الفلاحة والري - موقع آت مژاب ... للحضارة عنوان

الآبار التقليدية بواد مژاب

الآبار التقليدية بواد مژاب(01)

Icon 08

الحرية والطبيعة دستوران مقدسان لحياة الإنسان على وجه المعمورة لحكمة وضعها يد الباري جل جلاله، يكفلان له السعادة والسلام ما لم يأخذهما بالتزوير والتشويه والتنسيق والتمويه هنالك يفقدان سحر جمالهما وسر معانيهما فيصبحان مصدر بلاء الإنسان ومشاكله المعقدة ومبعث المسخ في خلافته لله في الأرض.

تكاد تكون الحياة في وادي مزاب إلى العهد القريب مستحيلة، فالمزابي يتجشم مشاق فوق طاقة البشر لاستثمار تلك الأرض الجرداء وتكوين الحياة فيها؛ وناهيك أنه كان قبل حفر الآبار الارتوازية بها لا يحرز الإنسان على قطرة ماء إلا إذا حفر بئرا...

تعد الآبار في منطقة وادي مزاب مكسبا حضاريا مهمًّا خلفه سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى نتيجة تظافر الجهود جيلا بعد جيل، فهي مصدر إلهام وتحفيز على مواصلة تحدي الصعاب لتذليل الصحراء بتحويلها إلى واحات غناء من البساتين والحقول.

إن المحافظة على الآبار جزء من المحافظة على النظام التقليدي لتقسيم المياه الذي يجدد التربة ويسقي الواحات التي تعتبر أهم المساحات الخضراء في الصحراء، فهي الرئة التي تتنفس منها المدن بقصورها العتيقة وتوسعاها الجديدة.

تتواجد الآبار بكثرة داخل واحات النخيل وعلى طول مجرى وادي مزاب، وكذلك على مستوى الروافد التي تصب فيه، كما تجدر الإشارة إلى أن كل قصور وادي مزاب تضم خلف أسوارها العديد من الآبار.

والرابط المشترك بين الآبار في الواحات ونظيراتها المتواجدة على مستوى القصور هو أنه يتم بواسطتها استخراج المياه من الطبقات الجوفية...

في سنة 1905م بلغ العدد الإجمالي للآبار في وادي مزاب حوالي 3169 بئر، أما بالنسبة لقصر غرداية وواحاتها فقد بلغ عدد الآبار حوالي 1741 بئر، ولكن حاليا لا تتوفر إحصائيات دقيقة للآبار، نظرا لما تعانيه من الإهمال واختفاء الكثير منها بسبب التوسع العمراني على حساب المعالم الأثرية ..

--------------------------

(01) كتاب مزاب بلد المعجزات، صالح بن داود بافولولو، ص 46، 47.

المصدؤ nir-osra.org

 

الآبار بنوك المزابيين

الآبار بنوك المزابيين(01)

Icon 08

يقول تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ..﴾ والماء سبب الحياة وخاصة في الصحراء حيث الجفاف الشديد، وندرة الأمطار والسيول ولذلك اتخذ المزابيون إجراءات متنوعة لاستغلال مياه الأمطار، وحفر الآبار، لفلاحة الأرض وإنشاء البساتين، فراعوا هذا الجانب في توزيع بناء قراهم على مساحة عشرين كيلومترا من أن يبنوها مدينة واحدة كبيرة يتجمعون فيها، وهذا بسبب الحروب وعدم الاستقرار لأنهم لا يأمنون على أنفسهم فهم في حالة دفاع، فاختاروا بناء قراهم على رؤوس المرتفعات ليتحصنوا فيها من أعدائهم، فتسهل عليهم مراقبتهم، وليوفروا الأراضي للزراعة، وتجمعهم في مكان واحد بجعل المسافات بين مدينتهم ومزارعها بعيدة، الأمر الذي يسبب إضاعة الوقت للفلاح يوميا. ولذلك بنوا مدنا متقاربة في أعالي المرتفعات لتسهيل الدفاع عنها، ولتوفير الأراضي الزراعية ولتشتيت القوى المهاجمة عليه حتى لا يعطوا فرصة القضاء عليهم.

ولتموين القرية بالماء حفروا آبارا في أعالي المرتفعات، وأطرافها وبداخل كل قرية، لضمان وجود الماء في حالة الحصار، ولأنهم يحتاجونها للشرب والغسيل، فنظموا توزيعها فحفروا بجانب المسجد بئرا رئيسية في أعلى قمة الجبل، وقسموها نصفين في أعلاه، قسم خاص بالرجال والآخر خاص بالنساء، أصبح الآن يُنتفع بها ولا يستغني عنها رغم امتداد شبكة المياه في داخل كل مدينة لكن انقطاع الماء الفجائي أو المنتظم أحيانا يجعل سكان القرية في مأمن أمام فقدان مورد الماء.

وفي وقتنا الحاضر أصبحت لآبار المسجد مضخات كهربائية وخزانات لا ينقطع منها الماء ليل نهار، وهذه الآبار الملاصقة للمسجد يشرف عليها العزابة، وينظمون أوقات استغلالها لأنها هي التي تضمن توفر المياه لميضأة المسجد، وفي كل سوق من أسواق المدينة بئر، كما تحفر الآبار بجوار كل قرية، وتغرس خلفها نخلة لتمتص المياه الضائعة من جراء السقي. وما تدر به تلك النخلة من ربح يكفل مصاريف حبل البئر وأدواته وما زال هذا المنظر من وجود نخلة خلف البئر موجودا. فهذه الآبار العامة يشرف على حفرها ورعايتها، وما تتطلبه من صيانة وتنظيم استغلالها هيئة العزابة في كل قرية، وقد يضطر العزابة إلى إلغاء بئر وتعويضها بأخرى إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك، وقد يشركون جماعة العوام في اتخاذ القرار في هذا الشأن.

قال أحد علماء الاجتماع: "إن بنوك المزابيين هي الآبار" وتساءل الباحث "بوردیو" في دراسة اجتماعية حول مزاب عن ظاهرة الآبار الغريبة حسب ما اطلع عليه، تساهل قائلا: "كيف أن أناسا دخلوا عالم الاقتصاد الحديث من أوسع أبوابه وهم يحذقون الأساليب الفنية في هذا الميدان".

--------------------------

(01) كتاب نظام العزابة ودوره في الحياة الاجتماعية والثقافية بوادي ميزاب، صالح بن عمر سماوي، ص 163.

المصدؤ nir-osra.org

 

الأودية ببلاد الشبكة

الأودية ببلاد الشبكة

Icon 07

يحدّ بلاد الشبكة شمالا وادي بُزْبَيَّرْ, و غربا وادي زَرْقُونْ, و تمتدّ شرقا فتشمل زلفانة و القرارة, و تختلط جنوبا مع بلاد الشعانبة, أمّا مساحتها فقد قدّرت بثمانية وثلاثين ألف كيلو متر مربّع.

أهّم الأودية التّي تتخلّل بلاد الشّبكة هي وادي زَقْرِيرْ ووادي نْسَا ووادي مزاب ووادي متليلي.

أمّا وادي زقرير فينزل من ناحية الضّايات ويسقي واحة القرارة.

وأمّا وادي نْسَا فله رافدان هامّان هما وادي بَالُّوحْ ووادي السّودان، أنشئت عند ملتقاهما مدينة بريّان.

وادي مزاب يستقبل مياه وادي لَعْدِيرَهْ ووادي لَبْيَضْ ووادي تُوزُوزْ ويسقي واحة غرداية وواحة مليكة، ثمّ تنسكب في من الغرب مياه وادي انْتِيسَا الذي يسقي واحة بني يسقن، ومن الشّرق مياه وادي أَزْوِيلْ الذي يسقي بدوره جزءا من واحة بنورة، ثمّ يتّجه إلى العطف فزلفانة، وينتهي في سبخة الهيشة على بعد ستّة عشر كيلو مترا من نْقُوسَهْ شمال وَرَقْلَهْ.

إنّ هذه الأودية أودية جوفية يظهر أثرها على سطح الأرض، وتسيل مياهها على عمق ثلاثين مترا تقريبا، بينما لا يحدث سيلانها على وجه الأرض إلا نادرا وعلى أجزاء محدودة منها، وذلك عندما تتغلّب غزارة الأمطار على سرعة التّبخّر في الجوّ وسرعة امتصاص الأرض لها. إنّ أكثرها سيلانا على وجه الأرض وادي زَقْرِيرْ وأقلّها وادي مزاب، فقد سجّلت مصالح الأرصاد الجوّية بين 1921 و1937 ثمانية عشر سيلانا لوادي زَقْرِيرْ بالقرارة، بينما لم يسل وادي مزاب في تلك الفترة بغرداية سوى تسع مرّات، أمّا وادي نْسَا فقد سال بحاسي ربيب خمس عشر مرّة، ووادي متليلي اثنتي عشرة مرّة بمتليلي.

--------------------------

المراجع:

تاريخ الجزائر في القديم والحديث, ج2, ص214 .

أحمد توفيق المدني كتاب الجزائر, ص211 .  

المناهج, 156.

السدود وتوزيع المياه بواد مزاب

السدود وتوزيع المياه بواد مزاب(01)

Icon 08

من الأدلة الحية على روح التنظيم التي كان يتمتع بها المزابيون منذ أول نزولهم هذا الوادي، تلك السدود التي أقيمت على فروع الأودية أو الروافد التي تصب في وادي ميزاب أو التي أقيمت على وادي ميزاب بالذات.

هذه السدود والمواقع التي بنيت فيها، والمواد التي استعملت فيها، ومقدار الجهد الذي بذلوه في تشييدها، كل ذلك يدل دلالة صادقة على مقدار ما كانوا يتمتعون به من روح التنظيم والتضحية، ولقد كانت معلوماتهم الهندسية تقتضي أن يوائموا بين مجري الماء من ناحية وبناء المساكن في الغابات لئلا تتضرر هذه المساكن بسيل الأودية، وهذا كان يستدعي منهم نظرة شاملة لمجموع المساكن ومراعاة مجاري السيول، حتى في حفر الآبار وتأسيس القرى، مما يدل على أن هذا الأمر لا دخل للصدفة فيه، فإذا أخذنا مثلا لذلك سد العطف ورأينا كيف أنهم جمعوا واديين في سد واحد فلو أهم بنوه مثلا في غير المكان الذي هو فيه في "أَمَعْذُورْ" مثلا لفاتهم ماء "أَوْلَوَالْ" ولو أنهم بنوه في مجرى "أَوْلَوَالْ" لفاتهم واد مزاب، ولكنهم جمعوهما كما نرى، ثم ننظر الكيفية التي بني بها أو قل الطريقة، فنراه لا يعترض السيل بل جاء في أضيق مكان بين جبلين من جهة، وكان متجها محاذيا للوادي لا معارضا له، وإذا رأينا إلى عرض الجدار والدكاكين التي وراءه وهي الآن مطموسة ورأينا "لَمْنَافَسْ" وهو قسم من السد ولكنه أقل ارتفاعا منه، فيتركون الماء يتنفس أي يسيل إلى ما وراء "أَحْبَاسْ"، فإذا جاءهم الخبر من غرداية وهي الناحية التي يأتي منها السيل ربطوا هذه المنافس بأكياس من الرمل مملوءة تجعل کالمتاريس بعضها فوق بعض حتى يصلوا إلى مستوى ارتفاع السد، وهذا يزيد قسما مهما من الماء المخزون.

"أحباس أجديد" أو "سد آت يزجن" يمتاز بهندسته البديعة وهو يستقبل میاه سیل "واد انتیسه" خاصة مع هطول الأمطار الموسمية.

وإذا عرفنا أن كل هذا يقع تطوعا لشتاء واحد، وإن كانت تسبقه استعدادات، تبين لنا ما تمتع به هؤلاء الأفراد من آيات البطولة والتضحية، وكان غير القادرين يسهمون بالتمر ولاسيما الشيوخ العجزة، وكان العزابة يشاركون بمجهودهم وبقسم من تمر المسجد، وقد يخرج المتطوعون إلى رؤوس الأودية البعيدة مثل ما وقع مرات في ميزاب وفي القرارة، إذ خرج سبعون متطوعا ومعهم دوابهم وأقواتهم وأسلحتهم وساروا مسافة أيام إلى ضاية كان السيل إذا بلغ فيها غارت میاهه هناك وانقطعت بالتالي عن مجراها وتُحرم البلدة من جراء ذلك، فقرروا الخروج وبناء ما أغلقوا به مداخل هذه الضاية وأظن أنها تسمى "تَالَمْزَا" بالتفخيم ومعناها مأخوذ من الابتلاع، وقد ردوا الوادي إلى مجراه الطبيعي، وقد تبادلوا في كل ثلاثة أسابيع ودامت الأعمال أكثر من ثلاثة أشهر، وقد بنوا هنالك أفران الجير وجمعوا لها الحطب والحجر وصنعوه هناك، كما وقعت حملات تطوعية بعيدة عن المدينة أو القرية لرد رافد من الروافد إلى الوادي، وهذا كثير لا يعد في مثل هذه اللمحة الوجيزة، ويقول بعض الناس أنهم يجمعون أكثر ما يمكن من نوى "دقلة نور" ويخلطونه للحصباء والجير ولا نعرف حكمة ذلك إذا صح هذا الخبر.

أما اختيار نوى الدقلة فمعروف، لأنه نوی حاد الطرفين إذ لا يصلح للعلف وهذا معروف، أما حكمته في البناء فلا نعرفها والله أعلم، وكل ما ذكرناه فهو ما وقع منذ أقدم الأزمنة أما بعد الاحتلال الفرنسي فقد استمر الناس في التطوع ولكن الدوافع الخيرية تتناقص من ناحية، وازدياد الهجرة وارتفاع مستوى الأرباح جعل الناس يتخلفون ويدفعون أجر عامل كلما نودوا للعمل، ومع كل هذا نرى هذه الروح التطوعية جلية في كل الأعمال التي ينادي بها في المساجد، سواء كان ذلك العمل في خدمة المسجد ومرافقه أو حفر بئر للناس أو تسویر مقبرة من المقابر، أو إصلاح ورصف شارع من الشوارع، إلى غير ذلك من مئات الأعمال التطوعية الجادة التي لو عددنا المشاريع التي بنيت من طريقها لطال بنا الحديث ولعلنا سنعود للموضوع في فصل منفرد به ولا تزال إلى يومنا هذا بقايا من هذه الروح.

أما توزيع المياه فهي طريقة عجيبة لاشك أنها تدل على عقول مخترعيها ومعرفتهم، ولكل قرية من القرى اسم لمخترع هذه الطريقة الدقيقة من التوزيع العادل لماء المطر، ولا نستطيع أن نذكر المبتكر منهم للطريقة ولكن حسبنا أن نشير إلى أسمائهم ولربما استطعنا بعد البحث أن نتوصل إلى المخترع الأول لهذه الطريقة أو الذي نقلها من بلد إلى آخر عبر میزاب، وإن كنا لم نر هذه الطريقة في إحدى الواحات المجاورة التي رأيناها في الصحراء، فمن السهل جدا أن نقسم المياه الحية الجارية لأننا على الأقل نراها ونعلم مقدار قوقا وغزارتها، ولكن ليس من السهل أن نقسم مياه أودية لا تسيل إلا في فترات متباعدة تقسيما عادلا يأخذ القريب من مدخل الوادي ما يأخذه البعيد كل حسب مساحته من الأرض بدون أن يكون هناك حيف، وهذا العمل يزيد إعجابنا به كلما عرفنا مقدار الصراع الذي عرف به ناس الصحراء على الماء، ومن المعلوم أن هذا التقسيم ينفع ويعظم خطره إذا كان السيل ضعيفا، أما إذا كان السيل جارفا فلا تكون له القيمة النادرة، أما إذا كانت كمية الماء قليلة فرأيت الناس يشاهدون عدالة هذا التوزيع، فهنا محل الاعتراف لهذا العقل العالم الجبار، ويقال أن واضع تنظيم غرداية هو الشيخ "حمو والحاج" وهو غير جد آل الناصري، وحيث أن هذا الشيخ عاش في القرن الحادي عشر هجري ولعله كان محددا للتوزيع، وقد يكون هناك من سبقه فلا يمكن أن تعيش غرداية خمس قرون بدون تنظيم للمياه، أما في العطف فإن مجري "لآيت مزاب" قسمه الشيخ "بابه دادي" وهو من عشيرة "آت حريز" من "آل عبد العزيز"، وهذا ما حضرني الآن من الأسماء لعلنا سنجد أسماء أخرى حتى نستطيع تحقيق الأسبق منهم رغم قلة ما نملك من الوسائل.

لقد أبدع الأسلاف في حفر هذه الأثلام والأخاديد على الجبال الصخرية فبعثوا الحياة في واحات مزاب الجرداء، ولا يدري أحد كم استغرق عملهم الشاق والمضني من الوقت ومن الجهد فوق هذه الجبال الصخرية القاسية، إنه دون شك الإيمان بالله وإرادة الحياة..

إن حقوق کل جار محفوفة حسب التنظيمات والقوانين الشرعية، وبحسب "اتفاقيات المجالس العامة للعزابة" ويكون السهر على مراقبة هذه الأنظمة من طرف "أمناء السيل" فالفتحات المفضية للأجنة مقيسة ومحددة بحسب المساحة وعدد النخيل أو المزروعات.

وطبيعي أن هذه التقسيمات قد طرأت عليها طيلة هذه العهود بعض التحسينات، وإن كنا لا نعرفها على وجه التدقيق فإن الخبرة في شؤون المياه كان ولا يزال متوارثا يتعلم فيه الصغير على الكبير من القواعد والأعراف والقوانين ما يستطيع أن تحل به كل هذه المشاكل، وسمعت أخير أن الأستاذ الحاج سليمان بومريقة وهو من الطلبة الجادين ومن زملائنا في معهد القرارة ومن مدينة غرداية قد سجل بقلمه كل قوانين التوزيع المادي وكل ما يتعلق بذلك من أعراف واتفاقات بارك الله فيه وأفاد الجميع بمجهوده إنه سميع الدعاء.

----------------------- 

(01) كتاب الشيخ القرادي الحاج أيوب إبراهيم رسالة في بعض أعراف وعادات وادي ميزاب. ص51-56.

المصدر nir-osra.org

سدود أودية آبار جباب بريان

سدود أودية آبار جباب بريان

السدود في بريان

في عهد القائدين سليمان بن عمر بودي وابنه عمر، بنيت ثلاثة سدود في واحة بريان، بتبرعات بني مزاب وجهودهم الخاصّة، منها أكبرها، وهو سد بالُّوحْ، الذي انطلقت أشغاله في جوان 1947، طوله من الشرق إلى الغرب نحو أربعمائة متر، وعلوه نحو خمسة أمتار، وسمك أعلاه نحو ثلاثة أمتار. وهو بالإسمنت والجير والحجر وأبواب الحديد الأوتوماتيكية. ومثله سد غابة السودان، طوله نحو ثلاثمائة متر، وعلوه نحو أربعة أمتار [3].

 

المياه في بريان[4].

1-الري: لبريان موارد مالية معتبرة بحكم أنها تقع في منطقة جغرافية هامة حيث الأودية تعتبر عليها، مثل وادي بالوح والسودان والمداغ والزرقي، نتيجة الأمطار التي تتهاطل على بريان وضواحيها ولهذا اهتم الأمناء وأهل المعرفة بهذا الميدان الزراعي والري ببناء الحواجز والسدود والخزانات لخزن المياه السطحية للسيول والأودية التي تنفع البلدة لسقي المنتوجات الفلاحية وهذه الخزانات تستفيد منها الآبار ويستغلها الفلاحون وأهل البلدة، ولهذا وُضع لتصريف المياه قوانين لتقسيم المياه بالتساوي وبطريقة مضبوطة حتى لا تضيع.

 

2-السدود: مرت فترات شحت الطبيعة بمائها، فاستدعى الخبراء في الفلاحة والأمناء، فاقترحوا بناء السدود والخزانات لخزن مياه السيول والأودية، وبذلك تم بناء العديد منها قديما وحديثا ومنها الصغيرة والكبيرة.

 

طريقة بناء السدود أو أحباس باللغة المحلية :

السدود قديما: أو السدود الصغيرة التي تم بناؤها وتشييدها قبل الاحتلال الفرنسي للمنطقة تعد أقدم من السدود الكبيرة "الباراج"barrage وهي الحديثة حيث كان المسجد هو الذي يشرف على مهمة تسيير وتدبير الكيفية للبناء واختيار المكان والتصميم، وهذا بعد أن يستشار أهل الدراية بأمور الفلاحة والري خاصة هيئة الأمناء وهم على أصناف، وهنا دور أمناء الفلاحة والري فهؤلاء كان لهم الفضل في التدبير وبعدها تعلن هيئة العزابة بالمسجد والجماعة في السوق عن التطوع-التويزة أو الندهة- من أجل بناء السدود وكان لأعيان البلدة دور هام في الدعم المادي والمعنوي لمثل هذه المبادرات الهامة التي تخدم المجتمع فبعد أن ينتشر الإعلان بين السكان يخرجون في تطوع ويتهافتون على العمل فيقوم العرش بأكمله بالتعاون والتضامن والتكامل لإنجاز هذا المشروع العظيم، حقا بوسائل بسيطة وجهود كبيرة استطاعوا تحقيق مشروعهم بنية صادقة وأجر محتسب عند الله إنه هو المعين وميسر الأمور لعباده المخلصين.

أهم السدود قديما:

 

1.ناحية السودان:

-سد الكْرمْ: بناحية السودان بين ساقية الكْرمْ وساقية الوسطْ.

-سد لمْلاقى: المكان الذي يلتقي فيه وادي السودان ووادي بالوح.

سد سيدي أحمد بوسط باراج السودان (مغمور بالتراب حاليا).

 

2.ناحية الزرقي:

-سد الزرقي الفوقاني "العلوي" المجاور لغابة أشكال وجنان كفوس.

-سد الزرقي التحتاني "السفلي" الكائن بين غابتي يامي ولعساكر (مغمور بالتراب حاليا)

 

3.تحت القصر –داقودْ أُوغرمْ- :

-سد بن عطلّهْ-عطا الله-المجاور لغابة قتيّ وغابة بن عطلّهْ .

-سد باسّهْ المتصل بغابة باسّهْ وقد اندثر.

 

4.ناحية الحنية:

-سد عفاري بين غابة بجلود من الناحية الشرقية وغابة بغوتي من الناحية الغربية.

-سد الحاج إسماعيل المتصل بغابة لعساكر الحاج إسماعيل وعباس بكير بن باحمد.

-سد الحاج صالح والحاج إسماعيل لعساكر.

 

5.ناحية بالوح: سد الفخارين فوق غابة أدباش.

 

6-ناحية المداغْ: سد المداغ.

 

ملاحظة: إن السدود التي ذكرت آنفا تهدّم بعض منها في عام 1936م وذلك بسبب الفيضانات، ويعرف هذا العام بعام الحجر وعام السخطة([1]) .

طريقة بناء السدود الكبيرة "الباراج":  

 

السدود حديثا: أو السدود الكبيرة: تم بناؤها في عهد القياد والحكام أي في عهد الاحتلال الفرنسي للمنطقة مقارنة بالسدود القديمة، فكان القايد هو المشرف على بناء هذه السدود بعد الاستشارة وتبادل الرأي والأفكار مع من بيده زمام الأمور والخبرة الميدانية (هيئة العزابة-الأمناء)

وتم بناء بعضها بالتطوع الجماعي لأهل البلدة وأخرى عن طريق العمال المأجورين.

أهم السدود حديثا

 

1-ناحية بالوح:

-سد باحمد والحاج متصل بالجبلين من جبل الكاكة إلى جبل كاف حمودة ، تم بناؤه حوالي عام 1954م من قبل العرش في عهد القايد بودي سليمان بن عمر والمشرفين على البناء أرشوم الحاج حمو بن عيسى والزيدي محمد، طوله 300 متر وعرضه 3 أمتار وارتفاعه من 4 إلى 5 متر.

 

2.ناحية الحنية:

-سد الحنية يقع في انتهاء غابة الحنية متصل بالمغارة، تم بناؤه حوالي 1952م في عهد القايد بودي سليمان بن عمر، طوله 300 متر وعرضه 2 متر وارتفاعه من 4 إلى 5 متر.

 

3-ناحية السودان:

-سد السودان عند بداية غابة السودان متصل بين الجبلين جبل أرجال العرمة، محايد للطريق الوطني رقم 1 وجبل سيدي سلامة، تم بناؤه عام 1376ه/1957م من قبل العرش في عهد القايد عمر بن سليمان، طوله 200متر، وعرضه 2متر وارتفاعه من 5إلى 7متر، وتم تدشينه يوم 16أفريل 1957م.

السدود الجديدة بعد الاستقلال:

سد لعْميّد ْ متصل بين الجبلين في نهاية غابة بالوح القديمة تم بناؤه عام 1393ه/1974م، في عهد رئيس البلدية السعودي عيسى بن سليمان، طوله 500متر وعرضه 2متر ارتفاعه من 2إلى 3متر.

-سد أمْكبْ اعْمرْ بن علي تم بناؤه عام 1400ه/1980م.

-سد أمْكبْ لمْناخْ سيدي أمبارك بالوح تم بناؤه حوالي 1410ه-1412ه/1990م-1992م، في عهد رئيس البلدية حجاج باحمد بن قاسم، طوله 150متر وعرضه 3متر وارتفاعه من 3متر وارتفاعه من 3إلى 4متر.

-سد لعْويجهْ بسيدي بوسحابة بالوح تم بناؤه عام 1425ه/ 2005م في عهد رئيس البلدية عمر أيوب باحمد بن عيسى([2]).

 

فائدتها: تعود فائدة بناء السدود لحجز المياه حتى تمتص منه الآبار المياه، في فصل الصيف تكون الحرارة مرتفعة فهذه المياه تصبح خزانا ينتفع منه أهل البلدة، فعندما تسيل الأودية يكون السد حاجزا لهذه المياه وينخفض قوتها حتى لا تحدث كارثة بالنسبة للأراضي والمحاصيل الزراعية، وتكون وسيلة لحجز التراب منها الأتربة الخصبة الصالحة للزراعة والغنية بالمواد العضوية التي يحتاجها النبات لينمو نموا طبيعيا، وعلى هذا الأساس كانت السدود تستغل استغلالا حقيقيا حفاظا على الثروة المائية، فإننا نجد هذه السدود غير مهملة ينزعون منها الأتربة كلما تراكمت ويحولونها إلى بساتينهم للارتفاع بها، هذا من جهة ومن جهة أخرى يفسح المجال للسد أن يحمل أقصى حد للماء (الأمتار المكعبة م3) من المياه.

 

-تقسيم مياه السيل لساقية السيل لأولاد باحمد وساقية باحمد بن الحاج (بالوح القديم).

قسم السيل للساقيتين على أربابه كما سيأتي مفصلا كوة بعد كوة من ساقية أولاد باحمد المذكورة مبتدأ.

 

أولا: غابة بن شيشة كوتها 23سنتم ورصفتها 153سم عرضا.

ثم غابة بنوة كوتها 22سنتم ورصفتها 164سنتم عرضا، وتليها ساقية باحمد بن الحاج.

 

ثانيا: غابة باحمد بن الحاج كوتها 10سنتم ثم كوة أخرى لها عرض 10سنتم.

ثم غابة أعمر بن الناصر كوتها 10سنتم رصفتها 230سنتم.

ثم غابة عفاري بن باحمد البعوش كوتها 10سنتم رصفتها 230سنتم عرضا.

ثم غابة أحليلو كوة عرضها 10سنتم.

ثم غابة المغازي كوتها عرضا 10سنتم ولا رصفة لها.

ثم غابة الزاوي كوة عرضها 13سنتم ورصفتها 354سنتم.

ثم غابة الأخضر بن التومي كوة عرضها 12سنتم ورصفتها 354سنتم.

ثم غابة أغويدر كوة عرضها 13 سنتم رصفتها 270سنتم.

ثم غابة بن عسكر كوة عرضها 44سنتم ولا رصفة لها.

ثم غابة دباسية عرض كوتها 12سنتم رصفتها 331سنتم.

ثم غابة البعوش كوة عرضها 16سنتم رصفتها 338سنتم.

ثم غابة أولاد شعبان كوة عرضها 10سنتم رصفتها 253سنتم.

ثم ساقية فوطية والزروق عرضها 33سنتم ورصفتها 730سنتم.

ثم رصفة ساقية العجرود عرضها 290سنتم.

ثم كوة ساقية إبراهيم بن عيسى عرضها 91سنتم ورصفتها 207سنتم.

ثم غابة الصيقع كوة عرضها 28سنتم ورصفتها 28سنتم.

ثم غابة بهدي كوة عرضها 10سنتم رصفتها 219سنتم.

ثم غابة الشهري كوة عرضها 22سنتم رصفتها 167سنتم.

ثم غابة سي عثمان كوة عرضها 10سنتم رصفتها 110سنتم.

ثم غابة دحو كوة عرضها 23سنتم رصفتها 119سنتم.

ثم غابة الحاج أمحمد بن كاسي كوة عرضها 36سنتم.

ثم غابة بوسريح كوة عرضها32 سنتم رصفتها 72سنتم.

ثم حوزة الحاج مبروك كوة عرضها 14سنتم رصفتها 202سنتم.

ثم غابة العجرود كوة عرضها 09سنتم رصفتها 201سنتم.

ثم غابة يحي بغوتي عرضها 08سنتم.

ثم غابة باحمد بن يوسف كوة عرضها 90سنتم.

ثم حوزة محمد المخلوفي كوة عرضها 30سنتم رصفتها 118سنتم.

ثم غابة يونس محمد بن بوكر كوة عرضها 22سنتم رصفتها 39سنتم.

ثم غابة محمد السايح كوة عرضها 22سنتم.

ثم غابة بالحاج بن صالح كوة عرضها 19سنتم.

ثم غابة الحاج يحي فاره كوة 44سنتم.

ثم حوزة يحي بن يحي كوة عرضها 20سنتم رصفتها 39سنتم.

ثم غابة فوطية كوة عرضها 22سنتم رصفتها 286سنتم.

ثم غابة فرهوط كوة عرضها 24سنتم رصفتها 260سنتم.

ثم غابة زقور كوة عرضها 30سنتم رصفتها 300سنتم.

ثم غابة أبصير كوة عرضها 8سنتم رصفتها 260سنتم.

ثم غابة الحاج يحي كوة عرضها 20سنتم رصفتها 103سنتم.

ثم غابة الجاني كوة عرضها 20سنتم رصفتها 110سنتم.

ثم رصفة غابة ابن علال 78سنتم.

وتليها رصفة ساقية الكروش عرضها 118سنتم.

ثم غابة بلخير عرضها 77سنتم.

ثم رصفة غابة بوربيع كوة عرضها 96سنتم.

ثم غابة بوربيع كوة عرضها 18سنتم رصفة بين الكوة المذكورة وحفرة بنوح عرضها 42سنتم.

ثم غابة قتي كوة عرضها 45سنتم رصفتها 100سنتم.

ثم غابة قراس كوة عرضها 60سنتم.

ثم غابة الكروش كوة عرضها 60سنتم.

رصفة ساقية باحميدة عرضها 63سنتم.

ثم غابة أرويشد كوة عرضها 50سنتم رصفتها 142سنتم([3]).

 

-3الأودية المحيطة ببريان :

 

1.بعض الأودية التي تصب في واد انسا(واد النساء):

 

أ- من الجهة الشرقية:

واد بوسعيدات – الحنايا- رقان – الزرايب العجلة – المورد – زريبة بوخوخة – زريبة الخيل – فيض غانم – زريبة مناد.

 

ب-من الجهة الغربية:

الباقل التبل – الباقل لفطح- الباقل الخُنّش – سمار – شليحة – لعروس – البيض – أزباير- لاروي.

 

 

2-الأودية التي تصب في وادي زقرير :

أمكب أودي الطين- أمكب وادالنساء- واد العجوز – بن جابر – بن عطاش- العجلة – القلتة- خُبّيزي- السّنغ- بوحلابة- العويجة.

 

3-الأودية التي تصب في واد البئر:

بالوح- السودان- الزرقي – لمْوْديغْ- انشاشو.

 

ملاحظة: كل أودية بريان تنتهي في مْلاقة(ملتقى) وادي البئر جنوبا.

 

4-الجباب في بريان

الجباب جمع جب، وقد أنشأت في ضواحي بريان عدة جباب وهي عبارة عن خزانات لمياه تساقط الأمطار وأودية السيول وتتجمع في الجب (الخزان )، وهي مفيدة لسقي الضرع والزرع وهذه الخزانات منها القديمة والحديثة.

 

1-القديمة

جب لمسايبة بوادي النسا.

جب كفوس.

جب مقرونة، أمكب مقرونة.

جب تلغمت.

 

2-الحديثة

جب لاروي، أمكب لارْوي.

جب وادي السودان، أمكب اليحياوي واودي حيزية.

جب وادي نشّو.

جب وادي بسدير([4]).

 

5-الآبار

يوجد العديد من الآبار في بريان، منها داخل القصر وأخرى بالبساتين، وأخرى في الصحراء، وتم حفرها من قبل العرش لاستخراج المياه لسقي العباد والغلات الفلاحية والأغنام.

وأسباب حفر هذه الآبار هي أَمنية ودينية واقتصادية واجتماعية واستراتيجية، وتصلح هذه الآبار لاستغلال المياه الجوفية في بريان، ولقد تم حفر عدة آبار منذ تأسيس مدينة بريان عام 1596م، إلى يومنا هذا، ومن هنا وجدت آبار قديمة وأخرى حديثة.

 

1-آبار داخل القصر.

2-آبار البساتين المحاذية للقصر.

3-آبار البساتين القريبة من البلدة.

4-آبار الصحراء خارج البلدة وفي حدودها.

وتستخرج هذه المياه قديما بوسائل تقليدية كالدلو وهو عبارة عن قربة جلدية ضخمة ذات خرطوم و(إمرْودْ) ، وهو عبارة عن قطعة خشبية أسطوانية الشكل بطرفها قطعتا حديد و(تجرارْتْ)*([5]) البكرة الدائرية.

100

أما حديثا فيستخرج الماء بالمضخات المائية، وهذه الآبار متفاوتة العمق منها القريبة والبعيدة.

 

1-آبار داخل القصر: هذه الآبار حفرت على الصخرة، ويحتاج حفرها إلى خبرة رجال تخصصوا في هذ الفن من العمل، من هنا نجد أن هذه الآبار احتفظ التاريخ بأسماء الرجال الذين حفروها.

 

أ.بئر المسجد العتيق (بربورة): كان وراء حفره الحاج إبراهيم شريفي عدون وأهل البلدة أي العرش، يبلغ عمقها 36ذراعا أي ما يعادل 18مترا.

 

ب.بئر الشارع الوسطاني: قام بحفره العرش، يبلغ عمقه 50ذراع أي ما يعادل 25مترا.

 

ت.بئر الشارع السفلي: الشارع الرئيسي للبلدة آنذاك كان وراء حفره العرش، يبلغ عمقه 50ذراعا أي 25مترا.

 

ث.بئر كاف بوكراع: حفره داود الحاج صالح من بني يسجن ويبلغ عمقه 60ذراعا أي م يعادل 30مترا.

 

ج.بئر الدهماس: حفره عمر أيوب سليمان بن يونس ويبلغ عمقه 50ذراعا أي مايعادل 25مترا.

 

ح.بئر الترعة: حفره أبو الصديق باحمد بن الحاج بكير ويبلغ عمقه40ذراعا.

أي ما يعادل20مترا([6]).

 

ملاحظة: مياه هذه الآبار تستعمل للاستهلاك الذاتي من قبل العرش أي أهل البلدة يستقون منها، كل بحسب حاجته، وهناك أشخاص يقومون بعملية السقي ويحملون الماء في قِربْ متنقلين بها بين المنازل، منهم مولود ابراهيم بن صالح وكاسي موسى باعلي بن يونس وقاجي ابراهيم بن باحمد([7]).

 

2-آبار البساتين المحاذية للقصر:

هذه الآبار تستعمل لسقي البساتين والمحاصيل الزراعية، حيث ساعدت السكان على خدمة الأرض من أجل تحصيل قوتهم اليومي والكسب والعيش، حيث كان نشاط أهل البلدة منحصرا في الفلاحة وتربية المواشي، وتستعمل أيضا للشرب، وهذه الآبار المغمورة والمستغلة إلى يومنا هذا، ومن هذه الآبار المستغلة إلى يومنا ما يلي: بئر صالح والحاج- بئر بكر أملال- بئر أسيَا- بئر فرهوط- بئر مامة أزقاو- بئر آت علي- بئر بوسريح –بئر تربح- بئر بن عسكر- بئر حشاني – بئر باسة- بئر كوله- بئر كروش- بئر قتي- بئر بن علال- بئر بودواية.

 

3-آبار الصحراء الموجودة خارج البلدة:

توجد العديد من الآبار خارج البلدة على مسافات طويلة، وهذه الآبار تابعة لبعض الأشخاص الذين قاموا بحفرها، والأخرى تابعة لبعض العروش قديما وحديثا، منها:

حاسي الكبش- حاسي صطافة – حاسي تلغمت- حاسي كفوس – حاسي قزاح – حاسي الرمل –حاسي سيدي أمبارك.

 

4-الآبار القديمة التي ردمت وغمرت بالتراب:

هناك آبار قديمة موجودة في الصحراء، والتي غمرت بالتراب وزال أثرها اليوم منها: حاسي مذاغ الرّصفة- حْواسي المعْمورة تشيبانْتْ- حاسي أمْكبْ أَوديْ الطين –حاسي أَمْكبْ البَياّ-حاسي لغْشَة([8]).

إحصاء عدد النخيل والآبار بعد الإلحاق سنة 1882م([9]).

عدد السكان

عدد النخيل

الآبار الحية

الآبار الناضبة

عدد النخيل للفرد الواحد

4500ن

27855

274

-

6

5-متوسط عمق الآبار بالنواحي التالية:

الحَنْية 35مترا.

الزّرقي 35مترا.

السودان 25مترا.

بالوح العلوي 20مترا.

بالوح الأوسط 25مترا.

بالوح السفلي 35مترا.

لروي 110مترا.

إحصاء آبار بريان([10]):

إسم المكان

عددالآبار

العمق (متر)

الكمية م3/24ساعة

واحة بريان

201

15م إلى 50م

02م إلى 12م3

واد سطافة

03

49م إلى 55م

03 إلى 07م3

واد الكبش

01

52م

7.3م3

واد بالوح

06

10م إلى 28م

05 إلى 15م3

واد المداغ

01

56م

واد البئر

12

آبار صحراء بريان:

"رسم قديم: ومما وجدته بخط عمناالحاج ابراهيم بن سبقاق، سئل منصور بن الطيب الزنخْري الذي عاش من العمر 118 سنة والمسمى –مول البغلة- عما تحقق من حواسي (آبار) صحراء بريان ولمن تنسب فقال:

أول حاسي في مطلق الحلفاء التحتانية، في واد البئر من الغرب ، فوق مطلق الحليفة مقابل

لقصر العطف من الغرب هو لسيدي أمحمد بن سعيد بورقبة.

وحاسي تحته ماؤه كثير تحت السدرات الكبار في مطلقْ الشعبة الشرقية يبعد عن السدرات بأكثر من ستين ذراعا فوق الحشانة هو لسيد مبارك بن علي بن مبارك بن أمحمد.

وحاسي في واد أنسا فوق مطلق المهراس الجوفي هو لأولاد أحمد من عرش الفراشيش، شرقي لقصر أهل بنورة الذي في الركنة الغربية.

وأربع حواسي في حنية السوق المعمورة هم للأرباع المغامر وبعض من القرط.

وحاسي في مطلق البيض في المداغ الغربي هو لأولاد علي بن أعمر وأولاد عقاب.

وحاسي في مطلق المداغ الجوفي من الجانب الشرقي في جوف الحجرة الكبيرة هو لسيدي علي بن مبارك.

وحاسي في الركنة الجوفية بين الأشعاب جوف المذاغ الجوفي هو لأولاد الحفيان.

وحاسيان في مْلاقات الطاهر بن سيدهم، وآخر تحت القصر وأواخر غرب القصر على الطريق جوف الخنقة فوق البطمة من الجانب الغربي أسفل مطلق أشليحة هي لأولاد سيدي الصالح.

وحاسي في مطلق الفرشة جوف الخنقة في انتهاء الجبل جوف القصر هو للأخضر وعلي ومحمد أبناء الصالح.

وحاسي في لروي قبلة مطلق أودي الطين تحت السدرات الكبار مسقف بالمادون هو لسيدي سعيد بن سعيد اليحياوي.

وحاسي في بالوح جوف مطلق أعمر بن علي هو لسيد أحمد بن عثمان الهلالي.

وحاسي فوقه لسيدي بلقاسم بن سعيد شرقي ضريح سيدي أمبارك بن أمحمد قدر ب100ذراع.

وحاسي فوقه لسيدي أمبارك بن أمحمد بورقبة غرب قبره بين السدرات تحت المقبرة القديمة من القبلة.

وحاسي فوقه في مفرع المناخ أسفل البطمة هو لعلي بن خالد البوزيدي.

وحاسي شرقي المسجد هو لعبد الله بن سعد.

وحاسي في مطلق البيّض في السدرة الكبيرة هو لسيدي أمحمد بوسحابة.

وحاسي في مطلق القزاح لحمزة بن علي المذبوحي المسمى حاسي لاغشا وأربع حواسي في مطلق الخديشة والرواحي هي لأولاد علي اليحياويين، هكذا ذكر لنا منصور بن الطيب ثم بعد ذلك توجهنا للوقوف على تلك الأرسام والمعاهد والحواسي المذكورة هنا فوجدناها صحيحة موجودة وشربنا من مياهها، كلها حلوة خفيفة ومن الناس المتأخرين الذين جعلوا رحلة مدة ستة أيام للتنقيب والتحقيق عليها فمن أناسنا جدي التومي بن سليمان وعمنا عبد الرحمن بن امحمد، ومن أهل بريان علي مبارك، وسعيد بن موسى بن علي، والناصر بن بهون بوكراع، وباعلي بن كاسي، وسعيد بن امحمد، وعمر بن حمو بن الحاج ابراهيم، وباحمد أزقاو، وباسعيد بن رابح وجميع الحواسي المذكورة فهي في حوزة بريان، انتهى بحمد الله يوم 6جمادى الأول سنة 1308ه)[11](".

إحصاء النخيل والآبار عام 1902م)[12](:

النخيل

عدد الآبار

التي لا تنضب

التي تنضب في وقت الجفاف

الناضبة

الوروار

25775

235

35

10

-

الآبار الارتوازية:

حفرت آبار إرتوازية يتراوح عمقها من 400م إلى 500م تحت إشراف المهندس

105

الخبير في مصالح الري M.LAUBIER يوم 21نوفمبر 1950م لتزويد بريان بالماء الصالح للشرب([13]).

 

وقد أنجز:

بئر باسة رقم 01: سنة 1954م، العمق 525م، كمية التدفق 100م3 في الساعة.

بئر باسة رقم02: سنة 1959م ، العمق 530م، كمية التدفق 110م3 في الساعة.

بئر بابا السعد: سنة 1959م.

بئر بالوح رقم 01: سنة 1966م.

بئر بالوح رقم 02.

بئر بوعميد –بئر المداغ.

بئر الشيخ عامر.

بئر المحيط الأول لروي سنة 1987م.

بئر المحيط الثاني لروي سنة 1988م.

بئر العيون لروي سنة 1988م.

بئر العساكر الحاج إبراهيم (الزعيم) لروي سنة 1988م([14]).

 

طبقات البئر:

طبقات البئر مختلفة من بئر لآخر، وهذا الاختلاف يكون في المادة نفسها ومكوناتها الداخلية، حيث تكون بعض الطبقات رسوبية هشة والبعض الآخر طبقات طينية متنوعة الألوان وبعضها صخورا صلبة شديدة المقاومة، وهناك طبقات صلصالية فهي حسب التكوين الجيولوجي للأرض والمنطقة المراد حفرها، ويتم الحفر بوسائل

تقليدية يعرف بالمنقوب أو المقاطع ثم تطور الحفر إلى الوسائل الحديثة مع قدوم الفرنسيين.

 

الطبقات تكون على النحو التالي:

أول طبقة هي طبقة الهَيَامْ (مادة هشة):7أمتار ونصف.

حجرة بيضاء: متر ونصف.

حجرة صفراء: متر ونصف.

وكّالْ لحسان: متر ونصف.

تفقاقين: بداية خروج الماء للتبشير تخرجونين.أأ

تاجرّارت: خروج الماء.         أجباد أغلاد نولم

مادون تْلختْ (طبقة طينية): نصف متر.

مادون أنْواداي (حجرة سفلى): بها سواقي.

حجرة بيضاء.

الطين الأسود: متر ونصف.

مادون الطرطار(حجرة الطرطار): بها سبعة ألوان مختلفة.

حجرة إشلشال.

لوسْ(الجبس): آخر طبقة([15]).

 

الناحية الاقتصادية:

كانت الزراعة لأهل بريان قديما المورد الرئيسي لرزقهم، فمعظم السكان كانوا يشتغلون بالفلاحة، فهي مصدر رزقهم وكانت متمركزة في البراري وفي البساتين.

أما في البراري فتوجد أراضي الحرث المتخصصة في زراعة القمح والشعير.

وهي متمركزة في المناطق التالية:

وادي النساء، لاروي، المذاغ، الكبش، بالوح، السودان واد حيزية إلخ...

أما الزراعة المتمركزة في البساتين فهي فصلية قصد الاكتفاء الذاتي، متمثلة أساسا في النخيل ذات التمور بأنواعها المختلفة وأشجار التين والرمان والعنب والمشماش وكذا الخضر والفواكه وغيرها. وكانت متمركزة في المناطق التالية:

بساتين الحنية، السودان، الزرقي، باسة، والكروش، وفرهوط إلخ...والمحاصيل تنقل إلى سوق البلدة، وكان البيع عن طريق المقايضة أي تبديل سلعة بسلعة بين أهل البلدة وأهل البدو الذين يجلبون إلى السوق الغنم والصوف والسمن والحطب والألبان والكمأة إلخ... فتتم عملية التبادل.

عندما تطورت الأوضاع، فأصبحت المزروعات تباع وتشترى في السوق، كانت الغلات الفلاحية مخصصة للاستهلاك المحلي والباقي يصدر إلى خارج بريان، وتمتاز بالجودة العالية نظرا للتربة الخصبة والمياه الحلوة.

 

البيدر وتسمى بالعامية النادر وباللغة المحلية"أرنان":

وهو مكان يتم فيه درس الزرع من القمح والشعير وتصفيته، وتتم العملية باستعمال البغال والحمير، ويكون على شكل دائري، ويوجد هذا المكان عادة بجانب الأجنة وضواحي البلدة.

 

أ.أهم البيادر الموجودة بجانب الأجنة:

1-2 نادر (بيدران) غمرا بالتراب.                           ناحية بن جغاوة.

2-نادر بُكّرْ بن صالح.                                      ناحية بالوح.

3-نادر الشرق نادر أزبار وزرقون.                           ناحية الكاكة.

4-نادر الشوانعية.                                            ناحية جْديات.

5-نادر أرشوم وصالح والحاج باعيسى.                        ناحية الزليجة السودان.

6-نادر أرشوم صالح بن حمو.                                  ناحية الزرقي.

7-نادر آل قلو.                                               ناحية أرجال الزرقي.

8-نادر أولاد داود باحمد بن حمو وكاسي موسى باعلي.       ناحية عين قرارة.

9-نادر باسليمان وصيفية عيسى.                             ناحية لالة عائشة الحنية.

10-نادر بن يامي الحاج صالح.                               ناحية الحنية.

11-نادر عباس بكير بن باحمد.                                ناحية الحنية.

12-نادر الجبل.                                                ناحية المقبرة الإباضية .

13-نادر شعبة أمزاب.                                         ناحية عفاري كروشي.

 

ب.بيادر داخل البلدة:

لم يبق لها من أثر إذ غمرها العمران كلها:

1-نادر الحجرة: النادر الذي أصبح اليوم منزل لعساكر الحاج إبراهيم بن باعلي (الزعيم)، بكاف بوكراع.

2-نادر كبير: لالة سهلة.

3-نادر بجانب منزل أوراغ الحاج أحمد كاف بوكراع.

4-نادر بجانب منزل صالح والحاج عمر بن حمو كاف بوكراع.

5-3نوادر التي أصبحت اليوم منزل لطرش إبراهيم بن حمو كاف بوكراع.

6-نادر بجانب طريق القرارة([4]).

 

)-جدول يبين أنواع التمور الموجودة في بريان. من إعداد المرشد الفلاحي السيد بهدي الحاج صالح[1](

)-إحصائيات مأخوذة من وثائق فرنسية ومراجع مختلفة .[2](

)إحصائيات مأخوذة من وثيقة فرنسية حول النخيل والتمور في بريان. [3](

)-مقابلة مع الحاج علي بن عيسى لطرش، الاثنين 16 جوان1997م.[4](

)- جدول المزروعات مأخوذ من وثائق فرنسية.[5](

)-وثيقة حول الثروة الحيوانية مأخوذة من وثائق فرنسية.[6](

 مقابلة مع الحاج  علي بن عيسى لطرش، الأربعاء 17جويلية 1996م. -([1])

)-مقابلة مع الحاج صالح بن اسماعيل بهدي، مرشد فلاحي بتاريخ 21جويلية 1996م.[2](

)-وثيقة بحوزتي عن تقسيم مياه السيل لساقية السيل لأولاد باحمد وساقية باحمد والحاج بالوح القديم.  [3](

)-مقابلة مع الحاج علي بن عيسى لطرش، الأربعاء 17جويلية 1996م.[4](

)*-كلمة إمرود وتجرارت: كلمتان بربريتان مزابيتان متداولتان إلى اليوم. [5](

)-مقابلة مع الحاج إبراهيم بن باعلي لعساكر(الزعيم)، بتاريخ 02فيفري 1996م.[6](

)- مقابلة مع الحاج علي بن عيسى لطرش، الإثنين 16جوان 1997م.[7](

)- مقابلة مع الحاج إبراهيم بن باعلي لعساكر(الزعيم)، بتاريخ 23ديسمبر 1996م.[8](

)[9](-le commandanRobin :leM ,Zab et  son Annexion A La France,Alger ,1884 ,P16.

)[10](-cervice de colonisation et del ‘hydraulique au M’Zab, alimentation de berriane, ne 1518 .

-([11])امحمد بن التومي: رسالة مغنية، (مخطوط) ورقة 67-68.

)-يوسف بن بكير الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، ص173.[12](

)[13]( -service de la colonisation de L’hydraulique , projet D’Alimentation en eau de Berriane prèsentè par M.LAUBIER Nè 1494. ALGER. Le 21 Novembre 1950.

-مقابلة مع الحاج صالح بن اسماعيل بهدي بتاريخ 21 جويلية 1996م. ([14])

)-أخذت هذه المعلومات الدقيقة عن طبقات الأرض في حفر الآبار من السيد الحاج علي بن عيسى لطرش وهو أحد الفلاحين القدامى ببريان، وذلك ببستانه ناحية السودان، الأربعاء 17 جويلية 1996م.[15](

 

 

بعض صور بالوح

 

بعض صور أسّودان

 

بعض صور لحنيت

 

بعض صور سد ن لملا ڤا أزرڤي 

 

بعض صور لجب ن واد ن سا

 

 

بعض صور كفوس

 

 

 

--------------

[1]    ROBIN : LE M’Zab et son Annexion à la France, 19.

[2]    E. FELIN : Etude sur la Législation des Eaux dans la Chebka du M’Zab,136

[3] راجع كتاب  تاريخ بني مزاب الحاج سعيد يوسف

[4] بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص88-113

عبقرية نظام السقي في مزاب index

  • منشآت الري

    Icon 08

    يرتكز نظام تقاسم المياه في وادي ميزاب على مبدإ الاستغلال الكلي والعادل لمياه الأمطار وتوزيعها بدقة في كافة بساتين الواحة. ويشمل أيضا على أبراج ومنشآت تمكن من المراقبة الدائمة للسيول للوقاية من....

    اقرأ المزيد

  • نظام تقسيم مياه السيل

    Icon 08

    لقد تم إنشاء النظام التقليدي لتقسيم مياه الأمطار منذ سبعة قرون من طرف الشيخ بامحمد أبو سحابة سنة 1273م، وطوره بعد ذلك الشيخ حمو والحاج سنة 1707م. يقع هذا النظام بمشارف الواحة على بعد حوالي 4 كلم غرب قصر غرداية......

    تتجمع مياه السيل بطريقة طبيعية عبر حوض وادي ميزاب الذي يمتد مئات الكيلومترات بأعالي الوادي حتى وصول المكان المسمى "أملاقا" وهو نقطة التقاء وتجمع واديين هامين هما واد.........

    اقرأ المزيد

  • نظام تقسيم المياه لايتمزا تجنينت

    Icon 08

    نظام تقسيم المياه «لايتمزا» من المرجح أن يكون أول نظام لتقسيم المياه في وادي مزاب لوجوده في واحات العطف، حيث تعتبر الواحات الاولى بالمنطقة التي انشئتمع نشأة أول قصور المنطقة قصر العطف خلال القرن الحادي عشر الميلادي. والكلمة هي.....

    اقرأ المزيد

  • تقاسيم المياه والسدود

    Icon 08

    من طبيعة الصحراء ندرة الأمطار وعدم انتظامها في مواسم معينة ،وإذا ما نزلت طلا أو وابلا فإنها سرعان ما تجف و تتسرب في الرمال ،ولكي تمتلئ خزائن المياه السطحية في المنطقة ،فإن الأسلاف رحمهم الله تعالى ،بنوا سدودا تقليدية على طول مجرى الوادي في مختلف الواحات ،تتسع و....

    اقرأ المزيد

  • أهم الأودية التي تسقي واحات مزاب

    Icon 08

    واحة تغردايت تُسقی واحة تغردايت عن طريق ثلاث أودية، وهي وادي مزاب، وادي التوزوز، وادي أخلخال، وفي أعلى البساتين نجد سد بوشن وسد التوزوز روافده مهمتها تتمثل في توزيع المياه المتجمعة عن....



    اقرأ المزيد   اقرأ المزيد

  • محاضرة : منظومة تسيير مياه الأمطار .. تجربة بني يزقن



     اقرأ المزيد

 

  • السدود وتوزيع المياه بواد مزاب

    Icon 08

    هذه السدود والمواقع التي بنيت فيها، والمواد التي استعملت فيها، ومقدار الجهد الذي بذلوه في تشييدها، كل ذلك يدل دلالة صادقة على مقدار ما كانوا يتمتعون به من روح التنظيم والتضحية، ولقد كانت معلوماتهم الهندسية تقتضي أن يوائموا بين مجري الماء من ناحية وبناء المساكن في الغابات لئلا تتضرر هذه المساكن بسيل الأودية، وهذا...

    اقرأ المزيد

  • سدود واحات قصر تغردايت

    Icon 08

    عند امتلاء سد "بوشن" وعند استغناء واحات "بوشمجان" عن السيل يتم تحويل الواد إلى المجرى الكبير، إضافة إلى ما يحمله واد "أريدان" الذي لا ينسكب لا من ولا من الغرب وهو بين شعاب "بوشمجان" من جهة، وشعاب "التوزوز" من جهة أخرى من الناحية الغربية للضاية ومن الناحية الشرقية للتوزوز، ومياهه ضعيفة نوعا ما، ويسقي السدود التي ...

    اقرأ المزيد

  • مَانَشْ إِيتُّوزُونَا لَغْدِيرْ إِغْزَرْ نْ مْزَابْ؟

    Icon 08

    نظام تقسيم مياه السيل يعتمد على مبدأ الاستغلال الكلي والأمثل لمياه الأمطار وعلى التقسيم العادل لهذه المياه على مجموع الواحة. فيمكن حصر أدواره على أربعة مراحل.....

    اقرأ المزيد

  • معلومات مهمة من خبير (لاومنا) في السيول الخاصة بواد مزاب

    Icon 08

    ذكر انه السحاب الذي يطلع جنوبي شرقي إلى شمالي غربي خطير وهو كذلك بالنسبة للامطار التي تسقط في الشمال الغربي خطيرة على واد مزاب وهذا ما حدث في الكثير من الأحيان ففي سنوات الخمسينات وعلى ما يذكر في في سنة 1958 كان هناك فيضان بالواد دون أن تسقط قطرة مطر عندنا وكان في شهر أكتوبر بينما كان الفلاحون على جذوع النخيل يقطعون الغلال جأتهم المياه وكلها جليد وبرد (تبروري) فغمرت كل شيء وبقوا في أماكنهم لساعات طويلة. وعليه أرجو من الناس الذين يقطنون في مجاري المياه التفطن و...

    اقرأ المزيد

  • مهن قديمة بمزابْ وواقعها  حفر الآبار وخدمة النخيل

    Icon 08

    إنّ المهن تعزّز وجودها الضّرورةُ والحاجةُ، ويكثر طالبها لمعرفة علومها واكتشاف مكنونها ،وقد يزهد النّاس عنها إذا وجدوا بديلا أنسب لهم وأرفق لراحتهم وأخرى أيسر لقضاء أمور حياتهم ، فمن المهن السّائدة بمزاب قديما التي نشأ عليها الأجداد ، إشتغال النّاس بخدمة النّخيل وكذلك مهنة حفر الآبار وصيانتها لنزح الماء منها ، فالأخيرة باتت شبه....

    اقرأ المزيد

  • نزح الماء من البئر

    Icon 08

    يقوم الفلاّحون الميزابيون بالري عن طريق الآبار , التي تعتبر المصدر الوحيد , تقريبا , للمياه بوادي مزاب , و في ......

    اقرأ المزيد

  • كيف أنشئت آبار الواحات حول قرى مزاب

    Icon 08

    يكاد يُجمع الكتّاب الذين تحدّثوا عن مزاب أنّها واحة صناعية، وكلّ الواحات التي تكوّنت في الصحراء الكبرى من بسكرة والأغواط إلى أدرار وتميمون أنشئت على نقط طبيعية من الماء الحيّ، مثل بعض الأودية الغريزة أو عيون فوّارة، إلاّ واحات واد مزاب، فهي واحة من صنع البشر، فليس بها عين فوّارة ولا وادي مثل الواحات الأخرى، ولقد حفر سكّان القرى الخمس “أربعة آلاف بئر”، يتراوح عمقها بين ...

    اقرأ المزيد

 

 تقسيم المياه وادي ميزاب غرداية

 

السيول في غرداية 2017

 

فيديو نظام تقاسيم المياه بواحات تغردايت

للأستاذ: محمد بن أيوب الحاج سعيد الإلقاء باللغة المزابية
إضاءات 04 معالم أعلام وادي مزاب مؤسسة الضياء سلسلة حلقات تاريخية عن بعض معالم وادي مزاب وأعلامه

 

 

ALGERIE, RETOUR AUX SOURCES vallée du M'zab 

 

 مياه واد زقرير بالقرارة

 

 
 

 

كيف تقسم مياه الوديان في مزاب؟

توزيع مياه الأمطار في واد مزاب(01)

Icon 08

" ..لعل أول ما اتجه إليه المزابيون بعد استقرارهم في الوادي، هو توزيع مياه الأمطار التي تجود بها الطبيعة أحيانا، وخزنها، والاستفادة منها قبل أن تبتلعها الرمال. وتوزيعها يتطلب معرفة جيدة بالأراضي، وهندستها ومساحتها.

كما أن الزيادة أو الإجحاف فيها يثير غضب المالك للمزرعة لأن هذا الماء هو كل شيء عنده فلذا نجد في نهاية كل واحة حيث ملتقى شعاب الأودية اليابسة سواقي مبنية تتلقى المياه التي تسيل على مناكب الجبال، عند الأمطار وتوزع بواسطتها توزيعا عادلا فتمر تلك المياه في سواقي عريضة يتراوح عرضها إلى نحو 1050م وفي مدخل كل غابة أو مزرعة فوهة تضيق وتتسع حسب مساحة أرضها يتسرب منها الماء إليها.

وتنتهي تلك السواقي أخيرا وتتلاقى في بطحاء واسعة بني لها سد متين تتجمع وراء المياه، بعد أن تمر وتتخلل الحدائق كلها وهذه السدود الكبيرة تقوم بمهمة خزن المياه وحجزها فلا تذهب إلى الرمال التي تنتظرها، ولكن سوف لا يطول بقائها خلف هذه السدود، فسرعان ما تنتشر بها الأرض وتمتلئ بها الآبار، إلا أن الله تعالى رؤوف بعباده فهناك داخل الأرض على بعد طبقة صخرية تحجز تلك المياه هناك فيستخرجها الفلاح بواسطة النزح من البئر يقي بها زرعه ونخيله لعام أو عامين ريثما ينزل المطر من جديد أو تأتي الرحمة كما تسميها العامة فيقولون رحمنا الله في تاريخ كذا أو الرحمة تأخرت في هذه السنة..."

Icon 08

كيف تقسم  مياه الوديان في مزاب؟(2)

هذا المقال تتمة للمقال: مَانَشْ إِيتُّوزُونَا لَغْدِيرْ إِغْزَرْ نْ مْزَابْ؟

1.تمهيد:

سكن بنو مزاب بلاد الشبكة منذ أقدم العصور، حيث يؤرخ علماء الحفريات تواجدهم بهذه المنطقة إلى العصر الحجري الأول، إلا أن استوطانهم للمنطقة كان في فترات متقطعة.

ويعود الازدهار الحالي إلى قدوم فلول الإباضية المضطهدين بعد خراب الدولة الرستمية سنة 296هـ حيث شهد وادي مزاب استقرارا وتوسعا استمرا إلى حد الآن.

وقد أحدث الإنسان معجزة في هذه المنطقة، فبفضل المجهودات الجبارة والخارقة التي بذلت من طرف الأوائل الذين سكنوها تحولت الأرضُ القفر الجرداء إلى واحات غناء ساحرة تجود بما يحتاجه الإنسان من الماء العذب والغذاء وعلف الأنعام.

الدراسة التي نحن بصدها هي خلاصة البحث التي قمنا به من أجل الحصول على شهادة "ماستر" في علوم الأرض –تخصص: موارد مائية- تحت عنوان: "مقاربة نوعية للمياه الجوفية لمنطقة غرداية".

Icon 08

2.منطلقات موضوعية:

قبل أن ننطلق في موضوعنا لابد لنا من توضيح ثلاث نقاط أساسية ينبني على فهمها الجيد الاستيعابُ الكامل والمقنع الذي نرجو أن يصل إليه القارئ لهذا الموضوع:

1.يسود منطقة غرداية مناخ صحراوي يتميز بخاصيتين أساسيتين متناقضتين:

كمية التساقطات السنوية ضئيلة وجِدُّ متذبذبة يبلغ معدلها 60مم.

الكميات التي يمكن للجو أن يبخرها هائلة قد تصل إلى 3000مم سنويا.

لذا فإن المورد المائي الوحيد هو المياه الجوفية المستخرجة بالآبار التقليدية.

2.سيلان أودية بلاد الشبكة موسمي، فهو مقرون بالأمطار الرعدية المفاجئة عادة، والتي تؤدي في بعض الحالات إلى فيضانات كاسحة، وهذه الوديان هي المصدر الوحيد لتغذية الطبقات الجوفية بالمياه، مما يستوجب احتواء أي قطرة من قطرات المطر.

3.تختلف مياه الآبار كمّاً ونوعاً من منطقة إلى أخرى، لكنها متعلقة أساسا في كميتها بالتساقط –كما أسلفنا- أما نوعيّاً فهي مميزة غالبا بتراكيز عالية من الأملاح المذابة في اللتر الواحد مما يشكل صعوبات بالغة في استعمالها خاصة للسقي.

Icon 08

3.وادي مزاب وأهم روافده:

واد مزاب هو أحد أهم وديان بلاد الشبكة، يسيل من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي مرورا بقرى سهل وادي مزاب ثم زلفانه إلى سبخة صفيون بنقوسه شمال ورجلان. وطوله الإجمالي من أعالي واد لبيض إلى المصب 300 كلم. أهم روافده وأطوالها بالتقريب هي:

واد لبيض 70 كلم

واد لعديره 55 كلم

واد انتيسه 40 كلم

واد التوزوز 15 كلم

واد أزويل 8 كلم

في الخريطتين المرفقتين نتعرف على توزع تلك الوديان والتقاءها مع بعضها في الأعلى، وعلى أهم الروافد الفرعية لواد مزاب.

إن الحوض الهيدروغرافي لواد مزاب واسع وشاسع جدا مقارنة بمساحة كل القصور مجتمعة، وهنا نفهم كلام الشيخ حمو والحاج رحمه الله: "أَلِّيغْ إِيوِيغْدْ وَارْ، بَتَّا تَجِّيمَازْدْ أَبْرِيدَسْ يَلَّا دَالرَّحْمَتْ، بَتَّا لَاشْ يَلَّا أَوَنِّيَاشْ".

في الاصطلاح، نعتبر موقع الرافد (يمين أو يسار) حسب اتجاه سيلان الوادي، ومحليا نسمي الشعاب المتواجدة على يمين الوادي "إِغَزْرَانْ إِغَرْبِيِّينْ" والمتواجدة على يسار الوادي "إِغَزْرَانْ إِشَرْقِيِّينْ".

علما بأن الواد يسيل إلى الجنوب الشرقي أي في اتجاه القبلة عموما، لذا نقول "أَمَانْ اَتْقَبْلَنْ"

أ. إِغَزْرَانْ إِغَرْبِيِّينْ:

واد لبيض: الرافد الأساسي لواد مزاب.

التوزوز: يصب في أحباس ن التوزوز ويسقي تيجما تغربيين.

أريدان: رافد صغير نوعا ما، يقع بين واديي لبيض والتوزوز ويمر في وسط بلدية الضاية.

أخلخال: يسقي البساتين العليا في تيجما تغربيين.

واد بلغنم: يصب بواد مزاب على مستوى مراوط بالوح.

انتيسه: أحد الروافد الأساسية كذلك، يسقي تيجما ن آت يسجن.

 

ب. إِغَزْرَانْ إِشَرْقِيِّينْ:

لعديره: ثاني أهم رافد لوادي مزاب، موجود في شمال تجما ن تغردايت.

إنيرز: بمحاذاة تارجا ن بوشمجان، وخلفه الشعبة ن بوشن.

تارجا ن الشيخ باباوالجمة: تصب في مجرى الوادي قبيل باب حواشه.

واد أزويل: يسقي تيجما ن آت بنور.

لايتمزا: تصب في واد مزاب قبيل تاجنينت.

بالإضافة إلى الكثير من الشعاب والروافد الصغيرة. والله أعلم وأحكم..

دور نظام تقسيم المياه في الاستغلال الأمثل لمياه السيل:

نظام تقسيم مياه السيل يعتمد على مبدأ الاستغلال الكلي والأمثل لمياه الأمطار وعلى التقسيم العادل لهذه المياه على مجموع الواحة. فيمكن حصر أدواره على أربعة مراحل:

1.التجميع.

2.التوجيه.

3.التخزين.

4.التوزيع.

وتشارك في هذه الأدوار هياكل بُنِيَت وصُممت خصيصا لهذا الغرض، نذكرها باللغة المحلية وبالمفرد:

تارجا                 أحباس                       ترست

تصنبت             أرصفت

 

Icon 08

من خلال الدراسة المعمقة والمتأنية تبين لنا البعد الحقيقي لمساهمة كل العناصر السابقة في تثمين الأدوار المذكورة، من أجل استغلال أمثل للمورد المائي بما يعود للنفع للإنسان أولاً ثم بما تحققه من توازن في العناصر:

ويتجلى ذلك في النقاط التالية:

1.تخفيض تركيز الأملاح في مياه الآبار بفعل السدود ذات التخزين المؤقت (بوشن، التوزوز) أو التي تعمل كممهلات على طول الوادي (أحباس اجديد الوحيد الذي بقي إلى الآن) وهذا يتضح جيدا في الذوق الحلو لمياه منطقة "باباوالناصر" ناحية "بوشمجان" مثلاً حيث توجد آبار المياه العذبة الموجهة للشرب.

2.إمداد طبقات الأرض الجوفية بالماء والتي تقوم بدور التخزين الدائم وحفظ هذه المياه من التبخر، سواء بالسدود أو خاصة بالآبار المسماة "تِرْسِين نُ اسْوَطَّ نْ لَغْدير" أي التي تقوم بإنزال مياه السيل إلى الطبقات الجوفية وهذا بفعل الإنسان.

 

3.غسل الأراضي الزراعية من تراكمات الأملاح التي تبقى بعد السقي وهذا بإدخال مياه السيل إلى البساتين.

5.الخلاصة:

إن وادي مزاب متحف مفتوح لكل باحث يريد أن يتعمق في تراثه، لكن ما نشاهده من تجاهلٍ وإهمالٍ وتنكُّرٍ له من طرفنا، نحن أحفاد هؤلاء العباقرة الذين جعلوا الحياة ممكنة في هذه الربوع، ينذر بكارثة محتملة قد تدفع أحفادنا إلى مغادرة هذا الوادي بحثا عن وطن آخر يأويهم؛ لذا لابد لنا من توصيات نأخذها في نهاية هذا البحث، وهي:

1.ضرورة المحافظة على هذا التراث الإنساني وعدم تخريبه خاصة ما لم نعرف حكمته، فالإنسان "عدو لما جهل".

2.السعي إلى إعطاء الصبغة العلمية لهذا التراث من خلال تخصيص دراسات معمقة.

3.استخلاص استنباطات ميدانية لهذا التراث من أجل تطبيقه في مجال أوسع.

والله أعلم وأحكم..

----------------------- 

(01)المصدر: كتاب مزاب بلد كفاح. تأليف: إبراهيم محمد طلاي. ص 63-65.

(02) بقلم: يوسف بن محمد بن ج قاسم حكيمي؛ باحث في مجال تسيير الموارد المائية..

المصدر nir-osra.org

لَعْوَايَدْ نْ إِيدَّا نْ اوَرْنَانْ أَغْلَانْ

لَعْوَايَدْ نْ إِيدَّا نْ اوَرْنَانْ أَغْلَانْ(01)

Icon 08

"...أما الحصاد، فكذلك يتوزعون على قطعة من الزرع، يتنافسون في الحصد وهم يرددون أناشيد وأذكار تحمسهم على العمل:

اللهمّ صلِّ وسلِّم على النبيء محمد

يا حمــامــة يـربــي             سيدي يا رسول الله

احمامتين أو زوج اقمار             سيدي يا رسول الله

أنا عاقب من جبـانــة                 سيدي يا رسول الله

القيت فيها ناسْ ارقود             سيدي يا رسول الله

رقـديـن رقــد الهـنـا           سيدي يا رسول الله

ها كـذاك نــعـود أنــاي               سيدي يا رسول الله

وأمثالها من أناشيد شعبيّة تحمِّسهم فلا يشعرون بالتعب، فما أسرع ما يجد الزرع نفسه نائما مربوطا حزما ينضِّض بعضها على بعض حتى يتم فيوسد ليدرس، وعند الدرس يكون في أندر طبيعية من الأرض الصلبة، أو مصنوعة في شكل مستدير مرتفع على الأرض، ويكون التطوع أوسع، فيأتي المتطوعون بأنفسهم ودوابهم عشية يحملون الزرع من مكانه إلى الأندر، ثم يستديرون بكل عرمة تلقى لترص بالأيدي، ثم تربط الدواب شريطا من ثمانية أو عشر دواب بحبل يصل بينها من أعناقها شريطا أو شريطين حسب كثرة الزرع ووسع الأندر إلى أن يفصل الحب عن التبن، ثم يمسك الرجال في رقاب بعضهم دائرة ملتحمة، ويدقون الزرع بأرجلهم في حماس يسمع دويه من بعيد.

وعند الدرس لابد من أذكار حيث يستذرون بطرف الأندر يفتحون ما تكدس تحت أرجل الدواب بأرجلهم لينعم درسه وهم يذكرون: " صلى عليك يا محمد، صلى على النبيء المختار، لا تاخدش امرأة تكون رديلة، لا تركب هيّا وازمان عليك، لا تسكن في برج إكون عالي حتى تعرف واش سب اعلاه، لا تسكن في برج إكون خالي حتى تعرف واش سب اخلاه ". وبين كل مقطع يردد الجميع المقطع الأول: "صلى الله عليك"..الخ.

هكذا يتواصل العمل ثم يستديرون حول الأندر بعد درسه ويغطونه بأقمشة واسعة، ويرفع كل اثنين منهم أيديهما متشابكة بالزرع يذرونه للريح ليرمي التبن بعيدا ويبقى الحب، ثم يغربل ويملأ في أكياس بمكيال "الحتية" لإخراج الزكاة، وقد لا يتم فيصبحونه ولا يصعب عليهم ذلك إذ الكل ينتظر دوره في نظام يتفقون عليه.

وطعامهم عند الغذاء تمر وخبز الطاجين مغموس في خليط من السمن واللبن، والعشاء طعام عادي تجتمع النساء على طبخه كالعرس..."

 

--------------------------------------

(01) كتاب بحوث ومحاضرات في الدّين والحياة، الاقتصاد في وادي ميزاب، للشهيد بالحاج بن عدون قشار. ص: 239-240-241

المصدر nir-osra.org

من تضحيات خدمة البئر

من تضحيات خدمة البئر

Icon 08

...وما دمنا نتكلم عن حفر الآبار فلا بأس بذكر نوع من الأجور كان يُعطى للعمال الذي يحفرون لاسيما إذا كانوا يحفرون في الصخور، وذلك أنهم كانوا يحاسبون الأجير على حسب ما يقتلع من الحجر فكلما ملأ وعاء بالحجر إلا وملئوه له بالقمح أو الشعير وهذا على حسب الأوقات والظروف، وأما من كان يُصفي البئر فهو بالطبع يعمل طول يومه في الماء فإنه علاوة على أجره يعطون له رطل سمن يشربه قبل النزول في الماء لئلا تتضرر صحته بطول الوقوف في وسط الماء، ويجعلون على فم البئر أقواهم وأعقلهم لأن إمساك الغرارة -وهي ما تحمل الردم من البئر- تحتاج إلى المهارة والقوة والتعقل وإلا فإن أبسط خطأ قد يؤدي بحياة الذين في أسفل البئر ويعلم الله وحده كم من أناس قضى الموت عليهم، كما وقع في البئر الموجودة في غابة "عين أَوْلَوَالْ" في العطف وهي ملك لآل بكلي" قد عمل فيها أخوان، من المخادمة الذين جاءوا من وارجلان، كان أحد الأخوان في قاع البئر وكان أخوه يمسك الغِرارة، وذات يوم كان بعض العمال يجرون الغِرارة وهو في فم البئر ليمسكها وقبل أن يمسكها نادى بأعلى صوته "أَيَّاوْ هْنَا" وهو النداء المعروف فلما توقف الذين كانوا يجرون الحبل الذي يحمل هذه الغِرارة غلبته فرجعت إلى البئر وسقطت على أخيه فمات لحينه، وكم لهذه القصة من النظائر في مختلف القرى ومن يدري لعل صاحب هذه القصة هو الذي اختار أخاه ليقف على باب البئر لثقته فيه، وأذكر أن أحد العمال في سنة 1934م كان يحفر في حاسي "اجْدِيدَه"في غابات "أَوْلَوَالْ" في العطف بجانب المبرد الكهربائي فسقط عليه حجر صغير ربما كان أصغر من بيضة الحمام فمات ليومه، والطبيب العسكري هو الذي قال هذا عندما فحصه وأذن بدفنه.

وكثيرا ما تنهار البئر على من فيها من العمال وهنا يُعلن في البلدة نفير عام حتى ينقذ المنكوبون، وكثيرا ما يكونون على قيد الحياة إذا منَّ الله عليهم فوجدوا متنفسا وهناك حكاية لطيفة وقعت لأحد الأبطال المعروفين بشجاعتهم وإيمانهم بأن لكل أجل كتاب وهو المرحوم "سماوي الحاج اسماعيل بن قاسم" أو "بن كاسي" كما يقولون المتوفي حوالي سنة 1900م، فقد انهارت عليه هو وأصحابه بئر وتنادى المؤمنون، وظلوا يحفرون سائر اليوم حتى انقدوهم أحياء كلهم، لأن الله سبحانه مَنَّ عليهم بحجر مصفح كبير مثل الذي يجعل في باب البئر ويسمى بالمزابية "مَدُونْ"، اسقط مُتكئاً وأمسك الرَّدم فوقه فصاروا يتنفسون تحته حتى أدركتهم النجدة، وبعد أن خرجوا من البئر سالمين، ذهب إلى بيته وإذا بوالدته تقول له: إني لا أقبل بعد اليوم أن تنزل بئرا لقد كدنا نفقدك في حادث الأمس. فقال: يا أماه إن الناس الذين ماتوا على ظهر الأرض أكثر بكثير من الذين ماتوا تحتها، إن الأجل هو الذي يقتل. فوجدت كلامه حقا فسكتت، وقد اختصر طريق الجواب فاقتنعت لحينها.

 ------------------------------------

(01) كتاب رسالة في بعض أعراف وعادات وادي ميزاب، الحاج أيوب إبراهيم بن يحي، ص 44-45

المصدؤ nir-osra.org

نزح الماء من البئر (أجباد)

يقوم الفلاّحون الميزابيون بالري عن طريق الآبار , التي تعتبر المصدر الوحيد , تقريبا , للمياه بوادي ميزاب , و في جميع المناطق الصحراوية في العالم , كما سبق الذكر , و كذلك على الوادي المحيط بالمدينة , و الآبار عدة أنواع , كما أن طرق استخراج المياه منها متنوعة كذلك .

 طرق استخراج المياه : نموذج بئر تقليدية

ajbad01


الطريقة التقليدية :

يتم نزح الماء من البئر بوادي ميزاب , بواسطة الجمل أو الحمار أو البغل , الذي يجذب الدلو بواسطة حبلين يمران على بكرتين , وذلك باتباع درب مائل يخفف عليه مشقة الجذب .عند إفراغ الدلو في الحوض تعود الدابة في اتجاه البئر لتتكرر العملية . يرافق الفلاح الحيوان ذهابا و إيابا لحثه على السير , ومساعدته في الجذب و تفريغ حمولة الدلو في الوقت المناسب , هذه الحمولة تتراوح بين عشرين وثلاثين لترا , ومعدل النزح مرتان في الدقيقة , و ينزح الحمار 3 أمتار مكعبة من الماء في الساعة , ولايؤنس الفلاح إلا موسيقى البكرتين أو مايكرره من آيات القرآن , و لازال بعض المسنّين بستعمل هذه الطريقة إلى اليوم , لاستمتاعه بها.

الفلاح قديما بمزاب هو أول من يخرج من البلدة إلى واحاته وذلك قبل آذان الفجر بكثير، ويستمر في جهد عضلي شاق جدا إلى المغرب مع بعض أوقات الاستراحة، وقد قدر أحد الباحثين المسافة التي يقطعها الفلاح في نزح الماء من البئر بـ: 40 كلم يوميا.

 

طريقة الرّي :

طريقة ريّ الواحات في وادي ميزاب , هي طريقة بسيطة جدّا , تعتمد على حفر السواقي التي تجري بين الأشجار و النخيل و تنقل المياه إليها , و هذه المياه تأتي من البئر ثم تصبّ في حوض مخصص لها بجانب البئر , ثم تنساب إلى الساقية الرئيسية عن طريق مجرى كبير في أسفل الحوض , و منها إلى السواقي الفرعية التي تمر على كامل الغابة.

 

طريقة أخرى هي آفراض:

afradh n wamane

وني اقارناس افراض يروزد اي جا . ايجروا امان اماسس افراض يتتيلي يفتش يرزم باش ادياجم أمان تتوغن ايمزوار سخدامنت ايمار نتيرميزين. يقار ينزي حدني يرزم نغ يفتش أن وفراض جا هو الدي يوجد داخل المنزل اما افراض يستعمل لجلب الماء من البئر عندما يكون منسوب المياه منخفض خاصة في فترات تيرميزين حيث ينبسط ويفتح على مصرعيه فيجمع الماء '' افراض هو الجمع'' افراض هو الجمع بالامازغية فهو يجمع الماء عندما ينبسط على الارض يستعمل في فترات الجفاف حيث يكون منسوب المياه منخفض نستعمل فيها تقنية جمع المياه.

 

 

يناير ذكرى الإحتفال بالأرض

يناير والماء(1)

Icon 07

بلاد الشبكة أو واد مزاب عمره أهله بكدّ يمينهم وعرق جبينهم، واستمرت رحلة البناء قرونا طويلة امتزج فيها الفكر الإباضي بصلابة العنصر الأمازيغي وتمسكه بأرضه، وبتطور النظام الاجتماعي وهيكلة أفراد المجتمع ضمن العشائر والمنظمات العرفية، مما أثمر حضارة اعترف بها القريب والبعيد.

وكان وجود الماء التحدي الأكبر لاستمرار الحياة في هذا الوادي .. فلا السماء تغيثهم بما يكفيهم من الماء ولا الأرض تحتفظ بالكميات القليلة التي تجود بها السماء في أوقات متقطعة، لذلك شمر الأجداد عن ساعد الجد فحفروا مئات الآبار وشيدوا السدود وأسسوا نظاما لتوزيع المياه توزيعا عادلا يصل إلى جميع الأجنة والواحات، واجتهدوا أن لا تضيع قطرة ماء وتذهب سدى دون استغلال، وقد كتب الفرنسيون وغيرهم بانبهار في وصف نظام تقاسيم المياه، ودرسوا أدق التفاصيل التي بني عليها هذا النظام.. وهنا يطرح السؤال المؤلم: هل حافظنا -نحن أحفاد هؤلاء الذين اقتطعوا من لحومهم ليعمروا هذا الوادي- على هذا النظام وغيره من الأنظمة العرفية والاجتماعية؟

ينار بالنسبة للمزابيين حدث هام يرتبط بالفلاحة والأرض، وهم يحيون هذه المناسبة وألسنتهم تلهج بالدعاء لله تعالى ليفجر عيون الأرض ويغيثهم بماء منهمر ينفعهم ويسقي زروعهم ودوابهم، فحري بنا أن نحافظ على جوهر هذا الاحتفال ونجعله مناسبة لتجديد الوفاء لجهود أسلافنا، والعزم على مواصلة مسيرتهم حسب ظروف عصرنا وتحدياته الراهنة.

اللهم ارحم أجدانا الذين شرعوا في حفر الآبار وهم متيقنون أنهم لن يصلوا في حياتهم ليطفئوا ظمأهم منها، بل كان منتهى أملهم أن تجد الأجيال اللاحقة ما يرويها ويحفظ حياتها.

أسڨاس دمبارش.

ينار والأرض(2)

ينايرهو رأسالسنة الفلاحية الأمازيغيةو ذكرى الاحتفال بالأرض، بخدمتها وحمايتها قبل كل شيء، بني مزاب وكغيرهم من أمازيغ العالم، لهم تقاليد راسخة وسجل حافل في خدمة الأرض، بعضها لا يزال ماثل، متناثر هنا وهناك، والبعض الاخر، أهمل وخرب بفعل جاهل أو متعنت وكلهما في الإثم سواء.

من الفلاحة أنطلقت قصة إعمار الوادي، وللفلاحة لا بد من ماء، فكانت ملحمة الماء في مزاب، فيحفر ألاف الآبار على طول مجرى وادي مزاب، وعلى فترات زمنية متباينة (في تجنينت مثلا، وفي الثمانينيات، تم إحصاء أكثر 400 بئر من ناحية آيت أم زا، إلى ناحية أولاوال، أغلبها مطمور في وقتنا هذا....)، وفي مختلف قصور مزاب تتوزع العشرات من الأبار والتي تم حفرها في صخور صماء نزولا إلى قاعدة الجبل فمصدر الماء.... .

معدل التساقط في المنطقة ضئيل جدا، يقابله نسبة تبخر عالية نتيجة الحرارة الشديدة في المنطقة، لذلك كان لبد من حل ذكي لتصدي لظاهرة، فكانت السدود، والتي تعمل أساسا على (تخزين المياه، وتجميع التربة الغنية من مختلف الشعاب لإستغلالها في الفلاحة....).

بضع قطرات ماء، كانت تعني الكثير، خاصة خلال بدايات الإعمار، (فمثلا خندق "أودي سعيد" هو عبارة عن مجرى أو خندق محفور في صخور صماء على مسافة طويلة، لتحويل إحدى الشعاب من ناحية "تيزواغين" إلى مجرى "آيت أم زا" للإستفادة من تلك المياه....)، وربما توجد أمثلة مشابهة في مناطق أخرى من مزاب...

واحات مزاب، واحات إصطناعية، أنشئت أساسا من جهد الإنسان، والطبيعة الجغرافية للمنطقة تؤكد ذلك (صخور كلسية صماء، تتخللها عدة أودية متشابكة متذبذبة الجريان، منها جاء اسم بلاد الشبكة....)، وأمام قلة الأراضي المستصلحة، وندرة الماء، كان لابد من إستغلال أي شبر صالح، ومن نماذج ذلك الزراعة على ثلاث مستويات من الاعلى إلى الأسفل (النخيل، ثم الأشجار، ثم الخضروات والحشائش).

موضوع الفلاحة في مزاب، موضوع شاسع ومتشعب، وقضية الماء في العالم، قضية مهمة واستراتيجية، لشعوب التي تحترم نفسها وتخطط لمستقبلها، وأقل ما يجب علينا كأفراد وجماعات، وأمام عجزنا عن مواصلة مسايرة النسق الحضاري، هو المحافظة على إرث الأجداد، والتوعية به لناشئة خاصة، والسعي مع الإدارة الوصية لسن قوانين لحمايتها، وتشجيع الباحثين على تناول مواضيع في هذا الشأن....، فمظاهر مثل: (هدم الأبار ، وتلويث المخزون المائي، والبناء والزحف الأسمنتي في المجال الفلاحي المائي....)، لا تخدم المنطقة مطلقا، بل تنجر عن ذلك أثار وخيمة مثال: (فيضانات 2008 نموذج لعدم أحترام المجال الفلاحي الزراعي....، وملوحة وتلوث مياه الأبار بسبب جريان المياه الملوثة في مجرى الوادي أثر في التربة والمنتوج بالتبع...).

ينار كانت محطة فرح وإبتهاج وعيد

تنميرث.

-------------------------------------

(1) بقلم  Yahia Azghar

(2) رابط المنشور