موسم الحج

موسم الحج: عادة توديع الحجاج واستقبالهم

Icon 07

من العوائد أو السنن المستحسنة عندنا بمزاب، مرافقة الحجاج عند خروجهم للحج أو ملاقاتهم عند الرجوع.
وقد كان عندنا يتكرر بتكرر سفر کل مجموعة أو رجوعهم، لكن لما اتسع العمران وكثرت وفود الحجاج أصبح ذلك من الصعب تحقيقه فاقتصرت بعض القرى على الوفد الرسمي أو الأول والأخير، وصورة ذلك أنه عندما يعزم الحاج على السفر للحج يخبرون المسجد فيعلن للناس عن وقت خروجهم لمن رغب في مرافقتهم لمكان الانطلاق في السفر فيجتمع الحجاج ومرافقوهم بالمسجد، فيصلي الحجاج ركعتين عملا بسنة رسول الله ﷺ له في ذلك.
عن رسول الله ﷺ أنه قال: " ما خلف أحد عند أهله خير من ركعتين يركعهما حين يريد سفرا ". وعن ابن مسعود قال: جاء رجل إلى النبيء ﷺ فقال: " إني أريد السفر إلى البحرين فقال صل ركعتين ".
فإذا صلى الحجاج ركعتين دعوا بالدعاء المأثور عن رسول الله ﷺ كان يقوله وهو: " اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل والمال والولد، اللهم إني أعوذ بك من الضنة في السفر، والكآبة في المنقلب، اللهم أطو لنا الأرض وهون علينا السفر "، ويدعو أيضا هذا الدعاء: " اللهم إنك افترضت الحج وأمرت به فاجعلني من وفدك الذي كتبت ورضيت " ثم يخرجون والعزابة أمامهم يقولون: " يا عظيم الجود يا مولانا بلغ المقصود يالله يالله " إلى مكان الخروج إذ يقف الناس صفا بعد جماعة العزابة فيودعوهم، وربما كانت كلمة توجيهية حول الحج وفضله والترغيب في أدائه.
ومثل ذلك يقع عند الرجوع فعندما يشرع الحجاج في الرجوع فمن أراد استقبالهم أخبر العزابة بوقت وصولهم فيكون الإخبار للناس بالمسجد بوقت الوصول فيستقبلوهم خارج البلد، وبعد السلام والمصافحة ينصرفون في نظام يتقدمهم العزابة وبعدهم الحجاج وهم يقولون: "الحمد لله والشكر لله ما خاب عبد قصد مولاه" يرفع بذلك ثلاثة من العزابة صوتهم، ثم يتبعهم الجميع وهم سائرون حتى يصلوا المسجد، فيصلي فيه الحجاج ركعتين وهو سنة كان يفعلها رسول الله إذا قدم من سفره حسبما رواه مسلم عن كعب بن مالك قال: كان رسول الله ﷺ " لا يقدم من سفر إلا نهارا عند الضحى فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى ركعتين " وبعد صلاة ركعتين تكون كلمة توجيهية تصدرها تهنئة الحجاج وذويهم إشعارا بروح التضامن.
وملاقاة الحجاج والتماس الدعاء منهم من السنة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " يغفر الله للحاج ولمن استغفر له الحاج " وعن عبد الله ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: " إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته فإنه مغفور له ". لذلك من عادة الناس أنهم يأتونهم بأوان من عسل وغيره ليسترقوا لهم، ولا يخفى علينا ما نُكرره دائما أن ذلك لمن حجَّ حجّاً صحيحاً وقد تاب من ذنوبه ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ المائدة: 27.
وبعد ذلك يرافقوهم إلى ديارهم وهم يكررون الشعار المتقدم، ففي ذلك تشجيع للحاج وترغيب لغيره وتعظيم لشعيرة من شعائر الله والإسلام، وتمتين لروابط المحبة بين المؤمنين والأقارب، وتثبيت الأخوة وأداء لحق واجب بين المسلمين لما روي عن رسول الله ﷺ قال: " للمسلم على أخيه ست بمعروف: يسلم عليه إذا لقيه، يشمته إذا عطس، ويجيبه إذا دعاه، يعوده إذا مرض، ويحضر جنازته إذا مات، يهنيه بمسرة، يعزيه بمساءة ".
-بتصرف-
المصدر: nir-osra.org
المرجع: كتاب عوائد مزاب سنن لا تقاليد - تأليف: الشهيد بالحاج بن عدون قشار، ص: 98-99-100.

Tags: تراث, عادات تقاليد