سياحة - موقع آت مژاب ... للحضارة عنوان

جني التّمور أَنْكَاضْ أَسْحَلِّ نْ أُومْجَارْ

جني التّمور أَنْكَاضْ أَسْحَلِّ نْ أُومْجَارْ(01)

عندما ينضج التمر في فصل الخريف في عراجينه، يأذن مجلس العزابة في المسجد بداية جني التمور، ويعبر عليه باللسان المزابي (إِحَلْ أَمْجَارْ)، وذلك ابتداءً من اليوم الثامن من شهر أكتوبر، ولا يجوز القطع قبل ذلك؛ لأنه يعتبر فسادا لغلة التمر باعتبار أن التمر هو المورد الأساسي للسكان تجب المحافظة عليه، وهذا ما يتماشى مع مقاصد الشرع، الذي يحرم التبذير، وفق قاعدة فقهية "لا يجوز قسمة الغلة على الأشجار إذا لم تدرك".

ولقائد القرارة دور هام في مراقبة القرار ومعاقبة المخالفين لعرف البلد، وذلك بأمر جميع الحراس على مداخل القصر للمراقبة، وإذا وجد عند الفلاحين عراجين قبل الوقت المحدد، عوقب صاحبها بغرامة قدرها 10 فرنك، ويأخذ ذلك العرجون، ويجعله صدقة، ونورد مثالا لذلك في عهد القائد عفاري سجلت مخالفة من شهر أكتوبر 1942م، حيث قام الحراس، بنزع عرجون بلح من الفلاح، الذي دخل معهم في خصام، وشتم كبير الحرس، ورفع أمره لرئيس مكتب ملحقة غرداية، وطلب القائد أن يعاقب بغرامة قدرها خمسين فرنكًا بسبب تعديه للأمر الصادر للعامة، وأيضا غرامة قدرها خمسون فرنكًا بسبب شتمه لقائد الحراس.

بعد الإذن الرسمي لجنْيِ التمر، يتفرغ الجميع رجالا ونساء وأطفالا لحملة جني التمور المحصول السنوي الأساسي، فبالتعاون والعمل الجماعي تصبح الواحة ورشة عمل تتعالى فيها الأصوات بالمدائح والأهازيج التي يطلقها متسلِّقو النخيل في جو حماسي.

إن تمتع سكان القرارة بالروح الجماعية والشعور الجماعي يجعل العمل الصعب سهلا، والكثير قليلاً، وقد يصادف ذلك امتلاء الواحة كلها بمياه وادي زقرير، فيصنع الفلاحون سُفُناً خشبية للوصول إلى بساتينهم لجني التمور، مثل ما عرفته السنوات التالية: 1922-1928-1929-1941م، حيث صادف وقت جني التمور دخول وادي زقرير إلى الواحة.

أَنْكَاضْ ( جني التّمور )

مقطع مقتبس من حصة مرحبا للقناة الرابعة "الأمازيغية" للتلفزيون الجزائري حول "كتاب معالم الحضارة في واحة القرارة" للباحث: إبراهيم بن محمد ويرو الحاج يحي. بتاريخ 31-08-2017.

رابط الفيديو الأصلي

 

-------------------------------

(01): كتاب معالم الحضارة في واحة القرارة. المؤلف: إبراهيم بن محمد ويرو الحاج يحي. ص51-53.

 المصدر https://nir-osra.org

حياة بني مزاب الاقتصادية

حياة بني مزاب الاقتصادية في بلاد الشبكة

كان يعيش أغلبهم على تربية المواشي، والتنقّل بها عبر أرجاء الشّبكة، بحثا عن الماء والكلأ. فكانت حياتهم في منتهى البساطة، شأنهم في ذلك شأن قبائل البدو في كلّ مكان.

يقول الشّيخ ع لي يحيى معمّر[1]:" وحافظوا (أي سكّان بلاد الشّبكة) على نظام حياتهم، كشعب يعتمد على تربية المواشي بالدّرجة الأولى وعلى الزّراعة الموسميّة بالدّرجة الثّانية"[2].

أمّا صناعتهم فكانت تقتصر على نسج الخيام والألبسة من الوبر، فلم يكونوا يتعاطون نسج الصّوف إلا ما كان يشتغل به سكّان قرية الصّوفية (أَغَرْمْ نَتْلَزْضِيتْ)، وهو ما ميّزهم عن باقي بني مصعب وأدّى إلى تسميت قريتهم تلك[3]:.

 


[1]_ علي يحيى معمّر (1338-1400هـ/ 1919-1980م)، ولد بنالوت في ليبيا وتعلّم بها، ثمّ سافر إلى تونس سنة 1346هـ/ 1927م، والتقى بشيخه رمضان الليبي بمدرسة الإباضية، وهناك تردّد على دروس جامع الزّيتونة. ثمّ لمّا بلغه صدى معهد الحياة بالقرارة رحل إليه سنة 1357هـ/ 1938م، حيث بقي سبع سنوات يحضر دروس الشيخ بيوض ويساعده على التّدريس. رجع إلى نالوت سنة 1366هـ/ 1945م، اهتمّ مدّة بالسّياسة، ثمّ تفرّغ للتّدريس، فارتقى في سلّم التّعليم، حتّى استقرّ بوزارة التّعليم في منصب إداري سام. وفي الأثناء قام بعدّة رحلات في العالم العربي وأنتج عددا من المؤلّفات نذكر منها:

-الإباضية في موكب التّاريخ (أربع حلقات).

-الإباضية بين الفرق الإسلامية.

-سمر أسرة مسلمة.

-الفتاة الليبية ومشاكل الحياة.

-الأقانيم الثّلاثة.

- أحكام السّفر في الإسلام.

- الميثاق الغليظ.

-الإسلام والقيم الإنسانية.

- فلسطين بين المهاجرين والأنصار.

الإباضية مذهب من المذاهب الإسلامية المعتدلة.

توفّي يوم الثلاثاء 27 صفر 1400هـ/ 15 جانفي 1980م.

[2]_ الإباضية في الجزائر، الجزء الثّاني، 448.

[3]_ تاريخ بني مزاب. دراسة اجتماعية واقتصادية وسياسية. يوسف بن بكير الحاج سعيد. ص12-13

"أغزو" ⴰⵖⵥⵓ كهوف ومغارات

يزخر واد مزاب بعديد الكهوف والمغارات الطبيعية، منها أغزو ن كاسي وأغزو ن فيغر وأغزو ن ولوس ويعد هذا أخير أكبرهم

 

أغزو ن ولوس

ⴰⵖⵥⵓ ⵏ ⵓ ⵍⵓⵙ

"أغزو_ن_ولوس"  معناه كهف الكلس وهو أحد المعالم الطبيعية التي يزخر بها واد مزاب يتواجد في قصر "آت بنور" فمن أبرز ما يميّز هذه المغارات التي يصل طولها إلى حوالي 200 مترا، وانحدارها إلى عمق يقرب من 57 مترا، واتساعها لعرض يزيد عن 5 أمتار،عبورا بمناطق سيرا منبطحا وحبوا وبدرجة حرارة ثابتة تميل للبرودة ومع وجود هواء معتدل بداخلها، يوفّر للزائر أريحية أثناء التجوال ومتعة الرحلة والاستكشاف، مشكّلة بذلك تجاويف وحجرات ذات منحوتات طبيعية، مع وجود أحجار كلسية النوازل والصواعد(1).

Stalactites et stalagmites les décors calcites des grottes ..

 

 

أغزو ن فيغر

ⴰⵖⵥⵓ ⵏ ⴼⵉⵖⴻⵔ

أغزو ن فيغر أو مغارة فيغر تتواجد في واحات تنعام أعلي جبال ختالة في ضواحي آت بونور وهي أقرب إلى تجنينت منها إلى آت بونور تقع بالضبط وسط ممر شعبة الواد، تتشكل من ستة كهوف متصلة فيما بينها يفصلهما مدخل ضيق؛ وقد تعرضت للردم في الماضي، وتم حفرها من جديد وإزالت الأتربة عنها لكن إلى يومنا هذا لا نعلم حجمها بالتحديد. 

 أما عن سبب تسميتها بـ أغزو ن فيغر أو مغارة الثعبان مرده إلى ثعبان يعيش داخل هذه المغارة  حسب التراث الشفهي المتداول وتوجد صورة لهذا الثعبان يقال أنها التقطت له من داخل تلك المغارة.

aghzu n figher

 

 

كهوف ومغارات في مزاب

يوجد بوادي مزاب العديد من المغارات والكهوف الباهرة الجمال أروعها على الإطلاق التي تقع بين قصري آت بونور وتجنينت المعروفة بأغزو ن فيغر وهناك مغارات أخرى أكبر من هذه تسمى آغزو نولوس.

معظم مغارات مزاب تتواجد بضواحي قصر آت بونور ومجموعها ستة مغارات:

1 أغزو ن كاسي تقع أسفل جبل موركي بجانب مغارت العوروس فهي مغارة جميلة مشهورة ببرودتها أيام الصيف الحار فقد كان الناس يقصدونها للقيلولة لبرودتها خاصة عندما يتصادف مع رمضان.

2 اغزو ن عتروس مغارة العتروس توجد اسفل جبل موركي بجانب مغارة كاسي هي مدفونة ومدخلها من بئر ببئر لالا عشو في ات ازجن.

3 أغزو ن لوس أو مغارة لوس توجد في واحات تنعام اعلى جبال ختالا تقع في منحدر جبل قريب من ات بنور في اتجاه مكان يسمى اغرم ن ئمكراس وهي عباوة نفق طويل بدايته ضيقة ثم يليه ممر متسع ثم يضيق ونهايته واسعة وسقفها عال.

4 أغزو ن فيغر أو مغارة فيغر توجد في واحات تنعام اعلي جبال ختالة هي أقرب إلى تجنينت منها إلى آت بونور تقع بالضبط وسط ممر شعبة الواد وقد تعرضت للردم لا نعلم حجمها بالتحديد.

5 اغزو ن دادي عمي المتواجدة بقصر آت بونور بالضبط في بدابة غابات ازويل قد ردمت.

6 مغارة زهارات المتواجدة بقصر آت بونور بالضبط في ازويل اعالي جبال تعلو شعبة مسعودة ..
عمقها الحالي من 3 إلى 4 امتار وطولها حوالى 6 امتار.
تزهارت هذا هو اسمها الحقيقي قيل انها سميت كذلك لانها كانت تصدر صوتا يشبه نوعا ما زئير الأسد قد يكون بفعل التيارات الهوائية وهذا قبل تفجبرها من قبل الاستدمار الفرنسي ايام الثورة التحريرية كي لا يتخدها المجاهدون مخباء لهم.

----------------------------------------

(01) مقتبس بمن مقال للأستاذ  سليمان بن محمد الحاج سعيد (لخبورات)

AGHLANE PARADISE

c 7

Un Refuge de Paix et de Paradis....

Situé à Ghardaia, dans le magnifique désert d'Algérie, Aghlen Paradise est une Résidence de tourisme entouré d'une palmeraie sublime offrant un espace de douceur et de paix. Elle allie tout le confort contemporain et l'art de vivre mozabite dans un cadre paradisiaque de verdure ou le bourdonnement des abeilles, le gazouillis des oiseaux et le parfums des fleurs et agrumes suffisent pour se ressourcer une parfaite retraite pour le corps et l'âme........

SAVOIR PLUS

AKHAM

c 7

« AKHAM » signifie au M’Zab « Maison d’été ».

Notre « Akham » à nous se trouve dans la palmeraie de Béni-Isguen, cette ville ceinte (d’un mur de près de 2.500.km), et Sainte (Qui aura donné et donne toujours à la Prospérité de Grands Homme, Ecrivains Poètes et Homme d’Esprit…etc.) et Saine, où l’ordre et l’agencement utile Honnête et intelligent entrent dans la tradition du Lieu.......

SAVOIR PLUS

Gîte Tarist

Gîte Tarist

c 7

Hébergement : Maison Traditionnelle Restauration et Visites Guidées .

Mob :0771.71.18.15– 0551.91.91.00 
www.tarist.com
E-mail: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.  
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.  

 

 

SAVOIR PLUS

guiide des sites et monuments historique

Présentation

La Wilaya de Ghardaïa regorge de sites et Monuments historiques qui remontent à diverses époques

de l’histoire, et se compose de plusieurs types religieux, défensifs, économiques, etc…

Les vestiges de la préhistoire

Des vestiges préhistoriques qui remontent à la première période paléontologique ont été découvertes dans la wilaya de Ghardaïa par les chercheurs "Pierre Ruffo", "Joël Abonou", "Nadjib Ferhat" et "Malika Hachid" qui ont mis à jours une industrie de silex, des vestiges funéraires, ainsi que certaines gravures rupestres disséminées dans la région et qui remontent à environ 18000 à 5000 ans a J.C. Ces vestiges peuvent être identifiés comme suit :

Gravures rupestres

dans les localités de : Moumou et Intissa à Béni-Isguen ; Bouhraoua et Baba-Saâd à Ghardaïa,  Oukhira à El-Atteuf, Atfat Elkatba à Daïa ben Dahoua, Sidi Mbarek à Berriane, etc.

Industrie de la pierre

Noumérat à El-Atteuf, Laâdira à Ghardaïa, Metlili et El-Ménea.

Les vestiges funéraires

La région de Garat Etaâm à Bounoura, Bouhraoua à Ghardaïa.

Les sites antérieures

Ils sont répartis dans plusieurs régions, nous citons entre autres, le ksar de Talezdit et Aoulaoual à El-Atteuf, Baba-Saâd à Ghardaïa, Agherm Oujenna à Bounoura, Ksar Daïa, Ksar El-Ménea, Ksar Lambartekh à Guerrara, etc.

Leur identification et leur préservation permettront d’avoir un aperçu sur le mode de vie d’une

époque qui avait constitué l’embryon de l’urbanisation des cités actuelles.

Les Ksour

Les Ksour représentent les points culminants du Patrimoine

culturel de la Wilaya.

Les ksour de Berriane et Guerrara se trouvent au nord, et les Ksour de Metlili et El-Ménea vers le sud et entre les deux ensembles se trouve le territoire de la pentapole de Ghardaïa, ses cinq Ksour ainsi que leurs palmeraies qui s’étendent tout le long du cours de l’Oued. Ceci, ajouté aux divers petits ksour éparpillés ça et là et dont peu de traces subsistent encore à part quelques ruines. Et un nombre impressionnant de monuments historiques répartis à travers les Ksour, oasis et alentours.

Telle richesse historique et diversité patrimoniale ont élu les Ksour de la Wilaya au rang de Patrimoine national. La vallée du M'Zab a été classé dans la liste du Patrimoine mondial de l’UNESCO en 1982, et sera considéré par le Ministère de la Culture comme secteur sauvegardé en 2005.

Dans la Wilaya, le bâti patrimonial se caractérise par son adaptation au climat saharien (désertique, chaud et sec en été et froid en hiver) à travers un usage idéal des matériaux de construction locaux ainsi que d’une orientation favorable des bâtisses pour un meilleur rendement lumineux et climatique

A - Les Ksour de la Vallée du M’Zab

Oued M’Zab est notable par ses Ksour millénaires caractérisés par un même style architectural particulier unifié avec cependant quelques différences d’un Ksar à un autre.

Les Ksour de la Vallée sont classés chronologiquement comme suit :

El Atteuf, Bounoura, Ghardaïa, Béni-Isguen, Mélika.

Le modèle architectural local

Chaque Ksar est constitué d’un ensemble de bâtisses qui constituent dans leur ensemble le tissu urbain, avec ausommet la mosquée qui occupe le haut de la colline ajoutant plus de sacralité à son rôle fédérateur.

Sa position centrale permet d’y accéder assez rapidement depuis toutes les ruelles du Ksar, et autour sont érigés des édifices polyvalents parmi lesquels des maisons qui forment un ensemble épousant la configuration d’un terrain de colline jusqu'à parvenir aux rempart entourant le Ksar constituant ainsi une façade défensive interrompu par des portes principales et annexes surmontés par des tours de défense.

A côté des remparts se trouve la place du marché, considérée comme un espace essentiel d’échanges économiques entre l’intérieur et l’extérieur du Ksar.

Le souk reste le deuxième espace publique le plus important après la mosquée.

Il constitue une aire d’échanges où se concrétise l’harmonie sociale et où les habitants traitent leurs affaires économiques et sociales

A l’extérieur du ksar s’étend une oasis sur tout le long des deux rives de l’oued.

Les terres agricoles sont ainsi exploitées au moyen de puits traditionnels formants avec d'autres éléments comme les canaux et les digues le système hydraulique traditionnel de partage des eaux des crues unique en son genre en matière de partage des eaux.

Les oasis comportent quelques tours de guet et autres espaces de prières.

Tout le long des points dominants les rives de Oued M’Zab, nous trouvons des tours de guet, qui fonctionnent en harmonie avec le système défensif des Ksour et des oasis.

Nous trouvons ensuite les cimetières, de larges espaces, une espèce de ville des morts où sont construits des espaces de prière sous formes de places découvertes, et parfois recouvertes à l’instar des mosquées des Ksour mais sans « Minaret» (tours d’appel à la prière), souvent utilisées pour les rituels d’enterrement, la lecture du saint Coran ou à l’apprentissage du droit religieux.

El Atteuf (Tajnint)

El Atteuf (Tajnint en berbère) fût fondée en 1012 sous la houlette de Khalifa Ibn Abghour. Elle a été la première étape d’une action d’urbanisation à travers la Vallée du M’Zab. Une action basée sur des règles urbanistiques uniques dans le genre.

Le Ksar d’El Atteuf est connu pour ses Mausolées et Monuments tel celui de Cheikh Ammi Brahim, Oukhira, et bien d’autres monuments.

BOUNOURA (AT BOUNOUR).

Bounoura (At Bounour en berbère) fût fondée en 1046 ère

Chrétienne.

Bounoura est connue pour sa vieille Mosquée ainsi que de son front et maisons remparts.

Le Ksar a vu son extension après la disparition de sa partie supérieure que constitue l’ancien Ksar.

Des vestiges du vieux Ksar subsistent toujours.

Le vieux Ksar est protégé par un mur d’enceinte interrompu ça et là par des tours de guet.

Nous trouvons au centre du Ksar une vieille mosquée et un Minaret qui domine une grande place, ainsi que d’un Mausolée « Cheikh Bâ-Dahmane », et divers autres Mausolées.

Ghardaïa (Taghardaït)

Ghardaïa (Taghardaït en berbère) est considérée comme la Capitale du M’Zab.

Elle constitue le Ksar le plus important de la Vallée du point de vue des structures sociales et économiques et fût fondé en 1048.

Ghardaïa est connue par sa Place du marché, et certains Mausolées et édifices tels le Mausolée « Ammi-Saïd El-Jerbi », « Baba-Ouljemma» et d’autres Monuments.

Béni-Isguen (At Isjèn)

Le Ksar de Béni-Isguen (At-isjèn en berbère) fût fondé en 1347 de l’ère Chrétienne. Il se distingue par son ancienne mosquée qui garde toujours sa configuration architecturale initiale, tout comme son

système défensif à travers des murs d’enceinte qui entourent le Ksar en entier.

Le mur fût construit en 1860, et mesure environ deux kilomètres et demi, d’une hauteur de trois mètres, entrecoupé par des tours de guet dont la plus importante est « Bordj Boulila » et « Bordj Ba-Dahmane », ainsi que deux portes principales Est et Ouest.

Le Ksar de Béni-Isguen est aussi connu pour son Marché traditionnel à la criée nommé «Souk Lalla Achou» où sont organisées des ventes aux enchères à la criée dans un ordre bien particulier.

Béni-Isguen est connue aussi pour ses monuments historiques et Mausolées tels celui «Cheikh Bassa Oufdal» «Cheikh Ba-Mhamed » et bien d’autres.

Le Ksar de Mélika (At-MLichet)

Le Ksar de Mélika (At-MLichet en berbère) se distingue des autres Ksour du M’Zab par la disposition du souk ou place du marché mitoyenne de la vieille Mosquée.

Ceci est peut être dû aussi à la disposition étalée du Ksar sur une haute colline par rapport aux autres Ksour de la vallée, ainsi que la conservation de la place du marché ou Souk malgré l’extension urbanistique du Ksar.

Le ksar est fondu en 1350, Il est aussi entourés de quelques maisons remparts, interrompues par plusieurs portes, dont les plus célèbres « Bab Ben-trache », « Bab Amidoul » et autres…

On y trouve aussi des mausolées et cimetières tel celui de « Cheikh Ba-Abderrahmane El-Kourthi » et le mausolée « Cheikh Sidi-Aissa ».

Le Ksar de Guerrara

Guerrara a été fondée en 1630 de l’ère chrétienne. Elle se caractérise par son aspect architectural typique du M’Zab.

Une ancienne Mosquée avec son minaret pyramidale domine toute la ville. Comme elle est connue par sa place du marché traditionnel ainsi que d’une oasis étalée et luxuriante irriguée par Oued Zegrir, et

du barrage « Foussaâ » qui a été construit en 1710. Guerrara a été classé patrimoine nationale en 1998.

Le Ksar de Berriane

Berriane a été fondée en 1690 de l’ère chrétienne sur une colline rocheuse et une surface de près de 27 hectares. Elle domine ainsi deux Oueds « Ballouh et Soudane » sur les berges desquels seront créées des oasis.

Le Ksar de Berriane se caractérise par les mêmes caractéristiques architecturales du M’Zab, ses Mosquées anciennes et une place du marché traditionnelle. Berriane a été classée patrimoine national en 1998.

Les monuments historiques

En effet, en plus des habitations qui forment les Ksour et celles qui

se trouvent dans les palmeraies, il existe d’autres infrastructures

importantes, que nous pouvons classifier comme suit :

Infrastructures religieuses

Mosquées de ksar, mosquées de palmeraie et aires de prières dans les cimetières).

L’originalité de ces édifices réside dans la simplicité de leur forme. Alors que dans tous les pays musulmans, les mosquées dénotent et se distinguent du tissu d’habitations par leur forme, leur volume et leur décoration, les mosquées de la région sont discrètement intégrées dans le tissu urbain du ksar de leur implantation, tout en le complétant, sans y marquer une quelconque désharmonie. Elles sont édifiées à la dimension de l’homme se mouvant dans son rituel d’adoration, sans plus et sans fortuitures. Ce sont ces caractéristiques qui ont conféré à leur architecture ce cachet si particulier et si prodigieux, unique en son genre.

Parmi ces édifices : les mosquées de ksar, plusieurs mausolées : Ami Brahim, Bayoub Oukacem, Badahmène, Ami Saïd, Baba Oualdjemma, Baissa Oualouane, Ba Mhamed, Bassa Oufdhal, Ba Abderrahmène Elkorthi, Sidi-Aissa, Sidi Bouhafce… etc.

Infrastructures de défense

(Chaque ksar se distingue par son propre système de défense.)

En plus du célèbre rempart du ksar de Béni-Isguen, considéré comme étant le premier monument classé au M'Zab, il y a le front de Bounoura et le rempart de Ghardaïa; ainsi que les tours de guet qui s’enguirlandent autour des ksour et dans les palmeraies, y compris les «portes ». Avec le minaret de la mosquée du ksar, l’ensemble de ces tours constitue un système défensif intégré, qui mérite d’être approfondi, d’où la nécessité d’une rigoureuse conservation.

Infrastructures économiques

(Elles sont confinées dans la place du marché (souk) propre à chaque ksar et les ruelles commerciales avoisinantes.)

Chaque souk se distingue par son cachet propre et continue jusqu’à nos jours d’assumer les fonctions qui lui sont dévolues lors de l’édification du ksar.

Infrastructures d’irrigation

Le système du partage des eaux d’oued se base sur le principe de l’exploitation optimale des eaux pluviales et sur celui de l’équité dans leur répartition à l’ensemble de la palmeraie. Le surplus est automatiquement orienté vers les différents « barrages » qui sont considérés comme étant des retenues de stockage et d’alimentation de la nappe phréatique. Le remplissage des poches souterraines s’effectue par infiltration et permet l’exploitation ultérieure de ces réserves par le biais des puits qui sont disséminés dans la palmeraie.

Débordant les retenues, l'eau continue de suivre le cours naturel de l’oued, dans lequel sont édifiées une multitude de petites et plus petites retenues, qui ont pour fonctions :

- de réguler l’écoulement,

- de briser sa force,

- de constituer des réserves d’alluvion qui s’y accumulent par décantation.

- d’irriguer les jardins environnants.

En plus, le système comprend également des tours de guet pour surveiller l’écoulement et veiller au bon déroulement de sa répartition, tout en parant aux éventuels dégâts qui risquent de subvenir çà et là.

Il devient clair que ces infrastructures sont d’une importance capitale dans la constitution des palmeraies et elles continuent jusqu’à nos jours d’assumer les mêmes fonctions en vue de pérenniser leur conservation.

Le Secteur Sauvegarde de La Vallée Du M'Zab

Qu'est ce que le secteur sauvegardé de la Vallée du M'Zab ?

C'est le périmètre de classement de l'espace culturel et historique de la vallée du M'Zab, créé et délimité par décret exécutif n° 05-209 du 04 juin 2005.

Qu'est ce que le plan permanent de sauvegarde et de mise en valeur du secteur  sauvegardé (PPSMVSS) ?

C'est un outil technique et juridique de protection, de restauration, de réhabilitation, de mise en valeur et de promotion du secteur sauvegardé, issue de la loi n°04-98 du 15 juin 1998, relative à la protection du patrimoine culturel.

 opvm

M'ZAB TOUR

c 7

M'Zab Tours sous la licence N° 121/A a été créé en 1987 par BOUGHALI Toufik, originaire du sud algérien. Il est secondé par une équipe de professionnels originaires de différentes régions du sud algérien qui vous feront découvrir ce panaché de sable et de roche, cette étendue sablonneuse confondue avec l'horizon et parsemée d'Oasis, en véhicule tout terrain 4x4, méharée et en trek dans une ambiance conviviale.

Notre agence propose une prestation personnalisée et une palette de circuits à la carte.........

SAVOIR PLUS

Maison d'Hote

 GÎTE TARIST

Icon 09

Hébergement : Maison Traditionnelle Restauration et Visites Guidées .
Mob :0771.71.18.15– 0551.91.91.00
E-mail: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.....

SAVOIR PLUS

TAJEMMI

Icon 09“Ghardaïa Tourisme” créée initialement sous l’appellation de “Big sun destianation” par Hadj Hamou Zergoun, un mozabite utopiste, originaire de Béni Isguen, opère déjà dans le secteur du tourisme saharien depuis une dizaine d’années....

SAVOIR PLUS

RÉSIDENCE LES DEUX TOURS

Icon 09Un havre de tranquillité au cœur du M’Zab Située à 2 kilomètres de la grande porte de Beni-Isguen, au quartier Tlet de la palmeraie, la Résidence des Deux Tours réunit l’art de vivre traditionnel et le confort le plus moderne. Avec son.......

SAVOIR PLUS

  AGHLANE PARADISE

Icon 09

Un Refuge de Paix et de Paradis
Situé à Ghardaia, dans le magnifique désert d'Algérie, Aghlen Paradise est une Résidence de tourisme entouré d'une palmeraie sublime offrant un espace de douceur et de paix. Elle allie tout le confort contemporain et l'art de vivre mozabite dans un cadre paradisiaque de verdure ou le bourdonnement des abeilles, le gazouillis des oiseaux et le parfums des fleurs et agrumes suffisent pour se ressourcer une parfaite retraite pour le corps et l'âme....

SAVOIR PLUS

M'ZAB TOUR

Icon 09

M'Zab Tours sous la licence N° 121/A a été créé en 1987 par BOUGHALI Toufik, originaire du sud algérien. Il est secondé par une équipe de professionnels originaires de différentes régions du sud algérien qui vous feront découvrir ce panaché de sable et de roche, cette étendue sablonneuse confondue avec l'horizon et parsemée d'Oasis, en véhicule tout terrain 4x4, méharée et en trek dans une ambiance conviviale. Notre agence propose une prestation personnalisée et une palette de circuits à la carte....

SAVOIR PLUS

RÉSIDENCE LES DEUX TOURS

c 7

Un havre de tranquillité au cœur du M’Zab Située à 2 kilomètres de la grande porte de Beni-Isguen, au quartier Tlet de la palmeraie, la Résidence des Deux Tours réunit l’art de vivre traditionnel et le confort le plus moderne. Avec son architecture typique, pierres naturelles et murs blanchis à la chaux, ses chambres simples et fonctionnelle...

 Tel: +213 29 88 86 69 Fax: +213 29 87 34 83

SAVOIR PLUS

Tajemmi

Tajemmi 

c 7

“Ghardaïa Tourisme” créée initialement sous l’appellation de “Big sun destianation” par Hadj Hamou Zergoun, un mozabite utopiste, originaire de Béni Isguen, opère déjà dans le secteur du tourisme saharien depuis une dizaine d’années.........

 SAVOIR PLUS

 

Tourisme Guides Officiels

c 7

Ghardaia Tourisme - Bureau des Guides Officiels

Mission

Interventions dans le domaine touristique

Interventions dans le domaine social

Interventions dans le domaine culturel

Interventions transversales

Assistance pratique aux touristes et visiteurs....

SAVOIR PLUS

آت مزاب فرع من بني واسين

Icon 09اصل "ات مزاب" هي فرع من "بني واسين"

عن ابن خلدون الدي اخد عن ابن حزم الاندلسي الدي هو ايضا اخد عن ابن برزال البويكني الاباضي، فحسب ابن خلدون فإن كتامة وصنهاجة لما اختلفتا مع زناتة في المغرب الأقصى قامت جميع القبائل المنحدرة من جدها {واسين} واجتمعت في منطقة وادي زا ووادي ملوية، وهناك نمى العنصر الزناتي بشدة وتوسعت فروعهم، ووقعت حروب شديدة مع القبائل الأمازيغية الأخرى حتى استقر بهم المقام على الحدود المغربية الجزائرية "تلمسان ووجدة"، وبرز في الساحة الفرع المزابي ، ثم الفرع المريني التي تقوت عناصره حتى استولوا على حكم المغرب والجزائر معا، ففي المغرب تولى المرينيون حكمه وفي الجزائر تولى بني عبد الواد حكمه، بعد القضاء على الدولة الموحدية المصمودية يقول ابن خلدون: "وكان بنو واسين هؤلاء و من تشعب منهم مثل بني مرين وبني توجين وبني مصاب قد ملكوا القفر ، وانزاحوا أمام صنهاجة إلى صحراء المغرب و المغرب الأوسط ما بين ملوية إلى أرض الزاب وما إليها من صحاري إفريقيا ، إذ لم يكن للعرب في تلك الجهات كلها مذهب ولا مسلك إلى المائة الخامسة " ونجد الان اماكن تواجد اسم قبيلة بني واسين في مغنية بتلمسان .تحدثت مع صديق من مغنية قال لي ان اغلب سكان لالة مغنية وضواحيها من بني واسين . ايضا يوجد قبيلة بني واسين في مدينة وجدة المغربية . ايضا يوجد اسم قبيلة بني واسين في المغرب جنوب مدينة طنجة.....الخ بنو واسين قبيلة كبيرة جدا تفرعت الى فروع كبيرة واماكن تواجدهم في اماكن كثيرة من شمال افريقيا من ليبيا حتى المغرب .

أخطاء في تاريخ مزاب

cromosom مزاب والجين الأمازيغي E1B1B1BM81 

أصل المزابيين(01)

  المزابيون أمازيغ من قبيلة زناتة , موطنهم الأصلي هو شمال إفريقيا كسائر الأمازيغ ، و الفحوص الجينية les tests genetiques  تبين أن المزابيين يحتوون على الجين الأمازيغي e1b1b1bm81بنسبة عالية تفوق 86% و هذه النسبة الأعلى من بين كل أمازيغ الجزائر.

  والدراسات اللسانية البربرية تؤكد أن لغتنا المزابية زناتية متقاربة مع لهجات الزناتيين و قد وجدت خطوط و رسوم بربرية تعود إلى ما قبل الإسلام في ناحية سيدي مبارك ببريان و في مناطق عديدة من واد مزاب لم يأت المزابيون من تيهرت بل كانوا أيام الدولة الرستمية متواجدين في واديهم و كانوا على مذهب المعتزلة و لا تزال مقبرة أجدادنا المعتزلة موجودة إلى اليوم ، بل يذكر الشيخ أطفيش أن المزابيين كانوا يحاربون الرستميين نعم بعد هجوم العبيديين على تيهرت نزح الإمام يعقوب بن أفلح إلى سدراتة مع أفراد و عائلات بربرية معدودة ، و هي عروفة إلى اليوم في وارجلان مثل عائلة بافلح ، و البقية بقيت في تيهرت و انصهرت و المزابيون تحولوا إلى المذهب الإباضي بعد القرن الرابع الهجري على يد الشيخ محمد بن بكر الفرسطائي و الشيخ بابا والجمة و الشيخ ابراهيم بن مناد العطفاوي... رحمهم الله تعالى معنى ذلك أنهم لم يعرفوا الإباضية السياسية بل انخرطوا مباشرة في الإباضية الإجتماعية التي جاءهم بها الإمام الفرسطائي بيان ذلك أن آخر الأئمة الرستميين لما عرضت عليه الإمامة في سدراتة قال : إن الجمل لا يستتر بالغنم , بمعنى انتهى عصر السياسة , و كان المزابيون إلى ذلك الوقت معتزلة , ثم تبنوا الإباضية العقدية الفقهية الإجتماعية.

 

cromosom دراسة جينية(2)

تقع منطقة (اغزر) وادي مزاب جنوب الجزائر، هي عبارة عن هضبة صخرية كلسيه متميزة بقساوسة طبيعتها الصراوية الجافة، لقد عرف بنو مژاب بإرادتهم الفولاذية في تحدي تلك الظروف الطبيعية الصعبة، ومما لا شك فيه أن العوامل التاريخية والجغرافية جعلتهم في عزلة، لكن هذا الانعزال كان أمر هام جدا لعلماء الجينات، فقد وجدوا أن بني مژاب أحسن مثال لتحديد الأصول الجينية لعرقية الأمازيغ.

ففي دراسة جينية حديثة نشرت هذا العام : أخذ العلماء عينات من 67 شخص ينتمون إلى بني مزاب في الجزائر :

أولا لتحديد جيناتهم الأبوية  أ(صول أبائهم)

وثانيا لمعرفة ما إذا كانوا :

مجتمع عرقي ؟  (ينتمون إلى عرق واحد ؟)

أو مجتمع مذهبي ؟  (من أصول عرقية مختلفة جمع بينها العامل الديني  ؟)

أم هم مجتمع إثنو-ديني ؟  (مجتمع عرقي وديني في نفس الوقت)

كانت النتائج على النحو التالي :

جاءت جينات المشاركين في الدراسة على النحو التالي :

السلالة المتصدرة هي السلالة الشمال افريقية  E-m81

بنسبة الأغلبية الساحقة 86.5 بالمئة

والنسبة المتبقية 13.5 بالمئة تتقاسهما 7 سلالات مختلفة

أهمها السلالتين R1B1* + E-m2بنسبة 3 بالمئة لكلاهما

ثم بقية السلالات بنسبة 1.5 بالمئة لكل سلالة

نتائج الأصول الأبوية لبني مزاب غرداية الجزائر

 

وبمقارنة نتائج بني مزاب الجزائر مع نتائج دراسات جينية عن تجمعات أمازيغية من شمال افريقيا، 3 منها من المغرب والرابعة خاصة بجينات واحة سيوة (مصر) ، لوحظ أن بني مزاب الجزائر يحملون نفس بصمة الجد المشترك (الأصول الأبوية القديمة) مع أمازيغ المغرب، فالسلالة المتصدرة في جينات بني مزاب الجزائر هي نفسها المتصدرة في جينات أمازيغ المغرب E-m81بنسبة كبيرة كذلك تصل إلى 79 بالمئة في المغرب، ما يجعلها بامتياز البصمة الوراثية لجينات الأصول الأبوية للأمازيغ.

نتائج نسب السلالات الجينية الأبوية المنتشرة في جينات 5 تجمعات أمازيغية من شمال افريقيا

 أكدت الدراسة أن هذه السلالة (البصمة الوراثية) هي سلالة شبه منعدمة خارج شمال افريقيا وتنتشر أساسا (بكثرة) في التجمعات الأمازيغية، كما أشارت الدراسة بالرغم  من أن بني مزاب يحملون في غالبيتهم الساحقة نفس السلالة مع أمازيغ المغرب إلأ أن هناك بٌعد بيني بين الإثنين (اختلاف في التحورات السفلية)، فبني مزاب يتميزون عن البقية  في فروعهم السفلية وهو ما يفسر تاريخيا بانعزال حتى على بقية الأمازيغ.

------------------

 (01)المصدر: منشور في الفايسبوك لـ محمد الرياني

 (02)  بتصرف من موقع   tribusalgeriennes   02   01

أصل المزابيين 39: البربر يفضلون بناء القرى إغرمان

أصل المزابيين 39: البربر يفضلون بناء القرى إغرمان

Icon 09

منذ القديم عرف البربر بناء القرى المتجاورة لا المدن الكبيرة إلا القليل مثل قفصة و طنجة العريقتين منذ ما قبل الميلاد.

و زناتة في قورارة و تميمون و ورقلة و مزاب يسمون القرية أغرم أي قصرا .

و منه اصطلح الأكاديميون على تسمية الحضارة : تاغرما

كان بربر الصحراء قديما في عهد الرومان و ما سبق يسكنون الأكواخ , و يذكر سالوست المؤرخ الروماني المتوفى سنة (34ق-م) ان في بوادي افريقيا اكواخا متطاولة الشكل منحنية السقف تشبه هيكل سفينة مقلوبة.

ستيفان قزال " تاريخ افريقيا الشمالية " 5/193

ثم تطور الأمر إلى سكن خيام من وبر خاصة بعد أن استخذم الجيتول الجمال بشكل كبير بعد القرن الثالث الميلادي حسب مؤرخي الرومان و قبل ذلك حسب الدكتور محمد العربي عقون . أنظر كتابه : " الإقتصاد والمجتمع في الشمال الافريقي القديم " 23

و بناء القرى المتجاورة أثّر على الفقه الاباضي المغربي لا المشرقي فاصطلح علماء الاباضية المغاربة على مصطلح : اتخاذ الحوزة.

و الحوزة يعنون بها القرى المتجاورة و المتشابكة عرفيا و اجتماعيا و اقتصاديا , فيرى علماء نفوسة أن لا يقصر المسافر الصلاة إلا بتجاوز حدود الحوزة لا حدود القرية , و أقرعلماء مزاب هذه الفتوى , فالشيخ بيوض أفتى للقراريين بأن لا يقصروا الصلاة إلا بعد تجاوز بريان بفرسخين.

أما الفقهاء العمانيون فيحسبون مسافة القصر من القرية.

بقلم  Med EL Berriani

أصل المزابيين 38: متى سكن البربر في الصحراء

أصل المزابيين 38: متى سكن البربر في الصحراء

Icon 09

من خلال الآثار الأركيولوجية من أدوات حجرية مستعملة و نقوش و رسوم صخرية فإنه لم يعد هناك شك في أن الصحراء و منها مزاب كان فيها سكان منذ العصر الحجري القديم أي ما قبل 400 قرن.

أما إذا رجعنا إلى التاريخ السردي فإننا نجد المؤرخين الرومان القدامى قد كتبوا قليلا عن الصحراء و سكانها أمثال Strabonو Pomponius...وهؤلاء حسب ما ينقل عنهم ستيفان قزال في كتاب " تاريخ افريقيا الشمالية " في غير ما موضع أن الرومان هم من تسبب في نزوح الكثير من البربر إلى الصحراء بعد تجريدهم من أراضيهم الخصبة في الشمال.

و لذلك انخرط بربر الصحراء الجيتول في المقاومات الأمازيغية للرومان خاصة مع يوغرطة و تاكفاريناس.

أما ابن خلدون فيذكر في مرات عديدة في كتاب " العبر و ديوان المبتدأ و الخبر " أن زناتة اندحرت إلى الصحراء بعد حروب قامت بينها و بين صنهاجة و كتامة, و يعتبر ابن خلدون هجرة بني مصاب بن بادين من الشمال الغربي إلى الصحراء من هذا القبيل.

وصف ابن خلدون قصور مزاب بدقة و قال :

"وسكانها لهذا العهد شعوب زناتة، وإن كانت شهرتها مصاب "

و يذكر كذلك أن بني هلال قد غلبوا زناتة على الزاب و تسببوا في هجرتهم نحو الصحراء و مناطق أخرى.

هذا عن البربر عموما , أما البربر الإباضية فبالإضافة إلى ما سبق أزاحهم عن بلاد الجريد و عن بعض نواحي جربة و جبال دمّر.... إلى الصحراء المعز بن باديس الصنهاجي الموالي للعباسيين وعن الزاب حماد بن بلكين عامل الدولة الحمادية على الزاب.

الخلاصة أن من سكان مزاب من يرجع أصله إلى إنسان العصر الحجري و أمازيغ الجيتول و منهم من التحق بهم بعد هجرات اضطرارية في زمن الرومان وبعد الإسلام.

بقلم  Med EL Berriani

أصل المزابيين 40 : من الحضارة القفصية إلى البربرية الاباضية

أصل المزابيين 40 : من الحضارة القفصية إلى البربرية الاباضية

Icon 09

كثيرا ما يتساءل المهتمون عن الحلقة المفقودة في تاريخنا .

أعتقد أنه لا توجد أية حلقة مفقودة على الأقل منذ العصر الحجري الوسيط المسمى بالحضارة القفصية إلى عصرنا الحالي.

المؤرخون و اعتبارا لمعطيات أركيولوجية و جينية يعتبرون إنسان العصر الحجري الوسيط الذي عاش في الصحراء وكل ربوع شمال افريقيا قبل أكثر من 90 قرنا هو سلف الإنسان النيوليثي الذي هو سلف الإنسان البربري.

قال مثلا جبرييل كامبس عن أناس العصر الحجري الوسيط المصطلَح على تسميتهم بالقفصيين أنهم أول المغاربة دون تهور على رأس الخط البربري قبل 9000 سنة.

les premiers Maghrébins que l’on peut, sans imprudence, placer en tête de la lignée berbère. Cela se situe il ya quelque 9000 ans.

G. Camps : Encyclopédie berbère .10

و يؤكد الباحث PIERRE ROFFOمن خلال بحثه الميداني

NOTE SUR LES CIVILISATIONS PALEOTITHIQUE AU MZAB

وجود معالم و آثار تلك الحضارة بمزاب فيقول :

D'après l'étude de ces stations il ressort, de façon indubitable, que le Paléotithique moyen et supérieur, est largement représenté dans le M’zab.13

تأتي بعدها المرحلة النيوليثية و تبلور الكيان البربري المحاذي للفراعنة المصريين

Les premières mentions des berbères, remontent à l’antiquité pharaonique . Camps... 01

هذه المرحلة البربرية الأولى في كل شمال افريقيا تسمى المرحلة الليبية Libyco berbere

و قد وجد الباحث ABONNEAU  وغيره آثار تلك الفترة الليبية كثيرة في مزاب , فيقول في كتابه :

PREHISTOIRE DU MZAB :

La caractéristique première des gravures de la période libyco-berbère est leur grand nombre .67

ثم تأتي مرحلة الأمازيغ الجيتول أي الصحراويين و علاقاتهم مع الأمازيغ النوميد و أوضاعهم مع الرومان و مناصرتهم يوغرطة و تاكفاريناس و حنيبعل... في حروبهم ضد الرومان ..

ثم مرحلة الإسلام و تبني مذهب المعتزلة , و أخيرا تبني الإباضية الفرسطائية الإجتماعية التربوية علي يد الإمام أبي عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي و تلامذته العلماء .

فهذه خمسة مراحل متواصلة لا توجد بينها حلقة مفقودة و إنما يوجد قلة بحث أو إهمال لبعض المراحل وتركيز على بعضها.

بقلم  Med EL Berriani

أصل المزابيين 41 : معالم الحضارة الأمازيغية

أصل المزابيين 41 : معالم الحضارة الأمازيغية

Icon 09

كانت القبائل الصحراوية الأمازيغية المسماة عند المؤرخين القدامى بالجيتول تشتغل بالرعي و كانت تقتحم أراضي الهضاب الخصبة الممتدة ما بين جبال الأطلس التلي و جبال الأطلس الصحراوي بمواشيها و خيولها , مما أزعج الرومان فأقاموا سلسلة من القلاع و الأبراج لمدافعة الجيتول وصلت إلى جبال مسعد التي أنشأوا بها قلعة DIMMIDI,و كانوا كذلك ينتزعون أراضي النوميد و يجبرونهم على النزوح نحو الصحراء و التحول إلى نمط الحياة الجيتولية الصحراوية و من بقي من النوميد أنهكتهم بالضرائب . أنظر جمال مسرحي (المقاومة النوميدية للاحتلال الروماني في الجنوب الشرقي الجزائري) 16

و يذكر الدكتور محمد العربي عقون أن الرومان أقاموا خط الليمس للمراقبة العسكرية ممتدا من جنوب الأوراس إلى مسعد لمراقبة بربر الصحراء و منعهم من دخول أراضي الشمال . ( الاقتصاد و المجتمع في الشمال افريقي القديم ) 103

و هذه السياسية العزلية ساهمت بشكل كبير في استمرار حياة البداوة و عدم الاستقرار لأمازيغ الصحراء .

هل أسس بربر الشمال و بربر الصحراء حضارة بمختلف ملامحها و معالمها السياسية و العسكرية و الاقتصادية و العمرانية و الدينية و القانونية و الأدبية و الفنية.

بقلم  Med EL Berriani

رابط المنشور

أصناف التمر بواد مزاب

أصناف التمر بواد مزاب(1)

Icon 09

يمكن تصنيف التمر في مزاب في ثلاث مجموعات بكورة حيث يكون النضج متباعدا لما يقرب من العشرين يوما. ولدينا حوالي 37 صنف من التمور. قسمت حسب النضج إلى:

الأصناف الباكرة:

شِيخْ اَمْحَمَّدْ – عمَّاري – تَدْمَامْتْ – بَايْدِير – نَاصَرْ اُو صَالَحْ – اصْبَاعْ لَوْصِيفْ – عبّاد – إِغَسْ أُوتْشِيضَنْ (الغرس).

الأصناف الموسمية:

أُوعْرُوسْ – أُوعُوشْتْ – بٍيضْ لَحْمَامْ – سَبْعَة بَدْرَاعْ – لِيتِيمْ – تَاتِيوْتْ اَنُّوحْ – تِيمُّوبْشَرْتْ – تَمْجُوهَرْتْ – اَدَّالَتْ – أُوتَقْبَالَا – تَاكَرْنَنَّايْتْ – تَنَصْلِيتْ – إِغَسْ اَليِتِيمْ – تَفِزِوِينْ – تَازَرْزَايْتْ – تَامَزْوَارْتْ نَتْلَاتْ – تَازُوقَّاغْتْ – تَاوْرَغْتْ – أَغَمَّا نَلْجَنَّتْ – إِغَسْ نُودْجُّوجَنْ – عْلِي اَوْرَاشَدْ – تَاكَرْمُصْتْ – دَقْلَتْ نُورْ – كَاسِي اُومُوسَى.

الأصناف المتأخرة:

تَاودَّانْتْ – بَابَاتِي – أُوكْسَبَّا – أَكَرْبُوشْ – طَمَّاعْ لَخْمَامْسَه.

يمكن القول إن النضج يتدرج خلال شهرين بين أكتوبر وديسمبر حسب السنوات.

---------------------------------

(1) كتاب نخلة التمر يوميات يرويها عاذق. نورالدين بن سعدون، نورالدين بولحواط. ص71.

المصدر  nir-osra.org

أصول بني مزاب

أصول بني مزاب

Icon 09

أصول بني مزاب الأمازيغية 

أصول المزابيين 1 : رافد بني مصاب

أصول المزابيين 2: رافد بني مصاب بن بادين

أصول المزابيين 3:  الرافد الرستمي   

أصول المزابيين 4: الرافد الرستمي الأريغي الوارجلاني  

أصول المزابيين 5: رافد أريغ و وارجلان مؤتمر أريغ

أصول المزابيين 6: رافد سدراتة بعد خرابها 

أصول المزابيين 7: رافد سدراتة بعد حملة الميورقي 

أصول المزابيين 8: هل غزا الميورقي مزاب 

أصول المزابيين 9: رافد الزاب  

أصول المزابيين 10: رافد الزاب وغيره من المناطق بعد حملة بني هلال 

أصول المزابيين 11: نجدة مزاب لأهل وارجلان

أصول المزابيين 12:  البربر المعتزلة أصل ساكنة الوادي  

أصول المزابيين 13: لماذا انتشر الإعتزال في البربر ومزاب

أصول المزابيين 14: المعتزلة في مزاب لماذا  

أصول المزابيين 15:  بعض أفكار المعتزلة مذهب الزناتيين 

أصول المزابيين 16:  سبب إقبال زناتة على المعتزلة في مزاب 

أصول المزابيين 17: زناتة مزاب بدو بسطاء 

أصول المزابيين 18: زناتة البربرية  

أصول المزابيين 19: زناتة بنسبة مهيمنة  

أصول المزابيين 20: اللسان الزناتي و المزابي  

أصول المزابيين 21: الصحراء بمنأى عن التأثيرات الأجنبية    

أصول المزابيين 22: الميثولوجية البربرية آمون والكبش

أصول المزابيين 23:  بربر الصحراء الجيتول والنظام السياسي     

أصول المزابيين 24: بربر الصحراء يقاتلون الرومان مع يوغرطة 

أصول المزابيين 25:  بربر الصحراء مع تاكفاريناس لمحاربة الرومان

أصول المزابيين 26:  ثورة بربر الصحراء على يوبا الثاني والرومان  

أصول المزابيين 27: النوميد والجيتول يغزون أروبا مع حنبعل  

أصول المزابيين 28:  بربر الصحراء لا مع ماسنيسا و لا مع سيفاقص     

أصول المزابيين 29: حرب ماسنيسا وسيفاقص و معركة زاما 

أصول المزابيين 30:  التجار الفنيقيون في الصحراء وتحولهم إلى استعمار 

أصول المزابيين 31:  العصر الحجري بمزاب    

أصول المزابيين 32: معالم العصر الحجري   

أصل المزابيين 33: الإمتداد الجيني والأركيولوجي إلى إنسان العصر الحجري القديم

أصل المزابيين 34: العصر الحجري في مزاب الأدوات الحجرية

أصل المزابيين 35: أصل المزابيين : العصر الحجري النقوش و الرسوم الصخرية

أصل المزابيين 36: بربر الصحراء لم يعرفوا الاستعمار الوندالي والبيزنطي   

أصل المزابيين 37: نزوح البربر الاباضية من الزاب 

أصل المزابيين 38: متى سكن البربر في الصحراء 

أصل المزابيين 39: البربر يفضلون بناء القرى إغرمان 

أصل المزابيين 40 : من الحضارة القفصية إلى البربرية الاباضية 

أصل المزابيين 41 : معالم الحضارة الأمازيغية

أصول بني مزاب الأمازيغية

ⴰⵜ ⵎⵥⴰⴱ ⴰⵎⴰⵣⵉⵖ

Icon 09

إنّ بني مزاب أمازيغ, و يطلق على الأمازيغ كذلك اسم البربر، و البربر ينقسمون إلى قسمين : البرانس و هم أبناء برنس، و البُتر و هم أبناء مادغيس الملقب بالأبتر، و هما أخوان ، و من نسل مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام .

كلّ قسم من البرانس و البتر يتفرّع إلى شعوب كثيرة لا تحصى . و أحد شعوب البتر زْنَاتَهْ, و من بين شعوب البرانس كتامة و صناهجة.

يتفرع زناتة إلى خمسة فروع, من بينها وَاسِينْ , و من بطون واسين بنو مرين و بنو راشد وبنو بادين. و من أفخاذ بادين بنو مزاب المنتسبون إلى مزاب بن بادين بن محمّد بن زَحِّيكْ بن واسين بن يَصْلَتِينْ بن مَسْرَا بن زَاكِيَا بن وَرسِيكْ بن أَدِّيرَتْ بن جَانَا (أو شَانَا) جدّ زناتة .

إذن, فإن بني مزاب من أفخاذ بادين , أحد بطون واسين, الذي هو فرع من فروع زناتة , و زناتة أحد شعوب البُتر, و البُتر أحد قسمي الأمازيغ.(1)

-----------------

(1)الهُويَّةُ المِزَابِيَّةُ - أهمُّ عناصِرها و تشكُّلُها عبر التاريخ - تأليف : يوسف بن بكير الحاج سعيد  - المطبعة العربية  1432 هـ / 2011 م

أَغْلَانْ يُولِيدْ سْ تْوِيزَا دُوَنْعَارْ

أَغْلَانْ يُولِيدْ سْ تْوِيزَا دُوَنْعَارْ

Icon 09

"...والشيء الذي له أعمق الأثر في حياة هؤلاء، وبه استطاعوا أن يتغلبوا على هذه الصعوبات، وأن يقيموا هذه الصعوبات، وأن يقيموا هذه المنجزات، هو التضامن العجيب الذي وجد بين هؤلاء، فكان الواحد منهم لا يبخل بماله أو رأيه أو خبرته. ثم الإرادة الدؤوب والنشاط في ممارسة الأشغال الذي طبع عليه العنصر البربري منذ القدم وامتاز به، وأخيرا تلك الحملات الجماعية التي يقومون بها "تْوِيزَا" فيعيِّنون يوما أو عشية يخرج فيها كل من كان في القرية من ذوي الاستطاعة ويقومون معا بالعمل كل بما يحسنه. وهكذا في كل عشية أو يوم خاص من أيام الأسبوع، فلا تمر أسابيع أو أشهر إلا وقد أنجز بناء الساقية أو تنظيفها من الرمال أو ترميم السد الخ..

وربما يتهاون شخص فيركن إلى الراحة ويتخلف عن مواطنيه ولكنه لا يسلم من تعيير النساء له والأطفال إذا رأى في الشارع. وربما لا يسلم حتى من ضميره فيؤنبه وكأنه اقترف ذنبا. إذ المتعارف في مزاب أن مثل هذا التصرف نوع من خيانة المسلمين والقعود بهم يعاقب الله عليه فيقولون في شأن هذا: «فلان خان العرش».

وهذه الحملات الجماعية تقام أيضا في مستوى الناحية الواحدة أو بين الجيران أو الأصحاب، فيعيِّنون يوما لهذا ويوما لذاك حتى تنتهي حملة الحصاد أو بناء الدار أو حفر البئر وعلى صاحب العمل أن يهيئ المواد الأولية فقط وربما الطعام أيضا لمساعديه..

ويحكي لنا الشيوخ أنهم أدركوا زمانا كان من المتعارف فيه، أن الشخص الذي يبني دارا أو ينشئ بئرا يستطيع عندما يريد وضع الأخشاب ليجعل عليها السقف أو إقامة الصحائف العارضة لفم البئر أو صهريج الماء "أَسَفِّي" يستطيع أن يخرج إلى الشارع فيستوقف من يمرون أو ينادي: "يا مجاهدين.." فما تُسمع صيحته حتى يترك كل شخص عمله ويهرع إليه لمساعدته لمدة من الوقت على القيام بمثل هذا العمل الشاق الذي لا يستطيع أن ينجزه بمفرده.

وبما تقدم استطاعوا أن يحفروا في واحات الوادي ما يربو عن أربعة آلاف بئر ومائة يتراوح عمقها بين 25 مترا إلى 60 مترا حسب سمك طبقة الأرض. وغرسوا نحو 170 ألف شجرة من أشجار النخيل حسب الإحصائيات التي أوردها المهندس الفرنسي فيلن FELINفي مؤلفه الذي أصدره سنة 1908..."

 ----------------------------------------

(01) كتاب مزاب بلد كفاح للمؤلف: إبراهيم محمد طلاي ص: 66-67-68

المصدر nir-osra.org

أقسام البربر

Icon 07وكان البربر شعبا عظيما وأمة كبرى، كثيرة القبائل والأفخاذ. وتنقسم الأمة البربرية الكبرى إلى قسمين عظيمين، كل قسم يحتوي على قبائل كثيرة. تنقسم إلى برانس وبتر تشتمل على قبائل كثيرة أكبرها هي هوارة، وكتامة، وزواوة، وصنهاجة، وأوربة، ومصمودة. والبتر أكثر عددا من البرانس فقبائلهم كثيرة، وكل قبيلة تتفرع منها قبائل مختلفة الأسماء. واكبر قبائل البتر هي لواتة، ونفوسة، ونفزاوة، ومزاته، وزناتة، ولماية، ومكناسة، ومطغرة.

وكانت مواطن اغلب القبائل البترية في وسط المغرب وجنوبه، فلم يكن منها في السواحل إلا القليل. وكانت لهم الجبال والهضاب يعتصمون بها. واغلب الثورات التيانفجرت على الرومان والوندال والروم المستعمرين كانوا هم الذين يقومون بها. وقد انتشر الدين المسيحي في سكان المدن منهم ولكن على المذهب الدونتوسي البربري الذي يحمل روح المسيحية الحقيقية، وهو الدعوة إلى العدل والإنصاف والإخاء، كما تأثروا بالحضارة البونيقية تأثرا كبيرا، واقتبسوا من الحضارة الرومانية ما يوافق مزاجهم.

وسكان الجبال والهضاب وجنوب المغرب في الصحراء لم يختلطوا كثيرا بالرومان ولم ينغمسوا في مفاسد الحضارة فتفسد أخلاقهم، فضلوا اقرب إلى البداوة يمتازون بقوة الأجسام، ومتانة الأخلاق، وجرأة الفؤاد. إنهم أنياب المغرب يبرزها إذا ادلهمت الأيام. والبتر هم الذين اتعبوا الفاتحين، وظلوا عقبة كأداة في سبيل المسلمين. والبتر أيضا اقرب إلى المغرب بطبيعتهم البدوية وأخلاقهم. فان الذين اعتنقوا الإسلام في برقة، وتفتحت له قلوبهم في جنوب افريقية، وانخرطوا في الجيش الإسلامي ينصرونه ويؤيدونه، كان اغلب هؤلاء من البتر.

أما البرانس فاغلبهم يسكنون السواحل، وهي موطن الرومان والروم، ومحل الحضارة والمدينة، فتحضروا وشاركوا في بناء المدينة التي أقامها الرومان والروم في المغرب، بل اقتبس الرومان أنواعا من المدينة منهم لما احتل بلادهم، لأنهم كانوا اسبق إلى الحضارة من الرومان؛ فلولا ما كانت ترفل بلادهم من حضارة ونعيم، وما كانت تغض به من خيرات وملذات ما طمع فيها الرومان.

ان البونيقيين هم أساتذة البربر في الحضارة، وهم الذين فتحوا عيون البربر، واخذوا بأيديهم إلى طريق الحياة، فنهضوا في القرن الثالث قبل الميلاد فأسسوا ممالكهم الكبرى التي ورثت الحضارة البونيقية، فصار المغرب بها متجه الأنظار لعمرانه وسعادته ورقيه.

وكان البرانس سكان السواحل قد اختلطوا بالرومان فاثروا بهم فضلو متحضرين. وقد انتشرت في سكان المدن منهم المسيحية على المذهب الدونتوسي. وكانت منزل هوارة من البرانس على الساحل طرابلس من سرت إلى مدينة طرابلس، وكانت عاصمتها هي مدينة لبدة في شرق في طرابلس، وأثارها الموجودة إلى الآن دليل على الدرجة العظمى التي كانت عليها والبربر في الحضارة والتقدم. أما منازل كتامة فعلى ساحل قسنطينة، منة سكيكدة إلى بجاية، ومنازل زواوة في بال القبائل من غرب بجاية إلى شرق مدينة الجزائر، ومنازل صنهاجة من شرق مدينة الجزائر إلى مليانة.

أما أوربة فمن شمال تاهرت إلى وهران،ولها منازل أيضا في غرب فاس مناه «سقومة » قلعة أوربة ومدينة وليلي،أما مصمودة فلها جبالها في غرب مدينة مراكش. ومع كل قبيلة من هذه القبائل في هذه الأمكنة فصائل من القبائل الأخرى تحل معها وتعيش في ديارها،وإنما الجمهور والكثرة لتلك القبيلة.

وكان المغرب في نظر البربر وطنا واحدا لا يتجرأ. فمن غرب الإسكندرية إلى الاطلانطي وطن واحد، فأينما حل البربري فهو وطنه وبين قومه، ولا تكمش ولا انفصال. وكان البربر امة واحدة متماسكة وان تعددت قبائلها.

وكان البرانس أكثر حضارة، والمسيحية قد انتشرت فيهم أكثر، واختلاطهم بالروم كان اشد. فوجد الروم في مزاج الحضارة وفي المسيحية ما يجذب البرانس إليهم، فصاروا يتملقون رؤساءهم، ويتقربون إلى أمرائهم ليجعلوا من البربر الحلفاء الأقوياء ليستطيعوا الوقوف في وجه المسلمين الفاتحين. وكان الروم يبثون دعايتهم المسمومة في الإسلام والمسلمين، ويصورون العرب للبربر على إنهم كالمستعمرين، لا تدفعهم إلا بطونهم وجشعهم لغزو البلدان، وأنهم عتاة مستبدون لا يحملون أي خير للبربر.

وكان البربر سيما البرانس في المغرب الأوسط قد استرجعوا حريتهم، وتكونت لهم إمارات يديرها رؤساء منهم، وآلوا ان يقارعوا ويهزموا كل قوة تحدث نفسها باستعبادهم واحتلال بلادهم.

وقد استطاع الروم ان يصوروا للمغرب الأوسط والأقصى الإسلام والمسلمين كما أرادوا فآمن البربر بسمومهم لجهلهم بالإسلام والمسمين، لأنهم بعداء عن مركزهم في القيروان. واعتقد البربر ان المسلمين أعداؤهم، وان الإسلام عقيدة تناوئ دينهم المسيحي، وان أبا المهاجر قد جاءهم مجئ الروم والرومان يحمل إليهم الفقر والجهل والعبودية فثارت ثائرتهم واستعدوا للجلاد.

وكانت الزعامة في المغربين الأوسط والأقصى لقبيلة أوربة كثرة عددها وغناها وحضارتها ومناعة مواقعها، وكان رئيسها كسيلة بن لمزم الأوربي. وكان كسيلة قوي الشخصية، ذكي الفؤاد، غيورا على وطنه، وكان البربر يجلونه ويحبونه، وكان نصرانيا متمسكا بدينه، وكان لا يعرف حقيقة الإسلام والمسلمين، فاستطاع الروم ان يوحوا إليه ما أرادوا في الإسلام والمسلمين، فرآهم عدوا لدينه ووطنه، ورأى أبا المهاجر في ميلة فعلم انه لابد ان يسير لافتتاح المغرب الأوسط والأقصى، فذهب في المغربي الأقصى والأوسط يدعو البربر لمكافحة العرب، والاستعداد لحربهم وإجلائهم عن البلاد. فتحمي البربر بثورة أميرهم كسيلة فلبسوا لأمة الحرب واستعدوا للقراع، فتجمع لكسيلة جيش كثيف من البربر والروم فرنا إلى المشرق مستعرا يرقب مسير أبي المهاجر أو يسير هو إليه. فسمع أبو المهاجر باستعداد كسيلة فسار إليه. وكان كسيلة قد عسكر بتلمسان، وارى انها عاصمة إمارته فوصل أبو المهاجر بجيشه فحط رحاله حول تلمسان، فالتقى الجيشان جيش المسلمين وجيش كسيلة فوقعت معركة عنيفة سقط فيها قتلى كثيرون من الطرفين، ثم انزل الله نصره على المسلمين، فهزموا جيش كسيلة فولى الأدبار، واسر كسيلة فحمل إلى أبي المهاجر فأحسن إليه أبو المهاجر وقربه وعامله معاملة الملوك. وكان أبو المهاجر معجبا بشخصية كسيلة، وبذكائه، ودهائه، ومكانته في البربر. فعرف انه إذا اسلم كسيلة فسيكون المفتاح الذهبي الذي يفتح قلوب البربر في المغرب الأوسط والأقصى لدين المصطفى. فحدث كسيلة عن الإسلام والمسلمين بما عرفه حقيقتهما. وكان كسيلة ذكيا طموحا مخلصا لقومه لا يريد لهم إلا الصلاح، فعلم ان الإسلام هو دين السعادة والقوة والحياة وخير الدارين، وان العرب المسلمين هم الإخوة الأصفياء الذين يسعدون البربر ويأخذون أيديهم إلى النجاح، فآمن كسيلة بما دعاه إليه أبو المهاجر فأصبح من المسلمين، واغرم بالعربية فصار يتعلمها، وأعجب بجمال الإسلام فيس سيرة المسلمين فأحبهم، وأصبح أبو المهاجر وصحبه هم خاصته وأولياؤه، وأحب أبو المهاجر كسيلة ورجا منه خيرا كبيرا للإسلام. فشمر كسيلة لمناصرة الإسلام والمسلمين، فدعا قومه البربر للدين الحنيف، وافهمهم ما جاء به المصطفى عليه السلام، وانه النور والحياة وخير الدارين، والفت نظرهم إلى جمال الإسلام في سيرة المسلمين، واراهم الفرق بيتهم فغي رحمتهم وإيثارهم وعملهم للناس وبين الروم الجشعين. وكان البربر قد تفتحت قلوبهم لأبي المهاجر والمسلمين فأحبوه لما أطلق رئيسهم كسيلة من الأسر، وأحسن إليه وعظمه وبجله، والبربر جنس كريم معتد بنفسه، يملكه من يحترمه ويعرف له مقامه، فاقبل البربر على الإسلام، فانتشر فيهم انتشار العطر القوى في الساحة، والنور الساطع في المكان، وأصبح البربر أحباء العرب يزدادون تقاربا على الأيام ليصبحوا شعبا واحدا يصل بينهم الإسلام، وتلحم بينهم العربية. فقرت عين أبي المهاجر بما رأى، وازداد بقينا بان السيف وحده ليس وسيلة لامتلاك الشعوب، فرجع إلى مقره قريبا من القيروان، وأقام «بدكرور » يراقب الأمور، ويحبط دسائس الروم، ويعمل لإزالتهم من المغرب،وهو على استعداد لكل من يريد مناوأة المسلمين فينهض إليه، أما إذا سكن فيتركه لان نور الإسلام لا يسكن، فهو يسير سيره، فلابد ان يصل إليه فيغزو قلبه، فيصبح للمسلمين يغير دماء، ويمسى جزءا منهم يورثهم النماء. وكان أبو المهاجر في المغرب بلينه وسياسته، وبإلحاحه عليهم بالدعاية كالشمس التي تخيم على الثمار فتلح عليها بالأنوار حتى تداخلها حلاوة النضوج وان تكونت فيها حشرة تفسدها قتلتها !

ودام الأمر على ذلك والإسلام كنور الصباح رويدا رويدا فيسير إلى الضحى فيعم المغرب، ويملأ قلوب البربر كلهم، حتى طلع الغمام، وهبت العواصف، فانهدم كثير مما بناه أبو المهاجر. لقد عزل أبو المهاجر وولي عقبة فجاء وهو مغرم بالقتال، فلم يتبع سياسة أبي المهاجر الحكيمة، وظن ان البربر امة هرمة كعلوج الروم يرضخون له سيف، ويستكينون له بالقوة، فآثر العنف العاصفة على اللين الحكيم فثارت البلاد، وانفجر المغرب، واصح الأصدقاء أعداء. اشترى قلوب البربر فكانت لمحمد، وثنى بأعنة المغرب فابتدأ يتجه إلى القبلة، واسكت النواقيس في كثير من النواحي فجلجل فيها الآذان، فلو دام لفتح البلاد كما يفتح الحب أفئدة العباد، بدون دماء تهرق، ومعامع تشغل المسلمين.

رحم الله أبا المهاجر فانه على قوته وبطولته كان على الرفق الذي حث عليه الرسول لما قال: ما دخل الرفق أمرا إلا زانه، وما داخل العنف شيئا إلا شانه. وكانت ولاية أبي المهاجر على افريقية في سنة 55 هـ. وعزله في سنة 62 هـ فمدته في المغرب سبع سنين ولم يذكر المؤرخون عدد جيشه فلا بد وان يكون أبو المهاجر قد قدم بقوة جديدة عند ولايته فيكون جيشه أكثر من عشرة آلاف.

-----------------------

 المصدر : محمد علي دبوز  تاريخ المغرب الكبير ج2  ص59-63

أكرموا عمّتكم النخلة

ورد في الأثر "أكرموا عمتكم النخلة"، وورد أيضا "أن الله صنع المخلة من فُضلة طينة آدم عليه السلام"، لذلك فهي عمّتنا من أبينا آدم.. تعالوا بنا في رحلة عبر واحاتنا لننظر واقع "عمّتنا".. لقد تراجع الناس عن خدمتها "وإكرامها" بما يجب..

"خدمة النخيل" التأبير (أسِيجَلْ) وتعديل العراجين ووضعها على الجريد حتى تستوي وتصير تمرا (أفراق دُ أسَرْسِي)وجني التمور وقطع الغلة في الخريف (أنقّا د أنكاظ).

وقد كان آبائنا وأجدادنا من قبلهم يفعلون ذلك ويربون أبنائهم على حب النخيل والأرض.. ويدفعون التكاليف الباهضة حتى ينعموا ببعض الراحة في بساتينهم خلال فصل الربيع والصيف خاصة.

وقد كان رائد معظمهم الأثر القائل "إذا قامت الساعة وكان في يد أحدكم فسيلة فليغرسها".. وقوله صلى الله عليه وسلم "ما أكل منها إنسان أو طير أو بهيمة إلا ولك بها صدقة..".. وحاصله أن التمر الذي كان عمدة الأجداد في السلم والحرب..

 

أماكن الشعوب البربرية الكبرى

Icon 07كان المغرب الأدنى تسكنه خمسة شعوب من أقسام البربر الكبرى. فلواتة كانت في برقة إلى خليج سرتن  الأكبر، ومن خليج سرت في طرابلس إلى مدينة طرابلس كان لهوارة. ونفوسة كانت في غرب مدينة طرابلس وجنوبها. وكانت زناتة في جنوب طرابلس تجاور نفوسة، ولو كانت وزناتة ومعظم زناتة في المغرب الأوسط.

أما في افريقية وهي القطر التونسي اليوم فنجد نفزاوة في وسطه لغربي وجنوبه، فمن جنوب مدينة الكاف إلى جنوب قسطيلية مواطن لنفزاوة. ومن نفزاوة قبيلة ورفجومة التي تسكن في غرب مدينة قابس وتجاور جبال آوراس.

أما في القطر الجزائري، فمن مدينة سكيكدة شرقا إلى مدينة بجاية غرب إلى شمال آوراس جنوبا، وهي نوميديا الوسطى والغربية، فلكتامة. ومن غرب بجاية إلى شرق مدينة لجزائر على طول الساحل فلزواوة، ما جبال آوراس معدن البطولة والباس ففيها مجراوة من زناتة، ولواتة، وهوارة. ومن لواتة القبيلة البربرية الكبرى في جبال آوراس بنو باديس، وكنت لهم اليد العليا قديما في جبال آوراس. 13

أما في وسط الجزائر وغربه فمن شرق مدينة الجزائر إلى غرب مدينة مليانة غربا إلى مكان المسيلة جنوبا فلصنهاجة. ومن مليانة شرقا إلى وادي ملوية غربا كان لزناتة. ونجد في هذه البقاع أيضا مطماطة في جبال الونشريس، ولماية في جنوب تيهرت ومها هوارة ولواتة في نواحي تيهرت أيضا.

أما المغرب الأقصى فكان شماله لغمارة من البرانس ومعها مضغرة قبيلة من بني فاتن احد أقسام البتر الكبرى. ونجد في شمال المغرب مكان فاس أوربة من البرانس أيضا.

أما وسط المغرب وجنوبه بجبال درن فالمصامدة. ومن المصامدة برغواطة التي استقلت في القرن الثاني الهجري إلى القرن الخامس في ساحل المحيط الأطلسي من مكان مدينة لرباط إلى أسفي.

أما صحراء الغرب لأقصى والأوسط فنجد في صحراء المغرب الأقصى قبائل صنهاجة.

وكذلك في غرب الصحراء للمغرب الأوسط. وفي صحراء المغرب الأوسط نجد هوارة. ومن مدنها [هفار] وارى ان تسميتها الأولى [هوارة] باسم ج هوارة هوار بن اوريغ. والبربر معتقدون بأصولهم، أوفياء لأجدادهم. وليس تسمية المن بأسماء من يراد الإشادة بهم، والاعتراف بجميلهم بالشيء الحديث. أرى ان تسميتها الأولى هوار، ثم وقع التحريف في الواو فقلبن [فافا] ويقع هذا القلب كثير في اللغة العامية. ووقوع الأخطاء ثم تشيع مما نعهده في اللغة الدارجة. ومع هوارة في الصحراء زناتة.

ومن زناتة ورجلة، ومن منها ورجلان، وهي عاصمة الصحراء في الشرق الأوسط قبل الإسلام وبعده إلى القرن العاشر الهجري. وكانت أماكن وادي ميزاب مواطنا لزناتة، وكذلك مدينة الاغواط فإنها للقبيلة البربرية الاغواط من زناتة. وعلى العموم فإننا نجد في الأغلب البرانس في البرانس في السواحل والبتر في الوسط المغرب الكبير وجنوبه.

هذه الشعوب الكبرى، في منازله ودياره قبائل بربرية أخرى تعيش معه عيش الغزال مع الاروى في الروض الواحد. فجميعهم أبناء مازيغ. والمغرب الكبير من أدناه إلى أقصاه كل وطنهم، فأينما تجد القبيلة هناءها وساعدتها فهو وطنها، تحط فيه الرحال، وتبني الديار، وتمتزج بسكانه الأمازيغ، وتصاهرهم، وتتعانق قلوبهم بالوداد والمحبة، ويعيشون أسرة واحدة لا فق بينهم في شيء.

هذه مواطن الشعوب لبربرية الكبرى في المغرب. وق علمنا ان أصل أجدادنا البربر هو حام بن نوح عليه السلام، وأنهم انتقلوا إلى المغرب من الشام فكيف كانت معيشتهم في عهود البداوة قبل ان يتمدنوا، وكيف كان لباسهم، وما مسا كنهم، وما هي تفاصيل أحوالهم الأخرى في العصر الحجري وفي عهود بداوتهم قبل ان يتحضروا. 14

--------------------

13- أنظر أخبار بني باديس في جبال آوراس في تاريخ ابن خلدون ج 6 ص 117 ط بولاق بالقاهرة

14  تاريخ المغرب الكبير محمد علي دبوز ج1 ص 43

أماكن ينصح بزيارتها

أماكن ينصح بزيارتها

image2

بعض القصور التاريخية المندثرة 
 
المنشآت الدينية
المسجـــد
المسجد القديم لقصر بنورة
المسجد الكبير لقصر غرداية
مسجد أولوال العطف تجنينت
 
المقابر والمصليات الجنائزية
مصلى أمي إبراهيم
مصلى الشيخ بابا ولجمه
مصلى الشيخ باعيسى اوعلوان
 
القصـــر آغرم
العطف - تاجنينت
بني يزجن - آت إزجن
غرداية - تغردايت
مليكة - آت امليشت
بنورة - آت بنور
 
ساحة سوق قصر غرداية 
ساحة سوق العطف
ساحة سوق قصر بني يزجن
 
المنشآت الدفاعية
برج بوليله و سور قصر بني يزجن 
واجهة قصر بنورة
 
الواحـــــــــــات
منشآت الري
 
المسكـــن 
 
الشوارع 

أهم المراحل التاريخية لبني مزاب

Icon 07

يمكن تقسيم تاريخ مزاب إلى أربعة عهود متمايزة:

 العهد الأوّل من تاريخ بني مزاب :

من الفتح الإسلامي إلى أواخر القرن الرّابع الهجري.

العهد الثّاني:

من اواخر القرن الرابع إلى نهاية القرن الثّامن الهجري.

العهد الثالث:

من بداية القرن التّاسع الهجري إلى سنة 1269هـ/ 1853م.

العهد الرّابع:

الفترة الأولى من العهد الرّابع، وتمتدّ من 1269هـ/ 1853م إلى 1299هـ/ 1882م.

الفترة الثّانية من العهد الرّابع وتمتدّ من 1299هـ/ 1882م إلى 1330هـ/ 1912م.

القترة الثاّلثة من العهد الرّابع وتمتدّ من 1330هـ/ 1912م إلى 1366هـ/ 1947م.

الفترة الأخيرة من العهد الرّابع وتمتدّ من 1366هـ/ 1947م إلى 1382هـ / 1962م.

 

العهد الأوّل :

يمتدّ من الفتح الإسلامي إلى نهاية القرن الرّابع الهجري، وكانت تعرف المنطقة فيه ببادية بني معصب، وكان سكّانها يغلب عليهم طابع البداوة والبساطة. ويمتاز هذا العهد بأنّ سكّان أرض الشّبكة اعتنقوا الإسلام ببساطة ثمّ سبقت إليهم آراء المعتزلة فأخذوا بها، وحافظوا على نظام حياتهم كشعب يعتمد على تربية المواشي بالدّرجة الأولى، وعلى الزّراعة الموسمية بالدّرجة الثّانية[1].

العهد الثّاني:

يمتدّ من نهاية القرن الرّابع الهجري إلى نهاية القرن الثّامن. وفيه تمّ تأسيس القرى الخمس الموجودة حاليا على وادي مزاب، واعتمد بنو مزاب على الفلاحة الثّابتة وتحوّلوا تدريجيا إلى المذهب الإباضي، وأنيطت إدارة شؤون كلّ قرية بحلقة العزّابة التي أصبح مقرّها المسجد.

العهد الثّالث:

يدوم أربعة قرون ونصفا، من بداية القرن التّاسع إلى إمضاء عقد الحماية مع فرنسا عام 1269هـ/ 1853م. في هذا العهد توسّع العمران بالوادي بفضل ممارسة التّجارة بالتّل، وتوجّت إدارة البلاد بهيئة عليا، واستقبلت المنطقة طوائف جديدة، وأسّست القرارة وبرّيان، ولعب الميزابيون دورا متزايدا في تاريخ شمال إفريقيا. وقد أحدثت هذه التّطوّرات الحضارية مشاكل أفرزت فتنا مزمنة.

العهد الرّابع:

الذي دام قرنا، يمتاز بفقدان مزاب لاستقلاله السّياسي تدريجيا، وبمقاومة الاستعمار، والدّفاع عن الشّخصية المزابية، والمطالبة باحترام بنود معاهدة الحماية. وفيه تأثّر بنو مزاب بالثّقافة الأوروبية والأحداث العالمية الكبرى، ولعبوا دورا تاريخيا في استرجاع السّيادة الوطنية الجزائرية[2].

 

[1] -علي يحيى معمّر: الإباضية في الجزائر، الجزء الثّاني، ص488.

[2] -تاريخ بني مزابدراسة اجتماعية واقتصادية وسياسية.يوسف بن بكير الحاج سعيد ص7-8

أيهما أسبق بن خلدون أم الدرجيني؟!

Icon 09

ومن دون تردد؛ فـ "مزاب" أسبق؛ فهي الأقرب لما ذكره ابن خلدون في نسب البربر لولا التحوير، والدرجيني قبله حافظ لنا على الأصل، وإذا سلمنا أن البربر -السكان الأصليين لهذه البلاد- يصعب عليهم النطق بالعين، فنقول: إن تسمية "بني مصعب" تعريب لـ "مزاب"، وقد نفترض وقوع ذلك من أحد مشايخ العلم، فهو قد كيّف التسمية البربرية وفق ثقافته العربية الجديدة؛ لملاحظة الشبه في النطق، وربما حتى لاستحضار صعوبة المنطقة وأهلها أيضا..

وولوع بعض مشايخ العلم بتعريب الأسماء أمر ملاحظ، ولعل ذلك يتجلى أكثر عند القطب اطفيش -رحمه الله-، حتى إنه يعمد إلى أسماء تلاميذه؛ فيكيفها وفق النطق العربي، فمثلا يقول: "أبو أحمد" لـ "باحمد"، وأبو نوح لـ "بانوح"، ثم إن اجتهاد الطلبة والمشايخ في تلك العصور المتقدمة في تعلم العربية والنطق بها، قد يدفعهم حتى إلى تعريب الأسماء!

وهذا الاجتهاد قد لا يكون موفقا مع بعضهم، ولعل هذا ما دفع أهل المشرق إلى طلب إعادة صياغة كتاب أبي زكرياء يحي بن أبي بكر (عاش في النصف الأول من القرن الخامس الهجري) في السير، فقام بهذه المهمة الدرجيني في كتابه "طبقات المشايخ بالمغرب" كما هو معروف، ومع ذلك فثمة بقية من الصيغ البربرية وتراكيبهم فيما كتبه الدرجيني نفسه؛ كما لاحظ ذلك أستاذنا الشيخ صدقي محمد بن أيوب أستاذ اللغة العربية، فيما علق بذهني، والله أعلم بحقيقة الأمر.

ملاحظة: نحتاج إلى مراجعة النص أعلى في مخطوطة من عهد المؤلف أو قريبة منه.

-------------------------

المرجع  :قبس من السير والتاريخ (3) للفاضل  Abouishak Sa

استقبال مزاب للمهاجرين

استقبال بني مصعب للمهاجرين من مختلف الجهات العهد الثاني

يقول الشّيخ عليّ يحيى معمّر:" وفي أوائل القرن الخامس توالى الجفاف على منطقة وارجلان وما جاورها عددا من السّنين، وزفقر كثبان الرّمال على سدراته. وكانت بعض الأدوية التي تنساب تحت طبقات من الأرض، حتّى إذا وصلت إلى منطقة سدراته ووارجلان نبعت على شكل عيون غزيرة، قد تغيّرت مجاريها فغارت تلك العيون، فضاقت الحياة بالنّاس لاسيما أصحاب الماشية... فلم يجدوا منتجعا لإنقاذماشيتهمغير بادية بني مصعب... هكذا قرّروا أن يتّجهوا إليها"[1]هذه الهجرة تمّت لأسباب اقتصادية ناتجة عن ظروف طبيعية. وهناك هجرات أخرى لأسباب سياسية، أهمّها انقراض دولة بني مدرار في سجلماسة عام 366هـ/ 976م[2]، ووصول بني هلال إلى المغرب عام 443هـ/ 1050م، والتّخريب الأوّل لسدراته عام 467هـ/ 1075م على يد أحد أمراء قلعة بني حمّاد المنصور بن النّاصر، والتّخريب الثّاني لها عام 626هـ/ 1229م على يد يحيى بن إسحاق الْمَيُورْقِيالمرابطي، المعروف بابن غانية، في ثورته ضد الموحّدين. وخربت سدراته أخيرا عام 672هـ/ 1274م.يضاف إلى هذه الهجرات الجماعية استقبال وادي مزاب لعائلات أو لأفراد على مرّ القرون من المناطق المذكورة ومن غيرها. فقد احتضن جماعات متلاحقة وأفرادا شاركوا بني مزاب في إنشاء قراهم وتعميرها. فقد أتى هؤلاء المهاجرون من سدراته ووارجلان ووادي أَرِيغْ، وقصر بني خفيان قرب المنيعة، وجبل عمور وقصر البخاري والمدية، ووادي غنيم قرب الأبيض سيدي الشّيخ، ومن جبل نفوسة وجربة ومن سجلماسةوفقيق والسّاقية الحمراء وغيرها. هؤلاء القادمون جميعهم إباضية أو اعتنقوا المذهب الإباضي عند استقرارهم بالمنطقة، ويطلق عليهم جميعا اسم بني مزاب مثل من سبقهم بها.يتبيّن ممّا سبق أنّ تصوير بني مزاب بأنّهم نزحوا إلى سدراته من تاهرت عند انقراض الدّولة الرّستمية، وأنّ سكّان سدراته هاجروا منها إلى وادي مزاب عندما خرّبها الميورقي، وعمّروه وأسّسوا قراه، تصوير خاطئ الهدف منه جعل إباضية المغرب جماعة من النّاس تطوف من مكان إلى مكان، والأمر غير ذلك كما رأينا.

-----------------------------------

[1]_ الإباضية في الجزائر، الجزء الثّاني، 436.

[2]_ استمرّت من 140هـ/757مإلى 366هـ/976م على مذهب الصفرية.

الإباضية بين الفرق الإسلامية

الفرق بين الاباضية والخوارج

c 7

 

تحميل كتاب الإباضية بين الفرق الإسلامية PDF

الفصل الأول : الإباضية .

الفصل الثاني : الخوارج .

الفصل الثالث : الخوارج في نظر الإباضية .
الفصل الرابع : رأي المخالفين في الإباضية .
الفصل الخامس : الفرق بين الإباضية والخوارج في العقائد .
الفصل السادس : ملخص للبحث .
الفصل السابع : مصادر الإباضية .
وخاتمة البحث
والمراجع
والفهارس

الفصل الأول : الإباضية .

أولا ) : ظهورها وأسباب التسمية بهذا الاسم :

ظهر المذهب الإباضي , في القرن الأول الهجري في البصرة . فهو من أقدم المذاهب على الإطلاق . والتسمية كما هو مشهور عند المذهب , جاءت من طرف الأمويين ونسبوه إلى عبدالله بن إباض وهو تابعي عاصر معاوية وتوفي في أواخر أيام عبدالملك بن مروان , وعلة التسمية تعود إلى المواقف الكلامية والجدالية والسياسية التي اشتهر بها عبدالله بن اباض في تلك الفترة .

ثانيا ) : شخصية جابر بن زيد :

يرجع المذهب الإباضي في نشأته وتأسيسه إلى التابعي الجليل جابر بن زيد الذي أرسى قواعده الفقهية وأصوله . فهو إمام متحدث فقيه , وتبحر بعمق في الفقه , وأمضى بقية حياته بين البصرة والمدينة بشكل جعله على صلة بأكبر فقهاء المسلمين حينذاك . وقد روى عن ابن عباس قال للناس : اسألوا جابر بن زيد فلو سأله المشرق والمغرب لوسعهم علمه . وقد أصبح أعظم فقيه في البصرة , وله أتباع عديدون كعبدالله بن اباض ومرداس بن حيدر وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة .

ثالثا ) : شخصية أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة :

ولقد اكتملت صورة المذهب الاباضي على يد أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة , المتوفى في خلافة أبي جعفر المنصور وإليه انتهت رئاسة الإباضية بعد موت جابر بن زيد . وبإشارته أسس الإباضية في كل من المغرب وحضرموت دولا مستقلة وخرج على يديه رجال الفكر والدين من مختلف الدول الإسلامية آنذاك عرفوا " بحملة العلم " . ولقد أفلح عبدالرحمن بن رستم في تأسيس الدولة الإباضية بتهارت فهو تلميذ من تلاميذ أبي عبيدة وأحد حملة العلم .

رابعا ) : شخصية عبدالله بن اباض :

هو عبدالله بن اباض التميمي ولد زمن معاوية ( 40 ـ 60 هـ ) وتوفي في آخر حياة عبدالملك بن مروان . ويعد من أتباع جابر بن زيد الذي توفي سنة 93 هـ . وقد اهتم بالجوانب السياسية والكلامية والعسكرية والتنظيم والتخطيط لتكوين دولة إسلامية معتمدة على الكتاب والسنة وسيرة الخلفاء الراشدين .
وقد اشتهر بالرسالة التي أرسلها إلى عبدالملك بن مروان الأموي ( 65 ـ 86 هـ ) يبين فيها آراءه وعقائده بكل وضوح .


الفصل الثاني : الخوارج .

أولا ) : مدلول كلمة الخوارج :

• يطلق بعض المؤرخين كلمة الخوارج " على أولئك الذين اعتزلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عندما قبل التحكيم ورضي به , لأنهم في نظر هؤلاء نقضوا بيعة في أعناقهم , وخرجوا من إمامة مشروعة " .
• ويطلقها فريق من المتكلمين في أصول العقائد والديانات " وهم يقصدون بها الخروج من الدين , استنادا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : أن ناسا من أمي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية . وورد حديث بروايات متعددة وألفاظ مختلفة " .
• أما الفريق الثالث " فيطلقها ويقصد بها الجهاد في سبيل الله , استنادا لقوله تعالى :
( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله , ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ).

ثانيا ) الثورات في فجر الإسلام :

لكي نوضح موقف هؤلاء القوم ـ الخوارج ـ يجب أن نستعرض حركة الثورات منذ فجر الإسلام ونضع صورته الواضحة بين أيدينا لتصح المقارنة ويكون الاستنتاج أقرب إلى الحق , وأدنى إلى الدقة .
• بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايع الناس أبي بكر الصديق رضي الله عته , وبعد البيعة مباشرة وقعت أول ثورة في الإسلام " هي حركة المرتدين " .
• واستقرت الأمور بعد الانتهاء من الثورة الأولى طيلة خلافة أبي بكر وعمر , وتولى عثمان الخلافة , فسارت الأمور ست سنوات كاملة سيرتها في زمن الخليفتين السابقين , فقد أصبح نقد أعمال الخليفة يجري في كثير من المجتمعات ولم تتم ست سنوات أخرى حتى كانت الثورة الجامحة التي ذهبت بحياة عثمان بين سمع ويصر كثير من الصحابة وكانت هذه الثورة الثانية .
• وبايع المسلمون عليا بن أبي طالب أميرا للمؤمنين , وكان أول من بايع : طلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام , ولكن ما كادت تتم البيعة حتى كان طلحة والزبير يحملان لواء الثورة مع جماعة من كبار الصحابة وقد استظهروا بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها , فذهب فيمن ذهب وكانت هذه الثورة الثالثة في الإسلام .
• أما معاوية أظهر أنه يطالب بدم عثمان , وجهز علي بن أبي طالب جيشه القوي , وسار به نحو الشام حيث التقى بالجند الثائر في الموضع المعروف صفين وبدأت المعركة ولم يبق للقضاء على هذه الثورة الجامحة إلا لحظات , والتجأ الثائرون إلى الحيلة والخدعة ولجأوا إلى المكر والمكيدة , فرفعوا المصاحف وهم يصيحون يا أهل العراق بيننا وبينكم كتاب الله وكانت هذه الثورة الرابعة .
• طلب الثائرون هدنة , ودعوا الخليفة الشرعي وجيشه إلى تحكيم حكمين . وقد فطن أمير المؤمنين وبعض من جيشه إلى هذه الخدعة , وعرفوا القصد من الهدنة , ورضي بالتحكيم وقبل الهدنة وأمر بإيقاف القتال في الحال . حين فعل ذلك , تداعى أولئك الذين لم يرتضوا التحكيم , وحذروا عليا قبوله , وهم يرون أن معاوية باغ لا حق له , وأن بيعة علي قد انفسخت بموافقته على الهدنة ورضائه بالتحكيم , فلم تبق لأحد في أعناقهم بيعة , وركنوا إلى موقع يسمى حروراء فانعزلوا فيه ينتظرون تجدد الحوادث وهذا الانعزال عن جيش علي الثورة الخامسة .
• وبعد إعلان أبو موسى الأشعري مندوب علي : عزل علي من الخلافة وترك الأمر شورى بين المسلمين يختارون من يشاؤون .
وبهذه الخطوة أصبحت الأمة الإسلامية منقسمة إلى ثلاث دول :
1) دولة يرأسها معاوية وإن لم يبايعه عليها أحد إلى ذلك الحين .
2) دولة يرأسها علي بن أبي طالب بعد أن فشلت في نظره حكومة الحكمين , وعاد فاستمسك بالبيعة الأولى دون أن يعترف بعزل أبي موسى الأشعري له مندوبه في قضية التحكيم .
3) دولة يرأسها عبدالله بن وهب الراسبي , بعد أن بايعه جمع كبير من الذين انفصلوا عن علي عند قبول التحكيم ثم عند إعلان الحكم بعزل علي عن الخلافة , ومع كل فرقة من هذه الفرق جمع غير قليل من كبار الصحابة , وفيهم بعض المشهود لهم بالجنة أمثال حرقوص بن زهير السعدي .

ثالثا ) : المدلول البعيد لكلمة الخوارج :

إن عددا من الثورات وقع منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى انتهاء خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأي هذه الثورات يحق أن يطلق على القائمين بها لقب الخوارج مع ملاحظة الخروج عن الخلافة الشرعية والمروق عن الدين ؟
أقسم هذه الثورات إلى ثلاثة أقسام :
• القسم الأول : ثورة ليس لها تعليل ولا أسباب غير عدم تمكن الإسلام في قلوب القائمين بها , وعدم إيمانهم الإيمان الصحيح بتكامل الرسالة المحمدية , ويتجلى هذا في الثورة الأولى " التي ارتد فيها فريق , وامتنع فريق آخر عن أداء الزكاة " .
• القسم الثاني : ليس لها أسباب ظاهرة معقولة أما أسبابها الحقيقية الخفية , فهي النزاع على مناصب الدولة , من خلافة أو عمالة , ويتمثل في الثورة الثالثة التي قام بها طلحة والزبير رضي الله عنهم وفي الثورة الرابعة التي قام بها معاوية .
• القسم الثالث : ثورة أسندت إلى أسباب ظاهرة يتراءى للناظر أنها معقولة , وتمثل ذلك في الثورة الثانية التي قتل بها عثمان رضي الله عنه , وفي الثورة الخامسة التي اعتزل فيها جماعة من جيش علي بعد التحكيم , وعزل أبي موسى الأشعري له .


رابعا ) : المدلول السياسي لكلمة الخوارج :

لو كان لمقصود من كلمة الخوارج , هو الخروج السياسي عن خليفة تمت له البيعة الشرعية , لكان إطلاق هذه الكلمة على طلحة أو على معاوية وأتباعه , أو على الثائرين على عثمان أظهر وأوضح .
أما إذا لوحظ المعنى السياسي مع المعنى الديني فإنه لا يمكن إطلاق هذه الكلمة عليهم , كما أنه من العسير إطلاقها على المعتزلين لعلي رضي الله عنه .
والسبب في هذا العسر أن هؤلاء الثائرين سواء كانوا من القسم الثاني أو من القسم الثالث إنما ثاروا غير منكرين لأصل من أصول الإسلام , ولا مكذبين بمعلوم من الدين بالضرورة , ومع كل طائفة منهم فريق من كبار الصحابة , فيهم بعض المشهود لهم بالجنة .
الفصل الثالث : الخوارج في نظر الإباضية .

يقول العلامة أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الورجلاني :
وزلة الخوارج نافع بن الأزرق وذويه حين تأولوا قول الله في ( وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ) . فأثبتوا الشرك لأهل التوحيد حين أتوا من المعاصي ما أتوا ولو أصغرها . وأما المارقة فقد زعموا أن من عصى الله تعالى ولو في صغير من الذنوب أو كبير أشرك بالله العظيم , وتأولوا قول الله عز وجل ( وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ) .
فقضوا بالاسم على جميع من عصى الله عز وجل أنه مشرك , وعقبوا بالأحكام , فاستحلوا قتل الرجال , وأخذ الأموال والسبي للعيال , فحسبهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن ناسا من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فتنظر في النصل فلا ترى شيئا , وتنظر في القدح فلا ترى شيئا , وتتمارى في الفوق ) .
فليس في أمة محمد صلى الله عليه وسلم أشبه شئ بهذه الرواية منهم , لأنهم عكسوا الشريعة , قلبوها ظهر البطن , وبدلوا الأسماء والأحكام , لأن المسلمين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يعصون ولا تجري عليهم أحكام المشركين , فليت شعري فيمن نزلت الحدود في المسلمين أو في المشركين ؟ فأبطلوا الرجم والجلد والقطع . كأنهم ليسوا من أمة أحمد عليه الصلاة والسلام . انتهى

يرى الإباضية أن إطلاق كلمة الخوارج على فرقة من فرق الإسلام لا يلاحظ فيه المعنى السياسي والثوري , سواء كانت هذه الثورة لأسباب شرعية عندهم أو أسباب غير شرعية , ولذلك فهم لم يطلقوا هذه الكلمة على قتلة عثمان , ولا على طلحة وابن الزبير وأتباعهما , ولا على معاوية وجيشه , ولا عل ابن فندين والذين أنكروا معه إمامة عبد الوهاب الرستمي وإنما كل ما يلاحظونه إنما هو المعنى الديني الذي يتضمنه حديث المروق والخروج عن الإسلام يكون :
إما بإنكار الثابت القطعي من أحكامه .
أو بالعمل بما يخالف المقطوع به من نصوص أحكام الإسلام ديانة , فيكون هذا العمل في قوة الإنكار والرد .
وأقرب الفرق الإسلامية إلى هذا هم الأزارقة ومن ذهب من مذهبهم ممن يستحل دماء المسلمين وأموالهم , وسبى نسائهم وأطفالهم .

تحليل النصوص :

• إن النصوص التي كتبها علي يحي معمر حول موضوع الخوارج والإباضية , قد تميزت بالعمق الفكري والمنهجية العلمية , فلقد اعتمد فيها على التالي :
1) الاستقراء .
2) القياس التاريخي شارحا ومبينا وناقدا , مدلول كلمة الخوارج من حيث مضمونها الديني والسياسي , وتطورها التاريخي مستعينا في ذلك بالوقائع التاريخية وحقائقها , من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ظهور الثورة الخامسة التي رفضت مؤامرة التحكيم .

فتوصل إلى النتيجة الحتمية التي تفرض بداهتها على كل منصف وباحث نزيه يريد الحقيقة العلمية , أن مدلول كلمة الخوارج لا تنطبق على أنصار الثورة الخامسة سواء من الجانب الديني أو السياسي , وهذا الاستنتاج شبيه بالاستنتاج الرياضي التي تلزم فيه النتائج عن المبادئ العقلية اضطرارا بالضرورة وإلا وقعنا في تناقض .
وهذا الاستدلال المنطقي واقع على الحدس العقلي الواضح الذي لا يمكن أن يغلط فيه الإنسان كمبادئ العقل التي تفرض نفسها فرضا . وإذا رفضناها وقعنا في تناقض مع قوانين المنطق وحقائق التاريخ .

• أما العلامة أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الورجلاني , قد جعل حدا فاصلا بين الدلالتين المتناقضتين من حيث العقيدة :
1) الحد الأول : إن الأزارقة أثبتوا وأقروا الشرك للمسلمين العصاة واستحلوا دماءهم وأموالهم وهذا الأصل عندهم يخالف أحكام الإسلام . فخرجوا على الإسلام فهو خروج بالعقيدة والعمل .
2) الحد الثاني : فهم الإباضية لا يستحلون دماء وأموال عصاة المسلمين وأن كبائرهم كالزنا وشرب الخمر , لا تخرجهم من ملة الإسلام فهم موحدون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .

وكثيرا ما نقرأ ونسمع ما يبذله بعض المذاهب في إلصاق الإباضية بالخوارج وذلك لا لشيء إلا لقصد التشنيع عليهم وإظهارهم بالفساد والمروق من الدين بل إنهم عندما يذكرون الخوارج يقولون : " الإباضية حاليا " .
ولكن ما الذي يدل على أنه لا ينبغي وصف الإباضية بأنهم الخوارج ؟
الجواب :
1) إذا نظرنا إلى التعريفات التي أوردها أصحاب المقالات للخوارج مثل الشهرستاني والأشعري نجدها عامة تنطبق عل الكثيرين من أصحاب الفتنة وغيرهم .
2) إذا كانوا يصفون الإباضية بأنهم خوارج لتأييدهم المحكمة ويعتبرون خروج المحكمة مروق من الدين فكيف يكون خروج المحكمة عن علي ـ كرم الله وجهه ـ مروق من الدين وخروج معاوية وأتباعه ولعن علي على المنابر ليس مروقا من الدين ؟!!
3) إن اسم الخوارج يطلق على الفرق التي مرقت من الدين لحكمهم على المسلمين بأحكام المشركين...
4) إن الحجة التي يحتجون بها على إن الإباضية من الخوارج هي كون الإباضية يتفقون مع الخوارج في بعض النقاط القليلة .


فبعد هذا العرض والبيان الواضح يتبين لنا بكل جلاء أن الإباضية ليسوا من الخوارج .

الفصل الرابع : رأي المخالفين بالإباضية .


وفي هذا الفصل أقسم المخالفين إلى قسمين :
أولا ) : كتاب المقالات ( من علماء الفرق ) مع الإباضية :

1) الإباضية عند الأشعري :
يقول أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المتوفى سنة 330 هـ في كتابه ( مقالات الإسلاميين ) صفحة 171 من الجزء الأول ما يلي :
{ ومن الخوارج الإباضية :
فالفرقة الأولى منهم يقال لهم الحفصية كان إمامهم حفص بن أبي المقدام , زعم أن بين الشرك والإيمان معرفة الله وحده , فمن عرف الله سبحانه ثم كفر بما سواه من رسول أو جنة أو نار أو عمل بجميع الخبائث من قتل النفس , واستحلال الزنى , وسائر ما حرم الله من فروج النساء , فهو كافر بريء من الشرك } .
واستمر الأشعري يذكر أمثال هذه الشنائع لهذه الفرقة ثم قال :
{ والفرقة الثانية مهم يسمون باليزيدية , كان إمامهم يزيد بن أنيسة } ثم ذكر آراء هذه الفرقة وشنائعها , ومنها { وزعم أن الله سبحانه سيبعث رسولا في العجم , وينزل عليه كتابا من السماء يكتب في السماء وينزل عليه جملة واحدة } ويقول بعد أسطر : { وتولى ـ أبي يزيد هذا ـ من شهد لمحمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة من أهل الكتاب , وإن لم يدخلوا في دينه , ولم يعملوا بشريعته , وزعم أنهم بذلك مؤمنون } .
ثم يقول :
{ والفرقة الثالثة من الإباضية أصحاب حارث الإباضي , قالوا في القدر بقول المعتزلة , وخالفوا فيه سائر الإباضية } .
وبعد أن يذكر لهم جملة من التشنيعات يقول :
{ والفرقة الرابعة منهم , يقولون بطاعة لا يراد الله بها , على مذهب أبي الهذيل , ومعنى ذلك أن الإنسان قد يكون مطيعا لله , إذا فعل شيئا أمره الله به , وإن لم يقصد الله بذلك الفعل , ولا أراده به } .
هكذا بدا أبو الحسن الأشعري حديثه عن الإباضية , فبمجرد ما ذكرهم بدأ في تقسيمهم إلى فرق , وجعل ينسب إلى كل فرقة جملة من الآراء والأقوال .

الرد على ما ذكره الأشعري في كتابه :

(( عند الرجوع إلى كتب الإباضية التي ألفت في عصر أبي الحسن الأشعري , والتي ألفت قبله والتي ألفت بعده , فإن القارئ لن يجد فيها شيئا عن هذه الفرق , ولا عن أسمائها ولا عن آرائها ولا عن أئمتها . وخذ ما شئت من كتب السير والتراجم عند الإباضية , التي تتقصى أخبار أئمتها وعلمائها ومشائخها , فإنك لن تجد ولا إشارة عابرة إلى أولئك الأئمة الذين ذكرهم الأشعري واعتبرهم أئمة لفرق كاملة من الإباضية .
واقرأ ما شئت في كتب العقائد عند الإباضية , فإنك لن تجد ذكرا لهذه الفرق ولا لآرائها , وكل ما نستطيع أن نعتذر به عن إيراد أبي الحسن , لهذه التفاصيل أنه وقع فريسة لبعض المشنعين , فكان يتلقى مقالات الفرق عن ناس يثق بهم , ولكنهم ليسوا في المحل الذي يراه لهم ويضعهم فيه من الثقة والصدق . سواء كان نقله عنهم عن طريق الرواية والسماع , أو عن طريق القراءة والإطلاع في كتب مدونة . فهو يشير إلى أي ذلك على كل حال .
ويكفي فيما أعتقد لنفي أن يكون ما قاله الأشعري عن الإباضية صحيحا جهلهم به , وعدم ذكرهم لأي شئ منه في مراجعهم العامة والخاصة المكتوبة والمتحدثة .
وفي عصر أبي الحسن الأشعري كان الإباضية وعلماؤهم منتشرين في جميع ما يسمى اليوم بالبلاد العربية : كالحجاز والعراق والشام وجنوب الجزيرة ومصر . بل إنهم كادوا يكونون أغلب السكان في المغربين الإسلاميين الأدنى والأوسط , ويوجد لهم عدد من كبار العلماء ـ حينئذ ـ في كل الحواضر الإسلامية كمكة والمدينة والبصرة وعمان وحضرموت واليمن ومصر وبلدان الشمال الأفريقي .
ومع هذا فإن أبا حسن لم يذكر أحدا من أئمة الإباضية كجابر بن زيد وجعفر بن السماك العبدي , وأبي سفيان قنبر , وصحار العبدي وأمثالهم من أئمتهم في النصف الثاني من القرن الأول ولا ذكر شيئا من أقوالهم .
ولم يذكر أحدا من أئمتهم في النصف الأول من القرن الثاني أمثال أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة , وضمام بن السائب , وأبي نوح صالح الدهان , وغيرهم كثر من علماء النصف الثاني من القرن الثاني , وعلماء النصف الأول من القرن الثالث , وعلماء النصف الثاني من القرن الثالث وإلى عصره من علماء المذهب الإباضي .
فهو إما أنه لا يعرفهم ولا يعرف شيئا من مقالاتهم , وإما أنه يعرفهم أو يعرف بعضهم على الأقل ويعرف مقالاتهم , ولكنه لا يجد فيها شيئا يستدعي النقد والتعليق أو حتى مجرد العرض . فلم يتحدث عنهم وعن مقالاتهم لا بخير ولا بشر .
فترك الإباضية الحقيقيين برجالهم ومقالاتهم , وألقيت بين يديه مقالات وأسماء لفرق مجهولة عند الإباضية كل الجهل , وأقوالها تناقض ما عند الإباضية كل المناقضة , فزعمت المصادر التي استقى منها أن هذه الفرق والمقالات للإباضية باعتبارهم إباضية أو منهم , والإباضية منهم براء بعداء ليسوا أقرب إليها من أبي الحسن نفسه .
فكيف وقع أبو الحسن في هذا الخطأ الشنيع , مع أنه من أوائل من انتبه إلى أسباب الزيف عند كتاب المقالات ومن أوائل من شرح الطرق التي يصل منها الخطأ إلى من يكتبون عن الفرق ومقالاتها ومذاهبها , ومن أوائل من حذر من الوقوع فيها ؟!! .

3) الإباضية عند البغدادي :
يقول عبد القهار بن طاهر البغدادي المتوفى سنة 429 هـ في كتابه الفَرق بين الفِرق صفحة 103 ما يلي :
{ أجمعت الإباضية على القول بإمامة عبدالله بن إباض , وافترقت فيما بينها فرقا , يجمعها القول بأن كفار هذه الأمة ـ يعنون مخالفيهم من هذه الأمة ـ براء من الشرك والإيمان . وأنهم ليسوا مؤمنين ولا مشركين ولكنهم كفار , وأجازوا شهادتهم , , وحرموا دماءهم في السر واستحلوها في العلانية , وصححوا مناكحتهم والتوارث منهم , وزعموا أنهم في ذلك محاربون لله ولرسوله لا يدينون دين الحق , وقالوا باستحلال بعض أموالهم دون بعض والذي استحلوه الخيل والسلاح , فأما الذهب والفضة فإنهم يردونها على أصحابها عند الغنيمة .
ثم افترقت الإباضية فيما بينها أربع فرق وهي : الحفصية والحارثية واليزيدية , وأصحاب طاعة لا يراد الله بها } .
وغير ذلك كثير وذهب يورد الفضائح أو الشنائع حينا بدعوى أنها مقالة الإباضية جميعا وحينا آخر بدعوى أنها قول بعضهم أو قوم منهم .


الرد على ما ذكره البغدادي في كتابه :

إن البغدادي كان يعيش في القرنين الرابع والخامس , وفي هذا العصر كان الإباضية قد عرفوا في أغلب البلاد الإسلامية من خراسان إلى الأندلس واشتهرت لهم مؤلفات في أغلب فروع الثقافة الإسلامية ـ لا سيما علم الكلام ـ ودونت تواريخهم وسيرهم وعرف علماؤهم وأئمتهم في طبقات يأخذ بعضها عن بعض , إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , كما أن أكثر المذاهب الإسلامية قد تميز بعضها عن بعض في أصولها وفروعها , وآرائها ومقالاتها وأئمتها وعلمائها ,
ومع ذلك فإن أولئك الذين ذكرهم البغدادي هم أولئك الذين ذكرهم الأشعري من قبله حاشرين إياهم في الإباضية والإباضية لا يعرفون عنهم شيئا ولم يذكروهم لا في كتبهم ولا في طبقات علمائهم .

والذين جاؤوا من بعدهم قاموا يستقوا من ماء الأشعري والبغدادي القدماء منهم أو المعاصرين فكلهم أخذوا بقول الأشعري .

ثانيا ) الباحثين مع الإباضية :
1) الأصول التاريخية للفرقة الإباضية بقلم الدكتور عوض محمد خليفات , الجامعة الأردنية , عمَّان ـ الأردن :
بعد أن ذكر الدكتور في بداية حديثه تاريخ الإباضية , ومؤسسي المذهب وأماكن انتشاره ومبادئ المذهب الإباضي ذكر ما يلي :
{ وهكذا فإن جهود مشايخ الأباضية وحملة العلم وتنظيماتهم السرية الدقيقة خلال القرنين الأول والثاني الهجريين , قد أثمرت تأسيس دول إباضية مستقلة في الجزر العربية وبلاد المغرب , كان لها دورا هام ومجيد في التاريخ الإسلامي .
وفي ظل هذه الدول قام الأباضيون بجهود مشكورة في نشر الإسلام في أماكن كثيرة , وكان لهم فضل كبير في هذا الشأن في كل من أفريقية الشرقية وأفريقية السوداء جنوب الصحراء , وبعض مناطق الشرق الأقصى .
كما قام الإباضيون بجهود كبيرة في سبيل إثراء المكتبة الإسلامية بالمؤلفات الكثيرة المتنوعة التي تتناول مختلف جوانب الفكر الإسلامي . ويمكن للباحث المطلع على هذه المؤلفات أن يسجل الملاحظات التالية حول بعض الأمور التي لا تزال محل نقاش وجدل بين الباحثين والمفكرين :
1ـ أن الإباضية ليسوا خوارج كما تزعم بعض كتب المقالات والملل والنحل وكما يدعي بعض الكتاب المحدثين الذين قلدوا هذه المؤلفات دون تدقيق وتمحيص . الواقع أن الإباضية لا يجمعهم بالخوارج سوى إنكار التحكيم .
2ـ أن الإباضية حرموا قتل الموحدين واستحلال دمائهم وحرموا استعراض الناس وامتحانهم كما فعل متطرفو الخوارج مثل الأزارقة والنجدية .
3ـ أن الإباضيين ينظرون إلى الدين نظرة واحدة متكاملة لا فصل فيها بين المظاهر الروحية والمادية ولا طغيان لأحدهما على الأخرى . وتبعا لذلك فقد أنكروا التصوف ورفضوه .

4ـ إن المدقق في المصادر الفقهية الإباضية يجد أصحاب المذهب الإباضي من أكثر المسلمين إتباعا للسنة الشريفة والإقتداء بها . أما ما تلصقه بهم بعض المصادر من تهم فإنما هو ناتج أمرين : الجهل والتعصب .
5ـ إنهم وحدهم الذين طبقوا مبدأ الشورى في الحكم بعد الخليفتين أبي بكر وعمر . }

وختم الدكتور كتابه بنصيحة سأذكرها في آخر بحثي .

2) براءة الاباضية , بقلم الأستاذ فهمي هويدي , كاتب مصري , صحفي , شهير باهتماماته الإسلامية :
ذكر الأستاذ فهمي الكثير من الحقائق التي وقعت على الإباضية من تهم , ثم ذكر مؤتمر الفقه الإسلامي الذي انعقد في سلطنة عمان , ومما قال :
{ هذه عناوين هامة , أرشحها لصدارة أحداث العالم الإسلامي في سنة 1988مـ :
• دعا مؤتمر الفقه في عُمان إلى فض الاشتباك بين مختلف المذاهب الإسلامية .
• طالب ممثلوا فقهاء الأمة بتجميد صراعات القرن الأول وإغلاق ملفات الفتن والأحزان التي شهدتها تلك المرحلة .
• أوصوا بمداومة اللقاء بين فقهاء المذاهب الإسلامية بعيدا عن المنافسات المذهبية العصبية .
• حثوا أهل العلم عن دراسة المسائل المختلف عليها في فقه المذاهب الثمانية وتحقيق أدلتها والترجيح بينها , دون التزام بمذهب معين . }

3) فلسفة الخوارج , بقلم الشهيد سيد قطب , الشهاب ( المصرية ) , غرة جمادي الأولى 1367 ـ مارس 1948 :
بعد أن ذكر سيد قطب نبذة عن الخوارج , ذكر فرق الخوارج ومن ضمنها الإباضية ثم قال:
{ وقد انقرضت هذه الفرق جميعا إلا الإباضية فبقيتهم " بشمال أفريقية بالجزائر وتونس وفي شرقها بجزيرة مسقط وما إليها " ومن علمائهم الأجلاء صديقنا الشيخ إبراهيم إطفيش ولهم كتب متداولة وهم ينكرون على غيرهم أن يطلق عليهم اسم الخوارج , ويقولون نحن فئة من المسلمين لنا أرؤنا وما ذهبنا إليه مع إيماننا بالله ورسوله وكتابه فما بالكم تفردوننا بهذا الوصف وتخصونا به وهو اعتراض له وجاهته , ولئن كان لهذه التسمية ما يبروها في الماضي فما أحوجنا أن نتناساها اليوم والمسلم أخو المسلم } .

4) مسند الإمام الربيع بن حبيب , بقلم الشيخ عز الدين التنوخي , من علماء الحديث البارزين , عضو في المجلس العلمي السوري :
{ وما آثرت تخريج أحاديث المسند والشرح , ولا سيما ما رواه الشيخان إلا لتطمئن قلوب إخواني أبناء السنة بأن مسند الربيع الذي بني عليه المذهب الإباضي هو صحيح الأحاديث , وأكثرها مما جاء في الصحيحين , وجابر بن زيد ممن روى عنهم البخاري وغيره لكيلا يقع فيما وقع فيه خصوم الإباضية أو من لم يعرف حقيقة مذهبهم... } .
حتى قال : { هذا , وما كان أهل عمان أقرب فرق الخوارج إلى أهل السنة إلا لأن مذهبهم كما أطلعت عليه مبني على السنة وتقديم العمل على الحديث لا على الفقه والمذهب , عملا بما جرى عليه إمامهم جابر بن زيد الذي عمل بنصيحة شيخه عبدالله بن عمر الذي روى عنه .
فقد جاء في (( الحجة البالغة )) أن ابن عمر رضي الله عنه قال لجابر بن زيد : (( إنك من فقهاء البصرة فلا تفت إلا بقرآن ناطق أو سنة ماضية , فانك إن فعلت غير ذلك هلكت وأهلكت )) . ولذلك نعتقد ونقول : إن المعقول ومن القلب المقبول أن لا نهتدي إلا بقوله تعالى : (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) } .

5) الإباضية مذهب وسلوك , بقلم الشيخ السيد عبد الحافظ عبد ربه , من علماء الأزهر المرموقين :
{ والإباضية دائما تهيئ المسلم بأن يكون مع الله في معاملاته وعباداته , في الجامع وفي الشارع , في الحق والمصنع , في المتجر والمعمل , في المعهد والمدرسة والجامعة ـ وحده أو مع الناس ـ في كل حركاته وسكناته... تدعوا إلى مجتمع نظيف شريف , نزيه عفيف يكره الفوضى والديماجوجية , تسوده المحبة ويظله التراحم , يمقت الغش , ويثور على الرشوة , ويجرم المحتكر , ويحاكم المتجر المتحكم في أقوات الناس وفي ضرورياتهم . الإباضية هي كل هذا وأكثر من هذا .. } .
ثم ذكر أسباب عداوة الإباضية قائلا :
{ عادوها لأنها تجهر بكلمة الحق وتنطق بالصواب ولا تحب الجهر يالسوء من القول ..
عادوها لأنها تريد أن تطبق شرع الله وتحقق المفاهيم الإسلامية الصحيحة ..
عادوها لأنها تعالج كل الأمور بموضوعية صادقة بعيدا عن التهرج والهوى ..
عادوها لأنها تعمل جاهدة على تأكيد العدل والتبشير به بقدر ما تحارب الظلم والظالمين... }
وفي آخر كتابه قال :
{ ولقد كانت الإمامة في المذهب ـ على مستوى العالم الإباضي كله من مشرقه إلى مغربه ومن شماله إلى جنوبه ـ تقوم مقام الخلافة في صدر الإسلام والعصور التالية في الإجراءات والمضمون وفي جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم , وتقوية جهاتهم الداخلية والخارجية , يصدرون عنها , ويقيسون عليها , ويعيشون في رحابها , ويمارسون من خلالها شئون الدنيا والدين...
وكان الإمام على الحقيقة هو الخليفة الراشد...
وما زالت هذه الخلافة أو الإمامة تنتقل من عصر إلى عصر بدءا بجابر بن زيد حتى ألقت بمقاليدها اليوم طائعة مختارة ـ عن طريق العلماء الأفاضل والزعماء المصلحين والأمراء النابهين من أهل الحل والربط ـ إلى الإمام الجليل والعالم الفذ , والعبقري النابغة ورجل المواقف والمكرمات غالب بن علي بن هلال الهنائي , الذي حورب واضطهد , وضيق عليه , وامتحن إلا أنه صبر وصابر , ورابط وثابر في سبيل عقيدته , ومن أجل دعوته وإمامته , شد الله أزره وقوى ظهره...


الفصل الخامس : الفرق بين الإباضية والخوارج في العقائد .


الخوارج :
(1) اعتبروا أنفسهم المسلمين المؤمنين المستخلفين في الأرض واعتبروا أعدائهم مشركين .
(2) أباحوا دماء المسلمين في السر والعلانية .

الإباضية :
قال أبو حمزة الشاري : " الناس منا ونحن منهم إلا ثلاثة : مشركا بالله عابد وثن , أو كافرا من أهل الكتاب , أو متسلطا في الأرض يحكم في عباد الله بغير ما أنزل الله "
وقال الإمام نور الدين السالمي :
ونحن لا نطالب العبادا فوق شهادتيهم اعتقادا
فمن أتى بالجملتين قلنا إخواننا وبالحقوق قمنا

الخوارج :
(3) يقولون : ما كف أحد عن القتال منذ أنزل الله البسط إلا هو كافر , يعني يكفرون القاعد عن القتال .

الإباضية :
يعتمدون على الدعوة والإقناع ولا يلجئون إلى العنف , وأدل شيء على ذلك طريقة الكتمان والدعوة السرية مثل ما فعل أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي وجابر بن زيد الأزدي رغم إنكارهم الشديد على حكام الدولة الأموية لسلوكها المنحرف عن الكتاب والسنة .
وطريقة الكتمان باللحوء إلى الدعوة السرية ليست مخصصة بوقت بل هي طريقه يتبعها الإباضية عندما يظهر أعداء الإسلام ولم يكن لهم القدرة لمقاومتهم حتى يستطيعون ذلك وذلك عندما يكونوا نصف عدوهم .

الخوارج :
(4) إن صاحب الكبيرة مشرك , ويقول بعضهم إن الإصرار على الصغيرة شرك وعدم الإصرار ولو على كبيرة ليس شرك .

الإباضية :
لا يقولون بذلك , لكنهم يسمون العاصي كافر نعمة بمعنى انه استخدم شيئا من نعم الله في معصية الله وهذا يسمى كفر دون كفر وله أدلة كثيرة .


الخوارج :
(5) أوجدوا مبدأ امتحان لكل من يلتحق بهم ليتأكدوا من مطابقة آرئه لآرائهم وعقائدهم .

الإباضية :
لا يوجد لديهم مثل هذا المبدأ ويعتبرون جميع المسلمين متساوين في الحقوق فلا يمتحنوا أحدا لهذا الغرض ولا يتجسسوا عليه لأن التجسس عندهم حرام حتى على الكافر إلا في حالات شرعها الإسلام .

الخوارج :
(6) يعتقدون أنه يجوز أن يبعث الله نبيا يعلم أنه يكفر بعد نبوته وأنه كان كافرا قبل بعثته.

الإباضية :
يقولون بعصمة الأنبياء , يقول الإمام نور الدين السالمي رحمه الله :
وواجب عليك أن تعرف ما يجوز للرسل وما قد لزما
وما استحال عنهم فاللازم في حقهم نعتا هي المكارم
كالصدق والتبليغ والأمانة والعقل والضبط وكالفطانة
والمستحيل ضدها كالكذب وكالجنون وارتكاب الريب

الخوارج :
(7) يستحلون دماء أهل العهد والذمة وأموالهم ويستحلون دماء من يعيشون في كنفهم من المسلمين .

الإباضية :
يقول الإمام السالمي رحمه الله :
ويرفع الحرب لجزية أتت منهم وفي المجوس حكمهم ثبت

الخوارج :
(8) تولوا أصحاب الحدود والجنايات منهم .

الإباضية :
يقول الإمام السالمي رحمه الله :
ولاية المؤمن فرض حققا وهكذا براءة الذ فسقا

الخوارج :
(9) قالوا : لعل الله يعذب المؤمنين بذنوبهم بغير النار ثم يدخلهم الجنة .

الإباضية :
:يقول الشيخ أبي طاهر الجيطالي في كتابه القواعد : مما يجب اعتقاده على كل مكلف أن يعلم إن لله ثوابا لا يشبهه ثواب وثوابه الجنة وهي ثواب الله لأوليائه في الآخرة .
الخوارج :
(10) أجمعت النجدات من الخوارج أن لا حاجة للناس إلى إمام وإنما عليهم أن يتناصفوا فيما بينهم .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي في غاية المراد :
إن الإمامة فرض حينما وجبت شروطهما لا تكن عن شرطهما غفلا

الخوارج :
(11) يقول بعضهم : الفعل من العبد خلق وإبداع لأن الله تعالى فوضها للعباد .

الإباضية :
يقولون :
ومن يقل إلهنا لم يخلق أفعالنا بعدا له من أحمق
لقوله لكل شيء خالق سبحانه الرب المليك الرازق
لو كان خالق سواه لزما تعدد الإله قطعا حتما
ولو تعدد الإله لظهر فساد هذا العالم الذي بهر
لكن لنا في فعلنا اكتساب به الثواب وبه العقاب
من ثم قد نيل به على الرتب إلا النبوات فليس تكتسب

الخوارج :
(12) يقول بعض الخوارج : القدر خيره وشره من العبد .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي رحمه الله : " وما يجب الإيمان به قضاء الله وقدره لأنهما أصلان من أصول الدين وركنان من الإيمان " .

الخوارج :
(13) من أقام في دار كفر فهو كافر لا يسعه إلا الخروج .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي رحمه الله :
وبعد ما فحت أم القرى نسخت ما كان من هجرة مفروضها اتصلا

فلا تجب الهجرة حتى من دار الكفر إلا إذا منع عليه إقامة الدين وتعذر عليه ذلك .


الخوارج :
(14) يقول بعض الخوارج : تجب البراءة من الطفل حتى يدعي إلى الإسلام ويجب دعاؤه إذا بلغ .

الإباضية :
قال القطب : " تجب ولاية غير البالغ لأنه تعالى يمن بالرحمة ولا يظلم بالعذاب , ولأن كل مولود يولد على الفطرة " .

الخوارج :
(15) أباحوا أموال المسلمين واعتبروها حلالا في السر والعلانية .

الإباضية :
فقد أطبقت كتبهم على أنه لا يحل شيء من أموال المسلمين وإن كانوا بغاة ولو في حالة قتال .
وهذا ما يقوله الإمام نور الدين السالمي رحمه الله :
ومال أهل البغي لا يحل وإن يكن قوم له استحلوا

ثم ذكر الذين استحلوا أموال المسلمين بقوله :
خوارج ضلت فصارت مارقة من دينها صفرية أزارقة
فحكموا بحكم المشركينا جهلا على بغاة المسلمينا

الخوارج :
(16) منهم من قال إن التقية جائزة ولو في قتل النفس .

الإباضية :
لم تجز تقية بالفعل كالحرق والغرق ومثل القتل
لكن جواز ما أبيح للضرر كالأكل للميتة والدم اشتهر

الخوارج :
(17) ينكر بعض الخوارج سورة يوسف من القرآن ويقولون أنها قصة من القصص.

الإباضية :
يعرفون القرآن " أنه كلام الله ووحيه وتنزيله نزل به الروح الأمين على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المبدوء بسورة الفاتحة والمنتهي بسورة الناس " .


الخوارج :
(18) قالت الشيبانية من الثعالبة أن الله لم يعلم حتى خلق لنفسه علما , والأشياء تصير معلومة له عند حدوثها ووجودها .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي رحمه الله :
فهو عليم لا بعلم جلبا وهو سميع لا بسمع ركبا

الخوارج :
(19) بعض الخوارج أسقط الحدود التي لم ترد في القرآن مثل رجم الزاني وحد قذف المحصنين من الرجال مع وجوبه على المحصنات من النساء .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي عن الرجم : وهو سنة مجمع عليها وحكي عن الخوارج والنظام وأصحابه من المعتزلة إنكاره , ولا مستند لهم إلا أنه لم يذكر في القرآن وهذا باطل فقد ثبت بالسنة المتواترة .

الخوارج :
(20) يقول بعض الخوارج إن الله علي عزيز عظيم جليل كبير لا لعزة وعظمة وجلال وكبرياء وكذلك سائر الصفا ت التي ليست له ولم يوصف بها لمعان .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي رحمه الله :
نعبده جل امتثال أمره سبحانه ونهيه وزجره
فإن يشأ يرحمنا بفضله وإن يشأ عذبنا بعدله
فالملك والعزة والسلطان له كذا القدرة والبرهان

الخوارج :
(21) أباحوا قتل الأطفال ممن لم يكونوا في معسكرهم واعتبروهم خالدين في النار .

الإباضية :
يقول الإمام الشاري إبراهيم بن قيس الحضرمي مخاطبا جيشه :
ولا تقتلوا طفلا وشيخا وغادة ومن كان مجروحا من البتر جاثما


الخوارج :
(22) قال البدعية نقطع أن من اعتقد اعتقادنا فهو في الجنة ولا نقول إن شاء الله فإن ذلك شك في الاعتقاد فنحن من أهل الجنة قطعا من غير شك .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي رحمه الله :
فإن يشأ يرحمنا بفضله وإن يشأ عذبنا بعدله

الخوارج :
(23) الإيمان العلم بالقلب دون القول والعمل .

الإباضية :
يقول الإمام نور الدين السالمي رحمه الله :
إيماننا القول والتصديق مع عمل فالقول مر فصدقه وكن عملا .

الآن عرف القارئ الكريم الفرق بين الإباضية والخوارج في العقائد وما اتفقنا مع الخوارج إلا في قضية التحكيم أما عدا ذلك فنحن معشر الإباضية لا نتبع الهوى وإنما نتبع القرآن والسنة والحمد لله نحن ماضون على سيرتهم .


الفصل السادس : ملخص البحث .

قال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي في الحق الدامغ :
{ ولست أبالغ إن قلت إن الإباضية ـ أهل الحق والاستقامة ـ تمتاز عقيدتهم وتتسم طريقتهم في فهم أصول الدين بثلاثة أمور :
1ـ سلامة المنزع , فإنهم جمعوا في الاستدلال على صحة معتقداتهم بين الصحيح النقل وصريح العقل , فلم يضربوا بالنصوص الصحيحة عرض الحائط بمجرد تعارضها مع مقتضيات العقل بادي الرأي كما هو شأن أصحاب المدرسة العقلية الذين جعلوا العقل أسمى وأقدس , وأصح وأثبت مما جاء به النبيون عن الله عز وجل , فعولوا عليه في التحسين والتقبيح , والتعليل والحكم , كما أنهم لم يطفئوا شعلة العقل مستأسرين لظواهر الألفاظ الذين لا يأخذون من النص إلا قشوره , لا يتجاوزون شكله إلى جوهره ,,, .

2ـ عدم التعصب لأئمتهم تعصبا يجعلهم يتصاممون عن النقول الصحيحة , ويتعامون عن العقول الصريحة , كما نجد ذلك عن كثير من المتفقهة والمتكلمين , ومن أبشع ما وجدناه في ذلك قول العلامة الصاوي في حاشيته على تفسير الجلالين : ( ولا يجوز تقليد ما عدا المذاهب الأربعة ولو وافق قول الصحابة والحديث الصحيح والآية , فالخارج عن المذاهب الأربعة ضال مضل , وربما أداه ذلك للكفر , لأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر ) .
فقد باين الإباضية هذا المسلك الضيق فقها وعقيدة إلى فسيح النظرة الشمولية للأمة , ولم يسوغ لأنفسهم أن يرفعوا كلام أحد من ائمتهم إلى درجة كلام الله وكلام رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام وإن بلغ في العلم والورع ما بلغ ,,, .

3ـ المرونة والتسامح في معاملة سائر فرق الأمة وإن بلغ الخلاف بينهم وبينهم ما بلغ , إذ لم يتجرأوا قط على إخراج أحد من الملة وقطع صلته بهذه الأمة ما دام يدين بالشهادتين ولا ينكر شيئا مما علم من الدين بالضرورة بغير تأويل ,,, . }

(( والمتأمل في منهج الإباضية الفقهي يجد أنهم يجمعون في فقههم بين أهل الحديث والرأي , بل هم إلى أهل الحديث أقرب , فالاستنباط عندهم يؤخذ من الكتاب والسنة والإجماع , فإذا عرض حادثة لم يرد في شأنها نص في هذه الأدلة الثلاثة أجروها على القياس , فإن لم تتوفر العلة أجروها على الاستدلال : وهو الاستحسان والاستصحاب , والإلهام )) .

إذن هذا المذهب ليس مستحدثا وإنما نشأ متأصلا على القواعد الصحيحة مدعما بالأصول الواضحة الثابتة , فبالنظر والتتبع لا يوجد في عقيدته ولا في فقهه ما يخالف الكتاب والسنة ولا عموم الأصول التي اتفق عليها المسلمون جميعا .

الفصل السابع : مصادر الإباضية .

أولا : مصادر الإباضية :
وفي ختام هذا البحث , يمكن أن أشير إلى بعض المصادر الإباضية ذاتها التي عالجت الفكر الإباضي , وبينت عقائده , ووضحت حقيقة آراءه , الدينية , والاجتماعية , والسياسية فمن يريد المزيد , والتثبيت والمقارنة بين المدرسة الإباضية , والمدارس الفكرية الأخرى , ليستخرج الأصول المتفقة والأصول المختلفة , ليتأكد عما قلناه في عن الإباضية :

المصدر صاحبه

1) الموجز , أبو عمار عبدالكافي الإباضي
2) كتاب السير , أبو العباس الشماخي
3) طبقات المشائخ , أبو العباس الدرجيني
4) قواعد الإسلام , أبو طاهر الجيطالي
5) الدليل والبرهان , أبو يعقوب الورجلاني
6) عقيدة التوحيد , عمرو بن جميع
7) شرح صحيح الربيع بن حبيب , نور الدين السالمي
8) طلعة الشمس , نور الدين السالمي
9) مشارق أنوار العقول , نور الدين السالمي
10) تيسير التفسير , قطب الأئمة محمد أطفيش
11) شرح النيل , قطب الأئمة محمد أطفيش
12) شامل الأصل والفرع , قطب الأئمة محمد أطفيش
13) الذهب الخالص , قطب الأئمة محمد أطفيش
14) الإباضية في موكب التاريخ , علي يحي معمر
15) الإباضية بين الفرق , علي يحي معمر


وهدفنا الوحيد منة ذلك هو أننا نريد أن نبدد المفاهيم الخاطئة , ونوضح حقيقة آراء الإباضية كما جاءت في مصادرهم لا زيادة فيها ولا نقصان , وإن الأمانة العلمية تفرض علينا أن نبين الأخطاء التي وقع فيها بعض الكتاب المسلمين والمستشرقين بعيدين عن التحيز والذاتية , ونتقيد بالروح العلمية التي تحاول تمحيص الوقائع وتقتضي نزاهة هي ألزم لوازم روح البحث العلمي كما هو معلوم عند الدارسين جميعا .

الخاتمة :

قيل عن الإباضية :

* " وكل من يتهم الإباضية بالزيغ والضلال , فهو ممن فرقوا دينهم , وكانوا شيعا , ومن الظالمين الجهال , جمع الله ما فرقوا ورتق ما فتقوا , ومزق شمل أعوان المستعمرين , والله محيط بالكافرين " .
خلاصة الرسائل في ترتيب المسائل طبعة 1356هـ
عضو المجمع العلمي العربي
عز الدين التنوخي

* " وإذا كان الأباضيون أصحاب أمجاد في الماضي , فلا زالوا كذاك في عصرنا الحاضر " .
إسلام بلا مذاهب
مصطفى الشكعة

* " ومن كل هذا يتبين . اعتدالهم وإنصافهم لمخالفيهم " .
كتاب المذاهب المذاهب الإسلامية
محمد أحمد أبو زهرة

* " قول ابن أباض أقرب الأقاويل إلى السنة " .
الكامل
المبرد

* " ورجال الإباضية يضرب بهم المثل في التقوى والصلاح والزهد "
تاريخ فلسفة الإسلام في القارة الأفريقية
يحي هويدي

هذا ما وفقني به ربي لأكتبه وكلما كتبت في موضوع رأيت موضوع متعلق به وذو أهمية مثله وما كتبت سوى مقدمة سريعة وبسيطة عن مذهب أتهم في سيرته وأتهم في أصوله وفي تسميته وقد تركت الكثير من المواضيع والكثير من الردود والكثير من القضايا لم أطرحها لأنها بعيدة عن موضوع بحثي هذا .

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد بن عبدالله الرسول الأمين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين .


المراجع :

1) الإباضية بين الفرق الإسلامية عند كتاب المقالات في القديم والحديث , علي يحي معمر , دار الحكمة , لندن ـ بريطانيا , الطبعة الرابعة , 1422هـ ـ 2001مـ .
2) الإباضية في ميدان الحق , ناصر بن مطر بن سعيد المسقري , مكتبة وتسجيلات الهلال الإسلامية , الرستاق ـ سلطنة عمان ,الطبعة الأولى , 1420هـ ـ 1999مـ .
3) دراسات إسلامية في الأصول الإباضية , بكير بن سعيد أعوشت , الطبعة الثالثة .
4) مكانة الإباضية في الحضارة الإسلامية , محمد صالح ناصر , الحلقة الأولى , الطبعة الأولى , 1413هـ ـ 1992.
5) مكانة الإباضية في الحضارة الإسلامية , محمد صالح ناصر , الحلقة الثانية , الطبعة الأولى , 1413هـ ـ 1992

الإقتصاد في عمارة المزابيين

الإقتصاد في عمارة المزابيين

Icon 07

أين يتجلى مبدأ حفظ المال في عمارة المزابيين؟

".. ليست هناك أنواع مختلفة من الدور بل شكل الدار واحد، قد يختلف اتساعا وضيقا تبعا لحاجة كل عائلة على حسب عدد أفرادها، أما العلو فهو واحد والشكل واحد، فليس هناك دار للغني ودار أخرى بشكل آخر للفقير، وهذا يدلنا دلالة صادقة على مدى المساواة التي كانت منتشرة بين السكان، وأول ما يستوقف نظرك في الدور هو الاكتفاء الذاتي في المواد أو سياسة الإمكانيات، فقد اختاروا مادة "تِمشَمْتْ" وهي موجودة، والحجر الصغير وهو موجود ولا يحتاج التقاطه من الجبال أو اقتلاعه عناءً، والجريد والأخشاب من النخيل، وأكثر الأثاث الذي يحتاج في الدار مبنيٌ اقتصادا في الخشب لأنه كان قليلا ونادرا جدا، فيصنعون أبواب الدور والحجرات بخشب النخيل، ولذلك يضيقون الأبواب ويستغنون عنها في المطبخ والمرحاض وما لا ضرورة إليه، ويبنون مرتفعات من الأرض لوضع أمتعتهم والدكاكين للنوم والصلاة.

وكل الدور القديمة التي رأينا والتي لا تزال بقايا منها موجودة تنطق وتعبر تعبيرا صادقا عن مدى ما استعمل الأولون من ذكاء في البناء على بساطته منها مثلا هذه المادة التي يبنون بها فهي لا تتأثر بالحرارة القوية ولا بالبرودة فنجد الدور التي بُنيت بها إلى اليوم باردة في الصيف دافئة في الشتاء، وهو ما يسمى اليوم تكييف الهواء فهذه الدور لا تحتاج إلى تسخين أو تبريد، ثم إن هذه المادة نستطيع أن نبني بها جدرانا صحيحة بحجر صغير وهو موجود بدون عناء، ثم إن تصغير الأبواب يستجيب إلى شيئين أولا: التقليل من حرارة الشمس في الصيف ومن الضوء تبعا لذلك والتخفيف من حدة البرد، ثم ثانياً: الاقتصاد في الخشب الذي كان نادرا أو غالياً.

... ولننظر نكتة أخرى في المساجد القديمة فنرى بالرغم من تقديس الميزابين للمساجد فأبوابها لا تختلف في طولها وعرضها عن أبواب الدور وما ذلك إلا لأنها جعلت لدخول وخروج الرجال لا غير، وإذا كان المسجد كبيرا واحتيج إلى أن يجعل له باب ثاني فإنه يفتح، ولكنه لا يكون عاليا بل عاديا فلا حاجة لأي ارتفاع، فأطول الرجال قامة لا يزيد عن المترين وكل ما زاد عن قدر الحاجة فهو إسراف وتضييع، وقل مثل ذلك في سقوف المساجد فهي لا ترتفع أكثر من خمسة أذرع وذلك أدعى لطقسيتها (limatisationC) ولتقليل النفقات، ثم ننظر إلى الكُوات التي توجد في كل المساجد وحتى في بعض سواريها، وكذا الرفوف، فكلها ذات منفعة لعمار المساجد كوضع النوى أو الأحذية أو تعليق الملابس الخارجية، كل هذه وظائف نستغني فيها عن الالتجاء لجلب الأثاث من الخارج أو صنعه من الخشب الذي كان لا يزال نادرا، وأقل ما يقال في استغلال الأماكن الممكنة للرفوف نقول إنه اقتصاد في المواد التي يبنون بها، وفي عُرف الاقتصاد لا تحتقر القليل، فالبحار تتجمع من القطرات!!

وما قلناه في المساجد نقوله في الدور فهناك كثير من الملاحظات تدلنا دلالة صادقة على التفكير العميق الهادف الذي صحبهم في البناء وكذلك خضوع البناءات لأحد قواعد الهندسة الهيكلية للبناء (Le mécanisme)

فأنت مثلا تراهم يجعلون الأقواس من الجهة الجوفية والجهة الشرقية والقوس الأخير الذي يتصل بالسور لا يجعلون فيه قوسا بل خشبة طويلة وهذه دلالة على أنم يعلمون أن القوس قد يدفع الحائط الخارجي كما يقرره الفنانون الآن (النارق).

والكُوة التي تكون بين قوسين ما مغزاها؟!

إنها أوّلاً تنفع لوضع بعض الأدوات الخطيرة كالمقص والموس والكبريت مما يجب إخفاؤه عن الصبيان، ثم هذا يدلنا على علمهم بالهندسة، فهم متأكدون أن الثقل الذي تحمله الأروقة أو الأقواس ينصب فوق السواري، وبالتالي فإن فتح هذه الكوى بين الأقواس لا يؤثر في صحة البناء ولا يضعفه.

ففي الكوة العليا (أعلى العرصة) تحفظ المواد الخطرة كالموسى والكبريت، وفي الكوة الوسطى والسفلى نوى التمر .. وفي هذا الدليل على تقدير نعم الله تعالى. أما في المساجد فالكوات التي تنتشر في جدران المساجد والمصليات مهيأة لتحفظ المصاحف وترفعها بعيدا عن الأرض."

----------------------------------------- 

(1) الشيخ القرادي؛ رسالة في بعض أعراف وعادات وادي مزاب ص 38-40-41.

 المصدر : nir-osra.org

الاقتصاد في الماء

الاقتصاد في الماء

Icon 09هذه صورة مأخوذة من تربص تعليم الصلاة يظهر فيها المتربصين يتدربون على إسباغ الوضوء بالأباريق.

وجه من أوجوه حضارة مزاب هو الاقتصاد في الماء والعيش وفق آليات حفظ الماء تلك هي أهم مقومات حضارة مزاب التي عمّرت لقرون عديدة وأسهمت في ميلاد وتطور علوم وفنون عريقة في تقسيم المياه وازدهار بلاد الشبكة بالحياة والواحات الغنّاء.

 

 

 

 

 

المصدر : Slimane Hadj

 

التجارة 03

الحياة الاقتصادية العهد الثّالث 

كانت تتمّ في سوق البلدة، حيث يتبادل أهلها مع قوافل البدو منتوجاتهم. فكان الأوّلون يقدّمون المنسوجات التي صنعتها أيدي المزابيات و الفائض من محصول التّمور، مقابل الصّوف والسمن وغير ذلك من خيرات البادية. يظهر من هذا أنّ اقتصاد المنطقة كان يتعاون على حمله كلا الجنسين. فبينما يظلّ الرّجل في بستانه مكابدا لقساوة الطّبيعة وصادًّا لغارات البدو، كانت المرأة في منزلها تغزل وتنسج، علاوة على قيامها بشؤون البيت المعروفة.

كان الإنتاج السّنوي في مزاب من ملابس الصّوفية في القرن التّاسع عشر يقدّر بسبعين ألف قطعة، وكان آنذاك حوالي سبعة آلاف امرأة تشتغل في النّساجة بالبيت، وكان يدخل إلى مزاب سنويا ثلاثون ألف جزة صوف[1].

إنّ الوافدين من الإباضية على بلاد الشّبكة عبر القرون، اختاروا المنطقة لبعدها عن طرق القوافل التّجارية المعروفة آنذاك، حرصا منهم على اعتزال الحركات التّجارية وما تؤدّي إليه من الرّفاهية وجلب الطّامعين.

إلاّ أنّ القوافل التّجارية لم تلبث أن حوّلت مسالكها، فأصبح مزاب محطا لها، وهمزة وصل بين الشّمال و الجنوب وبين الشّرق والغرب. وممّا ساعد على ذلك أفل نجم سدارته، بخرابها عام 1274،ثمّ خراب تَمَنْطِيطْ عام 1492م.

في القرن الثّامن عشر الميلادي كانت القوافل المارّة على غرداية تحمل إلى الشّمال التّمور والملح والعاج و الذّهب والجنود والأقمشة وريش النّعم، وإلى الجنوب الحبوب والزّيت و السكّر و النّحاس ومنتوجات مصنوعة بالتّل وأوروبا.

ظلّت غرداية قرونا مرحلة في التّبادل بين التّل والسّودان، كما كانت مرحلة في التّبادل التّجاري بين قوراره وتوات غربا ومنطقة وارجلان شرقا.

بهذا نصل إلى القول بأنّ التّجارة ليست سبب إنشاء مدن وادي مزاب، لكنّها ساهمت في تنميتها اقتصاديا واجتماعيا.

يبدو أنّ تزايد السكّان وضعف مردود الفلاحة أجبرا بني مزاب على التّفكير في مواد أخرى للعيش، يضمنون بها بقاءهم في المنطقة، فأخذوا في الاغتراب إلى مدن التلّ قصد التّجارة. لم نعثر على تاريخ بداية هذا الاغتراب، إلاّ أنّ المؤرّخين يذكرون أنّه كان يوجد في مدينة الجزائر مزابيون في بداية القرن الرّابع عشر الميلادي .

إنّ الفلاحة لا تضمن للمزابي الذي يقتصر نشاطه عليها مستوى معيشيا مقبولا. مشكل الرّي وإنهاك التّربة يفرضان حدا للمساحة المزروعة ومدودها هذه الظّروف جعلت من الواحات بؤرا للاغتراب.

كان أهل غرداية يكثر ذهابهم إلى قسنطينة وسطيف وغليزان، وأهل بني يزقن إلى قسنطينة وقالمة وسوق اهراس والبليدة، وأهل العطف إلى الجزائر وقسنطينة، وأهل بونورة إلى الجزائر وتيارت، وأهل مليكة إلى الجزائر وباتنة وخنشلة و السور وبوغار، وأهل بريّان إلى الجزائر وقسنطينة، وأهل القرارة إلى العلمة وباتنة وخنشلة و البليدة، وكان بعض المزابيين يقصد تونس و ليبيا وحتّى الإسكندرية.

أكثر المغتربين إلى تونس من غرداية و القرارة وبني يزقن، يكثر عددهم بالعاصمة وفي جربة. أمّا في غيرهما فنجد مثلا في 1867م تسع عائلات مزابية في سوسة.

في الجزائر العاصمة أحصي عام 1838م،629مزابيا، ارتفع عددهم حتىّ بلغ عام 1846م،2233، في حين أن العدد الإجمالي للمزابيين المغتربين في تلك السنة بلغ3.036، بعد ذلك سقط عددهم في العاصمة حتىّ بلغ عام 1850، 861، ثم عاد إلى الارتفاع ليصل عام 1856، 1449مزابيا.

نجد في إحصاء نوفمبر 1852م أنّ عدد المزابيين في سكيكدة بجاية سبعة وخمسون، عددهم في سوق أهراس عشرة، وفي المدية 364.

وفي سنة 1858م، أحصي في الشرق الجزائري 351مزابيا، 153منهم بمدينة قسنطينة.

أهل العطف كانت تجارتهم في اللّحوم و البقول، وأهل غرداية وبني يزقن في الأقمشة والألبسة، وأهل بونورة في الفحم والخشب والزّيت، وأهل مليكة في الحبوب والتّمور والحمّامات. أمّا أهل برّيان والقرارة فتجارتهم كانت متنوّعة.

إنّ انتقال بني مزاب بين الجنوب والشّمال قصد التّجارة لم يكن شيئا مضمونا ميسورا. فقد كانت فقوافلهم تتعرّض في الطريق لغارات النّهب والسّلب من طرف قطاع الطّرق. لذلك فإنّك تجدهم لا يغامرون بالسّفر إلاّ في قافلات ذات حجم كبير، وكانوا يدفعون للبدو غرامات.

كانت قرى مزاب تدفع غرامات للأرباع ومخاليف الجرب وسعيد عتبه وغيرها لحماية قوافلهم الذّاهبة إلى التّل.

يقول الشّيخ حمو عيسى:«هذا الوضع من الفوضى والاضطراب و قلّة الأمن في الطّريق حمل المزابيين على عقد تحالف دفاعي وتعاوني مع بعض الأعراش من المخاليف والأرباع وأولاد نايل، لحماية القوافل والأموال من قطّاع الطّرق ومن النّهب والسّلب فيما بين الصّحراء والتّل»[2]

في 1050هـ/1640م، عقدت جماعة كبيرة من تجّار قصر البخاري والمدية والبليدة والجزائر سفر رفقة مع نحو ثلاثين من غير المزابيين، أكثرهم من الشعانبة، وفيهم بعض المخادمةوالمذابيح. وبعد نحو مرحلتين من ناحية الجلفة التقوا بجيش، فوجّه أمرا إلى المزابيين فقط بدفع ثلاثمائة ريال وأنواعا من السّلعة عيّنوها، فرفضوا ذلك، فأراد الجيش أن يهاجمهم،فانحازالشعانبة ومن معهم من المخادمة و المذابيح إلى المزابيين،فوقعت معركة انجلت بأحد عشر قتيلا، ففرّ الجيش وترك قتلاه، فدفنهم الغالبون.

إثر ذلك، عقد التجّار المزابيون في 1052هـ/1642م مؤتمرا بالجزائر بباب الواد وقرّروا فيه:

أوّلا-ضم المالكية بمزاب إلى مجموعة الإباضية التجّار بالجزائر في اجتماعاتهم.

ثانيا-الإذن لهم بدفن أمواتهم في مقبرة سيدي بَنُّورْ.

ثالثا-عقد رفقاتالسّفر معهم من مزاب إلى الجزائر،ومن الجزائر إلى مزاب.

رابعا- التّعاون من الطّرفين في جميع المهمّات، كإعانة كلّ ضعيف بما يمونه ويبلّغه إلى وطنه.

خامسا- التّحالف ضدّ كلّ عدو يحارب الجزائر ويهاجمها.

سادسا- التّعاون على كلّ ما يحتاج إليه مزاب ممّا يرتبط بالجزائر سياسيا أو اقتصاديا.

إنّ في مقبرة سيدي بنّوركثيرا من مالكية مزاب دفنوا فيها منذ ستين وألف هجري[3].

يوجد مخطوط بخط الشّيخ الحاج إبراهيم بن بيحمان، باسم ممثّلي جموع بني مزاب في مجلس عمّي سعيد، يشكون فيه من قبيلة أولاد صالح في جبال الشفة التي تتعرّض للقوافل الذاهب إلى الجزائر أو العائدة منها إلى مزاب[4].

ومن ذلك، الهجوم الذي تعرّضت له قافلة بني مزاب المتوجّهة إلى التّل في جوليت 1850م

قرب تَاجْمُوتْ. وقد توسّط الآغا جلول، آغا السوقر، فأرجع المغيرون لبني مزاب1150 كسوة وتسعة عشر بعيرا وبغلا واحدا وعشر بندقيات ومسدّسا وقارابيلة وسبع مظلات. وقد احتفظوا على 760كسوة وثلاث بندقيات وأربعين غرارة تمرا وثلاث عشرة مظلة ومائتي بوجو.

من جهة أخرى، فإنّ التجّار المزابيين وغيرهم كانوا يدفعون ضربة جمركية لبايلكالتيطري عند خروج قوافلهم من المدية، حدّدت بمحبوب واحد على حمولة كلّ بعير، ونصف سلطاني على حمولة كلّ بغل، وبوجو واحد على حمولة على كلّ حمار[5].

وقدّر عام 1867م المحبوب بـ4.05فرنك فرنسي ونصف سلطاني بـ2.75 فرنك والبوجوبـ 1.80فرنك.

صورة ناذرة جدا لقافلة تتجه نحو قصر تغردايت سنة 1891 من أرشيف ماوراء البحار بإيكس أون بروفانس بفرنسا

كانت منطقة مزاب ملتقى القوافل التجارية و همزة وصل بين التل و الصحراء الكبرى و بلاد السودان ( إفريقيا الغربية خاصة )، حيث لعب التجار المزابيون دورا مهما في تبادل السلع بين الشمال و الجنوب الكبير، إذ كانوا يقومون بجلب الحبوب والمنتجات الأوربية المتمثلة في الأقمشة القطنية و البقول و السكر و القهوة و الشموع و الصابون و الحديد و الفولاذ من التل و يحملون إلى الشمال السلع التي يأتون بها من الصحراء و بلاد السودان و المتمثلة في الملح و العاج و الذهب و الجلود و الأقمشة و ريش النعم و العبيد ، إضافة إلى منتجاتهم المحلية المتمثلة في المنسوجات الصوفية و مسحوق البارود و التمور التي يجلبون كميات كبيرة منها من منطقة توات و قورارة ووارجلان التي يملكون فيها أكثر من عشر مجموع نخيلها زيادة إلى ما كانت تجود واحاتهم من فائض في الانتاج ؛ وبفضل كثافة نشاطهم بين الشمال و الجنوب و امتداده إلى أقاليم تونس و المغرب وتمركزهم في جل مدن التل، استحوذوا على جل العمليات التجارية في منطقة الصحراء الكبرى لفترة طويلة و حوّلوا مزاب إلى أهم و أكبر سوق تجارية فيها، رغم الظروف الأمنية الصعبة وغارات قطاع الطرق على قوافلهم؛
والعديد من المصادر الفرنسية القديمة أكدت ذلك، فمثلا ورد في تقرير صادرعام 1884 عن رئيس المكتب العربي الفرعي بالجزائر ما يلي :(6)


« Au moment de notre conquête de l’Algérie, le M’zab avait à peu près le monopole du commerce du Soudan et du Sahara ; c’est là qu’arrivaient toutes les caravanes d’In Salah et la plupart de celles du Gourara et de Ghadamès »
« Le M’zab est le grand marché de tout l’extrême Sud, c’est là que vont s’échanger les produits du Tell et ceux de l’industrie européenne, contre les produit du Sahara »

 

 

 


[1]_A . COYNE : le M’Zab , 24 .

[2]_دور المزابيين، الجزء الأوّل، 58.

[3]_إبراهيم مطياز: تاريخ مزاب، 153.

[4]_إبراهيم طلاي: مزاب بلد كفاح، 45.

[5]_Revue Africaine n° 11 , 213 .

6 bakir bennacer

التعاون والتطوع الجماعي المتبادل

التعاون والتطوع الجماعي المتبادل(01)

Icon 09

" ..كان من أهم ما يتصدر طلب العيش في تلك الأراضي الجرداء الاشتغال بالزراعة "يقصد بلاد الشبكة ذات الطبيعة الصخرية القاحلة"، فشمروا عن ساق الجد والعمل الدؤوب، وكان الوطن قاحلا يعتمد على ما يفتح الله من أمطار تسيل بها الأودية والشعاب وهي قليلة، فكان لزاما أن يعمدوا لحفر الآبار لسقي ما يزرعون أو يغرسون....

..وكان عملهم في عمارة تلك الأراضي مبنيا على التعاون، وهو التطوع الجماعي المتبادل حسبما رواه بعض كبار الشيوخ من أنه يقع النداء في المسجد: " إن فلان عازم على حفر البئر في المكان الفلاني، فمن كان راغبا فليتفضل، فما على صاحب البئر إلا أن يهيئ ما تيسر من طعام، فيتم في ظرف من الزمن غير طويل في تعاون وحماس، فهذا يحفر وذاك ينقل الحجارة وهذا يبني إلى أن يتم.

كما أنهم عند الحرث والسقي الأول متعاونون، وذلك أن الفلاحين المتجاورين أو الأصدقاء بعد أن يحرث أحدهم أرضه بمحراث تجره دابة من جمل أو حمار أو بغل، يتبادلون التعاون في تسوية الفدادين والسقي الأول (إِسْبِ اَنْيَجْدِي) يوما عند هذا ويوما عند الآخر..."

 

 ----------------------------------------

(01) بحوث ومحاضرات في الدين والحياة- الاقتصاد في وادي ميزاب- للشهيد بالحاج بن عدون قشار. ص 239

المصدر nir-osra.org

التقويم الأـمازيغي عبر التاريخ


احتفلت الشعوب الأمازيغية منذ مئات السنين أو ربما منذ آلاف السنين بالسنة الجديدة في بداية شهر يناير وغالبا في 13 من يناير
.

ولأن الأمازيغ في الشمال الخصب الأخضر المطير كان شعبا فلاحيا مستقرا عكس الأمازيغ الرحل في الصحراء الأمازيغية الكبرى، فقد ارتبطت السنة الأمازيغية الجديدة في الشمال بالفلاحة. وأصبح بعض الباحثين والملاحظين ينعتونها (عن حسن نية) بـ"السنة الفلاحية"، وكأن التقويمات الأخرى في بقية بلدان العالم ليست بتقويمات فلاحية أو دينية.

الحقيقة هي أن كل تقويم واحتفال بالسنة الجديدة لدى أي شعب من شعوب العالم يكون دائما مرتبطا بنشاط اقتصادي معيشي أو بأسطورة دينية أو شعبية أو بطقوس دينية معينة. لا وجود لتقويم فقط من أجل التقويم أو سنة فقط من أجل تدوين السنة. هناك دائما سبب اقتصادي أو ديني أو سياسي أو اجتماعي لإقرار تقويم معين أو سنة معينة من طرف دولة أو مملكة أو إمارة أو جمهورية أو قبيلة أو كنيسة أو غير ذلك. إذن كل تقاويم ويوميات وروزنامات العالم إما هي دينية أو اقتصادية فلاحية أو تجارية أو سياسية أو اجتماعية.

العدد 2967 في السنة الأمازيغية (الموافق لعام 2017) هو عدد رمزي لا يجب أن نحمله أكثر مما يحتمل. والشيء المهم هو أن السنة الأمازيغية حقيقة تاريخية احتفل بها الشعب الأمازيغي ضمن نظامه الإقتصادي الفلاحي في أرضه التاريخية، شمال أفريقيا، منذ أزمان قديمة وبشكل مستمر. أما عدد سنوات التقويم الأمازيغي فهو يرمز إلى تاريخ معين يحدده البعض وينتشر بالتعود وقد لا يعجب الكثيرين، ولكنه لا ينقص من عراقة السنة الأمازيغية شيئا. ومن المؤكد أن تاريخ الوجود الأمازيغي في تامازغا أقدم أضعافا مضاعفة من 2967 عاما، مثلما أن تاريخ وجود الأوروبيين في أوروبا أقدم بكثير من 2017 عاما.

وربما سيظهر في المستقبل من يقترح جعل معلمة تاريخية أو أركيولوجية أمازيغية أقدم - كنقطة بداية لحساب تعداد السنوات الأمازيغية بدلا عن تاريخ وصول Cicenq Amezwaru (شيشنق الأول) إلى حكم بلاد القبط في حوالي عام 950 قبل الميلاد. وفي جميع الأحوال يبقى 13 يناير عيدا ثابتا من الناحية التاريخية لثبوت احتفال الشعب الأمازيغي به منذ القديم واستمرار ذلك إلى اليوم.

وقد حدثت العديد من حالات التغيير والتعديل البعدي اللاحق للتقاويم وتاريخ بدء تعداد السنوات. فرجال الدين اليهود مثلا قرروا أن تقويمهم اليهودي (والعام اليهودي الأول) سيبدأ بعام واحد قبل تاريخ خلق العالم (حسب عقيدتهم)، رغم أنه قبل 5000 عام مثلا لم يكن هناك دين يهودي أصلا. فالسنة اليهودية الحالية 5774 أقدم من الديانة اليهودية نفسها والشعب اليهودي نفسه. ورغم ذلك فقد أصبح هذا التعداد اليهودي للسنوات شيئا طبيعيا جاريا به العمل لدى اليهود في العالم دون أي مشكل، لأن عدد السنين رمزي أولا وأخيرا. ويؤمن الكثير من اليهود المتدينين أن عمر الكون يبلغ 5775 عاما فقط.

المثال الآخر هو من إيران. حيث قرر الإيرانيون عام 1925 ميلادي الإنتقال رسميا إلى تطبيق التقويم الشمسي الهجري عوض التقويم القمري الهجري لتفادي المشاكل التي يطرحها التقويم القمري. وقاموا بإحياء أسماء الشهور الفارسية القديمة. وهذا التقويم الشمسي الهجري هو التقويم الرسمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية لحد الآن، وبأسماء الشهور الفارسية القديمة السابقة للإسلام. وتتبنى أفغانستان نفس التقويم الشمسي الهجري بشكل رسمي. وهكذا فالسنة في إيران وأفغانستان هي الآن 1392 هجري شمسي، مقابل 1435 هجري قمري في بقية البلدان المسلمة.

ولعل أشهر تعديل لتقويم رسمي هو التعديل الغريغوري على التقويم الجولياني القديم للسنة الميلادية. وحدث هذا التعديل عام 1582 ميلادي جولياني لتصحيح اختلالات السنة البسيطة والسنة الكبيسة وبقية الأخطاء الناجمة عنها ولتصحيح تاريخ الأعياد المسيحية. ومن المعلوم أن أصل التقويم الميلادي الجولياني (نسبة إلى Julius Caesar)بدأ مع الإمبراطورية الرومانية عام 46 ق.م (أي قبل ظهور المسيحية) وكان تقويما رومانيا صرفا بخلفيات وثنية.

1)التقويم الأمازيغي هل هو أصيل أم دخيل؟

يعمد البعض ممن يضايقهم التقويم الأمازيغي أو السنة الأمازيغية إلى اعتبار التأثير الروماني الأوروبي في التقويم الشمسي الأمازيغي الشمالي (أسماء الشهور الرومانية الممزغة وترتيبها...) نقطة نقص في التقويم الأمازيغي. ويعتبرونه "دليلا" على تبعية التقويم الأمازيغي للتقاويم الأجنبية. وهم ينسون أن جزءا كبيرا من شعوب العالم أخذت أسماء الشهور الشمسية من اللغات الأوروبية حديثا. والعربية نفسها تستخدم أسماء الشهور الشمسية الأوروبية (يناير، فبراير...) أو أسماء الشهور الشمسية السريانية (كانون، شباط، تموز...). وأصبحت الشهور الأوروبية هي الأكثر شيوعا على المستوى العالمي اليوم. ويرى معظم المتخصصين في هذا المجال أن أيام الأسبوع السبعة عادة اخترعها البابليون – السومريون وأخذتها عنهم الحضارات الأخرى. واليوم أيضا أصبح العالم أجمع يتبع هذا النظام الأسبوعي.

ومن المعلوم أن الأمازيغ عبر شمال أفريقيا كانت لديهم أسماء شهورهم الخاصة بهم قبل العصر الروماني والمسيحي والإسلامي، وكانت منتشرة على نطاق واسع عبر العالم الأمازيغي إلى حد أن المؤرخين الأمازيغ في القرون الوسطى (أو العصر الوسيط الإسلامي) تمكنوا من تدوينها وإيصالها إلينا.

كما أن كل أنظمة التقويم في العالم متأثرة ببعضها البعض. فالتقويم الروماني نفسه كان في الأول تقويما قمريا متأثرا بالتقاويم الإغريقية القمرية الأقدم، وكان في البدء يتكون من 10 شهور فقط بدون يناير ولا فبراير. والتقويم اليهودي متأثر بشكل مباشر بالتقويم البابلي الأقدم منه. وأسماء الشهور اليهودية والسريانية (شباط، آذار، نيسان، ايار، تموز، آب، أيلول، تشرين...) هي تقريبا نسخة حرفية من الشهور البابلية / السومرية (من العراق القديم) وليست يهودية ولا عبرية ولا عربية.

ومن المعلوم أن العديد من الشهور البابلية (تموز، آب، أيار،...) المستخدمة في الشرق الأوسط حاليا والأوروبية (يناير، مارس...) هي في الحقيقة أسماء لآلهة بابلية سومرية ورومانية قديمة أو مشتقة منها أو مرتبطة بها بشكل طقوسي أو ديني أو ثقافي. فشهر يناير جاء من اسم الإله الروماني Janus، ومارس جاء من اسم الإله الروماني Mars، وأبريل جاء من اسم الإلهة الإغريقية Aphrodite، وماي جاء من اسم الإلهة الإيطالية Maia.ويونيو جاء من اسم الإلهة الرومانية Juno.أما يوليوز فقد جاء من اسم الإمبراطور الروماني Julius Caesar.والشهر البابلي تموز جاء من اسم الإله البابلي Tammuzأو Dumuzi.وشهر ايار مرتبط باسم الإله Eaالبابلي...إلخ.

2)التقاويم عبر العالم:

-التقاويم البابلية / السومرية: من أقدم التقاويم في العالم وتطورت لأسباب دينية وفلاحية. بعضها قمري فقط وبعضها قمري شمسي مختلط. وكلها منقرضة الإستخدام ولكن توجد دلائل أركيولوجية على استخدامها من طرف البابليين والسومريين والسريان والآشوريين القدامى.

-السنة البابلية السومرية السريانية الآشورية القديمة: دينية، قمرية، ثم شمسية. تبدأ من 4750 ق.م الذي هو التاريخ التقريبي لبدء الحضارة الإنسانية الحديثة في بلاد الرافدين. ونحن الآن في السنة البابلية السومرية السريانية الآشورية رقم 6767. وتبتدئ سنويا في 1 أبريل. ويحتفل بها جزء من السريان والآشوريين حاليا.

-السنة الميلادية الغريغورية الأوروبية السائدة في العالم: رومانية وثنية في الأصل ثم أصبحت مسيحية، شمسية. حاليا هي: 2017.

-السنة الإثيوبية المسيحية: دينية، شمسية. السنة الحالية هي: 2009.

-السنة القبطية المسيحية: شمسية. السنة الحالية: 1733. ويحتفل بها المصريون المسيحيون حاليا.

-السنة الهجرية القمرية الإسلامية: حاليا هي 1438.

-السنة الهجرية الشمسية الإسلامية: التقويم الرسمي لإيران وأفغانستان. حاليا هي: 1395.

-السنة اليهودية: دينية. قمرية شمسية. حاليا هي 5777.

-السنة الصينية: قمرية أو قمرية شمسية. لا ترقم السنوات الصينية بل تعطى لها أسماء.

-السنة الأمازيغية الشمسية الشمالية: فلاحية تاريخيا، وربما كانت ذات طابع ديني ما مرتبط بالأديان الأمازيغية القديمة. أصبحت ذات طابع سياسي وهوياتي قوي مؤخرا. حاليا نحن في السنة الأمازيغية 2967. وحسابها مبني على أن أقدم شخصية أمازيغية معروفة في كتب التاريخ هي شخصية Cicenq Amezwaru (شيشنق الأول)، أو بالإنجليزية: Shoshenq I، الذي هو من أصل أمازيغي ليبي، والذي وصل إلى عرش المملكة القبطية حوالي عام 950 قبل الميلاد، وأسس الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين.

-السنة الكردية: تاريخية، سياسية، شمسية (قديما كانت شمسية – قمرية). حاليا نحن في السنة الكردية 2629. وهي مبنية على تاريخ قيام مملكة الميديين المستقلة في بلاد كردستان وجزء من إيران وتركيا وسوريا. والميديون هم شعب قديم يعتبر جزءا من أجداد الأكراد والإيرانيين الحاليين.

3)الشهور الشمسية الأمازيغية ذات الأصل الروماني أو الأوروبي:

Yennayer أو Yanyur (يناير)

Yebrayer أو Sinyur (فبراير / يبراير)

Mares أو Meɣres أو Krayur (مارس)

Yebrir أو Kuzyur (أبريل)

May أو Semyur (ماي)

Yunyu أو Sedyur (يونيو)

Yulyuz أو Sayur أو izeɣ (يوليوز)

Ɣuct (غوشت) أو Tamyur (غشت)

Cutembir أو Tzayur (شتنبر / شتمبر)

Ktuber أو Mrayur (أكتوبر)

Nwanbir أو Yemrayur (نونبر)

Dujembir أو Duǧember أو Meggyur (دجنبر / دجمبر)

4)الشهور القمرية الأمازيغية الإسلامية الطوارقية:

يستخدم الطوارق في جنوب الجزائر ومالي والنيجر أسماءا أمازيغية للشهور الإسلامية العربية. وبعض الشهور القمرية الطوارقية الإسلامية المستخدمة ظهر في اللغة الأمازيغية الطوارقية مع انتشار الإسلام بينما يرجع أصل بعض الشهور الأخرى إلى التقويم الأمازيغي الطوارقي السابق للإسلام. ويجب الإنتباه إلى أن أسماء الشهور القمرية الأمازيغية الطوارقية الإسلامية ليست ترجمات لمعاني أسماء الشهور العربية الإسلامية، وإنما هي أسماء ذات معاني أخرى ولكن تستخدم كمقابلات أو معادلات للشهور الإسلامية.

Tamessdeq (تامسّدق) أو Tin Dufan : يقابل "محرم" العربي الإسلامي

Tallit Seṭṭeft (تالّيت سطّفت) : يقابل "صَفَر" العربي الإسلامي

Tallit Erɣet (تالّيت ارغت) : ربيع الأول

Awhim Wa Yezzaren : ربيع الثاني

Awhim Wa Yelkamen : جمادى الأولى

Sarat (سارات): جمادى الثانية

Tinamɣarin (تينامغارين) : رجب

Amezzihel (أمزّيهل): شعبان

Tin Oẓom (تين وژوم): رمضان

Tissi (تيسّي): شوال

Tan Ger Madden (تان گر مادّن): ذو القعدة

Tafaski : ذو الحجة

5)الشهور الأمازيغية القديمة ما قبل الإسلام وما قبل الرومان:

تنبيه: طريقة كتابة أسماء هذه الشهور الأمازيغية القديمة هي وفق طريقة النطق الأمازيغي القديم الذي كان سائدا في شمال أفريقيا والذي كان أقرب إلى النطق الطوارقي الحالي، حسب ما تشير إليه الدراسات.

الشهر 1 : Tayyuret Tezwaret (المعنى: القمر الأول)

الشهر 2 : Tayyuret Teggʷerat (المعنى: القمر الأخير)

الشهر 3 : Yardut

الشهر 4 : Sinwa

الشهر 5 : Tasra Tezwaret (المعنى: القطيع الأول)

الشهر 6 : Tasra Teggʷerat (المعنى: القطيع الأخير)

الشهر 7 : Awdayeɣet Yezwaren (المعنى: الظبي الأول)

الشهر 8 : Awdayeɣet Yeggʷeran (المعنى: الظبي الأخير)

الشهر 9 : Awzimet Yezwaren (المعنى: الغزالة الأولى)

الشهر 10 : Awzimet Yeggʷeran (المعنى: الغزالة الأخيرة)

الشهر 11 : Aysi

الشهر 12 : Nim

6) الفصول الأمازيغية:

Tafsut : الربيع

Anebdu أو Awilan : الصيف

Amwan : الخريف

Tagrest أو Tajrest : الشتاء

7) مصطلحات أمازيغية لضبط التقويم:

القمر: Ayur أو Ayyur أو Agur

الشمس: Tafuyt أو Tafukt أو Tafuct (ثافوشث)

السنة الكبيسة: Aseggʷas amanaẓ

السنة الصغيرة: Aseggʷas ameẓẓyan

السنة الشمسية: Aseggʷas n tfuyt

السنة القمرية: Aseggʷas n wayur

ظهور الهلال: Talalit n wayur (ولادة القمر)

البدر: Taziri

الليالي الثلاث الأواخر من الشهر القمري: inektiben

اليوم الـ31 من يناير: Amerḍil (أمرضيل)

خسوف القمر: Anobeẓ n wayur

كسوف الشمس: Anobeẓ n tfuyt

المراجع:

8) المراجع الأكاديمية:

- أسماء الشهور في أمازيغية القرون الوسطى Names of the months in medieval Berber ، من كتابة الباحث: Nico van den Boogert ضمن كتاب: Articles de linguistique berbère ، من إعداد الباحث: Kamal Naït-Zerrad. منشورات: L'Harmattan. فرنسا. 2002.

- القاموس الطوارقي الألماني اللغوي والثقافي Wörterbuch zur Sprache und Kultur der Twareg. تأليف: Hans Ritter. منشورات: Harrassowitz Verlag. ميونيخ، ألمانيا. 2009.

- القاموس الطوارقي الفرنسي Dictionnaire touareg français. تأليف: Karl G. Prasse. منشورات جامعة كوبنهاغن، الدانمارك. 2003.

- المعجم العربي الأمازيغي، 3 مجلدات، تأليف: محمد شفيق، أكاديمية المملكة المغربية. الرباط. 1990، 1993، 2000.

- The Mul.Apin tablets ألواح "مول ابين" الطينية المسمارية البابلية. web.archive.org

- Calendars in Antiquity التقاويم في العالم القديم. Sacha Stern. منشورات Oxford. بريطانيا. 2012.

- Essai sur les origines des Touaregs محاولة للبحث حول أصول الطوارق. تأليف: Jacques Hureiki. منشورات: Karthala. فرنسا. 2003.

- Études berbères et chamito-sémitiques: mélanges offerts à Karl-G. Prasse

دراسات أمازيغية وأفروآسيوية. إعداد: Salem Chaker. منشورات: Peeters Publishers. بلجيكا. 2000.

 

المصدر

السيدة عائشة دادي عدون

السيدة عائشة دادي عدون من نساء بريان المتعلمات و المثقفات اللائي ساهمن في توعية الوسط النسوي في فترة ما قبل الاستقلال وبعده، وهذه نبذة مختصرة.
Icon 07

نبذة مختصرة عن حياة السيدة عائشة دادي عدون

هي من مواليد 18 سبتمبر 1930 في بولوغين (سانت أوجان سابقا ) ، الجزائر. ابوها محمد ، و امها حليمة .
عاشت طفولة فتاة موهوبة ، عنيدة ولكنها كانت طفولة سعيدة.
كان والدها ، محمد بن سعيد دادي عدون ، وهو مزابي من بريان ، رغم تواجده بالعاصمة لم ينس ابناءه في منطقة الاصول حيث كان بعرفهم بمزاب في سن مبكرة للغاية ، ونتيجة لذلك ، أصبحت عائشة ومزاب كيان واحد. على مر السنين ، تزوجت وعاشت في المغرب مع زوجها وثلاث بنات ، شيرهان وحسنة وصريا.
بعد طلاقها، ساندها، والداها ، على مواصلة دراستها، وتربية بناتها الثلاث. اختارت الدراسة في إنجلترا لتصبح قابلة .
بعد الحصول على شهادتها كقابلة ، عادت إلى الجزائر لخدمة بلدها ، أولاً في الجزائر العاصمة ، ثم إنتقلت إلى بريان، ولاية غرداية ، كلها قوة و إرادة و عزم ، فأسست أول مركز للأمومة لتوعية النساء على رعاية أطفالهن في مستشفى بريان الصغير، آنذاك ، أين كانت تشتغل على حثهن مراقبة الحمل ، لأن نسبة وفيات الأطفال في ذلك الوقت ، 1965 ، كانت عالية جدا. .
كتبت عدة مقالات في السبعينات منها "علم الاجتماع وتاريخ الإباضية الجزائريين.
التقت مع العديد من مشائخ مزاب و جالستهم في تصحيح بعد المفاهيم و التثبت منها في تأليف كتابها وهو عبارة عن دراسة سوسيولوجية عن الحياة الإجتماعية للمرآة المزابية . طبع سنة 1977م حول المجتمع المزابي وركزت فيه الباحثة على المرأة الميزابية خصوصا.
علاوة على ذلك كانت تنشط في المجال السياسي ، حيث انتخبت في المجلس البلدي و الولائي بالاغواط،
ترشحت في الانتخابات البلدية، في الخامس والعشرين ماي من سنة 1969 ، وفازت فيها، فأصبحت عضوا في المجلس الشعبي البلدي، ودافعت عن حقوق المواطنين، لاسيما سنوات سياسة الثورة الزراعية التي سلبت اراضي مالكيها .
و قد غادرت بلدتها بريان عام 1974 ، و كلها اسف لظروف ، و سافرت إلى سويسرا لتستقر بجنيف بشكل نهائي.
امتهنت الكتابة وعشقت السفر ، و شدها الحنين إلى مزاب و هي بعيدة عنه.ترمقه من بعيد بروحها و ذكرياتها.
مما قالت، "إن العالم الحالي معقد للغاية، مادي ومهدر، بينما يمكن للمرء أن يعيش حياة بسيطة وذات مغزى وأكثر إثارة للاهتمام..."
و لما بلغت الستين من عمرها ، التحقت بجامعة جان مولين الثالثة لإعداد أطروحة الدكتوراه ، تحت عنوان "سلطنة عمان الإباضية" إلى ان تحصلت عليها بدرجة "مشرف جدا"
كانت عائشة دادي عدون امرأة استثنائية، بنشاطها الفكري و التوعوي ،
توفيت بجونيف في 21 أغسطس 2016 عن عمر ناهز 86. هي الآن ترقد بسلام في ساحة للمسلمين في مقبرة في جنيف ,مزيج من تربة مزاب , عمان و سويسرا, كان ذلك ما أوصت به.
منقول بتصرف عن احدى حفيداتها
حسناء قلوش.

 

هذا نموذج من كتابتها :

Sociologie et histoire des algériens ibadites

A ma treizième année, maman me dit un jour que mon père ne voulait plus que j’aille à l’école, que toute ma famille était contre mon éducation secondaire, que je savais lire et écrire c’était suffisant. Donc je devais porter le voile, et n’avoir plus de contact extérieur, qu’on allait très certainement me marier. Mais voilà savoir lire, c’est allumer une lampe dans l’esprit, relâcher l’âme de sa prison, ouvrir une porte sur l’univers. Très ferme dans la foi religieuse, je saurai convaincre les septiques qu’on peut garder le coran comme règle de morale sans se dérober à la vie de son temps. Donc je m’étais décidée a préparer un diplôme d’infirmière ;

En entrant pour la première fois au Royal Collège des sage-femmes, j’avais eu le sentiment de commencer une aventure héroïque, sure d’être marquée par un signe, je me sentais digne de cette expérience médicale, qui au terme de mes études me permettrait d’être libre, et de libérer d’autres femmes.

Déjà huit heures, « il faudrait que je parte à l’hôpital », me dis-je, et pour cela traverser la ville. Juste après avoir dépassé notre maison, un homme entre deux ages, qui me connaissait étant enfant me dit :

« Tu es la fille de Hadj Mohamed, la sage-femme, tu te plairas ici chez toi », l’accueil était cordial.

J’avançais très droite, regardant devant moi, sans m’occuper de ce qui pouvait se passer à ma droite ou à ma gauche. Une porte est ouverte, mais il faudra les forcer l’une après l’autre ; pour l’instant des visages gênés, des bouches serres, des fronts anxieux, des attitudes retenus. Il va falloir tous leur apprendre, pourrais-je réussir du même coup, à ouvrir le cœur des gents.

Mon cœur va et vient d’un bout à l’autre de ma poitrine, comme une navette de tisserand, il tisse le temps que je dois passer au Mzab. Dieu merci je crois être capable de trouver en moi des sources de bonheur, car après tout ce sont les miens, je pourrais me faire adopter par eux, pourquoi pas ? Puisque moi qui ai suivi une destinée toute différente, qui ai choisi un mode de vie révolutionnaire pour eux je les comprends.

Qu’est ce que l’indépendance ? C’est d’avoir maintenant une conscience Algérienne de prendre de courageux efforts, de prendre en main sa propre destinée et a entrer de plains pieds dans la réalité aujourd’hui sans rien renier de ses vertus traditionnelles.

« On peut enlever un enfant du Mzab, mais pas ôter le Mzab d’un enfant ».

Aicha Daddi Addoun- Sociologie et Histoire des Algériens Ibadites .

 

منقول Youcef Lassakeur

الصّناعة 03

c 7

الصّناعة في العهد الثّالث من تاريخ وادي مزاب

 

الحياة الاقتصادية العهد الثّالث 

فخار فرش ألبسة ذهب و فضّة

 

الصّناعة:

من الصّناعات السّائدة بمزاب، صناعة مواد البناء من جير وجبس، كانت تصنع لها أفران مبنية من حجارة وطين أحمر مستدير الشّكل، وصناعة أخشاب النّخيل للتّسقيف، وخشب بعض الأشجار لصنع بكرات النّزح وحاملاتها و أدوات النّسيج وأواني المطبخ.

يتّخذ المزابيون من جذوع نخيلهم عوارض للتّسقيف، وأخشابا لصنع الأبواب، مكاييل للتّجارة، مهاريس لطحن الحبوب، وأواني مختلفة. ويتّخذون من جريدها ستائر وسقوفا. ويصنع من أوراقها و أليافها حصائر وحبال وأقفاف وأطباق وكسكسات ودلاء ومظلاّت ومراوح.

من أشهر الحرف، بناء المساكن وحفر الآبار ومد السّواقي وبناء الأحواض، أمّا الحدّاد فيصنع آلات الفلاحة وأدوات البناء والغزل والنّسيج.

ومن أهمّ الصّناعات دباغة الجلود لصناعة الدّلاء، وصناعة الفخّار لصناعة الأكواب و الأباريق والقلل و الخابيات. يصنع كلّ ذلك من طين خاص ثمّ يوضع في أفران خاصّة به.

هذه الأفران وجدت بكلّ من مليكة والقرارة وكانت تنتج فخارا عاديا وفخارا مطليا.

 

يصنع من الفخّار العادي:

 

أ- الجرار المبرنقة من الدّاخل أو بدون برنق، منها:

1- الخابية بغطائها وبدون مقبض، سعتها حوالي خمسين لترا لخزن التّمر أو الماء.

2- أَغَلُّوسْ له مقبضان، سعته بين ثلاثة وعشرين لترا، يخزن فيه التّمر أو الماء أوالشّحم المذوّب أو السّمن أو الحليب.

3- تَاقَصْرِيتْ بدون مقبض يستعمل لترطيب نوى التّمر للمعز.

4- تَاقَدُّوحْتْ بغطاء وبدون مقبض لخزن المؤن.

 

ب- أواني السوائل:

1- الإبريق سعته حوالي لترين.

2- القلّة لها مقبضان سعتها ثلاثة لترات.

3- أَقَدُّحْ يسع لترا إلى لترين من اللّبن.

4- تَاقَدُّوحْتْ بمقبضين تسع من نصف لتر إلى ثلاثة أرباع اللّتر من الحليب.

5- أَجَدُّو بمقبض واحد يستعمل للشّرب.

6- المحبس بمقبضين صغيرين لجمع المياه القذرة، حوالي أربعة لترات.

 

جـ- المكاييل:

النقاصة بمقبض أو مقبصين لكيل السّمن و الزّيت، سعتها لتر واحد تقريبا، مثلها نصف النقاصة وربع النقاصة. تحمل كلّ منها معلما يبيّن الكيل وعلامة ضبطه من طرف حلقة العزّابة بمسجد البلدة.

 

د- الأكواب:

1- تَاغَلُّوسْتْ هي الصّحن.

2- تَاغَدَّارْتْ أي الجفنة.

3- تَابْخُورتْ أي المبخرة.

4- نِيرْ أي القنديل.

 

هـ- مصنوعات أخرى:

1- تَادْوَاتْ أي المحبرة.

2- سُوفيرْأي الميزاب.

3- قادُوسْ أي الأنبوب.

 

ويصنع من الفخّار المطلي بالأخضر:

 

أ- أوانيالسّوائل:

1- تَابَغْبَغْتْ سعتها لتر ونصف، تعلّق في غرفة العروس للشّرب.

2- لَبِرِيكْ نُوفُوسْ: إبريق سعته لتر واحد ونصف، للعروس كذلك.

3- أَجَدُّو وتَاجَدِّيوْتْ للشّرب.

4- تَاقَصْرِيتْ أو تِيمَحْبَسْتْ بمقبضين سعتها من لتر إلى ثلاثة توضع تحت تْجَاوْتْ لاستقبال قطرات الماء الراشحة. و تْجَاوْتْ دلو من جلد المعز تحيط به أهداب من القرنفل، يعلّق لتبريد ماء الشّرب بالتبخّر

5- أقَدُّوحْ و تَاقَدُّوحْتْ لوضع الزّيت والسّمن واللّبن

 

ب- الأكواب:

1- تَاغَلُّوسْتْ أي الصّحن.

2- تَاغَدَّارْتْ أي الجفنة.

3- المَتْردْ وهو صحن ذو قاعدة عالية ارتفاعه حوالي خمسة عشر ستنيمترا.

 

 

المنتوجات النسيجية:

في صناعة الغزل و النّسيج كانت النّساء ينتجن الحياك والأكسية للنّساء، والعباءات والبرانس للرّجال، والفرش المتنوّعة، والمناديل للف أواني الطّعام ونقل الخضر.

 

الأفرشة:

بالنسبة للفرش، فإنّه يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع:

أ- الفرش ذات النسيج العالي، التي تصنع من صوف غير مصبوغة، ويسّمى الواحد منها تْنَاشْرَا.

ب- الفرش المستوية الثقيلة التي تعرف الآن بزربية بني يزقن، تشتمل على عدد من الرموز التقليدية،وقد تزيّن بحاشية على كلا الجانبين.

جـ- لَحْنَابَلْ: جمع حَنْبَلْ، وهي سلسلة من أشرطة مختلفة الألوان.

 

الألبسة:

أمّا بالنسبة للألبسة فنجد من بينها:

أ- تَجَرْبِيتْ: وهي ملحفة صوفية بيضاء مزينة ببعض الأشرطة الملونة.

ب- الشال المطروز: يختلف طرزه من بلدة إلى أخرى.

يصنع الشال (أَخَمْرِي بالمزابية) من الصّوف ويصبغ بالأسود، ثمّ يطرز بالحرير الأحمر والأخضر و الأصفر والبرتقالي. حسب الأشكال المطروزة عليه نحصل على خمري مخبل أو خمري الناصية.

هذه الأشكال تسمّى:

- البزيمة أو الشمسية.

- تِسَغْنَسْتْ أو الريشة أو تَكَمْبُشْتْ.

- إِدْلاَلَنْ أي الأهداب.

- إِتْرَانْ أي النّجوم.

- إِبَوَنْ أي الفول.

- إِكُومَارْ أي الأقواس.

- تِمْشَرْفِينْ أي الأقراط.

- المجدول.

- تِينَصْرِيفيِنْ أي الدويرات.

- السوالف.

- تِسْلاَتِينْ أي العرائس.

- إِضُوضَانْ أي الأصابع.

 ج- تِشْبَرْتْ نَلَّتْشْ: عباءة من الصوف متعدّدة الألوان، تحمل رموزا معيّنة. كان يرتديها الرجال والأطفال. هذه الرموز تمثّل شرفة، عقربا، ساق دجاجة، مفتاحا، مائدة، شمعدان، شموعا، مشطا، زهورا، يدا، أسنان الفأر، حليا، بالإضافة إلى أشكال تسمى زَقْزَاقْ، إِفْرَانْ، تِكُوكْوِينْ، تِسَغْنَسْتتْنْ بَرْبُورَا، رَقْمَتْ نْتَشْبَرْتْ، زَازَاغْ، تَاسْلَتْ.

 

الحلي:

واختصّ اليهود بصناعة الذّهب و الفضّة.

 

الذّهب :

وفيما يلي عناصر الحلي الذي كانت تتزيّن به المزابية، فمن الذّهب:

- تِسَغْنَاسْ: جمع تِسَغْنَسْتْ لمسك أطراف الملحفة على الكتفين.

- الخاتم.

- أَصْرَا أي العقد.

- الصارمية: قلادة تمسك كلّ طرف من طرفيها تسغنست.

- تِمْشَرْفِينْ أي الأقراط.

- البزيم: لتزين الشّعر.

- تِصَغْدْرِينْ أو لَمْسَايَسْأي الأساور.

- الشَّارْكَا توضع على الجبين.

 

 الفضّة:

أمّا حلي الفضّة فيشتمل على:

- تَمْغِلْتْ وهي نوع من العقد تمسك كلّ طرف من طرفيها تِسَغْنَسْتْ.

- أُزْلاَنْ أي الخلخال.

- تِجُلاَلْ تعلّق في نهاية شعر العروس على ظهرها.

- تِسَغْنَاسْ لمسك الملحفة.

- تِصَغْدْرِينْ أي الأساور.

- الخاتم.

 

البارود:

اشتهر ببنو مزاب بصناعة البارود. وكان لكلّ قرية عدد معتبر من المهاريس الصخرية الكبيرة، لصنع البارود، ويبعه للقوافل. كانوا يستوردون لذلك الكبريت من تونس وليبيا، وملح البارود من الجنوب الغربي. أمّا الفحم فكانوا يحصلون عليه بواسطة شجرة الأثل الموجود بالمنطقة.

 

العشيرة في مزاب

العشيرة في وادي مزاب ماضيا وحاضرا

Icon 07

إنّ الله تبارك و تعالى يعلن بصريح العبارة : { يَا أّيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثَى, وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَ قَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا, إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ, إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } إنّ أمر الله صريح في الحكمة من جعل أبناء الجنس البشري شعوبا و قبائل لتعافوا, لكنّه نهى و ندّد بدعوى الجاهلية و التعصذب الأعمى للقبيلة, و جعل مقياس التفاضل بين الناس التقوى. 

تعريف العشيرة المزابية

التأصيل الشرعي لنظام العشيرة

نبذة تاريخية عن نظام العشيرة في وادي مزاب

نظام العشيرة حاليا

مجلس العشيرة  

العشيرة في وادي مزاب وحدة تنظيمية اجتماعية ليست وحدة عرقية

عشائر وألقاب بني مزاب

العمران في مزاب

العمران في مزاب

Icon 07

قصور مزاب عبارة عن منظومة عمرانية متأصلة ، وهي امتزاج بين الإبداع العملي الذي اكتنفه الصّمود من أجل البقاء تأقلما وتكيفا حسب مناخ وطبيعة المنطقة الصعبة ، وبين الصيانة للحقوق الجوارية المدعمة بترسانة من النظم والأعراف الأخلاقية المعبر عنها بالحريم إذ تجد لكل موضع عمراني حيوي له حريمه سواء داخل القصر أو على مسافات محددة خارج أسوارهم...مما كساها لمسة جمالية بديعة وميزة عمرانية تكاد تنفرد عن غيرها...

العمل من مكامن القوة الناعمة في المجتمع المزابي

العمل...من مكامن القوة الناعمة في المجتمع المزابي(01)

Icon 09 المكمن العملي الاقتصادي:

العمل وعمارة الأرض بشتى أفعال الخير والمسارعة إليها والتسابق فيها هي خصلة جلية في الفرد المزابي، فهو متفرغ في صباه وريعان شبابه لتلقي نصيبه من التعليم الرسمي والقرآني، ثم ليلتحق بعد ذلك بعمله الذي سخر له تجارة أو فلاحة أو حرفا أو وظائف. تجد الفرد منقطعا إلى عمله منهمكا فيه متفانيا في أدائه يعطيه جل وقته وجهده. وفي المقابل تجده يمقت الفراغ وتضييع الأوقات جلوسا على طاولات المقاهي أو على أرصفة الشوارع.

لم يأت هذا الأمر كذلك من فراغ، بل هو تراكم جهود الآباء والأجداد الذين غرسوا بذرة حب العمل وقيمته في الأبناء جيلا عن جيل، واقتنعوا أن الدنيا لا تُنال بالتمني وإنما تؤخذ غلابا، وأن النجاح ضريبته التعب والجد والكد.

لعل البيئة الصحراوية الشحيحة الموارد القاسية المناخ، قد ساعدت على تشكل هذا الأمر في الشخصية الميزابية، فعلى الفرد أن يعمل كثيرا لأجل تحصيل القوت الحلال من عرق جبينه. كما أن الفرد الميزابي تعود على الاعتماد على النفس، ونبذ الاتكالية، وانتظار المساعدة من الغير ومن جهات أخرى لتمن عليه بنعمها وخيراتها، فهو يسعى لتحصيل قوته بكد يمينه.

كما أنه معروف بالتقشف في مظاهر حياته عموما، فهو يحسن التصرف في أمواله جمعا وإنفاقا واستثمارا، كما يحسن ترتيب أولوياته في الحياة، ويحسن فرز ضرورياته من كمالياته، لذا تجده أبعد الناس عن مظاهر الإسراف والتبذير، كما أنه يحمل فكر الادخار لمستقبل أيامه، ويفكر في نفسه كما يفكر في والديه وأسرته وأبنائه.

 -----------------------------------

(01) مقال بعنوان "مكامن القوة الناعمة في المجتمع الميزابي" بقلم: د. قاسم بن أحمد الشيخ بالحاج

المصدر nir-osra.org

الفلاحة والرّي

الفترة الثالثة من العهد الرّابع

من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م

     اتّفقت جماعة بني يزقن عام 1921 على زيادة ذراع واحد في ارتفاع السد الصغير بوَقْدَاشْ، مع تمديد مناسب لطوله، من جهة المجزرة (المستوصف حاليا).

     في عام 1925، سمح لأهل القرارة بإصلاح سد ضاية تْلَمَّزْ أَمَانْ.

       أعيد بناء سد على بعد حوالي كيلو متر ونصف من مدينة غرداية، جرفته المياه منذ حوالي قرنين، ولم يتم إعادته آنذاك لمعارضة أهل مليكة. تمّ البناء بما يسمّى تْوِيزَا (حملة تطوّعية) نظمّت عدّة أيّام الثّلاثاء المتتالية مدة شهور[1]. تْوِيزَا جمعها تِيوِيزَاوِينْ وأصل الكلمة أَوْسَا أي المساعدة.

       في سنة 1928، طالب سكّان مزاب بإلحاح بالقيام بحفر آبار ارتوازية، مستعدّين أن يساهموا في تكاليف ذلك. بعد الدّراسات أعلن الأستاذ صَافُورْنَا[2] عام 1930 أنّ الماء يمكن أن يتدفّق في القرارة، إذا تمّ الحفر إلى عمق يتراوح بين 430 و 500 متر، إلى طبقة القاري المدرج (الألبية).

     ندرة الأمطار بين 1934 و 1937 أثّرت في مستوى المياه الجوفية، وجعلت سكّان مزاب يقومون بحملة من المطالبات، للحصول على آبار إلى الطّبقة الألبية. وفي سنة 37- 1938، تمّ حفر أولى بئر عمقها 440 مترا، واستغلال مياه الألبية في غرداية.

سمّيت هذه البئر باسم الوالي العام للجزائر وقتئذ جُورْجْ لُوبُو[3].

لم تسمح ظروف الحرب العالمية الثّانية بحفر آبار مماثلة. فالبئر الثانية أنجزت في مليكة عام 47- 1948.  

     يوم 30 ديسمبر1947،أُسّست لاَرِيصَا[4]، وكالة استغلال المياه الجوفية للجنوب الجزائري، بقرار من الوالي العام للجزائر، يخوّل لها حق احتكار استغلال المياه الجوفية في مزاب الواقعة على عمق يتراوح بين خمسمائة وثمانمائة متر[5].

بعض الإحصائيات لهذه الفترة في ملحقة غرداية[6]:    

منتوج التمور عدد النّخيل السنة
15.000 قنطار 207.441 1919
10.000 قنطار 200.200 1920
29.320 قنطار 193.875 1921

   

         وهذه زراعة الحبوب في ملحقة غرداية[7]:

21- 22 20- 21 19- 20 عام 18- 1919
70 70 200 100 هكتار قمح
250 140 400 300 هكتار شعير
210 340 300 هكتار قمح
1012 200 1200 هكتار شعير

من 1943 إلى 1949 سنون القحط، هلك فيها عشرات آلاف النّخيل في مزاب.

 



[1]-PARMENTIER L’Entraide chez les Berbères Ibadites du M’Zab, 47.   

[2]- SAVORNIN

[3]- GEORGES LE BEAU: Gouverneur Général du 21-09-35 au 19-07-40

[4]- .A.S.S.E.E.R.

[5]- MERGHOUB :Le Développement Politique en Algérie,72..B

[6]- Les Territoires du sud de’ Algérie, deuxiéme patie. 197 et 200.

[7]- . 212, 209, 208,IBID

الفلاحة والرّي

الفلاحة والرّي في الفترة الأخيرة من العهد الرابعذ

من 1366هـ/1947م إلى 1382هـ/1962م

من 1946 إلى 1948، تمّ حفر أوّل بئر أرتوازية في زلفانة، وفي مارس 1949، شرع في حفر مثلها في القرارة، بأمر من الوالي العام مؤرخ يوم 26 نوفمبر 1948، الذي زار مزاب في أكتوبر، وقدّم إليه طلب بهذا الشأن، وتمّ حفرها عام 1950. إلاّ أنّ تأسيس (وكالة استغلال المياه الجوفية للجنوب الجزائري) يوم 30 ديسمبر 1947، تبعته موجة من الاحتجاجات، يطالب فيها سكان مزاب بملكيتهم على المياه الألبية وحقهم في استغلالها. من هذه الاحتجاجات، العريضة التي قدّمها وكلاء (الأمة المزابية) محمّد بن صالح الثميني، وعمر عيسى الحاج امحمد، وإبراهيم بن بالحاج حجوط، إلى الوالي العام، ضدّ حفر آبار أرتوازية، من طرف شركة غير مزابية، وتأسّست الجمعية النقابية الحرة للقرارة، برئاسة عيسى بن عمارة خبزي، نائب رئيسها الشيخ بيوض، مهمتها المطالبة برخصة حفر بئر أرتوازية بالقرارة، ثمّ تسيير استغلال البئر التي حفرتها السلطات، وعدم وضعها بين يدي الوكالة المذكورة. وتدخّل الشيخ بيوض يوم 6 مارس 1951 في المجلس الجزائري، مطالبا بحل الوكالة. ورافق هذه الاحتجاجات إضراب المواطنين عن استغلال مياه الوكالة سنوات، إلى أن تمّ تخفيض سعر المتر المكعب من مائة فرنك إلى تسعين في الاستهلاك المنزلي، وستين في مصالح البناء، وأحد عشر في الحقول والأجنة[1].

هذا الموقف اصطدم بالمشاكل الميدانية في حفر آبار خاصة إلى طبقة الألبية، وانتهت في ديسمبر 1953 بقبول الشيخ بيوض استغلال الوكالة للمياه الألبية، وقَبِلَ أن يكون عضوا في مجلس إدارتها.

تواصل حفر الآبار حتى بلغت عام 1957 تسعا:

في القرارة: عين ارتوازية عمقها 1170م تنتج في الساعة 450م³

وبقية الآبار نصف أرتوازية:

في غرداية: عين لُبُو عمقها 440م تنتج 80م³ في الساعة،

في غرداية: عين لُوهُورُو[2] عمقها 435م تنتج 100م³ في الساعة،

في غرداية- ابن غنم: بئر عمقها 400م تنتج 120م³ في الساعة،

في غرداية- توزوز: بئر عمقها 520م في طريق التجهيز،

في بونورة: بئر عمقها 388م في طريق التجهيز،

في بني يزقن: بئر عمقها 435م تنتج100م³ في الساعة،

في العطف: بئر عمقها 450م تنتج 150م³ في الساعة،

في بريان: بئر عمقها 500م تنتج 120م³ في الساعة.

هذا بالإضافة إلى عينين أرتوازيتين في زلفانة.

وفي سنة 1962، بلغ عدد الآبار المحفورة في مزاب والمستغلة سبع عشرة بئرا.

من جهة أخرى، فإنّ استغلال الآبار التقليدية استمر، بواسطة الدواب وحدها، إلى الأربعينات، فقد كان الحمار الواحد ينزح حوالي ثلاثة أمتار مكعبة من الماء في الساعة.

ثمّ شرع بنو مزاب في استعمال المضخات المحركة بالكهرباء أو البنزين أو المازوت. عندئذ وقعت مشاكل بين الجيران، سببها أنّ هذه المضخات القوية كانت تغرف ماء آبارها والآبار المجاورة لها. لذلك أصدرت البلدية الأهلية لغرداية، يوم 17 جوان 1949، قرارا يحدّد قوّة المضخات بحصانين لكل هكتار تسقيه المضخة.

من سنة 1944 إلى 1961، تمّ تجهيز مختلف واحات مزاب بنحو مائتين وخمسين مضخة أفقية، وثلاثمائة وخمسين مضخة شاقولية، 50% منها تشغل بالمازوت، و30 %بالبنزين، و20% بالكهرباء.

في عهد القائدين سليمان بن عمر بودي وابنه عمر، بنيت ثلاثة سدود في واحة بريان، بتبرعات بني مزاب وجهودهم الخاصّة، منها أكبرها، وهو سد بالُّوحْ، الذي انطلقت أشغاله في جوان 1947، طوله من الشرق إلى الغرب نحو أربعمائة متر، وعلوه نحو خمسة أمتار، وسمك أعلاه نحو ثلاثة أمتار. وهو بالإسمنت والجير والحجر وأبواب الحديد الأوتوماتيكية. ومثله سد غابة السودان، طوله نحو ثلاثمائة متر، وعلوه نحو أربعة أمتار.

في سنة 1952، أحصي عدد النخيل بمزاب وكان 175 ألفا، منها واحد وثمانون ألف نخلة منتجة فقط، وأنتجت 2430 طنا من التمور، وهو شيء قليل جدا.

لذلك فإنّ مزاب كانت تستورد التمور من ورقلة والمنيعة، كما كانت تستورد الخضر والفواكه من المدية ومتيجة، ومن الهضاب العليا كل ما تحتاجه تقريبا من الحبوب. فقد بلغ حجم وارداتها عام 1961 عشرين ألف قنطار من القمح وستة آلاف قنطار من الشعير.

في سنة 1962، تم وضع مشاريع لاستصلاح ثلاثمائة هكتار في الضاية، و813 هكتار في القرارة بِلَعْمِيَّدْ على بعد كيلومترين من المدية، وناحية كاف الدخان في العطف على بعد خمسة عشركيلومترا من السد الكبير.

 


[1]- حمّو عيسى النوري: دور المزابيين، الجزء الأوّل، 148.

[2]- Capitaine Léon-Joseph Lehuraux Commandant des Territoires du Sud, Vice-Gouverneur Génèral.

الفلاحة والرّي 04

الفلاحة والرّي في الفترة الثانية من العهد الرابع

من 1299هـ/1882م إلى 1330هـ/1912م

في هذه الفترة تمّت إقامة أربعة سدود جديدة على وادي مزاب:

- سد في غرداية عام 1883.

- سد في مليكة بين 1887 و1889.

- سد في بونورة بين 1887 و 1889.

- السّد الجديد في غرداية عام 1897، على بعد كيلو مترين شمال البلدة، سمك قاعدته ثمانية أمتار.

أمّا أهل القرارة، فقد أقاموا عام 1909 سدًّا بين وادي زَقْرِيرْ وضاية تْلَمَّزْ أمَانْ، التي كانت تبتلع مياه الوادي.

لمّا زار الوالي العام تِيرْمَانْ مزاب في شهر فيفري 1884، طلب منه بنو مزاب حفر آبار أرتوازية (نسبة إلى منطقة فرنسية اسمها أَرْتْوَا).

أوّل من حاول نزح الماء من طبقة الماء الألبية، أي طبقة القاري المدرج، اليزقني زكري بن أيوب بليدي، الذي قام بحفر بئر في إِنْغِيدْ، بالطّريقة التّقليدية، بلغ عمقها مائة وثمانية أمتار. وقع ذلك عام 1875 أو 1878.

وفي 8 جانفي 1897، شرع المقاول بولان[1] في حفر بئر في ختالة، بالوسائل الحديثة، تواصل إلى غاية أفريل 1899، حيث بلغ عمقها 307 أمتار، دون جدوى.

أوّل إحصاء بعد الإلحاق[2]:

الآبار النّاضبة الآبار الحيّة النّخيل البلدة
275 1240 64074 غرداية
23 173 2865 مليكة
124 417 25875 بني يزقن
248 9954 بونورة
90 343 16483 العطف
274 27855 بريان
280 28000 القرارة
512 2975 175106 مزاب

فيما يلي معدّل ما كان يملكه كلّ فرد من النّخيل، مباشرة بعد الإلحاق:

عدد النخيل للفرد الواحد البلدة
4,5 غرداية
1,5 مليكة
5 بني يزقن
7,9 بونورة
9,4 العطف
5,5 بريان
8 القرارة
5,4 مزاب

يوجد بمزاب ما يقرب من مائة صنف من أصناف النّخيل، سبعة عشر منها تغطّي حوالي 90°/° من واحات مزاب. فيما يلي هذه الأصناف الأكثر انتشارا مع خصائصها[3]:

موعد نضجها جودتها شكلها صلابتها لون التّمرة النّاضجة الصّنف
أكتوبر – نوفمبر جيّدة جدّا متطاول نصف رطبة أصفر دَقلة نور
     أكتوبر متوسّطة متطاول يابسة أسمر تْدَالتْ
أكتوبر – نوفمبر جيّدة متطاول نصف رطبة أسمر تَازَرزَايْتْ
سبتمبر – أكتوبر جيّدة متطاول رطبة أسمر إِغَسْ أَوَ تْشِيضَن
أكتوبر – نوفمبر متوسّطة متطاول رطبة أسود تَمْجُوهَرتْ      
     أكتوبر جيّدة متطاول رطبة أسمر أُوْ تَقْبَالَه
أكتوبر – نوفمبر جيّدة متطاول نصف رطبة أصفر      تَفْتِيزِوِينْ
أكتوبر- نوفمبر متوسّطة مستديرة نصف رطبة أصفر أَكْسَبَّه
أكتوبر- نوفمبر متوسّطة متطاول نصف رطبة أسمر تَمَزْوَارْتْ نَتْلاَتْ
سبتمبر- أكتوبر متوسّطة متطاول نصف رطبة أسود تَزُقَّغْتْ
سبتمبر- نوفمبر متوسّطة متطاول رطبة أصفر تَاوْرَغَتَ
أكتوبر- نوفمبر جيّدة متطاول يابسة أحمر    أُوعْرُوسْ
أكتوبر- نوفمبر متوسّطة مستدير نصف رطبة أسمر تكَرْبُوشْتْ
أكتوبر- نوفمبر متوسّطة متطاول رطبة أسمر    تَزِيزَاوْتْ
أكتوبر- نوفمبر متوسّطة متطاول نصف رطبة أحمر تْوَاجَّتْ
أكتوبر- نوفمبر متوسّطة متطاول نصف رطبة أسمر لِيتِيمْ
أكتوبر- نوفمبر متوسّطة متطاول رطبة أسمر أُوعُوشَتْ

وهذا إحصاء النّخيل والآبار بشيء من التّفصيل، وقع عام 1902[4]:

عدد الآبار النّخيل

البلدة

لَوْرَاوَرْ النّاضبة التي تنضب وقت الجفاف التي لا تنضب
19 300 900 500 60591 غرداية
2 37 115 132 4082 مليكة
5 25 178 178 26084 بني يزقن
1 145 75 80 9600 بونورة
2 240 65 200 14479 العطف
10 35 235 25775 بريان
60 240 350 25700 القرارة
29 817 1608 1675 166261 المجاميع

وأخيرا هذا إحصاء الحيوان بمزاب عام 1896[5]:  

عدد البعير: 675، الضّأن: 1265، المعز: 2840، الخيل: 25.

 


ARRAULT POULIN-[1]

-[2] ROBIN : LE M’Zab et son Annexion à la France, 19.

[3]- Bulletin d’ Agronomie Saharienne vol I n° 3 Juin 1975, 45

[4]- .E. FELIN : Etude sur la Législation des Eaux dans la Chebka du M’Zab,136

[5]- .C. AMAT : Le M’Zab et les M’Zabites, 231.

المؤتمر النِسْوِي السَنَوي "لا إله إلا الله"

المؤتمر النِسْوِي السَنَوي "لا إله إلا الله"(01)

Icon 07

وللغاسلات الآن دور فعال في مراقبة المجتمع النسوي في وادي مزاب، ومن أحسن عاداتهن التي لم يزلن يحافظن عليها إلى الآن، الملتقي الذي ينعقد في كل قرية كل عام وذلك أنهن يبدأن بتجمع عام في مسجد الشيخ "أبي عبد الرحمن الكرثي "، يقبلن على هذا الاجتماع من كل قرية من القرى جماعة، وهذا الاجتماع يكون للتعرف على الجديدات وتعيين مواعيد الملتقيات وترتيبها، وبعد أسبوع تبدأ سلسلة الملتقيات في الاثنين وفي الخميس ابتداء من غرداية وختاما بالعطف، وتقع هذه الملتقيات غالبا في آخر الربيع وقبل بدء السكن في الغابات، ويفتتحن الملتقى بتلاوة سور من القرآن ثم يتلون سلسلة من الأذكار من الباقيات الصالحات فيقلن "لا إله إلا الله" ألف مرة، ويسبحن ويزدن كثيرا من الأذكار، ثم يلقين كلمات في الوعظ والإرشاد في مواضيع أو ضد بدعة مستحدثة، وبعد الغداء تنصرف النساء كل إلى دارها للصلاة، ويعدن في آخر العشية لسماع الأوامر المتفق عليها؛ أما الغاسلات فيتحدثن عن عوائد الأعراس والمآتم، ويراجعن بعض أنواع الألبسة التي قد لا تليق، ثم يتفقن على زيادة أو نقصان في بعض الأمور، ثم يعلن ذلك على النساء الحاضرات، ثم يفترقن بعد أن يعلن عن الموعد المقبل، وقد يبتن ويخرجن صباحا وهذا قبل وجود السيارات، ومما نلاحظه هنا هو أن لا يتدخلن في كل الشؤون التي تتعلق بالأعراس في كل قرية، ولكن أكثر القضايا التي يتحدثن فيها هي الأمور المستحدثة لاسيما بعد الاحتلال الفرنسي، فقال أصدرت تحت قيادة "ماما ن سليمان" رئيسة نساء غرداية أيام الاحتلال في 1882 قائمة من الأوامر الصارمة لمقاطعة كل ما هو فرنسي من لباس و عطور وأحذية إلى آخر القائمة، وقد ذكرت هذه المرأة باسمها وبقائمة الأوامر التي أصدرها ملتقى "لا إله إلا الله" في كتاب "ثورات النساء في الإسلام" ، أما بعد الاستقلال فإن هذه الملتقيات مستمرة وقد زيد فيها كثير من الأمور الحسنة، ولكن أصبح لها دورا توجيهيا فقط، ولم تعد هناك تقريرات فيما يتعلق بكل بلدة، بل كل بلدة وقوانينها.

 ---------------------------------------

(01) كتاب الشيخ القرادي "رسالة في بعض أعراف وتقاليد واد مزاب" ص70-71

المصدر nir-osra.org

المحيط البشري

المحيط البشري(1)

Icon 07

إن المحيط فيما نعتقد لا يقتصر على المحيط المادي فقط كما يسعى إليه المعماريون المعاصرون. لقد حرص الأوائل على تكوين محيط بشري فكانت المجموعات البشرية التي بدأت التخطيط والتعمير منسجمة فيما بينها وفي علاقتها، إما لأنهم من عشيرة واحدة أو من عشائر متآخية كأن تكون منتمية إلى جدٍّ واحد وإن تعددت الفروع.

ولقد أدرك علماء الاجتماع اليوم وكذلك المعماريون أن تجميع الناس في مناطق حضرية، وليس بينهم أية علاقة من قبل، هو من أكبر الأخطار التي تهدد الروابط الاجتماعية بين المتساكنين في حيٍّ ما. وقد شاهدنا ما تعاني المجموعات السكانية التي أحدثت في الجزائر بعد الاستقلال. فعدم وجود ترابط اجتماعي بين السكان في هذه التجمعات وعدم تعارف المتساكنين بها جعلها عرضة للإهمال والضياع.

--------------------------------

(1): كتاب الشيخ القرادي، آثاره الفكرية ص133 -138.

المرأة المزابية

  • المرأة المزابية والغربة

    Icon 07
    في 6 شوال 1346هـ/28 مارس 1928، أصدر مجلس وادي مزاب قرارا، هذا نصّه: «هذا وقد اجتمعت أعضاء القرى السّبع لوادي ميزاب: غرداية ومليكة ويسقن وبونورة والعطف وبريان والقرارة، اجتمعوا في عمي عبد الرّحمن الكرتي رحمه الله، واتّفقنا، بعد أن قرأنا الفاتحة، على أنّنا لا نرضى على مزابي أن يخرج زوجته أو بنته أو حرمه مزابية مطلقا، أي يخرجها ميزاب إلى بلدة من سائر البلدان مطلقا، غير...

    اقرأ المزيد

  • حكمة المرأة المزابية في يومياتها

    Icon 07

    صعوبة العيش في منطقة جبلية التضاريس، صحراوية المناخ، شحيحة المياه، بعيدة عن مواقع الخصب ومراكز الحضارة، ومناطق التجارة وعبور القوافل، جعلت الإنسان فيها يعتمد على توفِّره له بيئته تلك لتسيير يومياته وتلبية حاجاته الحيوية. فاستعمل ذكاءه العقلي وجهده العضلي، وما يتوارثه من خبرات وتجارب من سبقه في تلك الأرض، ليتحدَّى بها متاعب الحياة في تلك...

  • مشاركة المرأة المزابية في الثورة التحريرية الكبرى

    Icon 07
    نقدم عدد من المجاهدات :

    من آت يزجن:
    - بافضل فاطمة الزهراء بنت محمد
    - بافضل شريفة بنت محمد
    - باسة عائشة بنت سماعيل زوجة خبزي عيسى بن اعمارة من لڨرارة
    - إسفارن فضيلة بنت باحمد زوجة أبي داود الحاج بكير من أت إبرڨان

    من لڨرارة
    - موكا سليمة بنت يوسف...

    اقرأ المزيد

  • كلمة إلى المرأة المعلِّمة

    Icon 07
    كلُّ ما يقال للرجل المعلِّم، نقوله للمرأة المعلِّمة، فنذكِّرها أنَّها تحمل رسالة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وهي رسالة التربية والتعليم، ونشر الخير والفضيلة، كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إنَّما بعثتُ معلِّما“. وهي أيضا أشرف مهنة ورسالة ومهمَّة أو حرفة في الوجود على الاطلاق، وليس بين الخلقِ كلِّهم بعد الأنبياء والرسل أشرف وأنبل من المعلِّم أو المعلِّمة المخلصة الأمينة: أعلمتَ أشرفَ أو...

    اقرأ المزيد

  • دور المرأة المژابية في بناء حضارة مزاب

    Icon 07
    ساهمت المرأة المزابية مع أخيها الرجل بقسط وافر في بناء حضارة واد مزاب وتشييده، بل كانت شريكة أساسية في ذلك، ولم يكن الفرد المزابي يستغني عنها أو يدعي أنه وحده من بنى الحضارة.  كانت المرأة في وقت سابق مشاركة بسواعدها في إنتاج نصف الاقتصاد تقريبا -النسيج والزرابي-؛ وكانت إضافة إلى ذلك...

    اقرأ المزيد

  • قيمة العمل عند المرأة المزابية

    Icon 07
    لقد أثرت قساوة الطبيعة الصحراوية الصخرية إيجابا على سلوك المزابيين، فصار العمل عندهم، قيمة تلازمهم طول الحياة، فعلى كل فرد في المجتمع أن يكد ويتعلم حرفة تدفع عنه الفقر، وتعلمه الاعتماد على النفس وعدم انتظار المساعدة من الغير. لذلك فإن من ضمن ما تتعلمه البنت منذ صغرها إلى جانب شؤون البيت المختلفة نسيج الزرابي والألبسة الصوفية، والخياطة و...

    اقرأ المزيد

  • نور القلــم: كتابات أدبية عن المرأة المزابية

    Icon 07
    هيئة حلقة العزَّابة تِمْسِرِدِينْ
    مزابية ضمن مائة شخصية مؤثرة
    مزابية مترجمة فرنسي عربي
    مزابية المثقفة
    المزابية المؤلفة
    المزابية في المجلس الشعبي البلدي
    المزابية طالبة في مدارج الجامعات
    المزابية في الجمعيات...

    اقرأ المزيد

  • نساء حالدات

    Icon 07
    ابن عبد الله مامة بنت علي
    ماما بنت سليمان تنعزامت نوغلان
    مامة بنت سليمان واحدة من 12 امرأة اشتهرن بمواقف بطولية في العالم
    بافضل شريفة بنت محمد
    السيِّدة بافضل فاطمة الزهراء
    عبد العزيز مريم بنت عبد العزيز
    عائشة بنت عمر نوح
    عائشة بنت بابا عيسى حمُّودين ...

    اقرأ المزيد

  • السيدة عائشة دادي عدون
    Icon 07

    هي من مواليد 18 سبتمبر 1930 في بولوغين (سانت أوجان سابقا ) ، الجزائر. ابوها محمد ، و امها حليمة .
    عاشت طفولة فتاة موهوبة ، عنيدة ولكنها كانت طفولة سعيدة.
    كان والدها ، محمد بن سعيد دادي عدون ، وهو مزابي من بريان ، رغم تواجده بالعاصمة لم ينس ابناءه في منطقة الاصول حيث كان بعرفهم بمزاب في سن مبكرة للغاية ، ونتيجة لذلك ، أصبحت عائشة ومزاب كيان واحد. على مر السنين ، تزوجت وعاشت في....

    اقرأ المزيد

  • لباس المرأة والفتاة 

    c 7

    لباس المرأة والفتاة كان في القديم مقتصر على الملحفة تستر بها بدنها وأَخَمْرِي تغطي به شعرها وجيبها. هذا داخل البيوت. وإذا أرادت المرأة الخروج إلى الشارع تدثّر بحائك من الصوف ساتر لجميع البدن مكتفية، للاهتداء في سيرها، بثقب واحد تبصر من....

    اقرأ المزيد

  • الجرد الصّوفي لدى النساء [آحولي]

    c 7

    لا توجد طرق كثيرة بالنسبة للسيدات في ارتداء آحولي فهن يمسكن اطرافه مع الطرف النازل من اعلى الرأس ولا تترك إلا فتحة صغيرة مثلثة امام العين ،وتجمع النساء طرفا الحولي بعد ثنيها تحت الإبط إلى الأمام، إنها تضعه فوق الرأس دوما وإذا ما أمسكت به بإحدى يديها أو بكليتهما مستورتين وجعلت الحولي يغطي وجهها فإن ذلك يسمح ببرور إحدى عينيها من الشق العمودي وغالبا ماتضعه على...

    اقرأ المزيد

  • ارتداء آحولي عند النساء

    c 7

    [آغـمـبز] أو [آسبمــبش] هو فعل يعني وضع المرأة لحافها على وجهها أي وضع طرف الرداء على الوجه للمواراة عن الأنظار، ويقال لها بالمزابية (تامطّوت تغـمبز) أو (تامطّوت تسمبـمبش) أو (تامطّوت تسّنش) وهذه الطريقة لا تزال تتبع حتى يومنا هذا في وادي مزاب،  فالمرأة المژابية تقوم بالتغمبيز قبل كل خروج من بيتها، أو عند تواجد الغرباء، والغريب هو كل من ليس بمحرم لها....

    اقرأ المزيد

 

"الدور الحضاري للمرأة"

حصة "مع علمائنا" يشرّفنا فيها أ. عمر بن يحيى أولاد اعمارة بكلمة جميلة عن "الدور الحضاري للمرأة".. كلمات يجدُر بالمرأة أن تضعها في حسبانها وهي تسلك دروب حياتها.
تصوير (ديسمبر 2013) وتركيب (أوت 2014) مؤسسة أبها ميديا.
وفقنا الله لخير الفهم وأحسن العمل.. آمين.

الفيديو متوفّر بصيغة عالية الجودة HD.

 

 

 

لالة توغرسانت للشاعر صالح تيريشين

 

 

أي دور للمرأة الميزابية في ظل تحولات مجتمعها للأستاذ عمر بن بالحاج داود

 

ألبوم الصور

 

المعالم الطبيعية بوعميّد

بوعميّد

Icon 07

المنظر الهوائي الجميل ،وهي ربوة في أعلى جبل أبي العباس (بوعميّد) على بعد 4 كلم من غرداية في أعلى المنحدر ،على طريق ورقلة ،يشرف المشاهد منها على مدن الشبكة الخمس ،في منظر بهيج ،تتراءى له الواحات حول كل مدينة في تناسق بديع وشبيه به من الناحية الشرقية ،في أعلى منحدر بوهراوة غير أن لكل من المنظرين صورته البديعة لتناسق المدن و الواحات .

النظام التقليدي لتقسيم مياه السيل

النظام التقليدي لتقسيم مياه السيل

 

ذكر انه السحاب الذي يطلع جنوبي شرقي إلى شمالي غربي خطير وهو كذلك بالنسبة للامطار التي تسقط في الشمال الغربي خطيرة على واد مزاب وهذا ما حدث في الكثير من الأحيان ففي سنوات الخمسينات وعلى ما يذكر في في سنة 1958 كان هناك فيضان بالواد دون أن تسقط قطرة مطر عندنا وكان في شهر أكتوبر بينما كان الفلاحون على جذوع النخيل يقطعون الغلال جأتهم المياه وكلها جليد وبرد (تبروري) فغمرت كل شيء وبقوا في أماكنهم لساعات طويلة. وعليه أرجو من الناس الذين يقطنون في مجاري المياه التفطن وأخذ الحيطة دون التهويل والتهريج لأن هناك كابح المياه بلعذيرة والضاية غير أن الخطر قائم خاصة وان الامطار قوية هطلت في معظم الشمال الغربي منها الأغواط وحاسي الرمل .

*إذا كانت أية معلومة حول الامطار في النواحي المشار إليها (الأطلس الصحراوي) يرجى الإعلام بها ولكم جزيل الشكر والامتنان

#واوضح_طريقة_فهم_السحب_التي_ترمز_إلى_سيلان_الاودية_الغزيزة_والقوية

وعندما تكون مقابل القبلة لتصلي أدر قليلا يسارا ثم توقف عن يمينك ، هو الجنوب عن يسارك الشمال من ورائك الغرب أمامك هو الشرق الآن إثبت نفسك كما أنت وجهتك دائما نحو الشرق فالمكان الذي مابين الشرق والجنوب بدرجة 45 هو الجنوب الشرقي تبقى دائما في مكانك المكان ما بين الشرق والشمال أي ما بين ماهو أمامك وما بين يسارك هو الشمال الشرقي وما بين الجنوب والغرب هو الجنوب الغربي ومابين الشمال والغرب هو الشمال الغربي

وأذكرك بأن الخطر دائما قائم لماذا ؟؟ لأن الفرنسي الذي وضع خريطة التساقط والاودية في واد مزاب أخبر الناس آنذاك أن هناك أودية عشرية كل عشر سنين واودية خمسينية كل خمسين سنة وأودية مئوية كل مئة سنة وأودية ألفية كل ألف سنة وهذا بناء على دراسة ممحصة ودقيقة جدا

وعليه فالخطر قائم والحذر واجب فلدينا عشر سنين من 2008 تزيد أو تنقص.

وذكر في دراسة للرائد روبان 1884 "مزاب وإلحقاه بفرنسا" الكثير من المعطيات الخاصة بالمنطقة.

ان الضباط الفرنسيين المكلفين بدراسة وبناء الثكنة العسكرية " التي حولت بعد الاستقلال إلى ما يسمى بنزل الرستميين" لم يتفقوا بخصوص اختيار المكان المناسب لها وتوجد وثيقة في هذا الموضوع وهي مراسلة موجهة إلى الحاكم العسكري بالأغواط مضمونها:

"لا يمكن أن نبني في مجرى الواد ثكنة عسكرية فقد تتعرض المنطقة كلها للفيضان "

وذكر في هذه الدراسة حول مجرى واد مزاب والمياه التي تأتيه من بعيد أن المياه يمكن ان تغمر كل المنطقة ولا يبقي إلا أقل من متر من صومعة المسجد العتيق بأعرقوب .

المصدر

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=685890118426534&id=100010166552794

النظم الإجتماعية

  • المرأة المزابية

    Icon 07   المرأة المزابية والغربة
    عالم المرأة المزابية
    نساء حالدات
    حكمة المرأة المزابية في يومياتها
    مشاركة المرأة المزابية في الثورة التحريرية الكبرى
    كلمة إلى المرأة المعلِّمة
    نور القلــم: كتابات أدبية عن المرأة المزابية
    فيديو الشيخ أولاد أعماره عن الدور الحضاري للمرأة...

  • تنظيم الأوقاف

    Icon 07
    الهدف من كلّ هذه الاوقاف هو خدمة الصالح العام، ومساعدة الفقراء وتشجيع المتعلّمين، وخاصّة منهم...

    اقرأ المزيد

  • خزينة المدينة

    Icon 07
    تُعتبر هيكلا أساسيا وحيويا في كل قصر من قصور مزاب، وتكون تحت إشراف المقاديم وهم كبار العرش، كما جاء في اتفاق أهل غرداية سنة 1796م "اتفقوا على خمسة رجال منهم، ثلاثة مقاديم، وأمينان بأيديهما المفاتيح" ومن أهم مصادر الخزينة هي "الخطايا" أو الغرامات المالية التي تفرض على مرتكبي المخالفات والجرائم طبقا لقانون المدينة، وكذا المساهمة المفروضة على كل صاحب واحة منتجة، وكذا...

    اقرأ المزيد

 

 

الهواجر النخلة والتمر

كيف يؤثر حر الهواجر على نضج التمر؟

إن تلك التغيرات تعتمد في معظمها على الطقس. نهاية جوان (حزيران) وبداية جويلية (تموز): نحن نترقب بخوف وصول فترة أساسية في روزنامتنا الفلاحية، إنها فترة الهواجر، وهو الاسم الذي يطلق على أشد أيام الصيف حرا، وهي تدوم أربعين يوميا، وتمتد من العاشر جويلية (تموز) إلى العشرين من أوت (آب)، إنها الفترة التي تحدد مسار النضج ونوعية الغلة، وقد تبدأ الهواجر مبكرا بأسبوع أو أسبوعين حسب الأعوام، وفي هذه الحالة قد تضيع كميات كبيرة من البلح. في 2010 أتلف ما مقداره خمسون من المائة بلحا لدى بعض الأصناف.

إذا استمرت الوديقة طيلة فترة الهواجر تسارع الأرطاب، لكن النوعية تكون غير مرضية، لأن البلح الذي يحثه الحر لن يكون لديه الوقت ليكبر، والفترة التي يكون فيها بلحا، أي فترة النمو، تكون قصيرة جدا.

تكون النخلة خلال قيظ الصيف في أوج نشاطها، إنها تسوق غلتها نحو النضج وتنجب - في الوقت ذاته - الأعضاء التي تحدد ثمارها مستقبلا، فهي تشرع في إخراج سعف جديد وإرسال قناباتها، وتواصل نموها نحو الأعلى. إذا ظل الحر متواصلا دونما انقطاع فإن الاستطالة ستنشط لا محالة وستستحوذ على جزء مهم من النسغ الموجه للتمر في العذوق. في هذه الحالة ستصاب العذوق الأكثر انخفاضا بسوء التغذية وستعطي تمرا هزيلا ومتغضنا وجافا ومبتذلا.

سيكون هذا الحادث الفيزيولوجي مميزا إذا انضافت إلى الحرارة الشديدة عمليات سقي مفرطة، ويقال عن هذه النخلة إنها أصبحت "مسعورة". هناك أصناف أقل حساسية لهذه الظاهرة مثل " ادًالْتْ" و"تَامَزْوَارْتْ نتَلَاتْ"، كما أن هناك أصنافا أكثر حساسية "إِغَسْ أُوطْشِيضَنْ" (الغرس). وعلى العموم فإن النخيل من الصنف نفسه قد يكون، كل واحدة على حدى، ذا حساسية خاصة للحرارة، وتتخلى عن الغلة الصالح النمو، ولهذا فإني أحاول أن أسويها بالاحتفاظ بعذوق غير مؤبرة، وهذه العذوق التي تنمو دون إلقاح تبقى خضراء من ماي (ايار) إلى جانفي (كانون الثاني). إنها ستمتص النسغ وتبطئ النمو النباتي.

بعد فترة الهواجر تشرع درجات الحرارة ليلا في الانخفاض بلطف، وهذا المدى الحراري بين الليل والنهار حاسم بالنسبة لجودة التمر، وبدونه سنحصل على تحمر "لفَحَهُ " الحر، ويكون جافا وله تماسك كتماسك البلاستيك. وعموما كلما كان مسار الإرطاب مترويا كانت الغلة أجود.

 

كيف نسقي النخيل في الصيف(02)

..أثناء فترة الهواجر تتشكل قنابات غلة الموسم القادم، غير أنه لا يمكن رؤيتها بعد. أي نقص في الماء سيكون وبالاً على غِلة العام الحالي والتالي، وخلال أربعين يوما فإن وتيرة السقي تقتضي أن يكون مرة كل يومين.

إذا انقضت هذه الفترة يرجع إلى وتيرة سقيين في الأسبوع، أو سقي واحد حسب نوع الأرض والوضعية الجغرافية للبساتين، ففي ضواحيها وبجانب الهضبات الصخرية التي سخنتها الشمس تكون الحرارة أشد والأرض أقل عمقا، فأسقي بالتالي مرتين كل أسبوع، وفي وسط البساتين، حيث الأرض أكثر عمقا وأكثر احتفاظا بالماء، أخفض وتيرة السقي إلى مرة واحدة أسبوعيا.

إن النضج لا يتطلب الكثير من الماء، وعلى النقيض فإن الماء الزائد يسمح بسيلان شراب الثمار وتعفنها. علاوة على أن التمر الناضج إذا سقي بإفراط سهل انفصاله عن الشماريخ، ويضيع منه الكثير بمجرد هبة رياح.

على الفلاح أن يأخذ حذره من السقي العشوائي، فإذا عطشت النخلة مال التمر إلى التيبس، لكن العودة إلى سقي مفرط يسبب تورما للثمار. في هذه الفترة القائظة، يخشى الزارع نهارا الصدمة الحرارية الذي قد يسببها الماء المنعش على الجذور السطحية التي سخنتها الشمس، كما أن ضياع الماء بسبب التبخر يكون معتبرا، وعليه يجب أن يتم السقي بين السادسة مساء والثامنة صباحا، كما أن البعض يسقون في الليل والبعض في الصباح الباكر. ما أقصر ليالي الصيف على زارعي النخيل في الواحة!

 ----------------------------------------------

(01) كتاب نخلة التمر يوميات يرويها عاذق، نورالدين بن سعدون ونورالدين بولحواط. ص54

(02) كتاب نخلة التمر يوميات يرويها عاذق، نورالدين بن سعدون، نورالدين بولحواط. ص69.

المصدر https://nir-osra.org

بعض خصال بني مزاب

إنطباع أحد زوار مزاب:

المزابي عموما رصين ونشط ومجتهد.  بذل جهودا ضخمة، ومثابرة لا مثيل لها، لتحقيق النتيجة التي تمّ بلوغها في هذه المنطقة (مزاب). لا يسعنا -في الواقع- أن نمنع أنفسنا من صدمة الإعجاب عند رؤية الإبداعات الرائعة التي هي نتيجة عمل استثنائي لعدّة أجيال، في منطقة من أكثر المناطق جفافا وفقرا، والذي يشهد وضع صيانتها الجيّد على روح المثابرة في هذا الشعب، وعلى نشاطه الذكيّ.

 

بعض خصال بني مزاب

 أ ـ المواظبة على العبادات :

عملا بمبدأ المذهب الإباضي القائل بأنّ الإيمان اعتقاد إقرار و عمل, و أنّ من مات على كبيرة يخلد في النار, فإن المزابي و المزابية يُنشآن منذ البلوغ على تطبيق التعاليم الإسلامية, خاصة ما يتعلّق بالطهارة و الصلاة و الصوم, و عدم اختلاط الجنسين. و يتطلّب ذلك من المجتمع توفير حد أدنى من الثقافة الدينية , تضطلع به المدارس الحرة للفتيان و الفتيات و دروس الوعظ و الإرشاد في المساجد و مناسبات الأفراح و الأتراح

 

ب ـ الأمانة :

 لعلّ الخصلة الحميدة الوحيدة التي يعترف بها الجميع لبني مزاب, أصدقاؤهم و خصومهم, هي خلق الأمانة. لقد باتت هذه الصفة من الصفات المتوارثة عبر الأجيال, و لا عجب ! إنّ المرأة المزابية حين تودّع ابنها للسفر إلى التجارة في الشمال كانت توصيه وصيّتين جليلتين : حافظ على صلاتك و حافظ على أموال الناس.

الوصية الأولى تضمن له صلة طيّبة مع خالقه, و الوصية الثانية تضمن له علاقة طيبة مع الخلق. لقد ضرب بنو مزاب أمثلة رائعة في الحفاظ على الودائع و أداء الأمانات إلى أهلها.

 

ج اعتماد على النفس :

إنّ وادي مزاب قديما و حديثا لم يعمر بالاتّكال على الغير. إنّما عمره أبناؤه بسواعدهم و مثابرتهم و تكاتفهم و صبرهم و حبهم لوطنهم. فقد كانوا يغتربون للعمل و الكسب قصد إحياء واديهم و إعالة ذويهم, مضحّين بكلّ الكماليات, يكدون سنوات دون أن يخطر ببالهم أخذ عطلة أسبوعية, أو التمتّع بنزهة على شاطئ البحر أو تحت ظلال غابة من الغابات في الجبال.

 

د ـ خدمة اللغة العربية:

إنّ بني مزاب يتعلّقون باللغة العربية باعتبارها لغة القرآن, اللغة التي اختارها الله تبارك و تعالى لمخاطبة عباده في آخر الرسالات, وباعتبارها لغة سيّد الخلق محمّد صلى الله عليه و سلم, و هم بتعلّمها و إتقانها, يتعاملون مباشرة مع النصوص الشرعية الإسلامية.

وقد سخّر علماء بني مزاب مواهبهم لخدمة هذه اللغة و قواعدها, و سطع في سماء الثقافة العربية أُدباء كبار أمثال مفدي زكريا وصالح الخرفي و غيرهما.      

بنو مزاب ملائكة التجارة في الجزائر

بنو مزاب ملائكة التجارة في الجزائر(01)

Icon 09 

لا يَسمح نظام التكافل الاجتماعي للمزابيين بتفشي البطالة بين شبابهم، إذ تعد التجارة شغفَهم الدائمَ، ولهم فيها براعات والتزامات وفنون، سواء داخل تجمعاتهم السكنية التي تستقطب معظم السواح الذين يقصدون الجزائر، أو في الولايات الأخرى التي لا يخلو شارع فيها من محل تجاري يسمى "محل المزابي".

يجمع الجزائريون على اعتبار هذه المحلات التي يشرف عليها مواطنون من مزاب، فضاءات نظيفة وخدومة وبشوشة وخالية من الغش وعبارة "لا يوجد" التي تعشش في المحلات التي يشرف عليها مواطنون من غير المزابيين.

"المزابي، لا يحدث أن يغلق محله خارج أوقات الصلاة، ويفتحه باكرًا ويغادره متأخرًا، ويستقبل زبونه بحفاوة تشعره بإنسانيته، ويعرض عليه سلعه كلها، ولا يتذمر من تقليبه لها، حتى إن كان ذلك من باب الفضول، ولا يميز بين الزبائن مهما تفاوتت مقاماتهم، فهو يبدأ دائمًا بأول الداخلين، ثم الذي يليه، والأهم من هذا كله، أنه لا يصدمك بعبارة "ما عنديش"، فهو يجلب كل عناصر التجارة التي يتخصص فيها، وإن حدث أن نفذت عنده في تلك اللحظة، فإنه يسارع إلى محل آخر ليجلبها بنفس السعر".

في المقابل، يلاحظ في بعض المحلات غير المزابية: "الصحو من النوم بعد أن تستوي الشمس في السماء، فتح المحل بكثير من التثاؤب والكسل، عدم مرافقة الزبون إلى داخل المحل، وإن كان الغرض المطلوب ذا سعر زهيد، فهو يلجأ إلى عبارة "ما عندناش"، حتى لا يكلف نفسه عناء إحضاره، وهي عبارة تتكرر حتى فيما يتعلق بسلع تعد من ضروريات المعيشة، مع قلة الحفاوة بالزبون، وكأنه جاء متسولًا".

هذه المقارنة تذكرنا بأخرى أجراها الكاتب الفرنسي غي دو موباسان في كتابه "رحلة إلى بلاد الشمس" الصادر عام 1881، بين التاجر اليهودي في الجنوب الجزائري والتاجر المزابي: "لا يتعامل اليهودي في كل الجنوب إلا بالربا وبكل الوسائل الخسيسة الممكنة، أما التجار الحقيقيون فهم أهالي مزاب، يلاحظ المرء عندما يصل إلى قرية ما في الصحراء، فجأة أن عرقًا مختلفًا استولى على مجريات الأمور".

ويبرر أحد التجار المزابيين تفاني المزابي في تجارته وإخلاصه لزبونه، بكونه "يرى أنه تعاقد معنويًا مع المجتمع، بمجرد أن يفتح دكانًا، وأي تهاون أو غش أو تأخر أو استسهال في توفير سلعة ما، يعد خيانة لهذا العقد الاجتماعي، وهو ما ترفضه الأخلاق والأعراف والدين".

والمزابيين قديما، يستقبلون الشاب المقبل على تكوين بيت، عامين كاملين في محلاتهم، من غير أجرة، ما عدا مصروف الجيب، ليتعلم أصول التجارة، خاصة كيفية التعامل مع الزبون، ثم يفتحون له محلاً خاصًا به ليستقل بتجارته لنفسه.

------------------------------------ 

(01) موقع إلترا صوت

المصدرnir-osra.org

بين كلمة مصعب ومزاب

Icon 09

.......) كان تلامذة أبي الربيع سليمان بن يخلف (ت: 471هـ/1078م) من أهل سوف وأريغ ووارجلان ومزاب وقسطيلية حلقوا على أبي محمد في تين زراتين...)[01]

{ما يهمنا في هذا النقل أكثر هو ورود تسمية "مزاب" بهذا الرسم دون مدٍّ بعد الياء، وأيضا بالزاي لا بالصاد، وهذا يقضي على فرضية تحول الصاد إلى الزاي، كما تتناقل الكثير من المراجع، وتعلل ذلك بميل البربر إلى نطق الزاي بدلا من الصاد؛ كما في نطقهم "تزاليت، أوزومي" بوصفها صيغا بربرية للصلاة والصوم.

لا بد من ملاحظة أن الدرجيني (توفي حوالي 670هـ) فهو سابق عن ابن خلدون (ت 808هـ) الذي ذكر "مصاب" دون "مزاب"؛ فليس ثمة تحول إذن، وهذا -على الأقل- بين هذين المؤرخين، بل يمكن القول إن ابن خلدون هو الذي كتب بالصاد بدلا من الزاي، ونتصور وقوع ذلك عند تحول الثقافة الشفهية إلى ثقافة مكتوبة، ولاسيما إن كان الكاتب ليس من أهل المنطقة؛ فيتقرر ذلك لشهرة الكاتب وما كتب..

على أن الدرجيني قد أثبت في مواضع "بنو مصعب"، وهنا أثبت "مزاب"، وهذا يجعلنا ننفي افتراض التحول أيضا من التسمية الأولى إلى التسمية الثانية، بزعم صعوبة نطق البربر بالعين وتحول الصاد إلى الزاي! هكذا كأن التسمية ولدت عربية، ثم تلقفها البربر وكيفوها وفق لسانهم! والواقع التاريخي للمنطقة يرفض هذا التعليل وما يشبهه أصلا.

-------------------------

[01]طبقات المشايخ بالمغرب، أحمد بن سعيد الدرجيني أبو العباس، تح: إبراهيم طلاي، مطبعة البعث، قسنطينة –الجزائر، ج2/ ص 482

تاريخ للإعتبار

  • الوباء في أغلان آلام الماضي و آمال المستقبل

    Icon 07

    على وقع الأجواء غير المألوفة و حالة الترقب التي نعيشها في وقتنا الراهن بسبب فيروس كورونا، ساقتني الذاكرة إلى الماضي متسائلا، ترى كيف كان أجدادنا يواجهون و يتعاملون مع تلك الأوبئة التي كانت تجتاحهم كل حين في ظروف قاسية تنعدم فيها كل وسائل الوقاية و العلاج المعروفة حاليا؟ .....

    اقرأ المزيد

تافيلالت هندسة معمارية الأصيلة محافظة على البيئة

قصر تافيلالت ببني يزقن ولاية غرداية يفوز بالجائزة الأولى العربية للإدارة البيئية بعد حصده لجائزة أحسن هندسة معمارية بالجزائر مرتين

القصر نموذج رائع للهندسة المعمارية الأصيلة بوادي مزاب ويضم أزيد من ألف منزل كلها متناسقة في شكلها ولونها ويعتمد على مفهوم الإدارة الإيكولوجية والمحافظة على البيئة فعلا هو إحدى التحف المعمارية التي تفتخر بها الجزائر صاحب المشروع هو الدكتور أحمد نوح رفقة عضده الأيمن الأستاذ موسى اعمارة والتكريم سيكون يوم 4 جوان بالرباط المغربية مزيدا من النجاح.

 

 

تقاسيم المياه والسدود

من طبيعة الصحراء ندرة الأمطار وعدم انتظامها في مواسم معينة ،وإذا ما نزلت طلا أو وابلا فإنها سرعان ما تجف و تتسرب في الرمال ،ولكي تمتلئ خزائن المياه السطحية في المنطقة ،فإن الأسلاف رحمهم الله تعالى ،بنوا سدودا تقليدية على طول مجرى الوادي في مختلف الواحات ،تتسع و تضيق على حسب موقعها وتعترض السيول الدافقة ،لحجز مياهها برهة من الزمن ،ثم و ضعوا نظاما دقيق لمراقبتها ،وحددوا مواقيت مضبوطة لمدة حجز المياه فيها بحسب الفصول ،يقوم عليها أمناء خاصون يسمون ب ( اللومناء ) لا ينازعون في قراراتهم ،من أية سلطة كانت كما خططوا كذلك شبكة لتقاسيم المياه ، حين تتخذ مجراها عبر الوادي حتى تأخذ كل حديقة قسطها العادل من مياه السيول ،حسب سعتها و ارتفاعها و انخفاضها و هي مراقبة أيضا من طرف أولئك الأمناء ، ويمكن أن نشاهد أمثلة لذلك في السد الكبير الموجود في

بني يزقن و العطف ،و تقاسيم المياه في ناحية " بوشن " بغرداية الذي أعاد تجديدها الشيخ" حمو و الحاج" و قد حفر على امتداد الواحة حوالي خمسة آلاف بئر تقليدية يتراوح عمقها بين 40 و 50 مترومنذ الثلاثينات و بعد اكتشاف " بحر الألبيا ن " للمياه الجوفية بدأ حفر الآبار الارتوازية لتموين القرى بالمياه الجوفية. 

 

 

تْلَزْضِيتْ

قرى بني مزاب الأولى

أول و أقدم مدينة مزابية: أَغَرْمْ(*) نْ تَضْلِيزْتْ

agherm n talezdhit

أَغَرْمْ نَتْلَزْضِيتْ

 

كان بنو مصعب يسكنون الخيام والغيران، ثمّ أسّسوا تجمّعات سكنية، تطوّرت حتّى أصبحت قرى.

 أشهر القرى التّي أسّست في هذا العهد (أَغَرْمْ نَتْلَزْضِيتْ) وهي الآن خربة على بعد ستّة كيلومترات جنوب شرق العطف. يقول الشيخ إبراهيم مطياز إنّها أسّست سنة 95هـ[1]. أمّا تاريخ خرابها فمجهول.

يلاحظ الزّئر لأطلالها المنتشرة أنّها بنيت بالوادي، ممّا يجعلنا نظنّ أنّ الظّروف الأمنية في أوّل ذلك العهد كانت حسنة، بحيث لم يجبر بنو مزاب بعد على تسلّق سفوح الجبال والإقامة بها، بعيدا عن زراعتهم وماشيتهم، دفاعا عن أوراحهم من غارات غيرهم من البدو.

لكن مع مرور الزّمن لم تنج قرية (تَلَزْضِيتْ) من هجومات الأعداء ففكّر أهلها في إقامة حصن يعلوها، يلجؤون إليه وقت الخطر، لا تزال أسواره قائمة إلى اليوم.

وهناك عدد من قرى مشابهة نذكر منها (أَوْلَوَالْ) الذي لم يبق منه إلاّ حصنه، وهو أقرب إلى العطف من تَلَزْضِيتْ، ومنه تبتدئ الواحة التي تحمل اسمه. إنّ هذا الحصن دليل على وجود قرية أسفله في الوادي، لم يبق لها أثر.

وذكر الشّيخ باكلّي عبد الرّحمن أنّ من بين قرى العهد الأوّل قرية (أُخِيرَهْ)، وهي تقع شرق العطف، لا يفصل بينهما سوى مجرى وادي مزاب.

يقال إنّه خرّبها أهل تَلَزْدِيتْ. ويشهد على وجود هذه القرية مسجدها الذي لا يزال قائما، تكاد لا تفرّق بينه وبين مسجد (أَغَرْمْ أَنْوَدَّايْ) بمليكة. ينسب المسجد إلى لَالَهْ أُوخِيرَهْ. بجواره مقبرة بيّنة المعالم. يلاحظ عدم وجود أثر للمئذنة في كلا المسجدين المذكورين،

فهل يدلّ على أنّ مساجد الوادي لم تكن لها مآذن في ذلك العصر؟

وإذا كان الأمر كذلك فمتى رفعت أوّل مئذنة بوادي مزاب؟

ومن القرى القديمة قصر الأحنش قرب بونورة من الجنوب الشّرقي لها، على يسار الذّاهب إلى العطف[2]، و(تْمَزَّارْتْ) شمال ملتقى وادي مزاب ووادي أزْوِيلْ، كانت تدلّ عليها قبّة كانت تزار سنويا، يقال إنّه أنشأها العلّامة باسعيد بن بابكر، عندما استقرّ بوادي مزاب، وكان من قبل يتردّد إليه من وارجلان يرشد المعتزلة إلى الحقّ.

وعلى يسار الذّاهب إلى أجنّة بني يسقنالحالية، وقرب مدخل شعبة (مُومُّو)، قرية من ذلك العهد اسمها (تَرِشِينْ) انقرضت ولم يبق منها سوى أثر المسجد ومحضرة لتعليم الصّبيان القرآن. أمّا كلمة تِرِشِينْ بالبربرية فهي جمع تَرِشْتْ، وتعني سروج الخيل.

كذلك قرية (أَقـْنُونَّايْ)على يمين الذّاهب إلى تلك الأجنّة، قرب موقع السدّ الكبير الحالي. ومن القرى القديمة جدا قرية (تْلاَتْ مُوسَى) على مقربة من شعبة (تْلاَتْ) بواحة بني يز"ن.

ويذكر الشّيخ إبراهيم مطياز قرية بوهراوة شمال شرق غرداية كانت معمورة بالمعتزلة انقرضت ولم يبق لها أثر[3].

ويذكر كذلك أنّ بني خفيان أسّسوا قرية بوزيزة، جنوب غرب بلدة غرداية الحالية[4]، وكانوا على مذهب المعتزلة. اجتمعت قبائل من بربر الشّمال، ووقعت لها معركة معهم، فانتصرت عليهم، وذلك في أواسط القرن الرابع الهجري[5].


(*) أغَرْمْ: كلمة أغرم معناها بالمزابية : المدينة أو القرية أو القصر , ولازالت تستعمل إلى اليوم عند المزابيين للتفريق بين البيوت الموجودة خلف سور المدينة ( البيوت الأصلية القديمة) و البيوت التي تعدت السور ( البيوت الجديدة).

[1]_ تاريخ مزاب، 36.

[2]_ إبراهيم مطياز: تاريخ مزاب، 8.

[3]_ نفس المصدر، 11.

[4]_ هو المكان الذي اختارته السّلطات الفرنسية عام 1882م لإقامة حصن لإدارتها.

[5]_ تاريخ مزاب، 9.

تِيمْسِيرِيدِينْ ومؤتمر لا إله إلا الله

تِيمْسِيرِيدِينْ ومؤتمر لا إله إلا الله

Icon 07

" ..وفي وادي ميزاب بالجزائر مجلس ديني من النساء العالمات الصالحات الورعات يختارهن العزابة بدون تحيز ولا تعصب من العشائر، ويراعون أن تكون من كل عشيرة واحدة، وإذا لم يجدوا في عشيرة من توفرت فيها الشروط اختاروا من عشيرة أخرى، ومما يذكر التاريخ الإباضي أنه وجد في وادي ميزاب في عصر واحد ثلاث نسوة وصلن إلى مرتبة عالية في العلم يطلق على كل واحدة منهن لقب مامة وهن مامة بنت سليمان في غرداية، ومامة بنت عبد العزيز في مليكة العليا، ومامة بنت عبد الله في بني يزقن، حيث كانت كل واحدة منهن رئيسة حلقة المرشدات في بلدها، وقد جمعهن التدبير الإلهي لتنظيم اجتماعات للتشاور في القضايا المشتركة بين النساء لإصدار التعليمات التي تنفذ في كل القرى الميزابية، وتعقد هذه الاجتماعات بشكل منتظم في مؤتمر "لا إله إلا الله" وهو عبارة عن تجمع سنوي متنقل تعقده حلقات تمهيدية في مسجد الشيخ باعبد الرحمن الكرثي للاتفاق على تاريخ البداية..

ثم غرداية ثم بنورة ثم بني يزقن ثم العطف بوادي ميزاب أما القرارة وبريان فهما ينسقان لقاءاتهما معاً لبعد المسافة، وفي هذه الاجتماعات تلتقي مرشدات وادي ميزاب بالعنصر النسوي في البلدة المضيفة في دار المرشدات التابعة للمسجد أو مكان الجامع، فتستهل أشغالها بتكرار كلمة الشهادة "لا إله إلا الله" ألف مرة ثم تلاوة سورة يس وتبارك الملك وسورة الخاتمة ثم تتقدم كبيرة المرشدات لكل بلدة بكلمة وعظ وتذكير وإرشاد أمام الحاضرات، وفيه تتدبر المرشدات في الحالة التي آلت إليها النساء في المجتمع ويقررن فيه الدواء الناجع لمختلف الأمراض التي حدثت خلال السنة، ويبلغن قراراتهن وتوصيات المؤتمر لمجلس العزابة للإشعار والرعاية، وهذا المؤتمر العريق الذي لا ندري بالضبط متى بدأ في التاريخ يعتبر منتدى حرا لإصلاح شؤون المرأة المسلمة في ميزاب، وتوحيد وجهات نظرهن في بعض القضايا المصيرية المشتركة، وتجديد العزم لمواصلة المسيرة، وللتواصل بين الأجيال المتعاقبة، ولتبادل التجارب والخبرات في قضايا النساء، والمجلس الديني للنساء (حلقة المرشدات) يعين مجلس العزابة في تثقيف المرأة الميزابية وتربيتها تربية دينية صحيحة، ولهذا المجلس وظائف عديدة منها:

1.نشر وغرس العقيدة الدينية والفضيلة الأخلاقية من خلال حلقات الدروس الدينية والوعظ.

2.محاربة الآفات الاجتماعية والبدع الفاسدة المتناقضة مع شريعتنا الإسلامية.

3.الإشراف على حفلات الأعراس والمناسبات الدينية والاجتماعية لكي لا يكون هناك إسراف أو أغاني ماجنة ومن يتعد على ذلك يحكم عليه بالبراءة.

4.الإشراف على غسل الأموات من النساء والأولاد الصغار.

وإذا تردت امرأة من وادي ميزاب في المعصية ولم تُجدِ فيها الموعظة يتبرأ منها المجلس الديني النسوي في مسجد النساء، ويتبرأ منها أقاربها فتسرع إلى التوبة.

وإن المرأة الميزابية بفضل التربية الدينية التي تكون لها من والديها وأسرتها والمجتمع وهذا المجلس الديني الذي يتعهد النساء، وينفخ فيها الروح الدينية الصحيحة والمبادئ الإسلامية السمحة، متمسكة بدينها كل التمسك تخاف الله وتراقبه في أعمالها ولا ترضى أن يخالف الدين أمامها، إنها أخلاق المرأة الإباضية.

 ---------------------------------------

(01) كتاب السيرة الزكية للمرأة الإباضية، بدرية بنت حمد بن خليفة الشقصية.

المصدر nir-osra.org

جولة في ربوع آت مليشت العريقة

c 7تفد علينا في ربوع وادينا الطاهر مع مطلع كل عطلة, وفود وضيوف من شتى مناطق الجزائر العميقة ومن خارجها, ويتسأل المضيف ويبحث في كل مرة عما يقدمه لضيفه من باقة تاريخية وتراثية, يكون بها خير سفير ومروج للإرث الذي يتنعم فيه بين جنباته, وهذه محاولة بسيطة, سرد لأهم النقاط التي ينصح بتتبعها خلال الإرشاد السياحي  النموذج خاص بمدينة آت مليشت :

1_ نبذة تاريخية مختصرة عن إعمار الوادي:

• الأمازيغ ونبذة عنهم ثم بني ميزاب (التسمية والأصول...)

•الإشارة إلى رسومات ما قبل التاريخ بالمنطقة مثل أوخيرة ، الجاوة ، مومو ، تاونزة ، بابا السعد....

القرى الأثرية التي تعود للعهد الإسلامي المعتزلي: أغرم نوزيزة - أغرم أنواداي - أغرم نتميزرت

• أغرم آت مليشت من أقدم قرى وادي ميزاب الحالية

• قدوم الداعية أبي عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي لنشر المذهب الإباضي بالمنطقة وجهوده...( مصليات معاصرة له بآت مليشت 

مصلى الشيخ باي أحمد ، مصلى أغرم واداي ، مصلى الشيخ باعدالرحمان وهذا الأخير أتى بعده بفترة ليست بالطويلة ).

2_ العناصر المشكلة للقصر (واجهة القصر ككل ومغزاها مناخيا):

• المسجد في أعلى قمة له عدة دلالات إذ يتوسط القصر ويكون جامعا للناس

• السوق ذو شكل مربع يتوسط القصر وهو بجانب المسجد العتيق....

•بعض الأبراج عند مداخل القصر كبرج باب باعبدالله و برج باب أميدول ، وكذلك برج أوضلالن بالمقبرة الجديدة وبرج آنو وامان

.. السور والأبراج: بقي من السور جزء من باب بنطراش إلى ما بعد باب نوميدول .

• المساكن: تشكل نسيج القصر ( التطرق إلى الفن المعماري المميز في بنائها وهيكلتها والتركيز على كتاب القسمة وأصول الأراضين في فن العمارة الإسلامية

• المقابر: تكون دائما ملاصقة بالقصر (ارتباط بين المجال الحي والميت) كتذكرة يومية لناس بمصيرهم المحتوم...

• الواحة: المورد الاقتصادي للقصر خاصة في القديم, ومتنفس العائلات في حر الصيف, (السدود, الآبار, توزيع الماء....).

3_ مسار الجولة السياحية داخل القصر:

•المسجد العتيق ومئذنته المربعة ، مقبرة ومقام الشيخ أبي مهدي عيسى ، مقبرة المعتزلة... الانطلاق من السوق الداخلي (نشاطاته في القديم, مراقبة العزابة للمعاملات التجارية,......).

• نماذج عن شوارع القصر واتساعها تدريجيا إلى أن تلتقي في أكبر ساحة ( السوق ) وبذلك تتدرج الحرمة والخصوصية من البيت إلى السوق ، ونماذج عن الآبار داخل القصر، الأبواب الرئيسية والأبواب الفرعية ( تيفخسا ) ، سقيفة حي لقدح ، ممر حي أميدول ( إرجي )....

4_ نصائح:

• من الأحسن أن تكون الجولة في الفترة الصباحية, لتفادي ازدحام القصر بالنسوة في الفترة المسائية.

• تنبيه الضيوف إلى منع تصوير أي أحد دون إذن منه, وخاصة النساء.

• احترام خصوصية وأعراف سكان القصر, ويكون المضيف رعيا لها.

5_ يوجد عدة مراجع يمكن الاستزادة منها وهي في المتناول مثل:

• سلسلة قصور غرداية: قصر العطف - تجنينت,OPVM موجودPDF

• الحاج سيعد يوسف: تاريخ بني ميزاب وكتاب الهوية الميزابية

• منشوراتOPVM مفيدة في استيعاب الإرث المعماري وخصائصه بوادي ميزاب, وجلها موجودةPDF

. من يزيدنا فائدة عن هذا القصر أو يضع نموذجا عن قصر آخر ؟

بقلم أحمد معيزabghour otchid

إقتباسا من جولة الأستاذ محمد بن بكير سعيد (شيخو ) في أغرم نتجنينت

حب المزابي للأرض

أحد الباحثين لاحظ أن خدمة النخلة في واد امزاب يكلف أكثر مما تنتجه، فاستنتج أن سكان هذه المنطقة يعشقون أرضهم إلى درجة أنهم يحيونها بالزرع من مصادر خارجية حبا في الأرض لا في عوائدها المادية.

خزينة المدينة

Icon 07

خزينة المدينة، أو ما يُطلق عليها الآن بالخزينة العمومية، تُعتبر هيكلا أساسيا وحيويا في كل قصر من قصور مزاب، وتكون تحت إشراف المقاديم وهم كبار العرش، كما جاء في اتفاق أهل غرداية سنة 1796م "اتفقوا على خمسة رجال منهم، ثلاثة مقاديم، وأمينان بأيديهما المفاتيح" ومن أهم مصادر الخزينة هي "الخطايا" أو الغرامات المالية التي تفرض على مرتكبي المخالفات والجرائم طبقا لقانون المدينة، وكذا المساهمة المفروضة على كل صاحب واحة منتجة،وكذا الجزية التي يدفعها اليهود...

وتصرف هذه الخزينة في المرافق العمومية للبلدة مثل سور البلد وشوارعها كما جاء في اتفاق جماعة غرداية سنة 1736م "والخطيَّة يصرفونها في أمور البلاد، هذه سيرة أهل غرداية على الدَّايم"، كما تصرف في دفع الضرائب اللازمة على وادي مزاب سواء في عهد العثمانيين أو الفرنسيين، وفي الدفع للقبائل البدوية المتحالفة مع المدينة في إطار التجارة، ولعل اللافت من بين مصاريف الخزينة أيضا:


1- أنها تصرف في ضيافة كبار أعراش العرب أو القصور الأخرى، ضيافة تستلزمها أعراف التحالفات السياسية.
2- أنها تصرف في يتامى الذين استشهدوا إثر ملاحقتهم لعدو هجم على البلد إن كانوا من الفقراء. وهذا ما ورد في اتفاق جماعة غرداية سنة 1708: "واتفقوا إن مات واحد من الناس اللاحقين أثر العدو وخلف ذلك أولاد صغار وهو فقير لا له شيء فعلى الجماعة أن يأمروا عشيرة اليتامى أن ينفقوا عليهم وإن كانت العشيرة قليلة أو ضعيفة فإن أهل البلاد أن يعينوهم بما أمكن"


الجميل في الأمر ثلاثة نقاط أساسية:
1- أن طريقة تسيير خزينة المدينة لا تخضع لضغوطات أصحاب النفوذ، فهي مستقلة تماما عنهم، ولا يملكون أيَّ قرار نحوها، باعتبار أن الخزينة متعددة المداخيل ولا تعتمد فقط على مساهمات الأغنياء.
2- كما أن السلطة الدينية المتمثلة في العزابة مستقلة هي أيضا بمورد آخر تماما، ولا تعتمد مطلقا على خزينة المدينة، ما يجعلها في منأى عن ضغوطات الشارع وتجاذباته واضطراباته التي تقع من حين لآخر.
3- بالإضافة إلى أن مصرف رعاية يتامى الشهداء يحفز رجال البلدة للتضحية والدفاع عن مدينتهم عندما يتأكدون من وجود دعم مادي لذويهم بعدهم.
ولعل النقاط الثلاثة الأخيرة هذه مما نحن بحاجة إلى التفكير بجدية وصرامة في تفعيلها وإحيائها مجددا، في ظل عالم صار رهينا بكل تفاصيله الاقتصادية والعلمية والأمنية والسياسية لقلة ثرية ثراء فاحشا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للمزيد حول خزينة المدينة قديما راجعوا كتاب: النظم والقوانين العرفية بوادي مزاب في الفترة الحديثة، ص: 326 وما بعدها. للدكتور بالحاج بن باحمد ناصر
منقول Brahim Ramdane

 

خصوصيات بني مزاب

انصهرت في واد مزاب عدة عائلات وافدة من اقطار الجزائر في أزمان ماضية

ميزات وخصوصيات بني مزاب

المجتمع المزابي له تقاليد كثيرة في المساحد و الزواح و الأعراس وتزارو العائلات، واتفاقات أدبية عرفية كثيرة تضمن حدا من الضبط الإجتماعي لكثير من الآفات كالتدخين و المخذرات، ورقابة عرفية على أداء بعض العشائر كالصلوات الخمس، وإطار تربوي لغرس القيم و الأخلاق في الصغار، كما له فلسفة خاصة في هندسة عالم النساء وفعالياته الدينية و العلمية و الأخلاقية، ويتعامل باللغة المزابية المحلية بثقافته و فكره....الخ، 

.لا يعني هذا أن هذا الفضاء مغلق ممتنع على الوافد إليه،
فبإمكان من انضم تحت لواء تلك الأعراف والتقاليد واندمج في فلسفته أن يصبح فردا من المجموع،
ولقد انصهرت في واد مزاب عدة عائلات وافدة من اقطار الجزائر في أزمان ماضية.
هناك من يراهن على اندماج مشروط بالتنازل عن خصوصياتنا ولكنا لسنا مستعدين أن نغازل أحدا بالتخلي عن موروثاتنا التي نرى فيها نجاعة اجتماعية وتنظيمية،
فلنا نظرة خاصة للدين و للحياة الإجتماعية وللأخلاق نؤمن بها و ندعمها ونطورها ونراكمها من قرون،
فمن أراد الإنضمام تحت لوائها والإنضباط بأعرافها فمرحبا به وسهلا،
فمن أراد الإستفادة من التجربة فمرحبا به ومنه نستفيد ونكمل الخلل فلسنز مجتمعا ملائكيا.
فمن أراد مجاورتنا و البقاء على ما يريد من أعراف فأخوة الإسلام تجمعنا و مظلة القانون والمواطنة تظعنا جميعا.

منقول بتصرف: abounacer chekhar

دار إروان تجنينت

دار التلاميذ إروان بناها وحبسها الشيخ عمر بن يوسف من آل حموعلي في سنة 1240 هـ/ 1824 م، وهي مدرسة ثانوية على شكل معهد لتعليم الشريعة الإسلامية وبقية العلوم، تعاقب على التدريس فيها عدة مشائخ منهم الشيخ الحاج محمد بن باحمد بكلي والشيخ الحاج عمر بن حمو بكلي والشيخ يوسف بن بكير حموعلي في شكل حلقات يحضرها العزابة والتلاميذ من داخل البلدة وخارجها، جدد بناؤها عام 1395 هـ / 1975 م.

دليلك السياحي

Icon 09تشهدت المواقع السياحية والأثرية المنتشرة عبر ولاية غرداية خلال السنة توافدا للسياح حيث يتميز مزاب بأجواء السكينة والطمأنينة السائدة بهذه المنطقة المعروفة بثرائها الطبيعي وتراثها المعماري والثقافي، والذي تم تصنيف جزء كبير منه من قبل المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) منذ 1982 تراثا عالميا، وهذا إلى جانب انتشار لواحات النخيل التي تتوفر على مرافق إقامة ومنازل تقليدية التي يفضلها السياح على وجه الخصوص....
 
 
 
 
 
 

  • Icon 01
  • Icon 02
  • Icon 03
  • Icon 04
  • Icon 05
  • Résidence Les Deux Tours 4
  • Icon 03
  • Résidence Les Deux Tours 4
  • Icon 05
  • Icon 04
  • Icon 03
  • Icon 01

  • Maison d'Hote
    Icon 09
    AGHLANE PARADISE
    M'ZAB TOUR BOUGHALI 
    AKHAM
    RÉSIDENCE LES DEUX TOURS
    TAJEMMI Zergoun
    GÎTE TARIST .....
  • Bureau des Guides Officiels 
    مكتب الإرشاد السياحي
    Icon 08
    Ghardaia Tourisme - Bureau des Guides Officiels
    Mission 

    Interventions dans le domaine touristique  
    Interventions dans le domaine social 
    Interventions dans le domaine culturel 
    Interventions transversales 
    Assistance pratique aux touristes et visiteurs...
  • GUIIDE DES SITES ET MONUMENTS HISTORIQUE

    Icon 07

    Présentation: La Wilaya de Ghardaïa regorge de sites et Monuments historiques qui remontent à diverses époques
    de l’histoire, et se compose de plusieurs types religieux, défensifs, économiques, etc…
    Les vestiges de la préhistoire
    Gravures rupestres....

    SAVOIR PLUS

  • Les grottes de atbounour
    كهوف ومغارات أغزو ن فيغر

    Icon 07
    مغارات وكهوف باهرة الجمال بوادي مزاب ضواحي بنوره بالضبط على الجبال التي تقع بين آت بونور وتاجنينت وهناك مغارات أخرى أكبر من هذه تسمى آغزو نولوس.....

    اقرأ المزيد

  • فيلم حضارة وادي مزاب

    Icon 07
    فيلم استكشافي، تدور أحداثه في منطقة وادي مزاب، حيث يقوم محمد وصديقه أنيس باكتشاف المنطقة في جولات قصيرة حول القصور والوقوف على أهم معالمها وكنوزها الحضارية والثقافية، يرافقهما في الرحلة الشيخ عبد الله، حيث يعرفهم على أهم سمات القصور والمجتمع المحلي، مبرزا مكنونات التراث الثقافي لوادي مزابيهدف هذا العمل الإعلامي إلى إبراز الموروث المادي والمعنوي لمنطقة وادي مزاب، بأسلوب شيق و...

    اقرأ المزيد

دور المرأة المژابية في بناء حضارة مزاب

دور المرأة المژابية في بناء حضارة مزاب

Icon 07

ساهمت المرأة المزابية مع أخيها الرجل بقسط وافر في بناء حضارة واد مزاب وتشييده، بل كانت شريكة أساسية في ذلك، ولم يكن الفرد المزابي يستغني عنها أو يدعي أنه وحده من بنى الحضارة.

كانت المرأة في وقت سابق مشاركة بسواعدها في إنتاج نصف الاقتصاد تقريبا -النسيج والزرابي-؛ وكانت إضافة إلى ذلك مسؤولة عن تربية أولادها في المراحل العمرية الأولى تحضيرا لهم للسفر إلى العمل بالتل (ولعلنا نستذكر حكايات مدرسة الكانطوار والسرابس التي خرجت الرجال).

إن التناغم والتكامل بين مهمتي الرجل والمرأة ظهر جليا في تقاسم الأعباء وحتى في المناصب القيادية في تسيير المجتمع، وعلى جيل اليوم أن يقتدي بهذا التكامل -حسب متطلبات الوقت- ويتجنب الصراع والمنافسة والتداخل بين الأدوار حتى لا تضيع الناشئة، وحتى يؤدي كل عنصر وظيفته ومهمته على أكمل وجه.

نجاح المجتمع ورقيه مقرونان بنجاح مجموع مكوناته، وبتكاملهم وتعاونهم.

وإذا رأيت أن حقوق طرف ما مهضومة فاعلم أن رجوع الأمور إلى نصابها لن يكون على حساب الطرف الآخر، مثلما يقول المثل (جا اكحلها عماها)🙂.

أسڨاس دامبارش للجميع.

بقلمYahia Azghar 

رسوم متحركة استكشافي لأهم معالم قصور وادي مزاب

بتوفيق من الله تم إنجاز فيلم استكشافي، تدور أحداثه في منطقة وادي مزاب، حيث يقوم محمد وصديقه أنيس باكتشاف المنطقة في جولات قصيرة حول القصور والوقوف على أهم معالمها وكنوزها الحضارية والثقافية، يرافقهما في الرحلة الشيخ عبد الله، حيث يعرفهم على أهم سمات القصور والمجتمع المحلي، مبرزا مكنونات التراث الثقافي لوادي ميزاب.

يهدف هذا العمل الإعلامي إلى:
• إبراز الموروث المادي والمعنوي لمنطقة وادي مزاب، بأسلوب شيق و وبسيط.
• توطيد علاقة الجيل الجديد بتاريخه الحضاري.
• تنمية روح الانتماء لدى الناشئة وتحريكهم نحو البناء و الاقتداء.

 

سبب تسمية الأمازيغ بربرا

Icon 09ان جد البربر هو مازيغ بن كنعان بن حام. والبربر يسمون أنفسهم[الأمازيغ] ويعتدون بهذا الاسم. وهم لا يطلقونه إلا على الاقحاح الصرحاء فيهم، أما النزلاء الدخلاء الذين  يتبربرون كعبيدهم ومواليهم فلا يسمونهم أمازيغ، لأنهم ليسوا من سلالة مازيغ. ومعنى الأمازيغ عندهم هو الأشراف. يعني الصرحاء أبناء مازيغ الذين يحملون شخصية البربر العظيمة، ويتصفون بأخلاقهم التي تطبعهم بها الوراثة المازيغية الزكية. ويسمى البربر لغتهم البربرية )اتمازغت( نسبة إلى الأمازيغ. وقد أرسل عمرو بن العاص لما كان واليا على مصر بعض رؤساء البربر إلى سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فسألهم عن نسبهم فقالوا «نحن أبناء مازيغ » 1

وقد سمى العرب الأمازيغ بربري. أما للغتهم التي لا يفهمونها. وكان العرب يسمون كل أصوات لا يفهمونها بربرة. يقولون: بربر الأسد إذا زمجر بأصواته، وأما ان يكونوا قد نسبوهم إلى جهم السادس 2 وهو بربر بن تملأ بن مازيغ بن كنعان بن حام ابن نوح عليه

السلام. وارى ان نسبة البربر إلى جهم السادس هو سبب تسميتهم بهذا الاسم لا لغتهم التي لا يفهمها العرب. ولو كانت اللغة ي السبب لسموا كل جنس لا يفهمون لغته بربرا كأقباط مصر ولغتهم حامية كلغة البربر، والسودانيين.

ان البربر الذين سموا أنفسهم أمازيغ نسبة إلى جهم مازيغ، ق سموا أيضا أنفسهم بربرا نسبة إلى جدهم بربر بن تملا بن مازيغ. فهم الذين تسموا بهذا الاسم اعتدادا بجدهم، وفخرا بهذا الأصل الشريف من أصولهم. ومما يؤيد هذا أننا وجن هذا الاسم يطلق عليهم فقبل الفتح الإسلامي. وقبل ان يعرفهم العرب في عهد الرسول وخلفائه الراشدين. لقد كانوا يتسمون بهذا الاسم قبل الميلاد في عهد  القرطاجيين. وقد سميت دولة قرطاجنة [الدولة البونقية] وهو تركيب مزجي من البربر والفينقيين. فإذا كانت هذه لتسمية قيمة فهي من الشواهد على ان اسم البربر قديم، أطلقه البربر على أنفسهم، ليس العرب ولا الرومان

---------------------------

1 -انظر قصة الوفد في الجزء الثاني من هذا الكتاب ص 7 ط . الحلبي بالقاهرة 1963 .

2- يكون سادسا إذا ابتدأنا العد من نوح وهو ما يمكن في هذا المقام ولا يمكن غيره.

تاريخ المغربالكبيرمحمد علي دبوز ج1 ص 33 34

سدود واحات قصر تغردايت

عند امتلاء سد "بوشن" وعند استغناء واحات "بوشمجان" عن السيل يتم تحويل الواد إلى المجرى الكبير، إضافة إلى ما يحمله واد "أريدان" الذي لا ينسكب لا من ولا من الغرب وهو بين شعاب "بوشمجان" من جهة، وشعاب "التوزوز" من جهة أخرى من الناحية الغربية للضاية ومن الناحية الشرقية للتوزوز، ومياهه ضعيفة نوعا ما، ويسقي السدود التي توجد وسط الواد الكبير وهي متعددة منها:

1.أحباس ن-قاوة: ويسقي إلى الناحية الشرقية للوادي.

2.أحباس ن-حمو بلغنم: ويسقي إلى الناحية الغربية للوادي.

3.أحباس ن-بوحديبة: ويسقي إلى الناحية الغربية للوادي ويوجد فيما يسمى بالبراكة.

4.أحباس ن-كاسي بن بهون: ويسقي إلى الجهة الشرقية للوادي ويوجد بجوار بناية مدرسة المسجد "عمي سعيد".

5.أحباس ن-خطارة: ويسقي إلى الناحية الغربية.

6.أحباس أجديد: ويسقي إلى الناحية الغربية والشرقية معا.

7.أحباس ن-باعمور الشيخ: ويسقي إلى الناحية الشرقية.

8.أحباس ن-امناسن: ويسقي إلى الجهة الشرقية كذلك.

9.أحباس أقديم: ويسمى أحباس ن امراوط بالوح أو أحباس ن تيزيوت أو احباس أواداي ويسقي الجهتين معا.

10.أحباس ن-بوسعدة: ويسقي إلى الناحية الغربية.

11.أحباس ن-قمغار: ويسقي إلى الناحية الشرقية.

12.أحباس ن-اوجوجن وعيسى واعمر: يسقيان معا في آن واحد ولكن لكل وجهته في شكل هرمي.

13.أحباس ن-بابكر: ويسقي إلى الناحية الغربية.

14.أحباس ن-بكوش: وهو الأخير ويسقي إلى الجهة الغربية، وبعده تأتي قنطرة سالم او عيسى.

 

 --------------------------------------

(01) كتاب تفصيل الجواب عن تقاسيم مياه السيول بواد مزاب، بومريقة الحاج سليمان، ص24-26

المصدر nir-osra.org

شهادات لأجانب

مشاهد حضارية في مزاب

Icon 09

 شهادات لأجانب

هذه بعض الشهادات والانطباعات للعديد من المستكشفين والمستشرقين والعسكريين الذين زاروا مزاب خلال القرن التاسع عشر، ودوّنوا ما شاهدوه وعايشوه بأنفسهم بهذه الربوع في مؤلفاتهم ومذكراتهم وتقاريرهم :

01 شهادة إميل ماسكراي

Icon 09

 Émile MASQUERAY

شهادة إميل ماسكراي في كتاب سير الأئمة وأخبارهم لابي زكرياء، المستشرق الذي قدم من أقصى شمال فرنسا سنة 1878م للتنقيب عن المخطوطات الإباضية وبعد معاناة طويلة وصل إلى مراده من بوابة قصر آت مليشت فبقيت صورة أزقتها النظيفة عالقة في ذهنه ولم يستطع نسيانها بالرغم من الكم الهائل من المشاهد والمدن التي مرّ بها خلال رحلته فذكرها في مقدمة كتابه بالعبارة التالية:
 
" Les ruelles de Melika sont plus propre que celles de nos village."
 
أي أن " شوارع آت مليشت أنظف من شوارع قرانا " ( و يقصد قرى فرنسا و أوروبا )-

كتاب سير الأئمة وأخبارهم لابي زكرياء

Icon 09

 

Chronique d'ABOU ZAKARIA traduite et commentée par Émile MASQUERAY 1878.
 
هو عبارة عن ترجمة وتعليق على كتاب سير الأئمة وأخبارهم لابي زكرياء يحيى بن أبي بكر الوارجلاني الذي عاش في القرن الخامس الهجري.

 

رابط تحميل كتاب Chronique_d_Abou_Zakaria.zip


02 شهادة ضابط

Icon 09

شهادة أحد الضباط الذين كانوا ضمن الكتيبة العسكرية للعقيد Durrieu عند دخولهم إلى مزاب أثناء جولتهم الاستكشافية بقرى وواحات مزاب ووارجلان و المناطق المحيطة بها سنة 1854 حيث صرح بما معناه :
"...مدن مزاب على قدر كبير من النظافة التي تشكل علامة فارقة بينها و بين القصور والمدن الأخرى التي تغلب عليها الأوساخ... هذه النظافة التي لاحظناها في مدن بني مزاب لمسناها أيضا في أثوابهم ، فلا نجد عندهم تلك البرانيس التي لم يمسسها الماء إلا يوم هطول المطر ولا تلك الخِرق المهترئة والمتسخة (....) المزابي ليس لديه إلا برنوسا واحدا لكنه أبيض، يواظب على الاغتسال و التوضؤ لذلك لا نرى على جسمه اثر تلك خطوط الأوساخ التي تظهر على أبدان ساكنة القرى الأخرى، كما لا نجد عند بني مزاب تلك الآفات المشينة التي يعيش في بؤرها الكثير من السكان و الناجمة عن كل أشكال الفساد و العلل المتولدة عن الكسل، المزابي يكدّ و يعمل؛ و لكنه يجني ثمار تعبه وهو قوي و ذو صحة جيدة..." 
 
Les villes du Mzab sont tenues avec une propreté qui forme un contraste frappant avec la saleté habituelle des Qs'our;....Cette propreté qu'on remarque dans les villes, des Beni-Mzab l'observent aussi dans leurs vêtements: chez eux, point de ces bernous qui n'ont été mis en rapport avec l'eau que les jours de pluie, point de ces loques éraillées et crasseuses (....) Le Mzabi n'a qu'un bernous, mais il est blanc il pratique les ablutions, car on ne voit pas sur son corps ces marques impures qui zèbrent les membres du qsourien. Aussi, chez les Beni-Mzab, point de ces hideuses maladies qui sont le lot des populations vivant au milieu de toute les corruptions et de tous les vices qu'enfante l'oisiveté, Le Mzabi travaille; mais sa peine est compensée : il est fort et bien portant..."(1) 

رابط تحميل كتاب

 Les Français dans le désert Corneille Trumelet pdf

----------------------------------------
(01) Les Français dans le désert / C. TRUMELET.1863 

 شهادة الدكتور جوزيف هوجت

Icon 09

Joseph HUGUE

الطبيب العسكري الدكتور Joseph HUGUET الذي قدم إلى مزاب في مهمة كُلف بها من الحكومة الفرنسية سنة 1897 و مكث فيها 19 شهرا طاف خلالها على كافة قصورها السبعة ، أعد تقريرا مفصلا حول ظروف المعيشة و الوضع الصحــــــي بمزاب و نشره في مقال بدورية سنة 1903 تحت عنوان " الشروط العامة للحيـــــــاة بمزاب. التطبيب و الممارسات الطبية للأهالي " (1) تضمن معلومات دقيقة وهامة جدا نذكر منها ما يلي :

... Il est un fait qui frappe tout particulièrement le voyageur arrivé nouvellement au Mzab, c’est la propreté méticuleuse des rues et des places de chaque ville . … Pas le moindre débris animal ou végétal ne vient souiller les rues, qui sont chaque jour balayées avec le plus grand soin. L’hygiène traditionnelle adonné au Mzab les heureux résultats

Les Mzabites se mettent à la fois en règle avec leur religion et avec l’autorité administrative …. .

"...هناك واقع يثير الدهشة و يشد انتباه أي زائر حديث لمزاب على وجه الخصوص وهو النظافة الفائقة لشوارع و ساحات كل مدينة من مدنها.....لا يوجد أدنى أثر لفضلات حيوانات أو بقايا نباتات قد تسبب في تلطيخ شوارعها التي تُكنس كل يوم بعناية متناهيـــــ . النظافة التقليدية بمزاب أفضت إلى نتائج مرضية.....المزابيون يلتزمون بتعاليم دينهم و بالسلطة الإدارية في آن واحد..."

. …Ce n’est pas seulement cette propreté méticuleuse qui donne aux Ksour du Mzab un cachet tout particulier ; le voyageur est frappé aussi de l’absence totale de chiens. Je me souviens que dans ses leçons sur la rage, à l’institut Pasteur, M. le Docteur Roux nous disait : « Si en France, la surveillance des rues était, au point de vue des chiens, aussi rigoureuse qu’en Allemagne ce serait bien ; s’il n’y avait plus de chiens, ce serait mieux encore, car la rage ne sévirait plus et l’on n’aurait plus à soigner ses nombreuses victimes » Il n’est pas de jour ou, au Mzab, je n’aie eu l’occasion de constater combien notre savant maître de l’Institut Pasteur, disait vrai et combien la réalisation d’un état de chose, si profitable aux habitants des Ksour du Mzab. … .

"...ليست فقط تلك النظافة الفائقة ما يميّز قصور مزاب ويمنحها طابعا خاصا ، بـــــــل الوافد إليها أيضا يُذهل لخلوها من الكلاب ، أتذكر في دروسه حول داء الكلب بمعهــــــد باستور كان الدكتور Roux يقول لنا " إذا كانت في فرنسا مراقبة الكلاب بشوارعهـــــا صارمة مثلما هو الحال بألمانيا سيكون ذلك جيدا أما إذا لم تكن فيها كلاب أصلا فسيكون الأمر أفضل ، لأنه في هذه الحالة لن ينتشر داء الكلب و لن نضطر لعلاج ضحايــــــاه الكثيرين". فلم يمر عليّ يوم في مزاب دون أن تكون لدي فرصة التأكد كم كان عالمنا الأستاذ بمعهد باستور يقول الصواب وكم هو تجسيد ذلك ميدانيا مفيد لسكان قصـــــــور مزاب...."

. …Ce n’est pas tout ce que nous avons à dire sur l’hygiène telle qu’elle est pratiquée au Mzab. Il n’est pas de rue ou l’on ne trouve des cabinets d’aisances publics tenus dans le plus grand état de propreté. Chacun de ces endroits spéciaux est pourvu d’une fosse fixe dont la vidange est faite fréquemment. Le souci de la propreté est, même dans les cabinets d’aisances publiques. Poussé à un tel degré que les Mzabites les munissent de ce qui en France serait appelé papier hygiénique ; au Mzab ce sont de grosses boulettes ovoïdes en argile durcie .Non seulement les villes mais aussi les jardins de l’oasis possèdent des cabinets d’aisances à l’usage de tous...

-----------------------------

(1) Les conditions générales de la vie au Mzab. La médecine et les pratiques médicales indigènes / Joseph HUGUET./ Bulletins et Mémoires de la Société d'Anthropologie de Paris. article 1903

 تيشلاتين

Icon 09

Ticellatin ⵜⵉⵛⴻⵍⵍⴰⵜⵉⵏ

".. ليس هذا فحسب كل ما يمكن قوله حول النظافة الصحية المنتهجة بمزاب .إذ لا يوجد شارع لا توجد فيه مراحيض عمومية في غاية النظافة . و كل مكان من هذه الأماكن الخاصة تتوفر على حفرة ثابتة يتم تفريغها بصفة متكررة. و الحرص على النظافة حتى في داخل المراحيض العمومية دفع بالمزابيين إلى درجة تزويدها بما قد يسمى في فرنسا بالورق الصحي وفي مزاب هي عبارة عن كريات كبيرة بيضاوية الشكل من الطين الصلب . ولا تقتصر المراحيض العمومية على المدن فقط بل تنتشر أيضا في حدائق الواحة وبإمكان الجميع استعمالها...." .

المضحك المبكي في هذه النقطة بالذات أنه إلى غاية سنة 2018 لم تتمكن جل المدن الجزائرية المتحضرة ومرافقها العمومية أن تتجاوز مشكلة المراحيض العمومية ، فهي في الغالب منعدمة و إذا توفرت !!! فلا داعي للتحدث عن حالتها. و بدون خجل نقول أن التمدن و التحضر يبدأ من المراحيض و الجهلاء لا يهتمون ببيوت الخلاء.

شهادات المستكشفون الفرنسيون

Icon 09

هذه شهادات بعض الوافدين إلى مزاب حول ما عايشوه وشاهدوه بأم أعينهم في قصورها هذه المرة من أغرم ن إقرارن، أين وصل إليها في بداية شهر ماي من عام 1861م فريق من المستكشفين الفرنسيين في رحلة بحث واستكشاف جيولوجي شملت أيضا مزاب و وارجلان والمناطق السهبية لتحديد مواقع المياه الجوفية، فخيموا أمام أحد مداخل المدينة في الجهة الغربية وتجولوا في أرجائها وهذا من بين ما رواه أحد مهندسي الوفد حول ما شاهده بقصر القرارة :

« La nuit, les rues sont éclairées par de petites lampes à huile que les propriétaires des maisons placent dans des niches percées dans les murs ; cela dénote, chez les Mozabites, un certain amour du confortable, qui est prouvé du reste par la propreté de leurs maisons. Les Mozabites sont des gens fort intelligents, fort actifs, et qui s’occupent de commerce, d’agriculture et de travaux hydrauliques avec une très grande habileté… »(1)

" في الليل، الشوارع تضاء بقناديل زيت صغيرة يضعها أصحاب المنازل في كوات على شكل ثقوب في الجدران؛ وهذا يدل على ولع المزابيين بقدر معين من الرفاهية وقد ثبت ذلك من خلال نظافة منازلهم. المزابيون هم أناس أذكياء جدا وناشطون جدا ، يمارسون التجارة والفلاحة وأشغال الري بمهارة كبيرة جدا..."المزابيون أناس أقاموا نظام إنارة عمومية قبل أن يتوهج مصباح إيديسون بقرون وحبسوه على أنفسهم كوقف ينيرون به دروب و أزقة ومساجد قراهم؛ ومازالت عادة إنارن ن المولود التي حافظ عليها أبناء آت إزجن شاهدة على ذلك أين يتم نقل وجمع زيت المصابيح بالمسجد في مراسيم احتفالية فريدة.لم يكتف ذلك المهندس بهذا الإنطباع فقط بل أضاف وقال :
 

« Les Mozabites étant des hommes énergiques, laborieux, sobres, intelligents, et bien supérieurs, sous tous les rapports, aux nomades qui les entourent , nous pensons qu’après la description géologique du sol ingrat qu’ils ont vaincu par leurs rudes travaux… »(4)"

 
إن المزابيين رجال حيويون ، مجدون ، رصينون ، أذكياء و متفوقون كثيرا من كل النواحي على البدو الذين يحيطون بهم ، ونعتقد بعد الوصف الجيولوجي للتربة الفقيرة والغير معطاءة أنهم تغلبوا عليها بفضل أعمالهم الشاقة..."

------------------------------

(1)  Exploration géologique du Beni Mzab, du Sahara et de la région des steppes de la province d’Alger / M. VILLE ingénieur en chef des mines . 1867 

المصدر Bakir Bennacer

كلود موريس روبير

Icon 09

Claude Maurice ROBERT

كلود موريس روبير شاعر وكاتب فرنسي رحالة أمضى فترة طويلة من حياته متجولا ومتنقلا بين مختلف مناطق شمال إفريقيا خاصة في صحاريها، كتب مقالا عن مزاب بعد وصوله إليها من إحدى رحلاته التي استغرقت عدة أشهر في أقاصي الصحراء في ثلاثينيات القرن الماضي؛ فكان مقاله الذي طغى عليه الأسلوب الأدبي متفاعلا ومعبرا عن حالته الشعورية من الموقف آنذاك، يمكن أن نلمس ذلك من بعض فقراته التالية وقد حاولت الإحاطة بمعانيها بشكل تقريبي من خلال الترجمة التي تليه :

« Le Mzab! j'en rêvais à Alger dans les rues Randon et de la Lyre, qui sont le fief, là-bas des émigrés d'ici; j'en rêvais à Constantine; j'en rêvais à Tunis; j'en rêvais depuis dix ans. J'aspirais connaitre cette mystérieuse Chebka. Dans les filets de laquelle, avais-je lu et me disais-on, rebelle à toute influence moderniste du dehors, Se terrent les fanatiques tenants de la doctrine Ibadite.....
M'y! Voici, je regarde et je bée émerveillement. Une fois de plus je constate combien est fausse et injuste l'opinion si répandue " qu'une oasis ressemble à toutes les oasis "
Le Mzab est différent de tous ce qu'on n'a vu. Ce n'est pas le Djerid, ce n'est pas le Souf; ce n'est pas le Gourara ce n'est pas l'Aurès. Afrique aux cents visages. 
La première impression pour qui arrive en droite ligne de la frontière Soudanaise, du Hoggar et du Touat, où la vie est si lente qu'on peut la croire moribonde. C'est que le Mzab est un pôle rayonnant d'énergie vivante, dont les ondes nous soulèvent, nous roulent et nous exaltent ici, on vit. Ici le sang circule et bat dans les artères. Ici l'on est des hommes et non plus des momies. Ah! Que nous voici loin des léthargies Touarègues ! Le dépaysement si grand, si brusque qu'on doute d'être lucide; on croit rêver, on est halluciné, c'est un mirage encore...
Tant de boutiques, et si pleins d'objets brillants, lorsque durant des mois on a manqué de tout....
Toutes les images qui illustrèrent notre histoire sainte enfantine, tout ce qu'on a lu dans Virgile, dans Théocrite et Odyssée, tout cela est là, visages, costumes, attitudes, hommes et bêtes miraculeusement préservés pour la joie de nos yeux et étonnement de notre esprit »(1)
 
[مزاب حلمـــــــت بها بالجزائر العاصمة في شوارع "روندون" و " لا لير"معقلهم هناك ومهجرهم هنا، حلمت بها في قسنطينة، حلمت بها في تونس، حلمت بها منذ عشر سنين. كنت أتتوق لمعرفة هذه الشبكة الغامضة التي قرأت عنها وقيل لي أنها متمردة عن أي تأثير حداثي خارجي، تحصّن وتموقع فيها متعصبون من أتباع المذهب الإباضي.....

ها أنا ذا فيها أشاهدها وأنا مشدوه ومنبهر. مرة أخرى أكتشف كم كان خاطئا وغير عادل الإعتقاد السائد بأنها "واحة تشبه جميع الواحات"

إن مزاب تختلف عن كل ما رأيناه من قبل، ليست ببلاد الجريد وليست بسوف؛ ليست بقورارة وليست بالأوراس. إفريقيا ذات مئة وجه.

إن الإنطباع الأول لكل قادم إليها مباشرة من حدود بلاد السودان، الهقار وتوات حيث الحياة بطيئة جدا إلى حد الإعتقاد أنها تحتضر، أن مزاب هو قطب يشع بطاقة حية، موجاته ترفعنا - ترفع من هممنا- و تدفعنا وتحمسنا. هنا نحيا هنا، الدم يسري و ينبض في الشرايين. هنا نحن رجال ولسنا مومياوات. آه ها نحن هنا بعيدون عن خمول التوارق. الأجواء و المشاهد مغايرة تماما ومفاجئة جدا إلى درجة أن ساورنا الشك أننا أيقاظ وظننا أننا نحلم أو نهذي و أنه سراب مرة أخرى....

محلات تجارية كثيرة تعج بالسلع الرائعة، بعد أن كنا افتقدنا كل شيء لعدة أشهر...

كل الصور التي إرتسمت في تاريخنا الطفولي الطاهر، كل ما قرأناه حول Odyséeو Théocrite Virgileكل هذا حاضر هنا، وجوه، أزياء، مظاهر، رجال و دواب محضية بشكل عجيب لتصنع البهجة لنا و تبث في روحنا الدهشة".]

شهادات متنوعة لشخصيات متعددة وفي أزمنة مختلفة تصب معظمها في إتجاه واحدة وتتفق جلها مع ما سلف ذكره وبكل تأكيد هناك العشرات منها التي أجهلها؛ ليس الغرض من عرض مثل هذه الإنطباعات الإيجابية التباهي بها والإفتخار وإنما لاستخلاص الدروس والإعتبار، هي موجهة إلينا بالأساس لنستشعر منها مدى التيهان الذي نحن فيه الآن ونتخذها كبوصلة نضبط بها الإتجاه الصحيح لمسارنا لأننا فقدنا الكثير من تلك المقومات .. وحتى لا نسقط في فخ البكاء على الأطلال والمثاليات والمبالغات وأفلاطونيات الجمهورية الفاضلة، فإن اسلافنا لم يكونوا ملائكة بل كانوا بشرا ولم يخلو مشوارهم من النكاسات والنزاعات والأزمات بل كانوا يصيبون ويخطئون ويُوفّقون ويخفقون ولكنهم كانوا يحاولون في كل مرة تقويم أخطائهم وتجاوزها والتعلم منها وفي كل الحالات كانوا يحافظون على تلك القيم الفاضلة التي إرتقوا بها إلى سلوك وفعل جماعي وممارسة يومية جسّدوها في عمرانهم ونشاطاتهم الإقتصادية وذلك هو جوهر التمدن والتحضر.

-------------------------------------------------------------------------------

(1) - L'Afrique du nord illustrée : journal hebdomadaire/ Claude Maurice ROBERT - 1936
 
المصدر:Bakir Bennacer

عبقرية نظام السقي في مزاب index

  • منشآت الري

    Icon 08

    يرتكز نظام تقاسم المياه في وادي ميزاب على مبدإ الاستغلال الكلي والعادل لمياه الأمطار وتوزيعها بدقة في كافة بساتين الواحة. ويشمل أيضا على أبراج ومنشآت تمكن من المراقبة الدائمة للسيول للوقاية من....

    اقرأ المزيد

  • نظام تقسيم مياه السيل

    Icon 08

    لقد تم إنشاء النظام التقليدي لتقسيم مياه الأمطار منذ سبعة قرون من طرف الشيخ بامحمد أبو سحابة سنة 1273م، وطوره بعد ذلك الشيخ حمو والحاج سنة 1707م. يقع هذا النظام بمشارف الواحة على بعد حوالي 4 كلم غرب قصر غرداية......

    تتجمع مياه السيل بطريقة طبيعية عبر حوض وادي ميزاب الذي يمتد مئات الكيلومترات بأعالي الوادي حتى وصول المكان المسمى "أملاقا" وهو نقطة التقاء وتجمع واديين هامين هما واد.........

    اقرأ المزيد

  • نظام تقسيم المياه لايتمزا تجنينت

    Icon 08

    نظام تقسيم المياه «لايتمزا» من المرجح أن يكون أول نظام لتقسيم المياه في وادي مزاب لوجوده في واحات العطف، حيث تعتبر الواحات الاولى بالمنطقة التي انشئتمع نشأة أول قصور المنطقة قصر العطف خلال القرن الحادي عشر الميلادي. والكلمة هي.....

    اقرأ المزيد

  • تقاسيم المياه والسدود

    Icon 08

    من طبيعة الصحراء ندرة الأمطار وعدم انتظامها في مواسم معينة ،وإذا ما نزلت طلا أو وابلا فإنها سرعان ما تجف و تتسرب في الرمال ،ولكي تمتلئ خزائن المياه السطحية في المنطقة ،فإن الأسلاف رحمهم الله تعالى ،بنوا سدودا تقليدية على طول مجرى الوادي في مختلف الواحات ،تتسع و....

    اقرأ المزيد

  • أهم الأودية التي تسقي واحات مزاب

    Icon 08

    واحة تغردايت تُسقی واحة تغردايت عن طريق ثلاث أودية، وهي وادي مزاب، وادي التوزوز، وادي أخلخال، وفي أعلى البساتين نجد سد بوشن وسد التوزوز روافده مهمتها تتمثل في توزيع المياه المتجمعة عن....



    اقرأ المزيد   اقرأ المزيد

  • محاضرة : منظومة تسيير مياه الأمطار .. تجربة بني يزقن



     اقرأ المزيد

 

  • السدود وتوزيع المياه بواد مزاب

    Icon 08

    هذه السدود والمواقع التي بنيت فيها، والمواد التي استعملت فيها، ومقدار الجهد الذي بذلوه في تشييدها، كل ذلك يدل دلالة صادقة على مقدار ما كانوا يتمتعون به من روح التنظيم والتضحية، ولقد كانت معلوماتهم الهندسية تقتضي أن يوائموا بين مجري الماء من ناحية وبناء المساكن في الغابات لئلا تتضرر هذه المساكن بسيل الأودية، وهذا...

    اقرأ المزيد

  • سدود واحات قصر تغردايت

    Icon 08

    عند امتلاء سد "بوشن" وعند استغناء واحات "بوشمجان" عن السيل يتم تحويل الواد إلى المجرى الكبير، إضافة إلى ما يحمله واد "أريدان" الذي لا ينسكب لا من ولا من الغرب وهو بين شعاب "بوشمجان" من جهة، وشعاب "التوزوز" من جهة أخرى من الناحية الغربية للضاية ومن الناحية الشرقية للتوزوز، ومياهه ضعيفة نوعا ما، ويسقي السدود التي ...

    اقرأ المزيد

  • مَانَشْ إِيتُّوزُونَا لَغْدِيرْ إِغْزَرْ نْ مْزَابْ؟

    Icon 08

    نظام تقسيم مياه السيل يعتمد على مبدأ الاستغلال الكلي والأمثل لمياه الأمطار وعلى التقسيم العادل لهذه المياه على مجموع الواحة. فيمكن حصر أدواره على أربعة مراحل.....

    اقرأ المزيد

  • معلومات مهمة من خبير (لاومنا) في السيول الخاصة بواد مزاب

    Icon 08

    ذكر انه السحاب الذي يطلع جنوبي شرقي إلى شمالي غربي خطير وهو كذلك بالنسبة للامطار التي تسقط في الشمال الغربي خطيرة على واد مزاب وهذا ما حدث في الكثير من الأحيان ففي سنوات الخمسينات وعلى ما يذكر في في سنة 1958 كان هناك فيضان بالواد دون أن تسقط قطرة مطر عندنا وكان في شهر أكتوبر بينما كان الفلاحون على جذوع النخيل يقطعون الغلال جأتهم المياه وكلها جليد وبرد (تبروري) فغمرت كل شيء وبقوا في أماكنهم لساعات طويلة. وعليه أرجو من الناس الذين يقطنون في مجاري المياه التفطن و...

    اقرأ المزيد

  • مهن قديمة بمزابْ وواقعها  حفر الآبار وخدمة النخيل

    Icon 08

    إنّ المهن تعزّز وجودها الضّرورةُ والحاجةُ، ويكثر طالبها لمعرفة علومها واكتشاف مكنونها ،وقد يزهد النّاس عنها إذا وجدوا بديلا أنسب لهم وأرفق لراحتهم وأخرى أيسر لقضاء أمور حياتهم ، فمن المهن السّائدة بمزاب قديما التي نشأ عليها الأجداد ، إشتغال النّاس بخدمة النّخيل وكذلك مهنة حفر الآبار وصيانتها لنزح الماء منها ، فالأخيرة باتت شبه....

    اقرأ المزيد

  • نزح الماء من البئر

    Icon 08

    يقوم الفلاّحون الميزابيون بالري عن طريق الآبار , التي تعتبر المصدر الوحيد , تقريبا , للمياه بوادي مزاب , و في ......

    اقرأ المزيد

  • كيف أنشئت آبار الواحات حول قرى مزاب

    Icon 08

    يكاد يُجمع الكتّاب الذين تحدّثوا عن مزاب أنّها واحة صناعية، وكلّ الواحات التي تكوّنت في الصحراء الكبرى من بسكرة والأغواط إلى أدرار وتميمون أنشئت على نقط طبيعية من الماء الحيّ، مثل بعض الأودية الغريزة أو عيون فوّارة، إلاّ واحات واد مزاب، فهي واحة من صنع البشر، فليس بها عين فوّارة ولا وادي مثل الواحات الأخرى، ولقد حفر سكّان القرى الخمس “أربعة آلاف بئر”، يتراوح عمقها بين ...

    اقرأ المزيد

 

 تقسيم المياه وادي ميزاب غرداية

 

السيول في غرداية 2017

 

فيديو نظام تقاسيم المياه بواحات تغردايت

للأستاذ: محمد بن أيوب الحاج سعيد الإلقاء باللغة المزابية
إضاءات 04 معالم أعلام وادي مزاب مؤسسة الضياء سلسلة حلقات تاريخية عن بعض معالم وادي مزاب وأعلامه

 

 

ALGERIE, RETOUR AUX SOURCES vallée du M'zab 

 

 مياه واد زقرير بالقرارة

 

 
 

 

عدوان بوشوشة على مزاب

عدوان بوشوشة على مزاب

Icon 09في الرابع سبتمبر من عام 1871 مساء وبمدخل واحة آت إزجن من الناحية الجنوبية وصل المدعو بوشوشة(1) بجيشه وخيّم هناك استعدادا للهجوم على مزاب ، وقد قدم من ورجلان –التي سقطت بين يديه منذ فترة قصيرة - منتشيا بانتصارات حققها فـــــي مناطق عدة ، فزحف إلى مزاب على رأس 600 مقاتلا من مهاري لمخادمة و شعانبة بروبة (2) و بعض من قبائل الصحراء ، و قد أقام ثلاثة أيام بمتليلي أين جمع مبلــــــغ 2000 فرنك وتدعم جيشه بمحاربين إضافيين – حيث وضع كل فرع من أعراش هـذه المدينة من 06 إلى 10 فرسان تحت تصرفه كتعبير عن الولاء له ، وكانت أخباره قـد سبقت وصوله إلى مزاب حيث سارع ممثلو القصور الخمسة إلى عقد اجتماع طارئ بمصلى باعبد الرحمان الكرثي وقرروا دون تردد مواجهة المعتدين بالقوة أينما حلوا دون أي تفاوض معهم ، فأعلنت التعبئة العامة و نودي في الناس بالجهاد المقدس للدفاع عن عرضهم و أرضهم و لينتقموا أيضا لإخوانهم الذين قتلوا في ورجلان على يد هذا المعتدي و نهبت و أحرقت جميع محلاتهم هناك بأمر منه(3) ، فتدفق الناس من كــــــل قصر حاملين أسلحتهم و عصيهم وكل ما يمكن التصدي به للعدوان يتقدمهم العزابــــــة و العوام متجهين إلى مكان مرتفع بنواحي آت إزجن يسمى دبدابة اتخذوه كنقطة تـــلاق و انطلاق لمواجهة العدو ، وكان بشوشة قد أرسل إليهم اثنين من فرسانه يطالبهـــــــــم بالاستسلام ودفع فدية ضخمة و تسليمه عددا من الرهائن كضمان ودليل علــــــــــــى خضوعهم لسلطته ، فكان ردهم حازما و حاسما مشيرين إلى أسلحتهم وقوتهم ، فـــأدرك عندها بوشوشة أن المزابيين مصرون على مواجهته و مستعدون لخوض حرب حقيقيـــة معه قد تكلفه غاليا ، فاضطر إلى التراجع و الانسحاب و اكتفى بإمهالهم شهر و ثلاثــــة أيام للاستسلام ، وقفل راجعا من حيث أتى ، وكأي عصابة و أو قطاع طرق لم يشـأ أن يعود فارغ اليدين فيظهر في مظهر المهزوم أمام أتباعه بورجلان، فقام بتقسيم جيشه إلى ثلاثة مجموعات ، مجموعة أولى مكونة من 270 نفرا و 15 فارسا أرسلها إلى منطقة تاجرونة حيث سطوا على 7 قطعان من أغنام سكانها و مجموعة ثانية من 300 مقاتل وجهها إلى ناحية شمال الشبكة أين استولوا فيها على 10 قطعان من أغنام تعود ملكيتهـــا لمزابيين من آت إبرقان و تغردايت بينما بقي هو مع 150 من محاربيه منتظرا بمنطقــــة زلفانة إلى أن التحقت به المجموعتان بعد إتمام عمليتيهما ليعود بعدها إلى ورجلان.

 

Icon 09خطّ أهالي تغردايت رسالة إلى ممثليهم في مدن التل يعلمونهم فيها بتفاصيل محاولة الهجوم الفاشلة لبشوشة و جيشه مباشرة بعد الحادثة وطلبوا منهم تلاوة مضمونها على كافة اخوانهم المتواجدين هناك و تم تداولها على نطاق واسع ، وقد وقعت نسخة منها بين أيدي السلطات الفرنسية مما سمح بنشر مقتطفات منها في مصدر فرنسي قديم ، وحسب رأيي إن لم أخطئ هي أقدم وثيقــــــة تتناول هذا الموضوع وهذا بعض ما ورد فيها من فقرات حرفيا تليها محاولة لترجمتها إلى العربية4:

« …Un cavalier des Beni-Isguène, nommé Youcef-Serar, vint ensuite nous annoncer que le prétendu chérif, le perturbateur, le pervers, était descendu dans les palmiers des Beni-lsguène. Les gens de Ghardaïa étaient déjà, réunis, car les dispositions du perturbateur démontraient qu’il venait réellement pour attaquer ; il y eut à la koubha de Ba-Abderrahmane une réunion générale des gens de tous les ksours du Mzab ; ils ‘y prirent l’engagement d’agir d’un commun accord pour le combattre, n’importe où il camperait.

«Dès que le cavalier Youcef eut annoncé la présence du susdit dans les palmiers des Beni-Isguène, les gens de Ghardaïa firent entendre les sons de leur musique guerrière, tambours et musettes, et, avec leurs drapeaux, ils se rendirent aux environs de Edebdaba.

Le drapeau des Azzaba était blanc, celui des laïques de Ghardaïa était rouge, et celui des Medabih (Arabes sunnites) était vert ; c’est vous dire qu’il y avait trois drapeaux. On choisit ensuite les gens qui, les premiers, marcheraient contre le perturbateur, et, pour cela, six cents hommes d’entre les plus vaillants furent désignés. A leur tête marchaient les Azzaba .

«Les Azzaba récitaient à haute voix des hymnes sacrés et les prières de sanctification ; ils appelaient sur les prophètes les bénédictions divines, car il n’y a de force et de puissance qu’en Dieu ; il est le Très-Haut, il est le Suprême. Et les clercs disaient à tout le monde : « Sachez que vous allez combattre licitement, pour protéger vos femmes, vos enfants, vos biens, vos personnes, et cela au nom de la religion. » …. O adorateurs de Dieu ! C’est ici le plus noble des djehad, Dieu vous aidera à vaincre !

«Après avoir laissé des gardes aux portes de la ville et sur les remparts notre colonne se mit en marche, les Azzaba en tête avec leur drapeau blanc, et ensuite tous les combattants, et, derrière, la musique.

«Lorsque nous arrivâmes à hauteur d’Edebdaba des Beni-Isguène, nous fûmes rejoints par les contingents de Melika, Bounoura, El-Aseuf, Beni-lsguène, chacun ayant

son drapeau, etc. »

"...... أقبل فارس من آت إزجن يدعى يوسف سرار ليعلن لنا خبر نزول المتمرد المدعو الشريف (بشوشة) إلى أجنة آت إزجن ، و سكان تغردايت كانوا قد تجمعوا - متأهبين قبل أن يصلهم الخبر – لأن كل التحركات السابقة لهذا المغامر توحي بأنه جاء وهو عازم على شن هجوم حقيقي ، و سبق أن عقد اجتماع عام بقبة (مصلى) باعبد الرحمان الكرثي لأهالي كافة قصور مزاب أخذوا فيه على أنفسهم عهدا في اتفاق جماعي أن يحاربوه في أي مكان يحل فيه. و ما ان أداع الفارس يوسف نبأ تواجد هذا العدو بواحة آت إزجن حتى بدأت تسمع بتغردايت طبول الحرب تقرع و تعزف المزامير و تتعالى أصوات رجالها بالأهازيج و الأناشيد الحماسية رافعين أعلامهم يهمون للتوجه إلى ناحية الدبدابة ، العزابة برايتهم البيضاء و العوام برايتهم الحمراء و المذابيح برايتهم الخضراء - أي أنه كانت هناك ثلاثة رايات. بعد ذلك تم اختيار600 رجل الأكثر بسالة ليكونوا في الصفوف الأمامية عند مواجهة العدو يتقدمهم العزابة الذين كانوا يرددون بصوت عالي الأذكار و الأدعية و الصلاة على الأنبياء ( " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " ، "الله أكبر"، ".... ) ، و خطبوا أمام الجميع بما يلي- : " إعلموا بأنكم ذاهبون لقتال مشروع تدافعون فيه عن نسائكم و أطفالكم و ممتلكاتكم و أهاليكم بإسم الدين..... يا عباد الله هنا أشرف الجهاد و الله بعونه سينصركم .

بعد وضع حراسة على أبواب القصر و فوق أسوارها شرعت وحداتنا في السير و العزابة على رأس المحاربين برايتهم البيضاء .وعند وصولنا إلى مرتفع دبدابة بآت إزجن انضم إلينا مقاتلون من آت مليشت و آت بنور و تجنينت و آت إزجن كل فرقة برايتها الخاصة بها....

 

عبر الأستاذ أبو اسحاق(4)

في النص نلمس قيما اجتماعية هي سر النجاح في دحر المغامرين الملاعين، فمنها «الوحدة» فالقصور جميعا مشغولة بالأمر، ومستعدة له أتم الاستعداد، ومنها «الإعلام» فهناك طبول تقرع في القصر الواحد، ومزامير تعزف وأهازيج تنشد، وهي وسيلة للفت نظر الجميع ليسأل عما يحدث ويتحمس أيضا! ومنها «النظام» فهناك رايات تنظم التحرك، ليعتمد كل فريق على نفسه في التنظيم، ويعرف دوره مع الآخرين، ومنها «القدوة» فالعزابة الذين هم في القيادة والتوجيه أيام السلم هم في قيادتهم وتوجيههم أيام الحرب أيضا! ومنها «الكفاءة» فالحرب لها رجالها، ولابد أن يتقدموا الصفوف، أخذا بأسباب النصر! ومنها «اليقظة» الدائمة فخروج المتطوعين للقتال، لا يعني ترك القصور وأسوارها وأبراجها دون حراسة، ومنها «الاستعانة بالله» بالأذكار والأدعية، فمهما كان التجهيز والأخذ بالأسباب، فالله وحده يعلم بقوة العدو، وهو وحده من يسد نقص الفئة المؤمنة المستضعفة!4

مقتطفات من هذه الوثيقة التي تتضمن الرد

Icon 09وثيقة أخرى تعود إلى ما قبل سنة 1902 من بين ما تضمنته باختصار رد المزابيين على رسالة بشوشة التي طالبهم فيها بالخضوع و الاستسلام و جاء فيها مايلي : " لن نعترف بسلطتك و لن نستسلم لك أبدا وإذا لم يكن معك ما يكفي من الذخيرة الحربية فإننا على أستعداد لإمدادك بالبارود و الرصاص بالكميات التي تكفيك " وقْع هذه الكلمات على بشوشة جعلته يعود أدراجه وينسحب خائفا دون أن ينطق بكلمة ".

يُذكر أن بشوشة وهو في طريقه لمهاجمة مزاب التقى بمنطقة النومرات بالمدعو سي الزبير (5) - الذي كان على تواصل مع المستعمر - وعقد معه اتفاق تحالف هو أقرب لصفقة منه لشيء آخر، حيث زوجه سي الزوبير احدى قريباته التي هي بنت احد زعماء أولاد سيد الشيخ - من نسب الاشراف كما يزعمون - غصبا عنها و دون رضاها بالمقابل عيّن بشوشة سي الزبير آغا على ورجلان التي هي تحت سيطرته و تمت مراسيم الزواج في حينها بمتليلي ، كان بشوشة يرمي من وراء هذا الاتفاق كسب ود اتباع سي الزوبير بورجلان وهم كثيرون و محاولة استمالة أولاد سيد الشيخ الذين لهم نفوذ يمتد الى إن صالح حتى يتمكن من اللجوء اليها لانه يعلم جيدا ان الفرنسيين سيسيطرون عما قريب على ورجلان و على كل المناطق المجاورة لها وهو ما حدث فعلا بعد ثلاثة أشهر فقط (6)

صورة ناذرة للمدعو بشوشة

Icon 09 بعد خيبته و فشله بمزاب عاد بشوشة مصطحبا معه سي الزوبير الى ورجلان بعد ان التحق به رجاله الذين استولوا على قطعان الماشية بتاجرونة و شمال مزاب ، و أقيم للآغا المعين ( سي الزوبير) عند وصوله استقبال حافل من قِبل السكان ، ومن بين الذين جاؤوا لاستقبال بشوشة الشريف محمد بن عبد الله (7) و الناصر بن شهرة .

و دون أن ندخل في تفاصيل تحركات بوشوشة بعد ذلك و التي تميزت بالكر و الفر و الاغارات و التحالفات و الانشقاقات لانها - ليست موضوعنا ولا علاقة لها بمزاب - نكتفي بذكر نهاية مغامرته التي كانت في 31 مارس 1874 على يد أحد حلفاء الفرنسيين و بأمر منهم وهو السعيد بن دريس (8) بمنطقة الميلوك جنوب إن صالح ، إذ ألقي عليه القبض و هو جريح بعد انهزامه في تلك المعركة ، - يُشار هنا الى أن غالبية أتباعه من الشعانبة انقلبوا عليه و تخلوا عنه بمجرد ان وضعت السلطات الفرنسية يدها على ورجلان - أُقتيد بشوشة بعد ذلك الى ورجلان ثم الى قسنطينة ليمثل أمام مجلس الحرب هناك في محاكمة سنحاول في المنشور القادم سرد بعض مجرياتها...

 

 

فقرات من مضمون الرسالة

Icon 09 محاكمة بوشوشة:

في بداية الأمر تمت إحالة بوشوشة على مجلس الحرب بالجزائر العاصمة ليمْثل أمامه لأن وارجلان أُلحقت حديثا بقسمها العسكري غير أنه في آخر المطاف تم تحويله إلى قسنطينة على اعتبار أن الوقائع التي قام بها بتقرت قد تم النظر فيها سابقا من طرف مجلس حرب هذه المدينة فأوكل له مهمة إتمام محاكمته في جميع القضايا المتصلة به. وقد أنكر بوشوشة مسؤوليته عن جميع الأعمال المنسوبة إليه أمام مجلس المحاكمة و صرح أنه في جميع الحالات أو الظروف التي مرّ بها كان مجرد سلوقي – كلب الصيادة - الذي أطلقه الصياد على الطريدة:

« déclara qu’en toutes circonstances pouvant nous intéresser il n’avait été que le sloughi lancé sur le gibier par le chasseur ».

و أوضـــح أيضا أنه إذا كان قد قبل بهذا الـــــدور فلأنه صدَّق بما قيل له أن فرنسا قد انتهت و أنها لا شيء ، و تداول على عارضة محكمة مجلس الحرب الكثير من الشهود من ممثلي الأهالي من مختلف المدن و الجهات التي طالتها يد بشوشة و كانت كل شهاداتهم ضده و من بين الشهود ممثل عن وادي مزاب يدعى حمو بودعاس ، و قد طعن بوشوشة في أقوال جميع الشهود وقال بأنهم مخادعون و يسعون فقط لمصالحهم الشخصية و لم يكونوا أبدا أوفياء و استثنى منهم ممثل مزاب وقال أنه ليس لديه ما يقوله ضد شهادة هذا الشخص أو ضد من يمثلهم .

و أدرك بوشوشة بعد ذلك أن أيا من أقواله أو حججه لن تُقبل و لن يعتدّ بها وهو ما دفعه إلى إظهار آثار الجروح البليغة التي شوهت رقبته و جسمه وقال " أنا لا أخشى الموت و أعلم أنكم ستدينونني و أنتم محقون في ذلك فلقد تعرضت للسرقة و الخيانة و محاولة الإغتيال و النفي من أولئك الذين خدمتهم - ويقصد هنا أنه خُدع من طرف الذين تحالف معهم - ولم يبقى لي إلا أن أموت و أنا مستعد لذلك و ليس لي شيء آخر أقوله لكم فارحموني وعجلوا بإعدامي .

دامت مدة محاكمته 15 يوما و بقي ثلاثة أشهر في السجن قبل أن ينفذ فيه حكم الإعدام يوم 29 جوان 1875 على الساعة الخامسة صباحا في معسكر بضواحي قسنطينة يسمى:

"Camp des oliviers"

 

معلومة إضافية :

يبدو أن السلطات الفرنسية قد قدمت بعض التعويضات المالية للأشخاص الذين سرقت ماشيتهم من طرف بشوشة و أتباعه بمزاب ، حسب ما جاء في مضمون رسالة قديمة صدرت عن رئيس مكتب الأهالي للأغواط النقيب ديرون بتاريخ 16 أفريل 1873 أين طلب فيها من بعض الأشخاص المذكورين بالأسماء المجيء إلى الأغواط لاستلام المبالغ المالية أو يوكلوا من ينوب عنهم ؛ من المحتمل جدا أن تكون هذه التعويضات مندرجة ضمن بنود معاهدة الحماية لسنة 1853 . 

------------------------------------------------------------------------------------

الهوامش

(1)  محمد بن تومي بن ابراهيم المدعو بوشوشة ولد في الغيشة بجبل عمور حكم عليه في عدة قضايا بتهم السرقة والسطو أولها سنة 1862.

(2)  شعانبة بروبة هم الذين استوطنوا بورجلان

(3) أحداث مأساوية وقعت بورجلان بعد سقوطها بيد بوشوشه في مارس 1871 قتل و نهب و حرق في حق المزابيين

(4)Sala AbouIsha

(5) سي الزوبير ولد سي بوبكر من أولاد سيد الشيخ ( شقيق الخليفة سي حمزة) آغا ورجلان من 1854 الى غاية نهاية 1861 تمت تنحيته لاسباب صحية ليعيده بشوشة لمنصبه توفي سنة 1879 بڨورارة

 (6) تمكن الفرنسيون من السيطرة على ورجلان في 2 يناير 1872 بقيادة الجينرال دولاكروا

(7) الشريف محمد بن عبد الله الذي سانده المزابيون في معركته ضد الفرنسيين بالاغواط و أنقذوا حياته و هربوه الى ورجلان

(8)السعيد بن دريس شقيق آغا ورجلان الحاج محمد بن دريس الذي عينته فرنسا

المصدر منشورBakir  Bennacer

قصور مزاب السبعة

قصور مزاب السبعة سا ن ئغرمان

  • سا ن ئغرمان ⵙⴰ ⵏ ⵉⵖⴻⵔⵎⴰⵏ

    c 7من مظاهر حضارة المزابيين مدنهم وفنها المعماري، وعدده المدن الرئيسية العامرة إلى الآن سبعة، باستثناء القصور التاريخية العتيقة، والتي لم يبق منها سوى بعض....

    اقرأ المزيد

  • سيرة إنشاء القصور السبعة

    c 7عندما شيّد بنو مزاب مدنهم الحالية التزموا أن تكون لكلّ واحدة منها واحتها الخاصّة التي هي مصدر معيشتها, و سوقٌ لتجارتها و تبادل منتجاتها مع المحيط الخارجي, ومسجد واحد لإقامة شعائرها الدينية, و لم تشذ عن القاعدة سوى تَاجْنِينْت إثر.........

    اقرأ المزيد

  • أصل تسمية قصور مزاب السبعة

    c 7حقيقة كلمة تَغَردايت،آت مْــليــشْــتْ، آت ايزجن، آت بونور، تَجْنينت، آت إيبرڤان (مع نقطة زائدة فوق القاف)، إيڤرارن (مع نقطة فوق القاف)...

    اقرأ المزيد

  • وثيقة قديمة فيها اسماء القصور

    c 7حقيقة وثيقة قديمة ذكرت فيها اسماء القصور كما هي متداولة باللغة الأمازيغية
    تغردايت آت يسدجن  آت مليشت  آت بونور  تجنينت
    ...

    اقرأ المزيد

  • العطف تَــاجْنِـينْتْ ⵜⴰⵊⵏⵉⵏⵜ

    c 7

    تُعد من أقدم القصور السبع، يقصد بهذه الكلمة المكان المنخفض، أسسها الشيخ خليفة بن آبغور سنة 402 هـ 1012م، تقع على بعد سبع كيلومترات من آت بونور، حُرِّف اسمها إلى  العطف...

    اقرأ المزيد 

  •  بنورة آتْ بونورْ ⴰⵜ ⴱⵓⵏⵓⵔ

    c 7بعد العطف نشأت بنورة، وهي في أعلى جبلٍ منقطعٍ عن السِّلسلةِ الجبلية التي تُجاورُها من الشَّرق، وتستدير بها من ناحية الشَّرق كالسُّور الحصين الذي يزيدُها مناعةًويمرُّ وادي ميزاب من غربها وجنوبها. وقد نشأت مدينة بنورة في سنة 437هـ. ومن أوَّل من عمرها أولاد أبي إسماعيل وهي في...

    اقرأ المزيد

  • غرداية تَـغَــرْدَايْتْ ⵜⴰⵖⴻⵔⴷⴰⵢⵜ

    43أنشِئت سنة 447 هـ 1053م، وأول من سكنها الشيوخ بابا وَالجَمَّة، وأبو عيسى بن علوان وبابا سعد، وأصل تسميتها : تَغَرْدَايْتْ بالمزابية وهي القطعة المستصلحة من الأرض، و...

    اقرأ المزيد

  • بن يزقن  آتْ اِيزْجَنْ ⴰⵜ ⵉⵣⵊⴻⵏ

    c 7

    أُسّست سنة 720 هـ 1321م، واسمها نسبة إلى القبيلة المصعبية التي سكنت المدينة. تعتبر آت ايزجن، من عواصم العراقة العلمية والدينية، وهي المدينة الوحيدة التي حافظت على أصالتها المزابية من كل النواحي إلى اليوم، وتعتبر المدينة المزابية المثالية، ومن أهم مميزاتها، سورها الذي لايزال قائما إلى اليوم، وتقع بعد آت امْليشْتْ...

    اقرأ المزيد

  • مليكة العليا  آت مْلِــيشْــتْ ⴰⵜ ⵎⵍⵉⵛⴻⵜ

    c 7

    أسست عام 756 هـ  1355م، اسمها نسبة إلى " مْلِيكْشْ " أحد زعماء قبيلة زناتة التي تنتمي إليها قبيلة بني مصعب تقع على هضبة مرتفعة نسبيا بين قصري تغردايت وآت ايزجن، يستطيع الناظر منها أن يرى القصور الثلاث تغردايت، آت ايزجن، وآت بونور...

    اقرأ المزيد

  • القرارة تِـيــﭭْــرَارْ أو ئـﭭْرارن ⵉⴳⵕⴰⵔⴻⵏ 
    c 7أسست سنة 1040 هـ 1631م، معنى تسميتها الجبال البيضوية التي بجانبها سهول صغيرة مقعرة بستقر فيها الماء. تقع على بعد حوالي 110 كلم شرق القرى الخمس، وهي على أرض طينية، على خلاف المدن الأخرى التي تقع على جبال صخرية، وتشتهر بواحتها الشاسعة التي يسقيها وادي زﭬْـرير.........

    اقرأ المزيد

  • بريان آت إبَرْﭬـان ⴰⵜ ⵉⴱⴻⵔⴳⴰⵏ

    c 7

    أُنشئت سنة  1060هـ  1690م، وهي خيمة مصنوعة من الوبر، وقد كان أهلها ذوي خبرة في نسج هذا النوع من الخيم. تقع في تقاطع الأودية الثلاثة بالُّوحْ، السّودان، ووادي نْ سَا...

    اقرأ المزيد

  • أهم المراحل التاريخية لبني مزاب

    Icon 07

    العهد الأوّل  من الفتح الإسلامي إلى أواخر القرن الرّابع الهجري.
    لعهد الثاني  من اواخر القرن الرابع إلى نهاية القرن الثّامن الهجري


    اقرأ المزيد

  • مزاب وأصل التسمية

    Icon 09

    أصل كلمة آت إيغرسان إيغرس 
    أيهم الأدق ميزاب أم مزاب؟ 
    ميزاب نسبة للفعل زاب ؟ 
    هل ميزاب نسبة إلى ميزاب الكعبة ؟ 
    مضاب أو مصاب؟ 
    بين كلمة مصعب و مزاب ...

    اقرأ المزيد

  • حياة بني مزاب الاقتصادية عبر التاريخ

    Icon 08العهد الأوّل الثاني الثالث الرابع 
    المزابي بين التدين الشديد والروح الاقتصادية الرأسمالية/حب المزابي للأرض/نزح الماء من البئر/تربية الأنعام/المعزة المزابية/مراحل نضج التمر/مكونات النخلة
    ...

    اقرأ المزيد

  • الحياة السياسية

    Icon 09سرار نجاح العمل السياسي لدى المزابيين/النّشاط السّياسي لبني مزاب في شمال إفريقيا/العلاقة الطيبة بين المة مزاببة و العثمانيين/رفض الالمزابيون استقبال الإمبراطور نابليون/قرار إلحاق مزاب بفرنسا ومعاهدة الحماية...

    اقرأ المزيد

  • Ghardaia cart

    ولاية غرداية

    التعريف بولاية غرداية
    موقع ولاية غرداية
    المعطيات الإدارية
    المعطيات الفيزيائية: التضاريس
    المناخ
    القرى السبع لولاية غرداية
    مدن ولاية غرداية...

    اقرأ المزيد

  • عشائر وألقاب بني مزاب

    Icon 09المزابيون

    تعريف العشيرة المزابية / التأصيل الشرعي لنظام العشيرة  / نبذة تاريخية عن نظام العشيرة في وادي مزاب / نظام العشيرة حاليا / مجلس العشيرة

    اقرأ المزيد

 

 

 

 

قيمة العمل عند المرأة المزابية

قيمة العمل عند المرأة المزابية(01)

Icon 07

لقد أثرت قساوة الطبيعة الصحراوية الصخرية إيجابا على سلوك المزابيين، فصار العمل عندهم، قيمة تلازمهم طول الحياة، فعلى كل فرد في المجتمع أن يكد ويتعلم حرفة تدفع عنه الفقر، وتعلمه الاعتماد على النفس وعدم انتظار المساعدة من الغير. لذلك فإن من ضمن ما تتعلمه البنت منذ صغرها إلى جانب شؤون البيت المختلفة نسيج الزرابي والألبسة الصوفية، والخياطة وغيرها، فالبنت مطالبة بنسج أفرشة بيت الزوجية، وإن لم تقم بذلك عد عليها منقصة وضعفا، كما عليها أن تنسج وتخيط لباس زوجها وأولادها، وأن تكون المفروشات التقليدية لبيت استقبال الضيوف من صناعة يدها، كذا الأطباق المختلفة التي تقدم للضيف وإلا عدت ناقصة ولا تستحق لقب ربة بيت.

"لقد كان اقتصاد المنطقة يتعاون على حمله كلا الجنسين، فبينما يظل الرجل في بستانه مُكابداً لقساوة الطبيعة وصادا لغارات البدو، كانت المرأة في منزلها تغزل وتنسج، علاوة على قيامها بشؤون البيت المعروفة."

فإلى عهد قريب كان النسيج في مزاب، يمثل موردا رئيسا في توفير حاجة المزابيين من الملبوسات الصوفية، والفائض منه يتم مقايضته بالمادة الأولية وبعض المواد الغذائية التي يأتي بها البدو للبلد كالسمن والقمح وغيرها، وكانت المرأة هي سيدة هذا القطاع الإنتاجي بلا منازع، وكانت يديها تدر ذهبا، إذ ذكرت التقارير الاستعمار الفرنسي أن قيمة ما تنتجه النساء المزابيات من المنسوجات الصوفية في القرن التاسع عشر الميلادي، تقدر بما يقارب 70 ألف قطعة سنويا، ﺑ 20 فرنك فرنسي للقطعة الواحدة، وكانت حوالي سبعة آلاف امرأة مزابية تشتغل في النسيج بالبيت، بقوة إنتاجية تساوي 10 قطع سنويا للمرأة الواحدة.

إلى جانب قيمة الإنتاج الذي تمتاز بها المرأة بمزاب فهي تمتاز أيضا بقيمة الاقتصاد في المعيشة وترشيد استهلاكها، فلا يسمح بالتبذير بكل مظاهره، والاستهلاك يكون فقط على قد والأم هي الحارس الأول والضابط لهذا السلوك، حيث تنشئ عليه أبناءها الذين سيعيدون إنتاج نفس الأنماط الاجتماعية؛ فيصبح العمل وتقديسه، والحرص على الاقتصاد ونبذ الإسراف عادة، وخاصية نمط عيش، مبني على الاكتفاء الذاتي والتكيف مع معطيات الحياة مهما كانت، إلا أن تطور الحياة وما شهدته أنماط المعيشة من تحولات عميقة، لم تبق للمرأة ذلك الدور الاقتصادي كما كان.

-------------------------------------------

(01) nir-osra.org

كيف أنشئت آبار الواحات حول قرى مزاب

كيف أنشئت آبار الواحات حول قرى مزاب

Icon 08

يكاد يُجمع الكتّاب الذين تحدّثوا عن مزاب أنّها واحة صناعية، وكلّ الواحات التي تكوّنت في الصحراء الكبرى من بسكرة والأغواط إلى أدرار وتميمون أنشئت على نقط طبيعية من الماء الحيّ، مثل بعض الأودية الغريزة أو عيون فوّارة، إلاّ واحات واد مزاب، فهي واحة من صنع البشر، فليس بها عين فوّارة ولا وادي مثل الواحات الأخرى، ولقد حفر سكّان القرى الخمس “أربعة آلاف بئر”، يتراوح عمقها بين 20 إلى 60 متر، ويكاد يجمع الناس أنّ هذه الآبار حفرت بالطرق البدائية، أي أنّ البارود والمفرقعات لم تستعمل إلاّ في الآونة الأخيرة، ولقد كان حفر الآبار يخضع للعديد من شبه القوانين والأعراف التي تواضع عليها الناس، وحسن بنا أن نتحدّث عنها وإن طالت بنا.

1كيف يُختار مكان البئر حتّى تصادف ماء غزيرا ؟

هناك ناس عقلاء يدركون بالتجربة ويتحسّسون الأمكنة وهم معروفون في كلّ قرية، وقد تستدعي قرية شخصا من قرية أخرى، وأغلب هؤلاء ممّن يستطيعون أن يقوموا بهذا العمل أو يشرفون عليه، وقد سمعتُ حكاية بهذا الصدد لا بأس بإثباتها هنا حتّى يتعرّف عليها أصحاب التكنولوجيا.

يقال إنّ هناك بئرا في غرداية تسمّى “ورْوارَى نَ لْكَعْبُوشْ”، والوروارى هو البئر الحيّ التي لا تنضب في أشدّ حالات القحط، ويقال إنّ هذه البئر بدأ أصحابها بحفرها وبلغوا إلى مائة ذراع، وهي في الغالب نهاية ما يمكن أن يصل إليه الإنسان -وهو يأمل-، أمّا إذا تجاوز هذا العمق فيصبح قليل الأمل في وجود الماء، ولمّا لم يجد الحافرون الماء اقترحوا أن يجعلوا لها نفقا…وكان المموّلون للمشروع على حافّة الإفلاس، ولكن الحافر لم ييأس، فأخذ ثلاثة قصع صغيرة، وهي المسمّاة عندنا “تازوضا” (إناء خشبي مقعّر، يُقال لها أيضا جفنة أو جفان، وتُنطق الزاي مفخّمة) وجعل في كلّ واحدة منها نوعا من الصوف يقال لها “تِفِيزَّى” بتفخيم الزاي، وكفأ تلك الأواني على الصوف، ووضع واحدة في أوّل النفق والثانية في الوسط والثالثة في آخره، ورجع بعد ثلاثة أيام فوجد الصوف الأولى يابسة وصوف الثانية يابسا وصوف الثالثة نديا يقطر ماء، فحفر في ذلك الموضع عشرة أذرع وإذا بصخرة يتفجّر منها الماء، وما كاد يجمع أثاثه وعمّاله ويصعد من البئر حتّى امتلأت البئر. وهذه واحدة من مئات الطرق التي يتحسّس بها وجود الماء.».

وممّا هو قريب من هذا ما أورده الأستاذ يوسف الحاج سعيد في كتابه تاريخ بني مزاب عن الشيخ المرحوم الحاج صالح لَعْلي، عندما أمر بحفر بئر المسجد في عهده فلم يجدوا ماء كافيا بعد طول الحفر، فطلب منهم الشيخ أن يدلوه في البئر بتوأدة، وهو يتحسّس الجدران ويتصنّت إلى أن وصل إلى موضع بفراسته وبتوفيق من الله، فأمرهم بفتح نفق فيه فكان منه مورد للماء غزير.

بقلم  Malika DZ

 

لاومنا خبير في السيول بواد مزاب

معلومات مهمة من خبير (لاومنا) في السيول الخاصة بواد مزاب

Icon 08

ذكر انه السحاب الذي يطلع جنوبي شرقي إلى شمالي غربي خطير وهو كذلك بالنسبة للامطار التي تسقط في الشمال الغربي خطيرة على واد مزاب وهذا ما حدث في الكثير من الأحيان ففي سنوات الخمسينات وعلى ما يذكر في في سنة 1958 كان هناك فيضان بالواد دون أن تسقط قطرة مطر عندنا وكان في شهر أكتوبر بينما كان الفلاحون على جذوع النخيل يقطعون الغلال جأتهم المياه وكلها جليد وبرد (تبروري) فغمرت كل شيء وبقوا في أماكنهم لساعات طويلة. وعليه أرجو من الناس الذين يقطنون في مجاري المياه التفطن وأخذ الحيطة دون التهويل والتهريج لأن هناك كابح المياه بلعذيرة والضاية غير أن الخطر قائم خاصة وان الامطار قوية هطلت في معظم الشمال الغربي منها الأغواط وحاسي الرمل .

*إذا كانت أية معلومة حول الامطار في النواحي المشار إليها (الأطلس الصحراوي) يرجى الإعلام بها ولكم جزيل الشكر والامتنان

#واوضح_طريقة_فهم_السحب_التي_ترمز_إلى_سيلان_الاودية_الغزيزة_والقوية

وعندما تكون مقابل القبلة لتصلي أدر قليلا يسارا ثم توقف عن يمينك ، هو الجنوب عن يسارك الشمال من ورائك الغرب أمامك هو الشرق الآن إثبت نفسك كما أنت وجهتك دائما نحو الشرق فالمكان الذي مابين الشرق والجنوب بدرجة 45 هو الجنوب الشرقي تبقى دائما في مكانك المكان ما بين الشرق والشمال أي ما بين ماهو أمامك وما بين يسارك هو الشمال الشرقي وما بين الجنوب والغرب هو الجنوب الغربي ومابين الشمال والغرب هو الشمال الغربي

وأذكرك بأن الخطر دائما قائم لماذا ؟؟ لأن الفرنسي الذي وضع خريطة التساقط والاودية في واد مزاب أخبر الناس آنذاك أن هناك أودية عشرية كل عشر سنين واودية خمسينية كل خمسين سنة وأودية مئوية كل مئة سنة وأودية ألفية كل ألف سنة وهذا بناء على دراسة ممحصة ودقيقة جدا

وعليه فالخطر قائم والحذر واجب فلدينا عشر سنين من 2008 تزيد أو تنقص.

وذكر في دراسة للرائد روبان 1884 "مزاب وإلحقاه بفرنسا" الكثير من المعطيات الخاصة بالمنطقة.

ان الضباط الفرنسيين المكلفين بدراسة وبناء الثكنة العسكرية " التي حولت بعد الاستقلال إلى ما يسمى بنزل الرستميين" لم يتفقوا بخصوص اختيار المكان المناسب لها وتوجد وثيقة في هذا الموضوع وهي مراسلة موجهة إلى الحاكم العسكري بالأغواط مضمونها:

"لا يمكن أن نبني في مجرى الواد ثكنة عسكرية فقد تتعرض المنطقة كلها للفيضان "

وذكر في هذه الدراسة حول مجرى واد مزاب والمياه التي تأتيه من بعيد أن المياه يمكن ان تغمر كل المنطقة ولا يبقي إلا أقل من متر من صومعة المسجد العتيق بأعرقوب .

 

لَاوَمْنَا أَغَرْمْ نْ آتْ اِيقْرَارَنْ(01)

هم أفراد من ذوي الخبرة والحكمة، يشكلون منظمة عرفية تقوم بدور الحسبة، تحت إشراف العزابة وتوجيههم، تتولى مراقبة الوادي، ويسمون بالميزابية (لَاوَمْنَا)، ولهم مهام كثيرة ومتعددة منها:

أوّلاً، مراقبة هياكل الري:

يراقب أمناء السيل كل هياكل الري التقليدي منذ وصول الأودية، ويمنع أي تغيير، أو تعديل لحجم قنوات توزيع المياه على الأجنة والحدائق لأنها وضعت منذ البداية بدقة، وعلى مقاس مساحة وعدد تخيل كل بستان، وكل من أتلف أو عدَّل أو أحدث تغييرا في مصارف الري وهياكله يتعرض لعقوبة البراءة العلنية في المسجد.

ثانياً، تصريف مياه الغدير:

ومن مهامهم كذلك التحكم في تصريف مياه الغدير نحو الواحة، أو إلى سهل لعميد، أو إلى ضاية الشيحية الخارجية، وكذا فض النزاعات بين الشركاء والورثة حول الآبار والسواقي، وكذا منع البناء في الأراضي الزراعية، ومنع كل الأعمال التي تُسيء إلى البيئة أو تلوث المياه أو تضر بالمجتمع. كما يتولى الأمناء مراقبة السحب، وتهاطل الأمطار في الصحراء، وتلقي أخبار الوادي من العرب الرحل في الصحراء، وترقب وصول الوادي فجأة، مما يسبب غرق الأشخاص وممتلكاتهم، ويقع التنبيه بوصول الوادي وحجم غزارته، بإطلاق البارود أو الإعلان عنه في صومعة المسجد بالتسبيح ثلاث مرات: "سبحان الله سبحان الله سبحان الله"، وبعدها ينادي المؤذن (الواد الواد)، وهو إنذار لأصحاب الممتلكات، وكل من هو في الغابة عاملا، أو ساكنا أن يقوم بسرعة بكل الاحتياطات، كإنقاذ الممتلكات من خضر ومزروعات وحيوانات وآلات إلى الأماكن المرتفعة، أو القيام بتصفية المصارف والقنوات.

ثالثاً، مراقبة حالة المجاري:

ومن مهام أمناء السيل مراقبة حالة المجاري وصيانتها، وتقسيم مياه الوادي من المستحدثات، والتلف والتعديات لضمان توزيع المياه بعدل على كافة جهات الغابة، والتحكم في فتح المصارف وغلقها في (أَحْبَاسْ الفُسَاعَه)، أو (أَحْبَاسْ الشِّيحِيَّه) حسب الحاجة والإشراف عليها، وحسب خطورة فيضان الوادي، بشكل يضمن تدفق أكبر كمية من الماء إلى الواحة، وحماية السدود من الانهيار، ويحدد الأمناء كذلك أيام بقاء مياه الوادي داخل الواحة صيفا وشتاء، لضمان عدم تلوثها، وإعاقة الفلاحين من مواصلة نشاطهم بعد انحسار مياه الوادي، ثم تصريف المياه الملوثة للناحية القبلية نحو سهل لعميد عبر (مْنَافَذْ) مصارف خاصة منخفضة تضمن خروج كل المياه، أو يتم ذلك بفتح مصارف الشيحية الخارجية لتصريف مياه الناحية الغربية من الواحة. ومن مهامهم كذلك مراقبة نظام تقسيم مياه السيل بين البساتين، كل حسب مساحته، وعدد نخيله، بغرض العدل، والاستفادة العقلانية بكل قطرة من ماء الغدير.

 ------------------------------------

(01) كتاب "القرارة من دخول الاستعمار الفرنسي إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى (1882م - 1921م)" صالح بن عبد الله أبو بكر. ص513-514

المصدر nir-osra.org

مؤتمر لا إله الا الله ودوره في الحياة الاجتماعية للمزابيين

مؤتمر لا إله الا الله ودوره في الحياة الاجتماعية للمزابيين(01)

Icon 07المؤتمر النسوي لا إله إلا الله:

هو عبارة عن لقاء سنوي للنساء الإباضيات في قرى واد مزاب تحت إدارة وإشراف هيئة الغاسلات ومعِيناتهن بصحبة المرشدات الصالحات اللائي لهن نصيبهن من الثقافة والمعرفة.

ينعقد في فصل الربيع من كل عام في المدن الخمس بالتناوب، أما مدينة القرارة وبریان فتعقِدانه منفردتين كل على حدة، وهذا بسبب بعد المسافة بين كل منهما وبينهما والمدن الخمس البعيدة، ولكن يبدو أنه يمكن للمدينتين أن تنظما المؤتمر مع المدن الأخرى نظرا لتوفر وسائل المواصلات، وظروف الإيواء الأمر الذي كان صعبا قبل هذه الفترة، فانضمامهما للقرى الأخرى لا شأن أنه يحقق فوائد كبيرة، ونتائج حسنة.

2.سبب تسمية المؤتمر بلا إله الا الله:

إنها تسمية تدعو إلى التساؤل فما الداعي إلى اختيار جملة التوحيد التي صارت عنوانا للمؤتمر؟

قيل أن امرأة في زمن غابر بــ " مليكة " سمعت مولود ما يردد دعوة الشر لوالديه، فاستفسر أولياؤه شيخ المسجد في الأمر، فنصحهم بتأليه الله سبعين ألف مرة، فذكر كل ولي من أولياء المولود الله ألف مرة، فسكت المولود ودعا لوالديه بالجنة. ومهما يكن أمر هذه الأسطورة فإن هذا المؤتمر يُتوَّج افتتاحه ويختمه بترديد "لا اله الا الله".

3.برنامج ومحطات المؤتمر:

يفتتح هذا المؤتمر في" روضة الشيخ عبد الرحمن الكرثي" الكائنة بسفح جبل مدينة مليكة، واختيار المكان حسب ما يبدو راجع إلى مناسبة سكن عالم مليكة في الحكاية السالفة الذكر، أو ربما للعادة المتعارف عليها منذ القديم من إمامة إمام مدينة مليكة للصلاة أثناء اجتماع مجلس عزابة القصور، ولإحياء ذكرى الشيخ عبد الرحمن الكرثي. وفي المقبرة بالذات، للتذكير بالآخرة وما ينتظر الإنسان من حساب على أعماله حتى تكون كل خطوات الحاضرات وأعمالهن لوجه الله لنيل سعادة الدارين.

ينعقد في فصل الربيع من كل عام، وغالبا في النصف الأخير من شهر ماي. يفتتح فيه بدعاء الاستفتاح وتلاوة سورة الفاتحة وبعض سور القرآن الكريم.

هذا اللِّقاء يعتبر تمهيدا يُناقش فيه جدول تنظيمي لبقية الأيام في القرى الأخرى من طرف هيئة غاسلات كل قرية فيناقشن المسائل المستجدة والطارئة على ضوء الدين والأخلاق والسلوك العام. ويتخذن إجراءات أساسية بعد استعراض الحالة الراهنة للمرأة الإباضية في ميزاب وما طرأ عليها من تحديات وإغراءات وفتن في دينها ولباسها، فيحددن جدولا لأيام اللِّقاءات حتى تتهيأ كل مدينة لاستقبال النساء الوافدات إليها زرافات ووحدانا.

يستغرق اللِّقاء يوما کاملاً منتظما لتلاوة الذكر الحكيم والتوجيه والتذكير وتوزيع الصدقات تتخلله فترة استراحة لأداء الصلاة.

بعد أسبوع من هذا الاجتماع التمهيدي تبدأ الملتقيات في أيام الاثنين و الخميس، ابتداء من مدينة غرداية واختتاما بالعطف، يفتتحن الملتقيات بتلاوة سورة من القرآن الكريم فسلسلة من الأذكار وترديد: "لا إله إلا الله" - ألف مرة - فيُسبحن ويذكرن الأذكار كثيرا، ثم يلقين کلمات توجيهية في الوعظ والإرشاد والتحامل على البدع المستحدثة. وبعد الغذاء تنصرف النساء كل إلى دارها للصلاة ويرجعن بعد العصر لسماع القرارات حول عوائد الأعراس والمآتم. ثم يفترقن بالدعاء والتهليل، وهذا دون التدخل في كل ما يرتبط بالأعراس في كل قرية، ولكن يركزن على محاربة الإسراف والتبذير والعادات السيئة والبدع الضارة بالأسرة والمجتمع ومقاومة ما يقوم به الاستعمار من محاربة المسلمين.

4.دور مؤتمر لا إله إلا الله:

يبدو أن أهم دور لعبه هذا المؤتمر منذ ابتدائه هو تقوية الإيمان بالله، وتقوية أواصر الأخوة الإسلامية، وإشاعة روح المحبة والمودة بين المجتمع النسوي ليحسسن بالتضامن، وتضافر جهود النساء لمقاومة البدع الضالة، وتوعيتهن بشؤون دينهن، وتوجيه العائلة إلى ما فيه صلاحها الدنيوي والأُخروي، فتمكنت بذلك من المحافظة على المجتمع أمام كل الأساليب التي كانت تقوم بها فرنسا وما تركته من رواسب، والحذر من مغريات الدنيا.

أخيرا، لمجالس الغاسلات أثر بارز في المحافظة على الدين ولا ينكر هذا إلا جاحد مغرض.

 ---------------------------------------

(01) رسالة تخرج "نظام العزابة" صالح بن عمر سماوي ص149 - 150

المصدر nir-osra.org

مراحل نضج التمر

بعد تأبير النخلة "أسيجل او اجّال"

Icon 09

1 بارير : ما ينتج بعد فعل "ابرر" وهو التأبير 

2 تاغيوت : تاداليت ول تويشي 

3 تورشيمت : تواششا مي توضاد س تازدايت تاداليت 

4 أوتشيض : بسي يوو بسي تاغيوت

5 آملاو :غي مانشي توو أي تولو 

6 أينيو آكبور : يتوسكرم باجو 

7 ألبوز : اي لهوير

في حالة عدم  تأبير النخلة " ول يسيجل او ول توجيل"  نحصل على 

أداون : ول تواججل

ملاحظة : الترقيم في الصورة لا يتسق مع الترتيب في القائمة

 

 

جدول يوضح مراحل نمو التمر:

 

 

التسمية بالمزابية   التسمية بالعربية التعريف

بارير 

الخلال
بداية تشكل البلح ، مباشرة بعد التلقيح

أداون

الشيص بضم الماء

البلح  الذي لم يلقح ، ينمو ولا ينتج ثمرا، يكون بنوات ضعيفة لا تنبتيجفف ويقدم للحيوان ، أو يوضع في مكان دافئ ويغطى حتى يطيب. ( وهو ماسمي بالميزابية آشمان فيأكله الإنسان عند الأزمة أو الإحتياج.

تورشيمت

الرمخ بسكون الراء البلح الذي نضج بفعل حرارة التربة أو البخار... في أيام زمان ، كان يؤكل لوحده كخضرة ، أو يأكل مع الطعام الكسكسي وهو ما يسمى ب " أوشو د تورشيمت "

أجرضوم 

البسر البلح عندما يدخل مرحلة النضج ، فيتغير لونه إلى الأحمر أو الاصفر

تاغيوت

البلح لونه أخضر

أنكير

التدنوب تمر بدأ يطيب أسفله

أتشيض

المتجزع تمر طاب إلى مستوى النصف

أملاو

الرطب تمرة ناضجة حديثا ،  لا معة غير منكمشة لإحتوائها على نسبة عالية من الماء

أينيو

التمرة تمرة كاملة النضج ، منكمشة ومركزة صالحة للتصبير التقليدي في خزان التمر " باجو " المبنى في زاوية الحجرة المخصصة لقوت العيال

تيني

التمر التمر بصفة عامة وبجميع أنواعه

 

 

 -------------------------------------

المرجع: كتاب السيدة عائشة عوف "وصفات جدتي من صيدلية النخلة"صفحة 05

مزاب وأصل التسمية

  • أصل كلمة آت إيغرسان إيغرس

    Icon 07
     إيغرسان مفردها إيغرس وهي البئر العميقة  يطلق على البئر تسميات مختلفة باللغة الأمايغية والتسمية الشّائعة لدى المزابيين هي كلمة «تيرست» وهناك مصطلح ىخر وهو «إيغيرسان» ومفردها «إيغيرس» ومعناها البئر العميقة وهي مشتقة من كلمة «أرسان» بالبربرية التي لها نفس المعنى أي البئر ولقد أشار البكري إلى هذه التسمية في ذكر الآبار المنتشرة في بلاد المغرب حيث قال: «,,,وهي آبار كثيرة مبنية من خشب العرعار ,,,, وتسمّى بالبربرية أرسان,,» وهناك مصطلح «خطّارَ» وهي تطلق على البئر في...

    اقرأ المزيد
  • بين كلمة مصعب و مزاب

    Icon 08
    (... كان تلامذة أبي الربيع سليمان بن يخلف (ت: 471هـ/1078م) من أهل سوف وأريغ ووارجلان ومزاب وقسطيلية حلقوا على أبي محمد في تين زراتين...)
    { ما يهمنا في هذا النقل أكثر هو ورود تسمية "مزاب" بهذا الرسم دون مدٍّ بعد الياء، وأيضا بالزاي لا بالصاد، وهذا يقضي على فرضية تحول الصاد إلى الزاي، كما تتناقل الكثير من المراجع، وتعلل ذلك بميل البربر إلى...

    اقرأ المزيد

  • مضاب أو مصاب؟

    Icon 07

    مضاب أو مصاب -كما يذكرهم ابن خلدون- وهو الأدق، ومصاب جد للميزابيين، وقد أبدلت صاده زايا فقط، فقيل مزاب، وهذا أولى من التمسك بتأويلات معرّبة، في حين إن أهل المنطقة أمازيغ اللسان!...

    اقرأ المزيد

  • أيهم الأدق ميزاب أم مزاب؟

    Icon 07
    الإسم الحقيقي للمنطقة و للوادي و للشعب هو : مْـزَابْ و ليس : مــــيـــزاب ، فالصواب  مْزاب ، و ليس ميزاب ، فعند إضافة ال التعريف تنطق بكسرة فقط و ليس بياء : الــــــمــِــــزابي...

    اقرأ المزيد
  • هل ميزاب نسبة للفعل زاب ؟

    Icon 09

    أصل تسمية الوادي عربية جاءت من الفعل زاب، نقول :زاب الماء أي جرى  المعجم العربي الأساسي مادة زاب 
    لفظ ميزاب اسم آلة وزوب الماء أي انحداره وانصبابه كالميزان آلة الوزن...

    اقرأ المزيد

  • هل ميزاب نسبة إلى ميزاب الكعبة ؟

    Icon 08

    أما ما استدل به الشيخ القطب رحمه الله من أن لفظ ( ميزاب ) أصله ميزاب الكعبة و القصة التي حدثت للإمام الإباضي أبو بلال مرداس بن حدير حينما كان يدعو تحت الكعبة فسقطت عليه قطرة من الميزاب ، إلخ ، فهذا مردود من عدة جوانب :

    أولا: أن الشيخ اطفيش...

    اقرأ المزيد

  • أيهما أسبق بن خلدون أم  الدرجيني ؟!

    Icon 08
    ومن دون تردد؛ فـ "مزاب" أسبق؛ فهي الأقرب لما ذكره ابن خلدون في نسب البربر لولا التحوير، والدرجيني قبله حافظ لنا على الأصل، وإذا سلمنا أن البربر -السكان الأصليين لهذه البلاد- يصعب عليهم النطق بالعين، فنقول: إن تسمية "بني مصعب" تعريب لـ "مزاب"، وقد نفترض وقوع ذلك من أحد مشايخ العلم، فهو قد كيّف التسمية البربرية وفق ثقافته العربية الجديدة؛ لملاحظة الشبه في النطق، وربما حتى...

  • رأي الاستاذ حواش عبد الرحمن في  أصل كلمة آت مـژاب

    Icon 07
    هذه التسمية "ات مڑاب" مكونة من كلمة "زاب" وحرف "م" أجدادنا كانو سيتعملون حرف "م" في مكان حرف "ن" وهو حرف الجر "من" يعني "من زاب" لحد اليوم امازيغ ورقلة يستعملون حرف "م" في مكان "ن" مثل "ايخف م وغلاد" ايضا "تستيت م ومان" اذا "م" موجودة في "ات مزاب" اصلها "ن مزاب" فما هو "زاب" ومن اين اتت الكلمة ؟

    "زاب" بالشاوية يعني الهضبة (التل) وهي الاراضي...

    اقرأ المزيد
  • أصل كلمة مزاب مصاب أو زاب أو ميزاب؟

    Icon 07
    هذه أصحاب الثقافة العربية عندنا يقولون بتفسير ابن خلدون و مبارك الميلي أن مزاب نسبة إلى مصاب بن بادينأما المتكونون في الثقافة الفرنسية فيرجح بعضهم تفسير موزوبي و ....

    اقرأ المزيد

مزايا البربر

  • قول الشاعر المزابي مفدي زكرياء حول الأمازيغ

    Icon 07

    صـمود الأمـازيـغ عبر القـرون*** غـزا النيرات و راع النجوما
    فـكم أزعـجوا نائبـات الليـالي*** و كـم دوخوا المـستبد الـظلوما
    سـلوا طبـرية يـذكر تبـيريـوس*** تيـكفرنـاس يوالي الهـجوما
    ثمـان سنـوات يصـارع رومـا*** فـدق الـمسامير في نعش روما



    اقرأ المزيد

  • مزايا الرجل البربري

    Icon 08

    كان الرجل البربري مثالا في الشجاعة والإقدام، ونهاية في الصبر والتحمل، وغاية في حب العمل والنشاط. فجو بلادهم المعتدل جعلهم على النشاط لا على الفتور، وعلى حب العمل لا على حب الراحة، ومع الأمانة التي خلقتها فيهم النفسية العلمية والاعتداد بالنفس، وحب الكمال الذي جبلهم عليه احترامهم لأنفسهم وغرامهم بالعلو والحسن في كل الأشياء...


    اقرأ المزيد

  • مزايا المرأة البربرية

    Icon 07

    المرأة البربرية تمتاز بكثير من المزايا العظمى التي خلقتها فيها بيئتها الطبيعية والاجتماعية. إنها ابنة مجتمع يحترم المرأة ويبجلها، ويعرف لها مكانتها، ويعطيها كل حقوقها، وسليلة مجتمع يهوى الحياة الاستقلالية فيطبع أبناءه منذ نعومة أظفارهم على الاعتماد على النفس، والثقة بها، لا تفنى المرأة في الرجل متكلة كل الاتكال عليه...


    اقرأ المزيد

  • تمسك البربر بشخصيتهم

    Icon 07ثبات البربر على مبادئهم، وتمسكهم بالفهم. إنهم امة قوية الشخصية، معتدة بنفسها متمسكة بشخصيتها وتقاليدها بنفسها متمسكة بشخصيتها وتقاليدها، وتقلد، ولا تسارع إلى نبذ ما ألفته، ولا تأخذ بالجديد حتى تتيقن أنه أحسن من القديم الذي عندها. لذلك لم يسارع البربر إلى الإسلام حتى تأملوه، وعرفوا حقيقة، وتيقنوا انه هو مفتاح السعادة، وسبب النجاح، فاقبلوا عليه، ورسخوا فيه رسوخ جبالهم، وثاروا على كل الملوك المسلمين الذين يخرمون أصوله في السياسة، ويعاملون رعاياهم بغير العدل الذي أمر الله به...


    اقرأ المزيد

  • امتزاج العائلة الرستمية بالمغرب وتغلب الدماء البربرية فيها

    Icon 07

    ما نسب افلح وأبنائه وأحفاده وما دماؤهم؟ إن بعض المؤرخين المحدثين قد نظر نظرةبسيطة إلى العائلة الرستمية فجعلهم أجانب في المغرب، وجعل البربر والدولةالرستمية المغربي ينظرون إلى افلح وأبنائه والعائلة الرستمية على أنهم أجانب عنهم،غرباء فيهم. لهذا آخرنا هذه النقطة التي تجلو دماء افلح ووراثته، ووراثة عائلته من بعده...


    اقرأ المزيد

  • الدين الإسلامي العظيم ومزجه وتوحيده بين الشعوب

    Icon 07

    إنه ولو لم تتغلب الدماء البربرية على الدماء الفارسية في العائلة الرستمية، فان الدين الواحد، وهو الدين الإسلامي العظيم الذي تتمسك به العائلة الرستمية كل التمس، ويتمسك به البربر تمسكها ليجعلهم شيئا واحدا في الأخلاق والاتجاه، فيمتزجون امتزاج النور بالنور، ويصيرون عنصرا واحدا لا فرق بينهم في شيء...


    اقرأ المزيد

  • ثناء ابن خلدون على البربر

    Icon 07

    قال العلامة ابن خلدون:  [وأما تخلق لبربر بالفضائل الإنسانية، وتنافسهم في الخلايا الحمية، وما جبلوا عليه من الخلق الكريم، مرقاة الشرق والرفعة بين الأمم،وسبب المح والثناء من لخلق، من عز الجوار، وحماية النزيل، ورعي الذمم، والوفاء بالقول والعهد ! والصبر على المكارم، والثبات في لشدائد، وحسن الملكة، والأعضاء عن العيوب، والتحافي عن الانتقام، ورحمة المسكين، وبر لكبير، وتوقير أهل العلم، وحمل الكل، وكسب المعدوم، وقرى الضيف، والإعانة على النوائب، وعلو الهمة، واباية الضيم،ومشاقة الدول، ومقرعة الخطوب، وغلاب الملوك، وبيع النفوس لله في نصر دينه، فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف، لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم. وحسبك ما اكتسبوه من ميدها، واتصفوا به من شريفها، ان قادتهم إلى مراقى العز، وأوفت بهم على ثنايا الملك، حتى علت على الأيدي  أيديهم، ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم


    اقرأ المزيد

  • مزايا التاريخ الوطني

    Icon 07

    ان تاريخ أجدادنا هو الذي يؤثر فينا أكثر، فيجب الاعتناء به، والاعتماد عليه في تربيتنا في البيوت والمدارس والمجتمع؛ أما تاريخ من عاشوا في ارض غير أرضك، وكانوا من غير جنسك، يحملون وراثة غير وراثتك، فقد يوحي إليك هذا بأنك لا تستطيع ما استطاعوا، لأنهم في بيئة طبيعية غير بيئتك، وأورثتهم قوى ومواهب لا تكونها فيك بيئتك، وأنهم من جنس قد يخيل إليك انه أرقى من جنسك، وعلى وراثة كونت فيهم مواهب خاصة قد لا تخلقها فيك وراثتك، فلا يطمح المرء كل الطموح ليصل غاياتهم، ولا يثق بنفسه كل الثقة فيسير في طريقهم، ويتغلب على عقباتهم، فيصل مثل ما وصلوا...


    اقرأ المزيد

  • أسباب انقراض الدولة البربرية الكبرى

    Icon 07

    أننا إذا نظرنا إلى عمر الدولة البربرية الكبرى التي أنشأها نارفاس وكانت عاصمتها قرطة لا تعجب  لموتها. فهي قد استوفت عمرها، وعاشت ما يعيش أمثالها من الزمن لقد عاشت نحو ثلاثة قرون. ولكننا إذا نظرنا إلى شبابها وقوتها أيام زوالها، نعجب لذلك ونحكم بموتها سريعا. ان فيها من الطاقة والشباب ما يمسكها في الحياة قرونا أخرى من الزمان. ان الهدوء والهناء الطويل، والانغماس في الملاذ والشهوات، والركون إلى الراحة والكسل، هذه العلل الفتاكة التي تورث الهرم للأمم...


    اقرأ المزيد

  • أعرق 10 أنظمة إجتماعية وضعها الامازيغ مند القدم

    Icon 07

    يتميز المجتمع الامازيغ بشمال افريقيا مند القدم بإعتماد أنظمة إجتماعية غاية في العدل و المساواة لتنظيم شؤون المجتمع و مختلف العلاقات الإجتماعية والإقتصادية بين افراد المجتمع الامازيغي ، وكانت هذه الانظمة الاجتماعية ذات طبيعة ديموقراطية وقائمة على المساواة قبل شيوع مبادئ وقيم الديموقراطية الحديثة في جل انحاء العالم ، وكانت هذه الانظمة تتوارثها الاجيال الامازيغية مند القدم وكانت فعالة في تحقيق العدل والسلام في المجتمع ومنع الفوضى والحيف والظلم بين افراد المجتمع . وهذه الانظمة الاجتماعية الامازيغية دليل حي على ديمقراطية المجتمع الامازيغ مند القدم من بين هته الانظمة نظام تويزا ـ نظام تيمّوغرا ـ نظام تاضا ـ نظام تافكورت ـ نظام تاوالا ـ نظام أسْنْفْل ـ نظام تيبضيتـ نظام تاكشوضت ـ نظام تادلالت ـ نظام أفوس....


    اقرأ المزيد

مشاهد حضارية في مزاب

  • شهادات أجانب

    Icon 09شهادة أحد الضباط الذين كانوا ضمن الكتيبة العسكرية للعقيد Durrieu عند دخولهم إلى مزاب أثناء جولتهم الاستكشافية بقرى وواحات مزاب ووارجلان و المناطق المحيطة بها سنة 1854 حيث صرح بما معناه : "...مدن مزاب على قدر كبير من النظافة التي تشكل علامة فارقة بينها و بين القصور و المدن الأخرى التي تغلب عليها الأوساخ... هذه النظافة التي لاحظناها في مدن بني مزاب لمسناها أيضا في أثوابهم ، فلا نجد عندهم تلك البرانيس التي لم يمسسها الماء إلا يوم هطول المطر و...


    اقرأ المزيد

  • لمسات حضارية واجتماعية للمسكن

    Icon 09
    إن مما يشدّ النظر ويلفت الإنباه في مساكن مزاب تلك القيم الحضارية والاجتماعية المتجسدة في المعمار نفسه بتصاميم بسيطة في أشكالها عميقة في دلالاتها، فالحاجة هي اساس كل بناء، إذ لا توضع مواد بناء إضافية لا تؤدي دورها او...


    اقرأ المزيد

  • مصابيح الزيت نير

    Icon 09إن المجتمع المزابي ككل المجتمعات المهيكلة والمتحضرة له حساسية مفرطة في التعامل مع ما يرد إليه من جديد الأفكار والعادات والتكنولوجيات، وتلك الحساسية نابعة من الخوف على سلامة مكتسباته الحضارية التي عمل على صقلها قرونا عديدة، بخلاف انعدام تلك الحساسية عند...


    اقرأ المزيد

  • المزابي عصامي

    Icon 09مما عرف عن المزابي أنه عصامي حتى النخاع يخدم نفسه بنفسه، ولا يعيش عالة على أحد.. من قديم وهو يبني قصوره وحده .. يحفر آباره وحده.. يشق ترعه ويهندس حقوله وبساتينه ومجال عمارته وحده.. ينظم أفراحه وأتراحه وحده.. يهيكل مجتمعه ويعتمد عاداته ويرسخ أعرافه وحده.. يضع قواعد الزجر الاجتماعي لمخالفي نهجه وإيديولوجيته وحده....


    اقرأ المزيد

  • الاقتصاد في الماء

    Icon 09

    وجه من أوجوه حضارة مزاب هو الاقتصاد في الماء والعيش وفق آليات حفظ الماء تلك هي أهم مقومات حضارة مزاب التي عمّرت لقرون عديدة وأسهمت في ميلاد وتطور علوم وفنون عريقة في تقسيم المياه وازدهار بلاد الشبكة بالحياة والواحات الغنّاء...

    اقرأ المزيد

مصابيح الزيت نير

مصابيح الزيت نير

Icon 09لماذا تريث بنو مژاب في قبول دخول الكهرباء إلى قصورهم إبان الإستعمار(1)؟

إن المجتمع المزابي ككل المجتمعات المهيكلة والمتحضرة له حساسية مفرطة في التعامل مع ما يرد إليه من جديد الأفكار والعادات والتكنولوجيات، وتلك الحساسية نابعة من الخوف على سلامة مكتسباته الحضارية التي عمل على صقلها قرونا عديدة، بخلاف انعدام تلك الحساسية عند أشتات المجموعات البشرية التي ليس عندها ما تخاف عليه ولا ما تخسر، تقبل اليوم الكهرباء وغدا سموم السجائر وبعدها لا ندري ما ستحمله الواردات الفكرية والسلعية الملغومة.

والأمر الآخر أن المحتمع المزابي كانت له منظومة كاملة للانارة التقليدية، خاصة وعمومية، وله أوقاف ومتفرغون لإدارتها وصيانتها، فليس عنده ما يستعجله لقبول تقنية تتوغل داخل البيوت والمساجد قبل أن يتعقل جيدا مكامنها ومآلاتها.

والأمر الأخير أن العلاقة المتوترة مع المستعمر زادت من حساسية القضية، فليس من الحكمة أن تسارع في فتح ابواب بيتك ومسجدك ليدخل عدوك أسلاكه إليها دون الخوف من حيله وأغراضه الخفية.

وسيبقى المجتمع ممانعا من كل وافد جديد، فله من المكتسبات ما يشرع له تلك الممانعة، ويعطي له الحق في نصب تلك المصفاة الأخلاقية على عتباته، لتفرز أوساخ العصر عنه، ولما يتأكد من نقاء الوافد يحتضنه ويبدع فيه ويدمجه في منظومته الحضارية.

 

Icon 09شهادات بعض الوافدين إلى مزاب

هذه شهادات بعض الوافدين إلى مزاب حول ما عايشوه وشاهدوه بأم أعينهم في قصورها هذه المرة من أغرم ن إقرارن، أين وصل إليها في بداية شهر ماي من عام 1861م فريق من المستكشفين الفرنسيين في رحلة بحث واستكشاف جيولوجي شملت أيضا مزاب و وارجلان والمناطق السهبية لتحديد مواقع المياه الجوفية، فخيموا أمام أحد مداخل المدينة في الجهة الغربية وتجولوا في أرجائها وهذا من بين ما رواه أحد مهندسي الوفد حول ما شاهده بقصر القرارة :

« La nuit, les rues sont éclairées par de petites lampes à huile que les propriétaires des maisons placent dans des niches percées dans les murs ; cela dénote, chez les Mozabites, un certain amour du confortable, qui est prouvé du reste par la propreté de leurs maisons. Les Mozabites sont des gens fort intelligents, fort actifs, et qui s’occupent de commerce, d’agriculture et de travaux hydrauliques avec une très grande habileté… »(1)


" في الليل، الشوارع تضاء بقناديل زيت صغيرة يضعها أصحاب المنازل في كوات على شكل ثقوب في الجدران؛ وهذا يدل على ولع المزابيين بقدر معين من الرفاهية وقد ثبت ذلك من خلال نظافة منازلهم. المزابيون هم أناس أذكياء جدا وناشطون جدا ، يمارسون التجارة والفلاحة وأشغال الري بمهارة كبيرة جدا..."

المزابيون أناس أقاموا نظام إنارة عمومية قبل أن يتوهج مصباح إيديسون بقرون وحبسوه على أنفسهم كوقف ينيرون به دروب و أزقة ومساجد قراهم؛ ومازالت عادة إنارن ن المولود التي حافظ عليها أبناء آت إزجن شاهدة على ذلك أين يتم نقل وجمع زيت المصابيح بالمسجد في مراسيم احتفالية فريدة.


لم يكتف ذلك المهندس بهذا الإنطباع فقط بل أضاف وقال :


« Les Mozabites étant des hommes énergiques, laborieux, sobres, intelligents, et bien supérieurs, sous tous les rapports, aux nomades qui les entourent , nous pensons qu’après la description géologique du sol ingrat qu’ils ont vaincu par leurs rudes travaux… »(2)


" إن المزابيين رجال حيويون ، مجدون ، رصينون ، أذكياء و متفوقون كثيرا من كل النواحي على البدو الذين يحيطون بهم ، ونعتقد بعد الوصف الجيولوجي للتربة الفقيرة والغير معطاءة أنهم تغلبوا عليها بفضل أعمالهم الشاقة..."

Icon 09 المصابيح الزيتية

المصباح الزيتي هو أداة تستخدم لتوليد الضوء بإستمرار لفترة زمنية بإستخدام مركب زيتي كوقود. وكانت تستخدم قديما كبديل عن الشموع قبل استخدام الأضواء الكهربائية والمحتمع المزابي كانت له منظومة كاملة للانارة التقليدية، خاصة وعمومية، وله أوقاف ومتفرغون لإدارتها وصيانتها. والمصباح الزيتي نوعان محمول وثابت:

المصباح الزيتي الثابت:

يسمى بالمزابيةتبسبوستtbusbust جمعتيبوسبوسين مشتقة من كلمة تّبّسttebbes بمعنى تلمع، وهو عبارة عن ثقب بيضوي الشكل يكون في الجدار. يوضع فيه الزيت وفتيلة للانارة المنازل والمساجد وكذا الإنارة العمومية للأزقة حتى في الواحات عند نسح الماء من البئر وقت السحر حيث الظلمة يخصص للمصباح الزيتي مكان في سارية البئر.

Icon 09 المصباح الزيتي المحمول:

يسمى بالمزابية نير وهو وعاء نحاسي على شكل مربع بحواف غير مرتفعة نسبيا ويحمل بيد متوسطة الطول يوضع فيه الزيت وفتيلة للانارة ولا يزالقصر بن يزجن يستعمل هذه المصابيح الزيتية في إحياء مناسبة المولد النبوي. موعد الاستعراض يبدأ بعد صلاة المغرب حيث تحمل تلك المصابيح المضاءة بواسطة الزيت من طرف الأطفال المصحوبين بأوليائهم وهم يتجولون عبر مختلف أزقة القصر ويرددون الأناشيد والمدائح الدينية وذلك قبل التوجه إلى بهو أمام المسجد حيث يوضع وعاء كبير تسكب فيه زيت المصابيح المتبقي كوقف لإنارة المسجد خلال السنة. بعد إنقضاء تضاهرت المولد النبوي ترجع المصابيح إلى وظيفتها التزينية في المنازل الى حين حلول ذكرى المولد النبوي للسنة الموالية.

وأسفنا أن هذه الممانعة بدأت تفتر فأصبحنا الآن نعاني من ويلات الاستلاب لكل مستورد، وبدأنا نفقد يقظتنا الحضارية.

---------------------------

(1) مقتطف من مقال الأستاذ شخار أبونصر

(2)  Exploration géologique du Beni Mzab, du Sahara et de la région des steppes de la province d’Alger / M. VILLE ingénieur en chef des mines . 1867 

مصلى الشيخ إبراهيم ومقبرته تجنينت

charles V 2ومصلى الشيخ ابراهيم بن مناد يوجد داخل المقبرة التي تعد من أقدم مقابر وادي مزاب، يقع أسفل قصر العطف من الجهة الجنوبية، ويتكون المصلى من قاعة صغيرة دائرية الشكل نصفها مغمور في الأرض تشكل النواة الأصلية له، كان الشيخ يدرس فيها ويلتقي بطلبته، تم وسعت بقاعة نصف علوية عن سقف المصلى وسطح الأرض كان الشيخ يقضي فيها جل أوقاته، ويتم الدخول إلى هاتين القاعتين عبر قاعة الصلاة.

ونظرا لموقعه المتميز المتكون من أشكال هندسية بسيطة ووجود تلك الفتحات والكوات بأماكنها المختارة بدقة وألوانه الساطعة، فقد جلب إليه أنظار واهتمام العديد من المهندسين العالميين والباحثين والفنانين، منهم المهندس المعماري الكبير لكوربيزييLe Corbusier الذي استوحى منه عناصره المعمارية وشكله الهندسي لبناء كنيسة شبال ديرونشون بفرنسا.

المصلى مفتوح على الصحن بأقواس ذات أشكال وأحجام متفاوتة جميلة وبسيطة وبارتفاع متناسب مع قامة الإنسان، وكذا مجموعة من الفتحات ذات أشكال هندسية مختلفة موضوعة على رفوف عريضة محاذية لجدار ضريح الشيخ.

وفيما يخص تقنيات بناء هذا المعلم، فتتمثل أساسا في المواد المحلية التقليدية كالحجر الممزوج ببلاط الجير لإنشاء الجدران الحاملة، وكذا جذوع النخل كوسيلة لتسقيف الأروقة التي تبدو على أنماط مختلفة. والمبنى ملبس بملاط الجير الذي أنجز بطرق مختلفة الأيدي – عرجون النخلة...

والمبنى يصبغ بانتظام بمادة الجير قصد حمايته من تقلبات الطقس من أجل الحفاظ على نظارة لونه الأبيض الناصع لمدة أطول.

 

معالم وادي مزاب

  • اليونسكو  unisco

    image2
    عام 1985 أعلنت اليونسكو أن وادي ميزاب هو محمية ثقافية وجزء من التراث الإنساني العالمي، أن هذا المكان هو واحد من 60 مكانا صنفتها اليونسكو تراثا إنسانيا عالميا يجب عدم المساس بهوقد تم تصنيفها ضمن "التراث الوطني" من قبل الدولة الجزائرية (سنة 1971) وصنفت من قبل اليونسكو في 1982 ضمن "التراث العالمي"، كما صنفت كقطاع محفوظ عام 2005...


    اقرأ المزيد

  • أماكن ينصح بزيارتها

    image2
    القصور المندثرة والمنشآت الدينية كالمسجد القديم لقصر بنورة; المسجد الكبير لقصر غرداية; مسجد أولوال تجنينت كذا المقابر والمصليات الجنائزية كمصلى أمي إبراهيم; مصلى الشيخ بابا ولجمه; مصلى الشيخ باعيسى اوعلوان; مصلى الشيخ سيدي عيسى; وساحات السوق في كل من قصر غرداية، العطف، سوق بني يزجن. الى جانب المنشآت الدفاعيةكبرج بوليله و سور قصر بني يزجن، واجهة قصر بنورة والواحــات بما فيها من  منشآت الري نظام السقي...
  • تافيلالت هندسة معمارية أصيلة ومحافظة على البيئة

    image2القصر نموذج رائع للهندسة المعمارية الأصيلة بوادي مزاب ويضم أزيد من ألف منزل كلها متناسقة في شكلها ولونها ويعتمد على مفهوم الإدارة الإيكولوجية والمحافظة على البيئة فعلا هو......


    اقرأ المزيد

  • عبقرية نظام السقي في مزاب

    image2النظام التقليدي لتقسيم مياه السيل لقد تم إنشاء النظام التقليدي لتقسيم مياه الأمطار منذ سبعة قرون من طرف الشيخ بامحمد أبو سحابة سنة 1273م، وطوره بعد ذلك الشيخ حمو والحاج سنة...
    نظام تقسيم المياه لايتمزا تجنينت نظام تقسيم المياه «لايتمزا» من المرجح أن يكون أول نظام لتقسيم المياه في وادي مزاب لوجوده في....

    اقرأ المزيد




    اقرأ المزيد

  • كهوف ومغارات أغزو ن فيغر

    image2

    الكهوف العجيبة التي لا تقل روعة عن التي في الشمال الجزائري، بما تحتويه من أشكال كلسية رائعة، تقع في.....


    اقرأ المزيد

  • رسوم متحركة استكشافي لأهم معالم قصور وادي مزاب

    image2تم إنجاز فيلم استكشافي، تدور أحداثه في منطقة وادي مزاب، حيث يقوم محمد وصديقه أنيس باكتشاف المنطقة في جولات قصيرة حول القصور والوقوف على أهم معالمها وكنوزها الحضارية والثقافية، يرافقهما في الرحلة الشيخ عبد الله، حيث.....


    اقرأ المزيد

  • المعالم الأثرية

    Icon 09
    المواقع الأثرية بمزاب: تزخر عدة مناطق من وادي مزاب بآثار ترجع إلى عصر ما قبل التاريخ، وخاصة الزمن الجيولوجي الرابع.
    النقوش الصخرية:موقع أوخيرة بالعطفوموقع أنتيسا و مومو ببني يزقن،وكذلك على طول ضفتي واد مزاب...
    الآثار الجنائزية:موقع أعمود لعميد بالقرارة.موقع قارة الطعام ببونورة...
    الصناعة الحجرية: موقع منطقة لعذيرة بغرداية. وموقع منطقة نوميرات...

    اقرأ المزيد

مقام الشيخ الفرسطائي

charles V 2مقام الشيخ أبو عبد الله محمد بن بكر تجنينت

أما مقامه الموجود بالعطف فيقع شرقي المدينة، وحسب الروايات فان أهالي العطف بنوا له مصلى دائري الشكل كان يجلس فيه الشيخ مع طلبته، هندسته بسيطة وهو مرتفع عن سطح الأرض بحوالي متر ونصف وسط الواد، ولا يوجد به سقف أو جدران، وقد بني فوق صخر بشكل دائري ليمنع من قوة السيول.ليبقى شاهدا على عصر مضى زمانا، لكن أثاره ومزاياه لاتزال باقية وراسخة في ذاكرة الأمة وجزء من حضارتها العريقة.

الشيخ أبوعبد الله محمد بن بكر بن أبي بكر النفوسي الفرسطائي تجنينت

 

مكونات النخلة

معلومات عن النخلة :

01-مكونات النخلة :

المزابية العربية
تيزيت الخوص
أخلاب الطلع
تافتفات الليف [ الليف اليابس]
أكرشوش الجذع
إنرشب الركوب
أحراز ( أدجروز"ز"مفخم ) الجمار
تيفزغلت الكربة
تيرضوين الكرنافة
تايوضت ( تابوط ) مقعدة الفسيلة ، المكان اللآصق بالنخلة الام
تاعدافت النصل من أسفل السعفة المحتوى على الابر
تادرا الإبرة  السلاء
تيسقست العرجون
أزيوا ألعذق
تموتيت الفسيلة
توفا السعفة  الجريد
تاغدا النصل من السعفة
تازريرايت الشمراخ
تا منزوت  تيمتريوين الشماريخ السفلية في وسط العذق
أمرسيض [تازدايت ن أومرسيض] الفحال  [نخلة ذكر]
أمرسيض [تازويرايت نو مرسيض] اللقاح  [شمراخ اللقاح]


-------------------------------------

المرجع: كتاب السيدة عائشة عوف "وصفات جدتي من صيدلية النخلة"صفحة 04

من هم البربر؟

Icon 09البربر هم أبناء بربر بن تَمَلاَّ بن مازيغ، ويسمّون أنفسهم أمازيغ نسبة إلى جدّهم مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام. 

كان البربر أوّل عهدهم في الشّام مع أبناء عمّهم فلسطين، فوقعت بين الطّرفين حروب، فهاجر البربر من الشّام، فساروا إلى المغرب عبر مصر، واستوطنوه في العصر الحجري، وعمروه من غرب النيل إلى المحيط الأطلسي[1]. 

مواطن البربر اليوم هي سِيوَهْ أو واحة عمون بمصر، ومعظم المناطق بليبيا وتونس والجزائر والمغرب، وتشاد والنيجر ومالي وموريطانيا، وجزر الكناري في المحيط الأطلسي. 

إنّ البربر ينقسمون أصلا إلى قسمين: البرانس والبُتْر، كلّ قسم يتفرّع إلى شعوب كثيرة لا تحصى. أحدشعوب البتر زناتة. كان موطنها في جنوب طرابلس بجوار نفوسة، وفي جبال أوراس، ومن مليانة إلى وادي ملوية، وفي الصّحراء مواطنها وَرَجْلَه ووادي مزاب والأغواط[2]. 

تتفرّع زنّاته إلى خمسة فروع، من بينها وَاسِينْ، ومن بطونه بنو مرين وبنو راشد وبنو بادين.


-----------------
 [1]حمد علي دبوز: تاريخ المغرب الكبير، الجزء الأول، ص23.

 [2]  نفس المصدر،ص 38.

من هم بنو مزاب؟

من هم بنو مزاب؟

المزابيون:

Icon 09

يعـتبر المزابيون أحد المكوّنات الأصيلة للشعب الجزائري والذي تربطه به روابط وثيقة وصلات متينة كما يتميّز بخصائص فريدة، فالمزابيون أحد فروع قـبيلة زناتة المازيغية المعروفة والتي استوطنت المغرب الأوسط منذ أحـقاب بعـيدة، كما أنهم ينتمون ضمن زناتة إلى فرعي: واسين وبادين، وعن ذلك يقول بن خلدون:

(...وتشعـبوا إلى شعوب كثيرة فكان منهم: بنو عبد الواد وبنو توجين وبنو مزاب وبنو أزردال يجمعهم كلهم نسب بادين...وكانوا كلهم معروفين بين زناتة الأولى ببني واسين قبل أن تعـظم هذه البطون والأفخاذ وتـتشعّـب مع الأيام)(1).

ويقول الأستاذ الحاج سعيد يوسف في ذات الصدد:

( ..إن بني مزاب أمازيغ، ويطلق على الأمازيغ كذلك اسم البربر... تتفرّع زناتة إلى فروع والتي من بينها واسين، ومن بطون واسين بنو مرين وبنو راشد وبنو بادين ومن أحفاد بادين بنو مزاب..)(2).

إذا كان هـذا النصان السالفان قـد قـدّما لنا لمحة مفـيدة عن الانتماء العرقي للمزابيين فإن التعريف بهم كـفئة لها خصائصها في الجزائر لا يتمّ إلا بإضافة لمحة عن خصائهم المذهـبية إذ يـعتنق المزابيون المذهب الإباضي الذي يعـتبر أحـد المدارس الإسلامية التي وضع أسسها وشكّل ملامحها أحد كبار التابعـين وهو الإمام جابر بن زيد رحمه الله، وقـد وصل المذهـب إلى المغرب الإسلامي في بدايات القرن الثاني الهجـري وأخـذ به الناس «...والإباضية تقوم على العـقـيدة الإسلامية الأصيلة ولا علاقة لها بالجـنس والعـرق والدّم إطلاقا... ولم تظهر في المنطقة [مزاب] إلا مع بداية القرن الرابع الهجري..»(3).

 

المزابي:

ممّا مرّ ذكره يمكـننا القول أن المزابي هـو ذلك المازيغي الزناتي الذي يمتـد وجوده بامتداد وجود هـذه الأرض الجزائرية وهـو نفسه ذلك المسلم الإباضي الذي صار كذلك منذ بداية القرن الرابع الهجري فامتزج فيه العنصران حتى صارا يـعـبّران عن شيء واحد.

-------

(1) عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ن: بيت الأفكار الدولية، اعتنى بإخراجه: أبو صهيب الكرمي، د ط ، ص: 1835.

(2)يوسف بن بكير الحاج سعيد، الهوية الميزابية – أهم عناصرها وتشكلها عبر التاريخ- ، ن: المطبعة العربية، ط 01، 1432هـ/ 2011م، ص 07.

(3) بكير بن سعيد أوعوشت، وادي مزاب في ظل الحضارة الإسلامية، ن: المطبعة العربية، ط 01، 1991م، ص 30.

المصدر: أ‌. أحمد بن داود امعيز الحاج أحمد،  بنو مزاب بالعاصمة بين التنوع اللغـوي والانسجام الاجتماعي: 1514-1830م.

من هم بنو مزاب؟

ⴰⵜ ⵎⵥⴰⴱ

Icon 09

المزابيون هم شعب أصيل ملتزم سكنوا منذ أقدم العصور بمنطقة مزاب و هي منطقة صخرية صحراوية تقع جنوب الجزائر بـ 600 كلم و هي منطقة قديمة جدا منذ العصور الحجرية و قد وجدت أكثر من 2900 أداة استعملها الإنسان البدائي في المنطقة .

يقول الشيخ مبارك الميلي: " ومن أفخاذ بادين مصاب، بالوطن المعروف بهم، المدعو اليوم مزاب. والزاي والصاد متقاربان"[1].

ومصاب هذا هو مصعب بن محمّد بن بادين، انتقل بنوه إلى الشّبكة مع بني إخوته عبد الواد وتُجِينْ وزَرْدَال، وهم من الطبقة الثّانية من زناتة.

حسب الشيخ أبي إسحاق طفيش، فإنّ هجرة بني مصعب إلى بلاد الشّبكة تمّت في القرن الثّاني من الهجرة[2]، ووقعت لأسباب سياسية حسب رأي ابن خلدون[3].

ينقل الشيخ مبارك الميلي عن ابن خلدون (1332م- 1406م) قوله:" وقصور مصاب سكانها لهذا العهد شعوب بني بادين، من بني عبد الواد وبني تُوجينْ ومصاب وبني زَرْدَال، فيمن انضاف إليهم من شعوب زناتة، وإن كانت شهرتها مختصة بمصاب".

ويمضي الشيخ الميلي قائلا:" وبنو عبد الواد الذين بمزاب من بني مطهر بن يمل ابن يزقن بن القاسم. وقال أوب رأس: بمزاب لماية وأخلاط من صنهاجة وغيرهم".

وعلاقة النّسب هذه بين بني مزاب وبني عبد الواد تجرّنا إلى إدراج الحادثة الآتية: لمّا احتلّ تلمسان السّلطان المريني أبو فارس عبد العزيز عام 772هـ/ 1370م، خرج منها سلطان بني عبد الواد عليها أبو حمو الثّاني، متنقلا متشرّدا في بلاد الصّحراء إلى أن التجأ إلى وادي مزاب أين شعر بالأمان[4].

استضافته بلدة العطف في محلّ يطلّ على ساحة السّوق، اشتهر بـ(دار سلطان).

أمّا سبب تحريف مصعب إلى مزاب فلأنّ من البربر من لا يستطيع النطق بالعين محقّقة، وإنّما ينطق بها همزة، وقد يسهّلها إلى الألف. ونجد ذلك جليّا في بعض المخطوطات القديمة التي نقرأ فيها أَمِّي سعيد وأَمِّي عيسى، بدلا من عمّي سعيد وعمّي عيسى. ثمّ إن تقارب مخارج الصاد والزّاي والضّاد من جهة، وتعدّد اللّهجات الألسنة من جهة أخرى، وتقادم العهد من جهة ثالثة، أدّت إلى اختلاف النّطق لهذه الكلمات، فقالوا مصعب ومُصَاب ومُضَاب ومْزَاب ومِيزَاب. ممّا يؤيّد هذا الرّأي إبدال بني مزاب للصاد زايا مفخّمة في بعض الكلمات العربية، مثل الصّلاة والصّوم، اللتين أصبحتا تْزَالِيتْ وَأَزُمِي.

وهناك من يرى أنّ كلمة مْزَابْ هي ذاتها كلمة زَابْ، ويستدل على ذلك بكون التوارق يقولون، دون تمييز: زَابْ ومْزَابْ ونْزَابْ.

وكذلك توجد في وادي مزاب عائلات إلتجأت من تيهرت بعد سقوط دولة بني رستم إلى مزاب وهناك بعد عائلات قدمت من وارجلان بعد تخريب ابن غانية لها وافساد نظام الري فصارت وارجلان قبرا بعد أن كانت عامرة زاهرة وهناك عائلات معروفة قدمت من جبل نفوسة ومن جربة في عصور مختلفة معروفة".

يقول أبن خلدون : "بنو يفرن هؤلاء من شعوب زناتة واوسع بطونهم وهم عند نسابة زناتة بنو يفرن بن يصلتين بن مسر بن زاكيا بن ورسك بن الديرت ابن جانا وأخوته مغرواة وبنو يرنيان وبنو واسين من ذريتهم بنو زيان ملوك تلمسان".

يقول في صفحة 12 من الجزء السابع ط دار الكتاب "ومن بني واسين هؤلاء بقصور مزاب على خمس مراحل من جبل تيطري في القبلة بمادون الرمال وهذا الأسم للقوم الذين اختطوها ونزلوها من شعوب بني بادين وسكانها لهذا العهد شعوب بني بادين من بني عبد الوادى وبني توجين ومصاب وبني زروال فيمن يضاف إليهم من شعوب زناته وأن كانت شهرتها مختصة بمصاب ومنهم بجبل أوراس طائفة معروفون بين ساكنيه".

 ----------------------------------------

[1]_ تاريخ الجزائر في القديم والحديث، الجزء الثاني، 214.

[2]_ المنهاج، 156.

[3]_ حمو عيسى النوري: دور الميزابيين، الجزء الأول 27.

[4]_Revue africaine n°37 , 373 وعبد الرحمن الجيلالي: تاريخ الجزائر العام، الجزء الثاني، 185.

 

منظومة تسيير مياه الأمطار

محاضرة : منظومة تسيير مياه الأمطار .. تجربة بني يزقن

 

منظومة تسيير مياه الأمطار .. تجربة قصر بني يزقن ( وادي مزاب - جنوب الجزائر ) درس للأستاذ الفاضل / ابن يحيى محمد بن قاسم - ألقاه بمسجد الغفران ( غرداية - وادي مزاب - جنوب الجزائر ) 17 ربيع الأوّل 1433 هـ يوافقه الجمعة 10 / 2 / 2012 .

(ملاحظة : نظرا لأنّ الدرس ألقي بوادي مزاب ، فإنّ الأستاذ استعمل فيه أحيانا اللسان المزابي ) .

مِن عناصر هذا الدرس :

-  لا خير في أمّة لا تنتج ما تأكل ولا تلبس ما لا تنسج

-  دورة الماء في الطبيعة

-  دور الماء في قيام حضارة وادي مزاب

-  الاستغلال العقلاني للموارد المائية

-  تبني سياسة التنمية المستدامة

-  إشكالية الماء في العالَم

-  التوزيع اللامتوازن لهذه الموارد

-  الطلب المتزايد

-  انعدام سياسات الترشيد للاستهلاك

-    منظومة التسيير

-    استقبال المياه وتقسيمها وتوزيعها وتخزينها

-    تجربة بني يزقن في تقسيم المياه

 

 

 



نزح الماء من البئر

يقوم الفلاّحون الميزابيون بالري عن طريق الآبار , التي تعتبر المصدر الوحيد , تقريبا , للمياه بوادي ميزاب , و في جميع المناطق الصحراوية في العالم , كما سبق الذكر , و كذلك على الوادي المحيط بالمدينة , و الآبار عدة أنواع , كما أن طرق استخراج المياه منها متنوعة كذلك .

 طرق استخراج المياه : نموذج بئر تقليدية

ajbad01


الطريقة التقليدية :

يتم نزح الماء من البئر بوادي ميزاب , بواسطة الجمل أو الحمار أو البغل , الذي يجذب الدلو بواسطة حبلين يمران على بكرتين , وذلك باتباع درب مائل يخفف عليه مشقة الجذب .عند إفراغ الدلو في الحوض تعود الدابة في اتجاه البئر لتتكرر العملية . يرافق الفلاح الحيوان ذهابا و إيابا لحثه على السير , ومساعدته في الجذب و تفريغ حمولة الدلو في الوقت المناسب , هذه الحمولة تتراوح بين عشرين وثلاثين لترا , ومعدل النزح مرتان في الدقيقة , و ينزح الحمار 3 أمتار مكعبة من الماء في الساعة , ولايؤنس الفلاح إلا موسيقى البكرتين أو مايكرره من آيات القرآن , و لازال بعض المسنّين بستعمل هذه الطريقة إلى اليوم , لاستمتاعه بها.

الفلاح قديما بمزاب هو أول من يخرج من البلدة إلى واحاته وذلك قبل آذان الفجر بكثير، ويستمر في جهد عضلي شاق جدا إلى المغرب مع بعض أوقات الاستراحة، وقد قدر أحد الباحثين المسافة التي يقطعها الفلاح في نزح الماء من البئر بـ: 40 كلم يوميا.

 

طريقة الرّي :

طريقة ريّ الواحات في وادي ميزاب , هي طريقة بسيطة جدّا , تعتمد على حفر السواقي التي تجري بين الأشجار و النخيل و تنقل المياه إليها , و هذه المياه تأتي من البئر ثم تصبّ في حوض مخصص لها بجانب البئر , ثم تنساب إلى الساقية الرئيسية عن طريق مجرى كبير في أسفل الحوض , و منها إلى السواقي الفرعية التي تمر على كامل الغابة.

 

طريقة أخرى هي آفراض:

afradh n wamane

وني اقارناس افراض يروزد اي جا . ايجروا امان اماسس افراض يتتيلي يفتش يرزم باش ادياجم أمان تتوغن ايمزوار سخدامنت ايمار نتيرميزين. يقار ينزي حدني يرزم نغ يفتش أن وفراض جا هو الدي يوجد داخل المنزل اما افراض يستعمل لجلب الماء من البئر عندما يكون منسوب المياه منخفض خاصة في فترات تيرميزين حيث ينبسط ويفتح على مصرعيه فيجمع الماء '' افراض هو الجمع'' افراض هو الجمع بالامازغية فهو يجمع الماء عندما ينبسط على الارض يستعمل في فترات الجفاف حيث يكون منسوب المياه منخفض نستعمل فيها تقنية جمع المياه.

 

 

هل ميزاب نسبة إلى ميزاب الكعبة؟

Icon 09

جرى تسمية آهل القرى السبع ببني ميزاب ذلك نسبة إلى ميزاب الكعبة، قال قطب الأئمة الشيخ الطفيش الحاج محمد بن يوسف في رسالته المطبوعة: [ فالمزابي اسم تأهل له كل اباضي وهبي من آهل الدعوة ولو من عمان وذلك انهم كلهم يقفون في الطواف تجاه ميزاب الكعبة للدعاء ولا يقف في ذلك سواهم من آهل المذاهب الأخرى أو لان أبا بلال مرداس بن جدير دخل الحجر الحطيم في ليلة مقمرة صاحية يدعو الله ان يظهر دينه فقطرت عليه قطرة من الميزاب بلا سحاب وهو تحته علامة لإجابة الدعاء وكان يدعو جاهرا راغبا فسمعه آهل الطواف فأمنوا على دعائه والوجه الأول اعظم شهرة لكثرة فاعليه وتكرره، والذي يطمئن إليه القلب ان ميزاب اسم لذلك الوادي بعينه وما روي لأبي بلال مرداس فيه غموض والوقوف تجاه ميزاب الكعبة مقطوع به. .( فالأقرب إلى الصواب ما رواه ابن خلدون بأن مصاب بن بادي انتقل إلى الوادي لأسباب سياسية فتناسل فيه فسمي باسمه (واد مزاب) أبو حمو بن بادي ملك تلمسان [01]

أما ما استدل به الشيخ القطب رحمه الله من أن لفظ ( ميزاب ) أصله ميزاب الكعبة و القصة التي حدثت للإمام الإباضي أبو بلال مرداس بن حدير حينما كان يدعو تحت الكعبة فسقطت عليه قطرة من الميزاب ، إلخ ، فهذا مردود من عدة جوانب :

أولا: أن الشيخ اطفيش ادّعى أن اسم ميزابي لفظ تأهل له كل إباضي حتى من عمان وهذا غير وارد و غير منطقيّ !

ثانيا : القصة حدثت لأحد أئمة الإباضية ، فمادخل تاريخ الإباضية بتاريخ مْزاب و بني مْزاب ؟؟

ثالثا أن قصة أبي بلال فنّدها جمع من علماء الإباضية نفسهم ، و هي قصة قد يكون مستحيلا حدوثها ، لأنها غير منطقية ، و ربما استقاها الشيخ اطفيش من الروايات العامية . [02]

-------------------------

[01]مزاب ميديا

[02]تاوالت

هندسة تأسيس قرى مزاب

هندسة تأسيس قرى مزاب

Icon 07

قصة تأسيس القرى بواد مزاب(01)

لعل أروع أثر موجود استرعى انتباه المعاصرين سيما المعماريين الأوروبيين منهم، هو هذه الهندسة التي شيدت بها هذه القرى في مجموع والتوزيع المنظم الهادف لمرافق القرى حسب متطلبات أو حاجيات الإنسان وحده، وإذا قلنا هذا في القرى فإنه يظهر في الدور أكثر فأكثر، فمن المستحيل أن تكون الدور أو المدن بنیت اعتباطا هكذا بدون تفكير ولا تخطيط، والهندسة المعمارية - كما هو معلوم تعبير عن نوع من المعادلات وكل ما وجده الباحثون من الميزات في القرى أو في الدور يوحي بأن وراء هذه الروائع عقولا حصيفة ذات مستوى حضاري في أرقی مراحله، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكون فيها للصدفة أثر، ويقول البعض سيتقدم الفن المعماري ويتقدم ولكنه سيجد أمامه هذا الفن الموجود هنا، وما من شكل أو قاعدة هندسية تخضع لها قوانين المعمار في مزاب إلا ولها ما يسندها في هذا الفن، فلا دخل للصدفة في كل ما نرى وسنسرد ملاحظات وجدت عندنا وأثارت إعجاب المعماريين المعاصرين.

توزيع القرى:

1. كيف وزع المزابيون قراهم على مساحة عشرين كيلو متر عوض أن يبنوا مدينة واحدة كبيرة يضعون فيها كل إمكانيتهم ويجمعون فيها جهودهم؟! إذ هم في حالة دفاع أو فرار من عدو يتوقعون دائما ملاحقته لهم؟! أهو الصراع القبلي؟ لا، لأن لهم عقيدة واحدة ومذهبا واحدا اعتنقوه وجاءوا إلى هذا المكان القاحل واختاروا أن يسكنوه.

والجواب الذي اختاروا لهذا التوزيع هو أهم وزعوه حسب الأرض التي تكفي لزراعتهم فالمساحات التي أخذها القرى متقاربة فلو أنهم تجمعوا في مكان واحد لبعدت المسافات بين قريتهم ومزارعها، وفي هذا ما فيه من إضاعة الوقت اليومي للعامل، وهذا ما يرمي اليوم المعماريون من عدم توسيع المدن فإن حياة الإنسان تكاد تكون سجنا في كبريات المدن بالعكس في القرى والمدن الصغيرة.

2. لماذا يبنون على الجبال ولا يبنون في الأرض السهلة؟! والجواب هنا بسيط، أولا: ضرورة الدفاع، ونكتة أخرى هي: المحافظة على الأرض التي يمكن زراعتها، فلا يمكن أن نأخذ من المساحة القليلة المستغلة زراعيا ولو مقدار ما نبني بها دارا، وإذا قلنا ذلك في توزيع الأراضي فلنقل ذلك في توزيع فروع الأودية التي أعطيت لكل قرية.

وإذا جئنا إلى داخل كل قرية وحدنا نظاما واحدا منبعا في كل القرى وهذا ما يوحي أنه كانت وحدة مسيرة لكل القرى.

----------------------------------------- 

(1) كتاب رسالة في بعض أعراف وعادات واد مزاب، الحاج أيوب إبراهيم بن يحي القرادي، ص35، 36.

 المصدر : nir-osra.org

وادي مزاب المدينة الدّولة

وادي مزاب المدينة الدّولة

Icon 09مقدّمة

لقد تعدّدت الكتابات عن وادي مزاب، وإنّك لتحسّ دائما بإعجاب أصحابها بما تختصّ به هذه المنطقة من امتيازات شتّى [1] لكنّك عبثا تحاول العثور على دراسة شاملة مستوفاة تخضع للمقاييس الّتي ضبطهاCopenhagen Polis Center في دراسته عن عديد من مناطق العالم وسمّاها City-State [2] ،وقد تبيّن لعلماء هذا المركز العلمي أنّ وادي مزاب ليس ببعيد أن يخضع لهذه المقاييس فاعتبروها في إحصائهم واحدة من عديد المدن الّتي تخضع لهذه المقاييس [3]، وإنّنا سنسعى في هذه الدّراسة المتواضعة ـ تلبية لرغبة الهيئة الموقّرة المشرفة على حظوظ هذا الصّرح العلميّ الشّامخ ضمن الأكادميّة الملكيّة الدّنماركيّة العريقة في هذا البلد الصّديق ـ إلى الإجابة عن هذا السّؤال: هل يمكن اعتبار وادي مزاب City-State فعلا ؟.

وقبل الإجابة عن هذا التّساؤل الّذي يعطي لهذه الدّراسة طرافتها نرى لزاما علينا أن نضع هذه المنطقة في إطارها المكاني والزّماني، أمّا الإجابة عن الإشكاليّة المطروحة فستقوم على المحاور التّالية:

1ـ العمران في وادي مزاب.

2ـ المجتمع المزابي.

3ـ الحياة الفكريّة في وادي مزاب.

4ـ الحياة الاقتصاديّة في الوادي.

5ـ الحياة السّياسيّة في الوادي.

تــمـهـيـد

التّعريف بوادي مزاب عبر المكان والزّمان

بلاد الشّبكة: يطلق هذا الاسم على هضبة صخريّة كلسيّة تقع شمالي صحراء الجزائر وتمتاز عن بقيّة المناطق المجاورة لها بطبيعتها القاسية، فهي صحراء، سمّيت كذلك لأنّها تتخلّلها أودية عديدة لا يتجاوز عمقها مائة متر، تتّجه كلّها من الشّمال الغربيّ نحو الجنوب الشّرقيّ عند بحيرة تكتنفها الرّمال شمال غرب ورقلة.

مساحة بلاد الشّبكة حوالي ثمانية وثلاثين ألف كلم مربّع. يحدّها شمالا وادي بوزبير، وغربا وادي زرقون، وتمتدّ شرقا فتشمل زلفانة والقرارة، وتختلط جنوبا مع بلاد الشّعانبة.مركزها الحالي مدينة غرداية الّتي تبعد عن الجزائر العاصمة ب 490 كم عن طريق الجوّ جنوبا حيث نجدها في تقاطع خطّ العرض الشّمالي32° 30’ وخطّ الطّول الشّرقيّ 3° 45’.

أهمّ الأودية:

وادي زقرير ووادي نسا ووادي مزاب ووادي متليلي.

وادي مزاب يستقبل مياه وادي العذيرة ووادي الأبيض ووادي التوزوز، ويسقي واحة غرداية وواحة مليكة، ثمّ تنسكب فيه من الغرب مياه وادي أزيول الّذي يسقي بدوره جزءا من واحة بونورة، ثمّ يتّجه إلى العطف فزلفانة، وينتهي في سبخة الهيشة على بعد 16 كلم من نقوسة شمال ورقلة.

وبلاد مزاب هي الجزء الأكبر من بلاد الشّبكة وتضمّ اليوم المدن السّبع: غرداية، مليكة، بني يزقن، بونورة، العطف، برّيان والقرارة. أمّا بنو مزاب فلا يسمّون بلادهم في لغتهم البربريّة إلاّ (أغلان) ويطلقون على وادي مزاب اسم (إغزر أو غلان) علما أنّ (إغزر) كلمة مزابيّة معناها وادي ومساحتها حوالي 8000 كلم مربّع بين خطّ العرض 32° و2’ ،33° شمالا وخطّ الطّول 0°4’و2° 30’ شرقا [4].

ولقد ظلّت وادي مزاب واصلية [5] العقيدة فيما نعلم إلى أن وصلها أبو عبد الله محمّد بن بكر الفرسطّائي (440/1049) [6] في مطلع القرن الخامس/ 11 فتحوّل أهلها إلى الإباضيّة واستمرّت على ذلك إلى يومنا هذا، بل هي اليوم أهمّ معاقل الإباضيّة في شمال إفريقيا على الإطلاق. فماذا بعجالة عن الإباضيّة وعن وصولها إلى وادي مزاب.

الإباضيّة مذهب من المذاهب الإسلاميّة وهو من أقدمها نشأة، ذاك أن كتب الفرق والتّاريخ تنسبه إلى الخوارج، لكنّ أهل المذهب جميعا يتبرأون من هذه النّسبة [7]. ذاك أنّهم يعتبرون أنّهم لم يخرجوا عن الإمام عليّ (40/660)، وإنّما بايعوا إماما لهم وهو عبد الله بن وهب الرّاسبيّ (9 صفر 38/ 17 جوان 658)، إذ اعتبروا أنّ عليّا قد تنازل عن بيعته بقبوله تحكيم الحكمين. وقد اتّضح موقفهم خاصّة عندما تجلّت خدعة عمرو بن العاص. وقد كانت لهم مناظرات مع أمير المؤمنين الّذي ناصروه قبل التّحكيم، انتهت بمعركة النّهروان (38/658) الّتي قتل فيها عبد الله بن وهب الرّاسبيّ. فتحوّلت الإمامة إلى عروة ثمّ إلى أبي بلال مرداس بن حدير الّذي كان يصدر رأيه عن الإمام جابر بن زيد (93/711) [8]. وكانت هذه الجماعة تطلق على كيانها إحدى التّسميات التّالية: جماعة المسلمين، أهل الاستقامة، أهل الدّعوة، إلى أن برز في الواجهة السّياسيّة الإمام عبد الله بن إباض (86/705) [9] وانظمّ مع المحكّمة إلى عبد الله بن الزّبير (75/695)، فلمّا تبيّن لهم أنّه عثماني المنزع اعتزلوه وعقدوا لهم اجتماعا في صومعة البصرة (64/683)، فنادى من نادى منهم بالخروج والاستعراض وتكفير المسلمين كفر شرك وعلى رأسهم نافع بن الأزرق (65/685)، فامتنع عبد الله بن إباض وهو اللّسان النّاطق باسم الجماعة الّتي يقودها الإمام جابر بن زيد سرّا عن مثل هذا الموقف ودعا إلى بالقعود والتّريّث، فوصمت جماعته بالقعدة [10]، وسمّيت الإباضيّة نسبة إلى عبد الله بن إباض. وهذا التّاريخ 64/683 يعتبر اللّحظة الحاسمة الّتي نشأت فيها هذه الفرقة سياسيّا وعقديّا ليتجلّى فقهها بعد ذلك شيئا فشيئا على يدي إمامها جابر بن زيد ذاك الّذي استقرّ في البصرة واتّخذها منطلقا للدّعوة في الكتمان رغم مضايقات الدّولة الأمويّة وتسلّط واليها على العراق الحجّاج بن يوسف (95/714).

وما أن توفّي الإمام جابر بن زيد حتّى خلفه تلميذه أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التّميمي بالولاء (145/762) [11] وبإمامته تبلورت أسس المذهب سياسة وعقيدة وفقها فعرفت مسالك الدّين في السّياسة وهي الظّهور والدّفاع والشّراء والكتمان [12]، وتأصّلت في العقيدة أسس تنزيه الباري تعالى وبقيّة أسس هذه العقيدة [13]، وتجلّت الخطوط الرّئيسيّة للفقه وأصوله قائمة على الأحوط في أغلب الاختيارات، مع المرونة عند الاحتياج إلى ذلك [14].

وعلى عهد أبي عبيدة أعلنت إمامة الظّهور في اليمن والمدينة المنوّرة مع ثورة الإمام عبد الله بن يحيى طالب الحقّ (130/748) وقائده أبي حمزة الشّاري (130/748). كما أعلنت إمامة الظّهور بعمان مع الإمام الجلندى بن مسعود (134/751)، واستطاع حملة العلم إلى شمال إفريقيا أيضا وهم أبو الخطّاب عبد الأعلى المعافري (144/762) وعبد الرّحمان بن رستم (160ـ171/776ـ787)، وعاصم السّدراتي (ق2/8) وإسماعيل ابن دارار الغدامسي (ق2/8) وأبو داود القبلي النّفزاوي (ق2/8)، أن يعلنوا إمامة الظّهور سنة 140/758 بطرابلس الّتي انتهت سنة 144/762.

وبعد عشرين سنة تقريبا أعلن الإمام عبد الرّحمان بن رستم إمامة الظّهور بتاهرت بالمغرب الأوسط سنة 160/776 وتنتهي هذه الإمامة بعد أن عمّرت قرنا وثلث قرن سنة 296/787 ليتحوّل معها الإباضيّة في شمال إفريقيا إلى الكتمان، وقد حاولوا بعدها الرّجوع إلى الظّهور فشنّوا ثورتين على الدّولة الشّيعيّة [15] لكنّهم لم يتمكّنوا من ذلك فظلّوا على مسلك الكتمان إلى يومنا هذا حيث انحصر كيانهم في جبل نفوسة وزوارة بليبيا وجزيرة جربة بالبلاد التّونسيّة وبوادي مزاب بالجزائر.

وتذكر المصادر أنّ الأمازيغ اعتنقوا الإسلام عند انتهاء الفتح الإسلاميّ لشمال إفريقيا سنة 84/703، ولمّا ظهرت المذاهب الفقهيّة سبقت إلى وادي مزاب أصول المعتزلة فأخذوا بها، وكانوا يسمّون واصيلة، نسبة إلى واصل بن عطاء (131/748). يقول إبراهيم مطياز: "فالمعتزلة الّذين كانوا في هذا الموطن... كانوا منعزلين عن بني رستم، بل كانوا يحاربون الرّستميّين [16]." وأشهر علمائهم في هذا العهد سليمان بن عبد الجبّار دفين العطف، وكان معتزليّا.

ويجمع المؤرّخون على أنّ تحوّل أهل وادي مزاب إلى المذهب الإباضيّ يرجع سببه إلى الدّعوة الّتي قام بها الدّاعية أبو عبد الله محمّد بن بكر. وتذكر المصادر أنّ لأبي عبد الله راعيا كان يرسله إلى وادي مزاب، كما أنّه بعد رجوعه إلى أريغ سنّ لنفسه سنّة وهي أن يرجع هناك مع طلبته كلّ سنة وذلك في فصل الرّبيع إذ كان يقضي الشّتاء في أريغ [17]. ولم يكن أهل وادي مزاب ليقبلوا رعاية أغنام أبي عبد الله بيسر في باديتهم إذ كانوا يسطون عليها [18] ويذكر إبراهيم مطياز أنّ هذا الانتقال إلى وادي مزاب كان بعد مشورة طويلة بين مشائخ أهل الدّعوة في أريغ: "انعقد مؤتمر بأريغ حوالي 420/ 1030 للنّظر في مسائل تهمّ الوطن منها قضيّة اللاّجئين من فلول رعايا بني رستم... وقد غصّ أريغ بسكّانه وبأولئك اللاّجئين... فانتدب لذلك الشّيخ أبو عبد الله لأداء هذه المهمّة فقام بها على أحسن وجه، واستقرّ الرّأي في النّهاية على النّزوح إلى هذا الوطن ـ وادي مزاب ـ وتعميره بما يصلح سكّانه المعتزلة من العلم والألفة وحسن الجوار... وفي عام 422/1032 وصل بلدة العطف الوسط المعمور أكثر من غيره بالمعتزلة، وكان ذلك بعد موت عالم الوطن سليمان بن عبد الجبّار[19]."

ويلاحظ الشّيخ مطياز أيضا أنّ نضال أبي عبد الله كان طويلا لتحويل هؤلاء المعتزلة إلى الإباضيّة فكلّفه ذلك أن قتلوا ابنه إبراهيم. كما أنّ تحوّلهم هذا لم يكن جماعيّا ولا فوريّا ويذكر بعض الأدلّة على ذلك منها: "وجود مقبرة في بونورة من النّفوسيّين ماتوا في بعض المعارك بين المعتزلة والنّازحين إلى مزاب وذلك أواخر القرن الخامس/ 11.

هكذا عرفنا كيف استقرّ الإباضيّة في وادي مزاب فكيف عمروها ؟

تأليف فرحات بن عليّ الجّعبيري

المراجع:

[1]ـ عليّ يحيى معمّر: الإباضيّة في الجزائر. مكتبة وهبة ط 1 القاهرة. ص 409 ـ 450 . 1399/1979.

G. Marcy : Le Mzab et les bérbéres ibadhites de l’Algérie. Bultein de l’enseignement. Publié au Maroc. N° 169. Juill-Sep 1941. P 210 – 228.

L. d’Armagnac : le Mzab et le pays. Chaamba. Algérie, Baconnier, 1934…

[2]ـ Cf : Mogens Herman Hansen : Poleis and City-States, 600 – 323. A Comprehensive Research Programme.

وقد اعتمد مقال:

E.E.A. Alport : The Mzab. Arabes and Berberes (London 1972) ; 141-152. P 9-17

وقد اطّلعنا على المقال في طبعته الثّانية. وثيقة مرسلة من الكاتب نفسه وهو مدير هذا المركز.

[3]ـ نفس المقال ص 11.

[4]ـ انظر الخريطة رقم 1. ر. يوسف بن بكير الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب. دراسة اجتماعيّة واقتصاديّة وسياسيّة. المطبعة العربيّة. غرداية 1992ص 9. MZAB 2EI .

[5]ـ نسبة إلى واصل بن عطاء (131/748). مؤسّس فرقة المعتزلة. ر. الزركلي: الأعلام. 9/121.

[6]ـ الجّعبيري: نظام العزّابة عند الإباضيّة في جربة، نشر المعهد القوميّ للآثار بتونس. المطبعة العصريّة تونس 1975 ص 29 ـ 57.

[7]ـ Of. Ennami A.K : Studies in ibadism. A thesis submited to the University of Cambridge for the degree of Doctor of Philosophy. Fitzwillam College, Cambridge. May / 1971 polycope P 1 – 53.

عليّ يحيى معمّر: الإباضيّة بين الفرق الإسلاميّة، مطابع سجلّ العرب . ط 1 1396/1976. عدّة فصول في الموضوع.

فرحات الجّعبيري: البعد الحضاري للعقيدة الإباضيّة: ط جامعة السّلطان قابوس، سلطنة عمان 1987 ص 31. 91.

Mikko. Vehkavaara : « The distinctive features of al.labàdia » . studia orientalia. Edited by the finish oriental society. Volume 82. P 129 – 145 . Helsinki 1997.

[8]ـ وقد غفل Alportتماما عن ذكر جابر بن زيد في عرضه التّاريخيّ الّذي مهّد به لبحثه عن مزاب الّذي ذكرناه في تعليق عدد 2. Ennami ; Studies p 54-93

[9]ـ عوض خليفات: نشأة الحركة الإباضيّة. مطابع دار الشّعب عمّان الأردن 1987. 75. 85.

[10]ـ لقب يقصد به التّهجين، فهو عند الخوارج من التّخاذل.

[11]ـ مبارك الرّاشدي: الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة وفقهه. مطبعة الوفاء. المنصورة. 1413/1993.135ـ94 Ennami ; Studies

[12]ـ مسالك الدّين عند الإباضيّة أربعة وهي: الظّهور: الإمامة الفعليّة للإباضيّة وهي شورى بينهم. الدّفاع: تعيين إمام في حالة محاربة العدوّ وتنتهي إمامته بانتهاء الحرب. الشّراء: من شروطه أن يجتمع أربعون من المخلصين فيبيعون أنفسهم في سبيل الله، وهدفهم معسكر السّلطان، ولا يقاتلون إلاّ من قاتلهم. الكتمان: تكوين نظام داخليّ للإباضيّة. عمر بن جميع: مقدّمة التّوحيد ط 2/1392/1973 ص69.

[13]ـ الجّعبيري: البعد الحضاري للعقيدة الإباضيّة.

[14]ـ الرّاشدي: أبو عبيدة.

[15]ـ الجّعبيري: نظام: ص 5 ـ 6.

[16]ـ إبراهيم مطياز: تاريخ وادي مزاب خ مكتبة الحاج سعيد. غرداية ص 6. الحاج سعيد: عن تاريخ بني مزاب. ص 16.

[17]ـ الجّعبيري: نظام: 24ـ25.

[18]ـ ن. م: 39.

[19]ـ الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب: 24.

وثيقة قديمة فيها اسماء القصور

c 7قديمة ذكرت فيها اسماء القصور كما هي متداولة باللغة الأمازيغية

تغردايت

آت يسدجن

آت مليشت

آت بونور

تجنينت

من له معلومات أخرى عن هذه الوثيقة والمرجع