السوق في قصر العطف تجنينت
تجنينت ⵜⴰⵊⵏⵉⵏⵜ
إن الأسواق بمزاب لا تعتبر فقط مكانا لعرض السلع والبضائع، أو مخصصة لعملية البيع والشراء فقط، فهي تتعدى ذلك ولها وظيفتها الاجتماعية.فهي إلى جانب كونها مكانا لتبادل السلع عن طريق المزاد العلني لكل سكان البلدةوالقوافل الوافدة من خارجها. فقد كانت أيضا تؤدي وظيفة اجتماعية هامة، إذ تعتبرالمكان العمومي الوحيد بعد المسجد الذي يتسنى فيه للسكان الالتقاء ببعضهم البعضوقضاء حوائجهم، وتبادل الأخبار وتفقد أحوالهم يوميا، لهذا فهي تشكل حلقة هامةفي النظام الاجتماعي بوادي مزاب من طرف أمين السوق المعين من طرف العزابة،تفتح مباشرة بعد صلاة العصر والدعاء لله بأن يبارك للجميع أعمالهم وتجارتهم، ثميجلس العزابة في مكان مخصص لهم يراقبون عملية البيع والكيل والموازين، ونجد كذلك في السوق لكل عشيرة في البلدة مكانا يجلس فيه ضمانها للإشراف على شؤون أفرادها أو تقديم يد العون أو المساعدة أو السؤال عن أحوال أفرادها، وذلك الى غاية ما قبيل آذان المغرب.
وقد مر السوق في العطف بمراحل وشهد تطورات عديدة. في البداية كان موجدا فيساحة نونة والتي تتواجد بجهة القبلة للبلدة في الفترة التي شهدت تشييد القصر،وهذه الساحة كانت صغيرة المساحة ولم تكن سوقا بأتم معنى الكلمة يوجد بها دكاكين لعرض السلع، وبجانبها بئر للماء الصالح للشرب ولا يزال. ومع التوسع العمراني الذي عرفه القصر وتنامي عملية المبادلات بازدياد القوافل انتقل السوق إلى المكان المتواجد به حاليا، حيث هناك ساحة واسعة في جوانبها حجرات ومخازن، وهي وقف للعشائر كما ذكرنا وللمسجد وخارجه كانت هناك ساحة فيها تتوقف القوافل. وقد شهد السوق عدة ترميمات لكنه حافظ دائما على طابعه المميز وهندسته القديمة.