التّعليم في الفترة الثالثة من العهد الرّابع
من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م
أ- التّعليم الإسلامي الحر:
منذ قرون، ولكلّ مسجد من مساجد القرى السّبع محضر لتعليم الصّبيان القرآن ومبادئ القراءة والكتابة. كما يفتح بعض المدرّسين والمشائخ دورا خاصّة بهم، لتعليم القرآن ومبادئ الكتابة، أو لتدريس مختلف فنون المعرفة. فإليك، مثلا، إحصاء هذه المحاضر والدّور الموجودة ببني يزقن، يوم 24 جانفي 1914:
اسم الشّيخ |
عدد التّلاميذ |
الفنون المدرّسة |
عدد المحاضر |
اسم الحي
|
طفيش قطب الأئمّة |
10 |
مختلف الفنون |
1 |
صالح أُوعلي |
الحاج إسماعيل زرقون |
5 |
مختلف الفنون |
1 |
صالح أُوعلي |
الحاج إسماعيل زرقون |
32 |
تحفيظ القرآن |
1 |
صالح أُوعلي |
الحاج إبراهيم بن إدريس |
5 |
مختلف الفنون |
1 |
بلدوعات |
الحاج إبراهيم بن إدريس |
36 |
تحفيظ القرآن |
1 |
آنو شرقي البلد |
الحاج صالح لعلي |
4 |
مختلف الفنون |
1 |
آنو قبلي البلد |
ثلاثة من الفقهاء |
55 |
تحفيظ القرآن |
3 |
المسجد |
الحاج سليمان ابن إدريس |
4 |
مختلف القرآن |
1 |
باعبد العزيز |
حمّو بن محمّد الزّغبة |
44 |
تحفيظ القرآن |
1 |
غربي البلد |
وفيما يلي إحصاء المحاضر ودور العلم عام 1924 وأعداد التّلاميذ بها في كلّ مدينة من مدن مزاب[1]:
عدد التلاميذ |
عدد المحاضر |
البلدة |
189 تلميذا |
6 محاضر |
غرداية |
55 تلميذا |
محضرتان |
مليكة |
100 تلميذا |
5 محاضر |
بني يزقن |
35 تلميذا |
محضرة واحدة |
يونورة |
45 تلميذا |
محضرتان |
العطف |
20 تلميذا |
محضرة واحدة |
بريان |
125 تلميذا |
5 محاضر |
القرارة |
569 تلميذا |
22 محضرة |
المجموع |
في هذه الفترة شرع في تطوير هذا النّوع من التّعليم. ففي سنة 1921، تمّ تطوير المدرسة القرآنية بمليكة، وفي سنة 1923، كان دور مدرسة الشّيخ الحاج عمر بن الحاج مسعود بالقرارة.
وفي سنة 1927، شرع في توسيع المدرسة القرآنية ببني يزقن وتطويرها على يد الشّيخ الحاج صالح لَعْلِي. أمّا مدرسة المسجد (مدرسة الدعوة والإرشاد) بغرداية، ومدرسة الثّبات ببونورة فقد انتظرنا سنة 1947، لتنالا نصيبهما من التّطوير. بينما نجد برّيان تجدّد التّدريس بمدرستها القرآنية عام 1933م.
بالنّسبة للعطف، يقول الشّيخ القرادي: «في سنة 1932، قامت جماعة تجّار العطف في العاصمة بفتح قسم للتّعليم الابتدائي، برعاية الشّيخ أحمد بن الحاج يحي باكلّي. وقد أظهر من كفاءته وحبّه لمهنته ما دعا إلى نقله إلى العطف.
وافتتحت المدرسة بمحضرة المسجد العتيق واستمرّت إلى صيف 1937م. وقبل توقّفها، وفي فاتح جانفي 1937، افتتحت مدرسة في محضرة باسالم، برعاية الأستاذ محمّد بن بوهون الحاج إبراهيم، الذي استمرّ يعلّم بها إلى سنة 1946»[2].
وفي هذه السّنة، تولّى إدارتها الشّيخ محمّد بن باحمد الحاج سعيد، إمام المسجد. لمّا قررت جماعة إصلاح التعليم بالقرارة الانفصال عن معهد الشيخ الحاج عمر بن الحاج مسعود، أنشأت معهدا سمّته (معهد الشباب)، وذلك يوم الجمعة 28 شوال 1343هـ/21 ماي 1925م، بدار أوقفها والد الشيخ بيوض، وبقي المعهد بهذا الاسم إلى سنة 1375هـ/1954م، ثّم سمّي (معهد الحياة)، نسبة إلى جمعية الحياة التي تقوم عليه. وفتحت داخلية الحياة أو دار الحوش مباشرة بعد افتتاح المعهد، لإيواء الطّلبة الذين يلتحقون به من خارج القرارة، وكانت هذه الدّار ملكا للشّيخ بيوض.
كان الطّلبة، في المراحل الأولى من نشأة هذه الدّار، من الكبار البالغين، ولم يكن يسمح لغيرهم بالالتحاق بالمعهد والدّار. فمدرسة الحياة الابتدائية لم تفتح إلاّ في منتصف 1938م. وحتّى بعد فتحها، لم يكن الشّيخ بيّوض يقبل في دار البعثة إلاّ الكبار الذين لا يحتاجون لغيرهم في حاجاتهم اليومية. ولا بدّ أن يكونوا ممّن أنهى دروسه الابتدائية، وكان على استعداد لحفظ القرآن واستظهاره، وهذا شرط أساسي لدخول معهد الحياة[3].
كان الطّلبة في العشرية الأولى من الكبار، متقاربين في السّن، ولم يكونوا بحاجة إلى مراقب، ولذلك اختاروا من بينهم مسؤولا، لا تعدو مهمّته ضبط حسابات البعثة وجلب ما يحتاجونه. وفي آخر كلّ شهر يجمع المسؤول الحسابات، ويقدّمها للشّيخ بيوض، فيعطيه من المال ما يكفي لتسديد كشوف الحسابات. ولم يكن هذا العمل يستدعي من المسؤول تفرّغا كاملا.
ولعلّ أوّل مسؤول للبعثة، باختيار إخوانه الطّلبة، هو أوّل الطّلبة النّفوسيين في البعثة، الشّيخ مسعود بن عمر.
وفي سنة 1942، وبعد أن أحدثت تغييرات في نظم المعهد، قرّر الشّيخ بيوض أي يعيّن على رأس البعثة، مديرا متفرّغا، ووقع الاختيار على الأستاذ أَوْرَاغْ أحمد الذي كان فارق المعهد، ودخل ميدان التّجارة مضطرا لإنقاذ تجارة والده[4].
وفي أوّل ديسمبر 1941م/ ذي القعدة 1360هـ، نقلت دروس الشّيخ بيوض كلّها إلى المسجد.
كان الشيخ بيوض يتولّى وحده التدريس بالمعهد، لكن بتضاعف عدد الطلبة، استعان على التوالي بالمشايخ: عدون بن الحاج شريفي في مادة النحو، عمر بن صالح آتْ داود في القرآن والنحو عام 1936، سعيد بن عبد الله الشيخ دَحْمَانْ في النحو كذلك وفي نفس السنة، قاسم بن الحاج سعيد بْسِيسْ في الجغرافيا عام 1937، إبراهيم بن باحمد حجاج في النحو أيضا عام 1938، بكير ابن عمر بن بيوض في الشريعة، محمّد بن حمو ابن الناصر في الفقه، كلاهما في نفس السنة، علي يحي معمر النفوسي في اللغة العربية عام 1940، وفي نفس سنة 1944 كلّ من إبراهيم بن عمر أتْ داود ويحي حواش في الشريعة، وإبراهيم ابن يحي الحاج أيوب في الأدب، ثمّ عام 1947 ناصر بن محمّد المروري في الشريعة والأدب...
كان حفظ القرآن واستظهاره كاملا شرطا أساسيا للدخول إلى المعهد، كما كان هو الشأن في المعاهد التي سبقته، إلى أوائل الأربعينات، حيث وقع التساهل في هذا الشرط، فاستبدل الختم بالاستظهار، تسهيلا لانخراط الطلبة.
عام 1946م، شُكلّت لجنة توحيد التعليم، تُشرف على التعليم الابتدائي في مدارس الإصلاح في مزاب وفي التل، تضع لها البرامج والمناهج، وعيّنت مدير المعهد الشيخ عدون شريفي مفتشا عامًّا لها.
عام 1936، فتح السيد بليدي بوكامل عبد الله مدرسة ببني يزقن.
عام 1942، فتح السيد بليدي بوكامل مدرسة أخرى بغرداية.
في أواخر الثلاثينات، فتح الشيخ عمر بن الحاج يوسف عبد الرحمن مدرسة (الرشاد)، في بني يزقن، ثمّ انضمّت بهذا الاسم، بمعية رفيقه الشيخ حاجي شريف، والشيخ الحاج عمر شريفي، إلى المؤسسة الإضافية المجاورة لمحاضر المسجد.
وفي 1941، فتح الشّيخ الحاج محمّد بابانو دارا للعلم للشّيخ إبراهيم حفار، وسمّاها (المعهد الجابري). ولاقى الشّيخ بابانو في ذلك معارضة كبيرة، اضطرّته إلى نقل المعهد إلى دار سكناه، إلى أن قام المحسن الحاج صالح زهار، فبنى دارا خصّيصا للمشروع، وذلك عام 1948م.
يوم 31 ديسمبر 1946، اتّفق الأساتذة محمّد بن الحاج يوسف بابانو وعمر بن بكير شريفي وعمر بن الحاج يوسف عبد الرحمن وحاجي بن الحاج محمّد شريف على إدماج المدرستين: (المدرسة الجابرية) و(مدرسة الرشاد)، واشتملت المؤسّسة الجديدة على ابتدائية بها سبعة أقسام وثانوية بها أربعة أقسام.
لمّا كان أمر 1310هـ/ 18 أكتوبر 1892م يقضي بأن لا تفتح مدرسة عربية في الجزائر إلاّ برخصة من الحكومة، فإنّ الجمعيات المشرفة على التّعليم الحر في كلّ بلدة، تقدّمت بطلبات التّرخيص لها بالنّشاط في مختلف ميادين الثّقافة.
نشأت الجمعية الخيرية الوطنية في 2 صفر 1346هـ/ 01 أوت 1927م، وكان أوّل رئيس لها السيّد سليمان بن النّاصر حسني، وأنشأت في برّيان مدرستها في آخر محرّم 1347هـ/15 جويلية 1928م. وفي سنة 1358هـ/1939م، استقدمت الجمعية العلاّمة الجليل عبد الرّحمن بن عمر باكلّي، فكان أستاذا في المدرسة ومديرها، وشيخ مسجد بريان، ورئيس العزّابة. وفي سنة 1365هـ/1946م، صارت الجمعية الخيرية تسمّى جمعية الفتح، فاعترفت بها الحكومة يوم 18 جويلية 1947م.
ونشأت جمعية الإصلاح بغرداية عام 1346هـ/ 14 أفريل 1928م، ووافقت الحكومة عليها في 24 ديسمبر 1928، وكان أوّل رئيس لها الشّيخ صالح بابكر، وأسّست مدرسة الإصلاح عام 1932.
أسّست جمعية الوفاق بالعاصمة في سنة 1929م، لتضمّ شتات الشّباب المزابي، وتجمعهم للتّفكير لخدمة مصالحهم الأدبية والاقتصادية، ولتنشر الثّقافة والتّهذيب في أوساطهم بواسطة المحاضرات والوعظ والإرشاد. انتخبوا رئيسا لها أحد المصلحين وهو المرحوم سعيد بن بكير خالدي، وكاتبا عاما لها السيّد الفرقد سليمان بوجناح. وكان من أبرز أعضائها مفدي زكرياء وإبراهيم غرافة.
وقد توقّفت هذه الجمعية لمدّة سنتين، وذلك بعد نفي كاتبها العام الفرقد إلى أقاصي الصّحراء من طرف الاستعمار، لنزعته السّياسية الوطنية، وعادت إلى الظّهور في أوائل سنة 1933م[5].
وفي سنة 1932، أسّست جمعية الهدى بقسنطينة وأسندت إدارة مدرستها إلى إبراهيم بن بابا بوعروة.
وأنشأ التجّار اليزقنيون في قالمة جمعية الاستقامة عام 1349هـ/1930م، وأوّل رئيس لها الشّيخ محمّد بن الحاج صالح الثّميني، وأنشأت عام 1931م مدرسة وناديا في قالمة، وكان مدير المدرسة ومعلّمها الأستاذ عبد الله بن محمّد بوراس.
وفي سنة 1365هـ/1946م، انشئت في بني يزقن جمعية أخرى بنفس الاسم، فأسّست فيها مدرسة عام 1947م، واعترفت الحكومة بهذه الجمعية عام 1948.
أمّا بالنّسبة للعطف، فإنّ عمر بن عيسى الحاج امحمّد أنشأ بها مدرسة عصرية في ربيع الثّاني 1351هـ/1931م، هي مدرسة الشّبيبة، وترأس جمعيتها، ثمّ ترسّمت هذه الجمعية باسم النّهضة عام 1364هـ/1945م.
وأمّا جمعية الحياة بالقرارة، فلم يرخص لها إلاّ في 16 جمادى الأولى 1356هـ/24 جويلية 1937م، بعد أن تجاوزت قضيتها الولاية العامّة إلى باريس، وذلك بواسطة خبزي عيسى بن عمارة، ولم يزل رئيسها هو الشيخ بيوض إلى وفاته.
ونشأت جمعية النّور في بونورة في نفس السّنة 1945م، وكان رئيسها أيوب ابن صالح صالح، وأمين مالها باعيسى بن بداود دودو.
وفي 25 جانفي 1947م، وردت رخصة جمعية التّوفيق لبني يزقن التي يرئسها الشّيخ إبراهيم بن بانوح مطياز.
يقول الشيخ بيوض في تقريره الذي بعثه إلى الدكتور تركي رابح يوم 22 أفريل 1972م: «كانت (هذه الجمعيات ومدارسها)، ولم تزل، معتمدة في نفقاتها ومصاريفها في الإنشاء والبناء والتجهيز والتسيير على اشتراكات الأعضاء وتبرعات المحسنين، لم يدخل صناديق ميزانياتها درهم ولا دينار من أيّ حكومة كانت، أو هيئة رسمية، لا في القديم ولا في الحديث».
ولعلّه من المفيد أن نطلع على أفكار ومبادئ مؤسّسي هذه الجمعيات الثّقافية والاجتماعية. وليكن ذلك من خلال بعض الفصول من القانون الأساسي لجمعية التّوفيق، التي شعارها: (أدع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة)، نتّخذها نموذجا لهذه الجمعيات متشابهة الأهداف والوسائل.
«الفصل الثالث: وظيفة الجمعية الدّعوة والإرشاد إلى الدّين، وصون المصالح الدّينية والاجتماعية على وجه العموم، وعدم التّدخل في الشؤون السّياسية، وتأييد المساجد والعوائد الدّينية والقومية، وإصلاح ذات البين، والسّعي وراء الأمن العام.
...الفصل الخامس عشر: للجمعية فتح معاهد لتعليم القرآن وحفظه والمبادئ الدّينية، بميزاب وخارج ميزاب حيث يوجد الميزابيون.
الفصل السّادس عشر: تعتني الجمعية بالأولاد المولودين من المزابيين في بلاد الشّمال وخارج ميزاب، بتقييد أسمائهم وعشائرهم، وتثقيفهم، وحفظهم على قدر الإمكان والاستطاعة، وبالفقراء والمساكين والعجزين بمساعدتهم على قدر الإمكان.
الفصل السابع عشر: الاعتناء بمساعدة ومدّ اليد لكلّ تلميذ فيه ذكاء واستعداد لتحصيل العلم، أدبيا واقتصاديا، حتّى لا ينقطع حملة الدّين ورجاله من هذا الوطن.
الفصل الثامن عشر: إيجاد مكتبة على نفقة الجمعية، تجمع فيها كتب الإباضية وغيرهم، ممّا تمسّ الحاجة إليه كالتّاريخ وغيره، تحفظ في خزائن خاصّة، لمن أراد البحث والمطالعة والنّسخ».
أسّس الشّيخ الحاج بكير العنق مع زملائه أوّل مدرسة عربية نظامية في تبسة سنة 1913، وهي المدرسة الصديقية، تحت إدارة السيّد عباس بن حمانه، وتبرّع للمدرسة الإخوة الثّلاثة الحاج بكير بن عمر المرموري وشقيقاه عيسى وإبراهيم بدارهم الواسعة بساحة الجمارك، ولكن فرنسا أدركت خطرها، فأسرعت بإغلاقها بعد ستّة أشهر من فتحها.
وكان وادي مزاب أسبق النّواحي الجزائرية كلّها في إرسال البعثات العلمية المنظّمة إلى تونس، وكانت لهم ثلاث ديار كبيرة للطّلبة[6].
لمّا أغلقت السّلطات الفرنسية المدرسة القرآنية لتبسة، لم يثن ذلك من همّة الأولياء، بل بادروا إلى إرسال أولادهم إلى تونس في ماي 1914م، فأودعوهم بعض المدارس النّظامية الأهلية، وظهر فيها نبوغ وذكاء، ولكن لم تساعدهم الظّروف للإقامة إلى أن يبلغوا أمنيتهم، بل رجعوا إلى بلادهم في أوّل أفريل 1915، فانقطع المشروع بذلك.
ثّم إنّه تجدّد في أوّل جانفي 1917م رغم العراقيل والعقبات، بإرادة قوية وعزيمة راسخة. ومن ذلك الحين أخذ بعض ذوي العزم والنّشاط يردون على الدّيار التّونسية زرافات ووحدانا، كبارا وصغارا، منهم من يؤمّ الجامع الأعظم لتكميل معلوماته، ومنهم من يؤمّ بعض المدارس القرآنية، مع مراقبة أتم وحراسة أحكم من مراقبة وحراسة الآباء والأمّهات والأساتذة هناك في بلدهم.
عام 1920، أسّس بنو مزاب بتونس مدرسة السّلام القرآنية الحرّة، بإدارة الشّيخ الشّاذلي المرالي، مدير جريدة المنير التّونسية، لتستقبل ثمانية وخمسين تلميذا مزابيا، تتراوح أعمارهم بين تسع سنوات وأربع عشرة سنة، وكان عدد التلاميذ يوم 5 فيفري 1926 أربع وأربعين بين عشرة اعوام وخمسة عشر عاما، وعددهم عام 1938 نحو ستين طالبا.
أوّل السّاهرين على البعثة الشّيخ أبو إسحاق إبراهيم طفيش، والشّيخ أبو اليقظان إبراهيم بن عيسى، والشّيخ صالح بن يحي، والشّيخ الحاج صالح بن علي باعلي، والشّيخ محمّد بن الحاج صالح الثّميني، والشّيخ يوسف بن بكير حمّو أُو علي.
وظيفة الرّقباء هي:
- إلقاء دروس على الطّلبة في العقائد والفقه الإباضي يوميا.
- تفقّد دروسهم اليومية وكراريسهم.
- مراقبة أحوالهم الدّينية العملية.
- ضبط سيرتهم وتقويم أخلاقهم.
- المحافظة على حالتهم الصحيّة والاقتصادية...[7]
في سنة 1341هـ/1922م، نشبت معركة بين الداعين إلى الدراسة في تونس والمنكرين لها بزعامة الشيخ الحاج صالح لَعْلِي، ميدانها الصحافة والرسائل والكتب، دامت نحو سنتين.
من جهة أخرى فإنّ المزابيين شاركوا مشاركة فعالة في تأسيس جمعية العلماء الجزائريين في ماي 1931. فقد كان الشّيخ بيوض الحاج إبراهيم من واضعي القانون الأساسي للجمعية، وكان أحد أعضاء اللّجنة الإدارية الأولى، حيث شغل وظيفة أمين صندوق مساعد، وبطلب منه تّم تعويضه بالشّيخ أبي اليقظان.
ب- التّعليم الرّسمي:
العدد الإجمالي للتّلاميذ بالمدراس الرّسمية في مزاب من 1914 إلى 1922م هو[8]:
- 465 تلميذا عام 1914 - 462 تلميذا عام 1915 - 532 تلميذا عام 1916.
- 567 تلميذا عام 1917 - 586 تلميذا عام 1918 - 605 تلميذا عام 1919.
- 615 تلميذا عام 1920 - 598 تلميذا عام 1921 - 594 تلميذا عام 1922.
وكان عندئذ لكلّ قرية من قرى مزاب مدرسة رسمية، ما عدا بونورة.
وفي الموسم الدّراسي 32-1933 ارتفع عدد التّلاميذ إلى 750 تلميذا، وكان عدد النّاجحين في شهادة التّعليم الابتدائي سنة 1938 ثلاثة وثلاثين تلميذا.
جـ- التعليم المسيحي:
في 10 جانفي 1914، تقدّمت بني يزقن بشكوى للسلطات الفرنسية ضدّ قيام المبشرين، منذ منتصف ديسمبر، بالبحث عن محل بالبلدة قصد شرائه أو كرائه.
معارضة الجماعة لهذا المشروع أدّى إلى تدخل السلطات في تشكيلة الجماعة، برفع عدد ضُمَّان عرش أولاد موسى من أربعة إلى ثمانية، وعدد ضُمَّان عرش أولاد يدر من خمسة إلى ستة.
في سنة 1932، كان عدد التّلاميذ بمدرسة الآباء البيض بغرداية مائة وعشرين، نصفهم إباضية ونصفهم مالكية. وفي 1933، ارتفع هذا العدد إلى مائة وخمسين، وأعيد بناء المدرسة. وفي 1938، بلغ العدد مائة وتسعين تلميذا.
[1]- .60,Le Réformisme Ibadhite:GROSSMANN
[2]- محمّد ناصر:الشيخ القرادي، 80-82.
[3]- نفس المصدر، 96و99 .
[4]- نفس المصدر، 112-114.
[5]- محمّد ناصر: الصحف العربية الجزائرية، 135.
[6]- محمّد دبوز: نهضة الجزائر الحديثة، الجزء الثاني، 21.
[7]- أبو اليقظان: إرشاد الحائرين، 7.
[8]- . 63,Le réformisme Ibadhite: GROSSMANN.C