اللباس الأمازيغي الحالي (نفوسا/جنوب تونس/مژاب) المعرف بالحولي "تالابا" كان إلى وقت قريب منتشر في كل إفريقيا الشمالية وأول اللوحات لشريف وازان المغرب للفنان Josep Tapiró Baróوحتى وقت قريب يلبس عند الشاوية والأطلس المتوسط وذكر في عدة مراجع تاريخية إنتشاره في كل تامازغا ويبدو أن البرنس مجرد تطور من نفس اللبسة(01)
كل المؤرخين يجمعون على وقوع هجرة أمازيغ الزاب نحو الصحراء و الواحات و مناطق أخرى إثر الغزوات الهلالية سنة 440 هـ و ما تلاها و كان الكثير من بربر الزاب على المذهب الاباضي مما جعلنا نفترض كمجرد فرضية تاريخية مطروحة للبحث أن أولئك الأمازيغ الاباضية هاجروا إلى مزاب و انضموا هناك إلى البربر الجيتول القدامى المعتزلة الذين بدأوا يتأبضون على يد الإمام الفرسطائي و تلامذته , بينما افترضنا أن الأمازيغ المالكية لما أزاحهم الهلاليون من الزاب آووا إلى مناطق أخرى في التل و الصحراء .
لكن وجدنا دراسة تاريخية جد مستندة إلى مصادر تاريخية و توثيقات لرحالة مرافقة لتلك الفترة , إستنتج منها صاحبها الباحث علاوة عمارة أن تهجير البربر الإباضية من الزاب كان سابقا على غزوات بني هلال , و أنه تمّ في عهد دولة بني حماد التي أنشأها حماد بن بلكين الصنهاجي في الزاب بنواحي أشير و المسيلة... سنة 405 هـ
يقول الباحث علاوة عمارة إن الزاب كان فيه الاباضية في عهد الفاطميين و يستنتج من خلال شهادات الرحالة ابن حوقل أن الزاب لم يفقد هويته الاباضية آنذاك
A travers les descriptions géographiques ; nous pouvons constater une persistance de l'ibadisme dans plusieurs zones du Zab malgré les campagnes répressives des Fatimides.... le Zab n'a pas perdu pendant cette époque son identité ibadite....
و يبين الباحث أن الإضطهاد و التهجير لإباضية الزاب كان من طرف الحماديين
L'éradication de la comunauté ibadite de Baghay est attribuée au fondateur des hammadites... les habitants se retirèrent dans les oasis du sahara
و يواصل الباحث نقوله من المصادر عن كثير من العنف والتهجير مارسه أنصار حماد بن بلكين و المعز بن باديس على الأمازيغ الإباضية من مختلف مناطق الزاب
عندما ينضج التمر في فصل الخريف في عراجينه، يأذن مجلس العزابة في المسجد بداية جني التمور، ويعبر عليه باللسان المزابي (إِحَلْ أَمْجَارْ)، وذلك ابتداءً من اليوم الثامن من شهر أكتوبر، ولا يجوز القطع قبل ذلك؛ لأنه يعتبر فسادا لغلة التمر باعتبار أن التمر هو المورد الأساسي للسكان تجب المحافظة عليه، وهذا ما يتماشى مع مقاصد الشرع، الذي يحرم التبذير، وفق قاعدة فقهية "لا يجوز قسمة الغلة على الأشجار إذا لم تدرك".
ولقائد القرارة دور هام في مراقبة القرار ومعاقبة المخالفين لعرف البلد، وذلك بأمر جميع الحراس على مداخل القصر للمراقبة، وإذا وجد عند الفلاحين عراجين قبل الوقت المحدد، عوقب صاحبها بغرامة قدرها 10 فرنك، ويأخذ ذلك العرجون، ويجعله صدقة، ونورد مثالا لذلك في عهد القائد عفاري سجلت مخالفة من شهر أكتوبر 1942م، حيث قام الحراس، بنزع عرجون بلح من الفلاح، الذي دخل معهم في خصام، وشتم كبير الحرس، ورفع أمره لرئيس مكتب ملحقة غرداية، وطلب القائد أن يعاقب بغرامة قدرها خمسين فرنكًا بسبب تعديه للأمر الصادر للعامة، وأيضا غرامة قدرها خمسون فرنكًا بسبب شتمه لقائد الحراس.
بعد الإذن الرسمي لجنْيِ التمر، يتفرغ الجميع رجالا ونساء وأطفالا لحملة جني التمور المحصول السنوي الأساسي، فبالتعاون والعمل الجماعي تصبح الواحة ورشة عمل تتعالى فيها الأصوات بالمدائح والأهازيج التي يطلقها متسلِّقو النخيل في جو حماسي.
إن تمتع سكان القرارة بالروح الجماعية والشعور الجماعي يجعل العمل الصعب سهلا، والكثير قليلاً، وقد يصادف ذلك امتلاء الواحة كلها بمياه وادي زقرير، فيصنع الفلاحون سُفُناً خشبية للوصول إلى بساتينهم لجني التمور، مثل ما عرفته السنوات التالية: 1922-1928-1929-1941م، حيث صادف وقت جني التمور دخول وادي زقرير إلى الواحة.
أَنْكَاضْ ( جني التّمور )
مقطع مقتبس من حصة مرحبا للقناة الرابعة "الأمازيغية" للتلفزيون الجزائري حول "كتاب معالم الحضارة في واحة القرارة" للباحث: إبراهيم بن محمد ويرو الحاج يحي. بتاريخ 31-08-2017.
كان يعيش أغلبهم على تربية المواشي، والتنقّل بها عبر أرجاء الشّبكة، بحثا عن الماء والكلأ. فكانت حياتهم في منتهى البساطة، شأنهم في ذلك شأن قبائل البدو في كلّ مكان.
يقول الشّيخ ع لي يحيى معمّر[1]:" وحافظوا (أي سكّان بلاد الشّبكة) على نظام حياتهم، كشعب يعتمد على تربية المواشي بالدّرجة الأولى وعلى الزّراعة الموسميّة بالدّرجة الثّانية"[2].
أمّا صناعتهم فكانت تقتصر على نسج الخيام والألبسة من الوبر، فلم يكونوا يتعاطون نسج الصّوف إلا ما كان يشتغل به سكّان قرية الصّوفية (أَغَرْمْ نَتْلَزْضِيتْ)، وهو ما ميّزهم عن باقي بني مصعب وأدّى إلى تسميت قريتهم تلك[3]:.
[1]_ علي يحيى معمّر (1338-1400هـ/ 1919-1980م)، ولد بنالوت في ليبيا وتعلّم بها، ثمّ سافر إلى تونس سنة 1346هـ/ 1927م، والتقى بشيخه رمضان الليبي بمدرسة الإباضية، وهناك تردّد على دروس جامع الزّيتونة. ثمّ لمّا بلغه صدى معهد الحياة بالقرارة رحل إليه سنة 1357هـ/ 1938م، حيث بقي سبع سنوات يحضر دروس الشيخ بيوض ويساعده على التّدريس. رجع إلى نالوت سنة 1366هـ/ 1945م، اهتمّ مدّة بالسّياسة، ثمّ تفرّغ للتّدريس، فارتقى في سلّم التّعليم، حتّى استقرّ بوزارة التّعليم في منصب إداري سام. وفي الأثناء قام بعدّة رحلات في العالم العربي وأنتج عددا من المؤلّفات نذكر منها:
هي عادة حميدة في وادي مزاب عامة وتجنينت بالخصوص يقوم بها أهل العروس غداة ان تصبح العروس في أهل زوجها حيث يتم اعداد الطعام وارساله إلى أهل العريس كعربون هدية للمصاهرة، وعادة ما يكون "ؤشّو د تيني " الكسكس أو الطعام بالتمر أي مرق التمر تيمنا أن تكون الأيام حلوة ان شاء الله. أما بالنسبة لقصر تاغردايت ففي نفس المناسبة يقدمون أكلة "رفيس". وكما هو معروف في المهر أو الصداق يمنح للعروس مبلغ رمزي وكبش، وهذا الكبش يؤخذ نصفه لإعداد وليمة العرس وطبخه في أحبي أي يرجع مطبوخا كهدية للعريس والأصهار.
ويوجد أيضا أحبي يهدى من قبل الأقارب والأصدقاء هو للوليمة أي وجبة طعام جاهزة تمنح لصاحب الوليمة كهدية عرس تكافلا مع أهل العرس مساهمة منهم في تخفيض أعباء العرس.
الفرق بين لعادت; تازوصا وآحببي: في قصر تاغردايت لعادت هي في الغالب "اشو د تيني" هو طبق الكسكس بالتمر يحضره أهل العروس في اليوم الأول من تواجدها في بيت زوجها.
أما تازوضا واحبي فهو طبق يقدم من طرف العائلة أو الوالدين أو الأخوة أو " ئنسيبن"يعني المتصاهرين معهم بتقديمه كهدية في ايام العرس.
تازوضا :اشو تيني
احبي:اشو دلحبات أو اشو ديغماين
كل من تازوضا(1) وآحبي ولعادت هي القصعة أي إناء خشبي مقعّر إلا أن التسمية تختلف حسب المرسل ويعني ذلك أن تازوضا وآحبي هو شيء واحد إلا أنه يختلف في نوعية الأكلة؛ فبالنسبة لأكلة رفيس تفطر به العروس مع والدها وأخواتها في اليوم الأخير لها في بيت أهلها، أما في بيت الزوج يقدم في الفطور في اليوم الثاني من العرس.
Pour l’identification du vocabulaire berbère commun nous avons adopté deux critères qui
nous permettent de considérer que des mots kabyles et mozabites sont communs :
► Une forme commune, c’est-à-dire, des mots ayant des racines composées de mêmes radicales,
même s’ils sont altérés.
► Un minimum de sens commun, même si le sens n’est pas complètement identique.
Grâce à ces deux critères nous établons les correspondances et rapprochements entres les mots
qui appartiennent à une même famille.
NOUH Abdallah est né en 1964 à Ben-izguene (M’zab), il obtient successivement les titres, de : licence en droit, en 1988 ; magister en droit public, en 1995 ; magister en langue et culture amazighe, en 2008. En 2010, il obtient sa thèse de Doctorat en droit public. Actuellement, M. Abdallah NOUH enseigne le droit public à l’Université Mouloud Mammeri (Tizi-Ouzou). Il y assure également des cours sur le berbère mozabite depuis 1993. Il a publié de nombreux articles sur la langue berbère.
-ABONNEAU J. Préhistoire du M'zab, thèse 3e cycle, Art et Archéologie, Paris, Sorbonne, 1983. -AUMASSIP G., Le Bas-Sahara dans la Préhistoire, Études d’Antiquités africaines, CNRS, Paris, 1985. -AUMASSIP G., DAGORNE A., ESTORGES P., LEFÈVRE-WITTER P., MAHROUR M., MARMIER F., NESSON C, ROUVILLOIS-BRIGOL M. et TRÉCOLLE G., « Aperçu sur l’évolution du paysage quaternaire et le peuplement de la région de Ouargla », Libyca, 1972, t. XX, p. 205-257. -BALOUT L. L’Algérie préhistorique, Paris, AMG. 1958. -BASSET, « Deux stations tardenoisiennes d'Algérie : Mélika et Bou Saada », Bulletin de la Société préhistorique de France, 1926, vol. 23, numéros 3-4, pp. 111-112. -BONETE Yves, « Gravures rupestres du M'zab », in BLS, n° 13, 3/1962, pp. 16-29. -JACQUET, « Notes au sujet d'un monolithe de Guerrara », in Rec. Notes et Mém. Soc. Archv., 1898, Constantine. -CAMPS G., Les civilisations préhistoriques de l’Afrique du Nord et du Sahara, Doin, Paris, 1974. -MARMIER F. et TRÉCOLLE G., « Étude de l’industrie du gisement d’Hassi Mouillah, région de Ouargla, Sahara algérien. I. L’œuf d’autruche », Libyca, t. XIX, 1971, p. 53-114. II. Le matériel de broyage, Libyca, t. XX, 1972, p. 135-148. -MOREL J. « Notules de préhistoire mozabite », Libyca, tome XXIV, 1976, pp. 173-180 -ROFFO Pierre, « Note sur les Civilisations Paléolithiques du Mzab », (Congrès Préhistorique de France), 1933. -ROFFO P., « Sépultures indigènes antéislamiques en pierres sèches, étude sur trois nécropoles de l’Algérie centrale », Rev. afric, t. 82, 1938, p. 197-242. -SAVARY J.P. « Gravures rupestres d’âge historique au Mzab », Libyca, tome VIII, 1960, pp. 299-308. -SAVARY J.-P., « Industries préhistoriques de la région de Fort Thiriet (Sahara oriental) », Bull. Soc. préhist. franç., t. 58, 1961, p. 605-620. -SOYER R. « Les gisements préhistoriques du grand Erg oriental : Hammadas - grand Erg Chebka du M’zab », Bulletin de la Société préhistorique de France, 1926, vol. 23, -LEFEBVRE G. « Mission Berriane, Djelfa, Libyca, t. 24.
NOUH Abdallah est né en 1964 à Ben-izguene (M’zab), il obtient successivement les titres, de : licence en droit, en 1988 ; magister en droit public, en 1995 ; magister en langue et culture amazighe, en 2008. En 2010, il obtient sa thèse de Doctorat en droit public. Actuellement, M. Abdallah NOUH enseigne le droit public à l’Université Mouloud Mammeri (Tizi-Ouzou). Il y assure également des cours sur le berbère mozabite depuis 1993. Il a publié de nombreux articles sur la langue berbère.
Le vocabulaire berbère commun Au Kabyle et au Mozabite
De Abdallah Nouh
Résumé
La langue berbère est un ensemble de dialectes et parlers régionaux, unis par un important fond lexical commun avec des structures grammaticales identiques. C’est le cas du kabyle (dialecte du nord algérien) et du mozabite (dialecte du nord du Sahara algérien), entre lesquels l’existence d’un grand nombre de mots berbères communs est à souligner.
A partir d’une étude lexicale comparative sur un corpus de 880 mots berbères communs issus de 724 racines ; nous avons essayé d’identifier la proportion du vocabulaire berbère commun au kabyle et au mozabite ; d’étudier ses variations de forme et de sens, et de mettre en exergue la répartition de ce vocabulaire en champs lexicaux.
L’objectif visé est, d’une part, de permettre une meilleure compréhension des mécanismes et des règles qui régissent ces variations vocaliques, consonantiques et lexicales, et d’ouvrir ainsi la possibilité d’intercompréhension entre les locuteurs des deux dialectes grâce au processus de conversion. Et, d’autre part, de mesurer le degré de convergence, sur le plan lexical, entre deux dialectes berbères parlés par deux communautés éloignés géographiquement, et différentes dans leur mode de vie. (L'auteur).
UNIVERSITE MOULOUD MAMMERI, TIZI OUZOU
FACULTE DES LETTRES ET DES SCIENCES HUMAINES
DEPARTEMENT DE LANGUE ET CULTURE AMAZIGHES
Mémoire de magistère
Spécialité : Langue et culture amazighes
Option : Linguistique amazighe
Jury composé de :
M. YAHIATENE Mohamed, M.C, UMMTO, President
M. HADDADOU Mohand Akli, M.C, UMMTO, Rapporteur
Mme. AHMED ZAID Malika, M.C, UMMTO, Examinatrice
M.CHEMAKH Said, Docteur, UMMTO, Examinateur.
Amawal n Teqbaylit d Tuméabt
Glossaire du vocabulaire berbère commun au kabyle et au mozabite telecharger PDF
Présentation
Le berbère, cet ensemble de dialectes et parlers régionaux ,repose,en fait, sur un important
fond commun, qui peut être constaté aussi bien au niveau des structures grammaticales, qu’au
niveau du lexique. En effet, c’est grâce au vocabulaire commun, en plus des structures
grammaticales identiques, que les locuteurs berbérophones, notamment d’aires dialectales
proches, peuvent se comprendre mutuellement, sans beaucoup de difficultés.
Néanmoins, ce vocabulaire est, en partie, entaché de variations d’ordre lexicale et
sémantique qui rendent l’intercompréhension difficile, voire parfois impossible. En fait :
«Cette diversité du vocabulaire berbère, ne fait que refléter celle des pays . Les sociétés de
langue berbère sont restées relativement isolées les unes des autres. Non qu'elles aient ignoré, au
cours de l'histoire, les échanges, les déplacements individuels ou collectifs, les invasions,voir les
brassages de population,mais les conditions politiques et culturelles d'une véritable communauté
berbérophone étendue et stable, n'ont jamais été réalisées1»
Nous pouvons considérer que le kabyle et le mozabite, appartenant tous les deux aux
dialectes berbères du nord de l’Algérie qu’on peut distinguer des parlers Touaregs du grand sud,
sont des dialectes proches, en raison de la facilité relative de communication entre leurs locuteurs.
Il s’agit là d’un glossaire de vocabulaire berbère commun au kabyle et au mozabite
d’environ 723 racines et de 878 mots. Il est le résultat d'un inventaire des mots berbères
communs effectué principalement dans les dictionnaires kabyle-français de J.M. DALLET (1985)2
et mozabite- français de J. DELHEURE(1984)3, complété par quelques recherches des mots auprès
des locuteurs quand c'est nécessaire. Il n’est donc pas le fait de travaux systématiques de collecte
sur le terrain.
Le dictionnaire kabyle -Français de J.M DALLET (1984) est le fruit d’un travail assez
élaboré sur le parler des Ait Menguellat au massif du Djurdjura, et plus précisément celui de trois
villages situés dans le territoire de cette tribu qui sont : Tawrirt, wa$zen et Tililit des Ayt âmer
wsâid 4. Nous estimons que le parler des Ayt Menguellet peut , représenter le dialecte kabyle qui
forme un ensemble homogène, car les différences entre le parler d’une tribu/region et d’une
autre ne sont, en faite, que minimes. D’autre part, le dictionnaire de DALLET porte les emprunts
d’une riche contribution d’autres chercheurs qu’ils ont eu à le compléter pendant 13 ans (1972-
1985) après le décès de son initiateur
En revanche, le dictionnaire mozabite de J.DELHEURE (1985), beaucoup moins consistant,
représente lui, un vocabulaire d’environs 2000 entrées tiré d’un corpus de textes mozabites
recueillis entre 1945 et 19761 auprès de trois informateurs, l’un de Beni izguene et deux autre de
Ghardaïa dont une veille femme de 71 ans en 19482.
Nous avons pris quelques mots des lexiques et glossaires antérieurs, bien que ceux ci, en
plus de leur précarité, représentent des réalités synchroniques très lointaines des deux dialectes 3
En fait, malgré que les deux dictionnaires, objet de notre invistigation, sont aujourd’hui
vieux de plus de 20 ans , nous estimons que la majorité des mots communs relevés sont encore en
usage à nos jours, du moins dans les milieux villageois.
Il va sans dire que ce recueil est loin d'être exhaustif. Il ne peut être donc qu'un échantillon
du fond lexical berbère commun, et ne peut pas contenir le répertoire lexical caractérisé par le
dynamisme et l’évolution constante.
Il n’est question ici que du vocabulaire commun issu de racines berbères. Celui ci constitue
le socle lexical de base attestant de l’unité profonde du berbère. Bien entendu les emprunts
communs constituent également un lien important d'intercompréhension.
Notre vocabulaire est de deux catégories :
1) Vocabulaire berbère similaire ayant les mêmes formes et sens en kabyle et en mozabite
Le vocabulaire berbère commun Au Kabyle et au Mozabite
De Abdallah Nouh
Résumé
La langue berbère est un ensemble de dialectes et parlers régionaux, unis par un important fond lexical commun avec des structures grammaticales identiques. C’est le cas du kabyle (dialecte du nord algérien) et du mozabite (dialecte du nord du Sahara algérien), entre lesquels l’existence d’un grand nombre de mots berbères communs est à souligner.
A partir d’une étude lexicale comparative sur un corpus de 880 mots berbères communs issus de 724 racines ; nous avons essayé d’identifier la proportion du vocabulaire berbère commun au kabyle et au mozabite ; d’étudier ses variations de forme et de sens, et de mettre en exergue la répartition de ce vocabulaire en champs lexicaux.
L’objectif visé est, d’une part, de permettre une meilleure compréhension des mécanismes et des règles qui régissent ces variations vocaliques, consonantiques et lexicales, et d’ouvrir ainsi la possibilité d’intercompréhension entre les locuteurs des deux dialectes grâce au processus de conversion. Et, d’autre part, de mesurer le degré de convergence, sur le plan lexical, entre deux dialectes berbères parlés par deux communautés éloignés géographiquement, et différentes dans leur mode de vie. (L'auteur).
UNIVERSITE MOULOUD MAMMERI, TIZI OUZOU
FACULTE DES LETTRES ET DES SCIENCES HUMAINES
DEPARTEMENT DE LANGUE ET CULTURE AMAZIGHES
Mémoire de magistère
Spécialité : Langue et culture amazighes
Option : Linguistique amazighe
Jury composé de :
M. YAHIATENE Mohamed, M.C, UMMTO, President
M. HADDADOU Mohand Akli, M.C, UMMTO, Rapporteur
Mme. AHMED ZAID Malika, M.C, UMMTO, Examinatrice
M.CHEMAKH Said, Docteur, UMMTO, Examinateur.
NOUH Abdallah est né en 1964 à Ben-izguene (M’zab), il obtient successivement les titres, de : licence en droit, en 1988 ; magister en droit public, en 1995 ; magister en langue et culture amazighe, en 2008. En 2010, il obtient sa thèse de Doctorat en droit public. Actuellement, M. Abdallah NOUH enseigne le droit public à l’Université Mouloud Mammeri (Tizi-Ouzou). Il y assure également des cours sur le berbère mozabite depuis 1993. Il a publié de nombreux articles sur la langue berbère.
عن ابن خلدون الدي اخد عن ابن حزم الاندلسي الدي هو ايضا اخد عن ابن برزال البويكني الاباضي، فحسب ابن خلدون فإن كتامة وصنهاجة لما اختلفتا مع زناتة في المغرب الأقصى قامت جميع القبائل المنحدرة من جدها {واسين} واجتمعت في منطقة وادي زا ووادي ملوية، وهناك نمى العنصر الزناتي بشدة وتوسعت فروعهم، ووقعت حروب شديدة مع القبائل الأمازيغية الأخرى حتى استقر بهم المقام على الحدود المغربية الجزائرية "تلمسان ووجدة"، وبرز في الساحة الفرع المزابي ، ثم الفرع المريني التي تقوت عناصره حتى استولوا على حكم المغرب والجزائر معا، ففي المغرب تولى المرينيون حكمه وفي الجزائر تولى بني عبد الواد حكمه، بعد القضاء على الدولة الموحدية المصمودية يقول ابن خلدون: "وكان بنو واسين هؤلاء و من تشعب منهم مثل بني مرين وبني توجين وبني مصاب قد ملكوا القفر ، وانزاحوا أمام صنهاجة إلى صحراء المغرب و المغرب الأوسط ما بين ملوية إلى أرض الزاب وما إليها من صحاري إفريقيا ، إذ لم يكن للعرب في تلك الجهات كلها مذهب ولا مسلك إلى المائة الخامسة " ونجد الان اماكن تواجد اسم قبيلة بني واسين في مغنية بتلمسان .تحدثت مع صديق من مغنية قال لي ان اغلب سكان لالة مغنية وضواحيها من بني واسين . ايضا يوجد قبيلة بني واسين في مدينة وجدة المغربية . ايضا يوجد اسم قبيلة بني واسين في المغرب جنوب مدينة طنجة.....الخ بنو واسين قبيلة كبيرة جدا تفرعت الى فروع كبيرة واماكن تواجدهم في اماكن كثيرة من شمال افريقيا من ليبيا حتى المغرب .
فهو فن شعبي مفعم بالحياة والجمال والإثارة ابتدعته أنامل ناعمة ليضفي على العروس جمالا. هو طريقة للتزيين تقوم بها امرأة مختصة في ذلك، فتزخرف أيدي وأرجل العروس بأجمل النقوش والزخارف. حيث يتم رسم هذه الأشكال بمادة الجير(1) على يد مخضبة بالحناء باستعمال عود صغير أو تادرا من النخلة وبتفاعل هذا الجير مع الحناء تعطينا في الأخير أشكال زخارف جميلة بلون أخضر قاتم مائلة إلى سواد فوق لون الحناء البرتقالي الزاهي .
---------------- (1) الجير نقتنيه من العطار وهو هو حجر يؤخذ من الطبيعة يشبه مادة الجير المعروفة ولكن له رائحة خاصة خانقة هو عبارة عن خلطة نحضر شناضر ونقوم بتهريسه ونضيف له قليل من الزيت و قطرات من الماء للحصول على عجينة.
المزابيون أمازيغ من قبيلة زناتة , موطنهم الأصلي هو شمال إفريقيا كسائر الأمازيغ ، و الفحوص الجينية les tests genetiques تبين أن المزابيين يحتوون على الجين الأمازيغي e1b1b1bm81بنسبة عالية تفوق 86% و هذه النسبة الأعلى من بين كل أمازيغ الجزائر.
والدراسات اللسانية البربرية تؤكد أن لغتنا المزابية زناتية متقاربة مع لهجات الزناتيين و قد وجدت خطوط و رسوم بربرية تعود إلى ما قبل الإسلام في ناحية سيدي مبارك ببريان و في مناطق عديدة من واد مزاب لم يأت المزابيون من تيهرت بل كانوا أيام الدولة الرستمية متواجدين في واديهم و كانوا على مذهب المعتزلة و لا تزال مقبرة أجدادنا المعتزلة موجودة إلى اليوم ، بل يذكر الشيخ أطفيش أن المزابيين كانوا يحاربون الرستميين نعم بعد هجوم العبيديين على تيهرت نزح الإمام يعقوب بن أفلح إلى سدراتة مع أفراد و عائلات بربرية معدودة ، و هي عروفة إلى اليوم في وارجلان مثل عائلة بافلح ، و البقية بقيت في تيهرت و انصهرت و المزابيون تحولوا إلى المذهب الإباضي بعد القرن الرابع الهجري على يد الشيخ محمد بن بكر الفرسطائي و الشيخ بابا والجمة و الشيخ ابراهيم بن مناد العطفاوي... رحمهم الله تعالى معنى ذلك أنهم لم يعرفوا الإباضية السياسية بل انخرطوا مباشرة في الإباضية الإجتماعية التي جاءهم بها الإمام الفرسطائي بيان ذلك أن آخر الأئمة الرستميين لما عرضت عليه الإمامة في سدراتة قال : إن الجمل لا يستتر بالغنم , بمعنى انتهى عصر السياسة , و كان المزابيون إلى ذلك الوقت معتزلة , ثم تبنوا الإباضية العقدية الفقهية الإجتماعية.
دراسة جينية(2)
تقع منطقة (اغزر) وادي مزاب جنوب الجزائر، هي عبارة عن هضبة صخرية كلسيه متميزة بقساوسة طبيعتها الصراوية الجافة، لقد عرف بنو مژاب بإرادتهم الفولاذية في تحدي تلك الظروف الطبيعية الصعبة، ومما لا شك فيه أن العوامل التاريخية والجغرافية جعلتهم في عزلة، لكن هذا الانعزال كان أمر هام جدا لعلماء الجينات، فقد وجدوا أن بني مژاب أحسن مثال لتحديد الأصول الجينية لعرقية الأمازيغ.
ففي دراسة جينية حديثة نشرت هذا العام : أخذ العلماء عينات من 67 شخص ينتمون إلى بني مزاب في الجزائر :
أولا لتحديد جيناتهم الأبوية أ(صول أبائهم)
وثانيا لمعرفة ما إذا كانوا :
مجتمع عرقي ؟ (ينتمون إلى عرق واحد ؟)
أو مجتمع مذهبي ؟ (من أصول عرقية مختلفة جمع بينها العامل الديني ؟)
أم هم مجتمع إثنو-ديني ؟ (مجتمع عرقي وديني في نفس الوقت)
كانت النتائج على النحو التالي :
جاءت جينات المشاركين في الدراسة على النحو التالي :
السلالة المتصدرة هي السلالة الشمال افريقية E-m81
بنسبة الأغلبية الساحقة 86.5 بالمئة
والنسبة المتبقية 13.5 بالمئة تتقاسهما 7 سلالات مختلفة
أهمها السلالتين R1B1* + E-m2بنسبة 3 بالمئة لكلاهما
ثم بقية السلالات بنسبة 1.5 بالمئة لكل سلالة
نتائج الأصول الأبوية لبني مزاب غرداية الجزائر
وبمقارنة نتائج بني مزاب الجزائر مع نتائج دراسات جينية عن تجمعات أمازيغية من شمال افريقيا، 3 منها من المغرب والرابعة خاصة بجينات واحة سيوة (مصر) ، لوحظ أن بني مزاب الجزائر يحملون نفس بصمة الجد المشترك (الأصول الأبوية القديمة) مع أمازيغ المغرب، فالسلالة المتصدرة في جينات بني مزاب الجزائر هي نفسها المتصدرة في جينات أمازيغ المغرب E-m81بنسبة كبيرة كذلك تصل إلى 79 بالمئة في المغرب، ما يجعلها بامتياز البصمة الوراثية لجينات الأصول الأبوية للأمازيغ.
نتائج نسب السلالات الجينية الأبوية المنتشرة في جينات 5 تجمعات أمازيغية من شمال افريقيا
أكدت الدراسة أن هذه السلالة (البصمة الوراثية) هي سلالة شبه منعدمة خارج شمال افريقيا وتنتشر أساسا (بكثرة) في التجمعات الأمازيغية، كما أشارت الدراسة بالرغم من أن بني مزاب يحملون في غالبيتهم الساحقة نفس السلالة مع أمازيغ المغرب إلأ أن هناك بٌعد بيني بين الإثنين (اختلاف في التحورات السفلية)، فبني مزاب يتميزون عن البقية في فروعهم السفلية وهو ما يفسر تاريخيا بانعزال حتى على بقية الأمازيغ.
الأستاذ عبد الرحمن حواش الباحث في الشأن الأمازيغي أحد رموز الثقافة الأمازيغية في منطقة مزاب، من مواليد غرداية خلال سنة 1929 ونشأ بمدينة السوڤر بتيهرت حيث كان والده يمارس التجارة. زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة الفرنسية وكان دائما من المتفوقين ،ثم أرسله والده الى مسقط رأسه ودخل مدرسة الاصلاح الحرة في سنة 1911 واصل تعليمه بمعهد الشباب [الحياة حاليا] بمدينة لڤرارة [زكرير] أين استظهر القرأن. وفي سنة 1919 قرر الرجوع إلى تيهرت لممارسة التجارة. في سنة 1971 عيّن من طرف الجماعة المزابية و التجار رئيسا لهم لتولي شلونهم. رغم انشغال الأستاذ حواش عبد الرحمن بالتجارة قد كان من الأعضاء المشرفين على تسيير عشيرة أت علوان بغرداية وقد تشرف برئاستها لمدة سنوات وكان....
من مواليد غرداية تغردايت 11 جوليت سنة 1954. تلقى تعليمه الأبتدائي،المتوسط والثانوي بمدارس غرداية .له تكوين عصامي في الاليكترونيك، و أبدى ميوله في مجال الكهرباء مبكرا بحكم ان والده كان يمارس هذه المهنة منذ مطلع الخمسينات، إلى أن أسس شركة abelec للأدوات الكهربائية. منذ صباه شغلته تساؤلات حول الادب المزابي واللغة ،فنمت فيه موهبة الاهتمام بالتراث . جمع العديد من القصص الشعبية و الأساطير فأنقد منها ما أ أمكن من طي الشفوية الى سجل التوثيق. مارس العديد من الأنشطة الثقافية و الرياوية، حصل على......
من مواليد غرداية [أت يزجن] بني يزقن في 11 مارس سنة 1949. ،التحق بالمدرسة القرأنية الجابرية ثم بالمدرسة الرسمية بمسقط رأسه أين زاول دراسته الابتدائية، ثم التحق بالطور المتوسط. وفي سنة 1966. التحق بثانوية عقبة بالجزائر العاصمة أين نال شهادة البكالوريا شعبة علوم تجريبية وفي سنة 1969. .وفي نفس السنة التحق بالمعهد الوطني للزراعة بالحراش، وتخرج سنة 1973 بشهادة مهندس دولة في الزراعة تخصص إ اقتصاد ريفي .درّس ابتداءا من سنة 1974 بمعهد التكنلوجيات الزراعية بمستغانم إلى غاية .....
من مواليد 13 نوفمبر 1951 بغرداية رائد الأدب المزابي الأمازيغي، من الشعراء الأوائل الذين افنوا عمرهم من اجل ترقية الحرف الأمازيغي وتمكينه في المجتمع المزابي اداء و دلالة بعد نيله شهادة البكالوريا فلسفة عام 1973 واصل دراسته بالجامعة المركزية بالجزائر العاصمة فرع "علم النفس التطبيقي". قبلها كان من الاطارات الوطنية التي تدربت بمركب الحديد والصلب بعنابة ليتوجه بعدها إلى مسقط رأسه ويسهم في إرساء قواعد أول شركة حكومية ضخمة للحديد والصلب فيها، حيث عين مسلؤولا على مخبر مراقبة نوعية الانتاج. وما يجدر ذكره أنّ.....
من مواليد 12 شتنبر سيبتمبر 1952 . بأت يزجن بني يزقن ولاية غرداية ، تعلم في المدرسة الحرة الجابرية و الاستقامة للمرحوم الش يخ محمد بن يوسف طفيش ثم المدرسة الرسمية مابين 1958- 1964 . ومرحلة المتوسطة في المعهد الجابري الحر وفي متوسطة غرداية ما بين 1964- 1967. زاول تعليمه الثانوي بالجزائر العاصمة بثانوية الادريسي الأمير عبد القادر مابين 1967- 1971. وفي س نوات 1971- 1975 انتقل إلى الجامعة والمدرسة العليا لتكوين الأساتذة ليتخصص في الفيزياء والكيمياء. في مطلع الثمانينات اشتغل اطارا مكونا في شركة انابيب بغرداية SNS و أستاذا لمادة الرياضيات بمعهد عمي سعيد بغرداية و بإكمالية الشيخ عبد العزيز الثميني والمعهد الجابري بنات إلى أن........
الشاعر يوسف بن قاسم لعساكر من مواليد 04 اكتوبر سنة 1971 بمدينة بريان بركان ،نشأ في أسرة متواضعة تهتم بالعلم، كانت بدايته التعليمية بمدرسة الفتح القرأنية و مدرسة الأمير عبد القادر لمدة سنتين ثم بالمدرسة الابتدائية الشيخ صالح بن يحيى الطالب باحمد بحي الشيخ بابا السعد. ثم اكمالية الشيخ ابي اليقظان. ومرحلة الثانوي مابين بريان و متليلي الى ان تحصل على شهادة الباكالوريا شعبة أداب ولغات بثانوية الشيخ محمد الأخضْر الفيلالي بغرداية سنة 1993. درس اللغة الإنجليزية و أدابها بمعهد اللغات الأجنبية ببوزريعة بالجزائر العاصمة وعمل كمنتج اذاعي بالقناة الثانية 05 سنوات ضمن برنامج ثقافي [تيزفري] 1999 2004 أين تم فيه استضافة الشيصيات الفاعلة في.....
من مواليد 1956 بـأت بنور بنورة ولاية غرداية، نشأ بين أحضان أسرةمحافظة وزاول تعليمه الإبتدائي بمدرسة النور القرأنية و بمدرسة الشيخ الحاج صالح داودي. منذ صغره أحب الفن، اكتشف موهبته من خلال المحيط العائلي الذي شجعه لتفتيقها و صقلها بالإضافة بالإضافة إلى النشاط المدرسي والكشفي بفوج النور حيث ظهر بأول أداء له الرائعة "يا معهدي" للشاعر صالح باجو. منذ ذلك اليوم سلطت عليه الأنظار كصوت متميز في مطلع السبعينات مع كوكبة النور الثقافية واكتسب منها ذوقا فنيا وحسا مرهفا.يعتبر الفنان الشاعر عمر داودي من مجددي التراث الغنائي القديم الذي كاد ان يندثر لولا ما بدله من جهد في........
من مواليد 20 ديسمبر 1976 بغرداية ، نشأ في اسرة محافظة محبة للعلم ، تعلم في المدرسة القرأنية والمدرسة الرسمية بغرداية من مرحلة الابتدائي الي غاية الثانوي. متحصل على شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية من جامعة التكوين المتواصل. باحث في التراث المزابي، ظهر من خلال نشاطه الثقافي في المناسبات و حفلات الأعراس، منشدا و شاعرا متميزا. فقصائده تتناول المواضيع الاجتماعية والطفولية. كوّن و أطّر العديد من الأصوات الانشادية التي شنّفت الأسماع وأطربت القلوب. من انجازاته سبعة ألبومات فنية انشادا و........
الشاعر موسى كريزو من مواليد 27 نوفمبر 1972 بمدينة لڤرارة زكرير ،نشأ في عائلة بسيطة متواضعة دخل المدرسة القرأ نية "الحياة" وزاول تعليمه المرحلة الأساسية إلى غاية السنة التاسعة، ثم المرحلة الثانوية بغرداية في متقن بلغنم . منذ صغرة ولع بالأغنية الترا ثية المزابية لا سيما لما تفتحت عيناه على أغاني الفنان عمر بن يحيى داودي الذي كان سببا في انطلاق موهبته. في مطلع التسعينات بعد نيله شهادة الباكالوريا علوم دقيقة، انتقل الى العاصمة للدراسة بجامعة باب الزوّار في تخصص الكمياء الصناعية اين تحصل على شهادة ليسانس في.....
من مواليد أت مليشت يوم 6 ؤومبير، نوفمبر 1964، زاول دراسته بمدرسة النصرالحرة والمدرسة الرسمية حتى مستوى الثالثة ثانوي. في سنة 1991 تحصل على شهادة اطار فيالمحاسبة. شرع مبكرا في العمل الثقافي منذ سنة 1979 ضمن فرقة كوكبة النصر وأدى معهم أناشيد بالمزابية ولم يبرز نجمه إلا في مهرجان المجموعات الصوتية سنة 1980. انطلاقته الشعرية كانت سنة 1986 و تمثلت في صرخة على لسان معْلم أثري. انضم الى جمعية نجم الأدب الاسلامي بالجزائر العاصمة سنة 1986 أين احتك بالفنان عمر بن يحي داودي و اكتسب منه خبرة في مجال الشعر المزابي. درس اللغة المزابية على يد الأستاذ عبد الرحمن بن عيسى حواش والأستاذ عبد السلام ابراهيم واكتسب منهما قواعد اللغة المزابية ولازال في.......
الحاج عمر عبد العزيز من مواليد 1949 بتاجنينت العطف ولاية غرداية ،نشأ في عائلة محافظة، تعلّم مبادئ اللغة العربية بالكتاتيب ومدرسة النهضة القرأنية. ثم سافرإلى العاصمة لمزاولة التعليم الرسمي. عند عودته الى مسقط الرأس اشتغل معلما بمدرسة النهضة القرأنية لسنوات، فبرز منذ الستينات منشدا ومنشطا في حفلات الأعراس والمناسبات الدينية والاجتماعية. هو من مؤسّسي مجموعة الفن والأدب الاسلامي بالعطف سنة 1975 الى غاية 2003 إهتم بالأهازيج والألحان الثرا ثية القديمة فاستلهم منها ونظم أشعارا على منوالها ايمانا منه ان التجديد امتدادا للأصالة. يمتاز شعره بالبساطة و.........
مصطفى بن كاسي العلواني من مواليد 03 شتمبر 1970 بغرداية زاول دراسته إلابتدائية بمدرستي : العقيد لطفي ومدرسة المسجد بغرداية، أما مرحلتي المتوسط والثانوي فبمعهد عمي سعيد بغرداية، تحصل منه على شهادة البكالوريا سنة 1989 شعبة علوم طبيعة وحياة، وعلى شهادة الشرعيات بملاحظة : ختم القرأ ن سنة 1989 وكان عضوا نشطا وبارزا في المجموعة الصوتية ولجنة المسرح والثقافة بها. ثم تخرج سنة 1994 من المعهد الوطني للتكوين العالي للبناء برويبة بشهادة مهندس دولة في البناء- فرع هياكل – وأضاف بكالوريا أخرى سنة 2006 في شعبة الأداب والعلوم إلانسانية تحصل بها سنة 2011 على ليسانس في.....
من مواليد بريان ولاية غرداية يونيو سنة 1943. نشأ و تعلم في مدينة بريان و قضى فيها فترة صباه. ثم زاول تعلمه في معهد الحياة أين نهل بلاغة اللغة العربية و تعاليم الدين و التاريخ قبل أن يلج عالم الغناء من بابه الواسع. كان منشدا في المجموعة الصوتية بمعهد الحياة أين كانت تؤدي المدائح الدينية في مختلف المناسبات. إشتغل معلما للغة العربية في إحدى المدارس الإبتدائية ببريان في مطلع السبعينات و أيضا كان منشطا ثقافيا بها. أثناء تواجده بالجزائر العاصمة تعرف على.......
الشاعر بوكراع سعيد من مواليد بريان 04 نوفمبر 1971 ، نشأ وترعرع بين أحضان أسرة متواضعة زاول دراسته الابتدائية بمدرسة الأمير عبد القادر ثم مرحلة المتوسط بالمتوسطة الجديدة بحي امداغ وكذا الثانوي. ولع بالشعر والأدب منذ صغره. شارك في العديد من المنتدايات والمهرجانات الثفاقية الخاصة بالشعر، منها المهرجان الأول للشعر المزابي بغرداية من تنظيم المحافظة السامية الأمازيغية سنة.......
لشاعر كاسي وصالح عبد الوهاب بن بابهون بن سليمان من مواليد بريان في الثالث عشر شتنبر 1979 نشأ في احضان اسرة متواضعة، كانت سنواته التعليم الابتدائية بمدرسة الأمير عبد القادر ثم المتوسط بمتوسطة حي امداغ . منذ صغره انظم الى مجموعة براعم الفتح المتفرعة من مجموعة الحان الفتح الثقافية التى التحق بها سنة 1990 . مارس المسرح والانشاد و......
أسوو هو عبارة عن لّيمت وتغرز فيها القرنفل وتوضع في إناء يدعى لمترد وبجانبها خرقة برتقالية ولفة من خيط أخضر بهذه الأوان الزاهية المتزاوجة نحصل على ديكور جميل فهي تطلق رائحة طيبة وإن لها تأثير خاص على نفسية العريس فهي تذهب عنه التوتر ليلة الزفاف. تقدم كهدية للعريس في يديه عشية حفل أسبّارك من قبل شخص كيسر في العائلة بعض القصور يقدمها والد العريس وفي بعض القصور يقدمها صهر العريس، وهو بدوره يهديها للعروس فتمسكها بين يديها حين تتصدر في صبيحة اليوم التالي.
منذ القديم عرف البربر بناء القرى المتجاورة لا المدن الكبيرة إلا القليل مثل قفصة و طنجة العريقتين منذ ما قبل الميلاد.
و زناتة في قورارة و تميمون و ورقلة و مزاب يسمون القرية أغرم أي قصرا .
و منه اصطلح الأكاديميون على تسمية الحضارة : تاغرما
كان بربر الصحراء قديما في عهد الرومان و ما سبق يسكنون الأكواخ , و يذكر سالوست المؤرخ الروماني المتوفى سنة (34ق-م) ان في بوادي افريقيا اكواخا متطاولة الشكل منحنية السقف تشبه هيكل سفينة مقلوبة.
ستيفان قزال " تاريخ افريقيا الشمالية " 5/193
ثم تطور الأمر إلى سكن خيام من وبر خاصة بعد أن استخذم الجيتول الجمال بشكل كبير بعد القرن الثالث الميلادي حسب مؤرخي الرومان و قبل ذلك حسب الدكتور محمد العربي عقون . أنظر كتابه : " الإقتصاد والمجتمع في الشمال الافريقي القديم " 23
و بناء القرى المتجاورة أثّر على الفقه الاباضي المغربي لا المشرقي فاصطلح علماء الاباضية المغاربة على مصطلح : اتخاذ الحوزة.
و الحوزة يعنون بها القرى المتجاورة و المتشابكة عرفيا و اجتماعيا و اقتصاديا , فيرى علماء نفوسة أن لا يقصر المسافر الصلاة إلا بتجاوز حدود الحوزة لا حدود القرية , و أقرعلماء مزاب هذه الفتوى , فالشيخ بيوض أفتى للقراريين بأن لا يقصروا الصلاة إلا بعد تجاوز بريان بفرسخين.
أما الفقهاء العمانيون فيحسبون مسافة القصر من القرية.
أصل المزابيين 33: الإمتداد الجيني والأركيولوجي إلى إنسان العصر الحجري القديم
الفحص الجيني الذي أجريته في مختبر 23-andMe الأمريكي كانت نتيجته أن الإنسان القديم الذي أنحدر منه يعود تاريخه في شمال افريقيا إلى 48000 سنة , و هذه الفترة الممتدة من 40000 سنة إلى ما قبلها تسمى العصر الحجري القديم .
و بالرجوع إلى بعض الأبحاث الأجنبية الميدانية وجدنا آثار ذلك الإنسان القديم في مزاب , و حين تجتمع الأدلة الجينية و الأركيولوجية تكون الموثوقية في أجلى صورها العلمية لا الحكواتية .
يقول بيار روفو انه وجد على بعد13 كلم من غرداية في طريق المنيعة أدوات ترجع إلى العصر الحجري القديم و أخرى تعود إلى الحجري الوسيط القفصي
À côté de cet ensemble moustérien archaïque et moustérien évolué (atérien), qui ne diffère en rien de ce que l'on retrouve habituellement dans l'Afrique du Nord et dans le Sahara j’ai recueilli tout un groupe d'instruments de petite taille....... " Pierre Roffo (Note sur les civilisations paléotithiques du Mzab) 5
و يذكر بيار روفو أدوات متعددة وجدها في مزاب كانت تستعمل من الإنسان الحجري الموستيري من كاشطات و أقراص و شفرات....
و الانسان الموستيري هو الذي عاش في العصر الحجري القديم ما قبل 400 قرن
L'outillage de type de moustérien de cette station qui comprend 161 instruments en silex est composée de pointes unifaces, de racloirs, de grattoirs, le de disques, de lames, de burins, d'un grand nombre de nucléi et d’éclats de taille et enfin d'un certain nombre de silex de petite taille (formes aberrantes) 7
صورة من كتاب : (ABONNEAU. (PREHITOIR DU M'ZAB
و أخرى ملتقطة من نتيجة فحصي الجيني للانسان الذي أنحدر منه و الذي عاش في شمال افريقيا منذ 48000 سنة
أصل المزابيين 34: العصر الحجري في مزاب الأدوات الحجرية
معالم العصر الحجري لمزاب الذي يرجع إلى 400 قرن تتمثل في الأدوات الحجرية المستعملة من الانسان البدائي كالفؤوس الحجرية و الكاشطات و المثاقب... ثم تتمثل في النحوت و الرسوم على الأحجار لمختلف الأشكال لا سيما صور الحيوانات هناك دراسات ميدانية تحليلية قام بها باحثون غربيون , و تعرضنا هنا بخصوص الأدوات الحجرية إلى بحث pierre roffo الذي قال فيه أنه وجد عدة محطات في مزاب ناحية حمادة و نومرات و العطف - تجنينت - و بني يزجن.... بها آثار الإنسان الحجري القديم و يستخلص أن حياة العصر الحجري القديم العلوي و الأوسط منشرة على نطاق واسع في مزاب و أن الصناعات الحجرية المكتشفة في مختلف المواقع هي ذات أشكال صحراوية , كاشطات , رؤوس سهام , مثاقب...
D'après l'étude de ces stations il ressort, de façon indubitable, que le Paléotithique moyen et supérieur, est largement représenté dans le M’zab.
Nous pouvons constater que dans cette région les industries lithiques, son faciès nettement saharien, tant par leur patiner désertique que par les ensembles qu’elles forment, ensembles que l'on retrouve habituellement dans le Sahara .
أصل المزابيين 35 العصر الحجري النقوش و الرسوم الصخرية
دراسة علمية ميدانية قام بها الباحث ABONNEAU بعنوان : PREHISTOIRE DU M'ZABاستعرض فيها أنواع النقوش و الرسوم التي وجدها في بلاد مزاب ذات خصائص العصر الحجري لبشر و محاربين و خطوط هندسية و حيوانات لا سيما حيوان الزرافة قال :
45 l'autruche reste un animal largement représenté pour toutes les périodes de la préhistoire et de la protohistoire maghrébine et saharienne , il n'est donc pas surprenant de la voir figurer dans la chebka .
و كذلك لجواميس و أسود و غزلان... فهل هذا يدل على مناخ رطبي قبل أن تصاب المنطقة بالتصحر
و توصل الباحث إلى أن كثرة من تلك الرسوم و النحوث تعود إلى الفترة الليبية البربرية , فالمغرب الاسلامي كان قديما قبل نشأة الممالك الأمازيغية للنوميد و المور يسمى كله ليبيا
67 La caractéristique première des gravures de la période libyco-berbère est leur grand nombre .
94 Dans le m'zab une représentation d'autruche a été recensée parmi les gravures de la période libyco-berbère
صورة لكتاب أبونو و أخرى لرسم صخري لجاموس في ناحية واد البير ببريان
أصل المزابيين 36: بربر الصحراء لم يعرفوا الاستعمار الوندالي والبيزنطي
تكلمنا قليلا عن حال بربر الصحراء الجيتول في ظل الاستعمار الروماني , و أن الرومان أقاموا أبراجا و نقاط تفتيش و صلت إلى شمال الأغواط لعزلهم في الصحراء و ثنيهم عن مساعدة إخوانهم من أمازيغ النوميد و المور للثورة , و رغم ذلك الطوق العسكري الروماني تمكن بربر الصحراء من الإلتحاق بجيش يوغرطة و تاكفاريناس المقاومين للاستعمار الروماني , بل شكلوا قوة كبيرة في جيشيهما و جاء الوندال و هي قبائل متوحشة انزاحوا من شرق أوروبا و احتلوها إلى غاية اسبانيا ثم نزلوا عبر مضيق جبل طارق إلى شمال افريقيا و قضوا على الهيمنة الرومانية و حلوا مكانهم الأمازيغ آنذاك في زمن الوندال تبنّوا نوعا آخر من المقاومة و إثبات الوجود في أراضي أجدادهم و هي إنشاء ممالك أمازيغية في الداخل كمملكة الأوراس و مملكة الحضنة.... استمر الاستعمار الوندالي من 429م إلى أكثر من قرن و كذلك الاستعمار البيزنطي بعده بنفس المدة تقريبا كل هذا وقع في مدن الساحل و الشمال و لا علاقة له بالصحراء , فالصحراء ظلت بمنأى عن كل الاحتلالات الفنيقية و الرومانية و الوندالية و البيزنطية . تاريخ مزاب آنذاك هو من عموم تاريخ الجيتول الممتدين من تخوم جدابيا و خليج سيرت إلى الساقية الحمراء , الشيء الوحيد الخاص هو تسمية مزاب التي ترجعها المجلة الافريقية الفرنسية الى الفترة الوندالية و قالت ان أصل تسميتهم هي زابوني و أنها قبيلة من الجيتول انتقلت في العهد الوندالي من الحضنة إلى جنوب الاوراس و أطلقت تسمية الزاب على الأراضي الخصبة التي استوطنتها و ذكرها الامبراطور الروماني هونوريوس ضمن الشعوب الافريقية باسم مزاب
Dès avant Constantin, vivait dans le Hodna, une tribu Gétulienne nommée Zabunii. Vers le temps des Vandales, cette tribu se porta vers l'est, conquit les bassins des Choit et leur donna le nom de Zab. (3) "Un peu avant les Arabes, Honorius la citait parmi les peuplades africaines de Musubei (Mozab) une des formes du nom originaire, et ce fut sous cette forme, qui se substitua définitivement aux autres, que ce peuple fut connu par les musulmans (4). Avec les Mozab ou peu après apparurent au sud de l'Auras, un grand nombre de tribus de même origine, c'est-à-dire Getuliennes ou Zénètes,
منقول من revue africaine من المكتبة الوطنية الفرنسية BNF صفحتي 473 -474 و هذا يدل على أهمية المراجع اللاتينية والغربية عموما في دراسة تاريخنا البربري القديم للبحث و المقارنة مع ما جاء في المراجع العربية المتأخرة.
من خلال الآثار الأركيولوجية من أدوات حجرية مستعملة و نقوش و رسوم صخرية فإنه لم يعد هناك شك في أن الصحراء و منها مزاب كان فيها سكان منذ العصر الحجري القديم أي ما قبل 400 قرن.
أما إذا رجعنا إلى التاريخ السردي فإننا نجد المؤرخين الرومان القدامى قد كتبوا قليلا عن الصحراء و سكانها أمثال Strabonو Pomponius...وهؤلاء حسب ما ينقل عنهم ستيفان قزال في كتاب " تاريخ افريقيا الشمالية " في غير ما موضع أن الرومان هم من تسبب في نزوح الكثير من البربر إلى الصحراء بعد تجريدهم من أراضيهم الخصبة في الشمال.
و لذلك انخرط بربر الصحراء الجيتول في المقاومات الأمازيغية للرومان خاصة مع يوغرطة و تاكفاريناس.
أما ابن خلدون فيذكر في مرات عديدة في كتاب " العبر و ديوان المبتدأ و الخبر " أن زناتة اندحرت إلى الصحراء بعد حروب قامت بينها و بين صنهاجة و كتامة, و يعتبر ابن خلدون هجرة بني مصاب بن بادين من الشمال الغربي إلى الصحراء من هذا القبيل.
وصف ابن خلدون قصور مزاب بدقة و قال :
"وسكانها لهذا العهد شعوب زناتة، وإن كانت شهرتها مصاب "
و يذكر كذلك أن بني هلال قد غلبوا زناتة على الزاب و تسببوا في هجرتهم نحو الصحراء و مناطق أخرى.
هذا عن البربر عموما , أما البربر الإباضية فبالإضافة إلى ما سبق أزاحهم عن بلاد الجريد و عن بعض نواحي جربة و جبال دمّر.... إلى الصحراء المعز بن باديس الصنهاجي الموالي للعباسيين وعن الزاب حماد بن بلكين عامل الدولة الحمادية على الزاب.
الخلاصة أن من سكان مزاب من يرجع أصله إلى إنسان العصر الحجري و أمازيغ الجيتول و منهم من التحق بهم بعد هجرات اضطرارية في زمن الرومان وبعد الإسلام.
أصل المزابيين 40 : من الحضارة القفصية إلى البربرية الاباضية
كثيرا ما يتساءل المهتمون عن الحلقة المفقودة في تاريخنا .
أعتقد أنه لا توجد أية حلقة مفقودة على الأقل منذ العصر الحجري الوسيط المسمى بالحضارة القفصية إلى عصرنا الحالي.
المؤرخون و اعتبارا لمعطيات أركيولوجية و جينية يعتبرون إنسان العصر الحجري الوسيط الذي عاش في الصحراء وكل ربوع شمال افريقيا قبل أكثر من 90 قرنا هو سلف الإنسان النيوليثي الذي هو سلف الإنسان البربري.
قال مثلا جبرييل كامبس عن أناس العصر الحجري الوسيط المصطلَح على تسميتهم بالقفصيين أنهم أول المغاربة دون تهور على رأس الخط البربري قبل 9000 سنة.
les premiers Maghrébins que l’on peut, sans imprudence, placer en tête de la lignée berbère. Cela se situe il ya quelque 9000 ans.
G. Camps : Encyclopédie berbère .10
و يؤكد الباحث PIERRE ROFFOمن خلال بحثه الميداني
NOTE SUR LES CIVILISATIONS PALEOTITHIQUE AU MZAB
وجود معالم و آثار تلك الحضارة بمزاب فيقول :
D'après l'étude de ces stations il ressort, de façon indubitable, que le Paléotithique moyen et supérieur, est largement représenté dans le M’zab.13
تأتي بعدها المرحلة النيوليثية و تبلور الكيان البربري المحاذي للفراعنة المصريين
Les premières mentions des berbères, remontent à l’antiquité pharaonique . Camps... 01
هذه المرحلة البربرية الأولى في كل شمال افريقيا تسمى المرحلة الليبية Libyco berbere
و قد وجد الباحث ABONNEAU وغيره آثار تلك الفترة الليبية كثيرة في مزاب , فيقول في كتابه :
PREHISTOIRE DU MZAB :
La caractéristique première des gravures de la période libyco-berbère est leur grand nombre .67
ثم تأتي مرحلة الأمازيغ الجيتول أي الصحراويين و علاقاتهم مع الأمازيغ النوميد و أوضاعهم مع الرومان و مناصرتهم يوغرطة و تاكفاريناس و حنيبعل... في حروبهم ضد الرومان ..
ثم مرحلة الإسلام و تبني مذهب المعتزلة , و أخيرا تبني الإباضية الفرسطائية الإجتماعية التربوية علي يد الإمام أبي عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي و تلامذته العلماء .
فهذه خمسة مراحل متواصلة لا توجد بينها حلقة مفقودة و إنما يوجد قلة بحث أو إهمال لبعض المراحل وتركيز على بعضها.
كانت القبائل الصحراوية الأمازيغية المسماة عند المؤرخين القدامى بالجيتول تشتغل بالرعي و كانت تقتحم أراضي الهضاب الخصبة الممتدة ما بين جبال الأطلس التلي و جبال الأطلس الصحراوي بمواشيها و خيولها , مما أزعج الرومان فأقاموا سلسلة من القلاع و الأبراج لمدافعة الجيتول وصلت إلى جبال مسعد التي أنشأوا بها قلعة DIMMIDI,و كانوا كذلك ينتزعون أراضي النوميد و يجبرونهم على النزوح نحو الصحراء و التحول إلى نمط الحياة الجيتولية الصحراوية و من بقي من النوميد أنهكتهم بالضرائب . أنظر جمال مسرحي (المقاومة النوميدية للاحتلال الروماني في الجنوب الشرقي الجزائري) 16
و يذكر الدكتور محمد العربي عقون أن الرومان أقاموا خط الليمس للمراقبة العسكرية ممتدا من جنوب الأوراس إلى مسعد لمراقبة بربر الصحراء و منعهم من دخول أراضي الشمال . ( الاقتصاد و المجتمع في الشمال افريقي القديم ) 103
و هذه السياسية العزلية ساهمت بشكل كبير في استمرار حياة البداوة و عدم الاستقرار لأمازيغ الصحراء .
هل أسس بربر الشمال و بربر الصحراء حضارة بمختلف ملامحها و معالمها السياسية و العسكرية و الاقتصادية و العمرانية و الدينية و القانونية و الأدبية و الفنية.
إن للمقابر كما للمتوفّين حرمة في مزاب، و لهم ذكر سائر في الخالدين، و ذلك بزيارتهم من طرف الأهل والأقارب في مناسبات عديدة مثل يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع، و في مواسم الأعراس كعادة (تحيزّا)، و عادة ارجال (الإلتحاق بالحلقة) للتلاميذ الحافظين قسطا من القرآن (الى سورة الرحمن) والأعياد والمناسبات الدينية، اين يتلى فيها اقساط من القرآن، و يدعى لهم بالخير، أحيانا تحت اشراف هيئة المسجد (ئعزّابن) وفيها يتم توزيع الصدقات مما يُجمع من المتصدقين، وغالبا ما يكون خبزا، تمرا، و كسكسا مطهيا بكيفية خاصة مع قطع من اللحم، تعدّه الأمهات في بيوتهن يدعى (وشـّو نـ تنوبا)، توزًع كوقف بإسم المتوفى من كل عائلة، كصدقة جارية، ولفظة تنوبا كلمة أمازيغية تجمع إلى تينوباوين، اسم لهذه العادة القديمة، كان يقوم بها سكّان وادي مزاب ولا يزالون إلى يوم النًاس هذا، رغم أن هناك من يراها من البدع، ربمّا لأنه لم يفهم مقاصدها وأثرها في المجتمع من حيث التكافل والإهتمام بالمعوزين، ممن قهرتهم ظروفهم، فهي فرصة لإسعادهم، وللسعادة ألف طريق.
ولفظة تنوبا او تينوبا تعني عند أمازيغ (ئيموهاغ) التوراڤ خاصية الميت او ما له علاقة بالميت، وهي من فعل ئبا iba ,ⵉⴱⴰ ,بمعنى مات، غاب للأبد، افضىت روحه إلى بارئها، او فصلت الروح عن الجسد.
ذكرنا سابقا أربعة روافد بربرية رئيسية يتشكل منها بنو مزاب , و لنفصل قليلا بشأن كل رافد , و لنبدأ ببني مصاب الذين يذكر المؤرخون أنهم انتقلوا من الشمال إلى الوادي و سكنوا مع إخوانهم الزناتة هناك , و ابن خلدون يقول بأن سبب انتقالهم إلى الوادي هو حروبهم مع كتامة و صنهاجة من جهة و مع بني هلال من جهة أخرى , أنظر ابن خلدون : العبر ج7ص128
و لكن بادين له أربعة أبناء مصاب أو مزاب , و عبد الواد , و زردال , و توجين , و اقتصرت الهجرة على أبناء مصاب -مزاب- دون بني عمومتهم الذين لا يزالون في الناحية الغربية و المغرب ؟
و يذكر الشيخ ابراهيم متياز أن بني مصاب بن بادين هم الذين أتوا بالأسلوب المعماري , أما قبلهم فكانت هناك أكواخ و دور بسيطة و قرى كثيرة صغيرة أمثال تلزضيت أقنوناي بوكياو تمزارت تفيلالت تيضفت مّومّو...
و هو ما أكده إبن خلدون من قبله إذ قال في قصورمزاب :
"و هذا الإسم للذين اختطوها و نزلوا بها من شعوب بادين... و سكانها لهذا العهد شعوب زناتة و إن كانت شهرتها مصاب " العبر ج7ص123 و ابن خلدون متوفى سنة 808 هـ حتى نفهم معنى قوله : لهذا العهد .
و يقول الشيخ متياز إن كثيرا من بني بادين قد تركوا الوادي بعد قيام دولة يغمراسن بن زيان في تلمسان إثر سقوط الموحدين و رجعوا إليها أي إلى تلمسان , لأن الدولة الزيانية قامت بسواعد بني عبد الواد أي أبناء عمومة بني مصاب أو مزاب .
و قويت الدولة الزيانية و امتدت في بعض فتراتها من حدود الزاب إلى نهر ملوية بالمغرب .
أصول المزابيين 10: رافد الزاب وغيره من المناطق بعد حملة بني هلال
لما أعلن المعز بن باديس ولاءه للعباسيين و اضطهد الشيعة في كل نواحي شمال افريقيا التي احتلها الفاطميون و تنكر للخليفة الفاطمي في مصر عاقبه هذا الأخير بأن أرسل جحافل الهلاليين من صعيد مصر عبر دفوعات متتالية , و بذلك حقق الفاطميون في مصر هدفين :
-التخلص من الهلاليين المفسدين في صعيد مصر .
-الإنتقام من صنهاجة و المعز بن باديس الذي تنكر لهم و أعلن ولاءه للعباسيين ,
قال ابن خلدون :
"و تقدموا إلى البلاد و أفسدوا السابلة و القرى و سرح إليهم المعز جنوده فهزموهم.... و طال عبثهم في البلاد و إضرارهم بالرعايا إلى أن خربت إفريقية (أي تونس) " العبر 1633 pdf
"و غلبوا صنهاجة و زناتة على ضواحي افريقية و الزاب " العبر 1562 pdf
و نتيجة لذلك تراجعت زناتة من الزاب و من مناطق أخرى إلى الصحراء و الواحات , قال ابن خلدون : " و كانت تخوم زناتة منذ أن غلبهم الهلاليون على افريقية (تونس) و ضواحيها أرض مصاب ما بين صحراء افريقية و صحراء المغرب الأوسط و بها قصور اتخذوها فسميت باسم من ولي خطتها من شعوبهم " العبر 1565 pdf
و قال : " و غلب الهلاليون قبائل زناتة على جميع الضواحي و أزاحوهم عن الزاب و ما إليه من بلاد افريقية و انشمر بنو واسين هؤلاء من بني مرين و عبد الواد و توجين عن الزاب إلى موطنهم بصحراء المغرب الأوسط من مصاب و جبل راشد إلى ملوية و فيكيك " 1836 pdf
و ذكر ابن خلدون في فقرات أخرى أن من أهل الزاب من انزاح إلى واركلان .
و الذي نطرحه كفرَضية Hypothèseللبحث أن الإباضيين من زناتة الزاب انزاحوا إلى مزاب و وارجلان أو واركلان , و غير الاباضية منهم قصدوا مناطق اخرى في الصحراء و جبل راشد و المغرب الأقصى...
فقد كانت الكثير من زناتة الزاب إباضية و كان للعالم الاباضي سليمان بن يخلف المزاتي(ت471هـ) تلاميذ كثر فيه . أنظر سير الوسياني 448
و يتفق ذلك مع ما جاء في revue africaineمن المكتبة الوطنية الفرنسية إذ جاء فيها عن حملة بني هلال على الزاب و تفرق أهله في الصحراء و الواحات :
mais bientôt ils finirent par envahir le Zab et en chassèrent les Zenata, malgré l'aide que ceux-ciavaient reçu des rois Maghraouiens de Tlemcen (vers 450 de l'hégire). A la suite de ce revers qui rompit leur ligue, les vaincus se dispersèrent; pendant que les uns se rejetaient dans l'Ouest et y restaient Nomades, les autres se réfugiaient dans les montagnes et dans les oasis du pays et s'y adonnaient à la vie sédentaire.
و هنا تأتي فرضية تسمية سكان المنطقة بآت ن زاب , و لكن مؤرخونا يرجحون قول ابن خلدون و مبارك الميلي و غيرهما أنها نسبة إلى مصاب بن بادين
تكلمنا عن الروافد الفرعية التي تشكل منها مجتعنا المزابي , رافد بني مصاب بن بادين و رافد الرستميين الأريغيين و الوارجلانيين حسب المصادر العربية و أخيرا رافد الزاب حسب المصادر اللاتينية و الفرنسية , و قبل الحديث عن المكوّن الأساسي لمجتمعنا الذي هو المعتزلة الزناتة أحفاد الجيتول أصحاب القرى القديمة في الوادي : تلزضيت , أولوال , تيريشن , تفيلالت , بوكياو , تمزّارت....
قلت قبل الحديث في ذلك و الرجوع إلى تاريخ الجيتول وعلاقتهم بإخوانهم المور و النوميد و علاقتهم بملوك النوميد و وقوفهم مع يوغرطة في حربه ضد الرومان... يجدر بنا أن نذكر نقطتين تتعلقان برافد سدراتة و وارجلان
النقطة الأولى : تحول سوق سدراتة إلى مزاب , إذ كان السدراتيون مهرة في التجارة و كان لهم سوق تجتمع فيه سلع الأندلس و الجزائر و السودان الغربي , و بعد خراب سدراتة تحول ذلك السوق إلى مزاب , فكان المزابيون يتلقون السلع من كل تلك النواحي و يبيعونها لكل المتسوقين من الشمال و الجنوب , ثم بدأوا بعد ذلك في تسيير القوافل نحو الشمال و نحو السودان الغربي , ثم جاءت بعد ذلك مرحلة الإستقرار في الشمال في عهد الأتراك
النقطة الثانية : هجوم بني جلاب من تقرت على المتاجر الاباضية في وارجلان و قد طلب عزابة وارجلان النجدة من مزاب فذهبت إليهم جماعة من الفرسان و تمكنوا معا من صد الظلمة اللصوص , كان ذلك سنة 1756م . أنظر حمو أعزام " غصن البان في تاريخ وارجلان " 142
و قد نظم الشيخ الغرداوي أبو القاسم بن يحي المعاصر لتلك الأحداث قصيدة مما جاء فيها :
الحمد لله العظيم الشان... رب العباد الملك الديان
لما سمعنا مستغيثا بالندا... يا من يغيث أهل وارجلان
أعني ابن جلاب أتى بجيشه... لقتل عزابة وارجلان
جنوده مثل الجراد و الذبابْ... و النمل في الأعداد و الميزان
فرجعوا منهزمينْ كأنهم... سرب إذا طار من الغربان
فالحمد لله الذي قد هزم... جنود أهل الإفك و العدوان
أصول المزابيين 12: البربر المعتزلة أصل ساكنة الوادي
تعود نشأة هذه الفرقة إلى واصل بن عطاء و هو شخصية ذكية سافر من المدينة إلى البصرة ليلزم حلقة الحسن البصري , و سئل مرة الحسن عن مرتكب الكبيرة أهو مؤمن أم كافر , فأجاب الحسن بأنه مؤمن عاص , فاعترض واصل و قال إنه في منزلة بين الإيمان و الكفر , فقال له الحسن إعتزلنا , فاعتزل و كوّن له أتباعا فسمّوا معتزلة
التسمية أطلقها عليهم خصومهم فهم يسمون أنفسهم أهل العدل و التوحيد , و لكنهم لم يرفضوها و يرون أنهم اعتزلوا الباطل مثل سيدنا ابراهيم الذي قال لقومه : " وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ " مريم 48
نشأة المعتزلة هي فكرية عقدية بالأساس و إن اشتهرت عنهم بعض الآراء السياسية , كانت البداية من حكم مرتكب الكبيرة ثم توسع الأمر إلى مباحث الصفات و القدر و مناقشة الزنادقة و اليهود و النصارى...
ما يهمنا الآن أن هذا المذهب انتشر بين البربر في شمال افريقيا لا سيما زناتة الذين هم أحفاد الجيتول , و ذلك راجع إلى واصل بن عطاء و عمرو بن عبيد اللذين أرسلا تلامذتهما إلى الآفاق لنشر المذهب
وفي ذلك يقول أبو القاسم البلخي (ت 327هـ) :” وفرَّق رسله في الآفاق يدعون إلى دين الله، فأنفذ إلى المغرب عبد الله بن الحارث، فأجابه الخلق " انظر: فضل الاعتزال، لأبي القاسم البلخي، ص: 66-67، ط: الدار التونسية للنشر، تحقيق: فؤاد سيد
ولما انتشر المذهب الاعتزالي بين البربر أُعجب بذلك معتزلة المشرق، فقال شاعرهم صفوان الأنصاري :
له خلف شعب الصين في كــل ثغرة... إلى سوسها الأقصى وخلف البرابر
رجـال دعــاة لا يَفُـــلّ عـــــزيمَهـــم... تهكـــــم جبـار ولا كيــــــد ماكر
في الحلقة المقبلة سنبدأ الكلام عن تاريخ أجدادنا معتزلة مزاب ثم عن بعض آراء هذا المذهب المحترم ان شاء الله ثم نتعرض قليلا لتاريخ زناتة و الجيتول .
أصول المزابيين 13: لماذا انتشر الإعتزال في البربر ومزاب
يقال أن البربر كانوا قديما متساهلين في الدين فتجد في القبيلة الواحدة وثنيين و عبدة الشمس و إله المطر " أنْژار" و إلهة الإخصاب " تانيت " و لا تزال الكلمتان مستعملتين في مزاب , الأولى بمعنى المطر , و الثانية مفرد تانيت جمع تينيتين بمعنى أوجاع الحمل و تمام عملية الإخصاب la-fécondation
و لم يكن يحصل أي تصادم بين أطياف الأمازيغ المتدينين المختلفة , و لكن عندما جاءت المسيحية ثم الإسلام بدأ التصادم ما بين البربر أنفسهم و مع غيرهم لأن الدين أصبحت له أبعاد سياسية و اقتصادية و مذهبية .
فلما استغل الباباوات في روما المسيحية لتقديم رجالات الكنائس كلهم من الروم إلا القليل النادر و تبنوا أفكار الغزو و النهب و استعباد البشر... ثار البربر على هذه النوعية من المسيحية و تبنوا مسيحية بربرية أسسها المفكر دونات , و عاب الدوناتيون على الكنيسة الرومية العنصرية في التعيينات الكنسية و استرقاق البشر و نهب أموالهم....
و قد تكلم الشيخ متياز عن مغارات و دهاليز كثيرة في مزاب كان يأوي إليها الفارون المؤمنون بعيسى عليه السلام .
و بالفعل هناك مثلا من تلك المغارات المعروفة إلى اليوم : أغژو ن لوس , أغژو ن كاسي , أغژو ن فيغر........
و ربما يكون الفارون مسيحيين دوناتيين فروا من اضطهاد الرومان الكاثوليك .
و لماذا اعتنق البربر لاسيما الزناتيون الإعتزال عند مجيء الإسلام ؟
يبدو أن ذلك لسببين :
-السبب السياسي : و ذلك أن المعتزلة يرون وجوب الخروج على الحاكم الجائر إذا غلب على الظن نجاح الثورة عليه
-السبب الفكري : اتسام مذهبهم بالحرية الفكرية و استعمال العقل , و البربر عشاق الحرية .
سيأتي الكلام عن هاتين النقطتين في مذهب الإعتزال ان شاء الله
من الملاحظ أن البربر قديما كانوا عندما لا يتلاءم الدين المطروح مع الحرية و العدل ينبذونه و يثورون عليه فلذلك انخرط الكثير منهم في الحركة الاباضية و الصفرية و الاعتزالية كتمرد على نوعية التدين الرسمي الذي كرسه البعض لتشريع الاستبداد و الإستئثار بالحكم بدعوى القرشية و الجبرية و طاعة أولي الأمر بالإطلاق...
من البربر من اختار الاعتزال و هو مذهب يعتمد على خمسة أصول : التوحيد , و العدل , و المنزلة بين المنزلتين , و الوعد و الوعيد , و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
و من أحسن من توسع في شرحها بلغة سلسة و منصفة أحمد أمين في ضحى الاسلام . موجود pdf
و يبدو أن البربر تأثروا أكثر بأصلي العدل , و الأمر و النهي .
في العدل قالوا إن الانسان يخلق أفعاله بنفسه و هو مسؤول عنها و ليس مجبرا على شيء .
و هذا لا يناسب الحكام الجورة الذين يشيعون عقيدة الجبر و أن حكمهم قضاء و قدر لقتل روح الثورة في النفوس .
و في هذا السياق قال المعتزلة بالتحسين و التقبيح الذاتيين , أي أن العقل يدرك بنفسه حسن الأفعال و قبحها و أن الرسل كانوا يحركون العقول فقط , فالحسن ما حسنه العقل و يكون الثواب عليه و القبح ما قبحه و يكون العقاب عليه
و ربما سيرة " أصلاح نتمجيدا " قديما في مزاب كانت من بقايا المعتزلة (hypothèse)
أما في أصل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيرون وجوب الثورة على الحاكم الجائر إذا غلب على الظن نجاح الثورة عليه و إقامة حكم عادل و لا يجوز الركون إلى الظلمة .
هذه الأفكار العقلانية التحررية لعلها هي التي استهوت البربر كما استهوتهم الدوناتية في الفترة المسيحية .
أصول المزابيين 15: بعض أفكار المعتزلة مذهب الزناتيين
حسب الشيخ متياز فإن الذي جاء بمذهب الاعتزال إلى مزاب هو زيد بن سنان الزناتي في القرن الثاني الهجري , و كنا قد ذكرنا بعض الآراء التحررية للمعتزلة في الفكر و السياسة , و لكن التاريخ يحكي أنهم لما سادوا أيام المأمون اضطهدوا مخالفيهم و سجنوا العلماء المخالفين لآرائهم عكس الاباضية الذين فسحوا المجال للجميع أيام الدولة الرستمية .
قال ابن الصغير المالكي الذي عاش فترة الدولة الرستمية : " و من أتى إلى حلق الاباضية من غيرهم قربوه و ناظروه ألطف مناظرة و كذلك من أتى من الإباضية إلى حلق غيرهم كان سبيله كذلك " أخبار الأئمة الرستميين 102
و في السياسة اختلفوا في شرط القرشية لتولي الحكم بينما الاباضية رفضوه بالإجماع إلا كمرجح بين المترشحين إذا تساوت الكفاءات .
و يشتهر المعتزلة بالتشدد في قبول الحديث و يسخرون من بعضها و يرون أنها مختلقة و لو قيل عنها أنها صحيحة الإسناد , خاصة ما يرونه منافيا للعقل , فالعقل عندهم بالمقام الأول , لما سمع الجاحظ مثلا حديث أن الحجر الأسود كان أبيض فسوّده المشركون , قال ساخرا : لماذا إذن لم يبيضه المسلمون بإسلامهم.....
و رفضوا جميع معجزات الرسول (ص) المذكورة في الأحاديث كنبع الماء من أصابعه (ص) و حنين الجذع... و قال بعضهم إن المعجزة الوحيدة للاسلام هي البلاغة القرآنية , و بعضهم رفض فكرة الإعجاز البلاغي و قال إن معجزة القرآن هي الصرفة , أي أن الله صرف الناس عن محاكاته.
أصول المزابيين 16: سبب إقبال زناتة على المعتزلة في مزاب
قال ابن حوقل : " زناتة و مزاتة قبيلتان عظيمتان الغالب عليهم الاعتزال " صورة الارض 94
الحديث عن المذهب الإعتزالي يطول , و المذاهب اجتهادات بشرية , و في كلها إيجابيات و سلبيات , و لكن المعتزلة من المذاهب التي ظُلمت و افتُري عليها كثيرا .
لعل من إيجابياتهم :
1 تشجيع الخليفة العباسي المأمون على ترجمة كتب اليونان و الرومان و الفرس , فكان المأمون يعطي لكل مترجم وزن الكتاب المترجَم ذهبا .
2 تركيز منهج استخدام العقل و النقد و نسبية المعرفة و الحد من النرجسية و ادعاء احتكار الحقيقة المطلقة
3محاربة المذهب الجبري الذي يزرع فكر الإستسلام للظلم و الاستبداد و الفقر و الجهل بدعوى أن ذلك مقدَّر و مكتوب .
4مناقشة و تفنيد أفكار الزنادقة الذين أسلموا و لكن لم يتخلوا كلية عن مواريثهم الدينية السابقة مثل المنوية و الديصانية و الملاحدة , و الرد على شبهات اليهود و النصارى , و قد تركوا في ذلك مؤلفات قوية مثل كتاب الجاحظ " الرد على النصارى" و كتاب القاضي عبد الجبار " تثبيت دلائل النبوة " الذي قال فيه الذهبي : لم يؤلف مثله في بابه .
5 تفسير الكشاف للزمخشري الذي لم يؤلف مثله في التفسير البلاغي و كل التفاسير القديمة و الحديثة هي عالة عليه في استخراج أوجه البلاغة .
لكن ما حظ البربر من كل هذا ؟
من الغريب أن قبيلة زناتة العريقة في البداوة تتبنى هذا المذهب !!!
ربما الأصل السياسي للمعتزلة في وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الثورة على الحكام الظلمة هو ما جعلهم يقبلون على هذا المذهب .
نطوي ملف المعتزلة كمذهب لنشرع في الكلام عن زناتة ثم البربر الجيتول ثم العصر الحجري لمزاب ان شاء الله
لما كلّف العالم الجربي التونسي فصيل بن أبي مسور تلميذه أبو عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي بإعداد نظام تربوي اجتماعي ينخرط فيه من بقي من أتباع المذهب عوضا عن نظام الإمامة , اعتكف في تقيوس أربعة أشهر يخطط , و لما انتهى من وضع ملامسه رأى أن يشرع في تطبيقه بوادي أريغ , و رأى أن الناس هناك أرق أفئدة و أنقى سرائرا , و بالفعل هُيّئ له غار تينّيسلي بقرية تيجديت التي تسمى الآن بلدة اعمر فشرع في التدريس و تكوين أسس الحلقة العلمية و الأنظمة الإجتماعية .
وكان يذهب في الربيع رفقة تلامذته و مواشيه إلى وادي مزاب , و ينشر أفكاره بين الزناتة المعتزلة , وكان يبسّط لهم العلم , عكس المعتزلة الذي هو مذهب نخبوي لا يفهم تجريداته العقلية إلا القليل .
ويذكر الشيخ متياز أن أهل قرية بوكياو كانوا الأكثر استماعا له , و أنه لقي صعوبات في قرى أخرى حتى أن الشيخ بابا السعد المتأثر بأفكاره وُجِد مقتولا في قرية تيضفت .
و يظهر لنا أن الناس هناك تطوروا من حياة الترحال إلى الاستقرار ومن سكن الغيران ثم الخيام ثم الأكواخ إلى بناء قرى و دور و أسوار .
و يروي الدرجيني عن كيفية تبسيط الفرسطائي للدين بتركيز فتاواه عن طريق ضرب أمثلة محسوسة من الواقع الصحراوي البدوي بعيدا عن الأفكار التجريدية للمعتزلة القصة التالية :
"ذُكر أن سائلا منهم سأله ما تقول في حلال خالطه الحرام أيوكل منه ؟ قال : ما ترى في حجر دخله جربوع و دخلته حية , كلاهما بمرأى منك, أتدخل فيه يدك طلبا للجربوع ؟ قال : لا أفعل مخافة الحية ,قال : وكذلك ما سألت عنه " الدرجيني الطبقات 1/184
البربر ينقسمون إلى قبائل شتى , و مزاب باتفاق المؤرخين أغلبهم من قبيلة زناتة , فمن هم البربر أوّلا ؟
البربر شعب قديم في شمال افريقيا , لكن كل من هب و دب يتكلم في أصولهم , و يريد أن يبتر أصالتهم في أرض شمال افريقيا , فقيلت في أصولهم حكايات و حكايات من باب التكتيك الإيديولوجي و الإحتواء و الإستيعاب , فقيل أنهم من اليمن , أنهم من الشام , أن النبيء داود طردهم من الشام و من فلسطين بالذات , و من هنا جاءت حكاية موهابيت , أنهم هربوا من الشام بعد مقتل جالوت , أن بني إسرائيل أخرجوهم من هناك بعد مقتل جالوت , و على غرار موهابيت قال من قال إنّ أجلّيد أو أڤلّيد جاءت من جالوت , و من ذلك القبيل قال بعض المروِّمين إن البربر من إيبيريا , كل ذلك بسبب التشابه في بعض الحروف , و قالوا أنهم من ولد إبراهيم عليه السلام , و أن أفريقش العربي غزا بهم إفريقيا و أسكنهم فيها , و أنهم قبائل مختلفة من حِمْيَر و مضر و كنعان , و أنهم من نسل العماليق...... و ما إلى ذلك من الحكوات الغريبة.
قال عبد السلام بن ميس : " الطريق نحو الحسم في هذه المسألة أصبح يتضح أكثر فأكثر , فمن المؤكد اليوم أن العنصر الأمازيغي ينحدر من العنصر الليبي القديم الذي سكن شمال افريقيا منذ أزل غير معروف " المؤلف (مظاهر الفكر العقلاني في الثقافة الأمازيغية القديمة " 25
و كثرة من المؤرخين يقولون إن إنسان العصر الحجري الوسيط المعروف بالإنسان القفصي انحدر منه البربر. أنظر مثلا العربي عقون (الامازيغ عبر التاريخ) 64
و قال جبراييل كامب : " تظافرت ببساطة معطيات علم اثار فجر التاريخ و الاشارات المستخلصة من النصوص القديمة مما يسمح بوضع المور دون صعوبة في البربرية الغربية ما بين المحيط و الملوية , و النوميد الماسيسيل في البربرية الوسطى الى الوادي الكبير و النوميد الماسيل في البربرية الشرقية باستثناء اقليم قرطاج و اخيرا الشعوب البدوية من جيتل و قرامنت في السهوب و المناطق الصحراوية " . جبراييل كامب ترجمة العربي عقون (ماسينيسا أو بدايات التاريخ) .191-192
خريطة بارباريا القديمة تبين مواطن البربر من نوميد و مور و جيتول
ذكرنا سابقا أربعة روافد رئيسية تشكل منها المزابيون
-الجيتول القدامى الذين يمتد موطنهم من تخوم أجدابيا إلى الساقية الحمراء و هؤلاء هم أسلاف زناتة .
-النازحون من الزاب , و وركلان أو وارجلان , و بنو مصاب بن بادين من الناحية الغربية هؤلاء جميعا زناتيون .
لكن التسمية مالت إلى هذا المكوّن الأخير و تحرفت قليلا من بني مصاب إلى بني مزاب .
يذكر ابن خلدون شعوب زناته من مغراوة و بني يفرن و جراوة و بني يرنيان... و واسين و بني تيغرست و بني مرين و توجين و بني عبد الواد و بني راشد " العبر 1803 pdf
ثم يذكر ابن خلدون أن من نسل واسين بادين بن محمد و من أبناء بادين مصاب (مزاب) . العبر 1835
و بنو بادين هؤلاء هم الذين جاؤوا بالهندسة المعمارية إلى مزاب , فالمعتزلة من أحفاد الجيتول كانوا من قبل يسكنون الأكواخ و بعض الدور البسيطة في قرى صغيرة .
لكن أغلب زناتة الآن مستعربون بل إن منهم من يدعي أنه من العرب الأشراف المنتسبين للرسول (ص) و علي (ك) مثل بني بادين و بني راشد و من هنا قال من قال إن الهندسة المعمارية أتى بها الأدارسة الأشراف
قال العربي عقون :
"لقد امتدت حركة الاستعراب بين قبائل الأمازيغ الرحل و خاصة الزناتيون إلى درجة أننا لا نكاد نجد اليوم إلا القليل من اللهجات الزناتية البدوية مثل اللهجة التي يتكلمها بعض سكان الونشريس أو واحات الصحراء الشمالية مزاب " المؤلف (الأمازيغ عبر التاريخ) 58
ذكرنا سابقا أربعة روافد بربرية رئيسية يتشكل منها بنو مزاب , و لنفصل قليلا بشأن كل رافد , و لنبدأ ببني مصاب الذين يذكر المؤرخون أنهم انتقلوا من الشمال إلى الوادي و سكنوا مع إخوانهم الزناتة هناك , و ابن خلدون يقول إن سبب انتقالهم إلى الوادي هو حروبهم مع كتامة و صنهاجة من جهة و مع بني هلال من جهة أخرى , أنظر ابن خلدون : العبر ج7ص128
و لكن بادين له أربعة أبناء مصاب أو مزاب , و عبد الواد , و زردال , و توجين , و اقتصرت الهجرة على أبناء مصاب -مزاب- دون بني عمومتهم الذين لا يزالون في الناحية الغربية و المغرب .
و يذكر الشيخ ابراهيم متياز أن بني مصاب بن بادين هم الذين أتوا بالأسلوب المعماري , أما قبلهم فكانت هناك أكواخ و دور بسيطة و قرى كثيرة صغيرة لبربر زناتة معتزلة مثل : تلزضيت أڤنوناي بوكياو تفيلالت تيضفت مّومّو تيريشين موركي...
و هو ما أكده إبن خلدون من قبله إذ قال في قصورمزاب :
"و هذا الإسم للذين اختطوها و نزلوا بها من شعوب بادين... و سكانها لهذا العهد شعوب زناتة و إن كانت شهرتها مصاب " العبر ج7ص123 و ابن خلدون متوفى سنة 808 هـ 1406م حتى نفهم معنى قوله : لهذا العهد .
و يقول الشيخ متياز إن كثيرا من بني بادين قد تركوا الوادي و رجعوا إلى تلمسان بعد قيام دولة يغمراسن بن زيان سنة 1235م هناك إثر سقوط الموحدين , لأن الدولة الزيانية قامت بسواعد بني عبد الواد أي أبناء عمومة بني مصاب , فكلهم أبناء بادين .
و قويت الدولة الزيانية و امتدت في بعض فتراتها من حدود الزاب إلى نهر ملوية بالمغرب , و استمرت ثلاثة قرون و عشرين عاما حتى سقطت على أيدي الإسبان ثم جاء التدخل التركي و الحكم العثماني .
سنتكلم ان شاء الله عن المكوّنات البربرية الأخرى للمزابيين لاحقا .
للأمازيغ لغة قديمة تعرف بتمازيغت , و لها حروف التفيناغ التي ظل الثوارق محتفظين بها .
و الزناتية متغير من متغيرات الأمازيغية , اللغة الموحدة التي كانت مشتركة قديما بين أمازيغ التل و الصحراء .
قال ستيفان قزال : " العلاقات بين سكان مختلف المناطق شمال افريقيا قد تكونت من عهد مبكر , و انتشرت في جميع الجهات لغة واحدة , هي التي انحدرت منها اللهجات البربرية " ستيفان قزال (تاريخ شمال افريقيا) 43
لكن لا أظن أن بربر الصحراء أي الجيتول قد استعملوا لغتهم ثقافيا و لا حتى بربر التل النوميد .
فثقافة البربر القديمة كانت يونانية إغريقية ثم رومانية لاتينية , و هذه الثقافة الإغريقية انتشرت في بربر النوميد , فكان الفنيقيون و النوميد يتثقفون في جامعات قورينا الليبية و قايصاريا الجزائرية..... ثقافة إغريقية .
ذكر التاريخ الكثير من أسماء أعلام الأمازيغ الذين تخرجوا من تلك الجامعات مثل يوبا الثاني الملك المثقف و مثل ثيودورس الذي كان أفلاطون يقصده هنا في شمال افريقيا للتباحث معه حول قضايا و إشكاليات علمية .
ربما النصف جيتولي الوحيد الذي تثقف معهم هو أبوليوس الذي كان يقول : " أنا نصف جيتولي و نصف نوميدي " جبراييل كامب (ماسينيسا أو بدايات التاريخ ) 189 . و هو صاحب أقدم رواية في التاريخ مطبوعة اليوم " الجحش الذهبي "
و هو متعدد التخصصات العلمية حتى أنه كان له مخبر للمرايا لإجراء التجارب , فقد سبق ابن الهيثم في مقدمات الفيزياء البصرية .
هناك دراسة للسان زناتة المتفرع عن اللغة الأمازيغية و للمتغير المزابي في ضوء اللسان الزناتي هاهورابطها للمهتمين باللسانيات.
أصول المزابيين 21: الصحراء بمنأى عن التأثيرات الأجنبية
عرفت شمال افريقيا استعمارات متتالية فنيقية و إغريقية و رومانية وندالية بيزنطية .
و ظل البربر السكان الأصليون يقاومون مختلف أنواع الاستعمار حربيا , و لكنهم دخلوا في تحالفات مع الفنيقيين القادمين من المشرق , غير أن ذلك لم يدم لأن الفنيقيين و البربر دخلوا أيضا في تحالفات انفرادية مع الرومان مما أساء العلاقة بين الطرفين البربري و الفنيقي , كما أن العقلية الفنيقية تحولت من أهداف تجارية إلى أطماع توسعية , هذا انتهى بمعركة زاما مابين جيش فنيقي بربري و آخر روماني بربري و انهزام قرطاج و استرجاع ماسنيسا لأراضي أجداده
و البربر تأثروا بالثقافة الاغريقية و الرومانية و الفنيقية , هذه الأخيرة تأثرت أيضا بالبربرية و تشكلت لغة بونيقية خليط من البربرية و الفنيقية , و يلاحظ وجود آثار لكتابات بكل تلك اللغات .
أما في الصحراء فلا أثر لأي تواجد عسكري أو سياسي أو ثقافي لتلك الإستعمارات , الثوارق ظلوا يكتبون بالتفيناغ البربرية , و هناك آثار لخطوط التفيناغ البربري دون الخطوط الأخرى في مزاب و لكن لا نعرف بالتحديد مدى انتشار استعماله , و لا ننسى أن بربر الصحراء أو ما يسميه الرومان بالجيتول بدو رحل تغلب عليهم الحياة البدائية , لم يؤسسوا ممالك و لا مدنا إلا قرى من أكواخ و دور بسيطة للمستقرين منهم و لم تنقل عنهم تأثّراث أو تأثيرات ثقافية .
نلاحظ في الصورة غير الملونة كتابة على ضريح في تونس بالخطين التيفيناغي و البونيقي , و نلاحظ في الصورة الثانية و الثالثة رموز خط التفيناغ ببريان ولاية غرداية ناحية إنفوسن و بالوح من كتاب اسماعيل لعساكر (بريان تاريخ و حضارة)
أصول المزابيين 22: الميثولوجية البربرية آمون والكبش
قال الشيخ محمد علي دبوز:
"كانوا يعتقدون وجود اله يدبر هذا الكون، ولكن لا ذات له ترى، وإنما يتجلى لهم في المظاهر التي تروعهم بقوتها، أو بجمالها و بغرابتها، فلذلك يعبدون تلك الظاهرة. وهذا الإله الذي يعتقدون انه مصدر حياة الكون اسمه (آمون) ومظاهره هي الكبش الأقرن القوي، وبعض الحيوانات الأخرى، وبعض الكواكب. فمن الكواكب. التي راعتهم بقوتها وجمالها ورأوا انها مصدر الحياة لهم الشمس والقمر. وكانوا يقدسونهما ، ويتخذون لهما التماثيل في هياكلهم، ويرمزون لهما بصور في أماكن عبادتهم. وكانوا يرمزون للشمس بدائرة وقد يجعلونها بني قرني الكبش (آمون) الذي يقيمون له التماثيل كأكبر مظهر لإلههم آمون "
تاريخ المغرب الكبير مؤسسة تاوالت الثقافية 2010 ج1ص69
و إلى السبعينيات من القرن الماضي كانت تعلق في مداخل بعض البيوت قرون كبش و حيوان الضبع ( أحردان ) و كان الاعتقاد أن ذلك يرد العين .
"و عرف البربر المسيحية و اليهودية أيضا ".دبوز نفس المصدر 1-70-71
"وكان البربر الذين دانوا بالمسيحية إنما هم سكان المدن، أما الجبال البربرية، وجيتوليا فظلت على وثنيتها إلى ان أشرف عليها الإسلام فآمنت به " . دبوز نفس المصدر 1-342
و ذكر الميلي أن من بقايا عبادة الشمس في شمال افريقيا أن من يقتلع ضرسة يوجهها نحو الشمس و يقول لها : أعطيتك ضرسا لحمار فأعطني ضرس غزال , و في بعض الجهات يقولون : أعطيتك ضرس فضة فأعطني ضرس ذهب . أنظر الميلي ( تاريخ الجزائر) 1-75 .
قال الميلي : " و كانوا يعظمون العيون و الأشجار و الجبال و يحترمون الأموات يشيدون لهم قبورا ضخمة " الميلي (تاريخ الجزائر)1-75
منهم من يضع الميت في قبره على هيئة الجنين في بطن أمه و يضعون معه بعض أشيائه الثمينة . أنظرالميلي (تاريخ الجزائر) 1-76
"و آمون عبده البربر و المصريون و الاغريق و الفنيقيون" محمد العربي عقون
(الاقتصاد و المجتمع في الشمال افريقي القديم) 217
ديوان المطبوعات الجامعية 2008 و هو كتاب منهجي رائع
أصول المزابيين 23: بربر الصحراء الجيتول والنظام السياسي
أسس أمازيغ التل النوميد و المور دولا و ممالك أما أمازيغ الصحراء فاستمروا على النظام القبلي و العشائري و لم يؤسسوا أية دولة
في الموسوعة التاريخية الفرنسية Gallicaنجد تعريفا للجيتول بأن بعضهم عرف حياة مستقرة في أكواخ و بعضهم عاش التجوال , و ذكرهم سيليوس إتاليكوس القنصل و الشاعر الملحمي الروماني الذي عاش في القرن الأول الميلادي بأكواخهم و أنهم بدو متجولون و فرسان مهرة
Les Gétules menaient, les uns la vie sédentaire, dans deschaumières, les autres la vie errante(6). Silius Italicus fait mention de leurs cabanes, mapalia;et ce sontpour lui des nomades et des cavaliers habiles.
و في كلتا الحالتين عاشوا النظام القبلي العشائري
في الترحال و الانتجاع كانوا يعينون قائدا من القبيلة المنتجعة يكون أعرفهم بمواطن الخصب و الكلإ و مواسم الأودية و الأمطار...
أما في قراهم فكل قبيلة أو عشيرة ترشح قائدا ليشكلوا قيادة جماعية و يقدموا أحدهم قائدا على الجميع للبث في أمور التسيير الداخلي و القضاء و الحرب . أنظر محمد شفيق (ثلاثة و ثلاثون قرنا من تاريخ الأمازيغ) 112-119
هذا لا يعني أنهم لم يشاركوا النوميد و المور بل حتى البونيقيين في السياسة على الإطلاق فقد ناصروا يوغرطة (يوجرتن) و تاكفاريناس و حنيبعل في حروبهم ضد الرومان و وقفوا ضد يوبا كما سيأتي بيانه ان شاء الله.
أصول المزابيين 24: بربر الصحراء يقاتلون الرومان مع يوغرطة
عندما توفي الملك العظيم ماسينيسا خلفه ابنه ماسيبيسا و ربّى في حجره ابن أخيه يوغرطة (يوجرتن) , و لما مات ماسيبيسا استأثر يوغرطة بالملك و قتل ابني عمه فتدخل الرومان لمعاقبته فجرت معارك كثيرة انتصر في بعضها الرومان بقيادة متيللوس و انتصر في بعضها النوميديون بقيادة يوغرطة , لكن في الأخير كانت الغلبة للرومان فهرب يوغرطة إلى الصحراء و اتصل بالجيتول و هم بدو بربر بعيدون عن المدن قال عنهم ساللستيوس في كتاب الحرب ضد يوغرطه :
"و هم في ذلك الوقت يجهلون حتى اسم الرومان . و جمع حشداً كبيراً من هؤلاء الناس في مكان ما و دربهم بالتدريج أن يظلَوا ثابتين في المعركة و أن يتبعوا الرايات و يطيعوا الأوامر و ينفّذوا جميع الواجبات العسكرية الأخرى " ساللوستيوس (الحرب ضد يوغرطة) ص 103 .
و اتصل يوغرطة بملك المور في موريطانيا بوخوس و كان قد زوجه إحدى بناته و أقنعه بمساعدته على حرب الرومان .
اتجه يوغرطه بجيشه النوميدي الجيتولي الموري و كلهم أمازيغ إلى سيرتا حيث جمع الرومان غنائمهم من الحروب .
وقع هجوم مباغت لجيش يوغرطة و أحرز نصرا أوليا , لكن في اليوم الموالي رجّح قائد الجيش الروماني سوللا sullaكفّة الحرب لصالحه . ثم تفرّد الرومان بالقائد الموري بوخوس و أقنعوه بالتفاوض و تَرْك الحرب و طلبوا منه أن يقنع يوغرطة بذلك , لكنها كانت مجرد خديعة انتهت بأسر يوغرطة عندما توجه إليهم للتفاوض و هو أعزل عن السلاح و أخذوه إلى روما و سجنوه حتى مات جائعا في السجن .
المصدر : ساللوستيوس : (الحرب ضد يوغرطة) ترجمة محمد الدويب منشورات جامعة بنغازي.
أصول المزابيين 25: بربر الصحراء مع تاكفاريناس لمحاربة الرومان
كان تاكفاريناس جنديا في الجيش الروماني و ارتقى إلى رتبة مساعد ثم فر و أضرمها ثورة عارمة في شمال افريقيا .
سخط تاكفاريناس العظيم من الظلم و العنصرية الرومانية ضد الأمازيغ , و تقسيم البلاد إلى شمال يستغلون أراضيه و خيراته و يظلمون النوميد سكانه الأصلين , و إلى جنوب عزلوه تماما بل فرضوا طوقا أمنيا بينه و بين الشمال خوفا من أية مقاومة من الجيتول بربر الصحراء , لكن البطل تاكفاريناس وحد النوميد و الجيتول لقتال الرومان من سنة 17 م و قاد عدة معارك و حروب عصابات في كل شمال افريقيا إلى أن قُتل و هو يحارب في إحدى المعارك بناحية سور الغزلان سنة 24 م
قال الشيخ محمد علي دبوز (رحمه الله) :
"وكان الجيتوليون يكرهون الرومان. فبودهم لو هجموا عليهم وطهروا المغرب منهم.
فلما ثار تكفاريناس فرحوا فرحا كبيرا. فلما ذهب إليهم آزروه وأيدوه. فألف منهم جيشا دربه أحسن تدريب، وعلمه الأساليب الرومانية في القتال وقضى في الصحراء وهو يستعد نحو عام. وفي سنة 20م. هجم تكفاريناس بجنده من جيتولية على الرومان في وادي باجيدة في ناحية ملبس بشمال آوراس. وكان الرومان معسكرين بقوة كبيرة هناك. ففاجأهم تكفاريناس بكتائبه الباسلة التي أحاطت بهم فهزمهم شر هزيمة، فاحتل مراكزهم فغنم منها غنائم كثيرة. ثم أسرع إلى مدينة تالة في غرب افريقية فحاصرها ليحتلها. فأرسل الرومان عليه جيوشا جرارة علم انه لا قبل له بها فرجع إلى حرب العصابات. فاعتصم بالصحراء. وصار يغير على المراكز الرومانية كلما وجد فرصة فيضربهم الضربات القاصمة " محمد علي دبوز (تاريخ المغرب الكبير) 1/289
أصول المزابيين 26: ثورة بربر الصحراء على يوبا الثاني والرومان
لما تولى يوبا الأول حفيد يوغرطة مقاليد مملكة نوميديا سعى لتوسيع مملكته و توحيد كل الأمازيغ في دولة واحدة , و كان يتوجس من الرومان و أطماعهم و عندما اندلعت حرب أهلية في روما بين يوليوس و بومبيوس صراعا على السلطة وقف يوبا الأول مع هذا الأخير لأنه كان يعتقد أنه ليست له أطماع في نوميديا , لكن الانتصار كان ليوليوس الذي تربع على عرش روما و غزا نوميديا و قُتِل يوبا و هو يحارب و أُخِد ابنه يوبا الثاني إلى روما فتربى في قصورها الملكية تربية رومانية , ثم عينه الرومان ملكا على نوميديا فثار عليه الجيتول بربر الصحراء ثورة عارمة استمرت ثلاث سنوات لأنهم كانوا لا يرونه إلا ممثلا عن السلطة الرومانية , فتشابكوا مع وحدات الجيش الروماني و أحرقوا مزارع المستوطنين و أغاروا على مراكز إقامتهم و قتلوا الكثير من قادة الجيش الروماني و امتدت ثورتهم إلى الأوراس و تحالفوا مع القبائل البربرية هناك ضد الرومان حتى استطاع القائد العسكري الروماني كورنيليوس كوسوس cornelius cossusالقضاء على ثورتهم . أنظر جمال مسرحي (المقاومة النوميدية للاحتلال الروماني) 100-101
و يسمى كورنيليوس في كتب التاريخ بقاهر الجيتول .
لكن الجيتول لم يستسلموا بل انضموا بعد ذلك بنحو عشر سنوات إلى صفوف تاكفاريناس العظيم لمقاومة الرومان كما أوضحنا في المنشور -25-
قال الشيخ محمد علي دبوز رحمه الله :
"وكان الجيتوليون مستقلين تحت أمرائهم لا يخضعون ليوبا ولا للرومان. فرأوا يوبا تمتد يده إلى هامهم ليحنيها، ويحاول ان يمد نفوذه إلى جيتوليا ليخضعها أيضا لروما. فثاروا عليه في سنة 6 م. ثورة عارمة، فاشتبكوا به في معارك طاحنة، فهزموا جيشه، ومرغوه في التراب. فاستغاث بالرومان. فأسرعوا إليه بجيوشهم فاستعان بها في التغلب على الجيتوليين ودفاعهم عنه. ولولا الرومان لقضوا عليه" دبوز (تاريخ المغرب الكبير) 1/ 286
صورة ليوبا الثاني و أخرى لضريح ينسب له و لزوجته كيليوباترا في تيبازة
أصول المزابيين 27: النوميد والجيتول يغزون أروبا مع حنبعل
جاء الفنيقيون من الشرق نواحي لبنان و سوريا كتجار يبيعون سلعهم للبربر و يرجعون بأخذ أثمان و سلع أخرى , ثم بنوا بعض الموانئ للإقامة لمدد معينة تتم فيها التبادلات التجارية ثم تحول الكثير منها إلى قرى و مدن ذات مزيج سكاني من البربر الأصليين و من الوافدين الفنيق و الإغريق و الصقالبة... جمعتهم التجارة في أول الأمر , و أنشأ الفنيقيون مدينة قرطاج , ثم اشرأبت أعناقهم إلى خارج افريقيا فاحتلوا صقلية , هنا خطط الرومان لدحرهم منها و جرت الحرب البونيقية الأولى بين الجيش الفنيقي الذي يقوده حملكار و أغلب جنوده من البربر و بين الجيش الروماني انتهت بانتصار الرومان و خروج الفنيقيين من صقلية و امتدت تلك الحرب من 264ق م إلى 241 ق م
و في 236 ق م هاجم القائد الفنيقي حملكار اسبانيا بجيش أغلبه من البربر و احتلها إلى نهر الايبرو و لقي حتفه في الحروب سنة 226 ق م و خلفه القائد الكبير حنبعل .
و لكون الأسطول البحري الفنيقي قد تحطم في الحرب اعتمد حنبعل على الحرب البرية و على استعمال الفيلة و الخيول البربرية المتفوقة على نظيراتها الرومانية و عبر جبال الألب بفرسانه الأمازيغ من النوميد و الجيتول و حقق انتصارات عظيمة
قال الشيخ محمد علي دبوز :
"كانت قرطاجنة تعتمد في حروبها على البربر سيما النوميديين، وتراهم أهم قسم في جيشها. وكانت تستأجر فئات من المحاربين الأروبيين والإفريقيين السود، ولكنهم أقلية في جيشها بالنسبة إلى البربر" دبوز (تاريخ المغرب الكبير) 1/126
و قال مونتسكيو :
"اثناء الحرب الثانية حقق هنيبعل اكبر انتصاراتع بوساطة حلفائه فرسان نوميديا " مونتسكيو (تأملات في تاريخ الرومان) المركز الثقافي العربي المغرب .ترجمة
عبد الله العروي , ص 47
و خصص المؤرخ جابرييل كومبس مشاركة الجيتول لحنبعل في حروبه بالذكر
Quand Hannibal fut arrivé non loin de là, il envoya en avant-garde une troupe de Gétules sous le commandement d'un officier nommé Isalca, pour essayer de parlementer avec les habitants et les persuader, par de beaux discours, d'ouvrir les portes de la cité et de laisser un détachement de Carthaginois investir la ville. » Tite-Live (XXIII, 18, 1) Ce texte de Tite-Live (59 av. J.-C.-17 ap. J.-C.) est le premier qui mentionne des Gétules, utilisés comme contingent auxiliaire par Hannibal au cours de la seconde guerre punique, à la fin du IIIe siècle avant J.-C
أصول المزابيين 28: بربر الصحراء لا مع ماسنيسا و لا مع سيفاقص
الجزء الأول :
لما غزا حنبعل اسبانيا كان ڤايا ملك نوميديا متحالفا معه و يمدّه بالفرسان و كلّف الملك ڤايا نجله ماسنيسا بالإشراف على دعم حنبعل و شارك ماسنيسا بنفسه في حروب حنبعل
و في ذلك العهد كانت نوميديا على شطرين شطر غربي يحكمه الملك سيفاقص و شطر شرقي يحكمه الملك ڤايا و كانت العداوة بين الملكين على أشدّها و كل واحد منهما يريد ضم الشطر الآخر إلى مملكته
و كان الفنيقيون في قرطاج تارة يتحالفون مع هذا و تارة مع ذاك وفق حسابات تبقي نوميديا مقسّمة , فهم يعرفون أنهم وافدون و يخشون اتحاد البربر عليهم .
انتصارات حنبعل توقّفت عندما تولّى فابيوس قيادة الجيوش الرومانية , و فابيوس هذا داهية , رأى أن لا يجابه فرسان حنبعل البربر الأبطال في الساحات و إنما يسلك معهم سياسة التروّي بأن يقطع عنهم طرق الإمداد من جهة و يشنّ عليهم غارات في نقاط ضعفهم . و فابيوس في اللاتينية تعني المتأنّي و المتروّي .
ثم نقل الرومان الحرب إلى قرطاج فرجع حنبعل إلى قرطاج تاركا كل انتصارته في أروبا تذهب أدراج الرياح .
فانهزمت قرطاج و أمضت معاهدة مذلّة مع الرومان .
و عندما مات ڤايا و خلفه أخوه المسنّ الذي لم يستمر طويلا في الحكم كانت قرطاج تتدخل في شؤون نوميديا الشرقية و تعرقل وصول ماسنيسا إلى الحكم لِما رأت فيه من صفات قيادية تمكّنه من توحيد نوميديا و تحضيرها , و لمّا آل حق الحكم إلى ماسنيسا بعد موت ابن عمه كابوسا رفضت قرطاج ذلك و عيّنت الطفل لاكوماز ملكا , فقد كان القرطاجيون يريدون إلى جانبهم دويلتين بربريتين متخاصمتين فإن كان و لا بد من توحدّهما فليكن الملك هو سيفاقص أو لاكوماز لا ماسنيسا , و كانوا قد وعدوا ماسنيسا بالزواج من الأميرة صوفونيسبا تقديرا للخذمات التي قدمها لهم في جبهات القتال بإسبانيا و لكنهم نزعوها منه و زوجوها لسيفاقص , و استطاع سيفاقص و القرطاجيون أن يهزموا ماسنيسا .
أصول المزابيين 29: حرب ماسنيسا وسيفاقص و معركة زاما
نتكلم عن ماسنيسا لأن بعض الجيتول في الجنوب الشرقي كانوا ضمن مملكته و لأن الحضارة الأمازيغية في وقته بلغت في الرقي مبلغا كبيرا
تمت إذن تولية الطفل لاكوماز بعد وفاة أخيه كابوسا على عرش مملكة الماسيل الأمازيغية و كان هذا من حق ماسنيسا لأنه كان أكبر سنا لكن حال أشفاط قرطاج و سيفاقص دون ذلك فرجع ماسنيسا من جبهة القتال في إسبانيا ضد الرومان لصالح قرطاج غاضبا من هذا التنكر للجميل و لم يقبل بهذه الإهانة القرطاجية و هذا التواطؤ السيفاقصي , و التف حوله جيش من النوميديين لكنه انهزم أمام جيش سيفاقص و لجأ إلى أمازيغ ليبيا .
و الظاهر أن القرطاجيين كانوا يعرفون شخصية ماسنيسا و توجهه القومي و شبهه بأبيه ڤايا . لأن ڤايا استرد منهم بعض أراضي أجداده , و لكن سيفاقص أعادها إليهم . و حاول ماسنيسا مرة أخرى الثورة و انهزم .
هنا يعرض عليه سيبيون الروماني التحالف مع الرومان لاسترجاع حقه و الانتقام من قرطاج و حليفها سيفاقص .
تحالف إذن جيش ماسنيسا مع الجيش الروماني و وقع الهجوم على قرطاج و تركيعها فيما يسمى بمعركة زاما سنة (203 ق م) ثم سُجن سيفاقص حتى مات .
و ترك ماسنيسا نجل سيفاقص المدعو فارمينا يخلف أباه على مملكة الماسيسيل الشرقية الأمازيغية لبعض الوقت ريثما يرتب أمور دولته الناشئة ثم شرع ماسنيسا في ضمها إلى مملكته الموحدة .
الحكم على تصرفات ماسنيسا و سيفاقص يكون غالبا حسب أهواء مزاجية و إيديولوجية بينما الحكم الموضوعي يتطلب النظر في الحكم القرطاجي هل كان هو أيضا استعمارا أجنبيا له ممارسات استغلالية للسكان الأصليين أم لا ؟
تمكن دعاة الشيعة من نشر أفكارهم في قبيلة كتامة البربرية , و كوّن منهم عبيد الله الشيعي جيشا أسقط به الدولة الرستمية الاباضية في الجزائر و الدولة الأغلبية السنية في تونس
و المعروف أن يعقوب بن أفلح قد هرب مع بعض أتباعه من تيهرت إلى وارجلان , و يظن الكثيرون أن الإباضية قد هاجروا كلهم من تيهرت بعد سقوط دولتهم إلى وارجلان فإلى مزاب , و هذا غلط , فالأكثرية ظلت في تيهرت و انصهرت
يقول ابن خلدون إن الفاطميين ولّوا على تيهرت " أبو حميد دواس بن صولان اللهيصي فأثخن في برابرتها الاباضية من لماية و ازداجة و لواتة ومكناسة و مطماطة و حملهم على دين الرافضة " العبر 1615
قال الدكتور مسعود مزهودي : " إن عددا غير قليل منهم فضل البقاء في المدينة و اقتصرت تلك الهجرة على الأسرة الرستمية و بعض شيوخ الاباضية " مزهودي " الاباضية في المغرب الأوسط " 43
الهجرة التي وقعت بعد مؤتمر أريغ سنة 422 هـ كانت لعائلات من ساكنة وارجلان و أريغ و ليست تيهرتية اللهم إلا عائلة بافلح التي ترجع نسبها إلى الإمام يعقوب بن أفلح و يستقر بعضها في وارجلان و بعضها في بنورة , و لا أظن أن الفحص الجيني يسعفهم في ذلك.
أصول المزابيين 30: التجار الفنيقيون في الصحراء وتحولهم إلى استعمار
جاء الفنيقيون من لبنان كتجار و لما تطور الاقتصاد الفنيقي إلى الصناعة بدأوا في الإغارة على مدن الأمازيغ الليبيين و النوميد لسرقة بعض المعادن و الأحجار , و لما نافسهم الإغريق في التجارة توجهوا إلى الفلاحة و تسلطوا على أمازيغ تونس و حتى الليبيين و النوميد الذين كانوا تحت سلطتهم بالقهر و الضرائب المجحفة لا سيما بعد أن أفلست خزائنهم بفعل الحروب البونيقية في أروبا . فضجر الأمازيغ من سياساتهم الجشعة . قال الشيخ دبوز :
"وكان حب المال، والإثراء البالغ منه، والإنغماس في الحضارة والنعيم الذي اضعف نفوس البونيقيين فصاروا للرومان نعاجا يثقلها سمنها عن النطاح، قد أورثهم ضراوة وغطرسة وجبروتا على البربر في افريقية(تونس) وتنكرا وسوء عشرة لجيرانهم البربر في نوميديا، وصاروا مستعمرين همم امتصاص أموال البربر و استعمارهم " دبوز (تاريخ المغرب الكبير) 1-141
أما أراضي الجيتول في الصحراء فيبدو أنها سلمت من جشع الفنيقيين بل كان بربر الصحراء يحرسون قوافلهم التجارية المتجهة إلى السودان
قال الشيخ دبوز :
"وكانت قوافل البونيقيين التجارية تخترق جيتوليا، صحراء المغرب،ومن ناحية فزان وغدامس، واورجلان وغيرها ذاهبة ائبة إلى بلاد السودان. وكانت تتصل بالبربر الجيتوليين في طريقها فتتاجر معهم وتستأجرهم لدلالتها على الطريق، وخفارتها في السبل المخيفة" دبوز (تاريخ المغرب الكبير)1-119
وضعنا بعض خلاصات متواضعة لتاريخنا الفرسطائي , العثماني , الوطني , المذهبي , المعتزلي , ثم البربري القديم , و بقي لنا الكلام قليلا عن العصر الحجري ما قبل ظهور الكتابة في العالم لمزاب , الحديث و الوسيط , و ربما القديم
هناك بحوث ميدانية قام بها باحثون أجانب في الميدان و على رأسهم بيار روفو Pierre Reveauالذي جمع أكثر من 2900 أثر مادي عن تلك الحضارة الحجرية القديمة في مزاب .
الانسان البربري يرجع أصله إلى إنسان العصر الحجري في شمال افريقيا , و القفصيون الحجريون الذين يعود تاريخهم إلى حوالي 100 قرنا يسميهم بعض المؤرخين بروتو بربر أي أسلاف البربر , و هذا ما تسنده البحوث الأركيولوجية و الجغرافية و الجينية دون الحاجة إلى الحكوات .
قال محمد العربي عقون :
"القفصيون هم أسلاف البربر" العربي عقون (الامازيغ عبر التاريخ ) 64 .
و قال جبراييل كامبس :
Ce sont les « Capsiens » qui peuplèrent le sud de l'actuelleTunisie...... Leurs caractères anthropologiques s'apparentent étrangement à ceux de certains groupes berbères actuellement connus . G Camps (Les Berbères aux marges de l'histoire) 164 .
صور من بريان لآثار و رسومات صخرية من العصر الحجري الحديث و الوسيط من كتاب اسماعيل لعساكر (بريان تاريخ و حضارة)
عاش في شمال افريقيا الإنسان القديم فيما يسمى بالعصر الحجري , و هذا العصر ما قبل ظهور الكتابة قسموه إلى قديم و وسيط و حديث .
كان الانسان آنذاك يستعمل الأدوات من الحجر و عاش في العصر الحجري القديم على الصيد و القطف و سكن المغارات ثم تطور قليلا في العصر الحجري الوسيط حيث تمكن الانسان من مباشرة بعض الزراعات و تمكن من صقل أدواته الحجرية بشكل أفضل و يرجعه المؤرخون إلى ما قبل 100قرن, ثم جاءت مرحلة العصر الحجري الحديث حيث بدأ الانسان في الاستقرار النسبي و مزاولة الرعي و الزراعة الموسمية و يرجعه العلماء إلى حوالي 40 قرنا من الآن .أنظر محمد غانم (مواقع و حضارات ما قبل التاريخ في بلاد المغرب القديم) 100-113
و يسمى إنسان العصر الحجري الوسيط بالقفصي باعتبار آثاره التي وجدوها في قفصة التونسية بشكل أكثر و وُجدت كذلك في كل شمال افريقيا
ثم تطورت الحضارة القفصية في العصر الحجري الحديث الى تطوير أكثر للصناعات الحجرية و استعمال الفخارلصناعة الأواني و المطاحن الحجرية و رؤوس السهام المصقولة و الشفرات الدقيقة...أنظر المرجع السابق 124 .
و أثار الانسان العصر الحجري الوسيط و الحديث موجودة في مواقع عديدة شمال افريقيا كله و في مزاب و سطيف و وهران و الاوراس....
و الآن تتقدم الأبحاث الأركيولوجية حيث كشفت عن آثار تعود إلى العصر الحجري القديم جدا جدا كما في جبل إيغود بالمغرب الذي وجدت فيه آثار الإنسان لما قبل 300 ألف سنة
سنحاول ان شاء الله تسليط الضوء على بعض آثار ذلك الانسان القديم بمزاب
أصول المزابيين 4: الرافد الرستمي الأريغي الوارجلاني
تمكن دعاة الشيعة من نشر أفكارهم في قبيلة كتامة البربرية , و كوّن منهم عبيد الله الشيعي جيشا أسقط به الدولة الرستمية الاباضية في الجزائرو ليبيا و الدولة الأغلبية السنية في تونس و دولة بني مدرار الصفرية في سجلماسة بالمغرب
و المعروف أن يعقوب بن أفلح قد هرب مع بعض أتباعه من تيهرت إلى وارجلان , و يظن الكثيرون أن الإباضية قد هاجروا كلهم من تيهرت بعد سقوط دولتهم إلى وارجلان فإلى مزاب , و هذا غلط , فالأكثرية ظلت في تيهرت و انصهرت
يقول ابن خلدون : إن الفاطميين ولّوا على تيهرت أبو حميد دواس بن صولان اللهيصي فأثخن في برابرتها الاباضية من لماية و ازداجة و لواتة ومكناسة و مطماطة و حملهم على دين الرافضة . أنظر العبر 1615 pdf
و بعد حوالي قرن و نيّف حملهم المعز بن باديس الصنهاجي على التسنن .
قال الدكتور مسعود مزهودي : " إن عددا غير قليل منهم فضل البقاء في المدينة و اقتصرت تلك الهجرة على الأسرة الرستمية و بعض شيوخ الاباضية " مزهودي " الاباضية في المغرب الأوسط " 43
الهجرة التي وقعت إلى مزاب بعد مؤتمر أريغ سنة 422 هـ كانت لعائلات من ساكنة وارجلان و أريغ و ليست تيهرتية اللهم إلا عائلة بافلح التي ترجع نسبها إلى الإمام يعقوب بن أفلح و يستقر بعضها في وارجلان و بعضها في بنورة , و لا أظن أن الفحص الجيني يسعفها في ذلك
و تلك العائلات الوارجلانية و الأريغية يمكن أن نسميها رستمية باعتبار ماضيها التاريخي فقط , لأن وارجلان و أريغ كانا منضويين تحت الدولة الرستمية قبل مؤتمر أريغ بـ 126عاما.
ذكرنا أن جماعات من أريغ و وارجلان و سدراتة نزحت إلى مزاب و كان ذلك عبر هجرتين اثنتين مشهورتين
الأولى بعد مؤتمر أريغ سنة 422هـ و الثانية بعد حملة ابن غانية الميورقي و خراب سدراتة سنة 624هـ
و لنتكلم عن الأولى , فبعد سقوط الدولة الرستمية و إجهاز الشيعة العبيديين ثم المعز بن باديس الصنهاجي على تجمعات الاباضية هنا و هناك , و بعد محاولات ثورية قام بها زناتة و الاباضية و كثير من البربر للتخلص من الحكم الفاطمي لاسيما ثورة أبي يزيد مخلد بن كيداد الزناتي الاباضي الذي ناصره الكثير من البربر في ثورته حتى من غير الاباضية كأهل الأوراس , ثم محاولات ثورية إباضية غير ناجحة عبر قرن من الزمان لإقامة إمامة عادلة تعوّض الإمامة الرستمية كثورة يغلا بن زلتاف و سعيد بن زنغيل..... رأى العالم الجربي فصيل بن أبي مسور أن يكلف تلميذه محمد بن بكر الفرسطائي النفوسي بإعداد نظام علمي اجتماعي يكفل لهم نوعا من الاستمرارية بعيدا عن السياسية و كبديل عن الإمامة , فقبل الفرسطائي بالاقتراح و أنشأ نظامه التعليمي و لكن رأى أن أحسن مكان للشروع فيه هو أريغ , و أعدوا له غار تينِّسلي في بلدة اعمر و كانت تسمى تجديت من إجدي و هو التراب , و بدأ نشاطه التعليمي في الغار سنة 409هـ
و كان وادي مزاب آنذاك على مذهب المعتزلة , و كان الفرسطائي يأتيه بطلبته و مواشيه ليربّع فيه , و من هنا جاءت تسمية إعزّابن , فكلمة أعزّب أو أعزّvلا يزال بعض البربر يستعملها بمعنى تتبع مواطن الكلأ , و بالتالي يكون معنى إعزّابن الرحالة .
و كان الفرسطائي يجادل المعتزلة بالحسنى فتارة يستمعون إليه و تارة يواجهونه حتى قتلوا له ابنه ابراهيم و قتلوا الشيخ بابا السعد الذي تبنى دعوته...
و صبر معهم حتى كوّن منهم نواة من الأنصار .
و في سنة 422هـ و على إثر قحط و فتن و غارات متتالية وقعت على أريغ و وارجلان من بربر مغراوة و زناتة و أعراب بني هلال... انعقد مؤتمر في أريغ لأربعمائة عالم و حثّوا على الهجرة إلى مزاب , فكانت هذه الهجرة الأولى لعائلات أريغية و وارجلانية إلى مزاب
في الحلقة القادمة سنتكلم عن الهجرة الثانية بعد حملة الميورقي و خراب سدراتة .
نشأت في المغرب حركة ردة للبربر البرغواطيين و أقاموا إمارة تحت قيادة صالح بن طريف الذي قال أنه نبيء يوحى إليه و أن له قرآنا يضم 80 سورة , و كانت هذه الردة سبب نشوء حركة الإصلاح و الرباط لمحاربة أفكارها و تطورت تلك الحركة الإصلاحية إلى تكوين دولة المرابطين و عاصمتها مراكش و امتدت لتصل حدودها إلى الجزائر العاصمة و أكثر , و استوت تلك الدولة الأمازيغية على سوقها و قضت على حركة البرغواطيين , و كانت السلطة فيها للفقهاء لكنهم اتسموا بنوع من التصلب حتى أنهم أحرقوا كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي .
و اختلف المؤرخون المثبتون لتلك الواقعة في أسبابها , فمنهم من قال إن الفقهاء المرابطين غضبوا من التوجهات الصوفية المبالغ فيها للغزالي في الكتاب , و منهم من قال إن الحرق كان بسبب تأويل الغزالي لما يسمونه الصفات السمعية " يد الله فوق أيديهم " " و لتصنع على عيني "..... و ربما كان هذا هو السبب لأن الموحدين لما قاموا بثورتهم عليهم كانت حجتهم محاربة المجسمة .
و يقال إن الغزالي لما بلغه الخبر غضب و دعا بزوال ملكهم .
إشتد عود الدولة المرابطية لا سيما في عهد يوسف بن تاشفين و حارب ملوك الطوائف في الأندلس و عين ولاته على أقاليمها ومنهم يحي بن علي بن غانية الذي استقل بجزيرة ميورقة في قول أو أبعده إليها يوسف بن تاشفين في قول , و لما مات تولى عليها ابنه علي .
لكن نشأت حركة الموحدين الأمازيغية بقيادة المهدي بن تومرت و عبد المؤمن بن علي في الجزائر و اتهموا المرابطين بالتجسيم و الحيدة عن الدين الصحيح و استغلوا حادثة حرق الإحياء و جمعوا جموعهم و حاربوا المرابطين حتى تمكنوا من القضاء عليهم بعد حروب طاحنة .
فجاء علي بن غانية الأمازيغي الميورقي الأندلسي للإنتقام للمرابطين ضد الموحدين و تحالف مع بني هلال و عاث في الأرض فسادا لاسيما في مدن تونسيية و في الزاب و جنوبه وصولا إلى سدراتة التي خربها عن آخرها سنة 624هـ
لم يستطع أن يتحكم في بني هلال الذين استخدمهم في حروبه لأن من طبعهم القديم الغارة و النهب و السلب بل سايرهم في ذلك .
و هكذا لم يعد هدف ابن غانية الميورقي الإنتقام للمرابطين بقدر ما كان الغزو و السلب و النهب لكل من وجده في طريقه .
كانت هذه مقدمة ضرورية للكلام عن خراب سدراتة و هجرة سكانها إلى مناطق متعددة و منها منطقة مزاب في الحلقة المقبلة ان شاء الله.
سدراتة و وارجلان مدينتان قديمتان متقاربتان , قيل وارجلان نسبة إلى قبيلة واركلا الزناتية و سدراتة أو إسدراتن نسبة إلى قبيلة سدراتة البربرية , و كانتا تابعتين للدولة الرستمية و اختارهما الإمام يعقوب بن أفلح مأوى له بعد سقوط تيهرت , فرحب به أهل المدينتين و على رأسهم الشيخ العالم الثري جنّون بن يمريان , و طلبوا منه أن يبايعوه إماما لهم لإعادة الإمامة الرستمية فقال كلمته المشهورة : إن الجمل لا يستتر بالغنم .
و لا يزال قبره معروفا هناك و يزار .
و تطورت سدراتة و كشفت حفريات الباحثين tarry , blancghet, faucher....عن آثار لمبان كبيرة و نقوش مزخرفة و أشكال هندسية...
و يذكر علماء الآثار أنها كانت تتكون من أحياء كثيرة و من 1051 عينا جارية و آثار أسوار و أبراج و قنوات لسقي المزارع و الجنان... أنظر مزهودي مسعود " الاباضية في المغرب الأوسط " 56
هجم عليها يحي بن غانية الميورقي بجيش عرمرم سنة 624هـ فهدم قصورها و قطع نخيلها و أفسد عيونها و شتت جموعها... فالتجأ من بقي من سكانها إلى جهة المشرق و بعضهم إلى وادي ملوية بالمغرب الأقصى و بعضهم إلى تلمسان و بعضهم إلى مزاب و بعضهم تحصّن بجبل الكريمة الصعب الإرتقاء . أنظر بابا حمو أعزام " غصن البان في تاريخ وارجلان " 130... و انظر يوسف الحاج سعيد " تاريخ الاباضية في المغرب الاسلامي " 134
و لا يزال أهل وارجلان يزورون منطقة سدراتة و قبر الإمام يعقوب في ربيع كل عام و يحلّقون في مجلس لقراءة القرآن و توزيع الصدقات و استذكار التاريخ . كما في الصورة .
هل استهدف الميورقي مزاب أم لا ذلك ما سنتكلم عنه في المنشور المقبل ان شاء الله.
بنو مصاب بن بادين , و الرستميون الوارجلانيون... و أهل الزاب , و المعتزلة من بربر زناتة الجيتول الأقدمين في الوادي .
لا يزال الكلام عن رافد الرستميين الوارجلانيين و السدراتيين و الأريغيين... و سبب هجرة عائلات منهم و أفراد إلى مزاب إثر قرارات مؤتمر أريغ سنة 422هـ و إثر خراب سدراتة المطبق من طرف الميورقي و جيشه العرمرم سنة 624هـ .
و لكن هل هاجم الميورقي مزاب ؟
يبدو أن الوحيد الذي ذكر ذلك الشيخ أطفيش و تبعه الشيخ متياز ثم يوسف الحاج سعيد حذو النعل بالنعل .أنظر الشيخ أطفيش "المقاصد الكافية من الرسالة الشافية" 86 و انظر يوسف الحاج سعيد " تاريخ الاباضية في المغرب الأوسط " 134
و ذكر الشيخ أطفيش أن مزاب عقدوا ألوية دفاع لثمانية رجال و سماهم بأسمائهم كلهم .
و الذي يبدو لنا كمجرد فرضية تحتاج إلى بحث أن الميورقي أعرض عن مهاجمة مزاب للأسباب التالية :
1-أن بني مزاب كانوا منعزلين سياسيا تحت تسيير هيئاتهم الإجتماعية و لم يظهروا أي حماس لا للموحدين و لا للمرابطين .
2-قراهم الموجودة آنذاك كانت محصنة بأسوار و أبراج في قمم جبال و هذا من مقوّمات السياسة الحربية الدفاعية , فالمهاجم يخسر كثيرا .
3-كانت أغراض الميورقي و جيشه نهب الأموال و إتلاف ما لا يمكن نهبه كتغوير الآبار و قطع النخيل و هذا لم يكن متوفرا آنذاك في مزاب بشكل يغري , إن هي إلا قرى جبلية فقيرة و أرض جرداء قليل نخلها و شجرها .
فيبدو أن الميورقي رأى أن ما يخسر أكثر مما يربح من حربه على تلك القرى عكس سدراتة التي كان أهلها تجارا أثرياء و كانت سوقا تلتقي فيه سلع الجزائر و الأندلس و السودان الغربي .
لم ير فائدة من مهاجمة أناس فقراء ماديا و محصّنين دفاعيا و حياديين سياسيا لم يتسببوا في هلاك دولته المرابطية.
تتفق المصادر العربية و الفرنسية على وجود نزوح سكاني من الزاب جنوب الأوراس إلى الصحراء و الواحات و الناحية الغربية إثر حملات بني هلال في المنتصف الأول من القرن الخامس الهجري , و قَبْل شيء من التفصيل عن تلك الحملات و ذلك النزوح , هناك في المصادر اللاتينية و الفرنسية كلام عن أصل تسمية مزاب , فنقرأ مثلا في Revue_Africaineللمكتبة الوطنية الفرنسية أنه كانت هناك قبيلة من الزناتة الجيتول les_gétules تدعى ژابوني في زمن الوندال , هذه القبيلة نزحت من الحضنة نحو الشرق و استولت على أحواض الشط و أعطت لها اسم الژاب .
و قبْل مؤرخي العرب ذكَرَها هونوريوس ضمن الشعوب الافريقية باسم موژوبي (مُزاب) كاشتقاق من التسمية الأصلية , و عُرفت بهذه التسمية بعد ذلك لدى الآخرين و لدى المسلمين
و مع مُزاب ظهر في جنوب الأوراس عدد كبير من القبائل من نفس الأصل أي الجيتول أو زناتة . إهـ .
و يلاحظ أن الثوارق و النفوسيين يسمون المزابيين : إمزوباي بتفخيم الزاي و الباء.
الخلاصة أن تلك القبيلة الجيتولية كانت تسمى ژابوني ثم سماها هونوريوس موژوبي , ثم عرفت بعد ذلك بمزاب .
هذه نظرية المراجع اللاتينية و الفرنسية عن تسمية مزاب على خلاف نظرية المراجع العربية التي ترجع التسمية إلى مصاب بن بادين . و للمؤرخين المتكونين في اللغتين العربية و اللاتينية البحث و الترجيح , و يلاحظ أن الخلاف ينحصر في تفسير تسمية مزاب لا في هجرة الرافدين الإثنين إلى الوادي و الله أعلم .
Dès avant Constantin, vivait dansle Hodna, une tribu Gétulienne nommée Zabunii. Vers letemps des Vandales, cette tribu se porta vers l'est, conquit lesbassins des Choit et leur donna le nom de Zab. (3) "Un peu avantles Arabes, Honorius la citait parmi les peuplades africainesde Musubei (Mozab) une des formes du nom originaire, et cefut sous cette forme, qui se substitua définitivement aux autres,que ce peuple fut connu par les musulmans (4).Avec les Mozab ou peu après apparurent au sud de l'Auras,un grand nombre de tribus de même origine, c'est-à-dire Getuliennes ou Zénètes,
.........
منقول من revue africaine من المكتبة الوطنية الفرنسية BNFصفحتي 473 -474
الصورة الأولى لموطن البربر الجيتول و الثانية لكتاب مهم في ذلك التاريخ باللاتينية.
إنّ بني مزاب أمازيغ, و يطلق على الأمازيغ كذلك اسم البربر، و البربر ينقسمون إلى قسمين : البرانس و هم أبناء برنس، و البُتر و هم أبناء مادغيس الملقب بالأبتر، و هما أخوان ، و من نسل مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام .
كلّ قسم من البرانس و البتر يتفرّع إلى شعوب كثيرة لا تحصى . و أحد شعوب البتر زْنَاتَهْ, و من بين شعوب البرانس كتامة و صناهجة.
يتفرع زناتة إلى خمسة فروع, من بينها وَاسِينْ , و من بطون واسين بنو مرين و بنو راشد وبنو بادين. و من أفخاذ بادين بنو مزاب المنتسبون إلى مزاب بن بادين بن محمّد بن زَحِّيكْ بن واسين بن يَصْلَتِينْ بن مَسْرَا بن زَاكِيَا بن وَرسِيكْ بن أَدِّيرَتْ بن جَانَا (أو شَانَا) جدّ زناتة .
إذن, فإن بني مزاب من أفخاذ بادين , أحد بطون واسين, الذي هو فرع من فروع زناتة , و زناتة أحد شعوب البُتر, و البُتر أحد قسمي الأمازيغ.(1)
-----------------
(1)الهُويَّةُ المِزَابِيَّةُ - أهمُّ عناصِرها و تشكُّلُها عبر التاريخ - تأليف : يوسف بن بكير الحاج سعيد - المطبعة العربية 1432 هـ / 2011 م
السرعوف(01) أو فرس النبي في الثراث الشعبي لعبة جميلة يلعبها الجميع كبارا وصغارا فيها نوع من الرهان، فصاحب الشأن في هذه اللعبة هو السرعوف " أطّمرو" معروف بحركة رأسه الظريفة حين يتلفت يمينا و شمالا، حيث يضعونه وسطهم ثم يشيرون يمينا وشكالا ويسألونه :
غلدا أنّغ غلدا ؟
بمعنى إلى هنا أو هنا
أما في برڤان يسألون هذا طمرو عن اتجاه بلدة ما كأن يسألوه عن العاصمة مثلا ويقولون له :
آ طمرون ئنانغ دزاير غلدا انغ غلدا؟
بمعنى: أيها السرعوف أخبرنا عن إتجاه العاصمة أهي من ههنا أم من هنا؟
.........
(01) السرعوف أو فرس النبي أو الراهبة أو الاسم العلمي Mantodea من مزايا السرعوف أنه يتغذى على الحشرات مما يجعله أفضل حارس للمزارع من هجوم الحشرات وخاصة الجراد، والسرعوف يهجم على أي حشرة تتحرك أمامه ينقض على الحشرات بالكلابتين القويتين ويسرع في التهامها فهو لا يتوقف عن الأكل، ويكون أكثر نشاطاً خلال فصل الصيف حيث تكثر الحشرات الضارة بالمزارع لذلك يعتبر السرعوف أفضل وسيلة للتخلص من الحشرات دون أي ضرر على النباتات. ومما يميز هذه الحشرة أيضاً أنها الحشرة الوحيدة التي تستطيع تحريك رأسها دورة كاملة. بعض أنواع السرعوف تأكل بعض الطيور والقوارض الصغيرة والسحالي الصغيرة والثعابيين. و من مميزاته انه رشيق حيث يستطيع مباغته فرائسه ويستطيع تغيير لونه ليتلائم مع لون البيئة التي يعيش فيها ليتخفي من اعدائه ويوهم فرائسه.
أعمال الشــــاعر عبد الوهاب فخار، الذي له فضــــل الانطلاقة الفعـــلية في تدوين(2) وتدريس اللغة المزابية. وقد صدرت له مجموعات شعرية جديرة بالدراسة والنقد، وهي كالتالي:
1- "ئمَطَّاوَنْ نَ الْفَرحْ" ( دموع الفرح) صدر عن المطبعة العربية بغرداية، 1984.
2- "ئمَطَّاوَنْ ئزوﭭـاغن" (الدموع الحمراء) صدر عن مطبعة الفنون الحميلة بالعطف، غرداية، الجزائر، في 1990.
3- ئمَطَّاوَنْ نَ الْفَرحْ"( دموع الفرح)،صدرعن دار الكتاب العربي، الجزائر، 2007
عن دار الكتاب العربي، ومن إصدارات احتفالية الجزائرعاصمة الثقافة العربية صدرت مجموعة الصديق الشاعر المبدع الأستاذ عبد الوهاب حمو فخار بعنوان" دموع الفرح"، نهاية 2007 بترجمة عربية رشيقة للشعر الأمازيغي بلهجة أهل وادي ميزاب. تمت الترجمة والمراجعة في المعهد العالي العربي للترجمة.
الشاعر من مواليد منطقة وادي ميزاب في 13 نوفمبر 1951. جمع بين فطنة الكتابة مبكرا والنشاط الابداعي والاجتماعي. بعد تحصيله على شهادة البكالوريا فلسفة عام 1973 واصل دراسته بالجامعة المركزية بالجزائر العاصمة فرع "علم النفس التطبيقي". قبلها كان من الإطارات الوطنية التي تدربت بمركب الحديد والصلب بعنابة ليتوجه بعدها إلى مسقط رأسه غرداية ويسهم في إرساء قواعد أول شركة حكومية ضخمة للحديد والصلب فيها، حيث عين مسؤولا على مخبر مراقبة نوعية الإنتاج.وعندما احتاجت المدرسة الوطنية إلى أساتذة أكفاء لتدريس الأمازيغية،
وقبل تأسيس "المحافظة السامية للغة الأمازيغية" ، 1995 كان حظها موفقا بوجود شاعر وكاتب مثل عبد الوهاب حمو فخار، مثقف، مزدوج اللغة العربية والفرنسية،إضافة الى لغته الامازيغية بلهجتها الميزابية. تعلم وتربى على يد شيوخ وأئمة مدرسة الإصلاح القرآنية بغرداية ، مستفيدا كذلك من تعليم مدرسة الآباء البيض الفرنسية بغرداية.سار على خطى والده الراحل العلامة الكبير الشيخ حمو فخار مكرسا جهده العلمي والفكري والإبداعي للمبادئ التي تربى وتعلم عليها في مدرسة الإصلاح العتيدة، جامعا بين تراث المنطقة الحضاري وانتمائها الثقافي العربي الاسلامي، ومدركا للاختيار الدقيق لمتطلبات التحديث المطلوب في مناطق ومدارس وادي ميزاب؛ فكان ان أنشأ في أحضان ورعاية معهد الإصلاح بعد تأسيسه سنة 1979 جمعية " أمطون ن لفرح" لخدمة الأدب الميزابي، اهتمت الجمعية بالمسرح الغنائي. كان عبد الوهاب فخار مؤلفها وملحنها البارع، كما أسهم في قيادة أفواج الإصلاح للكشافة الإسلامية الجزائرية. عُرف عنه محدثا بارعا ومشوقا واسع الاطلاع، ومُعدا لأجمل وأفضل الحصص الإذاعية بالامازيغية من خلال حصتين أسبوعيتين بثتهما إذاعة غرداية منذ تأسيسها عام 2001.
لا يمكن إيفاء عبد الوهاب فخار حقه من التعريف بكل كتاباته وإصداراته ومخطوطاته ونشاطه العلمي والثقافي والتربوي والاجتماعي وتعداد مشاركاته في الملتقيات المحلية والوطنية والدولية. لكننا آثرنا التوقف عند جوانب من إبداعه الشعري.عرفته عن قرب وحميمية صادقة من خلال مشاركتنا ضمن وفد جزائري حضر آخر احتفالية للمربد الشعري الثامن عشر في بغداد والبصرة قبل الاحتلال الامريكي للعراق بأشهر. كنا ببغداد يوم 16 ديسمبر 2002 برفقة الاستاذ الشاعرمسعود خرازي صاحب ديوان "متى الصبح يا وطني "والاستاذ يحيى عبونة من غرداية.
سجل الشاعر عبد الوهاب حمو فخار بصوته والقائه المتميز حضوره الشعري الكبير بإلقاء أول قصيد منطوق بالامازيغية في مهرجان المربد الشعري بالبصرة. خاطب بغداد المحاصرة يومها بترنيمة الصوت الأمازيغي شجنا ولواعجا.وكان مثيرا في الحضور البصري على ضفاف شط العرب ببيت الشاعر الكبير بدر شاكر السياب في بويب بأبي الخصيب حيث اقيمت وليمة ودعوة تكريمية خاصة للشعراء. وفي بغداد زار بيت الحكمة وغيرها، لفت عبد الوهاب انتباهة الشعراء العراقيين والعرب من ضيوف المربد له كشاعر كبير،
لم تعزله غرابة اللهجة غير المألوفة في العراق. وبلغ تأثيره على مستمعيه مداه. وعندما ترجم عبد الوهاب مقاطع من قصائده كانت اللغة العربية بلسانه مموسقة وحاضرة التفاعيل والاوزان الشعرية، هارمونية على إذن مستمعيه. قال لهم مخاطبا : (... يا عراق/جئتك حمامة/ بيضاء/ بريشة/ أُكسر الحصار.... / لا تتعجبوا لا أملك غير ريشة/ وريشتي هي أغلى من كل الحبوب/ بالقنطار/ ريشتي هي أثمن من كل المعونات/ بالدولار/ ريشتي/ نزعتها من جسدي/ جذبتها بالمنقار/ سالت قطرة من دمي/ في الهواء/ تلقفها صغار العراق/ كالدواء/ رميت بريشتي/ سالت دمعتي). وينتهي عبد الوهاب إلى قوله: (لا تتعجبوا/ لا أملك غير ريشة/ وريشتي هي أغلى/ من كل شيء/ وقطرة دمي/ تقاس بالأنهار/ المهم جئتكم/ لأُعلم من حولكم/ خُلق الرحمة/ والإيثار).
كثيرة قصائده للعراق، ظلت تتدفق تواصلا لم ينقطع به نزيفه النبيل المفتوح إلى المجهول حتى يتحرر العراق ويعاد الى أهله وعروبته.لا أفي للشاعر حقه، فلست بناقد، وهو الذي كرس جزء من مقدمة ديوانه"دموع الفرح" بوقفة إكبار للعراق. وخصني بما لا استحقه من فرط ثناء. وهو ثناء مناط لأهلنا في العراق الذين استقبلوا وفد الجزائر للمربد، كعادتهم من وفائهم للجزائر وأقلامها وشعرائها.في البصرة التي تربطه بها صلة روحية.
وامتداد للأجداد نطق عبد الوهاب بالامازيغية كأول شاعر عاد من حاضرة الرستميين ومن غرداية إلى مواقع أولى الفتوح العمرية للعراق.عشرين نصا، بحرف عربي، ومن لسان الأمازيغ ترجمها الشاعر لنفسه، جال ما بين غرداية إلى سكيكدة والجزائر و قسنطينة إلى البصرة، ومنها إلى غرداية ثانية حاملا معه ظلال أبي الخصيب ووقفة السياب وحكمة المعري وفطنة الجاحظ وعلوم ابن الهيثم وفقه عبد الله ابن إباض.في "دموع الفرح" ، ديوانه، استهل ندائه بقصيدة " اتركوني أضيع" ، مترجما رفضه أن نضيع وسط القطيع، بلا مغيث ولا شفيع ، رافضا أن نُصفق بأياد غُلت خارج الأزمان. لا يغادر عبد الوهاب خاتمة قصيده إلا بالقبول بالضياع المشروط؛ شرط أن يفهمه ابننا الرضيع شرط للوعي، وبدلالته، ضمن استشراف الأمل. والشاعر حداء حضارة، سيفهمه قارئ المستقبل مغادرا بنصه حالة النكوص. وإذا كانت أطلال تراجعنا لا تشي بنا وتستفز حجم المحن فالشعر سيبقى بلا طلل الياذة الأوطان. صور من مجد ميزاب، عن حكاية وأُهزوجة مزابية، عن رقص وفرح قرب الغدير، هي ضفة التوزوز وبوشمجان، هي القهوة والبدر والماء وانعكاسات الصفاء على صفحات الغدير، هي البدر الراقص جذلا كسمفونية المساء فوق عيون الواحة المسترخاة في الاماسي الميزابية، هم الأجداد المستصلحون للأرض والقفار والسنن. هم أبناء الأسود، والأحفاد الغارسين لكل شبر من الواحة الحكيمة التي تعرف مواسم الماء والجدب والنماء وتتحدى البقاء بروح الوفاء للأرض والسماء. هي السواعد المفعمة بالعطاء في الوادي المبارك وأرضه المعطاء.كلمات عبد الوهاب لا تُشفر المعنى، رغم اقتصاد الجُمل، ولا تقتصد بالبوح الجميل. كل مقطع منها ومضة، ولكل ومضة ظلال، وضمنها محطة عشق واستراحات وتدفق لغدير وسمو لنخلة وعريشة لكرمة. حتى مشاغلة البعوض في الواحة ومحمل بائع الشاي المتجول ورنة كؤوسه، منحها عبد الوهاب فطنة الشعر، ورصده جزئيات الحياة بروح الروائي القاص المقتنص للمعاني والايحاءات بالرسم والشعر معا، بالكلمات الدالة والموحية عن مقاصد الشاعر الانسانية. ومن دون ابتزاز لأحد رفض الشاعر مظالم الانسان لأخيه الانسان ومجد الفكر. إنه الشاعر الذي يعرف أين تضاريس أرضه وتوافقاتها مع مفرداته، ويعرف طريقة حرثه واختيار بذوره ومواعيد خصبها، وهو يتوقع شكل ولون ذهبية سنابله في مروج القصيدة الامازيغية.
وهو الشاعر المؤمن في قدرة الجزائر على الخروج من رماد المحن القائل : (بذرة واحدة تكفي/ لبعث الحياة/ فيا غابات احترقي وتعفني يا ثمار/ من رام فنائي/ باغتيال أبنائي/ فبقتل هابيل/ لم تنته الدنيا/ لم ينته المشوار). تلك هي لغته يفهمها طلاب الحياة.من شرفة غرفته بفندق فلسطين، تماما، من أمام ساحة الفردوس كان قدر وفدنا أن يرى أولى صور احتلال بغداد تتدفق سمومها أخبارا تأتي كطعنة الخناجر في خواصرنا، ليسقط في التاسع من أفريل، تمثال أريد له أن يسقط معه كل العراق دولة ومجتمعا.
ومن ذات الشرفة في 20 من ديسمبر2002 لم يكمل عبد الوهاب قصيدته البغدادية (غزالة الصحراء). قدرها أنها اكتملت كتابتها تباعا بغرداية في مارس2003. حينها كانت جيوش تتار القرن الجديد تدوس تدك بصواريخها بغداد وساحة الفردوس رمزها وتحرق مكتبة بيت الحكمة. حيرة عبد الوهاب، ترجمها باستشراف رقصة العراق الذبيح في غزالة الصحراء. كانت غزالته مطلب سكاكين الجزارين والقتلة لذبح العراق. آثر ترجمتها إستثناءا عن باقي قصائده ونشرها باللهجة العربية المحلية الدارجة.
وكعادته أوجز عبد الوهاب فخار. فأصاب كبد المعاني في أحشائنا وعقولنا : (قلنا لهم " إغزالة"/ ما تزيد ما تنقص/غي إديوها أو خلونا/ حيين أو صابرين/ المهم كي نجوع؟/ تحي واشنطون/ من طياراتها/ انعيشوا آمنين).ويكتب عبد الوهاب مشهد ذبح العراق المتكرر: (الموس راهو جاي/غي هبط راسك/ ولي أيقوله/ سلم يا مسكين). في غزالة الصحراء عرف عبد الوهاب كيف تتدحرج أحجار دومينو السقوط العربي بعد احتلال العراق؛ لكنه حدد انتماء قصيده بشجاعة المقاوم والمجاهد الجزائري الذي لا يلين. رغم مرارة المشهد ظل واقفا حيث يتوجب الصمود : (... كي ايحاصرو العراق/ سول عن أصلي/ انقولك من بغداد/ مابين النهرين/ كي إيضربوا فلسطين/ محمد الدرة/ تصيبوا في حجري/ او نسكن في جنين/ كي ايحقروا واحد/ ابيض تشوفني/ واقف في باريس/قدام نهر السين/ كي ايسبوا انسان/ أسود، نتحول/ الـ سيدنا بلال/ الصحابي الامين/ وكي نبقى لوحدي/ واحد ما يسألني/ انعنقر شاشيتي/ وانغني ياعين/ بابا-ك آد حمو/ ماما-ك آد نانة/ امزابي... صحراوي/ ادزيري... ضوريجين ).
وفي المقطع الأخير ضمن أسماء والديه الكريمين في النص .هذه القصيدة لو ترجمت الى لغات العالم بموسيقاها ولحنها ورجزها ومعانيها ستقف الى مصاف الشعر الأممي المقاوم، الذي غنى لإخوة الشعوب والسلام العادل والحرية، ورفض الميز العنصري والحرب والعدوان على الشعوب. شاعر"غزالة الصحراء" بامتياز هو عبد الوهاب فخار، يقف شامخا حيثما أراد بجانب شعراء كبار مثل اراغون وبول ايلوار وناظم حكمت وبابلو نيرودا والسياب وعبد الوهاب البياتي وسعدي يوسف وهوشي منه وغيرهم. عبد الوهاب اراد العالم محيطا وبحر مودة لا تمخره سفن الغزاة والقراصنة، منح أسماكه حريتها لكي تبحر من دون جواز سفر ولا تأشيرة، ولا يحتاج البشر معها الى حوار مع الآخر الا بعد حرق المعابر ودروب البحر في الليالي المظلمة، والتوجه نحو ملاجئ الهجرة "غير الشرعية" والى الموت والانتحار وإطعام سمك القرش أجساد بشر. في قصيدته (أين جوازك ياسمكة) أدان عبد الوهاب أصحاب الحدود والاسوار الاوربية والموت المجاني. وعبد الوهاب في تساؤله (أين جواز سفرك يا سمكة) حدد معالم عصرنا:[... تعلمت من السمكة من ذلك اليوم/" ان لاحرية مطلقة في الدنيا"/وان دعاة الحرية وحقوق الانسان:/أغلبهم في سبات ما لم يستيقظوا/ على نغمة/عرق/لو لون/او لغة/ او دين/ او وطنية/ فان همُ استيقظوا/ تراهم/ أشد توحشا من كل وحوش الدنيا].اعطى لبائع الشاي المتجول في السويقة، حقه من المجد، وصف رتابة الجلوس على الارصفة، وسامر من جلسوا في حلقات الدفئ الانساني وهم يتحاورون، ويؤدون ادوارهم الطبيعية في الحياة بتلقائية ومن دون تكلف. لم يتباين عبد الوهاب مابين بقعة ضوء وعتمة، وهو يسرد رؤآه عن مشاهد الظل وأدوار الناس فيها وأسرار الوجود، ويضع لها لغة مرمزة بالحب لها قواميسها ومعاجمها وموسوعاتها. وضع قيمة الانسان الباقي على الارض كينونة أزلية، اما رفوف الكتب، وما دون الكُتاب، فقد تتعايش فوقها حشرات الارض وهوامها، وتتناوب بالتعايش فوق مخطوط الكلام وتراثنا المكتوب، وما نقشت به ايادي الرواة.عاد عبد الوهاب الى أرشيف التاريخ الطبيعي المجسد أمامنا في الساحات، وعلى عتبة الدكاكين وعند الباعة والسوق العتيق والمزاد . كل نفس تشيخ وذائقة الموت قالها بلفظ القصيد : (كل مسن يموت، وهو بمثابة مكتبة تحترق والى الابد). انها الحكمة التي يذكرنا بها عبد الوهاب حمو فخار. ويختتم بها بتسائله المؤرق في آخر الديوان مبتدءا سؤال الأزل: : " متى نعلم" ويجيب بذات السطر حكمة الوجود: (متى نعلم/ اذا علمنا اننا حقا/ علمنا/ ومتى نعلم/ اذا فهمنا أننا فعلا فهمنا).
"...والشيء الذي له أعمق الأثر في حياة هؤلاء، وبه استطاعوا أن يتغلبوا على هذه الصعوبات، وأن يقيموا هذه الصعوبات، وأن يقيموا هذه المنجزات، هو التضامن العجيب الذي وجد بين هؤلاء، فكان الواحد منهم لا يبخل بماله أو رأيه أو خبرته. ثم الإرادة الدؤوب والنشاط في ممارسة الأشغال الذي طبع عليه العنصر البربري منذ القدم وامتاز به، وأخيرا تلك الحملات الجماعية التي يقومون بها "تْوِيزَا" فيعيِّنون يوما أو عشية يخرج فيها كل من كان في القرية من ذوي الاستطاعة ويقومون معا بالعمل كل بما يحسنه. وهكذا في كل عشية أو يوم خاص من أيام الأسبوع، فلا تمر أسابيع أو أشهر إلا وقد أنجز بناء الساقية أو تنظيفها من الرمال أو ترميم السد الخ..
وربما يتهاون شخص فيركن إلى الراحة ويتخلف عن مواطنيه ولكنه لا يسلم من تعيير النساء له والأطفال إذا رأى في الشارع. وربما لا يسلم حتى من ضميره فيؤنبه وكأنه اقترف ذنبا. إذ المتعارف في مزاب أن مثل هذا التصرف نوع من خيانة المسلمين والقعود بهم يعاقب الله عليه فيقولون في شأن هذا: «فلان خان العرش».
وهذه الحملات الجماعية تقام أيضا في مستوى الناحية الواحدة أو بين الجيران أو الأصحاب، فيعيِّنون يوما لهذا ويوما لذاك حتى تنتهي حملة الحصاد أو بناء الدار أو حفر البئر وعلى صاحب العمل أن يهيئ المواد الأولية فقط وربما الطعام أيضا لمساعديه..
ويحكي لنا الشيوخ أنهم أدركوا زمانا كان من المتعارف فيه، أن الشخص الذي يبني دارا أو ينشئ بئرا يستطيع عندما يريد وضع الأخشاب ليجعل عليها السقف أو إقامة الصحائف العارضة لفم البئر أو صهريج الماء "أَسَفِّي" يستطيع أن يخرج إلى الشارع فيستوقف من يمرون أو ينادي: "يا مجاهدين.." فما تُسمع صيحته حتى يترك كل شخص عمله ويهرع إليه لمساعدته لمدة من الوقت على القيام بمثل هذا العمل الشاق الذي لا يستطيع أن ينجزه بمفرده.
وبما تقدم استطاعوا أن يحفروا في واحات الوادي ما يربو عن أربعة آلاف بئر ومائة يتراوح عمقها بين 25 مترا إلى 60 مترا حسب سمك طبقة الأرض. وغرسوا نحو 170 ألف شجرة من أشجار النخيل حسب الإحصائيات التي أوردها المهندس الفرنسي فيلن FELINفي مؤلفه الذي أصدره سنة 1908..."
----------------------------------------
(01) كتاب مزاب بلد كفاح للمؤلف: إبراهيم محمد طلاي ص: 66-67-68
وكان البربر شعبا عظيما وأمة كبرى، كثيرة القبائل والأفخاذ. وتنقسم الأمة البربرية الكبرى إلى قسمين عظيمين، كل قسم يحتوي على قبائل كثيرة. تنقسم إلى برانس وبتر تشتمل على قبائل كثيرة أكبرها هي هوارة، وكتامة، وزواوة، وصنهاجة، وأوربة، ومصمودة. والبتر أكثر عددا من البرانس فقبائلهم كثيرة، وكل قبيلة تتفرع منها قبائل مختلفة الأسماء. واكبر قبائل البتر هي لواتة، ونفوسة، ونفزاوة، ومزاته، وزناتة، ولماية، ومكناسة، ومطغرة.
وكانت مواطن اغلب القبائل البترية في وسط المغرب وجنوبه، فلم يكن منها في السواحل إلا القليل. وكانت لهم الجبال والهضاب يعتصمون بها. واغلب الثورات التيانفجرت على الرومان والوندال والروم المستعمرين كانوا هم الذين يقومون بها. وقد انتشر الدين المسيحي في سكان المدن منهم ولكن على المذهب الدونتوسي البربري الذي يحمل روح المسيحية الحقيقية، وهو الدعوة إلى العدل والإنصاف والإخاء، كما تأثروا بالحضارة البونيقية تأثرا كبيرا، واقتبسوا من الحضارة الرومانية ما يوافق مزاجهم.
وسكان الجبال والهضاب وجنوب المغرب في الصحراء لم يختلطوا كثيرا بالرومان ولم ينغمسوا في مفاسد الحضارة فتفسد أخلاقهم، فضلوا اقرب إلى البداوة يمتازون بقوة الأجسام، ومتانة الأخلاق، وجرأة الفؤاد. إنهم أنياب المغرب يبرزها إذا ادلهمت الأيام. والبتر هم الذين اتعبوا الفاتحين، وظلوا عقبة كأداة في سبيل المسلمين. والبتر أيضا اقرب إلى المغرب بطبيعتهم البدوية وأخلاقهم. فان الذين اعتنقوا الإسلام في برقة، وتفتحت له قلوبهم في جنوب افريقية، وانخرطوا في الجيش الإسلامي ينصرونه ويؤيدونه، كان اغلب هؤلاء من البتر.
أما البرانس فاغلبهم يسكنون السواحل، وهي موطن الرومان والروم، ومحل الحضارة والمدينة، فتحضروا وشاركوا في بناء المدينة التي أقامها الرومان والروم في المغرب، بل اقتبس الرومان أنواعا من المدينة منهم لما احتل بلادهم، لأنهم كانوا اسبق إلى الحضارة من الرومان؛ فلولا ما كانت ترفل بلادهم من حضارة ونعيم، وما كانت تغض به من خيرات وملذات ما طمع فيها الرومان.
ان البونيقيين هم أساتذة البربر في الحضارة، وهم الذين فتحوا عيون البربر، واخذوا بأيديهم إلى طريق الحياة، فنهضوا في القرن الثالث قبل الميلاد فأسسوا ممالكهم الكبرى التي ورثت الحضارة البونيقية، فصار المغرب بها متجه الأنظار لعمرانه وسعادته ورقيه.
وكان البرانس سكان السواحل قد اختلطوا بالرومان فاثروا بهم فضلو متحضرين. وقد انتشرت في سكان المدن منهم المسيحية على المذهب الدونتوسي. وكانت منزل هوارة من البرانس على الساحل طرابلس من سرت إلى مدينة طرابلس، وكانت عاصمتها هي مدينة لبدة في شرق في طرابلس، وأثارها الموجودة إلى الآن دليل على الدرجة العظمى التي كانت عليها والبربر في الحضارة والتقدم. أما منازل كتامة فعلى ساحل قسنطينة، منة سكيكدة إلى بجاية، ومنازل زواوة في بال القبائل من غرب بجاية إلى شرق مدينة الجزائر، ومنازل صنهاجة من شرق مدينة الجزائر إلى مليانة.
أما أوربة فمن شمال تاهرت إلى وهران،ولها منازل أيضا في غرب فاس مناه «سقومة » قلعة أوربة ومدينة وليلي،أما مصمودة فلها جبالها في غرب مدينة مراكش. ومع كل قبيلة من هذه القبائل في هذه الأمكنة فصائل من القبائل الأخرى تحل معها وتعيش في ديارها،وإنما الجمهور والكثرة لتلك القبيلة.
وكان المغرب في نظر البربر وطنا واحدا لا يتجرأ. فمن غرب الإسكندرية إلى الاطلانطي وطن واحد، فأينما حل البربري فهو وطنه وبين قومه، ولا تكمش ولا انفصال. وكان البربر امة واحدة متماسكة وان تعددت قبائلها.
وكان البرانس أكثر حضارة، والمسيحية قد انتشرت فيهم أكثر، واختلاطهم بالروم كان اشد. فوجد الروم في مزاج الحضارة وفي المسيحية ما يجذب البرانس إليهم، فصاروا يتملقون رؤساءهم، ويتقربون إلى أمرائهم ليجعلوا من البربر الحلفاء الأقوياء ليستطيعوا الوقوف في وجه المسلمين الفاتحين. وكان الروم يبثون دعايتهم المسمومة في الإسلام والمسلمين، ويصورون العرب للبربر على إنهم كالمستعمرين، لا تدفعهم إلا بطونهم وجشعهم لغزو البلدان، وأنهم عتاة مستبدون لا يحملون أي خير للبربر.
وكان البربر سيما البرانس في المغرب الأوسط قد استرجعوا حريتهم، وتكونت لهم إمارات يديرها رؤساء منهم، وآلوا ان يقارعوا ويهزموا كل قوة تحدث نفسها باستعبادهم واحتلال بلادهم.
وقد استطاع الروم ان يصوروا للمغرب الأوسط والأقصى الإسلام والمسلمين كما أرادوا فآمن البربر بسمومهم لجهلهم بالإسلام والمسمين، لأنهم بعداء عن مركزهم في القيروان. واعتقد البربر ان المسلمين أعداؤهم، وان الإسلام عقيدة تناوئ دينهم المسيحي، وان أبا المهاجر قد جاءهم مجئ الروم والرومان يحمل إليهم الفقر والجهل والعبودية فثارت ثائرتهم واستعدوا للجلاد.
وكانت الزعامة في المغربين الأوسط والأقصى لقبيلة أوربة كثرة عددها وغناها وحضارتها ومناعة مواقعها، وكان رئيسها كسيلة بن لمزم الأوربي. وكان كسيلة قوي الشخصية، ذكي الفؤاد، غيورا على وطنه، وكان البربر يجلونه ويحبونه، وكان نصرانيا متمسكا بدينه، وكان لا يعرف حقيقة الإسلام والمسلمين، فاستطاع الروم ان يوحوا إليه ما أرادوا في الإسلام والمسلمين، فرآهم عدوا لدينه ووطنه، ورأى أبا المهاجر في ميلة فعلم انه لابد ان يسير لافتتاح المغرب الأوسط والأقصى، فذهب في المغربي الأقصى والأوسط يدعو البربر لمكافحة العرب، والاستعداد لحربهم وإجلائهم عن البلاد. فتحمي البربر بثورة أميرهم كسيلة فلبسوا لأمة الحرب واستعدوا للقراع، فتجمع لكسيلة جيش كثيف من البربر والروم فرنا إلى المشرق مستعرا يرقب مسير أبي المهاجر أو يسير هو إليه. فسمع أبو المهاجر باستعداد كسيلة فسار إليه. وكان كسيلة قد عسكر بتلمسان، وارى انها عاصمة إمارته فوصل أبو المهاجر بجيشه فحط رحاله حول تلمسان، فالتقى الجيشان جيش المسلمين وجيش كسيلة فوقعت معركة عنيفة سقط فيها قتلى كثيرون من الطرفين، ثم انزل الله نصره على المسلمين، فهزموا جيش كسيلة فولى الأدبار، واسر كسيلة فحمل إلى أبي المهاجر فأحسن إليه أبو المهاجر وقربه وعامله معاملة الملوك. وكان أبو المهاجر معجبا بشخصية كسيلة، وبذكائه، ودهائه، ومكانته في البربر. فعرف انه إذا اسلم كسيلة فسيكون المفتاح الذهبي الذي يفتح قلوب البربر في المغرب الأوسط والأقصى لدين المصطفى. فحدث كسيلة عن الإسلام والمسلمين بما عرفه حقيقتهما. وكان كسيلة ذكيا طموحا مخلصا لقومه لا يريد لهم إلا الصلاح، فعلم ان الإسلام هو دين السعادة والقوة والحياة وخير الدارين، وان العرب المسلمين هم الإخوة الأصفياء الذين يسعدون البربر ويأخذون أيديهم إلى النجاح، فآمن كسيلة بما دعاه إليه أبو المهاجر فأصبح من المسلمين، واغرم بالعربية فصار يتعلمها، وأعجب بجمال الإسلام فيس سيرة المسلمين فأحبهم، وأصبح أبو المهاجر وصحبه هم خاصته وأولياؤه، وأحب أبو المهاجر كسيلة ورجا منه خيرا كبيرا للإسلام. فشمر كسيلة لمناصرة الإسلام والمسلمين، فدعا قومه البربر للدين الحنيف، وافهمهم ما جاء به المصطفى عليه السلام، وانه النور والحياة وخير الدارين، والفت نظرهم إلى جمال الإسلام في سيرة المسلمين، واراهم الفرق بيتهم فغي رحمتهم وإيثارهم وعملهم للناس وبين الروم الجشعين. وكان البربر قد تفتحت قلوبهم لأبي المهاجر والمسلمين فأحبوه لما أطلق رئيسهم كسيلة من الأسر، وأحسن إليه وعظمه وبجله، والبربر جنس كريم معتد بنفسه، يملكه من يحترمه ويعرف له مقامه، فاقبل البربر على الإسلام، فانتشر فيهم انتشار العطر القوى في الساحة، والنور الساطع في المكان، وأصبح البربر أحباء العرب يزدادون تقاربا على الأيام ليصبحوا شعبا واحدا يصل بينهم الإسلام، وتلحم بينهم العربية. فقرت عين أبي المهاجر بما رأى، وازداد بقينا بان السيف وحده ليس وسيلة لامتلاك الشعوب، فرجع إلى مقره قريبا من القيروان، وأقام «بدكرور » يراقب الأمور، ويحبط دسائس الروم، ويعمل لإزالتهم من المغرب،وهو على استعداد لكل من يريد مناوأة المسلمين فينهض إليه، أما إذا سكن فيتركه لان نور الإسلام لا يسكن، فهو يسير سيره، فلابد ان يصل إليه فيغزو قلبه، فيصبح للمسلمين يغير دماء، ويمسى جزءا منهم يورثهم النماء. وكان أبو المهاجر في المغرب بلينه وسياسته، وبإلحاحه عليهم بالدعاية كالشمس التي تخيم على الثمار فتلح عليها بالأنوار حتى تداخلها حلاوة النضوج وان تكونت فيها حشرة تفسدها قتلتها !
ودام الأمر على ذلك والإسلام كنور الصباح رويدا رويدا فيسير إلى الضحى فيعم المغرب، ويملأ قلوب البربر كلهم، حتى طلع الغمام، وهبت العواصف، فانهدم كثير مما بناه أبو المهاجر. لقد عزل أبو المهاجر وولي عقبة فجاء وهو مغرم بالقتال، فلم يتبع سياسة أبي المهاجر الحكيمة، وظن ان البربر امة هرمة كعلوج الروم يرضخون له سيف، ويستكينون له بالقوة، فآثر العنف العاصفة على اللين الحكيم فثارت البلاد، وانفجر المغرب، واصح الأصدقاء أعداء. اشترى قلوب البربر فكانت لمحمد، وثنى بأعنة المغرب فابتدأ يتجه إلى القبلة، واسكت النواقيس في كثير من النواحي فجلجل فيها الآذان، فلو دام لفتح البلاد كما يفتح الحب أفئدة العباد، بدون دماء تهرق، ومعامع تشغل المسلمين.
رحم الله أبا المهاجر فانه على قوته وبطولته كان على الرفق الذي حث عليه الرسول لما قال: ما دخل الرفق أمرا إلا زانه، وما داخل العنف شيئا إلا شانه. وكانت ولاية أبي المهاجر على افريقية في سنة 55 هـ. وعزله في سنة 62 هـ فمدته في المغرب سبع سنين ولم يذكر المؤرخون عدد جيشه فلا بد وان يكون أبو المهاجر قد قدم بقوة جديدة عند ولايته فيكون جيشه أكثر من عشرة آلاف.
-----------------------
المصدر : محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير ج2 ص59-63
ورد في الأثر "أكرموا عمتكم النخلة"، وورد أيضا "أن الله صنع المخلة من فُضلة طينة آدم عليه السلام"، لذلك فهي عمّتنا من أبينا آدم.. تعالوا بنا في رحلة عبر واحاتنا لننظر واقع "عمّتنا".. لقد تراجع الناس عن خدمتها "وإكرامها" بما يجب..
"خدمة النخيل" التأبير (أسِيجَلْ) وتعديل العراجين ووضعها على الجريد حتى تستوي وتصير تمرا (أفراق دُ أسَرْسِي)وجني التمور وقطع الغلة في الخريف (أنقّا د أنكاظ).
وقد كان آبائنا وأجدادنا من قبلهم يفعلون ذلك ويربون أبنائهم على حب النخيل والأرض.. ويدفعون التكاليف الباهضة حتى ينعموا ببعض الراحة في بساتينهم خلال فصل الربيع والصيف خاصة.
وقد كان رائد معظمهم الأثر القائل "إذا قامت الساعة وكان في يد أحدكم فسيلة فليغرسها".. وقوله صلى الله عليه وسلم "ما أكل منها إنسان أو طير أو بهيمة إلا ولك بها صدقة..".. وحاصله أن التمر الذي كان عمدة الأجداد في السلم والحرب..
لعبة تلعبها النساء حيث يجلسن في الأعراس بالخصوص ثم تقوم إحداهن بجمع ما قام النسوة باختياره (أي شيء يميزها عن غيرها من الحضور بحيث يمكنها تذكره) و تتناول تلك الأشياء واحدة واحدة واحدة دون انتخاب و دون أن تعرف صاحبة ذلك الشيء ثم تختار لها من طيب الكلام و الفأل الحسن في أسلوب لغوي شيق و موزون تتخلله دعوات و أمنيات و محفزات معنوية و هكذا لغاية آخر قطعة ثم في الآخر يتعرفن على صاحبات الفأل أللاون.
الأهازيج الجماعية المؤدّاة في اللقاءات والمسامرات العائلية بما فيها من أجواء احتفالية تفاؤلية وتواصلية بين أفراد المجتمع. إذ فيها يتم تفعيل الذاكرة الشعبية وإحيائها، متمثلة في أللغاز و أحاج والألعاب الجماعية مثل عادة " ألاَّوَنْ "1 التي تنتشر بقسط وفير في الوسط النِسّوي، وهي ما يش به "البوقالات" في الجزائر عند العاصميات، ويقوم بها غالبا من حنّكته التجارب من المُسنّين لدرايته الأحداث والوقائع بغرض الاعتبار.
1 عبد الوهاب فخار ، ئمطاون ئزوڤاغن، م ط الفنون الجميلة ، العطف، الجزائر ، 1991 ، ص 29
تشعبين لعبة تعلم الصبر و الإيثار و الانسجام و الاحتكاك بالاخر و التقييد بالنظام لأنها لعبة جد منظمة بنظام عفوي سبحان الله و الكل يلتزم دون نقاش بناءها على شروط يتفق عليها المشاركات قبل....
تلا تلاهيمن ألعابنا التقليدية الترلثية قواعد هذه اللعبة يلعبها فريقان، كل فريق مكون من شخصين، يجلس الشخصان بمحاذات بعضهما بشكل ملتصق، ويمسك احدهما يد الآخر في وضعية القرص (اي مستعد لقرصها) ويخفيها خلف ظهره، وفي....
لعبة تاحجورت هي لعبة أمازيغية مزابية تقليدية من الألعاب التراثية القديمة، لعبة جميلة هي يلعبها الذكور متوسطو العمر تحتاج إلى القليل من القوة والتركيز و دقة في الرمي و لازال تلعب...
يلعبها طفلان فقط حيث يقوم كل طفل بجمع ثلاث حصيات أو نواة التمر ووضعها في أماكن مختلفة على رسم مربع الشكل مرسوم على أرض رملية وتبدأ اللعبة بحيث يحاول كل طفل تكوين خط مستقيم على...
تبدأ مرحلة البيع حيث نعقد نقطة بيع مركزية ونحدد وقتا معينا للعمل. والعملة حقيقية من مواد الطبيعة (إخسان) نواة التمر. ومن الشروط أن يكون التنقيب عن إخسان خارج وعاء الدار (الذي هو في طريق الانقراض اليوم). وفي ظل عملية البحث المسؤول على البيع يرتب محلته ويجعلها أحسن للاستقبال. وكل سلعة قد قطع لها سعرا ب 5 إلى 10 وأكثر...
زعزع بويا هي أرجوحتنا المحلية كنا نلعبها في أغلاد ؤلم تجمّي حيث نأخذ تمالفت طويلة نوعا ما جدع النخلة ونحاول وضعها على عجلتين او ثلاث من عجلات المركبات الكبيرة في منتصف الجذع تمالفت ثم نجلس على طرفيها بالتساوي صعودا و....
هي لعبة تراثية خاصة بالبنات يشارك فيها لاعيتين حيث تسأل الأولى الثانية لالا طاجين، ترد الثانية ياهاياها، تسال الاولى يوويا لمعاش؟ (بمعنى هل طبخت الطعام) ، ترد الثانية نعم او لا، إذا قالت نعم تقول الاولى همو ادرقبغ؟ (بمعنى دعين أرى) فتتحسس يديها و ترى مدى حرارتها بوضعهما على خديه...
قوزلا بضم القاف الممدودة و الزاي الساكنة هي لعبة تراثية تميل أكثر إلى الرقص حيث تقوم البنات حتى النساء بالقفز بطريقة معينة و سرعة مدروسة يحدثن بأرجلهن إيقاعا يشبه التطبيل كأنه صوت جري الفرس ومعه التصفيق حيث يقفن صفين متقابلين أو دائرة تكون عادة في الإعراس، فهناك ثلاث إيقاعات مشهورة قوزلا نتغالت هي...
السيڤ لعبة تراثية يلعبها الذكور والإناث على سواء نحتاج فيها 5 إلى 4 عيدان من القصب وتكون هذه العيدان بنفس الحجم ومتشابهة في الشكل طولها بين 12 إلى 14 سم. طريقة اللعب بها، نضع هذه العيدان في راحة اليد ثم نقلبها على الوحه الآخر لليد بحركة خفيفة متوازنة بحيث نحاول ان تكون كل....
اغيول ن بابا يونس هي لعبة تراثية يشارك فيها ثلاث عناصر يقف أخدهم ويأتي وراءه آخر في وضعية الركوع بحيث يكون رأسه على مستوى أسفل ظهر الواقف و يستند بيديه على كتف الواقف ثم يأتي الثالث ليركب على المنحني كأنه الفارس المغوار ويقومون بجولة في الحي أو بين النخيل إن كانوا في الغابة ويتبادلون الأدوار بينهم....
من بين الالعاب التي تستهوي الكثير من الفتيات لعبة تاكلاⵜⴰⴽⵍⴰوتسمى أيضا تيكلا أو ما تولا وهي عبارة عن خمسة حصوات يتم انتقاءها، تجتمعن حولها الفتيات وتبدأ اللاعبة الأولى بضم الحصوات وترمي بها في الهواء وتشرع في التقاطها الواحدة تلو الأخرى، تترك في كل مرة حصوة واحدة بيدها لتضم إليها ما يلتقط ، وفي....
حلا نوكرام أو المعروفة بلعبة الغمّايضة حيث يقوم احدهم بإغماض عينيه إلى الحائط أو جدع النخلة، ثم يلوذ البقية بالاختباء يعد إلى عشرة ثم يبحث عنهم و المختبئون يتسابقون إلى الحائط الذي أغمض فيه عينيه و يضربون أيديهم و يقولون بايتا و على الذي أغمض عينيه يجري وراءهم. أما حلا نتغاريت تشبه كثيرا حلا نوكرام إلا أن هذه اللعبة ليس فيها...
لعبة تيبقباقين هي لعبة تراثية للأطفال تصنع من تيسقّست أي العرجون، في موسم جني التمور يؤخذ قطعة من الساق الأصفر من 30 إلى 40 سم يتم قطعها طوليا إلى ثلاث قطع إلى منتصفها ثم يتم طي القطع الجانبية دون أن تنفصل عن بعضها وترك القطعة الوسطى على حالها فتصبح كما تظهر في الصورة. ويتم اللعب بها بهزها يمينا وشمالا فتصدر منها أصواتا تشبه التصفيق فنسمع...
ينتخب أحدهم و تعصب عينيه بحائل أو قماش بحيث لا تمكن الرؤية من خلالها ثم يقومون بلفه ثلاث مرات كي يفقدوه تركيزه عن المكان الذي يقف فيه؛ ثم يحاول أن يمسك من حوله و هم يصدرون أصوات ليدلّوه على مكانهم وأحيانا يدفعونه أو يجتذبون إطراف ثيابه. المهم يزعجونه قدر المستطاع وهو يحاول إمساك احدهم؛ فالذي يلقي عليه القبض ثم يقوم هو الثاني بمحاولة الإمساك بشخص آخر و هكذا....
لعبة ولكن يلعبها الكبار فيها نوع من الرهان صاحب الشأن في هذه اللعبة هو " أطّمرو" فرس النبي معروف بحركة رأسه الظريفة حين يتلفت يمينا و شمالا يضعونه وسطهم ثم يشيرون يمينا وشكالا يقولون له :" غلدا أنّغ غلدا بمعنى إلى هنا أو هنا أما في برڤان يسألون هذا طمرون عن اتجاه بلدة ما كأن يسألوه عن العاصمة مثلا ويقولون له : آ طمرون ئنانغ دزاير غلدا انغ غلدا؟....
وهناك لعبة مع الخنفساء السوداء تسمى هذه احشرة بـالمزابية ئغس ندالت او بوطرطاڤ يضعونها على ظهرها وهي تقوم بشقلبة رائعة وتسقط على أرجلها محدثة صوة يعشقه الاطفال؛ ثم يعيدون الكرة وكلهم بهحة وسرو...
تقوم الفتيات باختيار مساحة من الأرض ويرسمن مستطيل مقسّم إلى مربعات، ويتم اختيار من تلعب أولا بواسطة القرعة، حيث تضع الفتاة حجرة في أول مربع وتقوم بدفعها بقدمها إلى الأمام بينما تكون القدم الثانية مرفوعة على الأرض، محاولة جعلها تستقر في المربع التالي، ثم الذي يليه، ولا يجب أن تضعها في الخط الفاصل بين مربع وآخر، أو أن تلامس قدمها المرفوعة على الأرض أو...
هي لعبة تراثية يشارك فيها خمسة لاعبين يمسك أربعة منهم أطراف قطعة قماش مربعة متوسطة الحجم ثم يدير خامسهم يده وهو يردد شد أرخي شد أرخي إلى أن يقف عند أحدهم فيستجيب ممسك القماش بعكس المطلوب منه وهكذا ويكون هناك إقصاء لكل من يخفق والأخير الذي يبقى يكون هو الفائز ويكون هو من يدير اللعبة في الجولة التالية ....
هي تلعب إما بشكل منفرد حيث يقفز الواحد فوق حبل يمسكه بكلتا يديه و يمرره من تحت رجليه و إما بشكل جماعي ، حيث يمسك اثنين طرفي الحبل ويقومان بلفه وعلى اللاعب الثالث أن يقفز حتى لا يصطدم الحبل بساقيه. و تزيد هذه اللعبة متعة مع تزايد سرعة اللف و تعالي قهقهات الصغار. لعبة تجمع البنات ومعهن حبل للقفز عليه، و...
هي لعبة جماعية شيقة يلعبها الفتية والفتيات على حد سواء تعتمد على الذكاء وخاصة اللمس والصوت وتلعب داخل حجرة أو حوش محدود الجوانب على أن لا يكون هناك عائقا يمنع تحرك اللاعبين ويختار اللاعبون حكما فيما بينهم حيث تجري القرعة بينهم والذي يخسر تغمض عينيه بالغترة حتى لا يرى شيئا ويتأكد من ذلك الحكم ثم.....
الكرات الشفافة الزجاجية والملونة الجميلة الصغيرة هي اهم الممتلكات للأطفال في اجازتهم الصيفية وتتطلب هذه اللعبة مهارة وذكاء ودقة في التركيز وخفة يد من اللاعب في قذف الدوحل ليستقر في الجورة . ففي العطل المدرسية يتواجد الاطفال الاولاد منهم في الازقة والساحات بمجرد ان يغادروا المقاعد المدرسية اعلانا منهم بمجيىء وقت اللعب بالالعاب الموروثه من...
تغالت هو اسم للعبة تقليدية وهي عبارة عن تعدافت او الجزء العلوي من جريد النخل الجزء الملتصق بالنخلة. يمتطيها الصبيان يجرون بها ويتسابقون؛ كل صبي بعتبر تغالت التي بحوزته حصانا له. كما بمكن ان يزينونها ويتفننون في ذلك....
لعبة تيعكايين tⵜⵉⵄⴻⴽⴽⴰⵢⵏ هي حلقات صغيرة الحجم تصنع من مادة زجاجية وبألوان مختلفة حمراء، خضراء، صفراء، بنية و زرقاء تستعمل في اللعب و الترفيه عن النفس فـلعبة تيعكاين هي من أبرز الألعاب التراثية التي كانت حاضرة بقوة في التجمعات النسوية و خاصة في الأعراس و تحديدا في يوم "أصباح" أي اليوم الأول لتواجد العروس في بيت زوجها. حيث أن...
كذلك كنا نلعب لعبة نقف جماعة صفا واحدا متراصين أمام جدار مستقيم واحد منا يجلس نصف جالس " فتاشارين " أمامنا من الجهة المقابلة ذلك الشخص يختار واحدا منا فيضع رأسه في حجره فيغمض له عينيه ويحضر واحد من هؤلاء بخطى خفية لكي لايتعرف عليه من طريقة مشيته فيضربه على ظهره بكفه ضربة خفيفة غير مبرح أما عن...
لالا كرابا نسبة إلى الأرض الرملية حيث يبحث الأطفال عن حشرة صغيرة حول جداول الأشجار والنخيل وفي أغلاد ولم وذلك بالضرب على الأرض وهم يقولون لالا كرابا لالا كرابا كأنهم يسألونها عن مكان كنز. ففي برڤان يسمونها باباز أو بابازل فالطفل الذي لا ينام في القيلولة يسمونه أيضا بهذا...
لعبة تلعبها النساء حيث يجلسن في الأعراس بالخصوص ثم تقوم إحداهن بجمع ما قام النسوة باختياره (أي شيء يميزها عن غيرها من الحضور بحيث يمكنها تذكره) و تتناول تلك الأشياء واحدة واحدة واحدة دون انتخاب و دون أن تعرف صاحبة ذلك الشيء ثم تختار لها من طيب الكلام و الفأل الحسن في أسلوب لغوي شيق و موزون تتخلله دعوات و أمنيات و محفزات معنوية و هكذا لغاية آخر قطعة ثم في الآخر يتعرفن على صاحبات الفأل أللاون...
يقوم أحدهم بمسك كفيه مع إفراج ذراعيه مشكلا بذلك حلقة ثم يضع الأخرون أذراعهم داخل تلك الحلقة على أهبة الاستعداد لإخراجها من الخلقة ثم يرددون حلا و ملا باجو ويجين داني فوسس أديش قوني دلاع و بمجرد أن ينهي ما يردده يحاول الإمساك بأحد الأذرع بيديه مغلقا ذراعيه إلى صدره و يحاول الآخرون أن ينزعوها بسرعة. من افلت من قبضته فقد فاز إما ن امسك به فقد حسر...
يقوم الأطفال بإمساك يد بعض لكن بقرصها على ظهرها الواحدة تلوى الأخرى فيرددون تيشورداسين تيشورداسين مرات عديدة. هل لهذه اللعبة قواعد معينة ؟ ما الهدف منها؟...
كان المغرب الأدنى تسكنه خمسة شعوب من أقسام البربر الكبرى. فلواتة كانت في برقة إلى خليج سرتن الأكبر، ومن خليج سرت في طرابلس إلى مدينة طرابلس كان لهوارة. ونفوسة كانت في غرب مدينة طرابلس وجنوبها. وكانت زناتة في جنوب طرابلس تجاور نفوسة، ولو كانت وزناتة ومعظم زناتة في المغرب الأوسط.
أما في افريقية وهي القطر التونسي اليوم فنجد نفزاوة في وسطه لغربي وجنوبه، فمن جنوب مدينة الكاف إلى جنوب قسطيلية مواطن لنفزاوة. ومن نفزاوة قبيلة ورفجومة التي تسكن في غرب مدينة قابس وتجاور جبال آوراس.
أما في القطر الجزائري، فمن مدينة سكيكدة شرقا إلى مدينة بجاية غرب إلى شمال آوراس جنوبا، وهي نوميديا الوسطى والغربية، فلكتامة. ومن غرب بجاية إلى شرق مدينة لجزائر على طول الساحل فلزواوة، ما جبال آوراس معدن البطولة والباس ففيها مجراوة من زناتة، ولواتة، وهوارة. ومن لواتة القبيلة البربرية الكبرى في جبال آوراس بنو باديس، وكنت لهم اليد العليا قديما في جبال آوراس. 13
أما في وسط الجزائر وغربه فمن شرق مدينة الجزائر إلى غرب مدينة مليانة غربا إلى مكان المسيلة جنوبا فلصنهاجة. ومن مليانة شرقا إلى وادي ملوية غربا كان لزناتة. ونجد في هذه البقاع أيضا مطماطة في جبال الونشريس، ولماية في جنوب تيهرت ومها هوارة ولواتة في نواحي تيهرت أيضا.
أما المغرب الأقصى فكان شماله لغمارة من البرانس ومعها مضغرة قبيلة من بني فاتن احد أقسام البتر الكبرى. ونجد في شمال المغرب مكان فاس أوربة من البرانس أيضا.
أما وسط المغرب وجنوبه بجبال درن فالمصامدة. ومن المصامدة برغواطة التي استقلت في القرن الثاني الهجري إلى القرن الخامس في ساحل المحيط الأطلسي من مكان مدينة لرباط إلى أسفي.
أما صحراء الغرب لأقصى والأوسط فنجد في صحراء المغرب الأقصى قبائل صنهاجة.
وكذلك في غرب الصحراء للمغرب الأوسط. وفي صحراء المغرب الأوسط نجد هوارة. ومن مدنها [هفار] وارى ان تسميتها الأولى [هوارة] باسم ج هوارة هوار بن اوريغ. والبربر معتقدون بأصولهم، أوفياء لأجدادهم. وليس تسمية المن بأسماء من يراد الإشادة بهم، والاعتراف بجميلهم بالشيء الحديث. أرى ان تسميتها الأولى هوار، ثم وقع التحريف في الواو فقلبن [فافا] ويقع هذا القلب كثير في اللغة العامية. ووقوع الأخطاء ثم تشيع مما نعهده في اللغة الدارجة. ومع هوارة في الصحراء زناتة.
ومن زناتة ورجلة، ومن منها ورجلان، وهي عاصمة الصحراء في الشرق الأوسط قبل الإسلام وبعده إلى القرن العاشر الهجري. وكانت أماكن وادي ميزاب مواطنا لزناتة، وكذلك مدينة الاغواط فإنها للقبيلة البربرية الاغواط من زناتة. وعلى العموم فإننا نجد في الأغلب البرانس في البرانس في السواحل والبتر في الوسط المغرب الكبير وجنوبه.
هذه الشعوب الكبرى، في منازله ودياره قبائل بربرية أخرى تعيش معه عيش الغزال مع الاروى في الروض الواحد. فجميعهم أبناء مازيغ. والمغرب الكبير من أدناه إلى أقصاه كل وطنهم، فأينما تجد القبيلة هناءها وساعدتها فهو وطنها، تحط فيه الرحال، وتبني الديار، وتمتزج بسكانه الأمازيغ، وتصاهرهم، وتتعانق قلوبهم بالوداد والمحبة، ويعيشون أسرة واحدة لا فق بينهم في شيء.
هذه مواطن الشعوب لبربرية الكبرى في المغرب. وق علمنا ان أصل أجدادنا البربر هو حام بن نوح عليه السلام، وأنهم انتقلوا إلى المغرب من الشام فكيف كانت معيشتهم في عهود البداوة قبل ان يتمدنوا، وكيف كان لباسهم، وما مسا كنهم، وما هي تفاصيل أحوالهم الأخرى في العصر الحجري وفي عهود بداوتهم قبل ان يتحضروا. 14
--------------------
13- أنظر أخبار بني باديس في جبال آوراس في تاريخ ابن خلدون ج 6 ص 117 ط بولاق بالقاهرة
زعفران يسمى زفران بالمزابية ويوضغ بها امول ⴰⵎⵓⵍ او ⵜⵉⵇⵇⴰⴷ ⵏ ⵣⴻⴼⵔⴰⵏ تيقت ن زفران، لما يمزج بالماء يعطي لون أصفر، أما بخلطها بالقليل من عصير الليمون يعطي لون أحمر غامق.
.. الأوقاف أو الوصايا في وادي مزاب موجودة ومتنوعة، ولكنها اتخذت شكلا مغايرا لما يُعرف عادة في الأوقاف الإسلامية في مختلف أنحاء العالم، وهي تتلخص في أن أحد المؤمنين يوصي بعرجون في نخلته الكائنة في غابته الفلانية أو يوصي بنخلة غرس مثلا كانت في غابته الفلانية بجانب البئر ويترك حُكمها في ملك ورثته دائما، وبعد ذلك يجيء مُنفذ الوصية فيذهب إلى المسجد ويخبر الوكيل لينقل نص الوصية حرفيا في دفاتر المسجد، وتبعا للنص يتفقان على طريقة تنفيذ هذه الوصية، وهناك -وهذا هو الأعم الأغلب- من يُؤبِّر النخلة وينقص لها في وقت تنقيص العراجين، ويسوي العراجين في وقت التسوية وهو ما يعبر عنه بالحط أو "أسرسي"، وعند الجُذاذ تأتي الجماعة التي تقطع نخيل المسجد وتأخذ التمر الذي على النخلة كله وتترك له عرجون التأبير كما يسمى -هذا من صميم العدالة الإسلامية ذلك لأن صاحب البستان هو من دفع أجرة الفلاح الذي صعد النخلة وأبَّرها أو لقح عراجينها-. وهناك من الوكلاء من يثق بمن يملك الغابة أن يقوم بكل شيء ويوصل التمر للمسجد، أما إذا كانت النخلة لصاحبها وللمسجد فيها عرجون واحد فإنه هو الذي يوصله إلى المسجد، ومن النادر أن نجد غابة بأكملها ملكا للمسجد إلا في القرارة أو لمساجد مزاب في وارجلان مثلا.
وهذه الغابات كلها ألحقت بصندوق الثورة الزراعية عام 1975م، أما النخيل المتفرق أو العراجين فلا تزال على حالها وإن كان إيمان المؤمنين وأريحيتهم قد سدت حاجيات الفقراء من عُمَّار المساجد بما لا مزيد عليه، وإذا قلنا إن الوصايا متنوعة فهناك مثلا "جُبة الإمام" أو "حائك الإمام"، ففي العطف -تجنينت- توجد دار معروفة هي ملك لصاحبها ولكن عُلقت فيها وصية بجبة الإمام، وهي أن يصنع مالك الدار جبة صوف لإمام المسجد كل ثلاث سنوات، وإذا صنعوا له جديدة أخذوا القديمة فقد يلبسها صاحب الدار وقد يبيعها، وهناك وصية باستضافة الحجيج كل سنة في بلدة "مليكة" مثلا، وهناك ما جُعل للمقابر إذا نُوديَ لها في الصيف أو الشتاء وذلك من أنواع الميراث، وهناك من أَوصى ببیت لضيف المسجد ينام فيه مادام مقيما في البلدة، وهناك من أَوصى بكل ما تحتاج البلدة من مِلحٍ، وإن كان قد علق ذلك في دار ذات ریع مُهمٍ، وهو على طول السنة يتصدق بالملح لكل من يقصده في تلك الدار، والملح كما يقال لنا هو مأدبة جدنا الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
وهناك من أَوصى بِحُليِّ يُعطَى على سبيل العارية لكل متزوجة فقيرة تتزين به في عُرسها.
وهناك من العائلات وإذا قلنا العائلة فنحن نقصد عددا من العائلات التي تحمل اسما واحدًا، وهؤلاء بوصية من جدهم يهيئون عشاءً لكل طلبة المساجد من عزَّابةٍ وإروان في موسم من المواسم، وعلى سبيل المثال أذكر أربع عائلات في العطف، فـ "آل الحاج احمد" يصنعون فطورا وسحورا في ليلة السابع عشر من شهر رمضان المعظم، يدعون إليهما طلبة المسجدين سواء كانوا من "العزَّابة" أو "إروان" ومعلمي المدارس الثلاث، ويفوق عدد المدعوين المائة يفطرون عند المغرب أو يتسحرون في السهرة.
أما "آل الحاج إبراهيم" فيصنعون عشاء أو غداء في منتصف شعبان لكل الطلبة كسابقيهم، وأما "آل الحاج إسماعيل" فيصنعون عشاء ليلة عاشوراء، أما "آل ابن أيوب" فيصنعون طعاما للطلبة يوم عيد الفطر ويوم عيد النحر، ويأكل معهم كل من حضر من الناس وليست هناك دعوة رسمية إليه وذلك بعد أن يخرجوا من المسجد مباشرة، فإذا دخلوا إلى الدار التي يوجد فيها مصلى جدهم الشيخ "أحمد بن موسی، ابن أيوب" يقرؤون سورة الملك على روحه ثم يأكلون الطعام ثم ينصرفون بعد الدعاء، وكل ما ذكرنا من هذه العشاءات هي وصايا يتوارثها الخلف عن السلف، ولا علاقة للمسجد في تسييرها إلا دور المشرف، حيث أن أعضاء الحلقة هم على رأس قائمة المدعوين، وهناك وقف آخر في العطف هو "آل حاجو" فإنهم يصنعون طعاما في يوم معروف من أيام السنة وهي الجمعة الرابعة من مقابر الشتاء، فيدعون العزابة للغداء ويحضرون لهم الطعام مهيأً والمقادير المقررة من السمن واللحم، فيخلطه العزابة بأيديهم ويبعثون قصعًا كبيرة تحمل على ظهور الدواب إلى مصلى المقبرة لتوزع هناك، ويأكلون الغداء مع من حضر من الناس، وإذا خرجوا حضر سائر الناس وأكلوا الغداء ويحضره كثير من الفقراء.
ولو ذهبنا نعدد هذه الأنواع من الوصايا المعلَّقة بالدُّور لطال بنا السرد، وهناك كذلك أدوات للمطبخ كالمراجِل والقِصَع الكبار والقدور الراسيات وأدوات المناسج وخيام الأعراس وما إلى ذلك مما ينتفع به الناس، ويردونها لأهل الموصي حتى يجدوها في يوم آخر إذا احتاجوا إليها، وهذا كله لا يعد شيئا بالنسبة للأوقاف أو الوصايا المسجلة في "كراس العزَّابة" كما تقدم ذكره، ونحن إذا تصفحنا هذا الكراس وجدنا مثلا: "أوصى فلان بن فلان بعشرين قِربة ماء عذب تُسقى في الصيف للمسجد العتيق بالعطف "تَجنِينت" وعلقها في داره الكائنة في الشارع الفلاني التي دخلت ملکه بالشراء من فلان أو بالإرث من والديه..."
وهذه الوصايا فيها أقسام منها:
أ. الماء الذي يهيأ للمساجد، وأغلبها للصيف أو لرمضان.
ب. ما كان من الزيت للاستصباح، وأغلبه في المولد ورمضان.
ج. قمح أو شعير وهو يعلق في أرض حِراثية، يؤدَّى الوقف إذا حرثت فقط.
د. قمح أو شعير وهو يعلق في أرض حِراثية، يؤدَّى الوقف ولو لم تحرث.
ه. ما يصنع طعاما بالسمن واللحم في بعض ليالي رمضان وفي المقابر، وهذا من أكثرها کمية.
و. ما كان من الخبز أو التمر لهذه المقابر.
وكل هذه الأوقاف لا تزال مستمرة –والحمد لله- وليس هناك قوة تقهر الناس لأدائها، بل يكفي أن يعلن عن المناسبة في المسجد حتى يستجيب الناس.
أَمَرْشِيدُو دْ لْحَابُوسْ وَادْ مْزَابْ(02)
الأوقاف في مزاب نوعان من حيث حقيقتها. النوع الأول وقف مؤبد لوجه الله، لأصل من الأصول، مثل أرض أو منزل أو بستان أو نخلة أو مرحاض أو جابية أو بئر، بحيث لا يجوز بيعه أو هبته أو إرثه، أو منتقل من المنتقلات، مثل القدور والمكاييل والكتب.
النوع الثاني يسمى تنوبا (جمعها تِنُوبَاوِينْ)، لا يمنع التصرف في الأصل ببيع أو هبة أو إرث، ولكنه يشترط على المالك أن يدفع إلى جهة معينة، بصفة مؤبدة، كمية معينة من المواد الغذائية، أو مواد الإنارة، أو أن يقوم بخدمات معينة للصالح العام.
الهدف من كل هذه الأوقاف هو خدمة الصالح العام، ومساعدة الفقراء وتشجيع المتعلمين، وخاصة منهم حفظة القرآن.
من جهة ثانية فإن لتنفيذ هذه الأوقاف طريقتين. هناك عدد من الأوقاف ينفذها العامة مباشرة، كتوزيع ماء الشرب في بعض الديار، وإنارة الطرقات، وتوزيع بعض المواد الغذائية، وصيانة آبار البلدة وتجهيزها، وصيانة سواقي الغدير في الواحة.
الطريق الثاني هو تقييد الوقف بالمسجد، فيتولى الوكيل أو الوكيلان في حلقة العزابة تنفيذه في المسجد، أو في محاضر تعليم الصبيان التابعة للمسجد، أو في المقابر، أو في أماكن خاصة أخرى. ما ينفذ في المسجد يكون في صيانته وتأثيثه وإنارته وإحضار ماء الشرب وماء الميضأة، وبتوزيع الصدقات على الطلبة والعامة من عمار المسجد، في أوقات معينة من اليوم والليلة، وفي أيام معلومة من السنة.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله المحرض بالقرآن المبين على لسانه بالتصدق والصدقات وبإطعام الطعام وإفشاء السلام وعلى آله وصحابته أولي الهدى والتقى والكرم المتمسكين بتعاليم الفرقان المطبقين لسنة النبي العدنان جمعنا الله بهم في يوم المجازاة بالإحسان إحسانا وبعد :
إن المجتمع المزابي الإباضي مجتمع متماسك ومتعاون من قديم الزمان وأساس ذلك هو انتشار الأعمال الجماعية فيه على جميع الأصعدة في السراء والضراء وقد كتبت رسالة وضحت فيها طبيعة الأعمال الاجتماعية الجماعية وتأثيرها في المجتمع ومن تلك الأعمال الإكثار من الصدقات المتنوعة وقد يرتبط بها الاجتماع على تلاوة القرآن والدعاء أي هذه الأعمال الجماعية الثلاثة تدور حيث دار الناس في السراء والضراء وفي الحضر والسفر وفي الرخاء والشدة فقد تكون الصدقة فتنفذ بتلاوة القرآن والدعاء وقد يكون مجلس التلاوة ثم تحضر الصدقة وقد تحضر الصدقة وبعد التنفيذ ترفع أكف الضراعة والدعاء ولا يمكن أن يستقل عمل من هذه الأعمال بمفرده إلا الدعاء أحيانا أي قد يكون الدعاء مستقلا أما القرآن والصدقة فلا يستقلان عن الدعاء بتاتا وهكذا.....!!! .
بدون إطالة أحاول أن أحصر ما رمت تحريره في شأن الصدقات عموما والصدقات العرفية خصوصا في هذه العناوين :
-رسالة مجلس عمي سعيد في شأن الأوقاف إلى توفيق المدني :
-الصدقات في القرآن الكريم والسنة النبوية :
-أنواع الصدقات في المجتمع المزابي الإباضي :
-أخطاء شائعة في تنفيذ الصدقات العرفية :
-خاتمة نسأل الله حسنها :
رسالة مجلس عمي سعيد في شأن الأوقاف إلى توفيق المدني :
إن مجلس عمي سعيد بعد الاستقلال مباشرة قد أرسل رسالة مهمة في شأن صدقات الأوقاف إلى الوزير الأول في وزارة الشؤون الدينية السيد الأستاذ أحمد توفيق المدني صاحب كتاب الجزائر قديما وحديثا وكان الوزير محبا حبا جما للعوائد والتقاليد في منطقة أمزاب وكانت له مراسلات مع مجلس عمي سعيد وحلقات العزابة للفريقين المحافظين والمصلحين وهو حريص كل الحرص بالمحافظة التامة على الأوقاف عامة وهو من سن نظارة الأوقاف وقد خطت أنامل شيخنا الجليل العلامة الحاج عمر بن الحاج يوسف اليسجني طيب الله ثراه رسائل ذهبية واردة وصادرة من الأمة إلى الوزير والعكس من خلالها يتحسس القارئ بعظمة الأمة المزابية وتاريخها وبقيمة العظماء كالوزير العادل المذكور ولتشويق القارئ أورد عناوين الرسالة التاريخية في شأن صدقات الأوقاف عندنا وهي بمثابة تأصيل في الموضوع ذكرت الأوقاف في الماضي من أجل استدامة الأمر إلى المستقبل البعيد وأول الأوقاف هو التمر لقيمته :
-عنوان الرسالة الأصلي :
-تقرير في أوقاف بلاد ميزاب وورجلان وأنواعها ونظمها وطرق توزيعها : قدم للأستاذ توفيق المدني وزير الأوقاف في الحكومة الجزائرية .
-العناوين الفرعية :
-تقسيم أوقاف ميزاب بحسب طبيعتها إلى أنواع :
-طريقة صرم نخيل الوقف وعراجينه وجمع التمر ونقله إلى المسجد .
-ماذا يصنع بالتمر بعد جمعه .
-طريقة توزيع هذا التمر .
-النوع الثاني من أنواع الحبس : الطعام والخبز واللحم .
-ما هي الأوقات التي تفرق فيها هذه الصدقات [ النوبات ] .
-النوع الثالث : الماء والزيت .
-النوع الرابع : نخيل عراجين كذلك .
-النوع الخامس : وهو نادر .
-نظارة الأوقاف .
-ملاحظة وخاتمة .
هذه هي مكونات الرسالة التاريخية القيمة التي توضح بأن الصدقات الوقفية كانت من مكونات المجتمع المزابي الإباضي وهذه الصدقات المذكورة في الرسالة تحت مسؤولية العزابة في الإشراف والتنفيذ والمتابعة لديمومة الاستمرار ابتغاء الأجر والثواب والنفع للأمة بناء على فضائل واردة في الكتاب والسنة والدافع الأول والأخير لسن هذه الصدقات الوقفية الإلزامية والتطوعية هو الاحتياج وكثرة الفاقة في المجتمع وهذه الصدقات بمثابة جوائز للتحفيز في عمارة المسجد وتلاوة القرآن وجمع أفراد الأمة على اختلافهم في مناسبات عرفية كثيرة فقد أسس السلف صروحا وبنوا مجدا وتركوا تراثا في خدمة الدين والأمة والمجتمع والبشرية جمعاء فماذا صنعنا نحن الخلف فهل استثمرنا في سبيل السلف أم ضيعنا وتجاهلنا مجهودات من سبق بحكم تغير الأحوال وكثرة التقلبات وتطور الزمان ؟؟؟ََ!!!.
الصدقات في القرآن الكريم والسنة النبوية :
إن القرآن الكريم حرض كثيرا على إنفاق المال في السور الطوال والقصار ابتغاء مرضاة الله وندد على الكنز والجمع والمن والأذى في الصدقة وبالرجوع إلى القرآن الكريم نجد الحث على الإنفاق والصدقة والمواساة بكيفيات كثيرة تشويقا للمسلمين وترغيبا لهم لأن زكاة المال بإخراج الصدقة منه على حبه تطهر النفوس وتجزل الأجور وتوفر النفع في المجتمع ومن ذلك التنويع في استخدام الألفاظ مع التكرار الرائع في السور القصار والطوال وكذلك استعمال القصص الحق مثل ما ورد في سورة الكهف والقلم في شأن أصحاب الجنات والتكثير من الأمثلة والتشبيهات مثل ما ورد في سورة البقرة إلى غير ذلك فقد يذكر لفظ المال بالإفراد ومرة بالجمع ويذكر كذلك لفظة الخيرات والخير في شأن الإنفاق ويذكر لفظة الصدقة والصدقات والتصدق ويذكر لفظة النفقة والإنفاق ويذكر لفظة الإطعام والطعام وتذكر لفظة التعاون والبر وغير ذلك ويذيل كل ما ذكر بتوجيهات تحصينية كابتغاء مرضات الله ورضوان الله ووجه الله وتوجيهات تحفيزية كالسر والعلانية إلى غير ذلك وكفى بالقرآن مرجعا ومفزعا لكل من أراد الفوز .
وبالنظر إلى مراجع السنة النبوية المطهرة الصحيحة وكتب السيرة النيرة نجد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبة حرض على الصدقة بالقول والفعل ووضح كثيرا من مجمل آي القرآن في الشأن وكانت معظم أفعاله ومبادراته في التصدق سببا في نزول آيات بينات تتلى إلى يوم الدين ومما نبهنا عليه الرسول الأعظم عليه أزكى الصلاة والتسليم هو : الصدقات الجارية وصدقات السر والتركيز على الكيف لا على الكم مع الإخلاص ومن هو أفضل من رسول الله عليه الصلاة والسلام في مواساة الضعفاء والفقراء والمساكين من المسلمين وغيرهم ويكفي دليلا على هذا مواساته لأصحاب الصفة كما ورد في السيرة وتأليفه لقلوب وجهاء العرب من أجل كسب قلوبهم وهدايتهم وقومهم إلى الصراط المستقيم وفي السنة المطهرة صدقات معروفة كصدقة عيد الفطر والعقيقة وأكتفي بهذا القدر للتذكير .
أنواع الصدقات في المجتمع المزابي الإباضي :
المجتمع المزابي يزخر بأنواع من الصدقات قد لا توجد في غيره من المجتمعات وهذا ما ذكر في رسالة العزابة إلى وزير الشؤون الدينية كما سبق حتى يرعاها تتميما لما كانت عليه بناء على المعاهدة المعروفة مع العدو الفرنسي ولا يخفى على عاقل ما تدر هذه الصدقات من منافع للناس في الجانب الاجتماعي والديني .
وأنا هنا لا أستطيع التفصيل في بيان هذه الصدقات وخصوصيتها وإنما أذكرها بكل إيجاز تنبيها للقارئ وعلى رأس ذلك الصدقات الدائمة أو الإلزامية كما يسميها الخصم وقد ذكرت بكل تفصيل في رسالة العزابة إلى توفيق المدني ومعظمها يؤول إلى المسجد وهي مثبة في الوصايا من عهد الشيخ عمي سعيد الجربي وقد تنوعت وتكاثرت على مر الزمن وهي الآن في اضمحلال مستمر لأسباب كثيرة تحتاج إلى دراسة وأفضل مرجع عصري سلط الضوء عليها هو الأستاذ المؤرخ الحاج سعيد يوسف بن بكير في كتابه : الوجه الحي للمقابر وباستطاعة المرء أن يشارك في هذه الصدقات متطوعا بدون إلزام وهو ما يسمى بـ : أنفاش فمثلا تجد أوقافا دائمة في موسم مقبرة ما مسجلة في دفتر الأوقاف عند وكيل المسجد وتجد بالمقابل صدقات تطوعية لمن يشاء مشاركة للمسلمين في الصدقة والدعاء هذا في داخل المقبرة أو المسجد .
وفي خارج المسجد نجد أوقافا متنوعة منها ما هو على حاله وفي تطور كوقف سقاية الماء الصالح للشرب لبني البشر ومنها ما هو في طريق الزوال كوقف إطعام الطيور في أسطح المنازل بالحبوب وسقايتهم بالماء وكذلك سقاية الدواب في طريق الغابة كالحمير والضأن والمعز والجمال قديما ويكون هذا بوضع الماء في أحواض في مسافات معينة ومنها ما هو مستحدث كوقف أواني الأعراس وغير ذلك من المستجدات .
ومن أنواع الصدقات العرفية خارج المسجد ما يوصى به في الوصية من التمر والخبز والعشاءات وصدقة اللحم على طريقتين والكفارات والنذر والوقف والتنصل والاحتياط والصدقة في المواسم العرفية كيوم تعليم القبر وغير ذلك وكذلك الصدقة في موسم المقابر إجمالا وفي موسم الزيارة وفي التحفيز على حفظ القرآن طلوعا من سورة الملك إلى سورة يسن والصافات ثم سورة الكهف ثم الخاتمة وكذلك الصدقة في رحلة الصيف إلى الجنان والصدقة في العودة في الخريف والصدقة في الأعراس والختان وبعد إنجاز أي عمل مهم كالحصاد وجذاذ التمر أو اقتناء أي شيء نافع كمنزل أو دابة إلى غير ذلك من الصدقات التي تحتاج إلى رسالة مستقلة لعدها وحصرها وتوضيح أسرارها وهذه الصدقات غالبا ما يقوم بإعدادها شخص ما ويستدعي إليها من أراد في دائرة الأقارب والجيران وغير ذلك لا فرق بين غني أو فقير.
وهناك صدقة جماعية تسمى بأنفاش لا وقت لها معين ولا مكان لها معلوم وغالبا ما تقام صدقة أنفاش في وقت الرخاء فرحا بإنجاز ما أو لجمع الناس للتراحم والتناصح أو لطلب مأمول كالغيث والعافية والهناء وتحصل صدقة أنفاش بالمشاركة الجماعية إذ يعلن عن نوعية الطعام مسبقا وعن اللوازم فيأتي كل الناس المشاركين بما يتيسر لهم بدون تحديد للكمية وغالبا ما يكون الطعام : [ إوزان الشيخ حمو والحاج ] أو [ الكسكس] أحيانا يهيأ الطعام ثم يوزع وبعد ذلك يتلى ما تيسر من القرآن وترفع أكف الضراعة إلى الرحيم الرحمن وقد يتلى القرآن ثم توزع الصدقة وهذا الجمع من الزاد المتنوع مأخوذ من جمع الزاد في غزوة من الغزوات للخلط والتفريق قصد بركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم وأنواع الصدقات على هذا النحو :
-زكاة الفريضة وهي على أنواع كما نعلم وأحكامها مفصلة في كتب الفقه وهي خاصة بأصنافها الثمانية ويشترط في قابضها عندنا الاحتياج والولاية أي لا يأكل صدقتك إلا تقي .
-صدقات التطوع النابعة من الكتاب والسنة كصدقات الحج المتنوعة مثل الهدي وغير ذلك وصدقات رمضان وغير ذلك مثل الهدية والهبة والرهن... ومعظمها من الغني إلى المحتاج وهناك ما يصلح للفقير والغني كالهبة والهدية والرهن .
-صدقات التطوع الدائمة والوقتية النابعة من العرف وهي على أنواع يصعب حصرها معظمها مذكور في رسالة العزابة السالفة منها ما هو قائم كما هو مشاهد ومنها ما انقرض ككفارة التربية ومنها ما هو في مد وزجر ومنها ما حُكم عليه بالبدعية من الضابطين للسنة والحلال والحرام كما يقال .
أخطاء شائعة في تنفيذ الصدقات العرفية :
من الأخطاء الشائعة في هذه الصدقات كما نرى في الواقع :
-محاربة هذه الصدقات من بعض على أساس أنها مبتدعة بعيدا عن التركيز في المقاصد والمصالح وهذه الحرب استعرت في السبعينيات فقط من أهل السنة ثم زادت حدة بواسطة حركة التدبر بتزكية من مفتي عمان الشيخ أحمد الخليلي ولا ننكر محاربتها من أشخاص في القديم لكن بنظرة مغايرة عن نظرة المحاربين في هذا العصر وقد عادت قيمة هذه الصدقات في هذه الأيام العصيبة كما نرى ونشاهد .
-المباهاة والتفاخر والإسراف في تنفيذ كثير من الصدقات المعروفة وهذا ما فشا وظهر في المجتمع قبل نشوب نار الفتنة الحالية وأثناءها فقد رأينا في صفحات الفيسبوك وفي كثير من الأحياء كقصر غرداية ما حدث من أنفاشات مجموع أنفاش على غير القياس أي صدقات تطوعية بطريقة غريبة عن مجتمعنا المزابي الإباضي فقد كان السلف رحمهم الله يحرصون على الصدقة أنفاش لكن يهيئون الجو اللائق وذلك باختيار الزمان والمكان ومراعاة المصلحة العامة مع التستر التام بعيدا عن التباهي والتفاخر ابتغاء مرضاة الله لأن في قاموسهم قول الله العظيم :
فقط لا من الضالين والفاسقين وغالب ما يختارون مكان السيل كطريق الزجر من البئر والسواقي المعروفة أو في وسط الوديان ولوجود النية والإخلاص يتفضل الله عليهم برحمة الماء عقب الانتهاء من توزيع الصدقة وتنظيف الرماد على عاتق مياه السماء فأين نحن من السعي إلى اللب والمعالي كما كان من سبق همنا مرضاة الله مهما كلفنا من ثمن لا نبالي بسخط العباد :
وابغ رضا الله فأشقى الورى * من أسخط المولى وأرضى العبيد
وللمناسبة أعلق على أنفاش ساحة الرحبة في أيام الفتنة بالقصر أين أقطن فأقول : صدقة أنفاش في الجملة أمر مشروع ولو كانت بطريقة مخالفة للأصل وهي جمع النقود لكن الزمان غير لائق وكذلك الطريقة العلنية في التنفيذ لأخطار اجتماعية وسياسية زد إلى هذا تكرار تلك الصدقة في بولنوار على أساس إكرام أصحاب المواجهة وهذا من التمييز الفاضح فمن جاهد فلوجه ولا معنى لهذا التكريم والله وحده يعلم من هو في الواجهة لتنوعها وتعددها فمنا من جاهد بالبكاء والدعاء ومنا من جاهد بنفسه ومنا من جاهد بماله ومنا من جاهد بمنصبه إلى غير ذلك من طرق الجهاد وسبله فمن أين لنا هذا الانتقاء والتخيير وإذا رأينا بأن هؤلاء الشباب الهمج الفسقة في الواجهة فلنكبر على أنفسنا أربعا لأنني رأيت ما رأيت من التعدي منهم على بني جنسهم وقد داسوا بتخريبهم كل القيم والأعراف والعياذ بالله إن تسيير الأزمة شارك فيها كل الشعب ولم يختص بها أحد من أعضاء جمعية أو أعيان أو عزابة أو هيئة ما وإنما هؤلاء حملوا مشعل التمثيل للأمة فقط كفانا من المظاهر واستغلال الأزمات وسرقة المجهودات .
فلولا الشيوخ الركع والشباب الخشع والأطفال الرضع والبهائم الرتع والصالحات من النساء والغسالات لصب الله علينا العذاب صبا وقد رأينا تجدد الاشتباكات العنيفة بعد كل هذه الصدقات والتجمعات لأنها على غير المنهج القويم .
خاتمة نسأل الله حسنها :
هذه الخواطر قصدت بها النصح والتوجيه لنفسي ولإخواني خوفا من الولوج في سبل نحن في غنى عنها بسبب تصرفاتنا الرعناء من بعض الجهلاء وأصحاب الجاه لأننا رأينا البلدة أثناء الفتنة غالبا تسير من أهل المال والجاه والقوة والجهل وتحت تصرفهم طلبة العلم ومن يسمون بالمشايخ والوعاظ والمرشدين وما يقرره من ذكرنا من الأصناف الأربعة ينفذ ولا يجوز فيه النقاش أو المعارضة أو الشورى إلا من باب المساعدة في التنفيذ والمساندة ولا داعي للتمثيل والتوضيح وهذه الحالة المزرية حصاد السنوات الماضية ولا نجاة لنا في السراء والضراء إلا في تقليد أهل الذكر الراسخين في العلم في كل صغيرة وكبيرة .
وختاما أورد بعض النصوص في أحكام الصدقات لعلمائنا من كتبهم الفقهية تبرز حرصهم على تجويد أعمالهم وتقديمها خالصة لوجه الله تعالى فمن ذلك ما يلي بدون ترتيب :
01/:ويحتمل أن يكون المراد بالصدقة ما يعطى تطوعا على ضعيف ممتهن للرقة عليه , وكذا أصل الزكاة وأفضل الصدقة صدقة على ذي الرحم الكاشح .
02/:وقال أبو هريرة : الصدقة على الصاحب أفضل من الصدقة في سبيل الله , ويجب أن يكون الإنسان مع كافة الخلق طلق الوجه مستبشرا رفيقا , قال صلى الله عليه وسلم :
{حرمت النار على الهين اللين السهل القريب }.
03/:وفي الديوان : من حقوق الجمعة الصدقة على من احتاج , وأفضل ذلك أن يتصدق على قرابته إن احتاجوا إلى ذلك .
04/:إن نافلة الصوم والصلاة والصدقة تجزي الإنسان لما عليه من تباعات الناس وبالجملة فالرجل يعطيها لكل من لا تلزمه نفقته
وخير الصدقة ما أبقت غنى .
05/:ومن حقوق المسلمين الإصلاح بينهم وهو أفضل الصدقات وأن لا يقبل فيهم ما يسمع من النمام والحساد , ولا يسيء الظن بهم ولا يحل النظر لمسلم بعين الاستصغار .
06/:ويصرف ما في يده من الوصايا والصدقات المتطوع بها وغير ذلك في إحياء الإسلام والمداراة عنه وهن أهله , وفي ذوي الفاقة من المسلمين وغيرهم من عوام الناس على قدر ما يرى .
07/:ندب توقيت شهر معلوم بتقرب وقصد ونية ليعلم بذلك وقت ينتهي إليه أداء ما وجب عليه أي من الصدقات أو التطوع .
08/:الرهن من الصدقة والهبة هي تمليك بلا عوض ولثواب الآخرة صدقة قال بعض: الصدقة تمليك بلا عوض للمحتاج لثواب الآخرة , والهبة تمليك بلا عوض خال عما ذكر في الصدقة والصدقة بإيجاب وقبول لفظا مثل أن يقول : وهبت لك هذا , فتقول : قبلت , ولا يشترطان في الهدية على الصحيح بل يكفي البعث من هذا والقبض من ذاك , وكل من الصدقة والهدية هبة ولا عكس , فلو حلف لا يهب له فتصدق عليه أو أهدى له حنث , والاسم عند الإطلاق ينصرف إلى الأخير .
09/:وقد قيل : ثواب الهدية كثواب الصدقة لأن الصدقة ولو كان أصلها وهو الغالب أن تكون من غني إلى من ساءت حاله وضاقت بالفقر فيكثر الثواب , لكن أصل الهدية وهو الغالب أن تكون من كثير المال إلى رحم أو ذي شأن ذي مال أو فقير , فيحصل له بها سرور إذا ثبت المهدي بينهما الاتصال , ويحصل بها تجديد المودة والصلة واستئناف أفعال الخير بينهما , فيكون الاتفاق بعد ذلك والتعاون على البر والتقوى , والثواب على ذلك كثير , بل أكثر من ثواب الصدقة بذلك القصد ; وقال صلى الله عليه وسلم : "
{الهدية تجلب السمع والبصر } " , وكان يقبلها ولو من مشرك ويهدي إلى المشرك أيضا .
10/:وقيل : من حق كلٍّ أن لا يكتسي ويعرى أخوه , وأن لا يتخالفا جوعا وشبعا وتزوجا وعدمه بقلة , ولا يمنع كلٌّ أخاه إن استقرضه أو استباعه إن قدر , وروي : " المؤمن مرآة أخيه , ولا تؤمنون , حتى تحابوا والأخبار في ذلك كثيرة جدا .
11/:وما فعل الإنسان بنفسه من جرح أو نحوه , ودية حل العقدة وشهر من ذلك زكاة الأموال والفطر ودينار الفراش وشاة الأعضاء فقط كلها للمتولي الفقير , إلا شاة الأعضاء فللمتولى ولو غنيا وقيل: كل ما يعطى للفقراء المتولين يعطى الفقراء غير المتولين وذلك التخيير ثابت .
12/: (ومنع غني من شرب ما ينادى به في سوق أو طريق لشرب لله ) , لأن المعتاد النداء بذلك للفقراء , لأنهم المحتاجون وهم الأولى بالصدقة , فليحتط الغني عنه حتى يقال : للفقير والغني أو لكل أحد , وقيل : يجوز للغني والفقير حتى يقال : للفقراء لأن الصدقة تجوز على الغني والفقير , وإن نودي بذلك في سفر جاز لكل , لأن الغني والفقير جميعا محتاجون فيه إلى الماء , وكذا غير الماء ولو في سوق أو طريق يجوز لكل .
13/:ومما رزقناهم ينفقون للكف عن الإسراف في الصدقة وقال الله تعالى { وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا } أي لا تسرفوا بإعطائه كله إلى غير ذلك من النصوص الرائعة التي يصعب حصرها وهي توحي بمدى اهتمام السلف الصالح بالصدقة ابتغاء مرضاة الله في الأداء والتنفيذ وقصد استجداء الرحمات والمنافع الدنيوية والأخروية وفقنا الله إلى الاقتداء بهم جميعا والحمد لله رب العالمين .
الخميس، 20 مارس آذار، 2014 م يوافقه 19 جمادى الأولى، 1435 هجري
كانت ومازالت صناعة النسيج في بلاد الشبكة موجودة في كل بيت حتى وقنتا الحاضر، فاغلب بيوت وادي مزاب في كل القصور تنصب فيها المناسج العمودية المتميزة، وتستخدم المناسج في إنتاج عديد من الملبوسات والأغطية الثقيلة والخفيفة وابرزها الزربية.
الزربية المزابية ذات قيمة كبيرة لجودتها العالية وجمال أشكالها وألوانها وكثافة نسجها،تتم حياكتها بالأيدي وبأحجام مختلفة،فقد نال وادي مزاب شهرة كبيرة وصيت ذائع في انتاج الزربة، سواء أكان السجاد هذا من الصوف الصافي ذي الظلال اللونية الطبيعية أو الألوان الاصطناعية الزاهية، التي تزينه الأشكال و الرموز التراثية، فهذهالزخارف تلعب دورا جماليافي النسيج، وكل قطعة تستعـمل لأغراض معـينة نفعـية ولمناسبات معينة، كعادات تقاليد المنطقة، فهي إما تعلق على الجدران أو تفرش على الأرض،ولكل لزربية إسم خاص بها، فمنها تاجربيت، لْحمبل، تيحمبلت، رَّﭬمت، تجاجلت،ساشو، آجرتيل، آدربي، و بوطويل.
الاحظ أن الوحدات المستعـملة في كل قطعة من القطع المذكورة أعلاه تختلف عن بقية القطع الأخرى، بالرغم مما قد يبدو عليها من تشابه ظاهري، ونلاحظ أنه إذا انقرضت قطعة معينة من هذه المنسوجات، تنقرض معها وحداتها الزخرفية، فلا تعـد تستعـمل لزخرفة قطعة من نوع آخر.
الأفرشة
لحمبل ن رّﭬمت ن آسّو [نفس الرموز]
تيحمبلت ن آقيمي [نفس الرموز]
بوطويل ن أسّو
آجرتيل ن آﭬد آمشان - دجاجلت
ساشو : هو فراش للنوم الخيوط العمودية أوستو أما الأفقية الطعمة الخشينة و أولوم ن تميرا.
منسوجات تعلق للتزين
آدربي ن آمشان [إيديسان ن ناموسيت]
تاجربيت : فهو نوع من السجاد يحاك عادة مخططاً بألوان معينة ترمز لتداول الأيّام بين الناس ويكون خفيفا نسبيا لاستعمله كستار عند باب غرفة العروس.
تاجربيت ن تاورت
لحمبل ن رَّﭬمت: فهي من النوع الثقيل والطويل تستعمل لتزين به غرفة العروس فلتعيق على الحائط أو توضع على الأرض أو للجلوس.
لحمبل ن رّﭬمت ن مارو [نفس الرموز]
الأغطية:
البطانية [آزڤّاغ]: قطعة مستطيلة من النسيج الصوفي الخفيف هي بسمك آحولي،وغالبا ما تسبغ باللون الأحمر، وبها أهداب جميلة على حوافها من الجانبين، تستعمل غطاء للنوم تسمى [تافرصاضيت] أو [زّاورا]، تصنع منها ربة البيت مجموعة على حسب أفراد الأسرة. وقديما كانت توضع فوق الحصيرة أو تزاجلتكفراش للنوم.
لحمبل: هذا النوع من السجاد يحاك أيضا مخططاً بعدة ألوان ويستعمل كأغطية للفراش ويستعمل كغطاء مثل البطانية.
لحمبل ن دنج آمشان
ملبوسات
منسوجات للاستعمال النسائي:
تيشبرت ن أضوفت: تصنع من الصوف البيضاء بسمك آحولي تسبغها بلون واحد حسب ذوقن وتزين بحاشية من حرير على مستوى الرقبة،يتعمل معها حزام [آبشّي]، وتلبسها النساء قديما في سائر الأيـام،ولكنه اختفى استعمالها تماماً في الوقت الحاضر وانقرضت منذ زمنلم يبقى منها إلا ما حفظ للذكرى.
تيملحفت ن أضّوفت: قطعة نسيج كبيرة تصنع من الصوف البيضاء بسمك آحولي ومنهم من يسبغها بلون واحد حسب ذوقه، تلبسها النساء قديما في سائر الأيـام وطريقة ارتدائها عقد على مستوى الكتف أو بـ تيبزيمينلميسوري الحال.
تيملحفت تازﭬاغت: تصنع مثل تيملحفتنأضّوفتألا أنها بلون أحمر الرمان ترتديها أهل العروس في صبيحة تيحومزين و تلبسها العروس عند انتقالها إلى بيت زوجها وكذلك النسوة المرافقات لها.
تاجربيت ن أوقون:تصنع من الصوف الثقيلة للشتاء تشبه تاجربيت الحائطية إلا أنها أكبر حجما تزين بأسـطر من الألوان الجميلةمع بعض الزخارف، تلبسها النساء قديما بـ تيبزيمين مثل تيملحفت في المناسبات الخاصة و عـند والأفراح،
آحولي :
آخمري: يستعمل كاغطاء للرأس.
تابحـنـوكت: يوضع على الرأس أيضا.
شال سميكيوضع فوق الرأس
منسوجات خاصة بالرجال:
تاقشابيت تامللات: العباءة البيضاء هي طويلة وبأكمام وبها تاكلمونت تصنع من الصــوف البيضاء الثقيلة تلبس في الشتاء، وتلبس للمسجد والأفراح وكذلك في المآتم.
تيشبرت تامللات: العباءة البيضاء تكون قصيرة نسبيا بدون أكمام ولا تاكلمونت تصنع من الصــوف البيضاء الثقيلة تلبس في الشتاء أما الخفيفة للربيع والخريف، وتلبس للمسجد والأفراح وكذلك في المآتم.
تاقشابيت تاعسليت: وتصنع من الصوف الثقيلة البنية، تلبس في الشتاء، وتستعمل في الأيام العادية وهي لا تلبس في الأفراح ولا المآتم.
آبرنوس و تــابرنوست: وهي تتكون من قطعة من نسيج تفصل بشكل عباءة فيها غطاء للرأس تسمى تاكلمونت.
لمنديــل ( إيمندال): يستعمل المنديل لتغطية الطفل الصغير الذكر منذ ولادته.
لكفن: وهي قـطعة مستطيلة من نسيج الصوف المحاك محليا الذي يستخدم للميت تلف فيه الجثة فيغطي به جسمه، لا يخاط بالإبرة و الخيط.
منسوجات أخرى
تستخدم المناسج في إنتاج منسوجات مختلفة عدى الزرابي منها :
أمنديل: وهو نسيج اصغر من آحولي يسبغ كله بالأحمر ما عدى دوائر برتقالية ،وكانت قشور الرمان تستعمل لصبغ الصوف باللون الاحمر المصفر إذا لم تتوفر صوف حمراء.
تامنديلت : صغيرة الحجم
إيسوما تيشيمين: هي المخاد وهي عبارة عن أكياس مستطيلة الشكل تصنع من الصوف الملون ذات زخارف جميلة جداً كأرﭬمتوتاجربيتتستخدم لتزين حجرة الجلوس وفراش النوم.
المصدر: مقتبس من موضوع صناعة النسيج في ليبيا (المرأة الأمازيغية: حارسة النسيج – حارسة الثقافة)
من اواخر القرن الرابع إلى نهاية القرن الثّامن الهجري.
العهد الثالث:
من بداية القرن التّاسع الهجري إلى سنة 1269هـ/ 1853م.
العهد الرّابع:
الفترة الأولى من العهد الرّابع، وتمتدّ من 1269هـ/ 1853م إلى 1299هـ/ 1882م.
الفترة الثّانية من العهد الرّابع وتمتدّ من 1299هـ/ 1882م إلى 1330هـ/ 1912م.
القترة الثاّلثة من العهد الرّابع وتمتدّ من 1330هـ/ 1912م إلى 1366هـ/ 1947م.
الفترة الأخيرة من العهد الرّابع وتمتدّ من 1366هـ/ 1947م إلى 1382هـ / 1962م.
العهد الأوّل :
يمتدّ من الفتح الإسلامي إلى نهاية القرن الرّابع الهجري، وكانت تعرف المنطقة فيه ببادية بني معصب، وكان سكّانها يغلب عليهم طابع البداوة والبساطة. ويمتاز هذا العهد بأنّ سكّان أرض الشّبكة اعتنقوا الإسلام ببساطة ثمّ سبقت إليهم آراء المعتزلة فأخذوا بها، وحافظوا على نظام حياتهم كشعب يعتمد على تربية المواشي بالدّرجة الأولى، وعلى الزّراعة الموسمية بالدّرجة الثّانية[1].
العهد الثّاني:
يمتدّ من نهاية القرن الرّابع الهجري إلى نهاية القرن الثّامن. وفيه تمّ تأسيس القرى الخمس الموجودة حاليا على وادي مزاب، واعتمد بنو مزاب على الفلاحة الثّابتة وتحوّلوا تدريجيا إلى المذهب الإباضي، وأنيطت إدارة شؤون كلّ قرية بحلقة العزّابة التي أصبح مقرّها المسجد.
العهد الثّالث:
يدوم أربعة قرون ونصفا، من بداية القرن التّاسع إلى إمضاء عقد الحماية مع فرنسا عام 1269هـ/ 1853م. في هذا العهد توسّع العمران بالوادي بفضل ممارسة التّجارة بالتّل، وتوجّت إدارة البلاد بهيئة عليا، واستقبلت المنطقة طوائف جديدة، وأسّست القرارة وبرّيان، ولعب الميزابيون دورا متزايدا في تاريخ شمال إفريقيا. وقد أحدثت هذه التّطوّرات الحضارية مشاكل أفرزت فتنا مزمنة.
العهد الرّابع:
الذي دام قرنا، يمتاز بفقدان مزاب لاستقلاله السّياسي تدريجيا، وبمقاومة الاستعمار، والدّفاع عن الشّخصية المزابية، والمطالبة باحترام بنود معاهدة الحماية. وفيه تأثّر بنو مزاب بالثّقافة الأوروبية والأحداث العالمية الكبرى، ولعبوا دورا تاريخيا في استرجاع السّيادة الوطنية الجزائرية[2].
[1] -علي يحيى معمّر: الإباضية في الجزائر، الجزء الثّاني، ص488.
[2] -تاريخ بني مزابدراسة اجتماعية واقتصادية وسياسية.يوسف بن بكير الحاج سعيد ص7-8
كذلك كنا نلعب لعبة نقف جماعة صفا واحدا متراصين أمام جدار مستقيم واحد منا يجلس نصف جالس " فتاشارين " أمامنا من الجهة المقابلة ذلك الشخص يختار واحدا منا فيضع رأسه في حجره فيغمض له عينيه ويحضر واحد من هؤلاء بخطى خفية لكي لايتعرف عليه من طريقة مشيته فيضربه على ظهره بكفه ضربة خفيفة غير مبرح أما عن مغمض العينين يحول أن يستشعر كف صاحبه ويتحسس أيضا صوت خطواته لعله يتعرف عليه، فعندما فيرجع إلى مكانه الذي ضرب ينادون بصوت واحد: أوكس مانايو يوتاش ثم يسكتون.
هنى يلتفت الذي كان مغمضا عينيه فيحاول اكتشاف صاحبه بطريقة أو بأخري حيث يتحسسه من خلال ملاحظة ملامح الوجه ربما سيظهر ضحكته أو من طريقة حركة يده فإن أخطأ يعيد من جديد وإن أصاب صديقة ينوب عنه وهكذا دواليك فاللعبة في الأصل تحث على الملاحظة والتركيز وتنمي الفطنة والإنتباه.
بفضل الأبحاث والحفريات التي قام بها كل من "بيار روفو"، "إيف بونيه"، "جوال أبونو"، "نجيب فرحات"، "مليكة حشيد"،... الخ.
إن المحطات الأثرية الموجودة في بريان المتمثلة في النقوش حجرية لرسومات فيها أيدي وحروف تيفيناغ في منطقة "انفوسن" بالحنية والأخرى المتواجدة في منطقة باللوح و التي اكتشفت من طرف علماء الآثار و الباحثين مثل ما كتبه المؤرخ الانجليزي شو -show- الذي مر من بريان سنة 1730 م في طريقه إلى إفريقيا حيث كتب عن السكان وعاداتهم وتاريخهم وكذا استنادا الى المؤرخ ويليام ويدصون -wiliam houdson-.
إضافة إلى إكتشافات أخرى في هذا الشأن ترجع إلى حولي 50 سنة من قبل تحدد موقعها في نواحي مليكة وغرداية و القرارة، حيت تم العثور على أثار إنسان ما قبل التاريخ بالمنطقة من خلال ما بحوث الأستاذين : "بييرروفر pierre roffo ثم abonneau goel" [03]، حيث ألقى الدكتور بْيِـيـرْ روفو "Pierre Roffo"في الدورة الحادية عشرة لمؤتـمر ما قبل التاريخ المنعقد بفرنسا عام 1934 م ، محاضرة بين فيها حصيلة بحوثه الميدانية في بلاد الشبكة -والتي يعتبر واد مْزاب الجزء الأهم منها- ذكر فيها بالتفصيل إحدى عشرة محطة من العصر الحجري الأول، وصف فيها ما جمعه من أدوات ذلك العصر التي بلغ عددها [2959 أداة]، بالإضافة إلى ذلك فإن المنطقة غنية بالنقوش الصخرية، التي تثبت أنّ إنسان ما قبل التّاريخ استقرّ حينا من الدّهر بهذه البلاد قبل أن تؤول إلى صحراء قاحلة، يوم ان كانت جنّة خضراء.
هذه النّقوش الصخرية تراوحت مواضيعها بين الرسومات الهندسية، ورسوم لبعض أعضاء الجسم البشري، مثل : اليد والرجل، وبعض الصخور نقشت عليها رموز وحروف وأعداد أمازيغية .
ولعلّ هذه الرسوم كانت بمثابة عقود بين البدو المتعاملين تسجّل معاملاتهم الهامّة، وتوجد رسوم أكثر قدما للحيوانات على بعض الصّخور التّي كلستها المياه الملحة يوم كانت أودية الشّبكة بحرا.
ولم تعرف المنطقة كغيرها من مناطق الصحراء أي نوع من أنواع التواجد الروماني، حيث بقي على حدود واد الجدي بالصحراء، ولا التواجد الوندالي، أو البيزنطي، فيما كانت منطقة عبور لقوافل القبائل الزناتية.
القصر المندثر باباسّعد
بريان باللوح ن آجنّا
بريان باللوح ن آجنّا
إكتشاف الموقع من طرف فوج الرّيان
بريان باللوح ن آداي
بريان لحنيت ن آجنّا
بريان صور من كتاب الأستاذ لعساكر اسماعيل
رسومات ونقوش حجرية للإنسان الأمازيغي الأول في هضبة تامو المطلة على أغرم ن ؤخيرا تاجنينت
النقوش الصخرية في منطقة مطلة على أت ازجن
الكتابات لسكان مزاب قديما، تعود الى مايسمى حاليا فترة Proto berbère
نجيب فرحات : النقوش الصخرية المدمجة في تجزئة حضرية -مثال موقع بالفيدار ببني يزقن- 2001.
يوسف بن بكير الحج سعيد: تا يخ بني ميزاب دراسة اجتماعية واقتصادية وسياسية ط 02 – المطبعة العربية – 11 نهج طالبي أحمد غرداية – 2006 م – ص 10 .
ديوان حماية وادي ميزاب وترقيته،: دليل ولاية غرداية، 32شارع فلسطين، غرداية، الجزائر،
فتاوى البكري ، الجزء الثاني .
دور الميزابيين في تاريخ الجزائر ، حمو عيسى النوري .
مزاب يتكلم ، بكير بن سعيد أعوشت .
الرسالة الشافية ، قطب الأئمة الشيخ اطفيش .
الشيخ بيوض و العمل السياسي ، الدكتور محمد ناصر .
الشبـكـة الـمِـزابية ، تَارَاجْتْ تُومْزَابْتْ .
Pierre roffo: contrôlabilité. à l'étude de la préhistoire du Sahara septentrional ancienne imprimerie Alger 1934 . P. 125.
Pierre Roffo Les civilisations paléolithiques du M'Zab 1934
marth et Edmond couvions: Kharidjisme: Momegraphie du M'Zab imprimerie Marocain vigie, Casablanca, paris 1926.p.217
Joel Abonneau Préhistoire du M'Zab 1983
FERHAT Nadjib: Rapport récaputilatif du travaille effectue sur le site du belvedere 1 Beni-isguen. Décembre 2000- Centre national de recherches préhistorique anthropologiques – Alger
ومن دون تردد؛ فـ "مزاب" أسبق؛ فهي الأقرب لما ذكره ابن خلدون في نسب البربر لولا التحوير، والدرجيني قبله حافظ لنا على الأصل، وإذا سلمنا أن البربر -السكان الأصليين لهذه البلاد- يصعب عليهم النطق بالعين، فنقول: إن تسمية "بني مصعب" تعريب لـ "مزاب"، وقد نفترض وقوع ذلك من أحد مشايخ العلم، فهو قد كيّف التسمية البربرية وفق ثقافته العربية الجديدة؛ لملاحظة الشبه في النطق، وربما حتى لاستحضار صعوبة المنطقة وأهلها أيضا..
وولوع بعض مشايخ العلم بتعريب الأسماء أمر ملاحظ، ولعل ذلك يتجلى أكثر عند القطب اطفيش -رحمه الله-، حتى إنه يعمد إلى أسماء تلاميذه؛ فيكيفها وفق النطق العربي، فمثلا يقول: "أبو أحمد" لـ "باحمد"، وأبو نوح لـ "بانوح"، ثم إن اجتهاد الطلبة والمشايخ في تلك العصور المتقدمة في تعلم العربية والنطق بها، قد يدفعهم حتى إلى تعريب الأسماء!
وهذا الاجتهاد قد لا يكون موفقا مع بعضهم، ولعل هذا ما دفع أهل المشرق إلى طلب إعادة صياغة كتاب أبي زكرياء يحي بن أبي بكر (عاش في النصف الأول من القرن الخامس الهجري) في السير، فقام بهذه المهمة الدرجيني في كتابه "طبقات المشايخ بالمغرب" كما هو معروف، ومع ذلك فثمة بقية من الصيغ البربرية وتراكيبهم فيما كتبه الدرجيني نفسه؛ كما لاحظ ذلك أستاذنا الشيخ صدقي محمد بن أيوب أستاذ اللغة العربية، فيما علق بذهني، والله أعلم بحقيقة الأمر.
ملاحظة: نحتاج إلى مراجعة النص أعلى في مخطوطة من عهد المؤلف أو قريبة منه.
يعتبرالأدب الشعبي جزءا لا يتجزأ من التراث اللامادي وشكلا من أشكال المعرفة الإنسانية الذي يُعنى بالمظاهرالثقافية والحضارية للشعوب.و يشمل كل فنونها ومأثوراتها المتواترة عبر العصور من أدب وغناء وموسيقى ومعتقدات شّعبية وقصص وحكايــــــــات وأمثال تتناقلــــــها الألسن، وتجسدها العقول بمهارات إبداعية وأنماط سلوكية متميزة.والجزائر كغيرها من بلدان العالم تزخر بمثل هذا التراث اللامادي العريق، وتعد اللغة قناة أساسية لنقل جزء كبير منه ، وهي وسيلة تواصلية تساعد على تفعيله وفهم حيثياته
و تجلية أشكاله بالحفاظ عليه وتوريثه للأجيال القادمة. "انثولوجيا الأدب المزابي " أو " ئدورّان ن تسكلا تومزابت" عمل توثيقي لنصوص أدبية تترنح بين القديم و الحديث و الهدف منه إعطاء صورة ناصعة عن ما أبدعته مخيلة أدباء منطقة مزاب سواء كان شاعرا أو ناثرا، وما استلهمته روحه المبـــــدعة من الذاكــرة الشعبية .والمقـــصود هنا بالأدب المزابي الجانب الإبداعي للثقافة المنطوقة بالـمزابية وهو أدب قديم يرجع إلى جذور الحضارة الأمازيغية.
وهذا الأدب يشمل مختلف اجناسه.إذ يضم إلى جانب النثر، الحكاية والخرافة والألغاز والأمثال وغيرها. كما يضم الشعر،خاصةالشعر الغنائي المرتبط بالحياة الفردية والحياة الاجتماعية.هذا العمل يندرج في اطار التوجه العام للسّياسة الثقافية للدولةالجزائرية في الحفاظ على التراث المادي واللامادي وتشجيع القائمين عليه لإبرازه بالوجه الذي يليق به لعله يكون لبنة تضاف في الصرح الثقافي الجزائري لفتح شهية النقد والدراسة الأكاديمية للدارسين والباحثين.
في هذا القسم أوردنا نماذج شعرية لشعراء من مختلف قصور وادي مزاب و أفردنا لكل شاعر نماذج من قصائده حتى يتسنى للقارئ معرفة التجربة الشعرية لكل شاعر.وقد أشرنا سلفا إ الى ان هناك قصائد ترا ثية متداولة تغنى في مناسبات الأعراس و الأفراح والمواسم التي تتجسد فيها روح التعاون والتضامن. وبالإضافة إلى وجود قصائد المرأة المزابية التي كانت شاعرة بالسليقة تعبر عما يعتريّا من شعور، حين كان جل المزابيين يغتربون الإجل الرزق الحلال وتبقى هي لأعوام في وحدة واغتراب تقضي شؤونها وأشغالها من نسيج وتربية وما إلى ذلك، حتى صارت تحاور أدوات المنسج وتستأنس بها. و ما يشبه هذا النوع من الشعر وارد في كتاب :
«Le Travail De La Laine à Ghardaia »
كتبتهMadeleine Allain وترجمه إلى المزابيةJean. Delheure تتحدث فيه الكاتبة عن مراحل النسيج التي تقوم بها المرأة في مزاب وما تنشد فيه من أهازيج. هذه ترجمة تقربية لمعنى قصيدة غنّاها بصوت متميز الفنان عمر بن يحيى داودي.
ألهمني الصبر يا من ألهمته للنخلات الغريبات المستضعفات // حتى وان لم يُسقين لأعوام // الماء إنهمر // كم كن يترقبن نزول المطر// ضاربات جذورهن في أعماق الأرض // كم مكثت وحيدة مثل الغريبة أو أكثر// لا أب انتظره بعتبة الباب // ولا أم تأنسني.....
وهناك قصائد أخرى نشرت في كتاب: «La Vie Féminine au Mzab »A.M.Goichon.1927 وهذه نماذج منها:
01 أهزوجة طفولية تقال عن اصابع اليد الخمسة في ص 276:
فرقع لوز هي من الحشرات التي تعيش في بلاد الشبكة تسمى بـالمزابية ئغس ن دالت أو زنان او بوطرطاڤ واشتقت هذه التسمية من لعبة يلعبها الأطفال مع هذه الحشرة حيث يضعونها على ظهرها فتقوم بشقلبة رائعة وتسقط على أرجلها محدثة صوت طرطاڤ والاطفال يعشقون سماعه؛ ثم يعيدون الكرة تلوى الكرة وكلهم بهحة وسرور.
تعريفها حسب المسوعة الحرة ويكيبيديا:
إسمها العلمي حشرة فرقع لوز هي أحد أنواع الخنافس من رتبة الحشرات غمدية الأجنحة، ويطلق عليها الخنافس المطقطقة، وهي تقوم بالدفاع عن نفسها من أي عدو خارجي عن طريق التظاهر بالموت، فهي تسقط على الأرض كما لو كانت في حالة إغماء وتظل لعدة ثواني مستلقية على ظهرها بلا حراك، وفجأة تثب وثبة سريعة عالية في الهواء في محاولة للابتعاد عن مكان الخطر، محدثة صوتًا مميزًا يُسمّى بالفرقعة. ويقول علماء الحشرات: إن مكمن هذا الصوت يأتي من شوكة أسفل الحلقة الصدرية الثانية والتي تظل ساكنة في تجويفها حينما تكون الحشرة في وضع سكون، وفي أثناء وثبة الفرقع لوز تسحب الشوكة من تجويفها فتسبب بذلك ارتطام الجناحين الأماميين للجسم لسطح الأرض، يساعدها هذا الارتطام على حركتها السريعة الرشيقة.
استقبال بني مصعب للمهاجرين من مختلف الجهات العهد الثاني
يقول الشّيخ عليّ يحيى معمّر:" وفي أوائل القرن الخامس توالى الجفاف على منطقة وارجلان وما جاورها عددا من السّنين، وزفقر كثبان الرّمال على سدراته. وكانت بعض الأدوية التي تنساب تحت طبقات من الأرض، حتّى إذا وصلت إلى منطقة سدراته ووارجلان نبعت على شكل عيون غزيرة، قد تغيّرت مجاريها فغارت تلك العيون، فضاقت الحياة بالنّاس لاسيما أصحاب الماشية... فلم يجدوا منتجعا لإنقاذماشيتهمغير بادية بني مصعب... هكذا قرّروا أن يتّجهوا إليها"[1]. هذه الهجرة تمّت لأسباب اقتصادية ناتجة عن ظروف طبيعية. وهناك هجرات أخرى لأسباب سياسية، أهمّها انقراض دولة بني مدرار في سجلماسة عام 366هـ/ 976م[2]، ووصول بني هلال إلى المغرب عام 443هـ/ 1050م، والتّخريب الأوّل لسدراته عام 467هـ/ 1075م على يد أحد أمراء قلعة بني حمّاد المنصور بن النّاصر، والتّخريب الثّاني لها عام 626هـ/ 1229م على يد يحيى بن إسحاق الْمَيُورْقِيالمرابطي، المعروف بابن غانية، في ثورته ضد الموحّدين. وخربت سدراته أخيرا عام 672هـ/ 1274م.يضاف إلى هذه الهجرات الجماعية استقبال وادي مزاب لعائلات أو لأفراد على مرّ القرون من المناطق المذكورة ومن غيرها. فقد احتضن جماعات متلاحقة وأفرادا شاركوا بني مزاب في إنشاء قراهم وتعميرها. فقد أتى هؤلاء المهاجرون من سدراته ووارجلان ووادي أَرِيغْ، وقصر بني خفيان قرب المنيعة، وجبل عمور وقصر البخاري والمدية، ووادي غنيم قرب الأبيض سيدي الشّيخ، ومن جبل نفوسة وجربة ومن سجلماسةوفقيق والسّاقية الحمراء وغيرها. هؤلاء القادمون جميعهم إباضية أو اعتنقوا المذهب الإباضي عند استقرارهم بالمنطقة، ويطلق عليهم جميعا اسم بني مزاب مثل من سبقهم بها.يتبيّن ممّا سبق أنّ تصوير بني مزاب بأنّهم نزحوا إلى سدراته من تاهرت عند انقراض الدّولة الرّستمية، وأنّ سكّان سدراته هاجروا منها إلى وادي مزاب عندما خرّبها الميورقي، وعمّروه وأسّسوا قراه، تصوير خاطئ الهدف منه جعل إباضية المغرب جماعة من النّاس تطوف من مكان إلى مكان، والأمر غير ذلك كما رأينا.
اغيول ن بابا يونس هي لعبة تراثية يشارك فيها ثلاث عناصر يقف أخدهم ويأتي وراءه آخر في وضعية الركوع بحيث يكون رأسه على مستوى أسفل ظهر الواقف و يستند بيديهعلىكتف الواقف ثم يأتي الثالث ليركب على المنحني كأنه الفارس المغوار ويقومون بجولة في الحي أو بين النخيل إن كانوا في الغابة ويتبادلون الأدوار بينهم.
من مواليد غرداية [أت يزجن] بني يزقن في 11 مارس سنة 1949. ،التحق بالمدرسة القرأنية الجابرية ثم بالمدرسة الرسمية بمسقط رأسه أين زاول دراسته الابتدائية، ثم التحق بالطور المتوسط. وفي سنة 1966. التحق بثانوية عقبة بالجزائر العاصمة أين نال شهادة البكالوريا شعبة علوم تجريبية وفي سنة 1969. .وفي نفس السنة التحق بالمعهد الوطني للزراعة بالحراش، وتخرج سنة 1973 بشهادة مهندس دولة في الزراعة تخصص إ اقتصاد ريفي .درّس ابتداءا من سنة 1974 بمعهد التكنلوجيات الزراعية بمستغانم إلى غاية سنة 1987. تحصل سنة 1979 على شهادة الدراسات المعمقة من جامعة مونبولييه 01 فرنسا و شهادة....
من مواليد غرداية تغردايت 11 جوليت سنة 1954. تلقى تعليمه الأبتدائي،المتوسط والثانوي بمدارس غرداية .له تكوين عصامي في الاليكترونيك، و أبدى ميوله في مجال الكهرباء مبكرا بحكم ان والده كان يمارس هذه المهنة منذ مطلع الخمسينات، إلى أن أسس شركةabelecللأدوات الكهربائية. منذ صباه شغلته تساؤلات حول الادب المزابي واللغة ،فنمت فيه موهبة الاهتمام بالتراث . جمع العديد من القصص الشعبية و الأساطير فأنقد منها ما أ أمكن من طي الشفوية الى سجل التوثيق. مارس العديد من الأنشطة الثقافية و الرياوية، حصل على الحزام الأسود في رياضة الكراتي واشتغل ممرنا فيها في عدة مناطق من ولايات الوطن. له اسهامات في المحافظة السامية للأمازيغية، منها تأطير بعض التربصات لتكوين أساتذة تعليم اللغة في الأمازيغية وانجاز أول كتاب مدرسي لتعليم الأمازيغية صدر عن وزارة التربية الوطنية بمعية زميله الأستاذ احمد نوح مفنون، أحد مؤسسي النّواة اللغوية في مطلع الثمانينات، و التي كانت تبحث في معاني الكلمات ومشتقاتها رفقة الأساتذة عبد الرحمن حواش وصالح تيريشين فأأثمرت "القاموس المزابي الفرنسي"، بلإضافة ألى تأليف كتاب قواعد الكتابة و النحو للغة المزابية.
مقتطفات من كتاب الوجيز في قواعد الكتابة والنحو للغة الأمازيغية المزابية:
S maneč tumẓabt γ a’nari zzar, i manayu i nessawal
Awal n tugγersant yettwarin, yella badabada ydegg̊eld assu d iggen webrid sy iburad n littiṣal (voie de communication) jar tawwat At Mẓab dy lantirnat, ula batta zeddiγ ....
Yenna Bab-neɣ Lquran : « Faᶁekkir fa inna ᶁᶁikraa tefaɛu lmuuminiin » A id bab n wul ! A wasi yeččer-d aǧa n tyetti ! A wasi iteqqel ɣel dessat, yessers jar tiṭṭawin-s ayn i yeẓwan ! A wasi tiṭṭ-s tella dy useǧmi wiǧi day tɣawsa-s!....
Iggen werjaz d ussan yejmeḍ izuγar... qdan‑as leɛwin d waman, yeffad al ad yejba f tmettant. S cceddet, ctud yiweḍ γel yigget teddart d tabeẓẓant, nettaha day d axxam yerci, zzman yecci‑t ul d‑yejji dys la lγerf wala ullunen. Axiggen werjaz yufu........
Tarist an d mi yessed bab-s, tezbel tiṭṭ‑s yebbi-t yiḍes, ula bettek!… an d mi d‑yeččer yaf iman‑s yecreh yesteɛfa, d twenjimt‑s tersu n tidet… Tarist γel lebdan ittnekkaḍen, an wi neggzen Tala n waman‑isemmaḍen....
Iggen cṛa dima yettqima‑d lbal gaɛ mennect i netta meẓẓi, gaɛ mennect i netta tameddurt n bekri, gaɛ mennect i’γen‑tebbi lḥaḍaret n imaṛu s ibessiwen‑s ittbaṛagen… Cṛa‑yu ayen d amudi n weγrum n ufa, surtout batta ....
الأستاذ عبد الرحمن حواش أحد رموز الثقافة الأمازيغية في منطقة مزاب، من مواليد غرداية خلال سنة 1929 ونشأ بمدينة السوڤر بتيهرت حيث كان والده يمارس التجارة. زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة الفرنسية وكان دائما من المتفوقين، ثم أرسله والده الى مسقط رأسه ودخل مدرسة الاصلاح الحرة في سنة 1911 واصل تعليمه بمعهد الشباب [الحياة حاليا] بمدينة لڤرارة [زكرير] أين استظهر القرأن، وفي سنة 1919 قرر الرجوع إلى تيهرت لممارسة التجارة. في سنة 1971 عيّن من طرف الجماعة المزابية و التجار رئيسا لهم لتولي....
آت ئغيرسان وليس آت ئغرسان فلفظ " ئغرسان" خطأ فادح ! يجب وجوبا تصحيحه لأن "ئغرس" يجمع على " ئغرسان" وهو ما يبقى كحثالة عالقة على مطوّي الحياكة العلوي "أفجاج" بعد انتهاء النسج هو ما يبقى من السّداة " la chaîne" من "ؤستو" بعد قطع المنسوج وهو ما يُرمى -حاليا- من قبل الناسجة في القمامة! لأنه فُضالة وبلا قيمة! و "ئغرس" الواحد ، لا يتعدى بعض السنتيمترات فعلى الأقل أن ننسب إلى السّداة كاملة وهو "ؤستو" لا إلى "ئغرس" ثم لا يمكن أن نُنسب ....
آت ئغيرسان وليس آت ئغرسان فلفظ " ئغرسان" خطأ فادح ! يجب وجوبا تصحيحه لأن "ئغرس" يجمع على " ئغرسان" وهو ما يبقى كحثالة عالقة على مطوّي الحياكة العلوي "أفجاج" بعد انتهاء النسج هو ما يبقى من السّداة " la chaîne" من "ؤستو" بعد قطع المنسوج وهو ما يُرمى -حاليا- من قبل الناسجة في القمامة! لأنه فُضالة وبلا قيمة! و "ئغرس" الواحد ، لا يتعدى بعض السنتيمترات فعلى الأقل أن ننسب إلى السّداة كاملة وهو "ؤستو" لا إلى "ئغرس" ثم لا يمكن أن نُنسب ....
هناك العديد من النصوص النثرية اندثرت من الذاكرة الشعبية بسبب الشفوية سواء كانت قصصا شعبية أو أساطير، أمثال وحكم لم يبق منها إلا القليل هي عبارة عن عناوين لقصص يمكن إعادة صياغتها من جديد. وقد قام بهذا المجهود الممنون ثلة من الباحثين في التراث المزابي فأضحى مصدرا و منهلا لكل من أراد أن يستفيد من تراثنا أو يبدع فيه....
الباحث في الشأن الأمازيغي الأستاذ عبد الرحمان حواش في حوار لـ"جنوب نيوز" "يجب أن تكتب الأمازيغية بالحرف اللاتيني، سمي بأستاذ الأساتذة، أول من بادر إلى تعليم اللغة الأمازيغية في منطقة مزاب، إنه الأستاذ عبد الرحمان حواش، زارته "جنوب نيوز" لتستفسر وتحلل واقع اللغة الأمازيغية وقرار ترسيمها من وجهة نظره، استقبلنا بمكتبه وبين كتبه التي تغص بها مكتبته، فكان هذا الحوار. مرحبا بكم أستاذ عبد الرحمان، بداية نهنئكم بحلول السنة الأمازيغية الجديدة؟ شكرا، في البداية بودي توضيح أمر ففي نظري التقويم الأمازيغي يحتاج.....
"أنغر ن تلزضيت" هو كهف في "تاوريرت" في مرتفع أو غار في ربوة من حجر جيري أو كلسي يمتص الماء فيرسب ويقطر داخل الغار فيرى في سقفه تلكم الرواسب (خليط من تراب وجير -كلس- متدلّية) ما يُسمى في علم "تضاريس الأرض" بـ" الهابطات ذلك هو اثر الامتصاص و التسربات بـ: "ألزي" أو "تالزي" الذي صار بحكم جهل هذا المعنى "تالزضيت". وهذه الظاهرة موجودة في أماكن كثيرة من بقاع العالم، وموجودة في الجزائر في الطريق المؤدي إلى "بجايا أوقاس" كهف كبير له سطح عالي تتدلى منه "تلزضيين" المتحجرة يزوره السياح بكثرة ويسمى بـالغار البديع.....
تحقيقات وتصحيحات وتوضيحات في لساننا المزابي أولاوال تاولاوالت "لغريبا"
قبل أن أشرع في تحقيق تلكم العبارات أبدأ بذكر ما يُقال على " تاولاوالت لغريبا" في "الزيارة" حيث يذكرون مناقب الأولياء وكراماتهم ؟ يقولون عليها أنه كان في الأحقاب الغابرة تاجر من "مزاب" في "فرنسا" وكانت من بين زبائنه فتاة جارة له في أعلى درجة من التربية والخُلــق...! وكان يحكي لها مرة بعد مرة عن مذهبه وعن عاداته وتقاليده في بلده ..... فذات يوم ، غابت عن الارتداد عليه فسأل أهلها عنها فقالوا له "إنها.....
الحرفان الفاء والراء فر ⴼⵔ FR في الأمازيغية تومزابت
﴿ومن آيــاتـــه خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم والوانكم ، إن في ذلك لآيات للعالَمين﴾ الروم 22. [دْ سي يزمولنس أسلفا ن ئجنوان د تمورت دْ ؤلمْراوازن ئلساوننوَم دْ ؤمّايننوَم دي وامنّي ئزمولن نايّولون ئيمادّارن]إفري " ifriهو الكهف (الغار)لأنه ملجأ ومخبألا صلة له تمــامًـابـ "يـــفْـرا "فارغ ! ! "تيزفري "tizefriهي غرفة لا باب لها توجـــد في الطـابق الأرضي من منازلنايــلجأ إليها "تكرّم ديس تامطوت " عند وجود من ليس لها بـ" أنحروم" مثل الحمو" ألوس" وغيره.......
﴿ومن آيــاتـــه خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم والوانكم ، إن في ذلك لآيات للعالَمين﴾ الروم 22. [دْ سي يزمولنس أسلفا ن ئجنوان د تمورت دْ ؤلمْراوازن ئلساوننوَم دْ ؤمّايننوَم دي وامنّي ئزمولن نايّولون ئيمادّارن] الخــــزانـــةle coffre لاختزان المال حيث ندّخر مالنا " ماني نسكرّام أيتلينّغ" الثــــروةla fortune مالُـنا الذي لا يحلو لنا كشفه لأنه حظّناوسعادتنا"أيتلينّغ ئنسكرّام نڤّود أديتواكر "نــجــدafter في الانجليزية هذه الكلمة التي تفيد بـعـدَ خلف وراء ومن الغريب أنه يقابلها في اللسان المزابي " دفّـــر" deffer الذي له نفس المعنى وله نفس الجرس الصوتي "يكرم" لا يُرى .......
Abderrahmane HOUACHE est né présumé en 1928 à Tagherdayt (Ghardaia) et il a grandi à Sougueur où son père était commerçant. C’est à l’école française de cette ville qu’il entamera ses études et qu’il décrochera son Certificat d’Etudes.....
ana-y-u di-s sennet twalin gwinet di-s “m” d “ẓab” at bekri ttuɣen qqaren “m” amcan n wana “n” i llan “de :préposition” ayen d asa s ẓab ɣel wass-u zeddiɣ “at warejlan” qqaren “m” amcan n wana “n”....
uhu “at iɣersan” amaɣer “iɣers” d laɛgab n westu d anni tqimen s westu i neffal,i nẓeṭṭ mi yecmer uẓeṭṭa-nneɣ mi niwaḍ tasefrest. Ama “iɣers” neɣ “iɣersan” ayen d jaluz n wastu ayen d tinelwin ayen d iɣersan i tqiman-d deffer maɣa ad nenqed aẓeṭṭa-nneɣ nniɣ ya dex belli neqqar ula d ana “Ṛebbi as-yuc tiyti i yiɣers i sxugwaḍen” iziɣ ula neccnin.....
Ismawen i ɣer-neɣ iles-nneɣ n tumẓabt samman si-s(seg-s) imezwaren-nneɣ iɣerman-nsen d iɣulad-nsen d tjemmi-nsen bac mi ten-nebder ad nessen asnen taṛwa-nneɣ batta d afsu-nsen qqaren-as (la toponymie) neɣ s taɛrabt. Dessat maɣa ad ssiwleɣ f......
Ass-u ad ssiwleɣ f (ɣef) uɣerm n “At mlicet” as neqqar “Mlika” batta d ana “Mlika” an dima nexs arra n yismawen n iɣerman-nneɣ d mennaw ismawen iḍiḍnin ɣel yiles n teɛrabt « At mlicet » d isem n midden i d-usin ɛemren-t yella ɣer-sen d.....
“At isǧen” uhu d ana “abni w skan” an manc sxerwicen midden-nneɣ neɣ taṛawa-nneɣ nniɣ ya belli nexs walu arra n yismawen-nneɣ ɣel wiwal n taɛrabt ,iwamen i ǧǧin nec i samman imezwaren-nneɣ ,dex uhu d ana “At wezǧen” “At wezǧen n webrid” amaɣer usind azǧen n webrid jar “tɣerdayt” d “At bunur” ula d ana-yu d asxerwec. “At” ayen d “ana midden n” neɣ....
Ana “Tajnint” uhu d ayen lmaɛun n tizit yeṭla s lgetṛan nses seg-s. S mani ɣa tterwes “tajnint” i awen lmaɛun “tagnint” . Iziɣ d batta “tajnint”? tawalt-u teffeɣ-d s wana “tagnitt” ɣi “g” yedwel-d d “j” (g---j) nerni-as “n” bac ad tili d “tagnint” ɣel imaziɣen iḍiḍnin “agni” i tmuṛt illan tili an ttult tuli bessi....
An dima a necnin nettarra ismawen n yiɣerman-nneɣ ɣel teɛrabt, zeddiɣ ɣel wass-u ul ssineɣ batta ɣen tḥazan d hami .d necnin nettic-as i ḥed waḍiḍen mani ɣa ad yeṭṭef bac aɣen-yini d necci i zzareɣ dex anni ɣa ad yini deffer wammu ad t-nelmeẓ ,nexs neɣ ul nxiss an win lemẓen tiɛeddafin amaɣer d necnin nuc-asen mani ɣa....
Neqqar-as « legṛaṛa » d “igṛaṛen” neɣ “igraren” i middin izedɣen dinni ama adeg-nni ad as-nini “legṛaṛa” “L” uhu n iwalen ireṭṭalen. Mi nexs ad nessen s mani aɣen d-yusu isem-u ad nebres deg iẓuṛan-s. Ufiɣ sen ifsuten i yawen tawalt-u: Igrir/igrar/tagrara (igṛiṛ/igṛaṛ/tagṛaṛa) D tamuṛt tused....
Yeǧǧ-aneɣ ujellid ameqran semset n tẓilla yeqqn-aneɣ seg-sent(si-sent) jar yiḍ d wass ayen d tinniḍes - atewwab - jartẓilla -tagwẓin – tisemsin. Tinniḍes ayen d ana tenni n yiḍes d tamezwart n yiḍ d tameǧarut n tẓilla n wass deffer-s ya ɣir iḍes s wamenni neqqar-as tanni n yiḍes neɣ.....
Dessat maɣa ad iniɣ inzan i twannen di (deg) tmeṭṭut ad iniɣ s mani i d-teffeɣ tawalt-u enɣ ana-y-u amaɣer iggen waɣyul yenna neɣ yuri belli ana tameṭṭut yus-edd s ṭemt n taɛrabt i twarayen ul yessin ula batta d ṭamt ɣer-s belli d idammen as tasen i tmeṭṭut ac uyur ama netta ṭemt uhu d idammen ini-t-as ..ṭemt d aja n tiẓiwt d tameṭṭut iḍ n wattaf-as tazeqqa mi temlec ayen d wuni d ṭemt uhu d idammen ɣa asen-nini asellili neɣ idammen n....
Ameddučel di-s sennet twalin ddsent gginet ,di-s “amidi+ačal”, “amidi” ayen d ḥed teggu tlex-č yid-s (ɛma-s). “amidi = ameddučel = taziwi = antij = aɣrim = amɣir = tuta = anṛaw = amɣiw” d iggen unamek. Ama “ačal” ayen d tamuṛt i nella di-s i nesgeḍḍaɛ di-s tameddurt-nneɣ necnin d imṛiwen-nneɣ. Iziɣ “ameddučel” ayen d “mmis n tmurt” s teqbaylit , “weld leblad” s ddarja. di-s ujar n wana “saḥib” neɣ “camarade” “ ami”. Ana “ačal” “akal” “acal” ayen d tamuṛt neɣ ijdi n tmuṛt fɣen-t-d si-s(seg-s) mennaw....
تعرّف اتفاقية اليونسكو لسنة 2003 التراث الثقافي غير المادي بكونه الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، التي تعتبرها المجموعات وأحيانا الأفراد جزء من تراثها الثقافي. هذا التراث الذي يسمى أيضا "التراث الثقافي الحي" يشمل الميادين الآتية: العادات وأشكال التعبير بما فيها اللغة التي تمثل محرك التراث الثقافي الغير مادي، فنون الاستعراض، الممارسات الاجتماعية، الطقوس، الأحداث الاحتفالية، المعارف و.....
إن التقاليد و العادات ببلاد مزاب تختلف عن غيرها من البلاد ، فلكلٍّ صبغة ووجهة و هدف ، إنها في وادي مزاب مطبوعة بطابعالدين الخالص ، بحيث لا يتسرب إليها تدجيل أو حذلقة أو تصوف مقيت أو جمود أو تزمّت عائق عن العادة النفسية ، و...
من سنن الله في عباده، جعلنا شعوب و قبائل لنتعارف، وهذا من فضله و منه علينا وهذا أيضا من بديع صنعه سبحانه و تعالى ،فالمتأمل في عادات و تقاليد بني مزاب يجد لها ارتباط و..
يتم استقبال العام الهجري الجديد في احتفالات دينية، ففي شهر محرم وبمناسبة عاشوراء، يحتفل كل سنة بإعداد طبق خاص من الفول "إباوان"، ويردد الأطفال أغاني محلية "أبيانو"ن وتقام زيارات عائلية متعددة.
بوشمجان ذكريات اصطياف وبواكير وعي: كان موسم النزوح إلى الواحة للاصطياف دأب أغلب المزابيين حيث يجدون في بساتين واديهم ملاذا من قيظ الصيف..، وقد كانت العطلة الصيفية آنذاك بالنسبة لطفولتنا موزعة بين سويعات للتعليم القرآني.....
تحيزا هي مِن عاداتنا الجَميلة ومن بين مراسيم حفل الزواج في قصور وادي مزاب، في الصباح الباكر من اليوم الأول من عقد القران يذهب العريس رفقة وزرائه وأفراد العائلة وكل من أصدقائه ومرافقيه وبعض أعضاء العزابة لزيارة المقبرة التي دفن فيها بعض أفراد عائلة العريس، مثل مقبرة باعيسى وعلوان أو مقبرة بابا والجمة أو مقبرة الشيخ عمي سعيد، كما تستغل هذه الفرصة للتعريف بأول..
تقام كل سنة في شهر مارس، وتحتفل به كافة ولاية غرداية باستعراض لعربات مزينة بالزرابي من مختلف أنحاء الولاية، ومعرض للمنتجات الحرفية التقليدية وألعاب وأغاني فلكلورية.
ويشكل “عيد الزربية” فرصة لتثمين ما تزخر به ولاية غرداية من ثروات تقليدية والترويج لها، حدثا يستقطب العديد من السياح الوطنيين والأجانب والمهتمين بالزربية التقليدية......
يحتفل المزابيون برحيل وقدوم الحجاج من البقاع المقدسة، بترديد أناشيد دينية في مختلف المساجد وفي مصلى خاص يسمى "المستجاب". يقوم بمرافقة الحجاج الميامين إلى البقاع المقدسة مرشد كمرجعية فقهية وتاريخية وقد تولى الشيخ الناصر المرموري رحمه الله هذه المهمةلعشرات السنين باعتباره عضوا دائما في البعثة المزابية إلى البقاع المقدسه...
في بداية فصل الربيع، يقوم السكان بزيارات للمصليات الجنائزية المنتشرة بالبلدة لتلاوة القرآن الكريم وتوزيع الصدقات.
شهر التراث
يحتفل به في كافة منطقة المغرب العربي، وذلك بتنظيم نشاطات علمية وثقافية خاصة بالتراث، وتقام ما بين 18 أفريل (اليوم العالمي للتراث) و18 ماي (اليوم العالمي للمتاحف). وهذا بعد ملتقى الدار البيضاء بالمغرب سنة 1995.
مناسبة جني التمور
يحتفل بهذه المناسبة بكافة واحات وبساتين المنطقة، أين توجد أكثر من 150 نوع من التمور، ومن بينها: أوتقبالا (بنتقبالا)، تامجوهرت، دقلة نور، الدالة،... الخ. وبهذه المناسبة يقام معرض لمنتجات التمور.
الأعياد وحكمها الشّرعي
الاحتفـــــال بالمـــــــولد
عادة مـــــــجالس القرآن
عيد الزيــــــــــــــــارة
عيـــــد آحباس بالقرارة
عيد أملاڤا نْفـــــــــــــاش
تشموست ن ولالي ن وارا
المواسم، المناسبات، أعياد وحكمها الشّرعي
جميع المجتمعات تتخذ لنفسها مواسم ومناسبات وأعيادا تفرح فيها وترسخ اللحمة العائلية والاجتماعية، وقد كان في صدر الإسلام مناسبات هي امتداد للمناسبات الاجتماعية في العصر الجاهلي. والمجتمع المتدين يميل إلى أن يستلهم من ميراثه الثقافي الديني مناسبات، ثم انضم إلى ذلك في العصر المدني الأعياد الوطنية، وكلها وسائل ليحيى المجتمع ويتماسك وخاصة في الوقت المعاصر الذي طغت فيه المادية التي.....
يطبع إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بمنطقة مزاب بمظاهر وعادات خاصة تستمد جذورها من التراث الثقافي المحلي العريق ويميزها استعراض بواسطة مصابيح الزيت ”انارن” بقصر بن يزجن. وعلاوة على الجموع الغفيرة من المؤمنين التي تتوجه إلى مختلف المساجد لأداء صلاتي المغرب والعشاء فإن العشرة أيام الأولى من الشهر الذي يصادف ميلاد خير البرية الرسول -محمد صلى الله عليه وسلم- تتميز أيضا بمنطقة سهل وادي ميزاب بإحياء سهرات دينية تخصص لتلاوة القرآن الكريم والمدائح النبوية. وتكتسي الاحتفالات الخاصة بإحياء ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم على مستوى بلدة بني يزقن العتيقة طابعا متميزا ينبني على....
موسم الزيارة هي تظاهرة شعبية تحدث مرة في العام في فصل الربيع في جميع قصور وادي مزاب يتجمع الناس في مكان معين، فيجوبون بعض الأماكن المعروفة في البلدة ويقومون بزيارة بعض المقابر القديمة من أجل العبرة وتقديم تاريخ المشائخ للأجيال الصاعدة مرددين في تجوالهم هذا الذكر جماعة :[سمِ اللهِ ياَ اللهُ يا رحمانُ يا رحيمُ يا الله ارحمنا] ويغتنمون الدعاء للغيث لأن الموسم موسم بذر خضروات الصيف وموسم تأبير النخيل والمتصدر في هذا المهرجان الشعبي هم العزابة...
تنظم بالقرارة جمعية إحياء التراث وحماية الآثار عيد آحباس حيث يقام في هذه التظاهرة الثقافية مسيرة استعراضية فلكلورية بساحة إينورار وأخرى حول المنتوج التقليدي للمنطقة بمشاركة جمعيات الأحياء والأفواج الكشفية بالإضافة إلى الفروسية ، وإلى جانب هذا يتم تنظيم مسابقة أحسن لباس تقليدي للأطفال الصغار الذين يفسح لهم المجال للمشاركة، وعلاوة على ذلك يتم تنسيق معرض متنوع يضم في أجنحته صور قديمة لقصر القرارة ونظم الري التقليدية وكيفية المحافظة عليها بالصور والأرقام، وكما يتم أيضا عرض أفلام وثائقية في ذات الشأن لاستعادة العادات والتقاليد الضائعة و التي افتقدها شباب الحضارة والعولمة.
عيد أملاڤا نْفاش
يحيى سكان منطقة وادي مزاب المناسبة التقليدية السنوية المعروفة بـ” أملاڤا” بالأمازيغية (اللقاء) تسمح هذه التظاهرة للمحسنين بإقامة “أنفاش” (الصدقة). وتنسب تسمية هذا الحدث الإجتماعي السنوي المعروف بـ”أملاڤا” إلى نقطة إلتقاء تقع بأقصى شمال سهل وادي مزاب لواديي الأبيض ولعديرة اللذين يمونان مجرى وادي مزاب بمياه الأمطار حيث تحول هذا الموقع الطبيعي الفسيح إلى....
من تقاليد آت مزاب هي عبارة عن خلطة تقليدية من العطور تحضر في اليوم السابع من ميلاد البنت أو الطفل ولكل منهما ألوان خاصة به فاللون الأحمر و الأخضر خاص باللبنت أما الأبيض و الأسود فهو للطفل.
عادات مزاب لَمْزَن
عادة "أَنّْفَـــــــــــــــــاش"
عادة توديع المسافرين
عادة إِوْزَانْ نْ اُمْسَافَرْ
فرقة إمكراس الفولكلورية
عادات مزاب لَمْزَن
إننا نستدعي التاريخ ونستحضره أحيانا لينفخ فينا روح العمل والاستمرار، ويفكَّ عنَّا قيود المستحيل إلى سعة الممكن والقابل للتحقق، لكن لا ينبغي أن نستهوي النفخ ونمتهن التفاخر والتعظيم ونحن نغط في سبات عميق، ثم نستيقظ على واقع مرير وصادم. إن من العادات الحسنة التي لم يبق لها أثر للأسف على.....
بهمزة مفتوحة ونُون ساكنة محققة وفاء مفتوحة. لفظ أمازيغي مزابي. وهو وليمة جماعية يُتقرَّب بها إلى الله تعالى، تقام على مستوى حي أو جماعة أو بلدة، يُسْهِم فيها كلُّ فرد بما يستطيع، تهدف إلى لَمّ الشمل ومساعدة....
مفتوحة ونُون ساكنة محققة وفاء مفتوحة. لفظ أمازيغي مزابي. وهو وليمة جماعية يُتقرَّب بها إلى الله تعالى، تقام على مستوى حي أو جماعة أو بلدة، يُسْهِم فيها كلُّ فرد بما يستطيع، تهدف إلى لَمّ الشمل.........
نظرا لما كان يتلقاه المسافر خلال سفره من مخاطر كاعتداءات قطاع الطرق، يقوم الأهل ببعض الطقوس بنية حفظ المسافر في حله وترحاله وهي: إثر تخطيه عتبة البيت للخروج تقوم إحدى النساء المودعات له برمي ماء فيه حناء تيمنا بهذه العشبة وراءه، وغالبا ما تكون الأم أو...
الرقص الشعبي الفولكلوري: لكلّ شعب من الشّعوب رقصات خاصة به تنتقل من جيل لآخر. الرقص الشعبي شكل من أشكال الاحتفال أو الشعائر الدّينيّة. يُتَعلّم من قبل الأفراد كلّما يكبرون في الجماعة بالتّوارث.. فالرّقصة يمكن أن تكون فنًّا طقسيًّا أو استجماميًّا يذهب إلى ما بعد الأغراض الوظيفيّة للحركات التي استعملت، كما أنّها تظهر العواطف، الحالة المزاجيّة، أو...
كانت في البداية طربوشا أحمر مثل المشارقة في بلاد الشام، والتونسيين، ثم تطورت إلى طاقية صوفية بيضاء، والطاقية البيضاء التي يضعها الرجل المزابي على رأسه تسمى "أَتْشَاشِيتْ".
وتعتبر لدى المجتمع المزابي من الرموز التي يعتز بها، ولا يخرج من بيته عاري الرأس في جميع الظروف، ويرتديها في المناسبات الدينية، والحفلات والأعراس.
يلبسها الطفل الصغير، والشاب، والشيخ الكبير، وقد يلف الكبار حولها شاشاً "لحْفَايَتْ"، ولا يسمح عرفا الدخول إلى المساجد، والحفلات العامة بدون الشاشية والرأس عارية، إذ يعتبر من خوارم المروءة.
وكان من العيب الكبير أن يظهر الرجل عاري الرأس دون أن يضع عليها شاشية أو يغطها بعمامة.
هي جبة أو عباءة من الصوف الأبيض غالبا تلبس في الشتاء، وتحتها قميص الكتان، تكون قصيرة نسبيا بدون أكمام ولا تاكلمونت، تسمى بالمزابية "تِيشْبَرْتْ".
وهي لباس مغربي عام كانت تُنسج قديما من الصوف في المنسج التقليدي في كل البيوت، ثم أصبحت تخاط خفيفة من القماش الأبيض تلبس للربيع والخريف، وهي عموما لباس الصلاة والمساجد والأعياد والمناسبات الدينية والأفراح وكذلك في المآتم.
توجد أنواع أخرى تيشبرت ن أضوفت، تيشبرت ن قارابيلا.
هي لباس مغربي ينسج من الصوف، أو من الوبر السميك والخشن للتدفئة، تسمى بالمزابية "تَقَشَّابِيتْ" وتلبس في فصل الشتاء لأنها تقي الجسم من البرد، والرياح، والمطر، ولها منافع كثيرة أثناء الخروج ليلا؛ للتستر والاختفاء خاصة أثناء الحراسة الليلية والرحلات إلى الصحراءنوقد كانت القشابة إلى عهد قريب لا تفارق المزابي في سفره شتاء ولا صيفا، وغالبا ما تكون القشابية البيضاء للمسجد، والحفلات العامة وأما القشابية السوداء، أو ذات اللون الغامق للخروج ليلا والحراسة، أو للسفر، يلبسها الرجل عند القرِّ الشديد، أو المطر في الشتاء فوق الجبة، وإذا وصل مكان العمل خلع القشابية، وزاول عمله بدونها.
تاقشابيت تامللات: العباءة البيضاء هي طويلة وبأكمام وبها تاكلمونت تصنع من الصــوف البيضاء الثقيلة تلبس في الشتاء، وتلبس للمسجد والأفراح وكذلك في المآتم. وتوجد عدة أنواع تاقشابيت ن أضّوفت تاملالت، تاقشابيت ن أضّوفت تابرشانت، تاقشابيت ن برﭬان الوبر.
تاقشابيت تاعسليت: وتصنع من الصوف الثقيلة البنية، تلبس في الشتاء، وتستعمل في الأيام العادية وهي لا تلبس في الأفراح ولا المآتم.
لَحْفَايَتْ بلام مفتوحة وحاء ساكنة وفاء مفتوحة ممدودة وياء مفتوحة. قماش أبيض اللون رقيق، يُلَفُّ حول الرأس بطريقة خاصة، يرتديه العزَّابة أو “إِيرْوَانْ” بدل “أَحُولِي” في غير المناسبات العامة، إلا أنه أصبح اليوم لباسا رسميا تتخذه بعض حلق العزَّابة دون غيرها(04). كانت في البداية تصنع من الصوف يلفها الرجل حول رأسه، وعنقه في الشتاء، أو يشدها بخيوط صوفية بيضاء أو سوداء يلفها فوق رأسه كالعمامة، وقد يشدها بعمامة صغيرة من الشاش الأبيض، وعندما يشعر بالدفء قد ينزع لحفته، ويُبقي الشاشية لتقيه من أشعة الشمس، ولا يبقي رأسه عاريا إلا عند النوم، وكان من العيب الكبير أن يظهر الرجل عاري الرأس دون أن يضع عليها شاشية أو يغطها بعمامة.
وقد تحولت اللحفة من الصوف إلى القماش الأبيض الرقيق، يلفه الرجل حول الرأس بطريقة خاصة، ويرتديه العزابة أو طلبة إيروان بدل "أَحُولِي" في غير المناسبات العامة، وهو الزي الرسمي للجلوس في مجالس تلاوة القرآن، ولا يسمح الجلوس في مجالس القرآن بغيرها، وهي نفسها تُلَف حول الرأس بشكل مغاير فتصبح شاشا لِحرِّ الصحراء، أو نقاباً مثل رجال الطوارق، فلا تظهر من وجه الرجل إلا عيناه.
5. السروال التقليدي:
يتميّز الرجل المزابي بزيه التقليدي، ومن السروال التقليدي ذي الأصل التركي أو الكردي وهو منتشر في بوادي مصر و الشام يسمى أيضا بالسروال المزابي أو أسراول ن دليوت، وهو سروال عريض فضفاض مترابط غير مفصل على الرجلين ، يخرج به صباحا للسوق، وقضاء حوائجه، وقديما كان يرتدي الرجل سراويل إلى تحت الركبة بالتكة، وحزام عريض من الجلد يشد به خصره فوق الجبة، وسكين يتدلى في غمده الجلدي الأحمر في جانبه الأيسر لا يفارقه في جميع الظروف، ويرتديه الرجل المزابي أثناء العمل، وفي غير أوقات الصلاة والذهاب إلى المسجد، فيذهب به إلى الغابة للعمل، وحتى تسلق النخيل، ومنه يعتبر لباس البنطلون، أو السروال الإفرنجي الطويل مكروها بشدة في شوارع المدينة.
ومن الألبسة التقليدية أيضا الحائك الصوفي الأبيض هو لحاف كبير يسمى بالمزابية آحولي يميّز عند بني مزاب الطلبة عن العوام يرتدونه في المساجد والمناسبات الدينية والاجتماعية،حيث يتغلفون فيه من القدم الى الرأس قطعة واحدة. هناك عدة طرق لإرتدائه.
ولم يكن آحولى في القديم يغسل بل يبيض بالتربة البيضاء أو الجبس المحروق [لوس]، بخلاف حائك النساء فهو اخف قليلا لذلك كان ينظف تحت بخار الكبريت الملتهب.
وكان قديماً يبخرون الجرد –آحولى- على نار المواقد في ليالي الشتاء الباردة لتطهيرها ومن أجل النظافة والقضاء على الحشرات الضارة.
هناك عدة طرق لارتداء آحولي، فالمرتدي له يقضي وقت طويل في تنظيمه وتعديله ووضعه على الرأس مرة وأخرى على الكتف.
7.البرنوس:
ومن الألبسة التقليدية كذلك البرنس الذي يوضع فوق القندورة. وقد كان إلى الخمسينات من القرن الماضي لا يجرؤ من يحترم نفسه على دخول سوق بني يزقن، وقت رواجها بين العصر والمغرب، من لم يرتد برنسه، ولو كان صبيًّا دون الحلم.
آبرنوس و تــابرنوست: وهي تتكون من قطعة من نسيج تفصل بشكل عباءة فيها غطاء للرأس تسمى تاكلمونت. ويوجد عدة أنواع آبرنوس آملال ن أضوفت، آبرنوس ن برﭬان الوبر.
8.ألباسة مختلفة:
لمنديــل ( إيمندال): يستعمل المنديل لتغطية الطفل الصغير الذكر منذ ولادته.
لكفن: وهي قـطعة مستطيلة من نسيج الصوف المحاك محليا الذي يستخدم للميت تلف فيه الجثة فيغطي به جسمه، لا يخاط بالإبرة و الخيط.
-------------------------------------------
المراجع والمصادر
كتاب "القرارة من دخول الاستعمار الفرنسي إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى"، أبو بكر صالح بن عبد الله، ص 374-376.
يشكل اللباس التقليدي سيما منه العباءة البيضاء والقبعة البيضاء المعروفة باللهجة المحلية لسكان وادي مزاب بـ "تشاشيت" أو الشاشية التي تلبس فوق الرأس من الخصوصيات التقليدية الراسخة في وسط سكان وادي مزاب سيما في المناسبات الدينية. ويحظى هذا النوع من اللباس المتوارث عبر الأجيال المتعاقبة بشيء قد يرقى إلى درجة القدسية في أوساط سكان المنطقة لما يرمز إليه من أصالة وثقافة ذات بعد اجتماعي والتي لازالت تشكل وعلى مدى أزمان متتالية مرجعية هذا...
إن أهم ما جعل الأمة المزابية الأصيلة تظهر أمام باقي الشعوب هو تلك المجموعة من المميزات التي لا يمتلكها سواه , و منها بضع الخصائص الرئيسية التي ما فتئ المزابيون يدافعون عنها بكل ما أوتوا من قوة ضد تيارات الغرب المفسدة , و من مظاهر تمسك المزابيين بأصالتهم , لباسهم التقليدي , و الذي يواظب المزابيون على ارتدائه إلى يومنا هذا سواء في المناسبات أو غيرها , و يعتبر من لم يلتزم بهذا اللباس في مزاب غريبا و...
يشكل اللباس التقليدي سيما منه العباءة البيضاء والقبعة البيضاء المعروفة باللهجة المحلية لسكان وادي مزاب بـ "تشاشيت" أو الشاشية التي تلبس فوق الرأس من الخصوصيات التقليدية الراسخة في وسط سكان وادي مزاب سيما في المناسبات الدينية. ويحظى هذا النوع من اللباس المتوارث عبر الأجيال المتعاقبة بشيء قد يرقى إلى درجة القدسية في أوساط سكان المنطقة لما يرمز إليه من أصالة وثقافة ذات بعد اجتماعي والتي لازالت تشكل وعلى مدى أزمان متتالية مرجعية هذا...
لفرقة "إمكراس" لباس أُبّهةٍ خاص بهم، يظهرون به في مختلف الاحتفالات والمناسبات.. ممثلا في ﭬﻨﺪورة صوفية تُدعى "تِشْبَرْت نْ لّتش" أي الڨندورة الملونة.. لا تتعدّى الركبتين، لونها مزيج من حواش أفقية سوداء بنية، حمراء وبيضاء... تتخلّلها رسوم في أشكال هندسيّة تمثل المشط والعقرب ورسوم أخرى.. حيث يظهرون من خلاله في أبهى حلة مع بعض.....
تقشابيت هي لباس تقليدي شهير عند ألامازيغ مصنوع من الوبر اوالصوف، وهي ذات قيمة عالية في منظور عدد كبير من أبناء الامازيغ الذين يفضلون ارتدائه ويتفاخرون بها، تبعا لجمالهاا وفعاليتها لمقاومة البرد القارص، خصوصا ان الامازيغ يسكون الجبال التي تنزل بها درجة الحرارة في...
لباس المرأة والفتاة كان في القديم مقتصر على الملحفة تستر بها بدنها وأَخَمْرِي تغطي به شعرها وجيبها. هذا داخل البيوت. وإذا أرادت المرأة الخروج إلى الشارع تدثّر بحائك من الصوف ساتر لجميع البدن مكتفية، للاهتداء في سيرها، بثقب واحد تبصر من....
لا توجد طرق كثيرة بالنسبة للسيدات في ارتداء آحولي فهن يمسكن اطرافه مع الطرف النازل من اعلى الرأس ولا تترك إلا فتحة صغيرة مثلثة امام العين ،وتجمع النساء طرفا الحولي بعد ثنيها تحت الإبط إلى الأمام، إنها تضعه فوق الرأس دوما وإذا ما أمسكت به بإحدى يديها أو بكليتهما مستورتين وجعلت الحولي يغطي وجهها فإن ذلك يسمح ببرور إحدى عينيها من الشق العمودي وغالبا ماتضعه على...
[آغـمـبز] أو [آسبمــبش] هو فعل يعني وضع المرأة لحافها على وجهها أي وضع طرف الرداء على الوجه للمواراة عن الأنظار، ويقال لها بالمزابية (تامطّوت تغـمبز) أو (تامطّوت تسمبـمبش) أو (تامطّوت تسّنش) وهذه الطريقة لا تزال تتبع حتى يومنا هذا في وادي مزاب، فالمرأة المژابية تقوم بالتغمبيز قبل كل خروج من بيتها، أو عند تواجد الغرباء، والغريب هو كل من ليس بمحرم لها....
ليس هناك دراسة عن الأوزان الشعرية المزابية بسبب قلة الالتفات إليها من جهة ، و الشفوية من جهة أ أخرى، وبدافع حرصي على وبط أ أسس الشعر المزابي وقواعده الذي لا زالت مادته خصبة للدراسة والتحليل، ولولعي واهتمامي بالموسيقى الشعرية بصفة عامة، حاولت أن أخطو خطوة متواضعة شُجاعة لتأصيلها واقتراح تسميتها حسب عدد المقاطع الصوتية التي يشتمل عليها البيت. وفي الجدول التالي أوردت نماذج من أشعار مختلفة لأوزان ورتبتها حسب عدد المقاطع الصوتية 2 حتى يتسنى للقارئ معرفتها، علّها تكون إ ان شاء الله فاتحة للبحث والتعمق في خصائصها للدارسين والمهتمي
تاژولت، كلمة أمازيغية تعني التجميل وتطلق على الكحل الذي تستعمله النساء لتجميل العيون. وهذه المادة تقوم بصنعها وتحضيرها نسوة متخصصة. وتمر عملية تهيئها بالمراحل التالية1 :
وضع كمية معينة من معدن تازولت في إناء مملوء بالماء ويوضع فوق النار إلى ان يغلى ذلك الماء لكي تنسلخ عن ذلك المعدن كل الشوائب العالقة به.
و في مرحلة ثانية يجفف المعدن ويطحن ويصفى بواسطة غربال رهيف جدا عادة ما يكون ثوبا.
و بعد عملية الطحن والتصفية تضاف إليه عناصر أخرى وهي على شكل عطور منها : سكنجبير، الابزار الأبيض والزعفران والكبريت وعظم الزيتون (بعد إحراقه) وحب النوار والتوت الهندي. وهذا الخليط يبلل بشيء قليل من زيت الزيتون و في مرحلة أخيرة يجفف ويصفى هذا الخليط من جديد بغربال رهيف. وبعد ذلك يصبح قابلا للاستعمال .
ويبدو ان جودة هذه المادة تكمن في تقدير الكمية الكافية من كل هذه العناصر بدون زيادة أو نقصان. وهذا ما يفسر الإقبال على بعض منتجاتها دون غيرهن في بيعها بالأسواق.
ومن الجدير بالذكر أيضا ان النساء يعتقدن ان لمادة تزولت خاصية أخرى (إلى جانب خاصية التجميل) تتمثل في علاجها للعيون ووقايتها من كثير من الأمراض خاصة وإنها تقوم بدور المنظف لها لأنها في الواقع قد تدر الدموع التي تنظف العين.
حجر الاثمد الطبيعي المكون من مركبات الانتموان \ Sb Antimony \، ثالث سلفور الانتموان ( الاثمد الأسمر) و خامس سلفور الانتموان( الاثمد الأحمر) .
فالإثمد من أشباه المعادن ورمزه Sbويدعى بالأنتموان Antimony.ويوجد في الطبيعة بشكل حر ولكن الأغلب وجوده بحالة سولفيد أو أكسيد أو أوكسي سولفيد وشكله بحالة سولفيد هو المصدر الرئيسي للمعدن. وهو معدن هشّ سريع التفتت، لامع ذو تركيب رقائقي بلون أبيض فضي عندما يكون نقيّاً وبلون سنجابي عندما يكون مرتبطاً وعندما يفرك بين الأصابع ينشر رائحة واضحة
و يوجد للإثمد مركبات عضوية كالأنتومالين والفؤادين والغلوكانتيم، وأخرى معدنية مثل طرطرات الإثمد والبوتاسيوم، طرطرات الإثمد والصوديوم، وله خصائص دوائية عديدة من مقشعة ومقيئة، كما تصنع منها بعض المراهم الجلدية. كما ويؤثر على زمر جرثومية كثيرة ويبيد العديد من الطفيليات كاللايشمانيا والبلهارسيا والمثقبيات والخيطيات. ويستعمل في بريطانيا لمعالجة البلهارسيا.
الفرق بين نوعي الكحل :
نوع يحضر بمادة الإثمد المعروفة أصلها معدن يسمى بـ Antimoineحجر الاثمد الطبيعي المكون من مركبات الانتموان Sb Antimony، ثالث سلفور الانتموان ( الاثمد الأسمر) و خامس سلفور الانتموان الاثمد الأحمر .
صورة Antimoine
نوع ثاني معروف باسم الغالينا باالعربية و هو ترجمة حرفية للإسم الانجليزي Galenaصيغته الكيميائية Pbs كبريتيد الرصاص ، ولعلمكم فهذا الأخير مضر جدا بصحة الإنسان عند استعماله لفترات طويلة حيث التراكمات القليلة منه تنتج عنها أضرار لاحتواءه على معادن ثقيلة كمادة الرصاص، بعكس الإثمد فهو مستخرج من المعدن المسمى Antimoineفهو غير مضر بصحة الانسان.
".. ليست هناك أنواع مختلفة من الدور بل شكل الدار واحد، قد يختلف اتساعا وضيقا تبعا لحاجة كل عائلة على حسب عدد أفرادها، أما العلو فهو واحد والشكل واحد، فليس هناك دار للغني ودار أخرى بشكل آخر للفقير، وهذا يدلنا دلالة صادقة على مدى المساواة التي كانت منتشرة بين السكان، وأول ما يستوقف نظرك في الدور هو الاكتفاء الذاتي في المواد أو سياسة الإمكانيات، فقد اختاروا مادة "تِمشَمْتْ" وهي موجودة، والحجر الصغير وهو موجود ولا يحتاج التقاطه من الجبال أو اقتلاعه عناءً، والجريد والأخشاب من النخيل، وأكثر الأثاث الذي يحتاج في الدار مبنيٌ اقتصادا في الخشب لأنه كان قليلا ونادرا جدا، فيصنعون أبواب الدور والحجرات بخشب النخيل، ولذلك يضيقون الأبواب ويستغنون عنها في المطبخ والمرحاض وما لا ضرورة إليه، ويبنون مرتفعات من الأرض لوضع أمتعتهم والدكاكين للنوم والصلاة.
وكل الدور القديمة التي رأينا والتي لا تزال بقايا منها موجودة تنطق وتعبر تعبيرا صادقا عن مدى ما استعمل الأولون من ذكاء في البناء على بساطته منها مثلا هذه المادة التي يبنون بها فهي لا تتأثر بالحرارة القوية ولا بالبرودة فنجد الدور التي بُنيت بها إلى اليوم باردة في الصيف دافئة في الشتاء، وهو ما يسمى اليوم تكييف الهواء فهذه الدور لا تحتاج إلى تسخين أو تبريد، ثم إن هذه المادة نستطيع أن نبني بها جدرانا صحيحة بحجر صغير وهو موجود بدون عناء، ثم إن تصغير الأبواب يستجيب إلى شيئين أولا: التقليل من حرارة الشمس في الصيف ومن الضوء تبعا لذلك والتخفيف من حدة البرد، ثم ثانياً: الاقتصاد في الخشب الذي كان نادرا أو غالياً.
... ولننظر نكتة أخرى في المساجد القديمة فنرى بالرغم من تقديس الميزابين للمساجد فأبوابها لا تختلف في طولها وعرضها عن أبواب الدور وما ذلك إلا لأنها جعلت لدخول وخروج الرجال لا غير، وإذا كان المسجد كبيرا واحتيج إلى أن يجعل له باب ثاني فإنه يفتح، ولكنه لا يكون عاليا بل عاديا فلا حاجة لأي ارتفاع، فأطول الرجال قامة لا يزيد عن المترين وكل ما زاد عن قدر الحاجة فهو إسراف وتضييع، وقل مثل ذلك في سقوف المساجد فهي لا ترتفع أكثر من خمسة أذرع وذلك أدعى لطقسيتها (limatisationC) ولتقليل النفقات، ثم ننظر إلى الكُوات التي توجد في كل المساجد وحتى في بعض سواريها، وكذا الرفوف، فكلها ذات منفعة لعمار المساجد كوضع النوى أو الأحذية أو تعليق الملابس الخارجية، كل هذه وظائف نستغني فيها عن الالتجاء لجلب الأثاث من الخارج أو صنعه من الخشب الذي كان لا يزال نادرا، وأقل ما يقال في استغلال الأماكن الممكنة للرفوف نقول إنه اقتصاد في المواد التي يبنون بها، وفي عُرف الاقتصاد لا تحتقر القليل، فالبحار تتجمع من القطرات!!
وما قلناه في المساجد نقوله في الدور فهناك كثير من الملاحظات تدلنا دلالة صادقة على التفكير العميق الهادف الذي صحبهم في البناء وكذلك خضوع البناءات لأحد قواعد الهندسة الهيكلية للبناء (Le mécanisme)
فأنت مثلا تراهم يجعلون الأقواس من الجهة الجوفية والجهة الشرقية والقوس الأخير الذي يتصل بالسور لا يجعلون فيه قوسا بل خشبة طويلة وهذه دلالة على أنم يعلمون أن القوس قد يدفع الحائط الخارجي كما يقرره الفنانون الآن (النارق).
والكُوة التي تكون بين قوسين ما مغزاها؟!
إنها أوّلاً تنفع لوضع بعض الأدوات الخطيرة كالمقص والموس والكبريت مما يجب إخفاؤه عن الصبيان، ثم هذا يدلنا على علمهم بالهندسة، فهم متأكدون أن الثقل الذي تحمله الأروقة أو الأقواس ينصب فوق السواري، وبالتالي فإن فتح هذه الكوى بين الأقواس لا يؤثر في صحة البناء ولا يضعفه.
ففي الكوة العليا (أعلى العرصة) تحفظ المواد الخطرة كالموسى والكبريت، وفي الكوة الوسطى والسفلى نوى التمر .. وفي هذا الدليل على تقدير نعم الله تعالى. أما في المساجد فالكوات التي تنتشر في جدران المساجد والمصليات مهيأة لتحفظ المصاحف وترفعها بعيدا عن الأرض."
-----------------------------------------
(1) الشيخ القرادي؛ رسالة في بعض أعراف وعادات وادي مزاب ص 38-40-41.
هذه صورة مأخوذة من تربص تعليم الصلاة يظهر فيها المتربصين يتدربون على إسباغ الوضوء بالأباريق.
وجه من أوجوه حضارة مزاب هو الاقتصاد في الماء والعيش وفق آليات حفظ الماء تلك هي أهم مقومات حضارة مزاب التي عمّرت لقرون عديدة وأسهمت في ميلاد وتطور علوم وفنون عريقة في تقسيم المياه وازدهار بلاد الشبكة بالحياة والواحات الغنّاء.
البخور يسمى بالمزابيةⴰⵙⵓⵓأسوّو خاصة في قصر آت يزجن .
أما عن طريقة تحضيرهفهو يحتوي على مجموعة من الأعشاب والتوابل ونكون مرحية وهي : سرغين، زعفران الأصفر، زعفران عشبة حمراء، المشت، العمبر، تاكروايت وتمر دقلة نور ومجموعة من العطور وهي :عطر بوماريا، عطر رافدور، عطر ملكة السبع، عطر سبعة زهور.
للتعرف على النوعية الجيدة لـ سرغين: نقوم بكسر قطعة من عود سرغين إذا انبعتث منه رائحة عطرية زكية فو من النوعية الجيدة ، أما إن انبعثت منه رائحة الخشب فتلك النوعية غير جيدة.
الزينة التقليدية للمرأة المزابية تتكون من تازولت نوسينجل ،لمسواج ،تمنّاست ،لحني، لجير أكراض كلها من مستحضرات الزينة التقليدية للمرأة المزابية تحضر بمواد طبيعية، لديها سحر فريد لا تعوضه مستحضرات التجميل العصرية بشتا أنواعها....
أشمـــــوس ن لبخور هو عبارة عن عقاقير توضع في خرقة من قماش برتقالي تكون مزينة، فتطلق رائحة عطرة من البخور. عقاقير أغرم ن آت مليشت [أسوّو - دريريت أو القرنفل]. عقاقير برڤان تحتوي على [تاكرننوت أوسرغين تارا لورد باشولي مسكتا لمشت لعنبر دريريت قليلا من العطر]...
أسوو هو عبارة عن لّيمت وتغرز فيها القرنفل وتوضع في إناء يدعى لمترد وبجانبها خرقة برتقالية ولفة من خيط أخضر بهذه الأوان الزاهية المتزاوجة نحصل على ديكور جميل فهي تطلق رائحة طيبة وإن لها تأثير خاص على نفسية العريس فهي تذهب عنه التوتر ليلة الزفاف. تقدم كهدية للعريس في يديه عشية حفل أسبّارك من قبل...
بوماريا، عطر رافدور، عطر ملكة السبأ، عطر سبعة زهور.... ريحت ن تدرا :شكلها مميز وهي قرورة صغيرة فيها عود صغير وسطها ويوجد فيه نوعان الأصلي الحر هو المفضل لكنه مفقود أو ناذر ويوجد المقلد وهو متوفر في الأسواق هذا العطر فيه ثلاث نكهات الفل، الزهر، و....
ئيفوحان وهي عبارة عن مسحوق يستعمل في تجهيز العروس . طريقة استعماله فبعد رش بخبوخا على الضفائر ينثر عليه قليلا من ئيفوحان. وهو يتكون اعشاب مختلفة مثل: سرغين، الورد، باشولي،و تارا. فبعد ان ترحى هذه الأعشاب يضاف لها: العنبر، لمشت. ثم ترش بعطور البخور وهي بوماريا راف دور بومبيا ملكة سبأ سبعة زهور...
هو عطر تقليدي في شكل سائل يستعمل لتعطير غرفة العروس خيث ترش به زرابي الغرفة حيث يساعد على الإطالة من عمر البخور، ويستعمل أيضا لتعطير العروس ذاتها حيث يرش على ضفائرها قبل نثر ئيفوحان عليه. طريقة إعداد بخبوخا نضغ عقاقير "روايح ن تكروايت" -تكرننويت، الباشولي، الورد، الريحان- في...
كانت تتمّ في سوق البلدة، حيث يتبادل أهلها مع قوافل البدو منتوجاتهم. فكان الأوّلون يقدّمون المنسوجات التي صنعتها أيدي المزابيات و الفائض من محصول التّمور، مقابل الصّوف والسمن وغير ذلك من خيرات البادية. يظهر من هذا أنّ اقتصاد المنطقة كان يتعاون على حمله كلا الجنسين. فبينما يظلّ الرّجل في بستانه مكابدا لقساوة الطّبيعة وصادًّا لغارات البدو، كانت المرأة في منزلها تغزل وتنسج، علاوة على قيامها بشؤون البيت المعروفة.
كان الإنتاج السّنوي في مزاب من ملابس الصّوفية في القرن التّاسع عشر يقدّر بسبعين ألف قطعة، وكان آنذاك حوالي سبعة آلاف امرأة تشتغل في النّساجة بالبيت، وكان يدخل إلى مزاب سنويا ثلاثون ألف جزة صوف[1].
إنّ الوافدين من الإباضية على بلاد الشّبكة عبر القرون، اختاروا المنطقة لبعدها عن طرق القوافل التّجارية المعروفة آنذاك، حرصا منهم على اعتزال الحركات التّجارية وما تؤدّي إليه من الرّفاهية وجلب الطّامعين.
إلاّ أنّ القوافل التّجارية لم تلبث أن حوّلت مسالكها، فأصبح مزاب محطا لها، وهمزة وصل بين الشّمال و الجنوب وبين الشّرق والغرب. وممّا ساعد على ذلك أفل نجم سدارته، بخرابها عام 1274،ثمّ خراب تَمَنْطِيطْ عام 1492م.
في القرن الثّامن عشر الميلادي كانت القوافل المارّة على غرداية تحمل إلى الشّمال التّمور والملح والعاج و الذّهب والجنود والأقمشة وريش النّعم، وإلى الجنوب الحبوب والزّيت و السكّر و النّحاس ومنتوجات مصنوعة بالتّل وأوروبا.
ظلّت غرداية قرونا مرحلة في التّبادل بين التّل والسّودان، كما كانت مرحلة في التّبادل التّجاري بين قوراره وتوات غربا ومنطقة وارجلان شرقا.
بهذا نصل إلى القول بأنّ التّجارة ليست سبب إنشاء مدن وادي مزاب، لكنّها ساهمت في تنميتها اقتصاديا واجتماعيا.
يبدو أنّ تزايد السكّان وضعف مردود الفلاحة أجبرا بني مزاب على التّفكير في مواد أخرى للعيش، يضمنون بها بقاءهم في المنطقة، فأخذوا في الاغتراب إلى مدن التلّ قصد التّجارة. لم نعثر على تاريخ بداية هذا الاغتراب، إلاّ أنّ المؤرّخين يذكرون أنّه كان يوجد في مدينة الجزائر مزابيون في بداية القرن الرّابع عشر الميلادي .
إنّ الفلاحة لا تضمن للمزابي الذي يقتصر نشاطه عليها مستوى معيشيا مقبولا. مشكل الرّي وإنهاك التّربة يفرضان حدا للمساحة المزروعة ومدودها هذه الظّروف جعلت من الواحات بؤرا للاغتراب.
كان أهل غرداية يكثر ذهابهم إلى قسنطينة وسطيف وغليزان، وأهل بني يزقن إلى قسنطينة وقالمة وسوق اهراس والبليدة، وأهل العطف إلى الجزائر وقسنطينة، وأهل بونورة إلى الجزائر وتيارت، وأهل مليكة إلى الجزائر وباتنة وخنشلة و السور وبوغار، وأهل بريّان إلى الجزائر وقسنطينة، وأهل القرارة إلى العلمة وباتنة وخنشلة و البليدة، وكان بعض المزابيين يقصد تونس و ليبيا وحتّى الإسكندرية.
أكثر المغتربين إلى تونس من غرداية و القرارة وبني يزقن، يكثر عددهم بالعاصمة وفي جربة. أمّا في غيرهما فنجد مثلا في 1867م تسع عائلات مزابية في سوسة.
في الجزائر العاصمة أحصي عام 1838م،629مزابيا، ارتفع عددهم حتىّ بلغ عام 1846م،2233، في حين أن العدد الإجمالي للمزابيين المغتربين في تلك السنة بلغ3.036، بعد ذلك سقط عددهم في العاصمة حتىّ بلغ عام 1850، 861، ثم عاد إلى الارتفاع ليصل عام 1856، 1449مزابيا.
نجد في إحصاء نوفمبر 1852م أنّ عدد المزابيين في سكيكدة بجاية سبعة وخمسون، عددهم في سوق أهراس عشرة، وفي المدية 364.
وفي سنة 1858م، أحصي في الشرق الجزائري 351مزابيا، 153منهم بمدينة قسنطينة.
أهل العطف كانت تجارتهم في اللّحوم و البقول، وأهل غرداية وبني يزقن في الأقمشة والألبسة، وأهل بونورة في الفحم والخشب والزّيت، وأهل مليكة في الحبوب والتّمور والحمّامات. أمّا أهل برّيان والقرارة فتجارتهم كانت متنوّعة.
إنّ انتقال بني مزاب بين الجنوب والشّمال قصد التّجارة لم يكن شيئا مضمونا ميسورا. فقد كانت فقوافلهم تتعرّض في الطريق لغارات النّهب والسّلب من طرف قطاع الطّرق. لذلك فإنّك تجدهم لا يغامرون بالسّفر إلاّ في قافلات ذات حجم كبير، وكانوا يدفعون للبدو غرامات.
كانت قرى مزاب تدفع غرامات للأرباع ومخاليف الجرب وسعيد عتبه وغيرها لحماية قوافلهم الذّاهبة إلى التّل.
يقول الشّيخ حمو عيسى:«هذا الوضع من الفوضى والاضطراب و قلّة الأمن في الطّريق حمل المزابيين على عقد تحالف دفاعي وتعاوني مع بعض الأعراش من المخاليف والأرباع وأولاد نايل، لحماية القوافل والأموال من قطّاع الطّرق ومن النّهب والسّلب فيما بين الصّحراء والتّل»[2]
في 1050هـ/1640م، عقدت جماعة كبيرة من تجّار قصر البخاري والمدية والبليدة والجزائر سفر رفقة مع نحو ثلاثين من غير المزابيين، أكثرهم من الشعانبة، وفيهم بعض المخادمةوالمذابيح. وبعد نحو مرحلتين من ناحية الجلفة التقوا بجيش، فوجّه أمرا إلى المزابيين فقط بدفع ثلاثمائة ريال وأنواعا من السّلعة عيّنوها، فرفضوا ذلك، فأراد الجيش أن يهاجمهم،فانحازالشعانبة ومن معهم من المخادمة و المذابيح إلى المزابيين،فوقعت معركة انجلت بأحد عشر قتيلا، ففرّ الجيش وترك قتلاه، فدفنهم الغالبون.
إثر ذلك، عقد التجّار المزابيون في 1052هـ/1642م مؤتمرا بالجزائر بباب الواد وقرّروا فيه:
أوّلا-ضم المالكية بمزاب إلى مجموعة الإباضية التجّار بالجزائر في اجتماعاتهم.
ثانيا-الإذن لهم بدفن أمواتهم في مقبرة سيدي بَنُّورْ.
ثالثا-عقد رفقاتالسّفر معهم من مزاب إلى الجزائر،ومن الجزائر إلى مزاب.
رابعا- التّعاون من الطّرفين في جميع المهمّات، كإعانة كلّ ضعيف بما يمونه ويبلّغه إلى وطنه.
خامسا- التّحالف ضدّ كلّ عدو يحارب الجزائر ويهاجمها.
سادسا- التّعاون على كلّ ما يحتاج إليه مزاب ممّا يرتبط بالجزائر سياسيا أو اقتصاديا.
إنّ في مقبرة سيدي بنّوركثيرا من مالكية مزاب دفنوا فيها منذ ستين وألف هجري[3].
يوجد مخطوط بخط الشّيخ الحاج إبراهيم بن بيحمان، باسم ممثّلي جموع بني مزاب في مجلس عمّي سعيد، يشكون فيه من قبيلة أولاد صالح في جبال الشفة التي تتعرّض للقوافل الذاهب إلى الجزائر أو العائدة منها إلى مزاب[4].
ومن ذلك، الهجوم الذي تعرّضت له قافلة بني مزاب المتوجّهة إلى التّل في جوليت 1850م
قرب تَاجْمُوتْ. وقد توسّط الآغا جلول، آغا السوقر، فأرجع المغيرون لبني مزاب1150 كسوة وتسعة عشر بعيرا وبغلا واحدا وعشر بندقيات ومسدّسا وقارابيلة وسبع مظلات. وقد احتفظوا على 760كسوة وثلاث بندقيات وأربعين غرارة تمرا وثلاث عشرة مظلة ومائتي بوجو.
من جهة أخرى، فإنّ التجّار المزابيين وغيرهم كانوا يدفعون ضربة جمركية لبايلكالتيطري عند خروج قوافلهم من المدية، حدّدت بمحبوب واحد على حمولة كلّ بعير، ونصف سلطاني على حمولة كلّ بغل، وبوجو واحد على حمولة على كلّ حمار[5].
وقدّر عام 1867م المحبوب بـ4.05فرنك فرنسي ونصف سلطاني بـ2.75 فرنك والبوجوبـ 1.80فرنك.
صورة ناذرة جدا لقافلة تتجه نحو قصر تغردايت سنة 1891 من أرشيف ماوراء البحار بإيكس أون بروفانس بفرنسا
كانت منطقة مزاب ملتقى القوافل التجارية و همزة وصل بين التل و الصحراء الكبرى و بلاد السودان ( إفريقيا الغربية خاصة )، حيث لعب التجار المزابيون دورا مهما في تبادل السلع بين الشمال و الجنوب الكبير، إذ كانوا يقومون بجلب الحبوب والمنتجات الأوربية المتمثلة في الأقمشة القطنية و البقول و السكر و القهوة و الشموع و الصابون و الحديد و الفولاذ من التل و يحملون إلى الشمال السلع التي يأتون بها من الصحراء و بلاد السودان و المتمثلة في الملح و العاج و الذهب و الجلود و الأقمشة و ريش النعم و العبيد ، إضافة إلى منتجاتهم المحلية المتمثلة في المنسوجات الصوفية و مسحوق البارود و التمور التي يجلبون كميات كبيرة منها من منطقة توات و قورارة ووارجلان التي يملكون فيها أكثر من عشر مجموع نخيلها زيادة إلى ما كانت تجود واحاتهم من فائض في الانتاج ؛ وبفضل كثافة نشاطهم بين الشمال و الجنوب و امتداده إلى أقاليم تونس و المغرب وتمركزهم في جل مدن التل، استحوذوا على جل العمليات التجارية في منطقة الصحراء الكبرى لفترة طويلة و حوّلوا مزاب إلى أهم و أكبر سوق تجارية فيها، رغم الظروف الأمنية الصعبة وغارات قطاع الطرق على قوافلهم؛ والعديد من المصادر الفرنسية القديمة أكدت ذلك، فمثلا ورد في تقرير صادرعام 1884 عن رئيس المكتب العربي الفرعي بالجزائر ما يلي :(6)
« Au moment de notre conquête de l’Algérie, le M’zab avait à peu près le monopole du commerce du Soudan et du Sahara ; c’est là qu’arrivaient toutes les caravanes d’In Salah et la plupart de celles du Gourara et de Ghadamès » « Le M’zab est le grand marché de tout l’extrême Sud, c’est là que vont s’échanger les produits du Tell et ceux de l’industrie européenne, contre les produit du Sahara »
اللسان المزابي من اللهجات الامازيغية التي تعتبر كغيرها من لغات العالم ، اودعها الله في الانسان لغرض التواصل تمتاز بخصائص عديدة منها التعابير المسكوكة Les Expressions Idiomatiques، او التعابير السياقية ، التي ابدعها الانسان (الأمازيغي) وجرت على لسانه لقرون وتوارثتها الاجيال أبا عن جد ، غير ان الشفوية التي لزمت الثقافة الامازيغية كادت ان تقضي على الكثير منها .
فالتعابير المسكوكة تشبه كثيرا في قالبها الأمثال, وإن لم نقل هي في حدّ ذاتها أمثالًا , لما تحمله من مميزات
في الصيغ و التراكيب و إيجاز اللفظ والقدرة على تبليغ المعنى .
ومن خصائصها أيضا أنها تشبه الأمثال فى وظيفتها الجمالية والاستدلالية والتلميح للمعانى،غير انها تختلف في الأسلوب.ويصعب ترجمتها حرفيا إلى لغة أخرى. فلا بد للمترجم ان يضع هذا الامر في الحسبان ، فقد يجد تعبيرا مسكوكا يحمل نفس الدلالة و الأداء في اللغة التي يريد الترجمة إليها .
و أدعو من هذا المنبر الجمعيات الثقافية و الطلبة الجامعيين في التخصصات الالسنية و علم الاجتماع اللغوي وغيرها من التخصصات المتصلة ، ان يهتموا و يعكفوا على البحث في ميدان التعابير المسكوكة و جمعها ودراستها ومقارنتها بالمسكوكات الامازيغية بصفة عامة ،
ؤفوز نـ تييني تاكبورت: مضغ التمر القديم وتعني اجترار الكلام.
ءيدّا نـ ومان الميراز. دق الماء في المهراس. تعني اجهاد النفس وتضييع الجهد لغير طائل.
تجرارت نتورميزين : قليل الفائدة
يتفز تيني تكبورت : يجتر كلاما غير مفيد
توفّاس تشات بعيد : ينفع الأجانب و يترك الأقارب.
يكحو لبريك يقال لللمتزمت الذي يدعي ويتظاهر بالورع .
اسرسي نـ يسني امان. وضع الحمالة في الماء وتعني بلوغ الارب او الهدف ، لكن المعنى تطور واصبح يعني اليأس وعدم القدرة على تحمل المهمة، كالذي حمل حمولة ثقيلة ولم يقدر عليها ويئس منها. ووضعها. في غير موضعها.
" ..كان من أهم ما يتصدر طلب العيش في تلك الأراضي الجرداء الاشتغال بالزراعة "يقصد بلاد الشبكة ذات الطبيعة الصخرية القاحلة"، فشمروا عن ساق الجد والعمل الدؤوب، وكان الوطن قاحلا يعتمد على ما يفتح الله من أمطار تسيل بها الأودية والشعاب وهي قليلة، فكان لزاما أن يعمدوا لحفر الآبار لسقي ما يزرعون أو يغرسون....
..وكان عملهم في عمارة تلك الأراضي مبنيا على التعاون، وهو التطوع الجماعي المتبادل حسبما رواه بعض كبار الشيوخ من أنه يقع النداء في المسجد: " إن فلان عازم على حفر البئر في المكان الفلاني، فمن كان راغبا فليتفضل، فما على صاحب البئر إلا أن يهيئ ما تيسر من طعام، فيتم في ظرف من الزمن غير طويل في تعاون وحماس، فهذا يحفر وذاك ينقل الحجارة وهذا يبني إلى أن يتم.
كما أنهم عند الحرث والسقي الأول متعاونون، وذلك أن الفلاحين المتجاورين أو الأصدقاء بعد أن يحرث أحدهم أرضه بمحراث تجره دابة من جمل أو حمار أو بغل، يتبادلون التعاون في تسوية الفدادين والسقي الأول (إِسْبِ اَنْيَجْدِي) يوما عند هذا ويوما عند الآخر..."
----------------------------------------
(01) بحوث ومحاضرات في الدين والحياة- الاقتصاد في وادي ميزاب- للشهيد بالحاج بن عدون قشار. ص 239
اللغة المزابية أمازيغية قربية جدا من القورارية و الشاوية و الشحلية و النفوسية . من خصائصها إمكان الابتداء بالساكن في مثل الكلمات : تْمَارْتْ , تْفَويْتْ , تْوَارْتْ . و من الخطأ استهلال كتابة هذه الكلمات بهمزة , قياسا على العربية التي تشترط الابتداء بالمتحرك .
و من خصائص اللغة المزابية أيضا اجتماع ساكنين أو أكثر كما في الأمثلة السابقة .
تختلف المزابية عن العربية بكون تاء التأنيث تتصدّر الاسم المؤنّث : تَبَجْنَ, تَزِيرِي . تِشْلِي . و قد يكون المؤنث في المزابية مختوما كذلك بتاء : تْفَاوْتْ , تَايْزِيوْتْ , تَغَلُّوسْتْ .
و الملاحظ أنّ المزابية من جملة اللغات التي لا وجود فيها لصيغة التثنية .
لقد من الله علينا في السنوات الأخيرة بكوكبة من الباحثين المهتمين باللغة المزابية و آدابها وقواعدها, لم يألو جهدا في نفض الغبار عنها و إحياء ما اندثر منها , خاصة عبر إذاعة غرداية الجهوية. وقد عانت هذه اللغة بعد الاستقلال من محاربة الحزب الواحد و النظام الاشتراكي البائد لها, و من تقزيم شأنها من طرف بعض المشايخ, كما عرفت في الخمسينيات من القرن الماضي عقوق بعض
أبنائها الذي كانوا يسخرون ممّن كان يستعمل ـ مثل النساء ـ كلمات تَزَقَّا , اَدَلِي , أَحْبَا...
و اللغة المزابية غنية بالأمثال والحكم التي تغنيك عن الكلام الطويل . و في التراث المزابي قصائد شعرية يتغنّى بها في مناسبات التعاون (تْوِيزَا) كوقت درس الحبوب للفلاحين, و وقت نسج الألبسة و الفرش للنسوة و أشعار أخرى خاصة بالأعراس والأعياد.
و لا ينبغي أن نغفل عن الدور الذي قامت به المرأة في الحفاظ قديما على هذه اللغة قبل أن تكون عرضة للغزو الثقافي المتعدّد المصادر و الوسائل.
---------------------------
المصدر : الهُويَّةُ المِزَابِيَّةُ - أهمُّ عناصِرها و تشكُّلُها عبر التاريخ - تأليف : يوسف بن بكير الحاج سعيد - المطبعة العربية 1432 هـ / 2011 م
احتفلت الشعوب الأمازيغية منذ مئات السنين أو ربما منذ آلاف السنين بالسنة الجديدة في بداية شهر يناير وغالبا في 13 من يناير.
ولأن الأمازيغ في الشمال الخصب الأخضر المطير كان شعبا فلاحيا مستقرا عكس الأمازيغ الرحل في الصحراء الأمازيغية الكبرى، فقد ارتبطت السنة الأمازيغية الجديدة في الشمال بالفلاحة. وأصبح بعض الباحثين والملاحظين ينعتونها (عن حسن نية) بـ"السنة الفلاحية"، وكأن التقويمات الأخرى في بقية بلدان العالم ليست بتقويمات فلاحية أو دينية.
الحقيقة هي أن كل تقويم واحتفال بالسنة الجديدة لدى أي شعب من شعوب العالم يكون دائما مرتبطا بنشاط اقتصادي معيشي أو بأسطورة دينية أو شعبية أو بطقوس دينية معينة. لا وجود لتقويم فقط من أجل التقويم أو سنة فقط من أجل تدوين السنة. هناك دائما سبب اقتصادي أو ديني أو سياسي أو اجتماعي لإقرار تقويم معين أو سنة معينة من طرف دولة أو مملكة أو إمارة أو جمهورية أو قبيلة أو كنيسة أو غير ذلك. إذن كل تقاويم ويوميات وروزنامات العالم إما هي دينية أو اقتصادية فلاحية أو تجارية أو سياسية أو اجتماعية.
العدد 2967 في السنة الأمازيغية (الموافق لعام 2017) هو عدد رمزي لا يجب أن نحمله أكثر مما يحتمل. والشيء المهم هو أن السنة الأمازيغية حقيقة تاريخية احتفل بها الشعب الأمازيغي ضمن نظامه الإقتصادي الفلاحي في أرضه التاريخية، شمال أفريقيا، منذ أزمان قديمة وبشكل مستمر. أما عدد سنوات التقويم الأمازيغي فهو يرمز إلى تاريخ معين يحدده البعض وينتشر بالتعود وقد لا يعجب الكثيرين، ولكنه لا ينقص من عراقة السنة الأمازيغية شيئا. ومن المؤكد أن تاريخ الوجود الأمازيغي في تامازغا أقدم أضعافا مضاعفة من 2967 عاما، مثلما أن تاريخ وجود الأوروبيين في أوروبا أقدم بكثير من 2017 عاما.
وربما سيظهر في المستقبل من يقترح جعل معلمة تاريخية أو أركيولوجية أمازيغية أقدم - كنقطة بداية لحساب تعداد السنوات الأمازيغية بدلا عن تاريخ وصول Cicenq Amezwaru (شيشنق الأول) إلى حكم بلاد القبط في حوالي عام 950 قبل الميلاد. وفي جميع الأحوال يبقى 13 يناير عيدا ثابتا من الناحية التاريخية لثبوت احتفال الشعب الأمازيغي به منذ القديم واستمرار ذلك إلى اليوم.
وقد حدثت العديد من حالات التغيير والتعديل البعدي اللاحق للتقاويم وتاريخ بدء تعداد السنوات. فرجال الدين اليهود مثلا قرروا أن تقويمهم اليهودي (والعام اليهودي الأول) سيبدأ بعام واحد قبل تاريخ خلق العالم (حسب عقيدتهم)، رغم أنه قبل 5000 عام مثلا لم يكن هناك دين يهودي أصلا. فالسنة اليهودية الحالية 5774 أقدم من الديانة اليهودية نفسها والشعب اليهودي نفسه. ورغم ذلك فقد أصبح هذا التعداد اليهودي للسنوات شيئا طبيعيا جاريا به العمل لدى اليهود في العالم دون أي مشكل، لأن عدد السنين رمزي أولا وأخيرا. ويؤمن الكثير من اليهود المتدينين أن عمر الكون يبلغ 5775 عاما فقط.
المثال الآخر هو من إيران. حيث قرر الإيرانيون عام 1925 ميلادي الإنتقال رسميا إلى تطبيق التقويم الشمسي الهجري عوض التقويم القمري الهجري لتفادي المشاكل التي يطرحها التقويم القمري. وقاموا بإحياء أسماء الشهور الفارسية القديمة. وهذا التقويم الشمسي الهجري هو التقويم الرسمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية لحد الآن، وبأسماء الشهور الفارسية القديمة السابقة للإسلام. وتتبنى أفغانستان نفس التقويم الشمسي الهجري بشكل رسمي. وهكذا فالسنة في إيران وأفغانستان هي الآن 1392 هجري شمسي، مقابل 1435 هجري قمري في بقية البلدان المسلمة.
ولعل أشهر تعديل لتقويم رسمي هو التعديل الغريغوري على التقويم الجولياني القديم للسنة الميلادية. وحدث هذا التعديل عام 1582 ميلادي جولياني لتصحيح اختلالات السنة البسيطة والسنة الكبيسة وبقية الأخطاء الناجمة عنها ولتصحيح تاريخ الأعياد المسيحية. ومن المعلوم أن أصل التقويم الميلادي الجولياني (نسبة إلى Julius Caesar)بدأ مع الإمبراطورية الرومانية عام 46 ق.م (أي قبل ظهور المسيحية) وكان تقويما رومانيا صرفا بخلفيات وثنية.
1)التقويم الأمازيغي هل هو أصيل أم دخيل؟
يعمد البعض ممن يضايقهم التقويم الأمازيغي أو السنة الأمازيغية إلى اعتبار التأثير الروماني الأوروبي في التقويم الشمسي الأمازيغي الشمالي (أسماء الشهور الرومانية الممزغة وترتيبها...) نقطة نقص في التقويم الأمازيغي. ويعتبرونه "دليلا" على تبعية التقويم الأمازيغي للتقاويم الأجنبية. وهم ينسون أن جزءا كبيرا من شعوب العالم أخذت أسماء الشهور الشمسية من اللغات الأوروبية حديثا. والعربية نفسها تستخدم أسماء الشهور الشمسية الأوروبية (يناير، فبراير...) أو أسماء الشهور الشمسية السريانية (كانون، شباط، تموز...). وأصبحت الشهور الأوروبية هي الأكثر شيوعا على المستوى العالمي اليوم. ويرى معظم المتخصصين في هذا المجال أن أيام الأسبوع السبعة عادة اخترعها البابليون – السومريون وأخذتها عنهم الحضارات الأخرى. واليوم أيضا أصبح العالم أجمع يتبع هذا النظام الأسبوعي.
ومن المعلوم أن الأمازيغ عبر شمال أفريقيا كانت لديهم أسماء شهورهم الخاصة بهم قبل العصر الروماني والمسيحي والإسلامي، وكانت منتشرة على نطاق واسع عبر العالم الأمازيغي إلى حد أن المؤرخين الأمازيغ في القرون الوسطى (أو العصر الوسيط الإسلامي) تمكنوا من تدوينها وإيصالها إلينا.
كما أن كل أنظمة التقويم في العالم متأثرة ببعضها البعض. فالتقويم الروماني نفسه كان في الأول تقويما قمريا متأثرا بالتقاويم الإغريقية القمرية الأقدم، وكان في البدء يتكون من 10 شهور فقط بدون يناير ولا فبراير. والتقويم اليهودي متأثر بشكل مباشر بالتقويم البابلي الأقدم منه. وأسماء الشهور اليهودية والسريانية (شباط، آذار، نيسان، ايار، تموز، آب، أيلول، تشرين...) هي تقريبا نسخة حرفية من الشهور البابلية / السومرية (من العراق القديم) وليست يهودية ولا عبرية ولا عربية.
ومن المعلوم أن العديد من الشهور البابلية (تموز، آب، أيار،...) المستخدمة في الشرق الأوسط حاليا والأوروبية (يناير، مارس...) هي في الحقيقة أسماء لآلهة بابلية سومرية ورومانية قديمة أو مشتقة منها أو مرتبطة بها بشكل طقوسي أو ديني أو ثقافي. فشهر يناير جاء من اسم الإله الروماني Janus، ومارس جاء من اسم الإله الروماني Mars، وأبريل جاء من اسم الإلهة الإغريقية Aphrodite، وماي جاء من اسم الإلهة الإيطالية Maia.ويونيو جاء من اسم الإلهة الرومانية Juno.أما يوليوز فقد جاء من اسم الإمبراطور الروماني Julius Caesar.والشهر البابلي تموز جاء من اسم الإله البابلي Tammuzأو Dumuzi.وشهر ايار مرتبط باسم الإله Eaالبابلي...إلخ.
2)التقاويم عبر العالم:
-التقاويم البابلية / السومرية: من أقدم التقاويم في العالم وتطورت لأسباب دينية وفلاحية. بعضها قمري فقط وبعضها قمري شمسي مختلط. وكلها منقرضة الإستخدام ولكن توجد دلائل أركيولوجية على استخدامها من طرف البابليين والسومريين والسريان والآشوريين القدامى.
-السنة البابلية السومرية السريانية الآشورية القديمة: دينية، قمرية، ثم شمسية. تبدأ من 4750 ق.م الذي هو التاريخ التقريبي لبدء الحضارة الإنسانية الحديثة في بلاد الرافدين. ونحن الآن في السنة البابلية السومرية السريانية الآشورية رقم 6767. وتبتدئ سنويا في 1 أبريل. ويحتفل بها جزء من السريان والآشوريين حاليا.
-السنة الميلادية الغريغورية الأوروبية السائدة في العالم: رومانية وثنية في الأصل ثم أصبحت مسيحية، شمسية. حاليا هي: 2017.
-السنة الإثيوبية المسيحية: دينية، شمسية. السنة الحالية هي: 2009.
-السنة القبطية المسيحية: شمسية. السنة الحالية: 1733. ويحتفل بها المصريون المسيحيون حاليا.
-السنة الهجرية القمرية الإسلامية: حاليا هي 1438.
-السنة الهجرية الشمسية الإسلامية: التقويم الرسمي لإيران وأفغانستان. حاليا هي: 1395.
-السنة اليهودية: دينية. قمرية شمسية. حاليا هي 5777.
-السنة الصينية: قمرية أو قمرية شمسية. لا ترقم السنوات الصينية بل تعطى لها أسماء.
-السنة الأمازيغية الشمسية الشمالية: فلاحية تاريخيا، وربما كانت ذات طابع ديني ما مرتبط بالأديان الأمازيغية القديمة. أصبحت ذات طابع سياسي وهوياتي قوي مؤخرا. حاليا نحن في السنة الأمازيغية 2967. وحسابها مبني على أن أقدم شخصية أمازيغية معروفة في كتب التاريخ هي شخصية Cicenq Amezwaru (شيشنق الأول)، أو بالإنجليزية: Shoshenq I، الذي هو من أصل أمازيغي ليبي، والذي وصل إلى عرش المملكة القبطية حوالي عام 950 قبل الميلاد، وأسس الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين.
-السنة الكردية: تاريخية، سياسية، شمسية (قديما كانت شمسية – قمرية). حاليا نحن في السنة الكردية 2629. وهي مبنية على تاريخ قيام مملكة الميديين المستقلة في بلاد كردستان وجزء من إيران وتركيا وسوريا. والميديون هم شعب قديم يعتبر جزءا من أجداد الأكراد والإيرانيين الحاليين.
3)الشهور الشمسية الأمازيغية ذات الأصل الروماني أو الأوروبي:
Yennayer أو Yanyur (يناير)
Yebrayer أو Sinyur (فبراير / يبراير)
Mares أو Meɣres أو Krayur (مارس)
Yebrir أو Kuzyur (أبريل)
May أو Semyur (ماي)
Yunyu أو Sedyur (يونيو)
Yulyuz أو Sayur أو izeɣ (يوليوز)
Ɣuct (غوشت) أو Tamyur (غشت)
Cutembir أو Tzayur (شتنبر / شتمبر)
Ktuber أو Mrayur (أكتوبر)
Nwanbir أو Yemrayur (نونبر)
Dujembir أو Duǧember أو Meggyur (دجنبر / دجمبر)
4)الشهور القمرية الأمازيغية الإسلامية الطوارقية:
يستخدم الطوارق في جنوب الجزائر ومالي والنيجر أسماءا أمازيغية للشهور الإسلامية العربية. وبعض الشهور القمرية الطوارقية الإسلامية المستخدمة ظهر في اللغة الأمازيغية الطوارقية مع انتشار الإسلام بينما يرجع أصل بعض الشهور الأخرى إلى التقويم الأمازيغي الطوارقي السابق للإسلام. ويجب الإنتباه إلى أن أسماء الشهور القمرية الأمازيغية الطوارقية الإسلامية ليست ترجمات لمعاني أسماء الشهور العربية الإسلامية، وإنما هي أسماء ذات معاني أخرى ولكن تستخدم كمقابلات أو معادلات للشهور الإسلامية.
Tamessdeq (تامسّدق) أو Tin Dufan : يقابل "محرم" العربي الإسلامي
Tallit Seṭṭeft (تالّيت سطّفت) : يقابل "صَفَر" العربي الإسلامي
Tallit Erɣet (تالّيت ارغت) : ربيع الأول
Awhim Wa Yezzaren : ربيع الثاني
Awhim Wa Yelkamen : جمادى الأولى
Sarat (سارات): جمادى الثانية
Tinamɣarin (تينامغارين) : رجب
Amezzihel (أمزّيهل): شعبان
Tin Oẓom (تين وژوم): رمضان
Tissi (تيسّي): شوال
Tan Ger Madden (تان گر مادّن): ذو القعدة
Tafaski : ذو الحجة
5)الشهور الأمازيغية القديمة ما قبل الإسلام وما قبل الرومان:
تنبيه: طريقة كتابة أسماء هذه الشهور الأمازيغية القديمة هي وفق طريقة النطق الأمازيغي القديم الذي كان سائدا في شمال أفريقيا والذي كان أقرب إلى النطق الطوارقي الحالي، حسب ما تشير إليه الدراسات.
الشهر 1 : Tayyuret Tezwaret (المعنى: القمر الأول)
الشهر 2 : Tayyuret Teggʷerat (المعنى: القمر الأخير)
- أسماء الشهور في أمازيغية القرون الوسطى Names of the months in medieval Berber ، من كتابة الباحث: Nico van den Boogert ضمن كتاب: Articles de linguistique berbère ، من إعداد الباحث: Kamal Naït-Zerrad. منشورات: L'Harmattan. فرنسا. 2002.
- القاموس الطوارقي الألماني اللغوي والثقافي Wörterbuch zur Sprache und Kultur der Twareg. تأليف: Hans Ritter. منشورات: Harrassowitz Verlag. ميونيخ، ألمانيا. 2009.
- القاموس الطوارقي الفرنسي Dictionnaire touareg français. تأليف: Karl G. Prasse. منشورات جامعة كوبنهاغن، الدانمارك. 2003.
- المعجم العربي الأمازيغي، 3 مجلدات، تأليف: محمد شفيق، أكاديمية المملكة المغربية. الرباط. 1990، 1993، 2000.
التخطيط المحكم وتوزيع الهياكل الضرورية في القصور مثل: المساجد والمنازل والشوارع والأزقة، كان لها الأثر في خلق نوع من التوازن في الحياة اليومية على مستوى الأحياء. فالقصر يستجيب بذلك لكل الاحتياجات المادية والروحية للسكان.
ويستند هذا التخطيط المثالي على القوانين والقواعد العرفية التي تحكم التعمير في وادي ميزاب. هذه القوانين لا تزال راسخة، رغم التغيرات التي لا مفر منها في التعمير المحلي. بعض هذه القواعد والقوانين ضاربة في الزمن القديم. وأخرى جاءت بمبادرة واجتهاد المشايخ على مستوى المجالس التشريعية المحلية (مجلس عمي سعيد ومجلس باعبد الرحمان الكرثي).
ونفس الشيء بالنسبة لتلك التي لا تزال تطبق بشكل دائم من قبل مختلف مجالس الأمناء والتي ترجع إلى عدة قرون، ومن بينها قواعد تنظيم الشوارع والبناء ونظام تقسيم مياه السيل.
هذه القواعد جاءت في شكل توصيات غير مقيدة لا بالزمان ولا بالمكان، وتم إدماجها في المنشآت الحضرية الحديثة لوادي ميزاب.
القواعد المنظمة للسكن:
البساطة في الشكل
* يجب أن يكون ارتفاع البناية منسجم مع المساكن المحيطة بها، ويمنع على أي شخص حجب أشعة الشمس على الجيران.
وفي حالة من زاد عن ارتفاع مسكن جاره من هذه الجهة فعليه ترك فضاء من مسكنه بقدر الارتفاع الذي يريده، على أن لا يتعدى العلو الكامل 7.50م من مستوى الأرض. كما يمنع إنشاء الشرفات، وخصوصا التي تطل مباشرة على الشارع لأنها لا تتماشى مع تقاليد المنطقة من جهة ومع العمارة الصحراوية المحلية من جهة أخرى.
* جميع البنايات تكون مغطاة بأسطح أفقية، وتمنع جميع أنواع وأشكال الأسطح الأخرى، ما عدا كوات التهوئة (المدخنة) وأسقف الدرج.
*_علو البنايات لا يتعدى طابقين وسطح (طابق أرضي+ طابق أول+ سطح)، أما البنايات الواقعة خارج القطاع المحمي فلا يعدى ارتفاعها 9م.
* الملكية المشتركة مسموح بها (أي البيوت المتراصة والمتلاصقة ببعضها البعض). وإن وجدت، فإن المسافة التي يجب أن تفصل بين المبنى والآخر يجب أن تكون على الأقل مترين. يحظر إنشاء أي فتحة تطل على الجار.
* كما يجب اجتناب أكثر من باب واحد للمرآب (المستودع)، ويجب ألا تتجاوز مقاييسه x2.50 x 2.50 م. ومن المستحسن أن يدرج المرآب ويندمج مع شكل وحجم البناية. كما يمنع استعمال أي زخرفة على الواجهة.
* يجب أن تخضع جميع البنايات إلى شرط التوازن والانسجام العام من أجل حماية دائمة للمنظر العام للمدينة.
* يجب أن تكون جدران الأسوار مطابقة للمعايير المحلية، بمعنى، بنيت بمواد محلية في أبسط صورة لها، وتجنب الزخرفة الأجنبية عن المنطقة، فضلا عن غيرها من أشكال بناء الأسوار الحديثة.
وحدة الشكل:
* يجب أن تبدي جميع البنايات بساطة في الحجم ووحدة في المظهر من أجل تناسق عام.
* يجب أن تكون جميع الواجهات متكاملة ضمن الإطار العام وهيكل المباني في المدينة بهدف تحسين الانسجام في الشكل.
* تكون الفتحات، وخصوصا التي تطل على الشارع، ضيقة ومحدودة، لتسمح من تخفيض تسرب الهواء الساخن صيفا والبارد شتاء وتجنب العواصف والرياح الرملية، والحفاظ على درجة حرارة مستقرة في الداخل. مع احترام عادات وتقاليد المنطقة.
* أما بالنسبة للون، فإن جميع المباني الجديدة أو القديمة يجب أن تعتمد اللون الرملي أو ما يقاربه. ويتميز هذا اللون بتكامله الكلي في المحيط المبني، بالإضافة إلى أن تغييره بمرور الزمن محدود، على عكس الألوان الأخرى التي تخضع لتغيرات نتيجة تأثير العوامل الطبيعية عليها تقربها في نهاية المطاف من اللون الرملي.
* الجدران الخارجية يجب أن لا تكون ملساء، لحمايتها من العوامل المناخية وتخفيض تعرضها لأشعة الشمس من خلال توفير قدر من الظل الدائم عليها.
* يجب أن تكون الملصقات مدمجة في الهيكل المعماري العام، باستثناء تلك التي هي في حد ذاتها، تشكل عنصرا من عناصر التصميم الحضري.
* يمنع إنشاء الأقواس باستثناء الساحات العمومية والشوارع التجارية والتي تكون محل دراسة لإبداء الرأي حولها.
* النموذج المعماري الذي يتلاءم مع المناخ الجاف والحار هو الذي يسمح بتوفير حد أدنى من الكسب الشمسي صيفا ومن الضياع الحراري شتاء، ولهذا السبب يتم توجيه المساكن نحو الجنوب الشرقي للاستفادة من أشعة الشمس شتاء والحماية منها صيفا. بالنسبة للأسطح المكشوفة، فمن الأفضل أن تكون خاضعة لدراسة متأنية تسمح بتكييف أفضل لحجمها وشكلها بحيث تسمح بتوفير أقصى تظليل مما يزيدها جمالا متميزا.
* كل بناية تخل بالانسجام مع المواقع المصنفة، ومهما كانت طبيعتها، تعتبر ممنوعة. كما يحظر اقتلاع النخيل وأي مساس بالمساحات الخضراء بصفة عامة. (يجب أخذها بعين الاعتبار عند كل دراسة.
السيدة عائشة دادي عدون من نساء بريان المتعلمات و المثقفات اللائي ساهمن في توعية الوسط النسوي في فترة ما قبل الاستقلال وبعده، وهذه نبذة مختصرة.
نبذة مختصرة عن حياة السيدة عائشة دادي عدون
هي من مواليد 18 سبتمبر 1930 في بولوغين (سانت أوجان سابقا ) ، الجزائر. ابوها محمد ، و امها حليمة . عاشت طفولة فتاة موهوبة ، عنيدة ولكنها كانت طفولة سعيدة. كان والدها ، محمد بن سعيد دادي عدون ، وهو مزابي من بريان ، رغم تواجده بالعاصمة لم ينس ابناءه في منطقة الاصول حيث كان بعرفهم بمزاب في سن مبكرة للغاية ، ونتيجة لذلك ، أصبحت عائشة ومزاب كيان واحد. على مر السنين ، تزوجت وعاشت في المغرب مع زوجها وثلاث بنات ، شيرهان وحسنة وصريا. بعد طلاقها، ساندها، والداها ، على مواصلة دراستها، وتربية بناتها الثلاث. اختارت الدراسة في إنجلترا لتصبح قابلة . بعد الحصول على شهادتها كقابلة ، عادت إلى الجزائر لخدمة بلدها ، أولاً في الجزائر العاصمة ، ثم إنتقلت إلى بريان، ولاية غرداية ، كلها قوة و إرادة و عزم ، فأسست أول مركز للأمومة لتوعية النساء على رعاية أطفالهن في مستشفى بريان الصغير، آنذاك ، أين كانت تشتغل على حثهن مراقبة الحمل ، لأن نسبة وفيات الأطفال في ذلك الوقت ، 1965 ، كانت عالية جدا. . كتبت عدة مقالات في السبعينات منها "علم الاجتماع وتاريخ الإباضية الجزائريين. التقت مع العديد من مشائخ مزاب و جالستهم في تصحيح بعد المفاهيم و التثبت منها في تأليف كتابها وهو عبارة عن دراسة سوسيولوجية عن الحياة الإجتماعية للمرآة المزابية . طبع سنة 1977م حول المجتمع المزابي وركزت فيه الباحثة على المرأة الميزابية خصوصا. علاوة على ذلك كانت تنشط في المجال السياسي ، حيث انتخبت في المجلس البلدي و الولائي بالاغواط، ترشحت في الانتخابات البلدية، في الخامس والعشرين ماي من سنة 1969 ، وفازت فيها، فأصبحت عضوا في المجلس الشعبي البلدي، ودافعت عن حقوق المواطنين، لاسيما سنوات سياسة الثورة الزراعية التي سلبت اراضي مالكيها . و قد غادرت بلدتها بريان عام 1974 ، و كلها اسف لظروف ، و سافرت إلى سويسرا لتستقر بجنيف بشكل نهائي. امتهنت الكتابة وعشقت السفر ، و شدها الحنين إلى مزاب و هي بعيدة عنه.ترمقه من بعيد بروحها و ذكرياتها. مما قالت، "إن العالم الحالي معقد للغاية، مادي ومهدر، بينما يمكن للمرء أن يعيش حياة بسيطة وذات مغزى وأكثر إثارة للاهتمام..." و لما بلغت الستين من عمرها ، التحقت بجامعة جان مولين الثالثة لإعداد أطروحة الدكتوراه ، تحت عنوان "سلطنة عمان الإباضية" إلى ان تحصلت عليها بدرجة "مشرف جدا" كانت عائشة دادي عدون امرأة استثنائية، بنشاطها الفكري و التوعوي ، توفيت بجونيف في 21 أغسطس 2016 عن عمر ناهز 86. هي الآن ترقد بسلام في ساحة للمسلمين في مقبرة في جنيف ,مزيج من تربة مزاب , عمان و سويسرا, كان ذلك ما أوصت به. منقول بتصرف عن احدى حفيداتها حسناء قلوش.
هذا نموذج من كتابتها :
Sociologie et histoire des algériens ibadites
A ma treizième année, maman me dit un jour que mon père ne voulait plus que j’aille à l’école, que toute ma famille était contre mon éducation secondaire, que je savais lire et écrire c’était suffisant. Donc je devais porter le voile, et n’avoir plus de contact extérieur, qu’on allait très certainement me marier. Mais voilà savoir lire, c’est allumer une lampe dans l’esprit, relâcher l’âme de sa prison, ouvrir une porte sur l’univers. Très ferme dans la foi religieuse, je saurai convaincre les septiques qu’on peut garder le coran comme règle de morale sans se dérober à la vie de son temps. Donc je m’étais décidée a préparer un diplôme d’infirmière ;
En entrant pour la première fois au Royal Collège des sage-femmes, j’avais eu le sentiment de commencer une aventure héroïque, sure d’être marquée par un signe, je me sentais digne de cette expérience médicale, qui au terme de mes études me permettrait d’être libre, et de libérer d’autres femmes.
Déjà huit heures, « il faudrait que je parte à l’hôpital », me dis-je, et pour cela traverser la ville. Juste après avoir dépassé notre maison, un homme entre deux ages, qui me connaissait étant enfant me dit :
« Tu es la fille de Hadj Mohamed, la sage-femme, tu te plairas ici chez toi », l’accueil était cordial.
J’avançais très droite, regardant devant moi, sans m’occuper de ce qui pouvait se passer à ma droite ou à ma gauche. Une porte est ouverte, mais il faudra les forcer l’une après l’autre ; pour l’instant des visages gênés, des bouches serres, des fronts anxieux, des attitudes retenus. Il va falloir tous leur apprendre, pourrais-je réussir du même coup, à ouvrir le cœur des gents.
Mon cœur va et vient d’un bout à l’autre de ma poitrine, comme une navette de tisserand, il tisse le temps que je dois passer au Mzab. Dieu merci je crois être capable de trouver en moi des sources de bonheur, car après tout ce sont les miens, je pourrais me faire adopter par eux, pourquoi pas ? Puisque moi qui ai suivi une destinée toute différente, qui ai choisi un mode de vie révolutionnaire pour eux je les comprends.
Qu’est ce que l’indépendance ? C’est d’avoir maintenant une conscience Algérienne de prendre de courageux efforts, de prendre en main sa propre destinée et a entrer de plains pieds dans la réalité aujourd’hui sans rien renier de ses vertus traditionnelles.
« On peut enlever un enfant du Mzab, mais pas ôter le Mzab d’un enfant ».
Aicha Daddi Addoun- Sociologie et Histoire des Algériens Ibadites .
من معاصري الشيخ عمي سعيد بن علي الجربي. ت 1521هـ / 927 م عالم وفقيه، عين شيخا رسميا على العطف، عرف بتنقلاته الكثيرة بين منازل المسلمين يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويصلح ذات البين ويؤاخي بين الناس، وكان يستدعى في كل مرة لفض خلاف أو صراع أيا كان وأينما كان، ولا يتوانى عن ذلك أو تأخذه الرهبة من أحد فهو مع الحق وفي صف الحق دائما، أكتسب بذلك سمعة طيبة عند الجميع فاقت حتى حدود العطف، فهو إلى جانب ورعه وتقواه يمتاز بالحكمة والحنكة الأمر الذي مكنه من فض عدة نزاعات شائكة.
استشهد رحمة الله عليه في وارجلان، وقيل في أريغ، وذلك لوقوع فتنة بين أهاليها، فتنقل للمكان ليصلح بين المتخاصمين ويحكم بينهم بالدين والعقل، فرفضوه وقتلوه، وخرج أهل ميزاب لدفنه من كل بلد، وحملوه على ناقته التي بركت في الموضع الذي يوجد فيه قبره اليوم بالعطف فاتفقوا على دفنه هناك أسفل الجبل الغربي.
وبجانب قبره مصلى غاية في الجمال مازال محافظا لغاية الآن على هندسته المتميزة، وشكله المعماري الأصيل لتلاوة القرآن والدعاء الصالح في مختلف المناسبات العامة
من الصّناعات السّائدة بمزاب، صناعة مواد البناء من جير وجبس، كانت تصنع لها أفران مبنية من حجارة وطين أحمر مستدير الشّكل، وصناعة أخشاب النّخيل للتّسقيف، وخشب بعض الأشجار لصنع بكرات النّزح وحاملاتها و أدوات النّسيج وأواني المطبخ.
يتّخذ المزابيون من جذوع نخيلهم عوارض للتّسقيف، وأخشابا لصنع الأبواب، مكاييل للتّجارة، مهاريس لطحن الحبوب، وأواني مختلفة. ويتّخذون من جريدها ستائر وسقوفا. ويصنع من أوراقها و أليافها حصائر وحبال وأقفاف وأطباق وكسكسات ودلاء ومظلاّت ومراوح.
من أشهر الحرف، بناء المساكن وحفر الآبار ومد السّواقي وبناء الأحواض، أمّا الحدّاد فيصنع آلات الفلاحة وأدوات البناء والغزل والنّسيج.
ومن أهمّ الصّناعات دباغة الجلود لصناعة الدّلاء، وصناعة الفخّار لصناعة الأكواب و الأباريق والقلل و الخابيات. يصنع كلّ ذلك من طين خاص ثمّ يوضع في أفران خاصّة به.
هذه الأفران وجدت بكلّ من مليكة والقرارة وكانت تنتج فخارا عاديا وفخارا مطليا.
يصنع من الفخّار العادي:
أ- الجرار المبرنقة من الدّاخل أو بدون برنق، منها:
1- الخابية بغطائها وبدون مقبض، سعتها حوالي خمسين لترا لخزن التّمر أو الماء.
2- أَغَلُّوسْ له مقبضان، سعته بين ثلاثة وعشرين لترا، يخزن فيه التّمر أو الماء أوالشّحم المذوّب أو السّمن أو الحليب.
3- تَاقَصْرِيتْ بدون مقبض يستعمل لترطيب نوى التّمر للمعز.
4- تَاقَدُّوحْتْ بغطاء وبدون مقبض لخزن المؤن.
ب- أواني السوائل:
1- الإبريق سعته حوالي لترين.
2- القلّة لها مقبضان سعتها ثلاثة لترات.
3- أَقَدُّحْ يسع لترا إلى لترين من اللّبن.
4- تَاقَدُّوحْتْ بمقبضين تسع من نصف لتر إلى ثلاثة أرباع اللّتر من الحليب.
5- أَجَدُّو بمقبض واحد يستعمل للشّرب.
6- المحبس بمقبضين صغيرين لجمع المياه القذرة، حوالي أربعة لترات.
جـ- المكاييل:
النقاصة بمقبض أو مقبصين لكيل السّمن و الزّيت، سعتها لتر واحد تقريبا، مثلها نصف النقاصة وربع النقاصة. تحمل كلّ منها معلما يبيّن الكيل وعلامة ضبطه من طرف حلقة العزّابة بمسجد البلدة.
د- الأكواب:
1- تَاغَلُّوسْتْ هي الصّحن.
2- تَاغَدَّارْتْ أي الجفنة.
3- تَابْخُورتْ أي المبخرة.
4- نِيرْ أي القنديل.
هـ- مصنوعات أخرى:
1- تَادْوَاتْ أي المحبرة.
2- سُوفيرْأي الميزاب.
3- قادُوسْ أي الأنبوب.
ويصنع من الفخّار المطلي بالأخضر:
أ- أوانيالسّوائل:
1- تَابَغْبَغْتْ سعتها لتر ونصف، تعلّق في غرفة العروس للشّرب.
2- لَبِرِيكْ نُوفُوسْ: إبريق سعته لتر واحد ونصف، للعروس كذلك.
3- أَجَدُّو وتَاجَدِّيوْتْ للشّرب.
4- تَاقَصْرِيتْ أو تِيمَحْبَسْتْ بمقبضين سعتها من لتر إلى ثلاثة توضع تحت تْجَاوْتْ لاستقبال قطرات الماء الراشحة. و تْجَاوْتْ دلو من جلد المعز تحيط به أهداب من القرنفل، يعلّق لتبريد ماء الشّرب بالتبخّر
5- أقَدُّوحْ و تَاقَدُّوحْتْ لوضع الزّيت والسّمن واللّبن
ب- الأكواب:
1- تَاغَلُّوسْتْ أي الصّحن.
2- تَاغَدَّارْتْ أي الجفنة.
3- المَتْردْ وهو صحن ذو قاعدة عالية ارتفاعه حوالي خمسة عشر ستنيمترا.
المنتوجات النسيجية:
في صناعة الغزل و النّسيج كانت النّساء ينتجن الحياك والأكسية للنّساء، والعباءات والبرانس للرّجال، والفرش المتنوّعة، والمناديل للف أواني الطّعام ونقل الخضر.
الأفرشة:
بالنسبة للفرش، فإنّه يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع:
أ- الفرش ذات النسيج العالي، التي تصنع من صوف غير مصبوغة، ويسّمى الواحد منها تْنَاشْرَا.
ب- الفرش المستوية الثقيلة التي تعرف الآن بزربية بني يزقن، تشتمل على عدد من الرموز التقليدية،وقد تزيّن بحاشية على كلا الجانبين.
جـ- لَحْنَابَلْ: جمع حَنْبَلْ، وهي سلسلة من أشرطة مختلفة الألوان.
الألبسة:
أمّا بالنسبة للألبسة فنجد من بينها:
أ- تَجَرْبِيتْ: وهي ملحفة صوفية بيضاء مزينة ببعض الأشرطة الملونة.
ب- الشال المطروز: يختلف طرزه من بلدة إلى أخرى.
يصنع الشال (أَخَمْرِي بالمزابية) من الصّوف ويصبغ بالأسود، ثمّ يطرز بالحرير الأحمر والأخضر و الأصفر والبرتقالي. حسب الأشكال المطروزة عليه نحصل على خمري مخبل أو خمري الناصية.
هذه الأشكال تسمّى:
- البزيمة أو الشمسية.
- تِسَغْنَسْتْ أو الريشة أو تَكَمْبُشْتْ.
- إِدْلاَلَنْ أي الأهداب.
- إِتْرَانْ أي النّجوم.
- إِبَوَنْ أي الفول.
- إِكُومَارْ أي الأقواس.
- تِمْشَرْفِينْ أي الأقراط.
- المجدول.
- تِينَصْرِيفيِنْ أي الدويرات.
- السوالف.
- تِسْلاَتِينْ أي العرائس.
- إِضُوضَانْ أي الأصابع.
ج- تِشْبَرْتْ نَلَّتْشْ: عباءة من الصوف متعدّدة الألوان، تحمل رموزا معيّنة. كان يرتديها الرجال والأطفال. هذه الرموز تمثّل شرفة، عقربا، ساق دجاجة، مفتاحا، مائدة، شمعدان، شموعا، مشطا، زهورا، يدا، أسنان الفأر، حليا، بالإضافة إلى أشكال تسمى زَقْزَاقْ، إِفْرَانْ، تِكُوكْوِينْ، تِسَغْنَسْتتْنْ بَرْبُورَا، رَقْمَتْ نْتَشْبَرْتْ، زَازَاغْ، تَاسْلَتْ.
الحلي:
واختصّ اليهود بصناعة الذّهب و الفضّة.
الذّهب :
وفيما يلي عناصر الحلي الذي كانت تتزيّن به المزابية، فمن الذّهب:
- تِسَغْنَاسْ: جمع تِسَغْنَسْتْ لمسك أطراف الملحفة على الكتفين.
- الخاتم.
- أَصْرَا أي العقد.
- الصارمية: قلادة تمسك كلّ طرف من طرفيها تسغنست.
- تِمْشَرْفِينْ أي الأقراط.
- البزيم: لتزين الشّعر.
- تِصَغْدْرِينْ أو لَمْسَايَسْأي الأساور.
- الشَّارْكَا توضع على الجبين.
الفضّة:
أمّا حلي الفضّة فيشتمل على:
- تَمْغِلْتْ وهي نوع من العقد تمسك كلّ طرف من طرفيها تِسَغْنَسْتْ.
- أُزْلاَنْ أي الخلخال.
- تِجُلاَلْ تعلّق في نهاية شعر العروس على ظهرها.
- تِسَغْنَاسْ لمسك الملحفة.
- تِصَغْدْرِينْ أي الأساور.
- الخاتم.
البارود:
اشتهر ببنو مزاب بصناعة البارود. وكان لكلّ قرية عدد معتبر من المهاريس الصخرية الكبيرة، لصنع البارود، ويبعه للقوافل. كانوا يستوردون لذلك الكبريت من تونس وليبيا، وملح البارود من الجنوب الغربي. أمّا الفحم فكانوا يحصلون عليه بواسطة شجرة الأثل الموجود بالمنطقة.
اللغة الأمازيغية كغيرها من لغات العالم تتميز بمجموع من الخصائص و العوامل و الظروف حين توفرت تشكلت منها منظومة صوتية
تحتاج الى بحوث ، دراسات ، مقارنات و استنتاجات. واللغة في الاصل اصوات تسمع قبل ان ثم ظبتها برموز الكتابة . وقد تكون ظواهرها ناتجة عن عسر نطق الانسان لبعض الحروف اثناء التقائها بحروف اخرى فيتم استبدالها او ادغامها. وللظروف الطبيعية والمناخية واتساع الرقعة الجغرافي جانب كبير من التأثير على جهازه الصوتي . وحتى طريقة تلقيه او سماعه للاصوات وقد يكون خللا او نقصا في السمع مما يجعله يؤول صوتا معينا او يستبدله بصوت اخر .
ولو قمنا بجولة في المناطق الناطقة بالامازيغية على مد شساعة المغرب الكبير شمالا ، شرقا ، غربا جنوبا لتقصينا عن كثب هذه الخصائص و المميزات للمنظومة الصوتية للانسان الامازيغي . فلهجة الساكن في الجبال و المرتفعات غير لهجة الساكن في السفوح و المنخفضات . والبدوي غير الحضري الخ .
وحسب تجربتي البسيطة و معرفتي المتواضعة هناك
الكثير من الكلمات في الامازيغية قد تكون موحدة لكن نطقها مختلف . حسب خصائص الحروف من حيث الشدة و الرخاوة و الجهر و الهمس ، قد يطغى صوت على صوت فنضطر الى ادغامه او ادماجه او استعاضته بحرف اخر او حين يتشابه او يتماثل في المخرج و النطق . مثل د.ط / د.ت....ص.ض. .ص.ت. ل/ ن ..م/ ب .الخ
لنأخد مثلا حرف الراء قد ينطق حاء او عينا وقد يستغنى عنه في اخر الكلمة هذا موجود في منطقة ادرار و تيميمون
تتميز قرى مزاب ومنها بريان ببعض العادات والتقاليد منها:
1-الزيارة:
يقيمها الإباضيون في الأسبوع الأول من شهر أفريل طلبا لحفظ الغلال، يُعلَن عنها في المسجد وفي صباح ذلك اليوم يلتقي المشايخ والشباب في المسجد بربورة.
يدعون الله ثم ينطلقون نحو المقبرة الكبيرة ثم ناحية بودواية وناحية جبل أمي عامر في سد بن عطا الله، ثم الشيخ صالح بالزرقي ثم السودان أرجال العرمة وفي الأخير الرجوع إلى المقبرة وبهذا يكون الموكب قد طاف حول البلدة ودعا الله ليحفظ الغلال والمحاصيل المنتظرة في ذلك العام وفيها بعض المشايخ يرددون:
باسم الله يالله يارحمن…. يا رحيم يالله وارحمنا
وبعدهم يكرر العامة والصبيان هذا الدعاء وتحكى لهم بعض الوقائع التاريخية التي حدثت في البلدة.
ما يذكر قديما يوم الزيارة في بعض مشاهد بريان ويقال عند المقبرة الكبيرة للعامة محاذية لسور البلد مشهورة تزار وتوزع فيها الصدقة مع قراءة القرآن شتاء، ومما يقال عند بودواية وناحية بوكراع أن هذا المشهد سببه أن الأوائل فيما مضى شاهدوا صفوفا محيطة بالبلدة تأهبوا للدفاع عنها.
ومما يقال عند ناحية السد الذي يزار بوادي بن عطا الله وسببه أنه مات رجال من أهل مزاب وأهل البلد بريان في حدود مزاب مظلومين فإذا بصخرتين عظيمتين تسقطان من الجبل هناك إلى أن بلغتا وسط الوادي عند ذلك المقام فتزامنت تلك الساعة، فإذا هو الوقت الذي مات فيه الرجال ظلما رحمهم الله.
ومما يقال عند ناحية الزرقي أنه مقام يزار وسببه أن أهل بريان قد سمعوا أحيانا في ذلك المحل همس المشي وقراءة القرآن ليلا فإذا أصبح الصباح فقدوا ذلك منالمكان، فلم يجدوا شيئا يعني من أثر المشي أو غيره، وهو مقام الشيخ صالح.
ومما يقال عند موضع أشكّالْ قريب من البلدة وأنه وقع في الأجنة هجوم خارجي فحاصروا البلدة ولم يتمكنوا من الدخول فيها واجتمعوا في الناحية المسماة بالشكال قريبة من مقام الشيخ صالح وهو يسمى بأمي صالح الغرداوي، فصاروا يطبخون عشاءهم وغداءهم وهناك فإذا بطيور خضر الألوان تطير فوق رؤوسهم فأرسل الله عاصفة رملية على هؤلاء الغزاة فانهزموا جميعا وتركوا قدورهم بطبيخها في ذلك المكان.
ومما يقال في موضع بن جروة أنه يسمى برجال العرمة، ومما يقال في مقام يسمى وادي عباد أنه يزار والمقبرة المذكورة أولا تكون الصدقة فيها شتاء مع الأوقاف والمسجد الجامع الذي في البلد تكون فيها ختمات القرآن في ليلة الجمعة وليلة الإثنين ويتصدق فيه.
ومما يقال في موضع من جنوب البلد في الجبل الشرقي للوادي أنه صحن محوط يسمى شيخ أمي عامر أسسه الشيخ أطفيش رحمه الله في سنة 1315ه رأى في ذلك منام خير، ويقصده الناس بالزيارة والذكر كل سنة ويجعلون فيه الصدقة في فصل الربيع.
ومما يقال في سفح جبل بوكراع شرق البلد غرب الجبل الذي فيه مقام الشيخ عامر أنه مسجد قديم انهدم سقفه وبقي حيطانه يقصد بالزيارة والصدقة)[1](.
والمقامات المذكورة لزيارتها يوما خاصا في فصل الربيع يقصدها الناس بالذكر والدعاء والصدقة.
2-تنوباوين:
معناها"نصيب الموتى" وهي أوقاف في شكل خبز وكسكس ولحم جاهز للأكل، حبسها الأسلاف وتوارث الأجيال تقديم هذه الصدقات أبا عن جد، تخرج من أهلها وتنقل إلى المسجد ويتم تجريدها في سجلات خاصة ثم توزيعها والتصدق بها على الناس.
قياسها 5 أمدود إلى 12مدا و "المد" هي وحدة قياس قيمتها900غرام، وزمن هذه العادة هو شهر أفريل وجوان.
أهمها:
-وقف بابا والجمة "أتنوبا باباو الجمة".
-وقف الغياب "أتنوبا إنغبن" موتى خارج البلدة.
-وقف نوغلان "أتنوبا نوغلان".
-وقف مقبرة الصيف "أتنوبا ن الصيف".
-وقف مقبرة الشتاء "تنوبا نتجرست" .
3-إحتفال بالسنة الأمازيغية(ينّار):
بقدوم يوم 12جانفي من كل سنة، تقوم الأسر بطبخ أطباق تسمى بالرفيس وإسفار والشخشوخة وما يتبعه من الحلويات احتفالا بهذا اليوم.
4-المولد النبوي الشريف:
يتم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في ليلة 12ربيع الأول من كل سنة.
ويتوجه الأطفال الصغار مع آبائهم وكذا الرضع إلى المسجد في مساء هذا اليوم بين صلاة المغرب والعشاء، بعد أن يرتدوا أجمل الثياب ويحتفل بهذه الليلة الشريفة وهي ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقوم أعضاء حلقة العزابة من المشايخ بالتلفظ بعبارات، ويردد معهم الأطفال هذه العبارات.
مولود النبي محمد المصطفى….. سراج المنير صلى الله عليه وسلم
البشير النذير محمد المصطفى …. سراج المنير صلى الله عليه وسلم
وذلك بلحن وإيقاع معروفين لدى الناس جميعا إلى يومنا هذا[2].
هكذا نحتفل بالمولد النبوي في برڤان بقلم يوسف بن يحي الواهج
نصيب الأطفال من المناسبة
قبيل أذان المغرب من ليلة المولد النبوي الشريف، أي يوم الحادي عشر من ربيع الأوَّل، تُلبس الأمُّ لأبنائها وبناتها دون سنِّ البلوغ، جديد وأنظف الملابس؛ وبعد أذان المغرب يأتي الوالد ليتسلَّم الأبناء والبنات من أمِّهم ليصحبهم إلى المسجد.
وفي حرم المسجد، يجد الأطفال نخبة من كبار أعضاء الهيئة الدينية (العزابة) في صدر صحن المسجد، فيجلس الصغار أمامهم صفوفا على فرش مهيَّئة خصيِّصا لهم.
فيقول المشايخ: مولود النبي مولود محمَّد المصطفى، سراج المنير صلَّى الله عليه وسلَّم.
فيعيد الأطفال العبارة بعدهم، ثمَّ يعيد المشايخ قراءة العبارة ويكرِّرها الأطفال وراءهم، وهكذا تُردَّد الصلاة على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم على هذا المنوال الانشادي، يصل عدد المرَّات حوالي خمسين مرَّة.
تتكرَّر هذه العبارة خمسين مرَّة أيضا، مثلها مثل سابقتها، وبنفس الطريقة، بين المشايخ والأطفال الصغار.
وبعد الصلاة على رسول الله عليه السلام، يلقي أحد المشايخ من أعضاء حلقة العزَّابة كلمة يتحدَّث فيها عن مناقب الرسول، وفضل الصلاة عليه، ووجوب محبَّته، ويدعو الكبار والصغار والرجال والنساء إلى الاقتداء بالرسول، سيِّدنا محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم، واتباع هديه ونهجه في كلِّ مناحي الحياة.
ملاحظة:
هذه الطريقة الاحتفالية الخاصة بالأطفال، تجري في بلدية بريان تحديدا، وهناك طرق أخرى في المدن المزابية الأخرى كبني يزجن، أتمنَّى من مثقَّفي كل مدينة من مدن مزاب أن يعرِّفونا بنصيب الأطفال من احتفاليات المولد النبوي الشريف.
5-الأعراس:
قديما كانت تقام أعراس فردية كما جرت العادة إلى غاية تاريخ 17صفر 1382ه الموافق ل19جويلية 1962م وهو التاريخ الذي وقع فيه العرس الجماعي الأول في تاريخ بريان حيث تخرجت بعثة طلبة بريان في تونس، وتم التفكير من ذوي الرأي من أسرة الفتح[3]، مع أعضاء من حلقة العزابة في التحضير للعرس الجماعي الأول وتم استقبال الضيوف الذين توافدوا إلى بريان، فكان طهي الطعام في عشيرة آل بالناصر، و"لنعام"[4].في سوق البلدة القديم، أما كأس الشاي والحجبة فكانا في غابة الواهج يحي بحي بن عسكر، ولم يتكرر مثل هذا العرس إلى غاية سنة 1982م، حيث أحيى فكرة الأعراس الجماعية منظم الأعراس الفردية لعساكر الحاج إبراهيم المعروف بالزعيم واقترحها على السيد بودي عمر، وتم التخطيط مع العزابة منهم الشيخ بكير أرشوم والحاج قاسم بهدي والحاج يوسف تربح والحاج أحمد قلو والحاج داود موسلمال والطالب باحمد عبد الله وبعد ذلك تم تنظيم العرس وإعداد اللجان لتحضير الوليمة الكبرى فالعرس الأول في مدرسة الفتح وكانت الدعوة عامة، ومازال هذا النوع من الأعراس مستمرا إلى تاريخ اليوم، وفي السنوات الأخيرة أقاموا العرب المالكية الأعراس الجماعية في بريان.
6-الفرق الفنية والفلكلورية والرياضية والكشفية والفروسية:
-فرقة المدائح المعروفة بفرقة بن عشار تساهم في إحياء أفراح الأعراس.
-الفرقة الرستمية للفلكلور والبارود بإشراف دادة أحمد تشارك في التظاهرات الرسمية والأعراس.
فرقة الخيالة والفروسية كانت تقوم بالاستعراضات في التظاهرات الرسمية في ناحية بودواية.
-الفرقة الرياضية (لعبة تاشورت)[5]* هي فرقة رياضية أسسها المعلم أولاد داود محمد البرياني.
-الفرقة الكشفية تحت قيادة السعودي محمد تساهم في إحياء الحفلات الرسمية([6]).
(1) بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص135-139
حمو بن صالح بابا وموسى: تقييد مايذكر يوم الزيارة في بعض مشاهد قرى وادي مزاب وبريان(مخطوط). - ([1])
)-مقابلة مع الحاج قاسم بن صالح بهدي بتاريخ 14فيفري 1997.[2](
)-لنعام: هو يوم للتتويج للعرس وفيه تقرأ سورة الأنعام كاملة قراءة جماعية بحضور العزابة.[4](
)(*)-تاشورت بالمزابية هي الكرة، وأول فريق لهذه الرياضة في بريان يعود إلى سنة1935م. [5](
)-مقابلة مع الحاج إبراهيم بن باعلي لعساكر(الزعيم) بتاريخ 02فيفري1996م.[6](
إنّ الله تبارك و تعالى يعلن بصريح العبارة : { يَا أّيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثَى, وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَ قَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا, إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ, إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } إنّ أمر الله صريح في الحكمة من جعل أبناء الجنس البشري شعوبا و قبائل لتعافوا, لكنّه نهى و ندّد بدعوى الجاهلية و التعصذب الأعمى للقبيلة, و جعل مقياس التفاضل بين الناس التقوى.
العمارة الأصيلة وفق صيانة العُرف والحريم ، تراث مزاب الثّمين
الهندسة المعماريّة لقصور مزاب
لاريب أنّ من أهمّ العوامل الرّابطة لأواصر المجتمعات البشريّة، هي تلك القوانين العادلة والنّظم التي تضع أمور الناس في موضعها من غير حيف، سعيا منها لحفظ كرامتهم وصيانة مكاسبهم وأعراضهم، فمن هنا شيّدت قصور مزاب على نمط يصون لكل فرد منهم حقوقه، ولم يكن تشييد القصور إلا بطريقة مدروسة روعيت في ذلك مصلحة الجميع، فالمسجد إتُّخذ له موقعا ناجذا وسط القصر وخطوا مواقع المساكن وسبل الأزقّة والشوارع ومكان السّوق وحدّدوا حدود الأسوار والأبراج والبوّابات المؤدّية إلى أحياء القصر ورسموا حدود المقابر و الواحة ومجرى الأودية والقناطر وآبار المياه وغيرها ممّا يحتاجه النّاس إليه في معاشهم وتتقاطع مصالحهم فيما بينهم على مدى حياتهم، ثم تركوا مسافة معلومة بدون عمارة بين كل مكوّن من مكوّنات القصر سمّوها بالحريم وهي شتى، مثلا للمساكن حريمها وللشوارع حريمها وللسور حريمه و للمقبرة حريمها وللوادي حريمه و للبئر حريمه وللواحة حريمها وللنّخلة الواحدة حريمها وهكذا دواليك ..
وكذلك جعل المزابيّون لهندسة قصورهم ضوابط نظاميّة ولكل منها ترتكز على سند شرعيّ ويخدم مصالحهم العامة ويحفظ حقوقهم الخاصة فاتفقوا عليها وتعارفوا فسمّوه بالعُرف ، فالزّائر لقصور مزاب يلاحظ ثمرة حفظ المهندسين الاوائل لأعرافهم، فيرى المنازل متساوية العلوّ وهي على اتجاه معلوم لغرض التكيّف مع اشعة الشّمس والتهوئة اللازمة، ولا يجد للمنازل نوافذ كبيرة إلا منافذ ضيّقة وكوّاة تفي بغرض التهوئة من غير إضرار لكشف عورة جارهم، ولا يرى باب منزل يقابل باب جاره ولا يُترك وسط المنزل مكشوفا عند فتح الباب من غير حائل من جدار حفظا لعورته ولاتتّخذ الميازيب فوق باب الجار المقابل لكي لا يصبّ عليه ماؤها وغيرها من الامور المتعارف عليها تجنبا للضرر بأحدهم وسهرا لإضفاء روح الاخوّة بينهم وربط لحمة الجوار وتقويته...
فالمحافظة على هذه القيم من أسرار تماسك تلك المجتمعات.
قصور مزاب عبارة عن منظومة عمرانية متأصلة ، وهي امتزاج بين الإبداع العملي الذي اكتنفه الصّمود من أجل البقاء تأقلما وتكيفا حسب مناخ وطبيعة المنطقة الصعبة ، وبين الصيانة للحقوق الجوارية المدعمة بترسانة من النظم والأعراف الأخلاقية المعبر عنها بالحريم إذ تجد لكل موضع عمراني حيوي له حريمه سواء داخل القصر أو على مسافات محددة خارج أسوارهم...مما كساها لمسة جمالية بديعة وميزة عمرانية تكاد تنفرد عن غيرها...
العمل...من مكامن القوة الناعمة في المجتمع المزابي(01)
المكمن العملي الاقتصادي:
العمل وعمارة الأرض بشتى أفعال الخير والمسارعة إليها والتسابق فيها هي خصلة جلية في الفرد المزابي، فهو متفرغ في صباه وريعان شبابه لتلقي نصيبه من التعليم الرسمي والقرآني، ثم ليلتحق بعد ذلك بعمله الذي سخر له تجارة أو فلاحة أو حرفا أو وظائف. تجد الفرد منقطعا إلى عمله منهمكا فيه متفانيا في أدائه يعطيه جل وقته وجهده. وفي المقابل تجده يمقت الفراغ وتضييع الأوقات جلوسا على طاولات المقاهي أو على أرصفة الشوارع.
لم يأت هذا الأمر كذلك من فراغ، بل هو تراكم جهود الآباء والأجداد الذين غرسوا بذرة حب العمل وقيمته في الأبناء جيلا عن جيل، واقتنعوا أن الدنيا لا تُنال بالتمني وإنما تؤخذ غلابا، وأن النجاح ضريبته التعب والجد والكد.
لعل البيئة الصحراوية الشحيحة الموارد القاسية المناخ، قد ساعدت على تشكل هذا الأمر في الشخصية الميزابية، فعلى الفرد أن يعمل كثيرا لأجل تحصيل القوت الحلال من عرق جبينه. كما أن الفرد الميزابي تعود على الاعتماد على النفس، ونبذ الاتكالية، وانتظار المساعدة من الغير ومن جهات أخرى لتمن عليه بنعمها وخيراتها، فهو يسعى لتحصيل قوته بكد يمينه.
كما أنه معروف بالتقشف في مظاهر حياته عموما، فهو يحسن التصرف في أمواله جمعا وإنفاقا واستثمارا، كما يحسن ترتيب أولوياته في الحياة، ويحسن فرز ضرورياته من كمالياته، لذا تجده أبعد الناس عن مظاهر الإسراف والتبذير، كما أنه يحمل فكر الادخار لمستقبل أيامه، ويفكر في نفسه كما يفكر في والديه وأسرته وأبنائه.
-----------------------------------
(01) مقال بعنوان "مكامن القوة الناعمة في المجتمع الميزابي" بقلم: د. قاسم بن أحمد الشيخ بالحاج
اتّفقت جماعة بني يزقن عام 1921 على زيادة ذراع واحد في ارتفاع السد الصغير بوَقْدَاشْ، مع تمديد مناسب لطوله، من جهة المجزرة (المستوصف حاليا).
في عام 1925، سمح لأهل القرارة بإصلاح سد ضاية تْلَمَّزْ أَمَانْ.
أعيد بناء سد على بعد حوالي كيلو متر ونصف من مدينة غرداية، جرفته المياه منذ حوالي قرنين، ولم يتم إعادته آنذاك لمعارضة أهل مليكة. تمّ البناء بما يسمّى تْوِيزَا (حملة تطوّعية) نظمّت عدّة أيّام الثّلاثاء المتتالية مدة شهور[1]. تْوِيزَا جمعها تِيوِيزَاوِينْ وأصل الكلمة أَوْسَا أي المساعدة.
في سنة 1928، طالب سكّان مزاب بإلحاح بالقيام بحفر آبار ارتوازية، مستعدّين أن يساهموا في تكاليف ذلك. بعد الدّراسات أعلن الأستاذ صَافُورْنَا[2] عام 1930 أنّ الماء يمكن أن يتدفّق في القرارة، إذا تمّ الحفر إلى عمق يتراوح بين 430 و 500 متر، إلى طبقة القاري المدرج (الألبية).
ندرة الأمطار بين 1934 و 1937 أثّرت في مستوى المياه الجوفية، وجعلت سكّان مزاب يقومون بحملة من المطالبات، للحصول على آبار إلى الطّبقة الألبية. وفي سنة 37- 1938، تمّ حفر أولى بئر عمقها 440 مترا، واستغلال مياه الألبية في غرداية.
سمّيت هذه البئر باسم الوالي العام للجزائر وقتئذ جُورْجْ لُوبُو[3].
لم تسمح ظروف الحرب العالمية الثّانية بحفر آبار مماثلة. فالبئر الثانية أنجزت في مليكة عام 47- 1948.
يوم 30 ديسمبر1947،أُسّست لاَرِيصَا[4]، وكالة استغلال المياه الجوفية للجنوب الجزائري، بقرار من الوالي العام للجزائر، يخوّل لها حق احتكار استغلال المياه الجوفية في مزاب الواقعة على عمق يتراوح بين خمسمائة وثمانمائة متر[5].
من 1946 إلى 1948، تمّ حفر أوّل بئر أرتوازية في زلفانة، وفي مارس 1949، شرع في حفر مثلها في القرارة، بأمر من الوالي العام مؤرخ يوم 26 نوفمبر 1948، الذي زار مزاب في أكتوبر، وقدّم إليه طلب بهذا الشأن، وتمّ حفرها عام 1950. إلاّ أنّ تأسيس (وكالة استغلال المياه الجوفية للجنوب الجزائري) يوم 30 ديسمبر 1947، تبعته موجة من الاحتجاجات، يطالب فيها سكان مزاب بملكيتهم على المياه الألبية وحقهم في استغلالها. من هذه الاحتجاجات، العريضة التي قدّمها وكلاء (الأمة المزابية) محمّد بن صالح الثميني، وعمر عيسى الحاج امحمد، وإبراهيم بن بالحاج حجوط، إلى الوالي العام، ضدّ حفر آبار أرتوازية، من طرف شركة غير مزابية، وتأسّست الجمعية النقابية الحرة للقرارة، برئاسة عيسى بن عمارة خبزي، نائب رئيسها الشيخ بيوض، مهمتها المطالبة برخصة حفر بئر أرتوازية بالقرارة، ثمّ تسيير استغلال البئر التي حفرتها السلطات، وعدم وضعها بين يدي الوكالة المذكورة. وتدخّل الشيخ بيوض يوم 6 مارس 1951 في المجلس الجزائري، مطالبا بحل الوكالة. ورافق هذه الاحتجاجات إضراب المواطنين عن استغلال مياه الوكالة سنوات، إلى أن تمّ تخفيض سعر المتر المكعب من مائة فرنك إلى تسعين في الاستهلاك المنزلي، وستين في مصالح البناء، وأحد عشر في الحقول والأجنة[1].
هذا الموقف اصطدم بالمشاكل الميدانية في حفر آبار خاصة إلى طبقة الألبية، وانتهت في ديسمبر 1953 بقبول الشيخ بيوض استغلال الوكالة للمياه الألبية، وقَبِلَ أن يكون عضوا في مجلس إدارتها.
تواصل حفر الآبار حتى بلغت عام 1957 تسعا:
في القرارة: عين ارتوازية عمقها 1170م تنتج في الساعة 450م³
وبقية الآبار نصف أرتوازية:
في غرداية: عين لُبُو عمقها 440م تنتج 80م³ في الساعة،
في غرداية: عين لُوهُورُو[2] عمقها 435م تنتج 100م³ في الساعة،
في غرداية- ابن غنم: بئر عمقها 400م تنتج 120م³ في الساعة،
في غرداية- توزوز: بئر عمقها 520م في طريق التجهيز،
في بونورة: بئر عمقها 388م في طريق التجهيز،
في بني يزقن: بئر عمقها 435م تنتج100م³ في الساعة،
في العطف: بئر عمقها 450م تنتج 150م³ في الساعة،
في بريان: بئر عمقها 500م تنتج 120م³ في الساعة.
هذا بالإضافة إلى عينين أرتوازيتين في زلفانة.
وفي سنة 1962، بلغ عدد الآبار المحفورة في مزاب والمستغلة سبع عشرة بئرا.
من جهة أخرى، فإنّ استغلال الآبار التقليدية استمر، بواسطة الدواب وحدها، إلى الأربعينات، فقد كان الحمار الواحد ينزح حوالي ثلاثة أمتار مكعبة من الماء في الساعة.
ثمّ شرع بنو مزاب في استعمال المضخات المحركة بالكهرباء أو البنزين أو المازوت. عندئذ وقعت مشاكل بين الجيران، سببها أنّ هذه المضخات القوية كانت تغرف ماء آبارها والآبار المجاورة لها. لذلك أصدرت البلدية الأهلية لغرداية، يوم 17 جوان 1949، قرارا يحدّد قوّة المضخات بحصانين لكل هكتار تسقيه المضخة.
من سنة 1944 إلى 1961، تمّ تجهيز مختلف واحات مزاب بنحو مائتين وخمسين مضخة أفقية، وثلاثمائة وخمسين مضخة شاقولية، 50% منها تشغل بالمازوت، و30 %بالبنزين، و20% بالكهرباء.
في عهد القائدين سليمان بن عمر بودي وابنه عمر، بنيت ثلاثة سدود في واحة بريان، بتبرعات بني مزاب وجهودهم الخاصّة، منها أكبرها، وهو سد بالُّوحْ، الذي انطلقت أشغاله في جوان 1947، طوله من الشرق إلى الغرب نحو أربعمائة متر، وعلوه نحو خمسة أمتار، وسمك أعلاه نحو ثلاثة أمتار. وهو بالإسمنت والجير والحجر وأبواب الحديد الأوتوماتيكية. ومثله سد غابة السودان، طوله نحو ثلاثمائة متر، وعلوه نحو أربعة أمتار.
في سنة 1952، أحصي عدد النخيل بمزاب وكان 175 ألفا، منها واحد وثمانون ألف نخلة منتجة فقط، وأنتجت 2430 طنا من التمور، وهو شيء قليل جدا.
لذلك فإنّ مزاب كانت تستورد التمور من ورقلة والمنيعة، كما كانت تستورد الخضر والفواكه من المدية ومتيجة، ومن الهضاب العليا كل ما تحتاجه تقريبا من الحبوب. فقد بلغ حجم وارداتها عام 1961 عشرين ألف قنطار من القمح وستة آلاف قنطار من الشعير.
في سنة 1962، تم وضع مشاريع لاستصلاح ثلاثمائة هكتار في الضاية، و813 هكتار في القرارة بِلَعْمِيَّدْ على بعد كيلومترين من المدية، وناحية كاف الدخان في العطف على بعد خمسة عشركيلومترا من السد الكبير.
[1]- حمّو عيسى النوري: دور المزابيين، الجزء الأوّل، 148.
[2]- Capitaine Léon-Joseph Lehuraux Commandant des Territoires du Sud, Vice-Gouverneur Génèral.
في هذه الفترة تمّت إقامة أربعة سدود جديدة على وادي مزاب:
- سد في غرداية عام 1883.
- سد في مليكة بين 1887 و1889.
- سد في بونورة بين 1887 و 1889.
- السّد الجديد في غرداية عام 1897، على بعد كيلو مترين شمال البلدة، سمك قاعدته ثمانية أمتار.
أمّا أهل القرارة، فقد أقاموا عام 1909 سدًّا بين وادي زَقْرِيرْ وضاية تْلَمَّزْ أمَانْ، التي كانت تبتلع مياه الوادي.
لمّا زار الوالي العام تِيرْمَانْ مزاب في شهر فيفري 1884، طلب منه بنو مزاب حفر آبار أرتوازية (نسبة إلى منطقة فرنسية اسمها أَرْتْوَا).
أوّل من حاول نزح الماء من طبقة الماء الألبية، أي طبقة القاري المدرج، اليزقني زكري بن أيوب بليدي، الذي قام بحفر بئر في إِنْغِيدْ، بالطّريقة التّقليدية، بلغ عمقها مائة وثمانية أمتار. وقع ذلك عام 1875 أو 1878.
وفي 8 جانفي 1897، شرع المقاول بولان[1] في حفر بئر في ختالة، بالوسائل الحديثة، تواصل إلى غاية أفريل 1899، حيث بلغ عمقها 307 أمتار، دون جدوى.
تعرفت عليه من خلال اللقاءات الفنية الإنشادية ، والمهرجانات ، شاعرا يداعب الكلمات على الأوراق و ينشدها بصوته الشجي ،أداؤه يترنح بين العربي و الأمازيغي حين أسمعه يحضرني المطرب فريد الأطرش ، إنّه ابن واحات مزاب ، قصر تغردايت غرداية
الفنان ادريس بن محمد باجو، من مواليد 09 جانفي 1983م. نشأ مولعا بالنغم الأصيل و الكلمات الجميلة ، ومقلّدا لكبار المرتلين والمنشدين منذ صغره.
عرف بنشاطه الجمعوي ،
-انخرط في جمعية الأجيال الصاعدة سنة 1997م إلى غاية 2003م.
-عضو في اللجنة الفنية لعشيرة "آت محرز".
-رئيس فرقة "أنغام الوادي" التابعة لداخلية الحياة بالقرارة أيام كان طالبا بمعهد الحياة بين سنة 2001/2003م.
-لازم الأستاذ عمر بن يحي داودي في نشاطه الفني من سنة 2003 إلى غاية اليوم .. مرورا بتأسيس جمعية النغم للفن والأدب سنة 2007م.
-مدير فني لفرقة صوت الفلاح من سنة 2011م إلى غاية اليوم.
أعماله الفنية :
-مشاركات محلية ووطنية وحتى خارج الوطن من أعراس وحفلات ومهراجانات...
-مشاركات عدة في ألبومات وأوبيراتات رفقة الأستاذ عمر داودي.
-شكل ثلاثي المنشدين رفقة احمد جمال وحمادة كمال في البوم "نبض الوطن".
-ساهم بعدة ألحان في البوم نغمات الابداع مع فرقة "صوت الفلاح".
-تغنى من كلماته وألحانه ثلة من منشدين في أعمال فنية مختلفة. ولازال في عطاء دائم خدمة للفن الاصيل و الرسالة الهادفة .
في 26 سبتمبر من سنة 2012 رحل عنا احد اعمدة الفن في مزاب من اغرم ات يزجن ، من مواليد ( 14ماي1959) ، الا وهو الفنان المرحوم الحاج معروف ، صاحب الحنجرة الذهبية في طابع المالوف و الحوزي، قد برز في فن الانشاد بالعربية و بالامازيغية . ساهم بفنه النبيل في العديد من المناسبات و ادى قصائد الروائع لشعراء من المنطقة امثال الشاعر صالح ترشين و الشاعر فخار عبد الوهاب وغيرهم. قد شارك في مهرجانات عديدة و نال المراتب الاولى .
من انتاجاته العديد من الالبومات الانشادية في مختلف المواضيع، التي تحمل هموم المجتمع .
كان من الاعضاء النشطين في جمعية التثقيف الشعبي بات يزجن ، و اشتغل في الادارة لسنوات بثانوية مفدي زكرياء ، و قد وقع له حادث مرور أرداه مقعدا لسنوات ، ولم يثنه ذلك من ممارسة شغله .
وري التراب في موكب مهيب يوم 27 سبتمبر من سنة 2012.
آيما - أُماه
كلمات (بالمزابية) : الشاعر صالح ترشين
تلحين : المرحوم الحاج معروف
الترجمة الفرنسية : عبدالله وينتن
*****
Ayemma (Ô Ma Maman !) de Maarouf
Texte (berbère mozabite) de Salah Tirichine
Traduction en français : Abdallah Ouinten
****
Ayemma Ayemma, Amummu Ulik
-Ô ma mère, Ô ma mère, Ô coeur de mon cœur,
Atifewt nudmuk, Azor nughrmik
-Ô lumière de mon visage, Ô racines de mon village.
Saytughi dabghur, Ammes nukhmmel
-Quand j'étais enfant, dans ton giron,
Jamegh fetwehdit', Tichli Adwiwel
-Je croissais pour le bien, actes et paroles.
Iwigh sudmannem, tifewt t'tara
Jar senn ighallen, ghifi diyudel
-Tu me protégeais, ô ma mère des malheurs.
Assu lligh ufight, d'nir nibriden
-Qui, à présent, éclaire mon chemin.
Arwigh sidmaren, Aghi nin djimen
-Je me suis gavé de ton lait, le lait des gens dispo,
Abbigh silsennem, Az'iim nilsawen
-J'ai appris de ta bouche les plus belles paroles,
Ufight isserra, Ammes nidammen
-Qui coulent dans le sang.
Essissen essu, razmegh tiwira
-Grâce à toi, j'ai eu droit aux lumières de l'amour.
Me yallen ussen me yallen idan, idsannem yarwal esbessi ewattan
للغة المزابية أمازيغية قربية جدا من القورارية و الشاوية و الشحلية و النفوسية. من خصائصها إمكان الابتداء بالساكن في مثل الكلمات : تْمَارْتْ, تْفَويْتْ, تْوَارْتْ. و من الخطأ استهلال كتابة هذه
إن كنت تدخل إلى مواقع إلكترونية وتجدها مليئة بمربعات صغيرة أو كبيرة، فإن هذا يعني أن حاسوبك لا يحتوي على حروف تيفيناغ ، وإن كنت في الكتابة بها يمكنك تنصيب لوحة مفاتيح في حاسوبك، أو إستعمال .....
تصحيح أخطاء شائعة في اللسان المزابي ئني والقّار ⵉⵏⵉ ⵡⴰⵍⵇⵇⴰⵔ
مقترح لتقويم لساننا المزابي على طريقة "لا تقل.... لكن قل.....". فهذا المقترح هو من قبيل محاولة الإتقان كما نحاول أن نتقن العربية والإنجليزية وغيرها، ولعل من أهم الأشياء التي ينبغي أن...
اسكلا ن تومزابت أو الأدب المزابي هو جزء من الذّات أو الهويّة المزابية التي هي عبارة عن العمران واللّباس، اللّغة، العادات، التّقاليد والدّين، إذا فالأدب المزابي لا يتجزّأ عن الهوية كما يزعم البعض، إنّ اللّغة لا تمثّل أي شيء في سبيل الحفاظ على الهويّة، فالأدب المزابي يشتمل على فنون ويأتي على أشكال عديدة منها زلوان ...
لم تسلم المزابية، كمتغيرة من المتغيرات اللغة الامازيغية على مرّ العصور من الشفوية التي أدّت إلى ضياع الكثير من الذاكرة الشعبية و التراث غير المادي،رغم ذكر بعض المصادر التاريخية لوجود كتابات بالأمازيغية منذ أزمان غابرة. وأثناء الحقبة الإستعمارية قد اهتمّ بعض الآباء البيض بكتابة تقارير عن عقلية المجتمعات المحلية وتدوين كل صغيرة وكبيرة عن لغاتهم و عاداتهم وتقاليدهم لأغراض استيـطانية لا توجد إلى اليوم دراسات متخصصة عن اللغة المزابية وآدابها رغم صدور بعض المـــؤلفــــــات والدواوين في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن المـاضي، كأعمال الشــــاعر عبد الوهاب فخار...
نصوص نثرية للأستاذ حواش عبد الرحمن ولأستاذ ابراهيم عبد السلام والأستاذ نوح مفنون أحمد والشاعر عبد الوهاب بن الشيخ حمو فخار والشاعر صالح تيريشين، الشاعر عبد العزيز الحاج عمر، الشاعر الحاج يحيى أحمد ن عمر، والفنان عمر بن يحي داودي...
مؤلفات تعنى بالنحو والإملاء الأمازيغيين مع الكثير من الأمثلة التوضيحية وقواعد الكتابة من تشكيل الحروف حتى صياغة الجملة، إضافة إلى جملة من المفردات وبعض الحكم والأمثال والنصوص للتدريب على القراءة، وكذلك كل ما يتعلق بقواعد النحو التي تتحكم في تشكيل الجملة وترتيب عناصرها من اسم وفعل وأداة...
الأستاذ عبد الرحمان حواش الأستاذ ابراهيم عبد السلام الأستاذ نوح مفنون أحمد الشاعر عبد الوهاب بن الشيخ حمو فخار الشاعر صالح تيريشين الشاعر يوسف بن قاسم لعساكر...
الأدب المزابي بين الحفظ والتدوين الأشكال السردية التقليدية نموذجا
د. يحيى بن بهون حاج امحمد
1 الأدب المزابي في ظل إشكالية الجمع والتناول. 2 خصائص اللِّسان المزابي 2 أعلام الأدب المزابي 3 استقصاء الأجناس السردية للأدب المزابي: - الحكاية والأسطورة والقصة الشعبية تَانفُوسْتْ - قصص الأطفال تِينفَاسْ نْ ؤُتشِيدَنْ - الفنون المسرحية تَسُنَايْتْ - الأمثال والحكم الشعبية إنْ اَ زنْ - الألغاز والأحاجي ألاَّوَنْ 4 آفاق تناول الأدب المزابي بالدراسة والبحث...
كلمات أمازيغية في طور الانقراض من الاستخدام الشعبي في أمازيغية الريف
70 كلمة نموذجا
- كلمة tudertمعناها: الحياة أصبحت تختفي من الاستخدام الشعبي في مدن الريف، ويستخدم الشباب الريفي بدلها كلمة "لحايات". - كلمة tidett الحقيقة مهجورة من لدن الشباب الريفي الذي يستعمل بدلها كلمة "رحقّ" أو "لحقّ" أو "لحاقيقا". - كلمة aẓři أو aẓli معناها: الجَمال / الحُسْن أصبحت مجهولة أو مهجورة لدى معظم الشباب من الريفيين الذين يستخدمون بدلها كلمة "زّين" .....
بعض أسماء الذكور والإناث بالمزابية والأمازيغية عموما
فافاⴼⴰⴼⴼⴰ Faffa تعني باللغة الأمازيغية تيفاوت تسمى بها الأخت الكبرى أوالبنت الأولى في العائلة المزابية استبشارا بالنور الذي يأتي معها. ناناⵏⴰⵏⵏⴰ Nannaالأسماء تتشابه في النطق أحيانا وتختلف مدلوﻻتها فـ نانّا معروفة في التراث الأمازيغي ومنها مثلا في اللسان الوارجلاني فهم يطلقون على الأم نانا كما نقول باللسان المزابي ماما...
المصطلحات الدينية الأمازيغية القديمة التي توجد في "كتاب البربرية" الإباضي.... اقرأ المزيد
المصطلحات الدينية الأمازيغية في مدونة.....اقرأ المزيد
بنو مزاب بالعاصمة بين التنوع اللغـوي والانسجام الاجتماعي
إذا كانت الأمة المسلمة لها من مقومات التنوع ودعائم الانسجام ما يمكّنها من أن تتبوّأ المكانة السامقة بين الأمم في العالم فإن الجزائر لا تحظى بأقـلّ من غـيرها في هـذا المضمار متى سعـت بوعي وجدّ لحسن استغلال ما تزخر وتحـظى به، على أن إقـرار اللغـة الأمازيغـية لغة وطنية ورسمية في التعديل الدستوري المؤرخ في 06 مارس 2016م يعـبّر بوضوح وجلاء عن تلك الإرادة الرامية إلى تكريس مفهوم الاختلاف المثمر والتنوع الإيجابي وفتح المجال للانسجام والتعايش المنبني على الاستثمار الأمثل لذلك الثراء والذي سينتج عـنه لا محالة رقي مستمر وتطور منشود..
أصلها زناتية، وهي قريبة جدا من القوارريةوالشّاوية والشّلحية والنّفوسية.
من خصائصها الابتداء بالسّاكن كقولهم (تْمَارْتْ) للّحية (تْفُويْتْ) للشّمس، ومن خصائصها اجتماع السّاكنين أو أكثر كما في المثالين السّابقين.
تاء التّأنيث تكون في أوّل الاسم فنقول (تَبَجْنَ) للرّأس. وقد يكون المؤنّث في المزابية مختوما بتاء كذلك، والأمثلة كثيرة ومنها (تَمَطُّتْ) للمرأة و(تْوَارْتْ) لأنثى الأسد.
لا توجد في المزابية صيغة التّثنية.
إنّ اللّغة المزابية غنيّة بالأمثال التي تغني عن الكلام الطّويل. منها ( وِيوْفِينْ وَلْيَطِّفْ أَدِبْرَسْ وَلْيَتِّيفْ) ومعناه: من وجد ولم يقبض سيبحث ولا يجد، يضرب مثلا لمن ضيّع الفرص.
ومن الكنايات المزابية قولهم ( تَقَّنْ سْوُولْمَانْ) ومعناه: مربوطة بخيط زاه، وهو كناية عن عدم إحكام الأمور.
وللمزابيين قصائد شعرية يتغنّون بها في المناسبات كوقت الدّرس للفلّاحين، وأوقات النّسج للنّسوة، وفي أيّام الأعراس للفتيات، وفي الأعياد الدّينية.
إنّ اللّغة المزابية تأثّرت كثيرا باللّغة العربية لغة القرآن. لكنّ الألفاظ المقتبسة منها لم تبق على هيئتها الأولى، بل صاغها المزابيون على قواعد لغتهم، وركّبوها تركيبا جديدا، فانسجمت مع المزابية، وصارت جزءا منها، لا ينتبه إليها إلاّ من عرف أصلها. فكلمة (أَمْبَارَشْ) أصلها مبارك وكلمة (يَتْزَالَّ) معناها يصلّي.
أصل اللغة المزابية زناتية و هما تتفرعان من اللغة الأمازيغية , و المزابية قريبة من القورارية و الشاوية و الشلحية و النفوسية .
من خصائصها الإبتداء بالساكن للأسماء مثل قولهم (تْمَارْتْ) للِّحية و ( تْفُويْتْ) للشمس و من خصائصها كذلك اجتماع ساكنين في نهاية الكلمة كما في المثالين السابقين. تاء التأنيث تكون في أوّل الإسم فنقول (تَبَجْنَ) للرأس . و قد يكون المؤنث في المزابية مختوما بتاء كذلك , و من ذلك قولهم (تمطُّوتْ) للمرأة , و (تْوَارْتْ) لأنثى الأسد.
كما أنّ من خصائصها عدم وجود صيغة التثنية.
إن اللغة المزابية غنية بالأمثال التي تغني عن الكلام الطويل مما يدل على حكمة أهلها مثل : ( وِيُّوفِينْ وَلْيَطِّيفْ أََدِبْرَسْ وَلْيَتِّيفْ) و معناه : من وجد و لم يقبض بَحث و لم يجد , و يضرب لمن ضيع الفرص .
و من الكنايات المزابية قولهم : ( يَقَّنْ سْوُولْمَانْ) ومعناه : مربوط بخيط واهن , و هو كناية عن عدم إحكام الأمور.
و للمزابيين قصائد شعرية يتغنون بها في المناسبات كوقت الدرس للفلاحين , و أوقات النسج للنسوة , و في الأعراس , و الأعياد الدينية.
تأثرت اللغة المزابية كثيرا بالعربية لغة القرآن الكريم , لكن الألفاظ المقتبسة منها لم تبق على هيئتها الأولى بل صاغها المزابيون على قواعد لغتهم و ركبوها تركيبا جديدا , فانسجمت مع المزابية , و صارت جزءا منها , لا ينتبه إليها إلا من عرف أصلها , فكلمة (أَمْبَارْشْ) أصلها مبارك , وكلمة (يَتْزَالَّ) أصلها يصلي.
وللغاسلات الآن دور فعال في مراقبة المجتمع النسوي في وادي مزاب، ومن أحسن عاداتهن التي لم يزلن يحافظن عليها إلى الآن، الملتقي الذي ينعقد في كل قرية كل عام وذلك أنهن يبدأن بتجمع عام في مسجد الشيخ "أبي عبد الرحمن الكرثي "، يقبلن على هذا الاجتماع من كل قرية من القرى جماعة، وهذا الاجتماع يكون للتعرف على الجديدات وتعيين مواعيد الملتقيات وترتيبها، وبعد أسبوع تبدأ سلسلة الملتقيات في الاثنين وفي الخميس ابتداء من غرداية وختاما بالعطف، وتقع هذه الملتقيات غالبا في آخر الربيع وقبل بدء السكن في الغابات، ويفتتحن الملتقى بتلاوة سور من القرآن ثم يتلون سلسلة من الأذكار من الباقيات الصالحات فيقلن "لا إله إلا الله" ألف مرة، ويسبحن ويزدن كثيرا من الأذكار، ثم يلقين كلمات في الوعظ والإرشاد في مواضيع أو ضد بدعة مستحدثة، وبعد الغداء تنصرف النساء كل إلى دارها للصلاة، ويعدن في آخر العشية لسماع الأوامر المتفق عليها؛ أما الغاسلات فيتحدثن عن عوائد الأعراس والمآتم، ويراجعن بعض أنواع الألبسة التي قد لا تليق، ثم يتفقن على زيادة أو نقصان في بعض الأمور، ثم يعلن ذلك على النساء الحاضرات، ثم يفترقن بعد أن يعلن عن الموعد المقبل، وقد يبتن ويخرجن صباحا وهذا قبل وجود السيارات، ومما نلاحظه هنا هو أن لا يتدخلن في كل الشؤون التي تتعلق بالأعراس في كل قرية، ولكن أكثر القضايا التي يتحدثن فيها هي الأمور المستحدثة لاسيما بعد الاحتلال الفرنسي، فقال أصدرت تحت قيادة "ماما ن سليمان" رئيسة نساء غرداية أيام الاحتلال في 1882 قائمة من الأوامر الصارمة لمقاطعة كل ما هو فرنسي من لباس و عطور وأحذية إلى آخر القائمة، وقد ذكرت هذه المرأة باسمها وبقائمة الأوامر التي أصدرها ملتقى "لا إله إلا الله" في كتاب "ثورات النساء في الإسلام" ، أما بعد الاستقلال فإن هذه الملتقيات مستمرة وقد زيد فيها كثير من الأمور الحسنة، ولكن أصبح لها دورا توجيهيا فقط، ولم تعد هناك تقريرات فيما يتعلق بكل بلدة، بل كل بلدة وقوانينها.
---------------------------------------
(01) كتاب الشيخ القرادي "رسالة في بعض أعراف وتقاليد واد مزاب" ص70-71
إن المحيط فيما نعتقد لا يقتصر على المحيط المادي فقط كما يسعى إليه المعماريون المعاصرون. لقد حرص الأوائل على تكوين محيط بشري فكانت المجموعات البشرية التي بدأت التخطيط والتعمير منسجمة فيما بينها وفي علاقتها، إما لأنهم من عشيرة واحدة أو من عشائر متآخية كأن تكون منتمية إلى جدٍّ واحد وإن تعددت الفروع.
ولقد أدرك علماء الاجتماع اليوم وكذلك المعماريون أن تجميع الناس في مناطق حضرية، وليس بينهم أية علاقة من قبل، هو من أكبر الأخطار التي تهدد الروابط الاجتماعية بين المتساكنين في حيٍّ ما. وقد شاهدنا ما تعاني المجموعات السكانية التي أحدثت في الجزائر بعد الاستقلال. فعدم وجود ترابط اجتماعي بين السكان في هذه التجمعات وعدم تعارف المتساكنين بها جعلها عرضة للإهمال والضياع.
في 6 شوال 1346هـ/28 مارس 1928، أصدر مجلس وادي مزاب قرارا، هذا نصّه: «هذا وقد اجتمعت أعضاء القرى السّبع لوادي ميزاب: غرداية ومليكة ويسقن وبونورة والعطف وبريان والقرارة، اجتمعوا في عمي عبد الرّحمن الكرتي رحمه الله، واتّفقنا، بعد أن قرأنا الفاتحة، على أنّنا لا نرضى على مزابي أن يخرج زوجته أو بنته أو حرمه مزابية مطلقا، أي يخرجها ميزاب إلى بلدة من سائر البلدان مطلقا، غير...
صعوبة العيش في منطقة جبلية التضاريس، صحراوية المناخ، شحيحة المياه، بعيدة عن مواقع الخصب ومراكز الحضارة، ومناطق التجارة وعبور القوافل، جعلت الإنسان فيها يعتمد على توفِّره له بيئته تلك لتسيير يومياته وتلبية حاجاته الحيوية. فاستعمل ذكاءه العقلي وجهده العضلي، وما يتوارثه من خبرات وتجارب من سبقه في تلك الأرض، ليتحدَّى بها متاعب الحياة في تلك...
من آت يزجن: - بافضل فاطمة الزهراء بنت محمد - بافضل شريفة بنت محمد - باسة عائشة بنت سماعيل زوجة خبزي عيسى بن اعمارة من لڨرارة - إسفارن فضيلة بنت باحمد زوجة أبي داود الحاج بكير من أت إبرڨان
كلُّ ما يقال للرجل المعلِّم، نقوله للمرأة المعلِّمة، فنذكِّرها أنَّها تحمل رسالة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وهي رسالة التربية والتعليم، ونشر الخير والفضيلة، كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إنَّما بعثتُ معلِّما“. وهي أيضا أشرف مهنة ورسالة ومهمَّة أو حرفة في الوجود على الاطلاق، وليس بين الخلقِ كلِّهم بعد الأنبياء والرسل أشرف وأنبل من المعلِّم أو المعلِّمة المخلصة الأمينة: أعلمتَ أشرفَ أو...
ساهمت المرأة المزابية مع أخيها الرجل بقسط وافر في بناء حضارة واد مزاب وتشييده، بل كانت شريكة أساسية في ذلك، ولم يكن الفرد المزابي يستغني عنها أو يدعي أنه وحده من بنى الحضارة. كانت المرأة في وقت سابق مشاركة بسواعدها في إنتاج نصف الاقتصاد تقريبا -النسيج والزرابي-؛ وكانت إضافة إلى ذلك...
لقد أثرت قساوة الطبيعة الصحراوية الصخرية إيجابا على سلوك المزابيين، فصار العمل عندهم، قيمة تلازمهم طول الحياة، فعلى كل فرد في المجتمع أن يكد ويتعلم حرفة تدفع عنه الفقر، وتعلمه الاعتماد على النفس وعدم انتظار المساعدة من الغير. لذلك فإن من ضمن ما تتعلمه البنت منذ صغرها إلى جانب شؤون البيت المختلفة نسيج الزرابي والألبسة الصوفية، والخياطة و...
هيئة حلقة العزَّابة تِمْسِرِدِينْ مزابية ضمن مائة شخصية مؤثرة مزابية مترجمة فرنسي عربي مزابية المثقفة المزابية المؤلفة المزابية في المجلس الشعبي البلدي المزابية طالبة في مدارج الجامعات المزابية في الجمعيات...
ابن عبد الله مامة بنت علي ماما بنت سليمان تنعزامت نوغلان مامة بنت سليمان واحدة من 12 امرأة اشتهرن بمواقف بطولية في العالم بافضل شريفة بنت محمد السيِّدة بافضل فاطمة الزهراء عبد العزيز مريم بنت عبد العزيز عائشة بنت عمر نوح عائشة بنت بابا عيسى حمُّودين ...
هي من مواليد 18 سبتمبر 1930 في بولوغين (سانت أوجان سابقا ) ، الجزائر. ابوها محمد ، و امها حليمة . عاشت طفولة فتاة موهوبة ، عنيدة ولكنها كانت طفولة سعيدة. كان والدها ، محمد بن سعيد دادي عدون ، وهو مزابي من بريان ، رغم تواجده بالعاصمة لم ينس ابناءه في منطقة الاصول حيث كان بعرفهم بمزاب في سن مبكرة للغاية ، ونتيجة لذلك ، أصبحت عائشة ومزاب كيان واحد. على مر السنين ، تزوجت وعاشت في....
لباس المرأة والفتاة كان في القديم مقتصر على الملحفة تستر بها بدنها وأَخَمْرِي تغطي به شعرها وجيبها. هذا داخل البيوت. وإذا أرادت المرأة الخروج إلى الشارع تدثّر بحائك من الصوف ساتر لجميع البدن مكتفية، للاهتداء في سيرها، بثقب واحد تبصر من....
لا توجد طرق كثيرة بالنسبة للسيدات في ارتداء آحولي فهن يمسكن اطرافه مع الطرف النازل من اعلى الرأس ولا تترك إلا فتحة صغيرة مثلثة امام العين ،وتجمع النساء طرفا الحولي بعد ثنيها تحت الإبط إلى الأمام، إنها تضعه فوق الرأس دوما وإذا ما أمسكت به بإحدى يديها أو بكليتهما مستورتين وجعلت الحولي يغطي وجهها فإن ذلك يسمح ببرور إحدى عينيها من الشق العمودي وغالبا ماتضعه على...
[آغـمـبز] أو [آسبمــبش] هو فعل يعني وضع المرأة لحافها على وجهها أي وضع طرف الرداء على الوجه للمواراة عن الأنظار، ويقال لها بالمزابية (تامطّوت تغـمبز) أو (تامطّوت تسمبـمبش) أو (تامطّوت تسّنش) وهذه الطريقة لا تزال تتبع حتى يومنا هذا في وادي مزاب، فالمرأة المژابية تقوم بالتغمبيز قبل كل خروج من بيتها، أو عند تواجد الغرباء، والغريب هو كل من ليس بمحرم لها....
حصة "مع علمائنا" يشرّفنا فيها أ. عمر بن يحيى أولاد اعمارة بكلمة جميلة عن "الدور الحضاري للمرأة".. كلمات يجدُر بالمرأة أن تضعها في حسبانها وهي تسلك دروب حياتها. تصوير (ديسمبر 2013) وتركيب (أوت 2014) مؤسسة أبها ميديا. وفقنا الله لخير الفهم وأحسن العمل.. آمين.
الفيديو متوفّر بصيغة عالية الجودة HD.
لالة توغرسانت للشاعر صالح تيريشين
أي دور للمرأة الميزابية في ظل تحولات مجتمعها للأستاذ عمر بن بالحاج داود
بل وحتى معلم القرآن وإمام المسجد والمؤذن ووزراء العريس ومرشده وكل القائمين على خدمة العرس وإنجاحه وعضو لجنة مراقبة مياه السيول والأشراف على تسيير الأسواق وكذا تأبير أشجار ونخيل الوقف وسقايتها وماإليه.
جميعهم يؤدي الخدمة كاملة مجانا لله في،سبيل الله تحت إمرة المجتمع وحده..
على هذا نشات أجيال وأجيال وتوارثت هذه الأساليب الفريدة المتميزة في العيش المشترك المتضامن....
لم تسلم المزابية،كمتغيرة من المتغيرات اللغة الامازيغية على مرّ العصور من الشفوية التي أدّت إلى ضياع الكثير من الذاكرة الشعبية و التراث غير المادي،رغم ذكر بعض المصادر التاريخية لوجود كتابات بالأمازيغية منذ أزمان غابرة(1). وأثناء الحقبة الإستعمارية قد اهتمّ بعض الآباء البيض بكتابة تقارير عن عقلية المجتمعات المحلية وتدوين كل صغيرة وكبيرة عن لغاتهم و عاداتهم وتقاليدهم لأغراض استيـطانية.
لا توجد إلى اليوم دراسات متخصصة عن اللغة المزابية وآدابها رغم صدور بعض المـــؤلفــــــات
و الدواوين في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن المـاضي.
كأعمال الشــــاعر عبد الوهاب فخار، الذي له فضــــل الانطلاقة الفعـــلية في تدوين(2) وتدريس اللغة المزابية. وقد صدرت له مجموعات شعرية جديرة بالدراسة والنقد، وهي كالتالي:
1- "ئمَطَّاوَنْ نَ الْفَرحْ" ( دموع الفرح) صدر عن المطبعة العربية بغرداية، 1984.
2-ئمَطَّاوَنْ نَ الْفَرحْ"( دموع الفرح)،صدرعن دار الكتاب العربي، الجزائر، 2007، بمناسبة احتفالية الجزائرعاصمة الثقافة الــعـــربية وهي قصائد. مترجمة إلى العربية.
3- "ئمَطَّاوَنْ ئزوﭭـاغن" (الدموع الحمراء) صدر عن مطبعة الفنون الحميلة بالعطف، غرداية، الجزائر، في 1990.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)محمد ؤمادي، المصطلحات الدينية الأمازيغية في المخطوطات الإباضية،سلسلة دراسات نفوسية،ص1،2
(2)هناك نصوص شعرية مجهولةلايعرف أصحابها في فترة الثلاثنيات و الأربعنيات على غرار"فاقت ايتغرسان الضو ييوض لغواط" على نغم "باباعيسى ن لغواط" توجد نسخة مترجمة الى الفرنسية سنة 1935للمترجم الفرسيLeconteفي مكتبة الأستاذ حواش عبد الرحمن وأيضا قصيدة " تادارت ن الرحبت " .
دون أن ننسى قصائد الأستاذ صالح باجو في مطلع الخمسينات عن الغربة و الفكاهة و الطبيعة .
مصطلحات دينية قديمة بالامازيغية وردت في (كتاب البربرية) لابو زكرياء اليفرني (ليبيا) مابين 1000م و1300م باللهجة الزناتية :
الله : يوش yuc
الاله : ابباي ababay
الالهة : ابباين ibabayen
الشيطان : اديمون adaymoun
الملائكة : اندجلوسن inglousen
الملك : اندجلوس anglous
الجن : امخياض imxyad
الرسول : امازان amazan
النبي : ايسر iser
جهنم : ازرداب azerdab
الجحيم : ارواس arwas
الاسلام : ايكوزن ikouzen
العربية : تسرغينت tasrvint
الصلاة : تزاليت tazallit
صلاة الظهر : تزوارنين tizwarnin
صلاة العصر : توقزين tuqzin
صلاة المغرب : تين ووتشي tin wucci
صلاة العشأء : تين ييضس tin y'ids
صلاة الفجر : تين ازتشا tin uzcca
الوضوع الاسفل : اسيندج assing
الوضوء الاعلى : اسيرد assird
اهل الكتاب : تيفلاس tifelas
اليهود : اوداين oudayen
النصارى : اروميين iromiyen
العرب : اسرغين iservinn
الفقهاء : اموسناون imusnawen
الصالحين : اجرامن igrramen
الخطيئة : تيرمدجوت tirmgut
الذنب : ابكاضو abekkado
اللعنة : اموتل amoutel
التوبة : تادجرزأوت tagrzawt
الاجر : امركيدو amerkidu
الطهارة : تازودجي tazudgi
القران : تيرا tirra
عقوبة الحد : ايمير aymir
السب : تاردجيمت targimt
الحلف بالله : تاجأليت tagallit
الحياة : تودرت toudert
الروح : ايمان imann
القبر : اسنضال asendal
الميت : امتين amttin
الكفارة : تمازيلت tamazilt
الطلاق : الوف oluf
الاعياد : تيفاسكوين tifaskiwin
العيد : tafaska
المسجد : تيمزكيدا timzgida
المواريث : تيوساوين tiyusawin
الوارث : امكاسو amekkasu
ورث : كس ikes
اباح واجأز : اسوردج issourg
حلف : اجولا iggola
دينار شرعي: امنكوش amenkuc
الدرهم الشرعي : ادريم adrim
الوالدين : ادداين idaddayen
يوشYuc و Ayucأيوش و Akucأكوش و Ababayهو “الله” لدى المسلمين الإباضيين: لدى المسلمين من المذهب الإباضي الموجود لحد الآن في بعض المناطق في ليبيا وتونس والجزائر يوجد تراكم تاريخي مهم من الأدبيات الدينية بالأمازيغية سواء في شكل مخطوطات أمازيغية قديمة أو في شكل أناشيد وقصائد دينية أمازيغية مدونة. وفي مخطوط “كتاب البربرية” الأمازيغي الإباضي الذي يعود تأليف نصوصه إلى ما بين 700 إلى 1000 سنة مضت استعمل الإباضيون هذه الكلمات الأمازيغية للدلالة على الله: Yucيوش = الله. Ayucأيوش = الله. Ababayأباباي
المنظر الهوائي الجميل ،وهي ربوة في أعلى جبل أبي العباس (بوعميّد) على بعد 4 كلم من غرداية في أعلى المنحدر ،على طريق ورقلة ،يشرف المشاهد منها على مدن الشبكة الخمس ،في منظر بهيج ،تتراءى له الواحات حول كل مدينة في تناسق بديع وشبيه به من الناحية الشرقية ،في أعلى منحدر بوهراوة غير أن لكل من المنظرين صورته البديعة لتناسق المدن و الواحات .
كلما اقتربت مناسبة مولد النبي عليه السلام ينغِّص علينا البعض المناسبة تحت دعوى البدعة، وكأن احتفالات المجتمعات وفرحتها وتلاقيها تحتاج لدليل شرعي!
جميع المجتمعات تتخذ لنفسها مواسم ومناسبات وأعيادا تفرح فيها وترسخ اللحمة العائلية والاجتماعية، وقد كان في صدر الإسلام مناسبات هي امتداد للمناسبات الاجتماعية في العصر الجاهلي كوليمة الوكيرة والنقيعة والخرس والعقيقة وغيرها، والمجتمع المتدين يميل إلى أن يستلهم من ميراثه الثقافي الديني مناسبات، ثم انضم إلى ذلك في العصر المدني الأعياد الوطنية، وكلها وسائل ليحيى المجتمع ويتماسك وخاصة في الوقت المعاصر الذي طغت فيه المادية التي فككت المجتمعات.
وفي واد امزاب مثلا مناسبات اجتماعية عديدة ، بعضها ذو بعد ديني وأخرى أمازيغي، ومناسبات متعلقة بمواسم فلاحية وموسم التنقل بين الواحات والبلدة، وولائم جوارية (أنفاش) في الأحياء... وغير ذلك.
فللمناسبات فلسفة عميقة في ترصيص المجتمعات والدول، والبعد الديني قد يكون مجرد محفز ثم يأخذ بعده الاجتماعي، وحتى الملاحدة يحتفلون بالأعياد الدينية كالكريسماس لأنها فرصة للتلاقي وتوطيد العلاقات.
فرجاء من كان مصابا بعقدة الحرفية والسطحية فليزم بيته وليترك الخلق تلتقي وتفرح وتستذكر سيرة رسولها العظيم، وتمتع أسماعها بالأناشيد الشجية، ولْتتزين المدن والمساجد بالأضواء وليفرح الناس وليتزاوروا
أما ضوابط الاحتفالات وتوجيها من أن تخرج عن الأخلاق فهو أمر توعوي لا يختلف عن غيره من التوجيه .
لو لم يكن في هذه الليلة إلا فرحة البنات الصغيرات بلباسهن الجميل الأبيض لكفى به دليلا على مشروعية الاحتفال بهذه الليلة الغراء. فكيف وقد تلاحمت العائلات واجتمعت وتزاورت، وفرح الأجداد والجدات بلقاء أبنائهم وأحفادهم.
كان العهد التركي عصرا ذهبيا لتاريخ الجزائر، فقد أملت في الدولة الجزائرية أو المملكة الجزائرية أكثر من مائتي معاهدة على فرنسا وبريطانيا وهولندا والبرتغال وحتى على الولايات المتحدة الأمريكية. وقد استنجدت بهم فرنسا خوفا من غارات الإنجليز على سواحلهم الشمالية، ونزلت البحرية الجزائرية في ميناء "براست" الفرنسي ليحاربوا ويردوا غاراتهم. ولعل المؤرخين الذين يتحاملون على الاحتلال التركي للجزائر، متأثرون بالمؤلفين المتشبعين بروح القومية العربية وعدائهم لتركيا في الشرق. وقد أنصف الأستاذ أحمد توفيق المدني، والأستاذ مولود قاسم هذا العهد من تاريخ الجزائر بما يستحقه، ونحن نشاركهم هذا الرأي، وحتى المصادر القليلة في العربية أغلبها من اللغات الأوروبية سيما الفرنسية.
أما الميزابيون فقد كانت لهم في العهد التركي مكانة بارزة ومواقف مشهودة ومواقع مشهورة، نلخصها فيما يلي، والموضوع واسع مترامي الأطراف يحتاج إلى دراسة جامعية، شريطة أن يكون الباحث أو الدارس متضلعا في اللغات الأجنبية، فالمصادر الأجنبية متوفرة في الموضوع أكثر من المصادر العربية.
1 ارتبط الميزابيون بالدولة التركية معاهدة مبرمة سنة 1510م، وذلك لحماية تجارتهم وممتلكاتهم في مختلف أنحاء الجزائر الشمالية، وقوافلهم التجارية التي كانت تجوب مختلف أنحاء الجزائر بل حتى تونس والمغرب، فقد وردت في وثيقة 1853 فقرات تدل على ذلك.
ونستطيع أن نقول بكل فخر إن هذا الارتباط بالدولة التركية بالجزائر يعتبر أول وثيقة سياسية ربطت صحراء الجزائر بالجزائر عن رضى وطواعية قبل وصول الأتراك إلى بسكرة وتقرت، وقبل وصول صالح باي في الأغواط، فقد وصلها في 1775
2 موقفهم البطولي ضد الإسبان في معركة حسين داي سنة 1518، وقد استشهد كثير منهم في هذه المعركة، التي سميت معركة "كدية الصابون"، ولا تزال المقبرة التي دفنوا بها موجودة في حي "ليفيي" على ما قيل "حي المقرية" حاليا قرب حي حسين داي بالعاصمة.
3 موقفهم في نسف دار البارود، وقتل جميع ضباط الحملة الإسبانية، وقد استشهد في هذه الموقعة ثلاثون من الفدائيين، وهي موقعة "برج بوليلة" أو "قصر مولاي حسن" سنة 1541م، وتوجد في مخطط مدينة الجزائر في العهد الاستعماري عبارة Poudriere Mozabite.وقد أهدت لهم الدولة التركية بعد هذه الموقعة كثيرا من الامتيازات في بعض الحرف كالإشراف على المسلخ وعددا من الحمامات لا تزال إلى الآن ملكا للميزابيين. وقعت هذه الموقعة سنة 1541م، كما أحدثت وظيفة أمين الميزابين، يحضر المجالس الاستشارية كعضو كامل العضوية.
4 تلبيتهم لنداء الدولة التركية حين استنجدت بسكان الصحراء، عند نزول الفرنسيين في سيدي فرج سنة 1830، ولم يستحب غيرهم من سكان الصحراء، وبعثوا أربعة آلاف رجل، دافعوا في عاصمة الجزائر، وقد دفن بعضهم في "اسطوالي"، واستشهد معظمهم بالبليدة ومجدوفة، ومقبرتهم معروفة اليوم بالبليدة في طريق الشريعة.
وفي هذه النقطة قد يسال أحد الحاضرين: لماذا بعث الميزابيون أربعة آلاف رجل؟ وهو بالنسبة لعدد السكان في ميزاب يومئذ عدد كبير جدا، ربما كانت مثل معظم القوى الحية من الشباب، ولماذا لم يفعلوا مثل الآخرين فيحتفظوا برجالهم إلى وصول الجيش في الصحراء؟ وهو سؤال وجيه. وبعد التأمل نستطيع أن نجيب بما يلي، وهذا على حسب نظري:
-إنهم كانوا مرتبطين مع الأتراك معاهدة ولاء دفاع، ولم يسبق أن استنجد الأتراك بسكان الصحراء قبل ذلك، وقدروا هذه الاستغاثة وبعثوا أكثر عدد ممكن.
-إنهم كانوا ينطلقون في جهادهم من منطلق إسلامي بحت، يجاهدون لإعلاء كلمة الله، ولا يجاهدون من أجل التراب، فارتباط الإنسان بعقيدته أقوى من ارتباطه بأرضه.
-ربما لم يكونوا يتوقعون أن يمتد الاحتلال الفرنسي إلى الصحراء، فليس فيها ما يغريهم أو يسيل لعابهم، وقد سبق أن دامت دولة الأتراك ثلاثة قرون، ولم تدخل إلى الصحراء إلا في أواخر حكمها.
-ثم أنهم سبق أن هزموا الجيش الإسباني مرتين، فلم لا تكون هذه من تلك. والموقف الخالد الذي سجلوه في العهد التركي دفاعهم عن حاضرة قسنطينة، التي صمدت لجيوش الاحتلال سبع سنوات، وزادوا أياما بعد أن استلمت حامية قسنطينة، وتحيز أحمد باي إلى الأوراس عند أخواله آل بن تانة.
ويقال إنهم اشترطوا بعد إيقاف إطلاق النار أن لا يسلموا سلاحهم، وأن لا يدخل الجيش الفرنسي القسم الذي كانوا يدافعون عنه لنهب أو سلب أو انتهاك للمحرمات، مما جعل عائلات قسنطينة والبيوتات الكبيرة فيها يبعثون بكل نسائهم إلى تلك الأحياء حفاظا على سلامة أعراضهن، ويقال تعليقا على ذلك: إن إحدى عقيلات ابن لفقون هي التي حبست مقبرة الميزابيين بقسنطينة على الميزابيين اعترافا بجميلهم في هذا الميدان، وإن كان هناك من يقولون إن هذه المقبرة حبست على الميزابيين بعد أن طردهم صالح باي من حاضرة قسنطينة، وموقف الولي الصالح بوحجر صاحب زاوية الخروب. فقد التجأوا إلى هذه الزاوية واستقبلهم مقدمها المذكور أحسن استقبال، وطلب منهم أن يقيموا حتى يخاطب صالح باي في الشأن. فركب فرسه، ودخل قسنطينة وجمع أعيانها، واجتمعوا بصالح باي وطلبوا منه إرجاع الميزابين إلى ممتلكاتهم وحركاتهم الاقتصادية، فقبل التراجع عن قراره بعد أن هددوه، وأهدى لهم الشيخ ابن لفقون هذه المقبرة بعد رجوعهم وعودهم لممتلكاتهم.
ولو كنا نملك وثيقة التحبيس هذه لرجحنا بين الروايتين السابقتين، فالتاريخ وحده يكفي للترجيح، لأن جميع من سبقونا متفقون على أن مقبرة قسنطينة التي وقعت فيها خصومة بين الميزابيين وبلدية قسنطينة 1927 و1937 هي وقف من عائلة إبن لفقون للميزابيين الإباضية:
فلسنا نقصد هذه المسامرة الاجترار، بقدر ما نقصد الاعتبار بما بذله آباؤنا على قلة إمكاناتهم، وتقصيرنا مع توفر إمكانياتنا. والمثل الميزابي يقول " وَازْدَجِينْ الوَالْدِينَس إلْعَقْبَتْ أَتْيَالِي"
وأخيرا أرجو من أبنائنا الجامعيين أن يستعدوا للإسهام في ميدان بعث التراث في إطار "جمعية التراث" كما أرجو من شبابنا العامل الجاد أن يبذل التضحيات المادية الموازية لجهود الباحثين والكتاب والمؤلفين والدارسين، فليست التضحية وقفا على العلماء والمثقفين وحدهم، بل واجب شبابنا العامل أن يسهم بأكبر جهد مادي في هذا الميدان، ليوفر للعالم ما يشجعه على المضي في أداء رسالته حتى تلتقي جهود الجميع على بعث هذا التراث الخالد، إذ قال الشاعر:
إذا الحمل الثقيل تعاونته أكف القوم هان على الرقاب
وبهذه المناسبة يطيب لي ونحن في ليلة من ليالي شهور الرحمة أن أترحم على جميع الذين سنذكر عينات من جهادهم وأخص من بينهم الشيخ أبا إسحاق أطفيش والشيخ الباروني والشيخ أبو اليقظان والشيخ صالح بن يحي آل الشيخ. فكل واحد أبلى البلاء الحسن في سبيل إعلاء كلمة الله ورفع سمعة الميزابيين في الميادين العالمية.
وقد تعرضوا لمحن لا تقوى على تحملها إلا النفوس المؤمنة المخلصة التي جعلت غايتها الجنة ورضوان الله. رحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهم فردوس الجنان ومتعهم بالفوز والرضوان، ولكل واحد قصة من واجبي أن أرويها لأبناءنا ليأخذوا منها دروسا وعبرا، وستكون لهم حافزا لما يطلبه منهم مستقبلهم المشرف في سبيل الاستمرار على درب أولئك الأبطال المغاوير ولكن بعد نهاية المحاضرة، أو في فرصة أخرى، فقد لا يسمح وقت المحاضرة بكل ذلك.
------------------------------
(01) المصدر: الشيخ القرادي آثاره الفكرية. ص144-176.
أرى من واجبي قبل أن أبدا في هذه النقطة أن أوضح ملاحظة جديرة بالاعتبار، وهي أننا إذا قلنا "الميزابيين" لا نعني بالكلمة كل الميزابيين. ففي المواقف السابقة، في العهد التركي، كانت الأعمال والمواقف تصدر عن القيادة الجماعية لسكان ميزاب، كما رأينا ذلك في رسالة العزابة لداي الجزائر.
أما في هذا الفصل، وهو فصل المقاومة، فمن أمانة التاريخ أن نذكر مشاركتهم في المقاومة في مختلف نواحي الجزائر ولكننا لا نعني بكلمة الميزابين كل الميزابين أو أغلب الميزابين، فنحن إلى حد الآن لا تملك مصادر تثبت اتفاقهم كلهم على دعم المقاومة وإن كانوا في مجموعهم مندفعين من منطلقهم الديني في معركة الكفر والإيمان، ولذلك نجدهم شاركوا أفرادا وجماعات في أغلب المقاومات والانتفاضات وابتداء من الأمير عبد القادر بطل المقاومة الشعبية إلى يوم استقلال الجزائر.
1.فمع الأمير عبد القادر، كانت جماعة معتبرة منهم أمين خزانته السيد أميني الحاج، من بني يسجن، كان في قصر الشلالة، ثم كاتبه اليد الحاج باي أحمد من مليكة، حضر معه في "معاهدة التافنة".
2.مشاركتهم في ثورة بن زعمون، بنواحي البليدة.
3.مشاركتهم في ثورة المقراني، والشيخ الحداد، وقد استشهد أحد الأبطال، يسمى بولنعاش باحمد، من غرداية أمام داره بمجانة، قرب برج بوعريريج.
4.وفي ثورة الشيخ بوعمامة، وأولاد سيدي الشيخ كانت إعانتهم كبيرة سيما في العتاد والسلاح، وهذا التأييد كان من أسباب استيلاء الفرنسيين على ميزاب في سنة 1882. ورسالة الوالي العام "جول تيرمان" تذكر ذلك، وكذلك رسالة الكومندان "ديبري" إلى مسؤوليه، حين يذكر الأسباب التي دعته إلى الزحف على ميزاب، وتركيز حمية هناك، يقول: "إن ميزاب يسمى عند سكان الصحراء خزان البارود " le grenier de la poudre"لأن قوافل الميزابيين كانت تجلب ملح البارود والكبريت من الجنوب التونسي، فيصنعونه بارودا ويمدون به جميع جيوب حرب المقاومة في الصحراء، فهم قد عقدوا معنا معاهدة في سنة 1853م فهم يمسكوننا بيد، ويمدون المقاومة بيد أخرى ولذلك قررنا الزحف على غرداية لنتمكن من مراقبتهم أو ما في معنى ذلك"
ولا نريد أن نستمر في سرد جميع المشاركات، لكيلا نطيل عليكم.
-----------------------------
(01) المصدر: الشيخ القرادي آثاره الفكرية. ص144-176.
(plur. izeṭṭwan) Infra, selon la numérotation adoptée, ce petit vocabulaire dumétier à tisser azeṭṭa (attesté dans le Mẓab, Algérie) avec sa traduction en souhaitant avoir leurs correspondances dans vos variantes. Tinemmirin...
تاخباشت هي كلمة بالمزابية تعني كل هذه المعاني التضامن، التكافل، التعاون، التآزر والتكاتف. فهي تعادل [أتويزَ] عند الرجال لبناء بيت أو جني التمور وغيرها من العمال التي تحتاج إلى تعاون تعتبر صناعة النسيج من الحرف التي تحتاج إلى عمل جماعي ولا تستطيع المرأة أن تقوم بها بنفسها، لهذا تعقد النساء بهذه المناسبة [تاخباشت] اجتماعات خاصةلصناعة الصوف وتتعاون في إعداد المسدة أزطّا.....
لعل الذى أوحى إلى الإنسان القديم بنسج الخيوط هو ما شاهده في الألياف الطبيعية النباتية، التي قلد عليها سيج الحصير الذي ظهر في التاريخ قبل نسيج الصوف والشعر ثم القطن والحرير. ولم يلبس الإنسان في البداية ثياباً منسوجة بل مصنوعة من جلد ....
لقد استعمل الأمازيغ الصوف في صناعة النسيج منذ زمن بعيد، واشتـُهروا بلباس الصوف من عصر الرومان، ويبدو أنهم فضلوه بالرغم من أنهم عرفـوا غيره من مواد النسيج. إن المزابيين كانوا قد عرفوا خصائصه أحسن معرفة، فأعضاء العزابة وإيروان لا يزالوا يرتدون الجرد الصوفي [آحولي] إلى يومنا هذا ويرتديه العريس كذلك في بعض قصور مزاب، أما عامة الناس فيرتدون العباءة الصوفية [تَقشّابيت] فكان يستعملها الرجل قديما في....
إيجيج جمع إيجاجن هي قطعتين حديديتين طولها حوالي 60 سنتمتر وقطرها حوالي 5 سنمتمتر تشبه المسمار ذات رأس مدبب حيث يغرس في وسط الدار لعملية آفلا. آفــــلا هي عملية إعداد خيوط (أوستو) التي تكون فيما بعد عمودية في المسدة آزطا....
لتحضير المنسج أوالمسدة آزطّــــا لابد من المرور بمرحلتين أساسيتين وهي آفــلا د آسونض ن آزطـَّـا، آفــلا هي عملية إعداد خيوط (أوستو) وبناء آلية خبال المنسج حيث كان يغرس في وسط الدار قطعتين حديديتين تسمى بالمزابية [إيجيج]، و تفصل بينهما مسافة بقدر طول النسيج الذي يراد نسجه مع...
مكونات آلـــــة صناعة النسيج آزطــّـا [النول العمودي]
لم يكن يخلوا بيت في وادي مزاب من أدوات صناعة الصوف ولا آلـــــة صناعة النسيج، وتعتبر صناعة النسيج من الصناعات اليدوية التي تمر بمراحل مختلفة وتحتاج في نفس الوقت إلى عديد من المعـدات والأدوات حتى نحصل على منسوج كامل وجاهز للاستعمال، ولقد...
لقد حافظت المرأة المزابية على استمرارآزطّا في مختلف الضروف، وذلك لارتباطها بالتقاليد الاجتماعية. وعلى الأجيال الصاعدة المحافظة على وجودها في المستقبل، فالتقاليد أصبحت مهددة بالانقراض وذلك بسبب التغيرات السريعة التي يتعرض لها المجتمع المزابيفي الوقت الحاضر.لذا وجب علينا محاولة توثيق هذه الصناعة التقليدية و...
بعد الأنتهاء من عملية نسج القطعة حسب الطول الذي تحددته النساجة، تصبح جاهزة للقطع، ونزع المنسوج الملفوف على قطعة الخشب [أفجّاج] المكونة للهيكل الخشبي، وتسمى عملية قطع المنسوج [آنــكــاض]. يفضل في القطع البدأ من...
كانت ومازالت صناعة النسيج في بلاد الشبكة موجودة في كل بيت حتى وقنتا الحاضر، فاغلب بيوت وادي مزاب في كل القصور تنصب فيها المناسج العمودية المتميزة، وتستخدم المناسج في إنتاج عديد من...
آغـمـبز نّغ آسبمــبش [آغـمـبوز] وهو مصطلح في اللغة المزابية يطلق على شق في آحولي تنظر منه عين المرأة.أما كلمة [آغـمـبز] أو [آسبمــبش] هو فعل يعني وضع المرأة لحافها على...
هو لحاف كبير من الصوف الابيض والاشخاص الذين يستعملونه سواء كانوا ذكوراً أو اناثا فانهم يتغلفون فيه من القدم الى الرأس قطعة واحدة وهو من ذلك القماش الصوفى الخشن الثقيل ويربطون كل ثناياه في عقدة الصدر. لم...
إسم أمنديل من الجانب اللغوي حسب الجذر "دل" "منـ...+....ـديل" يستعمل للتغطية سيدل / دل / أيدول.إن "تامنديلت" هو تصغير لـ "أمنديل" وهي منسوجات صوفية يستعمل إما لتغطية أو للحمل بعض الأطباق التقليدية. وأمنديل أو تمنديلت يمتاز عن...
يتميز أهل مزاب بصناعة الألبسة التي تستخدم في احتفالات الميلاد والبلوغ والختان وغيرها من المناسبات. يحتاج المولود الجديد العديد من الوازم في أشهره الأولى مثل قطعة فراش وغطاء ووسادة صغيرة من...
ذكر انه السحاب الذي يطلع جنوبي شرقي إلى شمالي غربي خطير وهو كذلك بالنسبة للامطار التي تسقط في الشمال الغربي خطيرة على واد مزاب وهذا ما حدث في الكثير من الأحيان ففي سنوات الخمسينات وعلى ما يذكر في في سنة 1958 كان هناك فيضان بالواد دون أن تسقط قطرة مطر عندنا وكان في شهر أكتوبر بينما كان الفلاحون على جذوع النخيل يقطعون الغلال جأتهم المياه وكلها جليد وبرد (تبروري) فغمرت كل شيء وبقوا في أماكنهم لساعات طويلة. وعليه أرجو من الناس الذين يقطنون في مجاري المياه التفطن وأخذ الحيطة دون التهويل والتهريج لأن هناك كابح المياه بلعذيرة والضاية غير أن الخطر قائم خاصة وان الامطار قوية هطلت في معظم الشمال الغربي منها الأغواط وحاسي الرمل .
*إذا كانت أية معلومة حول الامطار في النواحي المشار إليها (الأطلس الصحراوي) يرجى الإعلام بها ولكم جزيل الشكر والامتنان
وعندما تكون مقابل القبلة لتصلي أدر قليلا يسارا ثم توقف عن يمينك ، هو الجنوب عن يسارك الشمال من ورائك الغرب أمامك هو الشرق الآن إثبت نفسك كما أنت وجهتك دائما نحو الشرق فالمكان الذي مابين الشرق والجنوب بدرجة 45 هو الجنوب الشرقي تبقى دائما في مكانك المكان ما بين الشرق والشمال أي ما بين ماهو أمامك وما بين يسارك هو الشمال الشرقي وما بين الجنوب والغرب هو الجنوب الغربي ومابين الشمال والغرب هو الشمال الغربي
وأذكرك بأن الخطر دائما قائم لماذا ؟؟ لأن الفرنسي الذي وضع خريطة التساقط والاودية في واد مزاب أخبر الناس آنذاك أن هناك أودية عشرية كل عشر سنين واودية خمسينية كل خمسين سنة وأودية مئوية كل مئة سنة وأودية ألفية كل ألف سنة وهذا بناء على دراسة ممحصة ودقيقة جدا
وعليه فالخطر قائم والحذر واجب فلدينا عشر سنين من 2008 تزيد أو تنقص.
وذكر في دراسة للرائد روبان 1884 "مزاب وإلحقاه بفرنسا" الكثير من المعطيات الخاصة بالمنطقة.
ان الضباط الفرنسيين المكلفين بدراسة وبناء الثكنة العسكرية " التي حولت بعد الاستقلال إلى ما يسمى بنزل الرستميين" لم يتفقوا بخصوص اختيار المكان المناسب لها وتوجد وثيقة في هذا الموضوع وهي مراسلة موجهة إلى الحاكم العسكري بالأغواط مضمونها:
"لا يمكن أن نبني في مجرى الواد ثكنة عسكرية فقد تتعرض المنطقة كلها للفيضان "
وذكر في هذه الدراسة حول مجرى واد مزاب والمياه التي تأتيه من بعيد أن المياه يمكن ان تغمر كل المنطقة ولا يبقي إلا أقل من متر من صومعة المسجد العتيق بأعرقوب .
إن المحيط فيما نعتقد لا يقتصر على المحيط المادي فقط كما يسعى إليه المعماريون المعاصرون. لقد حرص الأوائل على تكوين محيط بشري فكانت المجموعات البشرية التي بدأت التخطيط والتعمير منسجمة فيما بينها وفي علاقتها، إما لأنهم من عشيرة واحدة أو من عشائر متآخية كأن تكون منتمية إلى جدٍّ واحد وإن..
يتميز المجتمع الامازيغ بشمال افريقيا مند القدم بإعتماد أنظمة إجتماعية غاية في العدل و المساواة لتنظيم شؤون المجتمع و مختلف العلاقات الإجتماعية والإقتصادية بين افراد المجتمع الامازيغي ، وكانت هذه الانظمة الاجتماعية ذات طبيعة ديموقراطية وقائمة على المساواة قبل شيوع مبادئ وقيم الديموقراطية الحديثة في......
مشاركة المرأة المزابية في الثورة التحريرية الكبرى كلمة إلى المرأة المعلِّمة نور القلــم: كتابات أدبية عن المرأة المزابية فيديو الشيخ أولاد أعماره عن الدور الحضاري للمرأة...
تُعتبر هيكلا أساسيا وحيويا في كل قصر من قصور مزاب، وتكون تحت إشراف المقاديم وهم كبار العرش، كما جاء في اتفاق أهل غرداية سنة 1796م "اتفقوا على خمسة رجال منهم، ثلاثة مقاديم، وأمينان بأيديهما المفاتيح" ومن أهم مصادر الخزينة هي "الخطايا" أو الغرامات المالية التي تفرض على مرتكبي المخالفات والجرائم طبقا لقانون المدينة، وكذا المساهمة المفروضة على كل صاحب واحة منتجة، وكذا...
إن تلك التغيرات تعتمد في معظمها على الطقس. نهاية جوان (حزيران) وبداية جويلية (تموز): نحن نترقب بخوف وصول فترة أساسية في روزنامتنا الفلاحية، إنها فترة الهواجر، وهو الاسم الذي يطلق على أشد أيام الصيف حرا، وهي تدوم أربعين يوميا، وتمتد من العاشر جويلية (تموز) إلى العشرين من أوت (آب)، إنها الفترة التي تحدد مسار النضج ونوعية الغلة، وقد تبدأ الهواجر مبكرا بأسبوع أو أسبوعين حسب الأعوام، وفي هذه الحالة قد تضيع كميات كبيرة من البلح. في 2010 أتلف ما مقداره خمسون من المائة بلحا لدى بعض الأصناف.
إذا استمرت الوديقة طيلة فترة الهواجر تسارع الأرطاب، لكن النوعية تكون غير مرضية، لأن البلح الذي يحثه الحر لن يكون لديه الوقت ليكبر، والفترة التي يكون فيها بلحا، أي فترة النمو، تكون قصيرة جدا.
تكون النخلة خلال قيظ الصيف في أوج نشاطها، إنها تسوق غلتها نحو النضج وتنجب - في الوقت ذاته - الأعضاء التي تحدد ثمارها مستقبلا، فهي تشرع في إخراج سعف جديد وإرسال قناباتها، وتواصل نموها نحو الأعلى. إذا ظل الحر متواصلا دونما انقطاع فإن الاستطالة ستنشط لا محالة وستستحوذ على جزء مهم من النسغ الموجه للتمر في العذوق. في هذه الحالة ستصاب العذوق الأكثر انخفاضا بسوء التغذية وستعطي تمرا هزيلا ومتغضنا وجافا ومبتذلا.
سيكون هذا الحادث الفيزيولوجي مميزا إذا انضافت إلى الحرارة الشديدة عمليات سقي مفرطة، ويقال عن هذه النخلة إنها أصبحت "مسعورة". هناك أصناف أقل حساسية لهذه الظاهرة مثل " ادًالْتْ" و"تَامَزْوَارْتْ نتَلَاتْ"، كما أن هناك أصنافا أكثر حساسية "إِغَسْ أُوطْشِيضَنْ" (الغرس). وعلى العموم فإن النخيل من الصنف نفسه قد يكون، كل واحدة على حدى، ذا حساسية خاصة للحرارة، وتتخلى عن الغلة الصالح النمو، ولهذا فإني أحاول أن أسويها بالاحتفاظ بعذوق غير مؤبرة، وهذه العذوق التي تنمو دون إلقاح تبقى خضراء من ماي (ايار) إلى جانفي (كانون الثاني). إنها ستمتص النسغ وتبطئ النمو النباتي.
بعد فترة الهواجر تشرع درجات الحرارة ليلا في الانخفاض بلطف، وهذا المدى الحراري بين الليل والنهار حاسم بالنسبة لجودة التمر، وبدونه سنحصل على تحمر "لفَحَهُ " الحر، ويكون جافا وله تماسك كتماسك البلاستيك. وعموما كلما كان مسار الإرطاب مترويا كانت الغلة أجود.
كيف نسقي النخيل في الصيف(02)
..أثناء فترة الهواجر تتشكل قنابات غلة الموسم القادم، غير أنه لا يمكن رؤيتها بعد. أي نقص في الماء سيكون وبالاً على غِلة العام الحالي والتالي، وخلال أربعين يوما فإن وتيرة السقي تقتضي أن يكون مرة كل يومين.
إذا انقضت هذه الفترة يرجع إلى وتيرة سقيين في الأسبوع، أو سقي واحد حسب نوع الأرض والوضعية الجغرافية للبساتين، ففي ضواحيها وبجانب الهضبات الصخرية التي سخنتها الشمس تكون الحرارة أشد والأرض أقل عمقا، فأسقي بالتالي مرتين كل أسبوع، وفي وسط البساتين، حيث الأرض أكثر عمقا وأكثر احتفاظا بالماء، أخفض وتيرة السقي إلى مرة واحدة أسبوعيا.
إن النضج لا يتطلب الكثير من الماء، وعلى النقيض فإن الماء الزائد يسمح بسيلان شراب الثمار وتعفنها. علاوة على أن التمر الناضج إذا سقي بإفراط سهل انفصاله عن الشماريخ، ويضيع منه الكثير بمجرد هبة رياح.
على الفلاح أن يأخذ حذره من السقي العشوائي، فإذا عطشت النخلة مال التمر إلى التيبس، لكن العودة إلى سقي مفرط يسبب تورما للثمار. في هذه الفترة القائظة، يخشى الزارع نهارا الصدمة الحرارية الذي قد يسببها الماء المنعش على الجذور السطحية التي سخنتها الشمس، كما أن ضياع الماء بسبب التبخر يكون معتبرا، وعليه يجب أن يتم السقي بين السادسة مساء والثامنة صباحا، كما أن البعض يسقون في الليل والبعض في الصباح الباكر. ما أقصر ليالي الصيف على زارعي النخيل في الواحة!
----------------------------------------------
(01) كتاب نخلة التمر يوميات يرويها عاذق، نورالدين بن سعدون ونورالدين بولحواط. ص54
(02) كتاب نخلة التمر يوميات يرويها عاذق، نورالدين بن سعدون، نورالدين بولحواط. ص69.
الكتاب كما يظهر من عنوانه وجيز يعنى بالنحو والإملاء الأمازيغيين مع الكثير من الأمثلة التوضيحية وفوائد جانبية جمة وضعه مؤلفاه لغير متحدثي الأمازيغية أو الأمازيغ الغير متقنين للقراءة باللغة الأمازيغية. سهل وفي متناول الجميع.
لتعم الفائدة من مؤلفهما قررا أن تكون الكتابة فيه بالحرف اللاتيني لما فيه من ميزات علمية (حسب المؤلفان) وكذا الشرح بالعربية لتصل الفائدة للجميع وحلي الكتابة وصيغ بأمثلة واقعية ومتداولة وأهم شيء قام به المؤلفان هو تجنب أسلوب المقارنة بين اللغات.
قسم الكتاب إلى ثلاث أقسام وهي:
الباب الأول: قواعد الكتابة من تشكيل الحروف حتى صياغة الجملة.
الباب الثاني: يتضمن جملة من المفردات وبعض الحكم والأمثال والنصوص للتدريب على القراءة.
الباب الثالث: يتعلق بقواعد النحو التي تتحكم في تشكيل الجملة وترتيب عناصرها من اسم وفعل وأداة.
الكتاب يتألف من 178 صفحة يختصر فيه المؤلفان ببراعة مجهود مجلدات بحذافيرها.
متى ينبري أحد ابناء نفوسة ليقدم لنا مجهود بهذا الحجم والأهمية؟
اليونسكو وادي مزاب محمية ثقافية وجزء من التراث الإنساني العالمي
Unesco
حــضــارة مْــــزَابْ
عام 1985 أعلنت اليونسكو أن وادي مزاب هو محمية ثقافية وجزء من التراث الإنساني العالمي أن هذا المكان هو واحد من 60 مكانا صنفتها اليونسكو تراثا إنسانيا عالميا يجب عدم المساس به.
القطاع المحفوظ(1)
يقع وادي مزاب في منطقة شمال الصحراء الجزائرية، وهي عبارة عن هضبة صخرية "حمادة"، ويتميز المنظر الطبيعي بمساحة صخرية شاسعة متكونة من صخور عارية. وقد تأثرت هذه الهضبة بعوامل التعرية والتآكل في بداية الحقبة الرابعة حيث قسمت إلى تلال ذات قمم مسطحة مشكلة بذلك شعابا ووديانا. ويسمى المجموع بالشبكة بسبب تشكيل الوديان وتشابكها. ويقطع وادي ميزاب هذه الشبكة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.
وتقع غرداية، المدينة الرئيسية، على بعد 600 كلم جنوب الجزائر العاصمة. فهي عاصمة الولاية التي تحمل إسمها. وتمتد على طول وادي ميزاب على مسافة 25 كيلومترا.
مرت ولاية غرداية بمراحل تاريخية مختلفة، بدءا بعصر ما قبل التاريخ، مرورا بالعصر الإسلامي ووصولا إلى يومنا هذا. وتعتبر أغلبية الآثار والمعالم التي تشهد على تلك الحقبات الزمنية في حالة مقبولة. فبفضل ثرائها التاريخي وقيمها الثقافية التي تميزت بها المنطقة، خاصة وادي ميزاب، فقد تم تصنيفها ضمن "التراث الوطني" من قبل الدولة الجزائرية (سنة 1971) وصنفت من قبل اليونسكو في 1982 ضمن "التراث العالمي"، كما صنفت كقطاع محفوظ عام 2005 .
يضم وادي ميزاب قصور وواحات، والتي تتميز بطابعها العمراني الرائع والفريد من نوعه.مما يمنحها قدرات وإمكانات سياحية واقتصادية هائلة.
شهد الوجود البشري في منطقة وادي ميزاب مراحل تاريخية متعددة، بدءا بعصر ما قبل التاريخ، مرورا بالعصر الإسلامي. والتي خلفت آثارا لازالت قائمة إلى يومنا هذا.
في ثلاثة قرون ونصف، أي من القرن الحادي عشر إلى القرن الرابع عشر، عرف وادي ميزاب نموا عمرانيا أدى إلى إنشاء القصور الخمسة وهي: العطف، بنورة، غرداية، بني يزقن ومليكة. كل قصر يشمل على واحة ونظام للري ومقابر. ونظرا لعزلته عن العالم الخارجي وتميزه بخصائص اجتماعية، دينية، اقتصادية، ثقافية ولغوية، استطاع الميزابيون أن يقفوا أمام جميع أشكال الغزو الثقافي والاجتماعي لمدة عشرة قرون.
واد مزاب إرث عالمي(3)
لقد أدرجت منظمة اليونيسكو واد مزاب ضمن التراث العالمي وهذا منذ سنة 1982، وترى هذه المنظمة أن مناظر واد مزاب التي تعتبر متحفا طبيعيا يمتد على طول حوالي 2 كم ويحتوي منذ القرن العاشر على عدة قصور، وهي مدن محصَّنة بقيت على ما يبدو على حالها وتذكر منظمة اليونيسكو أنه " منذ القرن الحادي عشر إلى غاية الخمسينات من القرن العشرين بقي وادي ميزاب محتفظا تقريبا بنفس نمط السكن وتقنيات البناء التي يفرضها المحيط الثقافي الخاص وضرورة التأقلم مع الوسط".
وتعتبر المنظمة أن الهندسة المعمارية لمزاب في بساطتها وتشكيلتها الملائمة للبيئة وللبنية العائلية، كما أنها كانت مصدر إلهام للمعماريين الحديثين مثل "لوكوربوزييه" الذي يعتبر مهندس معماري القرن.
وقد استلهم هذا الأخير من ضريح سيدي إبراهيم بالعطف لبناء كنيسة "رومشان" المشهورة في منطقة "لي فوج" الفرنسية، وقال المهندس المعماري "رافيرو" صاحب كتاب "ميزاب درس في الهندسة المعمارية": "عندما أذهب إلى وادي مزاب أتأمل وأصمت".
ولتبرير القيمة التراثية وطابع "الموقع المحمي" لوادي مزاب، تشير اليونيسكو إلى المجموعة المكونة للمدينة التي تشكل فيها بساتين النخيل نمطا معيشيا صحراويا يعتبر طابعا خاصا من حيث وحدة البنية ودقة التنظيم.
"إن القصور الخمس للوادي ومعالمها السابقة تشكل مجموعة متناسقة هي علامة حضارة قائمة ومتمدنة في الصحراء تعبر عن ثقافة خاصة حفظت عبر القرون بسبب عزلتها".
وتضيف اليونيسكو، أن "اختيار الوسط الوعر يستجيب لدفاع ملائم سواء من حيث التنظيم الاجتماعي وبناء المدينة والسكنات. كما أن مبدأ المساواة درس في أدق تفاصيله قبل بناء المدينة التي هي عمل جماعي" وهي "هندسة معمارية دون مهندسين معماريين تحتفظ بقيمة كبيرة وتحمل دروسا وعبر قيمة بالنسبة لهندسة اليوم وهذا من حيث تلاؤمها المحكم مع الوسط وبساطتها وصفاء حصونها".
المعالم المصنفة من طرف اليونيسكو في مزاب(3)
يبدو منظر وادي مزاب الذي تأسس في القرن العاشر وكأنه لا يزال على حاله. وقد صُمّمت الهندسة المعمارية لمزاب، وهي بسيطة وعملية ومتكيّفة تماماً مع البيئة من حولها، للعيش في الجماعة مع احترام البنى العائلية. إنها مصدر وحي لعلماء التنظيم المدني اليوم.
لذلك قامت منظمة اليونيسكو باتفاقية حفظ المناطق الأثرية الموجودة في مزاب وتصنيفها ضمن التراث العالمي الإنساني، ويحتوي سهل واد مزاب على أزيد من 25 منطقة أثرية مصنفة من طرف اليونيسكو.
وفي الجدول التالي نذكر هذه المناطق الأثرية مرتبة حسب القصر ثم المساحة:
هو عطر تقليدي في شكل سائل يستعمل لتعطير غرفة العروس خيث ترش به زرابي الغرفة حيث يساعد على الإطالة من عمر البخور، ويستعمل أيضا لتعطير العروس ذاتها حيث يرش على ضفائرها قبل نثر ئيفوحان عليه
طريقة إعداد بخبوخا :
نضغ عقاقير "روايح نتكروايت" -تكرننويت، الباشولي، الورد، الريحان- في الماء لمدة 24 ساعة ثم نصفي الماء من العقاقير ونضعه في قنينة من زجاج ونضيف له "إيفوحان" ومجموعة العطور التقليدية كـ بوماريا وبومبيا و ملكة سبأ و السبع زهور و ريف دور وكذلك لعنبر ولمشت....
نغلقها بإحكام ونضعها في مكان معتدل الحرارة لأيام .
المزابي عموما رصين ونشط ومجتهد. بذل جهودا ضخمة، ومثابرة لا مثيل لها، لتحقيق النتيجة التي تمّ بلوغها في هذه المنطقة (مزاب). لا يسعنا -في الواقع- أن نمنع أنفسنا من صدمة الإعجاب عند رؤية الإبداعات الرائعة التي هي نتيجة عمل استثنائي لعدّة أجيال، في منطقة من أكثر المناطق جفافا وفقرا، والذي يشهد وضع صيانتها الجيّد على روح المثابرة في هذا الشعب، وعلى نشاطه الذكيّ.
بعض خصال بني مزاب
أ ـ المواظبة على العبادات :
عملا بمبدأ المذهب الإباضي القائل بأنّ الإيمان اعتقاد إقرار و عمل, و أنّ من مات على كبيرة يخلد في النار, فإن المزابي و المزابية يُنشآن منذ البلوغ على تطبيق التعاليم الإسلامية, خاصة ما يتعلّق بالطهارة و الصلاة و الصوم, و عدم اختلاط الجنسين. و يتطلّب ذلك من المجتمع توفير حد أدنى من الثقافة الدينية , تضطلع به المدارس الحرة للفتيان و الفتيات و دروس الوعظ و الإرشاد في المساجد و مناسبات الأفراح و الأتراح
ب ـ الأمانة :
لعلّ الخصلة الحميدة الوحيدة التي يعترف بها الجميع لبني مزاب, أصدقاؤهم و خصومهم, هي خلق الأمانة. لقد باتت هذه الصفة من الصفات المتوارثة عبر الأجيال, و لا عجب ! إنّ المرأة المزابية حين تودّع ابنها للسفر إلى التجارة في الشمال كانت توصيه وصيّتين جليلتين : حافظ على صلاتك و حافظ على أموال الناس.
الوصية الأولى تضمن له صلة طيّبة مع خالقه, و الوصية الثانية تضمن له علاقة طيبة مع الخلق. لقد ضرب بنو مزاب أمثلة رائعة في الحفاظ على الودائع و أداء الأمانات إلى أهلها.
ج اعتماد على النفس :
إنّ وادي مزاب قديما و حديثا لم يعمر بالاتّكال على الغير. إنّما عمره أبناؤه بسواعدهم و مثابرتهم و تكاتفهم و صبرهم و حبهم لوطنهم. فقد كانوا يغتربون للعمل و الكسب قصد إحياء واديهم و إعالة ذويهم, مضحّين بكلّ الكماليات, يكدون سنوات دون أن يخطر ببالهم أخذ عطلة أسبوعية, أو التمتّع بنزهة على شاطئ البحر أو تحت ظلال غابة من الغابات في الجبال.
د ـ خدمة اللغة العربية:
إنّ بني مزاب يتعلّقون باللغة العربية باعتبارها لغة القرآن, اللغة التي اختارها الله تبارك و تعالى لمخاطبة عباده في آخر الرسالات, وباعتبارها لغة سيّد الخلق محمّد صلى الله عليه و سلم, و هم بتعلّمها و إتقانها, يتعاملون مباشرة مع النصوص الشرعية الإسلامية.
وقد سخّر علماء بني مزاب مواهبهم لخدمة هذه اللغة و قواعدها, و سطع في سماء الثقافة العربية أُدباء كبار أمثال مفدي زكريا وصالح الخرفي و غيرهما.
لا يَسمح نظام التكافل الاجتماعي للمزابيين بتفشي البطالة بين شبابهم، إذ تعد التجارة شغفَهم الدائمَ، ولهم فيها براعات والتزامات وفنون، سواء داخل تجمعاتهم السكنية التي تستقطب معظم السواح الذين يقصدون الجزائر، أو في الولايات الأخرى التي لا يخلو شارع فيها من محل تجاري يسمى "محل المزابي".
يجمع الجزائريون على اعتبار هذه المحلات التي يشرف عليها مواطنون من مزاب، فضاءات نظيفة وخدومة وبشوشة وخالية من الغش وعبارة "لا يوجد" التي تعشش في المحلات التي يشرف عليها مواطنون من غير المزابيين.
"المزابي، لا يحدث أن يغلق محله خارج أوقات الصلاة، ويفتحه باكرًا ويغادره متأخرًا، ويستقبل زبونه بحفاوة تشعره بإنسانيته، ويعرض عليه سلعه كلها، ولا يتذمر من تقليبه لها، حتى إن كان ذلك من باب الفضول، ولا يميز بين الزبائن مهما تفاوتت مقاماتهم، فهو يبدأ دائمًا بأول الداخلين، ثم الذي يليه، والأهم من هذا كله، أنه لا يصدمك بعبارة "ما عنديش"، فهو يجلب كل عناصر التجارة التي يتخصص فيها، وإن حدث أن نفذت عنده في تلك اللحظة، فإنه يسارع إلى محل آخر ليجلبها بنفس السعر".
في المقابل، يلاحظ في بعض المحلات غير المزابية: "الصحو من النوم بعد أن تستوي الشمس في السماء، فتح المحل بكثير من التثاؤب والكسل، عدم مرافقة الزبون إلى داخل المحل، وإن كان الغرض المطلوب ذا سعر زهيد، فهو يلجأ إلى عبارة "ما عندناش"، حتى لا يكلف نفسه عناء إحضاره، وهي عبارة تتكرر حتى فيما يتعلق بسلع تعد من ضروريات المعيشة، مع قلة الحفاوة بالزبون، وكأنه جاء متسولًا".
هذه المقارنة تذكرنا بأخرى أجراها الكاتب الفرنسي غي دو موباسان في كتابه "رحلة إلى بلاد الشمس" الصادر عام 1881، بين التاجر اليهودي في الجنوب الجزائري والتاجر المزابي: "لا يتعامل اليهودي في كل الجنوب إلا بالربا وبكل الوسائل الخسيسة الممكنة، أما التجار الحقيقيون فهم أهالي مزاب، يلاحظ المرء عندما يصل إلى قرية ما في الصحراء، فجأة أن عرقًا مختلفًا استولى على مجريات الأمور".
ويبرر أحد التجار المزابيين تفاني المزابي في تجارته وإخلاصه لزبونه، بكونه "يرى أنه تعاقد معنويًا مع المجتمع، بمجرد أن يفتح دكانًا، وأي تهاون أو غش أو تأخر أو استسهال في توفير سلعة ما، يعد خيانة لهذا العقد الاجتماعي، وهو ما ترفضه الأخلاق والأعراف والدين".
والمزابيين قديما، يستقبلون الشاب المقبل على تكوين بيت، عامين كاملين في محلاتهم، من غير أجرة، ما عدا مصروف الجيب، ليتعلم أصول التجارة، خاصة كيفية التعامل مع الزبون، ثم يفتحون له محلاً خاصًا به ليستقل بتجارته لنفسه.
كان موسم النزوح إلى الواحة للاصطياف دأب أغلب المزابيين حيث يجدون في بساتين واديهم ملاذا من قيظ الصيف..، وقد كانت العطلة الصيفية آنذاك بالنسبة لطفولتنا موزعة بين سويعات للتعليم القرآني إلى منتصف الصيف وأخرى لحاجيات البيت، كما للمطالعة واللعب والاستجمام..
كانت وجهة اصطيافنا السنوي حي مامة حنة بـ "تاكضيت"، حيث مسكننا التقليدي العتيق وقد كانت الواحة حية أيام الصيف بما تشهده من فعاليات تربوية وتظاهرات ثقافية كثيفة كحفلات نهاية الموسم الدراسي الحر لعمي سعيد والإصلاح، والمهرجان الثقافي السنوي بطبعاته المختلفة الذي دأبت جمعية الإصلاح على تنظيمه كل عام..، فكان من روعة هذه الفترة أنها تركت فينا ولا تزال شيئا من روح حراك ثقافي شكَّل فصًّا من فصوص وعيِنا مذ ذلك الحين.
ومن أجمل ذكرياتي في ذلك الحين ارتيادي لمكتبة الإصلاح التابعة لدار العلم "البعثة" ببوشمجان، فكنت لا أتخلف عنها كل ما سنحت الفرصة.. أنفذ إليها طولاً من البيت مرورا بدكان "ليسير" وقصابة "دقدوق" بـ "بن ساشو" فمنزل "لالة كْ منة"، هنالك أصعد الدرج حيث الطابق الأول لدار العلم..، بهو واسع به خزائن تحوي مجموعات من الكتب يشرف عليها قيِّمٌ عادة ما يكون من الطلبة الباحثين أو المعلمين... والمطلوب المُلِح هنا هو الهدوء ثم الهدوء نظرا لكون أغلب مرتاديها من اليافعين.
هكذا تشكلت بواكير علاقتنا بالكتاب، فكنا نقضي هناك أوقاتا لا تنسى بين سلاسل علمية وقصصية ذات طباعة لبنانية راقية من شاكلة سلسلة المعرفة وكتيبات ليديبرد المتنوعة وكذا المكتبة الخضراء (السلطان المسحور، سندريلا، أليس في بلاد العجائب..) وغيرها كثير..
وإنه لمن الاعتراف بالفضل الوقوف على مثل هذه الصروح على بساطتها وهي كثيرة..، الوقوف تأملا في بساطة وعمق الفعل الحضاري في آن (مكتبات في نواح للاصطياف)، والوقوف إجلالا ودعاء لجنود الخفاء الذين فكروا وأنجزوا في صمت، ولعل أغلبهم قد رحلوا أو شارفوا.. فرحمة الله عليهم جميعا إذ تركوا نهجا وقيما لا مجرد صروح وبنايات.
الكرات الشفافة الزجاجية والملونة الجميلة الصغيرة هي اهم الممتلكات للأطفال في اجازتهم الصيفية وتتطلب هذه اللعبة مهارة وذكاء ودقة في التركيز وخفة يد من اللاعب في قذف الدوحل ليستقر في الجورة . ففي العطل المدرسية يتواجد الاطفال الاولاد منهم في الازقة والساحات بمجرد ان يغادروا المقاعد المدرسية اعلانا منهم بمجيىء وقت اللعب بالالعاب الموروثه من الاباء والاجداد. يتجمع الاطفال في ركن صغير وبهذه الكرات الزجاجية يقضون أوقاتهم في لعبة شعبية سيقة.
.......) كان تلامذة أبي الربيع سليمان بن يخلف (ت: 471هـ/1078م) من أهل سوف وأريغ ووارجلان ومزاب وقسطيلية حلقوا على أبي محمد في تين زراتين...)[01]
{ما يهمنا في هذا النقل أكثر هو ورود تسمية "مزاب" بهذا الرسم دون مدٍّ بعد الياء، وأيضا بالزاي لا بالصاد، وهذا يقضي على فرضية تحول الصاد إلى الزاي، كما تتناقل الكثير من المراجع، وتعلل ذلك بميل البربر إلى نطق الزاي بدلا من الصاد؛ كما في نطقهم "تزاليت، أوزومي" بوصفها صيغا بربرية للصلاة والصوم.
لا بد من ملاحظة أن الدرجيني (توفي حوالي 670هـ) فهو سابق عن ابن خلدون (ت 808هـ) الذي ذكر "مصاب" دون "مزاب"؛ فليس ثمة تحول إذن، وهذا -على الأقل- بين هذين المؤرخين، بل يمكن القول إن ابن خلدون هو الذي كتب بالصاد بدلا من الزاي، ونتصور وقوع ذلك عند تحول الثقافة الشفهية إلى ثقافة مكتوبة، ولاسيما إن كان الكاتب ليس من أهل المنطقة؛ فيتقرر ذلك لشهرة الكاتب وما كتب..
على أن الدرجيني قد أثبت في مواضع "بنو مصعب"، وهنا أثبت "مزاب"، وهذا يجعلنا ننفي افتراض التحول أيضا من التسمية الأولى إلى التسمية الثانية، بزعم صعوبة نطق البربر بالعين وتحول الصاد إلى الزاي! هكذا كأن التسمية ولدت عربية، ثم تلقفها البربر وكيفوها وفق لسانهم! والواقع التاريخي للمنطقة يرفض هذا التعليل وما يشبهه أصلا.
-------------------------
[01]طبقات المشايخ بالمغرب، أحمد بن سعيد الدرجيني أبو العباس، تح: إبراهيم طلاي، مطبعة البعث، قسنطينة –الجزائر، ج2/ ص 482
تاحمّالت ترُّو ا يابا : الزقاق ( المسدود) ارجعني يا سيدي !
هي قصة من التراث المزابي لخصت في هذا العنوان الذي صار قولا مأثورا او مثلا سائرا يعبر عن حالة كانت سائدة في المجتمع علاقة السيد بخادمه... او العبد و سيده ، هذا العبد نفذ صبره و سئم مما يسومه سيده من قهر وعذاب لمجرد ارتكاب خطإ او تقاعس منه ينهال عليه بالضرب. حتى فكر ذاك العبد في الهرب من سيده ، اثناء تنفيده للهرب للخلاص مما يعانيه ، صادفه زقاق فوجد نفسه في مأزق ،l'impasseدون مخرج ، ما عليه الا ان يسلم نفسه، بعد ان نال قسطه من الضرب. فقال قولته المشهورة :" تاحمالت ترو ايابا ".
الزقاق ارجعني سيدي !
يقال في سياق #من_طال_صبره_من_ظلم. ولا مناص من عبوديته.
أقيمت هذه الإمارة في مدين مورور أو مورون بالقسم الجنوبي من الأندلس، وكانت تشغل رقعة صغيرة تمتد حول هذه المدينة جنوباً حتى وادي (لكه) وقام بها أيام الفتنة نوح بن أبي تزري الدمري زعيم دمر، وكان بنو دمر من بربر تونس ومن بطون زناتة، وهم من الإباضية وفد جدهم أبو تزيري إلى الأندلس أيام المنصور، وخدم في الجيش كسائر زملائه من زعماء البربر، وانحاز منذ أيام الفتنة إلى تلك المنطقة واستقر بها وبسط عليها سلطانه .
ولما توفى سنة 403 هـ خلف ولده نوح بن أبي تزيري واستمر في الحكم زهاء 30 عاماً ثم توفي سنة 433هــ فخلفه والده محمد بن نوح بن أبي تزيري.
وكان ينظر بعين السخط إلى قيام تلك الإمارة الصغيرة إلى جانب مملكته القوية الشاسعة، وأصبح يعمل الفكرة في إزالتها مع غيرها من الإمارات الصغيرة المجاورة.
وعقب غارات متتالية من المعتضد بن عباد حاكم إشبيلية على أراضي مورور واستقبل محمد بن نوح هذا العدوان بالحلم والصبر ولم يقابله بالعنف، وجنح المعتضد بن عباد بعد ذلك إلى مصانعته واستمالته بالصلات والهدايا كما فعل مع زميليه أبي نور صاحب رندة ومع عبدون صاحب أركش، ثم دعاهم وصحبهم إلى زيارته في إشبيلية وهناك قبض عليهم وغدر بهم، وهلك في ذلك الكمين سنة 445هـ محمد بن نوح، وابن خزرون، وقيل أن محمد بن نوح مكث في السجن حتى توفي سنة 449 هجرية.
فخلفه في الامارة ابنه مناد بن محمد بن نوح، وتلقب بعماد الدولة وسار على سنة أبيه من حيث الصرامة والحزم، وقصده البرابرة من إشبيلية واستة، وزاد جموعه، واستمر محافظاً على سلطانه، والمعتضد بن عباد يكرر الإغارة على أراضية ويحرق بلاده وزروعه، ويرهقه بطريقة قاسية منظمة . فلما ضاق بهذا العدوان المستمر، وشعر بأنه عاجز عن الدفاع عن إمارته كتب إلى عدوه المعتضد يسأله الأمان والمسالمة على أن يسلمه أراضيه ويخرج إلى إشبيلية يعيش فيها تحت كنفه، فأجابه المعتضد إلى رغبته وسلم إليه الأمير الإباضي حصن مورور وما يتبعه من حصون وأعمال، وذلك سنة 458 هـ .
وهكذا انتهت هذه الدولة الإباضية، دولة دمر، وارتحل عماد الدولة بأهله وأمواله إلى إشبيلية حيث بالغ المعتضد في إكرامه والتوسعة عليه، وعاش هناك إلى أن أدركته المنية سنة 468هــ، وقد دامت هذه الإمارة أكثر من ستين عاماً.
كان للإباضية تواجد قوي في بلاد الأندلس (إسبانيا والبرتغال الآن) وشهدت الأندلس تأسيس دولة بني برزال الإباضية.
و بني برزال قبيلة أمازيغية من الفرع الزناتي في الجزائر، كان لهم دور كبير في التاريخ الأندلسي انتقل جزء منهم إلى الأندلس أيام الخليفة الحكم المستنصر بالله وبمساعدته وكان لهم دور في عهد الحاجب المنصور، فانتظموا في سلك الجيش واستمروا كذلك إلى أن تولى كبيرهم الحاجب أبو عبد الله ابن عبد الله بن برزال حكم مدينة قرمونة واستقر بها أهله وصحبه إلى أن وقعت الفتنة وانتثر عقد الأندلس، فاحتفظ كل حاكم بالمدينة التي يحكمها وضبط شئونها، وهنالك دعا أبو عبد الله هذا وأعلن نفسه ملكاً على قرمونة، وذلك في سنة 400هـ أو 404هــ واستبد بحكمها وإدارة أحوالها وترتيب حالها،
من أعلامهم جعفر بن حمدون الأندلسي، وغدت قرمونة بذلك إمارة خطيرة لها أهميتها في تلك المنطقة، وكانت قرطبة، ثاني الإمارات البربرية، توفى أبو عبد الله البرزالي سنة 434هـ وخليفة ولده الأكبر إسحاق بن محمد وهو في سن الكهولة ويصفه المؤرخون بأنه كان رئيساً حازماً وافر الكفاية والبأس والفروسية ولكن دون أبيه في القسوة والفظاظة وكان كلاهما موصوفين بالعفة والنزاهة والبعد عن آفات الملوك الشائنة.
وبعد مناورات وفتن بين أمراء الطوائف، انتهت دولة بني برزال الإباضية باستيلاء ابن عباد على قرمونة سنة 459هـجرية، بعد أن دامت 54عاماً .
تاسكلا ن تومزابت أو الأدب المزابي هو جزء من الذّات أو الهويّة المزابية التي هي عبارة عن العمران واللّباس، اللّغة، العادات، التّقاليد والدّين، إذا فالأدب المزابي لا يتجزّأ عن الهوية كما يزعم البعض، إنّ اللّغة لا تمثّل أي شيء في سبيل الحفاظ على الهويّة.
فالأدب المزابي يشتمل على فنون ويأتي على أشكال عديدة منها:
إزلوان: أي الشعر الذي يُنْظم لأجل أغراض عديدة من الحكم والعبر والمواعظ و التأريخ وغيرها من الأغراض الأخرى.
إنزان: أي الحكم والأمثال والعبر والقيم التي تقال في مناسبات معينة وتحمل معاني عميقة لا يستنبطها إلا النبهاء والأذكياء.
تنفاس: هي القصص والحكايات التي تروي عادة للأطفال الصّغار لأجل تعليمهم وتربيتهم على الأخلاق الحسنة وأيضا لأجل الترفيه عنهم.
تاغلولا تاعلولا حسب القصور بالعربية هي الأرجوحة العبة التي يعشقها الأطفال لأنها سهلة الصنع لا تحتاج إلا إلى قطعة صلبة وحبل، فاللعبة ببساطة تكون بالجلوس على كرسي من جلد أو خشب أو مطاط أو بلاستيك معلق من طرفيه بحبلين في البيت أو الغابة ، يتأرجح بحرية ذهابا وإيابا . يُدفع الطفل الجالس على الكرسي بقوة في الهواء فيشعر ببهجة وفرح كبيرين حيث يخيّل له أنه يطير في السماء وهو يرى منظر الأشياء كأنها تصعد وتهبط أمامه فتجعله يحلق بعيدا بأحلامه البسيطة.
قصر تافيلالت ببني يزقن ولاية غرداية يفوز بالجائزة الأولى العربية للإدارة البيئية بعد حصده لجائزة أحسن هندسة معمارية بالجزائر مرتين
القصر نموذج رائع للهندسة المعمارية الأصيلة بوادي مزاب ويضم أزيد من ألف منزل كلها متناسقة في شكلها ولونها ويعتمد على مفهوم الإدارة الإيكولوجية والمحافظة على البيئة فعلا هو إحدى التحف المعمارية التي تفتخر بها الجزائر صاحب المشروع هو الدكتور أحمد نوح رفقة عضده الأيمن الأستاذ موسى اعمارة والتكريم سيكون يوم 4 جوان بالرباط المغربية مزيدا من النجاح.
مولود جديد في الادب المزابي الامازيغي جدير بالتشجيع و الإهتمام.
من منشورات آفاق / ات يزجن 2017 للأستاذ حفّار محمد ، موسوم بـ
تاونزا نـ تسلت
ⵜⴰⵡⴻⵏⵣⴰ ⵏ ⵜⴻⵙⵍⴻⵜ
tawenza n teslet
من الحجم المتوسط في 80 صفحة يترنح بين النصوص الشعرية و القصصية بلسان الحيوان ، و بعض الألعاب التقلدية ، حيث ركز فيها المؤلف على طريقة لعبها وأدواتها المستعملة و الهدف منها .
كما جمع بعض من الالعاب الطفولية للذكور والإناث ، والتي تؤدي في مناسبة الاعراس، منها المندثر، ومنها ما يزال حتى الان.
وقد ضم الكتاب معجم للالفاظ مكتوب بالحرف العربي والتيفيناغ مترجم الى الفرنسية والعربية.
وقد قدم للكتاب الشاعر صالح تيرشين،حيث نوّه بالعمل و اشاد به ببعض الابيات .
و للتذكير الاستاذ محمد حفار من مواليد ات يزجن من 6 ديسمبر 1998.
طالب جامعي ليسانس في الاعلام الالي تخصص هندسة الاتصالات والشبكات جامعة باب الزوار. مهتم بالتراث ،عضو في جمعية تيفاوت لليافعين ،
استاذ في مدرسة الاخلاص القرانية العالية.
وفي الاخير اهمس في آذان شبابنا ان يبادروا و لا يفوتوا فرص الانتاج، فالشاعر حفار فتح لنا الشهية و علينا ان نسلك طريقه و نتخذه مثالا في الإبداع و حفظ التراث واخراجه للناس من خلال طبعه.
لتحضير المنسج أوالمسدة آزطّــــا لابد من المرور بمرحلتين أساسيتين وهي آفــلا د آسونض ن آزطـَّـا
01 آفــلا هي عملية إعدادخيوط (أوستو) وبناء آلية خبال المنسج حيث كان يغرس في وسط الدار قطعتين حديديتين تسمى بالمزابية [إيجيج]، و تفصل بينهما مسافة بقدر طول النسيج الذي يراد نسجه مع حساب هامش زيادة، وفي هذه الخطوة ( آفــــلا ) تحدد الناسجة أبعاد المنسج الذي ستقوم بنسجة.
02 تجلس إمرأتين متقابلتين كل واحدة منهن بجانب [إيجيج]، تتقادف المرأتين اللّفة [آشور] من ناحية إلى أخرى ، حتى تمرر خيوط النيرة (أوستو) حول إيجيج وتربص بخط يسمّى [تاسغممت].
03 أسغمم: وهي عملية تبدأ بنقل ذلك السدى من القطعتين الحديديتين [إيجاجن] ليثبت على [آفجّاج ن آدّاي] العمود الخشبي الأفقي السّفلي بتمرير حزم من أطراف الخيوط التي تسمى [تيسغممت] عبر ثقوب الخشبة.
04 آسفرس : بنفس طريقة آسغمم تتم عملية آسفرسعلى العمود الخشبي الأفقي العلوي إلى أن تمرير حزمة الخيوط التي تسمى [تاسفرست] يكون بطريقة يسمح فيما بعد بإطالتها حيث لا تكون تاغدا ملتصقة بآفجّاج.
05آسونض بعد ذلك ينقل إلى إلى مكان فسيح ليتم طي المنسج (آسونّـض ن آزطـَّـا)، وفي الواقع ما يحدث هو أنه تفرش المسدة بطولها بشكل أفقي وتقوم النسوة بتسوية السدى وتقويمه وتمرر قصبـتين [ماوال] في أماكن مختلفة من السدى لحفظ خبال المنسج.
القياسات المستخدمة
أن الطريقة التي كان يتبعها المزابيونقديما في قياساتهم هي استخدامهم للدراع الذي يساوي البعد القائم بين بداية المرفق ونهاية اليد يسمّى بالمزابية [آغيل].
شرح بعض مصطلحات عملية آفلا باللغة الفرنسية بقلم الأستاذHammou Dabouz
Afla « ourdissage, montage de la chaîne du tissage ».
Fel « ourdir un tissage, monter la chaîne du tissage ».
Taseflut (plur. tisefla) « chaînette (d’ourdissage), cordelette d’ourdissage formée de 2 fils sur lesquels sont insérés alternativement les fils de la chaîne, fil formant les boucles autour des fils de chaîne ».
Ustu « chaîne de tissage (à monter sur le métier à tisser)».
Ačur (plur. ičuren) « grosse pelote de fils (de forme sphérique), boule (de fils) ; obus… ».
المصدر: مقتبس من موضوع صناعة النسيج في ليبيا (المرأةالأمازيغية: حارسة النسيج – حارسة الثقافة)
الشاعر يوسف بن قاسم لعساكر من مواليد 04 اكتوبر سنة 1971 بمدينة بريان بركان ،نشأ في أسرة متواضعة تهتم بالعلم، كانت بدايته التعليمية بمدرسة الفتح القرأنية و مدرسة الأمير عبد القادر لمدة سنتين ثم بالمدرسة الابتدائية الشيخ صالح بن يحيى الطالب باحمد بحي الشيخ بابا السعد. ثم اكمالية الشيخ ابي اليقظان. ومرحلة الثانوي مابين بريان و متليلي الى ان تحصل على شهادة الباكالوريا شعبة أداب ولغات بثانوية الشيخ محمد الأخضْر الفيلالي بغرداية سنة 1993. درس اللغة الإنجليزية و أدابها بمعهد اللغات الأجنبية ببوزريعة بالجزائر العاصمة وعمل كمنتج اذاعي بالقناة الثانية 05 سنوات ضمن برنامج ثقافي [تيزفري] 1999 2004 أين تم فيه استضافة الشيصيات الفاعلة في المجال الثقاقي. كانت بدايته في كتابة الشعر الفصيح منذ سنة 1989 خلال مهرجان الشيخ محمد قرقر الطرابلسي، وكان حينها عضوا في جمعية الفن الأصيل الثقافية التي نشطت هذا المهرجان. برزت موهبته من خلال النشاط الجمعوي في اللقاءات و المناسبات الوطنية وحفلات الأعراس والمسرح في فرقة " مسرح الأطفال" مع الفنان المسرحي الموهوب ابراهيم صالح والحاج. له مجموعة من القصائد ما بين الفصيح و المزابي . اهتم بالترجمة الشعرية بين اللغتين له مجموعة قصائد مترجمة من العربية الى المزابية تحت عنوان " تيسوقلين" بمعنى قصائد مترجمة. وكذا الياذة الجزائر لشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء.
التحق بإذاعة غرداية سنة 2005 ولازال يمارس فيها عمله الإعلامي منتجا لعدة برامج ثقافية بالعربية و الأمازيغية، منها:
رجال في الذاكرة
تاسكلا توڤغرسانت
اوالنّغ دييڤّن
ئدس يلن ديمقرانن
في سنوات التسعينيات نشر مجموعة من القصائد الشعرية العمودية في مختلف الجرائد الوطنية أحيانا بإسمه وأحيانا باسم مستعار " فراس النور".
من قصائده المنشورة " لا تحسبوا بووياف مات"، "تأأوهات ينّاير "، "مطلع الألفين"،"أ تون"، أيات من سور الاصرار.
سنة 1999 عضو اتحاد الكتاب الجزائرين.
سنة 2006 عضو مؤسسة مفدي زكرياء.
سنة 1999 المرتبة الرابعة في المسابقة الأولى للشعر الأمازيغي من تنظيم المحافظة السامية الأمازيغية بولاية غرداية.
سنة 1998 المرتبة الثالثة في مسابقة مفدي زكرياء للشعر الفصيح من تنظيم السيد والي ولاية غرداية بالتنسيق مع اتحاد الكتاب الجزائريين.
سنة 2000 المرتبة الثالثة في المسابقة الثانية للشعر الأمازيغي من تنظيم المحافظة السامية الأمازيغية بولاية غرداية.
سنة 2007 مشاركة في مسابقة شاعر العرب من تنظيم قناة المستقلة الفضائية وكان من ضمن 275 شاعرا تم اختيارهم للظهور عبر القناة.
تشكل نظام الأوقاف في قرى بني مزاب تدريجيا، فبدأت معالمه تظهر نتيجة لتزايد الأصول الموقوفة من جهة، وهذا بسبب انتشار الوعي في المجتمع بأهمية الأوقاف، وتأثيرها الفعال في المجال الاجتماعي الخيري من عدة نواحي "تعليم، مرافق عامة، غذاء،…" وقد ساهم في انتشار هذا الوعي التعبئة التي قام بها العلماء والمشائخ في المنطقة، والتي دفعت المجتمع للاستجابة والتسابق في هذا الميدان ابتغاء الأجر وخدمة بعضهم بعضا، فتبنى المجتمع المزابي بقوة فكرة الأوقاف، وحرص أفراده على تفعيلها.
ومن بين هؤلاء المشايخ، الشيخ بلحاج، القطب، وغيرهم. هذا من جهة ومن جهة أخرى تعددت الأصول الموقوفة لتلبية مختلف حاجات المجتمع، ومتطلباته الضرورية الخاصة بتلك المنطقة فكانت الأوقاف على التمور باعتبارها غذاء رئيسا لبني الصحراء، وعلى الماء لندرته في المنطقة، وعلى بناء المساجد لضمان إقامة شعائر الله، ثم على المدارس لنشر العلم، ومحاربة الجهل. لتتوسع إلى مختلف المرافق والمنقولات التي يحتاجها المجتمع في أدق التفاصيل.
عموما هذه بعض من الأصول التي شملها الوقف في مزاب: المساجد، الآبار، المياه (مقدار معين من الماء)، المراحيض، الزيت (لإنارة المسجد)، الكتب، القدور، المكاييل، أدوات الطبخ، الكسكسي، الخبز، النخيل والتمور،...
وربما كان لحلقة العزابة الدور البارز والهام، في تشكل معالم هذا النظام، باعتبارها الهيئة المخوَّل لها مهمة السهر على حفظ وتنفيذ الأوقاف. فجُلُّ أوقاف البلدة مرتبطة بالمسجد، والقائم على شؤون المسجد حلقة العزابة الموقرة، وبالتالي فهي الساهرة على تنفيذ الأوقاف وتسييرها، ولها الفضل في تشكل معالم نظام الأوقاف، الذي يعتبر أصلا جزءا من نظام حلقة العزابة.
ويكفي لتبيان الأهمية الكبيرة التي خصصتها الحلقة لموضوع الوقف بوجه عام، أن يعين عضوان من الحلقة، (الوكيلان) للقيام والسهر على شؤون الأوقاف. ووكيلا المسجد ينفذان الأوقاف عن طريق وظائف قارة، ومهام لحلقة العزابة تقوم بها سنويا، في أماكن وأوقات معينة.
إن عدد وظائف مسجد بني يزقن خمس وأربعون وظيفة، منها أربع عشرة وظيفة تحوي أوقافا للتمور. أما القسم الثاني من الأوقاف، فهي التي تنفذ عن طريق العامة مباشرة، وبالتالي فالوكيل عليها صاحب الوقف نفسه، أو ذريته من بعده، وللإشارة يوجد تقسيم آخر للأوقاف في مزاب من حيث حقيقتها، حيث يقسمها الأستاذ يوسف بن بكير الحاج سعيد في كتابه "تاريخ بني مزاب": "الأوقاف في مزاب نوعان من حيث حقيقتها، النوع الأول وقف مؤبد لوجه الله تعالی، لأصل من الأصول، مثل أرض أو منزل، أو بستان. أو نخلة أو مرحاض، أو جابية، أو بئر، بحيث لا يجوز بيعه أو هبته أو إرثه أو منتقل من المنقولات مثل القدور والمكاييل والكتب. النوع الثاني يسمى تنوبا (جمعها تنوباوين) لا يمنع التصرف في الأصل، بيع أو هبة أو ارث، ولكنه يشترط على المالك أن يدفع إلى جهة معينة، بصفة مؤبدة، كمية من المواد الغذائية. أو مواد الإنارة أو يقوم بخدمات معينة للصالح العام".
وكما أن للحلقة الدور الهام في تنفيذ الأوقاف، وتسييرها، باعتبارها الهيئة الموكلة إليها هذه المهمة، وبما لها من دور فعال في المجال الاجتماعي عموما، أكسبها سلطة روحية متعارف عليها في المجتمع المزابي، ومكانة هيئة عليا في السلم التنظيمي لقرى الوادي. فإنه للعرف كذلك دور بارز في المجال الاجتماعي بالبلدة، وببقية قرى الوادي، باعتباره الإطار القانوني الذي تتهيكل فيه مجموع إرادات الأفراد، (إرادة المجتمع) في شكل قواعد قانونية، غير مكتوبة تنظم المجتمع في جميع المجالات وفي أدق التفاصيل.
------------------------------------
(01) كتاب أوقاف التمور في قرى واد مزاب، زرﭬون محمد بن صالح، ص 62-65
بتاء ساكنة ونون مضمومة ممدودة وباء مفتوحة مع مد خفيف. لفظ أمازيغي مزابي، مفرد، جمعه "تِـنُوبَاوِينْ"
يبدو أنّ "تْـنُوبَا" أصلها لغة من الكلمة العربية النَّوبة، بمعنى التناوب على إطعام الطعام، وقد اتسع استعماله لدى المزابيين ليشمل منافع عدة، يتعاقب عليها أفراد المجتمع في أزمنة وأماكن محدّدة.
"تْـنُوبَا" صدقة على سبيل الوقف، تدوّن في سجلاّت العزَّابة، كما أوقفها الموقف على عقار أو نخلة أو غير ذلك من الممتلكات. وينسحب أساسا في الاستعمال السائد على الطعام الذي يُتصدّق به لقُراء القرآن في مواسم معيّنة. تعدّه الأسرة في مزاب ووارجلان، وفق مقادير محدّدة.
كما يطلق على هذا النوع من الوقف أحيانا لفظ "ألـمَقَبْرَتْ"، أو بقلب القاف كافا "أَلْمَـكَبْرَتْ" في بعض مدن مزاب ووارجلان.
ويدخل ضمن هذا المفهوم أيضا، بعض الأعمال الخيرية مثل الإنارة العمومية (وبخاصة القائمة على الزيت قديما)، أو الالتزام بخدمات معيّنة للصالح العام، كالسقاية وصيانة آبار البلد وتجهيزها، وسواقي الغدير في الواحة وخدمة المساجد.
أمّا بالنسبة لـ "تْنُوبَا" الخاصة بمجالس تلاوة القرآن، فتتعدّد مواسم تنفيذها حسب أعراف كل مدينة مزابية، وتُعقد هذه المواسم يوم الجمعة، في أحد المصلّيات غير المغطاة، وحديثا في المساجد. إذ تُوزع تلك الأوقاف والصّدقات على متعهّدي هذه المجالس بحضور العزَّابة والطلبة "إِيرْوَانْ" وسائر القراء، من الصباح الباكر إلى وقت الزوال، ومن بعد صلاة العصر إلى وقت صلاة المغرب أو العشاء.
وقد اعتُبرت "تْـنُوبَا" في العرف العام بمثابة وقف أبدي يُخرجه صاحبه أو ورثته مرّة كل عام، وهي معلّقة عادة بالعقارات، بحيث إذا بيعت أو استؤجرت، انتقل الوقف إلى المشتري أو المستأجر باتّفاق الطرفين، وهذا يعني أنّه لا يمنع التصرّف في الأصل ببيع أو هبة أو إرث، ولكنّه يشترط على المالك أن يدفع إلى جهة معيّنة بصفة مؤبدة كميّةً معيّنةً من المواد الغذائية (من طعام –الكسكسي- والسمن واللحم). وكلّ ذلك بمقادير مضبوطة عند الواقف أو الذي أصبح المنزل على عهدته، كما هو مضبوط في سجلات خاصّة لدى هيئة العزَّابة.
ولقد استحدثت "تْـنُوبَا" في ظروف المسغبة والفقر المدقع لينتفع بها الطلبة والفقراء. ومن الدارسين من يرجعها إلى عهد أبي عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي، مؤسس حلقة العزَّابة في ق5 ﻫ / 11م، حيث كان ينتقل في رحلات لنشر العلم، فكان طلبته يُكرمون بالإطعام والإيواء في المكان الذي ينزلون فيه، ليتفرّغوا للمهمة التي جاؤوا لأجلها، ثم تحوّل هذا الإطعام إلى أوقاف قارّة لهم. وفي الأمر تشجيع على لزوم طلب العلم وحفظ كتاب الله.
ولقد ظهر سابقا نفع هذا الوقف اجتماعيا ودينيا واقتصاديا، ولكنه حاليا مدار جدل ونقاش بين الفقهاء في مزاب، بين مجيز لها ومحافظ عليها، وبين من يرى فيها تكليفا مكروها أوتحريما.
سبب تعدّد الآراء في مسألة "تْـنُوبَا" راجع إلى أنها شرط علّق بالمبيع فاختُلِف في حكمه؛ ففريق يرى أنّه شرط جائز لأنّ المشتري يعلم مسبقا أنّه سيُنفّذه سنويًّا مدى الحياة، مع علمه باختلاف ثمن مقدار الأداء سنويًّا وعدم تحديد المدّة، بينما يرى الفريق الآخر أن عدم تحديد المدّة والثمن يدرج في الجهالة بدليلين:
1.قول القطب اطفيَّش: «كبيع دار واشتراط سكناها بلا تحديد… أو نحوه مما لا ينضبط».
2.من شروط الموقوف
أن يكون معلوما وقت وقفه علما تاما.
ويعزز إشكال كون "تْـنُوبَا" وقفا أو لا، كونها ليست بأصل لأنّها من المأكولات، وليست بمنفعة لأنّه لا يعلم أصلها، وبالتالي فهي لم تنضبط بتعريف الوقف الذي هو «حبس مال يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه». ولذلك يرى هذا الفريق أنّ "تْـنُوبَا" ليست وقفا، إنّما هي من قبيل الصدقات.
ورغم الاختلاف في المسألة، فإنّ "تْـنُوبَا" لا تزال قائمة إلى يومنا تحت إشراف العزَّابة في أغلب مدن مزاب ووارجلان.
حظيت العنزة بمكانة مرموقة في المجتمع المحلي بوادي مزاب ، حتى قيل عنها/ فيها امثال تجمع بين صفات ايجابية و سلبية حسب سياقات مختلفة ، و أنشئت على لسانها قصص بليغة ، تلخص تجربة ابن المنطقة، و طريقة تفكيره و نظرته المختلفة للحياة .
و من الأمثال التي جسدت مدى قرب العنزة بمالكها ، و اعتبرتها كأنها عضوا من العائلة ، حتى أصبح، للتعبير عن قرابة شخص ما، و انحذاره من العائلة الكبيرة من جهة الأم ، اثناء التعارف ، يقال له : " مميس نتغاطنًغ "، أي ابن عنزتنا " . وهذا المثل موجود ايضا بنفس الدلالة في تونس و سوريا و بعض المجتمعات الشرقية ، ربما لاستئناسهم بهذا الحيوان القريب جدا منهم. و بالمقابل هناك ايضا امثال تعطي صورا سلبية ، حسبما استنتجه المخيال الجمعي عن طريق الملاحظة المتكررة ، مثل هذا المثل : " حدّني_د_تغاط_نـ_تسيرا ، اي هو عنزة ارحية ، جمع رحى ، و هي أداة طحن تقليدية ،
و هذا المثل يقال في الشخص ( وغالبا ما يكون من فئة الأطفال) الذي إذا ارسل في مهمة ما ، فينشغل بأشياء هامشية تنسيه عن شغله الاول الذي كلف به ، فهو مثل العنزة التي اذا عادت من المرعى مساء إلى البيت ، تتجه نحو البيوت المجاورة لبيت مالكيها لعلها تجد ضالتها فتلتقط أو تلعق فتات او بقايا الرحى ، إلى ان تصل بيتها الاصلي ، و مكان الرحى في البيوت القديمة يتموقع بمدخل المنزل من جهة الباب ، و الابواب في القرية تكون مشرعة ، للآمان السائد بين ساكينها ، كانت موجودة تقريبا في مداخل جل بيوت وادي مزاب،
حتى يسهل على من لا يملك رحى في بيته استغلالها و طحن مادته ، وهي قريبة من المربض ، يسمى #امشان_نـ_زوايل، يربط فيه الحمار ، و بمحاذاته العنز ، لأنها كما اسلفنا محل اهتمام المزابيين، اذ لا تكاد تجد بيتا مزابيا خلوا منها ، و نظام اخراج الأغنام لرعيها او ما يسمى ب لحرّاڨ ، كان محكما ، فالراعي أو احرّاڨ، مكلف أو ملزم بإخراج عنز الحي او القصر صباحا إلى المرعى خارج البلدة ، و إرجاعها مساء قبل غروب الشمس ، بدقائق معدودة
من موعد الاذان.
خلاصة القول ، تكرار هذه العملية جعلت المخيال الجمعي المزابي يسقط هذه التجربة بالطفل الذي يبقى في الشارع يقضي وقته فيما ينسيه عن مهمته التي أرسل من اجلها.
و السؤال المطروح كم عنزة بيننا اليوم تتجول لتلعق رحى الناس و تترك ما ببيتها ، و بعابرة اوضح ، لماذا كثر بيننا من انشغل بالهوامش و اهمل الاولويات .
تغالت هو اسم للعبة تقليدية وهي عبارة عن تعدافت او الجزء العلوي من جريد النخل الجزء الملتصق بالنخلة عندما تصبح يابسة يقوم الطفال بتجريدها من كل سعفها من كل السعف وتنقّى من الإبر التي فيها بمكن ان يزينونها ويتفننون في ذلك. هكذا تصبح جاهزة للعب بها، فكل صبي يعتبر تعدّافت التي بحوزته تغالت(1) أي حصانا له.
يمتطي الطفل جواده الذي صنعه بيديه البهجة تفيض من عينه ويمكنه حتى أن يردف أحد أقرانه خلفه فيتسابق الصبيان فيما بينهم كالفرسان وهم يقلدون صوت الفرس ليكتمل مشهد الشجعان صوت وصورة.
الهدف من هذه اللعبة محاكاة الفروسية وتدرب الأطفال على الجري والقفز. الحكمة منها تجسيدا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم (كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال -مشي الرجل بين الغرضين الرمي وتأديبه فرسه وملاعبته لأهله وتعلمه السباحة).
من طبيعة الصحراء ندرة الأمطار وعدم انتظامها في مواسم معينة ،وإذا ما نزلت طلا أو وابلا فإنها سرعان ما تجف و تتسرب في الرمال ،ولكي تمتلئ خزائن المياه السطحية في المنطقة ،فإن الأسلاف رحمهم الله تعالى ،بنوا سدودا تقليدية على طول مجرى الوادي في مختلف الواحات ،تتسع و تضيق على حسب موقعها وتعترض السيول الدافقة ،لحجز مياهها برهة من الزمن ،ثم و ضعوا نظاما دقيق لمراقبتها ،وحددوا مواقيت مضبوطة لمدة حجز المياه فيها بحسب الفصول ،يقوم عليها أمناء خاصون يسمون ب ( اللومناء ) لا ينازعون في قراراتهم ،من أية سلطة كانت كما خططوا كذلك شبكة لتقاسيم المياه ، حين تتخذ مجراها عبر الوادي حتى تأخذ كل حديقة قسطها العادل من مياه السيول ،حسب سعتها و ارتفاعها و انخفاضها و هي مراقبة أيضا من طرف أولئك الأمناء ، ويمكن أن نشاهد أمثلة لذلك في السد الكبير الموجود في
بني يزقن و العطف ،و تقاسيم المياه في ناحية " بوشن " بغرداية الذي أعاد تجديدها الشيخ" حمو و الحاج" و قد حفر على امتداد الواحة حوالي خمسة آلاف بئر تقليدية يتراوح عمقها بين 40 و 50 متر. ومنذ الثلاثينات و بعد اكتشاف " بحر الألبيا ن " للمياه الجوفية بدأ حفر الآبار الارتوازية لتموين القرى بالمياه الجوفية.
تقشابيت هي لباس تقليدي شهير عند ألامازيغ مصنوع من الوبر اوالصوف، وهي ذات قيمة عالية في منظور عدد كبير من أبناء الامازيغ الذين يفضلون ارتدائه ويتفاخرون بها، تبعا لجمالهاا وفعاليتها لمقاومة البرد القارص، خصوصا ان الامازيغ يسكون الجبال التي تنزل بها درجة الحرارة في فصل الشتاء إلى ما دون الصفر و القشابية موروث يأبى الاندثار باالرغم من تنوع الملابس الشتوية المستوردة والمحلية إلا أن الولع الشديد والتمسك بالموروث التقليدي جعل لباس القشابية يظل صامدا.
وتنسج القشابية بطريقة يدويةبحتة فبعد الغسل الجيد وإزالة جميع الشوائب والأتربة العالقة بالمادة الأولية وبعــد تجفيفها، توجه للخلط بالوسائل التقليدية ( امشظ) كي تتجانس ألوان المادة الأولية، وفي مرحلة متقدمة تبدأ أولـى خطوات الغزل حيث يتم ''بشم '' الصوف أو الوبر يدويا أي خلطه بواسطة آلة يدوية مكونة من جزئين تدعى القرداش،
(اقرداش) يتم تقطيع الصوف أو الوبر إلى أجزاء قابلة للفتــل و من ثم تشكل هذه الأجزاء في شكل خيوط رفيعة أو متوسطة السمك حسب المنتج المراد نسجه، وذلك بواسطة آلة يدوية تدعى المغزل (ازضي) الذي يقوم من خلاله بفتل الخيوط من خلال الحركة الدائرية للمغزل، وتحدد كمية المادة الأولية اللازمة للإنتاج من خلال تقدير الناسج.وتعتبر صناعة القشابية اهم ما تتععلمه المرأة الامازيغية حتي يقال عنها سيدة منزل ..
وتبقي تقشابيث رمز الانسان الامازيغي وعنوان الثورات التي يقوم بها..
يلعب اللعبة فريقان، كل فريق مكون من شخصين، يجلس الشخصان بمحاذات بعضهما بشكل ملتصق، ويمسك احدهما يد الآخر في وضعية القرص (اي مستعد لقرصها) ويخفيها خلف ظهره، وفي يده الأخرى نوى التمر او شيء مميز كخاتم مثلا، ميمي بثلاث او اربعة اصابع على شكل منقار الطائر، ثم يدخل يده في الحفر ويتتبعها الواحدة تلو الأخرى حتى النهاية، والخاتم في نهاية اصابعه، يغمسه في التراب ثم يسحبه، واثناء ذالك يقول تلا...تلا....تلا... يفخمها احيانا ويرققها احايانا اخرى، بطريقة مموهة ومشوشة على الخصم، وفي احدى الحفر يفلت الخاتم ويقرص صاحبه في نفس الوقت حتى يعلم صاحبه اين ترك الخاتم دون ان يشعر خصمه، ويجب على صاحبه ان يتذكر الحفرة، ثم يقوم الفريق الخصم بالاشارة للحفرة التي يعتقدون ان الخاتم موجود فيها، ولديهم محاولة واحدة او أكثر لا أذكر، فإن لم ينجحو يخبرهم بذلك صاحبنا الذي تم قرصه فإن تذكر ربح الفريق الأول، وان لم يتذكر تصبح النقطة من نصيب الخصم. ويبقى او ينتقل الدور الى الفريق الرابح في كل جولة.
تلا....تلا.... اختصار لكلمة تلا داني او تلا دا، أي إنها هنا إنها هنا.
تزين العروس بعدة رسومات تزيينية على مستوى الوجه كـالرشمة وأمول وغيرها... أمول هو خط أمول يوضع بمادة الزعفران الطبيعي يرسم من الجبهة بين العينين من نزولا الى الانف. الرشمةفهي توضع في ليلة الدخلة بمادة لـــوس في الجبهة من احد الجانبين. ومن بين تلك الرسومات خط عمودي يوصع على الذقن تحاوره ثلاث نقاط من اليمين واخريات مثلهن من....
تَمَنّاسْتْ يتم تحضيرها في قطعة من نحاس بإضافة عشبة تكّايَا إلى مستحضر البخور السّابق ذكره، تستعمل المادة السوداء المتحصل عليها لتزيين العروس بمزاب رائحتها طيبة جدا وكذلك للمرأة المتزوجة والصبي في حفل ختانه أكراض نومزور...
الحناء ويحضر مسحوق الحناء بتجفيف أوراقها وفروعها الخضراء في الشمس أو في مجففات خاصة، ثم تنقى من الشوائب العالقة بها وتطحن، المسحوق الذي حصلنا عليه ذو الرائحة الزكية واللون الأخضر يضاف إليه الماء البارد للحصول على عجينة الحناء، ولضمان الحصول على....
لوس1 أو ألوس كما يسميه بعض الأمازيغ هو لغة هو الكِلْسُ أو الجِيرُ، فالحجر الذي يصنع منه الجير الذي يستعمل في زينة المرأة يسمى " اضغا نكاربول" يتميز برائحة خاصة. أما خلطة أجيّر تحتوي على الجير القديم -حتى لا يؤذي البشرة- حيث نأخذ كيلتين منه ونضيف إليه كيلة من و"شناضر" او....
فهو فن شعبي مفعم بالحياة والجمال والإثارة ابتدعته أنامل ناعمة ليضفي على العروس جمالا. هو طريقة للتزيين تقوم بها امرأة مختصة في ذلك، فتزخرف أيدي وأرجل العروس بأجمل النقوش والزخارف. حيث يتم رسم هذه الأشكال بمادة الجير على يد مخضبة بالحناء باستعمال...
«مسواج» هو مصدر من مصادر جمال المرأة في القديم استخلصته من الطبيعة، فضمنت لنفسها الصحة ودأبت على مضغه فأكمل جمالها وزين شفاهها بلون أحمر قانئ أغناها عن مستحضرات التجميل الصناعية التي تكاد لا تخلو من المواد الكيميائية. كان...
مركب التوفيق ينظم الملتقى الدولي الاستثمار في الأوقاف
الوقف عند المجتمع المزابي
مقطع فيديو من الجلسة العلمية الرابعة المنظمة في الملتقى العلمي الدولي حول "الاستثمار في الأوقاف" المنعقد في الفترة الممتدة من 10 إلى 13 ذو القعدة 1433هـ الموافق لـ 26 إلى 29 سبتمبر 2012م
" ..وفي وادي ميزاب بالجزائر مجلس ديني من النساء العالمات الصالحات الورعات يختارهن العزابة بدون تحيز ولا تعصب من العشائر، ويراعون أن تكون من كل عشيرة واحدة، وإذا لم يجدوا في عشيرة من توفرت فيها الشروط اختاروا من عشيرة أخرى، ومما يذكر التاريخ الإباضي أنه وجد في وادي ميزاب في عصر واحد ثلاث نسوة وصلن إلى مرتبة عالية في العلم يطلق على كل واحدة منهن لقب مامة وهن مامة بنت سليمان في غرداية، ومامة بنت عبد العزيز في مليكة العليا، ومامة بنت عبد الله في بني يزقن، حيث كانت كل واحدة منهن رئيسة حلقة المرشدات في بلدها، وقد جمعهن التدبير الإلهي لتنظيم اجتماعات للتشاور في القضايا المشتركة بين النساء لإصدار التعليمات التي تنفذ في كل القرى الميزابية، وتعقد هذه الاجتماعات بشكل منتظم في مؤتمر "لا إله إلا الله" وهو عبارة عن تجمع سنوي متنقل تعقده حلقات تمهيدية في مسجد الشيخ باعبد الرحمن الكرثي للاتفاق على تاريخ البداية..
ثم غرداية ثم بنورة ثم بني يزقن ثم العطف بوادي ميزاب أما القرارة وبريان فهما ينسقان لقاءاتهما معاً لبعد المسافة، وفي هذه الاجتماعات تلتقي مرشدات وادي ميزاب بالعنصر النسوي في البلدة المضيفة في دار المرشدات التابعة للمسجد أو مكان الجامع، فتستهل أشغالها بتكرار كلمة الشهادة "لا إله إلا الله" ألف مرة ثم تلاوة سورة يس وتبارك الملك وسورة الخاتمة ثم تتقدم كبيرة المرشدات لكل بلدة بكلمة وعظ وتذكير وإرشاد أمام الحاضرات، وفيه تتدبر المرشدات في الحالة التي آلت إليها النساء في المجتمع ويقررن فيه الدواء الناجع لمختلف الأمراض التي حدثت خلال السنة، ويبلغن قراراتهن وتوصيات المؤتمر لمجلس العزابة للإشعار والرعاية، وهذا المؤتمر العريق الذي لا ندري بالضبط متى بدأ في التاريخ يعتبر منتدى حرا لإصلاح شؤون المرأة المسلمة في ميزاب، وتوحيد وجهات نظرهن في بعض القضايا المصيرية المشتركة، وتجديد العزم لمواصلة المسيرة، وللتواصل بين الأجيال المتعاقبة، ولتبادل التجارب والخبرات في قضايا النساء، والمجلس الديني للنساء (حلقة المرشدات) يعين مجلس العزابة في تثقيف المرأة الميزابية وتربيتها تربية دينية صحيحة، ولهذا المجلس وظائف عديدة منها:
1.نشر وغرس العقيدة الدينية والفضيلة الأخلاقية من خلال حلقات الدروس الدينية والوعظ.
2.محاربة الآفات الاجتماعية والبدع الفاسدة المتناقضة مع شريعتنا الإسلامية.
3.الإشراف على حفلات الأعراس والمناسبات الدينية والاجتماعية لكي لا يكون هناك إسراف أو أغاني ماجنة ومن يتعد على ذلك يحكم عليه بالبراءة.
4.الإشراف على غسل الأموات من النساء والأولاد الصغار.
وإذا تردت امرأة من وادي ميزاب في المعصية ولم تُجدِ فيها الموعظة يتبرأ منها المجلس الديني النسوي في مسجد النساء، ويتبرأ منها أقاربها فتسرع إلى التوبة.
وإن المرأة الميزابية بفضل التربية الدينية التي تكون لها من والديها وأسرتها والمجتمع وهذا المجلس الديني الذي يتعهد النساء، وينفخ فيها الروح الدينية الصحيحة والمبادئ الإسلامية السمحة، متمسكة بدينها كل التمسك تخاف الله وتراقبه في أعمالها ولا ترضى أن يخالف الدين أمامها، إنها أخلاق المرأة الإباضية.
---------------------------------------
(01) كتاب السيرة الزكية للمرأة الإباضية، بدرية بنت حمد بن خليفة الشقصية.
كل ما اسلفت كتابته تعد في الشتاء صباحا و الآن ساذكر التي تعد عشية :
تنوبا نيمحراث
تنوبا نات الخفيان
تنوبا نعبد العالي تاولاولت (نسبة لامرأة صالحة)
تنوبا نشيخ أمي موسى المحضرت
تنوبا نبابا السعد الشرقي
تنوبا نشيخ الحاج مسعود
تنوبا نيوم الزيارة 24 مارس
تنوبا نشيخ أمي موسى و الآن
تينوباوين التي تعد في الصيف:
تنوبا نمحضرة المستجاب
ثم تأتي آخر واحدة يوم 5 ماي و هي تنوبا نشيخ أمي سعيد الخاتمة
ملاحظة: لكل واحدة قصة خلد فيها صاحبها المشهود له بالتقوى و الصلاح و الكرامات لكل واحدة منها أعيار (كمية) معينة. 12 نيعويار نيمندي مع 12 تيحميسين نويسوم (الله الله :) ) تعد بأوشو نيردن و أودي بكمية معينة ( يسمى كيل تنوبا بالنسبة لأودي تاجدويت).
مزاب لا تعود جذوره إلى جابر بن زيد مؤسس المذهب الإباضي كما يريد البعض أن يوهمنا بذلك بل هو موجود منذ العصر الحجري القديم .
أصول النظام الاجتماعي لمزاب تعود إلى هذا الوجود الضارب في القدم للانسان في مزاب مرورا بعصر ميلاد المسيح عليه السلام وفترة ما قبل الإسلام إلى مجيء الإسلام واعتناق مذهب المعتزلة ثم المذهب الإباضي الى عصرنا الحاضر.. في تطور وتفاعل وتكيّف مع المستجدات. وكغيره من المجتمعات الأمازيغية في شمال افريقيا فقد كان لكل قصر نظام تسيير قائم على التمثيل القبلي-الصفوفي (tribalo-segmentaire)لمختلف القبائل التي تتشارك القصر. وكما تتطور طبيعة نظام التسيير تتطور أيضا وتتفاوت من قصر الى قصر التسميات التي تميز تلك الهيئة المسيّرة: الضُّمّان، الجماعة، امصوردان، ايمكراس.. وأخيرا "الأعيان" كتسمية حديثة ظهرت على الأرجح في الفترة الاستعمارية. وحداثة التسمية لا تعني حداثة الهيئة، فالهيئة قديمة والجامع المشترك بين كل التسميات السابقة للهيئة هو أنها تنبثق من العشائر وتتكفل بمهمة تسيير الشؤون العامة للبلد كالعمران والري والأمن والسياسة.. الخ. لا يوجد بحث تاريخي محترم واحد يثبت أن حلقة العزابة سابقة لهيئة الضمان (الأعيان حاليا) ولا يوجد أثر تاريخي واحد لدعوى السلطة الهرمية لحلقة العزابة على كامل الهيئات العرفية ومن قال غير هذا فليأت بالبينة.
حلقة العزابة كانت في البداية حلقة علم تزاول نشاطها في القصر وواحاته ولم تتبوأ منصبا ذا مسؤولية إلا في حوالي بداية القرن الرابع عشر الميلادي (أي حوالي ثلاثة قرون والقصور المؤسسة آنذاك كانت تسير بدون حلقة عزابة. هذا عن القصور المستمرة الى يومنا هذا دون الحديث عن القصور المندثرة ك "أوخيرة" و"موركي" و"اغرم ن واداي" و"اغرم نتلزضيت".. الخ). من أهم ما تحفظه لنا السير والأعراف أن "الضمان" (الذين تنتخبهم عشائرهم) لهم سلطة على حلقة العزابة وليس العكس، والكل يعلم أن من السير والعرف في حال خرق عضو للحلقة أو الحلقة بأكملها لعرف من الأعراف أو ارتكبت مظلمة من المظالم فمن صلاحيات الضمان أن يتدخلوا وذلك بأن يشغلوا الصف الأول في المسجد قبل مجيء العزابة وأن يعينوا مؤذنا وإماما من خارج الحلقة ويستمروا على ذلك إلى أن ترد المظلمة وتعترف الحلقة أو عضوها بالخرق المرتكب لتعود الأمور الى سابق عهدها وتسلم مقاليد المسجد لهم من جديد. وإلا فبإمكان الضمان أن يحلّوا الحلقة بشكل كلي لإنشاء حلقة جديدة. هذا ما نحفظه ونعلمه ولا أحد يمكن أن ينكره لا أعضاء الحلقة ولا الشيوخ المسنون الذين يحفظون العرف والسير. في العرف فإن حلقة العزابة تتكون بالتعيين الداخلي الانتقائي (أي أعضاء الحلقة هم من يعين من ينضم إليهم لأن مهمتهم مهمة دينية والمهمة الدينية لا تستلزم التمثيل القبلي والعشائري) بينما الضمان (الأعيان) يتم تكوينهم بالتمثيل العشائري (طبعا وكل عشيرة حرة في طريقة اختيارها لأعضائها فالأمر شورى بينهم) لأن مهمتهم تسيير الشأن العام والشأن العام لابد له من تمثيل "ديمقراطي".
هذا هو بالضبط مقتضى النظام الشوري "الديمقراطي" الساري المفعول إلى يومنا: أي أن المنتخب له سلطة على المعيَّن وليس العكس. البرلمان المنتخب يمكن أن يسحب الثقة من رئيس الحكومة المعين ولكن لا يستطيع رئيس الحكومة المعين أن يحل البرلمان المنتخب.. على سبيل المثال فقط.
تفد علينا في ربوع وادينا الطاهر مع مطلع كل عطلة, وفود وضيوف من شتى مناطق الجزائر العميقة ومن خارجها, ويتسأل المضيف ويبحث في كل مرة عما يقدمه لضيفه من باقة تاريخية وتراثية, يكون بها خير سفير ومروج للإرث الذي يتنعم فيه بين جنباته, وهذه محاولة بسيطة, سرد لأهم النقاط التي ينصح بتتبعها خلال الإرشاد السياحي النموذج خاص بمدينة آت مليشت :
1_ نبذة تاريخية مختصرة عن إعمار الوادي:
• الأمازيغ ونبذة عنهم ثم بني ميزاب (التسمية والأصول...)
•الإشارة إلى رسومات ما قبل التاريخ بالمنطقة مثل أوخيرة ، الجاوة ، مومو ، تاونزة ، بابا السعد....
القرى الأثرية التي تعود للعهد الإسلامي المعتزلي: أغرم نوزيزة - أغرم أنواداي - أغرم نتميزرت
• أغرم آت مليشت من أقدم قرى وادي ميزاب الحالية
• قدوم الداعية أبي عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي لنشر المذهب الإباضي بالمنطقة وجهوده...( مصليات معاصرة له بآت مليشت
مصلى الشيخ باي أحمد ، مصلى أغرم واداي ، مصلى الشيخ باعدالرحمان وهذا الأخير أتى بعده بفترة ليست بالطويلة ).
2_ العناصر المشكلة للقصر (واجهة القصر ككل ومغزاها مناخيا):
• المسجد في أعلى قمة له عدة دلالات إذ يتوسط القصر ويكون جامعا للناس
• السوق ذو شكل مربع يتوسط القصر وهو بجانب المسجد العتيق....
•بعض الأبراج عند مداخل القصر كبرج باب باعبدالله و برج باب أميدول ، وكذلك برج أوضلالن بالمقبرة الجديدة وبرج آنو وامان
.. السور والأبراج: بقي من السور جزء من باب بنطراش إلى ما بعد باب نوميدول .
• المساكن: تشكل نسيج القصر ( التطرق إلى الفن المعماري المميز في بنائها وهيكلتها والتركيز على كتاب القسمة وأصول الأراضين في فن العمارة الإسلامية
• المقابر: تكون دائما ملاصقة بالقصر (ارتباط بين المجال الحي والميت) كتذكرة يومية لناس بمصيرهم المحتوم...
• الواحة: المورد الاقتصادي للقصر خاصة في القديم, ومتنفس العائلات في حر الصيف, (السدود, الآبار, توزيع الماء....).
3_ مسار الجولة السياحية داخل القصر:
•المسجد العتيق ومئذنته المربعة ، مقبرة ومقام الشيخ أبي مهدي عيسى ، مقبرة المعتزلة... الانطلاق من السوق الداخلي (نشاطاته في القديم, مراقبة العزابة للمعاملات التجارية,......).
• نماذج عن شوارع القصر واتساعها تدريجيا إلى أن تلتقي في أكبر ساحة ( السوق ) وبذلك تتدرج الحرمة والخصوصية من البيت إلى السوق ، ونماذج عن الآبار داخل القصر، الأبواب الرئيسية والأبواب الفرعية ( تيفخسا ) ، سقيفة حي لقدح ، ممر حي أميدول ( إرجي )....
4_ نصائح:
• من الأحسن أن تكون الجولة في الفترة الصباحية, لتفادي ازدحام القصر بالنسوة في الفترة المسائية.
• تنبيه الضيوف إلى منع تصوير أي أحد دون إذن منه, وخاصة النساء.
• احترام خصوصية وأعراف سكان القصر, ويكون المضيف رعيا لها.
5_ يوجد عدة مراجع يمكن الاستزادة منها وهي في المتناول مثل:
• سلسلة قصور غرداية: قصر العطف - تجنينت,OPVM موجودPDF
• الحاج سيعد يوسف: تاريخ بني ميزاب وكتاب الهوية الميزابية
أحد الباحثين لاحظ أن خدمة النخلة في واد امزاب يكلف أكثر مما تنتجه، فاستنتج أن سكان هذه المنطقة يعشقون أرضهم إلى درجة أنهم يحيونها بالزرع من مصادر خارجية حبا في الأرض لا في عوائدها المادية.
بصيغ مختلفة لكن كلها تعمل على ترسيخ قيم راقية: حب الرسول صلى الله عليه وسلم وزيارة بيت الله ...
ياحمام يادما م اللي نبت البارح في جنان صالح التفاح والنفاح حب ايدك ياملاح محمد رسول الله
حجلجل مجلجل.... تشورداسين
تق تق تافوناسي حب فوسش تاسكرمت
حجلجل مجلجل غراب مسلسل هاديا وماديا حبيتك ياسلطان غير الله محمد رسول الله....حب فوساتش تسكرمات ....
حجلجل مجلجل غرابا مسلسل دوقها العزريا تيجلين ان بابا صالح ييوي الدفاح ييوي النفاح اي بيت الله اي محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام.........لالة طاجين......ياهاياها.......يوو يا لامعاشنم انغ زديغ.......
حجلجل أمجلجل غرابا مسلسل دوقها لعزيا تيشلي نبابا صالح إودفح إمحمد رسول الله عليه سلام إيه يازمان.
حلا نوكرام أو المعروفة بلعبة الغمّايضة حيث يقوم احدهم بإغماض عينيه إلى الحائط أو جدع النخلة ، ثم يلوذ البقية بالاختباء يعد إلى عشرة ثم يبحث عنهم و المختبئون يتسابقون إلى الحائط الذي أغمض فيه عينيه و يضربون أيديهم و يقولون : بايتا و على الذي أغمض عينيه يجري وراءهم ويحاول أن يضرب على ظهورهم بكفه و يقول بايتا عند ملامسة أحدهم قبل أن يصل إلى الحائط فهذا الذي يمسك به يغمض عينيه.
حلا نتغاريتⵃⴻⵍⵍⴰ ⵏⵜⵖⴰⵔⵉⵜ
تشبه كثيرا حلا نوكرام إلا أن هذه اللعبة ليس فيها إغماض العينين، يقوم أحدهم بالجري وراء المجموعة والذي يمسك به يضرب في ظهره و يقول بايتة فيصير هو يجري وراء المجموعة
لكلّ "تَابْزِيمْتْ" حكاية.. ولكلّ علبة حلي ألف بداية ورواية..
"زينب" طافت على القصور لتكشف الغطاء عن مجوهرات الأمازيغ التي خلدتها العصور.. وحليّ عابرة للقرون، تعود إلى آلاف السنين..
اليوم حكايتنا حكاية مع سلطانة الأمازيغ، التي تتربع على عرش حلي المرأة الأمازيغية.. "تَابْزِيمْتْ".
أَبْزِيمْ تَابْزِيمْتْ
لدى أمازيغ الجزائر
أَفْزِيمْ تَافْزِيمْتْ
بزم (زم) تعني مسك، قبض، ضم....
تُعرف بعدّة مسميات لدى قبائل الأمازيغ المجاورة: تِسَغْنسْتْ – تِزَغْنَسْتْ – تَزَرْزِيتْ – تَرَزْوِيتْ – تَزَرْزُويْتْ..
وهي ككل الأسماء المؤنثة الأمازيغية التي تبدأ بحرف (ت).
يطلق عليها في الدّارِجة: بزيمة – خُلالة – كتفية.. أما في العربية: دبوس أو مقبض..
احدى أهم الحلي التي تتزيّن بها المرأة الأمازيغية، وتتميز بها عن غيرها من النساء.
تُصنع من الذهب أو الفضة أو البرونز، ويصل وزنها إلى الكيلو غرام الواحد، إذ تأخذ أحجامًا وأشكالاً عديدة متنوعة.
تُلبس غالبًا أزواجًا وتُربط فيما بينها بسلسلة من كتف إلى آخر، ونادرًافي شكل أحادي من جهة واحدة كما يُلبس البروش.
وهي رمز للمرأة الأمازيغية، والأصل، الأنوثة، الجمال...
لم تستخدمها النّسوة للزينة فقط، بل كسلاح دفاعي كذلك ممّا يفسّر حدّة أطرافها.
اتّكأ عليها الكثير من التشكليين والنحّاتين.. واتخذوا منها رمزًا مُلهما لأعمالهم الفنيّة..
فصّل فيها أيضا العديد من الكتاب والباحثين والمستشرقين، ومن ذلك ما جاء في كتاب (الحياة النسوية في مزاب) لأميلي ماري ڨواشون، فتقول " المجوهرات الأكثر تنوعًا هي البروش المستدير والبروش الذهبي العتيق(..) شميشا أو "تابزيمت".. تيسغنست..."(*)
نلتقي في مقال آخر، مع نوع حليٍّ أمازيغي آخر..
حلي:
أصّارميا ن إيدمارن
أصّارميا ن تابجنا
أبشي ن ألويز
أشّركت ن ايسلطانيين
تيمشرفين ن إيمجران
تيمشرفين ن لويز
تيمشرفين ن إيبيلان
أصرا ن إيصلطانين
أصرا ن لويز
الوزلان
تابزيمت [تاكنبوشت]
إيبزيمن تاكنبوشت
تيبزيمين ن تيملحفت
إيغمدان ن توفرت
ملابس: تيملحفت
أخرى: ألجام، أبشي أن البطرون، أبشي أن المغموز، تازوات.
الباحث في الشأن الأمازيغي الأستاذ عبد الرحمان حواش في حوار لـ"جنوب نيوز" "يجب أن تكتب الأمازيغية بالحرف اللاتيني... وهذه حقيقة مناسبة يناير
باحث، أديب ومفكر، وهب حياته للبحث والتنقيب في اللسانيات، يبحث في دلائل الكلمات وفي أصول المصطلحات،مختص في الإثنيات والاجتماعيات واللسانيات، يملك رصيدا لغويا واسعا في اللغات الثلاث، الأمازيغية والعربية والفرنسية، يعتبر مصدرا علميا بحد ذاته حتى سمي بأستاذ الأساتذة، أول من بادر إلى تعليم اللغة الأمازيغية في منطقة مزاب، إنه الأستاذ عبد الرحمان حواش، زارته "جنوب نيوز" لتستفسر وتحلل واقع اللغة الأمازيغية وقرار ترسيمها من وجهة نظره، استقبلنا بمكتبه وبين كتبه التي تغص بها مكتبته، فكان هذا الحوار.
مرحبا بكم أستاذ عبد الرحمان، بداية نهنئكم بحلول السنة الأمازيغية الجديدة؟
شكرا، في البداية بودي توضيح أمر ففي نظري التقويم الأمازيغي يحتاج لإعادة النظر، وسأوضح ذلك من خلال تسمية مصطلح ينار ثم بداية تاريخ الاحتفال بهذه المناسبة، التي باتت تعبر في الوقت الراهن عن دخول السنة الأمازيغية الجديدة، فـ" ينار" هو أول السنة الشمسية مثل الفاتح من شهر جانفي، بمعنى أن "ينار" يساوي الفاتح من جانفي بمعنى أوضح أن الاحتفال بمناسبة " ينار" لابد أن يكون في الفاتح من جانفي، وليس كما هو الآن بين السادس والثاني عشر من شهر جانفي.
هل تقصد أن التقويم الأمازيغي مرتبط بميلاد المسيح عليه السلام؟
نعم بداية الاحتفالات بهذه المناسبة وبداية التسمية " ينار" أو "يناير" تعود إلى مناسبة ولادة سيدنا عيسى عليه السلام، وإنما الاختلافات بين الكنائس والمذاهب آنذاك جعلت البعض منهم يحتفل به في 24 ديسمبر، والآخرون وهم الكنائس الشرقية الأرثوذوكسية و أرمينيا وحتى الأقباط في 6 جانفي، والبعض الآخر في 12 جانفي هؤلاء وهم المتدينون بالإسلام قاموا بتأخير يوم الاحتفال عن الكنائس لمدة 12 يوم بدعوى مخالفة النصارى في احتفالاتهم ليحتفلوا بالمناسبة في 12 جانفي، وكل هذه التقويمات خاطئة في نظري، لكن يجب إحياء هذه المناسبة في يوم 01 جانفي، وهو التقويم الصحيح الذي ولد فيه المسيح عليه السلام، وقد جعله الله يوما تشهد عليه البشرية وقد ذكر ذلك في القرآن في سورة المؤمنون (وجعلنا ابن مريم وأمه آية...)، وفي سورة مريم (... والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا).
وبالنسبة لأصل تسمية مصطلح "يناير" فهو مركب من مفردة "يناي" بمعنى تجدد- جديد، ونحن فلدينا مصطلح "يور" بمعنى شهر، و يوجد "يار" (year) باللغة الأجنبية بمعنى "سنة"، وهناك اعتبار آخر: حيث أن "يناير" مركب من "ين" بمعنى أول وهو مستخدم عند الأمازيغ و "يار" هي السنة، باختصار كلمة "يناير" تعني بداية شهر بداية سنة.
كيف يتم الاحتفال بهذه المناسبة في المنطقة؟
بالنسبة لطريقة الاحتفال يتم إعداد وجبة عشاء خاصة بالمناسبة تقام ليلة "يناير"، تعد فيه العائلات ما يطلق عليه وجبة " أرفيس" وهي وجبة معروفة في منطقة وادي مزاب. و مصطلح "أرفيس" من "أرفاس" بمعنى الخلط أي خلط مجموعة عناصر في عملية التحضير للوجبة من بينها، السمن، الزبيب، البيض، السكر...الخ ليكون العام الجديد مزيجا من الأشياء اللذيذة والحلوة والأحداث الإيجابية كاعتقاد طيب وفأل خير للعام الجديد، وفي القديم كانت وجبة "الشخشوخة" هي الأخرى خاصة بالمناسبة تحضرها العائلات في جو عائلي جميل.
هل هناك اهتمام بالثقافة الأمازيغية على المستوى المحلي؟
الاهتمام بالثقافة الأمازيغية وبالخصوص عند الحديث عن اللغة، نلاحظ نوعا من العزوف واللامبالاة من قبل الكثيرين، ولعلمكم قد كنا الأوائل الذين بادروا إلى اقتراح تدريس الأمازيغية في التسعينات، لكن للأسف لم يكن هنالك رد إيجابي وقوبلنا بالرفض التام بدعوى عدم الحاجة إليها ولم نجد إقبالا قويا عليها، وهذا أمر جد مؤسف. ففي العالم توجد ستة آلاف لغة اضمحلت نصفها لتبقى منها ما يقارب الثلاثة آلاف لغة بين لغات مكتوبة وأخرى شفوية الموزعة في الأرياف والأدغال والقرى، وكل لغة مهددة بالزوال ما لم تصان وتحفظ.
وبالمناسبة، قمنا بتكوين مجموعة لابأس بها من النخبة المتكونة في الثقافة الأمازيغية المزابية وفي قواعد اللغة، هؤلاء هم الآن باحثون وكتاب ومؤلفون في ميدان التراث، بالإضافة إلى فنانين وشعراء وصحافيين باللغة الأمازيغية المزابية، وهذا بصراحة ما أرتاح له فأنا لدي 35 عاما منذ بداية مشروع استعادة أسس اللغة المزابية، والحمد لله تمكنت من استعادتها بنسبة تفوق الـ 90 بالمئة بعد أن كانت في مستوى الـ 25 بالمئة، وتمكنت من تصحيح عدة كتب ألفت في قواعد اللغة المزابية على غرار الكاتب الفرنسي "دولور" الذي ألف كتابا في المصطلحات المزابية، الذي هو عبارة عن قاموس مزابي فرنسي مليء بالأخطاء، بحيث لا تمثل فيه اللغة المزابية الصحيحة نسبة الـ 20 بالمئة. إضافة إلى عدة كتب أخرى متنوعة للباحثين والمؤلفين في هذا المجال.
أستاذ عبد الرحمان بصفتكم باحث في المجال، كيف ترون إلى قرار ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور الجديد؟
أنا أرى في قرار الترسيم "خطأ فادح"، قبل الحديث عن الأمازيغية أقول أن الأولى ترسيم اللغة الدارجة التي يتكلم بها عموم الجزائريين أينما توجهت شرقا، غربا، شمالا وجنوبا وحتى خارج البلاد عند التوجه للبلاد العربية، فأستغرب أين يستعمل الجزائريون اللغة الفصحى في تعاملاتهم اليومية، أما فيما يخص الأمازيغية فأنا أقول أن كل المناطق بالوطن الجزائري المتحدثين بالأمازيغية سواء في مزاب، أو عند الشاوية أوالطوارق في الجنوب لا يملكون باحثين ومتكونين في أصول اللغة المحلية بالقدر الكافي الذي من شأنه تدريس اللغة بالمؤسسات التعليمية.
هذا حال هذه المناطق الأمازيغية عموما، أما في منطقة القبائل فهي تزخر بهذه النخب وتملك معاهد متخصصة في هذا المجال. هذا من جانب، ومن جانب آخر أرى قرار تعميم تعليم اللغة الأمازيغية يقوم على تعميم فرع واحد للأمازيغية ألا وهي القبائلية على بقية المناطق الأخرى في الوطن التي تستخدم فروعا أخرى منها كحالنا نحن في مزاب وحال الشاوية والطوارق، فعند تعليم الأمازيغية القبائلية في هذه المناطق فما مصير المزابية محليا، لذا لابد في كل منطقة أن يتم تدريس لغتها المستخدمة محليا من طرف أبنائها، أضف لذلك أن فرض تعليم الأمازيغية على عموم الجزائريين أمر فيه إعادة نظر، فالشخص الغير أمازيغي لن يقبل على تعلم هذه اللغة فهو لن يستفيد منها بالبتة، لا في الكتابة ولا في أمور أخرى، فلنكن واقعيين في هذا الشأن أقول وأؤكد أن "الغير أمازيغيين لن يهتموا باللغة الأمازيغية"، بل سيقبلون على اللغات الأجنبية الأخرى، وأنا أرى اللغة الواجب ترسيمها في الدستور هي اللغة الدارجة العامية الجزائرية التي يشترك فيها جميع الجزائريين، ويستخدمونها كلغة التعامل في جميع مجالات حياتهم، وهي التي تخلق التجانس بين أطياف المجتمع الجزائري. ثم مباشرة اللغة العربية الفصحى كلغة أولى بعد الدارجة وجوبا، ثم التعرج على اللغات الأجنبية الأخرى.
يطرح عند الحديث عن الأمازيغية إشكالية الحروف الخاصة بهذه اللغة للتعبير عنها وكتابتها، بين من يدعو إلى استخدام الحرف العربي والآخر الحرف اللاتيني والبعض الآخر حرف التيفناغ، ما رأيكم في الموضوع؟
نعم، يجب وجوبا في رأيي ان تكتب اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني وذلك لعدة أسباب، أولا: لأن العالم الأوروبي والغربي منذ القديم وهو يبحث في تطورات اللغة الأمازيغية ومصطلحاتها فأثرى المكتبات بالبحوث، التي تعد مرجعا للباحثين في الشأن الأمازيغي، وبالمقابل لا يوجد ولا كتاب واحد في هذا النوع من البحوث بالحرف العربي، لكن ظهرت بعض الكتب الآن تستخدم الحرف العربي في كتابة بعض القصائد الشعرية الأمازيغية، وهي قليلة جدا. أما الكتب المصدرية لهذه اللغة والتي كتبت بالحرف اللاتيني فهي بالآلاف أثرت المكتبات الأمازيغية. ثم لأن الحرف اللاتيني تشترك في المجموعة الصوتية العالمية بـحوالي 12 حرفا من بين 40 حرفا، على خلاف الحرف العربي الذي لا يشترك في أي حرف في هذه المجموعة.
ونفس الأمر بالنسبة لحرف التيفيناغ، أين المراجع العلمية في اللغة الأمازيغية المكتوبة بحرف التيفيناغ؟، كيف يعتمد عليه الباحث الأمازيغي في بحوثه وهو يعلم أن المصادر العلمية فقيرة من هذا النوع من الحروف، وأنا لست ضد الكتابة بأحرف التيفيناغ. نعم، جميل أن تدرس للتعرف عليها وفقط، أما للاستخدام العلمي المتخصص، فالحرف اللاتيني يجب أن يكون الحرف الرسمي ويعتمد عليه أكثر، وأنا شخصيا لدي في مكتبتي الخاصة أكثر من ألف (1000) كتاب بين بحث ومقالة مكتوبة بالحرف اللاتيني.
كلمة أخيرة في هذا الموضوع ..
أقول في الأخير أن حماية اللغة الأمازيغية وضمان استمراريتها وبقائها يقع على عاتق الجميع، وأركز على المجتمع المدني بكافة فعالياته في الحفاظ على هذا الرصيد اللغوي من الاضمحلال والاندثار.
خزينة المدينة، أو ما يُطلق عليها الآن بالخزينة العمومية، تُعتبر هيكلا أساسيا وحيويا في كل قصر من قصور مزاب، وتكون تحت إشراف المقاديم وهم كبار العرش، كما جاء في اتفاق أهل غرداية سنة 1796م "اتفقوا على خمسة رجال منهم، ثلاثة مقاديم، وأمينان بأيديهما المفاتيح" ومن أهم مصادر الخزينة هي "الخطايا" أو الغرامات المالية التي تفرض على مرتكبي المخالفات والجرائم طبقا لقانون المدينة، وكذا المساهمة المفروضة على كل صاحب واحة منتجة،وكذا الجزية التي يدفعها اليهود...
وتصرف هذه الخزينة في المرافق العمومية للبلدة مثل سور البلد وشوارعها كما جاء في اتفاق جماعة غرداية سنة 1736م "والخطيَّة يصرفونها في أمور البلاد، هذه سيرة أهل غرداية على الدَّايم"، كما تصرف في دفع الضرائب اللازمة على وادي مزاب سواء في عهد العثمانيين أو الفرنسيين، وفي الدفع للقبائل البدوية المتحالفة مع المدينة في إطار التجارة، ولعل اللافت من بين مصاريف الخزينة أيضا:
1- أنها تصرف في ضيافة كبار أعراش العرب أو القصور الأخرى، ضيافة تستلزمها أعراف التحالفات السياسية. 2- أنها تصرف في يتامى الذين استشهدوا إثر ملاحقتهم لعدو هجم على البلد إن كانوا من الفقراء. وهذا ما ورد في اتفاق جماعة غرداية سنة 1708: "واتفقوا إن مات واحد من الناس اللاحقين أثر العدو وخلف ذلك أولاد صغار وهو فقير لا له شيء فعلى الجماعة أن يأمروا عشيرة اليتامى أن ينفقوا عليهم وإن كانت العشيرة قليلة أو ضعيفة فإن أهل البلاد أن يعينوهم بما أمكن"
الجميل في الأمر ثلاثة نقاط أساسية: 1- أن طريقة تسيير خزينة المدينة لا تخضع لضغوطات أصحاب النفوذ، فهي مستقلة تماما عنهم، ولا يملكون أيَّ قرار نحوها، باعتبار أن الخزينة متعددة المداخيل ولا تعتمد فقط على مساهمات الأغنياء. 2- كما أن السلطة الدينية المتمثلة في العزابة مستقلة هي أيضا بمورد آخر تماما، ولا تعتمد مطلقا على خزينة المدينة، ما يجعلها في منأى عن ضغوطات الشارع وتجاذباته واضطراباته التي تقع من حين لآخر. 3- بالإضافة إلى أن مصرف رعاية يتامى الشهداء يحفز رجال البلدة للتضحية والدفاع عن مدينتهم عندما يتأكدون من وجود دعم مادي لذويهم بعدهم. ولعل النقاط الثلاثة الأخيرة هذه مما نحن بحاجة إلى التفكير بجدية وصرامة في تفعيلها وإحيائها مجددا، في ظل عالم صار رهينا بكل تفاصيله الاقتصادية والعلمية والأمنية والسياسية لقلة ثرية ثراء فاحشا. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ للمزيد حول خزينة المدينة قديما راجعوا كتاب: النظم والقوانين العرفية بوادي مزاب في الفترة الحديثة، ص: 326 وما بعدها. للدكتور بالحاج بن باحمد ناصر منقول Brahim Ramdane
انصهرت في واد مزاب عدة عائلات وافدة من اقطار الجزائر في أزمان ماضية
ميزات وخصوصيات بني مزاب
المجتمع المزابي له تقاليد كثيرة في المساحد و الزواح و الأعراس وتزارو العائلات، واتفاقات أدبية عرفية كثيرة تضمن حدا من الضبط الإجتماعي لكثير من الآفات كالتدخين و المخذرات، ورقابة عرفية على أداء بعض العشائر كالصلوات الخمس، وإطار تربوي لغرس القيم و الأخلاق في الصغار، كما له فلسفة خاصة في هندسة عالم النساء وفعالياته الدينية و العلمية و الأخلاقية، ويتعامل باللغة المزابية المحلية بثقافته و فكره....الخ،
.لا يعني هذا أن هذا الفضاء مغلق ممتنع على الوافد إليه، فبإمكان من انضم تحت لواء تلك الأعراف والتقاليد واندمج في فلسفته أن يصبح فردا من المجموع، ولقد انصهرت في واد مزاب عدة عائلات وافدة من اقطار الجزائر في أزمان ماضية. هناك من يراهن على اندماج مشروط بالتنازل عن خصوصياتنا ولكنا لسنا مستعدين أن نغازل أحدا بالتخلي عن موروثاتنا التي نرى فيها نجاعة اجتماعية وتنظيمية، فلنا نظرة خاصة للدين و للحياة الإجتماعية وللأخلاق نؤمن بها و ندعمها ونطورها ونراكمها من قرون، فمن أراد الإنضمام تحت لوائها والإنضباط بأعرافها فمرحبا به وسهلا، فمن أراد الإستفادة من التجربة فمرحبا به ومنه نستفيد ونكمل الخلل فلسنز مجتمعا ملائكيا. فمن أراد مجاورتنا و البقاء على ما يريد من أعراف فأخوة الإسلام تجمعنا و مظلة القانون والمواطنة تظعنا جميعا.
خطوط تيفيناغ جديدة مميزة 2016 قام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية IRCAM بنشرها مؤخرا و يبلغ عددها 29 خطا مع تحديث 6 خطوط، كان قد نشرها قبل سنوات منها خطه المميزTifinaghe Ircam من قبل كانت هذه الخطوط عادية تستعملها مع لوحة المفاتيح الفرنسية بمعنى يجب اختيار الخط و بعدها الكتابة بالحروف الفرنسية لكن "تترجم" و تظهر بتيفيناغ. أما النسخة الجديدة فهي مميزة لكونها Unicode و يمكنك من الأن فصاعدا الكتابة بلوحة مفاتيح أمازيغية unicode دون ان تظهر على شكل مربعات (لم تعد بحاجة الى استعمال لوحة مفايتح فرنسية او انجليزية بل لوحة مفاتيح تيفيناغ مستقلة).
هنا يمكنكم إنزال والإستفادة من مجموعة من خطوط التيفيناغ والتي أستخدم بعضها في تصميم مجلة أرمات والبعض الآخر في الكتب المدرسية من تصميم موحمد (مادغيس) ؤمادي ومجموعة مهمة للفنان الرائع بوراوي الحجاجي، ومجموعة متوفرة عبر النت.
دار التلاميذ إروان بناها وحبسها الشيخ عمر بن يوسف من آل حموعلي في سنة 1240 هـ/ 1824 م، وهي مدرسة ثانوية على شكل معهد لتعليم الشريعة الإسلامية وبقية العلوم، تعاقب على التدريس فيها عدة مشائخ منهم الشيخ الحاج محمد بن باحمد بكلي والشيخ الحاج عمر بن حمو بكلي والشيخ يوسف بن بكير حموعلي في شكل حلقات يحضرها العزابة والتلاميذ من داخل البلدة وخارجها، جدد بناؤها عام 1395 هـ / 1975 م.
ساهمت المرأة المزابية مع أخيها الرجل بقسط وافر في بناء حضارة واد مزاب وتشييده، بل كانت شريكة أساسية في ذلك، ولم يكن الفرد المزابي يستغني عنها أو يدعي أنه وحده من بنى الحضارة.
كانت المرأة في وقت سابق مشاركة بسواعدها في إنتاج نصف الاقتصاد تقريبا -النسيج والزرابي-؛ وكانت إضافة إلى ذلك مسؤولة عن تربية أولادها في المراحل العمرية الأولى تحضيرا لهم للسفر إلى العمل بالتل (ولعلنا نستذكر حكايات مدرسة الكانطوار والسرابس التي خرجت الرجال).
إن التناغم والتكامل بين مهمتي الرجل والمرأة ظهر جليا في تقاسم الأعباء وحتى في المناصب القيادية في تسيير المجتمع، وعلى جيل اليوم أن يقتدي بهذا التكامل -حسب متطلبات الوقت- ويتجنب الصراع والمنافسة والتداخل بين الأدوار حتى لا تضيع الناشئة، وحتى يؤدي كل عنصر وظيفته ومهمته على أكمل وجه.
نجاح المجتمع ورقيه مقرونان بنجاح مجموع مكوناته، وبتكاملهم وتعاونهم.
وإذا رأيت أن حقوق طرف ما مهضومة فاعلم أن رجوع الأمور إلى نصابها لن يكون على حساب الطرف الآخر، مثلما يقول المثل (جا اكحلها عماها)🙂.
أول حركة للإباضية عُرفت في التاريخ بجهة المغرب العربي ظهور "الحارث وعبد الجبار" الإباضيين ومواجهتهما للدولة الأموية أيام آخر خلفائها مروان بن محمد، وانتزعا طرابلس وسيطرا على تلك الناحية حينًا من الدهر، وقتلا سنة 121هـ.
وفي سنة 140هـ، بايع الإباضيون هناك على يدي أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافر، في ليبيا، ودانت له طرابلس ثم القيروان وبرقة وفزان.
واختار أبو الخطاب زميله في العلم عبد الرحمن بن رستم قاضيا في طرابلس. وعندما احتلت قبيلة ورفجومة الصّفرية الخارجية المتطرفة القيروان وارتكبت بها المناكر بكى أبو الخطاب وهاجمهم بجيش سنة 141 هـ وهزمهم وشتت شملهم، وقتل قائد جيشهم الجعدي، وحرر القيروان من الصفريين، وامتد انتشار الإباضية حتى مدينة وهران.
في سنة 142 هـ وصل جيش العباسيين بقيادة أبو الأحوص العجلي، فاشتبك به أبو الخطاب في "غدامس" فهزم أبو الأحوص الذي عاد بفلول جيشه لمصر. وجمع أبو جعفر المنصور جيشا قويا وضع على رأسه محمد بن الأشعث الخزاعي عامل العباسيين بمصر وعينه واليا على المغرب. ولما شاهد قوة الجيش الإباضي استعمل الحيلة فتظاهر بالانسحاب نحو مصر، لكنه عاد وهاجم على غرة معسكر أبي الخطاب في تاورغا سنة 144 هـ فهزم الإباضية وقتل أبو الخطاب. وكان عبد الرحمن بن رستم متجها لنجدة أبي الخطاب وعندما علم باستشهاده، تراجع واتجه نحو المغرب الأوسط.
بتوفيق من الله تم إنجاز فيلم استكشافي، تدور أحداثه في منطقة وادي مزاب، حيث يقوم محمد وصديقه أنيس باكتشاف المنطقة في جولات قصيرة حول القصور والوقوف على أهم معالمها وكنوزها الحضارية والثقافية، يرافقهما في الرحلة الشيخ عبد الله، حيث يعرفهم على أهم سمات القصور والمجتمع المحلي، مبرزا مكنونات التراث الثقافي لوادي ميزاب.
يهدف هذا العمل الإعلامي إلى: • إبراز الموروث المادي والمعنوي لمنطقة وادي مزاب، بأسلوب شيق و وبسيط. • توطيد علاقة الجيل الجديد بتاريخه الحضاري. • تنمية روح الانتماء لدى الناشئة وتحريكهم نحو البناء و الاقتداء.
تحيزا هي مِن عاداتنا الجَميلة ومن بين مراسيم حفل الزواج في قصور وادي مزاب، في الصباح الباكر من اليوم الأول من عقد القران يذهب العريس رفقة وزرائه وأفراد العائلة وكل من أصدقائه ومرافقيه وبعض أعضاء العزابة لزيارة المقبرة التي دفن فيها بعض أفراد عائلة العريس، مثل مقبرة باعيسى وعلوان أو مقبرة بابا والجمة أو مقبرة الشيخ عمي سعيد، كما تستغل هذه الفرصة للتعريف بأول معمر للبلدة " الشيخ باباولجما.
أهل العريس يحضرون معهم خبز وتمر "أغروم نوفا د تيني" ليوزع على الحاضرين، قبل ذلك يطلب أحد أعضاء العزابة من العريس "تارضونت نوفاڤ" خبز الطاجين إلى أربع قطع باستعمال يدا واحدة فقط، و وراء هذا الأمر الكثير من الحكم،
حيث يذكر العريس ما ينتظره من مسؤوليات بانتقاله من مرحلة العزوبة إلى مرحلة الزواج فيكون على عاتقه الأبناء، الزوجة، الوالدين، لتعزيز قيمة تحمل المسؤولية بما تقتضيه المرحلة الجديدة من حياته في تكوين الأسرة، وكذلك تعمل على ترسيخ قيمة العدالة والمساواة واعطاء كل ذي حق حقه و كذلك الاعتماد على النفس بعيدا عن الاتكلية.
بعدها يلقي العزاب كلمة مقتضبة ليتذكَّر أن الدنيا فانية زائلة، وأن بهجته وسُروره سُرعان ما سينقضيان ليرحَل إلى ربِّه، ويُغيَّب في التُّراب ويُوارى الثَّرى؛ فلا ينفعهُ إلا عملُه الصَّالِح حينئذ!!
بأن هذه الدنيا بجمالها ومتاعها وملذاتها تنتهي وتزول طالت أعماره أم قصرت فمآله القبر وما عند الله خير وأبقى
والحكمة من اختيار أخد العريس في أيام زفافه الأولى إلى المقبرة ليدرك أن الحياة تتقلب بين أفراح و أقراح ولا وجود لحال دائمة، ولا ينسى الدار الباقية، في زحمة الفرحة الغامرة.
زيارة القبور في العيد:
من السير الحميدة بمزاب في الأعياد -بالإضافة إلى التزاور بين الأقارب- هو زيارة الآباء والأجداد والمشايخ في قبورهم، ففيها من العبرة والموعظة الكثير، كما أنها تغرس في قلب الابن قيمة الاحترام والتقدير لآبائه وأجداده، وتغذي في نفسه الحاجة إلى الانتماء، وتقوي ارتباطه بهذه الأرض، وتزيد من ولائه لهذا النموذج الاجتماعي.
الراجح أن صورة القبر للشيخ باعيسى وعلوان هو متواجد بمقبرة الشيخ عمي سعيد.
زعزع بويا هى احدى الالعاب لاطفال واد مزاب حتى وقت قريب... هي أرجوحتنا المحلية كنا نلعب بها في الغابة (أغلاد ؤلم تجمّي) حيث نأخذ من جدع النخلة (تمالفت) طويل نوعا ما، ويكون مرتكز عند منتصفه على صخرة ويكون طرفاه معلقان فى الهواء...
يلعبها إثنان فما فوق بمضاعفات الاثنين حيث يجلس كلا الطرفين بنفس العدد ونفس الوزن تقريبا.. ويحاول كل طرف رفع عناصر الطرف الآخر إلى أعلى وابقائهم في السماء دون ملامسة الأرض. ويحاول بدوره الطرف العالق في السماء العودة الى الأرض ورفع خصمه في السماء.
المثل، القول المأثور أو الحكمة ارث تشترك فيه الانسانية وتتداوله عبر الأزمنة باختلاف الأمكنة ، و تتشابه فيه الأهداف والتجارب، وهو "شكل من الأشكال التعبيرية و خلاصة تجربة تصور بصفة مباشرة حالات واقعة، تشكل بذاتها عيّنات وشرائح، يتكون من مجموعها النسيج المجتمعي الذي يقوم أساسا على العلاقات القائمة بين الناس في تعاملهم أيام المعسرة والميسرة 1 وقد يفرق بين المثل و الحكمة، غير أنهما يلتقيان في العبرة و التوجيه و التقويم.
فاللغة المزابية غنية بالأمثال والحكم التي تغنيك عن الكلام الطويل 2.
وقد جمع الباحث حواش عبد الرحمن أكثر من 2500 مثل شعبي. وأكثر من 100 مثل مزابي في تراث النسيج.
هذه قصة من التراث المزابي بقيت مثلا. تروي أن ناقة قالت لبكْرتها ناقة صغيرة : " لولا سنامك لأرسلتك إلى عمّتك لتراك. نسيت الناقة أنها هي أيضا لها سنام ".
"جيران السوء جملهم فوق سطحنا قطٌ، وقطنا فوق سطحهم جملٌ "
يقال في الجار المشاغب الذي يتشاجر لأتفه الأشياء.
تامشيط تنا: " وي انان تيدت اديمت"
قالت التينة : " من قال الحقيقة لقي حتفه"
قول مأثور من قصة شعبية على لسان تينة يحكى أنها كانت قاضية تحكم بين الناس
،وصادف انها حكمت لمظلوم ضعيف على ظالم مستبد. فاجثتها الظالم من جذورها ،وقيل انها نطقت بهذه الحكمة أثناء احتضارها 03
"وي وفين تاسيرت اديزض ئوغجّار دُمنسي"
"من وجد الرحى فليطحن لغدائه و عشائه"
يقال في اغتنام الفرص اذا سنحت، في زمان لم تكن فيه الرحى متوفرة لدى الجميع.
" المجّل يدّوم"
"يبس حوض الماء"
يضْرب في الإفلاس : هذا القول يرد في سياق الحديث عن افلاس شخص ما.
"أن ويدي هاو هاو هاو امنسيس داي دجالوز"
"مثل الكلب كثرة نباح وعشاء بالنفايات ".
"واسي ول يچيي تانصريفت د تغيولت ول ئزط ازطاس".
من لم يخطئ في النسج لا يستقيم نسجه
الخطأأ في بداية الانجاز يؤدي للتمكن و الاتقان 04
"نيرْ نْ تزارنينْ ؤلا ارجازْ نْ تدارينْ "
تدّارت جمع تيدّار و يقال تيدّارين استصغارا واحتقارا.
هذا المثل عنوان لقصة من التراث المزابي...يُضْب في من لا ينفع أهله..
" يحكى ان امرأ أة ضجرت من زوجها لا يعمل، يقضي جل اوقاته خارج البيت عند أمه و أخواته .. أحاينا يتناوب المسامرات و تناول وجبات الأكل مابين أمه و أ أخواته....صادف أنه دخل على زوجته في منتصف النهار فوجد " نير" القنديل مشتعلا...فغضب عليها مستفسرا...فأجابته بهذا القول المأثور:" نير ن تزرنين ؤلا ارجاز ن تدارين" ..قنديل في عزّ النهار خير من رجل يلازم الديّار[.مهملا بيته] لا يرجى منه نفع .مثله كالقنديل الذي شُعل في وضح النهار.
---------------
01عبد الحميد بن هدوقة ، أمثال جزائرية ،دار القصبة للنشر ، الجزائر ، 2007 ،ص 13
02يوسف ين بكير الحاج سعيد ، المرجع السابق ،ص9
03 04 صالح ترشين ، ؤلينو ، دار القطب ، المطبعة العربية ،غرداية ، الجزائر ، 1994 ،ص 317 319
ان جد البربر هو مازيغ بن كنعان بن حام. والبربر يسمون أنفسهم[الأمازيغ] ويعتدون بهذا الاسم. وهم لا يطلقونه إلا على الاقحاح الصرحاء فيهم، أما النزلاء الدخلاء الذين يتبربرون كعبيدهم ومواليهم فلا يسمونهم أمازيغ، لأنهم ليسوا من سلالة مازيغ. ومعنى الأمازيغ عندهم هو الأشراف. يعني الصرحاء أبناء مازيغ الذين يحملون شخصية البربر العظيمة، ويتصفون بأخلاقهم التي تطبعهم بها الوراثة المازيغية الزكية. ويسمى البربر لغتهم البربرية )اتمازغت( نسبة إلى الأمازيغ. وقد أرسل عمرو بن العاص لما كان واليا على مصر بعض رؤساء البربر إلى سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فسألهم عن نسبهم فقالوا «نحن أبناء مازيغ » 1
وقد سمى العرب الأمازيغ بربري. أما للغتهم التي لا يفهمونها. وكان العرب يسمون كل أصوات لا يفهمونها بربرة. يقولون: بربر الأسد إذا زمجر بأصواته، وأما ان يكونوا قد نسبوهم إلى جهم السادس 2 وهو بربر بن تملأ بن مازيغ بن كنعان بن حام ابن نوح عليه
السلام. وارى ان نسبة البربر إلى جهم السادس هو سبب تسميتهم بهذا الاسم لا لغتهم التي لا يفهمها العرب. ولو كانت اللغة ي السبب لسموا كل جنس لا يفهمون لغته بربرا كأقباط مصر ولغتهم حامية كلغة البربر، والسودانيين.
ان البربر الذين سموا أنفسهم أمازيغ نسبة إلى جهم مازيغ، ق سموا أيضا أنفسهم بربرا نسبة إلى جدهم بربر بن تملا بن مازيغ. فهم الذين تسموا بهذا الاسم اعتدادا بجدهم، وفخرا بهذا الأصل الشريف من أصولهم. ومما يؤيد هذا أننا وجن هذا الاسم يطلق عليهم فقبل الفتح الإسلامي. وقبل ان يعرفهم العرب في عهد الرسول وخلفائه الراشدين. لقد كانوا يتسمون بهذا الاسم قبل الميلاد في عهد القرطاجيين. وقد سميت دولة قرطاجنة [الدولة البونقية] وهو تركيب مزجي من البربر والفينقيين. فإذا كانت هذه لتسمية قيمة فهي من الشواهد على ان اسم البربر قديم، أطلقه البربر على أنفسهم، ليس العرب ولا الرومان
---------------------------
1 -انظر قصة الوفد في الجزء الثاني من هذا الكتاب ص 7 ط . الحلبي بالقاهرة 1963 .
2- يكون سادسا إذا ابتدأنا العد من نوح وهو ما يمكن في هذا المقام ولا يمكن غيره.
عند امتلاء سد "بوشن" وعند استغناء واحات "بوشمجان" عن السيل يتم تحويل الواد إلى المجرى الكبير، إضافة إلى ما يحمله واد "أريدان" الذي لا ينسكب لا من ولا من الغرب وهو بين شعاب "بوشمجان" من جهة، وشعاب "التوزوز" من جهة أخرى من الناحية الغربية للضاية ومن الناحية الشرقية للتوزوز، ومياهه ضعيفة نوعا ما، ويسقي السدود التي توجد وسط الواد الكبير وهي متعددة منها:
1.أحباس ن-قاوة: ويسقي إلى الناحية الشرقية للوادي.
2.أحباس ن-حمو بلغنم: ويسقي إلى الناحية الغربية للوادي.
3.أحباس ن-بوحديبة: ويسقي إلى الناحية الغربية للوادي ويوجد فيما يسمى بالبراكة.
4.أحباس ن-كاسي بن بهون: ويسقي إلى الجهة الشرقية للوادي ويوجد بجوار بناية مدرسة المسجد "عمي سعيد".
5.أحباس ن-خطارة: ويسقي إلى الناحية الغربية.
6.أحباس أجديد: ويسقي إلى الناحية الغربية والشرقية معا.
7.أحباس ن-باعمور الشيخ: ويسقي إلى الناحية الشرقية.
8.أحباس ن-امناسن: ويسقي إلى الجهة الشرقية كذلك.
9.أحباس أقديم: ويسمى أحباس ن امراوط بالوح أو أحباس ن تيزيوت أو احباس أواداي ويسقي الجهتين معا.
10.أحباس ن-بوسعدة: ويسقي إلى الناحية الغربية.
11.أحباس ن-قمغار: ويسقي إلى الناحية الشرقية.
12.أحباس ن-اوجوجن وعيسى واعمر: يسقيان معا في آن واحد ولكن لكل وجهته في شكل هرمي.
13.أحباس ن-بابكر: ويسقي إلى الناحية الغربية.
14.أحباس ن-بكوش: وهو الأخير ويسقي إلى الجهة الغربية، وبعده تأتي قنطرة سالم او عيسى.
--------------------------------------
(01) كتاب تفصيل الجواب عن تقاسيم مياه السيول بواد مزاب، بومريقة الحاج سليمان، ص24-26
السيڤ لعبة تراثية يلعبها الذكور والإناث على سواء نحتاج فيها 5 إلى 4 عيدان من القصب وتكون هذه العيدان بنفس الحجم ومتشابهة في الشكل طولها بين 12 إلى 14 سم.
طريقة اللعب بها:
نضع هذه العيدان في راحة اليد ثم نقلبها على الوحه الآخر لليد بحركة خفيفة متوازنة بحيث نحاول ان تكون كل العيدان على الوجه الأملس.
الوجه المحدب الأملس له 10 نقاط.
والوجه الآخر أي المقعر غير الأملس له 5 نقاط.
ثم نقوم بجمع النقاط.
وهناك طريقة إقصاء الخاسر:
ذلك أن اللاعب يخسر دوره بمجرد أن يسقط قطعة على وجه مخالف لوجه بقية القصيبات.
المزابيون : نحن شعب أصيل ، سكنا منذ أقدم العصور بمنطقة الشبكة و نسبت إلينا و هي منطقة صخرية صحراوية تقع جنوب الجزائر بـ 600 كلم و هي منطقة قديمة جدا منذ العصور الحجرية و قد وجدت أكثر من 2900 أداة استعملها جدّنا الإنسان المزابي البدائي في المنطقة . نمتاز بالتمسك بالدين و الإلتزام و الخلق الحسن و لا نصدر أمرا إلا إذا وافقه الدين و الشرع . ننحدر نحن المزابيون من قبيلة مصعب الأمازيغية من قبيلة زناتة ، و كلمة -مزاب- محرفة من كلمة - مصعب - و سبب تحريف مصعب إلى مزاب أن الأمازيغ و نحن المزابيين خاصة نحرف الصاد زايًا في العربية ، كالصلاة مثلا التي نسميها تْزَالِّيتْ . من هنا جاء التسلسل النطقي للكلمة ، فقلنا مصعب ثم مصاب ثم مزاب و مزاب. و مصعب هو مصعب بن بادين انتقل بنوه إلى الوادي في العصر الحجري و استقروا به مع أولاد عمهم عبد الواد و عائلات أمازيغية أخرى فيه نظرا للظروف الملائمة للعيش به. و قد نسبت المنطقة إلينا نحن المزابيين فسميت : بادية بني مصعب أو وادي مصعب أو وادي مزاب أو مصاب . نقرأ القرآن الكريم كأهل المغرب برواية ورش عن نافع . إداريًا يقع وادي مزاب في ولاية تغردايت ( التي حرفت إلى : غرداية ) تحت الرقم : 47 . و للتعرف أكثر على تاريخنا اذهب إلى صفحة تاريخنا .
من نحن الأمازيغ:
نحن الأمازيغ أبناء مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام . كنا أول عهدنا في العصور البدائية بالشام مع أبناء عمنا فلسطين فوقعت بيننا و بينهم حروب ، فهاجرنا نحن الأمازيغ من الشام ، و سرنا إلى المغرب عبر مصر و استوطناه في العصر الحجري و عمرناه من غرب النيل إلى المحيط الأطلسي . ننقسم نحن الأمازيغ إلى قسمين : البرانس و البتر ، كل فرع يتشعب إلى قبائل كثيرة لا تحصى ، فشعب زناتة الذي ينتمي إليه بنو مصعب هو أحد شعوب البتر .
و قد كان المصعبيون يسكنون بجوار منطقة نفوسة في ليبيا ثم إلى جبال الأوراس بالجزائر ، ثم إلى منطقة مليانة ثم إلى ورجلان (ورقلة) ثم إلى وادي مْزاب .
لغتنا المزابية:
أصل لغتنا المزابية زناتية و هما تتفرعان من اللغة الأمازيغية الأصلية الأصيلة ، و لغتنا المزابية قريبة من القورارية و الشاوية و الشلحية و النفوسية. من خصائصها الإبتداء بالساكن للأسماء مثل قولنا (تْمَارْتْ) للِّحية و ( تْفُويْتْ) للشمس و من خصائصها كذلك اجتماع ساكنين في نهاية الكلمة كما في المثالين السابقين. تاء التأنيث تكون في أوّل الإسم فنقول )تَبَجْنَ) للرأس . و قد يكون المؤنث في لغتنا المزابية مختوما بتاء كذلك ، و من ذلك قولنا (تْوَارْتْ) لأنثى الأسد. كما أنّ من خصائصها عدم وجود صيغة التثنية و تستبدل بصيغة جمع كما في كثير من اللغات . إن لغتنا المزابية غنية بالأمثال التي تغني عن الكلام الطويل مما يدل على حكمة أجدادنا مثل :
( وِيُّوفِينْ وَلْيَطِّيفْ أََدِبْرَسْ وَلْيَتِّيفْ) و معناه : من وجد و لم يقبض بَحث و لم يجد ، و نضربه لمن يضيع الفرص . و من الكنايات المزابية قولنا : ( يَقَّنْ سْوُولْمَانْ) ومعناه : مربوط بخيط واهن ، و هو كناية عن عدم إحكام الأمور . و لنا نحن المزابيين قصائد شعرية نتغنى بها في المناسبات كوقت الدرس للفلاحين ، و أوقات النسج للنسوة ، و في الأعراس ، و الأعياد الدينية. تأثرت لغتنا المزابية كثيرا بالعربية لغة القرآن الكريم ، لكن الألفاظ المقتبسة منها لم تبق على هيئتها الأولى بل صغناها على قواعد لغتنا و ركبناها تركيبا جديدا ، فانسجمت مع لغتنا المزابية ، و صارت جزءا منها ، و خرجت من نطاق اللغة العربية ، لا ينتبه إليها إلا من عرف أصلها ، فكلمة (أَمْبَارْشْ) أصلها مبارك ، وكلمة (يَتْزَالَّ) أصلها يصلي.
قصور وادي مزاب
من مظاهر حضارة المزابيين مدنهم و فنها المعماري , و عدده المدن الرئيسية العامرة إلى الآن سبعة ، باستثناء القصور التاريخية العتيقة ، و التي لم يبق منها سوى بعض الآثار . و ستجدون صورا لمختلف هذه المدن في صفحة صور مزاب. الملاحظ في مدن مزاب السبع بأن خمسًا منها و هي : تَجْنِينْتْ , آت بونور , تَغَرْدَايْتْ , آتَمْليشْتْ , آت اِيزْجَنْ , متجاورة من بعضها البعض , و لا تبعد عن بعضها سوى ببضع كيلومترات ، و تعرف بالقرى الخمس , أما مدينتي : آت ايبَرْ?ـان , و تيـ?ْرار , فهما بعيدتان عن المدن السبع السابقة , آت ايبَرْ?ـان :45 كلم شمالا , و تيـ?ْرار : 110 كلم شرقا . و قد بنيت كل هذه المدن فوق مرتفعات , لأهداف كثيرة , و بهندسة معمارية مميزة جذبت المهندسين من جميع أنحاء العالم. تتعرف عليها في صفحة : الهندسة المعمارية . و في ظروف غير معروفة ، حُرِّفت أسماء هذه المدن إلى أسماء عربية و أعرابية ، ومازالت أسباب هذا التحريف محل بحث من طرف الشبكة المزابية .
1 - تَاجْنِينْتْ : تُعد من أقدم القصور السبع , يقصد بهذه الكلمة المكان المنخفض , أسسها الشيخ خليفة بن آبغور سنة 402 هـ 1012م , تقع على بعد سبع كيلومترات من آت بونور ، حُرِّف اسمها إلى : العطف .
2 - آتْ بونورْ : أُنشئت سنة : 457 هـ - 1065 م , و اسمها نسبة إلى القبيلة المصعبية التي بَنَت و سكنت هذه المدينة قديما , تتميز آت بونور بأنها مبنية فوق ربوة صخرية منيعة جدا ، مما شكل لها سورا طبيعيا تقع قرب آت ايزجن ، حُرِّف اسمها إلى : بونورة .
3 - تَغَرْدَايْتْ :
أُنشِئت سنة 447 هـ - 1053م , و أول من سكنها الشيوخ : بابا وَالجَمَّة , و أبو عيسى بن علوان و بابا سعد , وأصل تسميتها : تَغَرْدَايْتْ بالمزابية و هي القطعة المستصلحة من الأرض , والواقعة على حافة الوادي , وتوجد عدة قرى تحمل نفس الدلالة في أرجاء المغرب الإسلامي ، و هي أول مدينة تُشاهَد عند القدوم من الشمال ، حُرِّف اسمها إلى : غرداية .
4 - آتْ اِيزْجَنْ : أُسّست سنة : 720 هـ - 1321 م ، و اسمها نسبة إلى القبيلة المصعبية التي سكنت المدينة . تعتبر آت ايزجن , من عواصم العراقة العلمية و الدينية , و هي المدينة الوحيدة التي حافظت على أصالتها المزابية من كل النواحي إلى اليوم ، و تعتبر المدينة المزابية المثالية ، و من أهم مميزاتها ، سورها الذي لايزال قائما إلى اليوم ، و تقع بعد آت امْليشْتْ .
5 - آ ت مْلِيشْتْ : أسست عام 756 هـ - 1355م , اسمها نسبة إلى " مْلِيكْشْ " أحد زعماء قبيلة زناتة التي تنتمي إليها قبيلة بني مصعب تقع على هضبة مرتفعة نسبيا بين قصري تغردايت و آت ايزجن ، يستطيع الناظر منها أن يرى القصور الثلاث : تغردايت ، آت ايزجن ، و آت بونور .
6 - تِيـ?ْرَارْ : أسست سنة : 1040 هـ - 1631م , معنى تسميتها : الجبال البيضوية التي بجانبها سهول صغيرة مقعرة بستقر فيها الماء . تقع على بعد حوالي 110 كلم شرق القرى الخمس ، وهي على أرض طينية ، على خلاف المدن الأخرى التي تقع على جبال صخرية ، و تشتهر بواحتها الشاسعة التي يسقيها وادي ز?ْرير .
7 - آت ايبَرْ?ـان : أُنشئت سنة : 1060هـ - 1690 م , و هي خيمة مصنوعة من الوبر , وقد كان أهلها ذوي خبرة في نسج هذا النوع من الخيم . تقع في تقاطع الأودية الثلاثة : بالُّوحْ ، السّودان ، و وادي نْ سَا .
اللباس التقليدي القومي المزابي :
لا يمتلكها سواه , و منها بضع الخصائص الرئيسية التي ما فتئ المزابيون يدافعون عنها بكل ما أوتوا من قوة ضد تيارات الغرب المفسدة , و من مظاهر تمسك المزابيين بأصالتهم , لباسهم التقليدي , و الذي يواظب المزابيون على ارتدائه إلى يومنا هذا سواء في المناسبات أو غيرها , و عادة ما يعتبر من لم يلتزم بهذا اللباس في مزاب غريبا و شاذّا عن المزابيين و لو كان مزابيا .
و هذا الإلتزام إن دل على شيء , فإنما يدل على الروح المزابية الإسلامية الأصيلة , التي تأبى إلا المحافظة على الأصالة العريقة , و الوحدة و الأخوة التي يلتزم بها المزابيون , إذ أن ارتداء جميع المزابيين لباسا واحدا , بحيث لا يتميز غنيهم عن فقيرهم , يدل على روح الوحدة و الأخوة , و أنهم طبقوا حقا قول الله تعالى : " و اعتصموا بحبل الله جميعا و لاتفرقوا " , و يدل على أنهم رفضوا تماما التيارات الغربية المنضوية تحت اسم : ( العولمة ) , التي فسخت الشباب الإسلامي تماما إناثا و ذكورا للأسف الشديد .
يتكون اللباس المزابي التقليدي من سروال مترابط غير مفصل على الرجلين و هو منتشر في بوادي مصر و الشام , و طاقية بيضاء تطبيقا لسنة الرسول (ص) في تغطية الرأس ، و هناك كذلك القميص المزابي المعروف بـ : تاجربيت ، و قد تقلص استعماله إلى المناسبات . يكون سروال أبيضا في المناسبات و الأعياد و أوقات الصلاة و الإجتماعات , أما في وقت العمل , فيرتدي المزابيون سروالا ملونا حفاظا على النظافة , و لا ينزعون الطاقية . في أوقات الصلاة يرتدي المزابيون اللباس السابق ذكره , و يرتدون فوقه جبة بيضاء تعبر مرة أخرى على اتحاد المزابيين , و لايدخل مزابي المسجد عادة دون جبة بيضاء .
أما النساء , فهن يرتدين جميعا لباسا موحدا , عبارة عن قطعة قماش كبيرة تلفها المرأة حول جسمها كله , بحيث لايظهر منها شيء , و لا تترك إلا فتحة صغيرة حول العين لترى بها ، في صورة مميزة لتطبيق التعاليم الإسلامية . لعل البعض يظن أن فرض اللباس الشرعي المحتشم على النساء جمود و جفاف ديني من المزابيين , إنما هو اتباع لتعاليم الدين الحنيف بحذافيره , دون أي مزايدة , كما أمر ربنا عز و جل .
لماذا الأبيض ؟ :
يرتدي المزابيون الأبيض لأنه هو الذي حبّب إليه الرسول (ص) في قوله : " عليكم بالبياض , ألبسوه أحياءكم , وكفنوا به أمواتكم " . كما أن الأبيض جميل من أصله, لأنه لونه التفاؤل و الخير لدى كثير من المجتمعات , و الله يأمرنا بالزينة في المسجد في محكم آياته , إذ يقول : " خذوا زينتكم عند كل مسجد " , و لا يخفى على أحد أن الزينة تكون باللباس الأبيض الجميل , ثم أن اللون الأبيض سريع التأثر بالألوان , فإذا ما أصابته نجاسة سهلت رؤيتها و التعرف عليها .
هذه بعض الشهادات والانطباعات للعديد من المستكشفين والمستشرقين والعسكريين الذين زاروا مزاب خلال القرن التاسع عشر، ودوّنوا ما شاهدوه وعايشوه بأنفسهم بهذه الربوع في مؤلفاتهم ومذكراتهم وتقاريرهم :
01 شهادة إميل ماسكراي
Émile MASQUERAY
شهادة إميل ماسكراي في كتاب سير الأئمة وأخبارهم لابي زكرياء، المستشرق الذي قدم من أقصى شمال فرنسا سنة 1878م للتنقيب عن المخطوطات الإباضية وبعد معاناة طويلة وصل إلى مراده من بوابة قصر آت مليشت فبقيت صورة أزقتها النظيفة عالقة في ذهنه ولم يستطع نسيانها بالرغم من الكم الهائل من المشاهد والمدن التي مرّ بها خلال رحلته فذكرها في مقدمة كتابه بالعبارة التالية:
" Les ruelles de Melika sont plus propre que celles de nos village."
أي أن " شوارع آت مليشت أنظف من شوارع قرانا " ( و يقصد قرى فرنسا و أوروبا )-
كتاب سير الأئمة وأخبارهم لابي زكرياء
Chronique d'ABOU ZAKARIA traduite et commentée par Émile MASQUERAY 1878.
هو عبارة عن ترجمة وتعليق على كتاب سير الأئمة وأخبارهم لابي زكرياء يحيى بن أبي بكر الوارجلاني الذي عاش في القرن الخامس الهجري.
شهادة أحد الضباط الذين كانوا ضمن الكتيبة العسكرية للعقيد Durrieu عند دخولهم إلى مزاب أثناء جولتهم الاستكشافية بقرى وواحات مزاب ووارجلان و المناطق المحيطة بها سنة 1854 حيث صرح بما معناه :
"...مدن مزاب على قدر كبير من النظافة التي تشكل علامة فارقة بينها و بين القصور والمدن الأخرى التي تغلب عليها الأوساخ... هذه النظافة التي لاحظناها في مدن بني مزاب لمسناها أيضا في أثوابهم ، فلا نجد عندهم تلك البرانيس التي لم يمسسها الماء إلا يوم هطول المطر ولا تلك الخِرق المهترئة والمتسخة (....) المزابي ليس لديه إلا برنوسا واحدا لكنه أبيض، يواظب على الاغتسال و التوضؤ لذلك لا نرى على جسمه اثر تلك خطوط الأوساخ التي تظهر على أبدان ساكنة القرى الأخرى، كما لا نجد عند بني مزاب تلك الآفات المشينة التي يعيش في بؤرها الكثير من السكان و الناجمة عن كل أشكال الفساد و العلل المتولدة عن الكسل، المزابي يكدّ و يعمل؛ و لكنه يجني ثمار تعبه وهو قوي و ذو صحة جيدة..."
" Les villes du Mzab sont tenues avec une propreté qui forme un contraste frappant avec la saleté habituelle des Qs'our;....Cette propreté qu'on remarque dans les villes, des Beni-Mzab l'observent aussi dans leurs vêtements: chez eux, point de ces bernous qui n'ont été mis en rapport avec l'eau que les jours de pluie, point de ces loques éraillées et crasseuses (....) Le Mzabi n'a qu'un bernous, mais il est blanc il pratique les ablutions, car on ne voit pas sur son corps ces marques impures qui zèbrent les membres du qsourien. Aussi, chez les Beni-Mzab, point de ces hideuses maladies qui sont le lot des populations vivant au milieu de toute les corruptions et de tous les vices qu'enfante l'oisiveté, Le Mzabi travaille; mais sa peine est compensée : il est fort et bien portant..."(1)
(01) Les Français dans le désert / C. TRUMELET.1863
شهادة الدكتور جوزيف هوجت
Joseph HUGUE
الطبيب العسكري الدكتور Joseph HUGUET الذي قدم إلى مزاب في مهمة كُلف بها من الحكومة الفرنسية سنة 1897 و مكث فيها 19 شهرا طاف خلالها على كافة قصورها السبعة ، أعد تقريرا مفصلا حول ظروف المعيشة و الوضع الصحــــــي بمزاب و نشره في مقال بدورية سنة 1903 تحت عنوان " الشروط العامة للحيـــــــاة بمزاب. التطبيب و الممارسات الطبية للأهالي " (1) تضمن معلومات دقيقة وهامة جدا نذكر منها ما يلي :
... Il est un fait qui frappe tout particulièrement le voyageur arrivé nouvellement au Mzab, c’est la propreté méticuleuse des rues et des places de chaque ville . … Pas le moindre débris animal ou végétal ne vient souiller les rues, qui sont chaque jour balayées avec le plus grand soin. L’hygiène traditionnelle adonné au Mzab les heureux résultats…
Les Mzabites se mettent à la fois en règle avec leur religion et avec l’autorité administrative …. .
"...هناك واقع يثير الدهشة و يشد انتباه أي زائر حديث لمزاب على وجه الخصوص وهو النظافة الفائقة لشوارع و ساحات كل مدينة من مدنها.....لا يوجد أدنى أثر لفضلات حيوانات أو بقايا نباتات قد تسبب في تلطيخ شوارعها التي تُكنس كل يوم بعناية متناهيـــــ . النظافة التقليدية بمزاب أفضت إلى نتائج مرضية.....المزابيون يلتزمون بتعاليم دينهم و بالسلطة الإدارية في آن واحد..."
. …Ce n’est pas seulement cette propreté méticuleuse qui donne aux Ksour du Mzab un cachet tout particulier ; le voyageur est frappé aussi de l’absence totale de chiens. Je me souviens que dans ses leçons sur la rage, à l’institut Pasteur, M. le Docteur Roux nous disait : « Si en France, la surveillance des rues était, au point de vue des chiens, aussi rigoureuse qu’en Allemagne ce serait bien ; s’il n’y avait plus de chiens, ce serait mieux encore, car la rage ne sévirait plus et l’on n’aurait plus à soigner ses nombreuses victimes » Il n’est pas de jour ou, au Mzab, je n’aie eu l’occasion de constater combien notre savant maître de l’Institut Pasteur, disait vrai et combien la réalisation d’un état de chose, si profitable aux habitants des Ksour du Mzab. … .
"...ليست فقط تلك النظافة الفائقة ما يميّز قصور مزاب ويمنحها طابعا خاصا ، بـــــــل الوافد إليها أيضا يُذهل لخلوها من الكلاب ، أتذكر في دروسه حول داء الكلب بمعهــــــد باستور كان الدكتور Roux يقول لنا " إذا كانت في فرنسا مراقبة الكلاب بشوارعهـــــا صارمة مثلما هو الحال بألمانيا سيكون ذلك جيدا أما إذا لم تكن فيها كلاب أصلا فسيكون الأمر أفضل ، لأنه في هذه الحالة لن ينتشر داء الكلب و لن نضطر لعلاج ضحايــــــاه الكثيرين". فلم يمر عليّ يوم في مزاب دون أن تكون لدي فرصة التأكد كم كان عالمنا الأستاذ بمعهد باستور يقول الصواب وكم هو تجسيد ذلك ميدانيا مفيد لسكان قصـــــــور مزاب...."
. …Ce n’est pas tout ce que nous avons à dire sur l’hygiène telle qu’elle est pratiquée au Mzab. Il n’est pas de rue ou l’on ne trouve des cabinets d’aisances publics tenus dans le plus grand état de propreté. Chacun de ces endroits spéciaux est pourvu d’une fosse fixe dont la vidange est faite fréquemment. Le souci de la propreté est, même dans les cabinets d’aisances publiques. Poussé à un tel degré que les Mzabites les munissent de ce qui en France serait appelé papier hygiénique ; au Mzab ce sont de grosses boulettes ovoïdes en argile durcie .Non seulement les villes mais aussi les jardins de l’oasis possèdent des cabinets d’aisances à l’usage de tous...
-----------------------------
(1) Les conditions générales de la vie au Mzab. La médecine et les pratiques médicales indigènes / Joseph HUGUET./ Bulletins et Mémoires de la Société d'Anthropologie de Paris. article 1903
تيشلاتين
Ticellatin ⵜⵉⵛⴻⵍⵍⴰⵜⵉⵏ
".. ليس هذا فحسب كل ما يمكن قوله حول النظافة الصحية المنتهجة بمزاب .إذ لا يوجد شارع لا توجد فيه مراحيض عمومية في غاية النظافة . و كل مكان من هذه الأماكن الخاصة تتوفر على حفرة ثابتة يتم تفريغها بصفة متكررة. و الحرص على النظافة حتى في داخل المراحيض العمومية دفع بالمزابيين إلى درجة تزويدها بما قد يسمى في فرنسا بالورق الصحي وفي مزاب هي عبارة عن كريات كبيرة بيضاوية الشكل من الطين الصلب . ولا تقتصر المراحيض العمومية على المدن فقط بل تنتشر أيضا في حدائق الواحة وبإمكان الجميع استعمالها...." .
المضحك المبكي في هذه النقطة بالذات أنه إلى غاية سنة 2018 لم تتمكن جل المدن الجزائرية المتحضرة ومرافقها العمومية أن تتجاوز مشكلة المراحيض العمومية ، فهي في الغالب منعدمة و إذا توفرت !!! فلا داعي للتحدث عن حالتها. و بدون خجل نقول أن التمدن و التحضر يبدأ من المراحيض و الجهلاء لا يهتمون ببيوت الخلاء.
شهادات المستكشفون الفرنسيون
هذه شهادات بعض الوافدين إلى مزاب حول ما عايشوه وشاهدوه بأم أعينهم في قصورها هذه المرة من أغرم ن إقرارن، أين وصل إليها في بداية شهر ماي من عام 1861م فريق من المستكشفين الفرنسيين في رحلة بحث واستكشاف جيولوجي شملت أيضا مزاب و وارجلان والمناطق السهبية لتحديد مواقع المياه الجوفية، فخيموا أمام أحد مداخل المدينة في الجهة الغربية وتجولوا في أرجائها وهذا من بين ما رواه أحد مهندسي الوفد حول ما شاهده بقصر القرارة :
« La nuit, les rues sont éclairées par de petites lampes à huile que les propriétaires des maisons placent dans des niches percées dans les murs ; cela dénote, chez les Mozabites, un certain amour du confortable, qui est prouvé du reste par la propreté de leurs maisons. Les Mozabites sont des gens fort intelligents, fort actifs, et qui s’occupent de commerce, d’agriculture et de travaux hydrauliques avec une très grande habileté… »(1)
" في الليل، الشوارع تضاء بقناديل زيت صغيرة يضعها أصحاب المنازل في كوات على شكل ثقوب في الجدران؛ وهذا يدل على ولع المزابيين بقدر معين من الرفاهية وقد ثبت ذلك من خلال نظافة منازلهم. المزابيون هم أناس أذكياء جدا وناشطون جدا ، يمارسون التجارة والفلاحة وأشغال الري بمهارة كبيرة جدا..."المزابيون أناس أقاموا نظام إنارة عمومية قبل أن يتوهج مصباح إيديسون بقرون وحبسوه على أنفسهم كوقف ينيرون به دروب و أزقة ومساجد قراهم؛ ومازالت عادة إنارن ن المولود التي حافظ عليها أبناء آت إزجن شاهدة على ذلك أين يتم نقل وجمع زيت المصابيح بالمسجد في مراسيم احتفالية فريدة.لم يكتف ذلك المهندس بهذا الإنطباع فقط بل أضاف وقال :
« Les Mozabites étant des hommes énergiques, laborieux, sobres, intelligents, et bien supérieurs, sous tous les rapports, aux nomades qui les entourent , nous pensons qu’après la description géologique du sol ingrat qu’ils ont vaincu par leurs rudes travaux… »(4)"
إن المزابيين رجال حيويون ، مجدون ، رصينون ، أذكياء و متفوقون كثيرا من كل النواحي على البدو الذين يحيطون بهم ، ونعتقد بعد الوصف الجيولوجي للتربة الفقيرة والغير معطاءة أنهم تغلبوا عليها بفضل أعمالهم الشاقة..."
------------------------------
(1) Exploration géologique du Beni Mzab, du Sahara et de la région des steppes de la province d’Alger / M. VILLE ingénieur en chef des mines . 1867
كلود موريس روبير شاعر وكاتب فرنسي رحالة أمضى فترة طويلة من حياته متجولا ومتنقلا بين مختلف مناطق شمال إفريقيا خاصة في صحاريها، كتب مقالا عن مزاب بعد وصوله إليها من إحدى رحلاته التي استغرقت عدة أشهر في أقاصي الصحراء في ثلاثينيات القرن الماضي؛ فكان مقاله الذي طغى عليه الأسلوب الأدبي متفاعلا ومعبرا عن حالته الشعورية من الموقف آنذاك، يمكن أن نلمس ذلك من بعض فقراته التالية وقد حاولت الإحاطة بمعانيها بشكل تقريبي من خلال الترجمة التي تليه :
« Le Mzab! j'en rêvais à Alger dans les rues Randon et de la Lyre, qui sont le fief, là-bas des émigrés d'ici; j'en rêvais à Constantine; j'en rêvais à Tunis; j'en rêvais depuis dix ans. J'aspirais connaitre cette mystérieuse Chebka. Dans les filets de laquelle, avais-je lu et me disais-on, rebelle à toute influence moderniste du dehors, Se terrent les fanatiques tenants de la doctrine Ibadite.....
M'y! Voici, je regarde et je bée émerveillement. Une fois de plus je constate combien est fausse et injuste l'opinion si répandue " qu'une oasis ressemble à toutes les oasis "
Le Mzab est différent de tous ce qu'on n'a vu. Ce n'est pas le Djerid, ce n'est pas le Souf; ce n'est pas le Gourara ce n'est pas l'Aurès. Afrique aux cents visages.
La première impression pour qui arrive en droite ligne de la frontière Soudanaise, du Hoggar et du Touat, où la vie est si lente qu'on peut la croire moribonde. C'est que le Mzab est un pôle rayonnant d'énergie vivante, dont les ondes nous soulèvent, nous roulent et nous exaltent ici, on vit. Ici le sang circule et bat dans les artères. Ici l'on est des hommes et non plus des momies. Ah! Que nous voici loin des léthargies Touarègues ! Le dépaysement si grand, si brusque qu'on doute d'être lucide; on croit rêver, on est halluciné, c'est un mirage encore...
Tant de boutiques, et si pleins d'objets brillants, lorsque durant des mois on a manqué de tout....
Toutes les images qui illustrèrent notre histoire sainte enfantine, tout ce qu'on a lu dans Virgile, dans Théocrite et Odyssée, tout cela est là, visages, costumes, attitudes, hommes et bêtes miraculeusement préservés pour la joie de nos yeux et étonnement de notre esprit »(1)
[مزاب حلمـــــــت بها بالجزائر العاصمة في شوارع "روندون" و " لا لير"معقلهم هناك ومهجرهم هنا، حلمت بها في قسنطينة، حلمت بها في تونس، حلمت بها منذ عشر سنين. كنت أتتوق لمعرفة هذه الشبكة الغامضة التي قرأت عنها وقيل لي أنها متمردة عن أي تأثير حداثي خارجي، تحصّن وتموقع فيها متعصبون من أتباع المذهب الإباضي.....
ها أنا ذا فيها أشاهدها وأنا مشدوه ومنبهر. مرة أخرى أكتشف كم كان خاطئا وغير عادل الإعتقاد السائد بأنها "واحة تشبه جميع الواحات"
إن مزاب تختلف عن كل ما رأيناه من قبل، ليست ببلاد الجريد وليست بسوف؛ ليست بقورارة وليست بالأوراس. إفريقيا ذات مئة وجه.
إن الإنطباع الأول لكل قادم إليها مباشرة من حدود بلاد السودان، الهقار وتوات حيث الحياة بطيئة جدا إلى حد الإعتقاد أنها تحتضر، أن مزاب هو قطب يشع بطاقة حية، موجاته ترفعنا - ترفع من هممنا- و تدفعنا وتحمسنا. هنا نحيا هنا، الدم يسري و ينبض في الشرايين. هنا نحن رجال ولسنا مومياوات. آه ها نحن هنا بعيدون عن خمول التوارق. الأجواء و المشاهد مغايرة تماما ومفاجئة جدا إلى درجة أن ساورنا الشك أننا أيقاظ وظننا أننا نحلم أو نهذي و أنه سراب مرة أخرى....
محلات تجارية كثيرة تعج بالسلع الرائعة، بعد أن كنا افتقدنا كل شيء لعدة أشهر...
كل الصور التي إرتسمت في تاريخنا الطفولي الطاهر، كل ما قرأناه حول Odyséeو Théocrite Virgileكل هذا حاضر هنا، وجوه، أزياء، مظاهر، رجال و دواب محضية بشكل عجيب لتصنع البهجة لنا و تبث في روحنا الدهشة".]
شهادات متنوعة لشخصيات متعددة وفي أزمنة مختلفة تصب معظمها في إتجاه واحدة وتتفق جلها مع ما سلف ذكره وبكل تأكيد هناك العشرات منها التي أجهلها؛ ليس الغرض من عرض مثل هذه الإنطباعات الإيجابية التباهي بها والإفتخار وإنما لاستخلاص الدروس والإعتبار، هي موجهة إلينا بالأساس لنستشعر منها مدى التيهان الذي نحن فيه الآن ونتخذها كبوصلة نضبط بها الإتجاه الصحيح لمسارنا لأننا فقدنا الكثير من تلك المقومات .. وحتى لا نسقط في فخ البكاء على الأطلال والمثاليات والمبالغات وأفلاطونيات الجمهورية الفاضلة، فإن اسلافنا لم يكونوا ملائكة بل كانوا بشرا ولم يخلو مشوارهم من النكاسات والنزاعات والأزمات بل كانوا يصيبون ويخطئون ويُوفّقون ويخفقون ولكنهم كانوا يحاولون في كل مرة تقويم أخطائهم وتجاوزها والتعلم منها وفي كل الحالات كانوا يحافظون على تلك القيم الفاضلة التي إرتقوا بها إلى سلوك وفعل جماعي وممارسة يومية جسّدوها في عمرانهم ونشاطاتهم الإقتصادية وذلك هو جوهر التمدن والتحضر.
ففي كل دار من بني مزاب تقريبا وقف، حسب صغرها و كبرها من ستة أمداد إلى خمسة عشر مدا، من بر يصنع طعاما يلثث بالسمن على مقادير معينة حسب الأمداد بمكاييل خاصة تصنع من فخار، تسمى " نقاصة ".
وتختلف مقاديرها باختلاف القصور وادي مزاب من 2 كلغ إلى 900 غ ،ومقدار الأمداد لحمات وهي مقادير من لحم تقسم عليها الشاة 300 غ تقديرا ،وهي معلقة بالأملاك تنفد في مقابر معينة ،حسب ما نص عليها الواقف،و الغالب يوقفها في المقبرة التي يدفن فيها .
كما أن هذه الأوقاف هي رغبة كل موصي إذ كان عنده من الأملاك ما يمكن أن يعلقها فيه رجاء حفظها عملا بقوله (ص)" ينقطع عمل ابن آدم إلا من ثلاث علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية " رواه الجماعة.
وحسب نشأتها كان في زمن" الشيخ عيسى أو عيسى المليكي " من القرن 5 الهجري و ذلك أن بعض الفلاحين نظرا لما كانت تصيب محاصيلهم من آفات طبيعية، ارتأى أن يتصدق بمقدار منها رجاء أن الله تعالى يحفظها، فجمع بعض القراء فصنع لهم طعاما أكلوه بعد تلاوة ما تيسر من القرآن و الدعاء لحفظ الله ثمارهم من الهلاك .
فأصبحت عادة حميدة منذ ذلك الحقبة التاريخية إلى يوم الناس هذا ,وما روعي في تنفيذ
هذه الأوقاف ، أنها تنفد في الشتاء كما أن الجائع أشد إحساسا بالجوع و نظرا الشتاء
مظنة التعطيل عن العمل، فيجد الفقير في كل جمعة طعاما طيبا لا يتيسر له في بيته ،ربما يكفيه للأسبوع حيث أن الأوقاف كثيرة ،و الطعام مصنوع بكيفية يمكن حفظه للأيام و لا يفسد .
فقد أعطت تمارها قديما ،حيث أن أهل ميزاب لم يكونوا يعرفون حياة الرفاهية ،و لا السفر إلى التلول ، لجلب الخيرات فهم في ضعف ،يجعلهم يغتبطون بذلك فيشجعون أبنائهم على حفظ القرآن .
يرتكز نظام تقاسم المياه في وادي ميزاب على مبدإ الاستغلال الكلي والعادل لمياه الأمطار وتوزيعها بدقة في كافة بساتين الواحة. ويشمل أيضا على أبراج ومنشآت تمكن من المراقبة الدائمة للسيول للوقاية من....
لقد تم إنشاء النظام التقليدي لتقسيم مياه الأمطار منذ سبعة قرون من طرف الشيخ بامحمد أبو سحابة سنة 1273م، وطوره بعد ذلك الشيخ حمو والحاج سنة 1707م. يقع هذا النظام بمشارف الواحة على بعد حوالي 4 كلم غرب قصر غرداية......
تتجمع مياه السيل بطريقة طبيعية عبر حوض وادي ميزاب الذي يمتد مئات الكيلومترات بأعالي الوادي حتى وصول المكان المسمى "أملاقا" وهو نقطة التقاء وتجمع واديين هامين هما واد.........
نظام تقسيم المياه «لايتمزا» من المرجح أن يكون أول نظام لتقسيم المياه في وادي مزاب لوجوده في واحات العطف، حيث تعتبر الواحات الاولى بالمنطقة التي انشئتمع نشأة أول قصور المنطقة قصر العطف خلال القرن الحادي عشر الميلادي. والكلمة هي.....
من طبيعة الصحراء ندرة الأمطار وعدم انتظامها في مواسم معينة ،وإذا ما نزلت طلا أو وابلا فإنها سرعان ما تجف و تتسرب في الرمال ،ولكي تمتلئ خزائن المياه السطحية في المنطقة ،فإن الأسلاف رحمهم الله تعالى ،بنوا سدودا تقليدية على طول مجرى الوادي في مختلف الواحات ،تتسع و....
واحة تغردايت تُسقی واحة تغردايت عن طريق ثلاث أودية، وهي وادي مزاب، وادي التوزوز، وادي أخلخال، وفي أعلى البساتين نجد سد بوشن وسد التوزوز روافده مهمتها تتمثل في توزيع المياه المتجمعة عن....
هذه السدود والمواقع التي بنيت فيها، والمواد التي استعملت فيها، ومقدار الجهد الذي بذلوه في تشييدها، كل ذلك يدل دلالة صادقة على مقدار ما كانوا يتمتعون به من روح التنظيم والتضحية، ولقد كانت معلوماتهم الهندسية تقتضي أن يوائموا بين مجري الماء من ناحية وبناء المساكن في الغابات لئلا تتضرر هذه المساكن بسيل الأودية، وهذا...
عند امتلاء سد "بوشن" وعند استغناء واحات "بوشمجان" عن السيل يتم تحويل الواد إلى المجرى الكبير، إضافة إلى ما يحمله واد "أريدان" الذي لا ينسكب لا من ولا من الغرب وهو بين شعاب "بوشمجان" من جهة، وشعاب "التوزوز" من جهة أخرى من الناحية الغربية للضاية ومن الناحية الشرقية للتوزوز، ومياهه ضعيفة نوعا ما، ويسقي السدود التي ...
نظام تقسيم مياه السيل يعتمد على مبدأ الاستغلال الكلي والأمثل لمياه الأمطار وعلى التقسيم العادل لهذه المياه على مجموع الواحة. فيمكن حصر أدواره على أربعة مراحل.....
معلومات مهمة من خبير (لاومنا) في السيول الخاصة بواد مزاب
ذكر انه السحاب الذي يطلع جنوبي شرقي إلى شمالي غربي خطير وهو كذلك بالنسبة للامطار التي تسقط في الشمال الغربي خطيرة على واد مزاب وهذا ما حدث في الكثير من الأحيان ففي سنوات الخمسينات وعلى ما يذكر في في سنة 1958 كان هناك فيضان بالواد دون أن تسقط قطرة مطر عندنا وكان في شهر أكتوبر بينما كان الفلاحون على جذوع النخيل يقطعون الغلال جأتهم المياه وكلها جليد وبرد (تبروري) فغمرت كل شيء وبقوا في أماكنهم لساعات طويلة. وعليه أرجو من الناس الذين يقطنون في مجاري المياه التفطن و...
يكاد يُجمع الكتّاب الذين تحدّثوا عن مزاب أنّها واحة صناعية، وكلّ الواحات التي تكوّنت في الصحراء الكبرى من بسكرة والأغواط إلى أدرار وتميمون أنشئت على نقط طبيعية من الماء الحيّ، مثل بعض الأودية الغريزة أو عيون فوّارة، إلاّ واحات واد مزاب، فهي واحة من صنع البشر، فليس بها عين فوّارة ولا وادي مثل الواحات الأخرى، ولقد حفر سكّان القرى الخمس “أربعة آلاف بئر”، يتراوح عمقها بين ...
للأستاذ: محمد بن أيوب الحاج سعيد الإلقاء باللغة المزابية إضاءات 04 معالم أعلام وادي مزاب مؤسسة الضياء سلسلة حلقات تاريخية عن بعض معالم وادي مزاب وأعلامه
إنّ الله تبارك و تعالى يعلن بصريح العبارة : { يَا أّيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثَى, وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَ قَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا, إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ, إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } إنّ أمر الله صريح في..... تعريف العشيرة المزابية التأصيل الشرعي لنظام العشيرة نبذة تاريخية عن نظام العشيرة في وادي مزاب نظام العشيرة حاليا مجلس العشيرة ...
لقد حافظت المرأة المزابية على استمرارآزطّا في مختلف الضروف، وذلك لارتباطها بالتقاليد الاجتماعية. وعلى الأجيال الصاعدة المحافظة على وجودها في المستقبل، فالتقاليد أصبحت مهددة بالانقراض وذلك بسبب التغيرات السريعة التي يتعرض لها المجتمع المزابيفي الوقت الحاضر.لذا وجب علينا محاولة توثيق هذه الصناعة التقليدية وإعادة نشرها بتدريب وتعليم فتيات الجيل القادم.
كان قديما تقاس قيمة المرأة وتحدد مكانتها في المجتمعات الأمازيغية بما تنتجه من منسوجات صوفيه وتعتبرالسيدة التي تمارس مهنه النسيج لها مكانة خاصة في المجتمع.
يعتبر نسج العباءة الصوفية و الزربية المزابية من الصناعات الرئيسية عند بني مزاب، وتقوم المرأة المزابية بهذه الصناعة بكل جد ونشاط، إضافة إلى أعمال المنزل الأخرى، وفي الوقت الحاضر تقول النساء أن عملية النسيج أصبحت أسهل مما كانت عليه في الماضي، وذلك بعد ضهر المصانع التي توفر الجداد الصناعي [أوستو] وخيوط الطعمة الصناعية [أولمان ]، وهذا ساعد على زيادة الإنتاج وأصبحت السيدات تنتج أكثر من قطعة في زمن أقل. وقديماً كن يقمن بكل أعمال الصوف يدوياً.
عملية النســـــج أزطّي
تنصب المسدة في المكان المخصص لها وسط المنزل [آمّاس ن تيدّار] لأنه مكان مناسب قريب من مصدر الضوء، تجلس الناسجة خلف المسدة أي بين المنسج والحائط بطريقة التربيع، بحيث يكون الإطار الخشبي [أفجّاج] الذي عليه مئات الخيوط مصفوف أمامها وقريب من كلتا يديها، وهناك من تفضل استخداملبدرونتتاهيضورت للجلوس عليها أو ساشو و تساجلت.
أهم آلية في النسج
[آسنت] الخبال: هو العملية التي يتم فيها تبادل دخول صفي الجداد الواحد في مكان الأخر، ويتم التحكم في الآلية باستعمال القصبة [ماوال] برفعهاأو خفضهاتغيير الجداد الى الامام والى الخلف فيمرر خيط الطعمة خلالها.
طريقة تعلم الرقيمة أرَّﭬمت-إيجيجيلن
إيجيجيلن بالمزابية نطلق على السطـر الواحد للزخرفة النسيجية لفظة (أبريد) بمعـنى طريق، كأنما استلهموا ذلك من مشاهدة خطوات الأنسان أو الحشرات عندما تمر في طريق طويل تتكرر تتوالى بعضها وراء بعض كما تتوالى طوابع الزخرفة أرَّﭬمت، وكذلك نلاحظ أن الوحدات الزخرفية في السطر الواحد لا تلتصق ببعـضها، مثل خطوات الإنسان.
النمادج الزخرفية في النسيج البربري
هناك نماذج زخرفية متعددة في نسيجأمازيغ الشمال الإفريقي وتلعب هذه الزخارف دورا جماليا، وتتكون الوحدات الزخرفية للطابع من رموزا تراثية وعلامات و أشكال هندسية مجردة فهي مستوحات من محيطهم وكذلك من الطبيعة مثل حشرة يسمونها سكان جبل نفوسة "نانا مرارا" يعتبرونها في القديم مقدسة.
إن العلامة الزخرفية في النسيج البربري تأخذ عدة أشكالمنها ما يشبه الخط المنكسر، وهناك أشكال المعينات المنقوطة في وسطها، ومثلثات متراكبة إلى غير ذلك، وتنجز هذه الزخارف بألوان متعددة مثل الأخضر والأحمر والبرتقالي والأزرق والأصفر وإما أن تكون على سطح أبيض أو على سطح مصبوغ.
ويتميز طابع الأنسجة الصوفية بأشكال عديدة ومتنوعة حسب نوع الزربية واستخدامها، فالطابع هو عبارة عن وحدات زخرفية متسلسلة تزين بها الزربية وكل الوحدات الزخرفية من الممكن أن تكون عبارة عن عينات صغيرة في البداية وبزيادة أعداد أخرى لها تصبح بأحجام كبيرة.
أنواع وأشكال العلامات الزخرفية:
وادي مزاب له شهرة في زخرفة الزربية المعروف بالرﭬيمة ( الوحدات الزخرفية التي تزين الزرابي ) والتي لها عدة مسميات مختلفة.
مسميات الرﭬيمة بوادي مزاب
تختلف الرقيمة من منطقة إلى أخرى في الشمال الإفريقي حيث يوجد طابع خاص ومميز بكل منطقة، وهذه بعض النماذج التي يتميز بها وادي مزاب ويمكن تصنيف هذه الرﭬيمة حسب تسمياتها الأمازيغية:
منها ما أخذ أسماء لبعض المطعومات منها : إيباون ن آغدو/ إيباون ن تبولبولت /رقمت ن إيباون / بالبالي / رقمت ن تيفتيتين.
ومنها ما أخذ إسم مدن لعلها مصدر تلك الرﭬيمة مثل :سوق أهراس / سوق أهراس ن طيرارت / قالمه / تيمشرفين ن سوق أهراس.
ومنها أيضا ما اخذ إسم بعض الأغراض المحلية : تامجرت / تيمشرفت / تيملحفت.
ومنها أيضا ما اخذ إسم بعض الشخصيات :لالاقوبّي / لْقايد / جاميلا / ساهلا.
ومنها أيضا ما اخذ إسم بعض الأشكال : زاقزاق.
أشكال الزخـــــــارف النسيجية لجبل نفوسة:
الحجاب = جميلة
طيط ن تماللا تامشكانت= تيمشرفت
تامنشار تنتبلغاس = رقمتنإيباون
تامنشارتتامشكانت= سوقأهراس
تامنشارتنتكعابين= لالابلغويا
تادبريرت=جميلة
إيغايضن=تامجرت
آزداد =زاقزاق
تمخديت تامقرانت =لالاقبي
بعض المصطلحات لعملية النسج
نطلق لفظ ( أولمان) على خيط الصوف.
نطلق مصطلح ( فوس = يد ) على كل خطوة من العمل.
وهناك نوعان من الخطوات ( إيفسّـن) على التوالي:
أ) فـــــــوس ن آدّار = بالمعـنى الحرفي : يد الحشو.
وعادة نبدء بها الرقيمة (أرّﭬمت )، وفيها يتم إنزال [ماوال] القصبة التي تعلو [تاغدا] السفـّــاحة حتى تلتصق بها مباشرة.
ب) فوس ن آشمّر = بمعنى يد الرفع.
وفيها يتم رفع القصبة المذكورة إلى أعلى حتى تبتعـد عن السفـّـاحة بمساحة تزيد عن الشبر
وكل خطوة نرمز لها برقم واحد أو مجموعة أرقام.
وتعلو هذه الأرقام على التوالي نجمات، وأرقام أخرى لا يعلوها شيء.
وترمز تلك الأرقام التي فوقها نجمات إلى عدد خيوط السدى ( أوستو = الجداد) التي يجب نتركها حرة: إلى الخارج.
وترمز تلك التي لاشيء فوقها إلى عدد خيوط السدي التي يجب أن نمسكها بالأنــامل : إلى الداخل.
درس مبسط لتعليم الرقم باستخدام الأعداد فـــي الــزخرفة [06]
فمثال:خطــــــوات العـــــــــمل
إذا وجدنا الخطوة تحتوي على سلسلة أرقام كما يلي:
2* 1 2*
فمعـنى ذلك أننا يجب أن:
نترك عدد خيطين من السدى حرة أيإلى الخارج
مسك مما يلي ذلك فـقـط بخيط واحدة إلى الداخـل.
ثم نترك إثنتان إلى الخارج
وأخيرا نمسك ما يلي ذلك إلى الداخل
ونمرر خيوط الصوف ( أولمان = الطعمة ) البيضاء والملونة بين الداخل والخارج.
كرر كل خطوة (فوس) مرتان:
المرة الأولى نستعمل خيط الصوف الأبيض.
والمرة الثانية نستعمل خيط اللانــا الملون، أزرق أو أحمر.
فكل خيط ملون يسبقه خيط أبيض.
واختيار لون الخيوط يتم حسب الرغـبة والذوق.
فمثلا قد نبدأ بالخيط الأزرق ثم نـنـتـقـل إلى استعمال الخيط الأحمر ثم نعـيد استعمال اللون الأحمر مرارا عديدة ثم نـنـتقل للون الأزرق، وهكذا.
وهناك مثلا من لا يستعمل اللون الأزرق نهائيا.
فاللون الأزرق فائـدته يعـمل ظلالا قاتمة في تفاصيل الشكل الأحمر فلا تبدو بقعة ذات لون واحد.
بعـد فهم الملاحظات السابقة فهــما دقيقــا، ستبدو خطوات العمل سهلة وبسيطة للغاية
نبدء، طبعا بمساحة من خيوط الصوف( أولمان ) البيضاء – ثم نـبدأ الرقم [أرّﭬمت]
أولا / نـُدخل في ( فوس ن آدّار= ماوال ن آدّاي = الخطوة الأولى) خيط الصوف الأبيض [أولمان].
قد نكرر نفس اللون السابق عدة مرات في الخطوات التالية حسب الذوق.
إبتكارلفتاة من جبلنفوسة يوثق الرقم والزخرفة النسيجية
أحدى الفتيات ابتكرت الأرقام والعلامات التي ساعدت على توثيق حساب الرقم الزخرفة النسيجية [أرّﭬمت] لقد تمكنت بفضل ذكاء ونباهة نادرين أن تكتشف طريقة حسابية تعتمد لتعليم أشكال الرقم اشارات جبرية من أيجاب وسلب [+ و ـــ ]، حيث ساعد هذا النظام العددي الفتيات على تعلم الرقيمة ويسهل تسجيل هذه العلامات وتوثيقها في كراسات.
---------------------------
[06] عن رواية (تسجيل صوتي) للسيدة عائشة أحمد سعيد الختالي. جـــادو 1980 – 2006
المصدر: مقتبس من موضوع صناعة النسيج في ليبيا (المرأة الأمازيغية: حارسة النسيج – حارسة الثقافة)
يحيى سكان منطقة وادي مزاب المناسبة التقليدية السنوية المعروفة بـ” أملاڤا” بالأمازيغية (اللقاء) تسمح هذه التظاهرة للمحسنين بإقامة “أنفاش” (الصدقة).
وتنسب تسمية هذا الحدث الإجتماعي السنوي المعروف بـ”أملاڤا” إلى نقطة إلتقاء تقع بأقصى شمال سهل وادي مزاب لواديي الأبيض ولعديرة اللذين يمونان مجرى وادي مزاب بمياه الأمطار حيث تحول هذا الموقع الطبيعي الفسيح إلى مسرح إمتزجت فيها الألوان والأضواء إحتفاء بهذه المناسبة التقليدية المحلية.
وعادة ما يتم تنظيم “أملاڤا” نهاية شهر ماي من كل سنة من قبل هيئة أمناء السيل وهي جمعية محلية تتشكل من أعيان وخبراء في مجال النظام التقليدي لتقسيم مياه الأمطار الذي لا زال معتمدا إلى حد الآن بواحات سهل وادي مزاب.
ويساهم في إقامة تظاهرة “أنفاش” المحسنون والمتبرعون لأعمال الخير حيث يشكل هذا الموعد إيذانا بعودة سكان سهل وادي مزاب إلى واحاتهم وحدائقهم الغناء للتضرع إلى المولى عز وجل أن ينزل الغيث المفيد للمنطقة وأن يحفظها من الجفاف كما أوضح السيد إبراهيم التومي أحد أعضاء هيئة أمناء السيل.
وكانت هذه التظاهرة الإجتماعية تقام في وقت سابق من طرف سكان وادي مزاب بعد تنظيم حملة النظافة الجماعية المعروفة بـ ”تويزَ” والتي تستهدف مجاري الأودية وسواقي السيول والقنوات التقليدية لتقسيم مياه الأمطار وذلك استعدادا لموسم الأمطار كما أضاف السيد التومي.
ويقبل على الإحتفال بمناسبة “أملاڤا” جموع غفيرة من الرجال الذين يتقاطرون من مختلف قصور وادي سهل مزاب لقضاء أجواء بهيجة وممتعة مليئة بالأنشطة والسهرات الليلية التي تصنعها فرق البارود قارابيلا وفرق ترديد الأناشيد التقليدية. وتتميز وقائع انطلاق هذا الحدث الإجتماعي السنوي بتنظيم استعراض بهيج للفرق الفولكلورية الغرداوية التي تطعم الأجواء بطلقات البارود وحركت الفرسان على صهوات جيادهم وترك المجال لسينيات الشاي المعتق وللفرحة التي عمت جموع الحاضرين، وبعد أداء صلاة العشاء جماعيا يتحلق المدعوون حول أطباق من الكسكسي التي يتم إعدادها بطريقة تقليدية وتتوج فعاليات “أنفاش أملاڤا” بتلاوة ما تيسر من الذكر الحكيم و يرفع الجميع أكفهم تضرعا للمولى عز وجل أن يحفظ البلاد والعباد وأن يكرمهما بالغيث الذي يدخل الفرحة إلى القلوب ويملأ الآبار ويسقي واحات النخيل والبساتين العائلية.
ويرى أحد المختصين في علم الإجتماع بالمنطقة أن سكان سهل وادي مزاب يغتنمون هذه المناسبة السنوية للتواصل ولتمتين أواصر الأخوة والمحبة ونسج علاقات إجتماعية جديدة..
هي تظاهرة سنوية اشتهرت بها ولاية غرداية يتم فيها الاحتفال بالزربية التقليدية فهي مناسبة تقام في شهر مارس تزامنا مع العطلة المدرسية الربيعية و يهدف هذا العيد إلى بعث النشاطات السياحية والخاصة بالصناعة التقليدية.
ويشكل “عيد الزربية” فرصة لتثمين ما تزخر به ولاية غرداية من ثروات تقليدية والترويج لها، حيث يعد حدثا يستقطب العديد من السياح الوطنيين والأجانب والمهتمين بالزربية التقليدية التي تشكل أحد الدعائم الأساسية للاقتصاد المحلي· ويخصص خلال هذه التظاهرة العديد من الأجنحة لعرض وبيع منتوجات الصناعة التقليدية التي أبدعت فيها وبمهارة فائقة أنامل الحرفيات الناشطات في الجمعيات والمؤسسات المصغرة إلى جانب تنظيم مسابقة وطنية لأحسن زربية.
غرداية تتحدى الزمن وتختصر التاريخ جوهرة الجنوب الجزائري
جريدة المساء
مضت ألف سنة، وتعاقبت أحداث تاريخية غيرت كثيرا من ملامح العالم وتقاطعت تأثيراتها الطبيعية والبشرية لترسم في كل مرحلة شكلا يميز حضارة المدن.. فمدينة غرداية قاومت عشرة قرون من الزمن لتبقى وفية لمؤسسها الشيخ بابا سعد خلال القرن الحادي عشر الميلادي، وظلت تأسر زائرها حتى في القرن الواحد والعشرين بسحر الأصالة وتعطيه شعورا بأنه يسافر في التاريخ دون ان يبرح جغرافيته، فيقف على التماسك الاجتماعي الذي يعتصم به سكان غرداية والنابع من الاعتصام بحبل الله والاتفاق على ما ورد في سنة نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)، ولولا بعض المظاهر العصرية التي لاحت بالمدينة على غرار السيارات والهواتف المحمولة ومقاهي الانترنت لانتابك شعور بأن المدينة قد أسرت الزمن ولم يغيرها الزمن.
ومن اجل ولوج أعماق مدينة غرداية التي تعد من أعرق المدن الجزائرية وأكثرها حفاظا على انسجامها الاجتماعي والعمراني والثقافي وحتى الاقتصادي وتعلق سكانها بمظاهر اللباس واللغة والمعمار وأسلوب الحياة، كان لزاما علينا الاستعانة بالمرشد السياحي، حيث تم اختيار ''عمي ناصر'' صاحب دكان بيع التحف التقليدية المرتبطة بالمنطقة المتواجد بقلب ساحة السوق بغرداية،الذي قال أن المدينة المشهورة بوادي ميزاب أو شبكة ميزاب هي منطقة صحراوية تقع في جنوب البلاد على بعد حوالي 600 كلم من العاصمة وتشمل احياء بريان، مليكة، بني يزغن، بونورة والعطف، وهي عبارة عن قصور.
تاريخ المدينة
كانت نشأة هذه الأحياء في أوائل القرن الخامس هجري الموافق للقرن الحادي عشر ميلادي والتي قامت بعد سقوط الدولة الرستمية، والملاحظ في أحياء ميزاب السبعة بأن خمسًة منها وهي تَجْنِينْتْ، آت بونور، تَغَرْدَايْتْ، آتَمْليشْتْ، آت اِيزْجَنْ، متجاورة ولا تبعد عن بعضها سوى ببضعة كيلومترات، وتعرف بالقرى الخمس، أما : آت ايبَرقان، وتيقْرار، فهما بعيدتان عن الأحياء السبعة السابقة، (آت ايبَرْقـان :45 كلم شمالا، وتيـقرار: 110 كلم شرقا) وفي ظروف غير معروفة، حُرّفت أسماؤها وأصبحت على ما هي عليه اليوم.
وقد بنيت كل هذه الأحياء على مرتفعات لأهداف كثيرة وبهندسة معمارية مميزة جذبت المهندسين من جميع أنحاء العالم. وتعتبر مدينة تاجْنِينْتْ من أقدم القصور السبعة ويقصد بهذه الكلمة المكان المنخفض، أسسها الشيخ خليفة بن آبغور سنة 402 هـ 1012م، تقع على بعد سبعة كيلومترات من آت بونور، تسمى اليوم بمدينة العطف. . وآتْ بونورْ أُنشئت سنة 457 هـ - 1065 م، واسمها نسبة إلى القبيلة المصعبية التي بَنَت وسكنت هذه المدينة قديما. وتتميز آت بونور بأنها مبنية فوق ربوة صخرية منيعة، مما شكل لها تحصينا طبيعيا وتقع قرب آت ايزجن وحُرِّف اسمها إلى بونورة.
وتَغَرْدَايْتْ التي أنشِئت سنة 447 هـ - 1053م، وأول من سكنها الشيوخ بابا وَالجَمَّة، وأبو عيسى بن علوان وبابا سعد، وأصل تسمية: تَغَرْدَايْتْ بالمزابية هو القطعة المستصلحة من الأرض، والواقعة على حافة الوادي، وتوجد عدة قرى تحمل نفس الدلالة في أرجاء المغرب الإسلامي، وهي أول مدينة تُشاهَد عند القدوم من الشمال وحُرّف اسمها إلى غرداية.
وآتْ اِيزْجَنْ أُسّست سنة: 720 هـ - 1321 م، واسمها نسبة إلى القبيلة المصعبية التي سكنت المدينة وتعتبر آت ايزجن، من العواصم العلمية والدينية العريقة، وهي المدينة الوحيدة التي حافظت على أصالتها من كل النواحي إلى اليوم، وتعتبر المدينة المثالية، ومن أهم مميزاتها، سورها الذي لايزال قائما إلى اليوم.
أما مدينة آت مْليشْتْ فأسست عام 756 هـ - 1355م، اسمها نسبة إلى ''مْلِيكْشْ '' أحد زعماء قبيلة زناتة التي تنتمي إليها قبيلة بني مصعب، تقع على هضبة مرتفعة نسبيا بين قصري تغردايت وآت ايزجن، يستطيع الناظر منها أن يرى القصور الثلاثة (تغردايت، آت ايزجن، وآت بونور).
ومدينة تيـقرَارْ أسست سنة 1040 هـ - 1631م، ومعنى تسميتها الجبال البيضوية التي بجانبها سهول صغيرة مقعرة يستقر فيها الماء وتقع على بعد حوالي 110 كلم شرق القرى الخمس، وهي على أرض طينية، على خلاف المدن الأخرى التي تقع على جبال صخرية، وتشتهر بواحاتها الشاسعة التي يسقيها وادي زقـرير.
وأخيرا مدينة آت ايبَرْقان التي أُنشئت سنة 1060هـ - 1690 م، وهي خيم مصنوعة من الوبر، كان أهلها ذوي خبرة في نسج هذا النوع من الخيم، تقع في تقاطع الأودية الثلاثة بالوح، السّودان، ووادي نْ سَا.
وسميت منطقة ميزاب ببلاد الشبكة، نظرا لتوفرها على أودية عديدة، والتي لا يتجاوز عمقها مائة متر، تتجه كلها من الشمال الغربي نحو الجنوب الشرقي، لتنتهي عند بحيرة تتميز بالرمال شمال غرب مدينة وارجلان (ورقلة).
وتتجلى حضارة وادي ميزاب وبني ميزاب في تمسكهم بدينهم، وأصالتهم وتقاليدهم، وفي هندستهم المعمارية الأصيلة، لقد بنوا مدنا كاملة فوق جبال وعرة بطريقة رائعة، رغم أنهم لم يكونوا من أصحاب المعدات الضخمة أو التقنية المتقدمة في ذلك العصر (حوالي 1000 م)، لقد استعملوا الأخشاب والسعف والجريد، ليبنوا قصورا رائعة جميلة تتميز بسحر خاص الى جانب مدن كاملة فوق صخور ضخمة.
ويراعي الميزابيون في تخطيط القرية أن تكون على قمة جبل لتوفير المناعة والمحافظة على الأرض الصالحة للزراعة، ويتم التخطيط للمسجد في الوسط ثم تبنى حوله المساكن ويكون السوق بجانب المسجد وقد كان لا يسمح في القديم ببناء مسجد آخر في القرية مراعاة لوحدة وتماسك الصفوف وتجنبا للفرقة ولا يخفى ما لهيئة العزابة وهي جمعية المسجد من اثر روحي ودور قيادي في المنطقة.
وقد شهدت كل قرية من تلك القرى توسعا في العمران على مراحل التاريخ وكلما اتسعت القرية وتكاثر سكانها توسعت مرافقها العامة ويتم إدخال إضافات على المسجد وإصلاحات في المرافق أو يضاف مسجد ثان ويكون تابعا للأول كلما كانت تلك القرى مسورة بسور يدخل إليها من أبواب معينة.
المحافظة على أثر السلف
وحول استفسارنا عن النظام الاجتماعي المتجذر في المجتمع الميزابي أفادنا عمي ناصر بأن هذه المدن عرفت تنظيما عشائريا محكما فقد كان كل من فيها ينتمي إلى عشيرة معروفة وهناك 19 عشيرة بغرداية لوحدها، والوافد إليها من بعيد يهدف للاستقرار وعليه ان ينضم إلى تجمع عشائري من تلك التجمعات فيصبح عضوا من أعضائه له ما لهم وعليه ما عليهم، ومهما كان حجم العشيرة صغيرا أو كبيرا فإنها تشعر بأسرة واحدة متعاونة ويتفقد بعضها البعض، ويقوم مجلس العزابة بحل الخلافات الحاصلة في المدينة ومقرها المسجد ويستعينون بالشورى فيما بينهم، وتتكون من ممثلين عن كل عشيرة يتصفون بالزهد والإيمان والصلاح. كما يتميز سكان المنطقة منذ القديم بتعلقهم بالعلم خاصة علوم الشريعة وعنايتهم بحفظ القرآن الكريم لدى الجنسين.
وبنو ميزاب قبيلة أمازيغية تحافظ على تقاليدها ومعتقداتها وشعائرها التعبدية وأسلوب حياتها، وتتبع المذهب الإباضي ويعرفون بلباسهم التقليدي وهو عبارة عن سروال فضفاض وطاقية رأس.
وتتميز المنطقة كذلك بظاهرة الزواج الجماعي التي يبادر بها أي ثري لما يزوج ابنه ويتكفل من كل النواحي بتزويج شباب آخرين من المعوزين بهدف تعميم الفرحة على كل أفراد القرية، وأضحت هذه العادة متداولة في العديد من الولايات.
التجارة عصب الحياة
وترتبط معيشة الميزابيين بالتجارة، وكانت قبل ذلك تعتمد على الفلاحة، وكانوا يغرسون النخيل على بعد 5 كلم عن مقر سكناهم، وكشف ''عمي ناصر'' عن تواجد حقول نخيل تعود إلى 3 قرون مازالت تثمر إلى يومنا هذا، ثم تحول نشاط سكان المنطقة إلى التجارة بسبب الشيخ ''عمي سعيد'' مع بدايات تأسيس مدينة غرداية، وقد سمح بتعايش 5 عائلات يهودية كانت تحترف التجارة، ومع مرور الوقت احتك الميزابيون بهم وأصبحوا يمارسون التجارة وتفوقوا فيها، وأفاد أن ثرواتهم يجمعونها بالاقتصاد والتقشف وهو الأسلوب الذي يلقنه الأب لابنه، ويسير عليه الأحفاد فيما بعد والأكثر من ذلك فإن الآباء يوجهون أبناءهم الى العمل وجمع المال بالاعتماد على أنفسهم ولا يتدخل الولي في ذلك حتى يجني الشاب ثروته بتعبه وعرق جبينه دون أي مساعدة من الوالدين.
والملفت في غرداية غياب متسولين أو لصوص، فمجتمع بني ميزاب يتسم بالتآزر الشديد حيث يشرف مجلس الأعيان أو الكبار على إدارة شؤون السكان من تجارة وعلم وشؤون خاصة، وتحكم حياة الميزابيين قواعد صارمة تطبق على الجميع، فكل السكان بمن فيهم أصحاب الأعمال التجارية خارج البلدة يساهمون في تحقيق الصيانة والرعاية للمجتمع المحلي.
ولا يقتصر نشاط وحركة المزابيين على المدن الخمس المحيطة بالوادي، فغالبية المدن الجزائرية تجد فيها متاجر العقاقير مثلا يديرها أحد المنحدرين من القبيلة. فقد أسسوا منطقة صناعية على أطراف غرداية، حيث تتم صناعة معظم الأدوات.
وتعتبر غرداية أحد أكثر المواقع السياحية شعبية في الجزائر، تجلب السياح للتمتع بالكثبان الرملية والواحات والمعمار المتميز وخاصة حرفة الحياكة التقليدية والصناعات اليدوية والزرابي المشهورة، فضلا عن منتوجات نسيجية أخرى مثل البرنوس وملابس الأطفال التقليدية والتحف التذكارية، ومن بين المنتوجات التقليدية الأخرى نجد الملابس الجلدية والنحاس واللوحات الفنية الرملية التي أعطت لوادي ميزاب شهرة كإحدى أهم المناطق الحرفية في الجزائر.
وتطلق على الفرقة التي تؤدي العروض الفولكلورية المزابية، برقص شعبي أصيل بالبارودة..
♓ لفرقة "إمكراس" لباس أُبّهةٍ خاص بهم، يظهرون به في مختلف الاحتفالات والمناسبات..
♓ ممثلا في ﭬﻨﺪورة صوفية تُدعى "تِشْبَرْت نْ لّتش" أي الڨندورة الملونة..
♓ لا تتعدّى الركبتين، لونها مزيج من حواش أفقية سوداء بنية، حمراء وبيضاء... تتخلّلها رسوم في أشكال هندسيّة تمثل المشط والعقرب ورسوم أخرى..
♓ حيث يظهرون من خلاله في أبهى حلة مع بعض التفاصيل الأخرى المتمثلة في:
سروال مزابي مصنوع من الصوف أو القماش الأبيض، يمتدّ إلى منتصف الساق.
حذاء بوسعادي أصفر مصنوع من الجلد.
عمامة بيضاء ملفوفة بترتيب فائق حول الرأس. تحيط بها لفات من "تَافْتِيلْتْ" سوداء تبدأ بالدّوران أسفل العمامة ثم تتقاطع في واجهة الرأس لتدور من جديد في أعلى العمامة. (تختلف تفاصيلها من قصر لآخر)
♓ هي تفاصيل تزيد التراث الفولكلوري المزابي جمالا، وصورةً تحتفظ بها الذاكرة عبر سنين وأجيال..
الرقص الشعبي الفولكلوري(02):
لكلّ شعب من الشّعوب رقصات خاصة به تنتقل من جيل لآخر.
الرقص الشعبي شكل من أشكال الاحتفال أو الشعائر الدّينيّة. يُتَعلّم من قبل الأفراد كلّما يكبرون في الجماعة بالتّوارث..
فالرّقصة يمكن أن تكون فنًّا طقسيًّا أو استجماميًّا يذهب إلى ما بعد الأغراض الوظيفيّة للحركات التي استعملت، كما أنّها تظهر العواطف، الحالة المزاجيّة، أو أفكار، أو حالة اقتصاديّة أو دينية أو اجتماعية أو تكون موضحة لخبرات بسيطة حيث ‹‹يوجد الرّقص في البيئة الشعبيّة ولا يمكن استئصاله منها لأنّه ابن لبيئته بثقافاتها المختلفة..›› كما نرى في المجتمعات الأمازيغية.
يستخدم الأمازيغ رقصات للاحتفال بالمناسبة:
الدّينيّة (المولد، الأعياد...)
الموسميّة (عيد الزيارة، أنفاش، عيد الزربيّة...)
الوطنية (عيد الاستقلال، أوّل نوفمبر...)
مناسبات الأعراس.
تؤدّيها فرق متنوعة ومختلفة.. منها:
"فرقة إمكراس" لدى بني مزاب التي تتميّز بلباسها ونظامها الخاص، إذ لكل قصر من قصور مزاب فرقة تُعرف بها وتسمية خاصة بها.
تؤدى عادة في أماكن عامة مفتوحة وفي الأسواق غالبا.حيث ترتفع أغبرة البارود وتنطلق نغمات الزرنة والطبل.. بنغمات خاصة يعرفها الكبير والصغير عندهم.
لها حركات تميزها عن غيرها من الفرق والرقصات الشعبيّة للشعوب الأخرى..
تقف فرقة إِمَكْرَاسْ إلى جانب صفوف المتفرّجين لتعمير البارود في حزم واندفاع.. ينتظم الراقصون في صفين يتقابلان، يتقاطعان ثم يصطفّان في خط واحد وهكذا.. ترتفع الأيدي بالبنادق فتحركها وفق وتيرة النغم، تنظم اليدان لشدّ البنادق حين يكون الرّقص منسجمًا، حركة الأرجل تتابع أيضًا بنبرات الإيقاع فتتناوب لمسايرته رجل مثبتة يقفز بها الرّاقص الحر والأخرى تتدلّى في جيئة وذهاب، ترتاح الثانية فتتدلى الأولى وهكذا..
وعليه بنيت الرقصات الشعبيّة على أشكال وحركات كثيرة اعتمادًا على معتقدات خرافيّة..
فمثلًا كان عدد من الرّقصات الشعبيّة القديمة تؤدى في "دائرة" لاعتقاد البعض أن لهذا الشكل قوى سحريّة.
وفي بعض الثقافات القديمة كان هناك اعتقاد بأن الحركة الدائريّة تجلب الحظ السّعيد وتبعد السّوء.
05 تيرست ، تيرسين ، تيغيرست،تيغرسين، ئغيرس،ئغيرسان : بئر ،آبار.
06 ئنجان : الأدران ،الأوساخ.
07 تناص مع الآيات الكريمات من 34 إلى 37 من سورة عبس ۞ يوم يفر المرء من أخيه ۞وأمه وأبيه ۞وصاحبته وبنيه ۞ لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ۞ .
08 تناص مع الآيات الكريمات من 27 إلى 22 من سورة الفرقان ۞ ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ۞يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ۞لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ۞
09 يسجمّو ،اسجمي : يربّ ، ينشء.
10 تاشرّفت ،تيشرّافين: الغمام، السحاب.
11 ؤسمان: البرق.
12 تناص مع الآية الكريمة 187 من سورة البقرة ۞....هن لِبَا س لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَا س لَهن.... ۞
قوزلا بضم القاف الممدودة و الزاي الساكنة هي لعبة تراثية تميلأكثر إلى الرقص حيث تقوم البنات حتى النساء بالقفز بطريقة معينة و سرعة مدروسة يحدثن بأرجلهن إيقاعا يشبه التطبيل كأنه صوت جري الفرس ومعه التصفيق حيث يقفن صفين متقابلين أو دائرة تكون عادة في الإعراس، فهناك ثلاث إيقاعات مشهورة قوزلا نتغالت هي إحدى هذه الإقاعات.
فهذه الرقصة المتناسقة والرائعة ماتزال تمارس في أعراس مزاب وذلك في اليوم الثاني من العرس عندما يحضرون أهل العروسة غذاء معروف اسمه بـ: "لعادت" حيث تجتمع كل النساء والفتيات ويحضرن العروس لتشهد تلك المؤدبة اللذيذة "رفيس" فتأتي أم العريس تضع في فم عروستها قليل من تلك الأكلة التي ترمز إلى أيام حلوة مثل حلاوة تلكك الأكلة.
لقد أثرت قساوة الطبيعة الصحراوية الصخرية إيجابا على سلوك المزابيين، فصار العمل عندهم، قيمة تلازمهم طول الحياة، فعلى كل فرد في المجتمع أن يكد ويتعلم حرفة تدفع عنه الفقر، وتعلمه الاعتماد على النفس وعدم انتظار المساعدة من الغير. لذلك فإن من ضمن ما تتعلمه البنت منذ صغرها إلى جانب شؤون البيت المختلفة نسيج الزرابي والألبسة الصوفية، والخياطة وغيرها، فالبنت مطالبة بنسج أفرشة بيت الزوجية، وإن لم تقم بذلك عد عليها منقصة وضعفا، كما عليها أن تنسج وتخيط لباس زوجها وأولادها، وأن تكون المفروشات التقليدية لبيت استقبال الضيوف من صناعة يدها، كذا الأطباق المختلفة التي تقدم للضيف وإلا عدت ناقصة ولا تستحق لقب ربة بيت.
"لقد كان اقتصاد المنطقة يتعاون على حمله كلا الجنسين، فبينما يظل الرجل في بستانه مُكابداً لقساوة الطبيعة وصادا لغارات البدو، كانت المرأة في منزلها تغزل وتنسج، علاوة على قيامها بشؤون البيت المعروفة."
فإلى عهد قريب كان النسيج في مزاب، يمثل موردا رئيسا في توفير حاجة المزابيين من الملبوسات الصوفية، والفائض منه يتم مقايضته بالمادة الأولية وبعض المواد الغذائية التي يأتي بها البدو للبلد كالسمن والقمح وغيرها، وكانت المرأة هي سيدة هذا القطاع الإنتاجي بلا منازع، وكانت يديها تدر ذهبا، إذ ذكرت التقارير الاستعمار الفرنسي أن قيمة ما تنتجه النساء المزابيات من المنسوجات الصوفية في القرن التاسع عشر الميلادي، تقدر بما يقارب 70 ألف قطعة سنويا، ﺑ 20 فرنك فرنسي للقطعة الواحدة، وكانت حوالي سبعة آلاف امرأة مزابية تشتغل في النسيج بالبيت، بقوة إنتاجية تساوي 10 قطع سنويا للمرأة الواحدة.
إلى جانب قيمة الإنتاج الذي تمتاز بها المرأة بمزاب فهي تمتاز أيضا بقيمة الاقتصاد في المعيشة وترشيد استهلاكها، فلا يسمح بالتبذير بكل مظاهره، والاستهلاك يكون فقط على قد والأم هي الحارس الأول والضابط لهذا السلوك، حيث تنشئ عليه أبناءها الذين سيعيدون إنتاج نفس الأنماط الاجتماعية؛ فيصبح العمل وتقديسه، والحرص على الاقتصاد ونبذ الإسراف عادة، وخاصية نمط عيش، مبني على الاكتفاء الذاتي والتكيف مع معطيات الحياة مهما كانت، إلا أن تطور الحياة وما شهدته أنماط المعيشة من تحولات عميقة، لم تبق للمرأة ذلك الدور الاقتصادي كما كان.
الشاعر كاسي وصالح عبد الوهاب بن بابهون بن سليمان من مواليد بريان في الثالث عشر شتنبر 1979 نشأ في احضان اسرة متواضعة، كانت سنواته التعليم الابتدائية بمدرسة الأمير عبد القادر ثم المتوسط بمتوسطة حي امداغ . منذ صغره انظم الى مجموعة براعم الفتح المتفرعة من مجموعة الحان الفتح الثقافية التى التحق بها سنة 1990 . مارس المسرح و الانشاد ومختلف الانشطة الثقافية بدار عشيرته ات نشاشبة و ات يونس. من خلال احتكاكه بالجمعيات الثقافية ابدى اهتمامه بالأدب المزابي وشارك بقصائده المفعمة بحب الوطن و الدعوة الى التمسك بالقيم .
يكاد يُجمع الكتّاب الذين تحدّثوا عن مزاب أنّها واحة صناعية، وكلّ الواحات التي تكوّنت في الصحراء الكبرى من بسكرة والأغواط إلى أدرار وتميمون أنشئت على نقط طبيعية من الماء الحيّ، مثل بعض الأودية الغريزة أو عيون فوّارة، إلاّ واحات واد مزاب، فهي واحة من صنع البشر، فليس بها عين فوّارة ولا وادي مثل الواحات الأخرى، ولقد حفر سكّان القرى الخمس “أربعة آلاف بئر”، يتراوح عمقها بين 20 إلى 60 متر، ويكاد يجمع الناس أنّ هذه الآبار حفرت بالطرق البدائية، أي أنّ البارود والمفرقعات لم تستعمل إلاّ في الآونة الأخيرة، ولقد كان حفر الآبار يخضع للعديد من شبه القوانين والأعراف التي تواضع عليها الناس، وحسن بنا أن نتحدّث عنها وإن طالت بنا.
1كيف يُختار مكان البئر حتّى تصادف ماء غزيرا ؟
هناك ناس عقلاء يدركون بالتجربة ويتحسّسون الأمكنة وهم معروفون في كلّ قرية، وقد تستدعي قرية شخصا من قرية أخرى، وأغلب هؤلاء ممّن يستطيعون أن يقوموا بهذا العمل أو يشرفون عليه، وقد سمعتُ حكاية بهذا الصدد لا بأس بإثباتها هنا حتّى يتعرّف عليها أصحاب التكنولوجيا.
يقال إنّ هناك بئرا في غرداية تسمّى “ورْوارَى نَ لْكَعْبُوشْ”، والوروارى هو البئر الحيّ التي لا تنضب في أشدّ حالات القحط، ويقال إنّ هذه البئر بدأ أصحابها بحفرها وبلغوا إلى مائة ذراع، وهي في الغالب نهاية ما يمكن أن يصل إليه الإنسان -وهو يأمل-، أمّا إذا تجاوز هذا العمق فيصبح قليل الأمل في وجود الماء، ولمّا لم يجد الحافرون الماء اقترحوا أن يجعلوا لها نفقا…وكان المموّلون للمشروع على حافّة الإفلاس، ولكن الحافر لم ييأس، فأخذ ثلاثة قصع صغيرة، وهي المسمّاة عندنا “تازوضا” (إناء خشبي مقعّر، يُقال لها أيضا جفنة أو جفان، وتُنطق الزاي مفخّمة) وجعل في كلّ واحدة منها نوعا من الصوف يقال لها “تِفِيزَّى” بتفخيم الزاي، وكفأ تلك الأواني على الصوف، ووضع واحدة في أوّل النفق والثانية في الوسط والثالثة في آخره، ورجع بعد ثلاثة أيام فوجد الصوف الأولى يابسة وصوف الثانية يابسا وصوف الثالثة نديا يقطر ماء، فحفر في ذلك الموضع عشرة أذرع وإذا بصخرة يتفجّر منها الماء، وما كاد يجمع أثاثه وعمّاله ويصعد من البئر حتّى امتلأت البئر. وهذه واحدة من مئات الطرق التي يتحسّس بها وجود الماء.».
وممّا هو قريب من هذا ما أورده الأستاذ يوسف الحاج سعيد في كتابه تاريخ بني مزاب عن الشيخ المرحوم الحاج صالح لَعْلي، عندما أمر بحفر بئر المسجد في عهده فلم يجدوا ماء كافيا بعد طول الحفر، فطلب منهم الشيخ أن يدلوه في البئر بتوأدة، وهو يتحسّس الجدران ويتصنّت إلى أن وصل إلى موضع بفراسته وبتوفيق من الله، فأمرهم بفتح نفق فيه فكان منه مورد للماء غزير.
لوس[1] أو ألوس كما يسميه بعض الأمازيغ هو لغة هو الكِلْسُ أو الجِيرُ، فالحجر الذي يصنع منه الجير الذي يستعمل في زينة المرأة يسمى " اضغا نكاربول" يتميز برائحة خاصة.
خلطة أجيّر تحتوي على الجير القديم -حتى لا يؤذي البشرة- حيث نأخذ كيلتين منه ونضيف إليه كيلة من و"شناضر" او "شناطر" وهو حجر أبيض اللون برّاق يشبه كثيرا حجر الشب وهو حامض المذاق وهناك من يستبدله بالحجرة السوداء وهذه الاحجار محلية متواجدة في طبيعة المنطقة، ثم نضيف له قليلا من زيت المائدة ثم نقوم بمزج الكل مع بعضه البعض حتى يصبح لزج فيصبح جاهزا للإستعمال.
----------------
[1] لوس توجد عدة أماكن بهذه التسمية أغزو نو لوز لوس أو أغزو نو لوز لوز ويوشد شارع بآت يجدن يسمى اغلاد نولوس احد شوارع المؤدية الى اعركوب.
الحناء ويحضر مسحوق الحناء بتجفيف أوراقها وفروعها الخضراء في الشمس أو في مجففات خاصة، ثم تنقى من الشوائب العالقة بها وتطحن، المسحوق الذي حصلنا عليه ذو الرائحة الزكية واللون الأخضر يضاف إليه الماء البارد للحصول على عجينة الحناء، ولضمان الحصول على عجينة فعالة تتم إضافة بعض المواد كالخل والليمون، وتوضع على نار هادئة، وللحصول على لون داكن يضاف الخضاب.
ليلة الحناء: من مراسيم العرس ليلة الحناء حيث تجلس العروس وتجلس وسط النسوة على أفرشة خاصة بهذه القعدة وهي عبارة عن قصعة من خشب -إناء كبير مستدير يصنع من جذور الأشجار كالصنوبر أو الجوز- مقلوبة فوقها وسادة، تقدم لسيدة من الحاضرات الحناء في طبق من فخار مغطي بمنديل، ثم تضع لها الحناء في كلتا اليدين حتى الكعبين و كذلك في كلا الرجلين حتى الكوعين ويبدأ دائما باليمنى.
يمكن وضع الحناء بصورة متكررة لعدة أيام متتالية لتركيز اللون الأحمر للحناء في اليدين والرجلين، وللحفاظ على لونه لفترات أطول يمكن فركه في بدهن الورد -أعطرشا-.
معلومات مهمة من خبير (لاومنا) في السيول الخاصة بواد مزاب
ذكر انه السحاب الذي يطلع جنوبي شرقي إلى شمالي غربي خطير وهو كذلك بالنسبة للامطار التي تسقط في الشمال الغربي خطيرة على واد مزاب وهذا ما حدث في الكثير من الأحيان ففي سنوات الخمسينات وعلى ما يذكر في في سنة 1958 كان هناك فيضان بالواد دون أن تسقط قطرة مطر عندنا وكان في شهر أكتوبر بينما كان الفلاحون على جذوع النخيل يقطعون الغلال جأتهم المياه وكلها جليد وبرد (تبروري) فغمرت كل شيء وبقوا في أماكنهم لساعات طويلة. وعليه أرجو من الناس الذين يقطنون في مجاري المياه التفطن وأخذ الحيطة دون التهويل والتهريج لأن هناك كابح المياه بلعذيرة والضاية غير أن الخطر قائم خاصة وان الامطار قوية هطلت في معظم الشمال الغربي منها الأغواط وحاسي الرمل .
*إذا كانت أية معلومة حول الامطار في النواحي المشار إليها (الأطلس الصحراوي) يرجى الإعلام بها ولكم جزيل الشكر والامتنان
وعندما تكون مقابل القبلة لتصلي أدر قليلا يسارا ثم توقف عن يمينك ، هو الجنوب عن يسارك الشمال من ورائك الغرب أمامك هو الشرق الآن إثبت نفسك كما أنت وجهتك دائما نحو الشرق فالمكان الذي مابين الشرق والجنوب بدرجة 45 هو الجنوب الشرقي تبقى دائما في مكانك المكان ما بين الشرق والشمال أي ما بين ماهو أمامك وما بين يسارك هو الشمال الشرقي وما بين الجنوب والغرب هو الجنوب الغربي ومابين الشمال والغرب هو الشمال الغربي
وأذكرك بأن الخطر دائما قائم لماذا ؟؟ لأن الفرنسي الذي وضع خريطة التساقط والاودية في واد مزاب أخبر الناس آنذاك أن هناك أودية عشرية كل عشر سنين واودية خمسينية كل خمسين سنة وأودية مئوية كل مئة سنة وأودية ألفية كل ألف سنة وهذا بناء على دراسة ممحصة ودقيقة جدا
وعليه فالخطر قائم والحذر واجب فلدينا عشر سنين من 2008 تزيد أو تنقص.
وذكر في دراسة للرائد روبان 1884 "مزاب وإلحقاه بفرنسا" الكثير من المعطيات الخاصة بالمنطقة.
ان الضباط الفرنسيين المكلفين بدراسة وبناء الثكنة العسكرية " التي حولت بعد الاستقلال إلى ما يسمى بنزل الرستميين" لم يتفقوا بخصوص اختيار المكان المناسب لها وتوجد وثيقة في هذا الموضوع وهي مراسلة موجهة إلى الحاكم العسكري بالأغواط مضمونها:
"لا يمكن أن نبني في مجرى الواد ثكنة عسكرية فقد تتعرض المنطقة كلها للفيضان "
وذكر في هذه الدراسة حول مجرى واد مزاب والمياه التي تأتيه من بعيد أن المياه يمكن ان تغمر كل المنطقة ولا يبقي إلا أقل من متر من صومعة المسجد العتيق بأعرقوب .
لَاوَمْنَا أَغَرْمْ نْ آتْ اِيقْرَارَنْ(01)
هم أفراد من ذوي الخبرة والحكمة، يشكلون منظمة عرفية تقوم بدور الحسبة، تحت إشراف العزابة وتوجيههم، تتولى مراقبة الوادي، ويسمون بالميزابية (لَاوَمْنَا)، ولهم مهام كثيرة ومتعددة منها:
أوّلاً، مراقبة هياكل الري:
يراقب أمناء السيل كل هياكل الري التقليدي منذ وصول الأودية، ويمنع أي تغيير، أو تعديل لحجم قنوات توزيع المياه على الأجنة والحدائق لأنها وضعت منذ البداية بدقة، وعلى مقاس مساحة وعدد تخيل كل بستان، وكل من أتلف أو عدَّل أو أحدث تغييرا في مصارف الري وهياكله يتعرض لعقوبة البراءة العلنية في المسجد.
ثانياً، تصريف مياه الغدير:
ومن مهامهم كذلك التحكم في تصريف مياه الغدير نحو الواحة، أو إلى سهل لعميد، أو إلى ضاية الشيحية الخارجية، وكذا فض النزاعات بين الشركاء والورثة حول الآبار والسواقي، وكذا منع البناء في الأراضي الزراعية، ومنع كل الأعمال التي تُسيء إلى البيئة أو تلوث المياه أو تضر بالمجتمع. كما يتولى الأمناء مراقبة السحب، وتهاطل الأمطار في الصحراء، وتلقي أخبار الوادي من العرب الرحل في الصحراء، وترقب وصول الوادي فجأة، مما يسبب غرق الأشخاص وممتلكاتهم، ويقع التنبيه بوصول الوادي وحجم غزارته، بإطلاق البارود أو الإعلان عنه في صومعة المسجد بالتسبيح ثلاث مرات: "سبحان الله سبحان الله سبحان الله"، وبعدها ينادي المؤذن (الواد الواد)، وهو إنذار لأصحاب الممتلكات، وكل من هو في الغابة عاملا، أو ساكنا أن يقوم بسرعة بكل الاحتياطات، كإنقاذ الممتلكات من خضر ومزروعات وحيوانات وآلات إلى الأماكن المرتفعة، أو القيام بتصفية المصارف والقنوات.
ثالثاً، مراقبة حالة المجاري:
ومن مهام أمناء السيل مراقبة حالة المجاري وصيانتها، وتقسيم مياه الوادي من المستحدثات، والتلف والتعديات لضمان توزيع المياه بعدل على كافة جهات الغابة، والتحكم في فتح المصارف وغلقها في (أَحْبَاسْ الفُسَاعَه)، أو (أَحْبَاسْ الشِّيحِيَّه) حسب الحاجة والإشراف عليها، وحسب خطورة فيضان الوادي، بشكل يضمن تدفق أكبر كمية من الماء إلى الواحة، وحماية السدود من الانهيار، ويحدد الأمناء كذلك أيام بقاء مياه الوادي داخل الواحة صيفا وشتاء، لضمان عدم تلوثها، وإعاقة الفلاحين من مواصلة نشاطهم بعد انحسار مياه الوادي، ثم تصريف المياه الملوثة للناحية القبلية نحو سهل لعميد عبر (مْنَافَذْ) مصارف خاصة منخفضة تضمن خروج كل المياه، أو يتم ذلك بفتح مصارف الشيحية الخارجية لتصريف مياه الناحية الغربية من الواحة. ومن مهامهم كذلك مراقبة نظام تقسيم مياه السيل بين البساتين، كل حسب مساحته، وعدد نخيله، بغرض العدل، والاستفادة العقلانية بكل قطرة من ماء الغدير.
------------------------------------
(01) كتاب "القرارة من دخول الاستعمار الفرنسي إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى (1882م - 1921م)" صالح بن عبد الله أبو بكر. ص513-514
وتطلق على الفرقة التي تؤدي العروض الفولكلورية المزابية، برقص شعبي أصيل بالبارودة..
لفرقة "إمكراس" لباس أُبّهةٍ خاص بهم، يظهرون به في مختلف الاحتفالات والمناسبات..
ممثلا في ﭬﻨﺪورة صوفية تُدعى "تِشْبَرْت نْ لّتش" أي الڨندورة الملونة..
لا تتعدّى الركبتين، لونها مزيج من حواش أفقية سوداء بنية، حمراء وبيضاء... تتخلّلها رسوم في أشكال هندسيّة تمثل المشط والعقرب ورسوم أخرى..
حيث يظهرون من خلاله في أبهى حلة مع بعض التفاصيل الأخرى المتمثلة في:
-سروال مزابي مصنوع من الصوف أو القماش الأبيض، يمتدّ إلى منتصف الساق.
-حذاء بوسعادي أصفر مصنوع من الجلد.
-عمامة بيضاء ملفوفة بترتيب فائق حول الرأس. تحيط بها لفات من "تَافْتِيلْتْ" سوداء تبدأ بالدّوران أسفل العمامة ثم تتقاطع في واجهة الرأس لتدور من جديد في أعلى العمامة. (تختلف تفاصيلها من قصر لآخر)
هي تفاصيل تزيد التراث الفولكلوري المزابي جمالا، وصورةً تحتفظ بها الذاكرة عبر سنين وأجيال..
تِشْبَرْتْ نَ لَّـتشْ
ⵜⵉⵛⴱⴻⵔⵜ ⵏ ⵍⵍⴻⵜⴻⵛ
القميص الذي في الصورة قديم عمره 400 سنة كما ذكر في احد كتب التاريخ(02).
تاشميست ن وزيزا(03) (TACMIST N UZIZA) (ⵜⴰⵛⵎⵉⵙⵜ ⵏ ⵓⵣⵉⵣ)
أو تيشبرت ن لَّـتشْ(04) (ⵜⴰⵛⵎⵉⵙⵜ ⵏ ⵍⴻⵜⵜⴻⵛ) (TACMIST N LETTEC)
كلها تسميات للــڤـندورة الملونة فهي عباءة منسوجة من الصوف ذات ألوان زاهية تسرّ النّاظرين وتحمل خطوطا طولية ملونة وتتخللها رموزا لها أبعاد ومعان سامية كالزرابي الامازيغية وهي حلّة جميلة للاطفال والرجال ولا زالت تلبس في مزاب في الافراح و المناسبات عادة ما تصحب فرقة البارود.
إن تشبرت ن لّتش أو الـڤـندورة الملونة لها موقع مرعب في الذاكرة الإسبانية قديمافكانت تضرب بها مثلا للحذروأخذ الحيطة كما أشار صاحب "دور الميزابيين في تاريخ الجزائر.. " الشيخ النوري رحمه الله تعود حيثيات الحادثة لمعركة الفدائيين المزابيين ضد الغزاة الإسبان في أعالي مدينة الجزائر عام 1518م وكان أحدهم مفجر مخزن البارود لقلعة العدو الإسباني وكان ﻻبسا تلك الـڤـندورة(05).
تسميتها في مختلف قصور مزاب:
في آت يزجن وتجنينت يقال لها: تشبرت ن لتش
في آت تغردايت يقال لها :تشبرت ن وزيزا
في آت برڤان وئـڤـرارن يقال لها: تيشبرت ن قارابيلا(06)
لعبة تاحجورت هي لعبة أمازيغية مزابية تقليدية من الألعاب التراثية القديمة، لعبة جميلة هي يلعبها الذكور متوسطو العمر تحتاج إلى القليل من القوة والتركيز و دقة في الرمي و لاتزال تلعب إلى هذا اليوم.
لعبة تاحجورت أو الهدف تلعب برمي اللاعب لحجر كبير لإصابة أكبر عدد ممكن من "تِيفَزْغْلِينْ" التي تكون قد وضعت في طرف مدرج اللعب الذي يطول إلى 6 أمتار، والنقطة تُحسب عند كل إسقاط لإحدى "تِيفَزْغْلِينْ" التي يبلغ ارتفاع كل واحدة منها حوالي 20 سم وتؤخذ من النخيل. وتشبه اللعبة نوعا ما لعبة البولينج.
2.الخصائص المكانية والزمانية ومواد اللعبة:
الأرض: مساحة منزلية، خلف المنزل، أو في زاوية طريق رملي
المادة: كتل خشبية تؤخذ النخيل. (تِيفَزْغْلِينْ)
مدة اللعب: غير محدود وغير محدد.
لحظة الممارسة: في النهار وفي أي وقت
قواعد اللباس: اللباس العادي.
مكان الممارسة: في الريف أو الواحة.
الموسم: في أي موسم.
الأصل الاجتماعي للاعبين: القرية، الغابة، الواحة.
3.الجانب الاجتماعي والثقافي:
هذه اللعبة تطور إدراك المراهقين ومهاراتهم وذلك من خلال اللعب بالأشياء والوسائل القريبة من بيئتهم المحلية.
العمر: جميع الأعمار.عدد اللاعبين: عشرة لاعبين لكل فريق على الأقل.الجنس: ذكور وإناث.المتفرجون: الأشخاص المتابعون الفضوليون.الحكم: جميع اللاعبين ينظمون سيرورة اللعبة، مع تحري الصدق. في النهاية تظهر المجموعة الفائزة والخاسرة. فإما الفشل أو النصر. يتم تغيير الدور بين اللاعبين تلقائيا.
4.نظام الأدوار:
هناك نوعان من الأدوار عند مراقبة هذه اللعبة.
لاعب يقذف الحجارة.لاعب في الانتظار.
بالنسبة للاعب الذي يرمي الحجارة: هو الذي يلقي بالحجارة في الأفق لإسقاطها فوق "تِيفَزْغْلِينْ" المجموعة المقابلة المضادة.
أما عن المجموعة الأخرى فيجب عليهم أن ينتظروا حتى لا يفقد اللاعب النشط هدفه.
يمكن للاعبين تغيير الأدوار أثناء اللعب، وذلك عندما يفشل قاذف الحجارة في إصابة هدفه وهكذا يكون تغيير الدور ويصبح اللاعب الذي كان يلعب في الانتظار واللاعب الذي كان ينتظر يحين دوره في اللعب.
تشعبين لعبة تعلم الصبر و الإيثار و الانسجام و الاحتكاك بالاخر و التقييد بالنظام لأنها لعبة جد منظمة بنظام عفوي سبحان الله و الكل يلتزم دون نقاش بناءها على شروط يتفق عليها المشاركات قبل بدء اللعب...
قواعد اللعبة هي مراحل يجب على المشاركة التقييد بها و الفوز فيها لتنتقل و تلعب بحرية و لكن أن أخلت باحدها فانها تفقد دورها في اللعب إلى أن يعود إليها بعد انتهاء جميع المشاركات و احيانا يصلن إلى 10 في حلقة واحدة و الأفضل 5مشاركات فما دون....
عندنا مراحل صغرى في كل مرحلة كبرى..
عندنا * تقبوط * هو وسط تشعبت المثقوب بحيث تقوم المشاركة برمي تشعرين وسط الحلقة و تشعبت التي سقطت على الظهر و ظهرت* تقبوط* تجمعها و تلعب بواحدة هنا تقوم بقلب كل واحدة على ظهرها لتظهر تقبوط ثم تجمعها و هكذا إلى النهاية *الظهر*... ثم تنتقل * الظهر* بنفس الطريقة في اللعب ثم تنتقل الى * الزوزير * و اظن يقصد به *الوزير* و هو أحد جوانب تشعبت المسطح و دائما نفس الطريقة في اللعب ثم تنتقل الى *السلطان* و هو الجانب الآخر من تشعبت....و هكذا تنتهي المرحلة الأولى و هي مرحلة حرة و أظنها ل لتهيأة اللعب بعد ذلك تأتي مرحلة كبرى ثانية نسميها * نوضحى* أي ان المشاركة تلعب دون أن تمس من تيشعبت إلى أخرى و هكذا في جميع المراحل الصغرى التي ذكرت...
ثم مرحلة كبرى ثالثة نسميها* نسعكب* هنا المشاركة عليها الانتقال من تيشعبت إلى أخرى و قلبها حسب المرحلة الصغرى التي هي فيها و ان أخلت بنظام اسعكب فإنها تفقد دورها إلى أن يعود مرة أخرى و تواصل اللعب...
ثم مرحلة كبرى رابعة نسميها * نسكرم* هنا المشاركة تلعب بحرية في المراحل الصغرى لكن بشرط أن تغلق فمها لا تتكلم و لا تضحك و لو حاول الأخريات استفزازها و ان أخلت بذلك فإنها تفقد دورها...
ثم مرحلة كبرى خامسة نسميها* نصفق* تقوم المشاركة بالتصفيق مرة واحدة كلما همت بالتقاط تيشعبت من الأرض...و هكذا إلى نهاية المراحل الصغرى...
ملاحظة : أثناء اللعب ان سقطت من يد المشاركة تيشعبت التي ترميها إلى الأهلى أثناء اللعب فإنها تفقد دورها...
-قبل بداية اللعب يتفق الجميع على شروط منها ما نسميه* نحمال* بمعنى للمشاركة الحق في مواصلة اللعب و لو سقطت تيشعبت من يدها بشرط أن لا تسقط على الأرض...مثلا تسقط في حجرها او تتدحرج و التقطها بسرعة...
و أيضا شرط و نسميه*ننقاش* بمعنى المشاركة عندما ترمي قسط من تشعبين على الأرض تستطيع أن ترمي القسط الآخر عليها لا تحصل على *الزوزير* أو *السلطان*
تقوم الفتيات باختيار مساحة من الأرض ويرسمن مستطيل مقسّم إلى مربعات، ويتم اختيار من تلعب أولا بواسطة القرعة، حيث تضع الفتاة حجرة في أول مربع وتقوم بدفعها بقدمها إلى الأمام بينما تكون القدم الثانية مرفوعة على الأرض، محاولة جعلها تستقر في المربع التالي، ثم الذي يليه، ولا يجب أن تضعها في الخط الفاصل بين مربع وآخر، أو أن تلامس قدمها المرفوعة على الأرض أو تدوس فوق الحجرة وإلا تكون قد خسرت اللعبة ويحق لزميلتها أن تحل محلها.
هي تلعب إما بشكل منفرد حيث يقفز الواحد فوق حبل يمسكه بكلتا يديه و يمرره من تحت رجليه و إما بشكل جماعي ، حيث يمسك اثنين طرفي الحبل ويقومان بلفه وعلى اللاعب الثالث أن يقفز حتى لا يصطدم الحبل بساقيه. و تزيد هذه اللعبة متعة مع تزايد سرعة اللف و تعالي قهقهات الصغار
لعبة تجمع البنات ومعهن حبل للقفز عليه، ويخترن بطريقة القرعة 4 بنات ويقسمن إلى مجموعات رباعية وكل فريق يقوم باللعب بنفسه، حيث تمسك فتاتان بالحبل للتلويح به وتقوم الأخريات بالقفز عليه بشكل فردي أو ثنائي، ومن يلامس الحبل قدميها تخرج من اللعبة. بالإضافة إلى ألعاب كثيرة اخرى، على غرار الألعاب التي كان يصنعها الأطفال مستغلين بذلك بعض المواد البلاستيكية والخشبية لصنع عجلات وطائرات وغيرها.
هي لعبة جماعية شيقة يلعبها الفتية والفتيات على حد سواء تعتمد على الذكاء وخاصة اللمس والصوت وتلعب داخل حجرة أو حوش محدود الجوانب على أن لا يكون هناك عائقا يمنع تحرك اللاعبين ويختار اللاعبون حكما فيما بينهم حيث تجري القرعة بينهم والذي يخسر تغمض عينيه بالغترة حتى لا يرى شيئا ويتأكد من ذلك الحكم ثم يبدأ اللعب ويقوم اللاعب المغمض بمحاولة لمس أحد اللاعبين وفي حال ذلك يسأله الحكم من الذي لمسته فيقول مثلا سعيد وإذا كان صحيحا يقف سعيد مكانه وتغمض عيناه وإن لم يعرفه يعيد الكرة وهكذا إلى أن يستطيع معرفة أحد اللاعبين.
من بين الالعاب التي تستهوي الكثير من الفتيات لعبة تاكلا ⵜⴰⴽⵍⴰوتسمى أيضا تيكلا أو ما تولا وهي عبارة عن خمسة حصوات يتم انتقاءها، تجتمعن حولها الفتيات وتبدأ اللاعبة الأولى بضم الحصوات وترمي بها في الهواء وتشرع في التقاطها الواحدة تلو الأخرى، تترك في كل مرة حصوة واحدة بيدها لتضم إليها ما يلتقط ، وفي الدورة الثانية من اللعبة ترمى حصوة ليلتقط حصوتين حصوتين، وتنتقل إلى الدور الموالي فتلتقط ثلاث حصوات معا وواحدة وحدها، ثم أربع حصوات، ثم تجمع الحصوات على ظهر كفه ثم يقذفهن ويحاول جمعها بيده بنفس القذفة، و تنتهي اللعبة الأولى ويتحوّل إلى إعادة اللّعب بالترتيب كما تقدم، ومن شروطها عدم سقوط الحصوة المقذوفة عاليا على الأرض، وحرص اللاعب على عدم لمس الحصوة التي سقطت ملتصقة بأخرى، وإذا وقعت هفوة في اللعبة تحوّل اللعب إلى غيرها وهكذا…
لعبة تيبقباقين هي لعبة تراثية للأطفال تصنع من تيسقّست أي العرجون (1) ، في موسم جني التمور يؤخذ قطعة من الساق الأصفر من 30 إلى 40 سم يتم قطعها طوليا إلى ثلاث قطع إلى منتصفها ثم يتم طي القطع الجانبية دون أن تنفصل عن بعضها وترك القطعة الوسطى على حالها فتصبح كما تظهر في الصورة.
ويتم اللعب بها بهزها يمينا وشمالا فتصدر منها أصواتا تشبه التصفيق فنسمع باق باق فاشتق إسمها من هذا الصوت تيبقباقين.
فيكون مشاهدة الأطفال يمرحون بهذه اللعبة التقليدية في الأزقة إيذانا بحلول بموسم جني التمور أنكاض نـ تيني لمن قد يكون نسي و أيضا دعوة لـ تويزا د ونعار.
--------
(1)العرجون هو تيسقست أي الساق الأصفر الذي يحمل أزيوا العذق أو القنو -مجموع الشماريخ- ويصله بالنخلة.
إن تراثنا زاخر بجانبه الإبداعي للطفولة من ألعاب و غيرها .. ، حنه باسا، تيشورداسين، حجلجل مجلجل، بابا غرد، و غيرها كثير.
تيشورداسين أي الكرداس فهي لعبة تراثية قديمة من وحي إبداع الأطفال حيثيقوم الأطفال بإمساك يد بعض على ظهرها باستعمال أصبعين فقط وهما السبابة والإبهام فتكون الأيدي الواحدة فوق بشكل الكرداس فيرددون تيشورداسين تيشورداسين مرات عديدة.
كذلك من حيث اللغة فلساننا زاخر بألفاظ خاصة بالأطفال مثل باسا كاكو كوكو خيخي نيني باداعابي دودو.... لو جمعت في كتيب إبداعي للأطفال ستكون رائعة .
هي حلقات صغيرة الحجم(1) تصنع من مادة زجاجية وبألوان مختلفة " حمراء، خضراء، صفراء، بنية و زرقاء " تستعمل في اللعب و الترفيه عن النفس فـلعبة تيعكاين هي من أبرز الألعاب التراثية التي كانت حاضرة بقوة في التجمعات النسوية و خاصة في الأعراس و تحديدا في يوم "أصباح" أي اليوم الأول لتواجد العروس في بيت زوجها. حيث أن العروس بذاتها تشارك في اللعب مع مرافقاتها " توزيرين " ومن قد يأتي لزيارتها في ذلك اليوم.
و لم تكن لعبة تعكايين مقتصرة على سن معين بل كان الجميع يشارك فيها من الفتيات إلى المسنات في عدة مجموعات بجانب غرفة العروس و المجموعة قد تتكون من 6 إلى 10 مشاركات من مختلف الأعمار.
شروط لعبة تيعكايين:
تتفق المشاركات على عدد تعكايين المُشارك بها إما بـ 2 أو 4 لكل مشاركة.
لا يسمح بالمشاركة بتيعكايين حلقات زرقاء اللون بحيث أنها الأصل هي المعول عليها في اللعبة ومن خلالها يتحدد الفائزة في كل جولة.
من تحصل على تعكايت الزرقاء بعد انتهاء كل جولة من اللعب تفوز بجميع تيعكايين المُشارك بها.
عند المشاركة بـ 2 من تعكايين تضاف لهن تعكايت زرقاء واحدة أما عند المشاركة بـ 4 تيعكايين يضاف لهن 2 تيعكايين زرقاء.
تعكايت الزرقاء لا تأخذ بعين الاعتبار عند الفوز في الجولات بل تبقى إلى نهاية اللعبة و تحصل عليها آخر فائزة.
يمكن تقسيم اللعب بين اثنتين، خاصة عند المشاركة بـ 4 تيعكايين.
لصاحبة الدور في اللعب الحق في المشاركة عند اختيار المخابئ.
لكل مشاركة حق اختيار مخبأ واحد فقط.
لا يعلن عن محتوى المخابئ إلا بعد اختيار جميع المشاركات.
كل من ضبط عندها تعكايت زرقاء غير المضافة إلى تيعكايين تمنع من المشاركة في الجولة الجارية إلى أن تبدأ جولة جديدة.
طريقة اللعب :
بعد تقديم تعكايين من جميع المشاركات في اللعب تقوم صاحبة الدور بإضافة تعكايت الزرقاء إليهن حسب العدد المتفق عليه " 2 أو 4" ثم تخلطها بين يديها، و بعد ذلك تلقيها في فمها و بلسانها أو يدها تقسم تيعكايين بين خديها الاثنين و تحت الشفة العليا وتحت اللسان إثنتان أو أربعة حسب المتفق عليه من البداية... و بنفس العدد تضع في حجرها و قد تقسم الحجر الى 3 درجات ان كان عددهن كبير فيكون لديها " أخمال أمزوار * أخمال فيد سن * أخمال فيد شارض " و الباقي تخبئه في يدها دائما بنفس العدد و قد تضطر إلى الاستعانة بأخرى لتشاركها في إخفاء تيعكايين إن كان العدد كبيرا و بعد الإنتهاء من إخفاء جميع تيعكايين تنادي صاحبة الدور على المشاركات بـ " ئيوا أويمت " أي قمن باختيار المخابئ و هنا تبدأ المشاركات في الاختيار مثلا " أنا أختار الشفة العليا ، أنا تحت اللسان........إلخ "،
و فور الإنتهاء من الاختيار تفتح صاحبة الدور يديها ثم حجرها بحثا عن تعكايت الزرقاء و أيضا تخرج تيعكايين بالتبع من فمها مثلا الشفة العليا ثم تحت اللسان ثم الخد الأيمن ثم الأيسر دائما بحثا عن تعكايت الزرقاء و من حصلت عليها من المشاركات فإنها تفوز بجميع تيعكايين المُشارك بها في تلك الجولة، و إن كانت المشاركة بـ 4 تيعكايين فتضاف 2 من تعكايت الزرقاء فيقسم المجموع على فائزتين و هكذا يتواصل اللعب إلى أن يتفق الجميع على آخر جولة.
و هكذا كان يتم الترفيه عن النفس في عهد جداتنا و أمهاتنا حيث الجلسات الحميمية ما زاد من أواصر المحبة و الألفة.
ملاحظة : من له أي إضافة فلا يبخل بها علينا لنستفيد جميعا
-----------------------------
(1) هذه الخلقات في الأصل تستعمل لتزيين " تمشولت " الوعاء الذي يوضع فيه الإثمد تازولت .
يلعبها طفلان فقط حيث يقوم كل طفل بجمع ثلاث حصيات أو نواة التمر ووضعها في أماكن مختلفة على رسم مربع الشكل مرسوم على أرض رملية وتبدأ اللعبة بحيث يحاول كل طفل تكوين خط مستقيم على الرسمة ومن يفعل ذلك أولاً يعتبر هو الفائز.
طريقة اللعب : يلعبها طفلان فقط حيث يقوم كل طفل بجمع ثلاث حصيات
ووضعها في أماكن مختلفة على رسم مربع الشكل مرسوم
على أرض رملية وتبدأ اللعبة بحيث يحاول كل طفل تكوين
خط مستقيم على الرسمة ومن يفعل ذلك أولاً يعتبر هو الفائز.
هي لعبة تراثية يشارك فيها خمسة لاعبين يمسك أربعة منهم أطراف قطعة قماش مربعة متوسطة الحجم ثم يدير خامسهم يده وهو يردد شد أرخي شد أرخي إلى أن يقف عند أحدهم فيستجيب ممسك القماش بعكس المطلوب منه وهكذا ويكون هناك إقصاء لكل من يخفق والأخير الذي يبقى يكون هو الفائز ويكون هو من يدير اللعبة في الجولة التالية .
ينتخب أحدهم و تعصب عينيه بحائل أو قماش بحيث لا تمكن الرؤية من خلالها ثم يقومون بلفه ثلاث مرات كي يفقدوه تركيزه عن المكان الذي يقف فيه؛ ثم يحاول أن يمسك من حوله و هم يصدرون أصوات ليدلّوه على مكانهم وأحيانا يدفعونه أو يجتذبون إطراف ثيابه. المهم يزعجونه قدر المستطاع وهو يحاول إمساك احدهم؛ فالذي يلقي عليه القبض ثم يقوم هو الثاني بمحاولة الإمساك بشخص آخر و هكذا.
بابازل بابازدل بابازان زلبانالالا كرابا هذه الحشرةلها اسماءمتعددة فيمختلفة قصور مژابفلالا كرابا نسبة إلى الأرض الرملية حيث يبحث الأطفال عن حشرة صغيرة حول جداول الأشجار والنخيل وفي أغلاد ولم وذلك بالضرب على الأرض وهم يرددون الأهازيج لالا كرابا لالا كرابا كأنهم يسألونها عن مكان كنز.
حين البحث عن هذه الحشرة في برڤان يرددون : باباز أو بابازل الحواس يتحوس لڤوايل عدة مرات إلى أن تخرج هذه من التراب فيلتقطونها والفائز هو من يجمع أكبر عدد منها.
وكذلك الأطفال الذين لا يقيلون يسمونهم بابازل تشبيها لها لأنها لاتقيل هي أيضا.
وفي بعض قصور مژاب منهم من يخوف بها الصبيان عندما يمتنعون عن المقيل فيخبرونهم أن بابازل غول يخطف الصبيان الذين يلعبون في الأزقة والشوارع ولا ينامون بعد الظهيرة.
الأهازيج خاصة بكل قصر:
تجنينت: زلبابا زلبابا مامانم تيرو أو بابازل بابازل مامانم تيرو.
آت بونور وتغردايت: بابازدل بابازدل اغولاد ن تيرست
أو بابازال بابازال ايغولاد نتيسرست، تينينو تينينو حماليك اوشانغد.....قررررر، أو ڤووووووش
عندما ينحني الطفل إلى الحفرة ويغني مرددا تلك الكلمات فيستجيب بابازل ويخرج إلى سطح الأرض ! !!
تجاوب عجيب والنتيجة مضمونة ما السر في ذلك يا ترى؟؟؟؟
الاسم العلمي لهذه الحشرة هو أسد النمل باللاتيني(1) Antlionأو Myrmeleontidae fourmilion، فهي حشره مفترسه للنمل حيث تحفر حُفرًا دائرية لها جوانب مُنحدرة فى الرمال على شكل مخروط لكى تصيد النمل الذي يسقط في الفخ حيث تضربه بحبات الرمال ثم تلتقطه بفكها الضخم،
فعند ترداد تلك الأهازيج من طرف الأطفال في الفخ الذي نصبه بابازل للنمل يستشعر ذبذبات الصوت فيظنها نملة سقطت بالفخ فيخرج إلى الصطح فيقع هو في فخ الأطفال.
مؤتمر لا إله الا الله ودوره في الحياة الاجتماعية للمزابيين(01)
المؤتمر النسوي لا إله إلا الله:
هو عبارة عن لقاء سنوي للنساء الإباضيات في قرى واد مزاب تحت إدارة وإشراف هيئة الغاسلات ومعِيناتهن بصحبة المرشدات الصالحات اللائي لهن نصيبهن من الثقافة والمعرفة.
ينعقد في فصل الربيع من كل عام في المدن الخمس بالتناوب، أما مدينة القرارة وبریان فتعقِدانه منفردتين كل على حدة، وهذا بسبب بعد المسافة بين كل منهما وبينهما والمدن الخمس البعيدة، ولكن يبدو أنه يمكن للمدينتين أن تنظما المؤتمر مع المدن الأخرى نظرا لتوفر وسائل المواصلات، وظروف الإيواء الأمر الذي كان صعبا قبل هذه الفترة، فانضمامهما للقرى الأخرى لا شأن أنه يحقق فوائد كبيرة، ونتائج حسنة.
2.سبب تسمية المؤتمر بلا إله الا الله:
إنها تسمية تدعو إلى التساؤل فما الداعي إلى اختيار جملة التوحيد التي صارت عنوانا للمؤتمر؟
قيل أن امرأة في زمن غابر بــ " مليكة " سمعت مولود ما يردد دعوة الشر لوالديه، فاستفسر أولياؤه شيخ المسجد في الأمر، فنصحهم بتأليه الله سبعين ألف مرة، فذكر كل ولي من أولياء المولود الله ألف مرة، فسكت المولود ودعا لوالديه بالجنة. ومهما يكن أمر هذه الأسطورة فإن هذا المؤتمر يُتوَّج افتتاحه ويختمه بترديد "لا اله الا الله".
3.برنامج ومحطات المؤتمر:
يفتتح هذا المؤتمر في" روضة الشيخ عبد الرحمن الكرثي" الكائنة بسفح جبل مدينة مليكة، واختيار المكان حسب ما يبدو راجع إلى مناسبة سكن عالم مليكة في الحكاية السالفة الذكر، أو ربما للعادة المتعارف عليها منذ القديم من إمامة إمام مدينة مليكة للصلاة أثناء اجتماع مجلس عزابة القصور، ولإحياء ذكرى الشيخ عبد الرحمن الكرثي. وفي المقبرة بالذات، للتذكير بالآخرة وما ينتظر الإنسان من حساب على أعماله حتى تكون كل خطوات الحاضرات وأعمالهن لوجه الله لنيل سعادة الدارين.
ينعقد في فصل الربيع من كل عام، وغالبا في النصف الأخير من شهر ماي. يفتتح فيه بدعاء الاستفتاح وتلاوة سورة الفاتحة وبعض سور القرآن الكريم.
هذا اللِّقاء يعتبر تمهيدا يُناقش فيه جدول تنظيمي لبقية الأيام في القرى الأخرى من طرف هيئة غاسلات كل قرية فيناقشن المسائل المستجدة والطارئة على ضوء الدين والأخلاق والسلوك العام. ويتخذن إجراءات أساسية بعد استعراض الحالة الراهنة للمرأة الإباضية في ميزاب وما طرأ عليها من تحديات وإغراءات وفتن في دينها ولباسها، فيحددن جدولا لأيام اللِّقاءات حتى تتهيأ كل مدينة لاستقبال النساء الوافدات إليها زرافات ووحدانا.
بعد أسبوع من هذا الاجتماع التمهيدي تبدأ الملتقيات في أيام الاثنين و الخميس، ابتداء من مدينة غرداية واختتاما بالعطف، يفتتحن الملتقيات بتلاوة سورة من القرآن الكريم فسلسلة من الأذكار وترديد: "لا إله إلا الله" - ألف مرة - فيُسبحن ويذكرن الأذكار كثيرا، ثم يلقين کلمات توجيهية في الوعظ والإرشاد والتحامل على البدع المستحدثة. وبعد الغذاء تنصرف النساء كل إلى دارها للصلاة ويرجعن بعد العصر لسماع القرارات حول عوائد الأعراس والمآتم. ثم يفترقن بالدعاء والتهليل، وهذا دون التدخل في كل ما يرتبط بالأعراس في كل قرية، ولكن يركزن على محاربة الإسراف والتبذير والعادات السيئة والبدع الضارة بالأسرة والمجتمع ومقاومة ما يقوم به الاستعمار من محاربة المسلمين.
4.دور مؤتمر لا إله إلا الله:
يبدو أن أهم دور لعبه هذا المؤتمر منذ ابتدائه هو تقوية الإيمان بالله، وتقوية أواصر الأخوة الإسلامية، وإشاعة روح المحبة والمودة بين المجتمع النسوي ليحسسن بالتضامن، وتضافر جهود النساء لمقاومة البدع الضالة، وتوعيتهن بشؤون دينهن، وتوجيه العائلة إلى ما فيه صلاحها الدنيوي والأُخروي، فتمكنت بذلك من المحافظة على المجتمع أمام كل الأساليب التي كانت تقوم بها فرنسا وما تركته من رواسب، والحذر من مغريات الدنيا.
أخيرا، لمجالس الغاسلات أثر بارز في المحافظة على الدين ولا ينكر هذا إلا جاحد مغرض.
---------------------------------------
(01) رسالة تخرج "نظام العزابة" صالح بن عمر سماوي ص149 - 150
المؤلف الجديد للأستاذ عبد الوهاب فخار تيسلسلت ن وورغ بطباعة ملونة وجميلة، جمع فيه وقدّم جل ما له علاقة باللّغة المزابية حروفها وكتابتها بأمثلة متنوعة مع شعر جميل ومعبّر...
يعتبر مرجعا مفيدا ومهما في اللّغة الأمازيغية عموما والمزابية خصوصا، وأنيسا ممتعا لكل مزابي...معلما كان أو متعلّما ..
يعجبني في الأستاذ عبد الوهاب فخار اعزازه بهويته ولغته المزابية وخدمته لها، وسعيه لتدريسها ونشرها قبل أن تظهر وتقوم دعوات الترسيم وما شابهها، ولم يكن أبدا متعصبا لها أو عنصريا بها، كما أنه متمكن في لغة الضاد [العربية] ويفتخر بها لغة القرآن الكريم بل حتى اللغة الفرنسية يتقنها جيدا وكثيرا ما دعا إلى تعلّم اللغات كلها وإتقانها والتمكن منها، *فمن تعلّم لغة قوم أمن شرّهم*.
فكن أخي الشاب هكذا ..معتزّا بهويتك ولسانك وافتخر بذلك وتمكن في اللغة العربية [لغة القرآن الكريم] وفي غيرها من اللغات وافتح لنفسك آفاقا وأبعادا كثيرة في ذلك....
الذّكرى الثلاثون لتدريس اللغة الأمازيغيّة وآدابها في مزاب 1986-2016
♦حرصا منّا على تبليغ الأمانة إلى الأجيال الصّاعدة، الّتي من حقّها علينا -كما نعلّمها أمور دينها- أن نعرّفها بأصول مميّزاتها، من لغة وأدب وثقافة وتاريخ وأعراف... ليتمّ التّعارف، عن علم ومعرفة، بين الشّعوب الّتي ينبغي أن تتقارب باحترام، وأن تتعايش في سلام، كما يريد منا ربّ الأنام: ﴿يَآ أَيـُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىا وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات:13).
♦وإيمانًا منّا بضرورة الاهتمام الجادّ، بهذا الجانب الحيوي الّذي حبانا الله به -وكلٌّ ميسّر لما خُلق له- وهو نشر العلم الّذي يُنتفع به في الحياة، لننتفع به يوم تُوفّى الأجور.
♦بهذه النّيّة الصّادقة، ولأجل بلوغ هذه الأهداف النّبيلة: قمنا بتأليف هذا الكتاب المدرسي -الأوّل من نوعه في تاريخ مْزاب- الّذي يهمّ الطّالب والأستاذ.ويفيد كلّ الطّبقات الشّعبيّة الّتي تؤمن بالتّكوين المستمرّ في الأمور النّافعة لها، وأعتزّ أنّني واحد من هؤلاء العصاميّين الباحثين الّذين يأخذون من كلّ السّنابل، ويزرعون لكلّ الرّياح.
♦عملي هذا قد وُلد من رحم المعاناة، وترعرع في أرض الكفاح والكرامات، في ظروف لا يقدّرها إلاّ المعترفون الغيورون، من العارفين والعارفات، ومن الطّيّبين والطّيّبات...
تِشَعْبِينْ لعبة تعلم الصبر والإيثار والانسجام والاحتكاك بالآخر والتقييد بالنظام، لأنها لعبة جدُّ منظمة والكل يلتزم بقوانينها دون نقاش بناءً على شروط يتفق عليها المشاركون قبل بدء اللعب، تُلعب عموما من طرف فئة الإناث؛ البنات والأمهات. وتِيشَعْبَتْ هو العظم الذي يتواجد في مفاصل المواشي.
2.مراحل اللعب وقواعدها:
تلعب بمختلف الطرق حسب الاتفاق، ومن هذه الطرق:
الطريقة الأولى:
-توضع "تِشَعْبِينْ" بطريقة عشوائية في الأرض.
-يتفق اللاعبون على وضعية معينة لترتب وفقها.
يأخذ اللاعب الأول العظم الأول ويقذفه إلى الأعلى بسرعة، وفي نفس الوقت يرتب الثانية المتواجدة في الأرض وذلك قبل عودة العظم الأولى من الأعلى ثم يلتقط المرمية.
-يواصل اللاعب حتى يخفق فيستلم اللاعب الثاني الدور وهكذا حتى توضع جميع "تِشَعْبِينْ" على وجه واحد فيحسب عدد العظام المرتبة لكل شخص على سبيل المثال:
عمر
محمد
سعيد
بكير
طه
الفائز
4
5
7
3
12
طه
ملاحظة:
يمكن الاتفاق على شرط ثاني، بالإضافة لوضعها على وجه واحد تُرتَّب على خط مستقيم.
يمكن متابعة اللَّعب حين يكتمل الوجه المحدد الأول، الثاني ثم الثالث فالرابع.
الطريقة الثانية:
تُلعب اللُّعبة على عدة مراحل يجب على المشاركة التَّقييد بها والفوز فيها لتنتقل إلى مرحلة أخرى، وتلعب بكل حرية ولكن أن أخلَّت المشارِكة بأحد الشروط فإنها تفقد دورها في اللَّعب إلى أن يعود إليها بعد انتهاء جميع المشاركات.
قد تصل عدد المشاركات في اللعبة إلى 10 في حلقة واحدة ولكن الأفضل أن يكون هناك 5 مشاركات على الأكثر.
تُلعب اللعبة وِفق 05 مراحل كبرى، كل مرحلة من هذه المراحل الكبرى فيها عدة مراحل صغرى: تَقْبُوتْ / الظَّهْرْ / الزُّوزِيرْ / السَّلْطَانْ. تتميز المراحل الخمس الكبرى بأن كل مرحلة هي أصعب من المرحلة التي سبقتها.
المرحلة الأولى:
هي مرحلة حرة تتَّبع فيها كل مشاركة أربع مراحل صغرى -بعد الاتفاق مع زميلاتها- وهي تَقْبُوتْ، الظَّهْرْ، الزُّوزِيرْ والسَّلْطَانْ.
تَقْبُوتْ: هو الوجه الذي يظهر وسط تِيشَعْبَتْ المثقوب.
الظَّهْرْ: هو الوجه المحدَّب المقابل لتَقْبُوتْ.
الزُّوزِيرْ: هو الوجه الجانبي المسطح لِتِشَعْبَتْ.
السَّلْطَانْ: الوجه الجانبي المقابل للزُّوزِيرْ.
مرحلة تَقْبُوتْ، تقوم فيها إحدى المشاركات برمي تشعبين وسط الحلقة. وتِيشَعْبَتْ التي سقطت على الظهر وأظهرت "تَقْبُوتْ" تجمعها وتلعب بواحدة، هنا تقوم برمي تلك الواحدة إلى الأعلى وقبل أن تلتقطها بيدها يجب أن تقلِب إحدى التِيشَعْبِينْ الموجودة في الأرض على ظهرها لتظهر "تَقْبُوتْ"، ثم تجمعها في الرمية الموالية وهكذا مع جميع تِيشَعْبِينْ.
ثم تنتقل إلى مرحلة الظَّهْرْ بنفس الطريقة في اللَّعب؛ أي تجمع تِيشَعْبِينْ التي أظهرت الظهر بعد الرمية الأولى وتلعب بواحدة فقط، ترمي تلك الواحدة إلى الأعلى وقبل أن تلتقطها يجب أن تقلب إحدى التِيشَعْبِينْ على "تَقْبُوتْ"، ثم تجمعها في الرمية الموالية وهكذا مع جميع تِيشَعْبِينْ.
ثم تنتقل إلى مرحلة الزُّوزِيرْ ويقصد به "الوزير" وهو أحد جوانب تِيشَعْبَتْ المسطح ودائما بنفس طريقة اللعب. ثم تنتقل إلى مرحلة السَّلْطَانْ وهو الجانب الآخر من تِيشَعْبَتْ....وهكذا تنتهي المرحلة الأولى وهي مرحلة حرة لتهيأة اللعب.
المرحلة الثانية:
بعد ذلك تأتي مرحلة كبرى ثانية نسميها *نْ وَضْحَى* أي أن المشاركة تلعب دون أن تمس التِيشَعْبِينْ الأخرى وهكذا في جميع المراحل الصغرى التي ذُكرت سابقا.
مثال:
إذا كانت تِيشَعْبِينْ مثلا في مرحلة الظهر، ترمي المشاركة إحدى التِيشَعْبِينْ إلى الأعلى وقبل أن تعود إلى يدها يجب أن تقوم بوضع إحدى التِيشَعْبِينْ الموجودة في الأرض في مرحلة الظهر ثم تلتقطها أخيرا، وهذا كله دون أن تلمس التشعبين الأخرى.
المرحلة الثالثة:
المرحلة الكبرى الثالثة نسميها* نْ اُسَعْكَبْ* هنا المشاركة عليها الانتقال من تِيشَعْبَتْ إلى أخرى وقلبها حسب المرحلة الصغرى التي هي فيها ثم تأخذها. وإن أخلت بنظام اَسَعْكَبْ فإنها تفقد دورها إلى أن يعود مرة أخرى وتواصل اللَّعب.
مثلا: إذا رمت المشاركة تِيشَعْبِينْ وسقطت واحدة Aعلى الظَّهْرْ –ظهرت تَقْبُوتْ- نقول: هي في المرحلة الأولى "تَقْبُوتْ"، والتِّيشَعْبَتْ الأخرى Bسقطت على تَقْبُوتْ -أظهرت الظَّهْرْ- أي كأنها وصلت في المرحلة الثانية "الظَّهْرْ". وتِّيشَعْبَتْ ثالثة Cسقطت على السُّلْطًانْ –أي أظهرت الزُّوزِيرْ- كأنها وصلت في المرحلة الثالثة "الزُّوزِيرْ".
في اللَّعب: يجب أن تواصل مع الأولى Aفي مرحلة الظَّهْرْ ثم تلتقطها. أما مع الثانية Bفتواصل معها الزُّوزِيرْ ثم تلتقطها. أمَّا تيشعبت الثالثة Cفتضيف معها مرحلة السُّلْطًانْ ثم تلتقطها.
المرحلة الرابعة:
نسميها *نْ اُسَكْرَمْ* هنا المشاركة تلعب بحرية في المراحل الصغرى لكن بشرط أن تغلق فمها؛ لا تتكلم ولا تضحك ولو حاولت الأخريات استفزازها وإن أخلت بذلك فإنها تفقد دورها.
المرحلة الخامسة:
نسميها* نْ اُصَفَّقْ* تقوم المشاركة بالتصفيق مرة واحدة كلما همَّت بالتقاط تِّيشَعْبَتْ من الأرض. وهكذا إلى نهاية المراحل الصغرى.
3.ملاحظات:
-أثناء اللعب إن سقطت من يد المشاركة تِّيشَعْبَتْ التي رمتها إلى الأعلى أثناء اللعب فإنها تفقد دورها...
-قبل بداية اللعب يتفق الجميع على شروط منها ما نسميه*نْ اُحْمَالْ* بمعنى للمشاركة الحق في مواصلة اللعب ولو سقطت تِّيشَعْبَتْ من يدها بشرط أن لا تسقط على الأرض...مثلا: تسقط في حجرها أو تتدحرج وتلتقطها بسرعة...
-يمكن إضافة مرحلة أخرى وهي اللعب باليد اليسرى بعد أن تلعب باليد اليمنى وهذا في كل المراحل الصغرى.
4.الأهداف التربوية للُّعبة:
تقوية الروابط الاجتماعية بين الأبناء، إذ تخلو اللعبة من العنف والشجار.
تقوية التركيز والفطانة.
زيادة سرعة ومهارة اليدين والسّاعدين.
تعلم الصبر والانضباط واحترام الأنظمة.
-بتصرف-
----------------------------------------
المرجع : - كتاب: "تاونزا ن تسلت" للمؤلف حفار محمد بن إبراهيم بن بكير. ص40-41
عبد الرحمن الكرثي المصعبي الشهير ( با عبد الرحمن ) ق: 6هـ / 12م
مجلس باعبد الرحمان الكرثي(1)
الكرثي بضمّ الكاف وراء ساكنة وثاء مكسورة ممدودة.
المجلس الذي اتّخذ من روضة باعبد الرحمن الكرثي في بلدة مليكة بمزاب الجزائر، مقرًّا له، فسمي نسبة إليه، ويلتئم كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
ومجلس الكرثي تمثيلي، يضمّ ممثلي هيئات العزَّابة في قرى مزاب ورؤساء الجماعات والأعيان، ويمثل كلَّ قرية ثلاثةُ أعضاء باستثناء مدينة غرداية التي يمثّلها ستة أشخاص.
ينعقد هذا المجلس لغرض التقنين والتنظيم والبتِّ في النوازل والمستجدات الاجتماعية والسياسية التي تمس علاقة المزابيين بالدولة الجزائرية. ويُراعي في قراراته مصلحة الأمّة في إطار الشرع الحنيف.
ولم نقف على تاريخ نشأته وتأسيسه، إلا أن أقدم وثيقة له تعود إلى سنة 807هـ/ 1405م، ولا يزال هذا المجلس يمارس مهامه إلى اليوم؛ فهو الذي يقرر مرشح المنطقة للانتخابات ويبت في القضايا السياسية المستجدة، غير أن قراراته السياسية لا تحمل دومًا طابعا إلزاميا، بقدر ما هي ذات طابع إعلامي وتوجيهي للرأي العام المزابي.
باعبد الرحمان الكرثي(2):
من علماء وادي مزاب في القرن السادس الهجري، لعلَّه تتلمذ على يد الشيخ أبي العباس أحمد بن محمَّد بن بكر.
كما يعدُّ من المعمِّرين الأوائل للمنطقة، كان ينشط في مليكة، حتَّى صارت منارًا للعلم يقصدها الطلبة من جميع قرى وادي مزاب. له مصلًّى لا يزال قائمًا قبلة قرية مليكة، وفيه كانت تعقد جلسات المجلس الأعلى لمزاب، كما تقام فيه المؤتمرات الدينية النسوية المعروفة بمؤتمرات [لا إله إلاَّ الله]
وببني يسجن قبيلتان تنسبان إليه هما: أولاد خالد، وأولاد يدَّر.
مجلس الكرثي هو مجلس يمثل السلطة الاجتماعية العليا لمزاب ، فلقد أنشئ ليكون حلقة الإتصال بين المجالس الاجتماعية العرفية، ويوحد الكلمة فيما يحدث من المسائل السياسية الاجتماعية .
المجلس الذي اتّخذ من روضة باعبد الرحمن الكرثي في بلدة مليكة بمزاب الجزائر، مقرًّا له، فسمي نسبة إليه، ويلتئم كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
ومجلس الكرثي تمثيلي، يضمّ ممثلي هيئات العزَّابة في قرى مزاب ورؤساء الجماعات والأعيان،ويمثل كلَّ قرية ثلاثةُ أعضاء.
ينعقد هذا المجلس لغرض التقنين والتنظيم والبتِّ في النوازل والمستجدات الاجتماعية والسياسية التي تمس علاقة المزابيين بالدولة الجزائرية. ويُراعي في قراراته مصلحة الأمّة في إطار الشرع الحنيف. ولم نقف على تاريخ نشأته وتأسيسه، إلا أن أقدم وثيقة له تعود إلى سنة 807هـ/ 1405م، ولا يزال هذا المجلس يمارس مهامه إلى اليوم؛ فهو الذي يقرر باسم قرى وساكنة مزاب في موضوع الانتخابات ويبت في القضايا السياسية المستجدة،وتعتبر قراراته ذات طابع إعلامي توجيهي للرأي العام.