضاء... تتخلّلها رسوم في أشكال هندسيّة تمثل المشط والعقرب ورسوم أخرى.. حيث يظهرون من خلاله في أبهى حلة مع بعض.....

    اقرأ المزيد     اقرأ المزيد

  • تقشابيت ن ضوفت

    c 7

    تقشابيت هي لباس تقليدي شهير عند ألامازيغ مصنوع من الوبر اوالصوف، وهي ذات قيمة عالية في منظور عدد كبير من أبناء الامازيغ الذين يفضلون ارتدائه ويتفاخرون بها، تبعا لجمالهاا وفعاليتها لمقاومة البرد القارص، خصوصا ان الامازيغ يسكون الجبال التي تنزل بها درجة الحرارة في...

    اقرأ المزيد

 

  • لباس المرأة والفتاة 

    c 7

    لباس المرأة والفتاة كان في القديم مقتصر على الملحفة تستر بها بدنها وأَخَمْرِي تغطي به شعرها وجيبها. هذا داخل البيوت. وإذا أرادت المرأة الخروج إلى الشارع تدثّر بحائك من الصوف ساتر لجميع البدن مكتفية، للاهتداء في سيرها، بثقب واحد تبصر من....

    اقرأ المزيد

  • الجرد الصّوفي لدى النساء [آحولي]

    c 7

    لا توجد طرق كثيرة بالنسبة للسيدات في ارتداء آحولي فهن يمسكن اطرافه مع الطرف النازل من اعلى الرأس ولا تترك إلا فتحة صغيرة مثلثة امام العين ،وتجمع النساء طرفا الحولي بعد ثنيها تحت الإبط إلى الأمام، إنها تضعه فوق الرأس دوما وإذا ما أمسكت به بإحدى يديها أو بكليتهما مستورتين وجعلت الحولي يغطي وجهها فإن ذلك يسمح ببرور إحدى عينيها من الشق العمودي وغالبا ماتضعه على...

    اقرأ المزيد

  • ارتداء آحولي عند النساء

    c 7

    [آغـمـبز] أو [آسبمــبش] هو فعل يعني وضع المرأة لحافها على وجهها أي وضع طرف الرداء على الوجه للمواراة عن الأنظار، ويقال لها بالمزابية (تامطّوت تغـمبز) أو (تامطّوت تسمبـمبش) أو (تامطّوت تسّنش) وهذه الطريقة لا تزال تتبع حتى يومنا هذا في وادي مزاب،  فالمرأة المژابية تقوم بالتغمبيز قبل كل خروج من بيتها، أو عند تواجد الغرباء، والغريب هو كل من ليس بمحرم لها....

    اقرأ المزيد

  • 02

    مستحضرات الزينة التقليدية

    لبخورⵍⴻⴱⵅⵓⵔ 
    أشمـــــوس ن لبخور
    أسّـــــووⴰⵙⵓⵡⵓ...

    اقرأ المزيد

  • 02

    تامناست  تيقاد
    رسوم تزينية
    أمول ن زفران د تيقت ن زفران
    تيققاد ن تَمَنّاسْتْ
    لـــحنّي الحناء
    لـــــوسⵍⵓⵙ
    أجــــيّرⴰⵊⵢⴻⵔ...

    اقرأ المزيد

  • 02

    أصّارميا ن إيدمارن
    أبشي ن ألويز
    أشّركت ن ايسلطانيين
    تيمشرفين ن إيبيلان.....


    اقرأ المزيد

  • 02الإثمد الكحل تاژولت ⵜⴰⵥⵓⵍⵜ

    تاژولت كلمة أمازيغية تعني التجميل وتطلق على الكحل الذي تستعمله النساء لتجميل العيون. وهذه المادة تقوم بصنعها وتحضيرها نسوة متخصصة. و......



    اقرأ المزيد

  • 02أكراض دوزاو

    الرمال المحمصة للشعر
    ئيفوحان ن وكراض
    حني ن وزاو
    أقرضن  قرضون...

    اقرأ المزيد

 

وثائقي | اللباس التقليدي المزابي

وثائقي يتحدث عن تاريخ و تطور اللباس التقليدي المزابي واهميته كعنصر مهم للهوية المزابية خصوصا والحضارة الجزائرية الضاربة جذورها في التاريخ عموما

منتج منفد: مركز بالكوم للخدمات الإعلامية

 

اللباس التقليدي الميزابي وتطوره عبر العصور

الأودية ببلاد الشبكة

الأودية ببلاد الشبكة

Icon 07

يحدّ بلاد الشبكة شمالا وادي بُزْبَيَّرْ, و غربا وادي زَرْقُونْ, و تمتدّ شرقا فتشمل زلفانة و القرارة, و تختلط جنوبا مع بلاد الشعانبة, أمّا مساحتها فقد قدّرت بثمانية وثلاثين ألف كيلو متر مربّع.

أهّم الأودية التّي تتخلّل بلاد الشّبكة هي وادي زَقْرِيرْ ووادي نْسَا ووادي مزاب ووادي متليلي.

أمّا وادي زقرير فينزل من ناحية الضّايات ويسقي واحة القرارة.

وأمّا وادي نْسَا فله رافدان هامّان هما وادي بَالُّوحْ ووادي السّودان، أنشئت عند ملتقاهما مدينة بريّان.

وادي مزاب يستقبل مياه وادي لَعْدِيرَهْ ووادي لَبْيَضْ ووادي تُوزُوزْ ويسقي واحة غرداية وواحة مليكة، ثمّ تنسكب في من الغرب مياه وادي انْتِيسَا الذي يسقي واحة بني يسقن، ومن الشّرق مياه وادي أَزْوِيلْ الذي يسقي بدوره جزءا من واحة بنورة، ثمّ يتّجه إلى العطف فزلفانة، وينتهي في سبخة الهيشة على بعد ستّة عشر كيلو مترا من نْقُوسَهْ شمال وَرَقْلَهْ.

إنّ هذه الأودية أودية جوفية يظهر أثرها على سطح الأرض، وتسيل مياهها على عمق ثلاثين مترا تقريبا، بينما لا يحدث سيلانها على وجه الأرض إلا نادرا وعلى أجزاء محدودة منها، وذلك عندما تتغلّب غزارة الأمطار على سرعة التّبخّر في الجوّ وسرعة امتصاص الأرض لها. إنّ أكثرها سيلانا على وجه الأرض وادي زَقْرِيرْ وأقلّها وادي مزاب، فقد سجّلت مصالح الأرصاد الجوّية بين 1921 و1937 ثمانية عشر سيلانا لوادي زَقْرِيرْ بالقرارة، بينما لم يسل وادي مزاب في تلك الفترة بغرداية سوى تسع مرّات، أمّا وادي نْسَا فقد سال بحاسي ربيب خمس عشر مرّة، ووادي متليلي اثنتي عشرة مرّة بمتليلي.

--------------------------

المراجع:

تاريخ الجزائر في القديم والحديث, ج2, ص214 .

أحمد توفيق المدني كتاب الجزائر, ص211 .  

المناهج, 156.

الإباضية بين الفرق الإسلامية

الفرق بين الاباضية والخوارج

c 7

 

تحميل كتاب الإباضية بين الفرق الإسلامية PDF

الفصل الأول : الإباضية .

الفصل الثاني : الخوارج .

الفصل الثالث : الخوارج في نظر الإباضية .
الفصل الرابع : رأي المخالفين في الإباضية .
الفصل الخامس : الفرق بين الإباضية والخوارج في العقائد .
الفصل السادس : ملخص للبحث .
الفصل السابع : مصادر الإباضية .
وخاتمة البحث
والمراجع
والفهارس

الفصل الأول : الإباضية .

أولا ) : ظهورها وأسباب التسمية بهذا الاسم :

ظهر المذهب الإباضي , في القرن الأول الهجري في البصرة . فهو من أقدم المذاهب على الإطلاق . والتسمية كما هو مشهور عند المذهب , جاءت من طرف الأمويين ونسبوه إلى عبدالله بن إباض وهو تابعي عاصر معاوية وتوفي في أواخر أيام عبدالملك بن مروان , وعلة التسمية تعود إلى المواقف الكلامية والجدالية والسياسية التي اشتهر بها عبدالله بن اباض في تلك الفترة .

ثانيا ) : شخصية جابر بن زيد :

يرجع المذهب الإباضي في نشأته وتأسيسه إلى التابعي الجليل جابر بن زيد الذي أرسى قواعده الفقهية وأصوله . فهو إمام متحدث فقيه , وتبحر بعمق في الفقه , وأمضى بقية حياته بين البصرة والمدينة بشكل جعله على صلة بأكبر فقهاء المسلمين حينذاك . وقد روى عن ابن عباس قال للناس : اسألوا جابر بن زيد فلو سأله المشرق والمغرب لوسعهم علمه . وقد أصبح أعظم فقيه في البصرة , وله أتباع عديدون كعبدالله بن اباض ومرداس بن حيدر وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة .

ثالثا ) : شخصية أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة :

ولقد اكتملت صورة المذهب الاباضي على يد أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة , المتوفى في خلافة أبي جعفر المنصور وإليه انتهت رئاسة الإباضية بعد موت جابر بن زيد . وبإشارته أسس الإباضية في كل من المغرب وحضرموت دولا مستقلة وخرج على يديه رجال الفكر والدين من مختلف الدول الإسلامية آنذاك عرفوا " بحملة العلم " . ولقد أفلح عبدالرحمن بن رستم في تأسيس الدولة الإباضية بتهارت فهو تلميذ من تلاميذ أبي عبيدة وأحد حملة العلم .

رابعا ) : شخصية عبدالله بن اباض :

هو عبدالله بن اباض التميمي ولد زمن معاوية ( 40 ـ 60 هـ ) وتوفي في آخر حياة عبدالملك بن مروان . ويعد من أتباع جابر بن زيد الذي توفي سنة 93 هـ . وقد اهتم بالجوانب السياسية والكلامية والعسكرية والتنظيم والتخطيط لتكوين دولة إسلامية معتمدة على الكتاب والسنة وسيرة الخلفاء الراشدين .
وقد اشتهر بالرسالة التي أرسلها إلى عبدالملك بن مروان الأموي ( 65 ـ 86 هـ ) يبين فيها آراءه وعقائده بكل وضوح .


الفصل الثاني : الخوارج .

أولا ) : مدلول كلمة الخوارج :

• يطلق بعض المؤرخين كلمة الخوارج " على أولئك الذين اعتزلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عندما قبل التحكيم ورضي به , لأنهم في نظر هؤلاء نقضوا بيعة في أعناقهم , وخرجوا من إمامة مشروعة " .
• ويطلقها فريق من المتكلمين في أصول العقائد والديانات " وهم يقصدون بها الخروج من الدين , استنادا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : أن ناسا من أمي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية . وورد حديث بروايات متعددة وألفاظ مختلفة " .
• أما الفريق الثالث " فيطلقها ويقصد بها الجهاد في سبيل الله , استنادا لقوله تعالى :
( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله , ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ).

ثانيا ) الثورات في فجر الإسلام :

لكي نوضح موقف هؤلاء القوم ـ الخوارج ـ يجب أن نستعرض حركة الثورات منذ فجر الإسلام ونضع صورته الواضحة بين أيدينا لتصح المقارنة ويكون الاستنتاج أقرب إلى الحق , وأدنى إلى الدقة .
• بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايع الناس أبي بكر الصديق رضي الله عته , وبعد البيعة مباشرة وقعت أول ثورة في الإسلام " هي حركة المرتدين " .
• واستقرت الأمور بعد الانتهاء من الثورة الأولى طيلة خلافة أبي بكر وعمر , وتولى عثمان الخلافة , فسارت الأمور ست سنوات كاملة سيرتها في زمن الخليفتين السابقين , فقد أصبح نقد أعمال الخليفة يجري في كثير من المجتمعات ولم تتم ست سنوات أخرى حتى كانت الثورة الجامحة التي ذهبت بحياة عثمان بين سمع ويصر كثير من الصحابة وكانت هذه الثورة الثانية .
• وبايع المسلمون عليا بن أبي طالب أميرا للمؤمنين , وكان أول من بايع : طلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام , ولكن ما كادت تتم البيعة حتى كان طلحة والزبير يحملان لواء الثورة مع جماعة من كبار الصحابة وقد استظهروا بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها , فذهب فيمن ذهب وكانت هذه الثورة الثالثة في الإسلام .
• أما معاوية أظهر أنه يطالب بدم عثمان , وجهز علي بن أبي طالب جيشه القوي , وسار به نحو الشام حيث التقى بالجند الثائر في الموضع المعروف صفين وبدأت المعركة ولم يبق للقضاء على هذه الثورة الجامحة إلا لحظات , والتجأ الثائرون إلى الحيلة والخدعة ولجأوا إلى المكر والمكيدة , فرفعوا المصاحف وهم يصيحون يا أهل العراق بيننا وبينكم كتاب الله وكانت هذه الثورة الرابعة .
• طلب الثائرون هدنة , ودعوا الخليفة الشرعي وجيشه إلى تحكيم حكمين . وقد فطن أمير المؤمنين وبعض من جيشه إلى هذه الخدعة , وعرفوا القصد من الهدنة , ورضي بالتحكيم وقبل الهدنة وأمر بإيقاف القتال في الحال . حين فعل ذلك , تداعى أولئك الذين لم يرتضوا التحكيم , وحذروا عليا قبوله , وهم يرون أن معاوية باغ لا حق له , وأن بيعة علي قد انفسخت بموافقته على الهدنة ورضائه بالتحكيم , فلم تبق لأحد في أعناقهم بيعة , وركنوا إلى موقع يسمى حروراء فانعزلوا فيه ينتظرون تجدد الحوادث وهذا الانعزال عن جيش علي الثورة الخامسة .
• وبعد إعلان أبو موسى الأشعري مندوب علي : عزل علي من الخلافة وترك الأمر شورى بين المسلمين يختارون من يشاؤون .
وبهذه الخطوة أصبحت الأمة الإسلامية منقسمة إلى ثلاث دول :
1) دولة يرأسها معاوية وإن لم يبايعه عليها أحد إلى ذلك الحين .
2) دولة يرأسها علي بن أبي طالب بعد أن فشلت في نظره حكومة الحكمين , وعاد فاستمسك بالبيعة الأولى دون أن يعترف بعزل أبي موسى الأشعري له مندوبه في قضية التحكيم .
3) دولة يرأسها عبدالله بن وهب الراسبي , بعد أن بايعه جمع كبير من الذين انفصلوا عن علي عند قبول التحكيم ثم عند إعلان الحكم بعزل علي عن الخلافة , ومع كل فرقة من هذه الفرق جمع غير قليل من كبار الصحابة , وفيهم بعض المشهود لهم بالجنة أمثال حرقوص بن زهير السعدي .

ثالثا ) : المدلول البعيد لكلمة الخوارج :

إن عددا من الثورات وقع منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى انتهاء خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأي هذه الثورات يحق أن يطلق على القائمين بها لقب الخوارج مع ملاحظة الخروج عن الخلافة الشرعية والمروق عن الدين ؟
أقسم هذه الثورات إلى ثلاثة أقسام :
• القسم الأول : ثورة ليس لها تعليل ولا أسباب غير عدم تمكن الإسلام في قلوب القائمين بها , وعدم إيمانهم الإيمان الصحيح بتكامل الرسالة المحمدية , ويتجلى هذا في الثورة الأولى " التي ارتد فيها فريق , وامتنع فريق آخر عن أداء الزكاة " .
• القسم الثاني : ليس لها أسباب ظاهرة معقولة أما أسبابها الحقيقية الخفية , فهي النزاع على مناصب الدولة , من خلافة أو عمالة , ويتمثل في الثورة الثالثة التي قام بها طلحة والزبير رضي الله عنهم وفي الثورة الرابعة التي قام بها معاوية .
• القسم الثالث : ثورة أسندت إلى أسباب ظاهرة يتراءى للناظر أنها معقولة , وتمثل ذلك في الثورة الثانية التي قتل بها عثمان رضي الله عنه , وفي الثورة الخامسة التي اعتزل فيها جماعة من جيش علي بعد التحكيم , وعزل أبي موسى الأشعري له .


رابعا ) : المدلول السياسي لكلمة الخوارج :

لو كان لمقصود من كلمة الخوارج , هو الخروج السياسي عن خليفة تمت له البيعة الشرعية , لكان إطلاق هذه الكلمة على طلحة أو على معاوية وأتباعه , أو على الثائرين على عثمان أظهر وأوضح .
أما إذا لوحظ المعنى السياسي مع المعنى الديني فإنه لا يمكن إطلاق هذه الكلمة عليهم , كما أنه من العسير إطلاقها على المعتزلين لعلي رضي الله عنه .
والسبب في هذا العسر أن هؤلاء الثائرين سواء كانوا من القسم الثاني أو من القسم الثالث إنما ثاروا غير منكرين لأصل من أصول الإسلام , ولا مكذبين بمعلوم من الدين بالضرورة , ومع كل طائفة منهم فريق من كبار الصحابة , فيهم بعض المشهود لهم بالجنة .
الفصل الثالث : الخوارج في نظر الإباضية .

يقول العلامة أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الورجلاني :
وزلة الخوارج نافع بن الأزرق وذويه حين تأولوا قول الله في ( وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ) . فأثبتوا الشرك لأهل التوحيد حين أتوا من المعاصي ما أتوا ولو أصغرها . وأما المارقة فقد زعموا أن من عصى الله تعالى ولو في صغير من الذنوب أو كبير أشرك بالله العظيم , وتأولوا قول الله عز وجل ( وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ) .
فقضوا بالاسم على جميع من عصى الله عز وجل أنه مشرك , وعقبوا بالأحكام , فاستحلوا قتل الرجال , وأخذ الأموال والسبي للعيال , فحسبهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن ناسا من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فتنظر في النصل فلا ترى شيئا , وتنظر في القدح فلا ترى شيئا , وتتمارى في الفوق ) .
فليس في أمة محمد صلى الله عليه وسلم أشبه شئ بهذه الرواية منهم , لأنهم عكسوا الشريعة , قلبوها ظهر البطن , وبدلوا الأسماء والأحكام , لأن المسلمين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يعصون ولا تجري عليهم أحكام المشركين , فليت شعري فيمن نزلت الحدود في المسلمين أو في المشركين ؟ فأبطلوا الرجم والجلد والقطع . كأنهم ليسوا من أمة أحمد عليه الصلاة والسلام . انتهى

يرى الإباضية أن إطلاق كلمة الخوارج على فرقة من فرق الإسلام لا يلاحظ فيه المعنى السياسي والثوري , سواء كانت هذه الثورة لأسباب شرعية عندهم أو أسباب غير شرعية , ولذلك فهم لم يطلقوا هذه الكلمة على قتلة عثمان , ولا على طلحة وابن الزبير وأتباعهما , ولا على معاوية وجيشه , ولا عل ابن فندين والذين أنكروا معه إمامة عبد الوهاب الرستمي وإنما كل ما يلاحظونه إنما هو المعنى الديني الذي يتضمنه حديث المروق والخروج عن الإسلام يكون :
إما بإنكار الثابت القطعي من أحكامه .
أو بالعمل بما يخالف المقطوع به من نصوص أحكام الإسلام ديانة , فيكون هذا العمل في قوة الإنكار والرد .
وأقرب الفرق الإسلامية إلى هذا هم الأزارقة ومن ذهب من مذهبهم ممن يستحل دماء المسلمين وأموالهم , وسبى نسائهم وأطفالهم .

تحليل النصوص :

• إن النصوص التي كتبها علي يحي معمر حول موضوع الخوارج والإباضية , قد تميزت بالعمق الفكري والمنهجية العلمية , فلقد اعتمد فيها على التالي :
1) الاستقراء .
2) القياس التاريخي شارحا ومبينا وناقدا , مدلول كلمة الخوارج من حيث مضمونها الديني والسياسي , وتطورها التاريخي مستعينا في ذلك بالوقائع التاريخية وحقائقها , من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ظهور الثورة الخامسة التي رفضت مؤامرة التحكيم .

فتوصل إلى النتيجة الحتمية التي تفرض بداهتها على كل منصف وباحث نزيه يريد الحقيقة العلمية , أن مدلول كلمة الخوارج لا تنطبق على أنصار الثورة الخامسة سواء من الجانب الديني أو السياسي , وهذا الاستنتاج شبيه بالاستنتاج الرياضي التي تلزم فيه النتائج عن المبادئ العقلية اضطرارا بالضرورة وإلا وقعنا في تناقض .
وهذا الاستدلال المنطقي واقع على الحدس العقلي الواضح الذي لا يمكن أن يغلط فيه الإنسان كمبادئ العقل التي تفرض نفسها فرضا . وإذا رفضناها وقعنا في تناقض مع قوانين المنطق وحقائق التاريخ .

• أما العلامة أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الورجلاني , قد جعل حدا فاصلا بين الدلالتين المتناقضتين من حيث العقيدة :
1) الحد الأول : إن الأزارقة أثبتوا وأقروا الشرك للمسلمين العصاة واستحلوا دماءهم وأموالهم وهذا الأصل عندهم يخالف أحكام الإسلام . فخرجوا على الإسلام فهو خروج بالعقيدة والعمل .
2) الحد الثاني : فهم الإباضية لا يستحلون دماء وأموال عصاة المسلمين وأن كبائرهم كالزنا وشرب الخمر , لا تخرجهم من ملة الإسلام فهم موحدون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .

وكثيرا ما نقرأ ونسمع ما يبذله بعض المذاهب في إلصاق الإباضية بالخوارج وذلك لا لشيء إلا لقصد التشنيع عليهم وإظهارهم بالفساد والمروق من الدين بل إنهم عندما يذكرون الخوارج يقولون : " الإباضية حاليا " .
ولكن ما الذي يدل على أنه لا ينبغي وصف الإباضية بأنهم الخوارج ؟
الجواب :
1) إذا نظرنا إلى التعريفات التي أوردها أصحاب المقالات للخوارج مثل الشهرستاني والأشعري نجدها عامة تنطبق عل الكثيرين من أصحاب الفتنة وغيرهم .
2) إذا كانوا يصفون الإباضية بأنهم خوارج لتأييدهم المحكمة ويعتبرون خروج المحكمة مروق من الدين فكيف يكون خروج المحكمة عن علي ـ كرم الله وجهه ـ مروق من الدين وخروج معاوية وأتباعه ولعن علي على المنابر ليس مروقا من الدين ؟!!
3) إن اسم الخوارج يطلق على الفرق التي مرقت من الدين لحكمهم على المسلمين بأحكام المشركين...
4) إن الحجة التي يحتجون بها على إن الإباضية من الخوارج هي كون الإباضية يتفقون مع الخوارج في بعض النقاط القليلة .


فبعد هذا العرض والبيان الواضح يتبين لنا بكل جلاء أن الإباضية ليسوا من الخوارج .

الفصل الرابع : رأي المخالفين بالإباضية .


وفي هذا الفصل أقسم المخالفين إلى قسمين :
أولا ) : كتاب المقالات ( من علماء الفرق ) مع الإباضية :

1) الإباضية عند الأشعري :
يقول أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المتوفى سنة 330 هـ في كتابه ( مقالات الإسلاميين ) صفحة 171 من الجزء الأول ما يلي :
{ ومن الخوارج الإباضية :
فالفرقة الأولى منهم يقال لهم الحفصية كان إمامهم حفص بن أبي المقدام , زعم أن بين الشرك والإيمان معرفة الله وحده , فمن عرف الله سبحانه ثم كفر بما سواه من رسول أو جنة أو نار أو عمل بجميع الخبائث من قتل النفس , واستحلال الزنى , وسائر ما حرم الله من فروج النساء , فهو كافر بريء من الشرك } .
واستمر الأشعري يذكر أمثال هذه الشنائع لهذه الفرقة ثم قال :
{ والفرقة الثانية مهم يسمون باليزيدية , كان إمامهم يزيد بن أنيسة } ثم ذكر آراء هذه الفرقة وشنائعها , ومنها { وزعم أن الله سبحانه سيبعث رسولا في العجم , وينزل عليه كتابا من السماء يكتب في السماء وينزل عليه جملة واحدة } ويقول بعد أسطر : { وتولى ـ أبي يزيد هذا ـ من شهد لمحمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة من أهل الكتاب , وإن لم يدخلوا في دينه , ولم يعملوا بشريعته , وزعم أنهم بذلك مؤمنون } .
ثم يقول :
{ والفرقة الثالثة من الإباضية أصحاب حارث الإباضي , قالوا في القدر بقول المعتزلة , وخالفوا فيه سائر الإباضية } .
وبعد أن يذكر لهم جملة من التشنيعات يقول :
{ والفرقة الرابعة منهم , يقولون بطاعة لا يراد الله بها , على مذهب أبي الهذيل , ومعنى ذلك أن الإنسان قد يكون مطيعا لله , إذا فعل شيئا أمره الله به , وإن لم يقصد الله بذلك الفعل , ولا أراده به } .
هكذا بدا أبو الحسن الأشعري حديثه عن الإباضية , فبمجرد ما ذكرهم بدأ في تقسيمهم إلى فرق , وجعل ينسب إلى كل فرقة جملة من الآراء والأقوال .

الرد على ما ذكره الأشعري في كتابه :

(( عند الرجوع إلى كتب الإباضية التي ألفت في عصر أبي الحسن الأشعري , والتي ألفت قبله والتي ألفت بعده , فإن القارئ لن يجد فيها شيئا عن هذه الفرق , ولا عن أسمائها ولا عن آرائها ولا عن أئمتها . وخذ ما شئت من كتب السير والتراجم عند الإباضية , التي تتقصى أخبار أئمتها وعلمائها ومشائخها , فإنك لن تجد ولا إشارة عابرة إلى أولئك الأئمة الذين ذكرهم الأشعري واعتبرهم أئمة لفرق كاملة من الإباضية .
واقرأ ما شئت في كتب العقائد عند الإباضية , فإنك لن تجد ذكرا لهذه الفرق ولا لآرائها , وكل ما نستطيع أن نعتذر به عن إيراد أبي الحسن , لهذه التفاصيل أنه وقع فريسة لبعض المشنعين , فكان يتلقى مقالات الفرق عن ناس يثق بهم , ولكنهم ليسوا في المحل الذي يراه لهم ويضعهم فيه من الثقة والصدق . سواء كان نقله عنهم عن طريق الرواية والسماع , أو عن طريق القراءة والإطلاع في كتب مدونة . فهو يشير إلى أي ذلك على كل حال .
ويكفي فيما أعتقد لنفي أن يكون ما قاله الأشعري عن الإباضية صحيحا جهلهم به , وعدم ذكرهم لأي شئ منه في مراجعهم العامة والخاصة المكتوبة والمتحدثة .
وفي عصر أبي الحسن الأشعري كان الإباضية وعلماؤهم منتشرين في جميع ما يسمى اليوم بالبلاد العربية : كالحجاز والعراق والشام وجنوب الجزيرة ومصر . بل إنهم كادوا يكونون أغلب السكان في المغربين الإسلاميين الأدنى والأوسط , ويوجد لهم عدد من كبار العلماء ـ حينئذ ـ في كل الحواضر الإسلامية كمكة والمدينة والبصرة وعمان وحضرموت واليمن ومصر وبلدان الشمال الأفريقي .
ومع هذا فإن أبا حسن لم يذكر أحدا من أئمة الإباضية كجابر بن زيد وجعفر بن السماك العبدي , وأبي سفيان قنبر , وصحار العبدي وأمثالهم من أئمتهم في النصف الثاني من القرن الأول ولا ذكر شيئا من أقوالهم .
ولم يذكر أحدا من أئمتهم في النصف الأول من القرن الثاني أمثال أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة , وضمام بن السائب , وأبي نوح صالح الدهان , وغيرهم كثر من علماء النصف الثاني من القرن الثاني , وعلماء النصف الأول من القرن الثالث , وعلماء النصف الثاني من القرن الثالث وإلى عصره من علماء المذهب الإباضي .
فهو إما أنه لا يعرفهم ولا يعرف شيئا من مقالاتهم , وإما أنه يعرفهم أو يعرف بعضهم على الأقل ويعرف مقالاتهم , ولكنه لا يجد فيها شيئا يستدعي النقد والتعليق أو حتى مجرد العرض . فلم يتحدث عنهم وعن مقالاتهم لا بخير ولا بشر .
فترك الإباضية الحقيقيين برجالهم ومقالاتهم , وألقيت بين يديه مقالات وأسماء لفرق مجهولة عند الإباضية كل الجهل , وأقوالها تناقض ما عند الإباضية كل المناقضة , فزعمت المصادر التي استقى منها أن هذه الفرق والمقالات للإباضية باعتبارهم إباضية أو منهم , والإباضية منهم براء بعداء ليسوا أقرب إليها من أبي الحسن نفسه .
فكيف وقع أبو الحسن في هذا الخطأ الشنيع , مع أنه من أوائل من انتبه إلى أسباب الزيف عند كتاب المقالات ومن أوائل من شرح الطرق التي يصل منها الخطأ إلى من يكتبون عن الفرق ومقالاتها ومذاهبها , ومن أوائل من حذر من الوقوع فيها ؟!! .

3) الإباضية عند البغدادي :
يقول عبد القهار بن طاهر البغدادي المتوفى سنة 429 هـ في كتابه الفَرق بين الفِرق صفحة 103 ما يلي :
{ أجمعت الإباضية على القول بإمامة عبدالله بن إباض , وافترقت فيما بينها فرقا , يجمعها القول بأن كفار هذه الأمة ـ يعنون مخالفيهم من هذه الأمة ـ براء من الشرك والإيمان . وأنهم ليسوا مؤمنين ولا مشركين ولكنهم كفار , وأجازوا شهادتهم , , وحرموا دماءهم في السر واستحلوها في العلانية , وصححوا مناكحتهم والتوارث منهم , وزعموا أنهم في ذلك محاربون لله ولرسوله لا يدينون دين الحق , وقالوا باستحلال بعض أموالهم دون بعض والذي استحلوه الخيل والسلاح , فأما الذهب والفضة فإنهم يردونها على أصحابها عند الغنيمة .
ثم افترقت الإباضية فيما بينها أربع فرق وهي : الحفصية والحارثية واليزيدية , وأصحاب طاعة لا يراد الله بها } .
وغير ذلك كثير وذهب يورد الفضائح أو الشنائع حينا بدعوى أنها مقالة الإباضية جميعا وحينا آخر بدعوى أنها قول بعضهم أو قوم منهم .


الرد على ما ذكره البغدادي في كتابه :

إن البغدادي كان يعيش في القرنين الرابع والخامس , وفي هذا العصر كان الإباضية قد عرفوا في أغلب البلاد الإسلامية من خراسان إلى الأندلس واشتهرت لهم مؤلفات في أغلب فروع الثقافة الإسلامية ـ لا سيما علم الكلام ـ ودونت تواريخهم وسيرهم وعرف علماؤهم وأئمتهم في طبقات يأخذ بعضها عن بعض , إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , كما أن أكثر المذاهب الإسلامية قد تميز بعضها عن بعض في أصولها وفروعها , وآرائها ومقالاتها وأئمتها وعلمائها ,
ومع ذلك فإن أولئك الذين ذكرهم البغدادي هم أولئك الذين ذكرهم الأشعري من قبله حاشرين إياهم في الإباضية والإباضية لا يعرفون عنهم شيئا ولم يذكروهم لا في كتبهم ولا في طبقات علمائهم .

والذين جاؤوا من بعدهم قاموا يستقوا من ماء الأشعري والبغدادي القدماء منهم أو المعاصرين فكلهم أخذوا بقول الأشعري .

ثانيا ) الباحثين مع الإباضية :
1) الأصول التاريخية للفرقة الإباضية بقلم الدكتور عوض محمد خليفات , الجامعة الأردنية , عمَّان ـ الأردن :
بعد أن ذكر الدكتور في بداية حديثه تاريخ الإباضية , ومؤسسي المذهب وأماكن انتشاره ومبادئ المذهب الإباضي ذكر ما يلي :
{ وهكذا فإن جهود مشايخ الأباضية وحملة العلم وتنظيماتهم السرية الدقيقة خلال القرنين الأول والثاني الهجريين , قد أثمرت تأسيس دول إباضية مستقلة في الجزر العربية وبلاد المغرب , كان لها دورا هام ومجيد في التاريخ الإسلامي .
وفي ظل هذه الدول قام الأباضيون بجهود مشكورة في نشر الإسلام في أماكن كثيرة , وكان لهم فضل كبير في هذا الشأن في كل من أفريقية الشرقية وأفريقية السوداء جنوب الصحراء , وبعض مناطق الشرق الأقصى .
كما قام الإباضيون بجهود كبيرة في سبيل إثراء المكتبة الإسلامية بالمؤلفات الكثيرة المتنوعة التي تتناول مختلف جوانب الفكر الإسلامي . ويمكن للباحث المطلع على هذه المؤلفات أن يسجل الملاحظات التالية حول بعض الأمور التي لا تزال محل نقاش وجدل بين الباحثين والمفكرين :
1ـ أن الإباضية ليسوا خوارج كما تزعم بعض كتب المقالات والملل والنحل وكما يدعي بعض الكتاب المحدثين الذين قلدوا هذه المؤلفات دون تدقيق وتمحيص . الواقع أن الإباضية لا يجمعهم بالخوارج سوى إنكار التحكيم .
2ـ أن الإباضية حرموا قتل الموحدين واستحلال دمائهم وحرموا استعراض الناس وامتحانهم كما فعل متطرفو الخوارج مثل الأزارقة والنجدية .
3ـ أن الإباضيين ينظرون إلى الدين نظرة واحدة متكاملة لا فصل فيها بين المظاهر الروحية والمادية ولا طغيان لأحدهما على الأخرى . وتبعا لذلك فقد أنكروا التصوف ورفضوه .

4ـ إن المدقق في المصادر الفقهية الإباضية يجد أصحاب المذهب الإباضي من أكثر المسلمين إتباعا للسنة الشريفة والإقتداء بها . أما ما تلصقه بهم بعض المصادر من تهم فإنما هو ناتج أمرين : الجهل والتعصب .
5ـ إنهم وحدهم الذين طبقوا مبدأ الشورى في الحكم بعد الخليفتين أبي بكر وعمر . }

وختم الدكتور كتابه بنصيحة سأذكرها في آخر بحثي .

2) براءة الاباضية , بقلم الأستاذ فهمي هويدي , كاتب مصري , صحفي , شهير باهتماماته الإسلامية :
ذكر الأستاذ فهمي الكثير من الحقائق التي وقعت على الإباضية من تهم , ثم ذكر مؤتمر الفقه الإسلامي الذي انعقد في سلطنة عمان , ومما قال :
{ هذه عناوين هامة , أرشحها لصدارة أحداث العالم الإسلامي في سنة 1988مـ :
• دعا مؤتمر الفقه في عُمان إلى فض الاشتباك بين مختلف المذاهب الإسلامية .
• طالب ممثلوا فقهاء الأمة بتجميد صراعات القرن الأول وإغلاق ملفات الفتن والأحزان التي شهدتها تلك المرحلة .
• أوصوا بمداومة اللقاء بين فقهاء المذاهب الإسلامية بعيدا عن المنافسات المذهبية العصبية .
• حثوا أهل العلم عن دراسة المسائل المختلف عليها في فقه المذاهب الثمانية وتحقيق أدلتها والترجيح بينها , دون التزام بمذهب معين . }

3) فلسفة الخوارج , بقلم الشهيد سيد قطب , الشهاب ( المصرية ) , غرة جمادي الأولى 1367 ـ مارس 1948 :
بعد أن ذكر سيد قطب نبذة عن الخوارج , ذكر فرق الخوارج ومن ضمنها الإباضية ثم قال:
{ وقد انقرضت هذه الفرق جميعا إلا الإباضية فبقيتهم " بشمال أفريقية بالجزائر وتونس وفي شرقها بجزيرة مسقط وما إليها " ومن علمائهم الأجلاء صديقنا الشيخ إبراهيم إطفيش ولهم كتب متداولة وهم ينكرون على غيرهم أن يطلق عليهم اسم الخوارج , ويقولون نحن فئة من المسلمين لنا أرؤنا وما ذهبنا إليه مع إيماننا بالله ورسوله وكتابه فما بالكم تفردوننا بهذا الوصف وتخصونا به وهو اعتراض له وجاهته , ولئن كان لهذه التسمية ما يبروها في الماضي فما أحوجنا أن نتناساها اليوم والمسلم أخو المسلم } .

4) مسند الإمام الربيع بن حبيب , بقلم الشيخ عز الدين التنوخي , من علماء الحديث البارزين , عضو في المجلس العلمي السوري :
{ وما آثرت تخريج أحاديث المسند والشرح , ولا سيما ما رواه الشيخان إلا لتطمئن قلوب إخواني أبناء السنة بأن مسند الربيع الذي بني عليه المذهب الإباضي هو صحيح الأحاديث , وأكثرها مما جاء في الصحيحين , وجابر بن زيد ممن روى عنهم البخاري وغيره لكيلا يقع فيما وقع فيه خصوم الإباضية أو من لم يعرف حقيقة مذهبهم... } .
حتى قال : { هذا , وما كان أهل عمان أقرب فرق الخوارج إلى أهل السنة إلا لأن مذهبهم كما أطلعت عليه مبني على السنة وتقديم العمل على الحديث لا على الفقه والمذهب , عملا بما جرى عليه إمامهم جابر بن زيد الذي عمل بنصيحة شيخه عبدالله بن عمر الذي روى عنه .
فقد جاء في (( الحجة البالغة )) أن ابن عمر رضي الله عنه قال لجابر بن زيد : (( إنك من فقهاء البصرة فلا تفت إلا بقرآن ناطق أو سنة ماضية , فانك إن فعلت غير ذلك هلكت وأهلكت )) . ولذلك نعتقد ونقول : إن المعقول ومن القلب المقبول أن لا نهتدي إلا بقوله تعالى : (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) } .

5) الإباضية مذهب وسلوك , بقلم الشيخ السيد عبد الحافظ عبد ربه , من علماء الأزهر المرموقين :
{ والإباضية دائما تهيئ المسلم بأن يكون مع الله في معاملاته وعباداته , في الجامع وفي الشارع , في الحق والمصنع , في المتجر والمعمل , في المعهد والمدرسة والجامعة ـ وحده أو مع الناس ـ في كل حركاته وسكناته... تدعوا إلى مجتمع نظيف شريف , نزيه عفيف يكره الفوضى والديماجوجية , تسوده المحبة ويظله التراحم , يمقت الغش , ويثور على الرشوة , ويجرم المحتكر , ويحاكم المتجر المتحكم في أقوات الناس وفي ضرورياتهم . الإباضية هي كل هذا وأكثر من هذا .. } .
ثم ذكر أسباب عداوة الإباضية قائلا :
{ عادوها لأنها تجهر بكلمة الحق وتنطق بالصواب ولا تحب الجهر يالسوء من القول ..
عادوها لأنها تريد أن تطبق شرع الله وتحقق المفاهيم الإسلامية الصحيحة ..
عادوها لأنها تعالج كل الأمور بموضوعية صادقة بعيدا عن التهرج والهوى ..
عادوها لأنها تعمل جاهدة على تأكيد العدل والتبشير به بقدر ما تحارب الظلم والظالمين... }
وفي آخر كتابه قال :
{ ولقد كانت الإمامة في المذهب ـ على مستوى العالم الإباضي كله من مشرقه إلى مغربه ومن شماله إلى جنوبه ـ تقوم مقام الخلافة في صدر الإسلام والعصور التالية في الإجراءات والمضمون وفي جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم , وتقوية جهاتهم الداخلية والخارجية , يصدرون عنها , ويقيسون عليها , ويعيشون في رحابها , ويمارسون من خلالها شئون الدنيا والدين...
وكان الإمام على الحقيقة هو الخليفة الراشد...
وما زالت هذه الخلافة أو الإمامة تنتقل من عصر إلى عصر بدءا بجابر بن زيد حتى ألقت بمقاليدها اليوم طائعة مختارة ـ عن طريق العلماء الأفاضل والزعماء المصلحين والأمراء النابهين من أهل الحل والربط ـ إلى الإمام الجليل والعالم الفذ , والعبقري النابغة ورجل المواقف والمكرمات غالب بن علي بن هلال الهنائي , الذي حورب واضطهد , وضيق عليه , وامتحن إلا أنه صبر وصابر , ورابط وثابر في سبيل عقيدته , ومن أجل دعوته وإمامته , شد الله أزره وقوى ظهره...


الفصل الخامس : الفرق بين الإباضية والخوارج في العقائد .


الخوارج :
(1) اعتبروا أنفسهم المسلمين المؤمنين المستخلفين في الأرض واعتبروا أعدائهم مشركين .
(2) أباحوا دماء المسلمين في السر والعلانية .

الإباضية :
قال أبو حمزة الشاري : " الناس منا ونحن منهم إلا ثلاثة : مشركا بالله عابد وثن , أو كافرا من أهل الكتاب , أو متسلطا في الأرض يحكم في عباد الله بغير ما أنزل الله "
وقال الإمام نور الدين السالمي :
ونحن لا نطالب العبادا فوق شهادتيهم اعتقادا
فمن أتى بالجملتين قلنا إخواننا وبالحقوق قمنا

الخوارج :
(3) يقولون : ما كف أحد عن القتال منذ أنزل الله البسط إلا هو كافر , يعني يكفرون القاعد عن القتال .

الإباضية :
يعتمدون على الدعوة والإقناع ولا يلجئون إلى العنف , وأدل شيء على ذلك طريقة الكتمان والدعوة السرية مثل ما فعل أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي وجابر بن زيد الأزدي رغم إنكارهم الشديد على حكام الدولة الأموية لسلوكها المنحرف عن الكتاب والسنة .
وطريقة الكتمان باللحوء إلى الدعوة السرية ليست مخصصة بوقت بل هي طريقه يتبعها الإباضية عندما يظهر أعداء الإسلام ولم يكن لهم القدرة لمقاومتهم حتى يستطيعون ذلك وذلك عندما يكونوا نصف عدوهم .

الخوارج :
(4) إن صاحب الكبيرة مشرك , ويقول بعضهم إن الإصرار على الصغيرة شرك وعدم الإصرار ولو على كبيرة ليس شرك .

الإباضية :
لا يقولون بذلك , لكنهم يسمون العاصي كافر نعمة بمعنى انه استخدم شيئا من نعم الله في معصية الله وهذا يسمى كفر دون كفر وله أدلة كثيرة .


الخوارج :
(5) أوجدوا مبدأ امتحان لكل من يلتحق بهم ليتأكدوا من مطابقة آرئه لآرائهم وعقائدهم .

الإباضية :
لا يوجد لديهم مثل هذا المبدأ ويعتبرون جميع المسلمين متساوين في الحقوق فلا يمتحنوا أحدا لهذا الغرض ولا يتجسسوا عليه لأن التجسس عندهم حرام حتى على الكافر إلا في حالات شرعها الإسلام .

الخوارج :
(6) يعتقدون أنه يجوز أن يبعث الله نبيا يعلم أنه يكفر بعد نبوته وأنه كان كافرا قبل بعثته.

الإباضية :
يقولون بعصمة الأنبياء , يقول الإمام نور الدين السالمي رحمه الله :
وواجب عليك أن تعرف ما يجوز للرسل وما قد لزما
وما استحال عنهم فاللازم في حقهم نعتا هي المكارم
كالصدق والتبليغ والأمانة والعقل والضبط وكالفطانة
والمستحيل ضدها كالكذب وكالجنون وارتكاب الريب

الخوارج :
(7) يستحلون دماء أهل العهد والذمة وأموالهم ويستحلون دماء من يعيشون في كنفهم من المسلمين .

الإباضية :
يقول الإمام السالمي رحمه الله :
ويرفع الحرب لجزية أتت منهم وفي المجوس حكمهم ثبت

الخوارج :
(8) تولوا أصحاب الحدود والجنايات منهم .

الإباضية :
يقول الإمام السالمي رحمه الله :
ولاية المؤمن فرض حققا وهكذا براءة الذ فسقا

الخوارج :
(9) قالوا : لعل الله يعذب المؤمنين بذنوبهم بغير النار ثم يدخلهم الجنة .

الإباضية :
:يقول الشيخ أبي طاهر الجيطالي في كتابه القواعد : مما يجب اعتقاده على كل مكلف أن يعلم إن لله ثوابا لا يشبهه ثواب وثوابه الجنة وهي ثواب الله لأوليائه في الآخرة .
الخوارج :
(10) أجمعت النجدات من الخوارج أن لا حاجة للناس إلى إمام وإنما عليهم أن يتناصفوا فيما بينهم .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي في غاية المراد :
إن الإمامة فرض حينما وجبت شروطهما لا تكن عن شرطهما غفلا

الخوارج :
(11) يقول بعضهم : الفعل من العبد خلق وإبداع لأن الله تعالى فوضها للعباد .

الإباضية :
يقولون :
ومن يقل إلهنا لم يخلق أفعالنا بعدا له من أحمق
لقوله لكل شيء خالق سبحانه الرب المليك الرازق
لو كان خالق سواه لزما تعدد الإله قطعا حتما
ولو تعدد الإله لظهر فساد هذا العالم الذي بهر
لكن لنا في فعلنا اكتساب به الثواب وبه العقاب
من ثم قد نيل به على الرتب إلا النبوات فليس تكتسب

الخوارج :
(12) يقول بعض الخوارج : القدر خيره وشره من العبد .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي رحمه الله : " وما يجب الإيمان به قضاء الله وقدره لأنهما أصلان من أصول الدين وركنان من الإيمان " .

الخوارج :
(13) من أقام في دار كفر فهو كافر لا يسعه إلا الخروج .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي رحمه الله :
وبعد ما فحت أم القرى نسخت ما كان من هجرة مفروضها اتصلا

فلا تجب الهجرة حتى من دار الكفر إلا إذا منع عليه إقامة الدين وتعذر عليه ذلك .


الخوارج :
(14) يقول بعض الخوارج : تجب البراءة من الطفل حتى يدعي إلى الإسلام ويجب دعاؤه إذا بلغ .

الإباضية :
قال القطب : " تجب ولاية غير البالغ لأنه تعالى يمن بالرحمة ولا يظلم بالعذاب , ولأن كل مولود يولد على الفطرة " .

الخوارج :
(15) أباحوا أموال المسلمين واعتبروها حلالا في السر والعلانية .

الإباضية :
فقد أطبقت كتبهم على أنه لا يحل شيء من أموال المسلمين وإن كانوا بغاة ولو في حالة قتال .
وهذا ما يقوله الإمام نور الدين السالمي رحمه الله :
ومال أهل البغي لا يحل وإن يكن قوم له استحلوا

ثم ذكر الذين استحلوا أموال المسلمين بقوله :
خوارج ضلت فصارت مارقة من دينها صفرية أزارقة
فحكموا بحكم المشركينا جهلا على بغاة المسلمينا

الخوارج :
(16) منهم من قال إن التقية جائزة ولو في قتل النفس .

الإباضية :
لم تجز تقية بالفعل كالحرق والغرق ومثل القتل
لكن جواز ما أبيح للضرر كالأكل للميتة والدم اشتهر

الخوارج :
(17) ينكر بعض الخوارج سورة يوسف من القرآن ويقولون أنها قصة من القصص.

الإباضية :
يعرفون القرآن " أنه كلام الله ووحيه وتنزيله نزل به الروح الأمين على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المبدوء بسورة الفاتحة والمنتهي بسورة الناس " .


الخوارج :
(18) قالت الشيبانية من الثعالبة أن الله لم يعلم حتى خلق لنفسه علما , والأشياء تصير معلومة له عند حدوثها ووجودها .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي رحمه الله :
فهو عليم لا بعلم جلبا وهو سميع لا بسمع ركبا

الخوارج :
(19) بعض الخوارج أسقط الحدود التي لم ترد في القرآن مثل رجم الزاني وحد قذف المحصنين من الرجال مع وجوبه على المحصنات من النساء .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي عن الرجم : وهو سنة مجمع عليها وحكي عن الخوارج والنظام وأصحابه من المعتزلة إنكاره , ولا مستند لهم إلا أنه لم يذكر في القرآن وهذا باطل فقد ثبت بالسنة المتواترة .

الخوارج :
(20) يقول بعض الخوارج إن الله علي عزيز عظيم جليل كبير لا لعزة وعظمة وجلال وكبرياء وكذلك سائر الصفا ت التي ليست له ولم يوصف بها لمعان .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي رحمه الله :
نعبده جل امتثال أمره سبحانه ونهيه وزجره
فإن يشأ يرحمنا بفضله وإن يشأ عذبنا بعدله
فالملك والعزة والسلطان له كذا القدرة والبرهان

الخوارج :
(21) أباحوا قتل الأطفال ممن لم يكونوا في معسكرهم واعتبروهم خالدين في النار .

الإباضية :
يقول الإمام الشاري إبراهيم بن قيس الحضرمي مخاطبا جيشه :
ولا تقتلوا طفلا وشيخا وغادة ومن كان مجروحا من البتر جاثما


الخوارج :
(22) قال البدعية نقطع أن من اعتقد اعتقادنا فهو في الجنة ولا نقول إن شاء الله فإن ذلك شك في الاعتقاد فنحن من أهل الجنة قطعا من غير شك .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي رحمه الله :
فإن يشأ يرحمنا بفضله وإن يشأ عذبنا بعدله

الخوارج :
(23) الإيمان العلم بالقلب دون القول والعمل .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي رحمه الله :
إيماننا القول والتصديق مع عمل فالقول مر فصدقه وكن عملا .

الآن عرف القارئ الكريم الفرق بين الإباضية والخوارج في العقائد وما اتفقنا مع الخوارج إلا في قضية التحكيم أما عدا ذلك فنحن معشر الإباضية لا نتبع الهوى وإنما نتبع القرآن والسنة والحمد لله نحن ماضون على سيرتهم .


الفصل السادس : ملخص البحث .

قال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي في الحق الدامغ :
{ ولست أبالغ إن قلت إن الإباضية ـ أهل الحق والاستقامة ـ تمتاز عقيدتهم وتتسم طريقتهم في فهم أصول الدين بثلاثة أمور :
1ـ سلامة المنزع , فإنهم جمعوا في الاستدلال على صحة معتقداتهم بين الصحيح النقل وصريح العقل , فلم يضربوا بالنصوص الصحيحة عرض الحائط بمجرد تعارضها مع مقتضيات العقل بادي الرأي كما هو شأن أصحاب المدرسة العقلية الذين جعلوا العقل أسمى وأقدس , وأصح وأثبت مما جاء به النبيون عن الله عز وجل , فعولوا عليه في التحسين والتقبيح , والتعليل والحكم , كما أنهم لم يطفئوا شعلة العقل مستأسرين لظواهر الألفاظ الذين لا يأخذون من النص إلا قشوره , لا يتجاوزون شكله إلى جوهره ,,, .

2ـ عدم التعصب لأئمتهم تعصبا يجعلهم يتصاممون عن النقول الصحيحة , ويتعامون عن العقول الصريحة , كما نجد ذلك عن كثير من المتفقهة والمتكلمين , ومن أبشع ما وجدناه في ذلك قول العلامة الصاوي في حاشيته على تفسير الجلالين : ( ولا يجوز تقليد ما عدا المذاهب الأربعة ولو وافق قول الصحابة والحديث الصحيح والآية , فالخارج عن المذاهب الأربعة ضال مضل , وربما أداه ذلك للكفر , لأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر ) .
فقد باين الإباضية هذا المسلك الضيق فقها وعقيدة إلى فسيح النظرة الشمولية للأمة , ولم يسوغ لأنفسهم أن يرفعوا كلام أحد من ائمتهم إلى درجة كلام الله وكلام رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام وإن بلغ في العلم والورع ما بلغ ,,, .

3ـ المرونة والتسامح في معاملة سائر فرق الأمة وإن بلغ الخلاف بينهم وبينهم ما بلغ , إذ لم يتجرأوا قط على إخراج أحد من الملة وقطع صلته بهذه الأمة ما دام يدين بالشهادتين ولا ينكر شيئا مما علم من الدين بالضرورة بغير تأويل ,,, . }

(( والمتأمل في منهج الإباضية الفقهي يجد أنهم يجمعون في فقههم بين أهل الحديث والرأي , بل هم إلى أهل الحديث أقرب , فالاستنباط عندهم يؤخذ من الكتاب والسنة والإجماع , فإذا عرض حادثة لم يرد في شأنها نص في هذه الأدلة الثلاثة أجروها على القياس , فإن لم تتوفر العلة أجروها على الاستدلال : وهو الاستحسان والاستصحاب , والإلهام )) .

إذن هذا المذهب ليس مستحدثا وإنما نشأ متأصلا على القواعد الصحيحة مدعما بالأصول الواضحة الثابتة , فبالنظر والتتبع لا يوجد في عقيدته ولا في فقهه ما يخالف الكتاب والسنة ولا عموم الأصول التي اتفق عليها المسلمون جميعا .

الفصل السابع : مصادر الإباضية .

أولا : مصادر الإباضية :
وفي ختام هذا البحث , يمكن أن أشير إلى بعض المصادر الإباضية ذاتها التي عالجت الفكر الإباضي , وبينت عقائده , ووضحت حقيقة آراءه , الدينية , والاجتماعية , والسياسية فمن يريد المزيد , والتثبيت والمقارنة بين المدرسة الإباضية , والمدارس الفكرية الأخرى , ليستخرج الأصول المتفقة والأصول المختلفة , ليتأكد عما قلناه في عن الإباضية :

المصدر صاحبه

1) الموجز , أبو عمار عبدالكافي الإباضي
2) كتاب السير , أبو العباس الشماخي
3) طبقات المشائخ , أبو العباس الدرجيني
4) قواعد الإسلام , أبو طاهر الجيطالي
5) الدليل والبرهان , أبو يعقوب الورجلاني
6) عقيدة التوحيد , عمرو بن جميع
7) شرح صحيح الربيع بن حبيب , نور الدين السالمي
8) طلعة الشمس , نور الدين السالمي
9) مشارق أنوار العقول , نور الدين السالمي
10) تيسير التفسير , قطب الأئمة محمد أطفيش
11) شرح النيل , قطب الأئمة محمد أطفيش
12) شامل الأصل والفرع , قطب الأئمة محمد أطفيش
13) الذهب الخالص , قطب الأئمة محمد أطفيش
14) الإباضية في موكب التاريخ , علي يحي معمر
15) الإباضية بين الفرق , علي يحي معمر


وهدفنا الوحيد منة ذلك هو أننا نريد أن نبدد المفاهيم الخاطئة , ونوضح حقيقة آراء الإباضية كما جاءت في مصادرهم لا زيادة فيها ولا نقصان , وإن الأمانة العلمية تفرض علينا أن نبين الأخطاء التي وقع فيها بعض الكتاب المسلمين والمستشرقين بعيدين عن التحيز والذاتية , ونتقيد بالروح العلمية التي تحاول تمحيص الوقائع وتقتضي نزاهة هي ألزم لوازم روح البحث العلمي كما هو معلوم عند الدارسين جميعا .

الخاتمة :

قيل عن الإباضية :

* " وكل من يتهم الإباضية بالزيغ والضلال , فهو ممن فرقوا دينهم , وكانوا شيعا , ومن الظالمين الجهال , جمع الله ما فرقوا ورتق ما فتقوا , ومزق شمل أعوان المستعمرين , والله محيط بالكافرين " .
خلاصة الرسائل في ترتيب المسائل طبعة 1356هـ
عضو المجمع العلمي العربي
عز الدين التنوخي

* " وإذا كان الأباضيون أصحاب أمجاد في الماضي , فلا زالوا كذاك في عصرنا الحاضر " .
إسلام بلا مذاهب
مصطفى الشكعة

* " ومن كل هذا يتبين . اعتدالهم وإنصافهم لمخالفيهم " .
كتاب المذاهب المذاهب الإسلامية
محمد أحمد أبو زهرة

* " قول ابن أباض أقرب الأقاويل إلى السنة " .
الكامل
المبرد

* " ورجال الإباضية يضرب بهم المثل في التقوى والصلاح والزهد "
تاريخ فلسفة الإسلام في القارة الأفريقية
يحي هويدي

هذا ما وفقني به ربي لأكتبه وكلما كتبت في موضوع رأيت موضوع متعلق به وذو أهمية مثله وما كتبت سوى مقدمة سريعة وبسيطة عن مذهب أتهم في سيرته وأتهم في أصوله وفي تسميته وقد تركت الكثير من المواضيع والكثير من الردود والكثير من القضايا لم أطرحها لأنها بعيدة عن موضوع بحثي هذا .

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد بن عبدالله الرسول الأمين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين .


المراجع :

1) الإباضية بين الفرق الإسلامية عند كتاب المقالات في القديم والحديث , علي يحي معمر , دار الحكمة , لندن ـ بريطانيا , الطبعة الرابعة , 1422هـ ـ 2001مـ .
2) الإباضية في ميدان الحق , ناصر بن مطر بن سعيد المسقري , مكتبة وتسجيلات الهلال الإسلامية , الرستاق ـ سلطنة عمان ,الطبعة الأولى , 1420هـ ـ 1999مـ .
3) دراسات إسلامية في الأصول الإباضية , بكير بن سعيد أعوشت , الطبعة الثالثة .
4) مكانة الإباضية في الحضارة الإسلامية , محمد صالح ناصر , الحلقة الأولى , الطبعة الأولى , 1413هـ ـ 1992.
5) مكانة الإباضية في الحضارة الإسلامية , محمد صالح ناصر , الحلقة الثانية , الطبعة الأولى , 1413هـ ـ 1992

الإباضية وادي سوف

إباضيون سوافة... وستة قرون من العطاء الإباضي في سوف

Icon 09

لم أكن أعرف لماذا كلما صادفني أحد مشايخ الإباضية يكبر في ناظري وسرعان ما أشعر وكأنّ شيئا ما يجذبني إليه، فأكاد أقبل عليه مصافحا مسلّما ومستبشرا به، وكأنني أعرفه من زمن بعيد .. مازالت هذه الظاهرة تكبر معي وتلازمني بكل ما فيها من براءة وتلقائية، حتى أدركت أن هؤلاء السادة الكرام هم أجدادي وأهلي، لذلك كان ينتابني هذا الشعور تجاههم...

فهم الذين نزلوا في منطقة (سوف) ذات يوم وظلوا بها ستة قرون كاملة نشروا خلالها العلوم والمعارف، وكان عشرات من كبار الفقهاء السوافة  لكنهم إباضيّو المذهب كما سنرى..إباضيون سوافة وستة قرون من العطاء الإباضي في سوف

سنة 1980 كنت في الخدمة الوطنية بمدينة ورقلة، لم أكن أعرف لماذا أتوجّه مباشرة إلى مسجد "لالة عزة" لأصلي العصر وأنا أرتدي البدلة العسكرية، فأقبل نحوي وقتها احد الشيوخ وأظنه المؤذن ومنحني "قدوارة" زرقاء، كانت معلقة في مسمار بإحدى السواري الضخمة لهذا المسجد العريق، فأرتديها لأصلي العصر مع القوم.. ومضت الأيام تتدحرج والسنون تتوالى، وخلال 2005 ـ 2008  كثر ترددي على ورقلة، وأضطرّ في غالب الأوقات إلى المبيت فيها، فكنت أتوجّه أيضا مباشرة ودون سبق إصرار أو أية نيّة أخرى إلى مسجد لالة عزّة، حيث صليت الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وذات مرة صادفت زيارتي يوما من أيام الصيف الحار، فصلينا في السطح الذي يقع فوق المسجد، وهو سطح، الهواء فيه طلق، مكان يجد فيه المتعبّد حلاوة الركون إلى الله ويستشعر فيه قداسة المكان ووقار أهل الدار..

هناك ملاحظة فقط وقفت عندها مطوّلا ولم استطع فهمها سوى هذه الأيام من خلال مراسلة الأستاذ الفاضل سليمان بومعقل عن مسجد لالة عزة.. فخلال 2005 عندما زرت المسجد بعد غياب طويل، وجدت جزء مهمّا منه قد تم هدمه وتجديده بطراز عصري، فأعبت على القوم وقتها هدم مسجد عريق كهذا، وقلت لو أنهم رمّموه لكان أفضل..ورسخ في بالي أن الجزء المتبقي منه سيكون له نفس المصير، فلم يكن بوسعي نقل الملاحظة إلى أصحاب المسجد وانا مجرّد عابر سبيل.. حتى أشار إلى ذلك الأخ سليمان بومعقل في مقاله عندما اعتبر الهدم خطأ قائلا بصريح العبارة : " علما أنه هُدّم هذا المحراب و القبة مع الصفين الأولين للتوسعة والتجديد سنة 1991، و هو خطأ في حقّ التراث المعماري. محاولة لبعث المحراب والقبة الأصليين، اتّخذ في البناء الجديد ما يشبههما."

سوف ظلت لستة قرون محسوبة على التاريخ الإباضي:

هذا الموضوع بدأ يستقطب اهتمام مجموعة من الدارسين المحليين هنا بالوادي، والبحث الذي سنعتمد عليه اليوم في تقديم نبذة عن حياة الإباضية في سوف، عنوانه: "سوف في المصادر الإباضية" للأستاذ نصر الدين وهابي، معهد الآداب واللغات، المركز الجامعي بالوادي، عثرنا عليه في كتاب من إصدارات الجمعية الثقافية للمركز الثقافي محمد ياجور بقمارـ طبعة 2008. وهو البحث الذي اتسم بالموضوعية في عرض الشواهد التاريخية.. وقبل ذلك نشير أنه في الوقت الحالي يوجد عائلة واحدة بالوادي من أصول إباضية لا يزال بعض شيوخها أحياء، حتى انه حسب ما قيل لي أن بني عمومتهم قد جاءوهم خصيصا من غرداية ليمكنوهم من إرثهم المترتب لهم بعد وفاة المورّث في منطقة ميزاب..

يقول صاحب البحث المذكور في شرح كلمة (سوف) حسبما ورد في كتب السادة الإباضية ما يلي: "تتوفر كتب التاريخ الإباضية على قدر هائل من المادة التي تعني( سوف) لسبب بسيط جدا هو أن هذا الإقليم كان لقرون عديدة موطنا إباضيا بدرجة مهمة، ملأ هذا المذهب أرجاءه كما ملأ كل الأقاليم المحيطة به... وذلك من أوائل القرن الثاني الهجري إلى القرن التاسع الذي انحسرت فيه الإباضية وتراجعت لتستقر في وادي ميزاب..ومن ثم فإن (سوف) لستة قرون تقريبا محسوبة على التاريخ الإباضي وهو المسئول عنها والمطالب بأخبارها.."

ويضيف الباحث: "سوف محوّلة من(أسوف)، فالمصادر الإباضية تصرّ على أنها(أسوف) وليست سوف، كما تذكر أريغ وليست ريغ..".

ويضيف الباحث متحدثا عن التواجد الإباضي في سوف، فيقول : "سوف تعرفت على الإباضية منذ القرن الأول الهجري عند تأسيس الدولة الرستمية، بل أن ثمة من القرائن المثبوتة في المصادر الإباضية ما قد يفهم معه أن سوف عرفت الإباضية قبل تأسيس هذه الدولة وأن المذهب الإباضي سبق الدولة الرستمية.."

أسماء بعض أعلام الإباضية السوافة

يجب أن يعلم الجيل الجديد بأن الإباضيين هم أجدادنا وآباؤنا، والدليل على ذلك هي هذه القائمة من الفقهاء السوافة الأقحاح ولم يكونوا لا مالكيين لا تجانيين ولا قادريين أو رحمانيين أو حنابلة بل كانوا إباضية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ومن هؤلاء نذكر:

ـ أبو طاهر إسماعيل بن أبي زكريا السوفي ( النصف الثاني من القرن الخامس القرن 11م)، وهو من فقهاء الإباضية وحملة علمهم وله فتاوى كثيرة ومؤلفات عديدة، وكان مسكنه في ورجلان.

ـ سارة اللواتية السوفية (النصف الثاني من القرن الخامس الهجري 11م)، ومسكنها سوف، صالحة عابدة، كانت تروي أشعارا بالبربرية، كانت تأوي الشيوخ وتزورهم طلبا للعلم.

ـ عبد الله المنصور النصيري السوفي( القرن الخامس هجري)، من بني منصور بوادي سوف، تذكره المصادر الإباضية مقاتلا لحماد بن بلكين الزيري في حصاره لقصر وغلاتة.

ـ أبو عثمان خليفة بن عمارة السوفي المارغني(أواخر القرن الخمس وبداية القرن السادس الهجريين)، وهو من زواغة بجربة..

وللإباضية علماء درسوا في سوف، منهم: أبو الربيع سليمان بن علي، وأصله من تيمجار في جبال نفوسة بليبيا. وكذلك الربيع بن يخلف الوسلاتي المزاتي النفطي القابسي...

ويذكر الباحث نصر الدين وهابي، أن المصادر الإباضية هي من تكلم على سوف بغزارة في الوقت الذي زهدت عن ذكرها المصادر الأخرى، والسبب في ذلك أنهم كانوا يعدونها محسوبة على مذهب خصم لهم، في حين أن المؤرخين من غير الإباضيين اشتغلوا في التأريخ لمذهب الشيعة تحت قيادة الفاطميين.

أسباب انحسار الاباضية عن سوف

يقول الباحث نصر الدين وهابي في محاضرته المذكورة ما يلي : " والذي خلصت إليه في بحثي عن أسباب إنحسار الإباضية في (سوف) هو إمكان الرجوع بها لسببين هما:

1ـ تحول إباضية سوف في غالبيتهم إلى مذهب النكارية( فرقة منشقة)، والنكارية لا تعني البقاء في المذهب الإباضي في صورة ثانية، إنما تعني الخروج منه والتوجه إلى مذهب السنة (حسب تعبير صاحب البحث)، لذا لم يبق اليوم غير إباضية وهبية(فرقة أخرى منشة أيضا عن المذهب الأم) أما النكار فذابوا مع الأيام في المذاهب الأخرى، وكان مذهب المالكية المرشح الأول للتغلغل في (سوف).

2ـ يعود هذا السبب إلى الصراع المرير بين زناتة الإباضية وقبائل بني هلال العربية التي ستمثلها على مسرح الأحداث في سوف، (طرود) و(عدوان)..

وانحسار المذهب الإباضي عن سوف، صحبته دعايات غالبا ما تحصل بين الأخوة الفرقاء، كتلك التهم التي ألصقت بالمذهب الإباضي فيما بعد من خلال وصفه بالخارجي او الرافضي.. والحقيقة أن المذهب الإباضي هو براء من كل ذلك براءة الذئب من دم ابن يعقوب، ولكن الفرقاء كما قلنا لا يفتئون ينتحلون التهم ضد بعضهم بغرض الإساءة والانتقام. ومن المغالطات التي يرتكبها بعض الباحثين سامحهم الله إما عمدا أو سهوا أنهم لا يعدون المذهب الإباضي بالمذهب السني، وهذه هي مغالطة أخرى يبدو انه آن الأوان لتصحيحها.

 

----------------------------

المصدر:  جريدة الحوراء الأسبوعية

الإخوة الإسلامية الكاملة في الدولة الرستمية

وكانت الدولة الرستمية دولة الإخوة الإسلامية الكاملة. ق فتحت ذراعها لكل الناس، ورحبت بكل الطوائف، وقصدتها الأجناس من كل أنحاء العالم. وكان فيها اليهود والنصارى، كما كان فيها العجم والعرب والسودانيون والأوروبيون من صقلية وايطاليا والأندلس والجزر الأخرى القريبة من المغرب. وكانوا يتوافدون عليها للتجارة أو للعمل أو للإقامة. كما قصدت الدولة الرستمية كل الطوائف الإسلامية من المشرق فاستوطنتها. وكان فيها الكوفيون والبصريون والمصريون، والخراسانيون وغيرهم. وكانوا جميعا يجدون من الدولة الرستمية الجمهورية العادلة كل اعزار واحترام، وكل عدل ومساواة. لا تفضل البربر أبناء الوطن الأصليين عليهم، ولا تعاملهم كغرباء. أنهم أما يكونوا مسلمين فهم في وطنهم، لان الإسلام قد جعل المسلمين إخوة، وإما أن يكونوا من الأديان الآخرة فهم أهل الذمة؛ على الدولة رعايتهم، وحمايتهم وتعليمهم، والأخذ بأيديهم إلى ما فيه صلاحهم ونجاحهم وسعادتهم.

محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير ج3 ص 298-299

الإقتصاد في عمارة المزابيين

الإقتصاد في عمارة المزابيين

Icon 07

أين يتجلى مبدأ حفظ المال في عمارة المزابيين؟

".. ليست هناك أنواع مختلفة من الدور بل شكل الدار واحد، قد يختلف اتساعا وضيقا تبعا لحاجة كل عائلة على حسب عدد أفرادها، أما العلو فهو واحد والشكل واحد، فليس هناك دار للغني ودار أخرى بشكل آخر للفقير، وهذا يدلنا دلالة صادقة على مدى المساواة التي كانت منتشرة بين السكان، وأول ما يستوقف نظرك في الدور هو الاكتفاء الذاتي في المواد أو سياسة الإمكانيات، فقد اختاروا مادة "تِمشَمْتْ" وهي موجودة، والحجر الصغير وهو موجود ولا يحتاج التقاطه من الجبال أو اقتلاعه عناءً، والجريد والأخشاب من النخيل، وأكثر الأثاث الذي يحتاج في الدار مبنيٌ اقتصادا في الخشب لأنه كان قليلا ونادرا جدا، فيصنعون أبواب الدور والحجرات بخشب النخيل، ولذلك يضيقون الأبواب ويستغنون عنها في المطبخ والمرحاض وما لا ضرورة إليه، ويبنون مرتفعات من الأرض لوضع أمتعتهم والدكاكين للنوم والصلاة.

وكل الدور القديمة التي رأينا والتي لا تزال بقايا منها موجودة تنطق وتعبر تعبيرا صادقا عن مدى ما استعمل الأولون من ذكاء في البناء على بساطته منها مثلا هذه المادة التي يبنون بها فهي لا تتأثر بالحرارة القوية ولا بالبرودة فنجد الدور التي بُنيت بها إلى اليوم باردة في الصيف دافئة في الشتاء، وهو ما يسمى اليوم تكييف الهواء فهذه الدور لا تحتاج إلى تسخين أو تبريد، ثم إن هذه المادة نستطيع أن نبني بها جدرانا صحيحة بحجر صغير وهو موجود بدون عناء، ثم إن تصغير الأبواب يستجيب إلى شيئين أولا: التقليل من حرارة الشمس في الصيف ومن الضوء تبعا لذلك والتخفيف من حدة البرد، ثم ثانياً: الاقتصاد في الخشب الذي كان نادرا أو غالياً.

... ولننظر نكتة أخرى في المساجد القديمة فنرى بالرغم من تقديس الميزابين للمساجد فأبوابها لا تختلف في طولها وعرضها عن أبواب الدور وما ذلك إلا لأنها جعلت لدخول وخروج الرجال لا غير، وإذا كان المسجد كبيرا واحتيج إلى أن يجعل له باب ثاني فإنه يفتح، ولكنه لا يكون عاليا بل عاديا فلا حاجة لأي ارتفاع، فأطول الرجال قامة لا يزيد عن المترين وكل ما زاد عن قدر الحاجة فهو إسراف وتضييع، وقل مثل ذلك في سقوف المساجد فهي لا ترتفع أكثر من خمسة أذرع وذلك أدعى لطقسيتها (limatisationC) ولتقليل النفقات، ثم ننظر إلى الكُوات التي توجد في كل المساجد وحتى في بعض سواريها، وكذا الرفوف، فكلها ذات منفعة لعمار المساجد كوضع النوى أو الأحذية أو تعليق الملابس الخارجية، كل هذه وظائف نستغني فيها عن الالتجاء لجلب الأثاث من الخارج أو صنعه من الخشب الذي كان لا يزال نادرا، وأقل ما يقال في استغلال الأماكن الممكنة للرفوف نقول إنه اقتصاد في المواد التي يبنون بها، وفي عُرف الاقتصاد لا تحتقر القليل، فالبحار تتجمع من القطرات!!

وما قلناه في المساجد نقوله في الدور فهناك كثير من الملاحظات تدلنا دلالة صادقة على التفكير العميق الهادف الذي صحبهم في البناء وكذلك خضوع البناءات لأحد قواعد الهندسة الهيكلية للبناء (Le mécanisme)

فأنت مثلا تراهم يجعلون الأقواس من الجهة الجوفية والجهة الشرقية والقوس الأخير الذي يتصل بالسور لا يجعلون فيه قوسا بل خشبة طويلة وهذه دلالة على أنم يعلمون أن القوس قد يدفع الحائط الخارجي كما يقرره الفنانون الآن (النارق).

والكُوة التي تكون بين قوسين ما مغزاها؟!

إنها أوّلاً تنفع لوضع بعض الأدوات الخطيرة كالمقص والموس والكبريت مما يجب إخفاؤه عن الصبيان، ثم هذا يدلنا على علمهم بالهندسة، فهم متأكدون أن الثقل الذي تحمله الأروقة أو الأقواس ينصب فوق السواري، وبالتالي فإن فتح هذه الكوى بين الأقواس لا يؤثر في صحة البناء ولا يضعفه.

ففي الكوة العليا (أعلى العرصة) تحفظ المواد الخطرة كالموسى والكبريت، وفي الكوة الوسطى والسفلى نوى التمر .. وفي هذا الدليل على تقدير نعم الله تعالى. أما في المساجد فالكوات التي تنتشر في جدران المساجد والمصليات مهيأة لتحفظ المصاحف وترفعها بعيدا عن الأرض."

----------------------------------------- 

(1) الشيخ القرادي؛ رسالة في بعض أعراف وعادات وادي مزاب ص 38-40-41.

 المصدر : nir-osra.org

الاقتصاد في الماء

الاقتصاد في الماء

Icon 09هذه صورة مأخوذة من تربص تعليم الصلاة يظهر فيها المتربصين يتدربون على إسباغ الوضوء بالأباريق.

وجه من أوجوه حضارة مزاب هو الاقتصاد في الماء والعيش وفق آليات حفظ الماء تلك هي أهم مقومات حضارة مزاب التي عمّرت لقرون عديدة وأسهمت في ميلاد وتطور علوم وفنون عريقة في تقسيم المياه وازدهار بلاد الشبكة بالحياة والواحات الغنّاء.

 

 

 

 

 

المصدر : Slimane Hadj

 

التّاجر محمّد بن بكير ابن زكري

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

التّاجر محمّد بن بكير ابن زكري

ولد عام 1869م ببني يزقن.

أخذ العم عن القطب. حلّ بتبسة للتّجار وترك فيها أثرا حسنا. كان عضوا في الجمعية الصديقية وإدارة مدرستها بها.

أنشأ في سنة 1337هـ/1918م مطبعة عربية في العاصمة لطبع تراث الجزائر العلمي والأدبي، ولإنشاء جريدة عربية، وقد دامت المطبعة إلى حوالي 1342هـ/1923م.

أنشأ عام 1338هـ/1920م في العاصمة جريدة (الصّدّيق)، تصدر في يوم الإثنين، وكان التّاجر مديرها، ورأس تحريرها عمر بن قدور، فالمولود بن محمّد الزريبي. استمرّت الجريدة سنتين وصدر منها أربعة وخمسون عددا.

حاول عام 1921 إنشاء أوّل حركة مغاربية، تهدف إلى استقلال الجزائر والمغرب وتونس، فكوّن لذلك (الجمعية الاقتصادية)، لرفع المستوى المادّي للأهالي المغاربة.

رفض الوالي العام منحه رخصة لفتح دار للتّدريس ببني يزقن في سنة 1922م.

ثمّ أنشأ مدرسة قرآنية عصرية في وارجلان في أوّل الثّلاثينات، وتولّى التّعليم فيها. كما سعى لاستصلاح بعض الأراضي الفلاحية البور.

ألّف عام 1934 رسالة في أسباب تقهقر المسلمين سمّاها (الدّين الخالص).

توفّي في آخر الثّلاثينات.111111

التاريخ أمانة ضاعت بين أيدينا

كلنا يعرف ما للتاريخ من مزايا لاينكرها إلا جاحد والإباضية عموما في المغرب والمشرق ينقصهم التدوين لتاريخهم من القديم لذلك كانوا عرضة للاتهامات والتنقيص من قبل المذاهب الأخرى ولابأس من عرض سريع للكتب التاريخية التي دونت في تبين المذهب الإباضي ورجالاته ولعل هذا العرض يوقد في قلوبنا الإحساس للنهوض بهذه المهمة النبيلة حتى يتعرف من يجهلنا على تراثنا ومجدنا ولعلنا نكون بذلك عبرة لمن أراد الاعتبار وذكرى لمن رام الاذكار وكلامنا ينصب على إباضية المغرب .

تأسست الدولة الرستمية وعاشت ما قدر الله لها أن تعيش فكانت مصدر إشعاع ونور حتى سميت ببغداد المغرب برز فيها الفقهاء والقضاة والأدباء والفرسان ولم يبرز فيها من المؤرخين إلا قليل وأشهرهم المؤرخ ابن الصغير الذي اختلف في نسبته فمنهم من يقول أنه إباضي ومنهم من يقول أنه مالكي ترك لنا تاريخا حافلا بالبطولات ولولاه لكانت أخبار الرستميين في خبر كان ومن المؤرخين من يقول جل المؤلفات أحرقت في مكتبة المعصومة وحرقها لايكون لنا عذرا لأننا لانعرف بالضبط هل كان فيها كتب تاريخية أو بالأحرى هل حقيقة أحرقت هذه المكتبة ولامرجح ثم دل على الحقيقة صار كتاب ابن الصغير مرجعا لتاريخ الدولة الرستمية بعد انقراضها وهو موجود إلى يومنا هذا وقد كتب كثير من المؤرخين من غير الإباضية عن هذه الدولة وهم بعيدون عنها بخلاف ابن الصغير الذي عاش فيها أيام ازدهارها وفي القرن الرابع على ما أذكر ألف كتاب بعنوان سير الأئمة وأخبارهم للشيخ أبي زكرياء ولم ير نور الطباعة إلى أواسط السبعينييات وفي القرن السابع ظهر مؤلف بعنوان طبقات المشائخ بالمغرب للشيخ أحمد بن سعيد الدرجيني يركز على رجالات المذهب ولم يرنور الطباعة إلى أواخر السبعينيات كذلك ثم بعده كتاب الجواهر المنتقاة لما أخل به كتاب الطبقات للبرادي مطبوع طباعة حجرية وبعده في القرن التاسع كتاب سير المشائخ للبدر الشماخي طبع طباعة حجرية وأخرى عمانية مليئة بالأخطاء وقد حققه الشيخ عمر عبد الرحمن اليسجني تحقيقا علميا وفي القرن التاسع عشرألف الشيخ سليمان الباروني كتابه الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية طبع منه جزء وضاع الآخر وفي القرن العشرين ألف الشيخ أبو اليقظان ملحقا للسير في ثلاثة أجزاء ولايزال مخطوطا وقد قيض الله في نفس القرن بليبيا الشيخ علي يحي امعمر مجددا لتاريخ الإباضية فألف كتابه المشهور الإباضية في موكب التاريخ في أربع حلقات وغيره من الكتب وفي زمانه برز مؤرخ قدير

في الوادي ببريان هو الشيخ محمد علي دبوز فألف كتابه الكبير تاريخ المغرب العربي الكبير وكتابه النهضة الحديثة وكتابه أعلام الإصلاح سجل لنا كل ما عايشه من أحداث وترجم لكل الشخصيات الإصلاحية بدون استثناء فلو كتب لنا كتابا بعنوان أعلام الإباضية بوادي ميزاب لكان أحسن عملا فاعتزازه بالحركة الإصلاحية جعله يتفانى في خدمتها بكل ما أوتيه من قوة والله لا يضيع أجر من أحسن عملا ومؤخرا صدر عن جمعية التراث مؤلف في أربع مجلدات بعنوان معجم أعلام الإباضية بالمغرب حوى بين دفتيه معظم أسماء أعلام الإباضية وفيه إغفال لكثير من الشخصيات ولا أدري هل عن نسيان أم عن تناسي هذه هي المراجع المعتمدة عندنا باختصار بغض النظر عن المضمون وهناك مؤلفات مستقلة عن بعض الشخصيات وعن مواضيع محدودة كتاريخ حلقة العزابة مثلا أو تاريخ منطقة ما منها ما طبع ومنها ماهو مخطوط إلى الآن وهذه المؤلفات في ليبيا وتونس ووادي ميزاب منها مؤلفات الشيخ سالم بن يعقوب الجربي توفاه الله والشيخ فرحات الجعبيري معاصرين ومنها مؤلفات الدكتور عمرو النامي والأستاذ مصطفى المصراتي معاصرين ومنها مؤلفات الدكتور محمد ناصر والدكتور بحاز إبراهيم معاصرين والأستاذ حمو عيسى النورى توفاه الله ومن المؤرخين القدامى من عهد الشيخ عبد العزيز الثميني - ولا يعني أنه لا يوجد قبله مؤرخون - تلميذه الشيخ إبراهيم بن بيحمان والشيخ حمو بن يوسف عدون والشيخ القطب أطفيش والشيخ أبو اليقظان والشيخ أبو إسحاق أطفيش والشيخ إبراهيم بن بنوح متياز والشيخ عبد الرحمن بن عمر بكلي العطفي والشيخ عمر بن يوسف عبد الرحمن اليسجني والحاج إبراهيم بن صالح أوجانة كل هؤلاء وغيرهم من المغمورين لهم كتابات تاريخية في مواضيع مختلفة وخاصة الشيخ عمر عبد الرحمن فقد ترك من المخطوط ما أعيا به من بعده في مواضيع تاريخية متعددة كما أسلفنا ومن المشائخ الذين بقوا على قيد الحياة ونستطيع الاعتماد عليهم فيتسجيل كثير من الأحداث التاريخية الشيخ ناصر المرموري والشيخ حمو فخار وهناك بعض الأشخاص كالأستاذ عبد الرحمن حواش وبعض الجمعيات كجمعية أبي إسحاق أطفيش يسعون لحصر الوثائق التاريخية من جميع الجوانب وخاصة ماله علاقة بالإباضية والميزابيين والتسجيل بآلات التسجيل مع بعض الشخصيات العلمية والاقتصادية والسياسية وهذا كله قد مضى وولى فماهو عملنا اليوم تجاه التأريخ فكم من أحداث وقعت على مستوى الوادي لم تسجل وكم من شخصيات توفيت لم يترجم لها وكم من مخطوطات قديمة في رفوف المكتبات تنتظر منا التحقيق والطباعة.
مالذي جعلنا نتقاعس عن هذا الواجب هل كثرة الواجبات الأخرى ؟؟؟ أم كثرة الأعراس والسهرات الفارغة ؟؟؟ من الذي ننتظره ليخدم تراثنا ألا نخشى العاقبة ماذا نترك لأولادنا وأحفادنا وبما ذا نبين صحة مذهبنا وطريقتنا لغيرنا كفانا من تشييد ديار العشائر وبناء المساجد المتعددة وزخرفتها وكفانا من كثرة الإسراف في الولائم والمآتم وغيرهما على الشباب أن يحسسوا أولي الأمر وعلى أولي الأمر أن ينتبهوا ويتخذوا حلولا لهذه المخالفات ميدانيا لافي المنابر والكتيبات لعل الله يغير بنا من حال إلى حال .

كتبه : أبي إسماعيل أحمد بن سعيد النشاشبي

المصدر : tizafri.com

التجارة 03

الحياة الاقتصادية العهد الثّالث 

كانت تتمّ في سوق البلدة، حيث يتبادل أهلها مع قوافل البدو منتوجاتهم. فكان الأوّلون يقدّمون المنسوجات التي صنعتها أيدي المزابيات و الفائض من محصول التّمور، مقابل الصّوف والسمن وغير ذلك من خيرات البادية. يظهر من هذا أنّ اقتصاد المنطقة كان يتعاون على حمله كلا الجنسين. فبينما يظلّ الرّجل في بستانه مكابدا لقساوة الطّبيعة وصادًّا لغارات البدو، كانت المرأة في منزلها تغزل وتنسج، علاوة على قيامها بشؤون البيت المعروفة.

كان الإنتاج السّنوي في مزاب من ملابس الصّوفية في القرن التّاسع عشر يقدّر بسبعين ألف قطعة، وكان آنذاك حوالي سبعة آلاف امرأة تشتغل في النّساجة بالبيت، وكان يدخل إلى مزاب سنويا ثلاثون ألف جزة صوف[1].

إنّ الوافدين من الإباضية على بلاد الشّبكة عبر القرون، اختاروا المنطقة لبعدها عن طرق القوافل التّجارية المعروفة آنذاك، حرصا منهم على اعتزال الحركات التّجارية وما تؤدّي إليه من الرّفاهية وجلب الطّامعين.

إلاّ أنّ القوافل التّجارية لم تلبث أن حوّلت مسالكها، فأصبح مزاب محطا لها، وهمزة وصل بين الشّمال و الجنوب وبين الشّرق والغرب. وممّا ساعد على ذلك أفل نجم سدارته، بخرابها عام 1274،ثمّ خراب تَمَنْطِيطْ عام 1492م.

في القرن الثّامن عشر الميلادي كانت القوافل المارّة على غرداية تحمل إلى الشّمال التّمور والملح والعاج و الذّهب والجنود والأقمشة وريش النّعم، وإلى الجنوب الحبوب والزّيت و السكّر و النّحاس ومنتوجات مصنوعة بالتّل وأوروبا.

ظلّت غرداية قرونا مرحلة في التّبادل بين التّل والسّودان، كما كانت مرحلة في التّبادل التّجاري بين قوراره وتوات غربا ومنطقة وارجلان شرقا.

بهذا نصل إلى القول بأنّ التّجارة ليست سبب إنشاء مدن وادي مزاب، لكنّها ساهمت في تنميتها اقتصاديا واجتماعيا.

يبدو أنّ تزايد السكّان وضعف مردود الفلاحة أجبرا بني مزاب على التّفكير في مواد أخرى للعيش، يضمنون بها بقاءهم في المنطقة، فأخذوا في الاغتراب إلى مدن التلّ قصد التّجارة. لم نعثر على تاريخ بداية هذا الاغتراب، إلاّ أنّ المؤرّخين يذكرون أنّه كان يوجد في مدينة الجزائر مزابيون في بداية القرن الرّابع عشر الميلادي .

إنّ الفلاحة لا تضمن للمزابي الذي يقتصر نشاطه عليها مستوى معيشيا مقبولا. مشكل الرّي وإنهاك التّربة يفرضان حدا للمساحة المزروعة ومدودها هذه الظّروف جعلت من الواحات بؤرا للاغتراب.

كان أهل غرداية يكثر ذهابهم إلى قسنطينة وسطيف وغليزان، وأهل بني يزقن إلى قسنطينة وقالمة وسوق اهراس والبليدة، وأهل العطف إلى الجزائر وقسنطينة، وأهل بونورة إلى الجزائر وتيارت، وأهل مليكة إلى الجزائر وباتنة وخنشلة و السور وبوغار، وأهل بريّان إلى الجزائر وقسنطينة، وأهل القرارة إلى العلمة وباتنة وخنشلة و البليدة، وكان بعض المزابيين يقصد تونس و ليبيا وحتّى الإسكندرية.

أكثر المغتربين إلى تونس من غرداية و القرارة وبني يزقن، يكثر عددهم بالعاصمة وفي جربة. أمّا في غيرهما فنجد مثلا في 1867م تسع عائلات مزابية في سوسة.

في الجزائر العاصمة أحصي عام 1838م،629مزابيا، ارتفع عددهم حتىّ بلغ عام 1846م،2233، في حين أن العدد الإجمالي للمزابيين المغتربين في تلك السنة بلغ3.036، بعد ذلك سقط عددهم في العاصمة حتىّ بلغ عام 1850، 861، ثم عاد إلى الارتفاع ليصل عام 1856، 1449مزابيا.

نجد في إحصاء نوفمبر 1852م أنّ عدد المزابيين في سكيكدة بجاية سبعة وخمسون، عددهم في سوق أهراس عشرة، وفي المدية 364.

وفي سنة 1858م، أحصي في الشرق الجزائري 351مزابيا، 153منهم بمدينة قسنطينة.

أهل العطف كانت تجارتهم في اللّحوم و البقول، وأهل غرداية وبني يزقن في الأقمشة والألبسة، وأهل بونورة في الفحم والخشب والزّيت، وأهل مليكة في الحبوب والتّمور والحمّامات. أمّا أهل برّيان والقرارة فتجارتهم كانت متنوّعة.

إنّ انتقال بني مزاب بين الجنوب والشّمال قصد التّجارة لم يكن شيئا مضمونا ميسورا. فقد كانت فقوافلهم تتعرّض في الطريق لغارات النّهب والسّلب من طرف قطاع الطّرق. لذلك فإنّك تجدهم لا يغامرون بالسّفر إلاّ في قافلات ذات حجم كبير، وكانوا يدفعون للبدو غرامات.

كانت قرى مزاب تدفع غرامات للأرباع ومخاليف الجرب وسعيد عتبه وغيرها لحماية قوافلهم الذّاهبة إلى التّل.

يقول الشّيخ حمو عيسى:«هذا الوضع من الفوضى والاضطراب و قلّة الأمن في الطّريق حمل المزابيين على عقد تحالف دفاعي وتعاوني مع بعض الأعراش من المخاليف والأرباع وأولاد نايل، لحماية القوافل والأموال من قطّاع الطّرق ومن النّهب والسّلب فيما بين الصّحراء والتّل»[2]

في 1050هـ/1640م، عقدت جماعة كبيرة من تجّار قصر البخاري والمدية والبليدة والجزائر سفر رفقة مع نحو ثلاثين من غير المزابيين، أكثرهم من الشعانبة، وفيهم بعض المخادمةوالمذابيح. وبعد نحو مرحلتين من ناحية الجلفة التقوا بجيش، فوجّه أمرا إلى المزابيين فقط بدفع ثلاثمائة ريال وأنواعا من السّلعة عيّنوها، فرفضوا ذلك، فأراد الجيش أن يهاجمهم،فانحازالشعانبة ومن معهم من المخادمة و المذابيح إلى المزابيين،فوقعت معركة انجلت بأحد عشر قتيلا، ففرّ الجيش وترك قتلاه، فدفنهم الغالبون.

إثر ذلك، عقد التجّار المزابيون في 1052هـ/1642م مؤتمرا بالجزائر بباب الواد وقرّروا فيه:

أوّلا-ضم المالكية بمزاب إلى مجموعة الإباضية التجّار بالجزائر في اجتماعاتهم.

ثانيا-الإذن لهم بدفن أمواتهم في مقبرة سيدي بَنُّورْ.

ثالثا-عقد رفقاتالسّفر معهم من مزاب إلى الجزائر،ومن الجزائر إلى مزاب.

رابعا- التّعاون من الطّرفين في جميع المهمّات، كإعانة كلّ ضعيف بما يمونه ويبلّغه إلى وطنه.

خامسا- التّحالف ضدّ كلّ عدو يحارب الجزائر ويهاجمها.

سادسا- التّعاون على كلّ ما يحتاج إليه مزاب ممّا يرتبط بالجزائر سياسيا أو اقتصاديا.

إنّ في مقبرة سيدي بنّوركثيرا من مالكية مزاب دفنوا فيها منذ ستين وألف هجري[3].

يوجد مخطوط بخط الشّيخ الحاج إبراهيم بن بيحمان، باسم ممثّلي جموع بني مزاب في مجلس عمّي سعيد، يشكون فيه من قبيلة أولاد صالح في جبال الشفة التي تتعرّض للقوافل الذاهب إلى الجزائر أو العائدة منها إلى مزاب[4].

ومن ذلك، الهجوم الذي تعرّضت له قافلة بني مزاب المتوجّهة إلى التّل في جوليت 1850م

قرب تَاجْمُوتْ. وقد توسّط الآغا جلول، آغا السوقر، فأرجع المغيرون لبني مزاب1150 كسوة وتسعة عشر بعيرا وبغلا واحدا وعشر بندقيات ومسدّسا وقارابيلة وسبع مظلات. وقد احتفظوا على 760كسوة وثلاث بندقيات وأربعين غرارة تمرا وثلاث عشرة مظلة ومائتي بوجو.

من جهة أخرى، فإنّ التجّار المزابيين وغيرهم كانوا يدفعون ضربة جمركية لبايلكالتيطري عند خروج قوافلهم من المدية، حدّدت بمحبوب واحد على حمولة كلّ بعير، ونصف سلطاني على حمولة كلّ بغل، وبوجو واحد على حمولة على كلّ حمار[5].

وقدّر عام 1867م المحبوب بـ4.05فرنك فرنسي ونصف سلطاني بـ2.75 فرنك والبوجوبـ 1.80فرنك.

صورة ناذرة جدا لقافلة تتجه نحو قصر تغردايت سنة 1891 من أرشيف ماوراء البحار بإيكس أون بروفانس بفرنسا

كانت منطقة مزاب ملتقى القوافل التجارية و همزة وصل بين التل و الصحراء الكبرى و بلاد السودان ( إفريقيا الغربية خاصة )، حيث لعب التجار المزابيون دورا مهما في تبادل السلع بين الشمال و الجنوب الكبير، إذ كانوا يقومون بجلب الحبوب والمنتجات الأوربية المتمثلة في الأقمشة القطنية و البقول و السكر و القهوة و الشموع و الصابون و الحديد و الفولاذ من التل و يحملون إلى الشمال السلع التي يأتون بها من الصحراء و بلاد السودان و المتمثلة في الملح و العاج و الذهب و الجلود و الأقمشة و ريش النعم و العبيد ، إضافة إلى منتجاتهم المحلية المتمثلة في المنسوجات الصوفية و مسحوق البارود و التمور التي يجلبون كميات كبيرة منها من منطقة توات و قورارة ووارجلان التي يملكون فيها أكثر من عشر مجموع نخيلها زيادة إلى ما كانت تجود واحاتهم من فائض في الانتاج ؛ وبفضل كثافة نشاطهم بين الشمال و الجنوب و امتداده إلى أقاليم تونس و المغرب وتمركزهم في جل مدن التل، استحوذوا على جل العمليات التجارية في منطقة الصحراء الكبرى لفترة طويلة و حوّلوا مزاب إلى أهم و أكبر سوق تجارية فيها، رغم الظروف الأمنية الصعبة وغارات قطاع الطرق على قوافلهم؛
والعديد من المصادر الفرنسية القديمة أكدت ذلك، فمثلا ورد في تقرير صادرعام 1884 عن رئيس المكتب العربي الفرعي بالجزائر ما يلي :(6)


« Au moment de notre conquête de l’Algérie, le M’zab avait à peu près le monopole du commerce du Soudan et du Sahara ; c’est là qu’arrivaient toutes les caravanes d’In Salah et la plupart de celles du Gourara et de Ghadamès »
« Le M’zab est le grand marché de tout l’extrême Sud, c’est là que vont s’échanger les produits du Tell et ceux de l’industrie européenne, contre les produit du Sahara »

 

 

 


[1]_A . COYNE : le M’Zab , 24 .

[2]_دور المزابيين، الجزء الأوّل، 58.

[3]_إبراهيم مطياز: تاريخ مزاب، 153.

[4]_إبراهيم طلاي: مزاب بلد كفاح، 45.

[5]_Revue Africaine n° 11 , 213 .

6 bakir bennacer

التجارة في بريان

قد بلغ العدد الإجمالي للمزابيين العاملين في التجارة خارج مزاب في الخمسينات حوالي ستة آلاف. أمّا عدد الدكاكين فكان 1418 دكانا عام 1953، وكان يملك منها أهل بريان 160 دكانا.

إن وادي مزاب بلد قفر، لايسد كل حاجيات السكان الغذائية وغيرها فعلّمهم المغامرة والهجرة إلى الشمال للتجارة، فخاض أهل بريان ميادينها وبرعوا فيها، وكان فيهم من تأثر بالحضارة المعاصرة ففتحوا متاجر هنا وهناك وعمروها، ونافسوا اليهود والفرنسيين، فتجد في متاجرهم النظام والنظافة والذوق الجميل في رصف البضائع، مع الأمانة التامة في المعاملة والنشاط، فجنوا أموالا استثمروها في بلدهم بريان فبنوا مساكن لهم كما بنواالمساجد والمدارس القرآنية بالتبرعات في الجوانب الأخرى فاستفاد منها المجتمع فائدة كبيرة[1].

 

إحصاء المنازل والنخيل ودكاكين التجارة يوم 03جانفي 1863م([1]):

عدد المنازل

عدد النخيل

عدد الدكاكين

240

18000

05

 

فرضت ضريبة الخراج سنويا على كل منزل 05فرنكات وعلى كل نخلة 0.15فرنك وعلى كل دكان 20فرنك فأصبح الخراج كالآتي:

ضريبة المنازل

ضريبة النخيل

ضريبة الدكاكين

المجموع

1200فرنك

2700فرنك

100فرنك

4000فرنك


)-يوسف بن بكير الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، ص 131.                                                      [1](

[1] بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص128

 

التسمية الصحيحة لقرى واد مزاب

التسمية الصحيحة لقرى واد مزاب(01)

c 7

.. رأيت أن أضيف هذا الملحق الموجز، حول تسمية مدن وقرى وادي مزاب لما رأيت من اتخاذ بعض المغرضين التسميات المحرفة سببا وأداة لسب وشتم أهل القرى، وردد هذه التسميات من لا يعرف حقيقة الأمر فأصبحت في زمرة المسلمات.

ورأيت أن أضع التسميات المحققة على شكل جدول حتى يسهل فهمها، والرجوع إليها. وحاولت في ذلك أن أختصر دون أن أتعرض إلى الأدلة والمصادر وأوجه التسمية لكل قرية، وإنما اخترت الوجه الذي اقتنعت به والله الموفق لمعرفة الحقيقة واتباعها.

1. اِغْزَرْ اَوغْلَانْ:

اِغزر: كلة أمازيغية تعني مجرى الوادي.

أغلان: المنطقة المنخفضة ذات الشكل المقعر، قاحلة وذات مناخ صحراوي تخص هذه التسمية كلا من: تغردايت، آت يسجن، آت ملیشت، تجنینت، آت بنور، التي تقع على طرفي وادي مزاب، وألحقت بها كل من آت ابرقان واقرارن لأنها تشبه إلى حد بعيد القرى المذكورة وتشاطرها التاريخ والعادات واللغة.

2. تَغَرْدَایْتْ:

تغردایت: هي القطعة المستصلحة الواقعة على حافة الوادي، وعممت لتشمل جميع قرى الوادي والأصل إطلاقها على مدينة تغردایت.

ملاحظات:

توجد منطقة في ضواحي الأوراس تسمى بتغردایت.

يطلق أمازيغ ليبيا على قطعة الأرض المستصلحة الواقعة على حافة الوادي تقردایت.

على من أراد أن يتحقق من تطابق هذه التسمية مع موقع المدينة أن يقف في أعلى آت ملیشت وقت جريان الوادي.

التسميات المحرفة: قرداية، غرداية، غارداية، غارضاية.

3. آتْ يَسْجَنْ:

آت: أصحاب، أو أهل، أو آل...

يسجن: يقول الشيخ اطفيش - رحمه الله (وأما تحريف أو تعريب أصل التسمية ومعناها يزقن... ففي أعمال قسنطينة قوم يسمون أولاد يسقن –بالزاي أو السين- جاءت طائفة منهم إلى هذه القرية فنسبت إليهم...)

ملاحظات:

الرواية التي أوردها المؤلف رحمه الله قد تكون صحيحة وإنما هي من قبيل إيجاد استعمال ثان لعلَم موجود، والأصل آت يسجن وأما أصحاب النصف بالأمازيغية: آت وسجن والكلمتان متقاربتان من حيث السماع ولذا وقع الخلط بينها.

توجد قبيلة اسقنية في منطقة عين مليلة حاليا.

وتوجد قبيلة أخرى تدعى اسجن في منطقة القبائل الصغرى في موضع يقع جنوب غرب بجاية على بعد 30 كلم.

التسميات المحرفة: بني يزقن، بني يسجن، وابن واسکن....

4. آتْمْلِيشْتْ:

مليشت: مأخوذة من مليكش وهي قبيلة أمازيغية كبيرة منتشرة في عدة مناطق، مثل القبائل الصغرى في أقبو، وفي شمال الأوراس، كما نجدها في ذراع الميزان.

ملاحظات:

توجد عشيرة علوان في نواحي مدينة تيزي وزو وغير بعيد عنها (حوالي 15 كلم) توجد عشيرة آیت ملیکش.

مع الملاحظة أن آت علوان عشيرة كبيرة تقطن في آتمليشت -القرية-

التسميات المحرفة: مليكة العليا، مليكة السفلى.....

5. تَجْنِینْتْ:

تجنینت: مأخوذة من تقنيوت ثم تحولت إلى تقنينت ثم إلى تجنینت، ونجد في القبائل ((آقني))، دلالة على أصل التسمية ومعناها الأرض أو المنطقة المرتفعة بالنسبة إلى محيطها (هضبة صغيرة) وهو ما يطابق واقع المنطقة.

التسمية المحرفة: العطف أصلها عطاف وهي مأخوذة من آیت عطاف، اسم لقبيلة أمازيغية تقطن منطقة القبائل الكبرى، كما توجد نایت عطاف في منطقة ذراع بن خدة.

6. اِقْرَارَنْ:

تقرار: يعني السهل الصغير المقعر أو المنخفض المغضّر أي مزروع - وهو ما يوافق طبيعة المنطقة-

التسميات المحرفة: القرارة، لقرارة.....

7. آتْ بُنُورْ:

بنور: اسم لقبيلة أمازيغية، فنجد مثلا عشيرة كبيرة بتبلاط بين الخروب وعين البيضاء تسمى ببنور.

ملاحظات: التسميات المحرفة: بنورة، نورة...

8. آتْ اِبَرْقَانْ:

برقن: يطلقها أمازيغ جبل نفوسة على الخيمة التي يستعملها البدو، ويجمعونها على ابرقان، وأما عند قبائل غات فأبرقن هي الخيمة المصنوعة من الشعر.

ونجد في التاريخ أن أهل هذه المنطقة اشتهروا في القديم بصناعة مثل هذه الخيم فنسبوا إليها.

ملاحظة: التسميات المحرفة: بریان، بیریان.

أسماء مدن سهل واد مزاب وتاريخها

من تقديم الباحث: حواش عبد الرحمن بن عيسى -رحمه الله-

 

 

أصل تسمية قصور مزاب السبع

ربما لم تسمعوا بهذا الإسم من قبل ، و أنا أعذركم ، لأن هذه هي نتيجة التعتيم و التحريف الثقافي و التاريخي ، فبينما راح البعض يبحث في معنى كلمة غارداية ، تاه الآخرون و هم ينقبون في كلمة غرداية ، و نسي الجميع كلمة : تَـغَـردايت...

ترى ، أخبروني إخواني الجزائريين ، لماذا عندما نبحث في أصل أسماء المدن القبائلية ، نذهب مباشرة إلى اللغة القبائلية و نبحث فيها عن معنى لذلك الاسم أو ذاك ، و لا نقبل لأي لغة أخرى أن تتدخل في هذا الشأن ، نفس الشيء بالنسبة للمدن الشاوية ، و حتى التارقية ، و هذا حق..... ، لكن الأمر مختلف في مْـزاب ، فجميع الباحثين المحليين و الأجانب ، المزابيين أو الغرباء ، ينقبون في لغات أخرى عن معنى : غرداية.... ، و كأنه لا وجود للغة لسكان هذه المنطقة ،....

تخيلوا معي إخواني أننا نحاول البحث عن معنى اسم إحدى مدن حضارة المايا ( أمريكا الوسطى ) ، فرجعنا إلى قواميس اللغة الروسية مثلا في تفسير هذا الإسم ، بدل أن نعتمد على لغة شعوب المايا ، أهذا منطقي ؟

إن التعتيم الثقافي ، و سيطرة من لا علاقة لهم بالمنطقة على المراكز الثقافية و الإعلامية الحساسة في مزاب ، و من جهة أخرى عدم اهتمام السكان الأصليين بلغتهم و ثقافتهم ، و تقبلهم للفكر القومي العروبي ، كل هذا أدى إلى تحريف أسماء مدن المنطقة ، فأصبحت كلمة : تاغـرْدَايْــتْ ، غريبة على مسامع الجزائريين....

طيب ، إذا كانت تغردايتْ ، غريبة عليكم إخواني ، فماذا إذن عن : آت مليشت ، و آت ايزجن ، و آت بونور ، و تاجنينتْ ، و آت ايبرقان ، و إيـقرارن... ؟ ، وهي الأسماء الأصلية للمدن السبعة المزابية...

آه نعم ، أعتقد أنكم اكتشفتم شيئا ، إنها كلمة : آت ، وهي قريبة جدا من اللفظة القبائلية : آيت ! ، و العديد من أسماء المدن القبائلية تبتدئ بهذه اللفظة ! ، يا للمصادفة ! ، كيف حدث ذلك ؟أجيبكم فأقول ، إنه أمر طبيعي جدا ، و بديهي جدا ، مادام كل من الإثنين ينتمي إلى الأمازيغية عرقا ، و مادامت كلتا اللغتين من أصل واحد...

ترى ، لما كل هذا ؟ لماذا تسمى جميع المدن الجزائرية حسب الرأي التاريخي الصحيح ، و الذي يفصل فيه أبناؤها ، إلا هذه المدينة الأصيلة ، التي ما عادت أصيلة في اسمها...

تعالوا إخواني أطلعكم على الحقيقة الغائبة ، التي غيبتها عنكم وسائل الإعلام لعقود ، و غيبتها عنكم ربما حتى مكاتب الإرشاد السياحي...

قبل أن أبدأ دعوني أشرح لكم كلمة : آت ، أو : آيت ، و تعني : آل ، أو : بنو ، أو : أهل ( فإذا ترجمنا مثلا كلمة : بنو هاشم ، إلى الأمازيغية ، فإننا نقرؤها : آت هاشم )

تَغَردايت: الكلمة المزابية الأمازيغية التي تعني : الهضبة الواقعة بجانب الوادي .

آت مْــليــشْــتْ: و أصل مليشت هو كلمة : مليكشْ، و مليكش هي قبيلة أمازيغية أصلها من بلاد القبائل، و توجد إلى اليوم مدينة صغيرة في ولاية بجاية تسمى بني مليكش.

آت ايزجن: إيزجن في اللغة المزابية وكذلك في بقية اللغات الأمازيغية تعني النصف ، و معنى آت ايزجن هو آل النصف، و سميت المدينة بذلك، لأنها حسب أرجح الروايات تقع في منتصف الطريق تماما بين آت بنور وتغردايت، حيث كانت المدن المتقاربة الوحيدة في وادي مزاب.

آت بونور : نسب القصر إلى القبيلة، أو العائلة التي أسسته، وهي آت بونور ،

تَجْنينت: معناها بالمزابية هو المكان المنخفض، أو السهل ، ويسهل الملاحظة أن الطريق من آت بونور إلى تاجنينت هو طريق ينخفض تدريجيا .

آت إيبرڤان (مع نقطة زائدة فوق القاف)، و إيبرڤان كلمة مزابية معناها هو الصوف الوبري، أو الوبر ، و قد كانت قبيلة آت عفافرة -من بين الذين أسسوا القصر- معروفة بصنع المنتوجات الوبرية، فنسبت إليه .

إيڤرارن (مع نقطة فوق القاف)، و إيڤرارن اسم مزابي يطلق على الهضاب البيضوية الصغيرة، و نستطيع بكل بساطة أن نلاحظ وجودها بكثرة عند المدخل الغربي للمدينة وطبعا ، أي مار من الجلفة إلى ورقلة عبر الطريق الجديدة ( طريق مسعد ) ، أو من آت ايبرقان إلى تقرت ، يمر على هذه المدينة.

 

------------------------------------

(01) كتاب مدن جزائرية أقيمت على قصص حب. الشيخ عبد الله بن محمد كنطابلي صفحة 67-71

ملحق تسمية قرى واد مزاب -محمد بن موسى باباعمي-

المصدر /nir-osra.org

التعاون والتطوع الجماعي المتبادل

التعاون والتطوع الجماعي المتبادل(01)

Icon 09

" ..كان من أهم ما يتصدر طلب العيش في تلك الأراضي الجرداء الاشتغال بالزراعة "يقصد بلاد الشبكة ذات الطبيعة الصخرية القاحلة"، فشمروا عن ساق الجد والعمل الدؤوب، وكان الوطن قاحلا يعتمد على ما يفتح الله من أمطار تسيل بها الأودية والشعاب وهي قليلة، فكان لزاما أن يعمدوا لحفر الآبار لسقي ما يزرعون أو يغرسون....

..وكان عملهم في عمارة تلك الأراضي مبنيا على التعاون، وهو التطوع الجماعي المتبادل حسبما رواه بعض كبار الشيوخ من أنه يقع النداء في المسجد: " إن فلان عازم على حفر البئر في المكان الفلاني، فمن كان راغبا فليتفضل، فما على صاحب البئر إلا أن يهيئ ما تيسر من طعام، فيتم في ظرف من الزمن غير طويل في تعاون وحماس، فهذا يحفر وذاك ينقل الحجارة وهذا يبني إلى أن يتم.

كما أنهم عند الحرث والسقي الأول متعاونون، وذلك أن الفلاحين المتجاورين أو الأصدقاء بعد أن يحرث أحدهم أرضه بمحراث تجره دابة من جمل أو حمار أو بغل، يتبادلون التعاون في تسوية الفدادين والسقي الأول (إِسْبِ اَنْيَجْدِي) يوما عند هذا ويوما عند الآخر..."

 

 ----------------------------------------

(01) بحوث ومحاضرات في الدين والحياة- الاقتصاد في وادي ميزاب- للشهيد بالحاج بن عدون قشار. ص 239

المصدر nir-osra.org

التعريف قصر بريان

تعريف بريان من كتاب "بريان تاريخ وحضارة":(1)

تعتبر مدينة بريان من مدن وادي مزاب السبعة وتبعد عن الجزائر العاصمة بنحو 550كلم، يحدها شمالا الأغواط بنحو 150كلم، وجنوبا غرداية بنحو 43كلم، ويبلغ متوسط ارتفاعها على مستوى البحر بـ 550 متر، تبلغ مساحتها  2250 كلم2 (2). وموقعها الفلكي: تقع على خط عرض °32, 51" 20 شمال خط الاستواء وعلى خط طول °1, 27"32 شرق خط غرينتش(3). والتي تأسست عام 1005ه الموافق له 1596م وهي مدينة تزخر بتراث حضاري عريق، وتحيط بها واحات النخيل والبساتين، فهي تقع على مفترق الطرق والأودية كوادي بلوح، ووادي السودان  و المداغ غربا، و وادي أنسا و الزرقي شرقا وعلى هذا فإن المنطقة جلبت إليها السكان منذ القدم فكانت قبلة العديد من الأجناس البشرية البدائية البربرية، فتلك آثارهم تدل عليهم وعلى حضارتهم عبر العصور ابتداء من حضارة الإنسان البدائي البربري الذي عمر المنطقة طويلا منذ القدم.

 

 

تعريف بريان من ديوان حماية سهل ميزاب وترقيته(4)

يقع قصر بريان على بعد 552 كلم جنوب الجزائر العاصمة، و45 كلم شمال مدينة غرداية، بين خط عرض 32° 50 شمالا وخط طول 3° 49 شرق.

يشمل المحيط المصنف كافة القصر وواحته المحيطة به. ويخضع القصر لنفس خصائص ومميزات قصور وادي مزاب، وهو يقاوم إلى اليوم كل أشكال الحداثة والتغيير في نمطه العمراني بفضل ثبات معظم سكانه ووعيهم بالتراث التاريخي وعلاقته بالمحيط.

لقد تأسس القصر سنة 1640م، فوق هضبة صخرية معزولة، وتبلغ مساحته حوالي 27 هكتار. وتتميز منطقتي "بالوح" و"سيدي أمبارك" بوجود محطات لنقوش صخرية ترجع إلى عصر ما قبل التاريخ.

يقوم سد "بالوح" الذي بني سنة 1947 بتزويد الواحة بالمياه وسقيها أثناء سيلان الواد. وتعرف بريان بالصناعة الحرفية التقليدية، وبعلماء بارزين نذكر منهم المؤرخ الشيخ محمد علي دبوز.

لقد تم تصنيف القصر كتراث وطني سنة 1998

---------------------

(1) بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص1.

)[2](- g. laubier: Devloppement de l’hydraulique au M’zab ,)cervice de colonialisation et de l’hydraulique ne : 1494, Alger, le 21 Novembre 1950 . 

([3]) بالحاج بن بنوح معروف: العمارة الإسلامية مساجد مزاب ومصلياته الجنائزية، دار قرطبة، ط1،2007م،ص:63.

(4)  موقع http://www.opvm.dz

التعريف باللّغة المزابية

  اللغة المزابية أمازيغية قربية جدا من القورارية و الشاوية و الشحلية و النفوسية . من خصائصها إمكان الابتداء بالساكن في مثل الكلمات : تْمَارْتْ , تْفَويْتْ , تْوَارْتْ . و من الخطأ استهلال كتابة هذه الكلمات بهمزة , قياسا على العربية التي تشترط الابتداء بالمتحرك .

   و من خصائص اللغة المزابية أيضا اجتماع ساكنين أو أكثر كما في الأمثلة السابقة .

     تختلف المزابية عن العربية بكون تاء التأنيث تتصدّر الاسم المؤنّث : تَبَجْنَ, تَزِيرِي . تِشْلِي . و قد يكون المؤنث في المزابية مختوما كذلك بتاء : تْفَاوْتْ , تَايْزِيوْتْ , تَغَلُّوسْتْ .

   و الملاحظ أنّ المزابية من جملة اللغات التي لا وجود فيها لصيغة التثنية .

   لقد من الله علينا في السنوات الأخيرة بكوكبة من الباحثين المهتمين باللغة المزابية و آدابها وقواعدها, لم يألو جهدا في نفض الغبار عنها و إحياء ما اندثر منها , خاصة عبر إذاعة غرداية الجهوية. وقد عانت هذه اللغة بعد الاستقلال من محاربة الحزب الواحد و النظام الاشتراكي البائد لها, و من تقزيم شأنها من طرف بعض المشايخ, كما عرفت في الخمسينيات من القرن الماضي عقوق بعض    

أبنائها الذي كانوا يسخرون ممّن كان يستعمل ـ مثل النساء ـ كلمات تَزَقَّا , اَدَلِي , أَحْبَا...

     و اللغة المزابية غنية بالأمثال والحكم التي تغنيك عن الكلام الطويل . و في التراث المزابي قصائد شعرية يتغنّى بها في مناسبات التعاون (تْوِيزَا) كوقت درس الحبوب للفلاحين, و وقت نسج الألبسة و الفرش للنسوة و أشعار أخرى خاصة بالأعراس والأعياد.

     و لا ينبغي أن نغفل عن الدور الذي قامت به المرأة في الحفاظ قديما على هذه اللغة قبل أن تكون عرضة للغزو الثقافي المتعدّد المصادر و الوسائل.

---------------------------

المصدر : الهُويَّةُ المِزَابِيَّةُ - أهمُّ عناصِرها و تشكُّلُها عبر التاريخ - تأليف : يوسف بن بكير الحاج سعيد  - المطبعة العربية  1432 هـ / 2011 م

التعريف بقصر آت بنور ⴰⵜ ⴱⵓⵏⵓⵔ

التعريف بقصر آت بنور(1)
ⴰⵜ ⴱⵓⵏⵓⵔ

Icon 07تأسس قصر بنورة في القرن الحادي عشر ميلادي سنة 1048م على قمة التل أين يتقاطع في أسفلها واد ميزاب مع أحد روافده "واد أزويل".في قراءة للتنظيم العمراني، يتضح وجود قصرين اثنين في هذا الموقع. وتتواجد النواة الأولى "القصر القديم" في حالة أنقاض، بينما تم ترميم المسجد وبعض المعالم الدفاعية كالأبراج والسور، ويحتل الجزء المرتفع من التلة، ويتميز بالأزقة الضيقة وصغر المساكن بالنسبة لتلك المنجزة بالأسفل في القرن الثالث عشر.

ويميز الجهة السفلية للقصر استخدام حدود المواقع الصخرية مع الوادي كقاعدة للمساكن المحصنة، مشكلة بذلك جبهة دفاعية حقيقية من الجهة الغربية، بارتفاع يصل إلى 20 مترا. ومن الجهة العلوية تشكل الحصون الدفاعية للقصر القديم الحدود الشرقية للقصر الحالي. ومثل كل قصور وادي ميزاب، تحيط بقصر بنورة مقابر شاسعة، وتحتل مساحات كبيرة، ولها مكانة مهمة في الذاكرة الجماعية. واحتراما لها بقيت هذه الأماكن الفضاءات الوحيدة غير قابلة للبناء، مما حال دون اختناق القصور بالمباني من خلال تأمين محيط خال من أي بناية.

----------------------------

(1) موقع opvm

 

التّعليم الحر الإسلامي

في سنة 1947، فتح الأستاذ إبراهيم بن باعلي لعساكر منزله ببريان لتعليم البنات بالتلقين، فأصدرت إدارة الحكم العسكري أمرها بإيقافه، يوم 13 أفريل 1953، بدعوى أنّه لا رخصة له. فلم يسمع جمعية الفتح إلاّ أن تتبنّى المشروع. لكن التلميذات انتظرن أربع سنوات بعد ذلك، ليسمح لهنّ بالتعلّم بواسطة الكتابة والقراءة(1).

 

هذا إحصاء التعليم الحر العربي يوم 1 أكتوبر 1956:

عدد الأقسام 5  عدد التلاميذ 200

هذا إحصاء التلاميذ في المدرسة الفتح القرآنية يوم 1 جانفي 1960: 468 تلميذا

إحصاء المحاضر عام 1924 (2)

في بريان بها محضرة واحدة   20 تلميذا

 

 ---------

(1)  راجع كتاب تاريخ بني مژاب يوسف الحاج سعيد

(2) - .60, Le Réformisme Ibadhite:GROSSMANN

التعليم الرسمي في بريان

التعليم العام :

إحصاء يوم 01 أكتوبر 1956:  عدد الأقسام 7 وعدد التلاميذ 395 تلميذا

في 11 جويلية 1959، قرّر الوزير المنتدب لدى الوزير الأوّل أنّه ابتداء من فاتح أكتوبر 1958، أضيفت ثلاثة أقسام لمدرسة البنين ببريان (القسمان التاسع والعاشر للبنين، والقسم الحادي عشر للبنات)،

إحصاء عام 1958: البنون 405 والبنات 45 من بينهنّ عشرون مزابية.

إحصاء عام 1959: البنون  420 والبنات 75 من بينهنّ خمسون مزابية.

 -----------------

راجع كتاب تاريخ بني مژاب يوسف الحاج سعيد

التّعليم في وادي مزاب عبر التاريخ

التّعليم في وادي مزاب عبر التاريخ

c 7احصائيات العهد الرابع للتّعليم الحر الإسلامي المحاضر ودور العلم والمدارس القرآنية والتعليم الرسمي الفرنسي ومدارس الآباء البيض

التعليم في الفترة الثانية من 1882م إلى 1912م

التّعليم في الفترة الثالثة من 1912م إلى 1947م

التّعليم في الفترة الأخيرة من 1947م إلى 1962م

التقويم الأـمازيغي عبر التاريخ


احتفلت الشعوب الأمازيغية منذ مئات السنين أو ربما منذ آلاف السنين بالسنة الجديدة في بداية شهر يناير وغالبا في 13 من يناير
.

ولأن الأمازيغ في الشمال الخصب الأخضر المطير كان شعبا فلاحيا مستقرا عكس الأمازيغ الرحل في الصحراء الأمازيغية الكبرى، فقد ارتبطت السنة الأمازيغية الجديدة في الشمال بالفلاحة. وأصبح بعض الباحثين والملاحظين ينعتونها (عن حسن نية) بـ"السنة الفلاحية"، وكأن التقويمات الأخرى في بقية بلدان العالم ليست بتقويمات فلاحية أو دينية.

الحقيقة هي أن كل تقويم واحتفال بالسنة الجديدة لدى أي شعب من شعوب العالم يكون دائما مرتبطا بنشاط اقتصادي معيشي أو بأسطورة دينية أو شعبية أو بطقوس دينية معينة. لا وجود لتقويم فقط من أجل التقويم أو سنة فقط من أجل تدوين السنة. هناك دائما سبب اقتصادي أو ديني أو سياسي أو اجتماعي لإقرار تقويم معين أو سنة معينة من طرف دولة أو مملكة أو إمارة أو جمهورية أو قبيلة أو كنيسة أو غير ذلك. إذن كل تقاويم ويوميات وروزنامات العالم إما هي دينية أو اقتصادية فلاحية أو تجارية أو سياسية أو اجتماعية.

العدد 2967 في السنة الأمازيغية (الموافق لعام 2017) هو عدد رمزي لا يجب أن نحمله أكثر مما يحتمل. والشيء المهم هو أن السنة الأمازيغية حقيقة تاريخية احتفل بها الشعب الأمازيغي ضمن نظامه الإقتصادي الفلاحي في أرضه التاريخية، شمال أفريقيا، منذ أزمان قديمة وبشكل مستمر. أما عدد سنوات التقويم الأمازيغي فهو يرمز إلى تاريخ معين يحدده البعض وينتشر بالتعود وقد لا يعجب الكثيرين، ولكنه لا ينقص من عراقة السنة الأمازيغية شيئا. ومن المؤكد أن تاريخ الوجود الأمازيغي في تامازغا أقدم أضعافا مضاعفة من 2967 عاما، مثلما أن تاريخ وجود الأوروبيين في أوروبا أقدم بكثير من 2017 عاما.

وربما سيظهر في المستقبل من يقترح جعل معلمة تاريخية أو أركيولوجية أمازيغية أقدم - كنقطة بداية لحساب تعداد السنوات الأمازيغية بدلا عن تاريخ وصول Cicenq Amezwaru (شيشنق الأول) إلى حكم بلاد القبط في حوالي عام 950 قبل الميلاد. وفي جميع الأحوال يبقى 13 يناير عيدا ثابتا من الناحية التاريخية لثبوت احتفال الشعب الأمازيغي به منذ القديم واستمرار ذلك إلى اليوم.

وقد حدثت العديد من حالات التغيير والتعديل البعدي اللاحق للتقاويم وتاريخ بدء تعداد السنوات. فرجال الدين اليهود مثلا قرروا أن تقويمهم اليهودي (والعام اليهودي الأول) سيبدأ بعام واحد قبل تاريخ خلق العالم (حسب عقيدتهم)، رغم أنه قبل 5000 عام مثلا لم يكن هناك دين يهودي أصلا. فالسنة اليهودية الحالية 5774 أقدم من الديانة اليهودية نفسها والشعب اليهودي نفسه. ورغم ذلك فقد أصبح هذا التعداد اليهودي للسنوات شيئا طبيعيا جاريا به العمل لدى اليهود في العالم دون أي مشكل، لأن عدد السنين رمزي أولا وأخيرا. ويؤمن الكثير من اليهود المتدينين أن عمر الكون يبلغ 5775 عاما فقط.

المثال الآخر هو من إيران. حيث قرر الإيرانيون عام 1925 ميلادي الإنتقال رسميا إلى تطبيق التقويم الشمسي الهجري عوض التقويم القمري الهجري لتفادي المشاكل التي يطرحها التقويم القمري. وقاموا بإحياء أسماء الشهور الفارسية القديمة. وهذا التقويم الشمسي الهجري هو التقويم الرسمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية لحد الآن، وبأسماء الشهور الفارسية القديمة السابقة للإسلام. وتتبنى أفغانستان نفس التقويم الشمسي الهجري بشكل رسمي. وهكذا فالسنة في إيران وأفغانستان هي الآن 1392 هجري شمسي، مقابل 1435 هجري قمري في بقية البلدان المسلمة.

ولعل أشهر تعديل لتقويم رسمي هو التعديل الغريغوري على التقويم الجولياني القديم للسنة الميلادية. وحدث هذا التعديل عام 1582 ميلادي جولياني لتصحيح اختلالات السنة البسيطة والسنة الكبيسة وبقية الأخطاء الناجمة عنها ولتصحيح تاريخ الأعياد المسيحية. ومن المعلوم أن أصل التقويم الميلادي الجولياني (نسبة إلى Julius Caesar)بدأ مع الإمبراطورية الرومانية عام 46 ق.م (أي قبل ظهور المسيحية) وكان تقويما رومانيا صرفا بخلفيات وثنية.

1)التقويم الأمازيغي هل هو أصيل أم دخيل؟

يعمد البعض ممن يضايقهم التقويم الأمازيغي أو السنة الأمازيغية إلى اعتبار التأثير الروماني الأوروبي في التقويم الشمسي الأمازيغي الشمالي (أسماء الشهور الرومانية الممزغة وترتيبها...) نقطة نقص في التقويم الأمازيغي. ويعتبرونه "دليلا" على تبعية التقويم الأمازيغي للتقاويم الأجنبية. وهم ينسون أن جزءا كبيرا من شعوب العالم أخذت أسماء الشهور الشمسية من اللغات الأوروبية حديثا. والعربية نفسها تستخدم أسماء الشهور الشمسية الأوروبية (يناير، فبراير...) أو أسماء الشهور الشمسية السريانية (كانون، شباط، تموز...). وأصبحت الشهور الأوروبية هي الأكثر شيوعا على المستوى العالمي اليوم. ويرى معظم المتخصصين في هذا المجال أن أيام الأسبوع السبعة عادة اخترعها البابليون – السومريون وأخذتها عنهم الحضارات الأخرى. واليوم أيضا أصبح العالم أجمع يتبع هذا النظام الأسبوعي.

ومن المعلوم أن الأمازيغ عبر شمال أفريقيا كانت لديهم أسماء شهورهم الخاصة بهم قبل العصر الروماني والمسيحي والإسلامي، وكانت منتشرة على نطاق واسع عبر العالم الأمازيغي إلى حد أن المؤرخين الأمازيغ في القرون الوسطى (أو العصر الوسيط الإسلامي) تمكنوا من تدوينها وإيصالها إلينا.

كما أن كل أنظمة التقويم في العالم متأثرة ببعضها البعض. فالتقويم الروماني نفسه كان في الأول تقويما قمريا متأثرا بالتقاويم الإغريقية القمرية الأقدم، وكان في البدء يتكون من 10 شهور فقط بدون يناير ولا فبراير. والتقويم اليهودي متأثر بشكل مباشر بالتقويم البابلي الأقدم منه. وأسماء الشهور اليهودية والسريانية (شباط، آذار، نيسان، ايار، تموز، آب، أيلول، تشرين...) هي تقريبا نسخة حرفية من الشهور البابلية / السومرية (من العراق القديم) وليست يهودية ولا عبرية ولا عربية.

ومن المعلوم أن العديد من الشهور البابلية (تموز، آب، أيار،...) المستخدمة في الشرق الأوسط حاليا والأوروبية (يناير، مارس...) هي في الحقيقة أسماء لآلهة بابلية سومرية ورومانية قديمة أو مشتقة منها أو مرتبطة بها بشكل طقوسي أو ديني أو ثقافي. فشهر يناير جاء من اسم الإله الروماني Janus، ومارس جاء من اسم الإله الروماني Mars، وأبريل جاء من اسم الإلهة الإغريقية Aphrodite، وماي جاء من اسم الإلهة الإيطالية Maia.ويونيو جاء من اسم الإلهة الرومانية Juno.أما يوليوز فقد جاء من اسم الإمبراطور الروماني Julius Caesar.والشهر البابلي تموز جاء من اسم الإله البابلي Tammuzأو Dumuzi.وشهر ايار مرتبط باسم الإله Eaالبابلي...إلخ.

2)التقاويم عبر العالم:

-التقاويم البابلية / السومرية: من أقدم التقاويم في العالم وتطورت لأسباب دينية وفلاحية. بعضها قمري فقط وبعضها قمري شمسي مختلط. وكلها منقرضة الإستخدام ولكن توجد دلائل أركيولوجية على استخدامها من طرف البابليين والسومريين والسريان والآشوريين القدامى.

-السنة البابلية السومرية السريانية الآشورية القديمة: دينية، قمرية، ثم شمسية. تبدأ من 4750 ق.م الذي هو التاريخ التقريبي لبدء الحضارة الإنسانية الحديثة في بلاد الرافدين. ونحن الآن في السنة البابلية السومرية السريانية الآشورية رقم 6767. وتبتدئ سنويا في 1 أبريل. ويحتفل بها جزء من السريان والآشوريين حاليا.

-السنة الميلادية الغريغورية الأوروبية السائدة في العالم: رومانية وثنية في الأصل ثم أصبحت مسيحية، شمسية. حاليا هي: 2017.

-السنة الإثيوبية المسيحية: دينية، شمسية. السنة الحالية هي: 2009.

-السنة القبطية المسيحية: شمسية. السنة الحالية: 1733. ويحتفل بها المصريون المسيحيون حاليا.

-السنة الهجرية القمرية الإسلامية: حاليا هي 1438.

-السنة الهجرية الشمسية الإسلامية: التقويم الرسمي لإيران وأفغانستان. حاليا هي: 1395.

-السنة اليهودية: دينية. قمرية شمسية. حاليا هي 5777.

-السنة الصينية: قمرية أو قمرية شمسية. لا ترقم السنوات الصينية بل تعطى لها أسماء.

-السنة الأمازيغية الشمسية الشمالية: فلاحية تاريخيا، وربما كانت ذات طابع ديني ما مرتبط بالأديان الأمازيغية القديمة. أصبحت ذات طابع سياسي وهوياتي قوي مؤخرا. حاليا نحن في السنة الأمازيغية 2967. وحسابها مبني على أن أقدم شخصية أمازيغية معروفة في كتب التاريخ هي شخصية Cicenq Amezwaru (شيشنق الأول)، أو بالإنجليزية: Shoshenq I، الذي هو من أصل أمازيغي ليبي، والذي وصل إلى عرش المملكة القبطية حوالي عام 950 قبل الميلاد، وأسس الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين.

-السنة الكردية: تاريخية، سياسية، شمسية (قديما كانت شمسية – قمرية). حاليا نحن في السنة الكردية 2629. وهي مبنية على تاريخ قيام مملكة الميديين المستقلة في بلاد كردستان وجزء من إيران وتركيا وسوريا. والميديون هم شعب قديم يعتبر جزءا من أجداد الأكراد والإيرانيين الحاليين.

3)الشهور الشمسية الأمازيغية ذات الأصل الروماني أو الأوروبي:

Yennayer أو Yanyur (يناير)

Yebrayer أو Sinyur (فبراير / يبراير)

Mares أو Meɣres أو Krayur (مارس)

Yebrir أو Kuzyur (أبريل)

May أو Semyur (ماي)

Yunyu أو Sedyur (يونيو)

Yulyuz أو Sayur أو izeɣ (يوليوز)

Ɣuct (غوشت) أو Tamyur (غشت)

Cutembir أو Tzayur (شتنبر / شتمبر)

Ktuber أو Mrayur (أكتوبر)

Nwanbir أو Yemrayur (نونبر)

Dujembir أو Duǧember أو Meggyur (دجنبر / دجمبر)

4)الشهور القمرية الأمازيغية الإسلامية الطوارقية:

يستخدم الطوارق في جنوب الجزائر ومالي والنيجر أسماءا أمازيغية للشهور الإسلامية العربية. وبعض الشهور القمرية الطوارقية الإسلامية المستخدمة ظهر في اللغة الأمازيغية الطوارقية مع انتشار الإسلام بينما يرجع أصل بعض الشهور الأخرى إلى التقويم الأمازيغي الطوارقي السابق للإسلام. ويجب الإنتباه إلى أن أسماء الشهور القمرية الأمازيغية الطوارقية الإسلامية ليست ترجمات لمعاني أسماء الشهور العربية الإسلامية، وإنما هي أسماء ذات معاني أخرى ولكن تستخدم كمقابلات أو معادلات للشهور الإسلامية.

Tamessdeq (تامسّدق) أو Tin Dufan : يقابل "محرم" العربي الإسلامي

Tallit Seṭṭeft (تالّيت سطّفت) : يقابل "صَفَر" العربي الإسلامي

Tallit Erɣet (تالّيت ارغت) : ربيع الأول

Awhim Wa Yezzaren : ربيع الثاني

Awhim Wa Yelkamen : جمادى الأولى

Sarat (سارات): جمادى الثانية

Tinamɣarin (تينامغارين) : رجب

Amezzihel (أمزّيهل): شعبان

Tin Oẓom (تين وژوم): رمضان

Tissi (تيسّي): شوال

Tan Ger Madden (تان گر مادّن): ذو القعدة

Tafaski : ذو الحجة

5)الشهور الأمازيغية القديمة ما قبل الإسلام وما قبل الرومان:

تنبيه: طريقة كتابة أسماء هذه الشهور الأمازيغية القديمة هي وفق طريقة النطق الأمازيغي القديم الذي كان سائدا في شمال أفريقيا والذي كان أقرب إلى النطق الطوارقي الحالي، حسب ما تشير إليه الدراسات.

الشهر 1 : Tayyuret Tezwaret (المعنى: القمر الأول)

الشهر 2 : Tayyuret Teggʷerat (المعنى: القمر الأخير)

الشهر 3 : Yardut

الشهر 4 : Sinwa

الشهر 5 : Tasra Tezwaret (المعنى: القطيع الأول)

الشهر 6 : Tasra Teggʷerat (المعنى: القطيع الأخير)

الشهر 7 : Awdayeɣet Yezwaren (المعنى: الظبي الأول)

الشهر 8 : Awdayeɣet Yeggʷeran (المعنى: الظبي الأخير)

الشهر 9 : Awzimet Yezwaren (المعنى: الغزالة الأولى)

الشهر 10 : Awzimet Yeggʷeran (المعنى: الغزالة الأخيرة)

الشهر 11 : Aysi

الشهر 12 : Nim

6) الفصول الأمازيغية:

Tafsut : الربيع

Anebdu أو Awilan : الصيف

Amwan : الخريف

Tagrest أو Tajrest : الشتاء

7) مصطلحات أمازيغية لضبط التقويم:

القمر: Ayur أو Ayyur أو Agur

الشمس: Tafuyt أو Tafukt أو Tafuct (ثافوشث)

السنة الكبيسة: Aseggʷas amanaẓ

السنة الصغيرة: Aseggʷas ameẓẓyan

السنة الشمسية: Aseggʷas n tfuyt

السنة القمرية: Aseggʷas n wayur

ظهور الهلال: Talalit n wayur (ولادة القمر)

البدر: Taziri

الليالي الثلاث الأواخر من الشهر القمري: inektiben

اليوم الـ31 من يناير: Amerḍil (أمرضيل)

خسوف القمر: Anobeẓ n wayur

كسوف الشمس: Anobeẓ n tfuyt

المراجع:

8) المراجع الأكاديمية:

- أسماء الشهور في أمازيغية القرون الوسطى Names of the months in medieval Berber ، من كتابة الباحث: Nico van den Boogert ضمن كتاب: Articles de linguistique berbère ، من إعداد الباحث: Kamal Naït-Zerrad. منشورات: L'Harmattan. فرنسا. 2002.

- القاموس الطوارقي الألماني اللغوي والثقافي Wörterbuch zur Sprache und Kultur der Twareg. تأليف: Hans Ritter. منشورات: Harrassowitz Verlag. ميونيخ، ألمانيا. 2009.

- القاموس الطوارقي الفرنسي Dictionnaire touareg français. تأليف: Karl G. Prasse. منشورات جامعة كوبنهاغن، الدانمارك. 2003.

- المعجم العربي الأمازيغي، 3 مجلدات، تأليف: محمد شفيق، أكاديمية المملكة المغربية. الرباط. 1990، 1993، 2000.

- The Mul.Apin tablets ألواح "مول ابين" الطينية المسمارية البابلية. web.archive.org

- Calendars in Antiquity التقاويم في العالم القديم. Sacha Stern. منشورات Oxford. بريطانيا. 2012.

- Essai sur les origines des Touaregs محاولة للبحث حول أصول الطوارق. تأليف: Jacques Hureiki. منشورات: Karthala. فرنسا. 2003.

- Études berbères et chamito-sémitiques: mélanges offerts à Karl-G. Prasse

دراسات أمازيغية وأفروآسيوية. إعداد: Salem Chaker. منشورات: Peeters Publishers. بلجيكا. 2000.

 

المصدر

التوصيات التقنية لديوان حماية وادي ميزاب و ترقيته

 

التخطيط المحكم وتوزيع الهياكل الضرورية في القصور مثل: المساجد والمنازل والشوارع والأزقة، كان لها الأثر في خلق نوع من التوازن في الحياة اليومية على مستوى الأحياء. فالقصر يستجيب بذلك لكل الاحتياجات المادية والروحية للسكان.

ويستند هذا التخطيط المثالي على القوانين والقواعد العرفية التي تحكم التعمير في وادي ميزاب. هذه القوانين لا تزال راسخة، رغم التغيرات التي لا مفر منها في التعمير المحلي. بعض هذه القواعد والقوانين ضاربة في الزمن القديم. وأخرى جاءت بمبادرة واجتهاد المشايخ على مستوى المجالس التشريعية المحلية (مجلس عمي سعيد ومجلس باعبد الرحمان الكرثي).

ونفس الشيء بالنسبة لتلك التي لا تزال تطبق بشكل دائم من قبل مختلف مجالس الأمناء والتي ترجع إلى عدة قرون، ومن بينها قواعد تنظيم الشوارع والبناء ونظام تقسيم مياه السيل.

هذه القواعد جاءت في شكل توصيات غير مقيدة لا بالزمان ولا بالمكان، وتم إدماجها في المنشآت الحضرية الحديثة لوادي ميزاب.

القواعد المنظمة للسكن:

البساطة في الشكل  

يجب أن يكون ارتفاع البناية منسجم مع المساكن المحيطة بها، ويمنع على أي شخص حجب أشعة الشمس على الجيران.

وفي حالة من زاد عن ارتفاع مسكن جاره من هذه الجهة فعليه ترك فضاء من مسكنه بقدر الارتفاع الذي يريده، على أن لا يتعدى العلو الكامل 7.50م من مستوى الأرض. كما يمنع إنشاء الشرفات، وخصوصا التي تطل مباشرة على الشارع لأنها لا تتماشى مع تقاليد المنطقة من جهة ومع العمارة الصحراوية المحلية من جهة أخرى.

جميع البنايات تكون مغطاة بأسطح أفقية، وتمنع جميع أنواع وأشكال الأسطح الأخرى، ما عدا كوات التهوئة (المدخنة) وأسقف الدرج.

*_علو البنايات لا يتعدى طابقين وسطح (طابق أرضي+ طابق أول+ سطح)، أما البنايات الواقعة خارج القطاع المحمي فلا يعدى ارتفاعها 9م.

الملكية المشتركة مسموح بها (أي البيوت المتراصة والمتلاصقة ببعضها البعض). وإن وجدت، فإن المسافة التي يجب أن تفصل بين المبنى والآخر يجب أن تكون على الأقل مترين. يحظر إنشاء أي فتحة تطل على الجار.

كما يجب اجتناب أكثر من باب واحد للمرآب (المستودع)، ويجب ألا تتجاوز مقاييسه x2.50 x 2.50 م. ومن المستحسن أن يدرج المرآب ويندمج مع شكل وحجم البناية. كما يمنع استعمال أي زخرفة على الواجهة.

يجب أن تخضع جميع البنايات إلى شرط التوازن والانسجام العام من أجل حماية دائمة للمنظر العام للمدينة.

يجب أن تكون جدران الأسوار مطابقة للمعايير المحلية، بمعنى، بنيت بمواد محلية في أبسط صورة لها، وتجنب الزخرفة الأجنبية عن المنطقة، فضلا عن غيرها من أشكال بناء الأسوار الحديثة.

وحدة الشكل:

يجب أن تبدي جميع البنايات بساطة في الحجم ووحدة في المظهر من أجل تناسق عام.

يجب أن تكون جميع الواجهات متكاملة ضمن الإطار العام وهيكل المباني في المدينة بهدف تحسين الانسجام في الشكل.

تكون الفتحات، وخصوصا التي تطل على الشارع، ضيقة ومحدودة، لتسمح من تخفيض تسرب الهواء الساخن صيفا والبارد شتاء وتجنب العواصف والرياح الرملية، والحفاظ على درجة حرارة مستقرة في الداخل. مع احترام عادات وتقاليد المنطقة.

أما بالنسبة للون، فإن جميع المباني الجديدة أو القديمة يجب أن تعتمد اللون الرملي أو ما يقاربه. ويتميز هذا اللون بتكامله الكلي في المحيط المبني، بالإضافة إلى أن تغييره بمرور الزمن محدود، على عكس الألوان الأخرى التي تخضع لتغيرات نتيجة تأثير العوامل الطبيعية عليها تقربها في نهاية المطاف من اللون الرملي.

الجدران الخارجية يجب أن لا تكون ملساء، لحمايتها من العوامل المناخية وتخفيض تعرضها لأشعة الشمس من خلال توفير قدر من الظل الدائم عليها.

يجب أن تكون الملصقات مدمجة في الهيكل المعماري العام، باستثناء تلك التي هي في حد ذاتها، تشكل عنصرا من عناصر التصميم الحضري.

يمنع إنشاء الأقواس باستثناء الساحات العمومية والشوارع التجارية والتي تكون محل دراسة لإبداء الرأي حولها.

النموذج المعماري الذي يتلاءم مع المناخ الجاف والحار هو الذي يسمح بتوفير حد أدنى من الكسب الشمسي صيفا ومن الضياع الحراري شتاء، ولهذا السبب يتم توجيه المساكن نحو الجنوب الشرقي للاستفادة من أشعة الشمس شتاء والحماية منها صيفا. بالنسبة للأسطح المكشوفة، فمن الأفضل أن تكون خاضعة لدراسة متأنية تسمح بتكييف أفضل لحجمها وشكلها بحيث تسمح بتوفير أقصى تظليل مما يزيدها جمالا متميزا.

كل بناية تخل بالانسجام مع المواقع المصنفة، ومهما كانت طبيعتها، تعتبر ممنوعة. كما يحظر اقتلاع النخيل وأي مساس بالمساحات الخضراء بصفة عامة. (يجب أخذها بعين الاعتبار عند كل دراسة.

 

الجانب الفكري عند الإباضية

صالح بن أحمد البو سعيدي

Icon 09

المقدمة :

إن الباحث في أدبيات المذهب الأباضي يواجه أول ما يواجهه من تساؤل في بحثه عن تصنيف المذهب الأباضي، فهل يصنفه على أنه فرقة عقدية أم حركة سياسية أم اتجاه فكري أم مدرسة أصولية أم مدرسة فقهية؟.

والحقيقة أن المذهب الإباضي ليس واحدا من ذلك بعينه، وإنما هو مجموع ذلك كله، فالمذهب الإباضي حركة سياسية وفرقة عقدية واتجاه فكري ومدرسة أصولية فقهية في الوقت ذاته، لا يطغى جانب من تلك الجوانب على آخر بل كلها وبمجموعها تشكل منظومة واحدة نطلق عليها اسم (المذهب الإباضي).

فعلى عكس الكثير من المذاهب والفرق الإسلامية الأخرى التي يطغى على بعضها الجانب الفقهي وعلى بعضها الجانب العقدي وعلى بعضها الجانب السياسي نجد أن المذهب الإباضي قد استطاع وبعبقرية فذة أن يوفق بين تلك الجوانب وأن يستوعبها كلها وأن يكون له موفقه المتميز فيها جميعا وبصمته الواضحة عليها كلها.

فإذا أتينا الى الجانب السياسي سنجد أن المذهب الإباضي حركة سياسية قائمة بذاتها لها أطروحاتها التي لا يستطيع المطلع إلا أن ينحني أمامها إعجاباً وإكباراً.

وإذا أتينا إلى الجانب العقدي سنجد أيضاً أن المذهب الإباضي له أحكامه العقدية القائمة على ركائز راسخة وأدلة قوية.

وإذا انتقلنا إلى الجانب الفقهي سنجد ثروة هائلة من الإسهام الفقهي في كل أبواب الفقه من العبادات والمعاملات وفقه الجنايات والأحوال الشخصية.

والشيء نفسه نجده في علم أصول الفقه، فللمذهب الإباضي آراؤه وتحقيقاته في هذا العلم، ومؤلفاته التي أوسعت هذا العلم تحقيقا ودراسة.

إن كل ذلك هو ما يمكن أن نطلق عليه اسم (الفكر الإباضي).

الوسطية والاعتدال في الفكر الإباضي:

لعل أهم ميزة يمتاز بها الفكر الإباضي هي الوسطية والاعتدال في الطرح بين الإفراط والتفريط، وهذه الميزة يمكن أن تلمحها بسهولة في كل زاوية من زوايا المذهب الإباضي سواء في العقيدة أم الفقه أم الفكر السياسي ام غير ذلك، وهذا ليس شيئاً متكلفاً في الفكر الإباضي لأنه مأخوذ من نهج الإسلام نفسه "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً"

والأمثلة على هذه الوسطية في الفكر الإباضي كثيرة يمكننا أن نذكر منها:

1-الوسطية بين الاستدلال بالنقل والاستدلال بالعقل: ففي حين يميل بعض الفرق في الاستدلال إلى الجانب النقلي واستبعاد العقل إلى حد كبير كما نجد ذلك عند المحدثين، تفرط فرق أخرى بالتعويل على الاستدلال العقلي إلى الحد الذي ذهبت إلى تحكيم العقل على الشرع كما نجد ذلك عند المعتزلة، غير أننا نجد الإباضية يمزجون بقدرة عجيبة في الاستدلال بين الأدلة النقلية والأدلة العقلية دون تغليب جانب على آخر.

2-الوسطية بين مدرسة الحديث ومدرسة الرأي: وهذا وإن كان قريباً من المثال الأول إلا أنه أقرب إلى الفقه بينما الأول أقرب إلى العقيدة، فالإباضية يقفون وسطاً بين مدرستي الحديث والرأي، ففي استدلالهم بالأحاديث لا يركنون إلى التمسك بالفهم الحرفي لمضمون الحديث كما هو شأن الظاهرية، ولكنهم في الوقت نفسه لا يحاولون رد الحديث لمجرد أنهم لم يستطيعوا فهمه أو لأنه يتعارض مع قاعدة عامة، وإنما يحاولون قبول الحديث والعمل به ما وجدوا لذلك سبيلاً.

3-في الفكر السياسي فإنهم لا يوجبون الخروج على الإمام الجائر مهما كانت الأحوال كما هو رأي الخوارج، ولكنهم في الوقت نفسه لا يحرمون الخروج عليه حتى مع القدرة وإمكان تغييره كم هو رأي بعض الفرق، وإنما يرى الإباضية أن الخروج على الإمام الجائر جائز بصورة عامة، وهذا الجواز يميل إلى التحريم عند خوف الفتنة وتغليب احتمال الفشل في تغيير الوضع القائم، ويميل إلى الوجوب متى ما كان احتمال النجاح أقوى، لأن القيام بالعدل من أسس الشريعة الإسلامية.

4-في مصطلح الحديث فإن الإباضية لا يقولون بأن الحديث الآحادي لا يجوز الاحتجاج به مطلقاً كما هو رأي بعض الفرق الإسلامية، ولكنهم في الوقت ذاته لا يقولون إنه حجة في الأمور الاعتقادية، وإنما يذهبون إلى أن حديث الآحاد يوجب العمل ولا يفيد العلم‘ فهو حجة في الأمور العملية وليس حجة بذاته في المسائل الاعتقادية، وهذا هو مذهب المحققين من الأصوليين والمحدثين.

موقف الإباضية مع مخالفيهم :

القسم الأول:

ينقسم الناس في الفكر الإباضي إلى قسمين أساسيين: مسلمين وغير مسلمين، أما غير المسلمين فهم كل من لم يرض بالله رباً أو بمحمد رسولاً أو بالإسلام ديناً وهي الجمل الثلاث التي يشترطها الإباضية للخروج من الشرك إلى الإيمان (شهادة أن لا إله إلا الله وإن محمداً رسول الله وأن ما جاء به محمد هو الحق من عند الله) فلا ينتقل غير المسلم إلى أن يكون قي جملة المسلمين إلا بإيمانه وإذعانه لتلك الجمل الثلاث.

ويدخل في جملة غير المسلمين المشركون عبدة الأصنام والأوثان والملحدون وأهل الكتاب (اليهود والنصارى) والمجوس.

ويطلق الإباضية على غير المسلمين أسماء: المشركون والكافرون والكفار، وبطريق الأولى هم مستحقون لأوصاف: الفساق والمنافقون والظالمون، وعند اقتران اسم المشركون وأهل الكتاب فالمراد بأهل الكتاب هم اليهود والنصارى وبالمشركين غيرهم من عبدة الأصنام والأوثان، وهو إطلاق اصطلاحي لاختلاف اليهود والنصارى عن غيرهم في بعض الأحكام الدنيوية الواردة في القرآن الكريم وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.

القسم الثاني:

أما المسلمون في الفكر الإباضي فهم كل من رضي بالله تعالى رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً وأذعن للجمل الثلاث التي أشرنا إليها سابقاً والتي لا يكون الإنسان مسلماً إلا بالإيمان بها.

وإذا كان الإنسان قد نشأ في بيئة مسلمة أو ولد لأبوين مسلمين فإنه لا يطالب بالنطق بتلك الجمل بل يحكم عليه بأنه مسلم ويعامل معاملة المسلمين ما لم يبدر منه خلاف ذلك، أما إذا لم ينشأ في بيئة مسلمة أو لم يكن أبواه مسلمين فأنه لا يكون مسلماً في نظر المسلمين إلا إذا نطق بتلك الجمل، وكذلك إذا ارتد عن الإسلام وثبت عليه ذلك فإنه لا يرجع إلى بيت الإسلام إلا بمعاودة نطقه بتلك الجمل.

ويطلق الإباضية على المسلمين أسماء: المسلمين والمؤمنين وأهل التوحيد وأهل القبلة، وهي أسماء يدخل فيها كل المسلمين باختلاف مذاهبهم وآرائهم ومدارسهم العقدية والفقهية.

فإذا كان الإنسان مسلماً فإن له جميع حقوق المسلمين من حرمة دمه وماله وعرضه ودفع الزكاة له ووجوب القصاص له أو دفع الدية كاملة في حالة الاعتداء على حياته وجواز تزويجه وتزوجه والصلاة خلفه وعليه ودفنه في مقابر المسلمين إلى غير ذلك من الحقوق، ولا يفرق الإباضية اطلاقاً بين إباضي وغيره في هذه الحقوق.

وإذا حدث واعتقد غير المسلم شيئاً من العقائد المخالفة لما يعتقد الإباضية صوابه فإن الإباضية يرون أن واجبهم ومن حقوقه كمسلم إيضاح العقيدة الصحيحة له ودفع الشبه التي جعلته يعتقد غير الحق، ولكن ذلك لا يخرجه من جملة المسلمين ولا ينقصه شيئاً من حقوقه كمسلم فإن القاعدة التي يتمسك بها الإباضية أن من دخل الإسلام بيقين فلا يخرج من الإسلام إلا بيقين مثله، فما دام هذا المخالف له دليله الذي يستند عليه ولو كان أوهى من خيط العنكبوت فإن ذلك كاف في أن يبقيه في جملة المسلمين.

وفي ذلك يقول الإمام السالمي:

ونحن لا نطالب العبادا *** فوق شهادتيهم اعتقادا

فمن أتى بالجملتين قلنا *** إخواننا وبالحقوق قمنا

إلا إذا ما نقضوا المقالا *** واعتقدوا في دينهم ضلالا

قمنا نبين الصواب لهم *** ونحسبن ذاك من حقهم

فما رأيته من التحرير *** في كتب التوحيد والتقرير

رد مسائل وحل شبه *** جاء بها من ضل للمنتبه

قمنا نردها ونبدي الحقا *** بجهدنا كي لا يضل الخلقا

لو سكتوا عنا سكتنا عنهم *** ونكتفي منهم بأن يسلموا .

القسم الثالث:

ويطلق الإباضية على المخالفين لهم من المسلمين اسم: المخالفين ويقابلها الموافقون، أو القوم ويقابلها الأصحاب فيكثر في كتب الفقه: ذهب قومنا الى........ وذهب أصحابنا إلى.......، وقد يطلقون عليهم اسم مبتدع أو كافر كفر نعمة، وهذا الاسم الأخير يطلقه الإباضية أيضاً على الإباضي المرتكب للكبيرة، وهو لا يعني الشرك وإنما هو مجرد اصطلاح ويقابله عند غير الإباضية اصطلاح (كفر دون كفر).

ولا يخرج الإباضية مخالفيهم من الإسلام ولا يسقطون شيئاً من حقوقهم كحرمة دمائهم وأموالهم وأعراضهم فلا يستحلون قتالهم أو غنيمة أموالهم أو سبي ذراريهم ولا يحرمون تزويجهم والتزوج منهم ويبيحون إعطاء الزكاة لهم ولهم حقوقهم كاملة في الميراث والقصاص والديات، ولهم حق الصلاة لهم ودفنهم في مقابر المسلمين.

ولم يحدث قط أن حكم عالم من علماء الإباضية على أحد من المخالفين بالشرك والخروج من الإسلام إلا ما حدث من الإمام هارون بن اليمان من علماء إباضية حضرموت في القرن الثالث الهجري فإنه ألف رسالة حكم فيها على المشبهة والمجسمة بالشرك، وحجته في ذلك أن الله تعالى لا يوصف بصفات البشر من لزوم الأعضاء له، فإذا جاء من يصف الله تعالى بأن له أعضاء حسية كاليد أو الرجل أو العين أو الوجه فهذا يعني أنه يعبد إلهاً غير الذي نعبده إذ إن الله عز وجل الذي نعبده لا يتصف بتلك الصفات، وما دام الأمر كذلك فهو إذن ليس بمسلم.

غير أن الإمام محبوب بن الرحيل وكان إمام الإباضية في ذلك الوقت رد على الإمام هارون بن اليمان برسالة أرسلها إلى حضرموت وأخرى إلى عمان فند فيهما ما ذهب إليه الإمام هارون، وقال ما ملخصه أن المجسمة والمشبهة يعبدون الله تعالى الذي نعبده ولكنهم يصفونه بصفات لا تليق به من الصورة والأعضاء معتمدين على فهمهم الظاهر لآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يخرجهم من جملة المسلمين بل هم باقون على وصف الإسلام.

ومنذ ذلك الحين لم يتغير موقف الإباضية من مخالفيهم وأن ما يعتقدونه لا يخرجهم من الإسلام، بل هم مسلمون باقون على إسلامهم ولهم جميع حقوق المسلمين ما دام لهم دليل يستندون إليه.

الفكر السياسي عند الاباضية:

القسم الأول:

يمتاز الفكر السياسي عند الإباضية عن غيره من أنواع الفكر لدى المذاهب الإسلامية بميزتين مهمتين هما: وضوح الهدف ووضوح الطريقة للوصول إليه.

فغاية الإباضية من أي تحرك سياسي قاموا به كان على الدوام واضحاً لديهم تمام الوضوح، ويتلخص هذا الهدف في أقصى طموحاته في إقامة دولة إسلامية تحكم العالم بأسره وفق شرع الله تعالى، بحيث يكون كل من في الأرض منقادين لشرع الله عز وجل، ويبدأ هذا الهدف بإقامة الدولة الإسلامية في اي بقعة من الأرض يمكن أن يتحقق ذلك فيها.

والدولة الإسلامية التي يسعى الإباضية إلى إقامتها هي الدولة التي يكون كل من فيها بدءاً من إمامها وعماله إلى كل رجل وأمرأة منقادين لحكم الشرع الشريف وملتزمين بأحكامه.

وقد استطاع الإباضية وبذكاء ملفت أن يتجاوزوا إشكالية السعي إلى السلطة، وإشكالية الحكم على الإمام الجائر، فبالنسبة للإشكالية الأولى فإن الإباضي لا يسعى إلى السلطة من حيث ذاتها وإنما يسعى لإقامة حكم الله تعالى فإذا وجد من يكفيه ذلك حمد الله تعالى وكان عليه أن يساعد ذلك الحاكم بكل ما يستطيع من جهد، أما إذا لم يجد من يكفيه ذلك كان لزاماً عليه أن يقوم بالواجب الذي كلفه الله به فهو في الحالتين إنما يقوم بشيء ألزمه الله به لا سعياً لمنصب ولا حباً في جاه.

وأما بالنسبة للإشكالية الأخرى وهي الحكم على الإمام الجائر فإن الإباضية يرون أن الحاكم المسلم مطالب كغيره من المسلمين بان يتبع أمر الله في موقعه الذي هو فيه، فإن قام بما يجب عليه فبها ونعمت، وأما أن لم يقم بواجبه وخالف أمر الله فإن على المسلمين نصحه أولاً فإن أصر كان عليه أن يترك مكانه لمن يستطيع أن يقوم بحقه، فإن رفض هذا وذاك كان على المسلمين الأخذ بيده وإلزامه بالتنحي عن منصبه ليولوا عليهم من يقيم شرع الله تعالى فيهم.

القسم الثاني:

والإمام في الفكر السياسي الإباضي شأنه شأن أي مسلم يجب عليه أن يلتزم بأحكام الإسلام في كل أقواله وأفعاله، بل هو بحكم منصبه ينبغي أن يكون أحرص المسلمين على اتباع أمر الله تعالى لا يحيد عنه قيد أنملة، لأن انحرافه يؤدي إلى خلل كبير في بنية الدولة الإسلامية ويجرئ الناس على مخالفة شرع الله عز وجل.

وإذا استقام الإمام على أمر الله تعالى وقام بكل ما ألزمه الشرع به فإن له حق السمع والطاعة والموالاة، ولا يجوز لأحد ممن تشملهم دولته أن يخالف أمره أو أن يجاهر بالعصيان، فإن فعل كان على المسلمين مساعدة الإمام في خمد ثورته وإرجاعه إلى الجماعة ولا يحق لأحد إيواؤه ونصرته ومساعدته على بغيه لقوله صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من أحدث في أمرنا أو آوى محدثاً".

أما إذا خالف الإمام أمر الشرع وتجاوز ما يحق له أو تخلى عن شيء من واجباته، وثبت ذلك عليه فإن على الأمة رده إلى جادة الصواب وتقديم واجب النصيحة له لقوله صلى الله عليه وسلم: "الدين نصيحة" قالوا: لمن يا رسول الله، قال: "لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم".

فإن لم تجد النصيحة معه نفعاً وأصر على مخالفته لأمر الله تعالى وأبى واستكبر فإن ولايته تسقط عن المسلمين وتصبح طاعته غير واجبة عليهم لأن الحق فرع الواجب، وقد سقط حقه لعدم قيامه بواجبه، وحينئذ يكون المسلمون في حل من أمرهم في أن يولوا عليهم إماماً آخر يقوم فيهم بحكم الله ويقيم فيهم شرعه وأحكامه وحدوده.

وهنا لا يخلو الأمر من أحد أمرين: إما أن يكون ذلك الإمام الظالم ضعيف الشوكة قليل الأتباع ومن السهل خلعه وإقامة إمام آخر مكانه، وهنا ما على المسلين سوى المسارعة الى القيام بدون تردد، وإما أن يكون ذلك الإمام الظالم قوي الشوكة كثير الأتباع والأنصار وكان القيام عليه غير مضمون العواقب وحينئذ فإن المصلحة تقضي التريث واتخاذ تخطيط جديد، ولكن لا ينبغي بأي حال من الأحوال الاستسلام للأمر الواقع والاستكانة لظلم الظالمين.

وهنا يأتي دور العلماء في القيام بواجبهم وهو دعوة الناس إلى التمسك بتعاليم دينهم الحنيف، والسعي غلى إقامة الدولة الإسلامية المنشودة التي ستوفر لهم الأمن والأمان وتقيم فيهم حدود الله وأحكامه وشرعه وهذه الحالة هي ما تسمى لدى الإباضية بمرحلة الكتمان.

ولسنا هنا في تحديد صفات الإمام ومسؤولياته فهي معروفة لدى الجميع، غير أن ما يميز الإباضية في هذا الجانب شيئان:

1-    عدم اشتراط القرشية:

فالإباضية يرون أن كل مؤهل لإمامة المسلمين يمكن أن يكون إماماً بغض النظر عن قبيلته وعرقه، وهذا بلا شك يتفق مع المساواة التي جاء الإسلام لترسيخها والتي تتنافى مع هذا الشرط الذي لم يكن معروفاً حين اختلف المهاجرون والأنصار على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لم يدر في مداولاتهم ولم يشر إليه أحد.

والضابط لدى الإباضية في نسب الإمام إنما هو المصلحة، فإذا رأى المسلمون أن من المصلحة تولية إمام من قبيلة أو عشيرة معينة مع توافر الشروط الأخرى فيه فلا مانع من مراعاة ذلك، ويحدث أحياناً عكس ذلك تماماً وهو أن تكون المصلحة في تعيين من لا عشيرة له وهنا لا يتوانى الإباضية عن تعيينه كما حدث في المغرب حين فضّل العلماء تعيين عبد الرحمن بن رستم الفارسي رحمه الله وهو فارسي لا عشيرة له وكان هذا أحد الأسباب لإختياره إماماً حيث رأى العلماء أن ذلك أفضل لسهولة تغييره إذا ما حاد عن الطريق السوي.

وقد عد كثير من الباحثين هذا النهج مثالاً واضحاً على النهج الديمقراطي الذي يتميز به الإباضية.

2-    جواز إمامة المفضول مع وجود الفاضل:

فالإباضية يشترطون في الإمام شروطاً معروفة من حيث التقوى والورع والصفات الخَلْقية والخُلُقية، وإذا وجد أكثر من واحد تنطبق عليه تلك الشروط فيمكن تولية أي واحد منهم ولو كان هناك من هو أفضل منه.

القتال عند الاباضية:

بما أن كتاب التاريخ والمقالات قد حشروا الإباضية ضمن الخوارج فقد ترسخت في أذهان الناس فكرة أن الإباضية يستبيحون قتال المسلمين، وهذا مما لم ولن يقوم عليه دليل، بل الأدلة ظاهرة في أن الإباضية هم أطهر الناس يداً من دماء المسلمين، وقد ذكرنا سابقاً أن الإباضية لا يبيحون قتال مخالفيهم، وهو ما طبقوه عملياً على مدى تاريخهم، فلم يحدث إطلاقاً أن قاتل الإباضية أحدا من المسلمين على أساس مذهبي، وعلى كثرة الدول التي أقامها الإباضية وطبقوا فيها مبادءهم فلم يقوموا في يوم من الأيام بشن حرب على أحد من المسلمين على أساس مذهبي، وإنما كانت الحروب التي قام بها الإباضية ضد جماعة من المسلمين إما لإقامة دولة أو دفاعاً عن دولة.

أما بالنسبة للنوع الأول وهو الحرب من إجل إقامة الدولة فإن من مبادئ الإباضية السعي الدائم إلى إقامة العدل ومحاربة الظلم، والصراع بين الإباضية والظلم لم يهدأ في يوم من الأيام، ولذلك فإن الإباضية إذا ما رأوا في أنفسهم قدرة على القيام بواجبهم كمسلمين وإقامة الدولة الإسلامية على وفق كتاب الله وسنة نبيه فإنهم لا يتوانون عن ذلك لحظة واحدة، وفي هذه الحالة فإنه من المعتاد أن يوجد من لا تتناسب أهداف الدولة الإسلامية مع أهدافه فيقف عقبة في طريق إقامتها، ويحاول جاهداً أن يحول دون قيامها، ولذلك يجد القائمون بالقسط أنفسهم مجبرين على محاربته وإزاحته من الطريق.

ولا فرق لدى الإباضية بين أن يكون هذا الرافض لإقامة الدولة الإسلامية إباضياً وأن يكون غير إباضي، وعلى ذلك فإن المذهبية لا دخل لها هنا، وإنما هو قتال ضد أناس كان من المفترض أن يساعدوا على إقامة دولة يدعو إليها دينهم الذي يدينون به، ولكن مصالحهم الشخصية وأطماعهم الدنيوية كانت أهم عندهم من واجبهم الديني، وليتهم إذ لم يساعدوا في إفامة الدولة الإسلامية وقفوا على الحياد ولكنهم اتخذوا موقفاً معادياً لها، ولذلك حل قتالهم.

والإباضية عندما يقومون بقتال هذه الفئة فإنهم يحفظون لهم إسلامهم فلا يقاتلوهم إلا بعد إنذارهم وإقامة الحجة عليهم، ونصحهم وبيان حقيقة دعوتهم، فإن استجابوا فلا حق لأحد في قتالهم، وإن أبوا حل قتالهم في أدنى مراتبه فلا يتبع مدبرهم ولا يجهز على جريحهم ولا تغنم أموالهم ولا تسبى ذراريهم.

وأغلب حروب الإباضية من هذا النوع حدثت ضد إباضية من نفس مذهبهم مما يعني أن القتال لم يكن على أساس مذهبي، كما إن التاريخ يثبت أن الإباضية من أنزه الناس في قتالهم فلم يكونوا يتجاوزون الحق في حروبهم، وإنما كانوا وقافين عند حد الله تعالى.

وأما بالنسبة للنوع الثاني فهو لا يختلف كثيراً عن النوع الأول، فبعد أن تقوم الدولة الإسلامية فلا بد من أن يوجد من يحاول الإطاحة بها، إذ إن كثيراً من الناس لا يروق لهم العدل الذي عادة ما يقف في وجه أطماعهم وبلوغ غاياتهم الدنيئة فيسعون إلى تدبير المكائد وتجييش الجيوش للإطاحة بالدولة الإسلامية، وهنا يجد الإمام والمسلمون من خلفه أنه لا بد من تأديب أولئك البغاة الذين يحاولون تفريق شمل المسلمين وتحطيم وحدتهم وهدم دولتهم فيقوم الإمام أولاً بتحذير اولئك البغاة من مغبة عصيانهم وخروجهم على إمام صحت إمامته، فإن تابوا وأنابوا رجعوا إلى جماعة المسلمين ولم يمسسهم سوء، وإن أصروا واستكبروا كان حقاً على الإمام قتالهم حقناً للفتنة وإخماداًً للثائرة تطبيقاً لقوله تعالى: "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله، فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين".

ومرة ثانية فإن هذا الباغي قد يكون إباضياً وقد يكون غير إباضي، فالقتال إذن ليس على أساس مذهبي، وإنما هو قتال لباغ على دولة المسلمين أياً كان مذهبه.

وهذه الحروب أنما تقع بين الإباضية القائمين بالحق أو الساعين إلى إقامته وبين جماعات تقف ضد هذا التوجه، أما إذا كانت هناك دولة مسلمة غير إباضية قائمة بجانب الدولة الإباضية فإن المتتبع لتاريخ المذهب الإباضي يجد أن الإباضية ليس من فكرهم السياسي محاربة الدول المسلمة التي هي محل رضا من العلماء فيها وإن كان الإباضية أنفسهم غير راضين عنها، فلا يذكر في تاريخ عمان أن الإباضية قاموا بمهاجمة أي من الدول المسلمة المحيطة بهم.

سعي الاباضية إلى الوحدة الإسلامية:

لقد سعى الإباضية قديماً وحديثاً إلى الوحدة الإسلامية ، وكانت هدفاً أسمى من أهدافهم، وأنقل هنا شيئاً مما قاله سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي في كتابه (الحق الدامغ) حيث قال:

"ولعله مما يفاجئ كثيراً من القراء أن يطلعوا لأول مرة على عناية قادة الفكر من الإباضية بلمِّ شعث هذه الأمة وجمع شتاتها بعدما أثخنتها الخلافات المذهبية ، ومزقتها النزعات العصبية ، وكم تمنوا أن يحس سائر أعلام الأمة بمثل أحاسيسهم، ويشاركوهم في هذه الهموم التي تنوء بها صدورهم ، وتؤرق ليلهم ، وتقض مضجعهم ، وقد كانت منهم محاولات، للخطو في هذا الطريق والاستعداد لهذه المهمة بنفقات مالية يرصدونها من جيوبهم وجيوب المخلصين من سائر أبناء الأمة، وأصدق مثال على ذلك ما يجده القارئ في هذا السؤال الذي صدر من عالم مفكر وقائد محنك ذلكم هو الشيخ سليمان بن عبدالله بن يحيى الباروني، عضو مجلس المبعوثان بالدولة العثمانية ، المشهور بسليمان باشا الباروني، وهو من إباضية جبل نفوسة بالقطر الليبي، وقد توجه بسؤاله هذا إلى عالم الإباضية بالمشرق، ومرجعهم في أمور الدين، الإمام عبدالله بن حميد السالمي، ونص السؤال:

"هل توافقون على أن من أقوى أسباب اختلاف المسلمين تعدد المذاهب وتباينها ؟ على فرض عدم الموافقة على ذلك فما هو الأمر الآخر الموجب للتفرق ؟ على فرض الموافقة فهل يمكن توحيدها بالجمع بين أقوالها المتباينة وإلغاء التعدد في هذا الزمن الذي نحن فيه أحوج إلى الاتحاد من كل شيء ؟ وعلى فرض عدم إمكان التوحيد فما الأمر القوي المانع منه في نظركم، وهل لإزالته من وجه؟ على فرض إمكان التوحيد فأي طريق يسهل الحصول على النتيجة المطلوبة ؟ وأي بلد يليق فيه إبراز هذا الأمر ؟ وفي كم سنة ينتج؟ وكم يلزم من المال تقريباً؟ وكيف يكون ترتيب العمل فيه؟ وعلى كل حال فما الحكم في الساعي في هذا الأمر شرعاً وسياس ؟ مصلح أم مفسد؟.. " .وكان هذا السؤال في عام 1326هـ

فكان من جواب الإمام له:"... نعم نوافق أن منشأ التشتيت اختلاف المذاهب وتشعب الآراء، وهو السبب الأعظم في افتراق الأمة على حسب ما اقتضاه نظركم الواسع.

وللتفرق أسباب أخرى منها التحاسد والتباغض والتكالب على الحظوظ العاجلة، ومنها طلب الرئاسة.

وجمع الأمة على الفطرة الإسلامية بعد تشعب الخلاف ممكن عقلاً مستحيل عادة، وإذا أراد الله أمراً كان: "لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم، إنه عزيز حكيم" والساعي في الجمع مصلح لا محالة ، وأقرب الطرق له أن يدعو الناس إلى ترك الألقاب المذهبية ويحضهم على التسمي بالإسلام ( إن الدين عند الله الإسلام)، فإذا أجاب الناس إلى هذه الخصلة العظيمة ذهبت عنهم العصبية المذهبية ولو بعد حين ، فيبقى المرء يلتمس الحق لنفسه ويكون الحق أولاً عند آحاد من الرجال ثم يفشو شيئاً فشيئاً حتى يرجع إلى الفطرة .

وهي دعاية الإسلام التي بعث بها محمد عليه الصلاة والسلام ، وتضمحل البدع شيئاً فشيئاً، فيصير الناس إخواناً،       ( ومن ضل فإنما يضل عليها)، ولو أجاب الملوك والأمراء إلى ذلك لأسرع الناس في قبوله، وكفيتم مؤونة المغرم، وإن تعذر هذا من الملوك فالأمر عسير والمغرم كثير وأوفق البلاد لهذه الدعوة مهبط الوحي ومتردد الملائكة، ومقصد الخاص والعام، حرم الله الآمن، لأنه مرجع الكل . وليس لنا مذهب إلا الإسلام، فمن ثم تجدنا نقبل الحق ممن جاء به وإن كان بغيضاً، ونرد الباطل على من جاء به وإن كان حبيباً، ونعرف الرجال بالحق، فالكبير عندنا من وافقه والصغير من خالفه، ولم يشرع لنا ابن إباض مذهباً، وإنما نسبنا إليه لضرورة التمييز حين ذهب كل فريق إلى طريق. إهـ

وإذا كان الأدب مرآة تعكس ما في نفس الأديب من كوامن الأحاسيس فإن الأدب الإباضي قديمه وحديثه طافح بعصارات مشاعر الألم الذي يحسون به بسبب تشتت الأمة وانحلال عقد نظامها ، وإذا كنت أخي القارئ شاهدت صورة من ذلك فيما نقلته لك من قول أديب معاصر فإليك صورة أخرى تعكس مشاعر أديب بارع وعالم جامع من أدباء هذه الطائفة وعلماءها الغابرين ، وهو العلامة الكبير شاعر الإسلام والمسلمين أبو مسلم ناصر بن سالم البهلاني الرواحي الذي طالما انساب يراعه الموهوب ليصور لنا بعبارته الإيمانية همومه وأحاسيسه تجاه أمته ودينه ودونك هذا المقطع من قصيدة له بعنوان: "أفيقوا بني القرآن":

فيا لبني القرآن أين عقولكم…..وقد عصفت هذه الرياح الزعازع

أمسلوبة هذي النهى من صدورنا…..وهل فقدت أبصارنا والمسامع

* * *

فليت بني الإسلام قرت صفاتهم…..فما زعزعتها للغرور الزعازع

وليتهم ساسوا بنور محمد…..ممالكهم إذ باغتتها القواقع

وليتهم لم ينحروا بسلاحهم…..نحورهم إذ جاش فيها التقاطع

لقد مكن الأعداء منا انخداعنا…..وقد لاح آل في المهامه لامع

وسورة بعض فوق بعض وحملة…..لزيد على عمرو وما ثَمَّ رادع

وتمزيق هذا الدين كل لمذهب…..له شيع فيما ادعاه تشايع

وما الدين إلا واحد والذي نرى…..ضلالات أتباع الهوى تتقارع

وما ترك المختار ألف ديانة…..ولا جاء في القرآن هذا التنازع"

انتهى النقل من كتاب الحق الدامغ.

فالدلائل الكثيرة تدل على سعي الإباضية دوماً إلى تحقيق الوحدة المنشودة بين المسلمين لأن منهجهم فكرهم يدعوان إليه، فهم لا يحكمون على أحد من المسلمين بالشرك ويحرصون دائماً على معرفة ما عند غيرهم من فكر وفقه، ويتفاعلون مع هموم إخوانهم المسلمين في كل مكان من العالم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

صالح بن أحمد البو سعيدي - أدنبرة ببريطانيا 4-1-1424هـ 7-3-2003م

ayane mzab ghardaia

الجانب المعماري المعالم الأثرية بريان

الجانب المعماري( المعالم الأثرية)(1)

يتصف الجانب المعماري لمدينة بريان بمواصفات الهندسة المعمارية لقرى وادي مزاب، وعلى سبيل المثال نذكر بعض المعالم المعمارية في بريان منها:

المساجد- المقابر –الأبراج– الأبواب – السور –الأفران – المنازل.

 

المساجد منها قديمة وأخرى حديثة:

أ-المساجد القديمة :

-كان المسجد الأول العتيق للإباضية في الدار التي يسكنها أوراغ محمد بن عمر بن سليمان وموسلمال باحمد بن إبراهيم لزعل، وقد زال هذا المسجد الذي أسس حوالي 1500ه/1596م.

وانتقل بناؤه إلى المكان الموجود حاليا والذي فيه المنارة "الصومعة" بأعالي البلدة بتاريخ 1101ه/ 1689م بجانبه البئر بناحية بربورة، وبقي هذا المسجد المعروف بالعتيق على شكله القديم إلى غاية سنة 1958م حيث تم هدمه نظرا لضيقه وأعيد بناؤه من جديد ماعدا الصومعة وأضيفت له ثلاثة منازل ومحضرة ودشن سنة 1380ه/1960م، ورممت المئذنة بتاريخ 1941م([1]).

-المسجد العتيق للمالكية تم بناؤه سنة 1299ه/1882م.

ب-المساجد الحديثة:

-مسجد الإمام البخاري: للمالكية دشن سنة 1392ه/1973م.

-المسجد القبلي: للإباضية دشن 1397ه/ 1976م.

-مسجد كاف حمودة([2])*: للإباضية أنشئ سنة 1402ه/ 1981م، وتم الشروع في بناء المئذنة يوم الجمعة 17رجب 1435ه الموافق لـ 16ماي 2014م.

-مسجد الإمام مالك: للمالكية.

-مسجد حي المداغ: للإباضية، تم تدشين المسجد يوم الجمعة 28ربيع الثاني 1419ه الموافق لـ21أوت 1998م.

-مسجد صرعاف: للإباضية، تم تدشين المسجد والمدرسة يوم الخميس 10ربيع الأول 1415ه الموافق لـ 17أوت 1994م.

-مسجد حمزة بالمداغ: للمالكية.

-مسجد الشيخ عامر: للإباضية، تم تدشين المسجد والمدرسة يوم السبت 19جمادى الثانية 1419ه الموافق لـ 10أكتوبر 1998م.

-مسجد بابا السعد: للإباضية، دشن المسجد يوم الجمعة 25شعبان 1428ه الموافق لـ 07سبتمبر 2007م.

-مسجد في حي المنظر الجميل للمالكية.

-مسجد في حي الشيخ عامر(2) للإباضية في قيد البناء.

-مسجد في حي الشيخ عامر (60مسكن) للإباضية في قيد البناء.

-مسجد في حي الكاكة ومسجد في حي عين قرارة للإباضية في قيد البناء.

المسجد العتيق بربورة لمحة تاريخية:

ويعود تاريخ بنائه إلى حوالي340سنة، لوحظ أن فوق الباب الرئيسي للمسجد نقش عليه تاريخ بنائه عام 1101ه الموافق لـ 1689م، فكان بناؤه عن طريق التطوع، وهو يمثل هيبة البلدة ومكان الاجتماع والعبادة وحلقات التعليم، وموقعه على غرار الهندسة العمرانية لمدن مزاب، يشيد في أعلى الجبل لأنه بفضله يتم تسيير كل الميادين سواء الاجتماعية أو السياسية أو الدينية أو الاقتصادية، ويشرف على تسيير الميادين سواء الاجتماعية أو السياسية أو الدينية أو الاقتصادية، ويشرف على تسيير شؤونه هيئة دينية معترف بها وهي هيئة العزابة، فتم بناؤه بوسائل تقليدية من جبس وحجارة وأغصان السدر وجذوع النخيل خاصة جذع نخلة "تزرزايت" نظرا لصلابتها ومقاومتها للظروف الطبيعية من حرارة ورطوبة، وتم اختيار مكان البناء وفق أسس علمية واستراتيجية إذ تحيط به المنازل من كل جهة، فكان المسجد يحتوي على:

 

أ-المئذنة:

هي الجزء المرتفع من المسجد، فتم بناؤها بشكل يثير الدهشة ويبلغ ارتفاعها حوالي 19.50مترا وهي شامخة في السماء ويقال: قد بناها رجل من عرش العفافرة، وبناؤها بالجير والجبس من نوع الذكر مع أغصان السدرة وفيها 86درجة من الأسفل إلى الأعلى ومازالت تحافظ على شكلها وتصميمها فلم تهدم، ولقد تم ترميمها سنة1941من قبل عمي سعيد صالح بن موسى (عداشة) وفوطية داود بن عمر، ويلاحظ أن مئذنة المسجد نقش عليها تاريخ ترميمها، وبقيت على شكلها إلى يوم كتابة هذه الحروف، "وأول من أذن في مئذنة المسجد العتيق بربورة هو الشيخ بالحاج من بني يزقن"([3]).

 

جدول يبين أبعاد المئذنة([4]):

المئذنة

الإرتفاع

أبعادالقاعدة   م

أبعاد النواة المركزيةم

عدد الدرجات

عدد الطوابق

مسجد بريان

19.50

مابين 2.70

2.47

مابين 1.12

و0.66

86

07

ب-المجالس: (المحراب)

تم تصميمها وفق هندسية معمارية ذات طابع رونقي ممتاز، حيث الأقواس الرابطة بين السارية والأخرى، وتشكل أعمدة المسجد وتحتوي هذه المجالس على المحراب وهو مكان يصلي فيه الإمام بالمصلين إلى جانبه محراب مهجور لأنه غير مضبوط لتسديده نحو القبلة وبجانبه بيت صغير يرتدي فيه الإمام الحايك(أحولي)*([5])، وللمسجد محضرة متصلة به لتدريس القرآن، كانت إنارته بالزيت، في هذه الأعمدة يوجد مكان يوضع فيه "ين" الزيت فيوقد الناس القنديل، ومع مرور الزمن أدخل استعمال الكريبل*([6]) والضوء بالبترول قبل هدم المسجد عام 1958م وتم إعادة بنائه سنة 1960م.

هدم المسجد العتيق ماعدا صومعته نظرا لضيقه وصغره مقارنة بعدد المصلين وتم التفكير في توسيعه وإعادة بنائه من جديد وأضيف له ثلاثة منازل متصلة بالمسجد: منزلان لعائلة حجاج وهم حجاج الحاج بكير بن حمو وحجاج صالح بن محمد ومنزل لعائلة بكاي علي بن صالح)، فهدمت تلك المنازل وضمت إلى المسجد، ودشن عام 1960م بحيث تحيط به الشوارع على جهاته الأربعة وعلى شكله الذي عليه اليوم([7]).


ت-البئر:

كان المسجد العتيق ببربورة دون بئر، إلى أن جاء أحد المشايخ من القرارة وهو ضرير البصر يدعى: الحاج إبراهيم شريفي، فقال لأهل البلد كيف لديكم مسجد بدون ماء، وكانوا ينقلون له الماء من الحاسي الوسطاني، فاستغرب ذلك فقال لهم:

أحضروا لي المنقوب، وشرع في العمل فحفر 3أذرع (متر ونصف) فسهل لهم المهمة في حفر بقية البئر وعمقها حوالي 46متر، فكانت تحفر بالتناوب والمنابات بالمقاطع والوسائل التقليدية حيث كان يستعمل الحطب وأخرى تنقله إلى مكان الحفر حتى تسهل عملية الكسر، وهناك جماعة يجمعون الحطب وأخرى تنقله إلى مكان الحفر حتى وصلوا إلى الماء الوفير، وقسمت إلى قسمين: الجزء الداخلي خاص بالمسجد، منه يملأ المرجل(أمناس) في الميضأة لإسباغ الوضوء، والجزء الخارجي خاص لسقي السكان([9]).

 

ث-مخابئ التمور:

توجد بالمسجد خابيات (إبوجا) للتمور، وتوزع هذه التمور لعمار المسجد لاسيما الذين يقرأون القرآن في حلقات ومجالس، وعادة ما يكون ذلك ليلة الجمعة([10]).

المسجد العتيق للمالكية:

يقع هذا المسجد بجانب المقبرة القديمة الثنية وهو للمالكية، فقبل أن يتم بناء هذا المسجد كان الإخوة المالكية أولاد يحي يصلون في حجرة اتخذوها مصلى من ناحية الشمال من الباب الكبير، وتم بناء هذا المسجد في سنة 1299ه/1882م بموافقة شيخ البلاد باسعيد بن موسى الطالب باحمد وبعض من النواب والقايد يحي بن عفاري بعوشي؛ بعدما أن طلبوا منهم أولاد سي يحي أن يمنح لهم هذا المكان أي الباب الكبير الظهراوي لبناء مسجد لهم، وتم بناؤه على الشكل الموجود عليه   حاليا ماعدا الصومعة بنيت فيما بعد، وبجانبه محضرة متصلة بالمسجد لتعليم القرآن الكريم([11]).

 

المنازل:

تتصف المنازل في بريان بمواصفات الهندسة المعمارية لمنازل قرى مزاب، من حيث الشكل والتصميم، فبعد بناء المسجد على قمة الجبل؛ يتم حوله بناء المنازل على شكل حلقات دائرية، وتتخللها أزقة ضيقة متوازية وغير متوازية، وأخرى غير نافذة، بها سقائف وأقواس وبنيت هذه المنازل بالحجارة والجبس، وسقفت بأعمدة من أخشاب النخيل وفق ضوابط دينية واجتماعية واستراتيجية أمنية.

 

ملاحظة:

أوجه نداء إلى سكان القصر القديم بضرورة المحافظة على هذا الإرث الحضاري الهام بعد تهديم المنازل وضرورة ترميمها حتى يتسنى لنا المحافظة على الإرث الحضاري الهام بعدم تهديم المنازل وضرورة ترميمها حتى لنا المحافظة على مابقي من التراث الحضاري المادي لأجدادنا وأسلافنا وهذا لكي تطلع عليه الأجيال الصاعدة في المستقبل.

 

المقابر:

يوجد في بلدة بريان العديد من المقابر نذكرها فيما يلي:

-المقبرة القديمة للبلدة متصلة بالقصر القديم، والتي تسمى بالثنية([12]) وهي مقبرة كان يدفن فيها الميزابيون والعرب معا، وتم الدفن فيها على طبقتين ولم يكونوا يدفنون موتاهم خارج القصر نظرا للظروف الأمنية الغير ملائمة في ذلك الوقت.

-مقبرة بن زعكر (بن عسكر) للإباضية، كانت صغيرة فتم توسيعها بعدما أن تبرع أهل بن عسكر (العساكر) هذه الأرض للمسجد، حيث يوجد فيها مصلى قديم هدم وأعيد بناءه من جديد عام 1953م-1954م والذي حاليا تقام فيه صلاة الجنازة([13]).

-مقبرة سيدي عبد الغني لأولاد ساسي.

-مقبرة أرجال الزرقي للمالكية.

-مقبرة أرجال العرمة، تقع برأس الجبل المحاذي شرقا للطريق الوطني رقم 01.

-مقبرة سيدي أحمد، تقع بوسط سد السودان للمخاليف.

-مقبرة سيدي اسعيد في لمسايبة بواد انسا لأولاد سيدي يحي.

- مقبرة سيدي الحاج في واد انسا لأولاد نوح .

-مقبرة سيدي أمبارك، تقع في انتهاء واد المناخْ ببالوح لأولاد سيدي يحي.

-مقبرة تقع برأس الجبل المتصلة بغابة أرشوم بالسودان للإباضية.

-مقبرة المشيخة، تقع في مذاغ الزّقْ بواد البئر للإباضية.

-مقبرة في كفوس لآل انشاشبة وأولاد يونس.

-مقبرة في واد البير بالزايرات لآل بنورة والعطف.

-مقبرة سيدي عبد القادر للمالكية يوجد فيها مصلى تقام فيه صلاة الجنازة.

-مقبرة الشوف للدبادبة.

-مقبرة شارع المجاهدين.

-مقبرة الشيخ أمي عامر للإباضية.

-مقبرة شهداء الثورة التحريرية بجانب الطريق الوطني رقم 1.

وهذه المقابر منها القديمة والحديثة ومنها ما يقع على رأس تل، ومنها مايقع على السهل([14]).

 

السور:

كان حول البلدة سور لكنه تهدم مثلما تهدمت أغلب أسوار مدن وقرى وادي مزاب.

حاول المسمى كروشي عفاري بن باحمد بن صالح بناء سور للبلدة لكنه لم يتحقق له ذلك.

 

الأبراج:

في بريان كان يوجد عدة أبراج للمراقبة والحراسة لكنها هدمت ولم يبق لها من أثر منها:

-برج في الترعة مقابل للمقبرة الإباضية بن عسكر.

-برج بجانب دار عشيرة آل النشاشبة وأولاد يونس.

-برج في الناحية القبلية للبلدة([15]).

 

الأبواب:

كانت توجد عدة بوابات حول البلدة تستعمل للدفاع والحراسة، تفتح في النهار وتغلق في الليل فاندثرت، ولكن تسميات الأبواب لايزال بعضها موجودا.

 

أهمها:

-الباب الكبير الظهراوي: وهو باب البلاد قد أسس في نشأة البلاد يقع بجانب المقبرة القديمة للبلدة، وهو باب كبير جوفي ذو دفتين له بابان يغلق ويفتح وفوقه طبانة بها غرفتان وفي وسطهما ساريتان ونوافذ للرمي، والباب متسع للخروج والدخول للبلاد، وكان المسافرون في ذهابهم وإيابهم يستعملون ذلك الباب، وكذلك عند وصولهم من السفر يضربون البارود عند الباب قبل دخولهم للبلاد هذه عادتهم، وللباب حارس يفتحه ويغلقه([16]).

-باب بن عسكر بشارع بن عسكر.

-بابان متصلان بمقبرة الثنية.

-باب في الشارع الخالف بجانب المقبرة الإباضية.

-باب كبير متصل بدار عشيرة النشاشبة وأولاد يونس.

- باب كبير في الشارع الرئيسي للدكاكين شمال لالة سهلة.

-باب في الشارع الوسطاني.

-باب في الشارع الفوقاني متصل بالمسجد القبلي.

-ثلاثة أبواب بناحية بوطارة.

-بابان بناحية الخراجة.

-باب متصل بالمدرسة القرآنية الفتح الكائنة ببربورة.

وكانت في البلدة حراسة ليلية لاتزال إلى اليوم([17]).

 

أفران الجير والجبس:

كانت بالبلدة عدة أفران لإنتاج الجير والجبس، تنتقي فيه الحجارة الموصوفة بالأنثى ويتم ترتيبها على شكل حلقات من الأسفل إلى الأعلى بحوالي 7إلى 10أمتار، فتظل الحجارة على النار يوما أو يومين، ثم تترك في مدة ثلاثة أيام لتصبح جيرا يصلح لاستعماله في مختلف البناءات، وبه بنيت المنازلوالمساجد والأبراج والسدود...إلخ، ولكن بخلطه بنوع من الرمل والماء وكانت هذه الأفران تنسب إلى أربابها.

 

أهمها:

-أفران أمحارزية صالح بن حمو (مدرسة أبو اليقظان حاليا).

-أفران بابا وعيسى محمد بن عمر(البريد حاليا).

-أفران بطولة عيسى وحمو ابني باحمد (مدرسة الأمير عبد القادر حاليا).

-أفران أزقاو بكير وأولاده حمو وسليمان (محطة البنزين حاليا).

-أفران بلخير بن أحمد بن عيسى بلعمري (الشيخ صالح الزرقي).

-أفران بابا وعيسى عفاري بن محمد.

-أفران أرشوم الحاج حمو والحاج يحي ابني عيسى (بالزرقي).

-أفران النوي بن السايح لغلام في (بالوح).

لقد انقرضت معظم هذه الأفران من المنطقة ولم يبقى إلا القليل منها([18]).

 

نبذة تاريخية عن منطقة كفوس:

كفوس منطقة تبعد عن بريان حوالي 36كلم، وهذه التسمية نسبة إلى شخصية مزابية وهو الحاج حمو حجاج والملقب كفوس، ولد ببريان ثم ارتحل إلى قسنطينة فعاش فيها ورزقه الله من الملك الكثير، بعد ذلك قرر العودة إلى مسقط رأسه بريان عام 1900م، فباع ملكه هناك.

ثم استقر في المنطقة التي سميت باسمه كفوس لأن أجداده وعشيرته أنشاشبة وأولاد يونس كانوا يسكنون تلك المنطقة قديما ثم هاجروا إلى بريان، وتوجد مقبرة قديمة لهم بتلك المنطقة.

تعرف حمو حجاج على عائلة من البدو الرحل من عرش العوَوْنة من عائلة روان فتزوج منها ليحمي نفسه من العروش الأخرى التي كانت تجول المنطقة، وأنجب معها ولدين الأكبر اسمه علي والأصغر محمد، بدأ الحاج حمو كفوس العمل في تلك المنطقة بحفر منجم صغير لإنتاج الجبس والجير قطره 2.6م وعمقه 3م، وبعد ذلك انتقل لتشييد منزله الخاص والذي يتكون من غرفتين وفناء واسع للمنزل.

تعد كفوس منطقة آمنة واستراتيجية آنذاك وأيضا تمتاز بوفرتها للماء، حيث قديما كان بها ينبوع من الماء يجري فوق الأرض في ملاقات بن سيدهم، وكونها كذلك تقع في منطقة بين واد النسا وواد الكبش، وبذلك واصل عمله فشيد بئرا يبلغ عمقه حوالي 109م، وكان الحفر آنذاك بوسائل تقليدية بسيطة، وقام كذلك بحفر الجب بجانب البئر لتخزين المياه حيث يبلغ استيعابه للماء حوالي 2205متر مكعب، وهذا الجب يتصل به بئر صغير يسمى بالميزابية "أجام" يستعمله لسقي المزروعات والأغنام، ثم شيد سدين للماء، السد الأول على وادي الكبش من الشمال أما الثاني فعلى وادي النساء من الشرق، وحفر مجاري مائية في الحجر الصم يصل عمقها 1م وجعلها كخندق لتوجيه المياه نحو الجب، فاهتم بالزراعة والرعي نظرا لوفرة المنطقة لأراضي خصبة صالحة للزراعة وأخرى للرعي، وكان يستعمل في سقي المزروعات النظام التقليدي، فالمنتوجات والغلات يصدرها إلى بريان وخارجها، وحفر كذلك مغارتين داخل الجبل وكانت على شكل قاعة للضيوف يستعملها للفصل في الخلافات بين العائلات والشركاء ومختلف المشاكل، فاختار المغارة كونها مكانا للهدوء والراحة، المغارة الرئيسية الكبيرة ارتفاعها     3 متر وطولها11 متر وعرضها 4متر،أما المغارة الثانوية فارتفاعها2 متر وطولها9 وعرضها 5متر، وكما أن عشيرته أنشاشبة وأولاد يونس جمعوا الحجارة لبناء سور في أعلى الجبل وحاولوا الاستقرار وبناء قصرهم هناك فاستقدمهم أولاد نوح إلى بريان قديما.

وتوفي الحاج حمو حجاج "كفوس" سنة 1946م ودفن في تلك المنطقة، وآثار القبور موجودة إلى يومنا هذا، وترك ابنه الأكبر علي يبلغ من العمر 18سنة،([19]) وتعد هذه الإنجازات التي قام بها حمو حجاج من أروع الأعمال حيث تحدى الصحراء بطبيعتها القاسية واستطاع أن يشيد معالم حضارية، وآثارها موجودة إلى يومنا هذافيا حبذا لو رممت حتى لا تندثر لتكون معلما أثريا لبريان.

المقامات:

 

مقام لالة سهلة:

هو سحن محوط في وسطه قبة مبنية، يقع في الناحية الجوفية للبلدة في أسفل الشارع الرئيسي، وقديما كانت محطة المسافرين بجانب ذلك المقام، وعندما تقوم مجموعة من الأشخاص تهيئ نفسها للسفر فيخرج الناس لتوديعهم فيقولون لهم: "الله يسهل"، فسميت لذلك بتلك التسمية، وكذلك يعتقد أنها امرأة كانت تنتقل من مكان إلى مكان، وعندما تأتي إلى بريان تجلس في ذلك المكان، وكما أنه يوجد في غرداية مقام يعرف بمقام لالة سهلة.

 

مقام الشيخ أمي عامر:

نسبة إلى أبي ساكن عامر بن علي الشماخي الإباضي النفوسي من علماء جبل نفوسة، يروي القطب الحاج امحمد بن يوسف اطفيش من علماء بني يسجن رأى مناما حينما بدأ في شرح كتاب النيل للشيخ عبد العزيز الثميني ورأى الشيخ عبد العزيز الثميني مسرورا ومبتهجا يعانق الشيخ عامر في أعلى الجبل المحاذي لغابة باسة من أجنة بريان، وعندما كان يزور الشيخ اطفيش بريان يلقي دروس الوعظ والإرشاد في حلقات ذكر وعلم، ويقوم بالفتوى، والتقى الشيخ اطفيش بالقايد يحي بن حمو باحميدة فزاره في بريان وقدم له نصائح؛ فقال له: ارفق بالمساكين واحكم بالعدل، فاستجاب له القايد وأبدى له احتراما وتقديرا بأن جعل له مقاما يزار في الجبل القبلي في ناحية جبل أمي عامر المشهور، ويقال كذلك إن الشيخ اطفيش عندما وجد أن قبلة المسجد العتيق بربورة غير مصوبة نحو القبلة فبنى ذلك المقام ليوجه لهم به القبلة دون أن يؤدي ذلك إلى خلاف بين أبناء المجتمع الواحد، وبعد وفاته قام بعض الناس ببناء قبة بجانب ذلك المقام.

 

مقام الشيخ صالح:

نسبة إلى الشيخ صالح الغرداوي، فهو شيخ مدينة غرداية ورجل فاضل له جهود ومساع حميدة في فض النزاعات وإطفاء الفتن، لاتأخذه في الحق لومة لائم، وكان يزور بريان ويتجه نحو غابة الزرقي، وله مكان خاص به يجلس فيه لقراءة القرآن، وبعد وفاته قام بعض الناس ببناء مقام لهذا الشيخ صالح محاذيا لغابة الزرقي، وهو سحن محوط بجانبه قبة مبنية.

 

مقام بابه والجمة:

نسبة إلى الشيخ بابه والجمة، اسمه إبراهيم بن يوسف أبو الجمة، بالبريرية: صاحب الأجنة العليا (البساتين)، وهو من مشايخ غرداية، وبعد وفاته قام بعض الناس ببناء مقام له في بريان وهو سحن محوط في أعلى الجبل المحاذي لغابة أرشوم بالسودان.

هذا مارواه لي بعض المشايخ.

 

ملاحظة: تزار هذه المقامات في يوم الزيارة من كل سنة من طرف المزابيين الإباضيين، وكما أن المشايخ يروون فيها تاريخ البلدة.

مقام سيدي سلامة:

نسبة إلى سيدي سلامة بن أمحمد بورقبة بن سعيد بن سيدي يحي، وتوجد فيه قبة مبنية ويقع بناحية السودان كان يزوره العرب المالكية من كل سنة.



(1) المرجع : بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص155-173.

)-مقابلة مع الحاج محمد بن باحمد زيطاني بتاريخ 11ديسمبر1995م.[1](

)(*)-كاف حمودة: نسبة إلى بعوشي حمودة بن بابهون بن سليمان راح ضحية أحداث واقعة الشعانبة 1863م وضريحه موجود في ذلك الكاف أي الجبل وسمي ذلك باسمه.[2](

)-عمر بن الحاج عيسى بلعيد، مرجع سابق، (مخ) ورقة 3.[3](

)-بالحاج بن بانوح معروف: العمارة الاسلامية مساجد مزاب ومصلياته الجنائزية، دار الطبع قرطبة، 2007م.ص142-233.[4](

)(*)-احولي وهو اللباس العرفي للعزابة في وادي مزاب.[5](

)-الكربيل:هو حجارة تغلى إذا أفرغ عليها الماء وتصدر من عملية الغلي غازات قابلة للاشتعال وهي التي تستعمل ضوءا قبل وصول الكهرباء.[6](

)-مقابلة مع الحاج إبراهيم بن باعلي لعساكر بتاريخ 02فيفري 1996م.[7](

)- السيدالذي يتلو القرآن في وسط المسجد العتيق بربورة هو الشيخ الحاج محمد بن باحمد زيطاني.[8](

[9])--مقابلة مع الحاج إبراهيم بن باعلي لعساكر بتاريخ 02فيفري 1996م،ومقابلة أخرى مع الحاج سعيد بن يحي الطالب باحمد بتاريخ 09 ماي 1997م،

)-مقابلة مع الحاج قاسم بن صالح بهدي عام 1996م.[10](

)-عمر بن الحاج عيسى بلعيد: مرجع نفسه، (مخ) ورقة 5.[11](

)-محمد بن الخيذر بن يوسف الملياني :تاريخ أولاد سيدي يحي في الصحراء ودخولهم بير ريان ،( مخطوط) عام 1222ه،ورقة 13.  [12](

)-مقابلة مع الحاج سعيد بن يحي الطالب باحمد، السبت 27ديسمبر 1996م.[13](

 ( [14] مقابلة مع الحاج إبراهيم بن باعلي لعساكر(الزعيم) بتاريخ  11 جانفي 1997م، ومقابلة أخرى مع الحاج محمد بن إبراهيم الحرمة، لثلاثاء 1 جويلية 2000م، والحاج إبراهيم بن صالح مولود، الجمعة   13 جوان 2001م.

)-مقابلة مع الحاج محمد بن باحمد زيطاني بتاريخ 11ديسمبر 1995م.[15](

)-عمر بن الحاج عيسى بلعيد، مرجع نفسه،ورقة03.[16](

)-الحاج إبراهيم بن باعلي لعساكر بتاريخ 02فيفري 1996م.[17](

)-مقابلة مع الحاج علي بن عيسى لطرش، الإثنين 13جانفي 1997م. [18](

)-مقابلة مع الحاج إبراهيم بن باعلي لعساكر بتاريخ 02فيفري 1996م، ورحلة استكشافية للمنطقة مع فريق وسط المدينة يوم الخميس 23ماي 2013م.[19](

الجزائر وطننا ونحن أبناءه

الجزائر وطننا ونحن أبناءه(1)

Icon 09

مزاب إن المزابيين جزء من هذا الوطن وهم هنا منذ فجر التاريخ وهذه الأرض أمازيغية بربرية أب عن جد من قبل مجيئ الاسلام، وإعتزازنا وإعتناقنا الاسلام وإفتخارنا بخدمة القرآن وخدمة العربية حب عقلي وجداني ايماني لا دخل فيه لبشر مهما كان، واعتزازنا بهويتنا وأصولنا الامازيغية حب فطري وراثي لن يزعزعه أي أحد. وهذا وطننا ونحن أبناءه وبناته وركيزته.

 

هوية المزابي الجزائري(2)

ليس هناك تعارض بين عناصر هوية الإنسان وأبعادها المختلفة، فالمزابي الجزائري مثلا لا يلزمه التخلي عن ميزابيته ليثبت انتماءه إلى وطنه الكبير، ولا يسوغ له أن يتقوقع على نفسه ويهمل البعد الوطني الكبير ليحقق ميزابيته.

وكذا القول بالنسبة للبعد الإسلامي والإباضي، فلا تناقض بينهما أبدا..

الهوية مكسب للإنسان وليست عبئا يثقل كاهله، أو مطية للحرب على الآخرين والانتقاص منهم، وليست مجالا للاستقطاب كذلك.

ومن المفروض أن يكون القانون حاميا حقيقيا للتنوع الذي يزخر به بلدنا، وتُجرّم جميع أشكال الاستفزاز التي تمس بمشاعر فئة معينة ولو كانت لا تشكل إلا نسبة ضئيلة جدا من المجموع العام للمواطنين.

ومما يؤسف له أن تتحول مناسبة يناير الموغلة في القدم إلى ساحة لهمز فئة من المواطنين ولمزهم واستفزازهم؛ مما يشكل لديهم ردة فعل للدفاع بشراسة وربما بتطرف عن عادات وأعراف يرونها من صميم هويتهم، فليت اليد القانونية الصارمة تكون حلا لمثل هذه القضايا!

---------------------------------------

01  بقلم حاج سليمان

02 بقلم   Yahia Azghar

الحاج إبراهيم بن الحاج بكير دَادِّي أُوعْمَر

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الحاج إبراهيم بن الحاج بكير دَادِّي أُوعْمَر

ولد بغرداية عام 1906م. من رؤساء هيئة إِيمَصُّورْدَا. قام بنشاط كبير في الثّورة المسلّحة، اسمه الثّوري (مخلص). باشر المسؤولية لجيش النّاحية ابتداء من ماي 1956م إلى جويلية 1962م. كلّف بتسيير المكتب المالي في المجلس البلدي بغرداية للولاية السادسة – المنطقة الثالثة بالنّاحية الثانية.

ألقي عليه القبض وسجن من أوت 1956 إلى ديسمبر1958م، ثمّ سجن كذلك من 12 ديسمبر 1959 إلى أفريل 1962، بعدما قطع مراحل التّعذيب في الاستنطاق في سجون الأغواط والبليدة والبرواقية والحراش وبربروس، فكان من معطوبي الحرب[2].

------------------------- 

  [2]-حمّو عيسى النّوري: دور المزابيين، الجزء الثاني، 327.

 

 

الحاج بكير بن ناصر الخرفي والعمل الثوري

charles V 2ابطال نوفمبر

الحاج بكير بن ناصر الخرفي والعمل الثوري 1957- 1962.

انضم الجاهد الى العمل الثوري سنة 1957 .بالولاية الرابعة في منطقة تابلاط وسخر شاحنته فورقون تشبه سيارات الشرطة الفرنسية ولاتتعرض للتوقيف في نقاط التفتيش وكان يقودها بنفسه لخدمة الثورة والمجاهدين والاسلحة في مختلف مناطق العاصمة واحيانا لنقل المساجين الفارين من سجن الحراش وقد اسهم مع مجموعة من رفاقه في اطفاء فتنة ورجلان التي اندلعت بعد الاستقلال 1962 وكان الغرض منها اذكاء نار الطائفية وقد اجتمع مع قادة جبهة التحريرفعملوا على اطفاء نار الفتنة سلنمت له شهادة تسبيل امواله لخدمة الثورة مع الولاية الرابعة بمنطقة تابلاط ومع ذالك لم يسع للحصول على بطاقة مجاهد لانه قام بذالك في سبيل الله وتحرير الوطن.

الحاج بن يحي الزَوَّاْي

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الحاج بن يحي الزَوَّاْي، من بني يزقن

هو صاحب المعمل الفاخر للعطور والرّوائح الجزائرية. من مساعديه الخيرية العامّة ما قام به في البقاع المقدّسة بالمدينة المنوّرة. وذلك أنّه في سنة 1936، بعث إلى السيّد الكبريتي، طواف المزابيين بمكّة المكرّمة، أن يحضر إلى الجزائر على نفقته. فلمّا حضر استقبلته جماعة المزابيين، فأعطى له السيّد الحاج الزواي من كيسه الخاص مبلغ ثلاثة ملايين فرنك ونصف مليون، وأمره بصرفه في إنارة الحرم النّبوي الشّريف والمسجد النّبوي.

ومن مكرماته أيضا، إعانة عرش أولاد داود التوابة بالأوراس على استرجاع أرضهم بواحة (لَمْدِينَه)، سنة 1928، عندما عرضها المبشرون للبيع بالمزايدة. يقول الأستاذ محمّد الطاهر عزوي: «إلاّ أنّ الثمن كان باهظا يوم العرض، وكادت تضيع (واحة لَمْدِينَه) منهم، لولا أنّ الحاج الزواي الميزابي الإباضي هو الذي تدخّل يوم العرض، فأنقذهم بسلفة من ماله الخاص، وردّ إليهم ما اغتصب منهم في ثورة 1879، على أن يسدّدوا له سلفته بالتقسيط على مدى تسع عشرة سنة»[4

-------------------------------

 [4]-تاريخ الأوراس، 153.

].

من أعماله كذلك، محاولته مع بعض كبار المتمولين بالعاصمة، تكوين البنك الإسلامي الجزائري، والبذل بسخاء فائق في جمعية (الفلاح).

توفي عام 1963، ودفن بمقبرة سيدي امحمد بالعاصمة.

الحاج دودو بعيسى بن داود

Icon 07يمضي الرجال... ويبق الأثر

مولده ونشأته:

في قصر بونورة ذات يوم من سنة 1908 وُلد بعيسى بن داود دودو، وفي أجواء الفاقة والحرمان، تربى وترعرع وسط 12 أخًا وأختًا، احترف أبوه الفلاحة والبناء فكان مساعدًا له على صغر سِنه، غير أن المنية عجلت بأبيه ولم يتجاوز الرابعة عشر من عمره، فدفع به شظف العيش إلى الاعتماد على نفسه، ومن له؟ لولا لطف الله وعنايته، وأم حكيمة بجانبه، أصبحت مؤملة وسنده في حياته، فبرها وأحبها حبا كبيرا، وكم كانت وفاتها في الخمسينات رزءً عظيمًا عليه، ترك فيه بالغ الأثر طوال حياته.

زواجه:

لم يهدأ لأم بعيسى الفاضلة بافلح لالة بنت بعيسى بال ولا قرار، حتى زوجته وهو ابن سبع عشرة سنة لتطمئن على مستقبله وتهنأ به، ولضيق ذات اليد لجأت إلى الاقتراض ممن العشيرة، فكانت زوجته الأولى منةبنت بعيسى دودو نِعم الشريك تشد أزره، وتشاطره حلو الحياة ومرها، ثم ارتبط بعد ذلك بزوجته الأخرى رقية بنت محمد بربيحة، فأسعدت حياته ووقفت بجانبه طوال حياتها، رزقه الله منهما كل أولاده الأربعة والعشرين، فعاش بينهم نِعم الزوج والأب مربيا وحنونا وعادلاً، في خدمة أهله ورعايتهم، ذا فضلٍ وإحسانٍ، وبعد وفاتهما تزوج بالفاضلة، دودو وردة بنت محمد، فكانوا له خير الخلف، والبقية الصالحة لعمله بعد وفاته.

من قواعد وأسرار نجاحه:

حب الخير للناس جميعًا.

سعةُ صدره وتواضعه ورحابة أخلاقه جعلت الإحسان من سماته.

استشعار معية الله تعالى في حركاته وأمواله.

حبه الشديد للعمل واعتباره من العبادات.

ضمان الحقوق وأدائها إلى أصحابها في حينها والوفاء بالعهود.

كان منظما في حياته وضبط المواقيت في حينها دائما.

القدوة والتواضع في العمل.

رحلة العمل والمثابرة:

سافر الطفل بعيسى ذو العشرة ربيعا، إلى العاصمة يعمل أجيرًا في عدة متاجر، يتولى التنظيف وتوصيل الطلبات إلى المنازل لسنتين، عاد إثرها إلى بلدته بنورة، ليشتغل مع أخيه محمد في البناء فشاء القدر أن يشهد وفاة والده سنة 1922.

مكث بعدها سنة كاملة يواصل أعمال البناء والفلاحة، ثم قرر السفر إلى العاصمة وليس له من المال شيء؟؟؟؟ ليبدأ العمل حمالاً للبضائع ثم موزعًا لطلبات الزبائن، وظل هكذا إلى غاية 1925م، أين انتقل للعمل مع أخيه إبراهيم في بيع الفحم.

نقطة التحول:

في متجر الفحم الصغير بشارع موقادور بدأ الشاب بعيسى شركته الخاصة، واستأجر المحل من أخيه إبراهيم بـ10 دورو للشهر،وبدأ ببيع الفحم الذي يجلبه من تجار الجملة الاسبانيين بالدين، وبعد مدة من العمل والادخار والاقتصاد في المعيشة، استطاع أن يسدد ثمن السلعة مسبقا، كما أنه ظل يعمل كموصل للطلبات في المساء، وفي فصل الصيف يعوض انخفاض الاقبال على الفحم ببيع ثمر الهندي (الكرموس).

وفاته:

في يوم الاثنين 10 جمادى الآخرة 1428ه يوافقه 25 جوان 2007 وبعد عمرٍ حافلٍ بالخير والإحسان وطاعة الله تعالى، ناهز المائة عام، توفي الظاهرة بعيسى ابن داود بعد مرضٍ لازمه، ودفن في مسقط رأسه بونورة بعد الصلاة عليه 3 مرات، في جنازة مهيبة حضرها الكثيرون من كافة أنحاء الوطن، ولكن سيرته وذكراه لم تمتْ، فرحمة الله تعالى وسلمه عليه في الأولين والآخرين، وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.

إذا رجل أخلص لوجه الله تعالى أبدى رغبته في مساعدة المحتاج مساعدة أبناء البلدة والوطن فهو لم يبخل يوما بالكلمة الطيبة أحب الخير لأبناء وطنه، كان لا يفرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى فالمسلم أخ المسلم، إذا هكذا يمضي الرجال ويبقى الأثر يغازله العديد ممن أحبه، لما سلك من طريق معبد بالخير مفروش بالكلمة الطيبة والرزق الحلال رحمَ الله ابن بونورة وابن مزاب وابن الجزائر ورحم الله جميع المسلمين في كل مكان (1).

C'est mon maître qui m'a beaucoup appris, la notion du commerce, la relation avec les gens, la modestee, la patience et l'endurance c'était mon modèle que j'apprécie beaucoup étant très petit et l'honneur de le voir dans son grand magasin allah yerahmou (2).

**************

(1)  مركب التوفيق بلكور، الجزائر

(2) Younes Tinemerine

الحاج سليمان بن إبراهيم باعامر

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الحاج سليمان بن إبراهيم باعامر

ولد عام 1870م في بوسعادة. كان رجلا من رجال الآداب والشّعر. ألّف بالاشتراك مع صديقه إتْيينْ دِينِي (رسّام فرنسي أسلم وتسمّى بنصر الدّين)، عددا كبيرا من التآليف باللّغة الفرنسية، أهمّها:

-الحجّ إلى بيت الله الحرام.

-حياة النّبي محمّد.

-الصّحراء.

-ربيع القلوب.

-سراب.

-خضراء، راقصة أولاد نايل، طبع عام 1900 بباريس.

-عنتر.

-لوحات الحياة العربية.

-الشّرق في نظر الغرب.

الحاج صالح بن محمّد بومعقل الغرداوي

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الحاج صالح بن محمّد بومعقل الغرداوي

هو أحد الرّجال العصاميين وجندي مجهول، من تلاميذ القطب. جمع إلى العلم العمل وإلى العربية الفرنسية. درس الحقوق في باريس حتّى بلغ درجة المحاماة. وكانت له مواقف مشهورة في قضايا شرعية تشهد ببراعته. وبفضل مساعيه، تأسّست محاكم الإباضية في الجزائر وقسنطينة ومعسكر. علّق على ترجمة الأستاذ هُورُو إلى الفرنسية لباب الوصاية من كتاب النيل عام 1882.

الحركات السياسية في الجزائر

الحركات السياسية في الجزائر::(01)

أما في الحركات السياسية المختلفة بالجزائر، فإن عددا بارزا من إخواننا شارك في حزب الشعب الجزائري، الذي يطالب باستقلال الجزائر كما تعلمون. وفي مقدمتهم شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء، الذي كان لفترة معينة أمينا عاما لهذا الحزب، وقد قام بعمل جبار في سبيل وحدة المغرب العربي، ووحدة صفوف شبابه.

فقد قرأوا في مهرجانه عقيدة التوحيد التي حررها ونشرها في الثلاثينات، كما أن السيد غرافة إبراهيم بن عيسى، كان من السابقين الأولين، ومما يجدر ذكره أن أول مجموعة ألقي عليهم القبض يوم 7/9/1937 مع الزعيم مصالي الحاج وعددهم خمسة كان فيهم ميزابيان: مفدي زكرياء وغرافه إبراهيم.

كما أن الاحتجاج الوحيد الذي نشر في الجريدة هو احتجاج الشيخ أبي اليقظان في جريدة الأمة، عدد 137. وقد ذكر السيد محفوظ قداش في كتابه أن الشيخ أبي اليقظان كان الصحفي الوحيد الذي رفع احتجاجا إثر هذا الاعتقال، وقد سكنت جميع الجرائد الجزائرية على مختلف مشاربها في ذلك اليوم. وقد انضم إلى الرعيل الأول من حزب الشعب جماعات من الشباب لا نستطيع عدهم في هذه الكلمة الموجزة، وكذلك في حركة الانتصار للحريات الديمقراطية التي كانت خلفا لحزب الشعب بعد الحرب العالمية الثانية.

ولما نشأت حركة النواب في عمالة قسنطينة بقيادة الدكتور بن جلول، ومعه فرحات عباس، كانت هذه الحركة تجمع نخبة من المثقفين الذين تخرجوا من المدارس الفرنسية وكانت هذه الحركة تدعو إلى المساواة في الحقوق بين جميع المتساكنين في الجزائر بدون تمييز بين دياناتهم، وكانت تدعو إلى الاندماج في فرنسا، وهي وجهة نظر هؤلاء المثقفين، وناهيك بالرئيس فرحات عباس.

وكانت مشاركة الميزابيين فيها متميزة كذلك. وقد حدثنا السيد بوبکر محمد بن عمر رحمه الله، رواية عن الدكتور بن جلول زعيم هذه الحركة أنه قال في اجتماع رسمي عقده الحزب بعد الانتخابات لتقييم النتائج واستخراج العبر، قال ما معناه: لقد كان الفضل في نجاحنا في الانتخابات للميزابيين، فتبعوا إن شئتم الدوائر لتصلوا إلى النتيجة التي توصلت إليها، وضرب المثل بالدكتور سعدان، حين رشح نفسه في بسكرة، فلم ينجح لأن الميزابيين صوتوا ضده. وهنا تبادر لي خاطر وهو لماذا صوتوا مع هذا الحزب في قسنطينة وقالة وعناية والعلمة وشلغوم العيد والبرج وباتنة، ففاز كل من أيدوه، ولم يؤيدوا الدكتور سعدان؟ والجواب سهل بسيط، وهو أن الميزابيين ليسوا بدعا من البشر، فقد يتفقون وقد يختلفون. وقد سبق أن قلت إن هذه المشاركات لم تكن كلها باتفاق الجميع، وأنتم ترون أنهم شاركوا في كل هذه الحركات رغم تباينها، ولكل رأيه ونظريته. ومهما يكن من أمر، فقد كانت مشاركتهم في هذا الحركة لأسباب داخلية معينة، وكل ما نريد أن نؤكده هو أنهم لم يكونوا يعيشون على هامش الأحداث ولم يكونوا منعزلين أو انعزاليين، كما ينعق بذلك بعض الناعقين.

وقد شاركوا كذلك في حزب البيان الديمقراطي الجزائري، الذي كونه السيد فرحات عباس بعد انفصاله عن حزب النواب، وبعد الحرب العالمية الثانية.

وشارك عدد من الشباب المثقف في الحزب الشيوعي الجزائري، ولا يمكن أن نقول إنهم كانوا عقائديين في الحزب، بل شارك الجزائريون في هذا الحزب لما كان يتسم به من التضامن مع من اشترك فيه، كما أنه كان ميدانا للمطالب الاجتماعية للعمال الجزائريين، وقد سئل الشيخ عبد الحميد بن باديس عن الدخول في الحزب الشيوعي الجزائري فقال: نحن مستعدون أن نتعاون مع الشيطان لنيل مطالبنا من فرنسا. 

---------------------------------

(01)  الشيخ القرادي آثاره الفكرية. ص144-176.

الحركة العلمية بواد مزاب

الحركة العلمية بواد مزاب

c 7

إن للحياة العلمية في وادي ميزاب جوانب مرموقة عبر التاريخ لا يمكن استيعابها ولا التحدث عنها بإسهاب، لأن ذلك يخرجني عن نطاق موضوع التاريخ السياسي، بما أن للثقافة بوادي ميزاب حساسية في الماضي السحيق وفي الحاضر فمن الواجب أن ألم من بعيد بشيء إلماما ولو كان مخلا.

إن الاباضية لما انتقلوا إلى وادي ميزاب لاستيطانه من سجلماسة ونفوسة وجربه وتيهرت وسدراته وغيرها من العواصم الإسلامية نقلوا معهم معالم حضارتها إلى تلك الربوع، من علوم وفنون وآداب فطبعوها بالطابع الحضاري الإسلامي الأصيل.

لما قدم إليها أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الريغي موفدا من رجال الإباضية بوارجلان لتنظيم الحلقة وسير العزابة ونشر المذهب الإباضي بها، وجد سكان وادي ميزاب على جانب كبير من الجهل والأمية والانحراف، وهم من الواصليين المعتزلة. وعادة التدخين والوشم متمكنة فيهم، فاستطاع بنشر الدروس الدينية والإصلاحية أن ينتزع من بين جنوبهم تلك العوائد السيئة، وكانت له رحلتان في الصيف والشتاء بتلامذته من واد ريغ، فاستقر في مدينة العطف وبنى بها مسجده الموجود إلى يومنا هذا. ويروى عنه أنه لما وصل إلى الوادي نادى في الناس: "من يعلمني في سبيل الله" فلم يجبه أحد ثم نادی: "من يتعلم في سبيل الله" فوجد إقبالا حسنا من البعض كوَّن منهم أول نواة لمهمته. فعلم وصابر وثابر فكلَّل الله مساعيه بنجاح باهر، وكوَّن نظام الحلقة (العزابة) في جميع مدن ميزاب، ونظم سيرها في إدارة تكفل للأُمة نجاحها وسعادتها في الدارين، فانكب الطلبة على العلم والتعليم وإليه يرجع الفضل في تركيز سير العزابة الغرَّاء في الوادي التي كانت السبب المتين في بقاء الدين الإسلامي بأصالته ونصاعته وجوهره إلى الآن في هذه الربوع.

ومما زاد في ازدهار العلم وانتشاره بالوادي، وفود كثير من فطاحل العلماء إليه من مختلف العواصم الإسلامية أغلبهم من نفوسة وتيهرت وجربة وسدراته فاستقروا في مدنه للتذكير والإرشاد والفتوى ونشر علوم الشريعة واللغة العربية وبلغوا رسالتهم بصدق وإخلاص، فجنى بهم الوطن يمنا وبركة وخيرا كثيرا أورثوه لمن بعدهم خلفا عن سلف منذ أواخر القرن الرابع الهجري وأوائل القرن الحادي عشر الميلادي.

من العلماء الوافدين إلى غرداية الشيخ بابه السعد سنة 438ه 1046م هو مؤسس مدينة "بابه السعد". والشيخ بابه والجمه اسمه إبراهيم بن يونس سنة 542ه 1148م. والشيخ بابه عيسى علواني أتى من درنه من طرابلس سنة 548ه 1153م. والشيخ بامحمد بوسحابة أتى من قصر البخاري، والشيخ أبو الحجاج داود أتى من جبل نفوسة سنة 697ه. 1298م والشيخ سعيد بن علي أتى من جربه سنة 854ه 1450م، ومجلس عمي سعيد الذي يحمل اسمه أُسس يوم 13شوال 855ه 17فيفري 1452م، والشيخ بامحمد بن الناصر من سدراته 778ه 1377م ثم تتابعت المشايخ عليها.

ومن الوافدين إلى مليكة الشيخ باي احمد بن سليمان سنة 395ه 1004م والشيخ عيسى وأخوه الشيخ أو عيسى سنة 437ه 1112م والشيخ عبد الله بن أحمد بن محمود بن سيدي أمعمر بالعالية سنة 506ه 1112م والشيخ أبو مهدي عيسى بن إسماعیل بن موسى سنة 551ه 1164م ثم تتابعت المشايخ عليها.

كما توافدت على مدينة بن يزقن والقرى البائدة حولها مثل بوكيا وواقنوناي وتيريشين. وعلى مدينة العطف وبذوره مشايخ علماء أجلاء من مختلف العواصم الإسلامية منذ أواخر القرن الرابع الهجري وأوائل القرن الحادي عشر الميلادي.

إذا كانت مدينة من مدن میزاب في حاجة أكيدة إلى علماء أو إلى سد نقص لجانب علمي فيها فإن المدن التي تتوفر لديهم الإمكانيات العلمية يمدونها بما يقيم أودها ويرفع مستواها العلمي. كما وقع ذلك بين مدينتي العطف وغرداية من انتقال الشيخ النشاشبي النفوسي بولده بابا وبربيبه يونس إلى غرداية بطلب من أهلها فتفرع من الأخوين لأم أولاد النشاشبة وأولاد يونس ذلك لنشر العلم وكانت طريقة التعليم والتدريس لهؤلاء العلماء في المساجد تكوين حلقات بها تدرَّس مختلف العلوم النقلية والعقلية والعلوم العربية على غرار حلقات الأزهر والزيتونة والقرويين في أوقات خاصة قبل الصلاة وبعدها.

وبهذه الطريقة أنجبت المساجد علماء أجلاء وأقطابا في الشريعة الإسلامية، ألَّفوا مئات المجلدات في كل علم وبالأخص في التفسير والشرعيات، كالنيل للشيخ عبد العزيز الثميني وشرحه في مجلدات ضخمة لقطب الأئمة الشيخ أطفيش الحاج محمد الذي أصبح من المراجع الهامة في العالم الإسلامي، وشامل الأصل والفرع والورد البسام في الأحكام والتفاسير العديدة النفيسة والشروح المستفيضة لكثير من كتب المذهب الإباضي.

فلما تقلصت هذه الحلقات شيئا فشيئا من التدريس في المساجد في هذا العهد الأخير في أواخر القرن الرابع عشر الهجري سبَّب ذلك نقصانا كبيرا في تخريج علماء الشريعة بعدما كان وادي ميزاب يزخر بالعشرات من الأفذاذ منهم، وينعم بوجودهم فلم يبق من ذلك الطراز العالي من خريجي المساجد إلا النزر القليل من علماء فطاحل مراجع الفتوى والاجتهاد لا تسد بهم كل الثغور الحالية في بلاد میزاب مثل الشيخ بيوض إبراهيم والشيخ يوسف خلفاوي والشيخ عبد الرحمن بكلي والشيخ ابن يوسف سليمان والشيخ بابانو الحاج محمد والشيخ عدون بن بالحاج الشریفي وغيرهم فأصبح لبعضهم حلقات للتدريس في دور خاصة يحضرها بعض الطلبة من الشباب والمشيب.

--------------------------------------------------------- 

المصدر: كتاب نبذة من حياة الميزابيين الدينية والسياسية والعلمية. حمو محمد عيسى النوري.ج1 ص60-62.

المصدر nir-osra.org

الحلقات العلمية في آت بنور

حلقة الشيخ أيوب بن بابه عيسى في بنورة وقد مدحه الشيخ القطب في قصيدة ارتجالية معروفة حين تجمع في المجلس الكرثي مع بعض أعيان بني مصعب وكان من تلاميذه النجباء المحاربين للبدع وقد توفي شابا وبعده تقلد المشيخة في المسجد مشائخ أجلاء وقد ذكرهم حمو عيسى النوري لكن لم يسجل لهم التاريخ أي نهضة علمية وكان آخرهم الشيخ إبراهيم بن الحاج عيسى هيبة من تلاميذ حفار وكانت للشيخ إبراهيم حفار رحمه الله حلقات متنقلة إلى بنورة ومليكة ومن تلاميذه في بنورة الشيخ أيوب بن باحمد بافلح والشيخ بالحاج بن عدون قشار والشيخ محمد بن عمر داودي والشيخ عيسى بن إبرهيم دودو

أنظر في كتاب عيسى النوري .

أسماء تلاميذ القطب من بنورة :

الشيخ أيوب بن بابه بن عيسى نوه به القطب في قصيدة له تربو على السبعين بيتا لأنه لا يخالف أوامره في السر والعلن

الشيخ الحاج أحمد بن صالح

الشيخ صالح بن الحاج أحمد

الحلقات العلمية وتأثيرها في المجتمع

نفحات من نسيم التراث(1)

تلقى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الوحي من الروح الأمين جبريل عليه السلام في مدة ثلاث وعشرين سنة بكيفيات مختلفة منها أنه مرة أسند ركبتيه إلى ركبتيه فبلغ إليه حديث الإحسان وهذا الجلوس جلوس حلقة ويسمى بالجلسة الجبرائلية والرسول صلى الله عليه وسلم كان يجلس مع صحابته في الحلقة ويعلم لهم أمر دينهم ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعج بالحلقات العلمية المتعلقة بأمر الدين والعلم بشتى فنونه في القديم يتحصل من خلال هذه الحلقات في المساجد التي هي بيوت الله وقد اشتهرت على مر التاريخ كثير من المساجد بحلقاتها في العالم الإسلامي فصار الناس يؤمونها من مشارق الأرض ومغاربها منها على سبيل المثال جامع قرطبة بالأندلس والجامع الأزهر بمصر وجامع الزيتونة بتونس فكم من علماء فطاحل تخرجوا من هذه المساجد فكانوا منارة للناس في شتى العلوم وكانت كذلك في القديم حلقات دعوية متنقلة تخرج منها دعاة نشروا الفضيلة وأقاموا العدل في مشارق الأرض ومغاربها منها على سبيل المثال حلقة أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة وحلقة الشيخ أبي عبد الله محمد بن أبي بكر وغير ذلك تطور الزمان فأسست الجامعات وتنوعت العلوم فبدأ مفعول هذه الحلقات يتقلص شيئا فشيئا حتى صار كالعدم وبقي في وقتنا الحاضر حوزات علمية في إيران والعراق مثلا وحلقات في الزوايا تنتشر في بكستان والهند والمغرب وشمال أفريقيا أكثر من المشرق وقد خيم على معظم هذه الزوايا والحوزات بدع كثيرة تسربت إليها من بقايا التصوف ومعتقدات الشيعة غير المعتدلين .

فبروز الجامعات وتقدم العلم جعل الناس يسعون لتحصيل العلم الدنيوي أكثر من العلم الشرعي أو الأخروي وقد انتقلت التخصصات الشرعية كذلك بالتدرج إلى الجامعات في شتى البلدان الإسلامية في القرن التاسع عشر فخصصت كليات للشريعة وكليات للغة والآداب إلى غير ذلك فهجر الناس الحلقات لانعدام الشهادة العلمية المعتبرة فيها وهذا من مستجدات العصر ودواهيه في آن واحد .
وقد أسست أيضا جامعات خاصة ومعاهد كذلك لتعليم الشريعة الإسلامية وعلومها بشهادات معتمدة كما فتحت تخصصات حرة للشريعة الإسلامية يوازي نظامها التدريسي نظام الجامعة بدون اعتماد للشهادة .
فهجران الحلقات سبب لها الفناء فذهب بذهابها خير عميم وقد ظهرت آثار سلبية كثيرة في طلبة العلم بحكم اختلاطهم مع غيرهم وعيشهم في بيئة غير بيئتهم .
وسأحاول في هذه السطور تبيين أنواع الحلقات وطريقة التعلم فيها لعلي بهذا أساهم في التنويه على تراث على وشك الزوال لعل الله يقيض من طلبة العلم من سيحيي هذه الحلقات العلمية التي يستفيد منها كل الناس بمختلف أعمارهم ومستوياتهم .
- كانت الحلقات في العهد القريب تقوم بدور هام في تثقيف الشعب وتعليم أمر دينه في المسجد وخارج المسجد في الحضر وفي السفر وتنقسم الحلقات إلى أقسام ويختلف فيها طريقة التحصيل والتكوين .

/:1 فمنها حلقة تعليم الصبيان ما قبل البلوغ


يعلم للصبي في هذه الحلقة بمحضرة المسجد عقيدة الصبيان المختصرة للشيخ اسماعيل الجيطالي مع بعض السور القصار بالتلقين في القصر شتاء وفي الجنان صيفا بمحاضر الغابة المختلفة وقد يصل الصبي بالتلقين إلى سورة النبأ يعلم في هذه الحلقة معلم خاص يسمى بالفقيه وقد يوزع دائما على الطلبة بعض الصدقات التشجيعية كالتمر والتين .


2/: حلقة الطلبة ما بعد البلوغ

يكتب الطلبة على اللوحة بالصمغ ما يستطيعون استظهاره في وقت معين فيصحح عند الفقيه ويستظهره الطالب بعد ذلك وطريقة الكتابة تكون بالإملاء بعد مساعدة الطالب بالكتابة على اللوحة المعروفة بالقلم الأسود فيأمر بتتبع الكتابة حتى يتعلم كتابة الحروف وبعد ذلك يكتب بالإملاء وقد يدرس البالغ بعض الأحاديث والمتون الدينية وذلك بكتابتها آخر اللوحة ولكل الطلبة وقت خاص للمراجعة الجماعية للقرآن وغير ذلك وأوقات التدريس تكون صباحا قبل الفجر وبعد صلاة الفجر وبين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء.


3/: حلقة إروان بالمسجد


إذا استظهر الطالب القرآن ينظم إلى حلقة إروان لينهل من مختلف فنون العلوم الشرعية وغيرها ويرويها لغيره وذلك بواسطة حلقة شيخ العزابة بالمسجد في وقت معين ففي الشتاء بعد صلاة العشاء أو الصبح وفي الصيف بين صلاة الظهر والعصر لطول النهار ولإروان عريف خاص بهم يتعلمون على يده كذلك في أوقات معينة


4/: حلقات المشائخ الخاصة


وفي خارج المسجد حلقات كثيرة خاصة لمشائخ أجلاء تعتبر بمثابة الجامعة اليوم مستوى التعليم فيها عال وصعب بعض الشيء يستطيع المريد الانضمام إليها بعد تخطيه المراحل التي قدمنا حتى يسهل عليه الاستفادة التامة .

فمادامت هذه الحلقات في خبر كان وقد حل محلها المدارس والمعاهد والجامعات نذكر عينة من الحلقات التي كانت تنشر الخير في المجتمع وتربي النشء والتي تخرج منها علماء أجلاء خدموا الدين والوطن ولعلنا بذكر هذه الحلقات نوقظ همم طلبة العلم والمشائخ ليعتنوا بهذه الحلقات كل في مجال تخصصه حتى يثقفوا الناس ويشغلوهم عن سفاسف الأمور التي ملأت أوقاتهم فكم من خير جني وسيجنى من هذه الحلقات على مر الزمان لماذا لأن التعلم والتعليم فيها لوجه الله تعالى ونصرة دينه لا غير ويستفيد منها جميع الناس كل على حسب مستواه بخلاف المعاهد والجامعات فالتدريس فيها يدور حيث تدور المادة وقد دخلها كثير من النظام الغربي الذي يوجه الطلبة إلى المادة والتفاني من أجلها بواسطة الشهادة .
فقبل البداية في سرد أسماء بعض الحلقات أقول توجد بعض الحلقات العلمية المنظمة في أوقات معينة وبنظام خاص كقسم التخصص في الشريعة الإسلامية بمعهد عمي سعيد ومعهد الحياة بالقرارة وغير ذلك من الحلقات الخاصة في غرداية ويسجن وبريان والقرارة وهذا شيء جميل والمهم أكثر هو الحلقات التي تفتح المجال لكل راغب مهما كان مستواه العلمي حتى يسود العلم في الجنسين في جميع المستويات .
قد يقول قائل: فما محل حلقات الوعظ بالمساجد من الإعراب ؟ حلقات الوعظ للترغيب والترهيب ووقتها قصير وليس فيها الحوار وتنوع الثقافة وهذا ما نتمنى أن يكون في مساجدنا لأن الفراغ مفسدة للعامة أي مفسدة وقد تسرب إلينا بسبب هذا الفراغ نظام الدعوة والتبليغ المبني على الحلقات البسيطة المتنوعة في الترغيب والترهيب وبعض الآداب العامة وما يتعلق بالدعوة إلى الله وقد استقطب شريحة كبيرة من الناس

ومؤخرا ظهرت في الوطن حلقات علمية خارج المسجد تتعلق بتدبر القرآن العظيم يرتادها جميع الناس ويستفيدون منها وقد انتشرت الفكرة في جميع قرى الوادي تقريبا فكم من ناس تقربوا إلى القرآن بعد هجران طويل بسبب هذه الحلقات التدبرية والتربصات التكوينية رغم وجود بعض النقائص في تسيير هذه الحلقات والكمال لله وحده نرجو من الله أن يعيننا على التحسين وكذلك ظهرت حلقات في الجزائر بمصلى جديد في سانتبي ويبقى نظام هذه الحلقات مرهون بتطورات الوقت واحتياجاته وهي على عاتق المشائخ وطلبة العلم المتخرجين والمتخصصين فترك العامة تتقلب في دوامة الحياة والعمل بدون تثقيف أمر جلل وعاقبته وخيمة لا نتكل على دروس المسجد بين المغرب والعشاء وعلى ما تبثه الفضائيات لأن هذا لا يفي بالمقصود وهو مفيد في الجملة وسأتمم الموضوع في حلقة ثانية لتشعبه وأبين أسماء بعض حلقات المشائخ في الوطن .

نفحات من نسيم التراث 2

ذكرت في الحلقة الأولى من هذا الموضوع الحلقات العلمية وتأثيرها في المجتمع وبينت أنواعها وفي هذه الحلقة أبين بعض أسماء الحلقات في القصور الثمانية من عهد القطب ولا أدعي الحصر لها حتى يتضح للقارىء فضيلة هذه الحلقات ودورها في نشر العلم والفضيلة على مر الأيام وتركيزي سيكون على الحلقات التقليدية الفعالة في المجتمع لأنه قد يكون هناك شيخ لكن لا تجد أثرا لعلمه في المجتمع لعدم نشاطه وقد تكون الحلقة في المسجد وهو الغالب أو خارجه والتكوين صادر من الحلقات الخارجية لتفرغ مشائخها، وذكري هنا للحلقات الخارجية ومشائخها غالبا .


1/: فمن الحلقات المشهورة في التاريخ والظاهرة ظهور الشمس في وضح النهار حلقة القطب رحمه الله فهي كالبحر ترمي للقريب جواهرا وتبعث للبعيد جودا سحائبا ومنها تفرعت الحلقات العلمية في وادي ميزاب وازدهر بسببها العلم ولا يعني هذا انعدام وجود حلقات علمية فالحلقات موجودة ومردودها ضئيل .

2/: فمنها حلقة الشيخ الحاج صالح بن عمر لعلي الضرير وقد اطلعت على وثيقة بخط الشيخ عمر عبد الرحمن توضح أوقات التدريس في حلقة الشيخ والكتب المعتمدة فيها وأرى أنه لا يقوى عليها إلا أولوا العزم من الطلبة المجدين لصعوبتها وتنوعها في جميع الفنون العلمية وقد ترجم الشيخ صالح أوجانة ترجمة وافية للشيخ وبين فيها حلقته العلمية بكل التفاصيل اعتمد الشيخ عمر عبد الرحمن ترجمته وأضاف إليها حين طبع الكتاب المسمى بمراقي العوام إلى مبادىء الإسلام للشيخين صالح لعلي بنظمه السلس الجيد وإبراهيم حفار بنثره القوي المتين .


ونذكر من تآليف الشيخ :
سبعة كراريس بخط المؤذن عبد الرحمن يوسف اليسجني في الفتاوى المتنوعة .
البراهين القاصفة في الرد على تمويهات متبعي الفلاسفة مطبوع .
وله مؤلفات أخرى مخطوطة ورسائل مطبوعة منها كشف اللثام عن أغراض بعض اللئام .


2/: حلقة الشيخ الحاج يحي بن إبراهيم باحيو والمسمى بأبي زكرياء كانت حلقته موسمية لطلبة جامع الزيتونة الأوائل ومن طلبته الشاعر مفدي زكرياء كما يحكي ابنه الحاج محمد حج هذا الشيخ أربعين حجة آخرها سنة 1918 وخطب خطبته المشهورة في عرفات أربعين مرة وكان والده إبراهيم من الخطاطين المشهورين بالمغرب استقدم إلى عمان للكتابة من قبل السلطان وتوفي هناك كما يذكر حفيده الحاج محمد رحمه الله له مراسلات ورسائل فقهية بخط يده .

3/: حلقة الحاج إبراهيم زرقون بن الحاج إسماعيل وهو من المشائخ المذكورين في رسالة القطب إلى الحاكم الفرنسي يقول الشيخ إبراهيم متياز في شريط مسجل تتلمذت في حلقة الشيخ إبراهيم زرقون قبل انضمامي إلى حلقة القطب وقد فضلت حلقته لفصاحته وخفته فبقيت فيها وجعلت أزور القطب عند الحاجة فقط وكانت حلقة هذا الشيخ قبلة للطلبة الجدد والجنس اللطيف وكانت حلقته موازية لحلقة القطب رحمهما الله لم يذكر لهذا الشيخ تآليف وإنما شهر عنه تكوين الطلبة من كلا الجنسين ومساعدة القطب في التدريس لفصاحته ولكنة القطب الظاهرة في لسانه .


4/: ومنها حلقة الشيخ محمد بن سليمان بن ادريسو المذكور في رسالة القطب السابقة وقد وضحت الطالبة النجيبة لطيفة بنت قاسم الحاج موسى في بحثها الخاص بحلقات المشائخ والمدارس الحرة في القرن العشرين الخاص ببلدة يسجن الكثير عن حلقة هذا الشيخ وغيره من مشائخ يسجن وخاصة حلقة الشيخ إبراهيم بن بكير حفار وقد ذكرت مؤلفات للمشائخ الذين تطرقت إليهم .


5/: ومنها حلقة الشيخ إبراهيم بن بكير حفار القراري الضرير من تلاميذ القطب المتأخرين كانت حلقته في القرارة بعد وفاة القطب ثم انتقلت إلى يسجن تخرج على يديه خلق كثير في كلا البلدين نذكر منهم على سبيل المثال في القرارة :


الشيخ الحاج امحمد بن سليمان مطهري
الشيخ الحاج يوسف بن بعمور بافولولو وغيرهما


وفي يسجن على سبيل المثال :


الشيخ الحاج محمد بن ناصر المغربي حاليا
الشاعر مفدي زكرياء وهما رفقاء الشيخ عمر بن يوسف عبد الرحمن اليسجني في الدراسة عام 1929 م
الشيخ محمد بن عمر داودي البنوري وهو رفيق الشيخ أيوب بن باحمد بافلح والشيخ عيسى بن إبراهيم دودو والشهيد قشار بلحاج بن عدون في الأربعينيات .
وقد تبنى الشيخ المغربي والشيخ محمد بن عمر مذهبا غير المذهب الإباضي .
وللشيخ حفار عدد لا يحصى من الطلبة من كل القصور وقد يحوي أسماءهم مؤلف خاصترجم للشيخ تلميذه الشيخ عمر بن يوسف عبد الرحمن في مقدمة كتاب مراقي العوام إلى مبادىء الإسلام وقد مر ذكره في بيان حلقة الشيخ صالح لعلي .
وللشيخ مؤلفات جليلة معظمها مخطوط فمنها
مجموعة فتاوى قيمة بخط تلميذه بابانو الحاج يوسف وتلميذه الشيخ عمر عبد الرحمن .
شرح مخمسة أبي نصر بن فتح الملوشائي وحائيته
السلاسل الذهبية في الشمائل الطفيشية وغير ذلك من المراسلات والرسائل العلمية المخطوطة .
وفي يسجن مشائخ أجلاء وطلبة أذكياء معظمهم تخرج من حلقة الشيخ حفار والآخرون من جامع الزيتونة وجامعات الجزائر وقسنطينة يقومون بواجبهم التبليغي في يسجن وخارجه كالشيخ بابانو الحاج محمد بن يوسف رفيق المشائخ في الحلقات ومساعدهم ومناصرهم والشيخ محمد بن بنوح فنون الذي درس كثيرا في حلقة الجابرية والشيخ صالح بزملال الذي كان قبلة للطلبة الباحثين في يسجن بمكتبة القطب ومكتبة الاستقامة وله حلقة خاصة مع بعض مريديه وحلقة الشيخ عمر عبد الرحمن اليسجني المتوفى سنة 1996 م بعد عجزه وأحمد الله أن تخرجت على يديه وحلقة الشيخ محمد بن أيوب صدقي الأسبوعية في تفسير القرآن الكريم وسنذكر بعضهم لاحقا


6/: حلقة الحاج عمر بن حمو بكلي في العطف من تلاميذ القطب ومن تلاميذه العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عمر بكلي ولهذا الشيخ أي عمر تاريخ حافل نرجو من الباحثين من أهل العطف إثراء هذا الجانب من حياة الشيخ وغيره من المشائخ في القرن العشرين كالشيخ الحاج مسعود بن إبراهيم .


7/: حلقة الشيخ يوسف بن بكير العطفي وهو آخر تلاميذ القطب وفاة كانت حلقته في بني يسجن من سنة 1954 م بعد وفاة الشيخ إبراهيم حفار في مقر الجابرية القديمة إلى سنة 1984 م وله أجوبة فقهية جليلة بخط الشيخ عمر عبد الرحمن اليسجني
وقد ترجم للشيخ الأستاذ الحاج أحمد بن حمو كروم .

وفي العطف مشائخ أجلاء وطلبة في شتى التخصصات من خريجي بعض الحلقات والمعاهد الحرة بالوطن والجامعات ينشطون في المجتمع منهم الشيخ سعيد كعباش الخطيب المصقع والمحقق الحاج أحمد كروم وغيرهما ممن قضى نحبه ولم يذكر له حلقة علمية خاصة في داره يرتادها طلبة العلم .


8/: حلقة الشيخ الحاج عمر بن يحي المليكي من تلاميذ القطب رائد النهضة الإصلاحية في القرارة وقد تخرج على يديه الشيخ المصلح إبراهيم بن عمر بيوض مؤسس معهد الحياة في القرارة لم يذكر للشيخ تآليف وقد ترجم له المؤرخ الشيخ محمد بن علي دبوز في كتابه النهضة الحديثة وأعلام الإصلاح .

9/: حلقة الشيخ يحي بن صالح باعمارة قاضي مليكة من تلاميذ القطب مذكور في رسالة القطب إلى الحاكم الفرنسي وقد خلف مكتبة قيمة وله مراسلات مع القطب في المسائل الفقهية منها قضية التصوير الفوتوغرافي آنذاك بحكم كونه قاضيا وقد أفتى له القطب بالكراهة خلفه في حلقته ابنه عبد الرحمن.


10/: حلقة الشيخ سليمان بن بكير مطهري المليكي من كبار تلاميذ القطب ونائب له في حلقته حين غيابه وقد درس على يديه الشيخين أبي اليقظان وأبي إسحاق أطفيش ومن تلاميذه ابنه المحدث الشيخ امحمد مطهري وكثير من الجنس اللطيف .
ترجم له ابنه ترجمة وافية توجد نسخة منه في حوزتي
وفي مليكة مشائخ وطلبة علم من خريجي معهد الحياة بالقرارة ومعهد عمي سعيد ومن بعض الحلقات السالف ذكرها ينشطون في المجتمع قدر المستطاع .


11/: حلقة الشيخ سليمان بن بنوح الغرداوي من تلاميذ القطب وهو أول من أسس مدرسة عصرية في غرداية في حي بوكحلة في العشرينيات وهي نواة لمدرسة الإصلاح التي أسسها الشيخ حمو بن باحمد كما سيأتي


12/: حلقة الشيخ الحاج بابكر بن مسعود القاضي من تلاميذ القطب الكبار شيخ مسجد غرداية توفي سنة 1907 م كان مدرسا للعموم في المسجد العتيق وعلى يديه تخرج الشيخ عمر بن يحي معلم الشيخ بيوض .
ترجم للشيخ عيسى النوري والحاج سعيد يوسف .

13/: حلقة الشيخ بهون بن موسى الحاج سعيد من كبار تلاميذ القطب تعلم منه بواسطة تلاميذه ومن كبار حلقة إروان بغرداية وحلقته كانت بحي تيميزار في دار الشيخ عمي سعيد الجربي وهو جدي الثالث .
ترجمت له ترجمة وافية توجد نسخة منها في أمزاب أون لاين وضعتها بمناسبة وفاة الشيخ عمي سعيد حمو بن موسى حفيد الشيخ بوهون من ابنته عائشة وقد سميت الترجمة بـ جد الشيخ حمو عمي سعيد من أمه


14/: حلقة الشيخ يوسف بن بعمور الأول لوجود الشيخ يوسف بن بعمور الثاني عاصر الشيخ الحاج بابكر بن مسعود وكان مرجعا في الفتوى

ترجم له عيسى النوري في كتابه دور الميزابيين ج 1


15/: حلقة الشيخ بهون بن إبراهيم فخار من تلاميذ القطب تحامل عليه بعض الجهلاء واتهمه بتهم باطلة جعلته يعيش وحيدا فريدا إلى أن وافته المنية في السبعينيات ترجم له الشيخ حمو بن عمر فخار.


16/: حلقة الشيخ حمو بن باحمد بابا اوموسى من تلاميذ القطب ونساخه كانت حلقته الخاصة مفتوحة لبعض الناس فقط في مكتبته الكائنة ( بإغولاد أن تيرست شوارع البئر) وكانت له دروس في المسجد العتيق في أوقات معينة بحكم كونه شيخا للمسجد العتيق من سنة 1910 م إلى 1957 م تاريخ وفاته .


فمن مؤلفاته :


مجموع فتاوى مفيدة جمعها من الشيخ القطب
الرحلة السنية قصة رحلته إلى الحج
ترغيب الراهب وترهيب الراغب في المواعظ
الحجج الدامغة لبدع الفئة الزائغة في الرد على مخالفيه
مراسلات كثيرة ورسائل فقهية متنوعة للطلبة والمشائخ
ترجم له الأستاذ أوجانة صالح وقد نقل ترجته الشيخ عمر عبد الرحمن في بعض كراريسه


17/: حلقة الشيخ محمد بن باحمد بابا أو موسى شقيق الشيخ حمو وقد تعلم على يديه خلق كثير وكانت حلقته الخاصة في منزله قبلة لكثير من الناس ومن تلاميذه الحاج حمو تامتلت والحاج إسماعيل بن إبراهيم علواني معلم الصلاة الشهير .

خلف أخاه في المشيخة بالمسجد العتيق وتنحى منها بعد الاستقلال إلى أن وافته المنية في أوائل السبعينيات
ترجم له مع أخيه الشيخ صالح أوجانة


18/: حلقة الشيخ يوسف بن بعمور بافولولو المتوفى في الثمانينيات من كبار تلاميذ الشيخ حفار مقر حلقته مشهور إلى اليوم يدرس فيه أحد تلاميذه وهو الشيخ إبراهيم كربوش وكان الشيخ يوسف ممن كون وربى أجيالا تشهد بإخلاصه ومعظم العزابة وإروان الموجودين حاليا بالمسجد العتيق هم ثمرة جهاده نذكر منهم الحاج إبراهيم بن علي حجاج والحاج يوسف بن بكير تحكوبيت والحاج محمد بضليس معلم الصلاة وكاتب الوصايا .
توجد ترجمة عنه لبعض الطلبة في مكتبة عمي سعيد .
17/: حلقة الشيخ باحمد بن يعقوب معلم القرآن الكريم
18/: حلقة الشيخ جمة بالة معلم القرآن الكريم
19/: حلقة الشيخ عيسى فخار معلم القرآن الكريم
20/: حلقة الشيخ بكير بن علي موسى واعلي معلم القرآن الكريم وكان الفضل العظيم لهذه الحلقات الأربع في تحفيظ كتاب الله للناشئة ومعظم الحفاظ القدامى المجيدين لتلاوة القرآن هم ثمرة جهادهم وكثير منهم على قيد الحياة .
توجد بعض التراجم لهؤلاء المشائخ الأربع بمكتبة عمي سعيد لبعض الطلبة .


21/: حلقة الشيخ حمو بن إبراهيم تامتلت المتوفى قبل ثلاث سنوات وهي من آخر الحلقات التقليدية وقد تكونا فيها مع ثلة من الطلبة منهم الشيخ موسى بن إبراهيم قزريط كانت في منزله بالقصر والجنان يفتح بابه لمن يتعلم من بعد صلاة الصبح إلى قبيل الزوال ومن بعد صلاة العصر إلى المغرب ومن بعد صلاة العشاء إلى قبيل منتصف الليل له أوصاف كثيرة ومحامد لا يليق المقام بحصرها وقد تحولت حلقته إلى بعض طلبته ومريديه ترجمت له نخبة من طلبة عشيرته مع الأستاذ الحاج قاسم بابا واسماعيل .
وقد كتبت ترجمة وافية عنه وبعثتها إلى الشيخ موسى قزريط وكذلك كتب عنه الأستاذ الحاج أحمد كروم

22/: حلقة الشيخ إبراهيم بن عمر أداود على قيد الحياة وقد تخرج على يديه طلبة كثيرون حملوا مشعل إحياء السنة ومحاربة البدعة وكلهم على قيد الحياة .
ولا أنسى هنا التنويه بالشيخ القدير أبي الحسن علي القراري المتوفى في الثمانينيات والذي شهد له بالصرامة في التعليم بغرداية ومليكة العليا ردحا من الزمن تقبل الله منه .


ملاحظة لا بد منها :


وفي بلدة غرداية وغيرها من القصور مشائخ آخرون من خريجي الحلقات والمعاهد الحرة بالوطن والجامعات اعتمدوا الطريقة الحديثة في التدريس فكانوا أساتذة في المعاهد والمدارس الحرة والمدارس الرسمية في أوقات معلومة منهم على سبيل المثال لا الحصر
الشيخ باحمد بن عمر أوبكة مدرس الفقه وأصول الدين في معهد الإصلاح
الشيخ محمد بن أيوب صدقي مدرس أصول الفقه وعلوم القرآن في قسم التخصص في الشريعة الإسلامية بمعهد عمي سعيد ومدرس اللغة والأدب العربي في بعض المدارس الرسمية سابقا
الشيخ بابانو محمد بن صالح شفاه الله مدرس أصول الدين سابقا في قسم التخصص بمعهد عمي سعيد ومدرس الأدب في عنابة سابقا كذلك
الشيخ إبراهيم بن محمد طلاي مدرس اللغة والنحو في قسم التخصص بمعهد عمي سعيد سابقا ومفتش التربية
الشيخ محمد بن سليمان مطهري المتوفى مدرس علوم الحديث بقسم التخصص بمعهد عمي سعيد وكانت له حلقة خاصة في منزله وقد درست عنده
الشيخ الشهيد بالحاج بن عدون قشار مدرس الفقه الإباضي في معهد عمي سعيد وقسم التخصص في الشريعة بمعهد عمي سعيد
الشيخ حمو بن داود آت موسى الضرير المتوفى في سنة 2004 م المدرس القدير للقرآن الكريم في معهد الإصلاح وفي عشيرة آل النشاشبة عضو في حلقة إروان بالمسجد العتيق .
الشيخ قاسم بن بكير موسى واعلي المتوفى المدرس المجيد للقرآن الكريم بمعهد عمي سعيد عضو في حلقة إروان بالمسجد العتيق من الحفاظ النادرين .

23/: حلقة الشيخ أيوب بن بابه عيسى في بنورة وقد مدحه الشيخ القطب في قصيدة ارتجالية معروفة حين تجمع في المجلس الكرثي مع بعض أعيان بني مصعب وكان من تلاميذه النجباء المحاربين للبدع وقد توفي شابا وبعده تقلد المشيخة في المسجد مشائخ أجلاء وقد ذكرهم حمو عيسى النوري لكن لم يسجل لهم التاريخ أي نهضة علمية وكان آخرهم الشيخ إبراهيم بن الحاج عيسى هيبة من تلاميذ حفار وكانت للشيخ إبراهيم حفار رحمه الله حلقات متنقلة إلى بنورة ومليكة ومن تلاميذه في بنورة الشيخ أيوب بن باحمد بافلح والشيخ بالحاج بن عدون قشار والشيخ محمد بن عمر داودي والشيخ عيسى بن إبرهيم دودو
أنظر في كتاب عيسى النوري .


24/: حلقة الشيخ عيسى بن إبراهيم دودو خلف الشيخ يوسف بن بكير العطفي في حلقته بيزقن من سنة 1984 م إلى اليوم فهو يجتهد حسب مؤهلاته لتبليغ الرسالة وتربية النشء وخاصة الجنس اللطيف في بنورة في حلقات خاصة تعلمنا منه كثيرا حفظه الله .


25/: حلقة الشيخ محمد بن عمر داودي المتوفى في العام الماضي سني المذهب بعد كونه إباضي المذهب وقد أمسك بعض طلبته بعده المشعل في المصلى المسمى بعباد الرحمن
وفي بنورة مشائخ وطلبة تخرجوا من معهد الحياة بالقرارة ومعهد عمي سعيد بغرداية وتخرجوا كذلك من بعض الحلقات السالف ذكرها يدرسون في المدارس الحرة والمدارس الرسمية بالطريقة العصرية ولم تكن لهم حلقات خاصة تذكر .


26/: حلقة الشيخ الحاج قاسم بن بوكر والشيخ محمد بن إبراهيم كولا والشيخ الحاج صالح بن موسى موسى المال من بريان وكلهم من تلاميذ القطب قاموا بواجبهم التبليغي في المسجد وخارج المسجد في حلقات خاصة للجنسين ولم يذكر لهم التاريخ أي تطوير أو نهضة علمية.

27/: حلقة الشيخ عبد الرحمن بن عمر بكلي العطفي المتوفى سنة 1986 م استقدم من العطف فقام بواجبه التدريسي أحسن قيام في المدرسة وكانت له ندوة فقهية يحضرها طلبته ومريدوه ويعتبر الشيخ من المجددين والمجتهدين وقد بلغت شهرته العالم الإسلامي بواسطة تحقيقاته الجليلة ومؤلفاته القيمة
ندوته الفقهية لا تزال مستمرة إلى اليوم في بريان بقيادة الشيخ أحمد بن عمر أوبكة أحد تلاميذ الشيخ وقد حضرتها أكثر من مرة في حياة الشيخ صالح بزملال المواظبين على حضورها من قصر يسجن.
وفي بريان مشايخ وطلبة من خريجي معهد الحياة بالقرارة وقسم التخصص في الشريعة بغرداية يقومون بواجبهم الديني في شتى مجالات الحياة وليست لهم حلقات خاصة على الطريقة التقليدية.
وقد برز في بريان الشيخ محمد بن بكير رشوم الضرير والمتوفى منذ عشر سنوات تقريبا من تلاميذ الشيخ بيوض له مؤلفات جليلة أثرى بها المكتبة الإسلامية عامة والإباضية خاصة .


28/: حلقة الشيخ إبراهيم بن عيسى الأبريكي من تلاميذ القطب النجباء وقد تخرج على يديه علماء أجلاء وقام بنهضة علمية في القرارة وصنوه في الجهاد الشيخ عمر بن يحي المليكي المذكور آنفا في حلقات علماء مليكة والذي كون نخبة من علماء الأمة ثم بعثها إلى معهد القطب منهم الشيخ أبو اليقظان والشيخ إبراهيم حفار وآخرهم رائد النهضة الإصلاحية في القرارة الشيخ بيوض إبراهيم بن عمر .
29/: حلقة الشيخ الحاج عمر بن مسعود كان من المدرسين البارزين بعد وفاة الشيخ عمر بن يحي في حلقته الخاصة وقد وقعت له بعض المضايقات حتى ترك مهنة التدريس .

30/ حلقة الشيخ بيوض إبراهيم بن عمر كان خلفا لشيخه الحاج عمر بن يحي وكان معهد الحياة امتدادا لحلقة الشيخ عمر بن يحي تطور تلقي العلم في المعهد فتغلب فيه تدريس الأدب والعلوم العصرية الأخرى وتقلص بذلك التخصص الشرعي فكان جل المتخرجين من المعهد الأدباء والشعراء ومؤخرا فتح قسم التخصص في الشريعة وقد تخرج منه طلبة كثيرون.
وفي القرارة مشائخ أجلاء وطلبة نبهاء تخرجوا من معهد الحياة والزيتونة وبعض جامعات القاهرة يدرسون في المدارس والمعاهد والجامعات وللشيخ محمد بن بابه الشيخ بالحاج حلقة أسبوعية في القرارة يحضرها المشائخ والطلبة من بعض القصور وقد حضرناها مرارا واستفدنا منها كثيرا .

تصحيح لبعض الأخطاء وإضافة بسيطة


ذكرت في مشائخ يسجن الشيخ عمر عبد اليسجني والصحيح عبد الرحمن
ذكرت في مشائخ العطف من تلاميذ الشيخ عمر بن حمو بكلي الشيخ عمر بن عبد الرحمن بكلي والصحيح الشيخ عبد الرحمن بن عمر بكلي
ذكرت في مشائخ غرداية أربعة معلمين للقرآن فقلت وكان الفضل العظيم لهذه الحلقات الأربع والصحيح الحلقات الأربعة
يضاف في آخر فقرة حلقة الشيخ رقم 22 ما يلي:
ولا أنسى هنا التنويه بالشيخ القدير أبي الحسن علي القراري المتوفى في الثمانينيات والذي شهد له بالصرامة في التعليم بغرداية ومليكة العليا ردحا من الزمن تقبل الله منه .
يضاف في حلقة رقم 26 بعد ذكر موسى المال كلمة من بريان.

------------------------------------

(1): موقع تيوفري

الحيـاة العلمية بأريـغ من القرن الرابع إلى السادس للهجرة

الحيـاة العلمية بمنطـقة أريـغ

من القرن الرابع إلى السادس للهجرة النبوية المشرفة

Icon 09الدكتور: عمر بن لقمان حمو سليمان بوعصبانة

أستاذ ـ جامعة وهران ـ

لم يكد يأفل نجم الدولة الرستمية في تاهرت سنة 296هـ حتى عجَّت منطقة أسوف وأريغ ووارجلان بالعلماء، خاصة بعد اهتمامهم بإنشاء حلقات العلم والتأليف التي تطورت إلى نظام العزابة ليصبح بعد زمن نظامًا علميا واجتماعيا متكاملا. ولقد كانت وارجلان في هذه الفترة الممتدة من القرن الثالث إلى السابع للهجرة مركزًا تجاريا وعلميا يربط المغرب الأوسط الإسلامي بجنوب الصحراء وحتى أقاصي غرب إفريقيا.

على أنَّ تخصيص هذا البحث بمنطقة أريغ بالتحديد لاعتبارات أهمهما أنها كانت مهد نظام العزابة العظيم، وأنها كانت القلب العلمي النابض لمنطقة وارجلان وما يليها غرباً و منطقة أسوف وما يليها شرقًا.

التعريف بالمنطقة:

*-أريـغ: تُنسب المنطقة إِلىَ قبيلة بني ريغة، وبنو ريغة يَتَّصِلُ نسبهم ببني مغراوة، ويَتَّصِلُ نسبهم بزاكيا، مثل قبيلة بني يفرن وبني واسين، وجدُّهم الأَوَّل الديرت بن جانا، أي: جاناتن، أي زناتة(1).

وقد امتاز أهلها بأخلاقهم الحسنة، ونرى ذَلِكَ جليا في شهادة أبي عبد الله محَمَّد بن بكر (ت: 440هـ)، وكانت سببا في حلوله بينهم إذ قال بعد أن استخار الله واستشار أصحابه قائلا لهم: «إِنَّ هاهنا ناسا رقاق القلوب، أرجو أن ينتجع فيهم الإِسلاَم ويتلقَّوا ما نَحْنُ عَلَيْهِ بالقبول، ويكونوا لهذا الخير أهلا، وهم مغراوة ريغ، فما رأيكم في الانتقال إِلىَ جهتهم؟»(2).

قالوا: في رأيك اليُمن والبركة، فسرُّوا بِذَلِكَ سرورا عظيما، واغتبطوا أيَّ غبطة(3).

ويختلف ياقوت الحموي مع ابن خلدون، إذ ذهب إِلىَ أَنَّ ريغ يقصد به بالبربريَّة السبخة، فَكُلُّ من كان منها فهو ريغي(4).

بينما يذهب ابن خلدون إِلىَ أَنـَّهُم بطن من مغراوة، مثل: بني سنجاسن، والأغواط، وبني ورا. ونزل الكثير منهم بين قصور الزاب وواركلا، فاختطُّوا قرى كثيرة في وادٍ ينحدر من الغرب إِلىَ الشرق(5).

*-تُـقـرت:

تعتبر تقرت من المدن العريقة فلقد ذكرها ابن خلدون على أنها كانت قاعدة بلاد ريغة.

وذكرها الدرجيني فى كتاب الطبقات و أَنَّ الشيخ عبد الرحمن بن المعلى أسَّس حلقة العلم بها. يقول عنه الدرجيني: «هو أَوَّل من أسس الحلقة بمسجد توقورت، وأنهج طرقها، وأحكم عقودها وأوثقها، وقيَّدها ووقتها. وحجر عَلَى تلامذتها أزقتها، وقسط موازينها، وحقق قوانينها، فتخلَّق كُلُّهُم بحميد هَذِهِ الأخلاق»(6).

يَـتَـبَـيَّنُ لنا من خلال هَذَا ما فعله الشيخ عبد الرحمن بن المعلى في تأسيسه الحلقة من جهة، واستخدامه لضوابط محكمة يسير عليها الطلبة. وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى نجاح نظامه اشتهاره في الآفاق، ومجيء طالبي العلم من أماكن بعيدة، وإضافة الدرجيني قائلا:

«وتيمَّمها طلاَّب الخير من جميع الآفاق، يشاهدون البراهين والعبر، ويشهدون المنافع الكبيرة، ويأخذون السنن عن التُّقاة والسير، ويصدِّقون الخبر والمخبر»(7).

ومن مشايخ منطقة تقرت الذين ذكروا في كِتَاب السير نذكر أبا عبد الله محَمَّد بن الخير بن أحمد. صنَّفه الدرجيني ضمن الطبقة العاشرة (450ـ500هـ/1058ـ1106م). أخذ العلم في كدية مغراوة، وكان من تلامذة أبي عبد الله محَمَّد بن بكر. وقد اهتم إِلىَ جانب العلم بالفلاحة، واستصلح أرضا بـ«تَلاَ عيسى»(8).

*-بـلـدة اعـمـر:

تين باماطوس، آجلو الغربي، آجلو الشرقي.

تكاد هَذِهِ الأسماء تشكِّل مدينة واحدة، حيث تداخلت حسب ذكر الحقائق عنها.

لقد اهتمت المصادر التَّارِيخِيَّة بِهَذِهِ العاصمة الثَّقَافِيَّة اهتماما كبيرا، لقد كان فضلها عَلَى المنطقة والمناطق المجاورة مثل وارجلان وبادية بني مصعب كبيرا جِدًّا.

التعريف ببعض مشايخها:

الشيخ أبو عبد الله محَمَّد بن بكر الفرسطائي

هو أبو عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي النفوسي, ولد سنة 345هـ وتوفي سنة 440 هـ بتين اسلي (بلدة عمر) ودفن بها(9).

نشأ بفرسطا بجبل نفوسة شرق كباو, أخذ العلم عن الشيخين : أبي نوح سعيد بن زنغيل(10) وأبي زكرياء بن أبي مسور(11), ولـمَّا مات أبو نوح انتقل إلى القيروان للاستزادة من علوم اللسان, وفي طريقه إلى تاجديت ـ للاستزادة من علم الفروع على الشيخ أبي عمران موسى بن زكرياء ـ وفد إليه أبناء شيخه أبي زكرياء فصيل: زكرياء ويونس, وابن أخته أبو بكر بن يحيى(12) و من معهم طالبين منه أن يعقد لهم الحلقة.

فامتنع وراودوه أيّاما, ولمّا كان في المسجد سمع رجلا يودع صاحبه ويقول له : «يافلان اجعلها لله لا تخب». فتفاءلوا بذلك جميعا, واشترط عليهم أربعة أشهر ليردّ الجواب.

وبعد مدّة من التفكير تقرُب من أربعة أشهر وضع أبو عبد الله نظام الحلقة ملبّيا رغبة شيخه أبي زكرياء بن أبي مسور في تينسلي في الغار(13) الذي أعدّه له أبو القاسم يونس بن ويزكن الوليلي لدى مغراوة ريغ.

وكان لكثرة تنقُّله مع تلامذته أن قال فيهم عبد الله بن الأمير :«عجبا لهذا الشيخ وأصحابه, إنّما مثلهم كمثل الحواريّين لعيسى بن مريم»(14) أمّا سبب مجيء أبي عبد الله إلى وارجلان فهو الظلم الذي حدث من بني وَرْزمَارْ إذ قطعوا الطريق, وأكثروا الأذى, فجمع أبو عبد الله جماعة أهل أريغ وحثّهم على دفع الظلم, ولكنّهم أجابوا بقولهم "لا طاقة لنا وما عسانا أن نقدر عليه؟" فأجابهم "نحن نقدر على أنفسنا(15) حينئذ قرّر الذهاب إلى وارجلان فنزل بإيفران, فأقام بها عاما, وكان هذا القرار من أريغ لعاملين:

1ـ لدفع جماعة أريغ لتغيير المنكر بأنفسهم عن منطقتهم.

2ـ لتأمين الطريق للعزابة الذين يفدون إليه, ويقتلون بأريغ.

و كانت له رحلات أيضا إلى بادية بني مصعب إبّان الربيع لمآرب كثيرة منها طلب راحته وراحة طلبته حيث الجوّ ألطف والهواء أنقى(16) و له في الميدان العلمي الآثار الكثيرة, وقد ألّف في الحجج والبراهين, وفي الأخلاق(17) ولكن لم يصل إلينا شيء منها بل تذكر كتب السير جميعها عناوين كتبه. ومات رحمه الله في غاره في تين يسلي وقبره قبالة الغار وقال عبد الرحمن بن عمر جعلت علامته شجرة يقال لها العنظوان وهي بالبربرية تاعقايت(18) وترك من الأبناء : أبا العباس أحمد بن محمد : صاحب التآليف. وأبا يعقوب يوسف بن محمد، وإبراهيم بن محمد.

ومن الذين درسوا على ابن زنغيل وكان لهم الفضل في ترتيب الحلقة أيضا في بدايتها أبو الخطاب عبد السلام بن منصور بن أبي وزجون المزاتي(19).

و كانت رحلته الأخيرة من قلعة درجين سنة 440هـ إلى سوف ثمّ إلى آجلو مع قبيلة ورتيزلن أمام هجمات الصنهاجيّين فوجد أبا عبد الله محمد بن بكر في آخر أيّامه, ويحتمل جدّا أنّه واصل المسيرة التي بدأها ولو أنّ المصادر سكتت عن ذلك.(20)

التنظيم الإداري للتعليم:

لم تكن الحلقة منظمة بنفس الطريقة التي استحدثها أبو عبد الله محمد بن بكر, إذ إنّ الحلقات الموجودة في المساجد حول المشايخ أو في أماكن خاصة للتدريس أقلّ إحكاما من حيث نظام أبي عبد الله الجديد.

فأبو عبد الله رأى أنّ على الطالب أن يلزم أماكن الدراسة كامل أوقاته أو بالأحرى كامل فترته الدراسية، فجمع بين الدراسة والسكن والعبادة وطلب العلم.

و أسند للطلبة وظائف, فكوّن منهم عرفاء فصاروا يشعرون بالمسؤولية وبالتالي يلتزمون بآداب خاصّة حتّى ينالوا احترام غيرهم ويخففوا عن الشيخ أعباء كثيرة لا يستطيع القيام بها وحده.

وهذا النظام نظام الحلقة, أي نظام العزابة سيأخذ شكلا آخر على مرور الزمن، فهو يتمثل الآن في الهيئة الساهرة على الأمور الدينية مثلما يسهر على حياة المجتمع في شتّى مناحيه, في جوّ من الترابط والتلاحم.

أ- الشيخ:

بعد أن نلقي نظرة خاطفة على الهيكل العام لأعضاء الحلقة نلاحظ أنهم ينقسمون إلى صنفين: آمرين ومأمورين, وفي أعلى الهرم بالنسبة للآمرين نجد الشيخ، والشيخ وحده هو الذي تنتهي إليه المسائل العويصة للفتوى وهو المرجع الوحيد والأخير لدى كلّ الأمور التنظيمية وهو وحده الذي يستطيع أن يصدر العفو بعد الخطة والهجران(21) ولا يصل إلى هذه المرتبة إلاّ بعد أن يبلغ مبلغا عظيما في العلم والورع والتقوى ولا يجلس إلى الحلقة إلاّ بعد أن يأنس من نفسه ذلك ولا يردّ المسألة إلى غيره من المشايخ إلاّ على سبيل الاحترام والتقدير.

و تتلخّص مهامه التربوية في الحلقة على الآتي:

*الجلوس لطلبة فنون العلم في وقت معلوم ليأخذوا عنه الدرس.

*الاستفتاح وهو قيامه في الثلث الأخير من الليل أو الربع الأخير، فيفتتح التلاوة حيثما وصلوا ليلة البارحة, بعضهم يقرأ وبعضهم يدرس وحده إلى الفجر.

*الجلوس بأثر الختمات للجواب على الأسئلة في أي فنّ كان, ويذاكر تلاميذه فيما حصلوه.(22)

*الحكم بين المختلفين والمختصمين من التلاميذ.

مهام الشيخ خارج أوقات الدراسة في الحلقة:

يجمع التلاميذ يوم الاثنين والخميس فيعظ ويذكّر ويحذّر ويسألهم عن أحوالهم فمن عيب عليه شيء, فالخطة والهجران للكبير والزاوية والجلد للصغير.

يأذن لعابر السبيل في الإقامة أيام حلوله كضيف ويأكل من غير المدّخر, أو الدخول في الحلقة بعد الاستفسار عن سيرته لدى أهله وذويه.

يأذن فيما يشترى أو يباع من الأقوات وما يدّخر وما لا يدّخر منها.

يأذن في قسمة ما يفتح الله من رزق أو أوقاف على التلاميذ.

و مع ذلك فالشيخ لا يستنكف أن يقوم بأعمال يرى فيها الأجر والثواب.(23)

ب ـ العرفاء(24):

يختار الشيخ عرفاء من خيرة الطلبة اجتهادا وذكاء وإخلاصا فيصنّفهم صنفين: صنف لأعانته في التدريس وهم من حملة القرآن.

وصنف لمراقبة (الداخلية) وهذا يكفي فيه واحد للختمات والنوم وآخر للطعام.

فالمجموعة الأولى: ترتبط بجماعة الألواح من طلبة القرآن فيملون عليهم ويصحّحون ألواحهم, وكلّ واحد يختصّ بمجموعة لا تقلّ عن اثنين ولا تزيد عن عشرة إلاّ في حالة الضرورة عند كثرة الطلبة وقلّة العرفاء(25).

أمّا العريف المكلّف بالختمات والنوم فمهامُّه تنحصر فيما يلي:

*عليه ارتصاد الحزب للمذاكرة فينبّه الشيخ في الغد إلى مكان الحزب بالأمس.

*عليه أن ينادي بنوم الهاجرة, ويلزم من لا عذر له على النوم.

*عند غروب الشمس ينادي للختمة.

*بعد صلاة العشاء وقراءة القرآن ينادي بالدعاء.

*بعد قراءة بعض المواعظ على الشيخ ينادي بالنوم.

و من خالف هذه الأوامر يتعرّض للعقوبة المتمثّلة في الخطة والهجران للكبير والزاوية والجلد للصغير, أو الطرد إن اقتضى الأمر(26).

أمَّا العريف المكلّف بالطعام: فهو الذي ينبّه الطلبة والعزابة على ملازمة حسن الآداب إذا كان الطعام خارج إقامتهم عند شخص عامّي, وذلك بشعار حسّان, أو حسّان بن ثابت, أو أحسنوا آدابكم. وإذا كان الطعام عند عزابي فيميلون إلى الانبساط من اقتراح ما يحسن طعامهم.

والعريف يرتّب جلوسهم، ويأمر بالماء ليغسلوا, وبعد الطعام ينادي بالدعاء.

و إذا كان الطعام يحتاج إلى إعانة ومعالجة فلا يشغل الطلبة المنشغلين بدراستهم بل يعفيهم ويميل إلى غيرهم(27).

و لعلّ أجمل ملحظ نراه في أكلهم: أنّهم يُقسَّمون إلى طوائف ويكون في كلّ طائفة عريف عليها أكبر المجموعة سنّا وأكثرهم تضلّعا في الشريعة والعلوم, فيلقي ثلاث مسائل في فنون مختلفة ويكون الجواب عليها ميامنة فإن عثر أحدهم أمسك يده عن الطعام تلقائيا إلى أن يتذكّر الجواب.

وبهذا نرى أن هذا النظام محكم ويستغلّ جميع وسائل الزجر والترغيب ويصل الحدّ به إلى أن يحرم الطالب من الأكل وهو يشتهيه, وخاصّة وقت الخصاصة, وقد لا تروق علماء النفس هذه الطريقة الآن ولا يجرؤون على تطبيقها أيضا ولو علموا جدواها.

ولعلّ من أهمّ تأثيراتها حين يدعى طالب الحلقة لهذا النظام أنّه يحضّر نفسه قبل كلِّ طعام يوميّا تحضيرا ينصرف ذهنه كلّيا إلى حفظ المسائل وإلى الاختبارين الصعبين: الجواب على المسائل أو الإمساك عن الطعام إلى أن يمنَّ الله عليه بالجواب.

ج ـ الطلبة أو (العزابة):

يُعرِّف الدرجيني كلّ من طلب العلم ولازم الطريق وسير أهل الخير, وحافظ عليها وعمل بها بالعزابي، وإن حصَّل العلم دون السير لم يسمّ به(28).

أي أنّ طالب العلم تُشترط فيه شروط معلومة لكي يصل إلى العزّابي, تجمع بين طلب العلم والالتزام بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف والاقتداء بعمل الصالحين من قبله.

ومجموع العزابة مع شيخهم يكوّنون الحلقة, وبهذا تغير اسم الحلقة من نظام في الجلوس حول الشيخ إلى مجموع العزابة مع الشيخ كيفما كان وضعهم أو مكانهم, فالعزابة اسم لجماعة تشتمل على الشيخ يعلّمهم العلم ويلقّنهم السير ويبصّرهم في الدين بحسب ما يفتح الله على كلّ واحد منهم....فكأنّهم محلّقون ولو أنّهم مفترقون(29).

يتألّف الطلبة حسب السنّ من كبار وصغار، والكلّ يجتهد في طلب العلم والالتزام بالضوابط التي رسمها المشايخ حتّى لا يتعرّض لعقوبات صارمة, وإن كانت الرغبة التي دفعته لطلب العلم وطاعته لمشايخه تحدوان به إلى الابتعاد عن العقاب المعنوي أو المادي.

فالسنّ إذًا لا يشترط في طالب العلم ما دام الهدف هو معرفة الشريعة الإسلامية والفرد المسلم يحتاج إليها في كامل أطوار حياته بل يعدّ ذلك عبادة لا تعدلها عبادة.

والطلبة صنفان: كبار وصغار.

والكبار منهم المجدّ ذو المواهب الحسنة ومنهم المجدّ ذو المواهب المتوسّطة وأمّا الطلبة الذين لا يبذلون جهدا فعادة ما يتعرّضون للخطة والهجران أو الطرد إذا كانوا كبارا، والزاوية والجلد أو الطرد إذا كانوا صغارا.

والمجدّون من ذوي المواهب الحسنة عادة ما يكون منهم العرفاء, وأمّا ذوو المواهب المحدودة فينبغي أن تكون خدمة الطعام من هؤلاء الذين لم يفتح الله عليهم بشيء, ولم يشرح صدورهم للعلم, لكن ينفعهم الله بخدمة أهل الخير ويوفيهم فيها أجورهم(30).

ومن أمثلة هؤلاء تلميذ من تلامذة أبي عبد الله محمد بن بكر اسمه «بلغن»، كان يخدم العزابة في تين يسلي ويخبز لهم الرغائف وكان يتعنَّى في خدمتهم ويحتسب ما عند الله(31).

و قد يعجب البعض من تقصير هؤلاء أوّل الأمر إن جهل أنّ الكبير عادة ما يتخبّط في مشاكل اجتماعية تكون سببا في انشغال باله, وتشتت ذهنه رغم انقطاعه عن التعليم(32).

و أمّا الصنف الأخير: فهم الزمنى والعميان فقد نطق بعذرهم القرآن.

ونرى هذا النظام من التعليم يعذر كلّ إنسان قاصر في فهمه ملتزم بالنظام والحضور علّه يستفيد شيئا ينفعه لدنياه وآخرته.

*-ومثلما يلتزم بالحضور والانضباط يشترط عليه هندام خاصّ وهيئة خاصّة. منها:

*-لبس البياض, وعدم السماح بالثوب المصبوغ.

*-حلق شعر الرأس.

*-إذا لبس العمامة فعليه بالتلحي(33).

د) أماكن التدريس:

ليست المساجد أماكن لتأدية الشعائر الدينية فقط مثل الأديرة والكنائس والبيع, بل هي المكان الذي يتقاضى فيه الناس, وتعقد فيه ألوية الجهاد, وتعقد فيه حلقات الذكر والعلم, فهي مراكز إشعاع لجميع مناحي الحياة البشرية ما دامت هذه الحياة مطية المسلم إلى دار سعادته الأبدية.

ومن أمثلة ذلك مسجد الشيخ جنون بن يمريان حيث كان الشيخ أبو نوح سعيد بن زنغيل يعقد فيه حلقته. ويقول الدرجيني: «وكانت جماعة أهل وارجلان تجتمع عند مسجد الشيخ جنون فمنهم المستفيد علما, ومنهم المتبرّك بمشاهدته والمشارك فيما يعرض من أمور دنياه ودينه والمقتني خُلُقا يتحلّى به والمستزيد من معرفة سبب السير, فكلّهم منقلب بخير وفضل»(34).

وقد تعقد حلقات الدراسة في دار يبنيها الشيخ خصيصا لذلك, وقد تكون مجاورة لدار سكناه، وذلك رمز للقرابة الروحية. ويروي الدرجيني(35) حديثا عن جدّه يصف فيه دار الشيخ أبي سليمان(36) أيوب المخصّصة للعلم فيقول: «حدّث جدّي يخلف بن يخلف التميجاري رحمه الله قال: كان شيخنا أبو سليمان أيوب بن إسماعيل كثير الإبرار بتلاميذه, وكانت له داران بوارجلان متقابلتان يفصل بينهما طريق, وفوق الطريق ساباط وصل بين الدارين من علو, فإحدى الدارين دار سكناه والأخرى مطلقة للتلامذة والأضياف».

وقد تكون الغيران أماكن لعقد الحلقات مثلما تكون مقرّا لسكنى المشايخ والطلبة. فقد عقد أبو صالح الياجراني(37) حلقة للعزابة في غيران بني أجاج خارج وارجلان.

وهذا شبيه أيضا بما فعله أبو عبد الله في آجلو حيث أُعِدَّ له غار(38) خصّيصا لذلك كما مرّ.

وقد تكون المدرسة متنقّلة, فيسافر العلماء بتلاميذهم بالقوافل التي تحمل المؤونة والحُصُر, وحينما يجدون المكان اللائق ينصبونها, وتتألّف المدرسة من أقسام: قسم للصلاة, قسم للشيخ, قسم للنساء, وبيوت للتلاميذ(39).

وهكذا يجد الشيخ عبد الرحمن بكلّي في مقدّمة كتاب الطبقات للدرجيني تعليلا رائعا لهذا التنقّل الدؤوب, وهو التعوّد على عقد رحلات للدعوة إلى الله وتفقّد أحوال المسلمين مع التدرّب على خشونة العيش وترك حظوظ النفس إرضاء لله.

وبالفعل فقد نتج عن ذلك تزاور في الله, فصار أهل المشرق يزور أهل المغرب, وأهل المغرب يزور أهل المشرق (40).

ومن أهداف هذه الرحلات تتبّع المشايخ حيث يقيمون ولو كانوا في أمور دنياهم.

فأبو عبد الله رحمه الله ينتقل بحلقته إبّان الشتاء إلى أبي سليمان فيقيمون حتّى يسمعوا صيَّ البعوض فينزل إلى ضيعته(41).

وكذا كان ينتقل إلى بادية بنى مصعب في الربيع حيث الهواء المنعش فرارا من تعكّر الجوّ.

وبهذا تتعدّد أسباب التنقّل بالطلبة ودائما في صالح الجوّ الدراسي من تعقّب المشايخ في مزارعهم وأماكن رعيهم لاستغلال علمهم حيث إنّ الحياة القاسية لم ترحمهم فيجلسوا كلّهم للتدريس.

ومن جهة أخرى فقد أرادت هذه الطريقة أن تبرهن أنّ الدراسة لا يجب أن ترتبط في ذهن الطالب بالجدران والمكان المعروف, بل حياته كلّها من الغيران المظلمة إلى الفضاء الفسيح كلّه مدرسة, ومن تقلّبه في فراشه إلى جلوسه أمام الشيخ كلّه, أوقات لا يجب أن يغفل فيها عن الالتزام بالآداب والمبادئ الإسلامية.

وقد يتبادر إلى ذهننا أنّ الطالب يملّ من تلقّي العلم وإن وجد متنفّسا للراحة أخلد إليها.

بل على العكس فإنّنا نجدهم هم الذين يتعقّبون مشايخهم حيثما حلّوا وارتحلوا.

ومن الطريف ما يقع للشيخ أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني(42) أنّه حينما يدخل مسجد وارجلان ويضع مفتاحه وَسِفْرَهُ وعمامته ثمَّ يدخل المطهرة وحينما يخرج منها يجد أنّ التلاميذ قد حاز كلّ منهم شيئا تركه فيقول: «ردّوا عليَّ علائقي» فيشترط كلّ منهم أن يجيبه عن مسألة تهمّه, سواء أكانت في النحو أم في الفرائض أم في الفقه وبعد أن يجيبهم يردّون إليه ما أخذوه منه(43).

وهكذا فلا نجد الشيخ هو المستدعي لطلبته في وقت معيّن مضبوط فقط, بل إنّ الطالب الذكيّ هو الذي يستغلّ أيضا الظرف المناسب لأخذ العلم.

هـ - أماكن الاستراحة وأوقاتها:

لم يغفل هذا النظام أماكن الاستراحة فقد حدد شروطا تعود بالنفع على أخلاق الطلبة إذ إنّ الطالب يتأثّر بالمحيط الذي يعيش فيه كامل الأوقات.

فيأذن النظام بالانصراف آخر النهار إلى مواضع المياه والأشجار لما فيها من هدوء وراحة بعد يوم مليء بالعمل والجدّ.

ويمنع النظام:الذهاب إلى الأسواق والمرور أو الجلوس في الطرقات خاصّة المسدودة إلاّ إذا ألجأت الضرورة لذلك أو كان الطريق نافذا(44).

ولعلّ أغلب النظم التربوية اليوم تغفل هذا الجانب المهمّ وتحدّد مسؤوليتها بزمن الدراسة وبجدران المؤسّسة, فهناك سلبيات تنعكس أساسا على دراسة الطالب وسلوكه الفردي وقت الراحة.

أمّا أوقاتها فيبدو أنّ لها أوقاتا قصيرة, فنجدها:

*-في الضحى عند استكمال كتابة الألواح(45).

*-وبعد العصر حينما تتوقف الدراسة لتوزيع التمر، ومدّة ذلك محدّدة بمقدار ما يقرأ فيه اللوح مرّة أو مرّتين. هذا أثناء الدراسة, أمّا بعد توقّف الدراسة فتكون عادة لنوم الهاجرة ويشدّد في ذلك لغرض قيام الليل.

*-وآخر النهار قبل غروب الشمس بعد عناء اليوم كما أسلفنا, وبعد صلاة العشاء.

النظام الدراسي:

من خلال النصوص في كتب السير يتبيّن لنا أنّ نظام الحلقات يخضع بالنسبة لأطوار الدراسة إلى ثلاثة أطوار:

*-الطور الأول: طور التلقين والحفظ وتخزين المعلومات في الذاكرة مع شيء من دروس الأخلاق, وفي مقدّمة التلقين تحفيظ كتاب الله الكريم.

*-الطور الثاني: دراسة اللغة العربية والتمكّن فيها كأداة ووسيلة لفهم النصوص واستنباط الأحكام.

*-الطور الثالث: طور التفقّه في الدين والبحث والغوص في العلوم الشرعية, وبعدها يمكن العطاء إمّا على شكل الجلوس إلى الحلقات أو الإفتاء لعامّة الناس أو الشروع في مرحلة التأليف.

ويصف الدرجيني هذه المستويات بقوله: «وكان يتولّى التدريس وإعداد الطلبة في هذه المرحلة ثلاثة شيوخ فكان أبو يعقوب وهو شيخ بنفوسة أمسنان مقصدا للمبتدئين, فإذا انتظموا في حلقته علّمهم السير وآداب الصالحين، ثمّ ينقلهم إلى محمد بن سودرين فيجرون قراءة القرآن ويتعلّمون اللغة والإعراب, ثمّ ينتقلون إلى أبي عبد الله محمد بن بكر فيعلّمهم أصول الدين والفقه»(46).

النظام الدراسي اليومي: (أو البرنامج)

لا نكاد نجزم أنّ هذا البرنامج الذي سنذكره الآن هو المتّبع حرفيّا، فهو جمع شتات من هنا وهناك واستطعنا أن نصبّه في قالب أكاديمي حديث وإن كان المشايخ حسب اعتقادنا لهم كامل التصرّف آنذاك حسب الأزمنة والأمكنة التي ينتقلون إليها, وحسب حالة إقامتهم وظعنهم.

واستطعنا أن نرسم صورة ولو باهتة تتعانق فيه الحياة الفكرية مع الحياة الروحية فصار البرنامج ممتزجا بها:

يبدأ اليوم باستيقاظ المشايخ والطلبة في الهزيع الأخير من الليل وبه يبدأ التوقيت.

الجزء الأخير من الليل: يستفتح الشيخ، والطلبة مخيَّرون في مدارسة القرآن معه أو يطالعون ما شاءوا.

بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس: قرآن وختمة.

من شروق الشمس إلى وقت الضحى: سكتت المصادر عن الحديث عنها ولعلّها وقت ذهاب المشايخ والعزابة إلى حقولهم أو لمآربهم الخاصّة.

الضحى: كتابة تحت إشراف النقيب، وبعد الحفظ يكون الإملاء, وتفقّد الألواح ثمّ الدعوة إلى الطعام.

بين الظهر والعصر نوم الهاجرة ثم قراءة الألواح وجوبا, وبعد العصر استحبابا, ثمّ تفقّد الألواح ثمّ الدعوة إلى الطعام.

وبين صلاة الجمعة والعصر: قراءة المواعظ.

المساء عند الغروب: قراءة القرآن والختمة, ثم الدعاء.

العشاء: قراءة المواعظ من طرف التلاميذ ثمّ يقوم الشيخ بعد دعاء الختمة(47).

علاقة أفراد أسرة التعليم:

بعد تتبّعنا خطوات هذا النظام الفريد الذي وضعه المشايخ رحمهم الله نشعر لأوّل مرّة أنّ كلمة أسرة التعليم تنطبق اسما على مسمّى لما بين أفرادها من ترابط فنلمس فيها أُبُوَّة الأب الحاني في الشيخ، وبُنُوَّة الابن البار في طالب العلم والأخوَّة الصادقة فيما بين الأنداد من الصنفين.

وكتب السير مليئة بالمبرّات ولا يسع المجال لذكرها كلّها, فنجد هذه العلاقات في الله تتّسع وتشمل الأسر التعليمية بالامتزاج والترابط.

يبدو أنّ أعلى مثل رأيناه للكرم وحبّ العلم والعلماء هو أبو صالح جنون بن يمريان لما قدّمه من أيادٍ بيضاء.

فحينما قدم الشيخ أبو نوح سعيد بن زنغيل أعطاه أبو صالح بيتا مملوءة إلى السقف تمرا, وأجرى عليه مائدة بُكرةً وأخرى عشيَّة, وحينما قعد في وارجلان لم يبخل عليه بشيء من ماله بل طلب منه المكوث فيها وأن لا يرحل, على أن يقاسمه كلَّ ما يملك(48).

أمّا علاقة المشايخ بطلبتهم فتتعدّى أوقات الدراسة ومكانها, فقد ينفق الشيخ على طلبته من ماله الخاصّ, مثل ما فعله أبو إسماعيل أيوب(49) وهذا شبيه بما كان يفعله علماء نفوسة من الجود على طلبتهم في ذلك الحين, بل يتجاوزون إلى إكسائهم صيفا وشتاء بكساء جديد(50).

وقد يضمّ الشيخ أحد طلبته إلى زمرته العائلية ويقترح عليه الانتقال مع أغنامه إلى البادية إبّان الربيع حتّى لا يفوته لبن ذلك الفصل, ويكلّف من يأتيه بمعيشته يوميّا(51).

ويتعدّى الإبرار من الغذاء المادّيّ إلى الروحيّ فنجد المشايخ حريصين كلّ الحرص على الإرشاد والنصح.

ومن خلالها تتبيّن لنا أهدافهم ورغباتهم التي من أجلها سهروا الليالي الطوال جنبا إلى جنب مع تلاميذهم منقطعين عن أهليهم في كثير من الأوقات.

فمن وصايا المشايخ نختار ما أوصى به أبو الربيع سليمان بن يخلف المزاتي طلبته قائلا: «إذا وصلتم منازلكم فإيّاكم أن تستقبلوا الدنيا بوجوهكم لئلاّ تغرنّكم. وعليكم بالألفة والنصيحة والتزاور وحفظ مجالس الذكر. وإيّاكم وأمور الناس وإيّاكم والتقصير فيمن يرد من أهل دعوتكم»(52).

ذهب أبو عبد الله إلى جربة زائرا فأوصى طالبا بخصال منها: «قراءة القرآن والمواظبة عليه، والرغبة إلى الله، والرأفة بالضعفاء».

وقال له: «احمل نفسك على مالك يحملك»(53).

وأوصى أحدهم قائلا: «اذهب إلى منزلك فإن وجدت من تقدّمه في الأمور فاتبعه فإن لم تجد ووجدت من تتعاون معه فتعاونوا على البرّ والتقوى, فإن لم تجده ووجدت من يسعى في الخير فكن إمامه, فإن لم تجد أحدا من هؤلاء فاستقم على الطريقة وحدك»(54).

وهذه النصائح القليلة ما هي إلاّ قطرة من بحر وغيض من فيض، ولعلّ التأسّي بأعمالهم بعد ذلك من أحسن النصائح العلمية لا القولية فقط.

*أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر

(ت 504هـ/1111م)

هو أبو العباس أحمد بن محمّد بن بكر, أبوه هو أبو عبد الله محمّد بن بكر الفرسطائيّ النفوسيّ صاحب نظام العزّابة.

وقد ربّاه أبوه على الصلاح والتقوى, وأدخله مع تلاميذه في حلقته مع أخيه أبي يعقوب يوسف بن محمّد.

وكانا في طلب الخير فرسي رهان مشتركين في كلّ فضيلة شركة عنان, فلعلّ أحدهما أعلم والآخر أزهد(55).

وقد أخذ العلم أيضا عن شيخه وأحد البارزين في حلقة أبيه وهو أبو الربيع سليمان بن يخلف المزاتي.

قضى شبابه في تمولست في الجنوب الشرقيّ للقطر التونسيّ حيث كتب جلّ كتبه ثمّ زار قابس(56).

وفي سنة 471هـ/ 1078م وقعت فتنة ببلاد أريغ بين خيران وتاغمارت، وهي أوّل فتنة وقعت بين وهبية أريغ, ففرّ أخوه أبو يعقوب إلى وارجلان فكانت وفاة أبي يعقوب بتماواط بوارجلان سببا لمجيء أخيه أبي العباس لقضاء فترة زمنية لتنفيذ وصية أخيه ولرعاية أيتامه.

ويسكت الدرجينيّ وغيره من المؤرّخين للسير وكذا المستشرق البولونيّ ليفتسكي, ـ إذ يعدّ هذا الأخير من أقدر المستشرقين في التحرّي والتدقيق ـ عن الفترة ما بين 471هـ/1078م و504هـ/1110م فيذكرون مباشرة وفاته, ولعلّ هذه الفترة قضاها متنقّلا بين آجلو وتماواط بوارجلان إلى أن يموت ويدفن وذلك في ضحوة يوم الخميس 9 ذي الحجة سنة 504هـ بآجلو الغربية.

منزلة أبي العباس العلمية:

يُعدّ أبو العبّاس من أشهر علماء منطقة المغربين الأدنى والأوسط فقد ترك لنا مؤلّفات عديدة يصعب على الباحث حصرها.

وقد قيل إنّه رأى في منامه ما يبشّره بأخذ العلم الغزير(57) و قد تفرّغ للمطالعة والدراسة أربعة أشهر في مكتبة قصر «ولَّم»، لم يذق فيها طعم النوم إلاّ ما بين أذان الصبح إلى طلوع الفجر واختار من الكتب ـ التي وصلت من المشرق البالغة ثلاثة وثلاثين ألف جزء ـ أكثرها فائدة(58) وسبب ذهابه إلى مكتبة قصر «ولَّم» ما قاله هو بنفسه: «كنت أقرأ على الشيخ سعد وأحضر مجالسه, فأوّل ما وقعت فيه المذاكرة عنده مسألة ذبيحة الأقلف هل تؤكل أم لا؟ وقال: في المسألة قولان ولم يزد على هذا شيئا».اهـ

ولا نستطيع الجزم في شأن تفرّغه للمطالعة بالضبط هل هو معرفة جواب هذه المسألة بالتحديد ؟ أم عدم اقتناعه بجواب شيخه الذي ينقصه التوضيح الكافي إمّا بسبب منهجيّته في التدريس أو بسبب مستواه الثقافيّ فأراد أن يبزّه في العلم ولعلّ السبب الثاني هو المعقول وذلك ما يفهم من قوله: «ولم يزد على هذا شيئا».

آثار أبي العباس أحمد بن محمد بن بكر:

لقد ترك لنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن بكر تراثا قيّما وضخما من الكتب في شتّى الاختصاصات سواء أكانت فقهية أم أخلاقية أم في العمارة الإسلامية وشروطها وضوابطها الشرعية.

و نذكر من مؤلّفاته:

كتاب أبي مسألة: و سبب تأليفه أنّ أبا عبد الله محمّد النفوسيّ كتب إليه من «أبديلان» يرغب إليه في مختصر مشتمل على مسائل الفروع ورأى في منامه قائلا يقول له: «اذكر أبا مسألة» فسمّاه العزّابة أبا مسألة ويسمّى أيضا بالجامع.

كتاب في مسائل التوحيد: ممّا لا يسع الناس جهله وغير ذلك من مسائل الكلام(59).

كتاب تبيين أفعال العباد: يتألّف من ثلاثة أجزاء(60) توجد نسخ من المخطوط في ميزاب وجربه(61).

كتاب القسمة وأصول الأرضين: يتألّف كتاب القسمة من جزئين, وأصول الأرضين يتألّف من ستّة أجزاء.

يتحدّث الأخير عن الحريم بين البناءات والطرق, وعن دفع الضرر عن الجار، وعن الحريم فما يغرس من النخيل والأشجار وغير ذلك، وقد حققه فضيلة الأستاذ بكير بن محمد الشيخ بالحاج والدكتور محمد بن صالح ناصر.

كتاب الألواح: هذا الكتاب تركه الشيخ أبو العبّاس قبل وفاته على الألواح فعرضه ابنه على المشايخ بإيفران بوارجلان وهم: إسماعيل, حمو بن المعز، أيّوب بن إسماعيل, داود بن واسلان, وأبو سليمان الزواغي(62).

كتاب مسائل الأموات(63).

كتاب الجنائز(64).

كتاب السيرة في الدماء. وقد حققه الأستاذ عبد الرحمن بن إبراهيم طبَّاخ ضمن رسالة ماجستير سنة 1422هـ/ 2002م.

وبهذا نجد أن الحركة العلمية بأريغ كانت قد بلغت أوجها من العلم والعطاء إلى جانب كبير من الورع والتقوى فكونت رجالا صالحين علماء، فقهاء، فألفوا الكتب الكثيرة منها ما وصل إلينا ومنها ما عرفنا عنوانه ولم يصل إلينا ومنها ما لم نسمع به ونحتمل أن يكون كثيرا وثمينا.

وهكذا فالمنطقة لا تزال بحاجة إلى عناية فائقة من أصحابها ومن ذوي الاختصاص كما أن الخزائن التي تكدست فيها الوثائق والمخطوطات ستغير بعد فتحها كثيرا من الحقائق التاريخية.

--------------------

قائمة المراجع

صالح باجية :

1ـ الإباضية بالجريد في العصور الإسلامية الأولى. دار بوسلامة للطّباعة والنشر والتوزيع. تونس سنة 1396هـ/ 1976م.

الجعبيري فرحات

2ـ دور المدرسة الإباضية في الفقه والحضارة الإسلامية. دار الجويني. تونس. سنة 1988م.

3ـ نظام العزّابة عند الإباضية الوهبية في جربة. المطبعة العصرية. تونس.سنة 1975م.

ابن خلدون عبد الرحمن (ت : 808هـ/ 1406م)

4ـ كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر. دار الكتاب اللبنانيّ بيروت سنة 1981م.

خليفات عوض محمد

5ـ النظم الاجتماعية والتربوية عند الإباضية في شمال إفريقيا في مرحلة الكتمان. ط. شركة المطابع النموذجية. عمّان 1982م.

الدرجيني أبو العباس أحمد بن سعيد (ت 670هـ)

6ـ طبقات المشايخ بالمغرب. تحق. إبراهيم طلاّي. مطبعة قسنطينة الجزائر. د. تا.

أبو زكرياء يحيى بن أبي بكر الورجلاني

7ـ كتاب السيرة وأخبار الأئمّة. تحق عبد الرحمان أيّوب. الدار التونسية للنشر. تونس. 1405هـ/ 1985م.

الشماخي أحمد بن سعيد (ت 928هـ/ 1521م)

8ـ كتاب السير. طبعة حجرية. القاهرة 1304هـ/1884م.

9ـ كتاب السير. تحق. أحمد بن سعود السيابيّ، مطابع النهضة.سلطنة عمان. سنة 1407هـ/ 1987م.

ابن عميرة محمد

10ـ دور زناتة في الحركة المذهبية بالمغرب الإسلاميّ. المؤسسة الوطنية للكتاب. الجزائر. سنة 1985م.

محمد محفوظ

11ـ تراجم المؤلّفين. ط. 1. دار الغرب الإسلاميّ. بيروت. 1982م.

معمـر علـي يحيـى

12ـ أضواء على الإباضية. المطابع العالمية. روي سلطنة عمان. سنة 1984م.

13ـ الإباضية في موكب التاريخ (الحلقة الثانية) الإباضية في ليبيا (القسم الثاني). مطبعة الاستقلال الكبرى. مصر، 1384هـ/ 1964م

14ـ الإباضية في موكب التاريخ (الحلقة الثالثة) الإباضية في تونس. دار الثقافة. بيروت سنة 1385هـ/ 1966م.

15ـ الإباضية في موكب التاريخ (الحلقة الرابعة) الإباضية في الجزائر. المطبعة العربية غرداية. الجزائر. سنة 1986/1985م

النامـي عمرو خليفة

16ـ ملامح عن الحركة العلمية بوارجلان. الأصالة: مطبعة البعث. قسنطينة الجزائر. عدد 42 ـ 43. صفر 1397هـ/ 1977م.

--------------------

الهوامش

(1)ينظر: محَمَّد بن عميرة: دور زناتة، ص19.

(2)الدرجيني, الطبقات, ص 169.

(3)ينظر: الدرجيني: طبقات، 1/170.

(4)ياقوت الحموي: معجم البلدان، مج3/ ص113.

(5)ابن خلدون: تاريخ، مج13/ ص96-98.

(6)الدرجيني: طبقات، 2/457-458.

(7)المصدر نفسه.

(8) «تَلاَ» تعني: عين ماء، وَلَعَلَّ المنطقة بها ينابيع اشتهرت بهذا الاسم.

(9)د. عمرو خليفة النامي, محاضرة (مرقونة): ملامح عن الحركة العلمية في وارجلان, ملتقى وارجلان 1977, ص 7.

(10)أبو نوح سعيد بن زنغيل من الطبقة الثامنة ( 350هـ/400هـ ), الدرجيني, ص 143،353.

(11)أبو زكرياء فصيل بن أبي مسور يسجا بن يوجين اليهراسني من الطبقة الثامنة, الدرجيني, طبقات, مج 2, ص 361.

(12)أبو زكرياء, كتاب السيرة, ص 252.

(13)يسمى الغار بالتسعي نسبة إلى سنة 409هـ التي أسّس فيها نظام الحلقة, وبالمناسبة وقع الاحتفال بذكراه الألفية في غرداية عاصمة ميزاب سنة 1409هـ, وقد كتبت في الموضوع رسائل جامعية ودراسات قيّمة, اطلبها تحت عنوان: الحلقة ـ العزابة.

(14)الدرجيني، طبقات, ج 1, ص 186.

(15)المصدر نفسه, ج 2, ص 386.

(16)المصدر نفسه, ج 1, ص 183.

(17)المصدر نفسه, ج 2, ص 377.

(18)نقلا عن مخطوط قديم من لفوف, مجهول المؤلف، تحت رقم 277. ينظر:

T. LEWICKI, Mélanges - Ibadites, R. E. I. Paris. PAUL GEUTHNER, 1936. T, X, P. 277.

(19)ينظر:

FEKHAR. (Brahim Ben Moussa, Docteur), Les Communautés Ibadites en Afrique du Nord depuis Les Fatimides, thèse, Sorbonne, Paris III, 1971, P, 64.

(20)الدرجيني, طبقات, ج 2, ص 407.

(21)البرادي، أبو القاسم بن إبراهيم, الجواهر المنتقاة في إتمام ما أخلّ به كتاب الطبقات, طبعة حجرية، مصر 1302هـ/1884م، ص 209.

(22)ينظر: الدرجيني, طبقات, ج 1, ص172.

(23)قد يقوم بها العزابة دونه، وهذا ما يرويه أحد تلاميذه قائلا: كنّا في حلقة أبي عبد الله نقرأ عليه فكان العزابة أرادوا كنس الغار فكنس معهم الشيخ أبو عبد الله, وجعل يرفع معنا الكناس على عاتقه, فقال له يوما بعضنا وهو ينقل معنا: أقعد يا شيخ فإنّ العزابة يكفونك. قال: أو يحملون عليّ ذنبي؟

ينظر: الدرجيني, طبقات, ج 2, ص 392.

(24)يبدو أنّ العريف قديما كان من كبار العزابة, لما له من سلطة الأمر والنهي.

(25)البرادي, الجواهر, ص 212.

(26)الدرجيني, طبقات, ج 1, ص 177.

(27)البرادي, الجواهر, ص 210.

(28)الدرجيني، طبقات, ج 1, ص 3.

(29)المصدر نفسه، ج 1، ص 4.

(30)البرادي, الجواهر, ص 216.

(31)أبو زكرياء, السيرة, ص 349.

(32)الدرجيني, طبقات, ج 1, ص 180.

انظر ما لاحظه الشيخ أبو العباس أحمد بن سعيد الدرجيني حينما دخل حلقة وارجلان، عند أوّل صومه في شبابه. (أورده البرادي أيضا في جواهره, ص 215).

(33)الدرجيني, طبقات, ج 1, ص 171.

الوسياني، سير, ذكر التلحي, ص 4 ـ7.

(34)الدرجيني، طبقات, ج1, ص 144.

(35)نفسه, ج 2, ص 459.

(36)أبو سليمان أيوب بن إسماعيل: هو شيخ أبي يعقوب يوسف الوارجلاني وقد رثاه بعد وفاته بقصيدته البائية المشهورة. (من الطبقة الحادية عشر 500 ـ 550).

(37)أبو صالح الياجراني من الطبقة الثامنة ( 350 ـ 400هـ).

(38)لقد زرت هذا الغار ولا يزال إلى حدّ الآن في آجلو «بلدة اعمر» وهو على شكل سراديب ينزل إليها الإنسان مقسمة إلى غرف من صنع الإنسان، يحيط بها كثبان من الرمال من جميع الجهات حيث قبر الشيخ ويزار الآن باسم سيدي السائح لكثرة تجواله كما مرّ في تعريفه.

(39)بكلي عبد الرحمن, مقدمة طبقات الدرجيني, ج1, ص : د.

(40)مقرين بن محمد البغطوري, سير نفوسة, مخطوط, ص 6.

(41)أبو سليمان داود بن أبي يوسف (ت 462هـ)

وإن كان الشماخي يرى أنّ أبا محمد ماكسن هو الذي ينتقل بحلقته إلى أبي سليمان انظر الشماخي ـ سير، ص 418 . الدرجيني, ج 2, ص 437.

(42)هو أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني «السدراتي»(500 ـ 570هـ).

(43)الدرجيني, طبقات, ج 2, ص 492.

(44)البرادي, الجواهر, ص 216.

(45)م. س, ص 212.

(46)د. عمرو خليفة النامي, ملامح عن الحركة العلمية بوارجلان, محاضرة ملتقى 1977, ص 8.

(47)البرادي, الجواهر, ص 209 ـ 213.

أبو زكرياء، السيرة, ص 255.

(48)ينظر: أبو زكرياء, السيرة, ص 223.

(49)د. عمرو خليفة النامي، محاضرة: ملامح عن الحركة العلمية, ص 11.

(50)الدرجيني, طبقات, ج 2, ص 417.

(51)هذا ما فعله الشيخ أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عيسى العباسي (من الطبقة الثانية عشرة 550 ـ 600هـ) مع أحد تلاميذه.

ينظر: الدرجيني, طبقات, ج 2, ص 508.

(52)الشماخي, سير, ص 412.

(53)أبو زكرياء, السير, ص 360.

(54)م . ن, ص 363

(55)الدرجيني, طبقات, ص 442/الشماخي, سير, ص 423.

(56)ويرى ليفتسكي أن تعلم أبي العباس على أبي الربيع من باب الاحتمال.

T. LEWICKI, LES HISTORIENS... P. 21

(57)ينظر تفصيل ذلك عند: الدرجيني، طبقات ج 2, ص 444.

(58)الدرجيني، م، س, ص 445.

نشر كتاب أبي مسألة في زنجبار سنة 1318هـ وقد حشّاه محمد اطفيش.

ينظر:

T.LEWICKI,Les Historiens.22.

(59)توجد منه نسختان في جربة, الأولى في المكتبة البارونية والثانية في مكتبة البعطور. والغ.

ينظر:

A.K.ENNAMI, A description of new Ibadi manuscripts from north Africa. Journal of semetic studies vol. 15 No 1, spring 1970. P.73.(extrct)

(60) Ibid,P.74

(61)حقق الجزأين الأولين منه طالبان بمعهد الحياة بالقرارة، في إطار بحث التخرج، الثالث لا يزال طور التحقيق من قبل طالب ثالث في الإطار نفسه.

(62)الدرجيني, طبقات, ج 2, ص 444.

(63)كان في عداد المفقودات وبعد البحث وجدت نسخة مخطوطة في المكتبة المغمورة لآل الفقيه بوارجلان ترجع إلى سنة أربع وسبعين وتسعمائة لهجرة النبي عليه السلام.(974هـ/1566م)

(64)يذكرهما ليفتسكي بالتتابع وهذا يعني أنّ كتاب الأموات مضمونه غير كتاب الجنائز كما يظن البعض.

نشر المقال في دورية الحياة، العدد: 11، 1428هـ/2007م، ص141-160

المصدر موقع التراث 

الحياة الاقتصادية القرن التاسع الهجري

يرى كثير من مؤرخين المنطقة وغيرهم بأن القرن التاسع الهجري ،يعتبر منعرج تحول كبير لحياة بني مزاب في المجال الاقتصادي ،وهكذا انفتحت المنطقة إلى الرحاب الواسعة في كل أنحاء الوطن و حتى خارجه ، بعد أن كانوا مشدودين إلى الأرض الضيقة الفقيرة على ضفاف الوادي ،يستصلحونها في زراعة تقليدية لا تدر عليهم إلا القدر الضئيل من الغلل و الحبوب إلى جانب إنتاج النخيل من التمور،وهي لا تكاد تكفي الأقوات الضرورية البسيطة .

فأصبح المزابيون معروفين بمحلاتهم التجارية ،في كل أنحاء البلاد ،يتعامل معهم المواطنون بكل ثقة و اطمئنان ،لما يشتهرون به من أمانة ونزاهة وإتقان ،فساهموا بذلك في اقتصاد البلاد ،وهم يطورون تجارتهم في حدود الإمكانيات المتاحة وقتئذ ،حتى أصبحوا ينافسون الاستعمار الفرنسي في تجارة الجملة ،لسيما بعد الحرب العالمية الثانية ،وتعرضوا لكثير من المضايقات ،وبعد الاستقلال الوطني حين اتجهت السياسة الاقتصادية إلى تصنيع البلاد ،لم يتردد الميزابيون في المشاركة الفعالة بجهدهم و خبرتهم و أموالهم في إنشاء مصانع لمختلف المواد في كثير من الولايات الوطن ،والمنطقة الصناعية بغرداية و القرارة أكبر شاهد على ذلك و أصبحت تلقب الآن ب " ورشة الجنوب" .

وهناك كثيرا من المغتربين المزابيين في أوروبا سيما في فرنسا لهم نشاط كبير في المجال الاقتصادي ،وعندما صدر قانون الاستصلاح الزراعي بادر المزابيون ،بالنهوض بهذا القطاع في شكل تعاونيات هي الآن بصدد التجارب الأولى في استصلاح مساحات كبيرة من الأراضي ،بتقنيات حديثة أعطت نتائج مشجعة ،تغري كثير من المواطنين بخصوص معركة التنمية الزراعية في جنوب البلاد .

الحياة الاقتصادية لبني مزاب

الحياة الاقتصادية لبني مزاب عبر التاريخ

 تربية المواشي 

  • حياة بني مزاب الاقتصادية في العهد الأوّل

    Icon 09تربية المــــــواشي

    حياة بني مزاب الاقتصادية في بلاد الشبكة فيالعهد الأوّلمن الفتح الإسلامي إلى أواخر القرن الرّابع الهجريكان يعيش أغلبهم على تربية المواشي، والتنقّل بها عبر أرجاء الشّبكة، بحثا عن الماء والكلأ. فكانت حياتهم في منتهى البساطة، شأنهم في ذلك شأن قبائل البدو في كلّ مكان...

    اقرأ المزيد

  • تربية الأنعام

    Icon 08بعض القيم الحضارية من المسكن المزابي مع الحيوانات  الأليفة  
    تغاطت تومزابت......جزء من هويتنا  La chèvre mozabite 
    يوميات معزة في منزل مزابي
    بعض الفوائد التربوية و النفسية في رعاية المعز
    العنزة المزابية.. إلى أين ؟؟!! ...

    اقرأ المزيد


 

مزاب من حياة البدو إلى التحــضّر

  • مزاب أرض جرداء صيروها جنة

    Icon 07وادي مزاب أرض جرداء قاحلة صيروها جنة فيحاء
    ما درسوا  و ما انخرطوا بجامعات  ولم يكن في رصيدهم شهادات اكاديمية عليا و لا دبلوم ما كانت لديهم وسائل و لا آلات كالتي نزخر بها اليوم في عصرنا عصر التكنولوجيا و الذرات!! لكن ضميرهم اليقظ واستشعارهم المسؤولية وحبهم للعمل  وبغضهم للحاجة  جعلهم يتفانون في اصلاح بيئتهم أيما تفان ويبدعون في تشييد القصور والمباني ابداعا سحر العقول والالباب  معالم وحضارة واستراتيجية حكيمة في ...
  • انطلاق الزراعة في واد مزاب

    Icon 08انطلاق الزراعة مع حفر الآبار 

    لعلّ أبرز سمات العهدالثانيمن أواخر القرن الرابع إلى نهاية القرن الثّامن الهجريأن بني مزاب صاروا يفكّرون عمليا في تغيير حياتهم من النّسق البدوي المتغيّر إلى النسق التحضّري المستقر. فجعلوا يتجمّعون في مدن أو قرى كبيرة، ويحفرون آبار لإقامة زراعة مستمرّة تعتمد على الريّ الدّائم، ثمّ أصبحوا يرحّبون بمن يهاجر إليهم، ويستفيدون من خيرات أولئك القادمين من بلاد مختلفة في المجالات المختلفة لوسائل الحياة، ولاسيما في مجال الزراعة الثابتة...

    اقرأ المزيد

  • الفلاحة والري في العهد الثّالث والرابع

    Icon 07

    الفلاحة و الري العهد الثّالث من بداية القرن التّاسع الهجري إلى سنة 1269هـ/ 1853م
    واصلوا في هذه الفترة من تاريخهم تذليل الصّعاب وتسخير إمكانياتهم المحدودة جدا لتوسيع البقع الخضراء...

    الفلاحة والرّي في العهد الرّابع :  
    من 1269هـ/ 1853م إلى 1382هـ / 1962م.

    بناء السدود    /   حفر أول بئر إرتوازي    /  تعميم اللآبار الإرتواوية في مزاب

  • الحصـــــــــــــــــــاد والدرس

    Icon 08لَعْوَايَدْ نْ إِيدَّا نْ اوَرْنَانْ أَغْلَانْ
    أما الحصاد، فكذلك يتوزعون على قطعة من الزرع، يتنافسون في الحصد وهم يرددون أناشيد وأذكار تحمسهم على العمل...


    اقرأ المزيد

  • حب المزابي للأرض

    Icon 08أحد الباحثين لاحظ أن خدمة النخلة في واد امزاب يكلف أكثر مما تنتجه، فاستنتج أن سكان هذه المنطقة يعشقون أرضهم إلى درجة أنهم يحيونها بالزرع من مصادر خارجية حبا في الأرض لا في عوائدها المادية....


    اقرأ المزيد

  • الأمن الغذائي في مزاب

    Icon 08ومما يجدر بالذّكر أنه مما تمتلئ به أسواق قرى واد مزاب من محصول الزراعة ما منه غالب قوت أهل الوطن عموما، من فاكهة الشتاء كالجزر واللفت والبصل، فنستطيع أن نقول: إنّه كان لهم الاكتفاء الذاتي في....


    اقرأ المزيد

حفر الآبار وخدمة النخيل

  • حفر الآبار في مزاب ملحمة حقيقية

    Icon 07
    إنّ المهن تعزّز وجودها الضّرورةُ والحاجةُ، ويكثر طالبها لمعرفة علومها واكتشاف مكنونها ،وقد يزهد النّاس عنها إذا وجدوا بديلا أنسب لهم وأرفق لراحتهم وأخرى أيسر لقضاء أمور حياتهم ، فمن المهن السّائدة بمزاب قديما التي نشأ عليها الأجداد ، إشتغال النّاس بخدمة النّخيل وكذلك مهنة حفر الآبار و....

    اقرأ المزيد    /    اقرأ المزيد
  • مهن قديمة بمزابْ وواقعها : حفر الآبار وخدمة النخيل

    Icon 07
    إنّ المهن تعزّز وجودها الضّرورةُ والحاجةُ، ويكثر طالبها لمعرفة علومها واكتشاف مكنونها ،وقد يزهد النّاس عنها إذا وجدوا بديلا أنسب لهم وأرفق لراحتهم وأخرى أيسر لقضاء أمور حياتهم ، فمن المهن السّائدة بمزاب قديما التي نشأ عليها الأجداد ، إشتغال النّاس بخدمة النّخيل وكذلك مهنة حفر الآبار و...

    اقرأ المزيد
  • نزح الماء من البئر

    Icon 07 
    يقوم الفلاّحون الميزابيون بالري عن طريق الآبار , التي تعتبر المصدر الوحيد , تقريبا , للمياه بوادي ميزاب , و في جميع المناطق الصحراوية في العالم , كما سبق الذكر , و كذلك على الوادي المحيط بالمدينة , و الآبار عدة أنواع , كما أن ...
  • الإعتناء بالنخلة

    Icon 07
    طريقة غرس النخيل وتلقيحها أجال أفراق أنكاد
    بعض صور لتسلق النخلة
    مراحل نمو التمر
    مكونات النخلة
    أكرموا عمّتكم النخلة.
    ..

 

التجارة والصناعة

  • بنو مزاب ملائكة التجارة في الجزائر


    Icon 07لا يَسمح نظام التكافل الاجتماعي للمزابيين بتفشي البطالة بين شبابهم، إذ تعد التجارة شغفَهم الدائمَ، ولهم فيها براعات والتزامات وفنون، سواء داخل تجمعاتهم السكنية التي تستقطب معظم السواح الذين يقصدون الجزائر، أو في الولايات الأخرى التي...

    اقرأ المزيد

  • حياتهم الاقتصادية في العهد الثّالث

    Icon 07
    العهد الثّالث من بداية القرن التّاسع الهجري إلى سنة 1269هـ/ 1853م.

    التجارة: كانت تتمّ في سوق البلدة، حيث يتبادل أهلها مع قوافل...
    الصّناعة: فخار فرش ألبسة ذهب و فضّة...

  • تغرّب بني مژاب إلى التل للتجارة ولمختلف الخدمات


    Icon 07وبالعودة إلى الأسباب والظروف التي كانت داعـيا لهم إلى هـذا التغرب سنجد جملة منها ولعـلّ أبرزها كان نتيجة لما أسلفنا ذكره من أن وادي مزاب ذا موقع وطبيعة صحراوية «فـقـلّما وجد على سطح الأرض قـطع أكثر فـقرا من هذه البلاد... ولا تكون هذه الجهات القليلة العدد صالحة للزراعة إلا بعـد بذل جهود عـظيمة جـدا وبعـد صبر طويل لأن الجفاف مستمر بهاتيك النواحي... ولكي يستطيع المزابيون الحياة في أرضهم القاحـلة هـذه يهاجر الكثير منهم إلى المدن الساحلية حيث يتعاطون التجارة» فـتغـرّبهم كان اضطراريا بدافع جـدب الرقعة الجغـرافية التي استوطنوها وخلوّها من المؤهلات الصناعـية والفلاحية التي تضمن لهم أمنا وكفاية ذاتية، ومع...


    اقرأ المزيد

  • الحياة الاقتصادية القرن التاسع الهجري


    Icon 07يرى كثير من مؤرخين المنطقة وغيرهم بأن القرن التاسع الهجري، يعتبر منعرج تحول كبير لحياة بني مزاب في المجال الاقتصادي، وهكذا انفتحت المنطقة إلى الرحاب الواسعة في كل أنحاء الوطن وحتى خارجه، بعد أن كانوا مشدودين إلى الأرض الضيقة الفقيرة على ضفاف الوادي، يستصلحونها في زراعة تقليدية لا تدر عليهم إلا القدر الضئيل من الغلل و الحبوب إلى جانب إنتاج النخيل من التمور، وهي...

    اقرأ المزيد

 

 

قطاع الخدمات 

  • خدمات النقل قديما في مزاب

    Icon 08 تطور خدمات النقل في مزاب عبر التاريخ

    لحظات وصول عربة أحصنة الى "أغلان" قادمة من الشمال عام 1900م، بعد رحلة طويلة ومضنية ومحفوفة بالمخاطر، وجرت العادة قديما يتسابق صبية لنقل خبر قدوم المسافرين الى ذويهم لينالوا اعطيات البشارة...

    اقرأ المزيد

  • خدمات النقل قديما في مزاب

    Icon 08 رائد النقل بليدي بوكامل

    لايمكن الخوض في موضوع الأسفار والطرقات والمركبات دون الحديث عن رائد من رواد النقل الأوائل في الجزائر قاطبة وفي جنوبها الكبير بصفة خاصة، هو بليدي بوكامل عبد الله بن الحاج صالح أصيل قصر آت إزجن بمزاب مولدا ومنشأ ودراسة أين رأى فيها النور لأول مرة ذات يوم من عام 1856م، شخصية استثنائية تجاوزت زمانها بعقود في...

    اقرأ المزيد

  • خدمات النقل قديما في مزاب

    Icon 08 توسع شركة بوكامل للنقل

    في ظل ظروف أمنية وجغرافية صعبة للغاية وفي أجواء ما بعد حرب عالمية أولى خيّمت على البلاد وألقت بظلالها على وضعه الاقتصادي، لم يكن من السهولة بمكان صمود شركة للنقل حديثة العهد في صحراء معزولة، خاصة اذا كان صاحبها من الأهالي يسعى الى مزاحمة الفرنسيين في مجال ظل حكرا عليهم دون سواهم، لكن...

    اقرأ المزيد

  • خـدمـات الأمن والـحمايـة

    Icon 08 ولوج بني مزاب عالم الخدمات في وقت مبكر

    في أوائل القرن الثاني عشر هجري لما بدأت جماعات التجار ذاهبة آتية بين المدن الكبرى في القطر الجزائري وأراضي الشبكة لاحظ ذلك بعض المغامرين الذين يعيشون على السلب والنهب وقطع الطرق، واستنتجوا أن التجار الذين يعودون من كبريات المدن في الجزائر إلى صحراء الجنوب بعد غياب طويل –لابد أن يكونوا محملين بكثير من المكاسب- فكانوا يتعرضون لهم في الطريق، وكثيرا ما كانوا...

    اقرأ المزيد

  • حياتهم الاقتصادية في العهد الرّابع

    Icon 08 1269هـ/ 1853م إلى 1382هـ / 1962م.

    تمّ تزفيت الطريق الرابط بين غرداية والأغواط عام 1952م. وفي سنة 1955م، تمّ تزفيت الطريق الرابط بين بني يزقن والعطف، وأنشئت يوم 11 أفريل 1961م (شركة النقل الحضري) بغرداية، للعمل بين القصر والواحة. من جهة أخرى، فإنّ في سنة 1947م، تمّ تشغيل مطار غرداية – نومرات، لأهداف عسكرية. وفي 21 مارس 1957م، فُتح للملاحة الجوّية المدنية، وشهِد...

    اقرأ المزيد

الحياة الثقافية في بريان

الحياة الثقافية في بريان

 

حياة التعليم في بريان مع ذكر المشايخ والعلماء(1):

قديما كان التعليم حرا في المحضرة الإباضية، حيث كان شيخ المحضرة يلقن القرآن الكريم للتلاميذ، ويقوم التلميذ بكتابة الحصة، وأدواته هي لوح خشبي وقلم من يراع وسمغ، والمحضرة متصلة بالمسجد العتيق بربورة وكان يدرّس بها مشايخ في أواخر القرن العشرين نذكر منهم:

-الشيخ موسلمال الحاج موسى بن صالح، كان معلما ومديرا للمحضرة.

-الشيخ عباس داود بن أمحمد، كان يقوم بالتدريس في المحضرة.

-الشيخ بوسريح الحاج سالم بن عمر، كان يقوم بالتدريس في المحضرة.

ومعاونوه الشيخ فخار إسماعيل بن عمر وموسلمال الحاج عمارة بن عمر.

ويليهم كوله الحاج أحمد بن سليمان وكروشي سليمان بن بابه.

ويليهم العساكرالحاج إبراهيم بن باعلي(الزعيم).

ويليهم بعد الاستقلال إلى حوالي 1996م فارة الحاج صالح بن محمد بن صالح.

كان يشرف على التعليم بالمحضرة وكيل المسجد وهيئة العزابة، ويتخرج منها طلبة حافظونللقرآن يدعون إروانْ وقد سبق الحديث عنهم.

المحضرة المالكية المتصلة بالمسجد العتيق، كان يعلم فيها القرآن للتلاميذ، وكتابة السور القرآنية في الألواح بقلم الصمغ.

 

أهم مشايخها:

الشيخ سي أمحمد.

الشيخ شطفور الحاج أسماحي.

المحضرة المالكية الأخرى المتصلة بالمسجد الإمام البخاري.

 

أهم مشايخها:

الشيخ أولاد الطاهر بنوة، كان يدرس في دار عشيرة الدبادبة بشارع باصالح، وكان إلى جانب ماذكر كتاتيب يدرّس فيها القرآن.

 

أهم الكتاتيب مع ذكر شيوخها:

1-ابن يامي حمو بن موسى الكائنة في وسط الشارع حمو بن موسى ابن يامي حاليا بربورة([1]).

2-لعروسي جاء من مدينة لحجيرة ليدرس القرآن في بريان بمنزل الحرمة إبراهيم بن أحمد الكائنة بحي الخالف([2]).

التعليم عن طريق تلقين الآية شفويا بالنسبة للبنات وتُحفّظُ بالسمع أشهرهن:

-عيسى وأعمر مامة بنت حمو (مامة نْ عفاري)، وكان التعليم بالدار الكائنة بنهج فوطية عيسى بن باعلي حاليا، وفيها تلقين الآيات القرآنية والأدعية والأذكار لتحفيظ الصلاة للفتيات([3]).

-بهون مريامة بنت بهون، كانت تعلم بالدار الكائنة بزقاق زغموم بربورة.

-بوكراع منة بنت الحاج عمر، كانت تعلم بالدار الكائنة في الشارع العلوي قرب بئر بوكراع، وجميعهن يعلمن الفتيات الإباضية والمالكية.

 

أهم المدارس القرآنية في العهد الحديث والمعاصر:

كان العلم في بادئ الأمر يدرس في المنازل، وبعدها احتضنت مدرسة الفتح القرآنية التعليم القرآني في بريان عام 1927م، وكان يدرس فيها الشيخ صالح لبسيس ثم بعد ذلك تأسست جمعية الفتح عام 1945م تحت رئاسة الشيخ عبد الرحمن بن عمر بكلي ثم جاء بعده الحاج أحمد بن عمر أوراغ وأصبحت هي المشرفة على برامج التعليم الإباضي، وكان مفتوحا لغير الإباضية من المالكية (انظر بعض أسمائهم لاحقا)، فتخرج منها طلبة نجباء كانوا وراء حمل مشعل العلم في بريان والجزائر، ولقد أشرفت هذه الجمعية على إنشاء فروع أخرى للمدرسة في مختلف أحياء البلدة.

عبد الرحمن بن عمر بكلي ثم عبد الله بن صالح الطالب باحمد.

 

أسماء لبعض الطلبة:

-محمد علي دبوز.

-أحمد بن عمر أوراغ.

-سليمان بن حمو باحميدة.

-يوسف بن ناصر زيطاني.

-سعيد بن يحي الطالب باحمد.

-إبراهيم بن باعلي لعساكر.

-محمد بن قاسم بعوشي.

-موسى بكاي.

-إسماعيل بن الحاج سليمان فخار.

-محمد بن سليمان بودي.

-قاسم بن يحي الطالب باحمد.

-صالح بن باعلي قلو.

-محمد بن باحمد زعباطي.

-أمحمد بن محمد بوكراع.

السماحي بن محمد شطفور المتخرج في جامع الزيتونة بتونس، كان من رفقاء الشيخ عبد الحميد بن باديس وامبارك الميلي، كما كان من الحضور في الاجتماع التأسيسي لجمعية العلماء المسلمين بالجزائر، حيث كان مسكنه بحي القصبة قريبا من مقر نادي الترقي بالجزائر العاصمة([4]).

 

زيارة بعض المشائخ والعلماء لبريان:

-الشيخ الحاج محمد اطفيش من مدينة بني يسجن عاش في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، كان يزور بريان في كل عام مرتين متظاهرا برعاية بستانه ربيعا لتأبير نخله، وخريفا لجداد التمر، فكان يلقي دروس الوعظ والإرشاد في حلقات ذكر وعلم في منازل خاصة ويقوم بالفتوى.

-الشيخ إبراهيم بيوض من زعماء الإصلاح في وادي مزاب والجزائر، كان يزور بريان من حين لآخر، وفي سنة 1944م أقيم له حفل كبير في البلدة.

-الشيخ أحمد بن حمد الخليلي من علماء عمان، كلما وفد إلى الجزائر كان يزور وادي مزاب وبريان.

 

الشعراء في بريان.

 

1.أبرز الشعراء قديما في بريان:

في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين نبغ بعض الشعراء في بريان، منهم الشاعر عمر بن الحاج عيسى بلعيد، والشاعر أحمد بن الحرمة، ولهم قصائد عديدة، ولكلٍّ منهما ديوان في الشعر الملحون.

أ-نبذة عن حياة الشاعر عمر بن الحاج عيسى بلعيد(1880م-1947م):ولد عمر بن الحاج عيسى بلعيدفي بريان حوالي سنة 1880م، لما وصل سن التعليم دخل الكُتّاب فختم القرآن الكريم وبرع في القراءة والكتابة، فقرأ كثيرا من الكتب التي فتحت فكره وحببت إليه الفصاحة، ثم رحل إلى آت يسجن في مطلع القرن العشرين، وتتلمذ في معهد قطب الأئمة الشيخ امحمد بن يوسف أطفيش وصار من تلامذته المتفوقين، وكان محبا للعلم ذكي العقل، يتمنى أن يكون من كبار العلماء ليصلح بلده، وشديد الغيرة على الدين متمسكا به، شجاعا لايهاب الظلمة الأقوياء، ينقض عليهم بقصائده فيصف كل مخازيهم، ولقد نظم قصائده الأولى في الشعر الملحون فظهر نبوغه في أول قصيدة، فأقبل الناس والشباب المثقف خاصة على شعره يسمعونه ويتلذذون به ويتغنون به في مجالسهم وأفراحهم، لأنه يعبر عن وجدانهم، وبذلك شاع شعره الجميل في بلده بريان، فكانت أكثر قصائده في الإصلاح والدعوة إليه، وكان شِعره مشرق الديباجة، سلس الأسلوب، حسن المعاني، ثائرا على الفساد والظلم والجمودـ، ويعد شعره مرآة لحياته الخاصة، كما أنه مرآة لمزاب وبلدته بريان والجزائر عامة.

ولقد ناصر الشاعر كل المصلحين الذين حاولوا إنشاء حركة إصلاحية في بريان في العقد الأول والثاني من القرن العشرين ومنهم الشيخ الحاج الناصر إبراهيم كروش(الدغور)، والشيخ محمد الطرابلسي، والشيخ عمارة بن صالح موسلمال وغيرهم كثير، وعند انتقاله إلى الجزائر العاصمة واستقراره بها اكترى محلا صغيرا لعمله حيث صار يصنع القفاف طلبا للرزق، ولم يمنعه ذلك من مناصرة نادي الترقي في الجزائر، ولما ابتدأ الشيخ الطيب العقبي جهاده فيه كان من أكبر مؤيديه، والملازمين له ولدروسه الأسبوعية، وهو يعرفه ويجلس معه جلسات خاصة، ويكن له الشيخ الطيب العقبي ودًّا واحتراما كبيرين، ولما نشأت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين استبشر الشاعر خيرا، فرأى فيها حلما من أعظم أحلامه يتحقق، إضافة إلى ذلك كان كثير القراءة للمجلات الوطنية والعربية ومن أكبر أنصار الشيخ أبي اليقظان في جهاده الصحفي في الجزائر، فهو يزور الشيخ في مكتبه ويقرأ عليه قصائد الملحون القوية التي ينشئها في الدعوة إلى الإصلاح والذب عنه، ومحاربة المفسدين والمستعمرين، وكذلك كان متحمسا للروح الثورية لحزب الشعب الجزائري ومناداته بالاستقلال، يقرأ مناشره وصحيفته العربية باهتمام، وكان عميد حزب الشعب الجزائري الثائر إبراهيم غرافة من أصدقائه الكبار ممن كانوا يفضحون تجاوزات الاستعمار، وكانت له نزعة وطنية ونصرة للإسلام واللغة العربية، وللشاعر اتصال بالعديد من الوطنيين الجزائريين ومنهم من كانمن أبناء بلدته بريان محمد بن عمر أولاد عابو وبودي عمر بن سليمان وباسليمان إبراهيم لمنور وأوراغ الحاج أحمد بن عمر....

ومن عناية واهتمام السيد عمر بلعيد بالتاريخ أن ألف كتابا مهما في تاريخ بلدة بريان وهو مخطوط ذكر فيه أهم الأحداث الواقعة في وطنه بريان في العقد التاسع والعاشر من القرن التاسع عشر إلى آخر الثلاثينات منه كما له ديوان يعرف بديوان الغريب مطبوع، وله كذلك دواوين في الشعر ما تزال مخطوطة، وانتقل الشاعر عمر بن الحاج بلعيد البرياني إلى جوار ربه سنة 1947م، وقد عاش ما يقارب 67سنة([5]).

بعض عناوين القصائد من ديوان الغريب:

-قصيدة تاريخية في الويدان القوية1901م.

-قصيدة تاريخية وطنية في رحلة الشيخ بيوض إلى بريان.

-قصيدة في حياة المتزوج وحياة العازب.

-قصيدة في التربية والنصائح.

-قصيدة في شبان اليوم والمدنية.

-قصيدة في رحلة بن جلول واحتفال البعثة العلمية.

بعض عناوين القصائد من دواوين مخطوطة:

-قصيدة: الحجة في معرفة الخالق.

-قصيدة: مدح النبي المختار.                                                     

-قصيدة: الصلاة وما يتعلق بها.

-قصيدة: الحج والمناسك.

-قصيدة: صلاة العيد.

-قصيدة: في المواعظ والنصائح.

-قصيدة: تشريف الشيخ الحاج محمد أطفيش.

قصيدة: حول القائد يحي بن حمو باحميدة.

-قصيدة: حول وفاة القائد سليمان بن باحمد العساكر.

قصيدة: في حرب الطرابلس مع الطليان سليمان بن عبد الله الباروني.

-قصيدة: في نشأة المطبعة العربية المزابية.

قصيدة في زيارة الوطن.

-قصائد في وصف بعض المدن: الجزائر، البليدة، وهران، تيارت، غليزان، مستغانم، تلمسان، بلعباس، سطيف، الجلفة، الأغواط، الأندلس...

 

2.أبرز الشعراء حديثا في بريان:

-الشيخ يوسف بن صالح تربح.

-الدكتور محمد بن عمر العساكر.

-الشيخ بكير بن محمد أرشوم (توفي عام 1997).

-الأستاذ عيسى بن سليمان قرقر.

-الأستاذ باحمد بن إبراهيم موسلمال(لزعل).

-الأستاذ يوسف بن يحي الواهج.

-يوسف بن قاسم لعساكر.

-الحاج صالح بن أحمد بن الحاج سماحي.

-أحمد بن محمد الصغير.


(1) المرجع : بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص174-182

)-مقابلة مع الحاج إبراهيم لعساكر بتاريخ 02فيفري 1996م.[1](

)-مقابلة مع الحاج أحمد بن عمر أوراغ بتاريخ 10 جانفي 1997م. ومقابلة مع محمد بن إبراهيم الحرمة، الأحد 19نوفمبر 2000م.[2](

)-مقابلة مع الحاج محمد بن باحمد زيطاني بتاريخ 11ديسمبر1995م.[3](

)-قاسمي فاطمة :المنحى الصوفي عند الشاعر أحمد بن الحرمة، مشروع نهاية الدراسة لنيل شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها، جامعة الأغواط ، دفعة 2000،ص06-08.[4](

)-يحي بن بهون حاج أمحمد: ديوان الغريب عمر بن الحاج عيسى بلعيد البرياني 1880م-1947م شعر ملحون، دراسة وتحقيق، طبع ونشر العالمية للطباعة والخدمات، 2010م،ص03-20بتصرف.[5](

)-قاسمي فاطمة: المنحى الصوفي عند الشاعر أحمد بن الحرمة، مشروع نهاية الدراسة لنيل شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها ،جامعة الأغواط، دفعة 2000م.ص06-08بتصرف.مقابلة مسجلة مع الشيخ محمد بن إبراهيم الحرمة: الأحد 08رمضان 1421ه/03ديسمبر2000م.[6](

 

الحياة السياسية في وادي مزاب


 

سرار نجاح العمل السياسي لدى المزابيين

من أسرار نجاح العمل السياسي لدى المزابيين في فترة الاستعمار الفرنسي، أن لديهم منظومة فكرية ثابتة ساهمت في الحفاظ على هويتهم الدينية والعرقية، كما أنهم يمتلكون أساليب في العمل مرنة قابلة للتغيير مبنية على فقه الموازنة وفقه الأولويات، لذلك وجدناهم أمضوا على اتفاقية مع المستعمر الفرنسي في الوقت الذي كانوا وقودا للثوار وعش الثورة الدائم، وهذا ما صرح به... 

إقرأ المزيد 


 

رفض الالمزابيون استقبال الإمبراطور نابليون

لمّا زار الإمبراطور عاصمة الجزائر عام 1860م، رفضت جماعات بني يزقن ومليكة وبونورة والعطف وبريان إيفاد ممثلين عن بني مزاب إليها، لحضور احتفالات الاستقبال. وقد جرّ هذا الغياب عتابا لهذه الجماعات من قبل الجنرال يوسف بالأغواط، فأنزل عليها غرامات باهظة ثلاثيـن ألف فرنك على بني يزقن، وستّة آلاف على مليكة، وثلاثة آلاف على بونورة ، و...... 

إقرأ المزيد 

 


 

العلاقة الطيبة بين مزاب والعثمانيين

إنّ المواقف البطولية للمزابيين في دحر الأوروبيين عن شمال إفريقيا، وتقديمهم يد المساعدة إلى خير الدين، منحتهم مكانة وتقديرا عنده، وعند من خلفه على السلطة من العثمانيين في أرض الجزائر. لذلك فإنهّمتمتّعوا.بمعاملة خاصّة، اعترافا لهم على ولائهم وإخلاصهم للدولة الجزائرية العثمانية.  هذا الولاء أكّدوه لصالح رايس باشا الجزائر الذي توجّه في أكتوبر 960هـ/1552م إلى تقرت التي رفض ملكها دفع الخراج، وحاصرها ودخلها بعد ثلاثة أيّام من قصف مدفعيته، ثمّ توجه منها إلى ورقلة لنفس السبب إلاّ أنّ... 

إقرأ المزيد 


 

النّشاط السّياسي لبني مزاب في شمال إفريقيا

إنّ الحزب الحر الدّستوري الذي أسّسه الشّيخ عبد العزيز الثّعالبي وأنصاره في منتصف شهر فيفري 1920، قد كان من مؤسّسيه ومن مؤيّديه الأوّلين شخصيات بارزة من العلماء المزابيين، فكان أبرزهم صالح بن يحي آل الشّيخ اليزقني، كان من الأعضاء الإداريين في الحزب، وعضوا في اللّجنة التّنفيذية، وعضوا في لجنة الدّعاية، وعضوا في لجان المالية، وعضوا في لجنة الدّعاية، وعضوا في لجان المالية، وعضوا في الوفد. يقول أحمد توفيق المدني: «فإنّه لمّا تأزّمت الحالة بتونس وتقرّر إرسال الوفد، ولم.....

إقرأ المزيد 

 


 

قتل المزابيين للآغا يَتَّحْ اليهودي

مّا عرضت السلطات الاستعمارية على بني مزاب مرسوم تنصيب اليهودي يتح آغا على مزاب –أصله من الأغواط يعمل في المخابرات الفرنسية – اعتبروا ذلك إهانة لهم وتدخلا في أمورهم الداخلية، ومناقضا لمضمون معاهدة الحماية، وامتنعوا بإجماع عن قبوله. إلاّ أنّ السلطات الفرنسية نصّبته وتحدّت بذلك الشعور القومي لدى المزابيين، وكان من نتيجة ذلك أن قتله السيّد إبراهيم كولا، يوم 21 جوليت 1860، حوالي برج كاركار بين بني يزقن ومليكة.

غضبت القوات الفرنسية وأعياها التعرّف على القاتل، فأمرت بإلقاء دية اليهودي الفادحة على كافة المدن السبع، تدفع منها كلّ مدينة حسب عدد سكانها، ومقدارها عشرة آلاف فرنك تدفع لأهل اليهودي يَتَّحْ، بالإضافة إلى... 

إقرأ المزيد 


 

معاهدة الحماية 

لم يقتصر بنو مزاب على إمداد الشريف محمّد بن عبد الله بعدد كبير من المشاة، ولكنّهم ساعدوه أيضا بالمواد الغذائية والمؤونة الحربية. عندئذ حرّم الجنرال راندون باقتراح من الجنرال يوسف شراء الحبوب من أسواق التل على بني مزاب.

وفي 4 ديسمبر 1852، يوم معركة احتلال الجنرالين بِيلِسْيِي ويوسف لمدينة الأغواط، التي تحصّن بها الشريف محمّد بن عبد الله –اسمه الحقيقي إبراهيم ابن أبي فارس، يعرف بشريف ورقلة- وسقط فيها حوالي ألفين وخمسمائة ضحية، ساعده حرسه الخاص من المزابيين، على الفرار إلى وارجلان. عقابا لهم فإنّ قوم أولاد...

إقرأ المزيد     /     إقرأ المزيد 

 


 

النشاط السياسي لبني مْزاب ضد فرنسا

شارك المزابيون بفعالية و نشاط في الحرب السياسية و الإعلامية ضد فرنسا ، إذ أن الشيخ صالح بن يحيى اليزجني كان من الأعضاء الإداريين في الحزب الحر الدستوري الذي أسسه عبد العزيز الثعالبي ( شخصية ثورية جزائرية) ، كما قامت السلطات الفرنسية بتفتيش منازل كل من سليمان بن عيسى و زكري بن سعيد و الحاج عيسى بن محمد و ابراهيم بن سليمان للكشف عن... 

إقرأ المزيد 


 

قرار إلحاق مزاب بفرنسا

يقول أُوقُسْتَانْ بِرْنَارْ: «باستيلائنا على مزاب، قضينا على عشّ الثورة الدائم والمستودع الذي كان يجد فيه الثوار ضدّنا الأسلحة والعتاد والتموين». إنّ هذا التصريح يبيّن بوضوح الأسباب الرئيسة التي حملت القوات الفرنسية على إعلان إلحاق مزاب بفرنسافي 26 أكتوبر 1882م، تلقّى الجنرال دُولاتُورْ برقية من الوالي العام لُوِيسْ تِيرْمَانْ، يأمره بتجهيز محلة و....

إقرأ المزيد 

 


 

قادة القرى السبع بين 1882م و 1959م

باحمد بن عمر بَالُولُّو، عزل عام 1888 إثر خلاف بينه وبين رئيس المكتب العربي، وخلفه خليفته حمو بن الحاج عمر الناصر المتوفى يوم 8 جوليت 1895. في 14 مارس 1894، طلب بالُولُّو إعادته إلى منصب القيادة، ورفض الطلب. توفي عام 1900.

- إبراهيم بن عيسى بحاز، عيّن يوم 5 نوفمبر 1895 وتوفي عام 1909.

- إبراهيم بن يحي مصباح المولود عام 1862، عيّن يوم 20 جوليت 1909.... 

إقرأ المزيد 


 

التّجنيد الإجباري

قول لُوفِبْرْ: «إن المزابيين أُرغموا على قبول فرنسا عندهم. إنّهم يتحمّلونها، يستفيدون منها إذا اقتضى الأمر، لكنّهم لا يحبّونها. إنّها لا تجد فيهم أيّة مساعدة، ولا يشاركون في الحياة الوطنية (الفرنسية)، وقد يفرحون لهزائمها، إذا كان سينتج عنها تشكيل الإمبراطورية الإباضية من جديد، بتوحيد المجموعات المختلفة المتشتّتة، والتي لا تزال تحافظ على العلاقات التي تربط بينها». المادّة الثامنة من قرار 3 فيفري 1912 بيّنت كيفية تجنيد الأهالي الجزائريين، في بلديات التّل، وعدّلتها المادّة الأولى من قرار 28 نوفمبر 1913 القاضية بتسجيل الأهالي البالغين تسعة عشر عاما، غير المولودين في...

إقرأ المزيد 

 


 

النّشاط السّياسي في القضايا المحلّية بين 1912م  و1947م 

عام 1914، تقدمّ بنو مزاب بعريضة إلى الاتّحاد من أجل الدّفاع عن حقوق الإنسان والمواطن في باريس، في موضوع عدم استشارهم في تسمية القوّاد والقضاة. وكانت سنة 1338هـ/1919م سنة عاصفة في القرارة، وقعت فيها معارك طاحنة بين الإصلاح والمعارضة. وقد رصد المعارضون في هذا العام جماعة من الإصلاح كانوا مسافرين، وتآمروا مع الجمالين، حتّى إذا وصلوا وادي نْسَا، غدر بهم الجمالون، فقتلوهم جميعا. ثارت القرارة بهذه الجريمة، واستمال الإصلاح بعض الصّحف الفرنسية في الجزائر وباريس، فكتبت مقالات حارّة في هذه الجريمة، وفي الظّلم الذي يقع في.... 

إقرأ المزيد 


 

النّضال السّياسي والعسكري من أجل وحدة الجزائر واستقلالها

اتّخذ المخطّطون الفرنسيون لفصل الصّحراء عن الجزائر، منذ نشأة شركة ريبال للتّنقيب عن البترول سنة 1946، محور ارتكازهم على بني مزاب خاصة، باعتبارهم، سياسيا وجغرافيا وتاريخيا، العنصر الأساسي الحسّاس في الصحراء، يعتمدون عليهم في الدّرجة الأولى في إنشاء الجمهورية الصحراوية. اضطرّت الحكومة الفرنسية، وقد أحرجها الموقف المتصلّب للشّيخ بيوض في المجلس الجزائري، إلى إرسال لجنة برلمانية إلى مزاب سنة 1951. فقام الشّعب بمظاهرات سلمية في كلّ مدينة، أمام أعضاء اللّجنة، يعبّرون عن تمسّكهم بفكرة ربط مزاب بالشّمال في....

إقرأ المزيد 

 


 

التطورات السياسة المحلية من 1947م إلى 1962م

يوم 20 سبتمبر 1947، صدر القانون الأساسي للجزائر الدي ينص. في مادته الخمسين، على إزالة الحكم العسكري عن أراضي الجنوب وضمّها للشّمال. إنّ هذا القانون وضع مزاب في محيط أكثر جزأرة من ذي قبل، مع المحافظة على مميّزاته الخاصّة. ولمّا ظهرت مسألة الانتخاب للمجلس الجزائري انقسم حولها المزابيون إلى فريقين: فريق الإصلاح الذي يريد المشاركة فيه، معتقدا أنّ تلك المشاركة ستجرّ منافع كثيرة للوطن، وفريق المحافظين الذي يرى أنّها تؤدّي إلى القضاء على شخصية المزابيين، وعلى مميّزاتهم إذا ما أدمج مزاب في الجزائر. توجه وفد للمحافظين، يضمّ مفدي زكرياء، وبسخواض بكير، إلى فرنسا، للدفاع عن فكرة عدم تمثيل مزاب في...... 

إقرأ المزيد 


 

القضاء من 1882م إلى 1912م

في 7 نوفمبر 1882م، صدر أمر من الوالي العام يتضمّن إحداث سبع محاكم إباضية بمدن مزاب، وإنشاء مجلس للاستئناف بغرداية، سمّي مجلس عمّي سعيد. وفي 1 جانفي 1883، صدر قرار تعيين السادة:

الحاج الناصر بن الحاج إبراهيم رئيسا لمحكمة بريان. الحاج محمّد بن الحاج قاسم رئيسا لمحكمة القرارة. باحمد بن الحاج محمّد رئيسا لمحكمة غرداية. الحاج امحمد بن عيسى رئيسا لمحكمة بني يزقن. الحاج سليمان بن الشيخ عمر رئيسا لمحكمة مليكة. الحاج صالح بن الحاج أحمد الداودي رئيسا لمحكمة بونورة....... 

إقرأ المزيد 

 


 

الحركات السياسية في الجزائر

/أما في الحركات السياسية المختلفة بالجزائر، فإن عددا بارزا من إخواننا شارك في حزب الشعب الجزائري، الذي يطالب باستقلال الجزائر كما تعلمون. وفي مقدمتهم شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء، الذي كان لفترة معينة أمينا عاما لهذا الحزب، وقد قام بعمل جبار في سبيل وحدة المغرب العربي، و... 

إقرأ المزيد 


 

الميزابيين في الكفاح السياسي

كانت حركة الأمير خالد، حفيد الأمير عبد القادر، أول حركة سياسية منظمة، قدمت مطالب الجزائريين، وعبرت عن آمالهم، وعرضت قضيه على المنابر، وعلى صفحات الجرائد، على بعض التجمعات التي كان يعقدها الأمير في فرنسا ومطالبه وإن كانت بسيطة عند استعراضها إلا أنها كانت ....

إقرأ المزيد 

 

الحياة العلمية بمزاب

  • الحياة العلمية والثقافية بمزاب

    Icon 09الحياة العلمية في وادي مزاب عبر التاريخ النهضة الفكرية الحلقات العلمية وتأثيرها في المجتمعاعتاد بنو مزاب أن لا يخلو موطنهم من كبار العلماء....

    اقرأ المزيد
  • التّعليم في وادي مزاب عبر التاريخ

    Icon 09احصائيات العهد الرابع للتّعليم الحر الإسلامي المحاضر ودور العلم والمدارس القرآنية والتعليم الرسمي الفرنسي ومدارس الآباء البيض.
    التعليم في الفترة الثانية من 1882م إلى 1912م
    التّعليم في الفترة الثالثة من 1912م إلى 1947م
    التّعليم في الفترة الأخيرة  من 1947م إلى 1962م....
    ..


    اقرأ المزيد

  • شخصيات مزابـــــــــية

    Icon 09علماء ومشايخ الإباضية بمزاب
    أسماء تلاميذ القطب
    مشاهير الشخصيات في مزاب عبر التاريخ
    ألبوم صور أعلام وشخصيات بني مزاب..
    ..

    اقرأ المزيد

  • نساء خالدات من مـــــــــزاب

    Icon 09ابن عبد الله مامة بنت علي مامة بنت سليمان تنعزامت نوغلان ومواقفها البطولية
    بافضل شريفة بنت محمد
    السيِّدة بافضل فاطمة الزهراء
    عبد العزيز مريم بنت
    عبد العزيز عائشة بنت عمر نوح ..
    .....

    اقرأ المزيد

  • من سجل الخالديـــــــــــــن

    Icon 09نبذة عن حياة الشيخ بابا السعد وعصره
    أبو مهدي عيسى بن إسماعيل بن موسى
    الشيخ امحمد بن يوسف اطفـيَّش قطب الأَيمـَّة
    الشيخ عبد العزيز الثميني
    الشيخ محمد بن علي دبوز
    الشيخ محمد البرياني
    الشيخ بالحاج قشار
    الشيخ محمد بن عمر داودي.....

    اقرأ المزيد

  • شخصيات من العهد الرّابع

    c 7من 1882م إلى 1962م
    قطب الأئمّة الشّيخ طْفَيَّشْ، نامّه بنت سليمان بَابَّازْ، حَمُّودْ رمضان، عائشة بنت عمر نوح، عبد الله بن الحاج صالح البليدي بوكامل، الحاج سليمان باعامر، الشّيخ أبو إسحاق طْفَيَّشْ، الشّيخ أبو اليقظان، الشّاعر مفدي زكرياء  الشيخ، الشّيخ إبراهيم مَطْيَازْ، الفرقد سليمان بوجناح، الشّيخ إبراهيم  بَيُّوض، الشّيخ محمّد بن علي دبّوز، الشّيخ عبد الرّحمن باكلّي، الشاعر صالح بن الخرفي...

    اقرأ المزيد

  • بعض المؤسسات الاجتماعية و الثقافية مدارس ومعاهد

    c 7

    بعض المؤسسات الاجتماعية والثقافية 
    معهد عمي سعيد  
    معهدالإصلاح
    معهدالحياة 
    مدرسةالنهضة تَجْنِينْتْ 
    مدرسة النور 
    مدرسة الفتح...

    اقرأ المزيد

 

ندوة الحركة العلمية في وادي مزاب

دعمرلقمان أ مصطفى شرفي

 

 

 

محاضرة أسطنبول حول المخطوطات الفلكية في وادي مزاب

مداخلة عن المخطوطات العلمية والعلوم العقلية في وادي مزاب من خلال خزينة آل اشقبقب

الخلافة الراشدة أيام الدولة الرستمية

المغرب جدد عهد الخلفاء الراشدين أيام الدولة الرستمية

المغرب في عهد الدولة الرستمية يحظى بعهد الخلفاء الراشدين، ويتمتع من أئمته بما كان يتمتع به المسلمون في عهد الفاروق وخلفاء الرسول عليه السلام، ومع هذا العدل والديمقراطية الكاملة، والتمسك بالدين كل التمسك وجعله دستورا للدولة الرستمية لا تحيد عن طريقه في شاردة ولا واردة، الحضارة العظمى، والمدنية الراقية، وامتياز المغرب في ظل الإمامة الإسلامية بكل ما امتاز به العباسيون من حضارة ومدنية وعمران. سيريك المغرب المتحضر القوي السعيد في ظل الدولة الرستمية أن عهد الخلفاء الراشدين وسياستهم وعدلهم وتمسكهم كل التمسك بالدين هو الذي يليق بالأمم المتحضرة، والشعوب الحية، ويساير الزمان، ويليق في كل عصر، وليس كما قال الجهلة الملحدون الذين يمشون في ركاب المستبدين، ويتأثرون بكتبهم، ويرددون ترهات المستشرقين المغرضين؛ يريك المغرب كذب ما قاله الجهلة الملحدون من أن سلوك الخلفاء الراشدين وعدلهم، وتمسكهم في السياسة بالدين، وبما أمر الله، شيء لا يمكن إلا في زمانهم، ولا يليق إلا لعصرهم، وانه لم يتجدد ولم يكن في امة وفي دولة بعد دولتهم وأيامهم!

إن المغرب قد جدد عهد الخلفاء الراشدين في ربوعه، لتمسكه بالإمامة الإسلامية، وإنشائه لدوله العادلة التي جعلت الدين دستورها، وهدي الخلفاء الراشدين هديها؛ وتحقيق ما سكب الدم الغزير من اجله، وما قضي عليه الأمويون والعباسيون في المشرق.

إن الدولة الرستمية التي تقوم على الإمامة الإسلامية هي أول دولة جزائرية إسلامية نشأت في المغرب الأوسط فبسطت جناحها الحنون وأشعتها الجميلة إلى المغرب الأدنى فوحدت اغلب المغرب، ودخل بها في أعراسه وأعياده وعهود قوته! إنها دولة خلعت ظلم العباسيين واستبدادهم، وتمسكت بالإمامة الإسلامية، وأذاقت المغرب حلاوة عدلها، ونعمة تمسك الدولة في السياسة بالدين، فاتجهت إليها الأنظار، فثارت ثائرة المستبدين فرفعوا المعاول عليها، وبسطوا السنة السوء والبهتان فيها، فشوهوا صفحاتها الغراء في التاريخ، وظلوا عشرة قرون كاملة، وكتب التاريخ، والسنة العباسيين، والعبيديين، وكل من يتمسك بالملكية المطلقة المستبدة، ويكره الإمامة الإسلامية العادلة، تكيل لها ما يسود صفحتها، ويثني بأعنة المغرب والمشرق عنها، لكي لا يروا في صفحاتها الغراء جمال الإمامة الإسلامية فيعاودهم الحنين إليها، فيقضون على عروسهم واستبدادهم، ويحيون الإمامة الإسلامية التي أسعدت أجدادهم.

لقد كان جو المغرب الكبير مغبرا بالملكية المطلقة، وبالاستعمار الذي يؤكد مزاعمها في دولنا المغربية الزاهرة، فها هو قد تخلص من الملكية المطلقة، وأوتي رؤساء مثقفين، دستوريين، مخلصين لبلادهم، غيورين على تاريخهم، فتكون في مغربنا الكبير الجو الضاحي الصافي لإبراز تاريخنا مصفى من أكداره، ليكون سبب بناء ومحبة، فيكون أبناء المغرب في حاضرهم كما كانوا في ماضيهم، مع بعضهم بعضا، ومع الأمة الإسلامية كلها، إخوة متعانقين متحابين، متساندين، يرضى عنهم الله، وتهابهم كل الدنيا وتحبهم!

محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير ج3 ص 102-103

الدّاغور الحاج النّاصر بن الحاج إبراهيم

ولد في بريّان عام 1265هـ/1849م. أخذ العلم عن القطب الذي اصطفاه من بين زملائه ورفقائه للحجّ سنة 1878، وكان يحسن اللّغة الفرنسية. له غرام بفن الفلك حتّى قيل إنّه ألّف رسالة فيه.

     وبترشيح من القطب، تولّى القضاء في بريّان سنة 1300هـ/1883م، إلى أن أرهقه الحاسدون، فاستعفى منه سنة 1312هـ/1895م. رحل في عام 1325هـ/1907م إلى تونس، وأقام بها إلى أن توفّي ودفن فيها عام 1327هـ/1909م. أدخل ابنه حمو في جامع الزّيتونة وفي معهد ابن خلدون.

     كانت له مكتبة كبرى تشتمل على مخطوطات نفيسة نادرة، لو بقيت لكانت غنما كبيرا للجزائر. ولكن أخاه باعها بعد وفاته، بأبخس الأثمان. ولعلّ المبشّرين والحكّام العسكريين قد أخذوا نفائسها، هدية من هذا الأخ الذي ولّته فرنسا قائدا على برّيان[1]..    

 

المرجع:

[1] محمّد علي دبّوز: نهضة الجزائر الحديثة، الجزء الثّاني، 151

الدّاغور الحاج الناصر بن الحاج إبراهيم 3

     ولد في بريّان عام 1265هـ/1849م. أخذ العلم عن القطب الذي اصطفاه من بين زملائه ورفقائه للحجّ سنة 1878، وكان يحسن اللّغة الفرنسية. له غرام بفن الفلك حتّى قيل إنّه ألّف رسالة فيه.

     وبترشيح من القطب، تولّى القضاء في بريّان سنة 1300هـ/1883م، إلى أن أرهقه الحاسدون، فاستعفى منه سنة 1312هـ/1895م. رحل في عام 1325هـ/1907م إلى تونس، وأقام بها إلى أن توفّي ودفن فيها عام 1327هـ/1909م. أدخل ابنه حمو في جامع الزّيتونة وفي معهد ابن خلدون.

     كانت له مكتبة كبرى تشتمل على مخطوطات نفيسة نادرة، لو بقيت لكانت غنما كبيرا للجزائر. ولكن أخاه باعها بعد وفاته، بأبخس الأثمان. ولعلّ المبشّرين والحكّام العسكريين قد أخذوا نفائسها، هدية من هذا الأخ الذي ولّته فرنسا قائدا على برّيان[1]..    

------------------

(1) محمّد علي دبّوز: نهضة الجزائر الحديثة، الجزء الثّاني، 151

الدكتور إبراهيم بن عبد الله تِرِشِينْ

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الدكتور إبراهيم بن عبد الله تِرِشِينْ

ولد ببني يزقن عام 1927م. عيّن أبوه قائد البلدة يوم 14 أوت 1934. تلقّى إبراهيم معلوماته الأوّلية بمدرسة الاستقامة بقالمة والمدرسة الرّسمية بها، ثمّ التحق بتونس عام 1942م، وانتظم بالمدرسة الصادقية. وبعد أن تخرّج فيها سنة 1946م، التحق بالأقسام التحضيرية للطّب بتونس، ثمّ دخل كلّية الطّب بالجزائر العاصمة، فتخرّج فيها سنة 1953.

وهو أوّل طبيب جزائري جراحي في أمراض الدّماغ والأعصاب، وكان عميدا لكلّية الطّب بالعاصمة.

هو الذي أنشأ سنة 1949م منظّمة الاتّحاد العام للطّلبة المسلمين الجزائريين. التحق بصفوف المجاهدين في مستهلّ سنة 1955م بفرقة المارتينكي فْرَانْزْ فَانُونْ، وهو الذي أمر في يوم 9 أوت 1957 الطلّبة الجزائريين بالالتحاق بصفوف المجاهدين.

حضر معركة استشهاد العقيد عميروش في جبل تامر، فيها كسرت قصبة فخذه اليسرى، ثمّ كسرت رجله ثانية في معركة قرب مَارْغُرِتْ بجبل زكار، آل به الأمر إلى بترها، ثمّ استشهد في معركة مُوزَايَا فِيلْ قبل إيقاف القتال، وهي آخر معركة وقعت على سفوح جبال شفة وسهل متيجة، وذلك في أواخر عام 1961م[1].

------------------------------

[1]-حمّو عيسى النّوري: دور المزابيين، الجزء الثالث، 277.

الدكتور بكير بن عيسى قضِّي

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الدكتور بكير بن عيسى قضِّي

ولد في بني يزقن عام 1929م. زاول تعليمه في سوق أهراس إلى أن تحصّل على الأهلية، ثمّ التحق بالثّانوي في عنّابة فتحصّل على البكالوريا بها، ثمذ التحق بكلّية الطّب بِمُونْبُولْييهْ بفرنسا عام 1950م. وفي سنة 1954، أتمّ دراته التّطبيقية. دخل إلى المغرب عام 1956م حيث اشتغل بمرافقة الدكتور التيجيني هدام.

وفي سنة 1960م، استشهد في ميدان الشّرف في معركة بجبال سوق أهراس برتبة رائد.

الدولة الرستمية

مختلف الإمامات الإباضية (الدولة الرستمية)

  • نشأة الدولة الإسلامية

    image1

    كان الإسلام قد غرس حب العدل في القلوب، والغرام بالمساواة في النفوس، والتعليق بالديمقراطية؛ فكان من مآثر الدين الحنيف عند المسلمين قضاؤه على ظلم الجاهلية واستبدادها، وعلى غطرسة الملوك، وتجبر الأمراء، وحيف الرؤساء؛ وأشاع العدل الذي يتولد به الاتحاد والإخاء، والديمقراطية والمساواة التي هي أساس المحبة والرخاءوكان الإسلام قد فرض في رئاسة الدولة أن لا يتقدم إليها إلا من يرتضيه المسلمون لدينه واستقامته، وورعه وإخلاصه، وكفاءته العقلية والخلقية، ويقدمونه هم لرئاستهم، بدون أن يتخطى الرقاب إليها و...


    اقرأ المزيد

  • أول دخول الإباضية في إفريقيا

    image2ن الذي بث الدعوة وقام بنشر المذهب الأباضي بالمغرب الكبير هو سلمة بن سعد قال الشيخ يحيى علي يحيى امعمر النفوسي في كتابه الاباضية في موكب التاريخ في الحلقة الثانية...


    اقرأ المزيد
  • الدولة الرستمية

    image3

    إعجاب ابن الصغير المالكي بالدولة الرستمية وحبه لها
    المغرب جدد عهد الخلفاء الراشدين أيام الدولة الرستمية
    دولة الإباضية  لا يعتدي، لا تطمع في التوسع، ولا تستبيح الدماء
    استقرار الدولة الرستمية وهناؤها وسعادتها بالعدل والدين
    حرية كل المذاهب الإسلامية واحترامها في الدولة الرستمية
    الإخوة الإسلامية الكاملة في الدولة الرستمية
    تمتع اليهود والنصارى بحقوقهم كاملة في الدولة الرستمية وعدلها فيهم
    اعتناء الدولة الرستمية بتعليم المرأة وتثقيفها...

    اقرأ المزيد

  • آثار الدولة الرستمية

    image1

    مسجد الإمام أفلح
    مقام الإمام يعقوب
    بقايا الحمامات بتاكدمت.
    ..


    اقرأ المزيد


 

 

 

 

 

الدولة الرستمية

الدولة الرستمية

image3

إعجاب ابن الصغير المالكي بالدولة الرستمية وحبه لها
المغرب جدد عهد الخلفاء الراشدين أيام الدولة الرستمية
دولة الإباضية : لا يعتدي، لا تطمع في التوسع، ولا تستبيح الدماء
استقرار الدولة الرستمية وهناؤها وسعادتها بالعدل والدين
زهد عبد الرحمن بن رستم في المادة وتقشفه في عيشه
حرية كل المذاهب الإسلامية واحترامها في الدولة الرستمية
الإخوة الإسلامية الكاملة في الدولة الرستمية
تضحية كل الطبقات في الدولة الرستمية واعتمادهم على أنفسهم في بناء وتجهيز نواحيهم
تمتع اليهود والنصارى بحقوقهم كاملة في الدولة الرستمية وعدلها فيهم
اعتناء الدولة الرستمية بتعليم المرأة وتثقيفها
سكون الدولة الرستمية واستقرارها وهناؤها
إقبال الإمام على الدرس والتدريس لقلة مشاكل الدولة لاستقرارها

الرعي الفلاحة والري في بريان

الإحصاءات المتعلقة بمجال الفلاحة والرّي

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

 

أوّل إحصاء بعد الإلحاق [1]

الآبار الحيّة 274 /  النّخيل 27855

معدّل ما كان يملكه كلّ فرد من النّخيل، مباشرة بعد الإلحاق 5.5

 

وهذا إحصاء النّخيل والآبار بشيء من التّفصيل، وقع عام 1902 [2]

عدد الآبار

النّاضبة 10

التي تنضب وقت الجفاف 35

التي لا تنضب 235

النخيل 25775

 

السدود في بريان

في عهد القائدين سليمان بن عمر بودي وابنه عمر، بنيت ثلاثة سدود في واحة بريان، بتبرعات بني مزاب وجهودهم الخاصّة، منها أكبرها، وهو سد بالُّوحْ، الذي انطلقت أشغاله في جوان 1947، طوله من الشرق إلى الغرب نحو أربعمائة متر، وعلوه نحو خمسة أمتار، وسمك أعلاه نحو ثلاثة أمتار. وهو بالإسمنت والجير والحجر وأبواب الحديد الأوتوماتيكية. ومثله سد غابة السودان، طوله نحو ثلاثمائة متر، وعلوه نحو أربعة أمتار [3].

 

المياه في بريان[4].

1-الري: لبريان موارد مالية معتبرة بحكم أنها تقع في منطقة جغرافية هامة حيث الأودية تعتبر عليها، مثل وادي بالوح والسودان والمداغ والزرقي، نتيجة الأمطار التي تتهاطل على بريان وضواحيها ولهذا اهتم الأمناء وأهل المعرفة بهذا الميدان الزراعي والري ببناء الحواجز والسدود والخزانات لخزن المياه السطحية للسيول والأودية التي تنفع البلدة لسقي المنتوجات الفلاحية وهذه الخزانات تستفيد منها الآبار ويستغلها الفلاحون وأهل البلدة، ولهذا وُضع لتصريف المياه قوانين لتقسيم المياه بالتساوي وبطريقة مضبوطة حتى لا تضيع.

 

2-السدود: مرت فترات شحت الطبيعة بمائها، فاستدعى الخبراء في الفلاحة والأمناء، فاقترحوا بناء السدود والخزانات لخزن مياه السيول والأودية، وبذلك تم بناء العديد منها قديما وحديثا ومنها الصغيرة والكبيرة.

 

طريقة بناء السدود أو أحباس باللغة المحلية :

السدود قديما: أو السدود الصغيرة التي تم بناؤها وتشييدها قبل الاحتلال الفرنسي للمنطقة تعد أقدم من السدود الكبيرة "الباراج"barrage وهي الحديثة حيث كان المسجد هو الذي يشرف على مهمة تسيير وتدبير الكيفية للبناء واختيار المكان والتصميم، وهذا بعد أن يستشار أهل الدراية بأمور الفلاحة والري خاصة هيئة الأمناء وهم على أصناف، وهنا دور أمناء الفلاحة والري فهؤلاء كان لهم الفضل في التدبير وبعدها تعلن هيئة العزابة بالمسجد والجماعة في السوق عن التطوع-التويزة أو الندهة- من أجل بناء السدود وكان لأعيان البلدة دور هام في الدعم المادي والمعنوي لمثل هذه المبادرات الهامة التي تخدم المجتمع فبعد أن ينتشر الإعلان بين السكان يخرجون في تطوع ويتهافتون على العمل فيقوم العرش بأكمله بالتعاون والتضامن والتكامل لإنجاز هذا المشروع العظيم، حقا بوسائل بسيطة وجهود كبيرة استطاعوا تحقيق مشروعهم بنية صادقة وأجر محتسب عند الله إنه هو المعين وميسر الأمور لعباده المخلصين.

أهم السدود قديما:

 

1.ناحية السودان:

-سد الكْرمْ: بناحية السودان بين ساقية الكْرمْ وساقية الوسطْ.

-سد لمْلاقى: المكان الذي يلتقي فيه وادي السودان ووادي بالوح.

سد سيدي أحمد بوسط باراج السودان (مغمور بالتراب حاليا).

 

2.ناحية الزرقي:

-سد الزرقي الفوقاني "العلوي" المجاور لغابة أشكال وجنان كفوس.

-سد الزرقي التحتاني "السفلي" الكائن بين غابتي يامي ولعساكر (مغمور بالتراب حاليا)

 

3.تحت القصر –داقودْ أُوغرمْ- :

-سد بن عطلّهْ-عطا الله-المجاور لغابة قتيّ وغابة بن عطلّهْ .

-سد باسّهْ المتصل بغابة باسّهْ وقد اندثر.

 

4.ناحية الحنية:

-سد عفاري بين غابة بجلود من الناحية الشرقية وغابة بغوتي من الناحية الغربية.

-سد الحاج إسماعيل المتصل بغابة لعساكر الحاج إسماعيل وعباس بكير بن باحمد.

-سد الحاج صالح والحاج إسماعيل لعساكر.

 

5.ناحية بالوح: سد الفخارين فوق غابة أدباش.

 

6-ناحية المداغْ: سد المداغ.

 

ملاحظة: إن السدود التي ذكرت آنفا تهدّم بعض منها في عام 1936م وذلك بسبب الفيضانات، ويعرف هذا العام بعام الحجر وعام السخطة([1]) .

طريقة بناء السدود الكبيرة "الباراج":  

 

السدود حديثا: أو السدود الكبيرة: تم بناؤها في عهد القياد والحكام أي في عهد الاحتلال الفرنسي للمنطقة مقارنة بالسدود القديمة، فكان القايد هو المشرف على بناء هذه السدود بعد الاستشارة وتبادل الرأي والأفكار مع من بيده زمام الأمور والخبرة الميدانية (هيئة العزابة-الأمناء)

وتم بناء بعضها بالتطوع الجماعي لأهل البلدة وأخرى عن طريق العمال المأجورين.

أهم السدود حديثا

 

1-ناحية بالوح:

-سد باحمد والحاج متصل بالجبلين من جبل الكاكة إلى جبل كاف حمودة ، تم بناؤه حوالي عام 1954م من قبل العرش في عهد القايد بودي سليمان بن عمر والمشرفين على البناء أرشوم الحاج حمو بن عيسى والزيدي محمد، طوله 300 متر وعرضه 3 أمتار وارتفاعه من 4 إلى 5 متر.

 

2.ناحية الحنية:

-سد الحنية يقع في انتهاء غابة الحنية متصل بالمغارة، تم بناؤه حوالي 1952م في عهد القايد بودي سليمان بن عمر، طوله 300 متر وعرضه 2 متر وارتفاعه من 4 إلى 5 متر.

 

3-ناحية السودان:

-سد السودان عند بداية غابة السودان متصل بين الجبلين جبل أرجال العرمة، محايد للطريق الوطني رقم 1 وجبل سيدي سلامة، تم بناؤه عام 1376ه/1957م من قبل العرش في عهد القايد عمر بن سليمان، طوله 200متر، وعرضه 2متر وارتفاعه من 5إلى 7متر، وتم تدشينه يوم 16أفريل 1957م.

السدود الجديدة بعد الاستقلال:

سد لعْميّد ْ متصل بين الجبلين في نهاية غابة بالوح القديمة تم بناؤه عام 1393ه/1974م، في عهد رئيس البلدية السعودي عيسى بن سليمان، طوله 500متر وعرضه 2متر ارتفاعه من 2إلى 3متر.

-سد أمْكبْ اعْمرْ بن علي تم بناؤه عام 1400ه/1980م.

-سد أمْكبْ لمْناخْ سيدي أمبارك بالوح تم بناؤه حوالي 1410ه-1412ه/1990م-1992م، في عهد رئيس البلدية حجاج باحمد بن قاسم، طوله 150متر وعرضه 3متر وارتفاعه من 3متر وارتفاعه من 3إلى 4متر.

-سد لعْويجهْ بسيدي بوسحابة بالوح تم بناؤه عام 1425ه/ 2005م في عهد رئيس البلدية عمر أيوب باحمد بن عيسى([2]).

 

فائدتها: تعود فائدة بناء السدود لحجز المياه حتى تمتص منه الآبار المياه، في فصل الصيف تكون الحرارة مرتفعة فهذه المياه تصبح خزانا ينتفع منه أهل البلدة، فعندما تسيل الأودية يكون السد حاجزا لهذه المياه وينخفض قوتها حتى لا تحدث كارثة بالنسبة للأراضي والمحاصيل الزراعية، وتكون وسيلة لحجز التراب منها الأتربة الخصبة الصالحة للزراعة والغنية بالمواد العضوية التي يحتاجها النبات لينمو نموا طبيعيا، وعلى هذا الأساس كانت السدود تستغل استغلالا حقيقيا حفاظا على الثروة المائية، فإننا نجد هذه السدود غير مهملة ينزعون منها الأتربة كلما تراكمت ويحولونها إلى بساتينهم للارتفاع بها، هذا من جهة ومن جهة أخرى يفسح المجال للسد أن يحمل أقصى حد للماء (الأمتار المكعبة م3) من المياه.

 

-تقسيم مياه السيل لساقية السيل لأولاد باحمد وساقية باحمد بن الحاج (بالوح القديم).

قسم السيل للساقيتين على أربابه كما سيأتي مفصلا كوة بعد كوة من ساقية أولاد باحمد المذكورة مبتدأ.

 

أولا: غابة بن شيشة كوتها 23سنتم ورصفتها 153سم عرضا.

ثم غابة بنوة كوتها 22سنتم ورصفتها 164سنتم عرضا، وتليها ساقية باحمد بن الحاج.

 

ثانيا: غابة باحمد بن الحاج كوتها 10سنتم ثم كوة أخرى لها عرض 10سنتم.

ثم غابة أعمر بن الناصر كوتها 10سنتم رصفتها 230سنتم.

ثم غابة عفاري بن باحمد البعوش كوتها 10سنتم رصفتها 230سنتم عرضا.

ثم غابة أحليلو كوة عرضها 10سنتم.

ثم غابة المغازي كوتها عرضا 10سنتم ولا رصفة لها.

ثم غابة الزاوي كوة عرضها 13سنتم ورصفتها 354سنتم.

ثم غابة الأخضر بن التومي كوة عرضها 12سنتم ورصفتها 354سنتم.

ثم غابة أغويدر كوة عرضها 13 سنتم رصفتها 270سنتم.

ثم غابة بن عسكر كوة عرضها 44سنتم ولا رصفة لها.

ثم غابة دباسية عرض كوتها 12سنتم رصفتها 331سنتم.

ثم غابة البعوش كوة عرضها 16سنتم رصفتها 338سنتم.

ثم غابة أولاد شعبان كوة عرضها 10سنتم رصفتها 253سنتم.

ثم ساقية فوطية والزروق عرضها 33سنتم ورصفتها 730سنتم.

ثم رصفة ساقية العجرود عرضها 290سنتم.

ثم كوة ساقية إبراهيم بن عيسى عرضها 91سنتم ورصفتها 207سنتم.

ثم غابة الصيقع كوة عرضها 28سنتم ورصفتها 28سنتم.

ثم غابة بهدي كوة عرضها 10سنتم رصفتها 219سنتم.

ثم غابة الشهري كوة عرضها 22سنتم رصفتها 167سنتم.

ثم غابة سي عثمان كوة عرضها 10سنتم رصفتها 110سنتم.

ثم غابة دحو كوة عرضها 23سنتم رصفتها 119سنتم.

ثم غابة الحاج أمحمد بن كاسي كوة عرضها 36سنتم.

ثم غابة بوسريح كوة عرضها32 سنتم رصفتها 72سنتم.

ثم حوزة الحاج مبروك كوة عرضها 14سنتم رصفتها 202سنتم.

ثم غابة العجرود كوة عرضها 09سنتم رصفتها 201سنتم.

ثم غابة يحي بغوتي عرضها 08سنتم.

ثم غابة باحمد بن يوسف كوة عرضها 90سنتم.

ثم حوزة محمد المخلوفي كوة عرضها 30سنتم رصفتها 118سنتم.

ثم غابة يونس محمد بن بوكر كوة عرضها 22سنتم رصفتها 39سنتم.

ثم غابة محمد السايح كوة عرضها 22سنتم.

ثم غابة بالحاج بن صالح كوة عرضها 19سنتم.

ثم غابة الحاج يحي فاره كوة 44سنتم.

ثم حوزة يحي بن يحي كوة عرضها 20سنتم رصفتها 39سنتم.

ثم غابة فوطية كوة عرضها 22سنتم رصفتها 286سنتم.

ثم غابة فرهوط كوة عرضها 24سنتم رصفتها 260سنتم.

ثم غابة زقور كوة عرضها 30سنتم رصفتها 300سنتم.

ثم غابة أبصير كوة عرضها 8سنتم رصفتها 260سنتم.

ثم غابة الحاج يحي كوة عرضها 20سنتم رصفتها 103سنتم.

ثم غابة الجاني كوة عرضها 20سنتم رصفتها 110سنتم.

ثم رصفة غابة ابن علال 78سنتم.

وتليها رصفة ساقية الكروش عرضها 118سنتم.

ثم غابة بلخير عرضها 77سنتم.

ثم رصفة غابة بوربيع كوة عرضها 96سنتم.

ثم غابة بوربيع كوة عرضها 18سنتم رصفة بين الكوة المذكورة وحفرة بنوح عرضها 42سنتم.

ثم غابة قتي كوة عرضها 45سنتم رصفتها 100سنتم.

ثم غابة قراس كوة عرضها 60سنتم.

ثم غابة الكروش كوة عرضها 60سنتم.

رصفة ساقية باحميدة عرضها 63سنتم.

ثم غابة أرويشد كوة عرضها 50سنتم رصفتها 142سنتم([3]).

 

-3الأودية المحيطة ببريان :

 

1.بعض الأودية التي تصب في واد انسا(واد النساء):

 

أ- من الجهة الشرقية:

واد بوسعيدات – الحنايا- رقان – الزرايب العجلة – المورد – زريبة بوخوخة – زريبة الخيل – فيض غانم – زريبة مناد.

 

ب-من الجهة الغربية:

الباقل التبل – الباقل لفطح- الباقل الخُنّش – سمار – شليحة – لعروس – البيض – أزباير- لاروي.

 

 

2-الأودية التي تصب في وادي زقرير :

أمكب أودي الطين- أمكب وادالنساء- واد العجوز – بن جابر – بن عطاش- العجلة – القلتة- خُبّيزي- السّنغ- بوحلابة- العويجة.

 

3-الأودية التي تصب في واد البئر:

بالوح- السودان- الزرقي – لمْوْديغْ- انشاشو.

 

ملاحظة: كل أودية بريان تنتهي في مْلاقة(ملتقى) وادي البئر جنوبا.

 

4-الجباب في بريان

الجباب جمع جب، وقد أنشأت في ضواحي بريان عدة جباب وهي عبارة عن خزانات لمياه تساقط الأمطار وأودية السيول وتتجمع في الجب (الخزان )، وهي مفيدة لسقي الضرع والزرع وهذه الخزانات منها القديمة والحديثة.

 

1-القديمة

جب لمسايبة بوادي النسا.

جب كفوس.

جب مقرونة، أمكب مقرونة.

جب تلغمت.

 

2-الحديثة

جب لاروي، أمكب لارْوي.

جب وادي السودان، أمكب اليحياوي واودي حيزية.

جب وادي نشّو.

جب وادي بسدير([4]).

 

5-الآبار

يوجد العديد من الآبار في بريان، منها داخل القصر وأخرى بالبساتين، وأخرى في الصحراء، وتم حفرها من قبل العرش لاستخراج المياه لسقي العباد والغلات الفلاحية والأغنام.

وأسباب حفر هذه الآبار هي أَمنية ودينية واقتصادية واجتماعية واستراتيجية، وتصلح هذه الآبار لاستغلال المياه الجوفية في بريان، ولقد تم حفر عدة آبار منذ تأسيس مدينة بريان عام 1596م، إلى يومنا هذا، ومن هنا وجدت آبار قديمة وأخرى حديثة.

 

1-آبار داخل القصر.

2-آبار البساتين المحاذية للقصر.

3-آبار البساتين القريبة من البلدة.

4-آبار الصحراء خارج البلدة وفي حدودها.

وتستخرج هذه المياه قديما بوسائل تقليدية كالدلو وهو عبارة عن قربة جلدية ضخمة ذات خرطوم و(إمرْودْ) ، وهو عبارة عن قطعة خشبية أسطوانية الشكل بطرفها قطعتا حديد و(تجرارْتْ)*([5]) البكرة الدائرية.

100

أما حديثا فيستخرج الماء بالمضخات المائية، وهذه الآبار متفاوتة العمق منها القريبة والبعيدة.

 

1-آبار داخل القصر: هذه الآبار حفرت على الصخرة، ويحتاج حفرها إلى خبرة رجال تخصصوا في هذ الفن من العمل، من هنا نجد أن هذه الآبار احتفظ التاريخ بأسماء الرجال الذين حفروها.

 

أ.بئر المسجد العتيق (بربورة): كان وراء حفره الحاج إبراهيم شريفي عدون وأهل البلدة أي العرش، يبلغ عمقها 36ذراعا أي ما يعادل 18مترا.

 

ب.بئر الشارع الوسطاني: قام بحفره العرش، يبلغ عمقه 50ذراع أي ما يعادل 25مترا.

 

ت.بئر الشارع السفلي: الشارع الرئيسي للبلدة آنذاك كان وراء حفره العرش، يبلغ عمقه 50ذراعا أي 25مترا.

 

ث.بئر كاف بوكراع: حفره داود الحاج صالح من بني يسجن ويبلغ عمقه 60ذراعا أي م يعادل 30مترا.

 

ج.بئر الدهماس: حفره عمر أيوب سليمان بن يونس ويبلغ عمقه 50ذراعا أي مايعادل 25مترا.

 

ح.بئر الترعة: حفره أبو الصديق باحمد بن الحاج بكير ويبلغ عمقه40ذراعا.

أي ما يعادل20مترا([6]).

 

ملاحظة: مياه هذه الآبار تستعمل للاستهلاك الذاتي من قبل العرش أي أهل البلدة يستقون منها، كل بحسب حاجته، وهناك أشخاص يقومون بعملية السقي ويحملون الماء في قِربْ متنقلين بها بين المنازل، منهم مولود ابراهيم بن صالح وكاسي موسى باعلي بن يونس وقاجي ابراهيم بن باحمد([7]).

 

2-آبار البساتين المحاذية للقصر:

هذه الآبار تستعمل لسقي البساتين والمحاصيل الزراعية، حيث ساعدت السكان على خدمة الأرض من أجل تحصيل قوتهم اليومي والكسب والعيش، حيث كان نشاط أهل البلدة منحصرا في الفلاحة وتربية المواشي، وتستعمل أيضا للشرب، وهذه الآبار المغمورة والمستغلة إلى يومنا هذا، ومن هذه الآبار المستغلة إلى يومنا ما يلي: بئر صالح والحاج- بئر بكر أملال- بئر أسيَا- بئر فرهوط- بئر مامة أزقاو- بئر آت علي- بئر بوسريح –بئر تربح- بئر بن عسكر- بئر حشاني – بئر باسة- بئر كوله- بئر كروش- بئر قتي- بئر بن علال- بئر بودواية.

 

3-آبار الصحراء الموجودة خارج البلدة:

توجد العديد من الآبار خارج البلدة على مسافات طويلة، وهذه الآبار تابعة لبعض الأشخاص الذين قاموا بحفرها، والأخرى تابعة لبعض العروش قديما وحديثا، منها:

حاسي الكبش- حاسي صطافة – حاسي تلغمت- حاسي كفوس – حاسي قزاح – حاسي الرمل –حاسي سيدي أمبارك.

 

4-الآبار القديمة التي ردمت وغمرت بالتراب:

هناك آبار قديمة موجودة في الصحراء، والتي غمرت بالتراب وزال أثرها اليوم منها: حاسي مذاغ الرّصفة- حْواسي المعْمورة تشيبانْتْ- حاسي أمْكبْ أَوديْ الطين –حاسي أَمْكبْ البَياّ-حاسي لغْشَة([8]).

إحصاء عدد النخيل والآبار بعد الإلحاق سنة 1882م([9]).

عدد السكان

عدد النخيل

الآبار الحية

الآبار الناضبة

عدد النخيل للفرد الواحد

4500ن

27855

274

-

6

5-متوسط عمق الآبار بالنواحي التالية:

الحَنْية 35مترا.

الزّرقي 35مترا.

السودان 25مترا.

بالوح العلوي 20مترا.

بالوح الأوسط 25مترا.

بالوح السفلي 35مترا.

لروي 110مترا.

إحصاء آبار بريان([10]):

إسم المكان

عددالآبار

العمق (متر)

الكمية م3/24ساعة

واحة بريان

201

15م إلى 50م

02م إلى 12م3

واد سطافة

03

49م إلى 55م

03 إلى 07م3

واد الكبش

01

52م

7.3م3

واد بالوح

06

10م إلى 28م

05 إلى 15م3

واد المداغ

01

56م

واد البئر

12

آبار صحراء بريان:

"رسم قديم: ومما وجدته بخط عمناالحاج ابراهيم بن سبقاق، سئل منصور بن الطيب الزنخْري الذي عاش من العمر 118 سنة والمسمى –مول البغلة- عما تحقق من حواسي (آبار) صحراء بريان ولمن تنسب فقال:

أول حاسي في مطلق الحلفاء التحتانية، في واد البئر من الغرب ، فوق مطلق الحليفة مقابل

لقصر العطف من الغرب هو لسيدي أمحمد بن سعيد بورقبة.

وحاسي تحته ماؤه كثير تحت السدرات الكبار في مطلقْ الشعبة الشرقية يبعد عن السدرات بأكثر من ستين ذراعا فوق الحشانة هو لسيد مبارك بن علي بن مبارك بن أمحمد.

وحاسي في واد أنسا فوق مطلق المهراس الجوفي هو لأولاد أحمد من عرش الفراشيش، شرقي لقصر أهل بنورة الذي في الركنة الغربية.

وأربع حواسي في حنية السوق المعمورة هم للأرباع المغامر وبعض من القرط.

وحاسي في مطلق البيض في المداغ الغربي هو لأولاد علي بن أعمر وأولاد عقاب.

وحاسي في مطلق المداغ الجوفي من الجانب الشرقي في جوف الحجرة الكبيرة هو لسيدي علي بن مبارك.

وحاسي في الركنة الجوفية بين الأشعاب جوف المذاغ الجوفي هو لأولاد الحفيان.

وحاسيان في مْلاقات الطاهر بن سيدهم، وآخر تحت القصر وأواخر غرب القصر على الطريق جوف الخنقة فوق البطمة من الجانب الغربي أسفل مطلق أشليحة هي لأولاد سيدي الصالح.

وحاسي في مطلق الفرشة جوف الخنقة في انتهاء الجبل جوف القصر هو للأخضر وعلي ومحمد أبناء الصالح.

وحاسي في لروي قبلة مطلق أودي الطين تحت السدرات الكبار مسقف بالمادون هو لسيدي سعيد بن سعيد اليحياوي.

وحاسي في بالوح جوف مطلق أعمر بن علي هو لسيد أحمد بن عثمان الهلالي.

وحاسي فوقه لسيدي بلقاسم بن سعيد شرقي ضريح سيدي أمبارك بن أمحمد قدر ب100ذراع.

وحاسي فوقه لسيدي أمبارك بن أمحمد بورقبة غرب قبره بين السدرات تحت المقبرة القديمة من القبلة.

وحاسي فوقه في مفرع المناخ أسفل البطمة هو لعلي بن خالد البوزيدي.

وحاسي شرقي المسجد هو لعبد الله بن سعد.

وحاسي في مطلق البيّض في السدرة الكبيرة هو لسيدي أمحمد بوسحابة.

وحاسي في مطلق القزاح لحمزة بن علي المذبوحي المسمى حاسي لاغشا وأربع حواسي في مطلق الخديشة والرواحي هي لأولاد علي اليحياويين، هكذا ذكر لنا منصور بن الطيب ثم بعد ذلك توجهنا للوقوف على تلك الأرسام والمعاهد والحواسي المذكورة هنا فوجدناها صحيحة موجودة وشربنا من مياهها، كلها حلوة خفيفة ومن الناس المتأخرين الذين جعلوا رحلة مدة ستة أيام للتنقيب والتحقيق عليها فمن أناسنا جدي التومي بن سليمان وعمنا عبد الرحمن بن امحمد، ومن أهل بريان علي مبارك، وسعيد بن موسى بن علي، والناصر بن بهون بوكراع، وباعلي بن كاسي، وسعيد بن امحمد، وعمر بن حمو بن الحاج ابراهيم، وباحمد أزقاو، وباسعيد بن رابح وجميع الحواسي المذكورة فهي في حوزة بريان، انتهى بحمد الله يوم 6جمادى الأول سنة 1308ه)[11](".

إحصاء النخيل والآبار عام 1902م)[12](:

النخيل

عدد الآبار

التي لا تنضب

التي تنضب في وقت الجفاف

الناضبة

الوروار

25775

235

35

10

-

الآبار الارتوازية:

حفرت آبار إرتوازية يتراوح عمقها من 400م إلى 500م تحت إشراف المهندس

105

الخبير في مصالح الري M.LAUBIER يوم 21نوفمبر 1950م لتزويد بريان بالماء الصالح للشرب([13]).

 

وقد أنجز:

بئر باسة رقم 01: سنة 1954م، العمق 525م، كمية التدفق 100م3 في الساعة.

بئر باسة رقم02: سنة 1959م ، العمق 530م، كمية التدفق 110م3 في الساعة.

بئر بابا السعد: سنة 1959م.

بئر بالوح رقم 01: سنة 1966م.

بئر بالوح رقم 02.

بئر بوعميد –بئر المداغ.

بئر الشيخ عامر.

بئر المحيط الأول لروي سنة 1987م.

بئر المحيط الثاني لروي سنة 1988م.

بئر العيون لروي سنة 1988م.

بئر العساكر الحاج إبراهيم (الزعيم) لروي سنة 1988م([14]).

 

طبقات البئر:

طبقات البئر مختلفة من بئر لآخر، وهذا الاختلاف يكون في المادة نفسها ومكوناتها الداخلية، حيث تكون بعض الطبقات رسوبية هشة والبعض الآخر طبقات طينية متنوعة الألوان وبعضها صخورا صلبة شديدة المقاومة، وهناك طبقات صلصالية فهي حسب التكوين الجيولوجي للأرض والمنطقة المراد حفرها، ويتم الحفر بوسائل

تقليدية يعرف بالمنقوب أو المقاطع ثم تطور الحفر إلى الوسائل الحديثة مع قدوم الفرنسيين.

 

الطبقات تكون على النحو التالي:

أول طبقة هي طبقة الهَيَامْ (مادة هشة):7أمتار ونصف.

حجرة بيضاء: متر ونصف.

حجرة صفراء: متر ونصف.

وكّالْ لحسان: متر ونصف.

تفقاقين: بداية خروج الماء للتبشير تخرجونين.أأ

تاجرّارت: خروج الماء.         أجباد أغلاد نولم

مادون تْلختْ (طبقة طينية): نصف متر.

مادون أنْواداي (حجرة سفلى): بها سواقي.

حجرة بيضاء.

الطين الأسود: متر ونصف.

مادون الطرطار(حجرة الطرطار): بها سبعة ألوان مختلفة.

حجرة إشلشال.

لوسْ(الجبس): آخر طبقة([15]).

 

الناحية الاقتصادية:

كانت الزراعة لأهل بريان قديما المورد الرئيسي لرزقهم، فمعظم السكان كانوا يشتغلون بالفلاحة، فهي مصدر رزقهم وكانت متمركزة في البراري وفي البساتين.

أما في البراري فتوجد أراضي الحرث المتخصصة في زراعة القمح والشعير.

وهي متمركزة في المناطق التالية:

وادي النساء، لاروي، المذاغ، الكبش، بالوح، السودان واد حيزية إلخ...

أما الزراعة المتمركزة في البساتين فهي فصلية قصد الاكتفاء الذاتي، متمثلة أساسا في النخيل ذات التمور بأنواعها المختلفة وأشجار التين والرمان والعنب والمشماش وكذا الخضر والفواكه وغيرها. وكانت متمركزة في المناطق التالية:

بساتين الحنية، السودان، الزرقي، باسة، والكروش، وفرهوط إلخ...والمحاصيل تنقل إلى سوق البلدة، وكان البيع عن طريق المقايضة أي تبديل سلعة بسلعة بين أهل البلدة وأهل البدو الذين يجلبون إلى السوق الغنم والصوف والسمن والحطب والألبان والكمأة إلخ... فتتم عملية التبادل.

عندما تطورت الأوضاع، فأصبحت المزروعات تباع وتشترى في السوق، كانت الغلات الفلاحية مخصصة للاستهلاك المحلي والباقي يصدر إلى خارج بريان، وتمتاز بالجودة العالية نظرا للتربة الخصبة والمياه الحلوة.

 

أسماء التمور المعروفة:

أُعُشَتْ- أَكربوُشْ- أزرزا – باباتي –أوتقبالة – بوعروس –دقلة عيَّ – دقلة نور- دقلة سباق- الدقول – غرس- إتيم –كاس موسى –تادلة- تافزوين –تمزْاورت نتلات- تاوزليت- تامجوهرت –تواجات- تازرزايت.

 

قائة أسماء النخيل للتمور المتواجدة في بلدية بريان([1]):

رقم

إسم النوع

العدد

النوعية

موعد نضجها

اللون

الاستعمال

01

أوعوشت

300

نصف رطبة

سبتمبر

أصفر

الاستهلاك العائلي

02

أكربوش

50

جافة

آخر سبتمبر

أصفر

الاستهلاك العائلي

03

أزرز

4000

رطبة

آخر سبتمبر

أصفر

الاستهلاك والمتاجرة به

04

باباتي

10

نصف رطبة

أكتوبر

أصفر

الاستهلاك العائلي

05

أتقبالة

1000

رطبة

سبتمبر

أصفر

الاستهلاكالعائلي

06

بوعروس

200

نصف رطبة

أكتوبر

أحمر

الاستهلاك العائلي

07

دقلة عيّ

350

رطبة

سبتمبر

أصفر

الاستهلاك العائلي

08

دقلة نور

8000

نصف رطبة

أكتوبر

أصفر

الاستهلاك والمتاجرة به

09

دقلة سباق

40

رطبة

آخر جويلية

أصفر

الاستهلاك العائلي

10

دقول

1250

جافة

بداية أوت

أصفر

مختلف الاستعمال

11

غرس

4000

رطبة

أوت

أصفر

الاستهلاك والمتاجرة به

12

إتيم

50

نصف رطبة

سبتمبر

أصفر

الاستهلاك العائلي

13

كاسي موسى

150

رطبة

سبتمبر

أصفر

الاستهلاك العائلي

14

كسابة

700

رطبة

أكتوبر

أصفر

الاستهلاك العائلي

15

تادلة

3500

رطبة

آخر أوت

أصفر

الاستهلاك والمتاجرة به

16

تافزوين

3000

نصف رطبة

سبتمبر

أصفر

الاستهلاك والمتاجرة به

17

تمزوارت نتلات

800

جافة

أكتوبر

أصفر

الاستهلاك والمتاجرة به

18

تاوزليت

50

نصف رطبة

سبتمبر

أحمر

الاستهلاك العائلي

19

تازيزاوت

200

نصف رطبة

أكتوبر

أحمر

الاستهلاك العائلي

20

تامجوهرت

7000

نصف رطبة

آخرأوت

أحمر

الاستهلاك والمتاجرة به

21

تواجات

1050

جافة

سبتمبر

أصفر

الاستهلاك والمتاجرة به

 

إحصاء عدد النخيل خلال السنوات التالية([2]):

السنة

1863

1882

1902

1931

النخلة

18000

27855

25775

34688

 

جدول النخيل وإنتاج التمور عام 1931م-1932م([3]):

طبيعة النخيل

عدد النخيل

نخيلen rapport

كمية الإنتاج

تمور جيدة

10818

10568

2642قنطارا

تمور رخوة

20270

19118

4779قنطارا

تمور جافة

3660

3475

695قنطارا

المجموع

34748

33161

8116قنطارا

البيدر وتسمى بالعامية النادر وباللغة المحلية"أرنان":

وهو مكان يتم فيه درس الزرع من القمح والشعير وتصفيته، وتتم العملية باستعمال البغال والحمير، ويكون على شكل دائري، ويوجد هذا المكان عادة بجانب الأجنة وضواحي البلدة.

 

أ.أهم البيادر الموجودة بجانب الأجنة:

1-2 نادر (بيدران) غمرا بالتراب.                           ناحية بن جغاوة.

2-نادر بُكّرْ بن صالح.                                      ناحية بالوح.

3-نادر الشرق نادر أزبار وزرقون.                           ناحية الكاكة.

4-نادر الشوانعية.                                            ناحية جْديات.

5-نادر أرشوم وصالح والحاج باعيسى.                        ناحية الزليجة السودان.

6-نادر أرشوم صالح بن حمو.                                  ناحية الزرقي.

7-نادر آل قلو.                                               ناحية أرجال الزرقي.

8-نادر أولاد داود باحمد بن حمو وكاسي موسى باعلي.       ناحية عين قرارة.

9-نادر باسليمان وصيفية عيسى.                             ناحية لالة عائشة الحنية.

10-نادر بن يامي الحاج صالح.                               ناحية الحنية.

11-نادر عباس بكير بن باحمد.                                ناحية الحنية.

12-نادر الجبل.                                                ناحية المقبرة الإباضية .

13-نادر شعبة أمزاب.                                         ناحية عفاري كروشي.

 

ب.بيادر داخل البلدة:

لم يبق لها من أثر إذ غمرها العمران كلها:

1-نادر الحجرة: النادر الذي أصبح اليوم منزل لعساكر الحاج إبراهيم بن باعلي (الزعيم)، بكاف بوكراع.

2-نادر كبير: لالة سهلة.

3-نادر بجانب منزل أوراغ الحاج أحمد كاف بوكراع.

4-نادر بجانب منزل صالح والحاج عمر بن حمو كاف بوكراع.

5-3نوادر التي أصبحت اليوم منزل لطرش إبراهيم بن حمو كاف بوكراع.

6-نادر بجانب طريق القرارة([4]).

 

جدول المزروعات والأراضي الفلاحية عام 1931م-1932م([5]).

النوع

المساحة المزروعة

الكمية

القمح

41هكتار

110قنطارا

الذرة والشعير

59هكتار

313قنطارا

إلى جانب الفلاحة اهتدى بعض الناس ولا سيما البدو إلى الاعتناء بتربية الحيوانات كالأغنام والماعز والإبل وتربية الدواجن وكذا الأرانب، وتخصص لحومها للاستهلاك المحلي والبيع في الأسواق الداخلية والخارجية.

وكذلك كان بعض الناس في داخل البلدة يمارسون تربية الماعز في منازلهم.

ويوجد راعي يتنقل بين المنازل في الصباح الباكر لجمع هذا الماعز في مكان مخصص لهم ثم يأخذهم خارج البلدة للرعي، وقبيل المغرب يعود بهم إلى منازلهم محملين بالحليب لسد حاجياتهم اليومية.

 

إحصاء الحيوانات: الثروة الحيوانية عام 1931م-1932م([6]):

الغنم

الماعز

الحصان

الجمال

البغال

الحمير

4425

2850

-

115

56

190

 

 


)-جدول يبين أنواع التمور الموجودة في بريان. من إعداد المرشد الفلاحي السيد بهدي الحاج صالح[1](

)-إحصائيات مأخوذة من وثائق فرنسية ومراجع مختلفة .[2](

)إحصائيات مأخوذة من وثيقة فرنسية حول النخيل والتمور في بريان. [3](

)-مقابلة مع الحاج علي بن عيسى لطرش، الاثنين 16 جوان1997م.[4](

)- جدول المزروعات مأخوذ من وثائق فرنسية.[5](

)-وثيقة حول الثروة الحيوانية مأخوذة من وثائق فرنسية.[6](

 مقابلة مع الحاج  علي بن عيسى لطرش، الأربعاء 17جويلية 1996م. -([1])

)-مقابلة مع الحاج صالح بن اسماعيل بهدي، مرشد فلاحي بتاريخ 21جويلية 1996م.[2](

)-وثيقة بحوزتي عن تقسيم مياه السيل لساقية السيل لأولاد باحمد وساقية باحمد والحاج بالوح القديم.  [3](

)-مقابلة مع الحاج علي بن عيسى لطرش، الأربعاء 17جويلية 1996م.[4](

)*-كلمة إمرود وتجرارت: كلمتان بربريتان مزابيتان متداولتان إلى اليوم. [5](

)-مقابلة مع الحاج إبراهيم بن باعلي لعساكر(الزعيم)، بتاريخ 02فيفري 1996م.[6](

)- مقابلة مع الحاج علي بن عيسى لطرش، الإثنين 16جوان 1997م.[7](

)- مقابلة مع الحاج إبراهيم بن باعلي لعساكر(الزعيم)، بتاريخ 23ديسمبر 1996م.[8](

)[9](-le commandanRobin :leM ,Zab et  son Annexion A La France,Alger ,1884 ,P16.

)[10](-cervice de colonisation et del ‘hydraulique au M’Zab, alimentation de berriane, ne 1518 .

-([11])امحمد بن التومي: رسالة مغنية، (مخطوط) ورقة 67-68.

)-يوسف بن بكير الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، ص173.[12](

)[13]( -service de la colonisation de L’hydraulique , projet D’Alimentation en eau de Berriane prèsentè par M.LAUBIER Nè 1494. ALGER. Le 21 Novembre 1950.

-مقابلة مع الحاج صالح بن اسماعيل بهدي بتاريخ 21 جويلية 1996م. ([14])

)-أخذت هذه المعلومات الدقيقة عن طبقات الأرض في حفر الآبار من السيد الحاج علي بن عيسى لطرش وهو أحد الفلاحين القدامى ببريان، وذلك ببستانه ناحية السودان، الأربعاء 17 جويلية 1996م.[15](

 

 

بعض صور بالوح

 

بعض صور أسّودان

 

بعض صور لحنيت

 

بعض صور سد ن لملا ڤا أزرڤي 

 

بعض صور لجب ن واد ن سا

 

 

بعض صور كفوس

 

 

 

--------------

[1]    ROBIN : LE M’Zab et son Annexion à la France, 19.

[2]    E. FELIN : Etude sur la Législation des Eaux dans la Chebka du M’Zab,136

[3] راجع كتاب  تاريخ بني مزاب الحاج سعيد يوسف

[4] بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص88-113

السوق في قصر العطف تجنينت

تجنينت ⵜⴰⵊⵏⵉⵏⵜ

c 7

إن الأسواق بمزاب لا تعتبر فقط مكانا لعرض السلع والبضائع، أو مخصصة لعملية البيع والشراء فقط، فهي تتعدى ذلك ولها وظيفتها الاجتماعية.فهي إلى جانب كونها مكانا لتبادل السلع عن طريق المزاد العلني لكل سكان البلدةوالقوافل الوافدة من خارجها. فقد كانت أيضا تؤدي وظيفة اجتماعية هامة، إذ تعتبرالمكان العمومي الوحيد بعد المسجد الذي يتسنى فيه للسكان الالتقاء ببعضهم البعضوقضاء حوائجهم، وتبادل الأخبار وتفقد أحوالهم يوميا، لهذا فهي تشكل حلقة هامةفي النظام الاجتماعي بوادي مزاب من طرف أمين السوق المعين من طرف العزابة،تفتح مباشرة بعد صلاة العصر والدعاء لله بأن يبارك للجميع أعمالهم وتجارتهم، ثميجلس العزابة في مكان مخصص لهم يراقبون عملية البيع والكيل والموازين، ونجد كذلك في السوق لكل عشيرة في البلدة مكانا يجلس فيه ضمانها للإشراف على شؤون أفرادها أو تقديم يد العون أو المساعدة أو السؤال عن أحوال أفرادها، وذلك الى غاية ما قبيل آذان المغرب.

وقد مر السوق في العطف بمراحل وشهد تطورات عديدة. في البداية كان موجدا فيساحة نونة والتي تتواجد بجهة القبلة للبلدة في الفترة التي شهدت تشييد القصر،وهذه الساحة كانت صغيرة المساحة ولم تكن سوقا بأتم معنى الكلمة يوجد بها دكاكين لعرض السلع، وبجانبها بئر للماء الصالح للشرب ولا يزال. ومع التوسع العمراني الذي عرفه القصر وتنامي عملية المبادلات بازدياد القوافل انتقل السوق إلى المكان المتواجد به حاليا، حيث هناك ساحة واسعة في جوانبها حجرات ومخازن، وهي وقف للعشائر كما ذكرنا وللمسجد وخارجه كانت هناك ساحة فيها تتوقف القوافل. وقد شهد السوق عدة ترميمات لكنه حافظ دائما على طابعه المميز وهندسته القديمة.

السيدة عائشة دادي عدون

السيدة عائشة دادي عدون من نساء بريان المتعلمات و المثقفات اللائي ساهمن في توعية الوسط النسوي في فترة ما قبل الاستقلال وبعده، وهذه نبذة مختصرة.
Icon 07

نبذة مختصرة عن حياة السيدة عائشة دادي عدون

هي من مواليد 18 سبتمبر 1930 في بولوغين (سانت أوجان سابقا ) ، الجزائر. ابوها محمد ، و امها حليمة .
عاشت طفولة فتاة موهوبة ، عنيدة ولكنها كانت طفولة سعيدة.
كان والدها ، محمد بن سعيد دادي عدون ، وهو مزابي من بريان ، رغم تواجده بالعاصمة لم ينس ابناءه في منطقة الاصول حيث كان بعرفهم بمزاب في سن مبكرة للغاية ، ونتيجة لذلك ، أصبحت عائشة ومزاب كيان واحد. على مر السنين ، تزوجت وعاشت في المغرب مع زوجها وثلاث بنات ، شيرهان وحسنة وصريا.
بعد طلاقها، ساندها، والداها ، على مواصلة دراستها، وتربية بناتها الثلاث. اختارت الدراسة في إنجلترا لتصبح قابلة .
بعد الحصول على شهادتها كقابلة ، عادت إلى الجزائر لخدمة بلدها ، أولاً في الجزائر العاصمة ، ثم إنتقلت إلى بريان، ولاية غرداية ، كلها قوة و إرادة و عزم ، فأسست أول مركز للأمومة لتوعية النساء على رعاية أطفالهن في مستشفى بريان الصغير، آنذاك ، أين كانت تشتغل على حثهن مراقبة الحمل ، لأن نسبة وفيات الأطفال في ذلك الوقت ، 1965 ، كانت عالية جدا. .
كتبت عدة مقالات في السبعينات منها "علم الاجتماع وتاريخ الإباضية الجزائريين.
التقت مع العديد من مشائخ مزاب و جالستهم في تصحيح بعد المفاهيم و التثبت منها في تأليف كتابها وهو عبارة عن دراسة سوسيولوجية عن الحياة الإجتماعية للمرآة المزابية . طبع سنة 1977م حول المجتمع المزابي وركزت فيه الباحثة على المرأة الميزابية خصوصا.
علاوة على ذلك كانت تنشط في المجال السياسي ، حيث انتخبت في المجلس البلدي و الولائي بالاغواط،
ترشحت في الانتخابات البلدية، في الخامس والعشرين ماي من سنة 1969 ، وفازت فيها، فأصبحت عضوا في المجلس الشعبي البلدي، ودافعت عن حقوق المواطنين، لاسيما سنوات سياسة الثورة الزراعية التي سلبت اراضي مالكيها .
و قد غادرت بلدتها بريان عام 1974 ، و كلها اسف لظروف ، و سافرت إلى سويسرا لتستقر بجنيف بشكل نهائي.
امتهنت الكتابة وعشقت السفر ، و شدها الحنين إلى مزاب و هي بعيدة عنه.ترمقه من بعيد بروحها و ذكرياتها.
مما قالت، "إن العالم الحالي معقد للغاية، مادي ومهدر، بينما يمكن للمرء أن يعيش حياة بسيطة وذات مغزى وأكثر إثارة للاهتمام..."
و لما بلغت الستين من عمرها ، التحقت بجامعة جان مولين الثالثة لإعداد أطروحة الدكتوراه ، تحت عنوان "سلطنة عمان الإباضية" إلى ان تحصلت عليها بدرجة "مشرف جدا"
كانت عائشة دادي عدون امرأة استثنائية، بنشاطها الفكري و التوعوي ،
توفيت بجونيف في 21 أغسطس 2016 عن عمر ناهز 86. هي الآن ترقد بسلام في ساحة للمسلمين في مقبرة في جنيف ,مزيج من تربة مزاب , عمان و سويسرا, كان ذلك ما أوصت به.
منقول بتصرف عن احدى حفيداتها
حسناء قلوش.

 

هذا نموذج من كتابتها :

Sociologie et histoire des algériens ibadites

A ma treizième année, maman me dit un jour que mon père ne voulait plus que j’aille à l’école, que toute ma famille était contre mon éducation secondaire, que je savais lire et écrire c’était suffisant. Donc je devais porter le voile, et n’avoir plus de contact extérieur, qu’on allait très certainement me marier. Mais voilà savoir lire, c’est allumer une lampe dans l’esprit, relâcher l’âme de sa prison, ouvrir une porte sur l’univers. Très ferme dans la foi religieuse, je saurai convaincre les septiques qu’on peut garder le coran comme règle de morale sans se dérober à la vie de son temps. Donc je m’étais décidée a préparer un diplôme d’infirmière ;

En entrant pour la première fois au Royal Collège des sage-femmes, j’avais eu le sentiment de commencer une aventure héroïque, sure d’être marquée par un signe, je me sentais digne de cette expérience médicale, qui au terme de mes études me permettrait d’être libre, et de libérer d’autres femmes.

Déjà huit heures, « il faudrait que je parte à l’hôpital », me dis-je, et pour cela traverser la ville. Juste après avoir dépassé notre maison, un homme entre deux ages, qui me connaissait étant enfant me dit :

« Tu es la fille de Hadj Mohamed, la sage-femme, tu te plairas ici chez toi », l’accueil était cordial.

J’avançais très droite, regardant devant moi, sans m’occuper de ce qui pouvait se passer à ma droite ou à ma gauche. Une porte est ouverte, mais il faudra les forcer l’une après l’autre ; pour l’instant des visages gênés, des bouches serres, des fronts anxieux, des attitudes retenus. Il va falloir tous leur apprendre, pourrais-je réussir du même coup, à ouvrir le cœur des gents.

Mon cœur va et vient d’un bout à l’autre de ma poitrine, comme une navette de tisserand, il tisse le temps que je dois passer au Mzab. Dieu merci je crois être capable de trouver en moi des sources de bonheur, car après tout ce sont les miens, je pourrais me faire adopter par eux, pourquoi pas ? Puisque moi qui ai suivi une destinée toute différente, qui ai choisi un mode de vie révolutionnaire pour eux je les comprends.

Qu’est ce que l’indépendance ? C’est d’avoir maintenant une conscience Algérienne de prendre de courageux efforts, de prendre en main sa propre destinée et a entrer de plains pieds dans la réalité aujourd’hui sans rien renier de ses vertus traditionnelles.

« On peut enlever un enfant du Mzab, mais pas ôter le Mzab d’un enfant ».

Aicha Daddi Addoun- Sociologie et Histoire des Algériens Ibadites .

 

منقول Youcef Lassakeur

الشاعر صالح بن صالح الخرفي

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشاعر صالح بن صالح الخرفي

ولد بالقرارة عام 1932، درس سنتين بمدرسة التربية والتعليم بباتنة، والتحق عام 1941 بمدرسة الحياة، وأكمل حفظ القرآن، واستظهره عام 1946، وواصل دراسته بمعهد الحياة. سافر إلى تونس عام 1953، ودرس بجامع الزيتونة والخلدونية .

نشر في الصحافة التونسية، وأذاع في الإذاعة التونسية، بكنية أبي عبد الله صالح. جمعه العمل مع الطلبة الجزائريين الذين غادروا الجزائر لنفس الهدف، تحت مظلة اتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين، بفرع تونس سنة 1956، فكان عضوا في إدارته.

وفي سنة 1957، رحل إلى مصر متنكرا، بجواز سفر تونسي باسم جديد هو حموده الحبيب، ودخل كلية الآداب بجامعة القاهرة، أين حصل على الليسانس في اللغة العربية وآدابها، سنة 1960م. ترأس الوفد الجزائري إلى المؤتمر الرابع للأدباء العرب في الكويت سنة 1958.

مثّل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في مهرجانات الشعر العربي المقامة في دمشق، سنوات 1959، 1960، 1961، ومثّلها أيضا بحضور المؤتمر الإسلامي في القدس، المنعقد في جانفي 1960.

لعلّه لم يرتفع في إذاعة صوت العرب بالقاهرة، طيلة سني النّضال المسلّح للثّورة الجزائرية، صوت شاعر جزائري، كما ارتفع صوت صالح خرفي، معبّرا عن وجدان الثّورة الجزائرية وأحاسيسها، صارخا بصوتها القويّ يهزّ مشاعر الأفراد والجماعات، حتّى خيّل لكثير من متابعي صوت العرب أنّ صالح خرفي كان هو الصّوت الرّسمي للثّورة الجزائرية في القاهرة[6].

في سنة 1961، وبتكليف من وزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة الجزائرية، تولّى مهمّة التعبئة السياسية في أوساط اللاّجئين الجزائريين في تونس، في المنطقة الرابعة (منطقة الكاف)، حتّى إعلان الاستقلال.

بعد الاستقلال، عيّن مسؤولا للعلاقات الثّقافية مع البلاد العربية في أوّل وزارة جزائرية للتّربية.

من 1964 إلى 1976، كان أستاذ الأدب الجزائري الحديث بجامعة الجزائر، تحصّل على الماجستير في شعر المقاومة الجزائرية عام 1966 بجامعة القاهرة. والدكتورا في الشّعر الجزائري الحديث عام 1970 بنفس الجامعة

كان ضمن المثقفين الأوّلين الذين فكّروا في تأسيس اتحاد الكتاب الجزائريين، سنة 1964.

كان رئيس تحرير مجلّة الثّقافة التي صدرت عن وزارة الإعلام والثّقافة من 1971 إلى 1976، ورئيس دائرة اللّغة والثّقافة العربية بجامعة الجزائر في نفس الفترة.

اختارته الجزائر ليمثلها في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بالقاهرة سنة 1976، حيث شغل منصب مدير الثقافة إلى غاية 1992، سنة تقاعده، وتولّى رئاسة تحرير مجلتها (المجلة العربية الثقافية) سنة 1981.

توفي في تونس العاصمة يوم 24 نوفمبر 1998، ودفن في القرارة.

من تآليفه:

-صرخة الجزائر الثائرة، طبع في قطر عام 1958.

-نوفمبر، طبع في قطر عام 1961.

-أطلس المعجزات، طبع في الجزائر عام 1967.

-شعراء من الجزائر، طبع في القاهرة عام 1969.

-صفحات من الجزائر، طبع في الجزائر عام 1974.

-أنت ليلاي، طبع في الجزائر عام 1974.

-الشعر الجزائري الحديث، طبع في الجزائر عام 1975.

-الجزائر والأصالة الثورية، طبع في الجزائر عام 1978.

-شعر المقاومة الجزائرية، طبع في الجزائر عام 1982.

-المدخل إلى الأدب الجزائري الحديث، طبع في الجزائر عام 1983.

-حمود رمضان، طبع في الجزائر عام 1983.

-في ذكرى الأمير عبد القادر الجزائري، طبع في الجزائر عام 1984.

-عمر بن قدور الجزائري، طبع في الجزائر عام 1984.

-في رحاب المغرب العربي، طبع في بيروت عام 1985.

-محمّد السعيد الزاهري، طبع في الجزائر عام 1986.

-محمّد العيد خليفة، طبع في الجزائر عام 1986.

-الأديب الشهيد أحمد رضا حوحو في الحجاز (1935 - 1945)، طبع في بيروت عام 1991.

-من أعماق الصحراء، طبع في لبنان عام 1991

----------------------------

 [6]-علي يحي معمر: الإباضية في الجزائر، الجزء الثاني، 608

الشّاعر مفدي زكرياء

grilloir cafe 2الشّاعر مفدي زكرياء بن سليمان الشيخ

ترجمة الشاعر مفدي زكرياء

من آثار مفدي زكرياء 

قصيدة بالمزابية  للشاعر عبد الوهاب فخار عن مفدي زكرياء

 الفيلم الوثائقي حول حياة شاعر الثورة الجزائرية المزابي مفدي زكرياء

 

 

  محطات من حياة شاعر الثورة مفدي زكرياء

للأستاذ: د. مصطفى بن بكير حمودة - باللغة المزابية

 

 

 مسار الشاعر "مفدي زكريا" من الحركة الوطنية إلى الثورة إلى الإستقلال

الشّهيد إبراهيم بالحاج حجوط

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشّهيد إبراهيم بالحاج حجوط

ولد ببني يزقن عام 1897م. كان تاجرا بالعاصمة وكان من رؤساء جماعة الإباضية بها، كما كان أحد وكلاء (الأمّة المزابية) ورئيس فدرالية منتخبي مزاب.

شارك بإيمان وإخلاص في الحركات السياسية الرامية إلى تحرير الجزائر، فلمّا اندلعت الثّورة المسلّحة اندفع وغامر بنفس الإيمان والإخلاص في الجهاد المقدّس، وتخلّى عن الاهتمام بتجارته.

اعتقل أوّل مرّة عام 1956م، وكان أكبر دور قام به واستشهد في سبيله هو جمع الأموال الطّائلة للثّورة في الوطن وخارجه.

ألقى البوليس السرّي القبض عليه في سكناه ببلكور، فوضع تحت التّعذيب، ونقل مع الشّهيد علي بومنجل إلى الأبيار.

تعرّض لأبشع أنواع التّعذيب، ثمّ إلى عملية تسمّم اختلّ بها عقله، فاستشهد يوم 24 جوان 1962م، ونقل إلى مسقط رأسه فدفن في حفل مشهود.

الشهيد ترشين ابراهيم

Icon 07نبذة تاريخية عن حياة الشهيد ترشين ابراهيم

يشهد مكتب ولاية المجاهدين بالبليدة بأن السيد ترشين ابراهيم بن عبدالله المولود ببني يزقن بلدية بنورة ولاية غرداية خلال 1927 والذي سبق له قبل اندلاع ثورة التحرير أن شارك في الحياة السياسية الوطنية كمناضل في صفوف حزب الشعب وحركة انتصار الحريات الدمقراطية وهو طالب بكلية الطب بالجزائر العاصمة، وعند اندلاع الثورة سنة 1954 انضم الى صفوف المجاهدين في بداية الامر كان يعمل طبيبا ويقدم الادوية والآلات الطبية للمجاهدين ولما كشف العدو أمره التحق بصفوف جيش التحرير الوطني في بداية 1957 وعمل كطبيب في المنطقة الثانية بالولاية الرابعة إلى أن استشهد في أواخر 1959...

 

 

Icon 07شهادة:

قدمت هذه الشهادة وبعثت إلى مكتب ولاية المجاهدين بغرداية لاطلاق اسمه على مستشفى بنورة ولاية غرداية.

 

 

 

 

 

Icon 07رسالة من الدكتور ترشين ابراهيم بن عبدالله 1927-1959 (1)

يبعث بها من أعالي الاطلس البليدي

رسالة بتاريخ 2 جانفي 1959، يبعثها إلى السيد عمر رشوم(2) التاجر بالبليدة يتحدث فيها عن أحواله واحوال الجبهة، ويخبره فيها بانتصارات التي حققتها الجبهة، وعن الحدث البارز أنذاك وهو هروب القائد عزالدين من قبضة العسكر.

ثم يطلب منه أن يرسل إليه المزيد من القماش وأن يكثف من مراسلاته.

نقتبس لكم منها هذا النموذج :

République Algérienne

2/01/1959

Au frère Omar,

Très cher frère,

Je t’annonce que nous sommes en très bonne et parfaite santé, et espérons qu’il en soit de même pour toi.

La Wilaya IV vient de remporter un succès éclatant, et cela avec la fuite du Commandant Azzedine récemment capturé par l’ennemi, nous l’avons vu de nos propres yeux, il était blessé, le bras gauche cassé, c’est une victoire splendide parmi tant d’autres remportées quotidiennement par notre glorieuse et jeune Armée de Libération National.

En ces derniers mois, notre jeune et vaillante armée de libération nationale a remporté de très grandes victoires, aussi bien militairement que politiquement, les combats se multiplient chaque jour d’avantage, nous avons eu des relations avec la Chine Populaire, elle nous a promis une aide matérielle et morale. …

 

---------------------------------------------------

(1)الدكتور ترشين ترك وظيفه بالمستشفى ليلتحق بالجبهة إلى سفوح جبال اشريعة يوم 27 جانفي 1957.

(2)رشوم عمر بن صالح بن حمو، من بريان، أمه نانة بنت أمحمد صالح والحاج، مواليد سنة 1924، متزوج وأب لستة أطفال (في 1959)، تاجر بالبليدة والساكن بـ:

67, avenue des Moulins.

Témoins de l'histoire 01

الشهيد يعقوب ابراهيم

Icon 07الشهيد يعقوب ابراهيم بن محمد بن عيسى  1921-1959 

من مواليد بني يزقن، له مطعم- مقهى بوارجلان (ورقلة)، بني تور مفترق الطرق،

مع رفيقه السيد خيرون سليمان.

ألقي القبض عليه، بوشاية، يوم الخميس الاول من أكتوبر1959.

توفي بعد أسبوع تحت التعذيب وبطريقة وحشية، يوم الجمعة 9 أكتوبر 1959

تم الاعتراف به رسميا سنة 1984 بمساعي ابنه ابراهيم الذي ولد في أوائل سنة 1960.

توفيت زوجته اسبع فافة بنت بلحاج في أوت 2008.

يعقوب ابراهيم هو خال الشهيد يعقوب محمد بن محمد الذي ألقي عليه القبض أيضا ضمن مجموعة "خلية شبكة الاسلحة" التي كانت تنشط بوارجلان إلى تاريخ اكتشافها في جانفي 1958.

سنتحدث عنها لاحقا.

 

Témoins de l'histoire

الشّيخ أبو إسحاق إبراهيم طْفَيَّشْ

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ أبو إسحاق إبراهيم طْفَيَّشْ

c 7

ولد ببني يزقن عام 1888م. حفظ كتاب الله وقد جمعه وهو ابن إحدى عشرة سنة على شيخه عمر بن أحمد الزروالي، ثّم اشتغل بدرس العلوم في الفنون المختلفة على الشّيخ الحاج إسماعيل بن الحاج إبراهيم زرقون، ومنه انتقل إلى القطب، ثمّ اشتغل بالتّجارة. وحوالي 1910م، اتّجه إلى الجزائر العاصمة، حيث تتلمذ على يد شيخ الجماعة عبد القادر المجاوي، ثمّ عاد إلى بني يزقن لينقطع إلى الدّراسة والتعلّم على يد عمّه القطب. وفي سنة 1917، توّجه أبو إسحاق إلى تونس، وحضر دروس شيخ الإسلام الحنفي ابن يوسف وشيخ الإسلام المالكي الطّاهر بن عاشور، وتحمّل مع زميليه أبي اليقظان ومحمّد الثّميني مسؤولية الإشراف على أفراد البعثة المزابية بتونس.

دخل معترك النّضال السّياسي تحت لواء الحزب الحر الدّستوري، وكان همزة وصل بين الشّيخ عبد العزيز الثّعالبي بتونس وبين الأمير خالد في الجزائر، وما لبث أن أبلغه المقيم العام بتونس أنّ الحكومة الفرنسية تدعوك إلى الكفّ عن كلّ حركة عدائية، واختر لنفسك أيّ بلد شئت خارج التّراب، فامتطى الباخرة إلى مصر يوم 3 فيفري 1923. في شهر أفريل الموالي، تمّ جمع التبرّعات ببني يسقن، بلغت سبعة آلاف فرنك، أرسلت إلى الشيخ أبي إسحاق للتّخفيف عنه من متاعب الغربة.

تزّعم في القاهرة الحركات الإصلاحية والجمعيات الإسلامية بمعية محب الدين الخطيب، وأحمد تيمور باشا، وأصدر بها مجلّة المنهاج من أوّل محرّم 1344هـ/أوت1925 إلى 1350هـ/1930م، أغلب مقالاتها ومواضيعها إسلامية. وكان يهاجم فيها الاستعمار في العالم الإسلامي عموما، والاستعمار الفرنسي في الجزائر خصوصا. وكان الشّيخ أبو إسحاق طفيش من الثلاثة الأولين القائمين بالدّعاية لتأسيس الجامعة العربية، مع الشّيخ الأمير الحسيني والشّيخ عبد العزيز الثّعالبي.

مثّل الجزائريين في مؤتمر القدس، الذي انعقد في ديسمبر 1930.

يقول الدكتور محمّد ناصر: «ومن أعماله في القاهرة عضويته الفعّالة في جمعية (تعاون جاليات شمال إفريقيا)، هذه الجمعية التي كانت تجمع تحت جناحها آمال وآلام شعوب المغرب الكبير، وتضمّ الموجودين في القاهرة من الزّعماء العاملين لتحرير المغرب الكبير من الاستعمار الفرنسي. وكان من أعزّ أصدقائه في هذه الجمعية الشّيخ محمّد الخضر حسين، ومحيي الدّين القليي، والحبيب بورقيبة، كما كان عضوا في تأسيس جمعية الهداية الإسلامية، إضافة إلى عضويته في اللّجنة المؤسسة لجمعية الإخوان المسلمين، إذ كانت تربطه بزعيمها الشّهيد حسن البنّا (1906-1949) صداقة حميمة، وكان ابنه البكر محمّد طفيش من أعضائها العاملين، وقد ألقى عليه بوليس الملك فاروق القبض لنشاطه السّياسي الإسلامي، ورحل إلى جبل الطور بصحراء سيناء مع جماعة من الإخوان المسلمين في حملة الاعتقالات التي شهدتها سنة 1949».

ويمضي الدكتور محمّد ناصر قائلا: «ومن سمات وطنية أبي إسحاق الحارّة اعتداده القوي بجزائريته. فقد عرضت عليه الجنسية المصرية... في العشرينات... ورفضها اعتزازا وإباء. كما عرضت عليه السّلطة الفرنسية إبّان السّماح له بزيارة الجزائر لأوّل مرّة بعد نفيه سنة 1930، أن يتعهّد الاشتغال بالسيّاسة وتسمح له بالبقاء في وطنه، فرفض»[9].

ثمّ يضيف: «وفي سنة 1953، فتحت حكومة زنجبار معهدا للدّراسات الإسلامية فعرضت عليه أن يتولّى التّدريس به... فما كان منه... إلاّ أن رفض، لا لشيء إلاّ لأنّ الطّلب جاءه عن طريق الأنجليز»[10].

وفي جوان من سنة 1940م، التحق بقسم التّصحيح بدار الكتب المصرية .ومن أجلّ أعماله فيها انكبابه على تصحيح وتحقيق (الجامع لأحكام القرآن) في التّفسير للقرطبي. كما شارك أيضا في تصحيح كتاب محمّد فؤاد عبد الباقي (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم)، كما شارك في تصحيح الطّبعة الأخيرة من مصحف (الملك). وكان إلى جانب هذا مرجعا للفتوى في الشّريعة الإسلامية. شارك مشاركة فعّالة في تحرير مادة الموسوعة الفقهية، ولاسيما فيما يتعلّق بالمذهب الإباضي. وكان المرجع لكثير من المشاكل اللّغوية والمفردات التي أدمجت في متن اللّغة بواسطة المجمع اللّغوي، الذي أنشئ بمصر.

أهم المؤلّفات التي قام بتحقيقها وبنشرها:

-الأجزاء الثلاثة الأخيرة من شرح النّيل، طبعها عام 1343هـ.

-الذّهب الخالص، علّق عليه وطبعه في نفس السّنة.

-شامل الأصل والفرع، طبعه عام 1348هـ/1930م.

-شرح عقيدة توحيد العزابة.

-كتاب الرّسم.

كما حقّق وطبع لغير القطب عدّة مؤلّفات أخرى، نذكر منها:

-الجامع الصّحيح مسند الإمام الرّبيع بن حبيب.

-الوضع للشّيخ أبي زكرياء يحي الجناوني.

-جوهر النّظام في علمي الأديان والأحكام لعبد الله بن حميد السّالمي[11].

-تحفة الأعيان في سيرة أهل عمان لنفس المؤلّف.

-جامع أركان الإسلام لشيخ سيف بن ناصر الخروصي.

وحقّق متن عقيدة التّوحيد لابي حفص عمرو بن جميع وشرحها لأبي العباس أحمد الشماخي، وطبعهما مع شرح أبي سليمان التلاتي عام 1353هـ/1934م.

استفاد تلميذه سالم بن يعقوب[12] كثيرا من دروسه ومكتبته في القاهرة، بدار الطلبة الإباضية، وهناك أخذ عنه كثير من العمانيين والنفوسيين.

من مؤلّفاته:

-الدّعوة إلى سبيل المؤمنين، طبعه بالقاهرة عام 1923م.

-النّقد الجليل على العتب الجميل، عام 1342هـ/1924م.

-رسالة الصّوم بالتّلفون والتّلغراف، عام 1355هـ.

-تاريخ الإباضية.

-مدونة أبي غانم.

-تأويل المتاشبه.

-صلاة السّفر.

-عصمة الأنبياء والرّسل.

-ذكرى أبي الشّعثاء.

-منهاج السّلامة فيما عليه أهل الاستقامة.

-تفسير سورة الفاتحة.

-الفنون الحربية في الكتاب والسنة.

-شرح الملاحن.

-مختصر الأصول والفقه والمدارس.

-كتاب النّقض.

-مسألة قراءة القرآن بالأجرة.

-رسالة عمان الإمامية.

-ترجمة الشيخ الحاج محمّد طفيش.

-رسالة الفرق بين الإباضية والخوارج.

له فتاوي عديدة، منها فتواه في ترجمة القرآن، وفي التّجنيس، وفي استعمال الكحول في المداواة.

وفي سنة 1952، راح يبذل الجهد الجهيد يطلب من الإمام غالب بن علي لتعترف الجامعة العربية بعمان ضمن أعضائها. وفي سنة 1955م، كلّفته الجامعة العربية للالتقاء بالإمام والسّلطان داخل عُمان، فرُدّ على أعقابه بعد أن وصل إلى صحار. ولقد لاقى في هذه الرحلة التي دامت حوالي ثلاثة أشهر أهوالا وعقبات شديدة، وكان الإنجليز له بالمرصاد، فمنعوه من أن يتّصل بالسلطان أو بالإمام، وأصدر حاكم الخليج قرارا بالقبض عليه حيا أو ميتا. ثمّ إنّ الإمام عينه سفيرا لعمان الإمامية لدى الجامعة العربية. وفي بداية سنة 1961م، كلّفه بعرض قضية عمان على هيئة الأمم المتّحدة، فسافر إلى نيويورك رفقة الامير حِمْيَر بن سليمان، ممثّلا لدولة إمامة عمان، واجتهد في مقابلة الوزراء والسفراء يكشف لهم عن عمان الإمامية واعتداء بريطانيا على الإمامة، منتهكة حرمة استقلال عمان، رغم وجود معاهدة السيب لعام 1920م.

      عرضت القضية في الجلسة الأولى لدى اللّجنة السياسية، ثمّ في الجلسة الثّانية، فحازت القبول بالإجماع.

      عقد الشّيخ أبو إسحاق رحلة إلى زنجبار سنة 1947م واعظا مرشدا، دامت نحو أربعين يوما، ورحلة ثانية إليها في السّتينات، وأخرى إلى نفوسة، وأخرى إلى القدس في رجب 1350هـ/1931م حيث انعقد هناك المؤتمر الإسلامي، ممثلا لإباضية المشرق. رافق الشّيخ حمير بن سليمان أمير الجبل الأخضر بدولة إمامة عمان، في زيارته إلى مزاب عام 1964م.

تزوّج ثانية سبعية بنت قاسم الشماخي، فأنجبت له جميع أبنائه الخمسة وأختا لهم، وتزوّج ثالثة سعاد الزنجبارية ولم تنجب له.

توفّي يوم 20 شعبان 1385هـ/26 ديسمبر 1965م، ودفن بمقبرة آل الشماخي بالقبة في القاهرة. أقيم في مسجد بني يزقن يوم 28 جانفي 1966 حفل تأبين للمرحوم، حضره من القرى السبع جميع الهيئات الدّينية وجمع من الأدباء.

-------------

 [9]-الشيخ إبراهيم اطفيش في جهاده الإسلامي، 22-23.

[10]-الشيخ إبراهيم اطفيش في جهاده الإسلامي ، 31.

[11]-عبد الله بن حميد السالمي: ولد بمدينة الرستاق العمانية عام 1286هـ/1869م وبها حفظ القرآن الكريم ومبادئ العلوم الإسلامية. ثمّ انتقل إلى بلدة المضيـبي ثمّ استقرّ ببلدة القابل، وتفرّغ للتّدريس والتأليف والفتوى. اتّسمت حركيته بالانضباط في الحل والترحال، مع سعة الأفق، والرغبة في المقارنة بين أقوال الإباضية وأقوال غيرهم، ومتانة العلاقة بينه وبين إباضية المغرب، بمراسلاته المستمرة مع امحمد طفيش قطب الأئمة خاصة. إنّ مثل هذا النشاط العلمي مألوف بالنسبة إلى رجل ضرير، إلّا أن، غير المألوف يتمثل في الحركية العلمية التي انتهت بإحياء الإمامة في عمان على يد الإمام سالم ابن راشد.

وقد تخرّج على يديه عدد كبير من التلاميذ، نذكر منهم الإمام محمّد بن عبد الله الخليلي والإمام سالم بن راشد. كما ترك ثمانية وعشرين مؤلفا، نذكر منها:

قصيدة أنوار العقول، في الأصول.

شرحها: مشارق أنوار العقول.

اللّمعة المرضية من أشعة الإباضية.

تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان، في التاريخ.

العقد الثمين، في الفتاوي.

جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام.

تلقين الصبيان ما يلزم الإنسان، في التوحيد والفقه.

غاية المراد في نظم الاعتقاد.

كشف الحقيقة، في الرد على قادح في المذهب الإباضي.

بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود.

مدراج الكمال في نظم مختصر الخصال، في التوحيد والفقه.

شرح طلعة الشمس على الألفية، في أصول الفقه.

الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة.

حاشية على مسند الربيع.

الحق الجلي من سيرة شيخنا صالح بن علي الحارثي.

توفي الشيخ عبد الله السالمي ببلدة تنوف بسفح الجبل الأخضر عام 1331هـ/1914م.

[12]-سالم بن يعقوب: ولد بربة في مطلع القرن العشرين. بقي أمِّيًا إلى التاسعة عشرة من عمره، واستطاع أن يتدارك أمره بسرعة، وأقبل يتلهف على دروس شيخه عمر ابن مزروق، من كبار المصلحين بجربة آنذاك، المتوفّى عام 1381هـ/1961م.

ثّم رحل إلى تونس فعاش في مدرسة الإباضية هناك بالهنتاتي، وحرص على دروس شيخه محمد بن صالح الثميني المشرف على البعثات الإباضية الجزائرية بتونس، وبقي بها خمس سنوات من 1346هـ/1927م إلى 1351هـ/1933م. ثّم انتقل إلى مصر حيث بقي كذلك خمس السنوات التالية، وعاش هناك في مدرسة الإباضية بطولون، وأخذ عن شيخه أبي إسحاق طفيش، وعكف على مكتبة الإباضية، فنسخ من مخطوطاتها، كما نسخ عدّة نصوص من دار الكتب.

ثّم استقرّ في جربة مدرسا وواعظا إلى أن توفي في جانفي 1991م.

 

الشّيخ أبو اليقظان إبراهيم بن عيسى حمدي

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ أبو اليقظان إبراهيم بن عيسى حمدي

ولد بالقرارة ليلة الإثنين 29 صفر 1306هـ/ 5 نوفمبر 1888م. فقد أباه في رجب 1307هـ. زوال تعليمه الابتدائي بالقرارة عن الحاج عمر بن يحي، واستظهر القرآن أمام الشّيخ الحاج

إبراهيم بن كاسي إمام المسجد عام 1323هـ/1905، وانتقل إلى بني يزقن عام 1325هـ/1907م، ليتعلّم عن القطب.

        سافر إلى تونس على رأس بعثة علمية من التلاميذ الصغار سنة 1913، فلم تطل إقامتهم فيها، إذ لم تساعدهم الظروف بعد نشوب الحرب العالمية، فعاد ببعثته إلى القرارة، وفتح بها دارا للتعليم، استمرّت سنتين ثمّ تخلّى عنها، فأعاد الكرّة إلى تونس عام 1916، على رأس بعثة علمية أخرى من أغلب مدن مزاب. فاستمرّ يرئس البعثات المتواردة عليه، ويشارك الطلبة الكبار في تنمية معارفه من مختلف المعاهد، حيث أخذ العلم عن الشّيخ عبد العزيز جعيط والشيخ الطاهر بن عاشور في جامع الزيتونة، وعن غيرهما في المدرسة الخلدونية.

      وفي تونس أعدّ عدّته للدخول في الصحافة. أوّل مقالاته الصحفية كانت في جريدة الفاروق، لصاحبها عمر بن قدور الأغواطي، عام 1913- 1914.

        في سنة 1920، كان عضوا بارزا في الحزب الحرّ الدستوري التونسي، وتربطه بزعيمه عبد العزيز الثعالبي صداقة شخصية.

        وفي سنة 1925، ترك البعثات العلمية تحت رئاسة الشيخ قاسم بن الحاج عيسى ابن الشيخ، وعاد إلى الجزائر ليتفرّغ للصحافة.

        أمّا أوّل الجرائد التي أصدرها فهي (وادي ميزاب) في أوّل أكتوبر 1926م، كانت تصدر في الجزائر وتطبع في تونس، ويبعث بها إلى الجزائر داخل جرائد النهضة والزهرة التونسيتين ثمّ أنشأ المطبعة العربية بالجزائر العاصمة في فيفري سنة 1931م، فكانت جرائده تطبع فيها. أصدر في مدّة اثني عشر عاما ثمان جرائد وطنية، صادرها الاستعمار واحدة تلو الأخرى، وهي على التّرتيب الزمني: وادي ميزاب، المغرب، النور، البستان، الأمة، الفرقان.

      انخرط في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ تأسيسها سنة 1931،وفي دورتها الثانية عام 1934، انتخب عضوا في مجلس الإدارة، وعيّن نائبا لأمين المال. بقي في هذا المنصب إلى أن انسحب من الجمعية في نوفمبر 1939، نتيجة لأحداث الحرب العالمية وتطوراتها، والمراقبة المشدّدة عليه من طرف الإدارة الاستعمارية، وتدهور حالة ابن باديس الصحية، وسجن الكثير من العلماء، ونفي البعض الآخر، ووضع زعماء آخرين تحت الإقامة الجبرية.

      كان أحد أساطين النهضة الجزائرية، وكان السند القوي للشيخ بيوض.

        انخرط في حلقة العزّابة بالقرارة عام 1936.

        لقد كان الشيخ يمتاز بورع صادق، وعفاف مخلص، لا يكف عن التضرع لله تعالى والابتهال إليه آناء الليل وأطراف النهار، ذا شخصية قوية في الحق، صلبة في المبدأ.

        أصيب بمرض الشلل في جنبه الأيسر في أفريل 1957م/ رمضان 1376هـ، فألزمه الفراش إلى أن توفي بالقرارة يوم 30 مارس 1973 /25 صفر 1393هـ.

ترك ما يقرب من ستين مؤلّفا، منها:

-ديوانه في الشعر، طبع الجزء الأوّل منه في المطبعة العربية بالجزائر عام 1931، والثاني عام 1989 بالجزائر كذلك.

-سليمان الباروني باشا في أطوار حياته، جزءان طبعا في المطبعة العربية بالجزائر عام 1956.

-سلم الاستقامة، في سبعة أجزاء، طبعت في المطبعة العربية بالجزائر عام 1385هـ.

-فتح نوافد القرآن، طبع في بيروت عام 1973.

-سبيل المؤمن البصير إلى الله، طبع في لبنان عام 1389م.

-إرشاد الحائرين، طبع بتونس عام 1923.

-حكمة التشريع الإسلامي، طبع في عمان عام 1991.

-اللغة العربية غريبة في دارها، طبع في الجزائر عام 1993 (ط2).

-الثقة بالنفس، طبع في عمان عام 1993.

-من دسائس المبشرين، طبع في عمان عام 1993 .

-وباء الفجور، طبع بالجزائر عام 1993.

-تاريخ صحف أبي اليقظان.

-حياة أبي اليقظان.

-نشأتي.

-ملحق سير الشماخي من القرن العاشر الهجري إلى القرن الرابع عشر (ثلاث حلقات).

-أفذاذ علماء الإباضية في وادي ميزاب في العهد الأخير.

-ترجمة الإمام عبد الله بن إباض المري التميمي.

-ترجمة الإمام أبي عمار عبد الكافي.

-ترجمة الإمام أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني.

-ترجمة الإمام أبي عبد الله محمّد بن بكر النفوسي.

-ترجمة الإمام أبي إسحاق إبراهيم طفيش.

-الشيخ الثميني كما أعرفه.

-باباعمي الحاج أحمد كما أعرفه.

-الإباضية في شمال إفريقيا، في حلقتين.

-تفسير الجزء الثلاثين من القرآن.

-رسالة الإسلام ونظام المساجد في وادي ميزاب.

-رسالة الإسلام ونظام العشيرة في وادي ميزاب.

-رسالة أضواء على بعض أمثال القرآن.

-عناصر الفتح من سورة الفتح.

-صبر يوسف يتجلّى في محنه.

-أطوار التكوين والفناء في القرآن.

-تحفة أبي اليقظان للصبيان.

-خطبة العيدين.

-مأساة فلسطين.

-رحلتي للحج إلى بيت الله .

-أهدافي العليا بالعمل في هذه الحياة.

-الإنسانية المؤمنة بين حزب الله وحزب الشيطان.

-أشعة النور من سورة النور في الحجاب والسفور.

-نماذج إمارات الدفاع.

-رسالة تاريخ ميزاب وعوائد أهله.

-تاريخ الصحافة العربية في الجزائر.

-الجزائريين عهدين: الاستغلال والاستقلال.

-دفع شبه الباطل عن الإباضية الوهبية المحقة.

-عنوان الحضارة في تاريخ القرارة.

-طور جديد في الجزائر ووادي ميزاب.

-نظام إمسطوردان في غرداية.

-مشاهد الزيارة في القرارة.

-رسالة العزابة.

-بينات واضحة عن الإباضية ووادي ميزاب.

-هل للإباضية وجود في سوف في الزمن القديم؟

-خلاصة التاريخ الإسلامي للجزائر.

-فذات النساء الإباضيات في وادي ميزاب في العهد الأخير.

-اقتحام الصعاب في نشوء صحف الجزائر ووادي ميزاب.

الشيخ أبوعبد الله الفرسطائي تجنينت

الشيخ أبوعبد الله محمد بن بكر بن أبي بكر النفوسي الفرسطائي تجنينت

ولدفي345هـ /965م .توفي440هـ /1049م

يعتبر أحد أقطاب الاباضية في المغرب، ومن أبرز المصلحين الاجتماعيين الدينيين. ولد الشيخ بفرسطاء بجبل نفوسة شرقي مدينة كباو سنة 345 ه ، من عائلة ذات شان كبير ومكانة مرموقة في جبل نفوسة ، أنجبت العديد من العلماء البارزين ، حيث كان أبوه وجده عالمين كبيرين ، أخد مبادئ العلوم في مسقط رأسه بفرسطاء ، ثم انتقل بين عدة مدن للاستزادة من الفنون على يد أكابر العلماء في زمانه في القيروان وجربة والحامة ، من أهم مشائخه أبو زكريا فصيل بن أبي مسور ، وأبو نوح سعيد بن زنغيل ، سافر إلى قسطيلية بحثا عن الشيخ أبي عمران موسى بن زكريا ليأخذ عنه الفقه والفروع ، وفي غمرة سعى الشيخ للأخذ من مناهل العلم والمعرفة في زمانه ، قدم إليه وفد من جربة ملحين عليه القبول بالجلوس لتأسيس حلقة علمية تنفيذا لوصية شيخه أبي زكريا ، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من حياة الشيخ ألا وهي التحول من التعلم وطلب المعرفة إلى التعليم والتنظير ، والتفكير في تأسيس حلقة علم سميت فيما بعد ب  حلقة العزابة  ، فامتنع أول الأمر لكنه بعد الموافقة اشترط عليهم مهلة أربعة اشهر ليرتب فيها نظام الحلقة .

أما أسلوبه في الإصلاح فقد اتبع الشيخ أسلوب الأسفار والتنقلات، حيث كان يقضي الشتاء بأريغ، ويرحل في الربيع إلى بادية بني مصعب بوادي ميزاب يدعو الناس لمبادئ الإسلام ونبذ الخلاف، كان يتنقل مع طلبته في المغرب الإسلامي من نفوسة شرقا إلى وادي ميزاب غربا، ومن بين المناطق الكثيرة التي زارها الشيخ: تنسلي، قسطيلية، طرابلس، لماية، جربة، تفاجلت، وادي اريغ، تقرت، وادي مزاب، وارجلان، ولهذا عرف الشيخ عند العامة ب سيدي امحمد السايح. توفي رحمه الله سنة 440 هـ/ 1049 م،

وقبره موجود في مقبرة قرب غاره باجلو تقرت.

الشيخ أمي سعيد بن علي الجربي الخيري

c 7

سعيد بن علي بن يحيى بن يدَّر بن سليمان بن عثمان الجربي الخيري أبو صالح

الشهير بـ أمِّي سعيد 

ت: محرَّم 898هـ / جانفي 1492م

علَم أطبقت شهرته الآفاق، وقد اشتهر باسم عمِّي سعيد.

ولد في قرية أجيم، بجزيرة جربة بتونس، وبها نشأ وأخذ العلم عن أبي النجاة يونس بن سعيد بن يحيى ابن تعاريت الصدغياني الجربي، وأبي بكر بن عيسى الباروني.

لما تفشَّى الجهل بوادي ميزاب، بعث أهله إلى مقدَّم جماعة الشيخ علي بن حميدة وفداً يطلبون منه إرسال أحد تلامذته ليُحيي العلم والدين بالوادي، فأجابهم إلى ذلك، واختبر أبناءه الثمانية وتلامذته، فنجح ابنه سعيد في الاختبار بجدارة، وكان عمره آنذاك ثمانية عشر سنة، فقدم إلى ميزاب سنة 854هـ / 1450م، مع عالمين آخرين هما: الشيخ بلحاج محمد ابن سعيد الذي كان من نصيب بني يسجن، والشيخ دحمان الذي كان من نصيب بنورة، وأما هو فكان من حظِّ غرداية.

فبادر من أوَّل يوم إلى الإصلاح الاجتماعي والعلمي والديني، فأحيى وادي ميزاب وكوَّن نهضة علمية، دينية.

من منجزاته ما يلي:

-تأسيس مجلس للفتوى سنة 855هـ / 1450م، يجمع مشايخ وعلماء كلِّ قصور وادي ميزاب، وقد سمِّي باسمه فيما بعد، ولا يزال المجلس قائماً بدوره إلى اليوم. وقد أضيف إليه مشايخ وارجلان في أوائل القرن 14هـ/20م.

-إصلاح ذات البين، سواء بين عشائر البلدة الواحدة، أو بين قرى وادي ميزاب، وقام بدور القاضي العام.

-إنشاء دار التلاميذ في غرداية، درَّس فيها مختلف الفنون الشرعية واللغوية، وتخرَّج على يديه نخبة من العلماء الكبار أمثال أبنائه ومنهم أصغرهم صالح بن سعيد الذي عيَّنه خليفة له في المشيخة، بطلب من أهالي غرداية. وأمثال الشيخ أبي مهدي عيسى بن إسماعيل المليكي الذي كان رديفه في سلسلة نسب الدين: عن الشيخ عمِّي سعيد عن أبي النجاة يونس بن سعيد.

-جمع واستنساخ كثير من الكتب النفيسة وحبسها لدار التلاميذ بغرداية، وقد اكتشف ما تبقَّى منها منذ بضعة شهور، وفي إطار إعداد جمعية التراث لدليل مخطوطات وادي ميزاب، أنجز فهرسٌ شاملٌ لمخطوطات مكتبة الشيخ عمِّي سعيد الموجودة الآن بحوزة أحد حفدته، وبها كثير من منسوخاته مؤرَّخة ب 884هـ/1479م بإِجَرْجَن من جبل نفوسة، مثل التحف المخزونة لسليمان بن يخلف المزاتي، ومغني اللبيب لابن هشام... ومخطوطات نفيسة أخرى ينيف عددها على المائة عنوان.

-تأليف عدَّة رسائل وقصائد، وفتاوى، نذكر منها على سبيل التمثيل:

1. «منظومة في الفقه»، (مخ)، سؤال على شكل قصيدة لبعض فقهاء غير الإباضية، وصلنا منها 34 بيتاً.

2. «خطبتا العيدين»، (مط).

3.الدعاء الذي يتلى جماعة بعد صلاة الصبح والمسمَّى ب «السلام»، (مط).

4.بالإضافة إلى الكثير من «الفتاوي الفقهية»، (مخ).

ونشير إلى أنه أوَّل من لبس الرداء الرسميَّ للعزَّابة، فكان عادة متبعة من بعده إلى اليوم في أغلب قصور وادي ميزاب

وهو الذي زاد توسيع مسجد غرداية العتيق من الجهة القبلية.

توفي بغرداية ودفن في المقبرة المعروفة باسمه؛ وفي روضتها يجتمع عزَّابة القصور السبعة ووارجلان لمناقشة واتخاذ القرارات فيما يجدُّ للناس من أمور دينية واجتماعية وثقافية، واقتصادية، وسياسية.

وفي سنة 1393هـ / 1973م أنشئ بغرداية معهد للعلوم الشرعية باسمه وهو معهد عمِّي سعيد، لإعداد الكفاءات العلمية في علوم الشريعة الإسلامية.

---------------------------------------------------------

تحميل كتاب الشيخ عمّي سعيد بن علي الجربي، حياته ودوره في نهضة وادي مزاب

Icon 07

المصادر:

*سليمان بن يخلف: التحف المخزونة (مخ) نسخ أمي سعيد بتاريخ 884ه، ق128 *ابن هشام: مغني اللبيب (مخ) نسخ أمي سعيد بجبل نفوسة بليبيا في بلد إجريجن، بتاريخ 884ه، ق73 *القطب اطفيَّش: الرسالة الشافية، 39، 45، 122 *أبو اليقظان: ملحق السير (مخ) 1/5-7، 13 *متياز: تاريخ مزاب (مخ) 92، 110 *علي معمَّر: الإباضية في موكب التاريخ، 3/423؛ 4/234-236 *دبوز: نهضة الجزائر، 1/251 *النوري: نبذة، 1/67 *محفوظ محمَّد: تراجم المؤلِّفين التونسيين *الجعبيري: نظام العزَّابة، 215، 219، 269، 271، 290-291 *الجعبيري: البعد الحضاري 1/165 *الجعبيري: دور المدرسة الإباضية، 48 *الجعبيري: ملامح عن الحركة العلمية، 11 *الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، 78 *جمعية التراث: دليل المخطوطات، فهرس مكتبة الشيخ عمّي سعيد، كلّها -وفهرس آل يدَّر، ص152وغيرها؛ فهرس مكتبة متياز مج36 *قشار بلحاج: عوائد ميزاب، 13-27. *مجهول: تقييد ما وقعت من فتنة (مخ) 84-85 *مجهول: رسالة حول زيارة مشاهد ميزاب (مخ) 1، 6، 23 *بوراس يحي: م.ن.ت.م (مخ).

*Louis: Les mechaikhs, 28, 31 *Cuperly: Interview du Cheikh Bayyud, 44.

ملاحظات:

*ورد بنسب مغاير: سعيد بن علي ابن حميدة بن عبد الرزاق بن سعيد الخيري الجربي، الشهير بعمِّي سعيد (أبو عثمان) **ورد بالبربرية: أمي سعيد.

وقد أثبتنا النسب الذي وجدناه على جلد غزال، يحمل قائمة ممتلكات الشيخ من الكتب.

 المصدر : tourath

الشيخ أيوب بن قاسم

الشيخ أيوب بن قاسم تجنينت

c 22

حي10هـ /16م

من معاصري الشيخ عمي سعيد بن علي الجربي. ت 1521هـ / 927 م  عالم وفقيه، عين شيخا رسميا على العطف، عرف بتنقلاته الكثيرة بين منازل المسلمين يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويصلح ذات البين ويؤاخي بين الناس، وكان يستدعى في كل مرة لفض خلاف أو صراع أيا كان وأينما كان، ولا يتوانى عن ذلك أو تأخذه الرهبة من أحد فهو مع الحق وفي صف الحق دائما، أكتسب بذلك سمعة طيبة عند الجميع فاقت حتى حدود العطف، فهو إلى جانب ورعه وتقواه يمتاز بالحكمة والحنكة الأمر الذي مكنه من فض عدة نزاعات شائكة.

استشهد رحمة الله عليه في وارجلان، وقيل في أريغ، وذلك لوقوع فتنة بين أهاليها، فتنقل للمكان ليصلح بين المتخاصمين ويحكم بينهم بالدين والعقل، فرفضوه وقتلوه، وخرج أهل ميزاب لدفنه من كل بلد، وحملوه على ناقته التي بركت في الموضع الذي يوجد فيه قبره اليوم بالعطف فاتفقوا على دفنه هناك أسفل الجبل الغربي.

وبجانب قبره مصلى غاية في الجمال مازال محافظا لغاية الآن على هندسته المتميزة، وشكله المعماري الأصيل لتلاوة القرآن والدعاء الصالح في مختلف المناسبات العامة

الشّيخ إبراهيم بن بانوح مَطْيَازْ

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ إبراهيم بن بانوح مَطْيَازْ

      ولد ببني يزقن حوالي 1885م. تلقى العلم أوّلا عن الحاج يوسف مِوْرِيغْ أحد أعضاء الحلقة في محضرة المسجد، ثم على ابن عمّه عيسى بن بكير، وختم القرآن عند الحاج داود بزملال وعمره ستة عشر عاما تقريبا، ثمّ درس عن الشيخ الحاج إسماعيل زرقون كل الفنون المتداولة، من عقيدة وفقه ولغة عربية، مدّة مايقرب من سبعة عشر عاما، كما كان يحضر دروس العامة للقطب في المسجد بعد صلاة الفجر، ويستفتيه في معهده كلّما أشكل عليه أمر. كان مهتما بالتّاريخ يقيّد الاحداث والوقائع.

      تولّى التدريس في بونورة عام 1924م، ثمّ انتقل إلى الجزائر العاصمة، وأنشأ فيها مدرسة عصرية قام بإدارتها والتربية والتعليم فيها.

      كان من أعضاد أبي اليقظان في جهاده الصحفي، وعضوا عاملا في جمعية العلماء منذ تأسيسها، ومن أنصار نادي الترقي. ترأس ببني يزقن جمعية التوفيق التي حصلت على رخصتها يوم 25 جانفي 1947.

      ترك مخطوطات، منها:

-مثال في الخير يحتذى، وهو قصيدة في المدح.

-تاريخ رجال الإباضية في الأيام الماضية.

-مخطوطان في تاريخ وادي مزاب.

-نظام حلقة العزابة.

-نظام العشائر في وادي مزاب.

      توفي يوم الجمعة 9 جانفي 1981 ببني يزقن.

الشّيخ إبراهيم بن بكير حفّار

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ إبراهيم بن بكير حفّار

        ولد بالقرارة عام 1308هـ/1890م. أدخله أبوه في معهد الشّيخ الحاج عمر بن يحي سنة 1314هـ، فحفظ القرآن واستظهره في سنة 1324هـ/1905م، ثمّ أرسله شيخه عام 1325هـ/1907م إلى القطب.

مكث في معهده خمس سنين، وتزوّج في بني يزقن.

وكان إبراهيم قد فقد إحدى عينيه في الطّفولة، فأجهد الأخرى في التّحصيل، فتضرّرت، فسافر إلى تونس سنة 1330هـ/1912م لمداواتها، ولكّنه فقدها، فصار كفيفا. لم يمنعه ذلك من ملازمة حلق أكابر علماء الزّيتونة، فازداد علما واسعا، فرجع في سنة 1334هـ/1915م إلى القرارة، حيث أنشأ معهده لتحفيظ القرآن وتلقين المبادئ في العربية.

وهو الذي تولّى إدارة المدرسة القرآنية التي أنشئت في غرداية عام 1920م، ثمّ عصف بها الاستعمار عام 1922م، فرجع إلى القرارة، ثمّ استقدمه السيّد بوكامل عبد الله إلى بني يزقن، فواصل التّعليم فيها. وأثناء الحرب العالمية الثّانية نشأ خلاف بينهما، فاستغني عن الشّيخ حفار، وفتح له الشّيخ الحاج محمّد بابانو دارا للعلم. كان ذلك عام 1361هـ/1941م.

درّس في هذه الدّار التي صارت فيما بعد المعهد الجابري، إلى أن توفّي ببني يزقن، يوم 17 ذي القعدة 1373هـ/18 جويلية 1954م، وقد تخرّج عنه طلبة كثيرون.

كانت للشيخ إبراهيم حفّار في المعهد ثلاث حصص يومية:

-صباحا من التاسعة إلى الحادية عشرة، دروس في الفقه والأصول،

-عشية، دروس في النحو والبلاغة والعروض والمنطق،

-ليلا، دروس في التفسير والحديث، وكانت له حصّة أسبوعية يوم الأربعاء، يتناول فيها الأخلاق والآداب.

من إنتاجه:

-منظومة الصّيام ومنظومة الحيض والنّفاس.

-حاشية على كتاب الفرائض للجيطالي.

-شرح المخمّسة.

-شرح تحريض الطّلبة.

-شرح خلاصة المراقي للشّيخ الحاج صالح لعلي.

-السلاسل الذهبية في الشمائل الطفيشية.

-رسالة مطولة في شروط المفسر.

أمّا زوجه عائشة بنت بالحاج الهزيل فكانت من العالمات الصّالحات، اللّواتي حفظن القرآن العظيم. أخذت نصيبا وافرا من العلوم عن زوجها، ونفعت كثيرا بمعارفها.

الشّيخ إبراهيم بن عمر بَيُّوض

Icon 09الشّيخ إبراهيم بن عمر بَيُّوض

من أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

ولد بالقرارة يوم 12 ذي الحجة 1316هـ/ 22 أفريل 1899م. درس على الشّيخ محمّد بن الحاج يوسف العطفاوي، ثمّ على الشّيخ الحاج إبراهيم بن عيسى الأبريكي ابتداء من عام 1908م. ثمّ بعد وفاته عام 1911م، خلفه الشّيخ عبد الله بن إبراهيم أبو العلا، وانتقل الشّيخ بيوض عام 1913م إلى معهد الشّيخ الحاج عمر بن يحي المليكي. درس عليه نحوا من سنتين، وما لبث أن رشّحه للتّدريس، فعمل معه إلى أنت توفّاه الله عام 1921.

 

بقي الشّيخ بيوض يدرّس في معهد شيخه نحوا من أربع سنين، انتقل بعدها إلى دار وقفها أبوه للتّعليم، كانت نواة لمعهد الحياة الذي تأسّس بافتتاح الدّروس فيها يوم الجمعة 28 شوال 1343هـ/ 21 ماي 1925م.

 

 

 

 

دخل حلقة العزابة سنة 1922م وأظهر قدرة فائقة في الوعظ. بعد انتهائه من تفسير جزء عم، درس صحيح الرّبيع بن حبيب في سنتين أو ثلاث، ثمّ انتقل عام 1931م إلى فتح الباري بشرح صحيح البخاري، وأتمّه بحفل عظيم يوم 22 ربيع الأوّل 1365هـ/ 25 فيفري 1946م بالمسجد.

ومن جهة أخرى، فإنّه افتتح دروس تفسير القرآن في غرّة محرّم 1353هـ/6 أفريل 1935م، واختتمه يوم 25 ربيع الثّاني 1400هـ/12 فيفري 1980م، وأقيم له مهرجان قرآني عظيم للختم يوم 23 ماي 1980م.

بداية من السبت 23 صفر 1381هـ/5 أوت 1961م، بدأ التسجيل الصوتي لدروس تفسير الشيخ، بداية من قول الله تعالى: {ولقد كرّمنا بني آدم} في سورة الإسراء، وبلغ عدد الدروس المسجلة 1127 درسا، ألقيت خلال سبع عشرة سنة.

كان أحد واضعي القانون الأساسي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وشغل وظيفة أمين صندوق مساعد فيها، وذلك في ماي 1931م.

أسّس في القرارة جمعية الحياة عام 1937، وترأس حلقة العزّابة عام 1940م.

إبّان الحرب العالمية الثّانية، حُكم على الشّيخ بيوض بالإقامة الجبرية في القرارة مدّة أربع سنوات 1940- 1944م.

ممّا ورد في كلمة الشّيخ عبد الرّحمن باكلّي، التي ألقيت في مهرجان تأبين الشّيخ بيوض، حول صراعه باسم الأمّة المزابية ضدّ الاستعمار العسكري: «أمّا مظاهر هذا الصّراع، فيمكننا أن نستشفّ بعضها من المواقف الآتية:

أوّلا- موقفه يوم أن قدّم مطالب الأمّة أمام لجنة الإصلاحات الإسلامية في أواخر الحرب العالمية الثّانية.

ثانيا- انتخابه نائبا عن منطقة غرداية في المجلس الجزائري (عام 1948 و1951)، والأدوار التي لعبها على منبره وفي معاركه، للقضاء على شركة استغلال مياه ما تحت أراضي الجنوب الجزائري، وللقضاء على الحكم العسكري، ولربط الصّحراء بشمال الجزائر.

ثالثا- تعينه ببومرداس عضوا في الحكومة الانتقالية، باتّفاق من جبهة التّحرير وفرنسا معا، ومواقفه هناك...

رابعا- الأدوار التي لعبها في إحباط قضيّة فصل الصّحراء عن الجزائر.

خامسا- استقالته من عضوية المجلس الجزائري كغيره من االنوّاب الوطنيين، تأييدا للثّورة التّحريرية.

سادسا- مواقفه إزاء الثّورة التّحريرية التي جمعها في عرض (أعمالي في الثّورة).

سابعا- مواقفه التي لا تكاد تعد، كلّما حاولت إدارة الاستعمار هضم حق من حقوق الشّعب، أو إلغاء مؤسّسة عامّة، أو فرض غرامة، أو إحداث ما يضرّ بكيان الأمّة، لا سيما ما يمسّ بدينها...»[3].

لمّا شكّل مزغنة في القاهرة لجنة تضمّ جميع الشخصيات للدفاع عن الثورة، وجاء الإعلان عنها يوم 11 جانفي 1955، ثمّ توسعت بعد ذلك، ضمّت الشيخ بيوض ممثّلا للاتّحاد الديمقراطي لعباس فرحات[4].

أسندت إليه عام 1956م مهمّة تكوين العمل الثّوري، ليتّصل مع المزابيين في الشّمال، ليدفعوا عجلة الثّورة إلى الأمام. واتّصل بقيادة العقيد الحوّاس قائد الولاية السّادسة في أواخر 1956، وكانت له عدّة مراسلات سرّية بينه وبين جبهة التّحرير الوطني والحكومة المؤقّتة للجمهورية الجزائرية في تونس. وهذه المراسلات كانت تدور على الأوضاع السّياسة السّائدة في السّاحة، لا سيّما قضيّة فصل الصّحراء عن الجزائر، حيث لعب فيها دورا وطنيا خالصا[5].

كان عضوا في اللّجنة الإدارية المؤقّتة لعمالة الواحات دائرة الأغواط عام 1958م، ثمّ مستشارا عاما لمزاب، وأسندت ّإليه مندوبية الشّؤون الثّقافية في الهيئة التّنفيذية المؤقّتة التي ترأسها عبد الرّحمن فارس في الصّخرة السّوداء ببومرداس من مارس إلى سبتمبر 1962م.

في سنة 1963، عمل على بعث مجلس عمّي سعيد، الهيئة العليا لعزّابة مساجد وادي مزاب ووارجلان، وانتخب رئيسا له إلى يوم وفاته.

استمرّ الشّيخ بيوض في الجهاد بعد الاستقلال، بيد أنّ أعداء العلم الصّحيح والحقّ شرعوا يضايقونه في أمواله ودروسه، فأمّمت أملاكه بقرار من عامل عمالة الواحات يوم 30 سبتمبر 1964، واعتقل من 13 أكتوبر 1964 إلى 31 ديسمبر 1964 دون محاكمة، ووضع في الإقامة الجبرية بالقرارة يوم 9 ديسمبر 1966، بقرار من العامل أيضا.

وفي أوت 1967، استدعاه رئيس قسمة الحزب الواحد، وأمره بإيقاف درس الوعظ والإرشاد والتفسير الذي كان يلقيه في المسجد.

ترك أربعة مؤلّفات:

-في رحاب القرآن (تفسير سورة النّور).

-فتاوي الإمام الشّيخ بيوض، في جزأين، رتّبها بكير محمّد الشّيخ بالحاج.

-أعمالي في الثّورة.

-رسالة في تاريخ وادي ميزاب.

توفّي بالقرارة يوم 8 ربع الأوّل 1401هـ/14 جانفي 1981، وشيّع جثمانه في موكب حاشد حضره نخبة من مسؤولي الدّولة، من بينهم خمسة وزراء.

 

سلسلة حلقات تاريخية عن بعض معالم وادي مزاب وأعلامه

موضوع الحلقة: وقفات من حياة الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض - الجزء الأول.

للأستاذ: د. صالح بن عبد الله أبو بكر

الإلقاء باللغة المزابية

 

 

الإلقاء باللغة العربية

 

 

قضية فصل الصحراء عن الشمال الجزائري ودور الشيخ إبراهيم بيوض

منتدى الجابرية السادس عشر في موضوع: سياسة فرنسا في قضية فصل الصحراء عن الشمال الجزائري ودور الشيخ إبراهيم بيوض والعلماء والمشايخ منها

فضيلة الدكتور : محمد الأمين بلغيث أستاذ بقسم التاريخ جامعة الجزائر 

يوم الأحد 16 رجب 1434هـ الموافق لـ 26 مـاي 2013 م

La politique de la France dans le cas de la séparation du nord du Sahara algérien et le rôle des œufs Cheikh Ibrahim, les scientifiques et les chefs religieux, y compris

 

------------------------------------

 [3]-محمّد ناصر: في رحاب القرآن، الإمام الشّيخ بيوض، 113.

[4]-بنيامين سطورا: مصالي الحاج رائد الوطنية الجزائرية، 232.

[5]-بكير عوشت: الإمام إبراهيم بيوض، 82.

الشيخ إبراهيم بن مناد تجنينت

الشيخ إبراهيم بن مناد تجنينت

ت حوالي550  للهجرة

من علماء الخمسين الأولى من المائة السادسة للهجرة،  550 هـويعود في أصله لقبيلة زناته البربرية التي سكنت شمال إفريقيا وعمرت في جبال بني مصعب، يعتبر من أشهر علماء العطف القدامى، وقد عاصر الشيخ باعبد الرحمن الكرثي والشيخ بابا السعد الغرداوي، وحسب رواية بعض المؤرخين فهو تلميذ العلامة أبو عبد الله محمد بن بكر بن أبي بكر الفرسطائي، أخد منه مبادئ وأصول العلوم واستزاد و تبحر في الفروع، وقد اجتهد رفقة هؤلاء الأعلام في نشر المذهب الإباضي وتوضيح مبادئه وأحكامه بين الأهالي، الذين كانوا من قبل واصلية معتزلة، و تابع نهج من سبقه في ذلك خاصة أستاذه أبى عبد الله محمد بن بكر. وللشيخ مساهمة كبيرة في المجال الاجتماعي والإصلاحي، لهذا يعتبر من أبرز الشخصيات التي تحتفظ بها ذاكرة العطفاويين بل أنه محل اهتمام الناس وتقديرهم حتى من خارج المنطقة.

إضافة إلى القيمة الروحية التي حازها الشيخ إبراهيم بن مناد من خلقه وأعماله ونشاطه الدعوي، فإن مقامه الموجود بالعطف زاد له علوا وشأنا وجعله محط الأنظار من كبار المهندسين في العالم.

الشّيخ الحاج أحمد بن داود معيز

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

1- الشّيخ الحاج أحمد بن داود معيز، من مليكة:

 

هو حفيد الشّيخ باعمور بن الحاج أحمد. كان عالما ومنجما. صنع بيده ساعة زمنية، وكان أستاذ القطب في علم الفلك والتّنجيم، وذلك في نهاية القرن الثّاني عشر الهجري.

تولّى القضاء بمليكة.

نقل بعض اتّفاقات مجلس وادي مزاب عام 1322هـ /1904م.

الشيخ الحاج إسماعيل بن الحاج إبراهيم زرقون

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الشيخ الحاج إسماعيل بن الحاج إبراهيم زرقون

  ولد عام 1290هـ/1873م ببني يزقن.

    شرع في التّدريس والوعظ بداره عام 1899م، بعد أن تلقّى العلم عن القطب، وعن الشّيخ الحاج صالح لَعْلِي. من تلاميذ الشّيخ أبو إسحاق طفيش، والشّيخ أبو اليقظان الذي أخذ عنه شرح ابن عقيل والجزء الأوّل من النّيل، والشّيخ إبراهيم مطياز الذي تلقّى عنه مدّة سبعة عشر عاما.

  دخل حلقة العزّابة يوم 3 جمادى الأخير 1335هـ/1917م، وكانت وظيفته فيها غسل الأموات، إلى أن توفّي عام 1922م.

الشّيخ الحاج بابكر بن الحاج مسعود

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الشّيخ الحاج بابكر بن الحاج مسعود، من غرداية:

حظي بترشيحه شيخا وإماما وقاضيا مدّة أربعين عاما. تخرّج عليه الشّيخ الحاج عمر بن يحي القراري. شغل منصب القضاء بمدينة معسكر لمدّة سنين، وينوبه بها الطّالب إبراهيم المعروف بالقاضي داود، ثّم انتقلا معا إلى غرداية. فلمّا أرادت فرنسا فصل القضاء عن المساجد اعتزل الوظيف.

من أجل مواقفه النّاصعة ودروسه الجريئة في الحقّ كثر حسّاده، وتعرّض للنّفي إلى مدينة بونورة نحو عامين أو ثلاثة، كما تعرّض لمحاولة القتل ثلاث مرّات على الأقل.

توفّي سنة 1907[1].

--------

-------------------------------

[1]-حمّو عيسى النّوري: دور المزابيين، الجزء الأوّل، 70.

الشّيخ الحاج بكير بن الحاج إبراهيم العنق

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ الحاج بكير بن الحاج إبراهيم العنق

ولد في القرارة سنة 1285هـ/1868م. أخذ العلم عن الشّيخ الحاج عمر ابن يحي. كانت له تجارة في تبسة. كان العامل الأكبر لتأسيس مشروع الجمعية الصدّيقية التي أنشأت أوّل مدرسة قرآنية عربية عصرية في الجزائر، بمدينة تبسة، والتي كانت نواة للبعثة العلمية المزابية بتونس 1913م/1332هـ.

كان رئيس فرع الجمعية السرّية الثّورية في القرارة الذي أنشأه صالح بن يحي آل الشّيخ عام 1915م.

وقد ترأس وفد أعيان بني مزاب التجّار في عمالتي الجزائر وقسنطينة، للدّفاع لدى الحكومة الفرنسية عن عزّابة القرارة المحكوم عليهم بالسّجن والأشغال الشّاقة شهرين في تَعَضْمِيتْ، فكان يلقّبه شيخه بأسد القرارة.

ساهم في إغلاق دار الخنا بالقرارة وإبعادها خمسة كيلومترات عن البلدة، وشراء الدّار من البلد المحسنين وتركها خرابا.

اكترى دارا فجعلها نادي المصلحين في القرارة عام 1336هـ/1917م، وسمّيت دار الجماعة. بقيت كذلك إلى عام 1956، حيث نقلت الاجتماعات إلى نادي الحياة.

كان على صلة وثيقة بالشّيخ عبد العزيز الثّعالبي في تونس وبالأمير خالد في الجزائر، وكان مشهورا بالدّهاء السّياسي.

التحق بحلقة العزّابة عام 1345هـ/ 1926م، وسافر إلى الحجاز عام 1347هـ/1929م في رفقة من أنصاره، فاجتمع بكثير من زعماء العالم الإسلامي.

أصيب بسقوط جنبه الأيسر، وبقي يعالج نحو عامين، إلى أن توفّي يوم الإثنين 27 رمضان 1353هـ/17 ديسمبر 1934م في مسقط رأسه.

الشيخ الحاج بوحفص

الشيخ الحاج بوحفص بن الشيخ بن الدين تجنينت

حوالي القرن12هـ /18م

من أولياء الله الصالحين ورعا تقيا محبا للخير وداعيا للسلام ومؤيدا له. إليه يعود نسب أحد فروع عائلة بكلي بالعطف، أصله من الأبيض سيدي الشيخ. يجول في المناطق والأمصار، متفقدا أحوال الناس ويرشدهم لطريق الصواب، يقوم عند مغادرته لأي مكان بالدعاء له ولأهله بالخير والصلاح، فأصبحت عادة عند الناس عند كل زيارة له يطلبون منه الدعاء الصالح. وقد روي أنه كانت لوالده مراسلات مع الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم الثميني المولود بـ: 1130 هـ/ 1718 م المتوفى في: 1223 هـ 1808 م.

وللشيخ مقام بالعطف موجود قرب ساحة السوق أمام مدخل البلدة، بناه له أهلها عند زيارته للمنطقة.

الشّيخ الحاج صالح بن عمر لَعْلِي

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ الحاج صالح بن عمر لَعْلِي

      ولد في بني يزقن يوم الأربعاء لعشر بقيت من رمضان 1284هـ/1867موعندما بلغ الخامسة من عمره أصابه مرض الجدري، فأفقده بصره.

أوّل معلمّيه جدّه الثّاني الشّيخ صالح بن إبراهيم. أخذ العم عن خاليه: عمر والحاج سعيد ابني يوسف وِينْتَنْ، ثمّ انتقل إلى معهد الشّيخ امحمّد بن إدريسو الذي كان كفيف البصر مثله. فلمّا توفّي خلفه بمعهده وتولّى التّدريس فيه.

           وقد درس الشّيخ الحاج صالح على القطب كتبا عالية في التّفسير والحديث والفقه وغيرها.

سافر على علّته إلى تونس مرّتين، فاجتمع بعلمائها وحضر دروسهم في الزّيتونة، كما حضر دروس الأزهر في طريقه إلى الحج. وقد حجّ مرّتين: أولاهما حوالي 1893، وثانيتهما عام 1910م، وكان في كلّ مرّة يجتمع بعلماء الحجاز. أقام في الثّانية عام بالحجاز، أمضاه كلّه في القراءة ومجالسة العلماء.

تزوّج الشّيخ الحاج صالح مرّتين، وفي الثّانية اختار امرأة مثقّفة، فكانت هي التي تقرأ له في مكتبته وتكتب له ما يؤلّف.

كان نادرة زمانه في الحفظ وجودة الذّاكرة وتوقدّ القريحة. كان شديد النّكير على المترفين، مولعا بإصلاح ذات البين وجمع الشّمل.

ابتدأ التّدريس في دار بحي بَلْدُوعَاتْ عام 1308هـ، وكانت دروسه بها يومية بين طلوع الشّمس والزّوال. وفي 3 جمادى الأخيرة 1335هـ/1917م، دخل حلقة العزّابة، وشرع في إلقاء دروس الوعظ بالمسجد يوم 27 ربيع الأوّل 1335، بين الظّهر والعصر صيفا، وبعد العشاء والفجر شتاء، ثمّ أسندت إليه المشيخة، خلفا للقطب، في منتصف جمادى الأولى 1336هـ/17 ديسمبر 1917م. عندئذ فتح باب الانخراط في سلك التّلاميذ، فانتهز هذه الفرصة تلاميذ كثيرون. كانت له دروس يومية في دار التّلاميذ ودروس للوعظ في المسجد.

ولمّا زار جربة عام 1338هـ/1919م، استنسخ من خزائنها مدونة أبي غانم في الفقه الإباضي، وكان يبعث إلى عمان فينسخون له الكتب النّفسية.

ولمّا فرضت فرنسا التّجنيد الإجباري، وجنّدت جماعة من شباب وادي مزاب بالقوّة في سنة 1919، ألقى دروسا نارية هاجم فيها الحكومة الفرنسية، وألّف رسالة بيّن فيها حرمة التجنّد في الجيش الفرنسي ومضارّه، فأرسل إليه الحكّام العسكريون يهدّدونه.

في 15 شعبان 1341هـ/1922م، ألقى دروسا في المسجد، شنّع فيه على تعليم الأولاد الصغار في تونس، وعلى البعثات المتواردة عليها، والقائمين بها، خوفا من أن يتأثّروا لا يأمنون فبها من الانحراف وسوء التربية. وهم صغار السن، لم ترسخ فيهم العقائد السليمة وفضائل الأخلاق التي تعصمهم من هذا الانحراف. عندئذ نشبت معركة بين الداعين إلى الدراسة في تونس والمنكرين، ميدانها الصحافة والرسائل والكتب، دامت نحو سنتين.

وفي سنة 1346هـ/1927م، أنشأ أوّل مدرسة نظامية تابعة للمسجد. ومن أعماله كذلك تنظيم مختلف مصالح أوقاف المسجد، وإحداث وظيف جديد فيها، سمّاه الوظيف العام، وتجديد الميضأة، وحفر بئر بجانبها في شعبان 1336هـ/1918م، وبناء حجبة المسجد قبلته عام 1926م.

ألّف عدّة كتب، منها:

-مراقي العوام إلى معرفة مبادئ الإسلام.

-خلاصة المراقي إلى مبادئ طاعة الخلاّق.

-ثلاث قصائد في مدح الرّسول وسيرته.

-كشف القناع عن مسائل وقع فيها النّزاع.

-البراهين القاصفة لتمويهات متّبعي الفلاسفة.

-رسالة الوصايا الثمان.

-رسالة كشف اللّثام.

-رسالة الانتقادات الثلاثة والعشرين.

-رسالة إلى العمانيين.

-رسالة العطفاء في سير الطّلبة والعزّابة.

-رسالة الصّوم والإفطار.

-مجموع فتاوي.

-حشى بعض أجزاء النّيل. وله حواشي على الإيضاح والقواعد والوضع والسّؤالات، وعقيدة العزّابة ومسند الرّبيع وكتاب الصّوم لعمّي يحي.

-له مؤلَّف في التّفسير، سمّاه (القول الوجيز في كلام الله العزيز). وافاه أجله وهو في الجزء الأوّل الذي فسرّ فيه جزءا من سورة البقرة.

توفّي في بني يزقن يوم السّبت لثلاث بقين من ربيع الثّاني عام 1347هـ/ 13 أكتوبر 1928م.

الشّيخ الحاج عبد الرّحمن بن عمر نوح

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الشّيخ الحاج عبد الرّحمن بن عمر نوح، من بني يزقن

برع في علمي الحساب والميراث. قرأهما على الشّيخ الحاج صالح بن إبراهيم مفنون. قذفت به أمواج الحوادث إلى الحج فزيارة عمان

توفّي في عمان، في شهر ربيع الثاني من سنة 1335هـ.

الشّيخ الحاج عمر بن الحاج مسعود

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ الحاج عمر بن الحاج مسعود

ولد بالقرارة، وأخذ العلم عن الشّيخ عمر بن يحي، ثمّ انتقل إلى بني يزقن ليستكمل معلوماته على الشّيخ الحاج صالح لَعْلِي. ولمّا رجع من المدرسين البارزين في معهد الشيخ الحاج عمر بن يحي، وخلفه فيه بعد وفاته عام 1921.

وفي صيف 1342هـ/1924م، رأى الشيخ الحاج عمر بن الحاج مسعود وبعض إدارة المعهد نقل التعليم إلى داره، وقد اختاره العزابة مديرا لدار التلاميذ، ومدرسا لبعض العلوم الشرعية والعربية فيها، فاستمرّ في جهاده العلمي إلى أن توفاه الله في أوّل رجب 1356هـ/31 أوت 1938، وعمره خمس وأربعون سنة، إثر إسقاط عاصفة ريح عليه شطرا من جدار.

خلفه في إدارة معهده والتدريس فيه تلميذه الشيخ الحاج موسى بن أحمد، إلى وفاته يوم 17 رجب 1369هـ/ماي 1950، وعمره تسع وثلاثون سنة.

الشّيخ الحاج عمر بن حّمو باكلّي

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الشّيخ الحاج عمر بن حّمو باكلّي

  ولد بالعطف سنة 1253هـ/1837م. تعلّم القرآن في محضرة باسا لم، ودرس مبادئ الفقه والعقيدة على والده بدار إروان، وقد كانت دراسته للعلوم في مدينة بني يزقن. ويبدو أنّه بدأ بالشّيخ الحاج سعيد بن بافو وينتن خرّيج الزيتونة، يصطحبه معه والده. كما درس في حلقة الشّيخ عمر بن سليمان نوح وفي حلقة الشّيخ امحمّد بن سليمان بن ادريسو، وأخيرا التحق بمعهد القطب، ولازمه حتّى تخرّج على يده، فكان من كبار طلبته. وقد تعلّم الفلك والرّمل على أحد العرب، فكان يعلّم هذا الفن لأستاذه الشّيخ القطب، كما كان من أكبر مسانديه ومستشاريه.

  دخل حلقة العزّابة في حياة والده، وبدأ التّدريس في مسجد باسالم، ثمّ خلف أباه بعد وفاته، في المشيخة، عام 1303هـ/1886م. فسّر القرآن كاملا في دروسه العمومية بالمسجد في مدّة خمس وعشرين سنة، كان يعتمد فيها على البيضاوي.

كان رئيسا لمجلس الاستئناف عمّي سعيد بعد الإلحاق. وكان الشّيخ ثائرا على الاستعمار، يمدّ الثوّار عليه في الجنوب بالسّلاح والبارود. كان منزله مأوى للثّائرين في ثورة أولاد سيدي الشّيخ، وقد أبعدته فرنسا إلى سجن تَاعَضْمِيتْ، وحكمت عليه بالسّجن ثلاثة أشهر وبالأشغال الشاقّة، وحلق اللّحية، وذلك عام 1915م. ولكن توسّط قاضي غرداية داود بن الشّيخ بكير، والباشاغا ادهيليس، لدى كولونيل الأغواط، حال دون حلق لحيته، وَوُضِع في فِيلاً بالأغواط تحت الإقامة الجبرية، محترما موفور الكرامة.

     وعند رجوعه استأنف التّدريس في المسجد العتيق. أشهر تلاميذه الحاج مسعود بن إبراهيم قباض، والطّالب بكير بن إبراهيم الحاج إسماعيل، والشّيخ يوسف بن بكير، والحاج مسعود بن محمّد باكلّي، والطّالب إبراهيم بن سليمان خير النّاس، والشّيخ سليمان ابن يوسف، والشّيخ عيسى بن سليمان الباروني، والشّيخ علي يحي معمّر، والشّيخ عبد الرّحمن بن عمر باكلّي.

   توفّي يوم الجمعة آخر ذي الحجّة 1340هـ/ 13 أوت 1922م.

الشّيخ الحاج عمر بن يحي المليكي

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الشّيخ الحاج عمر بن يحي المليكي، من القرارة

    تلقّى دروسه الأوّلية على يد الشّيخ الحاج محمّد بن الحاج قاسم الشّيخ بالحاج. ثمّ إنّه لمّا تزوّج اضطرّ إلى السّفر إلى مدينة خنشلة للتّجارة، وكان لا يحفل بها، فرجع إلى غرداية ليكمل دراسته في الشّيخ بابكر بن الحاج مسعود.

     وفي سنة 1312هـ/1894م، انتقل إلى معهد قطب الأئمّة، فكتب أعيان القرارة إلى القطب يطلبون منه أن يرسل إليهم الحاج عمر، فرجع إلى القرارة وتصدّى للتّربية والتّعليم، وذلك سنة 1314هـ/1896م.

  من تلاميذه الشّيخ يوسف بن بكير حمّو أُوعلي، والشّيخ أبو اليقظان، والشّيخ بيّوض، والشّيخ عدّون، والشّيخ الحاج محمّد بن حمّو ابن النّاصر، والشّيخ إبراهيم بن بكير حفّار.

    لمّا تولّى جهاده الإصلاحي، بدأ الاستعمار يترصّده، فنصحه زملاؤه بالابتعاد عن القرارة، فسافر إلى الحجاز، فأقام به ثلاث سنوات من 1319هـ/1901م إلى 1322هـ/1904م.

  أوّل بعثة علمية، أرسلها إلى قطب الأئمّة من القرارة، سنة 1325هـ/1907م.

  كان الشّيخ، مع أعماله في المعهد، مدرّسا في المسجد للعامّة، ومدرّسا في دار التّلاميذ. وتولّى ذلك منذ وفاة الشّيخ الحاج إبراهيم الأبريكي عام 1329هـ/1911م. وفي سنة 1335هـ/1916م، كوّن نظام الطّبقات في دار التّلاميذ (إِرْوَانْ).

  بعد وفاة القطب، أرسل بعثة علمية إلى تونس، سنة 1336هـ/1917م.

  دام الشّيخ الحاج عمر يزور وارجلان كلّ عام، يمكث فيها حوالي ثلاثة أشهر، واعظا ومدرّسا، من 1913م إلى 1920م.

  أنشأ ندوة للمطالعة، وكان موعدها ليلة الجمعة من كلّ أسبوع، تعقد لقراءة بعض الكتب والجرائد والمجالات التي تصل إليه.

  ولقد كان رجل سياسة، فضايقه الاستعمار، وسجنه شهرين في تاعضميت، وفرضوا عليه الأشغال الشاقّة، ذلك لأنّه كان أحد رجال الجمعية السرّية بمزاب، من فروع الجامعة الإسلامية بأستنبول، في الحرب العالمية الأولى.

  توفّي في ليلة 27 رمضان 1339هـ/01 جوان 1921م، وعمره ثلاث وستّون سنة، إثر إصابته بمرض التيفوس، الذي اجتاح القرارة، فذهب تضحيّته خلق كثير.

الشّيخ الحاج محمّد بن الحاج قاسم بن الشيخ بالحاج القراري

شخصيات الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

شخصيات من هذه الفترة:

الشّيخ الحاج محمّد بن الحاج قاسم بن الشيخ بالحاج القراري

    ورث من أبيه علمه وصلاحه وشجاعته. أرسله والده إلى معهد القطب. ورجع إلى القرارة في بداية القرن الرّابع عشر الهجري، بعد أن نبغ في علوم الشّريعة والعربية.

    انتشر الإصلاح على يده في القرارة. حارب الزّنى وما يرافقه من خمر وقمار ولصوصية وبطالة، فانتبهت المدينة إلى الفساد الذي يفتك بها.

  كان رئيسا للعزّابة، وقاضي القرارة العادل، وشيخ مسجدها، والواعظ فيه. عيّنه الوالي العام، يوم 1 جانفي 1883، رئيسا لمحكمة القرارة، عند تأسيسها. أقضّ مضجع المستعمرين والمفسدين، فاغتالوه في وضح النّهار سنة 1318هـ/1901م[21].

 -----------------------------

[21]-محمّد علي دبّوز: نهضة الجزائر الحديثة، الجزء الثّاني، 191.

الشّيخ الحاج محمّد بن الحاج يوسف بابانو

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشّيخ الحاج محمّد بن الحاج يوسف بابانو

ولد ببني يزقن عام 1313هـ/ 1869م. تتلمذ على الشّيخ الحاج إبراهيم ابن ادريسو، والحاج سليمان ابن ادريسو، وأيوب بن عبد الله بونورة، ثمّ اشتغل مبكرا بالتّجارة.

وفي سنة 1919م، عبر الحدود مستخفيا إلى تونس، وانضمّ إلى بعثة الشّيخ الحاج صالح بن الحاج علي باعلي والتحق بجامع الزّيتونة، ودرس به مختلف الفنون على الشّيخ التونسي والشّيخ محمّد النيفر وغيرهما، كما حضر دروسا بالخلدونية. رجع من تونس عام 1923م.

قصد القرارة عام 1925م لاستظهار القرآن في مدرسة الشّيخ الحاج عمر ابن الحاج مسعود ابن عمر، ولمّا تمّ له ذلك، عاد إلى بني يزقن عام 1927م، أين تلقّفه الشّيخ الحاج صالح لعلي، شيخ المسجد، ليدرّس معه في المدرسة الجديدة التي بناها بجوار المسجد، وعُيّن عضوا في حلقة العزابة في نفس السنة.

ولمّا توفّي الشّيخ الحاج صالح في العام الموالي، استمرّ الشّيخ بابانو في التّدريس.

وفي سنة 1941م، فتح دارا للعلم للشّيخ إبراهيم بن بكير حفار ليدرّس فيها، وسمّى المشروع بالمعهد الجابري، ولاقى معارضة كبيرة اضطرّته إلى تحويل مدرسته من دار إلى أخرى، ولجأ إلى التّعليم بدار سكناه، إلى أن بنى السيّد الحاج صالح زهار دارا سنة 1948م آوى إليها المشروع.

من جهة أخرى، فإنّه في 31 ديسمبر 1946، وإثر عودة الشيخ بابانو إلى الحلقة، تمّ الاتّفاق على دمج (المدرسة الجابرية) مع (مدرسة الرشاد) العاملة في المؤسّسة الإضافية المجاورة لمحاضر المسجد.

كانت دار الغرباء المجاورة لسكنى الشّيخ بابانو تأوي طلبة القرى البعيدة، وكانت زوجه شاشه بنت عمر باكلّي تقوم بإعداد ما يلزمهم من الطّعام.

ولمّا توفّي الشّيخ حفار عام 1954م، خلفه بالمعهد الجابري الشّيخ يوسف ابن بكير حمو أُوعلي إلى سنة 1981م.

بعد الاستقلال ورجوع الطّلبة من تونس، قام بعض قدماء الجابرية بنهضة جديدة لإعطاء نفس جديد للمؤسّسة، وضعت عن الشّيخ بابانو بعض الأعباء التي كانت تثقل كاهله.

كان الشّيخ بالإضافة إلى الجابرية يلقي دروسا في منزله على النّساء، كما كان يشجّع طلبة الجابرية على إحياء حفلات الأعراس بحجبة المسجد على الطّريقة الإسلامية، إلى أن أنشأ عام 1964م جمعية المديح الشّعبي (جمعية التّثقيف الشّعبي حاليا).

وفي أفريل من سنة 1974م، كان له دور كبير في موافقة حلقة العزّابة على إنشاء أوّل مدرسة حرّة للبنات ببني يزقن، تبنّاها المسجد عامين بعد ذلك.

تولّى رئاسة مجلس عمّي سعيد يوم 27 جمادى الأولى عام 1406هـ/6 فيفري 1986م، وعمل جادا لتوثيق الرّابطة وجمع الكلمة رغم شيخوخته ومرضه المزمن.

توفّي رحمه الله يوم 27 سبتمبر 1988.

الشّيخ الحاج محمّد بن باحمد الشّريف

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ الحاج محمّد بن باحمد الشّريف

ولد ببني يزقن عام 1884م، وأخذ العلم عن القطب وعن الشّيخ الحاج إسماعيل زرقْون وعن الشّيخ الحاج صالح لعلي .

سافر من التّل إلى الحج عام 1913م، ومكث بالقاهرة أربع سنوات يتعلّم بجامع الأزهر، ثمّ رجع إلى مزاب يوم 13 ديسمبر 1917م، كان فقيها وأديبا وشيخ مسجد بني يزقن ومدرّسا.

توفّي يوم 26 جويلية 1940.

 

الشيخ الميغر

الشيخ احمد بن موسى بن محمد تجنينت

المعروف بـ :الشيخ الميغر

حيسنة970هـ /1562م

الشيخ أحمد بن موسى المعروف ب « الشيخ الميغر » يرجع نسبه إلى عائلة آل ابن أيوب، ففي سنة 970 هـ كان على قيد الحياة، حبس داره للعلم وكان يدرس فيها، له مكتبة قيمة من الكتب المطبوعة والمخطوطة، إلا انها تلاشت ولايزال سكان العطف من حلقة العزابة وتلاميذ وطلبة وغيرهم يزورونه ويترحمون عليه ويتناولون فطور العيد في مقره وهي وجبة من تريد تحضر من طرف أحفاده وبعد ذلك يفترق الجمع وهي عادة متبعة إلى يومنا هذا.

والمعلم هو بيت الشيخ حبسها مدرسة للتعليم وهي دار ذات طابقين الأرضي والعلوي، والأرضي عبارة عن فناء واسع يتوسطه أربعة أعمدة مشكلة مربعا متساوي الأضلاع إضافة إلى قاعة صلاة صغيرة المساحة منخفضة السقف تزار لتلاوة القران والدعاء. وقد شهد المعلم توسعة بعد أن أضيفت له دار كانت بجانبه لتوسيع مساحته.

الشيخ الناصر المرموري

Icon 09الشيخ الناصر المرموري

قاسم باحماني الراعي

الشيخ مرموري الناصر بن محمد بن الحاج عمر، ولد يوم 01 رجب 1345 هـ الموافق لـ 07 جانفي 1927م بالقرارة ولاية غرداية، أمه بسيس عائشة بنت أحمد.

تربى بين أحضان عائلة متواضعة وتلقى تعليمه الأول بمسقط رأسه على يد الشيخ أبو الحسن علي بن صالح والشيخ بسيس قاسم بن الحاج سعيد.

استظهر القرآن كاملا على يد أستاذه بسيس عمر بن الحاج سعيد يوم 15 جوان 1942 وهو شاب يافع ذو الخمسة عشر ربيعا، بعد هذا انضم مباشرة إلى معهد الحياة لمواصلة مشواره الدراسي الثانوي.

تلقى الشيخ الناصر تعليمه في معهد الحياة على يد رائد الإصلاح في وادي ميزاب الشيخ ابراهيم بيوض ومساعده الشيخ عدون رحمهما الله، إلى جانب مشائخ وعلماء ذلك العصر منهم الشيخ علي يحي معمر والشيخ بكير بيوض والشيخ عمر بن صالح آداود حيث أخذ عنهم علوم اللغة العربية والفقه والحساب والميراث.

بعد الاستزادة من مختلف العلوم بدأ الشيخ الناصر مسيرته التعليمية بمعهد الحياة يوم 1 أكتوبر 1947 وهو لا يزال حاملا مشعل التعليم والإصلاح إلى يومنا هذا.

سنة 1962 طلب الإمام غالب العماني من مشائخ وادي ميزاب إيفاد أحد أساتذة المعهد إلى مصر للإشراف على مكتب عمان في القاهرة ورعاية شؤون البعثة العلمية العمانية هناك، وفاوض في هذا الأمر كلا من الشيخ عدون والشيخ عبد الرحمن بكلي رحمهم الله، فوقع الاختيار على الشيخ الناصر المرموري ليضطلع بهذه المهمة العلمية في القاهرة، فانتقل الشيخ إلى القاهرة بتاريخ 01 سبتمبر 1962 ليمكث فيها مدة ثلاث سنوات إلى أن أنهى مهمته يوم 01 جوان 1962 (2).

سنوات الشيخ الناصر في القاهرة تعتبر نقطة تحول مهمة في حياته حيث كانت فرصة للاغتراف من بحر العلوم الشرعية فكان يلازم مشائخ الأزهر ويواظب على حضور محاضراتهم بمركز المؤتمر الإسلامي في الزمالك، وعلى رأسهم الشيخ محمد الغزالي ومحمد أبو زهرة والسيد سابق ومحمود حسن ربيع وفتح الله بدران والشيخ أحمد الشرباصي وغيرهم، كما كان يستقدم بعضهم للتدريس في الداخلية التي كان يشرف عليها، كما كان هو أيضا مدرسا لمادة الفقه فيها.

كان الشيخ خلال تواجده بالقاهرة يلتقي بالشيخ البشير الابراهيمي في مقر إقامته بمصر الجديدة في جلسات أدبية رفيعة، كما كان ملازما للشيخ أبو إسحاق ابراهيم اطفيش في أمسيات يتبادلان فيها أطراف الحديث عن السياسة والتاريخ و أحوال الأمة العربية و الإسلامية.

واصل الشيخ الناصر مشواره التعليمي بمعهد الحياة بعد رجوعه من مصر سنة 1965 مدرسا للعلوم الشرعية من أصول الفقه والحديث والتفسير، وقد كان يلازم الشيخ صديق دربه الشيخ أبو اليقظان مساء كل جمعة ولمدة طويلة حيث كانا يجولان معا في عالم الشعر والأدب ويستطلعان أمور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

مما يشتهر به الشيخ الناصر أسلوبه المتميز في التدريس والوعظ والإرشاد وذلك لغزارة علمه وتفقهه في الدين، فأول بداياته في هذا المنهاج كانت بدار العلم (الشيخ بالحاج) بالقرارة أين كان يلقي دروسا على التلاميذ والطلبة وعامة الناس وذلك من سنة 1947 إلى غاية 1971 سنة انضمامه إلى حلقة العزابة بمدينة القرارة، وفي السنة نفسها عُين عضوا في مجلس عمي سعيد الهيئة العرفية التي تتولى الشؤون الدينية في وادي ميزاب.

بداية من سنة 1975 اعتلى الشيخ الناصر منبر المسجد الكبير واعظا وخطيبا وإماما بتكليف من الشيخ بيوض؛ وبعد وفاة الشيخ شريفي سعيد الشيخ عدون رحمه الله أصبح الشيخ الناصر رئيسا لحلقة العزابة بالقرارة سنة 2004 إلى أن وافته المنية، فكان مرشدا دينيا ومصلحا اجتماعيا في قرى وادي ميزاب والجزائر متبعا المنهج الإصلاحي للشيخ بيوض رحمه الله.

تولى الشيخ الناصر المرموري لعشرات السنين مهمة مرافقة الحجاج الميامين إلى البقاع المقدسة كمرجعية فقهية وتاريخية للحجاج باعتباره عضوا دائما في البعثة الميزابية إلى البقاع المقدسة، كما اشتهر بالرحلات العديدة التي قام بها في ربوع الوطن الإسلامي بهدف نشر العلم والمعرفة حيث زار تونس، ليبيا، عُمان، السعودية وجزيرة زنجبار بتنزانيا، واستقدم العديد من البعثات العلمية العُمانية والزنجبارية للدراسة في معهد الحياة بالقرارة، كما أرسل عدة بعثات علمية جزائرية للدراسة في معهد القضاء الشرعي بمسقط والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

يعرف الشيخ الناصر بالأدب الراقي الذي أبدع فيه منذ كان طالبا بمعهد الحياة في أربعينات القرن الماضي، حيث كتب عشرات القصائد ومئات المقالات في مختلف المجالات و المناسبات، و أول قصيدة كتبها كانت سنة 1946 و عمره تسعة عشر سنة كانت بمناسبة استقبال الشيخ بيوض رحمه الله من الجولة الاستطلاعية التي قادته إلى مختلف المدن الجزائرية وذلك بعد رجوعه من المنفى، و مطلع القصيدة:

أهـلا بـمـن ورث الـنـبيء مـحـمـدا             فـي الـعـلـم والـعـرفـان والإحـسـان

ومن أشهر ما كتب كذلك قصيدة بمناسبة استقبال مصالي الحاج في العاصمة سنة 1947؛ أما مقالات الشيخ فقد كان ينشرها بمجلة الشباب الصادرة عن معهد الحياة والتي كانت تعتبر عصارة النتاج الأدبي لطلبة وأساتذة المعهد، كما نشر الشيخ بعض مقالاته في جريدة الإصلاح للشيخ الطيب العقبي، والبصائر لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

وللشيخ الناصر المرموري مؤلف تحت عنوان مختصر تفسير الشيخ بيوض رحمه الله في ثماني مجلدات، جمع فيه ملخصات للدروس التي كان يلقيها الشيخ بيوض بالمسجد الكبير بالقرارة في تفسير القرآن الكريم.

استقبل الشيخ الناصر المرموري صبيحة يوم الأحد 12 جمادى الثانية 1432 هـ الموافق لـ 15 ماي 2011م بمعهد الحياة بالقرارة سماحة الشيخ أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي مفتي سلطنة عمان الذي كان في زيارة علمية إلى الجزائر، ثم تشاء الأقدار أن يصاب الشيخ الناصر بنوبة قلبية مفاجئة مساء اليوم نفسه بعد عودته من القرارة إلى مكان إقامته بقصر تافيلالت بأعالي مدينة بن يزقن بغرداية، نقل على إثرها إلى عيادة الواحات أين لفظ أنفاسه الأخيرة، عن عمر يناهز أربعة وثمانين عاما. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه - إنا لله وإنا إليه راجعون.

سيرة الشيخ الراحل الناصر المرموري رحمه الله موضوع الحلقة الرابعة من برنامج عظماء وضيفها الشيخ مصطفى ناصر باجو من انتاج قناة الاستقامة

 

المصدر: فيكوس

الشيخ امحمد بن يوسف اطفـيَّش قطب الأَيمـَّة

امحمد بن يوسف بن عيسى، اطفـيَّش*، الشهير بـ«قطب الأَيمـَّة»

(ولد: 1237هـ / 1821 - توفي: السبت 25 ربيع الثاني 1332هـ / 1914)

c 7

حقيقة هذه الصورة هي أنّه بعد سنوات مِن وفاة الإمام القطب الشيخ أمحمّد بن يوسف أطفيّش (رحمه الله تعالى) أراد بعض تلامذته أن يحفظوا تذكارا له، فطلبوا مِن ابنه: الحاج محمد ابن الحاج امحمد، أن يلبس لباس العزابة الخاصّ بأبيه، ففعل، وكانت هذه الصورة التي أكّد كثيرون أنها تحمل ملامح القطب بصورة كبيرة !

هو: امحَمَّد بن يوسف بن عيسى ابن صالح بن عبد الرحمن بن عيسى ابن إسماعيل بن محـَمَّد بن عبد العزيز بن بكير الحفصي، اطفـيَّش.

أشهر عالم إباضيٍّ بالمغرب الإسلاميِّ في العصور الحديثة.

ملاحظات:
* «اَطْفِـيَّشْ» بالميزابيـَّة: اَطَّفْ: خُذ. إِيَّ: تَعَال. أَشْ: كُلْ. وَرُبـَّمَا هو «كناية عن الكرم والجود» في هذه العائلة.

* واشتهر الشيخ اطفـيَّش عند الإباضيـَّة بلقب «القطب» حَتـَّى أصبح علَما عليه.

نسبه:

من عائلة شهيرة بالعلماء من بني يسجن، من عشيرة آل بامحمَّد، وينـتهي نسبَه إلى عمر بن حفص الهنتاتي، من العائلة الحفصيـَّة المالكة بتونس بين (625-983هـ/ 1229-1574م)، وَفي بَعض كتبه ينهي الشيخ اطفـيَّش نسبه إلى أبي حفص عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه.

أَمـَّا أمـُّه فهي: السَّــيِّدة مامـَّة سَتـِّي بنت الحاج سعيد بن عدُّون ابن يوسف بن قاسم بن عمر بن موسى بن يدَّر من عشيرة آل يدَّر ببني يسجن.

مولده ونشأته العِلمِـيَّة:

ولد بغرداية لَمـَّا انتقل إليها والده، وعاش بها طفولته الأولى، وفي الرابعة من عمره توفِّي والده، وتركه يتيما تحت كفالة والدته. توسَّمت فيه بوادر النبوغ، فعهدت به إلى أحد المربـِّين لحفظ القُرْآن، فختمه وحفظه وَهو ابن ثمانِ سنوات، ففتح له مجال العلم، وسارع إلى دور العلماء وحِلَق الدروس بالمسجد.

فأخذ مبادئ النحو والفقه عن أخيه الأكبر: إبراهيم بن يوسف.

وتلقَّى مبادئ المنطق عن الشيخ سعيد بن يوسف وينتن.

وكان يحضر حلقة الشيخ عمر ابن سليمان نوح مع أخيه إبراهيم، وحلقة الشيخ الحاج سليمان بن عيسى في دار التلاميذ اليسجنيـِّين.

كما كان يحضر دروس الشيخ بابا بن يونس في مسجد غرداية.

بعد أخذه لِهذه المبادئ، شمَّر على ساعد الجدِّ والتحصيل، بعزيمة لا تعرف الملل، يؤازره ذكاء حادٌّ، وذاكرة وقَّادة، ورغبة في العلم لا تعرف الحدود.

نشأ عصاميـًّا، لم يسافر للدراسة خارج موطنه، وجعل دأبـَه الحرصَ على اقتناء الكتب واستنساخها، يجتهد في طلبها واشترائها من كُلِّ البلدان، رغم قِلَّة ذات اليد، وصعوبة الاتـِّصَال.

فتجمَّعت لديه مكتبة غنيـَّة، تعتبر فريدة عصرها بالنظر إلى ظروف صاحبها، وبُعده عن مراكز العلوم والعمران.

وَمِـمَّا ساعده على التحصيل: اقتناؤه لبعض خزائن العلماء، منها خزانة الشيخ ضياء الدين عبد العزيز الثميني، وقد تَزَوَّجَ امرأة علِمَ أنَّهَا تملك مكتبة ثريـَّة ورثتها عن أبيها.

وما كاد يبلغ السادسة عشرة، حَتـَّى جلس للتدريس والتأليف، وَلَمـَّا بلغ العشرين أصبح عالِمَ وادي ميزاب، ثمَّ بلغ درجة الاجتهاد المطلق في كهولته،

كما يذكر ذلك بنفسه في كِتَابه: «شامل الأصل والفرع».

معهده:

أنشأ القطب معهدا للتدريس ببني يسجن، تخرَّج فيه علماء ومصلحون ومجاهدون، انـبثُّوا في أقطار المغرب والعالم الإسلاميِّ، وانبثـَّت تراجمهم في ثنايا هَذَا المعجم.

له منهج في التدريس يعتمد على استغلال الوقت، والتركيز في التلقين.

تستمرُّ دروسه طيلة أَيـَّام الأسبوع، من الضحى إلى الزوال، إِلاَّ يوم الجمعة، ثمَّ يزيد دروسا في المساء بعد العصر.

ولا يدرِّس في اللَّـيـل إِلاَّ الغرباء والنجباء والمتفوِّقين؛ لأنـَّه كان يخصِّص اللَّـيـل للتأليف والإجابة عن الرسائل والاستفتاءات المتهاطلة عليه؛ وكان غزير المـَادَّة، طويل النفَس، متفانيا في العلم، يدرِّس أحيانا أحد عشر درسا مختلفا في اليوم الواحد.

ويستعمل اللسان البربريَّ المحلِّيَّ كأداة للتدريس عند الاقتضاء، ولا يحاسب تلاميذه على الغياب أو الإبطاء، وإذا رأى منهم تعبا روَّح عنهم بما يدفعهم إلى النشاط والتركيز، ويولي عناية خَاصَّـةً لأسئلة تلاميذه، فيكتبها ويحقِّق مسائلها، ولا يعجز عن الرجوع إلى المصادر، ولو أثناء الدرس.

بهذا المنهج في التعليم، والسعة في العلم، انهال عليه الطلبة من مختلف الأقطار الإسلاَمِـيَّة، وصدروا عنه، وكلُّهم رجال عاملون في مختلف مواقع الحياة: تأليفا، وتعليما، وقيادة، وقضاء، وإصلاحا.

وبلغ عدد تلاميذه العشرات، من أشهرهم:

من ميزاب:
1- إبراهيم اطفـيَّش، أبو إسحاق: نزيل القاهرة العالم المحقِّق.
2- إبراهيم الابريكي.
3- إبراهيم بن عيسى أبو اليقظان: رائد الصحافة العَرَبِـيَّة في الجزائر
4- اعمارة بن صالح بن موسى.
5- بابكر بن الحاج مسعود.
6- داود بن سعيد بن يوسف.
7- صالح بن عمر لعلي.
8- عمر بن حمـُّو بكلِّي.
9- عمر بن يحيى ويرو المليكي.
10- محـَمَّد بن سليمان ابن ادريسو.
11- الناصر بن إبراهيم الداغور.
12- يوسف حدبون.

أَمـَّا من ليبيا: فيـُذكَر المجاهد بالسيف والقلم الداعية: سليمان باشا الباروني.

ومن تونس: المؤرِّخ سعيد بن تعاريت.

ومن المدينة المنوَّرة: أحمد الرفاعي.

وغيرهم كثير مِمَّن بلغ المشيخة.

تآليفه:

ومن أهمِّ آثار الشيخ اطفـيَّش تآليفه التي أغنى بها المكتبة الإِسلاَمِـيَّة، كمـًّا ونوعا، فقد عدَّها بَعضهم وقال: إِنـَّهَا تبلغ الثلاثمائة مؤلَّف، ما بين كِتَاب ورسالة.

واتـَّسع له العمر، ليترك هذا التراث الجليل، فقد عمِّر سِـتَّة وتسعين عاما، وكان حريصا على الكِتَابة، لا يتركها في حضر ولا سفر، وصفه تلميذه أبو اليقظان بِأنَّهُ «لا يُعرف إِلاَّ في تدريس علم، أو تأليف كتب»، فألَّف في بني يسجن، والقرارة، ووارجلان، وبريان، والحجاز، وَفي السفينة قاصدا الحجَّ.
وشملت تآليفه مختلف فروع المعرفة، في المنقول والمعقول:

في تفسير القُرْآن، له ثلاثة تفاسير هي:
• «تيسير التفسير»: ط1 قديمة، الجزائر 1326هـ في سبع مجلدات ضخمة، وط2 مطبعة البابي الحلبي، مصر، نشر وزارة التراث القومي والثقافة، عُمان، من سنة 1982 إلى سنة 1987م، في 14 جزءًا. ويعاد طبعه الآن بتحقيق الشيخ إبراهيم طلاَّي.
وَهو آخر تفاسيره وأهمُّها، إِذْ كتبه بعد نضجه العلميِّ؛ وقد أنجز الباحث: بوتردين يحيى رسالة الماجستير حول منهج التفسير عند القطب من خلاله.
• «داعي العمل ليوم الأمل» (مخ)، نسخة منه بمكتبة القطب؛ وأخرى في مكتبة الشيخ حمـُّو باباوموسى بغرداية، وَقِيلَ: إِنـَّهُ تفسير لم يتممه، بدأه من الخاتمة وانتهى إلى سورة الرحمن، ولا يزال مخطوطا في مُجَـلَّد كبير. صحَّحه الأستاذ مصطفى باجو، وضبطه وصفَّفه الباحثان محمَّد باباعمي ومصطفى شريفي، وهو ينتظر الطبع.
• «هميان الزاد إلى دار الميعاد»: ط1 المطبعة السلطانيـَّة، زنجبار؛ ط2: مطابع سجل العرب، نشر وزارة التراث القومي، عُمان، ابتداء من سنة 1980م، ويقع في 13 مُجَـلَّدا، بدأ في تأليفه وله من العمر أربع وعشرون سنة، وقد نال الباحث عكِّي علواني درجة الماجستير في منهج التفسير عند القطب من خلال الهميان.

في التجويد:
• «تلقين التالي لآيات المتعالي»، (مخ).
• «جامع حرف ورش»، (مط).

في الحديث:
• «ترتيب الترتيب»، وهو إعادة ترتيب مسند الربيع بن حبيب، بعد ترتيب أبي يعقوب يوسف الوارجلاني، طبع قديم، الجزائر، 1326هـ.
• «جامع الشمل في أحاديث خاتم الرسل e»، تحقيق محـَمَّد عبد القادر عطا، (مط)
• «وفاء الضمانة بأداء الأمانة»: (مط)

في السيرة النـَّـبَوِيـَّة:
• «مسائل السيرة»، (مخ).
• «شرح نونيـَّة المديح»، (مخ)، والنونيـَّة أرجوزة وضعها ابن ونان المغربي في مدح خير البريـَّة محـَمَّد عَلَيهِ السَّلاَمُ.

في التوحيد وعلم الكلام:
• «إزهاق الباطل بالعلم الهاطل»، طبع قديم، 1317هـ.
• «البرهان الجلي في الردِّ على الجربي عَلِي»، (مخ).
• «الجـُنـَّة في وصف الجـَنـَّة»، (مط).
• «الحـُجَّة في بيان المحجَّة في التوحيد بلا تقليد»، (مط).
• «الذخر الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى»، (مط).
• «الردُّ على الإنجليزيِّ الطاعن في الدين»، (مط).
• «الردُّ على الصُّفْرِيـَّة والأزارقة»، (مط).
• «الردُّ على العقبيِّ»، (مط).
• «القول المتين»، وَهو شرح مُقَدِّمـَة الشيخ تيبغورين بن عيسى الملشوطي، (مط).
• «التقريرات على حاشية الديانات للسدويكشي، وتتمَّتها للمصعبي»: (مخ).
• «حاشية السؤالات» لأبي عمرو عثمان، (مخ).
• «حاشية على شرح النونيـَّة»، (مخ).
• «حاشية على كِتَاب الموجز» لأبي عَمَّار، (مخ).
• «شرح أصول تيبغورين»، (مخ).
• «شرح عقيدة التوحيد»، لعمرو بن جميع، (مط)
• «شرح لامية ابن النظر العمانيِّ»، (مخ).
• «عدم الرؤية وإدحاض مذهب أهل الفرية»، (مخ).
• «فتح الباب للطلاَّب، شرح معالم الدين»، لعبد العزيز الثميني (مخ).

في أصول الفقه:
• «فتح الله: شرح شرح مختصر العدل والإنصاف»، (مخ)، وَهو موسوعة في أصول الفقه المقارن، لو طبعت لكانت في اثني عشر مُجَـلَّدا.

في الفقه: وَهو أوسع مجالات تأليفه:
• «شرح كِتَاب النيل وشفاء العليل»: موسوعة فِقهِيـَّة جامعة لآراء المذاهب الإِسلاَمِـيَّة، يقارن فيها بين الأقوال بروح متفتـِّحة، ويرجِّح ما يراه بِالحـُجـَّةِ والدليل، وأصبح هذا الكِتَاب معتمد الإباضيـَّة في الفقه. طُبع مرارا، وبواسطته تعرَّف العالم الإسلاميُّ على الفقه الإِبـَاضِيِّ، واعتمدته لجان موسوعات الفقه الإسلاميِّ في مصر والكويت.
نظمه الشيخ البطَّاشي العُماني في 124 ألف بيت، سَمَّاه: «سلاسل الذهب في الأصول والفروع والأدب» (مط).
كما أنَّ جمعيـَّة التراث تجتهد لإعداد الفهارس الشاملة لشرح النيل، وقد طبعت الجزء الخاصَّ بالفهارس التقنيـَّة، وبقي فهرس المسائل الفقهية.
• «إطالة الأجور وإزالة الفجور»، تحقيق الباحث: عمر بازين (مط).
• «الذهب الخالص المنوَّه بالعلم القالص»، (مط).
• «ترتيب تحفة الأديب وتخصيب القلب الجديب»، (مخ). وهو ترتيب كتاب لعمرو بن رمضان الـتـلاتي.
• «ترتيب كتاب اللقط للشيخ عمرو بن رمضان التلاتي»، (مخ).
• «ترتيب كتاب المعلقات»، لمؤلف مجهول، (مط).
• «ترتيب المدوَّنة الكبرى لأبي غانم بشر بن غانم الخراساني»، (مخ).
• «ترتيب نوازل نفوسة»، (مخ)، وهي مجموعة أجوبة ورسائل لبعض أَيـمَّة الإباضيـَّة.
• «تفقيه الغامر بترتيب لقط موسى بن عامر»، (مط).
• «جامع الوضع والحاشية»، الوضع لأبي زكرياء الجناوني، وحاشيته لمحمد بن عمر أبي سِـتَّة المحشِّي ، (مط).
• «حاشية أبي مسألة»، لأبي العَبـَّاس أحمد (مخ).
• «حاشية القناطر»، لإسماعيل الجيطالي، (مخ).
• «حاشية على جواب ابن خلفان»، (مخ).
• «حاشية على شرح الرائية»، (مخ).
• «حكم الدخان والسعوط»، (مط). حقَّقها ودرسها الأستاذ بكير بن يحيى الشيخ بالحاج، في إطار رسالة الماجستير بمعهد أصول الدين بالجزائر.
• «حيَّ على الفلاح: وهي حاشية على كِتَاب الإيضاح» للشيخ عامر بن علي الشـَّمـَّاخِـي، (مخ).
• «شامل الأصل والفرع»، (مط). ذكر فيه أنـَّهُ كتبه بعد أن بلغ درجة الاجتهاد.
• «شرح الدعائم الموسَّع»، (مخ).
• «شرح الدعائم»: شرح بَعض منظومات ابن النظر العماني المسمَّاة: الدعائم، (مط).
• «القنوان الدانية في مسألة الديوان العانية»، (مط).
• «كِتَاب التحفة والتوأم»، (مط).
• «كشف الكرب»: ترتيب أبي الوليد، تحقيق: محـَمَّد علي الصليبي، (مط).
• «مختصر في عمارة الأَرض»، (مخ).

في التاريخ:
• «إزالة الاعتراض عن محقِّي آل إباض»، (مط).
• «الإمكان فيما جاز أن يكون أو كان»، (مط).
• «الرسالة الشافية في بَعض تواريخ وادي ميزاب»، منه نسخة مختصرة (مط)، وأخرى موسَّعة (مخ)، وَهُوَ من المصادر الأساسيـَّة لهذا المعجم.
• «السيرة الجامعة من المعجزات اللامعة»، (مط).
• «الغَسول في أسماء الرسول»، (مط).

في النحو واللغة والعروض:
• «إيضاح الدليل إلى علم الخليل»، (مخ).
• «الحاشية الثانية على شرح أبي القاسم الداوي»، (مخ). وضعه وَهو لا يزال يتتلمذ على أخيه الحاج إبراهيم.
• «الكافي في التصريف»، وَهُوَ بصدد التحقيق، في إطار رسالة ماجستير، (مخ).
• «المسائل التحقيقيـَّة في بيان التحفة الأجروميـَّة»، (مخ).
• «بيان البيان»، (مخ).
• «حاشية على شرح المرادي على الألفية»، (مخ).
• «شرح شرح أبي سليمان داود على الأجروميـَّة»، (مخ).
• «شرح شرح الاستعارات» لعصام الدين، (مخ).
• «شرح شواهد القزويني»، (مخ).
• «شرح شواهد الوضع»، (مخ).
• «شرح لامية الأفعال»، (مط).
• «قصيدة الغريب: نظم متن مغني اللبيب» لابن هشام، (مخ). وَهو في خمسة آلاف بيت نظمه وله من العمر سِـتَّ عشرة سنة.

في البلاغة:
• «تخليص العاني من ربقة جهل المعاني»، (مخ).
• «ربيع البديع في علم البديع»، (مخ).

في المنطق:
• «شرح سلم الأخضري»، (مخ).
• «إيضاح المنطق في بلاد المشرق»، (مخ).

في الطبِّ والفلك والحساب:
• «تحفة الحِبِّ في أصل الطبِّ»،(مط).
• «مطلع الملَك في فنِّ الفَلَك»،(مخ).
• «مسلك الفَلَك»، (مخ).
• «شرح القلصادي»، (مخ).

في الشعر: له قصائد عديدة في مواضيع تربويـَّة، ومدائح، ومواعظ، منها:
• «ديوان نظم»، (مط).
• «قصائد القطب»، (مخ).
• «القصيدة الحجازيـَّة»، (مخ).
• «قصيدة المعجزات»، (مخ).
• «قصيدة بائيـَّة»: ضمن مجموع قصائد، (مخ).
• «قصيدة بدر»، (مخ).
• «مجموع قصائد وأجوبة»، (مخ).

في الخط:
• «كِتَاب الرسم»، مطبوع.

مواضيع مختلفة:
• «تفسير ألغاز»، (مط).
• «خطبتا العيدين»، (مخ).
• «شرح المخمَّسة»، (مخ).
• «شرح لغز الماء»، (مط). وَهو حلٌّ للغزٍ نال به وساما عالميـًّا، عجز عن حلِّه علماء العالم.

الأجوبة والردود والفتاوي:

له من الأجوبة والفتاوي عدد هائل، جمع بَعضها الشيخ عمر بن يوسف اليسجني، ولا يزال أغلبها مخطوطا، ومتفرِّقا بين المكتبات، وتعدُّ مرجعا فقهيـًّا هامـًّا، خَاصَّـةً في نوازل عصره، نذكر منها ما يلي:
• «أجوبة لأهل عُمان»، (مخ).
• «جواب أهل زوارة»، (مط).
• «جواب إلى محـَمَّد بن عبد الله الخليلي»، (مخ).
• «جواب مشايخ مَكَّة»، (مط).

المراسلات:
راسل القطب علماء من مختلف مدن الجزائر، ومن خارجها. راسل شخصيـَّات من البحرين، والحجاز، وعُمان، ومصر، وتونس، وجبل نفوسة، وجربة، والجزائر، وفاس، والقسطنطينيـَّة، وَبَعض العواصم الأوروبيـَّة.
ولو جُمعت هذه الرسائل لألـَّفت مُجَـلَّدات فيها من أنواع العلوم، والأخبار التـَّارِيخِيـَّة الهامـَّة، ما يصلح لدراسات أكاديميـَّة متخصِّصة، نذكر منها على سبيل المثال:
• «رسالة إلى الوالي العام الفرنسي بالجزائر»: مؤرَّخة في ربيع الأَوَّل 1304هـ بقسنطينة، محفوظة في أرشيف إكس أون بروفونس.
• «مجموع الرسائل»، (مخ).
• «مجموع رسائل بين القطب والإدارة الاستعماريـَّة»، (مخ).

هذه الشَّخصِيـَّة الموسوعيـَّة كانت نادرة العصر في رسوخها وعطائها العلميِّ.
ولم يقصر الشيخ جهوده في هذا المجال، بل اهتمَّ بالإصلاح الاجتماعيِّ، ومحاربة الجهل والبدع، وَتولَّى رئاسة مجلس العَزَّابـَة ببني يسجن.

كما تولَّى منصب القضاء، ثمَّ اعتزله لَمـَّا بسط الاستعمار الفرنسيُّ نفوذه على منطقة ميزاب سنة 1882م.

وكان القطب عدوًّا عنيدا لفرنسا، وَمِمـَّن وقف بـقـوَّةٍ في وجه الاحتلال، ودعا إلى مقاطعة المستعمر وعدم التعامل معه، ويذكر أنَّهُ نصب خيمة في حومة الدبدابة بين غرداية وبني يسجن، احتجاجا على دخول فرنسا المنطقة.

وكان حريصا على وحدة المسلمين، يعصره الألم على ما آل إليه أمرهم، من فرقة وهوان، وذلٍّ واستعمار، يدعو للنصر للمجاهدين في كُلِّ بلاد العالم الإسلاميِّ.

وقد دفعه هذا التـَّصَوُّر إلى أن يعيش على أمل التخلُّص من المستعمرين، وأن يُفَكِّر في المشاركة بما يستطيع لتحقيق هذا الأمل، فجعل الجهاد جزءا من رسالته في الحياة، كما يقول:
«لَـوْلاَ ثَـلاَثٌ هُـنَّ: تَعْـلِيمُ جَاهِلٍ *** وخِدْمَةُ رَبيِّ وَالجِهَادُ لِذيِ الكُفْرِ

لَمَا كُنْتُ أَخْشَى المَوْتَ وَالمـَوْتُ لاَزِمٌ *** وَإِلاَّ فَـمَا الحـَـيـَاةُ وَالمَرْءُ في قَهْرِ».

وكان مؤيـِّدا للخلافة العثمانيـَّة ــ على ما داخل نظامها من انحراف ــ لأنَّهَا كانت تمثـِّل وحدة المسلمين.

له مراسلات مع السلطان عبد الحميد الثاني، وغيره كسلطان زنجبار، وإمام عُمان.

وكان معتزًّا بإسلامه، غيورا على دينه، فقد أهديت له النياشين، وشهادات التقدير من مختلف سلاطين العالم الإسلاميِّ، وبخاصَّة لَمـَّا أجاب على لغز الماء، فقبِل هذه الهدايا، إِلاَّ نيشان الحاكم الفرنسيِّ، فَإِنـَّهُ لَمـَّا جاء ممثـِّل الحكومة ليوشِّح صدر الشيخ به، قَدَّمَ له طرف ردائه السفليَّ ليعلِّقه عليه، وَلَمـَّا سئل عن ذلك قال: «الإسلام يعلو ولا يعلى عليه».

وقد طبعت جمعية التراث رسالتين للماجستير:
-الأولى للباحث المرحوم جهلان عدُّون بعنوان: «الفكر السياسيُّ عند الإباضيـَّة من خلال آراء الشيخ اطفـيَّش».
- الثانية للباحث مصطفى بن الناصر ويـنـتن بعنوان: «آراء الشيخ امحَمَّد بن يوسف اطفـيَّش العقديـَّة».

شهد له بالرسوخ في العلم علماء كثيرون: منهم الشيخ محـَمَّد عبده، والشيخ زيني دحلان، وَبَعض علماء الحجاز.

ولقَّبه الشيخ نور الدين السالمي ــ مجدِّدُ العلم بعُمان ــ بـ«قطب الأيـمَّة».

توفِّي بمرض دام أسبوعا، بعد أن قضى قرابة قرن في الجهاد العلميِّ، والإصلاح الاجتماعيِّ.

المرجع: معجم أعلام إباضية المغرب، صفحة 399

 

 

 

------------------------

 

 

الشيخ باحيو بن موسى

من أعلام العهد الثالث

هو من مواليد مدينة العطف. كان عالما عاملا ومجاهدا في سبيل الله. كوّن جيشا من أبطال بني مزاب وفرسانهم، فقاده للمشاركة في الحروب ضدّ غزو الإسبان للشمال الإفريقي، إلى جانب قوات عروج باربروس. شارك في صدّ غاراتهم على جزيرة جربة سنة 916هـ/1510م.

له قصيدة في وصف تلك المعارك بين الإسبان والجربيين تحت قيادة شيخ الجزيرة أبي يحي السمومي والتي شارك فيها جمع كبير من رجال نفوسة وعلمائها، وحازوا النصر بتدبير من البطل أبي الربيع سليمان بن يحي السمومي.

وقد غنم الشيخ باحيو بن موسى في حروبه ضدّ الإسبان أكثر من عشر سفن.

قام مع فرقته بالعملية الفدائية المشهورة بمدينة الجزائر التي أدّت إلى الانتصار الباهر ضدّ الإسبان عام 925هـ/1518م، أيّام خير الدين باشا.

كان يتصدّى لكلّ من حدثته نفسه بالطعن في الإباضية، وقضيته مع الطاعن في المذهب الإباضي بملكية مشهورة.

الشيخ باحيو بن موسى ضد الاسبان

Icon 07

الشيخ باحيو بن موسى ضد الاسبان

من أعلام العهد الثالث

هو من مواليد مدينة العطف. كان عالما عاملا ومجاهدا في سبيل الله. كوّن جيشا من أبطال بني مزاب وفرسانهم، فقاده للمشاركة في الحروب ضدّ غزو الإسبان للشمال الإفريقي، إلى جانب قوات عروج باربروس. شارك في صدّ غاراتهم على جزيرة جربة سنة 916هـ/1510م.

له قصيدة في وصف تلك المعارك بين الإسبان والجربيين تحت قيادة شيخ الجزيرة أبي يحي السمومي والتي شارك فيها جمع كبير من رجال نفوسة وعلمائها، وحازوا النصر بتدبير من البطل أبي الربيع سليمان بن يحي السمومي.

وقد غنم الشيخ باحيو بن موسى في حروبه ضدّ الإسبان أكثر من عشر سفن.

قام مع فرقته بالعملية الفدائية المشهورة بمدينة الجزائر التي أدّت إلى الانتصار الباهر ضدّ الإسبان عام 925هـ/1518م، أيّام خير الدين باشا.

كان يتصدّى لكلّ من حدثته نفسه بالطعن في الإباضية، وقضيته مع الطاعن في المذهب الإباضي بملكية مشهورة.

الشيخ بالحاج القراري

الشيخ بالحاج بن كاسي بن امحمد القراري  تجنينت

المعروف بالشيخ بالحاج

ولد1130ه/1718توفي1243ه/1827

من علماء القرارة البارزين والمشهود لهم بالعلم والورع والتقوى.يعتبر ثالث شيخ قراري تولى المشيخة العامة لوادي ميزاب، بإجماع حلقات جميعالقصور بوادي ميزاب والقرارة.

أخد العلم عن أبيه كاسي بن امحمد، وعن الشيخين الحاج يوسف بن حمو والحاج عبدالله بن عيسى في بني يسجن، كما اعتبر تلميذ الشيخ عبد العزيز الثميني.كان شيخ القرارة ومحييها، تفرغ للتدريس ونشر العلم والمعرفة، ومن أشهر تلامذتهعمر بن سليمان وإبراهيم بن داود بن يامي وبالحاج بن عيسى.يعد حلقة في سلسلةنسب الدين، قبله أستاذه الشيخ الثميني وبعده تلميذه بالحاج بن عيسى، وهو أديبوشاعر أوتي قدرا كبيرا من فصاحة اللسان، تولى بنفسه نسخ مؤلفات الشيخ عبد العزيزالثميني، وقد ترك مكتبة زاخرة بالمخطوطات النفيسة، تحوي الكثير من منسوخاته.

رفع راية الإصلاح والنهضة و ساهم في نشر الوعي ومحاربة الجهل، تعرض لبعضالمضايقات لكنه ككل كبير تحدى جميع الصعاب، متفوقا و منتصرا عليها، لكنمكتبته تعرضت لحادت أتى على بعض نفائسها، وقد بقيت منها خزانة تحوي نفائسالمخطوطات، و عندما اختلف مع مشائخ القرارة في مسائل فقهية كان قد استفتيفيها، شد الرحال نحو مدينة غرداية ثم إلى العطف التي احتضنته بصدر رحب وأجارهوحماه باحمد بن بهون اسماوي جد هذه العائلة ، وخص له سكانها بيتا يأوي إليهبجانب مسجد أبي سالم، فقد أحياه كعادته و أصبح مدرسة تعج بطلبة العلم كانوايأتون للشيخ يأخذون منه أصول العلم و يغترفون من الفنون التي تبحر فيها الشيخ،والبيت لا زال قائما إلى حد الآن شاهدا على عهد مضى من تاريخ العطف مدينة الألفعام مازالت آثارها ومعالمها قائمة في ذاكرة سكانها.

توفي رحمة الله عليه بالعطف سنة 1203 ه / 1827 م، وقد بني له مقام يخلد ذكراهويعلي من شأنه، ويلاحظ الزائر لضريحه وجود 5 أعمدة فوقه وهي إشارة إلى انه شيخوادي مزاب، ورئيس مجلس عمي سعيد المجلس الأعلى للفتوى.

الشيخ بالحاج قشار

الشيخ بلحاج بن عدّون قشار من مواليد سنة 1924م بقصر بنورة، أب لخمسة أولاد أحياء، وقد توفّي له آخرون.

نشأ في أسرة متوسّطة الحال فلاّحة كما كانت الحالة سائدة من قبل.

لإعانة نفسه سافر والده إلى العاصمة ومارس التجارة كمورد للرزق.

أبوه عدّون كان من الطلبة حفظة القرآن.

أدخله أبوه المحضرة في سنّ مبكّرة ليتعلّم القرآن الكريم على يد المشائخ: الحاج يوسف بن بعمور بافو لولو، إبراهيم بن عيسى هيبة، الحاج أحمد كروم، لكنّه لم يتمكّن من إتمامه لأنّه كان يعمل أيضا فلاّحا مكان أبيه.

اتّجه إلى العاصمة أوّل مرّة حوالي سنة 1934م، وواصل دراسته للقرآن الكريم على يد الشيخ إبراهيم متياز، كما أخذ عنه المعارف الأوّلية في بعض فنون العلم: كالفقه والتاريخ والحديث واللغة. وفي أوقات الراحة كان يساعد أباه في تجارته.

اتّجه إلى ميدان الكسب متفرّغا حوالي سنة 1938م مع والده وأتقن عمله وتعلّم مبادئ التعامل مع الناس حتّى جعله والده خلَفا له وتفرّس فيه أحد زملاء والده النبوغ فأشار عليه أن يرسله للتعلّم.

عاد إلى ميدان العلم في المعهد الجابري ببني يسجن سنة 1946م وملأ وطابه من الفنون العلميّة خاصّة المعارف الشرعيّة على يد مشائخ أجلاّء وعلى رأسهم الشيخ إبراهيم بن بكير حفّار -رحمه الله-.

في نفس السنة (1946م) اِنضمّ إلى سلك التعليم في مدرسة الثبات وأثبت جدارته وتفوّقه في هذا الميدان ممّا رشّحه للإدراة.

التحق سنة 1947م بحلقة العزّابة مع زميله الشيخ أيوب بن أحمد أفلح وبعد فترة قصيرة عيّن إماما ومرشدا فأثبت جدارته وأصبح شيخ الحلقة وفقيهها وهي الرئاسة العمليّة.

ابتدأ دروسه الإرشادية في المسجد العتيق سنة 1947م إلى حدّ الساعة وفيها تطرّق إلى شتّى المواضيع الدنيويّة والأخروية خاصّة جانب الأخلاق.

اِبتدا تفسيره للقرآن الكريم سنة 1956م وقد ختمه في سنة 1996م وأقيم له مهرجان بالمناسبة يوم 20 جوان 1996م بمقام الشيخ حمّو موسى.

يوسف بن يحي الواهج

يوسف بن يحي الواهج

الشيخ بحيو بن موسى تجنينت

الشيخ بحيو بن موسى تجنينت

916ه/ ـ1510م

من مواليد العطف كان عالما ومجاهدا في سبيل الله، امتاز بالبنية القوية والذكاء،وصفات الفرسان الكبار.وهو عم الشيخ أيوب بن قاسم.كون جيشا من أبطال بني ميزاب وفرسانهم، فقاده للمشاركة في الحروب ضد غزوالإسبان للشمال الأفريقي، إلى جانب قوات عروج وخير الدين بربروس، وشارك كذلكفي صد غارات الأسبان على جزيرة جربة سنة 916 هـ / 1510 م.

وقام مع فرقته بالعملية الفدائية المشهورة بمدينة الجزائر التي أدت إلى الانتصار الباهر على الإسبان عام 925 ه / 1518م أيام خير الدين باشا.

كان من أهل البيان والفصاحة، أوتي جانبا كبيرا منهما إلى جانب كونه فارسا مغوارا مدافعا عن الحق ومحاربا للباطل والظلم. ولقد نظم قصيدة طويلة سرد فيها وقائع الحرب التي قادها ضد الأسبان بتفاصيلها.

سمعت خطابا رمى بالفؤاد**** شخصا من النار يالا الجهاد

بأن الجزيرة حلت بها ****جيوش النصارى كمثل الجراد

وعسكر أهل الردي ينتهي ****ثمانين ألفا وبالازدياد

بالعطف يوجد مسجد يحمل اسمه يزار للعبرة والذكرى. وهو أصل نسب، تلقب ذريته باسمه: آل بحيو موسى من عشيرة أل الخلفي.

الشيخ بكير بن محمَّد أرشوم

c 7

شيخ فاضل، وعالم بارز، ولد ببريان سنة 1927م، توفي أبوه وهو ابن سنتين، فتولَّت أمُّه بِيَة بنت صالح لَعْسَاكر تربيته ورعايته.الشيخ بكير أرشوم

دخل المحضرة والمدرسة الرسمية للاستزادة بالمبادئ الأساسية للعلوم، وفي الحادية عشرة من عمره فَقَدَ بصره، فرجع إلى المحضرة لحفظ القرآن الكريم، ثم انتقل إلى القرارة سنـة 1943م فاستظهر القرآن بعد عام واحد.

التحق بمعهد الحياة بالقرارة، وكان مغرمـا بالأدب وحفظ الشعر، كما استطاع أن يحفظ الجامع الصحيح للربيع بن حبيب كاملا.

انتقل إلى تونس في 15 أكتوبر 1949م، والتحق بجامع الزيتونة بصفة حرَّة، فلازم الحلقات والمشايخ، إلى أن تخرَّج في علم التفسير، والأصول، والحديث، والفقه، والتجويد، واللغة العربية، فتحصلَّ على إجازة في التجويد من الشيخ علي تركي، وإجازة في التفسير من الشيخ الزغواني، وباقي الإجازات من الشيخ الفاضل بن عاشور.

أوتي حافظة قوية، إضافة إلى حفظه للقرآن الكريم، والجامع الصحيح، استطاع كذلك أن يحفظ كتاب بلوغ المرام، وجزءا من كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان. و ثلاثة آلاف حديث.

رجع إلى مسقط رأسه سنة 1956م، فعيِّن معلِّما للقرآن والأخلاق بمدرسة الفتح، وشرع في إلقاء الدروس في مناسبات الأعراس والمآتم، اهتم بتثقيف المرأة وتربيتها باعتبارها أساس صلاح المجتمع، ففتحت له سنة 1957م دار خاصَّة لتعليم النساء أمور دينهنَّ.

استدعي للعضوية في هيئة العزابة في 1961م، كما تولَّى مسؤولية الوعظ والإرشاد بالمسجد، فكان عضدا للشيخ عبد الرحمن بكلي، ومن نشاطاته العلمية والاجتماعية: دعمه للبعثات العلمية الخاصَّة إلى معهد الحياة بالقرارة، والمساهمة الفعَّالة في بناء المساجد، مع إنشاء مكتبات للمطالعة بجوار كلٍّ منها، والسعي لتنظيم الأعراس الجماعية، وعقد ندوات لتكوين الوعاظ والمرشدين، والتكفُّل بالأرامل واليتامى والمعوزين…

ولم تثنه هذه المهام عن التأليف، فأثرى المكتبة الإسلامية بعدَّة عناوين، أبرزها: «النبراس في أحكام الحيض والنفاس»، «المرشد في الصلاة»، «الحقوق المتبادلة في الإسلام»، «الوقاية والعلاج»، «الموجز في الجنائز»، «المرشد في مناسك الحجِّ والعمرة»، ترجم بعضها إلى اللغة السواحلية، وطبع بزنجبار.

وافته المنية وهو في مكَّة المكرَّمة، يوم الأربعاء 20 رمضان 1417هـ/29 جانفي 1997م، ودفن بمقبرة المعلاَّة بمكَّة.

رحمه الله رحمةً واسعة، ووهب لنا أمثاله، وأمدَّ العاملين في سبــيل الحـــــقِّ وإصـــــلاح المجتــــمع مــــــددًا وصبرًا وأجرا.

 

 

المصدر موقع مركب الفتح بريان

 

 

الشيخ بيوض في الثورة

charles V 2الشيخ ابراهيم بيوض في قلب الثورة

د. صالح ابن ادريسو

 

كان الشيخ بيوض ينسق وعلى مستوى عال مع قيادات الجبهة للتحضير لجزائر بعد الاستقلال، وكانت له اتصالات مع أعلى القيادات في تونس. وأنشأ لذلك، حسب التقارير المخابراتية، "هيئة سرية" منذ أوائل سنة 1960، لهدف تكثيف التعاون مع الحكومة المؤقتة ووضع خارطة طريق للجزائر ولمكانة مزاب في ظل الاستقلال. ولقد تفاجأ أحمد طالبي عندما أطلعه الشيخ بيوض ببعض من تلك المراسلات.i

« L’orientation politique du parti Réformiste s’est affirmé dans un sens favorable à la rébellion et le Cheikh Bayoud a été amené à s’entourer d’hommes absolument sûrs ; c’est dans ces conditions qu’il aurait crée le « Comité Secret ». […] Les membres les plus influent sont : Naceri Ali, Maire de Ghardaïa, Bouaroua Baba, adjoint au Maire de Ghardaïa, Addoun Saïd (Chérifi), Yousfi Slimane dit Benyoucef, Babekeur Salah, Mosbah Messaoud, Bakelli Abderrahmane, les deux frères Boudi. [...] iLe Cheikh Bayoud jouit de l’appui de plusieurs personnalités arabes de Caire […] en raison du soutien qu’il a apporté au FLN depuis le début de la rébellion, dans sa lutte pour l’indépendance». i(Rapport, n° 5.000 /EMI/2/E.G./S., 16 juillet 1960, Annexe I)

.يذكر التقرير أن الشيخ بيوض تلقى الدعم المعنوي لسياسته من زعماء سياسيين، خاصة من القاهرة، بحكم تأييده للجبهة في النضال منذ انطلاق الثورة لأجل الاستقلال. وكان من أعضاء هذه الهيئة، السادة: ناصري علي، بوعروة بابا، اشريفي سعيد (الشيخ عدون)، ابن يوسف سليمان، بابكر صالح، باكلي عبد الرحمان، مصباح مسعود، الاخوان بودي.وكان من بين مهام هذه المنظمة : تكثيف التعاون مع الجبهة في النضال بجميع أشكاله. ولقد أنشأت لذلك مجالس مكلفة بهذه المهمة، بعض منها تم اكتشافها وتفكيكها من طرف الادارة. ولقد أصدرت نفس المنظمة تعليمات لتلقين تلاميذ المدارس القرآنية دروسا في الوطنية وتحذيرهم ضد تحركات الامن الفرنسي. وفي ذلك يضيف التقرير:i

« Les membres présents du Comité auraient arrêté un plan d’action [...] et auraient décidé d’intensifier l’aide au FLN et de poursuivre la lutte sous toutes ses formes. [...] des sections, chargées d’aider les rebelles, seraient créées dans les différentes localités du M’zab (il s’agit de la mise en place de Medjeles) et les collectes des fonds seraient poursuivies. […] Il aurait été décidé que les élèves des Médersa recevraient une éducation davantage orientée vers les idées nationalistes et une formation particulière : notamment, ils seraient mis en garde contre les méthodes policières et les activités des services participant au maintien de l’ordre.» i(73/SE/DST/SA, Alger, le 16 juillet 1960).« Localement, la mise en place de Medjeles a été détectée dans la Pentapole. Un Conseil Municipal FLN y a été naturalisé. La constitution de cellules FLN y a été détectée. En même temps en Algérie, certains milieux Mozabites reprennent de l’activité. […]». (Rapport, 14 septembre 1960, signé Heritier).i

ويتحدث تقرير آخر عن معلومات مؤكدة تشير إلى تصعيد وشيك لعمليات ثورية لصالح الجبهة، بفعل تحركات الشيخ بيوض، في وادي مزاب وفي بعض مناطق الصحراء :i

« De nouvelles informations émanant d’une source très sérieuse, précisent les décisions et la tactique adoptée par les membres du Comité Secret lors de réunions tenues à Guerrara et à Berraine.i-D’une part, les rebelles doivent intensifier leur action au Sahara, notamment au M’zab, dès septembre prochain. Le groupe de rebelles de Metlili, placé sous les ordres de Boudjemaa Karma, sera renforcé, et un autre groupe sera mis en place dans la région de Guerrara afin de pouvoir exercer une pression constante sur le M’zab.i-D’autre part, profitant de ce que l’attention des forces de l’ordre se porte sur Ghardaïa, des « Madjeles » ont été créés à Berriane et à Guerrara et sont prêts à fonctionner. Bayoud envisagerait également de faire appel à Bekelli Abderrahmane, responsable pour Berriane de l’organisation réformiste, pour seconder Naceri Ali, maire de Ghardaïa. La position de celui-ci est devenue difficile à la suite des opérations militaires entreprises à Ghardaïa.En bref, les réformistes vont intensifier leur activité politique et apporter une aide totale aux rebelles. D’une façon générale, d’ailleurs, des renseignements en provenance de différentes sources, indiquent qu’il faut s’attendre à une recrudescence des activités rebelles au M’zab à partir du mois de septembre et à une implantation importante dans une grande partie du Sahara (El-Goléa, In-Salah, Le Hoggar) ». i(Note de renseignements, n°828, 23/8/1960).

ولقد كان السيد يحي بن حمو الواهج أمين سره في نقل و تبادل المراسلات مع الحكومة المؤقتة، كما صرح بذلك التقرير التالي :i

« La Liaison entre ce Comité et les organes de la rébellion fixés à Tunis serait assurée par un nommée El-Ouadje (Elouahedj) Yahïa ben Hammou, originaire de Ghardaïa, qui posséderait un domicile à Berriane et un commerce à Tunis. Il aurait effectué récemment un voyage au M’zab. Par ailleurs, Elouadje serait en relation à Tunis avec un groupe d’étudiants mozabites [...] dont certains serait employés par le FLN. [...] l’intéressé étant signalé comme assurant le transfert des fonds du M’zab à Tunis. … » i(46/SE/DST/SA, Alger, le 27 juillet 1960)

.ومن هذا المنطلق جاءت شهادات ابن خدة وابن طوبال وغيرهما في حق الشيخ بيوض، فهما أدرى بالحقيقة وبما كان يهيأ له في الكواليس. وإلا فما الداعي للتملق؟ فكيف يضرب بتلك الشهادات عرض الحائط بحجة أن "أهل مكة أدرى بشعابها"؟نعم، حقا، هم أدرى بذلك، لهذا عندما نجد العقيد محمد شعباني يقف بجنب الشيخ بيوض بُعيد الاستقلال، في إحدى صوره الملتقطة، عند إلقائه لخطبة، فلأنه يدرك عظمة الرجل ويقدره حق قدره، ولم يكن ذلك اعتباطا وهو أدرى بخبايا الأمور. ولم نعهد عن هذا العقيد إلا الصراحة والصدع بالحق. ولا اعتبار لمثل تلك العبارات إذا علمنا أن علاقات الشيخ بيوض مع الادارة كانت في العلن، ولم تكن لتخفى على أحد، كما أشرنا سابقا، إلا إذا كانت سرية، حينها فأهل مكة هم جهاز الادارة وأذنابها. فإذا كانت شهادات بن خدة وبن طوبال أوغيرهما ترد بحجة "أهل مكة أدرى بشعابها"، فماذا إذاً عن التقارير الفرنسية التي تشهد له بـ"الوطنية المفرطة (ardent nationaliste)؟[1] ومادام قد تقرر أن تعمل كل خلية على حدى، فلن يكون "أهل مكة" إلا ذووه من تلاميذ الشيخ بيوض وأتباعه ومن كان به على اتصال. ولا يحق لأحد غيرهم في الحديث عنه وعن نضاله السياسي، خاصة في مثل تلك الظروف والقرائن. فبأي حق ترفض شهاداتهم ؟ثم لنتساءل هل كل ما كان يقوم به قادة الثورة كان بإجماع الجبهة؟ ألا يحق للشيخ أن تكون له وجهة نظر؟ ولو أن نفس المكيال الذي يطبق على بيوض وأنصاره تعسفا، لاجتياز "الصراط"، عُمم على الجميع، فإلى كم سيؤول عدد المناضلين ؟ فلماذا يمنع للشيخ ما يسمح لغيره ؟ أم أن حسنات الابرار سيئات المقربين ؟والغريب، أن هنالك من يقر له بالنضال، لكن فقط في السنوات الاولى من الثورة. فكيف يعقل أن يعانق الثورة شخص في سنوات الشك عندما كان الكثير يعتبرها وهما من الخيال، ويرتد عنها في سنوات الحسم واليقين، عندما كان الانتهازيون يدخلون فيها أفواجا؟ كيف لشخص ساهم منذ شبابه في إذكاء روح الوطنية، أيام كان الحديث عن تحرير الوطن من قبيل الهذيان، ويحيد عن النضال عندما أصبحت فكرة الاستقلال مسألة وقت؟والحق، أن الشيخ لا يحتاج لمثل تلك الشهادات لأنه في مقام القيادة وكان المشرف المنسق. بل ولم يتردد كما أشرنا أن يضع تحت تصرف الثورة معهده وجميع عشائر القرارة رغم كل المخاطر التي قد تسبب في القضاء نهائيا على هذا الصرح العلمي وعلى زوال جميع الهيئات العرفية، التي كانت حصنا منيعا ضد المؤامرات. والتقارير في ذلك متواترة. وعلى سبيل المثال نقرأ في التقرير الذي يكشف عن تفكيك خلية القرارة، في 21 جانفي 1958، والمتكونة خاصة من الإخوة خبزي (قاسم، اعمارة، بكير)، ما يلي :i

« […] D’autre part, en ce qui concerne les collectes de fonds, celles-ci toujours sur dénonciation de l’Agent rebelle [H. M.], étaient réalisées par les nommés El-Bor Affari et Khiat Daoud, lesquels avaient à charge de récupérer les fonds dans les fractions [Achira] Mozabites [...]. Ces derniers étaient considérés comme étant les fournisseurs les plus intéressants […]».

i(Ghardaïa, le 27 janvier 1958, n° 33/4. Lieutenant Durand)

.وعندما أرسى القائد أحمد طالبي قواعده في بلدتي بريان والقرارة، كانت مهمة التسيير وأوامر التخطيط تنطلق أساسا من معهد الحياة :i

« […] La tâche se révèle facile. Talbi et ses gardes du corps peuvent circuler en camion ou en taxi sur cet axe et trouvent partout un accueil favorable (Selmana – Taniet – Ifridaia – Oum el Kracheb – Daiet el Guelb – Guerrara – Berriane). […] A Guerrara, tous s’installent dans la Médersa du Cheikh Bayoud et le Maire en exercice accepte de prendre la direction du « Medjlès […]». (Rapport, n° 972/CIS/2, Reggan, le 4 nov. 1961).i

هذه هي إحدى الخاصيات التي تميز بها مزاب أثناء سنوات الثورة، بتعبئة العشائر والمساجد والمعاهد. لذلك فالدهشة تزول عندما نطلع اليوم على تقارير تدعو للقضاء على هذه الصروح الشامخة التي حافظت على الشخصية الجزائرية والتي كانت بالأمس القريب غصة في حلق الاستعمار. والحركة النضالية عند المزابيين امتدت في الولاية السادسة إلى عدة مناطق، وكانوا شديد الصلة بالعقيد محمد شعباني (1934-1964) بحكم علاقات هذا الاخير بالاخوة الوطنيين من آل خبزي المقيمين في بسكرة. ويشير المناضل أحمد بن فتاشة – على قيد الحياة- في حديث له مسجل عن معركة بوكحيل بقيادة شعباني إلى المساندة المادية المميزة من قبل جماعة "بني مزاب"، خاصة بواسطة "بلال" بكلي بابه الحاج أحمد.[2]ولقد ساعدت المساهمات المزابية المادية كثيرا على توغل الجبهة إلى مناطق الجنوب، كما تقول إحدى التقارير :i

« Le succès de cette implantation FLN au Sahara à plusieurs causes. Le M’zab est incontestablement la partie la plus riche de ce département ». (Note de renseignements, n°828, 23/8/1960).i

ويلخص ذلك الدكتور صحبي حسن في صفحته الخاصة، و يقول :" أهل ميزاب ساهموا بكثير بأموالهم، وكلّ وثائق الولاية السّادسة تشهدُ بذلك ومع الأسف هذه الوثائق لا توجد بوزارة المُجاهدين لأنّها بحوزة رجال وطنيين لا يُريدون إعطاءها للوزارة علمًا منهم بأنّ هناك ثُوارا حقيقيين لم تعترف بهم وزارة المُجاهدين في حين أنّها إعترفت بآخرين ليس لهم علاقة بالثورة لا من قريب ولا من بعيد. و الميزابيون هم جزء كبير من هؤلاء الضحايا المهضوم حقُّهم. والتأكيد المُؤكّد هُو أنّهُ لم يشهد التّاريخ لأحد من الميزابيين بأنّهُ حمل يوما السّلاح ضدّ إخوانه الجزائريين كما هُو الحال بالنّسبة إلى الحركة و جيش بلّونيس. وكان المُجاهدون يستعملون سيّارات الميزابيين في عمليّاتهم و تنقلاتهم و بعد ذلك يُعلنون عن سرقتها... (ثم يواصل قائلا:*) رحم الله الشيخ بيُّوض الّذي رفض جُملةً وتفصيلًاً عرض الجنرال ديقول والقاضي بتقسيم الجنوب إلى دُويلات عندما زارهُ بغرداية وهذا بشهادة بعض الأعيان من الإغواط، بسكرة، البيّض و سائر الجنوب الجزائري حيث قال لهُ بالحرف الواحد: "أُفضّلُ أن تكُون الجزائر واحدة مُوحّدة ولا نقبلُ تقسيمها و حتّى إذا كانت مُستعمرة تبقى مُوحّدة وأنا فيها وإذا تحرّرت بحول الله تبقى مُوحّدة وأنا فيها حرٌّ ". رحمة الله على الشيخ بيّوض الّذي كان رجلا نبيلا، وطنيٌّا و يُحبُّ كل الشعب الجزائري و إن أردتُم دليلاً فاقرؤوا مُؤلّفاته. لطالما حدّثني عنهُ والدي الصّحبي الحُسين شفاهُ الله و عن مواقفه الّتي تشهدُ لهُ بذلك عندما كان يُدرّس بالقرارة رُفقة الشيخ رحمهُ الله [3].

 

charles V 2 الشيخ بيوض واجتماعه بقادة الثورة 

إجتمع الشيخ بيوض والشيخ سليمان بن يوسف وبالسخواض بكير في دار مفدي زكرياء بالقبة سنة 56 مع كبار قيادة الثورة بن طوبال والشرقي ابراهيم و رباح لخضر...

وتمّ الإتفاق على أن يتّخذ المجاهدون 28 دكانا من دكاكين المزابيين في العاصمة كمراكز سرية للتنسيق وتبادل الرسائل والتعليمات وحتى السلاح وتكثيف الدعم المالي للثورة حتى قال بن طوبال : عندما نحتاج إلى مبلغ كبير فما علينا إلا الإتصال برئيس الجماعة المزابية و يتم توفيره لنا في الأجل المرجوّ و بكل أريحية .

صورة للشيخ مع العقيد محمد شعباني

---------------------------------

الهوامش

[1] Rapport n° 4202 EMI/2/FS, 1 août 1960, signé : le Chef d’Escadrons, Mazarguil.

[2] بكلي بابه الحاج أحمد بن حمو – على قيد الحياة- من أعيان العطف، الملقب بالطالب بلال لانه مثل دور الصحابي بلال بن رباح عند ما كان طالبا في معهد الحياة بالقرارة، من مواليد 1931 في العطف، ومن خريجي جامع الزيتونة. له كتاب عن العطف وثورة التحرير من تقديم عبد الوهاب بكلي، جمعية النهضة، 2006

.[3] صحبي حسن (Sohbi Hassan)، تعليقا على رسالة حول أزمة غرداية، 15 جويلية 2014. ينظر صفحته الخاصة من صفحات التواصل.

الشّيخ حمّو بن باحمد بابا أُوموسى

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشّيخ حمّو بن باحمد بابا أُوموسى

ولد بغرداية عام 1865م. تتلمذ على القطب وتقلّد مشيخة غرداية يوم 12 محرّم 1322هـ/1904م. شرع في التّدريس بالمسجد عام 1357هـ/1938م، وكان من قبل يلقي دروسه اليومية بداره. بعد وفاة شيخه القطب أطلق عليه اسم مفتي وادي مزاب. ألّف:

-الحجج الدّامغة لبدع الفئة الزّائغة، عام 1355هـ/1936م.

-ترغيب الرّاهب وترهيب الرّاغب.

-الرّحلة السنية المقتفية للأحكام القرآنية والسنية، عام 1356هـ

-سيرة العزابة.

-ترتيب الفرائد من العوائد والفوائد، وهي مسائل فقهية جمعها عن القطب.

-مناقب ومشاهد قرى وادي مزاب وبريان.

توفّي يوم 29 جمادى الأولى 1376هـ/2 جانفي 1957، وخلفه أخوه الحاج محمّد يوم 24 جمادى الثّانية 1376هـ.

الشيخ حمو فخار

Icon 09الشيخ حمو بن عمر فخار

يعدّ الشيخ حمو بن عمر فخار رائدا من روّاد الحركة الإصلاحية بالجنوب الجزائري، وقد أثّرت مختلف الرّوافد في تكوين فكره الإصلاحي وشخصيته الدينية، والأدبية، والاجتماعية، والسياسية، فانعكس ذلك على نتاجه الفكري والأدبي؛ سيما في فنّ الخطابة.

ولد حمو بن عمر فخار بغرداية يوم السبت 28 ربيع الأول 1333 ه يوافقه 20 ديسمبر 1919 م، نشأ في أسرة أصيلة محافظة على الأخلاق القرآنية والتربية الإسلامية الصالحة.

درس علومه الابتدائية حين بلغ السادسة من عمره ( بدار آل معراض) بقسنطينة. ثم عاد إلى مسقط رأسه وهو ابن تسع سنين ليلتحق بكتّاب تاجّيوين حيث درس على يد كلّ من المشايخ: حمو بن بابه، وصالح بابهون، وباحمد بن يعقوب.

حينما افتتحت مدرسة الإصلاح الابتدائية سنة 1932 م بحيّ باييزي، برئاسة الشيخ صالح بن قاسم بابكرـ رحمه الله ـ كان من أوائل تلاميذها، فختم القرآن الكريم فيها. تأثر كثيرا بأستاذه الحاج أحمد بغباغة ـ الذي كان يجيد قراءة الشعر وبخاصة أشعار عنترة ـ فاكتسب منه ملكة اللغة، والإلقاء الفصيح والذّوق الأدبي الرفيع، ممّا أسهم كثيرا في تكوين شخصيّته الأدبية. كما تتلمذ على يد الشيخ بنوح مصباح ـ رحمه الله ـ.

انتقل إلى بلدة القرارة عام 1937، وبعد عام استظهر القرآن، فانخرط في سلك إيروان، وما لبث أن التحق بمعهد الشباب البيّوضي ( معهد الحياة بالقرارة ) فكان من بين أنجب طلّابه وألمع أدبائه، حيث تخرّج في أواخر 1946، ثمّ تولّى رئاسة البعثة العلمية البيوضية بالقرارة.

في عام 1947 دعي للتّدريس في مدرسة الإصلاح بغرداية، فكان نعم المعلّم والمربّي لتلامذته؛ إذ يعترفون له بذلك ويدينون له بالفضل في تشويقهم إلى العلم، وتحبيب النصوص الأدبية والقصائد الشعرية أليهم، ويتّخذ منها أسلوبا لتربيهم وتهذيب أخلاقهم وصقل مواهبهم، فكان نموذج الأب الرحيم لتلامذته . وهو يرى أنّ المربّي وجب أن يكون أبا روحيا قبل أن يكون معلّما أو أستاذا. تولّى نيابة المدير منذ 1969 مع التعليم إلى حدود عام 1976 م وهو عام وفاة الشيخ صالح بابكر، حيث أُعفي عن التّدريس، وعيّن مديرا عاما.

كان الشيخ حمو فخار إنسانا جدّيا عارفا قيمة الوقت، متمتّعا بالحكمة والصبر والدّأب والتضحية. وكان محبّا للخير وأهله، وكان مشجّعا للعلم يحبّ مساعدة الطّلبة ماديا ومعنويا. كان له قلم موهوب مبدع ولاسيما في فن الخطابة والمقالة، والمسرحية، والرّسالة.

عيّن عام 1962 عضوا في حلقة العزابة بالمسجد الأم بغرداية، وعيّن في العام ذاته كاتبا في مجلس الشيخ عمّي سعيد. انتخب عام 1965 م نائبا بلديّا، وجُدّد انتخابه مرّتين. أنشأ معهد الإصلاح للبنين عام 1979 ، وأسّس عام 1986 م متوسطة الإصلاح للبنات، والتي تحولت إلى معهد يضم طوري المتوسط والثانوي، بالإضافة إلى كلية متخصّصة.

من آثاره: "خطب الجمعة " بأجزائها الثلاثة، والجزء الرابع يشمل "خطب العيدين".

-         "كان حديثا حسنا" كتاب تحدّث فيه عن مناقب القائد المربّي الشيخ إبراهيم بيوض.

-         "وقفات ومواقف" و "على درب الأنبياء الشيخ صالح بابكر".  

انتقل الشيخ حمو فخار إلى الرفيق الأعلى يوم الجمعة 10 جمادى الأولى 1426 هـ يوافقه 17 جوان 2005، تغمّده الله برحماته الواسعة، وطيّب ثراه، وأكرم مثواه

ayane mzab ghardaia

الشيخ سليمان العطفاوي

charles V 2نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للشيخ سليمان بن الحاج داود ابن يوسف العطفاوي

1324/1412هـ - 1906/1992م

أولا: مولده ونشأته وتعلمه:

هو سليمان بن الحاج داود بن باسعيد، ابن يوسف العطفاوي، ولد سنة 1324 هـ، الموافق لـسنة 1906م بمدينة العطف (تاجنينت)، ينتمي إلى عشيرة آل حريز العريقة، وأسرته معروفة بخصالها الحميدة، وسيرتها الرشيدة، حجتها كتاب ربها، ودليلها سنة نبيها، ومنهجها آثار سلفها.

في ظل هذه العائلة المحبة للعلم وأهله، ذاتِ المجد الرفيع، والشأن المنيع، نشأ وترعرع. والده كان من تلامذة قطب الأئمة النجباء، وكان مهتما بابنه أشد الاهتمام، ومؤدبا له أحسن التأديب، يغدق عليه من الحنان الشيء الكثير، ومن المحبة القدر الكبير؛ فقد كان يعوضه ما فقده من حنان أمه، ويخفف عنه وطأة يتمه. وعندما بلغ ولده سليمان حولا كاملا أخذه إلى قطب الأئمة، فوضعه بين يديه، فدعا له القطب بالعلم وحفظ كتاب الله، وأجيبت دعوة القطب -لله الحمد والمنة-.

استرعى شيخنا الأنظار منذ حداثة سنه بما حباه المولى -جل في علاه- من مواهب جمة؛ منها الذكاء الوقاد، والحافظة القوية، والفصاحة والبيان، فتوجَّه إلى القرارة -قبلة العلم والعلماء- ضمن بعثة علمية عطفاوية.

تفتقت مواهبه في القرارة، فاستظهر كتاب الله في سن الثالثة عشر، ونال حظا وافرا في أصول الشريعة واللغة العربية على يد مشايخ وأساتذة أكفاء مخلصين، وجد منهم الرعاية والتقدير والاحترام، وكان من أبرز هؤلاء شيخه الحاج إبراهيم فخار.

charles V 2ثانيا: نشاطه الاقتصادي والاجتماعي والإصلاحي خارج مزاب

لم يبق شيخنا كثيرا في القرارة؛ فقد اضطرته ظروفه المادية الصعبة إلى أن يضرب في الأرض، ويبتغي من رزق الله، في سنّ مبكّرة، من قبل يرتوي من ينابيع القرارة الصافية، وكانت وجهته إلى قسنطينة، عاصمة الشرق الجزائري؛ ليخوض غمار التجارة، إذ لابد لرجل العلم من كفاية في المال؛ ليحفظ به ماء وجهه، وليصدع بالحق بين الناس دون خوف من عبد، وابتزاز من شخص.

دخل معترك التجارة، فنال منها ما ينال كل من جدّ في عمله، وحصل على ما كان يطمح إليه؛ ففتح الله عليه من خزائن كونه، وواسع فضله، ولكن لم تغره المادة، ولم تنسه واجبه تجاه أمته، وقد ميزه الله بميزات حرمها غيره، فواصل تعلمه في عصامية نادرة، وساعده في ذلك جو قسنطينة المكافحة المجاهدة المليء بالحيوية والنشاط والحماسة والأدب والثقافة والعلم النافع.

ازدادت مواهبه تفتقا لاسيما عندما انضمّ إلى ثلة من خيرة الأنام، وقادة الناس، وأعلم الخلق، وأعيان الفضل، شاركهم في تضحياتهم وتفانيهم من أجل الإسلام، ولغة القرآن، أذكر منهم: الشيخ عبد الحميد بن باديس رائد الحركة الإصلاحية في الجزائر، ومؤسس جمعية علماء المسلمين الجزائريين، ومدرس الصغار والكبار، الذي أصدر جريدتي {المنتقد} و{الشهاب}، وبث فيهما آراءه الإصلاحية. وكان شعار جريدة الشهاب: {لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها}. دعا إلى مؤتمر إسلامي من أجل دراسة قضية الجزائر، وكانت فرنسا له بالمرصاد فعرقلت مسعاه، ووأدت أحلامه في مهدها. ويحتفل الجزائريون كل عام بيوم العلم يوم 16 أفريل تخليدا لذكرى وفاته، واعترافا بجميل فعله.

نال الشيخ سليمان مكانة معتبرة، وحظوة خاصة عند الشيخ عبد الحميد بن باديس؛ فقد لازم جواره وهو لم يتعدّ العشرين من عمره، فظهرت سجاياه، فأكرم ابن باديس مثواه، وجعله كاتبه الخاص، وسعد بقربه ونجواه.

أسهم الشيخ سليمان في الحركة الإصلاحية التي قادها ابن باديس إسهاما كبيرا، إلى جانب إخوانه من العلماء الجزائريين. والكل يصبو إلى إعلاء كلمة الله، ونصرة الإسلام وأهله، والنهوض باللغة العربية إلى مكانتها اللائقة بها، في زمن ساد فيه ظلم الاستعمار واستبداده، وتنكره لكل ما يمت إلى الإسلام بصلة.

وخلف الشيخ سليمان وراءه زخما كبيرا من الوثائق، والصور النفيسة، لو تتبعها باحث، وفك رموزها لأتانا بكتاب قيم. من تلك الوثائق بطاقة عضوية الشيخ سليمان في جمعية علماء المسلمين، وبطاقة من ابن باديس تدعوه إلى حضور اجتماع لجمعية العلماء من أجل تعريف الناس بها، وتحفيزهم على تأييدها ونصرتها، بعد أن حصلت على الضوء الأخضر من المستعمر الفرنسي، وذلك في يوم 8 شوال 1450هـ بقسنطينة.

بعد البسملة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآله الكرام جاء فيها ما يأتي: (إلى حضرة الأخ الكريم الشيخ سليمان المحترم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد: فقد عزمنا على عقد اجتماع غدا على الساعة الثامنة مساء بالجامع الأخضر؛ لتعريف المسلمين بالجمعية ومقاصدها، ودعوتهم لتأييدها، وإعلامهم بمصادقة الحكومة الفرنسية الفخيمة عليها.

فبلسان الجمعية نرجو من حضرتكم أن تشرفوا هذا الاجتماع بحضوركم في المكان والزمان المذكورين ومثلكم من لبى الدعوة إلى الخير، وأعان عليه...والسلام من أخيكم: عبد الحميد بن باديس) انتهى.

ومن تلك الوثائق التاريخية المهمة رسالة تحوي استدعاء له لحضور الاجتماع العام لجمعية علماء المسلمين الجزائريين يوم 30 سبتمبر 1951م، ووقع عليها الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، ممثلا للمكتب الإداري للجمعية.

حضر هذا اللقاء أصحاب الرأي والسابقة والأثر في خدمة الجمعية والحمل الصحيح لفكرتها الممثلين لشعب الجمعية عبر التراب الجزائري، ودام يومين، فتلي فيها تقريرا الأدبي والمالي، ونقحت مواد من القانون الأساسي للجمعية، واستمع الحضور إلى نصائح وإرشادات رئيس الجمعية ونائبه، ونوقشت مواضيع اجتماعية متنوعة، وشكلت لجنة لترشيح المجلس الجديد، ومكتب للإشراف على الانتخابات، وتعاهد الجميع على ما فيه خير العروبة والإسلام.

ونجد ضمن وثائقه أيضا دعوةً إليه من لجنة الاحتفال بجمعية شمال إفريقيا المسلمين لحضور مائدة عشاء بنادي الاتحاد يوم الأربعاء 31 أوت سنة 1932م للتعارف وربط أواصر المحبة والوداد، بعد انتهاء مؤتمرهم الثاني بالجزائر، ووقع على الدعوة الدكتور بن جلول.

ومن الذين انخرطوا مع الشيخ سليمان في صفوف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من إخواننا المزابيين: الشيخ بيوض إبراهيم، والشيخ أبي اليقظان، والشيخ عبد الرحمن بكلِّي.

فالشيخ إبراهيم بن عمر بيوض، رائد الحركة العلمية والنهضة الإصلاحية في مزاب، ومن رجالات الإصلاح في الجزائر، أسهم في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأسهم في صياغة قانونها الأساسي، وانتخب عضوا في إدارتها الأولى، إذ أسندت إليه نيابة أمين المال. انتخب بالأغلبية الساحقة ممثلا لوادي ميزاب في المجلس الجزائري، فكان الصوت المدوي المدافع عن مقومات الشخصية الجزائرية دينا ولغة، وأصبح محور النشاط الثوري في ميزاب بعامة، والقرارة بخاصة، يعاونه في ذلك زملاؤه في الحركة الإصلاحية مثل الشيخ سليمان، وأبناؤه الطلبة.

أما الشيخ إبراهيم بن الحاج عيسى أبو اليقظان، فهو رائد الصحافة الجزائرية، ومن رجالات الإصلاح في الجزائر ، وعضو في التشكيلة الفدائية السرية التي كانت تتطلع إلى تحرير المغرب الإسلامي من ربقة الاستعمار الفرنسي، وعضو نشيط في اللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري، وكان في الوقت ذاته يشارك بقلمه في الصحافة بمقالاته ذات طابع سياسي وطني، وكان يتطلع إلى إعلام إسلامي وطني حر. وكان الشيخ سليمان صوتا مدويا لهذا الرائد الكبير، ومعينا له في جهاده الصِّحفي، ومشاركا له في جميع نشاطاته بجمعية العلماء، ومتابعا مستجدات الحياة الفكرية و الثقافية والسياسية بالعاصمة الجزائرية.

أما الشيخ عبد الرحمن بن عمر بكلي، فهو من رجالات الإصلاح في الجزائر، شارك مشاركة فعالة في العمل السياسي و التنظيمي لثورة التحرير. ألقى عليه القبض سنة 1957م، وسجن لشهور عدة، لكن لم يثنه ذلك عن عزمه في الجهاد؛ فاستمر في تضحياته متحديا كل الصعاب إلى يوم وفاته.

انتقل من العطف الحبيبة إلى بريان الطيبة سنة 1939 بعد تركه ميدانَ التجارة، فتفرغ للتعليم بها، و أدار مدرستها إدارة حازمة، ثم عين واعظا و مرشدا ثم مفتيا في مسجدها العامر، فعضوا في حلقة العزابة ثم رئيسا في سنة 1946م. أسس بمشاركة إخوانه في بريان جمعية الفتح للإشراف على الحركة العلمية بها.

وللشيخ سليمان علاقة وطيدة بالشيخ عبد الرحمن فهما من مدينة واحدة، وبينهما تقارب في السن، وانسجام في الأفكار، ووحدة في المنهج، وينتميان إلى نفس الحركة الإصلاحية في الجزائر، وكلاهما اضطرته الظروف الصعبة إلى دخول معترك التجارة، وكلاهما كافح ضد المستعمر، وعوقب بعد ذلك، وكلاهما أسس المعاهد والمدارس التي ترفع شعارهم الإصلاحي الديني القويم.

وهناك العديد من رجالات الإصلاح الذين لهم علاقة وطيدة بالشيخ سليمان لا يسع المجال لذكرهم،

إن مشايخنا أيها الإخوة الكرام مهما احتكوا بعلماء الإسلام فهم يعتزون بأصالتهم وتراثهم وأمجادهم، فلا يذوبون في غيرهم، وهذا عكس ما نجد عليه بعض شبابنا ضعفي الشخصية، فاراغي الوطاب، يلهثون وراء كل فكرة، ويهرولون وراء كل صيحة، والمثل يقول: "إعوم العوام وما ينساش كساتوا"، والحركة الإصلاحية عند علمائنا ومشايخنا لا تعني أبدا الانسلاخ عن صفاء عقيدتنا، ونصاعة مبادئنا، وسمو قيمنا.

ولعل مما يدلل على ذلك ما تجده من وثائق خلفها شيخنا من ورائه، فهناك قصاصة ورق لجريدة الشعب الجزائرية اليومية حوت بلاغا من وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية يتضمن دعوة جمهور القراء إلى حضور محاضرة لشيخنا سليمان، في إطار النشاط الثقافي الذي تقوم به هذه الوزارة الأصيلة.

أقيمت المحاضرة في قاعة المحاضرات بقصر حسن بالعاصمة الجزائرية يوم 11 جوان 1975م، وكان عنوانها :(الخوارج والإمام علي كرم الله وجهه)، وفي نفس الإطار والمكان ألقى شيخنا محاضرة عن عكرمة مولى ابن عباس يوم 17 محرم 1396هـ الموافق لـ 9 يناير 1976م، وكان بلاغها في جريدة الشعب أيضا.

إن التطرق إلى موضوعي الخوارج وعكرمة مولى ابن عباس يدل على أصالة الرجل، ورسوخ قدمه، وثقته بنفسه وبأمجاده رغم وجوده في محيط من المخالفين.

إن رجالات الإصلاح في عموم التراب الوطني تفتحت أعيونهم على واقع جزائري مر؛ فالمستعمر البغيض كان جاثما على صدر كل الجزائريين؛ فرض عقيدته وتاريخه ولغته وقيمه وترك الشعب يرزح في الفقر والجهل والبدع والخرافات والتبعية سنين طوال.

فانتفض هؤلاء الشرفاء الأحرار من أبناء الجزائر، أصحاب البواعث النقية، والهمم العالية، فسعوا من أجل تغيير هذا الوضع البائس، وإعادة الأمة الإسلامية إلى سابق عهدها، من العزة والكرامة والسؤدد؛ ونصروا الدين، ونشروا لغة القرآن، وغرسوا الفضيلة، واعتزوا بأمجاد الإسلام، ودعوا إلى نبذ العصبيات والخرافات والبدع، وكان نتيجة ذلك انتفاضة الشعب، واندلاع الثورة الجزائرية، وطرد المستعمر الغاشم، ونيل الاستقلال، ونحن جيل الاستقلال نحصد ما زرعه الأولون، ولنزرع لأبنائنا ونواصل المسيرة فالحذر الحذر من أن تتكسر البيضة بين أيدينا.

وفي هذا السياق ذاته شارك الشيخ سليمان مع إخوانه في تأسيس جمعية الهدى لنشر الثقافة الإسلامية، وتكوين جيل متشبِّع بالأصالة والوطنية والثقافة الإسلامية النقية.

ومما يصب في هذا النهج الإصلاحي المتميز هو إنشاء مدارس ومعاهد إسلامية لتوعية النشء، وتبصيره بواجبه ودوره في الحياة.

ومما خلفه الشيخ سليمان وثيقة مكتوب عليها بخط شيخنا:( استدعاء من الدكتور بن جلول لتأسيس مدرسة عربية بقسنطية 1934هي مدرسة السلام)، وهناك دعوة إليه من مدرسة السلام لحضور حفل تقيمه بمناسبة المولد النبوي الشريف في 12 ربيع الأنور 1358هـ.

ولم ينسهم وضع الجزائر المزري إخوانهم الفلسطنيين الذي يعانون الأمرين من المحتل الإسرائيلي الغاصب، فشكلوا هيئة عليا لإغاثة فلسطين تقوم بجمع المساعدات والإعانات للاجئين الفلسطنيين والتخفيف من وطاة التهجير القسري عليهم، يقول المثل الجزائري: "ما يحس بالجمرة غير إلي كواتو، أوما يدري بحالوا غير كريم وحدوا".

وكان الشيخ سليمان ورفيقا دربه الشيخ بيوض والشيخ أبو اليقظان من أعضاء هذه الهيئة الرحيمة المباركة..وهذا يدلل على تجاوب رجالاتنا ومشايخنا مع قضايا الأمة الإسلامية، فلا تعصب عندهم، ولا تقوقع، ولا أنانية، ولا ذوبان.

وبعد الاستقلال واصل شيخنا نشاطه ضمن جمعية القيم، التي أسِّست سنة 1963م، وكانت امتدادا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

 

ثالثا: نشاطه العلمي والاجتماعي والإصلاحي داخل مزاب

بعد رجوع الشيخ سليمان إلى مزاب تصدى مع إخوانه أصحاب الغيرة في الدين إلى إصلاح الأوضاع الاجتماعية في مزاب عامة، وفي مسقط رأسه العطف خاصه، وكان العضد الأيمن للشيخ بيوض رائد الحركة الإصلاحية بالجنوب الجزائري.

ومن مظاهر هذا الإصلاح السعي من أجل تأسيس مدارس وجمعيات تذود عن الدين، وتحمي لغة القرآن، وتنشر الفضيلة، وتنير درب النشء، وتنهض بالمجتمع نحو الرقي مع الثبات على الأصالة.

فشارك مع الشيخ عبد الرحمن بكلي وغيره في تأسيس جمعية ومدرسة النهضة بتاجنينت (العطف) سنة 1945م، وتعتبر هذه المدرسة أول مدرسة نظامية إصلاحية في وادي ميزاب، وكان رئيسا لجمعية النهضة إلى ما بعد الاستقلال.

أصبح عضوا في حلقة عزابة مسجدي العتيق ومسجد أبي سالم، وهي الهيئة الدينية العليا في العطف إلى انتحب رئيسا لهذه الحلقة أظن أن ذلك كان منذ 1982م وكان خلفا للشيخ يوسف حمو علي أحد تلامذة القطب -رحمه الله عليهم-.

 

charles V 2هذه صورةالشيخ سليمان بن ح داود بن يوسف رحمه الله في منطقة الشارف مع العقيد شعباني بمناسبة عيد النصر 19 مارس وقف إطلاق النار

رابعا: مشاركته في الثورة التحريرية للجزائر وحسه الوطني

 

مع اندلاع الثورة الجزائرية المجيدة قام شيخنا بواجبه الديني والوطني فجاهد في الله حق جهاده، شارك إبان الثورة التحريرية المباركة بخطب نارية، وكان الخطيب المفوه الذي يلهب الحماسة في النفوس، ويوقد المشاعر الوطنية، ويذكي لهيب الثورة في الجوانح.

شارك شيخنا في خلية ثورية مزابية تعنى بإيواء الجنود، وجمع الأسلحة والمؤن والأموال لفائدة الثورة، قبض عليه، وأودع السجن سنتي 1956م و1957م، وبعد خروجه منه واصل عمله الثوري في الولاية الرابعة تحت قيادة الشهيد بوقرَّة سي امحمَّد، وتحت إمرة أحمد فخار، إلى أن ألقي عليه القبض مرَّة أخرى يوم 16 ديسمبر 1958م.

بعد خروجه من السجن تابع كفاحه، وتفانى في حب وطنه والجهاد في سبيل الله إلي جانب إخوانه في الولاية السادسة، وكانت له اتصالات مكثفة بالمجاهدين في مختلف مناطق الوطن، إلى أن اعتقل سنة 1960م. وقبل الاستقلال، وفي سنة 1961م، عينه العقيد شعباني -قائد الولاية السادسة- مستشارا سياسيا له، وكلفه بمهام الولاية.

كانت فرنسا تتتبع تنقل كل من يعارض سياستها لاسيما أثناء سنواتها الحالكة في الجزائر، وفي غمرة الحرب العالمية الثانية، ويكون الأمر أخطر إذا كان هذا التنقل لغرض اجتماع رجلين يحملان أفكارا ومشاريع إصلاحية، ويحظيان بنفوذ شعبي واسع مثل الشيخ بيوض إبراهيم والشيخ سليمان.

ذات يوم سافر الشيخ سليمان إلى القرارة المجاهدة للقاء الشيخ بيوض، أرسلت السلطات الفرنسية قوة تترصده وتقتفي أثره، ولما اطمأنت أنه إلى جانب الأسد الثاني ألقت القبض عليهما جميعا، وأحضرتهما أمام حاكم الملحقة بغرداية، فأصدر هذا الأخير أمرا بوضع الشيخ بيوض تحت الإقامة الجبرية ثلاث سنوات في القرارة، ونفي الشيخ بن يوسف سليمان إلى قسنطينة للمدة نفسها. (وفرنسا ممن يفرق بين المرء وزوجه!!).

كان المزابيون في الشمال الجزائري من أخلص الناس مساندة لثورة التحرير، وكانت محلاتهم مستودعات للمؤن والذخيرة والوثائق والمنشورات السرية لجبهة التحرير. وكان من مناصري الشيخ سليمان في الميدان الجهادي إسماعيل بن محمد اسماوي، الذي كان محله في عاصمة الجزائر مركزا للتنسيق والتنفيذ، ومعالجة الجنود، وقد قدم خدمة جليلة للعديد من قواد الثورة منهم العربي بن مهيدي، وسي الحواس، ومحمود البولنجي، ألقي عليه القبض، وأودع سجن بني مسوس بالعاصمة وعذب عذابا شديدا، وفجر محله بالقنابل، وتعرض للنهب والتحريق.

حكى لي والدي -رحمه الله- أنه كان داخل محل المجاهد إسماعيل بن محمد اسماوي أثناء تعرضه للانفجار، وقد سلمه الله تعالى إذ كان في طابق علوي داخل الدكان، يتخذ للنوم والرالحة، ويسمى بالبربرية "أسُّودتْ"، وعندما نزل والدي ومن معه من العمال فزعين وجدوا واجهة المحل قد دمرت عن آخرها، وجموع الفرنسيين ينظرون إليهم في دهش واستغراب وذهول وهم يقولون بلغتهم : "يا إله، إنهم لم يموتوا"، ولو استشهد أبي لما وُجدت معكم الآن، فاحمدوا الله على ذلك.

لشيخنا سليمان -سادتي الكرام-، حس وطني فريد في بابه؛ فقد كان من المناضلين في قضية توحيد التراب الوطني، والمساهمين في إجهاض مشروع فرنسا لفصل الصحراء عن الشمال الجزائري، وكانت له مراسلات مع السيد بن يوسف بن خدة رئيس الدولة الجزائرية المؤقتة حول هذا المخطط الاستعماري الرهيب.

لقد حاولت فرنسا حين علمت أن الجزائر مستقلة لا محالة أن تمكر بالجزائريين بفصل الصحراء عن الشمال لما فيها من خيرات أهمها البترول والغاز الطبيعي، وقد حاولت أن تستميل قلب الشيخ بيوض إلى هذا المكر الرهيب لعلمها بمنزلته العظيمة، ولتيقنها بالدور البارز الذي يقوم به مع من معه من المناضلين والمضحين الميزابين، ولعلمها بمكانة المزابيين القوية في الاقتصاد الجزائري، ولكن الشيخ بيوض وصحبه الكرام رفضوا هذه المحاولات، وأفشلوا هذه المخططات. وما كان لهم أن يتلجلجوا، أو يترددوا في قول كلمة لا قوية صارخة في وجه الاستعمار الفرنسي إيمانا منهم بأن الصحراء أرض جزائرية، لا أرض فرنسية.

وللشيخ سليمان في مدينة العطف المحروسة جمّ غفير من الناس الذين آووه ونصروه، وتحملوا معه أعباء الدعوة إلى الله على المنابر وفي المجامع والمحافل، وشاركوه آماله وآلامه، وواكبوا معه جهده الإصلاحي، وجهاده ضد المستعمر البغيض منهم الشيخ الحاج أيوب إبراهيم بن يحي القارادي، والشيخ سعيد محمد بن إبراهيم كعباش، وقد التحق الشيخ قارادي معه بجمعية القيم الإسلامية بنادي الترقِّي، في الجزائر العاصمة.

 

خامسا: نشاطه الفكري والأدبي

لقد أسهم شيخنا إسهاما كبيرا في المجال الفكري والأدبي وإليكم جانبا مما قام في إيجاز:

1-اهتم اهتماما بينا بإبراز آثار الحضارة الإسلامية العربية في الجزائر.

2-كلَّفه الرئيس الجزائري هواري بومدين بمهمَّة التنقيب عن المخطوطات الجزائرية خارج الوطن، فقام بما كلف به أحسن قيام، فخلص في بحثه إلى ثروة هائلة من المخطوطات الجزائرية، عين محتواها ومؤلفيها، والمكتبات الأوروبية التي توجد فيها، وقُدّم بحثه للرئاسة الجزائرية في ذلك الوقت.

3-كان ينشط باستمرار ووفاء في ملتقيات الفكر الإسلاميِّ، بمحاضرات وتدخلات؛ حيث كان يلقَّب: بــ(شيخ الشباب، وشاب الشيوخ).

4-له اتصالات وثيقة بعلماء المشرق، من أمثال: الشيخ الخليلي ،والشيخ الرفاعي ،والدكتور عمر نصيف ،والشيخ البوطي ،والشاعر أحمد بهاء الدين الأميري، والمؤرخ عثمان الكعاك، و المؤرخ إحسان عباس.

وله اتصالات وثيقة بعلماء المغرب العربي من أمثال: الدكتور عمرو خليفة ،والشيخ علي يحي معمر، والشيخ الكتاني ،والشيخ بشير الإبراهيمي ،والشيخ توفيق المدني ،والشيخ الشباني، والشيخ صالح بابكر والشيخ مبارك الميلي وغيرهم.

5-كان يحضر ندوات الرابطة الإسلامية في مكة.

6-أسهم بفعالية ونشاط في مؤتمرات وملتقيات وندوات دولية، وحاضر في مؤتمر جمعية المسلمين في صقلية، و مدريد، ولندن وفي مؤتمر تاريخ جربة بتونس.

7-حصل عام 2003م من الرئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة على جائزة فخرية لإسهامه الفعال في نشر العلم، والتشجيع على حفظ القرآن، بمناسبة يوم القرآن.

8-كرمته العطفاء أيما تكريم، ولعل أقلها أن سمت إحدى إكمالياتها التعلمية باسمه.

 

سادسا: ملامح من مناقبه وصفاته

إن ما يميز شيخنا وصفات وخلال حميدة نذكر منها:

-كان يتصف بالحلم والتواضع والوفاء والإخلاص والصبر والجلد والجدية والشجاعة في خوضه معترك الحياة ونوائب، وكان ممن يألف ويؤلف، وما ذكر سابقا يدل على جانب من ذلك.

-كان عطوفاً على الشباب؛ يستمع إليهم، ويناقشهم، ويمنحهم الوعظ والتوجيه بالرفق واللين والإقناع، مع خفة روح، وتفتح في الفكر، وحق له أن يلقب: بــشيخ الشباب، وشاب الشيوخ.

-كان غيورا على دينه ولغته العربية، حريصا على حضور كل ملتقى يعنى بشؤون الإسلام وتاريخه.

-كان محبا ومشجعا لحفظة كتاب الله وعمار بيوت الله، حيث كان يكرمهم بجوائز مادية، وقد حظيت بتكريمه عندما ختمت كتاب الله.

ولكن مهما طالت الكلمات والمداخلات والمحاضرات والخطب في ذكر مناقبه، ومهما تزينت المؤسسات باسمه فإننا لن نوفيه حقه ولن نبلغ شكره، ونسأل المولى العلي القدير أن يثيبه، ويجزل له العطاء في دار الحق.

سابعا: مؤلفاته:

ترك شيخنا آثارا عديدة بين مؤلف وبحث ومحاضرة منها:

- 1-كتاب (ثورة أبي يزيد, جهاد لإعلاء كلمة الله) مطبوع 1980م.

- 2-كتاب (الخوارج هم أنصار الإمام علي رضي الله عنه) الجزء الأول مطبوع 1983م.

- 3-كتاب (مساهمة علماء الإباضية في علم التفسير والحديث والفقه والبيان) وهو الجزء الثاني من كتاب (الخوارج هم أنصار الإمام علي رضي الله عنه) مطبوع 1992م.

- 4-كتاب (حلقات من تاريخ المغرب الإسلامي) مطبوع 1992م.

- 5-محاضرات ومداخلات في العديد من ملتقيات الفكر الإسلامي، نشرت ضمن مطبوعات وزارة الشؤون الدينية.

-6-ورث عن أجداده خزانات كتب ومخطوطات، ومكتبة زاخرة حبسها لطلبة العلم بدار عشيرة آل حريز بتاجنينت، لكنها تعرضت لحريق مهول، أتى على كثير من الوثائق المهمة فيها، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

ثامنا: وفاته: بعد عمر مبارك دام قرابة تسعين عاماً في خدمة أمته انتقل إلى جوار ربه في مسقط رأسه العطف يوم 26 ذو القعدة 1412هـ الموافق لـ 28 مايو 1992م، وخلف أبناء وحفدة أبرارا يواصلون مسيرة أبيهم في خدمة العلم والمجتمع والتضحية في سبل الخير، فهم خير خلف لخير سلف.

وفي الختام، أدعو عامة الناس لاسيما الشباب الصاعد منهم إلى الرجوع إلى النبع الصافي، والنهج القويم، إلى هؤلاء الرجال الذين بذلوا مهجهم ونفائس أموالهم لنصرة الدين وأهله.

من المحزن أن نجد كثيرا من عامتنا قد أخلدوا إلى الأرض، وتكالبوا على الدينا، وأصبحوا من أهل الدنيا، وأهملوا القيم والمبادئ التي ورثناها أبا عن جد، وحملها إلينا أولئك الجهابذة الأفذاذ. ومن المحزن أكثر أن نجد بعض نخبنا ومثقفينا وطلابنا يرسمون لنا مسارات في إصلاح مجتمعاتنا ليست نابعة من أصالتنا، ومن عمق عقيدتنا وتراثنا وتاريخنا، وإنما استوردوها من هنا أوهناك، فأضروا كثيرا، وشتتوا الجهود، وظهرت العصبيات العرقية، والنعرات المذهبية، وأصبحنا أشلاء ممزقة، وطرائق قددا، وفرقا مختلفة المشارب والأهواء، وجسما تهدده الأدواء، وساحة تعشش فيها الأنواء، وطعمة بيد الأعداء، فهل من منقذ لنا قبل يوم الفناء.

الرجوع الرجوع إلى روح دعوة أولئك الرواد المصلحين، والجند المفلحين، والأسوة المنصورين، مع مراعاة مستجدات العصر، وتطورات الزمان، والله من وراء القصد وهو يتولى الصالحين.

ومعذرة عن الأخطاء في المنهج والطرح والمبنى والمعنى والحقائق، فقد كنت في عجالة من أمري، ولم أحظ بالوقت الكافي لأسعد بتوجيهكم وتسديدكم.

أسأل الله تعالى أن يرحم شيخنا رحمة الأبرار، ويسكنه الجنة مع الأخيار، وأن يغفر له، و يجزيه عما قدم للإسلام والمسلمين خيراً، ويعوض المسلمين بفقده خيراً، وشكرا جزيلا لكل من أسهم في إنجاح هذا اللقاء من قريب أو بعيد، والحمد لله على قضائه وقدره، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين .

المصادر:

-معجم أعلام الإباضية، قسم المغرب، جمعية التراث، الجزء الثالث، 1429هـ/1999م، صفحة 413-416.

موقع الإنترنت: جمعية التراث.....

-وثيقة عنوانها: (نبذة عن حياة المرحوم الشيخ سليمان بن الحاج داود ابن يوسف) لم أعرف كاتبها.

-وثيقة عنوانها: (الشيخ سليمان بن حاج داود بن باسعيد بن يوسف: مؤرخ وباحث في التاريخ ومجاهد) لم أعرف كاتبها.

-كلمة باسم عائلة الشيخ بمناسبة تدشين إكمالية العطف الجديدة وتسميتها باسم الشيخ سليمان بن يوسف.

-وثائق وصور أرسلها الفضلاء الأساتذة: ابن يوسف محمد بن سليمان بن الحاج داود، وأخوه إبراهيم، وابن يوسف سليمان بن...

-مقال عن الجمعيات الإصلاحية الإنترنت

ملاحظة: أرجو تصحيح وتصويب كل ما جاء في هذه المداخلة من أخطاء في التاريخ واللغة والأسلوب حتى نتمكن من نشرها؛ فقد طلبها الإخوة ولكن لا أريد نشرها حتى تصوب وتصادق من قبلكم. حفظكم الله ويسر أموركم أخوكم العبد الضعيف: نور الدين بن أحمد خيرالناس..سلطنة عمان.

الشيخ صالح بن قاسم بابكر

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشيخ صالح بن قاسم بابكر

ولد بغرداية عام 1904. ولمّا بلغ سبع سنوات أدخله والده زاوية الشيخ علي الجربي بعين البيضاء. أرسله عام 1920 إلى تونس، حيث التحق بمدرسة السلام. رجع منها عام 1925.

تمكّن الشيخ صالح بابكر من جمع خريجي مدارس تونس وبعض الشباب الآخرين، وأنشؤوا بغرداية جمعية الإصلاح عام 1346هـ/ 1928م، وانتخبوه رئيسا لها.

تولّى إدارة مدرسة الإصلاح منذ نشأتها في آخر شهر رمضان 1351هـ/12 جانفي 1932م، صحبة الشّيخ أحمد بن عيسى قزريط، والشاعر حمود بن سليمان رمضان، والأستاذ بابا بن إبراهيم بوعورة، والشيخ سليمان ابن بانوح، والسيّد سليمان بن بكير أدباش.

ناضل ضدّ الاستعمار حتّى زجّ به في السجن العسكري بغرداية سنة 1938، وأثناء الثورة التحريرية عام 1957، سجن بالأغواط مع رفقائه علي بن عمر الناصري، وإبراهيم بن صالح رمضان وخمسة آخرين، وحكمت عليهم المحكمة العسكرية بستة أشهر سجنا.

بعد الاستقلال، أفرغ جهده في التربية ومعالجة القضايا الاجتماعية بمعية الأستاذ حمو بن عمر فخار، إلى أن توفّي بغرداية يوم 21 مارس 1976.

الشيخ صالح بن يحي

حياة الشيخ صالح بن يحي في سطور(1981-1903)

Icon 07

هو الشيخ صالح يحي بن يحي بن موسى بن باحمد بن يحي،لقب أسرته الطالب باحمد يبتدي من جده باحمد بن يحي.

ولد الشيخ صالح حوالي سنة 1322 هجرية الموافق لسنة 1903 ميلادية في مدينة بريان وفيها نشأ وترعرع وقضى سنوات عمره الأولى تحت رعاية والديه الصالحين الذين ربياه تربية دينية مستقيمة صالحة وغرسا فيه منذ الصغر حب العلم والعلماء واحترامهم.

كان والده رحمه الله السيد يحي بن يحي قوي الشخصية يهابه الناس ويحترمونه،متين البنية صالحا كريما سخيا يحب العلم وعمارة المسجد والحضور إلى مجالس الذكر والوعظ.

أما أمه يحكوبة بنت باسعيد بن موسى الطالب باحمد فكان من استقامتها وورعها أن رشحت عضوا في مجلس الأمر والنهي النسوي وكانت تعمر المسجد وتقصد مجالس الوعظ والإرشاد ثم تنقل ما سمعته إلى غيرها وخاصة إلى ابناءها وأحفادها تعظهم وتوقض فيهم الهمم وتحرضهم إلى طلب العلم ومجالسة العلماء.

في سنة 1913 أخده ابوه إلى قسنطينة فاخد فيها معلوماته الابتدائية والدينية وحفظ القرآن.

في سنة 1920 إنتقل إلى القرارة ليواصل تعلمه في مدرسة الشيخ الحاج عمر بن يحي المليكي واستظهر عليه القرآن الكريم.

في سنة1921 توفي الشيخ الحاج عمر بن يحي خلفه الشيخ بيوض إبراهيم واستمرت دراسته على يده وكان من أبرز الطلبة شديد الرغبة في التحصيل داجد ونشاط دائمين مما دفعه إلى الإلتحاق بتونس الخضراء جامع الزيتونة لكن الظروف لم تساعده لمواصلة دراسته وبعد قرابة عام رجع إلى وطنه فتصدى للتربية والتعليم والإصلاح الإجتماعي والديني.

في سنة 1930 بدأ في حياته المباركة التدريس بالمحضرة.

في سنة 1931 طلبته جماعة الشلف(الأصنام سابقا)للتدريس فقضى فيها 3سنوات وكان في هذه الأثناء يقضي عطلته في بريان يعمر المسجد وكان ممتازا في حفظ القرآن الكريم فعين إماما للتراويح يصلي بالقرآن كاملا.

في سنة 1933 استقر ليعكف على التدريس والتربية فكان من الدعامة الأولى التي ارتكزت عليها المدرسة الإصلاحية ببريان.

في سنة 1946 عين عضوا في جمعية الفتح كان فيها عضوا بارزا ساهرا على نشاطاتها والمساهمة في أعمالها الجبارة إلى أن اقعده المرض.

وفي يوم 16ماي 1936 عين إماما وعضوا في مجلس العزابة وقام بواجبه أحسن قيام ولايزال الناس يذكرون تلاوته الجميلة ولسانه الفصيح وخاصة في ليالي رمضان المعظم التي كان يقومها بالقرآن الكريم كله.

في سنة 1957اعتزل التعليم ليتفرغ كلية للأعمال الدينية والاجتماعية فكان فيها شعلة من النشاط والعمل الدائب كاشرافه في اعادت بناء المسجد الكبير الذي تم انجازه 1960 وانشاء مسجد ثاني بحي كاف بوكراع فقد تم بناءه في عهده سنة 1977وسعى في بناء مسجد ثالث بكاف حمودة وقد شرع في بناءه يوم 7مارس 1981 وقد بذل نشاط كبير في إنجاز أهم السدود كما قام باصلاحات معتبرة في المقبرة،بقي في جهاده واصلاحه وعمله المتواصل حتى ألم به المرض وأقعده سنة 1979فاعتزل الحياة العامة إلى أن وافته المنية يوم عيد الأضحى 10 ذي الحجة 1401 الموافق ليوم 8أكتوبر 1981 بعد حوالي نصف قرن قضاه في إمامة المسجد و26 سنة في التدريس كان رحمه الله أبا لبنت و5 أبناء

تغمده ألله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته.

المصدر: Ahmed Bakelli

الشّيخ عبد الرّحمن بن عمر باكلّي

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشّيخ عبد الرّحمن بن عمر باكلّي

ولد بالعطف يوم 13 أكتوبر 1901. حفظ القرآن بمسقط رأسه،ثمّ أخذ علوم القرآن والعربية على عمّه الشّيخ الحاج عمر بن حمّو باكلّي، ثمّ على الشّيخ يوسف بن بكير حمو أُوعلي، ثّم انتقل إلى الجزائر العاصمة وأخذ عن الشّيخ المولود بن محمّد الزريبي الأزهري، ثمّ انتقل إلى تونس ودرس عدّة سنوات في جامع الزّيتونة والمدرسة الخلدونية.

كان العضد الأيمن للشّيخ أبي اليقظان في تيسيير البعثة العلمية المزابية بتونس، وعايش نشوء الحركة الدّستورية التي قادها الزّعيم الثّعالبي. وبعد عودته للجزائر، أسهم في تأسيس جمعية العلماء الجزائريين.

عيّن في سنة 1934م، عضوا بحلقة العزّابة بالعطف، وفي سنة 1939م، انتقل إلى بريّان فكان معلّما ومديرا لمدرستها وداعيا مرشدا بمسجدها.

وفي سنة 1957م، ألقي عليه القبض مع زميله في الكفاح الشّهيد المنوَّر إبراهيم باسليمان في بريّان، واعتقلا في الأغواط لعدّة شهور.

بعد الاستقلال، عيّن عضوا في المجلس الإسلامي الأعلى، وعضوا في لجنة الفتوى لدى هذا المجلس. ناب عن الشّيخ بيوض في رئاسة مجلس عمي سعيد حين قعد به المرض وعجز الشّيخ يوسف بن بكير عن الحضور. توفّي يوم 14 جانفي 1986.

حقّق كتاب النيل للشّيخ عبد ا لعزيز الثّميني، وكتاب قواعد الإسلام للشّيخ إسماعيل الجيطالي. ألّف:

-ديوان شعر.

-كتاب تاريخ الحركة الإصلاحية في نصف قرن.

-رسالة تتناول علماء مزاب في القرون 10و11 و12 الهجرية، إجابة عن أسئلة وردت إليه عام 1984م.

-مجلس عمي سعيد.

-فتاوي البكري، في جزأين. والبكري هو الاسم الذي كان يمضي به مقالاته الصّحفية، سيما في جرائد الشّيخ أبي اليقظان.

-محاكمة عزابة بريان.

-خلاصة حركة التّعليم ببريان وتاريخ مدرسة الفتح.

-ميزاب منذ مائة سنة.

-خلاصة تاريخ الجزائر، للمدارس الابتدائية.

-لطائف التّاريخ من صور إسلامية.

-الجن ودعوة الرّسول إليهم.

-اقتصاد ميزاب، ألّف الرّسالة في 1949م.

-شرح مقامات أبي نصر الملوشائي.

-تعقيب على اتّفاقية الكرتي في الصّوم والإفطار بخبر التّلفون.

-المعارضة.

-التّمارين المفيدة على القراءة الرّشيدة.

-رسالة عمان.

-جمهرة خطب البكري.

-سجل الأحداث.

-جمهرة رسائل البكري.

الشيخ عبد العزيز الثميني

نسبه:

هو: عبد العزيز، بن إبراهيم، بن عبد الله، بن عبد العزيز الثميني، بن عبد الله، بن عبد العزيز، بن عبد العزيز، بن عبد الله، بن بكر، بن موسى الحفصي، نسبة إلى أبي حفص عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.

مولده:

ولد في مدينة بني يزﭬـن، بولاية غرداية، من الجمهورية الجزائرية، وذلك سنة: 1131 هجرية، حسب رواية محمد بن صالح الثميني، وفي سنة 1130 هجرية حسبما رواه الأستاذ محمد علي دبوز.

نشأته:

نشأ وترعرع في صباه بمسقط رأسه بني يزﭬـن، ومنها انتقل وهو طفل إلى ورجلان (ورﭬـلة)، حيث قضى فيها معظم حياته الشبابية، بحيوية ونشاط حتى أنه كان مولعا بركوب الخيل، وبقي فيها حتَّى الثلاثين من عمره، حيث اشتغل فيها إلى جانب والده في التجارة والفلاحة.

يقول عن نشأته الأستاذ محمد علي دبوز (رحمه الله):

وقد اعتنى به أبواه فأنشآه تنشئة حسنة، وطبعاه بالدين والصلاح، وأورثاه حب العمل والجدِّ، ووجَّهاه نحو المعالي فنشأ مغرما بها. كما أورثاه ذكاء نادرا، وحافظة قوية، وحبا للعلم والاطلاع. وورث من أجداده وأبويه قوة في الجسم، ومتانة في البنيان تجعله لا يمل من العمل، ولا يعجز عن بلوغ ما أراده. فتكوَّنت له من هذه المواهب شخصية علمية أدبية قوية تثني بعنانه نحو العلم والمعرفة، وتجعله شغوفا بما يغذِّي عقله ووجدانه من العلم والأدب.

يوسف بن يحي الواهج

الشيخ عدون

Icon 09الشيخ شريفي سعيد (الشيخ عدون)

بسم الله الرحمن الرحيم، ضمن “رجال صدقوا” إلى الشيخ المربي المخلص، والمجاهد الصابر، والدؤوب المثابر، والقائد الرائد، وما شئت من صفات الكمال البشري، ممن يصطفى ربك من عباده المخلَصين، فيجعلهم ورثة الأنبياء والمرسلين، ويبؤوهم مراتب الصدّيقين والصالحين. من مدينة القرارة أبونا الروحي الشيخ عدون.

الاسم واللقب: سعيد بن بالحاج بن عدون بن الحاج عمر. اللقب: شريفـي.

اسم الشهرة: الشيخ عدون.

المولد: رأى نور الحياة سنة 1319هـ / 1902م بمدينة القرارة، ولاية غرداية. (وادي ميزاب. جنوب الجزائر).

الدراسة: بين سنتي 1910-1912 زاول تعَلُّمَه الأول بالقرارة في كُـتَّاب السيد إسماعيل بن يحكوب، وفي المدرسة الرسمية لدى المعلم الطالب محمد.

وفاة والده: في سنة 1912 توفي والده وبذمته مغارم فبيعت دار سكناه، وكفله خاله أحمد بن الحاج سعيد جهلان.

السفر: في سنة 1912 سافر إلى مدينة سريانه بولاية باتنة للكسب والعمل اضطرارا واحتياجا، وعمره عشر سنوات.

سنوات الغربة: قضى سنوات 1912-1915 بمدينة سريانة أجيرا مخلصا في محل تجاري، وتلميذا نجيبا بالمدرسة الرسمية، ولكن لم تسعفه ظروف العمل في الدكان لإجراء الامتحانات فانقطع عن المدرسة.

العودة إلى القرارة: في سنة 1915 عاد إلى القرارة إثر قيام الحرب العالمية الأولى، وانتظم بمدرسة الشيخ محمد بن الحاج إبراهيم ﭬرﭬر “الطرابلسي”، وختم الربع الأخير من القرآن الكريم.

إلى الغربة من جديد: في سنة 1915 عاد إلى مدينة سريانة ليتفرغ للعمل فقط دون التعلم فكان حاذقا لبيبا كسب ثقة زبائنه ومستخدميه.

وعاد الطائر إلى عشه: في سنة 1919 عاد إلى القرارة للزواج، ودخل مدرسة الشيخ الطرابلسي ثانية، وبعد سبعة أشهر استظهر القرآن الكريم.

الزواج: في سنة 1919 تزوج بالسيدة عائشة بنت الحاج سعيد بن كاسي بسيس. وأنجب منها ثلاثة ذكور وبنتين، ثم توفيت سنة 1956، فتزوج ثانية بالسيدة صفية بنت الحاج صالح خياط، وأنجب منها ابنا وبنتا.

وفاة كافله: في سنة 1920 توفي كافله فتحمل أعباء رعاية أفراد أسرته، رغم تبرمه من مرارة الاغتراب والعمل في التجارة.

دخول حلقة إروان: في سنة 1920 انخرط في هيئة “إيروان”، التي تضمّ حفظَة القرآن.

دخول معهد الحاج عمر يحي: في السنة نفسها 1920 دخل معهد الشيخ الحاج عمر بن يحيى طالبا.

التمهيد لمعهد الحياة: بعد وفاة شيخه الحاج عمر بن يحيى سنة 1921. شارك في جلسات متوالية لإصلاح التعليم رفقة الشيخ بيوض، كانت تلك الجلسات منطلق النهضة العلمية المعاصرة بميزاب.

تأسيس معهد الحياة: في سنة 1925 تأسس معهد الحياة “مدرسة الشباب” سابقا بإشراف الشيخ بيوض وتولى الشيخ عدون نظارة المعهد والتدريس به من أول يوم، ثم أصبح مديرا له بداية من الأربعينيات حين تفرغ الشيخ بيوض لقضايا الأمة العامة, وظل الشيخ عدون على رأس إدارته إلى يوم وفاته سنة 2004م.

التدريس بالمعهد: ولى التدريس بالمعهد منذ نشأته، واستمر في رسالته أستاذا للغة العربية وعلومها، والأخلاق إلى سنة 1988.

جريدة الشباب: أنشأ السيد حمو بن عمر لقمان جريدة الشباب سنة 1926 باسم “القرارية” ثم تولى الشيخ عدون حمل رايتها بعده بقليل. وهي مجلة يصدرها طلبة المعهد أسبوعيا. وتكوّن منها رصيد مهم يصور مرحلة ذهبية من نشاط وإنتاج طلبة المعهد من الثلاثينيات إلى نهاية خميسينيات القرن العشرين.

جمعية الشباب: أنشأ الجمعيات الأدبية بالمعهد بعد انطلاق المعهد بزمن يسير، وعملت جمعية الشباب على التكوين الثقافي والاجتماعي للطلبة، وتدريبهم في ميادين الخطابة والشعر والإنتاج الأدبي والمناظرات.

الكتابة في صحافة أبي اليقظان: في سنة 1926 شارك بأول مقال في جريدة “وادي ميزاب” بعنوان «جولة في وادي ميزاب».

إدارة صحافة أبي اليقظان: في سنة 1930 خلف الشيخ أبا اليقظان في إدارة جريدة “المغرب” وأقام مدة شهر في الجزائر لهذه المهمة، ثم خلفه ثانية لمدة سنة كاملة عام 1936. حين كان يصدر جريدة “الأمة”.

متابعة دروس التفسير: تابع دروس تفسير القرآن الكريم للعلامة الشيخ بيوض في مسجد القرارة، وقد استمرت تلك الدروس خمسا وأربعين سنة من عام 1935 إلى 1980م، لم يتخلف عنها وهو موجود في القرارة إلا مرة واحدة لمصلحة عامة ضرورية. إنشاء جمعية الحياة: شارك في تأسيس جمعية الحياة التي ترعى مشروع التعليم بالقرارة, وذلك سنة 1937م، وكان أمين مال الجمعية، وبعد وفاة رئيسها الشيخ بيوض سنة 1981م أصبح رئيسا لها إلى يوم وفاته.

عريف إيروان: في سنة 1938 عين عريفا لحلقة إيروان بالقرارة. وهو المتولّي لتدبير شؤون الحلقة من حفظة القرآن، الذين يعدّون رديف حلقة العزابة في مهامها الدينية.

دخول حلقة العزابة: في سنة 1943 اختير عضوا بحلقة العزابة بالقرارة، ثم أصبح رئيسها بعد وفاة الإمام الشيخ بيوض، وظل كذلك إلى يوم وفاته.

تأسيس نادي الحياة: في سنة 1938 شارك في تأسيس نادي الحياة، وهو نادٍ ثقافي مفتوح للجميع للتدريب في ميادين الخطابة والشعر والتمثيل.

جولات التبرع: 1940قام بأول جولة لجمع الاشتراكات لصالح جمعية الحياة في الناحية الشرقية للوطن والعاصمة ونواحيها، ثم توقفت الجولة سنة 1943، لظروف الحرب العالمية الثانية، ثم أصبحت جولة سنوية شاملة لنواحي القطر لم ينقطع عنها إلى وفاته سنة 2004م.

تأسيس الكشافة الإسلامية: في سنة 1946 ساهم في تأسيس فرع الكشافة الإسلامية في القرارة، التابع للكشافة الإسلامية الجزائرية.

تأسيس جمعية القدماء: 1948شارك في تأسيس جمعية قدماء التلاميذ الذين درسوا في معهد الشيخ بيوض، وهي جمعية تهتم بالشؤن العامة الثقافية والاجتماعية لهؤلاء الخريجين.

وحدة التعليم والتفتيش: 1948عيِّن مفتشا عاما للمدارس الخاصة بوادي ميزاب ومدن التل التي أنشأتها جمعييات الإصلاح، وظل في مهمة التفتيش إلى أوائل الثمانينيات.

رئاسة عمي سعيد: في سنة 1989 عيِّن رئيسا لمجلس عمي سعيد خلفا للشيخ الحاج محمد بابانو وبقي في منصبه إلى يوم وفاته.

رئاسة الكرثي: في سنوات الثمانينيات أحيى الغيورون على مصالح المجتمع مجلس باعبد الرحمن الكرثي المختص بتدبير شؤون الأمة العامة في مجالات العمران والسياسة، وكان الشيخ عدون رئيس المجلس كذلك.

نتاجه وآثاره: في سنة 1989 أسس مع ثلة من أبنائه المخلصين جمعية التراث بولاية غرداية، للحفاظ على التراث الفكري والحضاري لميزاب وإحيائه، وتحقيقه ونشر كنوزه، فكان رئيس الجمعية إلى يوم وفاته. وقد عملت الجمعية قبل ترسيمها لبضع سنين بجهود مخلصة من الباحثين على رأسهم الدكتور محمد ناصر، والشيخ إبراهيم قرادي رحمه الله.

الرحيل إلى دار الخلود: •   عشرات المقالات التي أثرى بها جريدة الشباب بمعهد الحياة، وما يناهز مائة وخمسين مقالة كان يرصع بها جرائد الشيخ أبي اليقظان. •   مئات الرسائل المتبادلة مع أقطاب الحركة الإصلاحية، والتي تعد وثائق تاريخية لفترة حاسمة غنية بالأحداث عرفتها الجزائر وميزاب في القرن العشرين. •   آلاف الشباب ممن صنع على عينه، وارتوى من معينه، وصدروا سرجا تنير للناس دروب الحياة. وتوزعوا في أقطار الجزائر وخارجها في مختلف المجالات. •   مئات الدروس التي كان يلقيها في المسجد والمناسبات العامة والخاصة. بعضها مسجل وكثير لم تستوعبه الآلات، وإن وعته الضمائر والقلوب. •   كتاب معهد الحياة نشأته وتطوره.

تأسيس جمعية التراث: أسلم الروح إلى بارئها في سحر يوم الثلاثاء 19 رمضان 1425هـ / 2 نوفمبر 2004م وعمره 102 سنة، وشيعت جنازته صبيحة الأربعاء 20 رمضان 1425هـ / 3 نوفمبر 2004م

المصدر: مزاب ميديا

الشيخ محمد البرياني

c 7

مولده ونسبه:

في ربيع الثاني 1332م، الموافق لشهر مارس 1914م فجع وادي ميزاب بل العالم الإسلامي في عالم كبير، فريد عصره ووحيد دهره، وسراج مصره، هو قطب الأئمة الشيخ محمد بن يوسف أطفيش رحمه الله ولم ينته شهر مارس من السنة نفسها حتى وضعت السيدة: لالة بنت عمر أولاد داود، ولدا ذكرا أبى والده السيد: امحمد بن عيسى بن الحاج داود أولاد داود- إلا أن يسميه “محمد” رغم أنه يحمل هو نفسه اسم محمد، وأصر على ذلك ليكون ابنه محمودا في الأرض والسماء إن شاء الله، كما قال عبد المطلب في حفيده سيدنا محمد عليه السلام لما سماه محمدا، وتيمنا بفقيد الإسلام، الشيخ أطفيش رحمه الله، رجاء أن يخلفه ف علمه وصلاحه وتقواه وورعه وكانته العلمية بين العلماء، وتخليدا لذكراه، إذ كانت تربطه به صداقة متينة، لأنه كان رحمه الله كان ينزل ضيفا على والده كلما قدم إلى مدينة بريان.

نشأته:

جعل الوالد نصب عينيه أن نجله سمي محمدا ليخلف قطب الأئمة رحمه الله، فآل على نفسه أن ينشأه تنشئة صالحة تجعل منه ذلك الرجل، ويسلك به مسلكا يرتفع به إلى أعلى الرتب إن شاء الله.

ويرجع الفضل في تكوين شخصية محمد العلمية، إلى أمه التي أحسنت تربيته ورعايته في غياب والده الذي كان مسافرا إلى العاصمة من أجل كسب القوت كأغب الميزابيين في ذلك الحين.

فكانت الوالدة رحمها الله تحب وتحترم الشخصيات العلمية في البلدة، وتتعمد إظهار ذلك أمام ولدها وتبين له أن العلم هو الذي يرفع المرء إلى المراتب العليا في الدنيا والآخرة، وتحتم عليه أن يصحب أترابه إلى الكتاب ليشب على حب المسجد ويأخذ قسطه من القرآن الكريم ومبادئ الفقه، كما كانت تصحبه أيضا من حين لآخر إلى دار العلم النسوية لتغرس في نفسه حب العلم وتعوده على طلبه.

يوسف بن يحي الواهج

الشّيخ محمّد بن صالح الثّميني

من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

الشّيخ محمّد بن صالح الثّميني

ولد ببني يزقن عام 1314هـ/1897م. أخذ العلم عن الشّيخ الحاج إسماعيل زرقون والشّيخ الحاج إبراهيم ابن ادريسو، ثمذ حلّ بتونس عام 1919م، حيث تابع تعلّمه بجامع الزّيتونة وتخرّج فيه. كان يحضر دروس الأساتذة الطّاهر ابن عاشور وأبي الحسن النجار والشّيخ محمّد بم يوسف وغيرهم.

تولّى استقبال البعثات العلمية المنظّمة إلى تونس في ثلاث ديار للمزابيين بها، فقام بإدارة شؤونها وتوجيهها علميا وسياسيا وخلقيا، فأنشأ أجيالا من العلماء والأدباء والشّعراء، ومن أبرزهم: مفدي زكرياء شاعر شمال إفريقيا، وحمود رمضان.

قام بشؤون طباعة صحيفة وادي ميزاب في تونس، بمساعدة الشّيخ قاسم بن الحاج عيسى، من 01 أكتوبر 1926 إلى 18 جانفي 1929، وكان رئيس تحريرها.

هو أوّل رئيس لجمعية الاستقامة بقالمة عام 1349هـ/1930م، وصاحب مكتبة الاستقامة بتونس، ومسؤولا على أوقاف الإباضية بها.

كان عام 1948م أحد وكلاء الأمّة المزابية.

قام بطبع ونشر (الورد البسّام في رياض الأحكام) لجدّه صاحب (النّيل)، وصحّح وطبع (التكميل لما أخلّ به كتاب النيل) لنفس المؤلّف.

حرر مقالات في مجلة العرب تحت عنوان: بعض حقائق عن وادي ميزاب.

إنّ الحبيب بورقيبة حين شنّ حملة على خصومه، بعد أن انتخب رئيسا للجمهورية التونسية، أمر أعوانه بتتّبعهم أينما كانوا وحيثما حلّوا، إلاّ مكتبة الاستقامة «فلا أسمح لأحد منكم بدخولها مهما كلن الشخص الذي هو فيها، لأنّ هذه المكتبة كانت في عهد الحماية مأوى لكلّ الأحرار»[7].

ثّم إنّ الحبيب بورقيبة حافظ على زيارة المكتبة الاستقامة كلّ ليلة السابع والعشرين من رمضان، عند خروجه من الحفل الرّسمي الذي يقام في جامع الزّيتونة، ولم يقطع هذه العادة إلاّ بعد وفاة صاحب المكتبة[8].

توفّي الشّيخ الثّميني بتونس يوم 13 أكتوبر 1970.

-----------------------------------

 [7]-محمّد ناصر: الشيخ القرادي، 190

[8]-علي يحي معمر: الإباضية في الجزائر، الجزء الثاني، 599.

 

الشيخ محمد بن علي دبوز

c 7

 المولد والنسب:

هو الشيخ: محمد بن علي بن عيسى دبوز، ولد ببريان، إحدى قرى مزاب بالجنوب الجزائري في سنة 1337 ﻫ، الموافق لفبراير سنة 1919م، من والد يحب العلم والعلماء إلى درجة جعلته ينذر ولده للعلم وهو جنين في بطن أمه. وفيها نشأ وترعرع تحت رعاية أبوين اعتنيا به وربياه تربية إسلامية صحيحة فغرسا فيه حب العلم والعلماء والأخلاق الحميدة والروح الدينية والوطنية.

من الكتاب إلى الأزهر:
لما بلغ السادسة من عمره أدخله والده الكتَّاب في مسقط رأسه، فتعلَّم فيه القراءة والكتابة وحفظ جزءا وافرا من القرءان الكريم على يد الشيخ: الحاج موسى بن صالح موسى المال، إمام البلدة رحمه الله.
وفي سنة 1927م لما فُتحت أول مدرسة ببريان كان ضمن التلاميذ الأولين وهم السادة:

- محمد بن علي دبوز
- باحمد بن موسى قلو
- عمر بن سليمان بودي
- إسماعيل بن حاج سليمان فخار
- صالح بن عيسى ابن يامي
- باحمد بن عمر اوراغ
- قاسم بن يحي الطالب باحمد
- سعيد بن يحي الطالب باحمد
- سليمان بن حمو باحميدة
- محمد بن صالح لبسيس

وكان أستاذه فيها، الشيخ صالح بن يوسف لبسيس رحمه الله.
وفي سنة 1934م نقله والده إلى القرارة فتتلمذ على يد العالم الجليل الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض، والأستاذ الشيخ عدون (شريفي سعيد) رحمهما الله وغيرهما، وفيها حفظ كتاب الله العزيز واستظهره في شهر أوت سنة 1935م، ثم عكف على دراسة العلوم العربية والشرعية والأدبية، وقد كان شديد الرغبة في التلقي حريصا على التحصيل محافظا على أوقاته ذا قلم سيال، ومازالت مجلة الشباب التي كان يصدرها معهد “الحياة” يومئذ، تشهد على ذلك وتحفظ لنا الكثير من مقالاته المطوَّلة وفصوله الأدبية الرفيعة ومناظراته ومعاركه الأدبية، خاصة مع الأستاذ المرحوم علي يحي معمر.
وفي شهر شعبان من سنة 1944م بعد تخرُّجه من معهد الحياة أرسله والده وأستاذه الشيخ بيوض رحمهما الله إلى تونس ليلتحق بجامع الزيتونة ومعهد ابن خلدون. وهناك في الخضراء عكف كعادته بنشاطه ومواظبته على مكتباتها العامة خاصة مكتبة العطَّارين، فدرس فيها الكثير من الكتب القيِّمة في كثير من الفنون كالأدب والشريعة والفلسفة.
ومن تونس انتقل في شعبان من سنة 1946م إلى مصر برًّا، متنكرا مستخفيا عن الاستعمار الغاشم، يقطع الصحاري ويصعد الجبال وهو لا يحمل جواز سفر في حين كانت نيران الحرب العالمية الثانية مشتعلة، حتى بلغ مصر بعد ستَّة وعشرين يوما سيرا على الأقدام، وبعد دخوله مصر توجَّه إلى كلية الآداب من جامعة القاهرة ورحب به الدكتور عبد الوهاب عزام عميد الجامعة واستقبله أحر استقبال.
وفيها درس على كبار أساتذتها الأدب وتاريخه، والتاريخ الإسلامي والفلسفة، كما انكبَّ على أمَّهات الكتب في دار الكتب المصرية، فدرس كتبا قيمة في الأدب، والتاريخ، وعلم النفس، والتربية والعلوم الاجتماعية، وأصول الفقه وفلسفة التشريع، والفقه والحديث.
فانكبابه على الاغتراف وشغفه الكبير بالعلم جعلاه أوَّل الداخلين إلى دار الكتب أيام مطالعاته وآخر الخارجين منها.
وبقي في القاهرة حتى سنة 1948م إذ رجع إلى الجزائر بعد أن نال بغيته من العلم هناك.

الأستاذ في معهد الحياة:
بعد رجوعه من القاهرة إلى الجزائر، اختاره معهد الحياة مدرِّسا فيه لمادتي التاريخ والأدب، ثم أضاف إليهما التربية وعلم النفس، وقد كانتا مجهولتين لا يعرفهما المعهد قبل ذلك.
فكان نعم الأستاذ والمربي، تخرَّج على يده جيل هو اليوم يسدُّ الثغور في المجتمع ويخلفه في عمله المبارك، وكان مخلصا في رسالته تلك، يحاسب نفسه بالدقائق والثواني حتى لا يُضيِّع من حق الطلبة لحظة، يراقب تلاميذه داخل المعهد وخارجه، في سيرتهم وأخلاقهم وأعمالهم الدراسية، وحتى نظافة أجسادهم وألبستهم، يحبُّ طلبته والنكتة معهم، يخلص في تعليمهم وتهذيبهم وتربيتهم، هذا بالإضافة إلى زمالته الحسنة وتقديره الكبير للأساتذة.
وقضي في تربية النشء وتكوين الأجوال ما يقارب ثلث قرن، أي حتى آخر جوان 1981.

التأليف إلى جانب التدريس:
دخل الأستاذ محمد علي دبوز ميدان التأليف سنة 1950م، إذ بدأ كتابة فصوله في تاريخ المغرب العربي الكبير. فأخرج لنا بعد ثلاثة عشر عاما من العمل المتواصل، موسوعة تاريخية رائعة تحمل تاريخ المغرب الكبير مفصَّلا منذ ما قبل التاريخ حتى نهاية القرن الثالث الهجري، يقول عن هذا الكتاب الأستاذ محمد عطية الأبراشي “هذا أول كتاب صفّى تاريخ المغرب من زيف السياسة القديمة، والاستعمار اللاتيني ونادى بالوحدة والتضامن والمحبة والتعاون بين أهل المغرب والعالم الإسلامي”.
وقد تلقَّى المؤلف صعوبات كبيرة في سبيل تحقيق هذا العمل الجبَّار، وسافر إلى أغلب عواصم الشرق والمغرب العربيين لجمع المادة التاريخية من مصادر صحيحة وذلك تقصِّيا للحقيقة، وقام بجولات واسعة لمطالعة المخطوطات الموجودة في الخزائن القديمة داخل الجزائر وخارجها.
والسبب الذي دعا المؤلف إلى تأليف هذا الكتاب يذكره في مقدمته للجزء الثاني فيقول: “عزمت أن أكتب شيئا في تاريخ المغرب الكبير بأسلوب أدبي وتحليل فلسفي، وببحث علمي نزيه يليق لمطالعة مثقفينا ويكون مرجعا لجامعتنا ومدارسنا ويصفِّي أبواب تاريخ المغرب التي كدَّرتها ودنَّستها أكاذيب السياسة القديمة ودعايات المستعمرين وسمومهم فصارت خطرا على المغرب ومنبعا للسموم التي تكدِّر صفاءه وتفرِّق جماعته وتمكِّن الحسَّاد والدسَّاسين من بثِّ الفرقة والشقاق في مغربنا الحبيب”.
عكف بعد إتمامه لهذه الموسوعة على كتابة تاريخ الجزائر وحركتها الإصلاحية في مؤلفين ضخمين هما التوالي:
-نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة.
-أعلام الإصلاح في الجزائر.
سجَّل فيهما الحركة الإصلاحية وتاريخ روَّادها في الجنوب والشمال قاطعا في سبيل ذلك سبلا غير معبَّدة لم يسلكها أحد قبله، وكان كثير التنقل عبر أرجاء الوطن يجلس إلى الأحياء من رواد الحركة الإصلاحية فيسجل تاريخهم وتاريخ زملائهم الراحلين. ويقول المؤلف عن المشاق التي تكبَّدها في ذلك: “إنَّ تاريخ الجزائر الحديث سيما ما كتبناه لا يوجد في الكتب فيسهل الإطلاع عليه ولكن في صدور مشائخنا الثقاة الحافظين، وفي الوثائق المخطوطة القديمة، وفي الصحف العربية الجزائرية الأولى التي أصبحت مفقودة لا توجد إلاَّ في الخزائن الخاصة التي يصعب الوصول إليها. لهذا كان الموضوع صعبا، وقد تجشمنا مشاقه وصبرنا فيه، ويسَّر الله لي مشائخي الكرام الحافظين الثقاة، وأصدقائي المخلصين فاستطعت أن أظفر بالمادة التاريخية المطلوبة”.
وتمتاز مؤلفاته بأسلوبها الأدبي الجميل ولغتها السهلة المفهومة والعبارة العذبة والتحليل العلمي النزيه، وتحمل مادَّة تاريخية هامَّة مصفَّاة من الأكدار والأكاذيب، وسجَّلت التاريخ الجزائري الحديث الذي لم يكتب من قبل.

جولة في كتبه:
1- تاريخ المغرب الكبير:
موسوعة تاريخية رائعة جمعت تاريخ المغرب الكبير بأقطاره الأربعة، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، في ثلاثة أجزاء تشتمل على 1683 صفحة من الحجم الكبير.
-الجزء الأول: من العصر الحجري حتى الفتح الإسلامي، عرَّف فيه بالبربر السكان الأصليين للمغرب العربي، وصفاتهم وأخلاقهم ولغتهم، كما خصَّص فصولا لكل من الدولة البونيقية ودولة ماصينيصا، ودولة الوندال وغيرهما من الدول والممالك والولايات التي نشأت بالمغرب قبل الفتح الإسلامي.
-الجزء الثاني: أرَّخ فيه للفتح الإسلامي ومجهودات عقبة ابن نافع، وزهير بن قيس البلوى وحسَّان بن النعمان وما لاقوه في سبيل تمكين وترسيخ الإسلام في المغرب العربي، وأعطى صورة واضحة عن المغرب في ظلِّ الدولة الأموية وولاتها وعن الفتح الإسلامي للأندلس، وما بذله طارق بن زياد وموسى بن نصير في سبيل تحقيق ذلك.
-الجزء الثالث: خصَّص الفصل الأوَّل لعهد الدولة العبَّاسية وولاتها في المغرب، والفصول تتطرَّق فيها إلى نشأة المذهب الإباضي وتاريخ بعض أئمته ورجالاته، ودولة أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح، والدولة الرستمية حتى انقراضها.

2- نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة:
في ثلاثة أجزاء تشتمل على 960 صفحة من الحجم الكبير.
-الجزء الأول: كتب فصوله الأولى عن تاريخ نهضة المغرب العربي في مختلف العصور، وعن الأعمال التخريبية الاستعمارية لإبادة الشخصية الإسلامية من الجزائر، ثم خصَّص فصولا أخرى لتاريخ بعض رجال النهضة في شمال الجزائر وجنوبها.
-الجزء الثاني: عن النهضة الجزائرية في شبابها، فتحدَّث فيه عن الشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ الطيب العقبي والشيخ الحاج عمر بن يحي والشيخ محمد الطرابلسي، وعن جمعية العلماء المسلمين والجمعيات الخيرية في وادي ميزاب وأثرها في النهضة الجزائرية.
-الجزء الثالث: كان حديثه فيه عن نهضة الجنوب، عن معهد الحياة ونشأته وأطواره وأثره في نهضة الجزائر الحديثة، والبعثات العلمية التي كان يبعثها إلى خارج الوطن، كما تحدث عن نهضة الأغواط وتاريخ بعض زعمائها.

3- أعلام الإصلاح في الجزائر:
سلسلة تاريخية أصدر منها أربعة أجزاء تشتمل على 1184 صفحة من الحجم الكبير.
-الجزء الأول: تحدَّث فيه عن الأعمال التخريبية التي قام بها الاستعمار لإفساد العقيدة في بلادنا، وبسط فيه تاريخ الشيخ العربي التبسي، والشيخ بيوض والشيخ أبو اليقضان رحمهم الله وغيرهم من زملائهم ومعاصريهم.
-الجزء الثاني: واصل فيه تاريخ الأعلام الثلاثة: الشيخ العربي التبسي والشيخ بيوض والشيخ أبو اليقضان إبراهيم، وأوجز تاريخ الشيخ عبد الله بن إبراهيم أبو العلا، والشيخ الحاج بكير العنق وغيرهما.
-الجزء الثالث: ترجم فيه للشيخ امبارك الميلي والشيخ محمد الميلي والشيخ عبد القادر المجاوي، وواصل كتابته عن الشيخ بيوض والشيخ أبي اليقضان إبراهيم.
-الجزء الرابع: خصَّصه لتاريخ الشيخ بيوض رحمه الله وجهاده ضدَّ الفساد والاستعمار وما عاناه منهما، وزيارته لمدن وادي ميزاب وأثرها في تلك المدن.

على المنابر:
كان خطيبا مصقعا بليغا، يقف على قدميه الساعات الطوال، يزأر كالأسد يحاضر ويخطب بلغته الأدبية الجميلة الغنية بالنكت الخفيفة والدعابات المرحة، يخوض في شتىَّ المواضيع يدعو إلى الإسلام وإلى معرفة تاريخه، والمحافظة على التقاليد والعادات الإسلامية التي تميِّز المجتمع الميزابي، كما يتناول بالتحليل الدقيق الظواهر الاجتماعية ويبحث في القضايا العامة، ويتميز بدعوته إلى الاهتمام بالفلاحة والعناية بالنخلة خاصة، وبترغيب الشباب للعمل في التجارة التي يعتبرها مدرسة لتكوين وتربية الأجيال الناشئة.
كما يعتبر الأب الروحي للأسابيع الثقافية السنوية ببريان، بمحاضراته التاريخية المفيدة وخطبه الأدبية الرائعة.

بعض آراء الشيخ دبوز:
رأيه في الدين:
“إن الدين هو الذي يلجم النفوس فتقف في حدودها، ويضبط الغرائز فلا يندفع صاحبها إلى الموبقات، ويحمل صاحبه بدافع الخوف الشديد فيتَّسم بالصلاح، ويأتي الأعمال الحسنة الكريمة التي تسعده وتسعد المجتمع معه.
وما خلا مجتمع من الدين، إلاَّ سادت فيه الرذيلة وامتنع فيه الاستقرار والهناء، وما تجرَّدت دولة من الدين، إلاَّ كان تجرُّدا لها من الروح الذي تحيا به فتكون في الحياة جيفة نتنة خبيثة، لا تمور إلا بالديدان والنتن من موبقاتها، ويسلِّط الله عليها كلَّ الحشرات من أعدائها فترتع فيها كما تريد”. (تاريخ المغرب الكبير، ج1 ص142)

“إن التقوى هو سبب الصلاح وعامل النجاح وأساس العدل واصله، هو أم الديمقراطية ومنبعها”. (تاريخ المغرب الكبير، ج2 ص171)

رأيه في المرأة والزواج:
“إنَّ حياء المرأة هو الذي يخلق الورد الجميل في محيَّاها والفتور الساحر في عينيها، فتكون بهما لا بالمساحيق والكحل جذَّابة، تستهوي قلب الرجل وتستأثر به وتثير احترامه وإعجابه بها”. (تاريخ المغرب الكبير، ج2 ص140)

“إنَّ الزواج بداية حياة للزوجين، فيجب أن لا تفتتح بالمنكرات وتكدَّر بالمعاصي، بل يجب أن نحفظها بجو جميل طاهر، يستدعي رضا الرحمان ليبارك الزواج ويسعد الزوجين” (نهضة الجزائر الحديثة، ج1 ص207)

دعوة المثقفين إلى كتابة التاريخ الوطني:
“إنَّنا إذا لم نكتب تاريخ الجزائر الحديث من الاحتلال الفرنسي إلى الاستقلال فيما بقي من العقد الذي نحن فيه للقرن العشرين، فإنه يضيع بوفاة مصادره أو عجزهم لأنه في حافظتهم، ليت المثقفين في كل أنحاء الجزائر والعلماء والكتاب منهم بالخصوص يعرفون الواجب المفروض عيهم لأمتهم، وأعقابهم ومحبي المعرفة في أنحاء الدنيا، فيسارعوا إلى رواية تاريخنا الحديث من مصادره التي لا زالت موجودة في نواحيهم. فيجمع أقصى ما يصل إليه من المادة التاريخية لناحيته فيكتبه وينشره، فيتكوَّن لنا مما ينشر عن كل النواحي تاريخ الجزائر الواسع الكامل الذي يحفظ لنا ما بقي من مادة”. (أعلام الإصلاح في الجزائر ج2 ص10)

“انَّه ليس تعصُّبا أن يحصر المرء جهوده في ناحية، فيكتب لنا كل ما يعرف من تاريخها، بل هو واجب وليس إسرافا أن يتوسَّع المرء في الكتابة عن ناحيته، لانَّ ما يعلم من تاريخها ليس مدوَّنا، فإذا لم يكتبه وينشره يضيع”.
إلى أن يقول: “فعليه أن يكتب لنا كلَّ ما يعرف من تاريخ جهته فهو عليه اقدر وله أكثر فهما، وإذا أوجز فكتم تاريخا فضاع فانه آثم، هذا هو جوابنا لمن يعيب المؤلف الذي يعرف واجبه نحو أمته كلِّها، فيتوسع في تاريخ ناحيته ويقدِّم إلينا كلَّ ما يعرفه عن تاريخها المهم النافع”. (أعلام الإصلاح في الجزائر، ج2 ص10)

من أخلاقه الكريمة:
كان الأستاذ محمد على دبوز مثالا في التقوى والورع وعمارة المسجد، له قلم سيال لا يبارى، نشا على حب العلم والرغبة الشديدة في تحصيله وحب العمل والإخلاص فيه، يحبُّ النكتة الطريفة والدعابة الجميلة، شديد الحرص على الوقت والمحافظة على المواعيد، ويُحكى أنَّه أولم وليمة وحدَّد لها موعدا، فما أن فات الوقت المحدَّد حتى أغلق بابه، فجاء بعض المدعوين متأخرين، فانتظروا حتى فتح لهم الباب ونبَّههم إلى ضرورة المحافظة على المواعيد، وقرناؤه يعرفون ضبطه لمواعيد ولا يجرأ أحد أن يتأخَّر عن موعد حدَّده له.

نهاية الجهاد:
بقي الأستاذ في معهد الحياة ينشئ الأجيال، ومؤلِّفا يخلِّد تاريخ الجزائر وتاريخ أبطالها الأمجاد، حتى المَّ به مرض عضال فأقعده في صيف سنة 1981م، فاعتزل الحياة العامَّة وقضى أيَّاما في المستشفى بالعاصمة، نُقل بعدها إلى مسقط رأسه حيث وافته المنيَّة مساء يوم الجمعة 16 محرم 1402 ﻫ، الموافق ليوم 13 نوفمبر 1981م، بعد حوالي ثلث قرن من العمل المتواصل في ميداني التربية والتأليف.
انتظم له حفل جنائزي رهيب ببريان، يوم السبت 17 محرم 1402 ﻫ، الموافق ليوم 14 نوفمبر 1981م، حضره جمهور من البلدة وضيوف عديدون من مختف الجهات.
وكان لنبا وفاته وقع كبير في ميزاب والجزائر والعالم الإسلامي كلِّه، وبكاه تلاميذه وأصدقاؤه.
وقد أقيم مهرجان حافل يوم 19/01/1982 إحياء لذكرى وفاته بمدينة القرارة، تبارى في الإشادة بأعماله العظيمة ونشاطاته التاريخية وصفاته الحميدة الأدباء والبلغاء والشعراء، قدموا إليها من كل حدب وصوب.
كان رحمه الله أبا لثلاث بنات وثمانية أبناء رباهم تربية حسنة صالحة مستقيمة.
تغمَّد الله الفقيد برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه، وقيَّض للأمَّة من يخلفه في جهاده التربوي وأعماله وسيرته الحسنة، آمين

بقلم يوسف الواهج

الشّيخ محمّد بن علي دبّوز

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشّيخ محمّد بن علي دبّوز

ولد ببريان في فيفري 1919م /1337هـ. بدأ دراسته فيها على يد الشّيخ الحاج موسى بن صالح موسى المال إمام البلدة، ثمّ الشّيخ صالح بن يوسف لبسيس.

وفي سنة 1934م، نقله والده إلى القرارة، فتتلمذ على الشّيخ بيوض والشّيخ عدون وغيرهما.

وفي شهر شعبان من سنة 1944م، أرسله والده وأستاذه الشّيخ بيوض إلى جامع الزيتونة ومعهد ابن خلدون بتونس. وبعد عامين، انتقل منها إلى مصر، مستخفيا عن الاستعمار، حتّى بلغها بعد ستّة وعشرين يوما قطعها سيرا على الأقدام. توجّه إلى كلّية الآداب ومن جامعة القاهرة وبقي فيها حتّى سنة 1948م، حيث رجع إلى الجزائر بعد أن نال بغيته من العلم هناك.

اختاره معهد الحياة بالقرارة مدرّسا فيه لمادّتي التّاريخ والأدب، ثمّ أضاف إليهما التّربية وعلم النّفس، ودخل ميدان التّأليف سنة 1950م وترك لنا:

-تاريخ المغرب الكبير، في ثلاثة أجزاء.

-أعلام الإصلاح في الجزائر، في خمسة أجزاء.

-نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة، في ثلاثة أجزاء، طبع بالشّام عام 1960م.

توفّي يوم 16 محرّم 1402هـ /13 نوفمبر 1981م.

الشيخ محمد بن عمر داودي

لشيخ محمد بن عمر داودي
رجل الكتاب والسنة

مقدمة:

لا يشك أحد أن آثار العلماء الربانيين لم تزل خالدة منذ آماد بعيدة، وهي آثار محمودة وجليلة، فإذا ما ذكروا في المجالس ترحَّم الناس عليهم ودعوا لهم بالمغفرة والقبول، وإن ذكرت أعمالهم الصالحة، ومساعيهم المشكورة، في مجالات الخير المختلفة، وأخلاقهم الرفيعة العالية، تأسى بهم الخلَف الصالح، واستقى من نبعهم الفياض، واستنار من أنوارهم الربانية، لا يضلون من بعدهم الطريق.

لقد أخذ الله إلى رحمته الواسعة، جحافل الكثير من العلماء المخلصين، فمنهم من أوذي في الله إذايات بليغة، ومنهم من سجن، ومنهم من قتل ونال الشهادة، فهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، آية من سورة الأحزاب، إنهم في عملهم العلمي والدعوي قناديل للأمة يستنير بها خلق كثير.

لقد ربح البيع أبا يحي، كما قال رسول الله صلى الله عيه وسلم لصهيب الرومي، فهكذا يقال لهؤلاء العلماء، إذ أنهم باعوا أنفسهم لله، فطوبى لهم وحسن مآب، فهذا هو مصير الصادقين المخلصين.

الشيخ محمد طرابلسي

c 7 الشيخ محمد بن إبراهيم قرقر الطرابلسي

نسبه وولادته

هو الشيخ محمد بن الحاج إبراهيم بن سليمان ڤرڤر، لقّب بالطّرابلسي لولادته ونشأته في طرابلس الغرب (عاصمة ليبيا). هاجر والده عام 1885م من بريان قاصدا طرابلس، حيث ولد الشيخ يوم السبت 20 ربيع الثاني 1304هـ، الموافق لـ: 15 جانفي 1887م.

تعلّمه

لما أتمّ الشيخ العام الرابع من عمره أدخله والده الكتّاب، فحفظ القرآن الكريم على يد المقرئ الشيخ محمد بن عبد القادر الفزّاني المرزقي، وأتمّ حفظه واستظهره عام 1318هـ/1900م بالرّوايات السّبع (وعمره أربعة عشر عاماً). كما أتقن تجويده إتقاناً جيداً، وفاز عام 1319هـ/1901م في امتحان التجويد وانتخب مجوّداً في جامع درغوث باشا، كما فاز في امتحان القراءات السّبع، وعيّن مجوداً في مسجد حسن باشا. ثمّ أخذ مبادئ النّحو والصّرف عن الشيخ ابن محمود، والتفسير والفرائض من مفتي طرابلس العلاّمة الشيخ نصر القمي. وفي عام 1322هـ/1904م شدّ الرّحال مسافراً إلى مزاب، وفي طريقه مرّ على جامع الزيتونة بتونس فمكث فيه سبعة أشهر يتلقّى عن مشائخ الجامع العلوم الشرعية والعربية. ثمّ واصل المسير إلى بريان، ومكث بها شهرين، ثمّ قصد بني يزڤن لزيارة قطب الأئمة العلاّمة الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش -- لينهل من علمه الغزير، والتقى هناك بالشيخ الحاج عمر بن حمو بكلي الذي استضافه في بلدة العطف، حيث لازمه ثمانية أشهر قرأ خلالها كتباً كثيرة، وكان يزور القطب كلّ يوم خميس ويراجعه في بعض المسائل، وفي هذا يقول الشيخ الطرابلسي: ((كانت تلك الشّهور من أحسن شهور حياتي، لأنّني تفرّغت فيها للعلم))، ولولا أنّ والده استدعاه إلى طرابلس لمكث في مزاب أكثر ليستفيد من علمائها الأجلاّء. وفي طريق عودته إلى طرابلس حلّ بالجزائر العاصمة، فلازم الشيخ عبد القادر المجّاوي شهراً يأخذ من علمه، وفارقه باكياً كما يقول.

c 7 جهاده التربوي والتعليمي والإصلاحي

تعليمه في طرابلس

في عام 1327هـ/1909م عُيّن معلّما في مدرسة الاتّحاد والتّرقّي العصرية في طرابلس، فأدّى عمله على أحسن وجه، كما تعلّم في ذات المدرسة اللّغة التّركية وبدأ نظم الشّعر والكتابة في الصّحف. ولم يقتصر دوره في طرابلس على التّعليم فحسب، بل كان يعاضد المصلحين هناك بما ينظمه من قصائد وأناشيد حماسية للطّلبة ومقالات نارية ضدّ الاستعمار الإيطالي، الشيء الذي جعل اسمه يدرج ضمن قائمة المصلحين الذين تقرّب بهم خونة البلد إلى السّلطات الإيطالية. ولما احتلّت ليبيا عام 1330هـ/1911م، نكّل الاستعمار بهؤلاء المصلحين ونهبت السلطات الإيطالية أموال أسرة الشيخ الطرابلسي الذي تمكّن من الفرار مع أسرته متّجهاً إلى بريـــان.

عودته إلى بريان وتدريسه فيها

مرّ الشيخ في طريقه إلى بريان على القرارة، فحلّ بها واحتفت به المدينة احتفاءً عظيماً واستضافته نحو أسبوعين. ولما وصل الشيخ إلى بريان فتح له السيد الحاج سليمان قلّو داراً للتعليم أمام المسجد العتيق في دار آل ادباش، لكن الشيخ كان عازماً على تكوين مدرسة عصرية يواصل فيها التّعليم بالطّرق الحديثة، فصُدم بعدم توفّر الجوّ الإصلاحي لتقبّل الأنماط العصرية للتّعليم في البلدة، ووقف في طريقه معارضو الإصلاح مثلما وقع مع الشيخ الحاج النّاصر الداغور ومع الشيخ بيوض في القرارة.

جهاده التربوي والإصلاحي في القرارة

كانت القرارة قبل قدوم الشيخ الطّرابلسي قد بدأت تستفيق من الغفلة الدينية والعلمية التي كانت تعشّش على الجزائر عموماً ووادي مزاب خصوصاً، والتي تسبّب فيها عنكبوت الاستعمار الفرنسي الذي كان يرمي إلى تجهيل الشّعب الجزائري واستئصال شخصيته الإسلامية منتهجاً في ذلك سياسة ((الخبز عن يميني والصّليب عن يساري))، وسانده في ذلك ضعاف النّفوس ودعاة المحافظة (أو بالأحرى الجمود) الذين وقفوا بالمرصاد لكلّ من حاول الإصلاح وإخراج النّاس مما هم عليه من الجهل. ومن بين من حمل على كاهله مسؤولية الإصلاح ومحاربة محاربيه في القرارة كان الشيخ الحاج إبراهيم بن عيسى البريكي والشيخ الحاج عمر بن يحي المليكي بمعهديهما، ثمّ من بعدهما الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض تلميذهما. وكان الشيخ الحاج عمر بن يحي يجد صعوبة في تعليم التلاميذ الجدد في معهده بسبب نقص التّكوين الذي تلقّوه في الكتاتيب، فكان يضطرّ إلى أن يستدرك لهم ما فاتهم في الكتاتيب خاصة في الجانب اللّغوي وتلاوة القرآن الكريم وتجويده، فثقل عليه الحِمل خاصة مع تزايد شؤونه خارج التّعليم وشعر بالحاجة إلى مدرسة ابتدائية عصرية لإعداد هؤلاء التّلاميذ، وظلّت القرارة على ذلك حتى جاء اليوم الذي حلّ عليهم فيه الشيخ الطرابلسي ماراً إلى بريان، فأُعجبوا بفصاحة لسانه وحفظه للقرآن الكريم وعذوبة صوته في تجويده، فعلموا أنّه المعلّم الذي ينشدون خاصة لما عرفوا عزمه على إنشاء مدرسة عصرية، واستغلّوا فرصة تفريط أهل بريان فيه فدعوه إلى التّعليم في القرارة فأجابهم إلى ذلك. وفي ذلك يقول الشيخ بيوض: ((لقد ابتدأ الشيخ الطرابلسي الإصلاح في التّعليم الابتدائي والتّربوي، سيما تربية اللّسان على الأداء السّليم، وشهدت منه القرارة نوعاً من التّعليم العصري لم تعهده من قبل، وتحسّن الخطّ العربي تحسّناً عظيماً)). وكان أوّل ما اعتنى به الشيخ في تعليمه تحفيظ القرآن الكريم وإتقان تجويده، وغرس العقيدة في نفوس التّلاميذ، إضافة إلى تعليم الصّلاة، وتعليم الحديث وبعضاً من قصائد الحكماء، كما كان يُعنى بفصاحة اللّسان والبلاغة. ومن النّاحية التربوية كان الشيخ يخصّص كلّ خميسٍ درساً في الأخلاق، يغرس في تلاميذه الصّفاء والنّشاط والشّجاعة والجدّ والتّضحية وحبّ العمل. لم يهمل الشيخ الجانب البدني، فكان يخرج بتلامذته مساء كلّ خميسٍ إلى ظاهر القرارة، فيمارسون ألعاباً رياضية مختلفة، إضافة إلى السّباحة في الآبار في الصّيف وفي الوادي إذا سال. وتخرّج من مدرسة الشّيخ أجيال عديدة من حفّاظ القرآن الكريم، فكان منهم العلماء النّبغاء والمعلّمون المخلصون وجند النّهضة والإصلاح، مثل الشيخ سعيد بن بالحاج شريفي (الشيخ عدّون)، الشيخ صالح بن يوسف أبسيس والحاج محمد بن بكير باشعادل. وكان للشيخ الطّرابلسي فضل كبير في التّمهيد لمعهد الحياة إلى جانب الحاج عمر بن يحي، فقد كان أغلب طلبة المعهد الأوائل من تلاميذه، وفي هذا يقول الشيخ محمد علي دبوز: ((إنّه لولا الشيخ الطرابلسي ما ظفر معهد الحياة في أطواره الأولى بكثير من تلامذته الأذكياء الذين سايروا الشيخ بيوض واستطاع أن يسرع بهم الخطى، وترقّى بهم التعليم الثّانوي وكانوا سبب ازدهار المعهد وتقدّمه)). وإلى جانب الواجب التّعليمي ساهم الشيخ في المسيرة الإصلاحية في القرارة بدروس الوعظ والإرشاد التي كان يلقيها في مدرسته، وكذا بالمقالات والقصائد التي كان ينشرها في جرائد الإصلاح، الشّهاب ووادي ميزاب. وبعد أن تيقّن الشيخ من أداء واجبه في القرارة، انتقل عام 1349هـ/1930م إلى بسكرة. ورغم أنّ الشيخ لم يتولّ التّعليم والإصلاح في مدينته (بريان) بعد أن غادر القرارة، إلاّ أنه كان له فضل هنالك، إذ أنّ المعلّم الذي انطلقت به مسيرة التّعليم في مدرسة الفتح عام 1928م كان من تلاميذه وهو الشيخ صالح بن يوسف أبسيس، كما تولّى القضاء في المدينة تلميذه الحاج محمد بن بكير باشعادل.

جهاده التربوي والإصلاحي في بسكرة

اختلفت المصادر التّاريخية حول المسيرة التّعليمية والتّربوية للشيخ الطّرابلسي في بسكرة، لكن أرجح الأقوال هو ما ساقه الشيخ محمد علي دبوز معتمداً على من عاصر الشيخ الطّرابلسي واطّلع على نشاطه الإصلاحي والتربوي مثل الحاج حمو بن عبد الله لعساكر، وحسب الشيخ محمد علي فإنّ الشيخ الطّرابلسي كان من الثلاثة الذين افتتحوا التّعليم عام 1350هـ/1931م في مدرسة الإخاء التي أنشأها آل بسكرة وتولّى إدارتها الشيخ محمد خير الدّين، وبعد سنوات انفصل الشيخ عن هذه المدرسة واشتغل كاتباً للسيد عيسى بن عمارة خبزي، ثمّ عاد إلى التّعليم في مدرسة الميزابيين، وهي خلاف مدرسة الإخاء، وأبلى فيها مثلما فعل في القرارة، ويقول الشيخ أبو اليقظان أنّ الشيخ الطّرابلسي تولّى الإدارة في هذه المدرسة الإباضية. وكان للشيخ دور إصلاحي في بسكرة، إذ كان يلقي دروس الوعظ والإرشاد في مسجد الإباضية خاصة في ليالي شهر رمضان المعظّم، وكان يفصل في الخصومات ويشرف على الاجتماعات، كما أنّه كان يلقي دروساً في مدن الشّمال التي يزورها. وكان للشيخ صلة وطيدة بعلماء بسكرة، لا سيما الشيخ محمد خير الدّين والشيخ الطّيب العقبي. وبعد أن وجد الشيخ الخلائف الحسنة في التّعليم اعتزل هذا المجال نهائياً واعتكف على مكتبته العامرة، إلى أن عاد إلى بريان عام 1947م.

دوره في جمعية العلماء المسلمين الجزائرييين عدل

كان الشيخ محمد الطّرابلسي من الأعضاء المؤسّسين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1931م، وظلّ ناشطاً فيها إلى أن توفّاه الله، ولعلّ اتّصاله بها كان عن طريق الشيخين محمد خير الدّين والطّيب العقبي. وكان للشيخ الشّرف في افتتاح الجلسة التّأسيسية للجمعية بتجويد سورة الصّف كاملة.

وفاته

في عام 1366هـ/1947م رجع الشيخ إلى بلدته (بريان) بعد أن أمضى أزيد من ربع قرنٍ في الجهاد التّربوي والتّعليمي والإصلاحي والأدبي والصّحفي، ووافاه أجله يوم الخميس 12 صفر 1367هـ الموافق لـ: 25 ديسمبر 1948م، وخرجت المدينة كلّها في جنازته وبكاه العلم والإصلاح وأبّنه بعض الكتّاب في جريدة البصائر.

شخصيته

علمه

كان الشّيخ الطّرابلسي عالماً جليلاً، واعتمد في تحصيل العلم على نفسه فأتقن العلوم العربية والشّرعية والتّاريخية، وتخصّص في الحديث النّبوي فكان من أبرز علماء المغرب فيه حفظاً وعلماً، وفي ذلك يقول الشيخ أبو اليقظان: ((وله خبرة واسعة على حديث رسول الله، وخبرة بنقد رجال الحديث)). ويمتاز الشيخ بشدّة حفظه لكتاب الله، وعذوبة صوته في تلاوته الذي يسحر به الألباب، ويقول الشيخ بيوض: ((وقد حضرت إحدى المجالس فجوّد فيها سورة الإنسان فلم أسمع في حياتي أحسن من تجويده، فما يزال صوته يرنّ في أذني إلى الآن طيلة أربعين عاماً أو أزيد)). وكانت له ثقافة دينية أصيلة، وفصاحة وأدب رفيع انعكست في قصائده ومقالاته، حيث شبّهت هذه الكتابات بمقالات التّفسير، حتى كاد يخرجه طابعه هذا من حيّز المقال الصّحفي كما يقول الدّكتور محمد ناصر.

c 7 أخلاقه

امتاز الشيخ بأخلاق حميدة وفاضلة كوّنت وبلورت شخصيته الاجتماعية، نجد ثلاث صفات:

شجاعته في التّصريح بالحقّ:

لقد بلغ الشيخ من هيبة الخالق ما جعل كلّ مخلوق يهون أمامه، فكان يشمخ على المتكبّرين والأغنياء والحكّام، واتّضح هذا جلياً في دروس الوعظ والإرشاد التي كان يلقيها في بسكرة؛ فكان ينزل الصّواعق على رؤوس المفسدين، وأعانه على ذلك فصاحة لسانه وبلاغته، وامتدّت صفته هذه إلى مقالاته الصّحفية؛ فقد أسال الحبر الكثير في محاربة المبشّرين وفضح نواياهم الخبيثة في زمن كانت تعتبر فيه السّلطات الاستعمارية مهاجمة المبشّرين جريمة نكراء. ومما اشتهر به في ذلك محاربة العلماء الجامدين في مزاب والجزائر، الذين زرعوا بذور الشّقاق المذهبي في عقول النّاشئة وحاربوا الإصلاح فقيّدوا العقول عن الانطلاق في العلم، وانتحلوا لأنفسهم حقّ الوصاية على الفكر، حتّى بلغت بهم الجرأة أن يحرّموا قراءة المجلاّت، وفي هذا يكتب الشيخ في جريدة الإصلاح: ((ولقد بلغ بهؤلاء الخاملين الجامدين الشّره والجشع حتّى صاروا يحرّمون الجرائد والمجلاّت ويحظرون على النّاس قراءتها، وكلّ من دفع معلوم اشتراكه في الجرائد والمجلاّت فهو عاصٍ، لا تقبل معذرته إلاّ إذا تبرّع عليهم بمثله أو بيّنه في ثلث وصيته...)).

همّته العالية:

اهتمّ الشيخ بطلب العلم طوال حياته، ولم يشغله التّعليم والإصلاح والإرشاد والوعظ عن مواصلة تثقيف نفسه حتى غدا شاعراً أديباً، وعالماً معلّماً ومربّياً مصلحاً، وتخصّص في علم الحديث وبرع فيه.

حبّه الشديد للعلم واعتماده على نفسه:

كان شديد الشّغف بالعلم وتحصيله، ويبدو ذلك جلياً من خلال شدّه الرّحال إلى عدّة أماكن لينهل من مختلف العلوم، وكذا من خلال اعتكافه على مكتبته في بسكرة. كما كان ينادي بطلب العلم ويبيّن مكانته العظيمة؛ فنظم في هذا عدّة قصائد، جمع بعضها الشيخ محمد الطّاهر الزاهر في كتابه (شعراء الجزائر).

شخصيته التربوية

كان محباً لعمله ومحباً لتلامذته مخلصاً في تعليمهم، فنفذ بذلك إلى نفوسهم وجعلهم معجبين به يحبّونه حباً شديداً، وهذه من الأسباب الكبرى لنجاح المربّي. وكان يبيّن لتلاميذه أنّ التّلميذ لن ينجح في حياته إذا لم يعتمد على نفسه في كلّ شيء، ولن يستطيع أن يعتمد على نفسه إذا لم تتوفّر فيه الشّجاعة الأدبية والاعتداد بالنّفس والثّقة بها. رحم الله شيخنا الفاضل، وجزاه عنّا خير الجزاء على ما ضحّى في سبيل إرساء دعائم التّعليم الميزابي، ووفّقنا إلى المحافظة على هذه الأمانة وتطويرها نحو الأفضل وتبليغها إلى الأجيال اللاحقة كاملةً غير منقوصة – آمين – والحمد لله ربّ العالمين.

 

c 7 c 7له قصيدة عنوانها :

العلم والوطن نشرها سنة 1926 في جريدة صدى الصحراء، الصادرة ببسكرة، لصاحبها أحمد بن العابد العقبي.

المصادر

أرشيف عشيرة آل بلفع -بريان-

نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة (الشيخ محمد علي دبوز)

المقال منشور في مجلة الهدى (العدد 17).

ويكيبيدبا

الشّيخ يوسف بن بكير حمو أُوعْلِي

أعلام الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

أعلام من الفترة الأخيرة:

الشّيخ يوسف بن بكير حمو أُوعْلِي

ولد بالعطف حوالي 1887م. ونشأ فقيرا يتيما ضريرا. بعد أن قضى فترة الصّبا عاملا ومتعلّما بمحضرة باسا لم، أرسله الحاج حموده بن الحاج يحي بهون أُوعلي إلى القرارة. فيها حفظ القرآن وأخذ مبادئ الدّين بمعهد الشّيخ الحاج عمر بن يحي، وانضمّ إلى حلقة ّإِرْوَانْ بالقرارة. وعندما رجع منها، واصل تعلّمه على الشّيخ الحاج عمر باكلّي الذي وجّهه إلى معهد القطب ببني يزقن سنة 1913م.

وفي سنة 1917م، سافر إلى تونس مع البعثة العلمية المزابية، واستمرّ في التّحصيل اللّغوي والدّيني بجامع الزّيتونة عند الشّيخ النحلي وابن يوسف وغيرهما.

في سنة 1923م، رجع إلى الوطن، واختبر عضوا بحلقة العزابة، وتولّى الفتوى ومشيخة المسجدين، والتّدريس بدار إروان بالعطف.

وفي سنة 1954م، انتقل إلى بني يزقن للتّدريس بالمعهد الجابري، خلفا للشّيخ إبراهيم حفّار، ولم يتخلّ عن هذه المهام إلى أن قعد به المرض والعجز سنة 1981م.

في سنة 1963، عيّن نائبا لرئيس مجلس عمّي سعيد، وتولّى رئاسته الشّرفية عام 1981م، ونظرا لكبر سنّه عهد بشؤون المجلس لتلميذه الشّيخ بكير عبد الرّحمن بن عمر باكلّي.

توفّي يوم 5 ربيع الثاني 1405هـ/28 ديسمبر 1984م، بالعطف.

الصّناعة 03

c 7

الصّناعة في العهد الثّالث من تاريخ وادي مزاب

 

الحياة الاقتصادية العهد الثّالث 

فخار فرش ألبسة ذهب و فضّة

 

الصّناعة:

من الصّناعات السّائدة بمزاب، صناعة مواد البناء من جير وجبس، كانت تصنع لها أفران مبنية من حجارة وطين أحمر مستدير الشّكل، وصناعة أخشاب النّخيل للتّسقيف، وخشب بعض الأشجار لصنع بكرات النّزح وحاملاتها و أدوات النّسيج وأواني المطبخ.

يتّخذ المزابيون من جذوع نخيلهم عوارض للتّسقيف، وأخشابا لصنع الأبواب، مكاييل للتّجارة، مهاريس لطحن الحبوب، وأواني مختلفة. ويتّخذون من جريدها ستائر وسقوفا. ويصنع من أوراقها و أليافها حصائر وحبال وأقفاف وأطباق وكسكسات ودلاء ومظلاّت ومراوح.

من أشهر الحرف، بناء المساكن وحفر الآبار ومد السّواقي وبناء الأحواض، أمّا الحدّاد فيصنع آلات الفلاحة وأدوات البناء والغزل والنّسيج.

ومن أهمّ الصّناعات دباغة الجلود لصناعة الدّلاء، وصناعة الفخّار لصناعة الأكواب و الأباريق والقلل و الخابيات. يصنع كلّ ذلك من طين خاص ثمّ يوضع في أفران خاصّة به.

هذه الأفران وجدت بكلّ من مليكة والقرارة وكانت تنتج فخارا عاديا وفخارا مطليا.

 

يصنع من الفخّار العادي:

 

أ- الجرار المبرنقة من الدّاخل أو بدون برنق، منها:

1- الخابية بغطائها وبدون مقبض، سعتها حوالي خمسين لترا لخزن التّمر أو الماء.

2- أَغَلُّوسْ له مقبضان، سعته بين ثلاثة وعشرين لترا، يخزن فيه التّمر أو الماء أوالشّحم المذوّب أو السّمن أو الحليب.

3- تَاقَصْرِيتْ بدون مقبض يستعمل لترطيب نوى التّمر للمعز.

4- تَاقَدُّوحْتْ بغطاء وبدون مقبض لخزن المؤن.

 

ب- أواني السوائل:

1- الإبريق سعته حوالي لترين.

2- القلّة لها مقبضان سعتها ثلاثة لترات.

3- أَقَدُّحْ يسع لترا إلى لترين من اللّبن.

4- تَاقَدُّوحْتْ بمقبضين تسع من نصف لتر إلى ثلاثة أرباع اللّتر من الحليب.

5- أَجَدُّو بمقبض واحد يستعمل للشّرب.

6- المحبس بمقبضين صغيرين لجمع المياه القذرة، حوالي أربعة لترات.

 

جـ- المكاييل:

النقاصة بمقبض أو مقبصين لكيل السّمن و الزّيت، سعتها لتر واحد تقريبا، مثلها نصف النقاصة وربع النقاصة. تحمل كلّ منها معلما يبيّن الكيل وعلامة ضبطه من طرف حلقة العزّابة بمسجد البلدة.

 

د- الأكواب:

1- تَاغَلُّوسْتْ هي الصّحن.

2- تَاغَدَّارْتْ أي الجفنة.

3- تَابْخُورتْ أي المبخرة.

4- نِيرْ أي القنديل.

 

هـ- مصنوعات أخرى:

1- تَادْوَاتْ أي المحبرة.

2- سُوفيرْأي الميزاب.

3- قادُوسْ أي الأنبوب.

 

ويصنع من الفخّار المطلي بالأخضر:

 

أ- أوانيالسّوائل:

1- تَابَغْبَغْتْ سعتها لتر ونصف، تعلّق في غرفة العروس للشّرب.

2- لَبِرِيكْ نُوفُوسْ: إبريق سعته لتر واحد ونصف، للعروس كذلك.

3- أَجَدُّو وتَاجَدِّيوْتْ للشّرب.

4- تَاقَصْرِيتْ أو تِيمَحْبَسْتْ بمقبضين سعتها من لتر إلى ثلاثة توضع تحت تْجَاوْتْ لاستقبال قطرات الماء الراشحة. و تْجَاوْتْ دلو من جلد المعز تحيط به أهداب من القرنفل، يعلّق لتبريد ماء الشّرب بالتبخّر

5- أقَدُّوحْ و تَاقَدُّوحْتْ لوضع الزّيت والسّمن واللّبن

 

ب- الأكواب:

1- تَاغَلُّوسْتْ أي الصّحن.

2- تَاغَدَّارْتْ أي الجفنة.

3- المَتْردْ وهو صحن ذو قاعدة عالية ارتفاعه حوالي خمسة عشر ستنيمترا.

 

 

المنتوجات النسيجية:

في صناعة الغزل و النّسيج كانت النّساء ينتجن الحياك والأكسية للنّساء، والعباءات والبرانس للرّجال، والفرش المتنوّعة، والمناديل للف أواني الطّعام ونقل الخضر.

 

الأفرشة:

بالنسبة للفرش، فإنّه يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع:

أ- الفرش ذات النسيج العالي، التي تصنع من صوف غير مصبوغة، ويسّمى الواحد منها تْنَاشْرَا.

ب- الفرش المستوية الثقيلة التي تعرف الآن بزربية بني يزقن، تشتمل على عدد من الرموز التقليدية،وقد تزيّن بحاشية على كلا الجانبين.

جـ- لَحْنَابَلْ: جمع حَنْبَلْ، وهي سلسلة من أشرطة مختلفة الألوان.

 

الألبسة:

أمّا بالنسبة للألبسة فنجد من بينها:

أ- تَجَرْبِيتْ: وهي ملحفة صوفية بيضاء مزينة ببعض الأشرطة الملونة.

ب- الشال المطروز: يختلف طرزه من بلدة إلى أخرى.

يصنع الشال (أَخَمْرِي بالمزابية) من الصّوف ويصبغ بالأسود، ثمّ يطرز بالحرير الأحمر والأخضر و الأصفر والبرتقالي. حسب الأشكال المطروزة عليه نحصل على خمري مخبل أو خمري الناصية.

هذه الأشكال تسمّى:

- البزيمة أو الشمسية.

- تِسَغْنَسْتْ أو الريشة أو تَكَمْبُشْتْ.

- إِدْلاَلَنْ أي الأهداب.

- إِتْرَانْ أي النّجوم.

- إِبَوَنْ أي الفول.

- إِكُومَارْ أي الأقواس.

- تِمْشَرْفِينْ أي الأقراط.

- المجدول.

- تِينَصْرِيفيِنْ أي الدويرات.

- السوالف.

- تِسْلاَتِينْ أي العرائس.

- إِضُوضَانْ أي الأصابع.

 ج- تِشْبَرْتْ نَلَّتْشْ: عباءة من الصوف متعدّدة الألوان، تحمل رموزا معيّنة. كان يرتديها الرجال والأطفال. هذه الرموز تمثّل شرفة، عقربا، ساق دجاجة، مفتاحا، مائدة، شمعدان، شموعا، مشطا، زهورا، يدا، أسنان الفأر، حليا، بالإضافة إلى أشكال تسمى زَقْزَاقْ، إِفْرَانْ، تِكُوكْوِينْ، تِسَغْنَسْتتْنْ بَرْبُورَا، رَقْمَتْ نْتَشْبَرْتْ، زَازَاغْ، تَاسْلَتْ.

 

الحلي:

واختصّ اليهود بصناعة الذّهب و الفضّة.

 

الذّهب :

وفيما يلي عناصر الحلي الذي كانت تتزيّن به المزابية، فمن الذّهب:

- تِسَغْنَاسْ: جمع تِسَغْنَسْتْ لمسك أطراف الملحفة على الكتفين.

- الخاتم.

- أَصْرَا أي العقد.

- الصارمية: قلادة تمسك كلّ طرف من طرفيها تسغنست.

- تِمْشَرْفِينْ أي الأقراط.

- البزيم: لتزين الشّعر.

- تِصَغْدْرِينْ أو لَمْسَايَسْأي الأساور.

- الشَّارْكَا توضع على الجبين.

 

 الفضّة:

أمّا حلي الفضّة فيشتمل على:

- تَمْغِلْتْ وهي نوع من العقد تمسك كلّ طرف من طرفيها تِسَغْنَسْتْ.

- أُزْلاَنْ أي الخلخال.

- تِجُلاَلْ تعلّق في نهاية شعر العروس على ظهرها.

- تِسَغْنَاسْ لمسك الملحفة.

- تِصَغْدْرِينْ أي الأساور.

- الخاتم.

 

البارود:

اشتهر ببنو مزاب بصناعة البارود. وكان لكلّ قرية عدد معتبر من المهاريس الصخرية الكبيرة، لصنع البارود، ويبعه للقوافل. كانوا يستوردون لذلك الكبريت من تونس وليبيا، وملح البارود من الجنوب الغربي. أمّا الفحم فكانوا يحصلون عليه بواسطة شجرة الأثل الموجود بالمنطقة.

 

الصناعة الحرفية اليدوية في بريان

الصناعة الحرفية اليدوية في بريان[1]:

كانت تمتاز بريان بالصناعة الحرفية اليدوية، ومن الحرف المشهورة، الفخار بأنواعه والحديد والنحاس والخشب والصياغة، فكانت بعض الحرف من احتكار اليهود الذين جاءوا مع الاستعمار كالصناعة القصديرية: كقصدرة الأواني الحديدية وصياغة الحلي من فضة أو ذهب. وتفنن أهل بريان في الصناعة النسيجية فكانت ذات جودة عالية كالزرابي والحايك والقشابية والجبة والبرنوس إلخ...

 

صناعة :

بتاريخ  12 نوفمبر 1948م تم تزويد بريان بالكهرباء[2].

إكتشاف الغاز والبترول في بريان 6

لقد كان أوّل حفر للتنقيب عن البترول في الصحراء الجزائرية، في منطقة بريان، سنة 1952، قامت به الشركة الوطنية للبحث واستغلال البترول في الجزائر، وأظهرت النتائج الأوّلية مؤشرات نجاح العملية في ماي 1953. 

--------------------

 

[1] بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص114

[2] راجع كتاب تاريخ بني مزاب الحاج سعيد يوسف

 

 

العشيرة في مزاب

العشيرة في وادي مزاب ماضيا وحاضرا

Icon 07

إنّ الله تبارك و تعالى يعلن بصريح العبارة : { يَا أّيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثَى, وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَ قَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا, إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ, إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } إنّ أمر الله صريح في الحكمة من جعل أبناء الجنس البشري شعوبا و قبائل لتعافوا, لكنّه نهى و ندّد بدعوى الجاهلية و التعصذب الأعمى للقبيلة, و جعل مقياس التفاضل بين الناس التقوى. 

تعريف العشيرة المزابية

التأصيل الشرعي لنظام العشيرة

نبذة تاريخية عن نظام العشيرة في وادي مزاب

نظام العشيرة حاليا

مجلس العشيرة  

العشيرة في وادي مزاب وحدة تنظيمية اجتماعية ليست وحدة عرقية

عشائر وألقاب بني مزاب

العمارة الأصيلة

العمارة الأصيلة  وفق صيانة العُرف والحريم ، تراث مزاب الثّمين

 

الهندسة المعماريّة لقصور مزاب

لاريب أنّ من أهمّ العوامل الرّابطة لأواصر المجتمعات البشريّة، هي تلك القوانين العادلة والنّظم التي تضع أمور الناس في موضعها من غير حيف، سعيا منها لحفظ كرامتهم وصيانة مكاسبهم وأعراضهم، فمن هنا شيّدت قصور مزاب على نمط يصون لكل فرد منهم حقوقه، ولم يكن تشييد القصور إلا بطريقة مدروسة روعيت في ذلك مصلحة الجميع، فالمسجد إتُّخذ له موقعا ناجذا وسط القصر وخطوا مواقع المساكن وسبل الأزقّة والشوارع ومكان السّوق وحدّدوا حدود الأسوار والأبراج والبوّابات المؤدّية إلى أحياء القصر ورسموا حدود المقابر و الواحة ومجرى الأودية والقناطر وآبار المياه وغيرها ممّا يحتاجه النّاس إليه في معاشهم وتتقاطع مصالحهم فيما بينهم على مدى حياتهم، ثم تركوا مسافة معلومة بدون عمارة بين كل مكوّن من مكوّنات القصر سمّوها بالحريم وهي شتى، مثلا للمساكن حريمها وللشوارع حريمها وللسور حريمه و للمقبرة حريمها وللوادي حريمه و للبئر حريمه وللواحة حريمها وللنّخلة الواحدة حريمها وهكذا دواليك ..

وكذلك جعل المزابيّون لهندسة قصورهم ضوابط نظاميّة ولكل منها ترتكز على سند شرعيّ ويخدم مصالحهم العامة ويحفظ حقوقهم الخاصة فاتفقوا عليها وتعارفوا فسمّوه بالعُرف ، فالزّائر لقصور مزاب يلاحظ ثمرة حفظ المهندسين الاوائل لأعرافهم، فيرى المنازل متساوية العلوّ وهي على اتجاه معلوم لغرض التكيّف مع اشعة الشّمس والتهوئة اللازمة، ولا يجد للمنازل نوافذ كبيرة إلا منافذ ضيّقة وكوّاة تفي بغرض التهوئة من غير إضرار لكشف عورة جارهم، ولا يرى باب منزل يقابل باب جاره ولا يُترك وسط المنزل مكشوفا عند فتح الباب من غير حائل من جدار حفظا لعورته ولاتتّخذ الميازيب فوق باب الجار المقابل لكي لا يصبّ عليه ماؤها وغيرها من الامور المتعارف عليها تجنبا للضرر بأحدهم وسهرا لإضفاء روح الاخوّة بينهم وربط لحمة الجوار وتقويته...

فالمحافظة على هذه القيم من أسرار تماسك تلك المجتمعات.

     

منقول  منشور في الفايسبوك للأستاذ  noureddine fekhar

العمران في مزاب

العمران في مزاب

Icon 07

قصور مزاب عبارة عن منظومة عمرانية متأصلة ، وهي امتزاج بين الإبداع العملي الذي اكتنفه الصّمود من أجل البقاء تأقلما وتكيفا حسب مناخ وطبيعة المنطقة الصعبة ، وبين الصيانة للحقوق الجوارية المدعمة بترسانة من النظم والأعراف الأخلاقية المعبر عنها بالحريم إذ تجد لكل موضع عمراني حيوي له حريمه سواء داخل القصر أو على مسافات محددة خارج أسوارهم...مما كساها لمسة جمالية بديعة وميزة عمرانية تكاد تنفرد عن غيرها...

العمل من مكامن القوة الناعمة في المجتمع المزابي

العمل...من مكامن القوة الناعمة في المجتمع المزابي(01)

Icon 09 المكمن العملي الاقتصادي:

العمل وعمارة الأرض بشتى أفعال الخير والمسارعة إليها والتسابق فيها هي خصلة جلية في الفرد المزابي، فهو متفرغ في صباه وريعان شبابه لتلقي نصيبه من التعليم الرسمي والقرآني، ثم ليلتحق بعد ذلك بعمله الذي سخر له تجارة أو فلاحة أو حرفا أو وظائف. تجد الفرد منقطعا إلى عمله منهمكا فيه متفانيا في أدائه يعطيه جل وقته وجهده. وفي المقابل تجده يمقت الفراغ وتضييع الأوقات جلوسا على طاولات المقاهي أو على أرصفة الشوارع.

لم يأت هذا الأمر كذلك من فراغ، بل هو تراكم جهود الآباء والأجداد الذين غرسوا بذرة حب العمل وقيمته في الأبناء جيلا عن جيل، واقتنعوا أن الدنيا لا تُنال بالتمني وإنما تؤخذ غلابا، وأن النجاح ضريبته التعب والجد والكد.

لعل البيئة الصحراوية الشحيحة الموارد القاسية المناخ، قد ساعدت على تشكل هذا الأمر في الشخصية الميزابية، فعلى الفرد أن يعمل كثيرا لأجل تحصيل القوت الحلال من عرق جبينه. كما أن الفرد الميزابي تعود على الاعتماد على النفس، ونبذ الاتكالية، وانتظار المساعدة من الغير ومن جهات أخرى لتمن عليه بنعمها وخيراتها، فهو يسعى لتحصيل قوته بكد يمينه.

كما أنه معروف بالتقشف في مظاهر حياته عموما، فهو يحسن التصرف في أمواله جمعا وإنفاقا واستثمارا، كما يحسن ترتيب أولوياته في الحياة، ويحسن فرز ضرورياته من كمالياته، لذا تجده أبعد الناس عن مظاهر الإسراف والتبذير، كما أنه يحمل فكر الادخار لمستقبل أيامه، ويفكر في نفسه كما يفكر في والديه وأسرته وأبنائه.

 -----------------------------------

(01) مقال بعنوان "مكامن القوة الناعمة في المجتمع الميزابي" بقلم: د. قاسم بن أحمد الشيخ بالحاج

المصدر nir-osra.org

الفتن الداخلية 03

الفتن الداخلية العهد الثالث

هناك أسباب عديدة جعلت نار الفتنة المزمنة تتقد من حين لآخر ولأدنى سبب مباشر ،نذكر منها:  

-العصبية القبلية التي يغذيها مبدأ التناصر وفكرة الدفاع عن الشرف.فالفرد الواحد قد يجرّعشيرته أو قبيلته إلى صراع يعمّ البلدة و ربمّا كامل المنطقة .هذه الصراعات لم تتعدّ يوما هذا الإطار و لم تتطوّر إلى حرب بين قريتين يقصد منها استيلاء إحداهما على الأخرى.

_       الانحطاط الثقافي عموما.

_       غياب سلطة مادية قاهرة كالجيش النظامي أو الشرطة.

_       ازدواجية الصف و هو أهمّها:

إنّ العشائر المزابية كانت تشكّل كتلتين : الصف الغربي والصف الشرقي. أمّا الصف الغربي فيضمّ أولاد عمّي عيسى والعفافرةوالمذابيح من سكان غرداية، وأولاد موسى وأولاد يدّر من بني يزقن، و أولاد عبد الله من سكان العطف وبونورة، وكافة سكان مليكة بما فيهم المالكية الذين أصلهم من متليلي، وأولاد عْلاَهُمْ وآل بَالَّهْ و العطاطشة من سكان القرارة.

أمّا الصف الشرقي فيشمل من غرداية أولاد باسليمانوالنشاشبة وأولاد يونس، ومن بني يزقن أولاد عنان، ومن العطف أولاد جلمام، ومن بونورة أولاد نوح أولاد إسماعيل، ومن القرارة أولاد الزيت، وكافة سكان بريان.

هذا الانقسام إلى كتلتين ليس مقصورا على وادي مزاب، بل هو عام لجميع المناطق المجاورة. فالصف الغربي هم بنو يفرن وبنو مرين ومغراوة ومن انضم إليهم بالمجاورة أو المصاهرة أو الفكرة من زاناتة الشرقية. والصف الشرقي هم من اتحدوا مع زغبة من بني بدين ومن انضمّ إليهم كذلك[1].

إنّ هذه الفتن أنهكت قوى مزاب وعاقت تقدّمها. وقد أدّت مرارا إلى نفي عشائر، بل إلى تدمير أحياء كاملة في بعض القرى وتقسيم البعض الآخر.

ولم تكن المنطقة بدعا من المناطق المجاورة. فما كان يقع في مزاب كانت تعاني منه الجهات الأخرى من الصحراء الجزائرية، إن لم نقل من البلاد الإسلامية، في هذا العصر المظلم.

ثمّ إنّ غالبا ما يكون السبب المباشر لاشتعال حرب أهلية، تأتي على الأخضر واليابس، تافها يخجل المرء من ذكره. ذلك الحال مثلا في بلدة العطف التي أعيت أهلها فتنة، سببها تسمية بقل من البقول المحلية بأحد اسمين: تَامِيسَا أو تَاخْسَايْتْ، حتّى أقاموا سورا ينصف البلدة شطرين. هذا السور وقع الاتفاق بين الطرفين على إزالته في نهاية القرن الثامن عشر.

ويقال إنّ سبب بناء مسجد باسا لم أنّ أهل البلد اجتمعوا لأمر وتفقّدوا مَن تخلّف، فقال قائل منهم:«لم يبق إلاّ أولاد عبد الله، وقالوا ليسوا إلاّ حادثين، فأبرموا أمرهم دون حضورهم، فاغتاظوا لذلك وبنوا المسجد الأعلى والصومعة[2].

إنّ مجلس وادي مزاب اتّخذ إجراءات وقائية وردعية للحيلولة دون اندلاع نار الفتنة في البلاد. فقد اتّفق في ذي الحجة 815هـ/1413م«على قاتل النفس التي حرّمها الله تعالى...يقتل. وإن قتل القاتل وتقوم فتنة عليه في بلاده ويهرق دماء المسلمين بسببه فإنّ المجلس اتّفق على القاتل أن يؤدّي دية المقتول عددها اثنتا عشرة مائة ريالات فضة ويخرج من البلاد عامين...وإن وقعت فتنة في حومة من البلاد وماتت نفس ولم يعلم أهل البلد من قتلها، ووجدوا الميت بغير سلاح ولا آلة في يده من أمور الفتنة، والميت من أهل البلد أو من غيرهم فعلى أهل البلد الدية إلى أهل الميت...وإن شهد أهل الفتنة على واحد منهم وأنكر الواحد فعلى الجميع الدية، وإن تعصّبوا وامتنعوا من دفع الدية بعد طلبها منهم فتؤخذ منهم قهرا. وأصحاب التعصب وينفون من البلاد. وإن سامح أهل النفس برضاهم فلا شيء على من ذكرهم».

وجاء في مستهل قرارات المجلس في شوال1052هـ/1642م مايلي:«اتفقوا أنّ من يحمل الحديد فغرامته عقوبة خمسة وعشرين ريالا. والذي ضرب به خمسون ريالا والنفيان. و الحميّة فغرامتها خمسة عشرون ريالا».

فيما يلي سرد لِما وقع تقييده من الفتن الداخلية:

-       يوم3 محرم 807هـ/1405م، أخرج أولاد أبي إسماعيل من بونورة إلى مليكة.

-       وفي عام 809هـ/1407م، هجم المخاريج ومن معهم على مليكة، ووقعت فتنة بين بني يزقن ومليكة، ووقعت مقتلة عظيمة بين بونورة ومليكة سببها أولاد عبد الله.

-       وفي رمضان 810هـ/1408، وقعت مقتلة بني يزقن وغرداية ومليكة.

-       وفي 814هـ/1412م، وقعت مقتلة عظيمة بين أولاد عبد الله وأولاد أبي اسماعيل.

-       وفي القرن التاسع الهجري كذلك، لمّا وقعت هدنة بين مليكة وبنييزقن، دخل عدد من
آل مليكة تَفِلاَلْت في ليلة من الليالي وأحرقوا خزانة الكتب.

-       وفي سنة 990هـ/1582م، خدع الصف الشرقي في غرداية الصف الغربي، وقُتِل منهم ثمانون رجلا وذلك أسفل العديرة. واستقدم عام 994هـ الصف الغربي المذابيح لمناصرتهم ضدّ الصف الشرقي.