الأمناء والدلالة في السوق
نظام الأمناء والدلالة في السوق:[1]
1 نظام الأمناء المعروف اللّومنة:
هي هيئة تعيّن من جماعة*([1]). البلدة والهيئة الدينية (العزابة) وقائد البلدة، وتعرف باللّومنة في اللغة المحلية.
وهيئة الأمناء خبيرة بكل أعراف البلدة وتحل المشاكل بين الناس الخاصة بالبساتين والأراضي، واللّومنة تقوم بإصلاح الاشكالات التي تقع بين المتجاورين والطرقات ومجاري الأودية ومصالح الجوار.
من مجالات أعمالها:
-محاربة البناء الذي لا يخضع للقاعدة العرفية.
-تقسيم الأشعة الشمسية ومراعاة الشمس القبلية(الجنوبية) والغربية للمحل.
-منع النوافذ التي تطل على الجيران وغيرها.
-حل المشاكل التي تقع بين الشركاء في البساتين في شؤون الساقية أي الطريق الذي يمر فيه الماء، ومصالح البئر والحريم وطرقات الغابة، وتقسيم مياه السيل ومصالح أواني البئر.
فعندما تتقدم هيئة الأمناء لمعالجة مشكل ما سواء كان في البساتين أو القصر يتم تحرير محضر وتقديمه إلى رئيس الجماعة أو القايد أو القاضي ليفصل في المشكل القائم والمطروح، ويتم حل المشكل بحضور جماعة الأمناء.
ملاحظة: قد يكتفي بعض الناس برأي الأمناء السديد في معالجة المشكل المطروح دون اللجوء إلى القايد أو القاضي بإيجاد حلول عرفية سلمية.
الشروط التي يجب أن تتوفر في "أبرزها":
1-أن يكون رجلا معتبرا له مكانة في البلدة.
2-أن يكون ذا رأي سديد وذا خبرة مبدئية ومخلصا في عمله.
3-أن يتصف بالثقة والأمانة.
1-قائمة الأمناء قديما:
باحميدة الحاج حمو بن يحي بن حمو.
قراس الحاج أحمد بن باسعيد.
لطرش سليمان بن سليمان بن الناصر.
أرشوم الحاج حمو بن عيسى.
محرزي إبراهيم بن عمر.
صالح والحاج حمو بن بالحاج.
بغوتي يحي بن صالح.
باحميدة محمد بن صالح([2]).
2-قائمة الأمناء حديثا:
لطرش الحاج علي بن عيسى.
أرشوم الحاج عمر بن حمو بن عيسى.
بلعيد يوسف بن باعلي.
أزقاو محمد بن سليمان.
أدباش الحاج إبراهيم بن يوسف.
أيوب عيسى بن داود.
أرشوم الحاج يحي بن عيسى.
موسلمال الحاج داود بن حمو.
أحمد بن الحاج أسماحي ضامن أولاد سي يحي فرقة أولاد بن خاوة.
حشاني محمد ضامن فرقة أولاد موسى بن إبراهيم.
سلامي سعيد بن أمبارك.
قرين أمعمر بن بوزيان ضامن فرقة الدبادبة([3]).
2-نظام الدلالة في السوق:
1.الدلالة: هي عملية البيع والشراء للبضائع في السوق بالمزايدة العلنية مثل بيع الكسوة والألبسة من أنواعها: البرنوس والجبة والحايك.
ومنسوجات اللباس في بريان لها جودة عالية لعملها المتقن وأضف إليها بيع الأواني والتمور وغيرها.
وتتم الدلالة بعد افتتاح السوق بعد صلاة العصر، من يوم الأحد والأربعاء من قبل هيئة العزابة، فيأتي أحد العزابة إلى السوق فيقول "بسم الله يافتاح يارزاق، من استفتح يربح من صلى على النبي يربح".
ولعضو العزابة مكان معين يجلس فيه.
ثم يأتي أحد الدلالين فيقول" الشاري يربح والبائع يربح"
إن المسجد له كل الصلاحيات للإشراف على نظام السوق وتعيين الدلالين وكل واحد يأتي بضامن يضمن فيه، والدلال له صفات حسنة ويده مؤتمنة.
2.شروط السوق:
-يتم شراء السلع بمرأى العين.
-منع الإتيان بالسلع المغشوشة وبيعها.
-منع بيع الأشياء المسروقة.
ممنوع التدخين في السوق، إذ حرمه السوق كحرمة المسجد.
-افتتاح السوق يكون في مدخل السوق، والدلالة تكون في داخل السوق، في أعلى السوق –(مدخله) يتم بيع المواد الغذائية كالقمح والشعير، وفي أسفل السوق(داخله) يتم بيع الكسوة.
-أما كيفية البيع فهي بالمزاد العلني إلى أن ينهي الدلال البيع بقوله "الله إربّحْ" ويقبض الدراهم، هناك في السوق المنادي أي البراح يقوم بضرب الطبل إشعارابافتتاح السوق وعادة ما يكون زنجيا، وينطلق من السوق ثم يتجول في الشارع الوسطاني ثم ينزل إلى الشارع الرئيسي([4]).
-وكان للسوق أمين يعينه القايد ومهمته مراقبة السوق كالغش والسرقة فإذا عثر على شيء من هذا، يتم تعليقه فوق عنق صاحبه فيلتحق عليه المارة والصبيان صائحين عليه"هايْهُو" وهي عبارة عن تشنيع صاحبه والإشهار به، ثم يسوقه إلى السجن عامل يعرف به"المخازني" ببرنوسه الأخضر وبندقيته.
-والسوق كانت فيها حجرات صغيرة حيث توجد عدة حرف كالحدادة، وصناعة النحاس، وصنع القشاشيب والبرانس، وصنع الزرابي وبيعها وغيرها.
-بهذه الحرف كان السوق يجلب الناس إليه، ولهذا كانت تقام الدلالة ونشطت نشاطا كبيرا([5]) .
أشهر الدلالين:
-البز عمر بن الحاج أمحمد.
-بغوتي يحي بن صالح.
-خلفاوي رابح أحمد.
-العساكر عمر بن سليمان.
-بن زايط محمد بن الحاج قاسم.
الطالب باحمد موسى بن باحمد([1]).
اتفاق جماعة عرش بريان على تنظيم مصالح السوق على مايلي:
1.تعيين أمينين للسوق توفرت فيهما شروط الكفاية، يتعاونان على القيام بشؤونه.
2.أن يراقب الأمين جميع معاملات السوق وله أن يمنع كلما يخالف الشرع.
3.من أظهر مخالفة يُرفع أمره إلى رئيس البلد(الآغا) ليجري حكمه عليه.
4.تعيين كاتبين للسوق صاحبي ثقة، يكونان تحت إشراف الأمين.
5.يمنع كل من يريد استغلال السوق مما به حاجة السكان إلا ما كن فاضلا عن حاجياتهم، ولا يسوغ للتاجر الشراء إلا بعد مضي الساعة الحادية عشرة إلى الثانية عشرة صباحا.
6-أوقات البيع في السوق من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة الثانية عشرة، ومن بعد صلاة العصر إلى المغرب مساء.
7-الشياه التي ترد من البادية مذبوحة (الفرائس) تباع بطريقة القسمة المعروفة ولا يسوغ للزجارين*([2]) أن يتاجروا فيها، ولا تباع إلا إذا كانت صحية، أما المسنة والهزيلة التي يسبب أكلها أمراضا فيُمنع بيعها تماما.
8-لا يسوغ للدلالين الذين لا رخصة لهم أن يبيعوا شيئا في السوق أو في الشارع.
9-كل ما يأتي من البادية يباع في السوق لا في غيره، من لحم وسمن وزبدة وصوف وثريد.
10-لا يسوغ للتجار أن يتفقوا مع عرب البادية أن يبيعوا لهم ما من شأنه أن يباع في السوق كلحم وسمن وزبدة وغيره.
11-مسألة الغبن يرجع أمرها إلى الأمين.
12-تمنع النساء الأجنبيات من البيع للنساء في الديار تماما، والتجارة مع الرجال لامع النساء وفي السوق لا في الديار.
الأمينان المعينان في الحال هما السادة قراس باحمد بن باسعيد و أوراغ عمر بن سليمان([3]).
)-مقابلة مع الحاجعلي بن عيسى لطرش، الإثنين16جوان1997م.[1](
)(*)- الزجارين: المقصود بهم الجزارون وتنطق باللهجة المحلية الزجارين.[2](
)- وثيقة إتفاق جماعة بريان على تنظيم السوق بتاريخ 05مارس 1951م،وهي موجودة لدى المؤلف.[3](
)* -جماعة البلدة تتكون من ممثل كل عشيرة سواء كانوا من الإباضية أو المالكية، مزابيين و عرب.[1](
)-سجل الإتفاقيات بين الأنفار تحت نظر اللومنة والقايد.[2](
)-مقابلة مع الحاج ابراهيم بن باعلي لعساكر(الزعيم) بمنزله، بتاريخ 02فيفري1996م، ومقابلة أخرى مع الحاج يوسف بن باعلي بلعيد،بتاريخ 07جوان 1996م.[3](
)-مقابلة مع الحاج علي بن عيسى لطرش، الإثنين16جوان1997م.[4](
)-مقابلة مع الحاج محمد بن باحمد والحاج يوسف بن باحمد زيطاني، بتاريخ 11ديسمبر 1995م.[5](
[1]المرجع بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص80-87