تمسك البربر بشخصيتهم
وسابع الأسباب هو ثبات البربر على مبادئهم، وتمسكهم بالفهم. إنهم امة قوية الشخصية، معتدة بنفسها متمسكة بشخصيتها وتقاليدها بنفسها متمسكة بشخصيتها وتقاليدها، وتقلد، ولا تسارع إلى نبذ ما الفته، ولا تأخذ بالجديد حتى تتيقن انه أحسن من القديم الذي عندها. لذلك لم يسارع البربر إلى الاسلام حتى تأملوه، وعرفوا حقيقة، وتيقنوا انه هو مفتاح السعادة، وسبب النجاح، فاقبلوا عليه، ورسخوا فيه رسوخ جبالهم، وثاروا على كل الملوك المسلمين الذين يخرمون أصوله في السياسة، ويعاملون رعاياهم بغير العدل الذي أمر الله به.
ان البربر لا يسارعون كثيرا إلى الإيمان. إنهم لا يؤمنون إلا بعد التروي والتدبر، وفي أناة وتحفظ. وكذلك في الصداقة؛ فان قلب البربري لا يتفتح لك إلا بعد ان يختبرك طويلا، ويدرسك ويعرف حقيقتك، ويثق بك، وإذا تفتح لك قلبه تفاني فيك، واخلص إليك، وثبت على حبك، وكان لك في السراء والضراء، وكان حبك في قلبه درة في محارتها، ولا يؤذيها تقلب الأمواج، وثورة البحر، ولا يكسفها ظلمة للازمات تخيم عليك كظلمة اليم، وملوحة للأيام تعكر صفوك كملوحة البحار !
ان ثبات البربر على مبدئهم وتحفظهم، هو الذي جعلهم لا يفتحون قلوبهم للمسلمين ولا يسارعون إلى الإسلام إلا بعد ان تمنعوا فيه، فعرفوا حقيقته، ورأوا جماله وعظمته في سلوك المسلمين
------------------
محمد علي دبوز تاريخ المغرب الكبير ج2 ص122-123
Tags: الهوية, تأريخ, حضارة, الجزائر, قيم, أخلاق, إجتماع, أنساب, سير وتراجم, الأمازيغية وتيفيناغ