دعم بني مزاب للمقاومة ضدّ الاستعمار

دعم بني مزاب للمقاومة ضدّ الاستعمار

الفترة الثالثة من العهد الرّابع

Icon 07

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

     إنّ إعلان الجهاد ضدّ فرنسا من طرف مفتي استنبول في 1914، لبعث الخلافة الإسلامية، استقبل بالتّرحيب في مزاب. ففي 1915م، قام أحد الطّلبة في القرارة بجمع التبرّعات، بحجّة قدوم قريب لسليمان باشا الباروني، وذلك لتموين المدينة وتجديد أسوارها، استعدادا لتكون قاعدة عسكرية، ولإحباط أيّ حصار محتمل.

       لذلك فقد تمّ عزل القائد كاسي بن بوهون، وسجن الطّالب المذكور بتاعضميت في نهاية الحرب العالمية الأولى[1].

       كما انّ الشّيخ صالح بن يحي أنشأ عام 1915 في القرارة فرعا للجمعية السرّية الثّورية، ترأّسّه الشّيخ بكير العنق.

       وعندما انفجرت ثورة الهقّار سنة 1916، جاءها المتطوّعون من مزاب، ملبّين الدّعوة للجهاد المقدّس ضدّ فرنسا الذي أعلنه الزّعيمان أحمد سلطان والشّيخ عبد السّلام[2].

       يقول الكاتب الفرنسي دِيبُون: انّ بعض المناطق الجزائرية، مثل مزاب، قد استقبلت إعلان مفتي إستنبول للجهاد ضدّ فرنسا بالترحيب، وعندما انفجرت ثورة الهقّار، سنة 1916، أيّدها الجزائريون في مزاب بحماس.

       وأيّد بنو مزاب بالعون المالي زعيم الرّيف، عبد الكريم الخطابي، في ثورته بالمغرب من 1920 إلى 1926، كما يشهد على ذلك كاتبه حسن البغدادي[3].

       في سنة 1930، صدر الكتاب الأبيض الإنجليزي حول فلسطين، وممّا جاء فيه:

1- تأسيس مجلس تشريعي في بلاد فلسطين يحتوي على اثنين وعشرين عضوا، منهم عشرة من موظّفي الحكومة الإنجليزية، وسبعة مسلمون وخمسة يهود.

2- مد يد المساعدة للعرب لتبقى لهم أملاكهم.

3- توقيف الهجرة اليهودية إلى فلسطين.

     إثر صدور هذا الكتاب، يطالعنا مقال للفرقد ( سليمان بن يحي بوجناح) في جريدة المغرب يوم 4 نوفمبر 1930، يبيّن فيه خطأ رأي أولئك الذين أحسنوا الظنّ بما جاء فيه، جازما بأنّها ورقة جديدة ألقت بها السّياسة الإنجليزية لتشغل بها الفلسطينيين عن حقّهم المشروع. ويؤكد الفرقد بأنّ الحلّ الوحيد لن يكون إلاّ «بالاستقلال التّام عن أيّ سلطة أو حكومة أجنبية»[4].

     في جوان 1948، تأسّست بالعاصمة لجنة لإعانة فلسطين، تهدف إلى تأكيد التضامن الجزائري الإسلامي مع شعب فلسطين. هذه اللجنة وضعت تحت إشراف الشيخ البشير الإبراهيمي، فرحات عباس، الشيخ بيوض، الشيخ الطيب العقبي. وفي أكتوبر 1948، جُمعت من بني مزاب تبرعات لفائدة الفلسطينيين، بلغت ثلاثة ملايين فرنكا.

 


 

[1]- G.MEYNIER : L’Algérie Révélée, 624

[2]- أبو القاسم سعد الله: الحركة الوطنية الجزائرية، الجزء الثاني، 232.

[3]- علي يحي معمر: الإباضية في الجزائر، الجزء الثاني، 599.

[4]- محمّد ناصر: المقالة الصحفية الجزائرية، المجلد الأول، 413.

Tags: تأريخ, الجزائر, سياسة, كفاح التحرر, بطولات المزابيين