الخلاف في إخراج زكاة الفطر طعاما أو نقدا
الأصل في تحديد زكاة الفطر أنها صاع من الطعام
ووزن ما يوضع في الصاع يكون حسب ثقل ذلك الطعام الذي يوضع فيه
والقيمة ستكون بناء على قيمة ذلك الطعام في السوق وحسب ذلك الوزن
فصاع مثلا من السميد المتوسط (نوعية وسعرا في السوق) سيزن حوالي 2 كيلو و 250 غراما
فانظر سعر ذلك النوع من السميد واضربه في ذلك الوزن لتعرف القيمة بالتقريب
والوزن سيختلف طبعا إن كنت أردت إخراج التمر مثلا
فوزن صاع من السميد لا يساوي نفس وزن صاع من النوعية الفلانية للتمر
وكذلك السعر يختلف
فلذلك تحمل أيها الفرد مسؤوليتك في تحديد القيمة
فأنت إنسان تشتري حاجياتك دائما وتعرف مجريات السوق وبإمكانك التقدير والتحري بنفسك
لا أقول هذا للتشكيك في من يخرج القيمة، فهو قول قال به من قال من أهل العلم جزاهم الله خيرا
فلا يعتب من يخرج القيمة على من يخرج الطعام (السميد والتمر مثلا)
ولا يعتب من يخرج الطعام على من يخرج القيمة
بل لنترفع ولنتقبل الاختلاف ولنتسامح
وعلى الفقهاء في المنابر بعد بيان الراجح لديهم في أي مسألة فقهية أن يبينوا للناس أن تلك المسألة اجتهادية ويسع فيها الاختلاف ولا يجوز فيها أي تعامل يدل وكأن ذلك المختلف قد وقع في إثم وضلالة...
وويل لمن أفتى على المنابر بصورة تجعل الناس يخرجون من عنده ناقمين على من يعمل بفتوى أخرى خلاف الفتوى التي سمعوها منه .. اتقوا الله في أنفسكم وفي من يعمل بخطبكم وفتاواكم...
هذه المسألة نموذج، وغيرها كثير...
لن نقضي على الاختلاف مهما حاولنا
ولن نوقف عجلة الاجتهاد في المسائل الظنية مهما حاولنا
وغبي من يتوهم أن وحدة الأمة إنما هي بوحدتهم في المسائل الاجتهادية التفصيلة .. بل ننصحه أن يقرأ شذرات من سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم..
وتأبى حكمة الله تعالى إلا أن تبقى تلك التفاصيل متجددة مع الإنسان والزمان والمكان..
وعذرا..
هيا قم واهتم بزكاتك وزكاة من يلزمك شرعا، ولا تشوش عليك هذه التفاصيل عن الاشتغال بالسعي إلى أداء هذه الشعيرة الطيبة..
لنتسامح فيما بيننا ونتقبل الاختلاف....
فتلك مسائل إجتهادية يسع فيها الإختلاف
فالوحدة ليست في المسائل الفرعية الظنية