الميزابيون في المقاومة الشعبية

charles V 2الميزابيون في المقاومة الشعبية

أرى من واجبي قبل أن أبدا في هذه النقطة أن أوضح ملاحظة جديرة بالاعتبار، وهي أننا إذا قلنا "الميزابيين" لا نعني بالكلمة كل الميزابيين. ففي المواقف السابقة، في العهد التركي، كانت الأعمال والمواقف تصدر عن القيادة الجماعية لسكان ميزاب، كما رأينا ذلك في رسالة العزابة لداي الجزائر.

أما في هذا الفصل، وهو فصل المقاومة، فمن أمانة التاريخ أن نذكر مشاركتهم في المقاومة في مختلف نواحي الجزائر ولكننا لا نعني بكلمة الميزابين كل الميزابين أو أغلب الميزابين، فنحن إلى حد الآن لا تملك مصادر تثبت اتفاقهم كلهم على دعم المقاومة وإن كانوا في مجموعهم مندفعين من منطلقهم الديني في معركة الكفر والإيمان، ولذلك نجدهم شاركوا أفرادا وجماعات في أغلب المقاومات والانتفاضات وابتداء من الأمير عبد القادر بطل المقاومة الشعبية إلى يوم استقلال الجزائر.

1. فمع الأمير عبد القادر، كانت جماعة معتبرة منهم أمين خزانته السيد أميني الحاج، من بني يسجن، كان في قصر الشلالة، ثم كاتبه اليد الحاج باي أحمد من مليكة، حضر معه في "معاهدة التافنة".

2. مشاركتهم في ثورة بن زعمون، بنواحي البليدة.

3. مشاركتهم في ثورة المقراني، والشيخ الحداد، وقد استشهد أحد الأبطال، يسمى بولنعاش باحمد، من غرداية أمام داره بمجانة، قرب برج بوعريريج.

4. وفي ثورة الشيخ بوعمامة، وأولاد سيدي الشيخ كانت إعانتهم كبيرة سيما في العتاد والسلاح، وهذا التأييد كان من أسباب استيلاء الفرنسيين على ميزاب في سنة 1882. ورسالة الوالي العام "جول تيرمان" تذكر ذلك، وكذلك رسالة الكومندان "ديبري" إلى مسؤوليه، حين يذكر الأسباب التي دعته إلى الزحف على ميزاب، وتركيز حمية هناك، يقول: "إن ميزاب يسمى عند سكان الصحراء خزان البارود " le grenier de la poudre" لأن قوافل الميزابيين كانت تجلب ملح البارود والكبريت من الجنوب التونسي، فيصنعونه بارودا ويمدون به جميع جيوب حرب المقاومة في الصحراء، فهم قد عقدوا معنا معاهدة في سنة 1853م فهم يمسكوننا بيد، ويمدون المقاومة بيد أخرى ولذلك قررنا الزحف على غرداية لنتمكن من مراقبتهم أو ما في معنى ذلك"

ولا نريد أن نستمر في سرد جميع المشاركات، لكيلا نطيل عليكم.

-----------------------------

(01) المصدر: الشيخ القرادي آثاره الفكرية. ص144-176.

المصدر nir-osra.org

 

 

Tags: تأريخ, حضارة, سياسة, تراث