• الصفحة الرئيسية
  • بطولات المزابيين موديول 2
  • النّضال السّياسي والعسكري من أجل وحدة الجزائر واستقلالها

النّضال السّياسي والعسكري من أجل وحدة الجزائر واستقلالها

Icon 07الفترة الأخيرة من العهد الرابع

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

اتّخذ المخطّطون الفرنسيون لفصل الصّحراء عن الجزائر، منذ نشأة شركة ريبال[1] للتّنقيب عن البترول سنة 1946، محور ارتكازهم على بني مزاب خاصة، باعتبارهم، سياسيا وجغرافيا وتاريخيا، العنصر الأساسي الحسّاس في الصحراء، يعتمدون عليهم في الدّرجة الأولى في إنشاء الجمهورية الصحراوية[2].

اضطرّت الحكومة الفرنسية، وقد أحرجها الموقف المتصلّب للشّيخ بيوض في المجلس الجزائري، إلى إرسال لجنة برلمانية إلى مزاب سنة 1951. فقام الشّعب بمظاهرات سلمية في كلّ مدينة، أمام أعضاء اللّجنة، يعبّرون عن تمسّكهم بفكرة ربط مزاب بالشّمال في السّياسة والإدارة، وقد ألقى الشّيخ بيّوض أمام هذه اللّجنة خطابا، يؤكّد فيه رفض فصل وادي مزاب عن الشّمال وربطه بالجنوب.

وفي 16 مارس 1952، قدِمت لجنة برلمانية أخرى لنفس الغرض، فكانت النّتيجة كذلك أنّ مزاب لا يريد بأيّ ثمن فصله عن الشّمال.

ولمّا رات فرنسا ذلك التّصميم المحكم، فاجأت المزابيين بمؤامرة مقاطعة تجارهم ببعض مدن التّل في ماي 1955، على يد الريحاني وأشياع (الحركة الوطنية الجزائرية)[3]، ذهب ضحيّتها كثير من الشّهداء، وأحرقت دكاكينهم وانتهبت أموالهم في العاصمة وبوفاريك والبليدة والأوراس وغيرها.

وقد لعبت الصّحافة التّونسية دورا محمودا لإطفاء نار هذه الفتنة، فنشرت مقالات عديدة:

أوّلها: في جريدة الأسبوع التونسية عدد 399 يوم 19 سبتمبر 1955، تحت عنوان: فتنة لعن الله من أيقظها، بإمضاء نور الدّين بن محمود.

ثانيها: في جريدة الصّباح التّونسية عدد 1165 يوم 9 أكتوبر، فيه نداء الزّعيم صالح ابن يوسف إلى الجزائريين: أن يحذروا مقاطعة بني مزاب، وخطاب له في الموضوع.

ثالثها: في الأسبوع عدد 403 يوم 10 أكتوبر تحت عنوان: الاعتداء على التّجار المزابيين ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)، بإمضاء نور الدين بن محمود كذلك.

رابعها وخامسها، في البلاغ التّونسي عدد 111 يوم 21 أكتوبر: إلى أبناء الجزائر العربية المسلمة، بإمضاء محمّد الحفيظ، والجزائر تتحرّر بالاتّحاد، بإمضاء محمّد الشاذلي النفير الكاتب العام لجمعية الشّبان المسلمين.

سادسها: في جريدة الاستقلال التّونسية عدد 4 يوم 21 أكتوبر تحت عنوان: نداء إلى الوحدة، بإمضاء صالح فرحات عن اللّجنة التّنفيذية للحزب الحر الدستوري.

سابعها: في البلاغ التّونسي عدد 112 يوم 22 أكتوبر نداء من طلبة الدّول العربية واستنكار مقاطعة المزابيين تحت عنوان: إليكم يا أبناء الجزائر.

ثامنها: في البلاغ عدد 123 يوم 4 نوفمبر نداء استنكار وتحذير، بإمضاء علال الفاسي رئيس حزب الاستقلال المراكشي.

تاسعها: في الأسبوع عدد 411 يوم 26 ديسمبر تحت عنوان: لا خوارج إلاّ من تواطأ مع الاستعمار، بإمضاء أبي حفص.

ولم تتوقّف هذه المقاطعة إلاّ بتدخّل قادة جبهة التّحرير الوطني: عبان رمضان، وابن يوسف بن خدّة، ورباح الأخضر، في أفريل سنة 1956.

أدرت فرنسا يوم 7 أوت 1957 المرسوم القاضي بإنشاء عمالتي الواحات والساورة، وما سمّته بالمنظّمة المشتركة للمناطق الصحراوية، التي كانت تشمل بعض البلدان الإفريقية الخاضعة للاستعمار الفرنسي: التشاد، النّيجر، مالي، وموريطانيا[4]. تبلغ مساحة عمالة الواحات 1.302.000 كلم2، وعدد سكانها عندئذ 350.000 نسمة.

أنشأت فرنسا وزارة خاصّة بالصّحراء في نفس السّنة، وكان مركز عمالة الواحات مدينة الأغواط، ثمّ تحوّل إلى ورقلة يوم 1 جانفي 1960. وضع على رأس العمالة مجلس استشاري عام، يُعْنَى بدراسة مشاريع تنمية العمالة والسّياسة المالية ومناقشة الميزانية السنوية. في انتخابات 26 أفريل 1959 لأعضاء المجلس الاستشاري العمالي، فاز الشيخ بيوض بتمثيل القرارة وبريان، ومحمّد بن صالح يحي تمثيل بني يزقنوبونورة والعطف، أمّا غرداية ومليكة والضاية، فقد تمّ إلغاء فوز عيسى بن يحي بَالُولُّو بتمثيلها من طرف منافسه بابا بن إبراهيم بوعروة، ليعاد انتخاب بالولو مرّة أخرى لهذا المنصب يوم 4 جوان 1961. فكان الشيخ بيوض عضوا في كل من لجنة المالية، ولجنة الأشغال العمومية والنقل، ولجنة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. أمّا عيسى بالولو فكان رئيس لجنة الأشغال العمومية والنّقل، وعضوا في كل من لجنة المالية، ولجنة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولجنة تنظيم العمران والبناءات المدرسية. وكان محمّد بن صالح يحي نائب رئيس المجلس الاستشاري العام للواحات، وعضوا في كل من لجنة الأشغال العمومية والنقل، ولجنة المالية، ولجنة تنظيم العمران والبناءات المدرسية، وممثّل لدى اللّجنة التقنية العمالية للنقل.

وسبق المجلس الاستشاري العام المجلس الإداري المؤقّت لعمالة الواحات.

إنّ الصحراء بالنسبة لدوغول، ذات أهمية سياسية. وهي المستودع البترولي الذي يضمن لفرنسا استقلالها الاقتصادي عن الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أيضا ميدان للتجارب النووية الفرنسية، ومركز للاتّصالات المستقبلية.

أوفد الجنرال دوغول في أكتوبر 1959 رئيس الوزراء مِيشَالْ دُوبْرِي[5] والكولونيل الجزائري على مراد من الأغواط إلى وادي مزاب، فعقدا اجتماعا في قصر بلدية غرداية، حضره النّائب في المجلس الوطني الفرنسي الغول محمّد بن سليمان بودي، والأعضاء في المجلس العمَالي، ورؤساء البلديات في مزاب، فبذلا محاولات يائسة في إقناعهم بقبول فصل الصّحراء عن الجزائر فلم يفلحا[6].

وكان دعاة الفصل يجمعون على أنّ بني مزاب إذا لم يقبلوا انفصال الصّحراء عن الجزائر، فإنّ شيئا من ذلك لا يتم، فقبولهم ضروري، ووجودهم ضمن هذه الجمهورية الصّحراوية هو ضمان وجودها وبقائها.

في أواخر سبتمبر 1960، أوعزت قوّات الاستعمار إلى قوات ابن الونيس المتمركزة في ضاية ابن ضحوة، بالهجوم المفاجئ على الشّعب الأعزل، فهمجوا على جماعة من المزابيين، خرجوا من المسجد بعد صلاة المغرب في بوشمجان من أجنة غرداية، فقتلوا أربعة منهم رميا بالرّصاص، على مرأى ومسمع من قوات العدو[7]. هؤلاء الشّهداء هم إبراهيم بن سليمان علوط ومحمّد بن باعيسىعطفاوي ومحمّد بن باحمد فخار وحمّو بن عمر أُوبَكَّة.

وفي 7 ديسمبر 1960، أصدر دوغول أمره بفصل الصحراء عن الجزائر وربطها راسا بفرنسا. والجدير بالذّكر أنّ الجنرال لم يتلقّ أيّ برقية قبول وتأييد في ذلك من مزاب.

عندئذ، أوفد دُوغُولْ إلى مزاب وزير الدّفاع أُلِيفْيِيقِيشَارْ[8]، فاجتمع بالشيخ بيوض، ومعهما رئيس دائرة غرداية الكولونيل كْلاَنْ كْلاَشْ[9]، والسيّد علي الناصري رئيس بلدية غرداية. وبعد تفاوضهم في وحدة التّراب وفصل الصّحراء، طلب الوزير من الشّيخ بيوض بإلحاح شديد أن يوافق على الفصل ، وعلى تأسيس

دولة حرّة قاعدتها مزاب، فأجابه الشيخ بيوض: «بما أنّ الصحراء تضمّ خليطا من السكّان، بني مزاب والشعانبة والمخاليف وغيرهم، فالجواب على طلبكم يكون على طريق استفتاء حر، فالقضية قضيّة الجميع لا تخصّنا نحن المزابيين».

النتيجة التي أسفرت عنها كلّ المحولات التي قامت بها السلطات الفرنسية، لتليين جانب الشيخ بيوض والمزابيين، يدلي بها السيد رضا مالك، الناطق الرسمي للوفد الجزائري في مفاوضات إيفيان: «سمعت من أوليفيقيشار مستشار برئاسة الجمهورية الفرنسية، أنّ الجنرال دوغول أرسله إلى الصحراء سنة 1960، ليتّصل بالمزابيين، يعرض عليهم تكوين مملكة ميزابية، كما كلّفه بالاتصال بسكان تامنغاست لنفس الغرض. ويقول أوليفيقيشار: اتّصلت بالشيخ بيوض بغرداية لهذا الغرض، فرفض هذه الفكرة وهذا العرض رفضا قاطعا، وقال لي الشيخ بيوض: إنّ منطقة مزاب جزء لا يتجزّا من التراب الجزائري»[10].

في 13 أوت 1961، أشعل المستعمرون وأذنابهم من الانفصاليين فتنة عمياء بين الإباضية والمالكية في وارجلان، دامت نحو شهر، جرت أثناءه حوادث قتل وتمثيل، ونهب دكاكين الإباضية، وإحراق ستور الجريد حول نخيلهم، وإفساد غللها. وبدأ دخان هذه الفتنة يظهر في غير وارجلان.

وفي مناسبة جنازة الشّاب القتيل القراري من ضحايا هذه الفتنة في وارجلان، بكير بن أحمد سليمان بوعصبانة، ألقى الشّيخ بيوض دروسا مدّة ثلاثة أيّام في القرارة لإخماد نار الفتنة، حضرها آلاف من الإباضية والمالكية.

من جهة أخرى، فإنّ الضابط الثّاني في جيش التّحرير الوطني احمد طالبي بعث برسائل تهديد وإنذار إلى الرّؤساء في وارجلان: علي الصديق، والطالب الطيّب إمام مسجد المالكية، وقائد العيد النّائب العمَالي، وبوعافية الخليفة شيخ البلدية، الذين يبيّتون باللّيل مع نائب عامل العمالة مَارْتَانْ أَرْبيلاَنْ إذكاء هذه الفتنة[11].

وكرد فعل على انطفاء هذه الفتنة في مهدها، وعلى إصرار بني مزاب على الحفاظ على وحدة التراب الوطني، تعرّض التجار المزابيون في الشمال إلى مضايقات واستفزازات من البنك الجزائري، والبنك الشعبي خاصّة، لخنق تجارتهم، وهُدّدوا بالإفلاس، وذلك بامتناع البنوك عن تغطية مصاريفهم، وبمطالبتهم بتسديد الديون في الحال.

ثّم جرّب العدو أسلوب العنف، فمكروا بالقرارة مكرا لم تشهده قرية في الصحراء. ففي يوم 28 أكتوبر 1961، طوقت البلدة بالدبابات والمصفحات، وأخرج الرّجال كلّهم من المدينة، وحشدوا في مركز التجمّع لاستنطاقهم، لمدّة ثلاثة أيّام كاملة، ولم تسلم المدينة من التفتيش الدّقيق من قبل الحركيين الذين فاق عددهم 1500[12].

ومن بين الأعوان الذين سخرّتهم فرنسا لخدمة أغراضها حمزة بوباكر، رئيس المجلس العمَالي والنّائب العام على دائرة متليلي. فبعد فشله في حمل الشّخصيات الصّحراوية على الفصل، بالوعود تارة وبالتّهديد تارة، قام في 4 ديسمبر 1961 بزيارة إلى النّيجر، برفقة الوزير السّابق للصّحراء مَاكْسْ لُوجُونْ، وحاول أن يتحدّث، بوصفه ممثّلا لسكّان الصّحراء، مع رئيس النّيجر السيد حماني ديوري، يستميله لتأييد المشروع القديم (الجمهورية الصحراوية المستقلّة). لكن ديوري واجه برفض صارم وقال له: «لن أعين أبدا على خلق كاطنغا صحراوية»[13].

أمّا عن حرب التّحرير، فإنّ الولاية السّادسة تكوّنت بعد مؤتمر الصّومام في 20 أوت 1956، تحت قيادة العقيد أحمد بن عبد الرزّاق في مركزها الأوّل وهو غابة الحاجب ببسكرة، التي هي ملك لآل خبزي القراري، وانضمّ كلّ أبنائه إلى صفوف الثّورة.

وقد توقّف إطلاق النّار سنة 1962، ومركز قيادة المنطقة الخامسة من الولاية السّادسة في العطف. وكانت مساحة هذه المنطقة تمتدّ ما بين الحدود التّونسية بوادي سوف شرقا، إلى الأغواط غربا إلى تامنراست جنوبا.

في أوائل 1956، بعثت قيادة جبهة التّحرير من العاصمة جيشا تحت قيادة ابن القهيوة، تمركز في سطافة قرب بريان. وفي نفس العام أتى محمّد جغابة بأوّل جيش إلى وادي مزاب من بسكرة، فتمكّن بواسطة أولاد خبزي وأولاد بوهون من تنظيم أوّل قاعدة للثّورة في المنطقة، فأسّسوا يومي 23 و24 أكتوبر خلية رسمية لبني مزاب في غرداية، تشتمل على أربعة عشر شخصا من علماء المدن السبع وأعيانها، مركز اجتماعاتها بقاعة في متجر السيّد على بن عمر الناصري.

وفي نفس الشّهر، بعث العقيد الحواس إلى مزاب جيشا آخر من بسكرة.

وفي أواخر 1956، بعث العقيد الزيان إلى وادي مزاب جيشا ثالثا تحت قيادة بالخير العيفاوي من نواحي الجلفة، وتمركز في مدينة العطف.

ثمّ إنّ العقيد الزيان أرسل إلى الشّيخ بيوض الغزال الحاج سليمان، وكلّفه بتنظيم خلايا جبهة التّحرير الوطني في القرارة، وأصبح الشّيخ بيوض مسؤولا عن هذه الخلايا إلى الاستقلال. وإنّ حصار القرارة من قبل الاستعمار في 31 جانفي 1957، وأخذ المواطنين بالقوّة من ديارهم، دليل قاطع على أنّ أبناء هذه المدينة قد انخرطوا بقوّة في جبهة التحرير الوطني.

بات المزابيون في مشكل العمل مع ثلاثة جيوش في ناحية مزاب: جيش ابن القهيوة المتّصل بالعاصمة، وجيش محمّد جغابة المتّصل بالعقيد الحواس، وجيش بالخير العيفاوي المتّصل بالعقيد الزيان. وكانوا يسعون دوما للتّوفيق بينهم وتوحيد الخطّة، وكان الكومندان محمّد علي الأحوج مبعوثا من طرف لجنة التّنسيق والتّنفيذ بالعاصمة لهذا الغرض في ماي 1957، فاجتمعوا في العطف، فتمّ الاتفاق على توحيد الخطّة تحت جبهة التّحرير، وكان الشّيخ سليمان ابن يوسف قد بذل في هذا الأمر وإزالة هذا المشكل مساعي حميدة[14].

     وما كدر الصّفو بعد انضمام الجيوش إلى بعضها إلاّ وصول جيش ابن الونيس إلى مزاب في سبتمبر 1957، حيث قام بمعارك في العطف في أكتوبر الموالي، وسعى في القبض على الكومندان محمّد علي، الذي نجا بمساعدة المزايين له، رغم مساندة القوات الاستعمارية لجيش ابن الونيس. تعطّلت حركة الكفاح نوعا ما مدّة ثلاثة شهور إلى يوم 22 ديسمبر، حيث قدِم أحمد طالبي ورشيد الصائم لتجديد النّظام في الكفاح، وتمركز طالبي في مدينتي بريان والقرارة.

وكان في كلّ بلدة مزابية خلية لجبهة التحرير الوطني، وكان الإشراف على:

- خلية غرداية لعلي ناصري.

- خلية بونورة لعمر داودي ومحمّد داودي (لَمْدَبّر)

- خلية بني يزقن لإبراهيم بن صالح دواق.

- خلية مليكة لعمر بن سليمان سكوتي.

- خلية العطف لإبراهيم قرادي وسليمان ابن يوسف.

- خلية بريان للقائد أوراغ وعمر بن سليمان بودي.

- خلية القرارة للشيخ بيوض.

وفي يوم 29 جانفي 1959، ألقي القبض على غزال الحاج سليمان، وتبعا لذلك ألقي القبض على خلية القرارة وخلية غرداية، بعد اكتشاف أمرهم ممّن لا يطيقون كتمان السر.

بالانضمام العضوي لمزاب إلى الثورة، وجدت كلّ مشاكل السوقيات تقريبا حلها في المنطقة. إنّ التّنظيم السّياسي والإداري للمدن السّبع كان يزوّدها بسخاء بالدّراهم والغذاء والدّواء والّسلاح والذّخيرة المستوردة من ليبيا. نقل هذه البضائع كان مضمونا من طرف السيّد محمّد بن عبد الله بليدي بوكامل الذي كان يكلّف أبناءه للمناسبة لسياقة شاحناته. ويشهد السّيد ياسين دمرجي، ضابط سابق في جيش التّحرير الوطني ومستشار سابق في وزارة الثّقافة، أنّ السيّد نور الدّين بليدي بوكامل لم يبخل على الثّورة الجزائرية بطائرته الخاصّة التي كان يضعها في خدمة المجاهدين.

وفي يوم 13 جوان 1960، جاء إلى وادي مزاب رابح الأبيض بجيشه، فصاروا يتجوّلون في نواحي مزاب. وفي نهاية المطاف نزلوا بونورة فاستقبلهم مجلسها المدني.

وكان أمر هذا الجيش مكشوفا لدى السّلطات الاستعمارية، فحاصرت الوادي للتّفتيش عنه، بم أدّى في النّهاية إلى نشوب معركة شعبة النيشان بغرداية يوم 17 جوان 1960، قتل فيها من جنود العدو أربعة وثمانون. وقد حاصر العدو مدينة بونورة بعد أن غادرها الجيش في نصف اللّيل، ومكثوا في أجنّتها نحو شهرين يمكرون ويفسدون الحرث[15].

وتمركز أحمد طالبي في غرداية مع بداية أكتوبر 1961، وحوصرت مليكة يوم 5 أكتوبر، وفي 6 منه، وقعت معركة الضارية في الأنهج والمنازل والسطوح، ودمّر الاستعمار بقنبلة من الطّائر الدّار التي كان الثوّار يقاومون منها، فاستشهد أحمد طالبي وعطب سعيد عبادو، وقد ترك العدو في المعركة عددا كبيرا من القتلى المظلّيين وغيرهم[16].

هذا عن الثورة التحريرية في مزاب، أمّا عن دور المزابيين فيها خارجه، فإنّ متاجرهم في جميع أنحاء التّراب الوطني لعبت دورا حساسا في حرب التّحرير، حيث كانت مراكز هامّة لنشاطات الثّورة.

قد يبلغ عددها في العاصمة وحدها نحو ثمانية وعشرين مركزا، منها نحو سبعة رئيسة في أحياء غلاء المستعمرين، كانت مقر اجتماعات لجنة التّنسيق والتّنفيذ ونشاطاتها ومستودع أسرارها.

يقول السيّد ابن يوسف ابن خدّة، عضو لجنة التّنسيق والتّنفيذ لجبهة التّحرير الوطني (1956- 1957م) ورئيس الحكومة المؤقّتة للجمهورية الجزائرية (1961- 1962): «كان التّجار المزابيون من أخلص المساعدين الذين عملت معهم، كانوا يتمتّعون بجدّية وطنية فائقة، فوجودهم داخل الحي الأوروبي قد سهّل كثيرا مهمّة لجنة التّنسيق والتّنفيذ... كانت محلاّتهم مراكز للبريد ومستودعات للوثائق والمناشير والجرائد، والجرائد، والأسلحة والذّخائر، ومراكز للطّباعة السرّية، وملتقيات للمناضلين المطاردين من طرف الشّرطة الاستعمارية، نقلوا في سيّاراتهم الخاصّة الأسلحة والذّخائر ومختلف الوثائق، رغم الخطر الذي يتعرّضون له، فهم صورة ناصعة للمناضل الجزائري الوفي»[17].

كان محل الحاج إسماعيل بن محمّد سماوي أحد هذه المراكز. فقد قام بأعمال جليلة منذ اندلاع الثّورة، واشتدّ عليه الطّلب بأمر من الجنرال مَاسُو، فاقتحم خط مَورِيسْ لاجئا إلى تونس، ودخل عاصمتها يوم 11 ديسمبر 1957. ولمّا تأسّست الحكومة المؤقتة في 19 سبتمبر 1958، عيّنته داعية للجبهة في المشرق العربي، فقام بواجبه على أكمل وجه، انطلاقا من الأردن، فمصر، ثمّ المملكة العربية السعودية، مرورا بسوريا، ليستقر به المقام بالمدينة المنورة في ديسمبر 1960 إلى سبتمبر 1961، ثمّ عاد إلى تونس ومفاوضات إيفيان على قدم وساق. وغي الهدنة رجع إلى بومرداس[18]. وتعرّض دكّانه للتّدمير ثلاث مرّات عام 1961.

كان دكّان الحاج عمر بن باحمدجلمامي، سنوات 55- 57، في الرّتبة الثّانية من الأهمّية بعد دكّان الحاج إسماعيل سماوي، مركزا من مراكز لجنة التّنسيق والتّنفيذ.

كانت أختام الجنرال بِيجَارْ ومَاسُوْ وعامل عمالة الجزائر، التي تمكّنوا من الحصول عليها، قد أودعوها في محل جلمامي، تختم بها الجوازات ورخص السّير والتنقّل، وبطاقات التّعريف للأسماء الحربية.

أضف إلى هذين المتجرين:

- متجر آل ابن عيسى، حيث كانت تطبع المناشير بالدهليز، ومنها قرارات مؤتمر الصومام في خريف 1956.

- متجر سليمان باباعدون وأحمد بن محمّد سعيد.

- متجر الحاج عبد الله زرقون.

- متجر باحمد بن بكير سماوي.

- متجر إسماعيل باباعمي.

في 12 مارس 1957، احتجزت السّلطات الاستعمارية في زنزانة (طَرْوَا كَافْ)[19] بالحراش، عن كلّ مدينة من مدن مزاب السّبع، شخصا، بأمر من الكابتان شَارْبُونْيِي، للاستنطاق في أمر الشّبكة المكشوفة من طرف الخونة، لخلايا بني مزاب، وكان من بين هؤلاء المحتجزين بجاج الحاج أحمد محمّد بن باحمد قاضي المحكمة الإباضية بالعاصمة.

إنّ السيّدين ابن يوسف ابن خدّه والعربي بن مهيدي أدارا معركة الجزائر العاصمة من ثمانية عشر مركزا، كانت كلّها للمزابيين في الأحياء الأوروبية[20].

أدلى السيّد لخضر ابن طوبال، وزير الداخلية في الحكومة المؤقتة الأولى والثانية لجمعية قدماء تلاميذ معهد الحياة بالقرارة، يوم 25 فيفري 1990، ما يلي: «...وكانوا (المزابيون) دائما إلى جانب جبهة التحرير الوطني، ولم تحاكم جبهة التحرير قط مزابيا واحدا على الخيانة والإجرام. إنّني أعرفهم منذ كنت على رأس الولاية الثانية بقسنطينة...و كانت ثقتنا فيهم كاملة. عندما نحتاج إلى مبلغ مالي ضخم... يكفي أن نتصل بمسؤولهم...كثيرون مثلا يجهلون أنّ نساء ميزابيات ناضلن في صفوف الفدائيين...فأنا شخصيا أعرف ثلاثا منهنّ كنّ يعملن في صفوفنا بقسنطينة، وإحداهن تحت التعذيب دون أن تقر باسم واحد».

وفي بسكرة كان بستان أولاد خبزي عيسى مكانا استراتيجيا، اتخذه الوطنيون مركز تجمعاتهم واستعدادهم قبل اندلاع الثورة. فلمّا اندلعت اتخذه الثوار معقلا حربيا، لوجود مكامن آمنة فيه تحت الأرض للجيش، بمنافذ متعددة محروسة، كما كان مستشفى لمعالجة الجنود، وذلك إلى أوائل سنة 1957.

يقول الشّيخ القرادي: «ولا شكّ أنّ السّطحيين الذين ينظرون إلى الظّواهر، قد تخدعهم قلّة الأسماء في جبهات القتال، غافلين عن النّسبة العددية. ومع ذلك فقد لمعت هناك أسماء وسجّل شهداء، ورجع من جبهات القتال بعد الانتصار مناضلون، ولم يطلبوا من الدّولة ثمنا لوطنيّتهم، بمنحهم ألقابا أو سلطة، وإنّما رجعوا في تواضع إلى أعمالهم الحرّة... دون ضجيج ولا صخب... أمّا الدّور الذي قام به المزابيون في هذا النّضال...فلعلّه يتلخّص في الخطوات الهامّة الآتية:

أوّلا- في جبهات القتال:

قد أخذ المزابيون في هذا المجال قسطهم الذي يتناسب مع حجمهم وربّما كان أكبر قليلا...

ثانيا- التّمويل:

لاشكّ أنّ تمويل الثّورة لا يقلّ أهمّية عن حمل السّلاح فيها، وقد اعتمدت الثّورة الجزائرية ضدّ الاستعمار اعتمادا كاملا على متاجر المزابيين...

ثالثا- تأمين الأشخاص:

بمجرّد ما يحسّ أحد رجال الثّورة... برقابة السّلطة الاستعمارية أو بتتبّعها له، فإنّ أوّل متجر للمزابيين يقع في طريقه يكون صالحا لأن يكون مخبأ أمينا له، فيلجأ إليه في الحال...

رابعا- تأمين المواصلات:

فقد كانت مطالب الثّورة تنتقل على أيديهم من بلد إلى بلد، في صورة لبضائع في متجر من متاجرهم، لتصل بالتّدريج... إلى أماكنها من جبهات القتال، في بطون الأودية ورؤوس الجبال...

خامسا- تأمين المخابرات:

قد قام التجّار المزابيون في تونس وأفراد البعثة العلمية هناك بربط كثير الحلقات بين الحكومة الجزائرية المؤقّتة في تونس وقيادة النّضال في داخل الجزائر. وقد كانت بعض متاجر المزابيين في أغلب المدن الجزائرية بمثابة دور البريد أو مراكز المخابرات للثّورة...».

لقد كان يحي بن حمو الواهج، من بريان، يقوم بالوساطة بين الحكومة المؤقتة الجزائرية بتونس والولايات الست الجزائرية، ينقل ملفات الأسرار من الحكومة إلى رؤساء الولايات، ويقوم بتبليغ الرسائل المتبادلة بين الجنود واللاجئين إلى تونس وبين أوليائهم في الجزائر.

ويمضي الشّيخ القرادي قائلا: «ولقد نال التّجارَ المزابيين بسبب هذه الأعمال كلّها كثير من الشرّ والأذى، كالسّجن والضرّب والتّعذيب بأنواعه المختلفة، ومصادرة الأموال.

ولكّن الاستعمار في جميع حالاته تلك، لم يستطع بجهازه التّعذيبي الجهنّمي وبطاقمه الوحشي أن ينتزع سرا من مزابي واحد...ولقد لقي بعضهم حتفه تحت التّعذيب، دون أن تنفرج شفتاه عن أيّ سر من أسرار الثّورة...

وكان أوّل ثلاثة الأطباء، انضمّوا إلى صفوف الجيش في أوّل يوم، من المزابيين، استشهد منهم اثنان وهما إبراهيم ترشين في نواحي الونشريس في نهاية 1961 قرب الأصنام (الشلف)، وبكير قضي في جبال سوق أهراس عام 1960، وقد سمّي باسمه مستشفى غرداية. أمّا الدّكتور الثالث فهو عبد الرّحمن باباعمر، ولم يكن من أبناء المزابيين طبيب غيرهم...»[21].

نذكر بالإضافة إلى هذين الشّهيدين آخرين:

- محمّد بن إبراهيم دادي حمو المولود ببني يزقن عام 1919، ألقي القبض عليه يوم 13 نوفمبر 1958، واغتاله الجيش الفرنسي في بوقادير (الشلف).

– الممرّضة مريم بنت عبد العزيز عبد العزيز التي استشهدت في سطيف يوم 15 مارس 1957.

- الممرّضة فاطمة الزهراء بنت محمّد بافاضل.

- الرّائد عبد الكريم بن يوسف موكا الذي استشهد في معركة ببريكة عام 1960.

- وكيل (الأمّة المزابية) إبراهيم بن بالحاج حجوط الذي استشهد يوم 24 جوان 1962.

- الضّابط في الولاية الخامسة سليمان بن محمّد بودي.

- إبراهيم بن إبراهيم الحاج عيسى الشّهيد في جانفي 1960 قرب حمّام بوزيان.

- الضّابط حمو بن إبراهيم اعمر التّاجر بقسنطينة.

- قاسم بن إسماعيل تاجرونه الشّهيد في 9 فيفري 1959 بناحيه تاخمرت.

- حمّو بن قاسم بابا أو إسماعيل الشّهيد يوم 22 أكتوبر 1957 قرب وادي زناتي.

- محمّد بن يوسف جهلان الشّهيد في تيهرت.

- محمّد بن مسعود شرع الله الشّهيد يوم 4 ديسمبر 1958 ببريكة.

- حمّو بن بالحاج معلال الشّهيد في ديسمبر 1960 في عنابة.

- يحي بن عمر الطّالب باحمد الشّهيد في 1958 قرب عين مليلة.

- صالح بن الحاج إبراهيم كريم الشّهيد قرب الأغواط.

- قاسم بن الحاج بكير بلعديس الشّهيد يوم 6 مارس 1962.

- إبراهيم بن عيسى الكبش الشّهيد عام 1960 بوهران.

- عيسى بن علي اقمغار وابنه إبراهيم الشهيدين يوم 10 أفريل 1962 بحسين داي.

- عمر بن محمّد بابا عمّي الشّهيد يوم 21 جانفي 1962 بالحراش.

- محمّد بن محمّد يعقوب وأخوه إبراهيم الشّهيدين في ورقلة.

- المنور إبراهيم بن قاسم باسليمان الشّهيد في الأغواط.

- الحاج محمّد بن الحاج عب العزيز الشّهيد عام 1955 بالعاصمة.

- محمّد بن باحمدبسيس الشّهيد عام 1961 ببوسعادة.

- بكير بن أحمد سليمان بوعصبانة الشّهيد في أوت 1961 بورقلة.

- صالح بن عيسى حماني الشّهيد في أوت 1961 بورقلة.

- عباس بن خويلة لالوت الشّهيد في سيدي بلعباس.

- محمّد بن يحي زكري الشّهيد يوم 1 جوان 1962 بعنابة.

- الحاج محمّد بن باحمدجلمامي يوم 30 مارس 1957 بالحراش.

- محمّد بن الحاج الشريفي الشّهيد في أفريل 1959 بالبليدة.

- محمّد بن سليمان بودبرة في جويلية 1957 بالثنية.

- قاسم بن الحاج محمّد بوسحابة في سبتمبر 1957 قرب سطيف.

- موسى بن يحي زنداري التّاجر بمداوروش عام 1961.

- الحاج إبراهيم بن يحي زنذاري التّاجر بسدراته.

- عمر بن أحمد كيوكيو التّاجر بسطيف.

- عمر بن الحاج إبراهيم الزيتون الشّهيد في جويلية 1956 بالبليدة.

- عبد الله بن محمّد مرغوب الشّهيد في فرنسا.

- سليمان بن حمّو أبو العلا الشّهيد عام 1957 في ندرومة.

- أحمد علواني الشّهيد عام 1957 في ندرومة.

- صالح بن الأخضر حمدي عيسى الشهيد عام 1957 في ندرومة.

- عبد الكريم بن أحمد ابن رابح الشهيد بالعاصمة عام 1960.

- باحمد بن محمّد باعماره الشهيد بالعاصمة عام 1962.

- مسعود بن بابه الأزوش الشهيد ببسكرة عام 1956.

- سعيد بن قاسم البكاي الشهيد ببسكرة عام 1956.

- بانوح بن محمّد علواني الشهيد بالعاصمة.

- عمر بن محمد علواني الشهيد بالعاصمة.

- قاسم بن علب الجعدي الشهيد بالعاصمة.

- صالح بن إبراهيم بكوش الشهيد بالعاصمة.

- الشيخ بن صالح بوستة الشهيد بالعاصمة.

- عمر بن محمّد أبو القاسم من مواليد القرارة.

- أحمد بن محمّد شرع الله من مواليد مليكة.

- يحي بن باحمدكعبوش الشهيد بوهران.

- أحمد بن عمر الشهيد عام 1958.

ولا ننسى ضحايا حقد منظمة الجيش السرّي الإرهابي الذي اتّبع سياسة الأرض المحروقة، أمام اقتراب موعد الاستقلال المحتوم، فأخذ يطلق النّار على المدنيين العزّل ويخرّب المحلاّت بقنابله البلاستيكية، وطالت بذلك قائمة المعطوبين من بني مزاب في مدن التّل، وتعرّضت متاجرهم للتّدمير والإحراق. من بين هذه المحلاّت نذكر على سبيل المثال شركة فتح النّور لتجارة الجملة في العاصمة، وكانت من أهم المراكز للثّورة الجزائرية، فقد هجم عليها الجيش السرّي في 27 ماي 1962، فنبهوا ودمّروا بالقنابل البلاستيكية، وأشعلوا النّيران فيها، فاحترقت عن آخرها. ويذكر التّقرير الذي قدّمته الغرفة التّجارية والصّناعية بغرداية حول هذه الأحداث ما يلي:

أوّلا- إنّ المحال التّجارية والمخازن التي أغلقت لأصحابها من سكّان وادي مزاب في جميع مدن التّل بلغ عددها 417.

ثانيا- عدد أرباب العمل الذين شلّت حركتهم 524، وعدد الصنّاع والعمّال المحرومين من الشغل 1500 عاملا.

ثالثا-قيمة الخسارة المالية 51536529.00 فرنكا جديدا.

في تونس لمّا دعي الطّلبة باسم اتّحاد الطلّبة المسلمين الجزائريين للتّنجيد، إلى مراكز التّكوين العسكري والسّياسي بالكاف وسياقة سيدي يوسف وغيرهما، استجابت نخبة من طلبة البعثة المزابية، وكان من أبرزهم الطّالب بكير أولاد بابهون الذي قضى فترته التّدريبية، وأبدى فيها كفاءة ومقدرة، فعيّن بدوره مدرّبا في نفس المركز بالكاف، فخرّج أفواجا من الجنود والضبّاط قبل أن يسمح له بمواصلة دراسته بالكويت ثمّ بالولايات المتّحدة، بتوجيه من الحكومة المؤقتة الجزائرية[22].

لقد كان لأبناء مزاب دور هام في تكوين أفواج الكشافة الإسلامية الجزائرية بتونس، إبّان الثّورة، خصّة قاسم بابكر الذي استشهد في حادث سيارة، في طريق عودته من أوّل مؤتمر تعقده قيادة الكشّافة بعد الاستقلال. ومثله كذلك الأستاذ أيّوب سماوي الذي انتخب عضوا في المجلس الأعلى للكشافة التونسية عام 1957، وعضوا في المكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين (فرع تونس) مكلف بالشؤون الكشفية والرياضية في نفس السنة.

ولمّا تأسّست المنظّمات الرّياضية للشّباب الجزائري المغترب في تونس، تحت إشراف المجلس الأعلى للشّباب والرّياضة، انتدب نائب رئيس البعثة المزابية الأستاذ أيّوب سماوي عضوا بالمجلس الأعلى للشّباب والرّياضة الجزائري، ونائب مسؤول فريق جيش التحرير الوطني لكرة القدم، لمّا قام بجولته التاريخية عبر العالم العربي، وقد أجرى فيها ما يزيد عن ثمانين مباراة، من ديسمبر 1957 إلى ماي 1958، قصد الدعاية للثورة الجزائرية والتعريف بها عن طريق الرياضة.

 


 

[1]- .REPAL

[2]- حمّو عيسى النّوري: دور المزابيين، الجزء الثاني، 284.

[3]- الحركة الوطنية الجزائرية: تأسّست في ديسمبر 1954 من طرف مصالي، بعد الانشقاق الذي وقع في حزب الشّعب الجزائري – حركة الانتصار للحرّيات الديمقراطية.

[4]- حمّو عيسى النّوري: المصدر السّابق، 304.

[5]- Premier Ministre Français de 1959 à 1962,Michel DEBRE

[6]- حمّو عيسى النّوري: دور المزابيين، الجزء الثّاني، 293.

[7]- نفس المصدر، 294.

[8]- Olivier GUICHARD

[9]- .KLEINKNECHT.C

[10]- ­محمّد ناصر بوحجام: الشّيخ بيوض وقضية فصل الصحراء عن الشمال، 32،31.

[11]- حمّو عيسى النّوري: دور المزابيين، الجزء الثّاني، 324.

[12]- بكير عوشت: الإمام إبراهيم بيوض، 81.

[13]- الشّيخ بيوض: أعمالي في الثّورة، 54.

[14]- حمّو عيسى النّوري: المصدر السّابق، 93.

[15]- نفس المصدر، 170.

[16]- نفس المصدر 171.

[17]- بكير عوشت: وادي ميزاب في ظلّ الحضارة الإسلامية، 122.

[18]- حمو عيسى النّوري: دور المزابيين، الجزء الثّاني، 124.

[19]- .TROIS CAVES

[20]- محمّد ناصر: الشّيخ القرادي، 202.

[21]- نفس المصدر، 195-202.

[22]- البعثة المزابية في تونس، 11.

Tags: بطولات المزابيين