كلمات أمازيغية في طور الانقراض

كلمات أمازيغية في طور الانقراض من الاستخدام الشعبي في أمازيغية الريف

c 7 70 كلمة نموذجا

- كلمة tudert (معناها: الحياة) أصبحت تختفي من الاستخدام الشعبي في مدن الريف، ويستخدم الشباب الريفي بدلها كلمة "لحايات".

- كلمة tidett (الحقيقة) مهجورة من لدن الشباب الريفي الذي يستعمل بدلها كلمة "رحقّ" أو "لحقّ" أو "لحاقيقا".

- كلمة aẓři أو aẓli (معناها: الجَمال / الحُسْن) أصبحت مجهولة أو مهجورة لدى معظم الشباب من الريفيين الذين يستخدمون بدلها كلمة "زّين".

- كلمة yedder (عاش) أو yettedder (يعيش) يتخلى عنها شباب الريف ويستبدلونها بكلمة "إيعيش / يتّعيش".

- أيضا كلمة yezdeɣ (سَكَنَ) أو izeddeɣ (يسكن) أصبح الشباب يتخلى عنها لصالح كلمة "إيعيش / يتّعيش".

- كلمة minzi أو mayenzi (لأن / بسبب أن) أصبحت كلمة شبه مجهولة لدى معظم الشباب والمراهقين الريفيين الذين يستعملون بدلها كلمة porque الإسبانية أو "لاخاطار" أو "لاحقّاش".

- كلمة ajellid أو ajedjid (المَلِك) هي في طور الانقراض. والشباب في الريف يستخدمون بدلها كلمة "لماليك".

- كلمة ijjen (الرقم واحد، 1) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "واحيت".

- كلمة yejrew (جَمَعَ) وijarrew (يَجْمَع) يتخلى عنها الريفيون ويستعملون بدلها كلمة "يجمع / إيجمّع".

- كلمة ajraw (الجمع / التجميع) يستبدلها الريفيون بكلمة "أجماع".

- كلمة timerniwt (الزيادة) يستبدلها الشباب الريفي بكلمة "زّيادا".

- كلمة yebḍa [يبضا] (قَسَمَ / قَسَّمَ / فَصَلَ) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة "إيفارق / يفْرق".

- كلمة msebḍan [مسبضان] (اِفترقوا / انقسموا / انفصلوا) يتخلى عنها الشباب الريفي ويتبنى كلمة "مسفراقن".

- كلمة yeṛwi أو yeṛwey (خَلَطَ) يتخلى عنها الشباب الريفي ويستعمل بدلها كلمة "إيخلّط".

- كلمة yemsar (حَدَثَ / وَقَعَ) يتخلى عنها الريفيون ويستعملون بدلها كلمة "يوقع".

- كلمة yuca [يوشا] أو yettaca [يتّاشا] (المعنى: أحَسَّ / يُحِسُّ، شَعَرَ / يشعر) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة "إيحسّ / يتّحيسّا". (ملاحظة: يجب تمييز yuca [يوشا] عن كلمة yewca [يوشا] التي معناها: أعطى، ويجب تمييزها أيضا عن yucer [يوشر] ومعناها: سَرَقَ).

- كلمة yedja أو yella (كائن / موجود) يتخلى عنها الشباب الريفي في كثير من السياقات ويستعمل بدلها كلمة "موجود".

- كلمة urid أو uridd (معناها: ليس) تخلى عنها معظم الريفيين لصالح الكلمة الدارجية "ماشي".

- أيضا كلمة waredji أو warelli أو wer yelli أو wer yedji (معناها: ليس) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح الكلمة الدارجية "ماشي".

- كلمة ad yelmed أو ad yeřmed (معناها: سيتعلم) يتخلى عنها شباب الريف ويستبدلونها بكلمة "أذ يعلّم".

- كلمة yeccoṛ [يشّور] أو yettcaṛa [يتّشارا] (المعنى: مَلَأ / يملأ، اِمْتَلأ / يمتلئ) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة "إيعمّار / يتّعمّار".

- كلمة tadjest أو tallest (الظلام / الظلمة) لا يعرفها إلا البالغون ومجهولة لدى الأطفال والشباب الريفيين الذين يستعملون كلمة "طّرام".

- كلمة yoṛa (فَرِغَ / كان فارغا) تنقرض لصالح كلمة "يخوا".

- كلمة yeṭṭef [يطّف] (قَبَضَ / أمْسَكَ) أو eṭṭef [ءطّف] (اِقبضْ! / أمسكْ!) أو eṭṭfen [ءطّفن] (قبضوا / أمسكوا) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة "مْنع / منعن". ومثلا بدل أن يقولوا eṭṭfen aceffaṛ (أمْسَكوا باللص) يقولون "منعن اشفّار".

- كلمة ar أو ar-dd (صُبَّ! / صب الشاي في الكأس مثلا / أفْرِغْ!) أصبحت كلمة منقرضة لدى الشباب الريفي الذي يستعمل كلمة "فرّغ".

- كلمة yenneḍ [ينّض] أو yettenneḍ [يتّنّض] (دَارَ / يَدور، دورة) هي كلمة تتراجع لدى الشباب الريفي لصالح كلمة "إيدور / يتّدورا".

- كلمة yerra أو yarra أو yarr-dd (أجابَ / رَدَّ) تتراجع لدى الشباب أمام كلمة "إيجاوب / إيواجب".

- كلمة yeɣza [يغزا] أو yeqqaz [يقّاز] (حَفَرَ / يحفر) يتخلى عنها الشباب لصالح كلمة "يحفر / إيحفّر".

- كلمة yefṛeɣ [يفرغ] (كان معوجا غير مستقيم) يستبدلها الريفيون بكلمة "إيعوّج".

- كلمة iřem أو ilem (الجلد البشري، أو الجلد المستخدم في صنع الملابس) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "جّلد".

- كلمة ass (اليوم) وussan (الأيام) يتخلى عنها الشباب الريفي ويستبدلها بكلمة "نّهار" و"نّهوراث".

- كلمة assa (اليومَ / في هذا اليوم) يتخلون عنها لصالح كلمة "نْهارا".

- كلمة aseggʷas (العام / السنة) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة "عام".

- كلمة anebdu (فصل الصيف) لم يعد يعرفها الأطفال والشباب في المدن، ويستعملون بدلها كلمة "صّيف" أو "رخريف".

- كلمة amsagar (الاجتماع / الالتقاء / الملتقى / المؤتمر) مجهولة لدى الأطفال ومعظم الشباب، يتخلى عنها الريفيون ويستعملون بدلها كلمة "أمرقي / أملقي".

- كلمة msagaren (اجتمعوا / التقوا) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "مّرقان / مّلقان".

- كلمة yur أو ayur (القمر) يتخلى عنها الشباب الريفي ويستخدم بدلها كلمة "لقامار".

- كلمة yessiɣ [يسّيغ] أو yessaɣa [يسّاغا] (أشعلَ / يُشعِلُ، أضاءَ / يضيء) يتخلى عنها الشباب الريفي ويستبدلها بكلمة "يشّع".

- كلمة yerɣa [يرغا] أو yareqq [يارقّ] (المعنى: سَخُنَ / يَسخن، اشتعل / يشتعل) يستبدلها الريفيون بكلمة "يحما / يتّيحما". فمثلا بدل استخدام العبارة الأصيلة aman yerɣan (الماء الساخن) يتم استخدام عبارة "امان يحمان".

- كلمة yesserɣ [يسّرغ] أو yesraqqa [يسراقّا] (أشعلَ / يُشعِلُ، سَخَّنَ / يُسَخِّن) يتخلى عنها الشباب الريفي ويستبدلها بكلمة "يشّع" أو "يسّيحما".

- كلمة tirɣi [ثيرغي] أو taruɣi [ثاروغي] (الحرارة / السخونة) انقرضت لدى شباب الريف واستبدلت بكلمة "رحمو / لحمو".

- كلمة aṣemmiḍ [أصمّيض] (الريح) يتبنى الشباب عوضا عنها كلمة "أرّيح".

- كلمة řaẓ أو laẓ (الجوع) يتخلى عنها الريفيون (خصوصا الشباب) ويستخدمون بدلها كلمة "جّوع".

- كلمة maca [ماشا] (معناها: لكن) يتخلى عنها الشباب ويتبنون بدلها كلمة "والاكين".

- كلمة tacamma [ثاشامّا] أو tcamma [ثشامّا] (معناها: الكُرَة) يستبدلها الشباب بكلمة "بالون" أو pulita أو piluta من الإسبانية pelota.

- كلمة taɣaṛect [ثاغارشث] (العصا / العكاز / العمود الخشبي) وجمعها tiɣeṛyin يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة "أعموذ" أو "أعكّاز".

- كلمة ilul أو iřuř أو iřař (وُلِدَ، من الولادة) اختفت تقريبا من الاستخدام في المناطق الحضرية واستبدلها الريفيون بكلمة "يخرق-دّ / يخلق-دّ".

- كلمة tuzgert (الطول) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة "طّول".

- كلمة tirew (العرض، الاتساع) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "لعرض".

- كلمة tazeqqa [ثازقّا] (سقف الغرفة، سطح البيت) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "سّقف" أو "سّطح".

- كلمة azeyza أو azeyzaw (أخضر، اللون الأخضر) يتخلى عنها كثير من الشباب الريفي لصالح كلمة "أرّبيع".

- كلمة axxam [أخّام] أو taxxamt [ثاخّامث] (البيت، الغرفة) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "ربيت / لبيت".

- yebyes (لَبِسَ حزاما حول سرواله، رَبَطَ حزام السلامة في السيارة) تتراجع لدى الشباب الريفي لصالح كلمة "إيحزّم".

- كلمة yoḍen [يوضن] (معناها: مَرِضَ، أصابه مرض) انقرضت بشكل شبه كامل ولم يعد يعرفها إلا بعض كبار السن في مدن الريف، ويستخدم الريفيون بدلها كلمة "يهرش / يهلش". وبدل الكلمة الأمازيغية aṭṭan [أطّان] (المرض) يستخدم الريفيون كلمة "رهراش" أو "لهلاش" أو "لماراض".

- كلمة yellef أو yedjef (طَلَّق امرأة، أنهى الزواج معها) أصبحت كلمة منقرضة الاستخدام لدى كثير من الريفيين رغم أنهم يعرفون معناها، ولا يعرفها كثير من الشباب، ويستخدم الريفيون بدلها كلمة "إيطلّق".

- كلمة yeffu (أصبحَ، أشرقت عليه الشمس) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "يصبح-دّ".

- كلمة yedwel أو yedweř (رَجَعَ) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "يعقب".

- كلمة yessecmeḍ [يسّشمض] (أحرَقَ) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "يسحارق".

- كلمة yecmeḍ [يشمض] (اِحترَقَ) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "إيحارق".

- كلمة acemmoḍ [أشمّوض] (البقعة المحترقة) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "أحارّوق / أحرّوق".

- كلمة yuyda (استوى / اعتدل / تساوى) أصبحت منقرضة الاستخدام لدى معظم الريفيين الشباب الذين يستخدمون بدلها كلمة "إيسارّح".

- كلمة yejres (تَجَمَّدَ / تحولَ إلى جليد) مجهولة لدى معظم الشباب الريفي الذي يستعمل كلمة "يجمذ".

- كلمة tajrest أو tajarest (فصل الشتاء) مجهولة لدى معظم الشباب الريفي الذي يستعمل "رمشتى / لمشتى".

- كلمة mquddan [مقودّان] (تعادلوا / تعادل الفريقان، مثلا) انقرضت من الاستخدام لدى الشباب لصالح كلمة mpataren ذات الأصل الإسباني من empatar أو "تْعادْلن".

- كلمة yeẓwa (عَبَرَ، عبور الطريق مثلا) يتخلى عنها الشباب لصالح كلمة "يقظع".

- كلمة ajemmaḍ [أجمّاض] (الضفة / الجهة / الناحية) يجهلها معظم الشباب والأطفال، ويستعملون بدلها كلمة "جّيهت".

- كلمة taɣmert [ثاغمرث] (معناها: الزاوية) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "طّرف". وفي سياق كرة القدم يستعمل الشباب بدلها كلمة corner الإنجليزية والتي تعني بالإنجليزية حرفيا: الزاوية.

- كلمة tma [ثما] أو tama [ثاما] أو abadu (معناها: الحافة، الطرف، الحد) يتم استبدالها أيضا بكلمة "طّرف".

- كلمة yeyzem (جَرَحَ / جُرِحَ) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "إيجارح / يجرح".

- كلمة icerri [إيشرّي] أو icarri [إيشارّي] (معناها: الكبش) وجمعها acraren [أشرارن] يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة "أحوري / أحولي".

- كلمة izmer (الخروف / الحَمَل) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة "أحوري / أحولي".

- كلمة azemmur (الزيتون / الزيتون البري) أصبحت مجهولة لدى الشباب الريفي ولا يعرفها إلا البالغون والمسنون ويتم استبدالها بكلمة "زّيتون".

- كلمة tiqqest [ثيقّسث] (الألم) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "رحريق / لحريق".

- كلمة ijemmar أو igemmar (يصيد / يصطاد / يقنص) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "يتّصيّذ".

- كلمة anejmar أو anegmar (الصياد / القناص) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "أصيّاذ".

- كلمة tafřewt أو taflewt (لوحة خشب) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "دجوح / لّوح".

- كلمة adji أو alli (المخ / الدماغ) تخلى عنها الشباب الريفي ويستخدم بدلها كلمة "رموخّ / لموخّ".

- كلمة taṛacca [ثاراشّا] أو tṛacca [ثراشّا] (معناها: الشبكة) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "شّبكا".

- كلمة tamijja أو tmijja (الحلق، الحنجرة) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "رحرق / لحلق".

- كلمة yerzef (زارَ) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "إيزور". وأيضا كلمة arzaf أو tarezzift (الزيارة) يتم استبدالها بكلمة "زّيارا".

- كلمة yerwes (شَبَهَ / شَابَهَ) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة "يتّشاباه". فمثلا بدل أن يقولوا netta yerwes dey-sen (هو يشبههم) يقولون: نتّا يتّشاباه ذايسن.

- كلمة Tmaziɣt [ثْمازيغث] (الاسم الشعبي الذي يطلقه الريفيون على لغتهم) هي كلمة ما زالت موجودة بقوة في الوسط الاجتماعي الريفي الحضري والقروي، ولكن في السنوات الأخيرة ظهرت تقليعة أو موضة جديدة لدى المثقفين والشباب وهي استخدام كلمة Tarifect [ثاريفشث] أو Tarifit أو "الريفية" للإشارة إلى اللغة الأمازيغية التي يستخدمها سكان منطقة الريف، وهذه التقليعة لا أساس لها في التاريخ ولا في لغة السكان. وأصبح المدونون والصحفيون الريفيون يستعملون كلمة Tarifit أو "الريفية" في المقالات والتعبيرات الإعلامية متأثرين بالناطقين بالدارجة وبلهجات الأمازيغية الأخرى في بقية المغرب الذين يشيرون إلى أمازيغية الريف بـ"الريفية" أو Tarifit بدل "الأمازيغية" وبدل اسمها المحلي الأصيل في الريف: Tmaziɣt. ومما لا شك فيه أنه عندما نلاحظ أن بعض أبناء اللغة يعبثون باسمها القديم الأصيل (Tmaziɣt) ويحاولون ترويج اسم مزيف لها (Tarifit) فيما بينهم فحينئذ نعلم أن اللغة بأكملها في خطر. فمن يقوم بإتلاف اسم اللغة (Tmaziɣt) لن يتردد كثيرا في إتلاف كل كلمات تلك اللغة إذا زُيِّنَ له ذلك في قالب من الموضة أو المصلحة.

...........

المصدر: كيف يقتل الأمازيغ لغتهم بأيديهم: نماذج من أمازيغية الريف

بقلم مبارك بلقاسم

رابط المقال كاملا :http://m.hespress.com/writers/357894.html

الأدب المزابي بين الحفظ والتدوين؛ الأشكال السردية التقليدية نموذجا الملخص

الأدب المزابي بين الحفظ والتدوين؛ الأشكال السردية التقليدية نموذجا 

c 7 د. يحيى بن بهون حاج امحمد

تعدّ منطقة واد مزاب  غرداية ملتقى مجموعة معارف وتجارب إنسانية، شكلت مع مرور الزمن ثراء فكرياً وثقافياً مميزًا للمنطقة، يضاف إلى الرصيد اللهجي والثقافي المتنوع ببلادنا الجزائر ومعظم أقطار المغرب الكبير، وأمام إشكاليات العولمة ومنها إلغاء ومحو الخصوصيات، وأمام التراكم والتنوع الثقافي والحضاري الذي تزخر به بلادنا، لاشك أنّ الكثير من الباحثين والمتخصصين يسعون إلى سبر أغوار هذا التراث الثقافي في سبيل تثمينه والتعريف والمحافظة عليه؛

وقد تولدت من هذا المنطلق فرق بحث جامعية ترمي إلى الغرض؛ ومنها فرقتنا للبحث بجامعة غرداية والتي تبحث في رصيد الحركة الأدبية بوادي مزاب منذ الاستقلال إلى اليوم، جمع وتدوين الأدب المزابي نموذجاً ويقوم بحثنا هذا على دراسة جزئية من التراث الوطني وتاريخه الأدبي، من خلال الإسهام في تجميعه وتصنيفه والتعريف به، وما التأريخ للحركة الأدبية في وادي مزاب إلاّ نموذجاً عملياً، ومثالاً ضمن منظومة أدبية وثقافية وطنية شاملة ومتعددة الأشكال والأجناس واللغات والثقافات، في سبيل الوصول في المستقبل ومع جهود الباحثين الآخرين هنا وهناك إلى تدوين شامل لتراث الأمة الأدبي والثقافي.

 

الأدب المزابي في ظل إشكالية الجمع والتناول

الأدب المزابي بين الحفظ والتدوين؛ الأشكال السردية التقليدية نموذجا 

c 7د. يحيى بن بهون حاج امحمد

يطرح الأدب المزابي عمومًا إشكاليتي الجمع والتناول، أمّا الجمع فيأتي من تشتته في المصادر الشفوية هنا وهناك، بحيث أنَّ كل قصر من قصور وادي مزاب السبعة يحتفي برصيد شفهي متنوع وغني بالقيم الفنية والجمالية، في حين أنَّ إشكاليات التناول تأتي من قلة الإقبال عليه من طرف الطبلة والباحثين، وبخاصة من أبناء المنطقة ممن هم وثيقي الصلة بلغتهم الأم وأعرف أكثر من غيرهم بتفاصيل الحياة اليومية وبالعادات والتقاليد الخاصة بمجتمعهم الصغير...، ولعل ذلك راجعٌ بالأساس إلى عدم وجود مؤسسات تعنى بهذا الجانب من الذاكرة، وعدم إحاطة الهواة بمناهج البحث في هذا المضمار.

وقد وجدت فئة قليلة جداً، تنظر إلى هذا الموضوع عادة بنظرة الانتقاص أو التخوّف، لأنها في تصور بعضهم  قد تكون مدعاة إلى التعصب للبربرية على حساب اللغة العربية أو إلى سبباً لبعث فوارق جهوية على حساب الوحدة الوطنية، غير أنّ الهوية الجزائرية معروفة بتنوّع لهجاتها باتساع رقعتها الجغرافية.

إذ لم يكن ليرد هذا أو ذاك فيما عرفناه  وشاهدناه ، فسكان الصحراء هُم من حمى اللغة العربية ومنعها من الذوبان في بوتقة الاستعمار الفرنسي مدة 132 سنة، تماماً كما ضرب أهلها أروع الأمثلة في الفداء والوطنية، ولنا في شاعر ثورتنا المجيدة مفدي زكرياء أروع الأمثلة وأوضحها، وكانوا في طليعة من قدموا الغالي والنفيس في سبيل وحدة التراب الوطني واستقلاله، لما عُرض عليهم فصل الصحراء عن الشمال، وجهود الشيخ الإمام إبراهيم بيُّوض لا تخفى على ذي اطلاّع بتاريخ الجزائر الحديث.

لهذه الأسباب وغيرها همّش الأدب الشعبي؛ بالرغم من أنّ القصة الشعبية على أنواعها كانت تُقدّم باللغة المحكية أو بما هو أقرب إلى اللغة المحكية، ولم يكن لها هدف الإثراء اللغوي المكتوب بل التعبير الكلامي عن العواطف من مخاوف وأُمنيات، وبالتالي بأيّ لسان سيعبّر الأديب عن هذا الأدب ؟!

من هذا المنطلق، عندما نتناول القصة الشعبية الحديثة، على اللغة الفصحى أن تلفت الانتباه إلى ذاتها، وهي هنا في صراع آخر بين اللغة الفصيحة الأدبية وبين مقدور القراّء استيعاب هذه اللغة؛ فهل نحن  إذن إزاء اكتشاف وخلق لغة جديدة ما بين المحكية والفصحى؟! أم أننا أمام لغة عربية فصيحة مبنية من طبقات متعددة يستمد منها الطفل الطبقة الأولى المسطحة مع إهمال شحناتها التاريخية ؟! وما عليها أن تورده من أفكار وتجارب بعيدة المدى ؟!

كذلك فيما يتعلق بتدريس هذا النوع من الأدب في المدارس الرسمية أو المعاهد الحرة في مزاب، بالنسبة للتعليم الرسمي فهو في طور الإنشاء لندرة الإطار التربوي المتخصص من جهة، وبالنسبة للتعليم الحر فهو غير مطروق بصورة متكاملة، بل الأمر موكول فيه لبعض المجتهدين، إذ العجز مسجل وواضح ، والمبادرة إليه من طرف إدارة المدارس غير مذكورة بتاتاً، لتبقى بذلك العهدة على البيت وحده، وعلى المجتمع من بعده إن شاء تعاون في هذا الأمر أو تركه.

هذه بعض الإشكاليات التي تطرح نفسها للباحثين المتخصصين، ونفس الكلام من دون مبالغة يقال عن الألسنة البربرية الأخرى كالشَّاوية والشَّلحية والتَّارڤية... وغيرها، كما يطرح بعض الدارسين قضية الخط والكتابة، هل تكون بالحرف العربي أم اللاتيني  الفرنسي  أم الأمازيغي التِّفِينَاغْ  ؟!!.

مع ذلك لابد من ذكر جهود بعض المجتهدين في الأدب المژابي ومنهم:

عبد الرحمن حواش  في التاريخ والتراث المزابي؛

أو لأخوين عبد السلام المتخصصين في اللغة والنحو المزابي؛

أو حمد نوح مَفْنُون في الحكاية الشعبية المزابية؛

والدكتور عبد الله نوح في الأدب المزابي المقارَن؛

وترشين صالح

وداوي عمر

وعبد الوهاب فخار

وآخرين... في كتابة وأداء الشعر المزابي؛

ولكل هؤلاء وغيرهم أعمال أدبية مطبوعة وتسجيلات سمعية في السوق الجزائرية.

خصائص اللسان المزابي

الأدب المزابي بين الحفظ والتدوين؛ الأشكال السردية التقليدية نموذجا 

c 7د. يحيى بن بهون حاج امحمد

قبل الولوج إلى صلب الموضوع أرى أنه من الواجب ضبط بعض المصطلحات وتحديد بعض المفاهيم التي سيدور الحديث عنها ومنها خاصة: "الأدب المزابي"، فالأدب هو معظم ما عرف من الأجناس الشعرية والنثرية، ومازب: هي بلاد الشَّبْكَة الهضبة الصخرية الكلسيّة التي تقع شمال صحراء الجزائر، وتمتاز عن بقية المناطق المجاورة لها بطبيعتها القاسية )1)

وسكانها الأصليون بربر وهم بني مصاب أو مزاب، ولغتهم المزابية، وهم بطن من زناتة كما يرى ابن خلدون وآخرون: "... وقصور مصاب سكانها إلى هذا العهد شعوب بني بادين من بني عبد الواد وبني توجين ومصاب وبني زردال فيمن إنضاف إليهم من شعوب زناتة، وان كانت شهرتها مختصة بمصاب..." (2)

وقد بنو العديد من القرى على ضفاف واديهم، منها ما اندثر ومنها ما لا يزال عامارًا إلى اليوم، أمّا الحاضر منها فقُرى: تَجْنِينْتْ العطف، آتْ بُنُورْ بنورة، آتْ يَسْجَنْ بني يزڤن، تَغَرْدَايْتْ غرداية، آتْ مْلِيشَتْ مليكة، آت إِبَرڤانْ بريان، وتِڤْرارْ الڤرارة، وان كانت بريان والقرارة بعيدتان نسبياً عن وادي مزاب ولكن سكانها يتكلمون المزابية وتربطهم بسكان الوادي أواصر القرابة والمذهب.

واللغة المزابية أصلها زناتية، وهي قريبة جداً من الڤورارية والشَّاوية والشَّلحية والنفوسية، ومن خصائصها الابتداء بالساكن كقولهم:  تْمارْتْ للِّحية، وتْفُويْتْ  للشمس، ومن خصائصها أيضا اجتماع ساكنين أو أكثر كما في المثالين السابقين، وتاء التأنيث تكون في أول الاسم مثل تَفُونَسْتْ للبقرة، وقد ترد في آخره تْوَارْتْ  للبؤة..؛ والمزابية غنية بالتراكيب المتناسقة والمفردات الجزلة والعميقة، وغنية بالأمثال والكنايات التي من شأنها الإيجاز، وما يُغني عن كثرة الكلام، كما أن في المزابية شعر مناسبتي كثير، وهو للرجال والنساء والأطفال.

وقد تأثرت كثيرًا باللغة العربية لغة القرآن الكريم، وقد استطاع المزابيون صياغة الكثير من المفردات العربية على قواعد لغتهم فانسجمت معها بشكل كبير حتى صارت جزءا منها، وقد لا ينتبه إليها إلا من دقق النظر فيها، فكلمات: أَژُمِي، ضْزاَلِّيتْ، أَمْبَارَش ... أصولها عربية، وهي تعني على الترتيب: الصوم، الصلاة، المبارك (3)

--------------------------

(1) حاج سعيد يوسف، تاريخ بني مژاب، المطبعة العربية غرداية الجزائر 1991  ط 1 ص 9

(2) امحمد بن يوسف أطفيَّش، الرسالة الشافية، طبعة حجرية، ص 35

(3)  حاج سعيد يوسف، تاريخ بني مزاب، ص 16-17 بتصرف