تأصيل ظام العشيرة

التأصيل الشرعي لنظام العشيرة

   إنّ الله تبارك و تعالى يعلن بصريح العبارة : { يَا أّيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثَى, وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَ قَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا, إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ, إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }[1] إنّ أمر الله صريح في الحكمة من جعل أبناء الجنس البشري شعوبا و قبائل لتعافوا, لكنّه نهى و ندّد بدعوى الجاهلية و التعصذب الأعمى للقبيلة, و جعل مقياس التفاضل بين الناس التقوى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :<< إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية و تعاظمها بالآباء, كلّكم لآدم و آدم من تراب >>[2]

نظام العشيرة قديم قدم البشرية, و لمّا جاء الإسلام أقرّه و لم يلغه. أقرّه حين أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله :{ وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينْ }[3] . و أقرّه حين أناط بالعشيرة مسؤولية دفع دية المقتول خطأ, و أقره حسب القفه الإباضي حين كلّف العشيرة بتعيين وكيل على مصالح اليتامى الماديّة و الأدبية, إذا لم يتم ذلك من طرف والدهم في وصيته.

   و الرسول صلى الله عليه وسلم يقرّ بانتمائه شخصيا لقبيلة معيّنة في الحديث الآتي : << إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عل المنبر فقال : " من أنا ؟" , فقالوا : " أنت رسول الله عيه السلام " , فقال : " أنا محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب, إنّ الله خلق الخلق ثمّ جعلهم فرقتين, فجعلي في خيرهم فرقة, ثمّ جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة... >>[4] .

   النظام العشائري, إضافة لما سبق, له تأثير واضح في نصرة الإسلام, فقد سجّل التاريخ اتّفاق بني هاشم و بني عبد المطلب, مسلمين و مشركين, على عدم تسليم محمّد صلى الله عليه وسلم لقريش, فحوصروا جميعا في شعاب مكّة مدّة ثلاث سنوات.

 


[1]- سورة الحجرات, الآية : 13 .

[2]- رواه الجماعة إلاّ ابن حبّان .        

[3]- سورة الشعراء, الآية : 214 .

[4]- رواه الترمذي.

Tags: إجتماع, الدين