العادات والتقاليد مناسبات في برڤان
تتميز قرى مزاب ومنها بريان ببعض العادات والتقاليد منها:
1-الزيارة:
يقيمها الإباضيون في الأسبوع الأول من شهر أفريل طلبا لحفظ الغلال، يُعلَن عنها في المسجد وفي صباح ذلك اليوم يلتقي المشايخ والشباب في المسجد بربورة.
يدعون الله ثم ينطلقون نحو المقبرة الكبيرة ثم ناحية بودواية وناحية جبل أمي عامر في سد بن عطا الله، ثم الشيخ صالح بالزرقي ثم السودان أرجال العرمة وفي الأخير الرجوع إلى المقبرة وبهذا يكون الموكب قد طاف حول البلدة ودعا الله ليحفظ الغلال والمحاصيل المنتظرة في ذلك العام وفيها بعض المشايخ يرددون:
باسم الله يالله يارحمن…. يا رحيم يالله وارحمنا
وبعدهم يكرر العامة والصبيان هذا الدعاء وتحكى لهم بعض الوقائع التاريخية التي حدثت في البلدة.
ما يذكر قديما يوم الزيارة في بعض مشاهد بريان ويقال عند المقبرة الكبيرة للعامة محاذية لسور البلد مشهورة تزار وتوزع فيها الصدقة مع قراءة القرآن شتاء، ومما يقال عند بودواية وناحية بوكراع أن هذا المشهد سببه أن الأوائل فيما مضى شاهدوا صفوفا محيطة بالبلدة تأهبوا للدفاع عنها.
ومما يقال عند ناحية السد الذي يزار بوادي بن عطا الله وسببه أنه مات رجال من أهل مزاب وأهل البلد بريان في حدود مزاب مظلومين فإذا بصخرتين عظيمتين تسقطان من الجبل هناك إلى أن بلغتا وسط الوادي عند ذلك المقام فتزامنت تلك الساعة، فإذا هو الوقت الذي مات فيه الرجال ظلما رحمهم الله.
ومما يقال عند ناحية الزرقي أنه مقام يزار وسببه أن أهل بريان قد سمعوا أحيانا في ذلك المحل همس المشي وقراءة القرآن ليلا فإذا أصبح الصباح فقدوا ذلك منالمكان، فلم يجدوا شيئا يعني من أثر المشي أو غيره، وهو مقام الشيخ صالح.
ومما يقال عند موضع أشكّالْ قريب من البلدة وأنه وقع في الأجنة هجوم خارجي فحاصروا البلدة ولم يتمكنوا من الدخول فيها واجتمعوا في الناحية المسماة بالشكال قريبة من مقام الشيخ صالح وهو يسمى بأمي صالح الغرداوي، فصاروا يطبخون عشاءهم وغداءهم وهناك فإذا بطيور خضر الألوان تطير فوق رؤوسهم فأرسل الله عاصفة رملية على هؤلاء الغزاة فانهزموا جميعا وتركوا قدورهم بطبيخها في ذلك المكان.
ومما يقال في موضع بن جروة أنه يسمى برجال العرمة، ومما يقال في مقام يسمى وادي عباد أنه يزار والمقبرة المذكورة أولا تكون الصدقة فيها شتاء مع الأوقاف والمسجد الجامع الذي في البلد تكون فيها ختمات القرآن في ليلة الجمعة وليلة الإثنين ويتصدق فيه.
ومما يقال في موضع من جنوب البلد في الجبل الشرقي للوادي أنه صحن محوط يسمى شيخ أمي عامر أسسه الشيخ أطفيش رحمه الله في سنة 1315ه رأى في ذلك منام خير، ويقصده الناس بالزيارة والذكر كل سنة ويجعلون فيه الصدقة في فصل الربيع.
ومما يقال في سفح جبل بوكراع شرق البلد غرب الجبل الذي فيه مقام الشيخ عامر أنه مسجد قديم انهدم سقفه وبقي حيطانه يقصد بالزيارة والصدقة)[1](.
والمقامات المذكورة لزيارتها يوما خاصا في فصل الربيع يقصدها الناس بالذكر والدعاء والصدقة.
2-تنوباوين:
معناها"نصيب الموتى" وهي أوقاف في شكل خبز وكسكس ولحم جاهز للأكل، حبسها الأسلاف وتوارث الأجيال تقديم هذه الصدقات أبا عن جد، تخرج من أهلها وتنقل إلى المسجد ويتم تجريدها في سجلات خاصة ثم توزيعها والتصدق بها على الناس.
قياسها 5 أمدود إلى 12مدا و "المد" هي وحدة قياس قيمتها900غرام، وزمن هذه العادة هو شهر أفريل وجوان.
أهمها:
-وقف بابا والجمة "أتنوبا باباو الجمة".
-وقف الغياب "أتنوبا إنغبن" موتى خارج البلدة.
-وقف نوغلان "أتنوبا نوغلان".
-وقف مقبرة الصيف "أتنوبا ن الصيف".
-وقف مقبرة الشتاء "تنوبا نتجرست" .
3-إحتفال بالسنة الأمازيغية(ينّار):
بقدوم يوم 12جانفي من كل سنة، تقوم الأسر بطبخ أطباق تسمى بالرفيس وإسفار والشخشوخة وما يتبعه من الحلويات احتفالا بهذا اليوم.
4-المولد النبوي الشريف:
يتم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في ليلة 12ربيع الأول من كل سنة.
ويتوجه الأطفال الصغار مع آبائهم وكذا الرضع إلى المسجد في مساء هذا اليوم بين صلاة المغرب والعشاء، بعد أن يرتدوا أجمل الثياب ويحتفل بهذه الليلة الشريفة وهي ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقوم أعضاء حلقة العزابة من المشايخ بالتلفظ بعبارات، ويردد معهم الأطفال هذه العبارات.
مولود النبي محمد المصطفى….. سراج المنير صلى الله عليه وسلم
البشير النذير محمد المصطفى …. سراج المنير صلى الله عليه وسلم
وذلك بلحن وإيقاع معروفين لدى الناس جميعا إلى يومنا هذا[2].
هكذا نحتفل بالمولد النبوي في برڤان بقلم يوسف بن يحي الواهج
نصيب الأطفال من المناسبة
قبيل أذان المغرب من ليلة المولد النبوي الشريف، أي يوم الحادي عشر من ربيع الأوَّل، تُلبس الأمُّ لأبنائها وبناتها دون سنِّ البلوغ، جديد وأنظف الملابس؛ وبعد أذان المغرب يأتي الوالد ليتسلَّم الأبناء والبنات من أمِّهم ليصحبهم إلى المسجد.
وفي حرم المسجد، يجد الأطفال نخبة من كبار أعضاء الهيئة الدينية (العزابة) في صدر صحن المسجد، فيجلس الصغار أمامهم صفوفا على فرش مهيَّئة خصيِّصا لهم.
فيقول المشايخ: مولود النبي مولود محمَّد المصطفى، سراج المنير صلَّى الله عليه وسلَّم.
فيعيد الأطفال العبارة بعدهم، ثمَّ يعيد المشايخ قراءة العبارة ويكرِّرها الأطفال وراءهم، وهكذا تُردَّد الصلاة على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم على هذا المنوال الانشادي، يصل عدد المرَّات حوالي خمسين مرَّة.
ثمَّ تتغيَّر العبارة إلى: البشير النذير المصطفى سراج المنير صلَّى الله وعليه وسلَّم.
تتكرَّر هذه العبارة خمسين مرَّة أيضا، مثلها مثل سابقتها، وبنفس الطريقة، بين المشايخ والأطفال الصغار.
وبعد الصلاة على رسول الله عليه السلام، يلقي أحد المشايخ من أعضاء حلقة العزَّابة كلمة يتحدَّث فيها عن مناقب الرسول، وفضل الصلاة عليه، ووجوب محبَّته، ويدعو الكبار والصغار والرجال والنساء إلى الاقتداء بالرسول، سيِّدنا محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم، واتباع هديه ونهجه في كلِّ مناحي الحياة.
ملاحظة:
هذه الطريقة الاحتفالية الخاصة بالأطفال، تجري في بلدية بريان تحديدا، وهناك طرق أخرى في المدن المزابية الأخرى كبني يزجن، أتمنَّى من مثقَّفي كل مدينة من مدن مزاب أن يعرِّفونا بنصيب الأطفال من احتفاليات المولد النبوي الشريف.
5-الأعراس:
قديما كانت تقام أعراس فردية كما جرت العادة إلى غاية تاريخ 17صفر 1382ه الموافق ل19جويلية 1962م وهو التاريخ الذي وقع فيه العرس الجماعي الأول في تاريخ بريان حيث تخرجت بعثة طلبة بريان في تونس، وتم التفكير من ذوي الرأي من أسرة الفتح[3]، مع أعضاء من حلقة العزابة في التحضير للعرس الجماعي الأول وتم استقبال الضيوف الذين توافدوا إلى بريان، فكان طهي الطعام في عشيرة آل بالناصر، و"لنعام"[4].في سوق البلدة القديم، أما كأس الشاي والحجبة فكانا في غابة الواهج يحي بحي بن عسكر، ولم يتكرر مثل هذا العرس إلى غاية سنة 1982م، حيث أحيى فكرة الأعراس الجماعية منظم الأعراس الفردية لعساكر الحاج إبراهيم المعروف بالزعيم واقترحها على السيد بودي عمر، وتم التخطيط مع العزابة منهم الشيخ بكير أرشوم والحاج قاسم بهدي والحاج يوسف تربح والحاج أحمد قلو والحاج داود موسلمال والطالب باحمد عبد الله وبعد ذلك تم تنظيم العرس وإعداد اللجان لتحضير الوليمة الكبرى فالعرس الأول في مدرسة الفتح وكانت الدعوة عامة، ومازال هذا النوع من الأعراس مستمرا إلى تاريخ اليوم، وفي السنوات الأخيرة أقاموا العرب المالكية الأعراس الجماعية في بريان.
6-الفرق الفنية والفلكلورية والرياضية والكشفية والفروسية:
-فرقة المدائح المعروفة بفرقة بن عشار تساهم في إحياء أفراح الأعراس.
-الفرقة الرستمية للفلكلور والبارود بإشراف دادة أحمد تشارك في التظاهرات الرسمية والأعراس.
فرقة الخيالة والفروسية كانت تقوم بالاستعراضات في التظاهرات الرسمية في ناحية بودواية.
-الفرقة الرياضية (لعبة تاشورت)[5]* هي فرقة رياضية أسسها المعلم أولاد داود محمد البرياني.
-الفرقة الكشفية تحت قيادة السعودي محمد تساهم في إحياء الحفلات الرسمية([6]).
(1) بريان تاريخ وحضارة دراسة: تاريخية حضارية سياسية اقتصادية اجتماعية دينية ثقافية تأليف إسماعيل بن محمد لعساكر ص135-139
حمو بن صالح بابا وموسى: تقييد مايذكر يوم الزيارة في بعض مشاهد قرى وادي مزاب وبريان(مخطوط). - ([1])
)-مقابلة مع الحاج قاسم بن صالح بهدي بتاريخ 14فيفري 1997.[2](
)-لنعام: هو يوم للتتويج للعرس وفيه تقرأ سورة الأنعام كاملة قراءة جماعية بحضور العزابة.[4](
)(*)-تاشورت بالمزابية هي الكرة، وأول فريق لهذه الرياضة في بريان يعود إلى سنة1935م. [5](
)-مقابلة مع الحاج إبراهيم بن باعلي لعساكر(الزعيم) بتاريخ 02فيفري1996م.[6](
-------